األدب اإلسالمي في رحاب األزهر الشريفقراءة تاريخيةتحليلية

الدكتور تأليفصبرى فوزى عبدالله أبوحسين

والنقد األدب أستاذبالزقازيق العربية اللغة كلية في

الشريف األزهر جامعةهـ1433م=2012

بسم الله الرحمن الرحيم الحمــد للــه رب العــالمين، والصــالة والســالم على أشــرف المرســـلين وخـــاتمهم أجمعين، وعلى آلـــه وصـــحبه ومن تبعهم

بإحسان إلى يوم الدين … وبعد : ففي ظــل هــذه الهجمــة الشرســة على األزهــر الشــريف :ــ نحن ــا ـ جامعــا وجامعــة، شــيوخا وأســاتذة أكــاديميين ينبغى لن األزهريين المعاصرين ـ أن نقــدم للقــارئين مــا خطتــه رادتنــا في كل فروع المعرفة، وخصوصا في مجــاالت أســلمة العلــوم، تلــك التى الخالص لألمة اإلبهــا، والــتى ال يقــوم بهــا خــير قيــام، وغــير

0األزهريين األصالءــدة في مصــطلحها، أصــيلة في واألدب اإلســالمي دعــوة جديــارات ــة الغ ــة في مواجه ــرورة ملح ــاءت ض ــد ج ــها، وق مقاييس والتحديات التى تأتينا من كل صوب وحدب، من أعــداء يحــاولون طمس هويتنا وتذويبنا وتمويتنا، حتى نصير قالبا بال قلب، وشــكال بال روح، وبشرا بال آمال أو غايات فيسهل ـــ في نظــرهم، ســحقا

ا ا وعقدي ا وحضاري ومن ثم قام مخلصــو األمــة بالــدعوة0عسكري إلى أسلمة األدب، وقد آتت دعــوتهم ثمارهــا، فصــار لهــذا األدب كتاب ومريدون، ووجد طريقه إلى القلوب والعقــول والمــواهب، وصار في نظر الخصوم يمثل ـــ على األقــل ـــ ظــاهرة أدبيــة من الصعب تجاهلها، وقد تــوالت الكتابــة في بحث هــذا األدب، حــتى ضارت له مصادر أكاديمية كثيرة، متنوعــة مــا بين رائــدة داعيــة،

0وباحثة محققة، ودارسة معرفة فأخــذت أقــرأ المــأثور األزهــري في هــذا الميــدان الفكــريا إبداعا وتنظــيرا وتطبيقــا وأتحــاور مــع أفكــاره حــوارا موضــوعي فاعال، وقراءة هادية ترشــد البــاحثين إلى مــا بــه من رؤى، حــتى ننطلــــق في بحث نظريــــة األدب اإلســــالمي من حيث انتهىــذى السابقون، وال نقع في التكرار الممل، أو اإلطناب المخل، ال وقع فيه بعضــنا لألســف. ومن هنــا تعــددت المنــاهج المتبعــة في الدراسة؛ فـ"المنهج التاريخي" استخدم في عرض مسيرة األدب اإلسالمي في رحــاب األزهــر ومراحلهــا المختلفــة، وبيــان تطــور

3

ــد ــفي" وظف في رص ــري، و"المنهج الوص ــاج العلمي األزه النتــأتي المنهج القضايا األدبية والنقدية لدى أبرز علماء األزهــر، ثم ي التحليلي لمناقشـــتها، وبيـــان معـــالم التنظـــير العلمي لآلداب اإلسالمية، وخصائصه وسماته الفنية من خالل المجال التطــبيقيا ووضــعها في مــوازين النقــد للنصــوص األدبيــة شــعرا ونــثرا فني

واإلنصاف... وقد جاءت هذه القراءة النقدية الهادية في تمهيد وثالثة مبــاحث،

على النحو التالى : : مفهوم أسلمة األدب وتاريخها التمهيد

: األسلمة األدبية في رحاب األزهر الشريفالمبحث األول المبحث الثاني: سياحة في كتاب األدب اإلســالمي للــدكتور

علي صبح. : ســـياحة في كتـــاب األدب اإلســـالميالمبحث الثـــالث

للدكتورصابر عبدالدايم. ولعلــنى بــذلك أكــون قــد قــدمت إضــاءة أولى وتنــويرا في بدايات التعرف على هذا الجهد األزهري وحوله، بحيث يوضع في

مكانه الصحيح من مكتبة األدب اإلسالمي، السبيل، سواء إلى والهادى الموفق والله وهذا

يرفعه، الصالح والعمل الطيب الكلم يصعد وإليه

4

التمهيد: مفهوم أسلمة األدب وتاريخها توطئة:

نــزعت أمتنــا بعــد فــترة من الــتراجع الحضــاري إلى صــحوةــة، إسالمية أصيلة، ليست ليبرالية رأسمالية أو اشتراكية أو قومي

تجاهد في جبهتين: - جبهة التخلف الذاتي الموروث عن حقبة التراجع الحضاري.

- جبهة التحديات الغربية، التي تريد تهميش دور األمة اإلسالمية، ليتأبــد اســتغالل الغــرب وهيمنتــه علىوإلحاقها بالتبعية للغــرب،

عــالم اإلســالم. ولمــا كــانت ســنة اللــه – ســبحانه وتعــالى- في مسارات األمم والحضارات، هي سنة الدورات التي تتداول فيهــا األمم والحضــارات حقب التقــدم وفــترات الــتراجع، ومراحــلــوط، وأســباب النهــوض وآفــات الركــود، الصــعود ومــدارك الهبة تقتضــى الصــحوة، واليقظـة، والحياة والموت- فــإن هـذه السـن

والتجديد، خروجا من دورات الغفلة، والتراجع، والجمود. وصحوة التجديد هي األخرى سنة من ســنن اللــه في االجتمــاعــائل ــددة الفص ــارات. وهي متع ــارات الحض ــاني وفي مس اإلنس والمســـتويات في تجديـــد الـــدين اإلســـالمي لتتجـــدد بـــه دنيـــا

. وقــد ارتبطت الصــحوة اإلســالمية بحلم األمــة في(1)المســلمين راجع في ذلك:)(1

-الصحوة اإلسالمية بين الجحود والتطرف د/يوسف القرضاوى قطــر ســنةهـ.1402

هـ.1405- نظرات فى مسيرة العمل اإلسالمي عمر عبيد حسنة قطر سنة

- حــول إعــادة تشــكيل العقــل المســلم د/عمــاد الــدين خليــل قطــر ســنةهـ1403

مقـــالhttp://www.islamic-council.com0- موقـــع وزارة األوقـــاف: للدكتور/محمد عمارة عن الصحوة اإلسالمية: مفهومها وتاريخها.

5

النهــوض، واالنعتــاق من أســر التخلــف المــوروث، ومن الهيمنــة االســتعمارية والحضــارية الغربيــة، فــدعت إلى أســلمة كثــير من مجاالت الحياة، ومنها المجال األدبي الــذي تصــدر تيــار التغــريبــاألدب ــا يســـمى بـ ــر مـ ــربي. فظهـ ــر الغـ ــتيراد من اآلخـ باالسـ

اإلسالمي... أسلمة األدب:

أسلمة األدب من فصائل الصحوة اإلسالمية وفضــائلها، ويقصـدــبرز ــة تـ ــة من رؤيـ ــة اإلبداعيـ ــا: انطالق األديب في العمليـ بهـــريعة مصداقيته في االلتزام بتوظيف األدب لخدمة العقيدة والش والقيم وتعاليم اإلسالم ومقاصــده، وتــبين إيجابيتــه عنــد معالجــةا، فال قضايا العصر والحياة، التي ينفعل بها األديب انفعاال مستمرــاج أدبي متفــق مــع أخالق اإلســالم وتصــوراته ــه إال نت يصــدر عن ونظرته الشاملة للكون والحياة واإلنسان، في إطار من الوضوحــائر ــه بس ــدين، وعالقت ــان بال ــة اإلنس ــة عالق ــور حقيق ــذي يبل ال المخلوقــات فــرادى وجماعــات، وبشــكل ال يتصــادم مــع حقــائق اإلســـالم، وال يخالفهـــا في أي جزئيـــة من جزئياتهـــا ودقائقهـــا.

وحدد وصبغه إليه حفز بشري، مدني إبداع األدب وأسلمة – السماء ونبأ الله وحى في المتمثل اإللهي التشريع معاييره

كل- دون بها تفردت اإلسالمية لحضارتنا خصوصية وتلك العظيموأرسخها عمرا، المعاصرة الحضارات أطول ألنها الحضارات؛

على استعصاء وأكثرها العثرات، من النهوض درب على قدماو الديني بالمطلق فيها ذلك الرتباط والخصوصية؛ الهوية فقدان

. الخالد اإللهيمفهوم المصطلح:

6

ــهرها: ــدة، من أش ــات ع ــالمي تعريف ــطلح األدب اإلس لمص "التعبير الفني الهادف عن الحيــاة والكــون واإلنســان في حــدود

.(1)التصور اإلسالمي"تحليل المفهوم:

إن وقفة تحليلية لمفردات هذا التعريــف تضــعنا على معــالماألدب اإلسالمي المتغياة والمستهدفة. وهي:

- أداة اإلبداع : )التعبير الفني(: 1ــري ــر التقري ــير المباش ــى التعب ــاه ال يرض ــذا االتج أي أن ه الجــاف، فهــذا اللــون من التعبــير يــدخل في النطــاق العلمي أوــد أن النطاق الحياتي، وال صلة له في المجال األدبي، فــالنص البــة، ــاليب إبداعي ــتمال على أس ــام األول، مش ا في المق ــون فني يكــة، ومن ثم وتقنيات أدبية عالية، تكفل له التميز واإلثارة والجاذبي

التأثير.-غاية اإلبداع: )الهادف(: 2

ــة ــة االجتماعي ــة النفعي ــدعو إلى الغاي ــاه ي ــذا االتج أي أن ها بقضــية مــا لإلبداع، فالبد أن يكون األديب ملتزمــا التزامــا طوعيــع، وليس األدب ــاة، واألدب للمجتمـ ــاألدب للحيـ ــه، فـ في إبداعـ

)( راجع في مفهوم ذلك المصطلح: منهج الفن اإلســالمي لمحمــد قطب1 م، والنقــد األدبي لســيد1983، طبــع دار الشــروق ســنة 477 صـــ6صـــ

، ومقال "مالحظــات حــول تعريــف األدب اإلســالمي للــدكتور7قطب صـعبدالباسط بدر المنشور في كتاب األدب اإلسالمي: فكرته ومنهاجه صـــ

ــنة 86 ــد س ــالمي بالهن ــة لألدب اإلس ــدوة العالمي ــع الن ــ =1401 طب هـ 63م، واألدب اإلســالمي ضــرورة للــدكتور أحمــد محمــد على صـــ1981

م.واألدب اإلســالمي1991هـــ = 1411طبع دار الصحوة بالقاهرة ســنة ــر1987بين النظرية والتطبيق، د/علي صبح سنة م، وبحثه في مؤتمر ال

. وقــد انفــرد هــذام بعنــوان)نظريــة األدب اإلســالمي(1985يــاض ســنة البحث بهذا العنـوان، مـا عـدا ورقـة عمـل كـانت بهـذا العنــوان للمفكـر

اإلسالمي، األستاذ/أنور الجندي، رحمه الله تعالى.

7

ــاة ــة، أو مله الة كالمي ــ ــة، أو مس ــة ذاتي لألدب! وليس األدب متعفنية !-مجال اإلبداع: )الحياة والكون واإلنسان(: 3

ثالث مفردات جامعة متدرجة عن طريــق أســلوب العطــف، تبين مجاالت اإلبداع، وأظن أنها شــاملة لكــل المضــامين األدبيــة

قديما وحديثا: يقصــد بهــا كــل مــا فيهــا من مخلوقــات)الحيــاة(فـــمفردة

وإشكاليات وأفكار ومعتقدات! ( يقصد بها كل ما فيه من مخلوقات سماوية)الكونومفردة

وأرضية، السيما غير العقلي والجامــد منهــا، من كــواكب ونجــومــد وبــرق وذرات ومجــرات وريــاح وســحاب وغيم ومطــر ورعــار وزالزيل وبراكين وطير وطائرات ونبات وشجر وأعاصــير وأنه

وبحار وحيوانات ...إلخ يقصد بها ذلك الكائن الناطق العاقل بكل)اإلنسان(ومفردة

إشــكاليات وقضــاياه ورؤاه، وأحالمــه وآالمــه، ومظــاهر عيشــتهالمختلفة، واتجاهاته الفكرية المتنوعة.

- ضابط اإلبداع: )التصور اإلسالمي(: 4 وعبــارة )وفــق التصــور اإلســالمي( تحــدد الضــابط األســاس الــذي ينظــر إليــه المبــدع اإلســالمي ويحتكم، ويقصــد بمصــطلح

ما جاء في القـرآن الكـريم، والسـنة النبويـة"التصور اإلسالمي" الشــريفة، وفهم الســلف الصــالح من الصــحابة والتــابعين وكبــار الفقهاء قديما وحــديثا ومعاصــرا لإلبــداع األدبي وقضــاياه. والــتي

معايير مؤسسة لما يسمى "النقد األدبي اإلسالمي".تمثل ضرورة األسلمة في األدب الحديث

8

األدب العربي جــزء حي نــابض من أجــزاء الــتراث العــربي الضخم الخالد، إنه أدب أمة عريقة، وأدب لغـة عتيقــة، "وال أظن أدبا معاصرا، له من العمر ما لألدب العــربي. إن أقــدم نص أدبي في أية لغة أوربية معاصرة ـ مثال ـ ال يتجاوز القرن الثاني عشــر الميالدي بحال، وما قبله فآداب أخرى، اندثرت أو أصبحت تاريخا يــدرس … أمــا األدب العــربي فأقــدم نص فيــه يعــود إلى مطلــع النصف الثــاني من القــرن الخــامس الميالدي، أي لــه من العمــر

. أو يزيد!(1)ألف وخمسمائة عام كاملة" وقد شكل اإلسالم األدب العربي تشكيال عميقا تاما، فجعلــه أدبا يعــبر عن أدق االنفعــاالت وأرق العواطــف وأنبــل المشــاعر،ــوغه في ظل النفس السوية، أدبا ينطلق من أعظم عقيدة، وتص أعظم لغة، وينتسب إلى أكرم أمة: أمــة اإلســالم، الممتــدة فيا؛ ألنــه مرتبــط ا عالمي ا إنســاني التاريخ، صار األدب العربي إســالمي بكل مصادر القوة والعظمة، وقــوة مصــادره ثابتــة مســتمرة في قوتها، فالعقيدة ربانية ماضـية مــع األيــام بكـل عظمتهـا ونورهـا، وقد تعهد الله بحفظها، وفي حفظها حفظ للغتها وأدبها، ومن ثم فهي عناصر متجددة، ماضية أبــد الــدهر إن شــاء اللــه تعــالى، ال تهون لها عروة أبدا إال البشر: تلك الطاقة البشرية التي تضعف وتقــوى، تتحــد وتتمــزق، تعلــو وتهبــط على ســنن اللــه الســائرة

وحكمه وقوانينه الغالبة. ولكن األمة اإلسالمية ذاتهــا، واألدب اإلســالمي ذاتــه، مهمــا غلب عليهما الضــعف واالنحــدار أو غلب الهــوان واالســتكانة في مرحلــة من مراحــل التــاريخ، فإنهمــا يظالن يحمالن بــذور القــوة والعزة، وجذور النمو والرفعة، وعناصر الخير والبركة، حتى يأذن الله فتنهض األمة وينهض أدبها، وتعلــو األمــة ويعلــو أدبهــا ويعلــو شــأنها لتكــون كلمــة اللــه هي العليــا، هــدف عظيم ألدب عظيم،

.(2)تقوم عليه عمارة األرض وحضارة اإلنسان وسعادة البشرية

ــ1 ، د/ الطــاهر أحمــد مكي، طبــع دار11)( دراســة في مصــادر األدب صـم.1977المعارف سنة

)( راجع في ذلك : خصائص األدب العربي صـ أ / أنور الجنــدي، طبــع دار2 ـ13م، واألدب اإلســالمي: إنســانيته وعالميتــه صـــ1980االعتصام ســنة

، د/ عــدنان رضــا النحــوي، طبــع دار النحــوي للنشــر والتوزيــع ســنة140م1987

9

وليس األدب اإلســالمي مســتحدثا في عصــرنا، أو منهجــا ـ إمام البيان،طارئا؛ ألنه أدب القرآن الكريم، وأدب الرسول ـ

ــوتهم ــ في ق ــذ وجــدوا ـ ــ من ــاء، أدب المســلمين ـ وأفصــح البلغ وضعفهم، في فرحهم وترحهم، ما داموا يستمدون تصــورهم من مصدري الشرع الحنيف اللذين رسما لنــا منهج الحيــاة الشــامل، بما فيها األدب، ومن ثم ال يســتطيع من تظلــه حيــاة اإلســالم أن يبدع خارج منهجه، وال يستطيع أن ينشأ داخل المجتمــع المســلمــاملة في الفن ــة ش ــة إبداعي ــالم حرك ــه؛ ألن اإلس ــير أدب أدب غــور ــاة، حيث تتكيـــف النفس البشـــرية في ظاللـــه بالتصـ والحيـ اإلسالمي الذي سيلهمها صورا من الفنون غير التي يلهمها إياهــا التصور المادي أو أي تصور آخر؛ ألن التعبير الفــني ال يخــرج عن كونه تعبــيرا عن النفس كتعبيرهــا بالصــالة أو الســلوك في واقــع

.(1)الحياة وهذا ما جعل مصطلح األدب اإلسالمي يكاد يكون بال معــنى في العصور السالفة؛ ألن الحياة كانت إسالمية، ومن خرج عليها يقابل بالنكير واإلدانة، ويصمه الجميع بالمعصــية واإلثم والشــذوذــروة عــروة، وانصــراف ــرى اإلســالم ع … إال أنه، ومع انفصام عــآمر ــر المت ــدا لآلخ ــوى أو جهال أو تقلي ــة عن دينهم ه ــراد األم أفــرنا من ــاة األدب في عص ــك أدى إلى معان ــل ذل ــتعدى، ك المســدة عن ــه لخدمــة أهــداف بعي ــه بتوجيه عــدوان شــديد على كيان اإلسالم، بل لمحاربة اإلسالم نفسه، مما أدى إلى ظهور مصطلح األدب اإلسالمي ودعاته في إطـار الصــحوة اإلسـالمية، ومحاولـة العودة إلى الذات بعد مرحلــة الــذوبان والهزيمــة النفســية الــتيــكري ــ ــحق العس ــ ــة الس ــ ــالمية في مرحل ــ ــة اإلس ــ لحقت باألم

والحضارى. فاالستعمار لم يكن احتالال ألرض وال نهبا لثروات فقــط، وإنمــا كان قبل ذلــك وبعـده احتالال للنفـوس، وغـزوا للعقــول، ومسـخا للشخصية، وإعادة لصياغتها. ومن هنا كــان البــد أن يكــون األدب الذي يكتب في مواجهة التيــارات المنحرفـة الناشــئة عن أضـرارا ــا إســالمي ا ـ يكون أدب ا وأيدلوجي ا وفلسفي االستعمار الغربي عقدي

.(2)يعبر عن الشخصية اإلسالمية

، أ/ ســيد قطب، طبــع دار20،ــ 19)( راجع: في التاريخ فكرة ومنهاج صـ1م.1991الشروق بالقاهرة سنة

10

ــوة والدعوة إلى األدب اإلسالمي في المجتمع اإلسالمي دع إلى أن تـبرأ األمـة من االنفصـام الحـادث بين عقيـدتها وعبادتهـا وسلوكها وفكرها من ناحية، وعواطفهــا ومشــاعرها وأحاسيســها

وخيالها من ناحية أخرى. فـــإذا كـــان األدب تجســـيدا لعواطـــف األمـــة ومشـــاعرها وأحاسيسها وتصوراتها وأخيلتها، فإنه في المجتمع اإلسالمي البــدا، وإال كان المجتمع زائفا، إمــا في إســالمه وإمــا أن يكون إسالمي في أدبه، أو على أقل تقدير يكون مصابا بمرض االنفصام ما بينــا ــد إلى أدبن ــه… إن على األدب اإلســالمي أن يعي ــه ووجدان عقل المعاصر الصــدق الــذي افتقــدناه واالنســجام الــذي ضــيعناه بين آدابنا ومشاعرنا، فليس من المعقول أن يكون لألديب اعتقادان:

(1 )اعتقاد إيماني واعتقاد فني!

