P

اجلواب الكايفملن سأل عن الدواء الشايف

معالي الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

المكان:تاريخ المحاضرة:

الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء(14الشافي )

2

بسم هللا الرحمن الرحيم.الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وأصحابه أجمعين.

اللهم اغف--ر لن--ا ولش--يخنا وللحاض--رين واعص--منا من الفتن م--ا ظه--ر منه--ا وم--ا بطن أجمعينبرحمتك يا أرحم الراحمين.

أما بعد:قال اإلمام ابن القيم رحمه هللا تعالى:

األشقى الذي كذب}"وك---اغترار بعض---هم بقول---ه تع---الى في الن---ار ال يصالها إال ]س---ورة البق---رة:{أ"عدت للكافرين} وقوله تعالى [16-15]سورة الليل: {وتولى

[14 ]سورة اللي--ل:{فأنذرت"ك"م نارا تلظى}[ ولم يدر هذا المغتر أن قوله تعالى 24 هي ن--ار مخصوص--ة من جمل--ة درك--ات جهنم ول--و ك--انت جمي--ع جهنم فه--و س--بحانه لم يق--ل ال

األشقى}ي--دخلها ب--ل ق--ال س--بحانه [ ولم يل--زم من15 ]س--ورة اللي--ل:{ال يصالها إالعدم صليها عدم دخول.."

صليها صليها.عفا هللا عنك.

لي أخص من الدخول ونفي األخص ال يس--تلزم "وال يلزم من عدم صليها عدم دخولها فإن الص نفي األعم ثم إن ه--ذا المغ--تر ل--و تأم--ل اآلي--ة ال--تي بع--دها لعلم أن--ه غ--ير داخ--ل فيه--ا فال يك--ون

]س--ورة البق--رة:{أ"عدت للكافرين}مضمونا له أن يجنبها وأما قوله تع--الى في الن--ار تقين}[ فقد قال في الجنة 24 [."133 ]سورة آل عمران:{أ"عدت للم"

إذا م��ا ال��ذي للفاس��قين؟ إذا ك��انت الن��ار أع��دت للك��افرين إذا ك��انت الن��ار أع��دت للك��افرين والجن��ة أعدت للمتقين فماذا للفاسقين؟ ال شك أنهم لهم شيء حظ من النار ومآلهم إلى الجن��ة إن ش��اء هللا تعالى فال يغتر اإلنسان بمثل قوله ج�ل وعال أع�دت للك�افرين أنه�ا ال ي�دخلها إال الكف�ار ب�ل ج��ائ

وارد"ها}في صريح القرآن نك"م إال [ فالورود ال ب�د من�ه لكن71 ]سورة مريم:{وإن مدر منها يحت��اج إلى عم��ل يحت��اج إلى احتي��اط واهتم��ام ماذا عن الصدر الورود مضمون لكن الص

على كل حال الورود ال بد منه والمرور..طالب: ...........

ال ال، المرور على الص��راط الم��رور على الص��راط لكن الم��رور الم�رور م��ا في��ه ش��ك أن��ه ورود المرور ورود ويبقى أن اإلنسان كيف يتجاوز هذه المرحلة ه��ل يتجاوزه��ا باألم��اني ه��ل يتج��اوز ه��ذه المرحل��ة بالتفري��ط؟ ويق��ول م��ادام ه��و مس��لم والمس��لم مآل��ه إلى الجن��ة نعم مآل��ه إلى الجن��ة لكن

نبىء عبادي أني}يبقى أن���ه ارتكب ذنوب���ا رتبت عليه���ا عقوب���ات رتبت عليه���ا عقوب���ات و العذاب" األليم حيم" و أن عذابي ه" ور" الر -49 ]س��ورة الحج��ر:{أنا الغف"

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

[ ألن بعض الن��اس يغ��تر يق��ول م��ادام م��ا هن��ا خل��ود ي��دخل الن��ار م��دة ويطل��ع مآل��ه إلى الجن��ة50 نق���ول نعم مآل���ه إلى الجن���ة لكن من يص���بر ج���رب ش���ف أنت تص���بر أو م���ا تص���بر علم���ا ب���أن ه���ذه الن��ار ج��زء من س��بعين ج��زءا من ن��ار اآلخ��رة نس��أل هللا الس��المة والعافي���ة ف���االغترار بمث��ل ه��ذه

النصوص والغفلة عن ما يقابلها من نصوص أيضا صحيحة صريحة ال شك أنه تفريط. [ فق---د ق---ال في الجن---ة24 ]س---ورة البق---رة:{أ"عدت للكافرين}"وأم---ا قول---ه في الن---ار