ــ2 ــد واألدب صـ ــالمي في النق ــذهب إس ــو م ــك: نح ــع في ذل ،59)( راج د/عبــدالرحمن رأفت الباشــا، بحث منشــور في كتــاب: األدب اإلســالمي

، إصــدار النــدوة العالميــة لألدب اإلســالمي بالهنــد59فكرته ومنهجه صـــــد،45، واألدب اإلسالمي ضرورة صـ1981سنة ــده زاي وما بعدها، د/ عب

ــنة ــحوة س ــع دار الص ــوح1991طب ــالمي ووض ــال: األدب اإلس م، ومق 32التصور، للباحث عبدالمجيد الغمراوى، منشور بمجلــة المشــكاة عــدد

م.2000 طبع الدار البيضاء سنة 98صـ .75، وص13 )( األدب اإلسالمي ضرورة صـ1

11

لقد جاءت الدعوة إلى األدب اإلسالمي في عصرنا ضــرورة ماسة لمواجهة أساليب أعداء األمة و أدعيائها، من دعاة الباطــل والزيف، وأدباء الشر والخديعة، الذين تتحدث عنهم أبواق النفاقبأنهم القمم األدبية الرائقة، الـتي تمثــل الضــمير الـواعي لألمــة! موظفين شعارات براقة جوفاء، مثل: الفن للفن، حرية اإلبداع،ــاح، التحــرر، تصور الواقع، محاور اآلخرة، تجديد الخطــاب، االنفت الحداثــة…! أولئــك الــذين جعلــوا التيــار األدبي الحــديث يقتفي ـا ا، منغمســ ا أو كلي ا انفصاال جزئي غالبا ـ األدب الغربي، منفصال عن في التصورات اليونانية والوثنيــة، والــروح المســيحية المنحرفــة، والتيارات الفلسفية التي تموج بها اآلداب األوربية قديما وحــديثا، فــإذا نحن أمــام أدب غــريب عنــا في تصــوراته وأخيلتــه ورؤيتــه للحياة واإلنسان والكون. إنه أدب غــربي الوجــه والعقــل، عــربي

اللسان فقط، بل تكاد عروبته تنهار وتضيع!!! ففي الشعر ـ مثال ـ نجد كلمة "إله"تستخدم بمعناها الوثــني ـ ال اإلسالمي ـ بل في سياقات ملحدة غــير محترمــة، في شــعر

.(1)كبار الحداثيين وأقطابهمــور وفي القصة نجد الدكتور محمد حسين هيكل ـ مثال ـ يصا؛ فــالحب ا أوربي في روايته "زينب"الريف المصــري تصــويرا غربيــو الحب ــا ه ا، وإنم ا عربي ا مصــري ــة ليس حب ــادل في الرواي المتب الرومانســي األوربي، وزينب تلــك الريفيــة الســاذجة متحــررة منطلقة، تتنقــل بين أحضــان الرجــال، بال وازع من دين أو غــيرهــرنج، ال كمــا هي من مجتمع. إن زينب ـ كما أرادها الدكتور المتف في واقعنا الريفي ـ فتاة غربية باريسية عاهرة. كما تختم القصةــة ــة الغربي ــذنوب. وهى من طقــوس الثقاف ــادة االعــتراف بال بع

.(2 )المسيحية!

ــ1 ــك في: األدب اإلســالمي ضــرورة صـ ــع ذل ، وفى ظالل56 ـ 50)( راج0م2001 د/ صادق حبيب، طبع سنة 156 ـ 125األدب اإلسالمي صـ

0م1974)( راجع القصة في طبعة دار المعارف سنة 2

12

وهــذا األديب العــالمي نجيب محفــوظ في قصــته "الســماء السابعة"يصور عالم ما بعد الموت، بطريقــة ال يعرفهــا اإلســالم،ــود، جــاعال خالــد بل هي مزيج من عقيدة تناسخ األرواح عند الهن

ـ وغاندي ـ الـزعيم الهنـدي ــ في مرتبـة واحـدة فيبن الوليد ـ عالم ما بعد الموت؛ ألنــه جعــل مقيــاس النجــاة في اآلخــرة هــو العمل الدنيوي الصالح، بغض النظر عن عقيدته متــأثرا في ذلــكــيوع ــد ش ــرح نج ــيوعية... وفي المس ــة أو الش ــة العلماني بالنزع الخرافات واألساطير وشــعائر الملــل المفــتراة أو المحرفــة عن

.(1)طريقة الوقوع في حمأة التجريب والتغريب والمقام ال يتسع لحشد النصوص والمشاهد والصــور ـــ غــيرــتي اإلسالمية، التي يموج بها أدبنا الحديث في فنونه العديدة. وال تجعلنا ندرك أهميــة الــدعوة إلى أســلمة األدب العــربي الحــديث والمعاصر، ليعبر عن الشخصية اإلسالمية، ويجسد تصــوراتها عن الكون والحيــاة واإلنســان في مواجهــة تيــارات اإللحــاد والعلمنــة والفسق والمجون؛ بحجج معروفة مألوفة، منها التقدم والمدنية،ــد ــر، تجدي ــاورة اآلخ ــة، مح ــرة، الحداث ــع، المعاص ــوير الواق تص

الخطاب، المواطنة!ــا من الشــوائب فالضــخ إذن ليس األدب العربي المعاصــر خالي الغربي والشرقي وقابلية التبعية والتهالك على الطارئ، كل ذلك أردى أدبنا العربي في أوحال المادية والعبثيــة والفحش، وأجهضــة في األدب ــاك تبعي ــة. إن هن ــالغموض والنثري ــة ب الكلمــة الطيب العربي تتمثل في المناهج النقدية، وفي فصــل األدب عن الفكــرــقوط ــبوهة، وفي الس ــيات المش ــالمي، وفي إعالء الشخص اإلس األخالقي وبضرب لغة القرآن، ومحاكمــة الشخصــيات اإلســالمية بمعــايير ماديــة وكســر الثــوابت، واإليمــان بشــمولية التغيــيرــك، وال ــ ــة وبال تماسـ ــ ــه أدب يعيش بال هويـ ــ ــتمراره، إنـ ــ واسـ

. (2)خصوصية

)( راجع في ذلك: تاريخ األدب العربي الحديث للــدكتور عبداللــه مهــران10م1999هـ = 1419 وما بعدها طبع سنة 181صـ

)( راجع: مقال األدب اإلسالمي بين القبول والـرفض للـدكتور حسـن بن2 ومــا بعــدها، وفي34ص50فهد الهويمل المنشور في مجلة البيان عــدد

.44ظالل األدب اإلسالمي ص

13

لقد تشكلت هذه المثبطات في غياب الــوعي أو تزييفــه؛ لتكــونــركين: "ال امتدادا لمحاربة الكلمة الطيبة التي بدأت بقول المش

كم تغلبون . (1" )تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلــا ... وهكذا يتضح أن األدب اإلسالمي مطلوب وضروري دعــوف على ــا، وأن العك ــة وعلمائه ــري األم ــفوة من مفك ــه ص إلي استخراج كنــوز األدب اإلســالمي وتبصــير المتــأدبين بآفاقــه أمــرــا، ــراء وعمق ــالمي ث ــدان اإلس ــب الوج ــتى يكتس محتم الزم، حــاء يضــعون ـ لنحارب الروح االنهزامية التي جعلت كثيرا من األدب لألسف ـ كل قيم األدب األجنبي في صورة النموذج األعلى، حتى كدنا نفقد الحس اإلبــداعي الحقيقي النــابع من رؤيتنــا اإلســالمية وقد فطن إلى هذا التأصيل لألدب اإلسالمي الدكتور علي صــبح،ــد فحسم قضية المزاوجة بين األدب العربي واألدب اإلسالمي بع البعثة النبوية الشريفة إلى يومنا هذا؛ فجعـل األدب العـربي منــذــا ا، إذا أخرجنــا منــه ســتة فنــون مرفوضــة دين ــا إســالمي البعثة أدب وعقال، وهي: الغزل الماجن الفاحش، والغزل بالمذكر الذي نشأ في العصر العباسي، والهجاء القــاذع الــذي يتنــافى مــع المعــاني

…(2 )اإلنسانية، وينكره الخلق اإلسالمي، وأدب الزندقة واإللحــاد. فاألدب اإلسالمي إذن مشروع تطهيري يحاول تنقيــة الكلمــة من الشوائب، ويؤكد على صــدق المحتــوى وشــرف الغايــة وســالمة الوسيلة، وجمال العــرض، و يعــترف ببشــرية اإلنســان الناقصــة،

وحاجتها إلى الترويح البريء واللهو المباح .

تاريخ الدعوة إلى نظرية األدب اإلسالمي

.26)( سورة فصلت، اآلية1.2/5)(راجع األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق 2

14

ــبي األدب اإلسالمي – بعالميته وإبداعه- موجود منذ بعثة الن – صلى الله عليه وســلم- وجــودا يناســب طبيعــة هــذه المرحلــةــداث الدعوية الصافية الهادئة، لكن مع مرور الزمن، وتوالي األح والمستجدات، تطلب اإلبداع األدبي غربلة وتطــويرا، الســيما في العصر الحديث؛ إذ عمل عشاق الصحوة اإلســالمية على الــدعوة إلى أسلمة األدب فرادى بادئ األمر، فبدأت فكرة راودت أذهان عــدد من المفكــرين األدبــاء والنقــاد اإلســالميين من مختلــف

1 =هـ1400ثم أخذت تتجسد في لقاءاتهم منذ عام ( 3)الجنسيات م إلى أن استقر رأيهم على تكــوين هيئــة تأسيســية تــدرس980

أبعاد الفكــرة وتخطــط لهــا، وتراســل األدبــاء في ســائر األقطــار اإلسالمية. ثم كانت النــدوة العالميــة لألدب اإلســالمي الـتي دعـا

، في لكنــو بالهنــد فيأبي الحســن النــدويإليها ســماحة الشــيخ الموافــــق شــــهر نيســـان /هـــ1401شهر جمادى اآلخرة عــام

م، ودعي إلى هــذه النــدوة عــدد كبــير من رجــاالت1981أبريــل العالم اإلسالمي، وفيهم كثــير من المهتمـــين بــاألدب. وفي هــذها لألدب اإلســالمي، اتخــذت توصــية الندوة التي أعطت دفعــا قويــزز مهمة تتضمـن إقامة رابطة عالمية لألدباء اإلسالميين. وقد تع هذا االتجاه في ندوة الحوار حول األدب اإلســالمي الــتي عقــدت

في شــهر رجبالجامعة اإلســالمية بالمدينــة المنــورةفي رحاب م، ثم في نــدوة1982 الموافق شــهر أيــار / مــايو هـ1402عام

جامعة اإلمــام محمــد بناألدب اإلسالمي التي عقدت في رحاب الموافق شهر نيســان /هـ14.5 في شهر رجب سعود اإلسالمية

ــية1985أبريل ــة التأسيس ــامت الهيئ ــترة ق ــذه الف م. وخالل هــتأبي الحسن الندويللرابطة باالتصال بسماحة الشيخ ، وعرض

)( من أولى الدعوات إلى األدب اإلسالمي دعوة الشــيخ ســيد قطب في3 كتابه "في التــاريخ:فكــرة ومنهـاج" عنــد حديثــه عن مبحث"منهج لألدب"

،22، ومبحث"اإلسالم حركة إبداعية شاملة في الفن والحياة" ص11ص م. ودعــوة فضــيلة الشــيخ أبــو الحســن1978طبــع دار الشــروق ســنة

الندوي التي أعلنها في المجمــع العلمي العــربي بدمشــق، وذلــك عنــدما اختير عضوا به، حيث ألقى في حفل استقباله كلمــة تضــمنت حــديثا عن ذلــك المــذهب األدبي موضــحا مفهومــه وســماته ورواده. راجــع:الشــعر

ــا ص ،5ونقده في تراث مجمع اللغة العربية بالقاهرة خالل خمسين عامــدكتور الســيد مرســي ــاحث، بإشــراف األســتاذ ال رســالة ماجســتير للب

م، ومدخل1997أبوذكري، مخطوطة بكلية اللغة العربية بالمنوفية سنة د/نجيب الكيالني، طبـع سلسـة كتـاب مجلـة13إلى األدب اإلسالمي،ص

هـ.1407األمة القطرية، سنة

15

ــعة، ورغبت عليه ما قامت به من أعمال تمهيدية واتصاالت موس إليه أن يتبنى إنشاء هذه الرابطة، واستجاب سماحته بمــا عــرفــالغين، ــة ب ــذة، ووعي وحكم ــه من صــدر رحب، وبصــيرة ناف عن وإدراك لدور األدب في وجدان األمة، وترشــيد مســارها، وإنـــارةــا، طريقها في العود الحميد إلى اإلسالم، الذي هو مسوغ وجودهــة ــة لجن ــة التأسيسيـ ــذا انبثقت عن الهيئ ــنيع. وهك ــنها الم وحص تحضيرية تولت اإلعالن عن قيام رابطة األدب اإلسالمي العالمية 2ونشرت هــذا اإلعالن في عــدد من الصــحف والمجالت بتــاريخ

م. وقد دعت هذه1984 نوفمبر24 الموافق هـ14.5 ربيع األولــا من ا جميال مــؤثرا، نابع الرابطة إلى أن يكــون األدب تعبــيرا فني ذات مؤمنة، مترجما عن الحياة واإلنسان والكون، وباعثا للمتعــةــا للوجــدان والفكــر، ومحفــزا التخــاذ موقــف والمنفعــة، ومحرك والقيام بنشاط ما، ومالئما للقيمة الفنية المعاصرة الجادة، حـتى يتحقق لهذا األدب التفاعل مع المتلقي المعاصر، كل ذلــك وفــق

.ثم دعت الهيئـــة(1)األســـس العقائديـــة الثابتـــة في اإلســـالم التأسيسية إلى مؤتمر الهيئة العامة األول، بعد انتساب عدد كبير

ومــا1)( راجع النظام األساســي لرابطــة األدب اإلســالمي العالميــة صـــ1 م وتعريــف برابطــة األدب اإلســالمية2001هـ = 1422 سنة 3بعدها، ط

م، واألدب1989هـــ = 1409 ســنة 1 ومــا بعــدها، ط5العالميــة صـــ ،11، واألدب اإلســالمي المفهــوم والقضــية صـــ56اإلسالمي ضرورة صـ

م. 1992د/على على صبح، طبع دار الجيل سنة ــه يجب مالحظــة أن مفهــوم اإلســالمية ســبق اإلعالن عن هــذه على أن الرابطة بسنين طويلة، فإنا نجــد الــدعوة إلى األدب اإلســالمي موجــودة عند الشيخ محمد متولي الشعراوي وجيله من األزهريين، وعنــد الداعيــةــاب األدب في ــان يشــرف على ب ــا ك واألديب األســتاذ ســيد قطب حينم

1952الجريدة التي كان يرأس تحريرها في مصر عام م. ونجــدها أيضــا م وخاصــة في كتابــه "منهج1961في كتابــات أخيــه محمــد قطب عــام

م1963الفن اإلسالمي"، ونجدها أيضا عند الدكتور نجيب الكيالني ســنة في كتابه: اإلسالمية والمذاهب األدبية، ونجدها أيضا عنــد الــدكتور عمــاد

ــام ــل ع ــدين خلي ــ )1392ال ــالمي1972هـ ــد اإلس ــه: "النق م( في كتاب المعاصر"، وكتابه: "محاوالت جديدة في النقد اإلسالمي"، الذي أصــدره

ــام ــ )1401ع ــه: "فن األدب اإلســالمي المعاصــر1982هـ م( وفي كتابــذ دراسة وتطبيق"، وفي كتاباته األدبية التي سبقت نشر هذا الكتاب ومن

نحــو مــذهب. راجــع: م في مجلة: حاضرة اإلسالم الدمشقية1961عام ، د/عبــدالرحمن رأفت الباشــا، طبــع112إسالمي في األدب والنقــد، ص

تقـــديم الـــدكتورم، و2004 ســـنة 5دار األدب اإلســـالمي بالقـــاهرة ط وما بعدها.7عبدالقدوس أبوصالح لكتاب "األدب اإلسالمي ضرورة ص

16

من األدباء إليها في مختلف أنحـاء العـالم اإلسـالمي، وعقـد هـذا في شهرالهند في جامعة ندوة العلماء بلكنوالمؤتمر في رحاب

الموافــق لشــهر كــانون الثــاني / ينــايرهـــ14.6ربيع اآلخر عــام حيث تم وضــع النظــام األســـاسي للرابطــة، وانتخــاب1986

أبي الحســن النــدويمجلس األمناء. كما أنتخب ســماحة الشــيخ رئيسا للرابطة مدى الحياة، وتم الترخيص الرسمي للرابطة في مقرها الرئيسي بمدينة لكنو بالهند، ثم انتقــل مقــر الرابطــة إلى

...2 هـ1421 في المملكة العربية السعودية سنة الرياضمدينة ــدويبعد وفاة الشيخ ــاءأبي الحســن الن –، وانتخب مجلس األمن

أحد مؤسســي الرابطــةعبد القدوس أبو صالحباإلجماع الدكتور رئيسا لها، ثم تفرعت إلى مكاتب في عــدد من البلــدان العربيــة

، وموقــع على(1)واإلسالمية. ولها مجلة ناطقــة باســمها وأهــدافها...(2)الشبكة العالمية للمعلومات

ثم ألفت كثير من الكتب وأنشئت كثير من المجالت في ســبيل التعريف بهذا األدب والدعوة إليه، والبحث في قضــاياه الشــائكةــمون ــكل والمض ــة والش ــة في اللغ ــيرة المتنوع ــه الكث ونصوص والغايـــات، فاكتســـب األدب اإلســـالمي مســـاحات جديـــدة في الساحة الثقافية عن طريــق جــذب عشــاق كلمــة الحــق ودعــوة

الصدق، أصحاب الفطر السوية.

م، كــان1993هـ=ديسمبر ســنة1414صدر العدد األول في رجب سنة)(1ــدكتور المشرف العام عليها الشيخ أبوالحسن الندوي، ورئيس التحرير الــد، ومــدير عبدالقدوس أبوصالح، ونائب رئيس التحرير الدكتور عبــده زاي

التحرير الدكتور مرعي مدكور.ــة2 ــبكة العالميـ ــة على الشـ ــالمي العالميـ ــة األدب اإلسـ ــع رابطـ )(موقـ

.www.adabislami.orgللمعلومات هو:

17

المبحث األول: األســـلمة األدبيـــة فيرحاب األزهر الشريف:

ممــا ال مــراء حولـه أن األزهــر الشــريف يــأتي في مقدمـة مؤسســات الصــحوة اإلســالمية؛ إذ ظــل يــرعى علــوم الشــريعةــل. والعربية ويحرس الوجدان اإلسالمي لألمة عبر تاريخها الطوي وما كان ينبغي لألزهر الشريف ـ وهو الجامعة اإلسالمية العريقــة ـ أن يتخلف في ميدان خدمة آداب اإلسالم، فما زال يؤدي دوره الفعال الخالد، رغم العوائق الــتي واجهتــه والنكبــات الــتي ألمت

…(1)به وأكبر داللة على ذلك هو الحضور األزهري

المؤثر في ميدان األدب العربي الحديث؛ إذ من المقرر تاريخيا أن األزهريين كان سببا

رئيسا في النهضة الحديثة، شاركوا بقوة في البعثات والترجمات دراسة وتأليفا

وترجمة، وأشرفوا على ما تخرجه المطابع من كتب علمية وأدبية نافعة تحقيقا

راجع الكتب والدوريات التي صدرت في مناسبة العيد األلفي لألزهــر،)(1 وكتاب" األزهر في ألف عام" د/أحمد محمد عوف، طبع مجمــع البحــوث

، وكتــاب "األزهــر تاريخــه وتطــوره"، طبــع األزهــر1970اإلسالمية سنة م، ومجلة منبر اإلسالم )عدد تاريخي بمناسبة العيد1983الشريف سنة

ــرى ــادى األخـ ــادى األولى وجمـ ــدد جمـ ــريف(، عـ ــر الشـ األلفي لألزهـ م. وفيهــا أكــثر من ســتين موضــوعا متنوعــا عن1983هـ/مــارس 1403.األزهر

18

وتصحيحا وتأليفا، وأسهموا في إصدار كثير من الصحف والمجالت والدوريات وتحريرها،

وفي تعلم اللغة العربية وآدابهاوتعليمها بالمدارس والمعاهد والكليات التي أنشأتها

األسرة العلوية لتحقيق تلك النهضة المنشودة. ويكفي األزهريين فخرا أنهم

؛(1)كانوا –بحق-أساتذة شعراء العصر الحديث فقد كان جل شعراء العصر الحاملون لواء الشعر- المعبرون به عن معاني الحياة حسبما تواتي لهم من القرائح، وتهيأ لهم من

األسباب- من األزهر: رضعوا أفاويقه واغتذوا بثقافته العربية، ومن الطبعي أن يكونوا -وهم بهذه المثابة- قدوة الناشئين،

وإمام المبتدئين يهتدون بتراثهم، وينشأون على غرارهم وينزعون في قوسهم، ولو جهدوا في المخالفة وجدوا في

المجافاة، وليس ينكر أثر المتابعة واالقتداء في األفكاربعون، واألساليب. وشعراء األزهر إذ ذاك زعماء يوجهون وقادة يت

فليس بدعا أن يسايرهم غيرهم وأن يدرجوا على أساليبهم،ويمضوا في طريقهم صعدا...

هذا، وقد كان فريق من فحول اللغة واألدب في األزهر أساتذة الرعيل األول من نابهي الشعراء في هذا العصر الرافعين علمه،

أخذ هؤالء الشعراء - الذين تفاخرالمقيضين له أسمى المنازل، بهم العربية، وتباهي بهم مصر حواضر األدب في أزهى

عصورها- عن أساتذة من األزهر، فانتفعوا بعلمهم واسترشدوا بنقدهم وتمألوا من روايتهم، ونزعوا منزعهم، وجروا مجراهم

في تفهم الشعرا، واكتناه اللغة والتفطن لمواطن البالغة، وتيسر لهم بهؤالء األساتذة ضروب من التوجيه وألوان من

(( راجع هذه التفاصيل األدبية الخاصــة بــرادة الشــعر الحــديث في الكتــاب1 الجميل: األزهــر وأثــره في النهضــة األدبيــة الحديثــة للــدكتور محمــد كامــل

وما بعدها.3/204الفقي

19

التشجيع، بل وجدوا منهم ما خلق من ملكاتهم الخصبة أسباب الخلود. ومن مظاهر هذه العالقة اإلبداعية البناءة ما يلي:

والبارودي:(1)الشيخ حسين المرصفي كان الشيخ "حسين المرصفي" في مستهل العصر الحديث ذا

شهرة بالعلم وصيت باألدب، وكانت الزعامة قد انعقدت له في التوجيه والنقد، وغزارة العلم والبيان يؤمه كتاب وشعراء

ويقصده علماء وأدباء، ويعرض أدبهم عليه فحول األدب البيان.ا لألدب، وإيثارا للشعر "والبارودي" ممتلئ منذ نعومة أظفاره حب

وهوى للبيان، وما من شك في أن هواه هو الذي احتثه على "المرصفي" احتثاثا، واجتذبه اجتذابا يجد في درسه وتوجيهه،

ونقده ما ينقع غلته ويروي صداه. يقول الشيخ": إن "البارودي" لم يقرأ كتابا في فن من فنون العربية غير أنه لما بلغ سن

فكانالتعقل، وجد من طبعه ميال إلى قراءة الشعر وعمله، ، وهو يقرأ بحضرته حتى تصور فييستمع لبعض من له دراية

برهة قصيرة هيئات التراكيب العربية، ومواقع الموفوعات منها والمنصوبات، والمخفوضات حسبما تقتضيه المعاني والتعلقات المختلفة، فصار يقرأ وال يكاد يلحن"، ولم نعرف أن "البارودي" اتصل بغير "المرصفي" ممن له دراية، أو قرأ بحضرته دواوين

وسمعته مرة يسكن ياء المنقوض والفعلالشعر. ويقول: (( هو حسين بن أحمد بن حسين المرصــفي. عــالم، أديب، ضــرير، نســبته1

إلى مرصــفى )من قــرى القليوبيــة، بمصــر(. درس األدب في األزهــر وفيــاألزهر، ثم ا، تولى التدريس ب ا مصري دارالعلوم، ثم صار أديبا محاضرا أزهري

1288كان أستاذا لألدب العربي وتاريخــه في دار العلــوم )بالقــاهرة( ســنة هـ=1307 جمــادى الثانيــة)سـنة5هـــ.وتعلم اللغـة الفرنسـية. وتــوفي في

م(. له )الكلم الثمان - ط(، و )الوسيلة االدبيــة في العلــوم العربيــة،1890 مطبــوع في مجلــدين، وهــو مجمــوع محاضــراته في دار العلــوم، و )زهــرةــزاء. ــة أج ــل المسترشــد، في فن اإلنشــاء - خ( ثالث الرســائل - ط( و )دلي ولمحمد عبــد الجــواد، كتــاب )الحســين بن أحمــد المرصــفي األســتاذ األول

، ومعجم2/232للعلـــوم األدبيـــة بـــدار العلـــوم(. راجـــع األعالم للـــزركلي.3/310المؤلفين

20

، فقلت له في ذلك، فقال: هو كذا فيالمعتل بها المنصوبين قول فالن، وأنشد شعرا لبعض العرب، فقلت: تلك ضرورة،

وقال علماء العربية: إنها غير شاذة، ثم استقل بقراءة دواوين مشاهير الشعراء من العرب وغيرهم حتى حفظ الكثير منها

دون كلفة، واستثبت جميع معانيها ناقدا شريفها من خسيسها، واقفا على صوابها وخطأها، مدركا ما ينبغي وفق الكالم وما

.(1)ينبغي "فالمرصفي" يتحدث عنه حديث خبير به، ويدل على أن

"البارودي" كانت له معه دراسة، وانتفاع وأن "المرصفي" كان يراجعه، ويوجهه وينقده وما أظن إال أن "البارودي" قرأ هذه

الدواوين الضخمة عليه، وسمعه ينقدها ويعلق عليها، ويبدي رأيهفيها -"والبارودي" يقدر صلته بأستاذه، يقول:

بلوت ضروب الناس طرا فلم يكن سوى "المرصفي"الحبر في الناس كامل

همام أراني الدهر في طي برده وفقـهني حـتى(2)اتـقــتني األماثـل

أثر األزهريين في أمير الشعراء

.2/474الوسيلة األدبية (( 1.2/497الوسيلة األدبية (( 2

21

مكتشف أمير الشعراء(1)يعد الشيخ "محمد البسيوني البيباني" وراعيه ومرشده األول؛ ففي أثناء الحقبة التي قضاها

"البسيوني" في خدمة بيت الملك كان يقرض الشعر في مدح الخديو، كلما حل موسم أو أهل عيد، أو بدت فرصة وقلما نظم

الشعر في غير هذه األغراض، وغيرها مما تنشره له الوقائع المصرية مما كان يزجيه لصاحب العرش. وحين تولى الشيخ "البسيوني" تدريس اللغة العربية بمدرسة اإلدارة "الحقوق"،

كان بين تالمذتها، "أحمد شوقي بك"، "وأحمد زكي باشا" وتفطن األستاذ إلى الموهبة الشابةفانتفعا بعلمه وغنيا بثقافته،

فأقبل عليها بالتوجيه، ويحدثنا "أحمد زكيفي نفس شوقي، باشا" في حفل تأبين شوقي الذي أقامته وزارة المعارف في

م، بأن الشيخ البسيوني أستاذهما في فنون1932ديسمبر سنة البالغة كان ال تخطئه النكتة البارعة الالذعة، أو الساحرة

وما لبث أن رأى في تلميذه شوقي بواكير العبقريةالساخرة، ينســب إلى م(:1892 هـــ = 1310 )البيبــانيمحمــد علي البســيوني ((ــ 1

"بيبان" قرية من قرى "البحيرة"، ولد بها في منتصف القرن الثــالث عشــرــان من فضالء المالكية بمصر. تعلم باألزهر، ودرس فيه، والهجري تقريبا، ك

معدودا من جلـة األسـاتذة، وامتـاز الشـيخ بنـوع خـاص في دراسـة العلـوم العربية، فكانت له طريقة في التدريس لم تكن معهودة في ذلك العصــر إذــة ــبرزه في أبهى حلــة ويجليــه الطالب غاي يعمــد إلى جــوهر الموضــوع، فيــد ــاتبين، وق التجلية باحثا في سره دون التعرض للضجة اللفظية، ولغط الك ظهر أثر هذه الطريقة في كتابه "حســن الصــنيع" الــذي ألفــه في المعــاني والبيان والبديع، وكتبه بأسلوب أدبي رقيق.وجاوزت شهرته العلمية واألدبية المحيــط األزهــري إلى أفــق غــير األزهــر، فأســندت إليــه نظــارة المعــارف تــدريس علــوم اللغــة العربيــة بالمدرســة التجهيزيــة "الخديويــة". واختــاره الجالس على العرش الخديو "توفيق" إماما لحضرته ومدرسا ألنجاله، فقام

وعين مفتيا للمعية السـنية أيــام الخــديوي توفيــق،بما عهد إليه خير قيام... وله نظم في مدحه.من تالميذه أحمد شوقي الشاعر وأحمد زكي. من كتبه )حسن الصنيع في علــوم المعــاني والبيــان والبــديع - ط( و )خاتمــة حســنة على شرح كفايــة الطــالب الربــاني على رســالة أبي زيــد القــيرواني - ط(.

.9/102، ومعجم المؤلفين301-6/300األعالم

22

فأنشا يعرض قصائده على تلميذه قبلوبوادر المواهب الربانية، أن يرسلها إلى المعية السنية، وإلى جريدة الوقائع المصرية

وغيرها من الصحف العربية، وكان شوقي ببساطة التلميذ الناشيء يشير بمحو هذه الكلمة، وتصحيح تلك القافية، وحذف هذا البيت، وتعديل ذياك الشطر واألستاذ يغتبط بقوله، وينزل

على رأيه. ويقول "أحمد زكي باشا"، وأحسن ما أذكر ألستاذي البسيوني رحمه الله أنه كان يتحدث بذلك إلينا، وإلى الفرق

المتقدمة علينا، "وفيها أصحاب السعادة عثمان باشا مرتضى، وأبو بكر يحيى باشا، وعلي ثاقب باشا، وشاكر بك أحمد" دون

أن تأخذه العزة باإلثم، وأن يغريه الكبرياء الالزم للمدرس بإنكار الفضل الذي منحه الله للدارس، فهذه أول سعادة أحرزها

"شوقي". أجل هذه أول سعادة أحرزها، فما من شك في أن إقبال الشيخ البسيوني على شوقي، وتنزله معه إلى هذا الحد

قد مأل نفسه ثقة بشاعريته، وإيمانا بموهبته وكان أول ما أخذه بيده إلى النهوض، وشجعه على المضي في سبيل مجده صعدا ناشئ يدني األمل من نفس التلميذ، ويوطئ له أسباب المجد

والسعادة مثلما تفعله رعاية أستاذه البار الكريم الطيب النفسالنزيه المسلك، الخبير بأسلوب التربية وطرق التشجيع.

على أن األستاذ البسيوني تحدث بهذا النبوغ الباكر إلى صاحب العرش، وأفهمه أن بين أثواب هذا الفتى الناشئ براعة نادرة،

وذكاء فذا، وأنه خليق بالرعاية العالية ليكون زهرة يتضوع شذاها في مشارق األرض، ومغاربها وكانت هذه الشهادة من أكبر

إلى إيفاد1887األسباب التي حفزت الخديو "توفيق" في سنة شوقي إلى باريس ليتم دراسته على نفقته الخاصة، ولتغذية مواهبه بروائع الغرب وبدائعه، وقد تحققت به وفيه اآلمال،

ومن هنا نرى أن األزهر ممثالفكانت هذه ثانية السعادات. في شخص األستاذ "البسيوني"، هو الذي كشف عن هذه القوة الكامنة في نفس شوقي، وهو الذي تهدى بشاعرية

فوجههاأشد أبنائه وفراسته إلى عبقريته أكبر الشعراء،

23

التوجيه الصالح، وتعهدها حتى نمت وأزهرت وأنبتت نباتا حسنا،وأثمرت ثمرا ال يفنى وال يبيد.

وجميل حقا أن يتفطن شيخ أزهري لم ير مفاتن الغرب، ولم يكتحل بمشاهده ومجاليه، إلى ما يجب لشوقي أن يطلع عليه

من روائع باريس وحضارتها، ومباهجها ومفاتنها، فيشير على ولي األمر بإرساله إليها ليتسع أفقه، ويخصب خياله ويمتلئ

خاطره بأسباب القول ودواعي الشعر.فال عجب إذن أن يكون شوقي أمير الشعراء من أفق األزهر، وثمرة من ثماره أو فكرة

من أفكاره.

اعتراف شوقي بأستاذية األزهر: ولشوقي حديث آخر بصدد األزهر يشهد بحسن تقديره لهذا

المعهد العظيم، وإجالله لمهبط أساتذته، في مقال له بجريدة قال فيه: "وما أنا من ينسى أن معظم أساتذة مدرسةاألخبار،

القضاء نفسها في العلوم الشرعية بوجه خاص، كانوا من شيوخ األزهر ورجاله، وليس من المعقول أن يكون هؤالء األفاضل

حربا عليها، وهم في النهوض بها شركاء. إن لألزهر عندي حرمة ال أحب أن يتشكك فيها األستاذ، وأعتقد أن األزهر قد سد فراغا

كبيرا كان التعليم في مصر، والبالد الشرقية جميعا ال يرجو له بدون األزهر من سداد. وسأظل فخورا دائما بأن من أساتذتي

.(1)شيوخا من صميم األزهر الشريف، وكبار علمائه كما نظم رائيته الكبرى التي قالها في نفس العام الذي أدلى

ويقول فيها:فيه بحديثه عن األزهر،قم في فم الدنيا وحي األزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا

واجعل مكان الدر إن فصلته في مدحه خرز السماء النيرا

من7هـ الموافــق 1343 من صفر سنة 18 راجع: جريدة األخبار بتاريخ ((1.م1924سبتمبر سنة

24

واذكره بعد المسجدين معظما لمساجد الله الثالثة مكبراواخشع مليا واقضي حق أئمة طلعوا به زهرا وما جوا أبحراكانوا أجل من الملوك جاللة وأعز سلطانا وأفخم مظهرا

زمن المخاوف كان فيه جنابهم حرم األمان وكان ظلهم الذرا من كل بحر في الشريعة زاخر ويريكه الخلق العظيم غضنفرا

ثم يقول: يا معهدا أغنى القرون جداره وطوى الليالي ركنه

واألعصراومشى على يبس المشارق نوره وأضاء أبيض لجها واألحمرا

إلى أن يقول:عين من الفرقان فاض نميرها وحيا من الفصحى جرى وتحدرا

وعلى كواكبه تعلمت السرىما ضرني أن ليس أفقك مطلعي وهو يشير في هذا البيت إلى أنه، وإن لم يكن طلع في أفقه،

ودرج في رحابه فقد اهتدى بأساتذته، وتعلم السرى على كواكبهثم يقول:

ال والذي وكل البيان إليك لم أك دون غاياتالبيان مقصرا

شوقي وكتاب الوسيلة األدبية: وما دمنا بصدد انتفاع أعالم الشعر بأساتذة األزهر، وجهودهم

األدبية في هذا العصر، فقد يطيب الحديث عن هذا الكتاب الذي نهل منه "شوقي"، و"حافظ" وكان الكتاب األول الذي راض

25

خيال شوقي، وصقل طبعه، وصحح نشأته األدبية، كما كانت منهبصيرة "حافظ".