تقين} [ وال ين----افي إع----داد الن----ار للك----افرين أن133 ]س----ورة آل عم----ران:{أ"عدت للم" ي--دخلها الفس--اق والظلم--ة وال ين--افي إع--داد الجن--ة للمتقين أن ي--دخلها من في قلب--ه أدنى مثق--ال ذرة من اإليمان ولم يعمل خيرا قط وكاغترار بعض--هم باالعتم--اد على ص--وم ي--وم عاش--وراء أو يوم عرفة حتى يقول بعضهم صوم يوم عاش--وراء يكف--ر ذن--وب الع--ام كله--ا ويبقى ص--وم عرف--ة زي--ادة في األج--ر ولم ي--در ه--ذا المغ--تر أن ص--وم رمض--ان والص--لوات الخمس أعظم وأج--ل من

صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر." وج����اء ه����ذا القي����د في كث����ير من النص����وص وج����اء أيض����ا م����ا لم تغش كب����يرة م����ا اجتنبت الكب����ائر

»الص��لوات الخمس ورمض��ان إلى رمض��ان والعم��رة إلى العم��رة والجمع��ةرمضان إلى رمضان ف��إذا اغ��تر»م��ا لم تغش كب��يرة« وفي رواي��ة إلى الجمع��ة كف��ارات لم��ا بينه��ا إذا اجتنبت الكب��ائر«

ض نفس��ه لعقوب��ة هللا ج��ل ط ومعر على مثل هذه الن صوص وغفل عن هذا القيد ال شك أنه مفروعال.

"فرمض--ان إلى رمض--ان والجمع--ة إلى الجمع--ة ال يقوي--ان على تكف--ير الص--غائر إال م--ع انض--مامترك الكبائر إليها فيقوى مجموع األمرين على تكفير الصغائر فكيف.."

قد تقوى هذه العبادات العظيمة على تكفير الصغائر قد تقوى ه��ذه العب��ادات العظيم��ة على تكف��ير الص��غائر ول��و لم تجتنب الكب��ائر لكن اجتن��اب الكب��ائر اجتن��اب الكب��ائر كفي��ل بتكف��ير الص��غائر فه��و

ر}من المكف�����رات اجتن�����اب الكب�����ائر مكف�����ر إن تجتنب"وا كبآئر ما ت"نهون عنه" ن"كف"م [ يعني الصغائر فرمضان إلى رمض��ان والجمع��ة إلى31 ]سورة النساء:{عنك"م سيئاتك

الجمعة والعمرة إلى العمرة والص��لوات الخمس ه�ذه كله�ا مكف�رات للص��غائر وأم��ا الكب��ائر فال ب��دلها من توبة وكذلك اجتناب الكبائر كفيل بتكفير الصغائر.

"فيقوى مجموع األم-رين على تكف-ير الص-غائر فكي-ف يكف-ر ص-وم ي-وم تط-وع ك--ل كب-يرة عمله--ا العبد وهو مصر عليها غير تائب منها هذا محال على أنه ال يمتنع أن يكون صوم ي--وم عرف--ة

ويوم عاشوراء مكفرا لجميع ذنوب العام على عمومه وتكون من نصوص.."ويكون ويكون ويكون من نصوص الوعد..

»ومن حج ولم ي���رفث ولم »الحج الم���برور ليس ل���ه ج���زاء إال الجن���ة»بعض الن���اس يغ���تر يق���ول تجده يزاول المنكرات ثم يحج ويرى أن هذا الحج يكف��ريفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه«

الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء(14الشافي )

4

لجمي��ع م��ا ارتكب��ه ه��ذا اغ��ترار ب��ل غ��رور وفي الح��ديث الص��حيح في البخ��اري لم��ا ذك��ر ح��ديث »من توضأ نحو وض��وئي ه�ذا ثم ق�ال أش�هد أن ال إل�ه إال هللا وح��ده ال ش��ريك ل�ه دخ�ل الجن�ة من

نعم ال يغ����تر اإلنس����ان بمث����ل ه����ذا النص ألن هن����اكأي أب����واب الجن����ة الثماني����ة ش����اء وال تغ����تروا« نصوص وعيد هذا من نص��وص الوع�د لكن هن�اك أيض��ا نص��وص وعي�د وال ب�د من الت�وازن في حال المس�لم ال ب�د من النظ��ر إليهم�ا بعين الع��دل واإلنص��اف فكم��ا يعم�ل بنص��وص الوع�د ويرج��و

ما رتب عليها أيضا يجتنب ما جاء في نصوص الوعيد ويخشى من عاقبتها.عفا هللا عنك.

"ويكون من نص--وص الوع--د ال--تي له-ا ش-روط وموان-ع ويك--ون إص-راره على الكب--ائر مانع--ا منالتكفير."