وليس سر هذا الكتاب ما فيه من فنون البالغة، ومختارات الشعر والكتابة فقد كان ذلك في مصر قديما، ولم يخرج لها

ولكن السر في هذا الكتاب من شعرشاعر مثل شوقي، "البارودي"؛ ألنه معاصر والمعاصرة اقتداء ومتابعة،

وقد تقضت القرون الكثيرة، والشعراء يتناقلون ديوان المتنبي وغيره، ثم ال يجيئون إال بشعر الصناعة والتكلف، وال يخلد الجيل منهم إال لما رأى في عصره، وال يستفتح غير الباب الذي فتح له

أن كان البارودي، فجاء بذلك الشعر الجزل الذيإلى نقله "المرصفي" بإلهام من الله تعالى ليخرج للعربية

فكل ما في الكتاب أنه، وغيرهما، "شوقي وحافظ" ينقل روح المعاصرة إلى روح األديب الناشيء، فتبعثه

الروح على التمييز وصحة االقتداء، فإذا هو على ميزةهذه وبصيرة، وإذا هو على الطريق التي تنتهي به إلى ما في نفسه

ما فيه ذكاء وطبع، وبهذا ابتدأ "شوقي وحافظ" من موضع.(1)واحد، وانتهى كالهما إلى طريقة غير طريقة اآلخر

وحافظ:(2)الشيخ محمد عبده من مقال للمرحوم مصطفى صادق الرافعي في المقتطف الصادر في(ـ( 1

.م.1932 "أول نوفمبر سنة 1351 من رجب سنة 2عبدهالشيخ (ـ( 2 ـ- 1266)محمد 1323 = هـ ـ- 1849 مفتي1905 م(:

الديار المصرية، ومن كبار رجال اإلصـالح والتجديــد في اإلسـالم. قـال أحـد من كتبوا عنه: )تتلخص رسالة حياته في أمرين: الــدعوة إلى تحريــر الفكــر من قيد التقليد، ثم التمييز بين ما للحكومة من حــق الطاعــة على الشــعب وما للشــعب من حــق العدالــة على الحكومــة( . ولــد في شــنرا )من قــرى الغربية بمصر( ونشأ في محلة نصر )بالبحيرة( وأحب في صــباه الفروســية والرماية والسباحة. وتعلم بالجامع األحمدي. بطنطــا، ثم بــاألزهر. وتصــوف وتفلسف. وعمل في التعليم، وكتب في الصحف وال سيما جريــدة )الوقــائع المصرية( وقد تــولى تحريرهــا. وأجــاد اللغــة الفرنســية بعــد األربعين. ولمــا

ــجن 3احتل اإلنكليز مصر ناوأهم. وشارك في مناصرة الثورة العرابية، فس ( وسـافر إلى1881 هــ )1299أشهر للتحقيق، ونفي إلى بالد الشام، سنة

باريس فأصدر مع صديقه وأستاذه جمــال الــدين األفغــاني جريــدة )العــروة

26

"حافظ" رحمه الله أحد الشعراء الذين تفخر بهم العربية في هذا العصر، ولواء من ألوية الشعر الخفاقة في هذا الجيل، وقد كان هبة اإلمام "محمد عبده" إلى الحياة، وغرسه الذي نما في

رعايته. فحين عاد "حافظ" من السودان إلى مصر واستقال من الجيش، اتصل بالشيخ "محمد عبده" وفرغ لألدب، فبدأ من ثم

تكوينه األدبي المندمج المحكم، وكان شعره من قبل ظاهر المتكلف، واهن النسج مضطرب الفكرة لم تنضج موهبته، ولم

تشرق عبقريته. م إلى1899درس في مدرسة الشيخ "محمد عبده" من سنة

م، وهذا اإلمام رحمه الله كان من كل نواحيه رجال1905سنة فذا، وكأنه نبي متأخر عن زمنه فأعطى الشريعة ولكن في

عزيمته، ووهب له الوحي ولكن في عقله، واتصل بالسر القدسي ولكن من قلبه، ولوال هو ولوال أنه بهذه الخصائص لكان "حافظ" شاعرا من الطبعة الثانية، فإنه من الشيخ وحده كانت له هذه القوة التي جعلته يصيب اإللهام من كل عظيم يعرفه،وكان له من أثرها الشعر المتين في وصف العظماء العظائم.

الوثقى( وعاد إلى بيروت فاشتغل بالتدريس والتــأليف. وســمح لــه بــدخولــاد ســنة ــ )1306مصــر، فع ــولى منصــب القضــاء، ثم جعــل1888 هـ ( وت

هـ1317مستشارا في محكمة االستئناف، فمفتيــا للــديار المصــرية )ســنة واستمر إلى أن توفي باإلسكندرية، ودفن في القاهرة. له )تفســير القــرآن الكريم - ط( لم يتمه، و )رسالة التوحيد - ط( و )الــرد على هــانوتو - ط( و )رسالة الـواردات - ط( صـغيرة، في الفلســفة والتصــوف، و )حاشـية على شرح الدواني للعقائــد العضــدية - ط( و )شــرح نهج البالغــة - ط( و )شـرح مقامــات البــديع الهمــذاني - ط( و )اإلســالم والــرد على منتقديــه - ط( من مقاالته، و )اإلسالم والنصرانية مع العلم والمدنية - ط( كالسابق، و )الثورة العرابية( لم يتمه. وترجم رسالة )الرد على الدهريين - ط( وللســيد محمــد رشيد رضا كتاب جمع فيه آثاره وأخباره ومــا قيــل في رثائــه ســماه )تــاريخ

تلمذ على يديــه كبــار علمــاء وأدبــاء وساســةاألستاذ اإلمام - ط( في ثالثة. مصر منهم سعد زغلول، وحافظ إبراهيم، والمنفلوطي، والشــيخ المــراغي،والشيخ مصطفى عبدالرازق، والشيخ محمد رشــيد رضــا، وآخــرين. األعالم

6/253..

27

إال أن حافظا وجد في اإلمام ما هو أسمى من ذلك في النفس والجاذبية، وبهره منه ما هو عليه من ذوق األدب والبالغة، وحضر

دروس اإلمام في المنطق وأسرار البالغة، ودالئل اإلعجاز، فنضج منها أسلوبه المتكن، وذوقه الدقيق والزمه وحضر

مجالسه، فكانت مادة موضوعاته االجتماعية وأغراضه الوثابة، وكشف له من الشيخ عن آراء في الفكر والسياسة، والمسائل

التي تشغل مصر والشرق، فطبع عليه متأثرا بها، وحضر نظرات عينية، وخرج منها بروحانية قوية هي التي تتضرم في شعره إلى

األبد، فحافظ إحدى حسنات الشيخ على العالم العربي، وهو خطة من خططه في عمله لإلصالح الشرقي اإلسالمي والنهضة

المصرية الوطنية، وإحياء العربية وآدابها، وإذا ذكرت حسنات الشيخ، أو عدت للتأريخ وجب أن يقال أصلح، وفعل وفسر القرآن، وأنشأ حافظ إبراهيم. على أن أذن اإلمام هي التي

أتمت ملكة الشعر في "حافظ"، فقد ألف أن يسمعه شعره، واعتاد أن يعرض على ذوقه األدبي المصقول كل ما يقرضه،

وصار ذلك طبعا في "حافظ" حتى إنه ليستحسن مواطن األدباءوالشعراء في المجالس، واألندية كي يسمعهم نظمه.

وكان المرحوم "مصطفى صادق الرافعي"، قد نظم أول عهده بالشعر قصيدة في مدح اإلمام، وأنفذها إليه ثم لقي "حافظا" فقال "حافظ": إنه تالها على اإلمام وإنه استسحنها، فقال له

الرافعي: فماذا كانت كلمته فيها؟ قال: إنه قال: ال بأس بها فاضطرب شيطان الرافعي من الغضب وقال: إن الشيخ ليس بشاعر فليس لرأيه في الشعر كبير معنى، فقال له "حافظ":

ويحك إن هذا مبلغ االستحسان عنده، قال الرافعي -قلت "لحافظ": وماذا يقول لك أنت حين تنشده؟ قال: أعلى من ذلك

قليال، فأرضاني والله أن يكون بيني وبين "حافظ" "قليل"، وطمعت من يومئذ، وأنا أرى أن "حافظ إبراهيم" إن هو إال

ديوان الشيخ محمد عبده لوال أن هذا لما كان ذلك منتدى

28

للشعراء يقرضون شعرهم على أذنه الموسيقية التي يؤذيها نبوالوتر.

اعة وعبد المطلب:(1)قر فضل األزهر على المرحوم "محمد عبد المطلب" الشاعر معروف ال يجحد؛ فقد اغتذى بثقافته في الصبا سبع سنين

قضاها بين طالبه، وهي فترة ليست قصيرة في حساب ذوي الملكات والموهوبين، ثم التحق بمدرسة دار العلوم فدرس كتب األزهر فيها، وتلقى العلم على أساتذه األزهر بها كالشيخ "حسن

الطويل" والشيخ "حسونه النواوي"، والشيخ "سليمان العبد"، وغيرهم من العلماء واألدباء الذين أمدوا هذه المدرسة بالحياة، ولوال أننا قصرنا حديث دراستنا على األزهريين بدءا ونهاية لكان

"عبد المطلب" أحد الذين نتناول حياتهم باإلسهاب، وشعرهم بالدراسة والتحليل، ولكنا نلمح إلى اغتذاثه بثقافة األزهر،

وانتفاعه بعد مرحلة الطلب به بعلم من شعرائه األفذاذ، وهو المرحوم الشيخ "عبد الرحمن قراعة". وحين تخرج "محمد عبد المطلب" من مدرسة دار العلوم أصبح مدرسا بمدرسة سوهاج

االبتدائية حيث قضى بها بضع سنين، ذاع صيته فيها بين كبار الحكام واألعيان، وتعطرت مجالسهم بخطبه وقصائده، واختصه

منهم بصداقته عالمتنا الفاضل الشيخ "عبد الرحمن قراعة" فاقتبس كثيرا من علمه وأدبه، وطيب أخالقه وسجاياه.

وانعقدت الصداقة بين الرجلين، والمرحوم الشيخ "قراعة" أديب كبير، وعالم فذ وشاعر ضخم، فكان ذلك قادحا فكر عبد المطلب، باعثا على نمو قريحته وببسط أفقه وتنشيط موهبته،

م(1939 - 1862 هـ = 1358 - 1279)(( 1 : مفــتي مصــر، ومن جماعــة كبــارقراعةعبد الرحمن بن محمود بن أحمــد

العلمــاء بــاألزهر. ولــد في بنــدر أســيوط من أســرة علميــة. وتعلم بــاألزهر ( ومــا زال1908( وبأســوان فالدقهليــة )1897وتولى اإلفتاء بجرجــا )نحــو

إلى أن تــولى إفتــاء الــديار المصــرية. لــه )بحث في النــذوروأحكامها - ط( .3/336رسالة. األعالم

29

وال شك أن "قراعة" كان أسبق منه قرضا للشعر، وأكثر منه دراية بالعلم واألدب وفنونه، وهو بهذه المثابة أولى بتوجيه "عبد

المطلب"، وتهذيب فكره وتقويم شعره. وكذلك كان "قراعة" اتخذ من بيته كلما حل ناديا لألدباء والشعرا، وكان "عبد

المطلب" ألصق الناس وأكثرهم مالزمة له، وهو يحدث بذلك في ديوانه إذ يقول: "وكانت بيني وبين األستاذ الكبير الشيخ

م،1897"عبد الرحمن قراعة" صداقة انعقدت بيننا منذ سنة وكنت من الذين يعرفون فضله في العلم واألدب، فال غرو أن

ترى لي فيه قصائد عدة"... ويقول -وكان صاحب الفضيلة األستاذ الجليل الشيخ "عبد الرحمن قراعة" جارا لي بسوهاج، فلما نقل إلى أسوان

ونازعني الشوق إلى رؤيته كتبت إليه مشطر البيتين أمر على الديار ديار سلمى ... إلخ. وقد رد عليه "قراعة" بشعر رقيق

لطيف، وفي ديوان "عبد المطلب" كثير من شعره الذي قاله في صديقه "قراعة". ومن الطريف أن أو قصيدة في ديوان

"عبد المطلب" في حرف األلف، وجهها إلى "قراعة" ردا على كتاب ورد منه، وأن الديوان يكاد يختم بقصيدة قالها "عبد

المطلب" في توديع الشيخ "قراعة" يوم نقل من سوهاج إلى م ... وغير هؤالء كثيرا من ألوية1905أسوان في فبراير سنة

الشعر في هذا العصر راض شعراء األزهر، وأدباؤه بيانهم وصقلوا شعرهم، وهذبوا فكرهم، ووجهوهم إلى األدب الناصح

والبيان الكريم، من أمثال: "محمود صفوت الساعاتي"، "وحنفي بك ناصف" وغيرهما. فقد وجدوا من فحول البيان في األزهر

معينا ال ينصب وهدى ال يضل.

30

األدب اإلسالمي في مؤسسات األزهر: من الغريب أن المعاهد األزهرية االبتدائية تخلhhو تمامhhا من أي سhhمة أزهريhhة سhhوى مقhhرر القhhرآن الكhhريم أمhhا بقيhhة المقhhررات)الدراسhhات اإلسhhالمية/اللغhhة العربيhhة/ الدراسhhات االجتماعية( فيعتمد في تدريسها على ما تؤلفhhه وزارة التربيhhة

فهذه المعاهد االبتدائية -بال ريب -ال تمثــل األزهــر كــلوالتعليم! التمثيل!

أما المعاهد األزهرية اإلعدادية فتــدرس بهــا نصــوص األدبالعربي الموافقة للتصور اإلسالمي في مقرر المطالعة.

ــوره السياســية في ــك األدب حســب عص ــدرس ذل ــا ي كمــزة على القيم ــة، مرك ــة نقدي ــة، دراســة تاريخي ــة الثانوي المرحل التربوية والسلوكيات األخالقيـة بانتقـاء النصـوص األدبيـة الدالـة، والظواهر األدبية المعبرة والهادفة، وإن خلت مناهج المعاهد من مقرر دراسي خاص بنظرية األدب اإلســالمي أو إشــارة إليــه في مفــردة من مفــردات مقــررات األدب العــربي؛ نظــرا ألن الكتب المؤلفــة للتــدريس في هــذه المقــررات ألفت قبــل بــزوغ هــذه

النظرية وحضورها في ميدان األدب المعاصر! إن مقhhررات األدب العhhربي بالمعاهhhد اإلعداديhhة والثانويhhة تكاد تكون جامدة، ال تجديhhد فيهhhا وال معاصhhرة، يكفي أن أشhhير هنا - على سبيل المثال- إلى وجود مقرر يسمى"اإلنشhhاء" في كل الصفوف الدراسية يكاد يكون بال فائhhدة تhhذكر؛ ألن طريقhhة تدريسه واالمتحان فيه واحدة منذ السhhنة األولى اإلعداديhhة إلى السhhhhنة األخhhhhيرة الثانويhhhhة، فمhhhhا أحhhhhوج قاعhhhhدة األزهhhhhر الشريف"المعاهد األزهرية" إلى التحhhديث الحقيقي البنhhاء على

أيدي جلة من الخبراء المخلصين! األزهر البيئة األولى ألسلمة األدب:

ــدة ــدة الراك ــة الجام ــة التعليمي ــرغم من هــذه الحال (1) وعلى ال

فيكفي األزهر أثــرا في هــذا المجــال أن أول األنشــطة الحركيــة ألســـلمة األدب العـــربي ظهـــرت في رحابـــه وعلى يـــد طالبـــهــدعوة إلى األدب اإلســالمي موجــودة في ا نجــد ال وشــيوخه؛ فإن

من الدالئل على هذا الجمود والركود في تدريس األدب العربي الحديث(( 1 خلو الكتاب الخاص بهذا المقرر من حديث عن مدرسة الشعر الحر، ســوى سطرين عرف فيهما الشعر الحر بأنه هو الذي تحرر من الشعر وأنه شــعرــاني ال يلتزم فيه وزن و ال قافية! راجع كتاب التاريخ األدبي للعصرين العثم

ــاري، ص ــد حســن العم ــدكتور علي محم ــديث، لل ــاع81والح ، إصــدار قطهـ.1426م=2005المعاهد األزهرية، طبع سنة

31

بدايات الشــيخ محمــد متــولي الشــعراوي التعليميــة واألدبيــة في رحاب المعهد األزهري بمدينــة الزقــازيق، حيث قــال في حــواره مع الدكتور صابر عبدالدايم: " مقومات الشخصية اإلســالمية في الفنون األدبية تتجلى بوضوح حين نبرز فيهــا الفضــائل وال نغــذي الرذائل... أريد أن يحتفظ الفن بجماله فال تجعلــوه يورثنــا قبحــا. أمــا الــدعوة إلى أدب إســالمي فقــد فطنــا ونحن في الزقــازيق

]أي في أربعينيــاتلألدب اإلســالمي، منــذ أكــثر من ســتين عاما وقلنا: للشعراء مجــالهم ومشــاربهم المتعــددة،القرن الماضي[

ونحن نخاف أن يجرفنا ميلنا لألدب إلى المهاوي التي يصل إليهــا التعبير األدبي المتحــرر بــدافع حب األدب، فنحن نحب أن نــدرك

".(1)المعاني اإلسالمية ونعطيها النص الذي يعبر عنها يتحدث الشيخ الشـعراوي هنــا بلسـان جمعيـة األدبـاء بالزقـازيق الــتي ألفت في معهــد الزقــازيق الــديني برئاســته، منــذ أن كــان طالبا به، وكان من أعضائها األعالم: محمد عبـدالمنعم خفــاجي، وطاهر أبوفاشا، وكامل أبوالعيــنين، ومحمــد فهمي عبــداللطيف، وخالد محمد خالــد، وأحمــد هيكــل، وحســن جــاد.وتلــك الجمعيــة وهدفها فخر لألزهريين جميعــا، وإن كــان غــير معــروف في جــل

الكتابات المؤرخة للدعوة إلى األدب اإلسالمي!

،351-350)( راجع: ديوان اإلمـام الشــيخ محمــد متــولي الشــعراوي ص1 جمع ودراسة د/صابر عبدالدايم، طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة

ــيخ2009 ــيلة الش ــع فض ــدعوة م ــايا األدب وال ــول قض ــوار ح م. من ح ربيــع األول ســنة11الشعراوي منشور في مجلة األدب اإلسالمي العــدد

هـ.1417

32

األسلمة األدبية في الجامعة: عة األزهر هيئة من هيئــات األزهــر الشــريف، تختصتعد جام

غــة(1)بالتعليم العالي باألزهر ، و بها كلية اللغة العربية، وشــعبة للــا العربية بكلية الدراسات اإلسالمية والعربية بالقاهرة، وفروعهما ا؛ و تشــهد رحابهـا العديــدة نشــاطا تعليمي ا وبحري اإلقليمية: قبليا في مجال أســلمة األدب العــربي؛ مســايرة لتلــك ا وإبداعي وبحثيــوج هــذا النشــاط بجعــل مســاق "األدب الــدعوة النبيلــة. وقــد ت

. وفياإلســالمي" مقــررا في الســنة الرابعــة بهاتــه الكليــاتــير من الدراسات العليا والحوليات العلمية لهذه الكليات عــدد كبــاج البحوث األكاديمية الدائرة حول األدب اإلســالمي. ولكنهــا تحت إلى رصد وتحليل. ويعد الدكتور علي صبح أول من اهتم بتدريس مادة األدب اإلســالمي في الجامعـة، إذ قــام بتـدريس مـادة ذات

م، ثم طــالب1976صلة به )وهي األدب اإلسالمي الصوفي عــام ــديال ــالمي ب ــادة األدب اإلس ــدريس م ــم األدب بت ــو رئيس قس ه

ــ)األدب الصــوفي( فصــدر قــرار بتدريســها عــام م على1996لـ. (2)الفرقة الرابعة

إلى جــانب هيئــة ثانيــة للتعليم قبــل المرحلــة الجامعيــة األولى، وثالثــة)(ــ 1 للمجلس األعلى لألزهــر، ورابعــة لمجمــع البحــوث اإلســالمية الــذي يختص بنشر الثقافة اإلسالمية وتجلية التراث وتنقيته من الشوائب التي علقت به، وبشئون الدعوة والوفود الطالبية في العالم الخــارجي وإعاشــتهم، وخاصــة لمن يأتون األزهر على منح يقــدمها لهم، باإلضــافة إلى المنح الــتي تقــدمها وزارة األوقاف المصرية )المجلس األعلى للشئون اإلسالمية( هذا باإلضافة إلى الوفود اإلسالمية المتبادلة، والمراكز الثقافيــة اإلســالمية الــتي أقامتهــا مصر في عديــد من البالد األوروبيــة األمريكيــة واألفريقيــة وكــذلك المعاهــد

ــاف: ــ ــع وزارة األوقـ ــ ــع: موقـ ــ ــة. راجـ ــ -http://www.islamicالتعليميـcouncil.com0للــدكتور/محمــد عمــارة عن الصــحوة اإلســالميةمقــال

وتاريخها.هـ=1422، طبـع سـنة 247-20/233)(مجلة كلية اللغة العربيـة بالقـاهرة2

.م 2002

33

ولعل هذا االحتفاء باألدب اإلسالمي يجــد صــدى في رحــاب كليات: أصول الدين والدعوة، والتربية، واللغــات والترجمــة، إذا األهداف العلمية والتعليمية المرجــوة من هاتــه الكليــات تقتضــيــا وإبــداعا، ا، وبحث العناية بهذا األدب اطالعا ومدارســة واستئناســ كل حسب توجهه األكــاديمي؛ ففي ذلـك الخــير كـل الخــير لهـذه

الكليات ولألدب اإلسالمي معا! وإن نظــرة إجماليــة إلى الجهــد األزهــري في هــذا الميــدان

تعطينا تصورا له في األنماط اآلتية: -جهد إبداعي:

وتمثل في ذلك الكم الضخم من اإلبداع األدبي الملتزم المحافظ غالبا، والمجدد أحيانا، وهــو دائــر حــول فنــون: الشــعر والمقــالــاتذة ــال األس ــذا المج ــريين في ه ــرز األزه ــة!، ومن أب والخطاب الشيوخ: محمد الخضر حســين، أحمــد حســن البــاقوري، محمــد متولي الشعراوي، ومحمد الغزالي، ومحمد عبــدالمنعم خفــاجي، وحسن جاد، و إبراهيم نجا، ومحمــد رجب الــبيومي، أحمــد عمــر هاشم، ومحمد عبــدالمنعم عبــدالكريم"العــربي"، ومحمــد أحمــد العزب، محمد فتحي نصار، وزهران جبر، ومحمد الغرباوي، وبدر معبدي، ومصط في الســواحلي، عصــمت رضــوان، وكــاتب هــذه

الدراسة...إلخ -جهد نقدي:

فــة بهــذا األدب وتمثــل في الكتب والبحــوث والمقــاالت المعر والداعية إليه والمنظرة له، والمتابعة لكل جديد فيــه، و اإلســهام في عقد مؤتمرات خاصة به كما حــدث في المــؤتمر الــذي عقــد

. ومن أبرز األزهريين في هــذا(1)بكلية اآلداب، جامعة عين شمس المجــال: عبــده زايــد، وإبــراهيم عوضــين، وعلي صــبح، وصــالح الدين عبــدالتواب، وشــوقي حمــادة، وفتحي أبوعيســى، وحســن الكبــير، والســيد عويضــة، والســيد الــديب، وكــاظم الظــواهري،

وصادق علي حبيب...إلخ

-20م)1992(الموافــق أكتــوبر 25-23ه)1413)( انعقد في ربيع الثاني 1.248-237(. راجع األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق ص22

34

-جهد حركي: ويقصد به مدى اإلسهام في تلك األنشطة التي تتغيا اإلعالن عنــؤتمرات ومجالت ــ ــدوات وم ــ ــط ون ــ ــالمي من رواب ــ األدب اإلس وحوارات ولقاءات. ومن أبرز األزهريين في ذلــك الـدكتور عبــده زايد الذي أســهم في التعريــف بهــذا األدب ومتابعتــه في اإلبــداع المعاصر عن طريق رئاسـته تحريـر الصـفحة األدبيـة في مجالت ثقافية إسالمية عديدة، وإشــرافه على مكتب الرابطــة بالقــاهرة مع الدكتور عبدالمنعم يونس. ويعــد األســتاذ الــدكتور علي صــبح

.(1)أول رئيس لمكتب رابطة األدب اإلسالمي العالمية في مصرــة ــيس مجل ــور في تأس ــير منك ــاديميين دور غ ــريين األك ولألزه الرباط، التي تعد نشرة أدبية غير دورية، تصدر عن رابطة األدب

...إلخ وهو جهد قليــل، نتمــنى أن يزيــد كما،(2)اإلسالمي بالقاهرةويتنوع ويتطور ويتعمق كيفا...

الموقف اإلعالمي من الجهد األزهري:

إن األزهر منبع العلم األصيل الوسطى النافع، يفد إليه العلماءــافع لهم، ــه من والطالب من كل صوب وحدب ليشــهدوا في رحاب وليرتووا من مناهله الطاهرة، يجتمعون على خير، وينفضون في خير، ال تشوبهم شائبة، وال يعــتريهم جمــود أو تعصــب أو تطــرف

… تلــك مســلمة يعرفهــا القاصــي والــداني عن طالب األزهــر

لكنهم ـ لألسف ـ ابتلــوا بالتجاهــل ـــ الـذي يكــاد يكــون، وشيوخه

ــة بالقــاهرة)(ــ 1 ــة اللغــة العربي ــع ســنة 18/480مجلــة كلي هـ=1420، طبم.2000

ــرف على2 ــونس، ويش ــدالمنعم ي ــدكتور عب ــا ال ــرأس مجلس إدارته )( ي تحريرها الدكتور سعد أبوالرضا، والدكتور عبــدالحليم عــويس، وإبــراهيم سعفان، ويشارك في إبداع مقاالتهــا عــدد من األزهــريين، منهم الــدكتورــدكتور كــاظم الظــواهري ــدايم وال ــدكتور صــابر عبدال زهــران جــبر، وال والدكتور أمين سالم، وغيرهم.راجع العــدد األول الصــادر في ربيــع األول

م.2007هـ=أبريل 1428

35

متعمدا في أحيــان كثــيرة، فأســاتذة األزهــر الشــريف وشــعراؤه ونقـــاده من البـــاحثين والدارســـين والمبـــدعين، مغمـــورون مطمورون عن عمد –غالبا – ال يهتم بهم حملة األقالم الصــحفية،ا أو وال ألســنة اإلعالم المرئيــة، والمســموعة، والمقــروءة طباعيا، وال تعنى أية قناة ثقافية بنتاجهم في دنيا األدب والنقد، إلكتروني مع ما فيه من غنـاء وثـراء، ومـا يحويـه من قيم ســامية، وأفكـارــا عميقة، ورؤى دقيقة، يدركها كل باحث منصف، حيث تضاهى م ــا، وشــكال ــا كما وكيف ــوق عليه ــريين، إن لم تتف ــير األزه ــد غ عن

ومضمونا في أحيان كثيرة!! إن من الغريب العجيب "أن يظل هذا النتــاج األدبي المثــالي الثر غفال عن البــاحثين والدارســين، ال لشــيء إال ألنــه انبثــق من األزهــر، وتفجــر في رحابــه، وانبجس في أروقتــه … في الــوقت الذي ييمم فيه هؤالء وجوههم شطر نتاج غيرهم دراسة واقتباساــاجهم األدبي ــرقى إلى نتـ ــه ال يـ ــو في معظمـ ا. وهـ ــ واستئناسـ

.(1)والفكري"

ــ1 ــة الشــعرية في شــعر الــدكتور صــابر عبدالــدايم صـ ،5)( أبعــاد التجرب0م1992د/صادق حبيب، طبع دار األرقم بالزقازيق سنة

36

إن نتاج غير األزهريين يحلق ـ بعضه، إن لم أقــل معظمــه ـ في آفاق هالمية غامضة معقــدة، فيهــا شــطط وشــذوذ، وخــروج على سلطان اإلســالم الحــق، وبعــد عن ضــوابط العقــل العــربيــة ــرآن الفصــحى البياني ــة الق ــد على لغ ــدل، وتع المســلم المعت الناصعة، ومن ثم فال كبير فائدة يراهــا أي بــاحث عاقــل منصــف في االهتمــام بمثــل هــذه اآلداب والدراســات المســتوردة في شكلها ومضمونها وغايتها!! أما النتاج األدبي والفكري لألزهــريين ففي درسه وتعلمه ونشره واالهتمام به خــير عميم ألبنــاء أمتنــا:

مبدعين ودارسين ومثقفين. ولعــل في االســتئناس بنظــرة أو نظــرات في تــراث هــؤالءغــة العربيــة وآدابهــا الرواد ما يقرر أن األزهر كان حصنا حصينا لل إبداعا ودرسا، وما زال كذلك بحمد الله وتوفيقــه، وســيظل على

الدرب رغم ترهات القانطين والمتربصين... إن أزهرنا الشريف هو المرشح بقوة إلنجاز مهمــة التفاعــلــا وخصوصــياتنا، عن مع مستجدات اآلخر، مع االعتماد على ثوابتنا صحيحا، طريق فهم شيوخه وطالبه لوسطية اإلسالم فهما فكري

ا سليما. وتطبيقا واقعيوقد أدى األزهر ـ جامعا وجامعة ـ هذه المهمة منذ نشــأته ]

هـ[ إلى آننا هذا، بنجاح وفالح رغم القيود361من رمضان سنة 9والمعقدات … إن األزهر :

ــرك ــ ــرتقىـــــــــ ــ ن ركين يـــــــــــــــــــــــــــرف ويرـف

حامى ثوابـت إرثـنا ومعـرف

ه اإللحــاد صــلباــــــــقــد واجــــــــــــــــــــــــــــــامدا ـص

يطوى وال يطويه فرد أجوف

ــى ــه أسمـ ــن الل ــلو بديـ يعــةــــــرتب

ــت ــ ــب ثابـ ــ ــل خطـ ــ في كـــــــــــــــــــــــــــــوقف مت

في كـــــل بيت من هـــــداهـــــــــــــــــــــــــرسال ةــــــ

كل البوادي والحواضر تعرف

37

ــدان الس ــل بل ــمن ك المــــــجميعها

يـــــأوي إلـيـــــه كـــــل داع مـرهـف

ــو ــ ــه ه ــ ــزهو ب ــ ــه نـ ــ تاريخـــــــــــــــــــــــــفخرن اـــــــ

ــيوخه ال ــجئ لشـ ــن يـلتــ مــ يرجف

ــوخ منـابــــر تـلــــك الشـيـــآذنــــــــــــــــــــــــــــــومـ

أقالمهــــــم ذات الضـــــيا ال تقصف

حفظوا الثــوابت كلهــا وســطالـــــــــــــــــــــــــــــــدجى

(1)بمروءة وفصاحة ال تضعف

)( من قصــيدة للبــاحث بعنــوان:"األزهــر الشــريف" نشــرت في جريــدة1ــدد ــر ع ــوت األزه ــة) ص ــ 583الجمع ــة 20(، ــ=1431 من ذي الحج هـ

من جمــادى األولى12م.وأعيد نشرها في عــدد الجمعــة 26/11/2010م. 15/4/2011هـ= 1432سنة

38

ال أقول هذا عن تعصب أو انحياز أحادي التوجــه، بــل أقولــها عن ــا شــرعي ــا لحــق يحــاول المغرضــون هضــمه، ودفاع إحقاق النفس، باعتباري ابنا من أبناء هــؤالء الشــيوخ الــرواد الشــوامخ،يتغيا مواجهة تلك الحملة الموجهة ضد مؤسسة األزهر الشريف.ــدان ــة في ميـ ــودا عظيمـ ــيوخ األعالم جهـ ــؤالء الشـ إن لهـ الدراسات األدبية والنقديــة عامــة، وفي رحــاب األدب اإلســالميــا، وتأريخــا وتأصــيال، و لهم جهــد غــير منكــور في خاصــة، تعريف الــدعوة إلى هــذا األدب وحث المبــدعين على االنضـــمام تحت لوائــه، من خالل مشــاركتهم الــدؤوب في أنشــطة رابطــة األدب

اإلسالمي العالمية، داخل مصر وخارجها. ــة األدب ــع عجلـ ا في دفـ ا وتنظيري ــداعي ــهموا إبـ ــد أسـ وقـــة: اإلسالمي إلى األمام. وجهودهم مسجلة في مطبوعات متنوعــة ــود فردي ــا جه ــال. ولكنه ــاب والبحث والمق ــديوان والكت بين الــل متفرقة، تحتاج إلى توثيق ببليوجرافي إحصائي، على غرار دلي مكتبة األدب اإلسالمي، وقراءات بحثية نقدية في رسائل جامعية

أو بحوث علمية متخصصة! حقا إنها جهود طيبة، لكن يعوزها اإلعالم بها، واإلعالن عنها،ا بكــل ــا أو إلكتروني والتســويق لهــا، والعمــل على نشــرها طباعي الوسائل الثقافية المتاحــة، الســيما الحكوميــة منهــا، بــدل كونهــاــدودة، أو ــة المح ــات التجاري حبيســة األدراج الخاصــة، أوالمطبع

المجالت والحوليات الجامعية التي ربما ال يطلع عليها أهلوها!رجاءات مستقبلية:

إن إسالمية األدب مشروع ثقــافي نبيــل، ال توجــد مؤسســة تناسبه وتستحق أن تختص بفعالياته وعشاقه وتراثه وواقعه مثلــا وجامعــة؛ لــذا وأقــترح على مؤسســة األزهــر الشــريف: جامع

القائمين عليه لتحقيق هذه الغاية مايلي: - أن يحظى هذا المشروع برعاية سامية مباركة من فضيلة شيخا؛ ففي ذلـــك دعم أدبي ومعنـــوي كبـــير لـــذلك األزهـــر شخصـــي

المشروع العظيم. - توظيف الجهد الثقافي األزهــري الــدوري من مــؤتمرات دوليــة وندوات إقليميــة ومجالت وجرائــد ومســابقات ومنافســات وغــير

ذلك من االحتفاليات نحو خدمة هذا المشروع البناء.

39

ا، وجذب ا ومادي - العمل على رعاية اإلبداع األدبي وتوجيهه معنوي المــواهب األدبيــة الشــابة، بفتح المجــال أمامهــا لتجويــد اإلبــداع

وتنويعه وتعميقه. - إنشاء هيئة أزهرية خاصــة بالنتــاج األدبي اإلســالمي على غــرار الهيئـــات الثقافيـــة الرســـمية والخاصـــة، والتمكين ألعالم األدب

اإلسالمي في فعاليات هذه الهيئة. - التنسيق بين األزهر والمؤسسات الراعية لألدب اإلسالمي مثل رابطــة األدب اإلســالمي العالميــة بمكاتبهــا المنتشــرة في بقــاع العــالم اإلســالمي المختلفــة، وجامعــة اإلمــام محمــد بن ســعود

اإلسالمية، وغيرهما.

40

المبحث الثاني:سياحة في كتاب "األدب اإلسالمي" للدكتور علي صبح

41

األستاذ الــدكتور على على مصــطفى صــبح إنســان مصــرى عربى أزهرى مسلم، ولــد في الثــانى والعشــرين من أغســطســو بمحافظــة سنة سبع وثالثين وتسعمائة : وألف، في مدينة إدك البحيرة، تأثر في مسيرته العلميــة بكــل المــؤثرات اإليجابيــة فيــة أصــيلة ــة عربي ــتيق، وثقاف ــق ع ــنى عمي عصــره، من تعليم دي رصينة، وفكر إسالمى وسطى مســتنير، أهلتــه لكى يكــون باحثــا محققا، وخطيبا بارعـا، وناقـدا حصـيفا، ومثقفـا منطلقــا في كـل رحاب المعرفــة، إذ هــو عضــو في كثــير من المنتــديات الفكريــة واألدبية، خصوصا رابطة األدب اإلسالمي العالمية، ورابطة األدب

لـــة في ثبت مؤلفـــات الــدكتور على0الحـــديث وإن نظــرة محل تعطينا دليال على ما قرره المعاشــرون لــه عن شخصــيته(1)صبح

ــاديمى ألدوات البحث ــاإلدراك األك إنسانا وعالما، باحثا ومعلما. فــة ) ــنى للصــورة األدبي ــاء الف ــه : البن ــد تجــدها في مؤلفات والنق

م(، ومعالم البحث1985م(، والصورة األدبية تاريخ ونقد )1976 وعشق التراث وحب األصالة تجدها في كتبــه:0م(1987األدبى )

ــحيفة1975عبقرية ابن الرومى شاعر العصر العباسى ) م(، وصــد األدبى ) ــا في النق ــر وأثره ــر بن المعتم ــاريخ1982بش م(، وت

م(، و"من األدب في العصـــر العباســـى1983األدب الجـــاهلى )م(، و" في األدب الجــاهلى دراســة ونقــد" )1984دراسة ونقد )

م(.1986م(، و"عمود الشعر العربى في موازنة اآلمدى )1985 والحرص على النتاج األدبى المعاصر واالهتمام به لــدى المؤلــف تجده في كتبه : "من األدب الحديث في ضوء المــذاهب األدبيــة

م(، والمــذاهب األدبيــة في الشــعر الحــديث1981والنقديــة ) م(، والجزء الثالث من1984لجنوب المملكة العربية السعودية )

ــنة ــ ــوع س ــ ــوث المطب ــ ــه المبح ــ ــذا1998كتاب ــ ــارك به ــ م.وشــة األدب اإلســالمي( في مــؤتمر عــالمي لرابطــة ــوان)نظري العن األدب اإلسالمي، أقامته رابطة األدب اإلسالمي العالمية بالرياض

.أمــا المعلم األظهــر(2)، وكان مقــررا لهــذا المــؤتمر1985سنة واألزهر في شخصــية مؤلفنــا فهــو الجــانب اإلســالمي المعتــدل، يتضــح ذلــك في كتبــه : األدب اإلســالمي الصــوفي حــتى نهايــة

ــرى ) ــع الهجـ ــرن الرابـ ــة1977القـ ــات األدبيـ م(، وفي الدراســـوى باالشــتراك ) ــرآن1987للعصــرين اإلســالمي واألم م(، والق

ــة1 ــرآنى للقيم الخلقي ــوير الق ــاب التص ــل كت ــذا الثبت فى ذي ــع ه )( راجــه2001والتشريعية، طبع المكتبة األزهرية للتراث سنة م.وراجــع ترجمت

42

ــنة ــتراك )س ــور، باالش ــزة العص ــريم معج م(، واألدب1988الك م(، والواضــح1992اإلسالمي : المفهوم والقضية، باالشــتراك )

ــارة ) م(، والتصــوير القــرآنى1995في األحاديث الشريفة المختــة والتشــريعية ) ــوى: بالغــة2001للقيم الخلقي م(، والهــدى النب

التصــوير للقيم الخلقيــة والتشــريعية، تحت الطبــع إن شــاء اللــه تعالى .. هذا إضافة إلى الكتاب موضــوع الدراســة، وإلى بحــوث إسالمية كثيرة منشورة في مجالت عربيــة وإســالمية. ولعــل في هذا ما يقــدم للقــارئ الكــريم تفســيرا منطقيــا الهتمــام أســتاذنا المؤلف بدراسة األدب اإلســالمي دراســة نظريــة وتطبيقيــة، فيــد تحت موسوعة علمية، بلغت أربعة أجزاء، ثالثة مطبوعة، وواح

0الطبع إن شاء الله تعالى إن مكونات شخصية مؤلف الكتاب تؤهلــه ـــ بال ريب ـــ إلى الخــوض في غمــار هــذا المعــترك النقــدى المحتــدم، والمــزدحملعة، يمتلــك باإلشكاليات والخالفيات، الــتى تحتــاج إلى بــاحث ضــ ذوقا فطريا موهوبا، وفكريا نقديا مثقفــا مكتســبا، وآليــات بحثيــة في التحليل والمناقشة، والطرح واالنتقاء، حــتى يســتطيع تميــيز

الطيب من الخبيث من النتاج األدبى قديما وحديثا ومعاصرا. وأستاذنا عنده هذه اآلليات البحثية، يعرف ذلك عنه كل من عاشره خطيبا، ومحاضرا، ومناقشا، وباحثا ومؤلفا، نحسبه كذلك

والله حسيبه، وال نزكي على الله أحدا. ــا القــارئ من ــتى يخــرج به ــة ال ولعــل في الثمــار التنظيري موسوعته المبحوثة ما يــدل على تلــك الحقيقــة. والــتى ستتضــح

في المبحث الثالث، إن شاء الله تعالى، الهيكل العام للكتاب :

الكتاب المبحوث موسوعة تتكامل يوما بعد يوم، ظهر منهــا حتى اآلن ثالثة أجزاء، تكونت من ثالث مقدمات وخمسة فصول،

على النحو التالى :

،طبع الهيئة العامة لالستعالمات170بموسوعة الشخصيات المصرية ص.1994سنة

ــ 2 هـ=1420، طبع ســنة 479-18/477مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة)(م.2000

43

جاء الجزء األول مطبوعا في تسع وأربعين ومائتى صفحة ) هـ( وقد اشتمل على المقدمة والفصــل األول،1408م = 1987

وجزء من الفصل الثانى. وجاء الجزء الثاني مطبوعا في ثمان وستين ومائة صفحة )

ــة1418م = 1998 ــة، وعلى بقي ــتمل على مقدم ــد اش ــ( وق هـالفصل الثانى.

وجاء الجزء الثالث ضخما، طبع في تسع وخمسين وثالثمائة هـ( وقد اشــتمل على مقدمــة شــاملة1418م = 1998صفحة )

ــة ــه العــام، وعلى الفصــول الثالث ــاب وهيكل تعــرف بطبيعــة الكتالباقية.

وقد ذكر المؤلف أنه يعد جزءا رابعا للطبع، سيتضمن تحليالا لنماذج من نصوص األدباء المعاصرين واألحياء 0(1)نقدي

عنوان الكتاب : عنــوان كــل شــئ مفتاحــه، والطريــق األول للوصــول إليــه،ــاء ــام جــل العلم ــان اهتم ــه. ومن ثم ك ــع الرئيســى لفهم والمنب بعنــاوين مؤلفــاتهم، فهــذبوها ونقحوهــا، حســب ميــول عصــرهم التعبيرية، ذلك ألن عنوان الكتاب المناط األول لجذب القــارئ أو

تنفيره.

)( راجع ثبت الكتب المنشورة للمؤلف فى ذيل كتابــه التصــوير القــرآنى1ــه األدب للقيم الخلقية والتشريعية ، وما قرره فى الجزء الثالث من كتاب

م.1998 ، طبع سنة 309اإلسالمى بين النظرية والتطبيق صـ

44

وقد اختار الدكتور على صبح لكتابــه عنوانــا مــوجزا مكثفــا، فيــه وضــوح وداللــة على محتــواه. وهــو: "األدب اإلســالمي بين النظرية والتطبيق" فهذا العنوان نفهم منه أن المؤلــف ســيبحث قضية األدب اإلسالمي من منظــور نقــدى شــامل لجــانبى النقـد: التنظير والتطبيق. وهــذا مــا الــتزم بــه المؤلــف في الكتــاب منــير، مبدئه إلى منتهاه، وإن غلب جانب التطبيق على جانب التنظ

غلبة واضحة. مــع(1)وقــد تــوارد الــدكتور صــابر عبدالــدايم يــونس صــبح

أستاذنا المؤلف في هذا العنوان. إذ للــدكتور صــابر مؤلــف بهــذا ،(2)هـــ1410م = 1990العنــوان صــدرت طبعتــه األولى ســنة

ــدكتور0(3)م2002هـ = 1422وطبعته الثانية سنة بينما كتاب ال م، وانتشــر تدريســه في1987علي صبح قــد صــدر ونشــر عــام

فروع اللغة العربية وشعبها؛ فكان أول كتاب بهذا العنــوان، وذاع.(4)صيته وتأثر به كل كتاب صدر بعده

)( عميد كلية اللغة العربية بالزقــازيق، وعضــو رابطــة األدب اإلســالمي،1ــع ترجمتــه في بحــثي)األدب ــر، راج وعضــو مجلس اتحــاد كتــاب مص اإلسالمي في رحاب األزهر الشريف:كتاب األدب اإلسالمي بين النظريــةــادي ــدد الح والتطبيق للدكتور صابر عبدالدايم أنموذجا( المنشور في الع

0م2011والثالثين بحولية كلية اللغة العربية بالزقازيق سنة )( طبع دار األرقم بالزقازيق.2)( طبع دار الشروق بالقاهرة .3 ، طبـــع ســـنة479-18/487)( مجلـــة كليـــة اللغـــة العربيـــة بالقـــاهرة 4

م.2000هـ=1420

45

والمتفحص في الكتابين والمــوازن بينهمــا يظهــر لــه أن كال األستاذين ـ وهما األزهريان جامعا وجامعة ـــ قــد اتجهــا اتجــاهينــدكتور ــة، فال متنوعين من حيث الرؤى الفكرية واألدوات التحليلي على صبح في كتابه باحث مجدد محافظ، عاشق للتراث ومعتمدــد عليه اعتمادا طيبا محمودا، مع االستعانة العميقة بوســائل النقــو أديب األدبى الحديث. أما الدكتور صابر عبدالدايم في كتابه فهــر، مجدد، انطلق من التراث إلى الفكر النقدى الحديث والمعاصــية األدب ــ ــه لقض ــ ــديث في معالجت ــ ــايش النص األدبى الح ــ ليعــاس فيمــا يعشــقون ــا، وللن ــة هــو موليه اإلســالمي. ولكــل وجه

مذاهب. وكال االتجــاهين محمــود وضــرورى لترســيخ جــذور مدرســةــات األدب اإلسالمي في عصرنا الحالى الهائج والمــائج بكــل نفاي الغرب وإفرازاتــه الشــاذة من مــذاهب وتيــارات، أصــولها زائفــةــا، وال مختلفة، وآلياتها عقيمة سيئة، ال تناسب عقيدتنا، وال عقليتن

0بيئتنا، وال إبداعنا األدبىــى إن الجهد المبذول في الكتابين مطلوب لمواجهة معارض أسلمة األدب الذين يصمونها بعدم وجود أسس أدبية فلسفية لها أحيانــا، وبعــدم وجــود رؤيــة حديثــة لهــا أحيانــا أخــرى. والكتابــان

يسهمان في سد هاتين الثغرتين في وجه المعارضين. هذا، وقد تــأثر األســتاذ الــدكتور عبــدالجواد المحص، أســتاذــة باإلســكندرية ـ األدب والنقد بكلية الدراسات اإلسالمية والعربيــبح في ــدكتور على صـ ــتاذ الـ ــاب األسـ ــ بكتـ ــر ــ ــة األزهـ جامعـ

، ولنا مــع هــذا الكتــاب وقفــة عنــد(1)عنوانه،ومنهجه في كتاب لهــافي الحديث عن صدى كتاب الدكتور على صبح في الوسط الثق بقادم الصفحات.وتوجد تأثرات أخرى بالكتاب في نتاج األساتذة:ــام إبراهيم عوضين، ونبوية الخوالني، وجالل صابر حجازي، وعص علي محمد إسماعيل، ومحمد ســعد فشــوان، وإبــراهيم قاســم، وحســن ذكــري... وغــيرهم ممن تطــابق مــع كتــاب المؤلــف في

العنوان أو تشابه أو اقتبس منه ونهل... تأريخ تأليف الكتاب : ) رحلة حياة الكتاب ( :

)( طبع الدار المصرية باإلسكندرية بدون تاريخ . وله كتــاب آخــر بعنــوان1ــدار المصــرية ــع ال األدب اإلســالمى معــالم تأصــيل وثمــار.تطــبيق ، طب

م. 2000 هـ = سنة 1420باإلسكندرية سنة

46

ضمت هذه الموسوعة نتاج الــدكتور على صــبح في دراســةــع األدب اإلسالمي تأصيال وتحليال، خالل عشر ســنوات ؛ فقــد طب

ــر1987هـ ـ 1408الجزء األول من هذا الكتاب في عام م، وظهم. 1998هـ – 1418الجزآن : الثانى والثالث في عام

وما زال في جعبة أستاذنا المؤلف الكثير الذى يخدم قضــية األدب اإلســالمي، إذ إنــه يعــد اآلن الجــزء الرابــع من الكتــاب

للطباعة، كما ذكر في ثبت الكتب المنشورة له. هــذا، وقــد شــارك الــدكتور على صــبح بمــوجز من المــادة العلمية للجزء األول من كتابه في كتاب يعرف باألدب اإلسالمي، بعنوان : األدب اإلسالمي : المفهــوم والقضــية، باالشــتراك مــع األستاذين الــدكتورين: محمــد عبــدالمنعم خفــاجى، وعبــدالعزيز

0(1)هـ1412 = 1992شرف. وقد طبع هذا الكتاب سنة دوافع تأليف الكتاب :

ــدكتور على ال شك في أن ما عرف من مكونات شخصية ال صبح والمؤثرات فيها هو الدافع األول والطبيعى وراء تأليفه هذه الموسوعة الممتدة المتنوعــة في ميــدان أســلمة األدب العــربى ونقــده؛ ففطرتــه الصــافية، ونشــأته الدينيــة، وتعليمــه األزهــرى، وتخصصــه األكــاديمى، وتدريســه في عــدد من الكليــات العربيــة واإلسالمية، كل ذلك ـ بال مراء ـ كــان المعين األساســى والمثــيرــة األول وراء بذل المؤلف هذه الجهد التقعيــدى والتحليلى لنظري

األدب من الوجهة اإلسالمية في موسوعته تلك.

)( طبع دار الجيل بيروت لبنان .1

47

ــزء األول ـ ــة الج ــرر في مقدم ــا ق ــ كم ــؤمن ـ ــتاذنا م فأس بـ"مسئولية الكلمة والصورة في الشــعر بفنونــه والنــثر بأنواعــه. تلك المسئولية التى تجعل منها أداة حيــة وقويــة لتهــذيب النفس وترقيــق المشــاعر وترهيــف اإلحســاس وعمــارة الوجــدان. كمــا تجعل منهما أيضا أداة بناءة وجادة في غرس المبــادئ اإلنســانية والقيم النبيلة فيها؛ لــذلك كـان من الضــرورى أن تحمــل الكلمــة

حــتى تتحقــق(1)والصورة في األدب قيمــا فنيــة وقيمــا إنســانية"ــير والحب ــق والخـ ــون أداة حث على الحـ ــة األدب، ويكـ عالميـ والجمــال، وســيفا للقضــاء على الباطــل والشــر والكــره والقبح، لتنافيها مع فطــرة اإلنسـان وقيمـه الســامية، فــاألدب اإلســالميــة ــه األدبي بقيمه الخلقية والفنية معا يتصدى لألدب الهابط بمذاهب المختلفة، التى ال زالت باالنحراف تهدم وال تبنى خلقا، وبتصــوير الشر تدمر وال تقيم إصالحا، مما يتناقض مــع الفطــرة اإلنســانية المستقيمة، ويتجه هذا األدب أيضا في ظالل عالمية اإلسالم إلى بناء خير أمة أخـرجت للنــاس بنــاء حـرا حيويــا، ال جمــود فيـه وال قســر وال انغالق، بــل كــل تفتح وســمو وســـموق في تصــوير

0(2)المجاالت المختلفة لإلنسان والكون والحياة ذلك ما هدف إليه المؤلف من كتابه وما دفعــه إلى إنجــازه،ــا الــدرس فأســتاذنا من الــدعاة إلى هــذا األدب الهــادف في دني األدبى والثقافي، ومن سدنته الذين يمحصــون قضــاياه، ويحلــون إشكالياته، ويردون مطاعين المعــوقين وشــبهاتهم، ويقفــون في وجه من يريد تعطيل مسيرة األســلمة األدبيــة أو القضــاء عليهــا، ولكن هيهات فهذه المسيرة محفوظة حفظا إلهيا، ألنها نابعة من القرآن الكريم، ومتحلية بالســنة الشــريفة، ومعتمــدة على طيبــدين، ــوم ال كالم الصحابة وخيار التابعين وتابعيهم بإحســان إلى ي

رضوان الله عليهم أجمعين. منهج الكتاب :

ــة والتطــبيق 1 ــ 1)( األدب اإلســالمى بين النظري ــة الجريســى4/ ، مطبع0م1998بالقاهرة سنة

بتصرف.6 ـ 4/ 1)( راجع السابق 2

48

ــاب صــعبة، إذ لم تــف ــأليف في الكت ــداء إلى منهج الت االهتــد من ــذا المنهج، والب ــة ه ــة في معرف ــوان والمقدم ــراءة العن قــاب اطالعــا عميقــا طــويال، حــتى ــة أجــزاء الكت االطالع على بقي نسـتطيع الوصــول إلى هــذا المنهج، والتحقــق من اتفـاق عنـوان

0الكتاب مع مضمونه ومساره األكاديمىــدكتور على وهذا ما صنعته في تبينى منهج كتاب أســتاذنا الــة من ــل في جمل ــد تمث ــه، وق ــه إلى يائ ــه من ألف صــبح، إذ قرأت

الوسائل اإلجرائية التالية: – التنظير : 1

تناول المؤلف في موسوعته األسس الفكريــة الــتى قــامت عليها نظريــة األدب اإلســالمي، فدرســها دراســة عقليــة منهجيــة مخلصة؛ فقــدم تعريفــا شــامال ـــ في نظــر عــدد من الدارســين ـ

ــه من(2)، وبيانا لمعالمه وأسسه(1)لألدب اإلسالمي ، ووضح موقف قضــايا ذات صــلة وثيقــة بــه من تقليــد وتجديــد وأصــالة وعراقــة

ثم ناقش في0(3)ومعاصرة والتزام وحرية وتحرر ومناسبة أدبيةــالث نشــأة األدب اإلســالمي وأطــواره ومســتقبله ،(4)الجــزء الث

، كمــا(5)وموقفه من المذاهب األدبيــة، وموقفــه من العلم والفن قدم مقاييس عدة لألغراض األدبية حتى تصير مصــطبغة بصــبغة

0(6)اإلسالم وسائرة على هديهــالتنظير، ــالتنظير وختمــه ب وبذا يكون المؤلف قد بدأ كتابه ب حرصا منه على التعريف بذلك األدب والدعوة إليه والحث عليــه،

بالكلمة العقلية النقدية المستبصرة. وبهذا يجعل المؤلف األدب اإلســالمي "في تطــور مســتمر، حسب األطوار التاريخية في الرقى الحضــارى لألدب اإلســالمي، وال ضير في هذا اإلطالق؛ ألن كل مرحلة من مراحل النهضة فيه تمثل تنظيرا أو نظرية انتهى إليها األدب في هذا العصــر، وهكــذا

0(7)في كل العصور" .310/ 3 ، 7/ 1)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 1 .315/ 3 ، 9/ 1)( السابق 2 وما بعدها.11/ 1)( السابق 3 وما بعدها.293/ 3)( السابق 4 وما بعدها.321/ 3)( السابق 5 وما بعدها.332/ 3 وما بعدها ، 176/ 1)( السابق 6 .301/ 3)( السابق 7

49

وقد فضل المؤلف التنظير، وعزف عن اسـتعمال المذهبيـة في األدب اإلسالمي حتى ال يخضع لمجال الند والشبه والمقــارنــاظر األدب ــالمي ين ــال : األدب اإلس ــح أن يق ــير، فال يص والنظ الماركسى أو األدب الرمزى أو األدب الرومانســى .. إلى آخــره، وند لكل من هذه المذاهب األدبية؛ ألنها تتهــاوى مــدة بعــد مــدة،ــف ســقط األدب الماركســى وكــاد أن يختفي من ــا كي وقــد رأين ساحة الصراع، وســتتوالى بعـده المــذاهب األخـرى في الغـروب الواحد بعد اآلخــر؛ ألنــه أدب متمــذهب بأصــول فلســفية وماديــة وإلحادية، بينما األدب اإلسالمي يتسم بالشمول والثبات والتجديد المستمد من القرآن الكريم، والسنة الشريفة، لذلك سيبقى في ظاللهما قويا مستمرا ومتجددا لبقاء وتجدد قيمه الخلقية والفنية

، مصــداقا لقولــه(1)النابعــة من المصــدرين الســابقين العظيمينا له لحافظون تعالى: لنا الذكر وإن ا نحن نز . (2) إن

فمصــطلح التنظــير أدق وأكــثر طواعيــة ومرونــة في نظــرــه ــده وتحــدده، فتجعل ــق األدب وتقي ــة تخن المؤلــف، ألن المذهبي

محبوسا في فلسفة جزئية بشرية قاصرة. – التطبيق : 2

أتى المؤلف بعد التنظير الفكرى لألدب اإلسالمي بــالتطبيقــا النقدى على النصوص األدبية واألعمال اإلبداعية المتنوعة زماني ومكانيا، كمــا وكيفــا، فنــا ومضــمونا، فمنهــا من البيــانى القـرآنى الكريم، ومنها ما هو من البالغة النبوية الجامعيــة، ومنهــا مــا هــو من روائع الشعر، ومنها مــا هــو من روائــع النــثر خطبــا ووصــايا، وحكمــا ومواعــظ، ورســائل ومنــاظرات، وقصصــا ومســرحيات، ومقاالت وتآليف، ألدبــاء في عصــور اإلســالم العديــدة من عصــر صــدر اإلســالم، إلى عصــر الخالفــة األمويــة، إلى عصــر الخالفــة العباسية، ثم العصر الحــديث. وهم أدبــاء متنوعــون مكانــا، منهم الشــامى، ومنهم العــراقى، ومنهم المصــرى، ومنهم الســعودى،ــربى، ومنهم ــى، ومنهم المغ ــطينى، ومنهم التونس ومنهم الفلســالمي في ــال النص األدبى اإلس ــان إغف ــرى .. الخ. وإن ك الجزائــول، إذا العصر التركى : المملوكى والعثمانى، يعد أمرا غير مقب

صدر أو فسر ـ هذا اإلغفال ـ على أنه حكم نقدى!!.

وما بعدها بتصرف.301/ 3)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 1 .9)( سورة الحجر ، اآلية 2

50

لقد حلل في الجــزء األول نصوصــا قرآنيــة ونبويــة شــريفة، وخطبا ووصايا وأشعارا لكبار الصــحابة وخيــار التــابعين، رضــوان

الله عليهم أجمعين. وخصص الجزء الثــاني لدراســة النص األدبى اإلســالمي في

عهد الخالفة األموية. وفي الجزء الثالث حلل نصوصا أدبيــة ألعالم األدب العــربى

في العصرين العباسى والحديث. ويتضح من ذلك العرض أن المؤلــف عاشــق لإلبــداع األدبى اإلسالمي ومتابع جيد له وقــارئ ناقــد حصــيف لنصوصــه بمعــاييرــة من النقد األدبى اإلسالمي التى دارت غالبا حول اآلليات التراثي عاطفة، ولغة، وموسيقى، وصــورة فنيــة، مــع تحليــل المضــمون

وبيان ما فيه من قيمه أخالقية ومعان إنسانية إسالمية. – آليات مواجهة النص األدبى : 3

القــارئ للتحليــل النقــدى للنصــوص األدبيــة في الموســوعة يتضـح لـه أن المؤلـف اتكـأ في مواجهـة النص األدبى على عـدة آليات نقدية، من أهمها الذوق األدبى الفطرى، والدربــة الطويلــةــاد ــا، واعتم ــة أحيان ــة الفني ــة للنص، والموازن والمعايشــة العميق مقاييس النقاد المقبولة والمعتبرة، وإن غلب عليها أنها مقــاييس تراثية أصلية، أكثر منها حديثة معاصرة. كما أنهــا مقــاييس تركــز على قراءة المضمون وتقييمه أكــثر من الشــكل الــذى دار غالبــا

0حول الجماليات البالغية في اللفظ والصورةالتمييز بين األجناس األدبية في التحليل :

ينطلق المؤلف في كتابه من حقيقة نقدية مؤداهــا أن لكــل جنس أدبى أدوات نقدية خاصة، فال يجوز االستعانة بمصــطلحات النقد األدبى البشرى في تحليل النص القرآنى الكــريم، إجالال لـه وتقديسا، وكذلك الشأن في التعامــل مــع النص الشــعرى والنص النــثرى، واألدب الموضــوعى قصــة ومســرحية وملحمــة ومقــاال وتأليفا. واألداة النقديــة المعتــبرة في كــل النصــوص قاطبــة هىــتخرج الناقــد من النص القيمــة ــور اإلســالمي، حيث يس المنظ

0الفكرية واإلنسانية السائرة مع شريعة اإلسالم وتعاليمهمنهج البحث في الكتاب :

51

اصطفى المؤلف في تحليله للنصوص المنهج الفنى القــائم على تــذوق العمــل األدبى من حيث عاطفتــه ولغتــه وأســلوبه

0وصوره ومعانيه ودالالته وإيقاعاته وموسيقاهــرتب ــاريخى حيث ي ــا يعتمــد على المنهج الت وإن كــان أحيان النصــوص المحللــة حســب عصــرها، ويبــدأ التحليــل بتمهيــد عنــة في ــة والمكاني ــة والزماني ــؤثرات البيئي ــدع والم ــية المب شخص إبداعه، ولم يتطرق الــدكتور لبقيــة المنــاهج البحثيــة من نفســى

0(1)واجتماعى وتكاملى ويكاد يكون المؤلف قد قــرر ذلــك في حديثــه عن التصــوير الفــنى في األدب اإلســالمي، حيث تحــدث عن خصــائص الكلمــة واألسلوب والصورة والبناء الفنى، ثم قال " … وســنتحدث عنهــا بالتفصيل من خالل النماذج والنصوص األدبية في مجال التطبيق

ــد" ــة والنق ــل والموازن ــة والتحلي ــد0والدراس ــيزت رواف ــد تم وق الصــورة، وهــو مــا ســبق ذكــره، وتــبينت عناصــر الصــورة، الــتي تمثلت في الحجم والشــكل والحركــة والصــوت واللــون والطعم

. (2)والرائحة، وكان مبرزا في هذا االتجاه ……تلك كانت أهم الخطوات الرئيسية الــتى اعتمــد عليهــاــة. وهى ــل البحث والدراس ــوعته مح ــه موس ــف في تأليف المؤل خطوات مقبولة وضــرورية ال يصــل إليهــا القــارئ إال بعــد قــراءة

وإن كــانت ليســت كــل خطــواتدقيقة للكتاب، قراءة تكامليــة، عتمــادهالمؤلف في كتابه، بل هناك خطوات أخرى جزئية، جــاء ا

عليها لمحا خاطفا، وليس عمال ملتزما دائما في أجزاء الكتاب. ــفا ولعل هذا الوصف الخارجى للكتاب المبحوث يعطينا كشــة ــمونه، ومتابع ــاب ومض ــادة الكت ــوج في م ــدا للول ــا وتمهي أوليــ بجالء المؤلف في أهم رؤاه وتوجهاته وتنظيراته، التى ستظهر ـ

ـ عند السياحة الداخلية في للكتاب.إشكاليات الكتاب في الخطاب النقدى وصداه

.14/ 3)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 1 )( انظر المرجع السابق، وكتاب البنــاء الفــني للصــورة األدبيــة، للــدكتور2

م..1998علي صبح، طبع المكتبةاألزهرية للتراث بالقاهرة سنة

52

حظى الكتــاب بصــدى واســع متنــوع في ميــدان الدراســاتــا األكاديمية الدائرة حول األدب اإلسالمي تقعيدا وتطبيقا، وتعريفــة من الـــرؤى ــاب على مجموعـ ــتمال الكتـ وتحليال؛ وذلـــك الشـــداثتها؛ ــالتها وح ــطية في أص ــمة بالوس ــادة المتس ــة الج النظريــرنا. للدعوة إلى هذه النظرية األدبية والنقدية الضرورية في عص

وفيما يلى إجمال لهذه الرؤى وتقييمها : إشكالية المصطلح :

يواجــه النقــد األدبى الحــديث إشــكالية كــثرة المصــطلحات وتعدد مدلوالتها واختالطها وتداخلها، بــل وتضــاربها في كثــير منــة ــة، أو الذاتي ــة مختلف ــات ثقافي ــا من بيئ ــان، بســبب جلبه األحي المسرفة في التعامل مع المصطلح، واإليهام ـ في الوقت نفسه

. (1)ـ بأن هذا التعامل هو التعامل الموضوعى المرتجىــة والباحث في ميدان أسلمة األدب يجد هذه اإلشكالية ماثل بقوة أمامــه، إذ كــثرت في بدايــة األســلمة األدبيــة المصــطلحاتــذا ــاد في ه التى يعبر بها عن هذه النظرية، واشتجرت أقالم النقــدعوة ــالمي، أدب ال ــول مصــطلحات: األدب اإلس ــترك ح المع اإلسالمية، االلتزام اإلسالمي في األدب، االتجاه اإلسالمي، األدب المسلم، األدب الدينى، أدب العقيدة اإلســالمية، األدب األخالقى،

0أدب الشعوب اإلسالمية..الخ مصطلحات كانت تــتردد على ألســنة الــدعاة إلى بعث هــذاــذه ــمد من ه ــيز من األدب وأقالمهم، ولكن لم يص ــون المتم اللــدعوة المصــطلحات إال مصــطلحان : األدب اإلســالمي وأدب الــه أنصــاره ــانى ل ــرغم من أن المصــطلح الث اإلســالمية. وعلى ال ودعاته، فإنه لم يستطع أن يقاوم انتشار المصــطلح األول الــذى

0(2)سرعان ما رسخت جذوره وكثرت أغصانه وفروعه

،90)( راجع فى ذلك المرايا المقعـرة للـدكتور عبـدالعزيز حمــودة صــ1 وإشكالية المصطلح لمجموعة من المؤلفين سلسلة الفلسفة والعلم صـ

، طبع الهيئة العامة لقصور الثقافة ، ومحاضــرات فى النقــد والتحليــل8 د/ أسامة موسى طبع دار الوثائق بشبين الكوم د.ت.167صـ

ــ2 د/ أحمــد محمــد على،58)( راجع فى ذلك األدب اإلسالمى ضرورة صـ د/ صـــادق حـــبيب ، وفى األدب15وفى ظالل األدب اإلســـالمى صــــ

د/ أحمــد حنطــور طبــع الــتركى ســنة7اإلســالمى قضــايا ومفــاهيم صـــم.2001

53

وقــد أخــرج المؤلــف نفســه من دوامــة هــذا المعــترك منــذ عنوان كتابه، إذ واضح أنه استقر على مصطلح األدب اإلسالمي؛ ألنه األشـيع واألسـير واألدق في نظـر جمهـرة الدارســين. وتلـك بدهية تنطق بها البحوث العديــدة لدعاتــه، وقيــام رابطــة عالميــة

ومجلة دورية باسمه في معظم بالد العالم العربى واإلسالمي. وجميل من المؤلف أن يقــرر أن مصــطلح األدب اإلســالمي

ــديثا(1)ليس مقيدا بزمان ، حيث يطلقه بعض الدارسين قديما وح على عصر صدر اإلسالم والعصر األموى، فـالمؤلف ال يفــرق بين

0(2)عصر وعصر، حتى العصر الحديثــه في ــف بإشــكالية االصــطالح وأهميت ا من المؤل وإحساســ تحديــد نظريــة األدب اإلســالمي نــاقش كثــيرا من المصــطلحاتــة، المرتبطة بالنظرية. وهى: التقليد والتجديد واألصــالة والعراق

، فقــرر أن األدب(3)والمعاصرة، والمناســبة، والتجربــة الشــعرية اإلسالمي يقبل التقليد المحكم على أنــه مرحلــة تســبق التجديــد

. كما رأى(4)واألصالة والمعاصرة، ولها ميزانها النقدى وضرورتها أن التجديد تطــور وبنــاء، وأخــذ وعطــاء، مــع االحتفــاظ بــالجوهر

0(5)والقيم الموروث في الحضارة اإلسالمية ورأى أن األصــــالة في األدب اإلســــالمي هى أن تــــذوب الحضـارة اإلسـالمية بقيمهـا ومبادئهـا في ذات الشـاعر ونفسـه، ويصير كل منهما مزيجا من هذه الحضارة، وهى بطبيعتها تســاير كل عصر، وتتجاوب مع كل حين، ألنهــا قيمــة ثابتــة صــالحة لكــل زمان وكل جيل. واألصالة في األدب اإلســالمي تعــنى باللغــة من

ــتقامتها وبالغتها ــاحتها واس ــف إلى(6)حيث فص ــا المؤل ــا دع . كم المعاصرة المقابلة للقدم حيث يتجاوب األديب مع ثقافة العصــر،

)( راجع ابن ســالم فى طبقــات فحــول الشــعراء ـــ طبقــة اإلســالميين ،1 وكارل بروكلمان فى تـاريخ األدب العـربى ، وشـوقى ضـيف فى العصـر اإلسالمى من موسوعته ، ودراسات فى األدب اإلســالمى لمحمــد أحمــد خلف الله ، ودراسات فى األدب اإلســالمى لســامى مكى العــانى ، ومن أدب الدعوة اإلسالمية لعباس الجراوى وأطوار األدب العربى فى العصر

اإلسالمى للدكتور /السيد الديب... إلخ. .8/ 1)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 2 .10/ 1)( السابق 3 .16 ـ 14/ 1)( السابق 4 .17/ 1)( السابق 5 .25 ـ 19/ 1)( السابق 6

54

ويغترف منها بما يحقــق رغباتــه الذاتيــة، ومن ثم نبضــت تجاربــه0(1)األدبية المعاصرة بثقافة العصر، التى يثرى بها تصويره األدبى

ــتزام ــوم على االل ــالمي يق ــف أن األدب اإلس ــرر المؤل ويق والحريــة معــا : االلــتزام بــالقيم والقواعــد في الــتراث العــربىــة اإلسالمي، وبوضع الحلول وعالج المشكالت المعاصرة. والحري هى االنطالق في التعبير والتفكير، انطالقا منضبطا بمعيار العقل الراســخ والفكــر الســديد. أمــا التحــرر فهــو الخــروج على القيم

ــوض(2)واألصول، والتخلص مما يتصل بالتراث القديم . وهذا مرف في األدب اإلسالمي ألنه يعنى الفوضى والعشــوائية الــتى تــؤدى إلى غول التيه في عالم تحكمه الفوضى المطلقة، غــول مخيــف يلتهم كل الثوابت ويحاول القضاء على كل الخصوصــيات. والفن

ـ كما هو مقرر ـ اليحيا بال قيود، كما قرر المؤلف أن المناســبة في اإلبــداع ال تضــعفه، ألنهــاــة ــاء التجرب ــر في بن ــبب المباش ــة، والس ــر األول للعاطف المفج الشعورية وتكوينها وتنظيمها واختيار الصور لها، وكــذلك الشــكلــاء الفنى والموسيقى حتى يخرج العمل األدبى من النفس في بن

صادق واقعيا وفنيا معا. فال يضير األدب اإلسالمي أن تكون المناسبة ســببا فيــه، والــودة ــ ــات الج ــ ــه إلى درج ــ ــمو ب ــ ــل تس ــ ــدره، ب ــ ــال من ق ــ تن

ــدار ــادام العمــل األدب ســائرا في رحــاب المتصــور0(3)واالقت م0اإلسالمي شكال ومضمونا

ويتصل بهذه اإلشــكالية حــرص المؤلــف على الوصــول إلى مفهــوم واضــح ومحــدد تحديــدا منطقيــا ســليما لمصــطلح األدب

اإلسالمي وذلك ما نعيش معه في اإلشكالية القادمة : إشكالية المفهوم :

ــدكتور على صــبح ـ معظم دارسى األدب اإلسالمي ـ قبل ال مجمعـون على تعريـف وضـع بنـوده األســتاذ ســيد قطب، وقننـه أخوه محمد قطب، جاعلين هذا التعريف مسلمة ينطلقــون منهــا

0في بحوثهم

. 26 ـ 25/ 1)( السابق 1 .36 ـ 26/ 1)( السابق 2 .39 ـ 36/ 1)( السابق 3

55

وهو : "التعبــير الجميـل عن الكــون والحيــاة واإلنسـان من أمــا الــدكتور(1)خالل تصــور اإلســالم للكــون والحيــاة واإلنســان

"على" فله في كتابه ثالثة مفاهيم متدرجة في النظــرة الشــاملة0والعميقة لألدب اإلسالمي

جاء المفهــوم األول في قولــه : " األدب اإلســالمي تصــويرــاة بمــا فيهــا من مصــادر الحــق والباطــل، ومظــاهر الخــير للحيــة ــره والقبح، بالكلمـ ــال والكـ ــراتب الحب والجمـ ــر، ومـ والشـ والصورة، تبحث على الحق والخــير، والحب والجمــال، وتــدحض الباطل والشر والكره والقبح ؛ لتنافيها مع فطرة اإلنسان وقيمه

0(2)النبيلة" وهــذا المفهــوم فيــه تفصــيل عــام لعناصــره مــع التصــريح

بالمنظور اإلسالمي. وجاء المفهوم الثانى في قوله : " حقيقة األدب اإلســالمي هى التجربة الشعورية التى تنبع من الوجدان والخواطر المفعمةــد على وســائل التــأثير ــنى يعتم ــالمية في بنــاء ف ــالقيم اإلس بــغ، والنظم ــلوب البلي ــيحة، واألس ــاظ الفص ــاع : من األلف واإلقنــا، واالتســاق في الدقيق، والتصوير المحكم بالخيــال والعقــل معــا في ــا وإيقاع اإليقاع المتدفق بأشكاله المتعددة، سواء أكان وزن الشعر، أو نمــوا وتطــورا في األحــداث كالقصــة واألقصوصــة، أو

0(3)قصرا وبالغة في العبارات والجمل كأنواع المقالة األدبية"

، طبــع دار477 صـــ6)( راجــع منهج الفن اإلســالمى لمحمــد قطب صـــ1ــنة ــروق س ــ1983الش ــيد قطب صـ ــد األدبى لس ــال7م ، والنق ، ومق

"مالحظات حول تعريف األدب اإلسالمى للــدكتور عبدالباســط المنشــور طبــع النــدوة العالميــة86فى كتاب األدب اإلسالمى فكرته ومنهاجه صـــ

م ، واألدب اإلســالمى1981هـــ = 1401لألدب اإلســالمى بالهنــد ســنة طبع دار الصحوة بالقاهرة سنة63ضرورة للدكتور أحمد محمد على صـ

0م1991هـ = 1411 . ولم يصرح المؤلف أنه3ـ/ 1)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 2

تعريف نهائى للمصطلح.0 . وواضح أن المؤلف قصد إلى هذا التعريف قصدا9/ 1)( السابق 3

56

وفي هذا التعريف مزيد من التوضيح، عن التعريف السابق؛ إذ كون التجربة شعورية يقتضى أنها نابعة من الوجدان، والفارق بين األسلوب البليــغ والنظم الــدقيق؛ فاألســلوب عــام، والبالغــة تقتضى الدقة فيه، والنظم قد يكون في الشعر مثل المنظومات العلميـــة األلفيـــة في النحـــو والقـــراءات والتـــاريخ، ومثـــل فن البديعيات الذي انتشــر عنــد المتــأخرين معارضــة للبوصــيري في بردته الخالدة، التي تعد تاج المــدائح النبويــة الشــريفة . لكن أن قصر العبارات في المقالة األدبية ليس سببا في بلوغهــا الدرجــةــيها العالية في الفن، فقد تكون الجمل الطويلة بليغة، حين يقتضا في ألـــوان المقالـــة المقـــام ويتطلبهـــا الســـياق، خصوصـــ

0(1)الموضوعية كما أن ما ذكره المؤلــف من وســائل التــأثير واإلقنــاع ليســير من الوســائل الــتى ا، وال تحديدا صارما، فهناك الكث كالما نهائي

تحقق الغايتين، في فنون األدب الحديث والمعاصر. وبعد رحلة ممتدة مع نظريــة األدب اإلســالمي ـــ خالل هــذا الكتاب ـ توصل المؤلف إلى التحديد األمثل ـ في نظره ـــ لألدب

اإلسالمي. وهو: " التصوير الفــنى الجميــل للكائنــات حيــة كــانت أو جامــدة، التى سخرها الله ـ تعالى ـ لإلنسان في الحيــاة والكــون، يســتمد األديب قيمه الخلقية والفنية من حضارة اإلسالم المتجددة قديما وحديثا وفي المستقبل، تصويرا حيا قويــا نابضــا بالصــدق الفــنى،ــثرى يثير العواطف واالنفعاالت ويحرك المشاعر واألحاسيس، وي الوجدان والخــواطر، ســواء باللغــة العربيــة، أو بلغــات الشــعوب

0(2)اإلسالمية غير العربية"

)( راجع فى ذلــك المقــال وتطــوره فى األدب المعاصــر للــدكتور الســيد1ــنة ــارف س ــع دار المع ــوذكرى، طب ــال فى األدب1982أب م، وفن المق

المصرى الحديث للدكتور أحمد محمد على حنطور ، طبع التركى بطنطا م ، وفن المقالة للدكتور صابر عبدالدايم وآخرين، طبع ســنة1996سنة

م.2003 .311 ـ 310/ 3)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 2

57

وقد نــال هــذا التعريــف ـــ والــذى قبلــه ـــ قبــوال واســعا في ، بل(1)الخطاب النقدى المعاصر، إذ رضى به كثير من الدارسين

ــدد قرر بعضهم أن تعريف المؤلف جمع عناصر العمل األدبى وح معالمه اإلسالمية تحديدا دقيقا، ورأى أنــه يعــد تعريفــا تاما وحــدا جامعا مانعــا؛ لكونــه جامعــا بين طــرفي التعادليــة التعبيريــة )!!(

0(2)القائمة على التجربة الشعورية أوال، والصياغة الفنية ثانيا وأرى أن هذا التعريف الثالث قد جمــع أبــرز عناصــر العمــل األدبى من تصوير فنى، وتصور إسالمى، وصــدق فــنى، بــأى لغــة إسالمية، غير عربية كانت أو عربية، مــع إبــراز أثــر التصــوير في عواطف المتلقين ومشاعرهم الشتماله على قيمه خلقية وفنيــة. وقــد اشــتمل على عناصــر توضــح المــراد من المضــمون، مثــل: "يثير العواطف واالنفعاالت، يحرك المشاعر واألحاسيس، يــثرى الوجدان والخواطر" فكل عبارة واحدة من الثالثة تؤدى المعــنى

المقصود، وتعبر عنه بوضوح. ا نابضا بالصدق الفــنى" مزيــد ا قوي وفي قوله : "تصويرا حيــل" ــنى الجمي تفصيل للتعميم واإلجمال في قوله : "التصوير الف وكذلك عبارة "حية كــانت أو جامــدة، الــتى ســخرها اللــه تعــالى لإلنسان في الحياة والكون" ؛ ألن تلك األفكار معلومة بالضرورةــف المنطقى ــجيل في التعري ــر وتس ــاج إلى ذك ــة، ال تحت والتبعي

0والمنهجى لذلك المصطلح الشائك والشائق معا وأفضل أن يقال : " سواء باللغــة العربيــة أو بغيرهــا" بــدال من "سواء باللغة العربية أو بلغات الشعوب اإلســالمية األخــرى" ألن في ذلك إيجازا معبرا، إذ أى لغة ينطــق بهــا المســلم في أى

عصر أو مصر تعد لغة إسالمية. ومن ثم أرى أن يوجز مفهوم المؤلف على النحو التالى :

، طبــع93 ـ 91)( راجع دراسات فى األدب الحــديث د/ يحــيى عيــد صـــ1ــدالجواد1999سنة م ، واألدب اإلسالمى بين النظرية والتطــبيق ، د/ عب

، طبع الدار المصرية باإلسكندرية د. ت وفى ظالل19 ـ 17المحص صـ ، طبـــع مركــز آيـــات56األدب اإلســالمى د/ صــادق على حـــبيب صــــ

م.2001 سنة 2بالزقازيق طــ2 ــد صـ ــع دراســات فى األدب الحــديث ، د/ يحــيى عي ،93 ـ 92)( راج

واألدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق للدكتور عبــدالجواد المحص صـــ18 ، 19.

58

" التصوير الفنى الجميل للكون واإلنسان والحياة، المستمد من حضارة اإلسالم المتجددة ـ قديما وحديثا ومستقبال ـ تصــويراــالم ــات الع ــة من لغ ــة بليغ ــأى لغ ــؤثرا في المتلقى، ب صــادقا م

اإلسالمي". ــطلح األدب ــون مص ــز يك ــوجز المرك ــوم الم ــذلك المفه وبا مقبــوال، كمــا يــراه اإلســالمي واضــحا محــددا تحديــدا موضــوعي

المؤلف، وأتابعه فيه، مع عدد كبير من الباحثين المعاصرين. ـ قضية الشكل والمضمون :

يظن بعض الدارسين أن األدب اإلسالمي أدب مضمون فيــه من ــه أن ــذ مفتتح كتاب ــرر من ــف ق ــام األول، ولكن المؤل المقــة واإلنســانية في األدب اإلســالمي الضــرورى وجــود القيم الفني حتى يؤدى دوره المطلوب في عمارة الوجـدان، وبنــاء اإلنسـان،

، فــالقيم الفنيـة تـؤثر على النفس(1)وتأســيس المجتمــع الصــالح والوجدان، والقيم اإلنســانية تقنــع العقــل والفكــر، وبــذلك يتمــيز

0(2)األدب من بين العلوم والفنون األخرى فقيام األدب اإلســالمي على جماليــات الشــكل والمضــمون

،(3)معا مسلمة لدى المؤلف، قررها في تعريفه لألدب اإلســالمي0(4)وفي بيانه لمعالمه وأسسه

وذلك أمر مقرر لدى نقاد األدب اإلسالمي، إذ "الجمــال في اإلسـالم ليس زينـة شـكلية، وإنمـا هـو يكـون مـع الحـق والخــيرــه نسيجا واحدا، تجد ذلك في إبداع الله في خلقه، وفي إبداع الل

0(5)في كالمه" ولكن ما يحتــاج المناقشــة في هــذه اإلشــكالية هــو موقــف المؤلف من شكل الشعر اإلسالمي، إذ جعله قائما على "اإليقــاع والموسيقى العمودية التى نبعت من تراثنا العربى األصيل" بينما اإليقاع الفنى في التجارب العامــة ـــ أى غــير اإلســالمية ـــ يقــوم

0(6)على اإليقاع الهابط مثل الشعر الحر وشعر التفعيلة"

وما بعدها.3/ 1)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 1 .41 وما بعدها ، وصـ7/ 1)( السابق 2 .311 ، 310 / 3 ، 9 ، 3/ 1)( السابق 3 .320 ـ 315 / 3 ، 10 ، 9/ 1)( السابق 4 ، وراجع خصائص األدب اإلسالمى فى25)( األدب اإلسالمى ضرورة صـ5

ومــا بعــدها ، د/ أحمــد60ضوء القــرآن الكــريم والحــديث الشــريف صـــم.2002هـ ـ 1423حنطور، طبع التركى بطنطا سنة

0 بتصرف13/ 1)( راجع األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 6

59

كما قرر المؤلف أن "من أخطر مظــاهر التحــرر في األدب اإلسالمي ـ أيضا ــ ركـوب السـهل من الشـعر الحـر، وهـو هيـام الشعراء المحدثين به دون العمودى؛ ألنــه يتناســب مــع عجــزهم وتبلدهم. وهذا مــركب ســهل وطئ، ينحــدر بهم بعـد ذلـك التبــاعــد. ومن أخطــر األســهل األســهل والقــريب إلى التكاســل والتبل استخدام العامية في شعر التفعيلة، ومخالفة اإلعــراب النحــوى، فيلجأ الشعراء إلى تسكين آخر الكلمات .. انســياقا مــع قفــزات التفعيلة الواحدة من القصــيدة إلى آخرهـا، وسـواء أكـان هـذا أوــة ذاك فهو انحراف عن الجادة، وإعالن للحرب على اللغة العربي الفصــيحة، لغــة القــرآن الكــريم والحــديث الشــريف والشــريعة

0(1)اإلسالمية"ــر ــعرى الح ــكل الش ــف الش ــيرة المؤل ــعت غ ــذا وض وهك وأصحابه في قفص االتهام من خالل التفسير التآمرى لكل جديدــدا !! ــا وأب خارج على بعض ثوابت القدماء المسبح بحمدهم دائم وبذلك وقـع في دائـرة الجمـود، الـتى يرمينـا بهـا أعـداء الفكــرة

اإلسالمية من علمانيين وغيرهم، ــذا وكأنى بالمؤلف استدرك على نفسه ففصل القول في ه المعــترك النقــدى، بمــا يزيــل اإللبــاس الحــادث في النصــين الســابقين، وذلــك في بيانــه لخصــائص البنــاء الفــنى حيث جعلــه قائما على "مراعاة العمود الشعرى في الوزن والقافية؛ليســتمر األدب اإلسالمي محافظــا على الــتراث واألصــالة، فيتخــذ األديب بحور الخليل بن أحمد نظاما له في شــعره، فال يخــرج عنهــا إلى ما يدعى بقصيدة النــثر والشــعر الحــر، الــذى ال يتقيــد بــوزن والــده في قافية، وغيره مما يخرج على العمود العربى وصــور تجديــربى ــتراث العـ ــالة والـ ــردا على األصـ ــعر متمـ ــيقى الشـ موسـ

0(2)اإلسالمي" فقد وضح لنا أن مقصوده الخاص من الشعر الحر هو الذى ال يتقيد بوزن وال قافية، وهــذا الشــعر الحــر بهــذا المقصــود أمــر

مرفوض لدى الجميع.

.35/ 1)( السابق 1 .12/ 3)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 2

60

ــاحا من المؤلـــف في قولـــه: "وال ويـــزداد المقصـــود إيضـــد في ــع التجدي ــنى في األدب اإلســالمي م ــالب الف ــارض الق يتع الموسيقى في كل العصــور، أو التجديــد للموســيقى في العصــر الحديث واألدب المعاصــر، فيتفــق مــع التجديــد في الموســيقى،ــثرى ويعتمد على الوزن المتتابع، والتنوع في اإليقاع، والتوافق ال في التنغيم والتوقيع، ال على الهدم والتدمير، أو العبث والضعف، أو الركاكة والنثرية، أو االستغراب والحداثية، الــتى تتعــارض مــع

0(1)فطرة وموهبة اإلنسان العربى المسلم وطبيعتهــوابط. فالمؤلف مع التجديد الموسيقى المعتدل الذى له ض وقد عدد ألوان هـذا التجديـد، بقولـه : "ويتمثـل هـذا التنـوع في التجديد والمعاصرة في القصيدة التى تعتمــد على بحــور الخليــلــا بن أحمــد وقافيتــه، أو تعتمــد على نظــام الموشــحات والمواليــع ــه، م ــوعت قوافي ــذى تن ــات، أو الشــعر المرســل ال والمقطعــوا في بين ــور والق ــوع في البح ــد، أو التن ــالبحر الواح ــتزام ب االل مقطعات القصيدة الواحدة، أو تعتمــد على وزن وتفعيلــة واحــدة تتكرر في نظام القصيدة، فال تختلف في وزنها حتى نهايتها، وإنــعورية ــدفقات الش ــب ال ــوال حس ــرا وط ــطورها قص اختلفت س

0(2)واالنفعاالت المتنوعة، وهو ما يسمى حديثا بشعر التفعيلة"

)( السابق ذاته.1)( السابق ذاته.2

61

ــا أن المؤلــف في هــذا النص معتــدل كــل وهكــذا يتضــح لن االعتدال ؛ فقد سار مع الحقيقة الناصعة التى مؤداها "أن الشعر العــربى الملــتزم بالشــطرين، المتمســك بــالعروض الخليلى، لم يتجمد عند القالب الواحد الملتزم بالقافية الواحــدة، بــل تعــددت

ــة تفــرض(1)قوالب هذا الشعر الموسيقية" فالتجديد حاجة ملزم نفسها فرضا، تتقبله األمـة طائعـة مستسـلمة، رغم ريبــة البعض وتحفظه، وخوفه من أن يكــون بدعــة ســيئة النيــة غرضــها هــدم

، وأن الخروج على هذا النمــط واالنحــراف عنــه(2)الشعر العربىــأتى على إنما هى ردة إلى طفولة المحاولة األولى للقصــيدة. وي

(3)راس هذه المحاوالت ما يسمى بالشعر الحر أو شــعر التفعيلة

وهذا الشعر عند آخر فتنة منكرة، وشعر سوء، الشعر الحر القــر!(4)الضر المر

ولكن الحقيقة ـ كما قرر المؤلف موافقا جمهرة النقاد ـ أن الشعر الحر ـ شعر التفعيلة ـــ تجديــد يســاعد الشــاعر المعاصــر على حرية التعبــير وإطالــة العبــارة وتقصــيرها بحســب مقتضــى الحال، ولم تصدر الحركة عن إهمال للعروض، كما يــزعم الــذين

فالشــعر(5)ال معرفة لهم بــه، وإنمــا صــدرت عن عنايــة بالغــة به الحر وليد شرعى للشعر العمودى؛ فهو فرع عنــه ومشــتق منــه، ألنـــه يقـــوم على أســـاس من وحداتـــه الموســـيقية، فتفعيالتـــه وزحافاته وبحــوره وقوافيــه هى تفعيالت وزحافــات وبحــور وقــوا في الشــعر العمــودى، مــع تعــديالت في التفعيالت بحــذف مــا ال ضــرورة لــه، وزيــادة مــا الحاجــة للحريــة الشــعرية ماســة إليــه، وكذلك في الزحافات، ومع إدماج في البحور، واهتمام أكبر ممــا في الشــعر العمــودى ببعضــها دون البعض اآلخــر، ومــع التقفيــة

0(6)كثيرا، ولكن بشكل غير منتظم في األعم األغلب منه

ــ1 ــور صـ ــات والتط ــربى بين الثب ــعر الع ــيقى الش ــابر199)( موس د/ صم.1993عبدالدايم طبع الخانجى سنة

ــع دار العلم50)( قضايا الشعر المعاصر صـ2 بتصرف ، نازك المالئكة طبم.1981 سنة 6للماليين ط

ــ3 ــة صـ ،د/ عبدالباســط ســعيد143)( بالغــة اإليقــاع فى القصــيدة العربيم.1995عطايا،مطبعة الشمس بشبين الكوم سنة

62

وهــذا هــو موقــف المؤلــف المتــابع فيــه والموافــق للمبــدأ العاشر من مبادئ رابطة األدب اإلســالمي العالميــة والــذى ينص على أن األدب اإلســالمي يســتفيد من األجنــاس األدبيــة جميعهــا شــعرا ونــثرا، وال يــرفض أى شــكل من أشــكال التعبــير، ويعــنى

، فال حــرج(1)بالمضمون الذى يحدد طبيعة الشــكل المالئم لألداءــوابت، ــا على ث ــا دام قائم ــكل م ــلم في الش على األديب المس ومقبوال لدى جمهرة النقاد. واألشــكال كلهــا أمــام األديب ســواء.ــوق ــديث، ونع ــعر اإلســالمي الح ــاحة الش ــتى ال نضــيق مس ح

لمبدعين، وننفرهم من مدرستنا األدبية السامية، ومن ثم فإن جعل المؤلف شعر التفعيلة عنده أدنى درجات الموسيقى واإليقاع في الشعر، وأنــه يــدل على ضــعف الموهبــة

. هذا التقرير من المؤلــف(2)وعدم خصوبتها وجفاف حقلها الفنى غير موافــق للمبــدأ الســابق من مبــادئ الرابطــة، واألولى جعــل المقــاييس النقديــة المتكاملــة هى المرجــع في تــرتيب األعمــالــه فقــط األدبية الشعرية، وليس نوع الشكل الموسيقى أو طبيعت

كما يريد المؤلف. والجميل من المؤلــف مــا قــرره في قولــه : "أمــا قصــيدة النثر والشعر الحر وغيره مما يخلو من الوزن والتفاعيل والتتــابع بينها، والتوافق بين مقاطعــه ومبنياتــه، فليس قصــيدة وال شــعراــثر األدبى، ــدنا في فن الن ــدخل عن في األدب اإلســالمي. وإنمــا ي ويكون قسيما لفن الشعر والقصيدة، وال يضيره ذلك؛ فقد تسمو بعض أقسامه وصوره عن الشعر والقصيدة أحيانا، بل قــد يكـون

0(3)النثر الفنى أكثر تأثيرا في الواقع والحياة"

، د/ صادق على حبيب.123)( فى ظالل األدب اإلسالمى صـ4 .52)( قضايا الشعر المعاصر صـ5 ، د/ محمود على السمان، طبع دار المعارف171)( العروض الجديد صـ6

م.1983سنة طبــع مكتب القـاهرة11)( تعريف برابطة األدب اإلسالمى العالميــة صــ1

م.1989