نعم ه���ذه أس���باب للتكف���ير أس���باب لتكف���ير ال���ذنوب لكن يبقى أن األس���باب ال ت���ترتب عليه���ا آثاره���ا حتى تنتفي الموانع ال بد من انتفاء الموانع أما إذا لم تنتف الموانع ف��إن األس��باب ال تعم��ل عمله��ا

ال تعمل عملها. "ويكون من نص--وص الوع--د ال--تي له-ا ش-روط وموان-ع ويك--ون إص-راره على الكب--ائر مانع--ا من التكفير فإذا لم يصر على الكبائر ساعد الصوم وعدم اإلصرار وتعاونا على عموم التكفير كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متس--اعدين متع--اونين على تكف--ير الص--غائر

ر عنك"م}م---ع أن هللا س---بحانه ق---د ق---ال إن تجتنب"وا كبآئر ما ت"نهون عنه" ن"كف"م [ فعلم أن جع--ل الش--يء س--ببا للتكف--ير ال يمتن--ع أن يتس--اعد31 ]س--ورة النس--اء:{سيئاتك

هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم من-ه وأتم من-ه م-عانفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوى وأتم وأشمل."

نعم مث���ال ذل���ك ش���خص في ح���ال ب���رد ش���ديد في ح���ال ب���رد ش���ديد ق���ل درج���ة الح���رارة ص���فر مثال ولبس من الثي��اب م��ا يعين��ه على دف��ع ه��ذا ال��برد وأوق��د الن��ار ف��اجتمع أك��ثر من س��بب الن��ار ال��تيا اجتم��ع ه��ذان الس��ببان لكن اف��ترض أن عن��ده ينبعث منه��ا ال��دفء والثي��اب ال��تي ت��دفع ال��برد أيض�� ن���ار وليس عن���ده ثي���اب وه���و في ال���بر الن���ار إذا أدف���أت الوج���ه وم���ا في س���مته ف���الظهر وم���ا حول���هض ولو افترضنا أن عليه ثياب وليست عنده نار وبرد شديد وه��و في ال��بر مثال ال ش��ك أن��ه معر قد ال يعمل السبب الواحد عمله فإذا تضافر أكثر من سبب استفاد ب��إذن هللا ج��ل وعال وق��د يوج��د ويتض��افر أك��ثر من س��بب يعارض��ها م��انع أق��وى منه��ا فال ت��ؤتي ه��ذه األس��باب ثماره��ا فال ب��د من توافر األسباب التي تقاوم ما جعلت سببا له وال بد أن تنتفي الموانع التي تمن��ع من ت��أثير الس��بب

وترتب األثر على السبب. »أنا عند حسن ظن عبدي"وكاتكال بعضهم على قوله -صلى هللا عليه وسلم- حاكيا عن ربه

يع--ني م--ا ك--ان في ظن--ه ف--إني فاعل--ه ب--ه وال ريب أن حس--ن الظن إنم--ابي فليظن بي م--ا ش--اء«

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

يكون مع اإلحسان فإن المحسن حس--ن الظن برب--ه أن--ه يجازي--ه على إحس--انه وال يخل--ف وع--ده ويقب--ل توبت--ه وأم--ا المس--يء المص--ر على الكب--ائر والظلم والمخالف--ات ف--إن وحش--ة المعاص--ي

والظلم والحرام والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه وهذا موجود في الشاهد فإن.."ر ق��د يق�ول قائ��ل ص��ح الح��ديث عن�ه -علي�ه الص��الة والس�الم- أن الكالم الكالم النظ��ري ق��د يتص��و من حج فلم يفس���ق ولم ي���رفث رج���ع من ذنوب���ه كي���وم ولدت���ه أم���ه وي���رتكب المعاص���ي والف���واحش والمنك���رات ثم يحج ويق���ول لن أرفث ولن أفس���ق أال ي���دري ه���ذا المس���كين أن���ه ال يمكن أن يوفق للحج دون رفث وال فسوق وقد استرسل في المعاصي لن يوفق شخص حياته وطول عم��ره في القي���ل والق���ال في الكالم ال���ذي ال قيم���ة ل���ه ب���ل في الكالم الح���رام أحيان���ا وه���ذا يري���د أن يحج وال ي��رفث وال يفس��ق ه��ذا ال يمكن أن يوف��ق له��ذا والش��واهد ظ��اهرة كم من إنس��ان يري��د الوع��د ال��ذي رتب على الحج الم��برور لكن ه��ل يوف��ق ولم يق��دم في ح��ال الرخ��اء م��ا يعين��ه على ب��ر الحج؟ ال يمكن إال إذا ت����دارك هللا ج����ل وعال اإلنس����ان في لحظ����ة من لحظات����ه خاض����عا بين يدي����ه منكس����را

منطرحا ثم بعد ذلك يتدارك بتوبة نصوح هذا فضل هللا. "وهذا موج--ود في الش--اهد ف--إن العب--د اآلب--ق المس--يء الخ--ارج عن طاع--ة س--يده ال يحس--ن الظن

به..". ال يحسن الظن

"ال يحسن الظن به."عفا هللا عنك.

"وال يج--امع وح--دة اإلس--اءة إحس--ان الظن أب--دا ف--إن المس--يء مس--توحش بق--در إس--اءته وأحس--ن الن--اس ظنا برب--ه أط--وعهم ل--ه كم--ا ق--ال الحس--ن البص--ري رحم--ه هللا: إن الم--ؤمن أحس--ن الظن

بربه فأحسن العمل وإن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل."يكفي يكفي.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك...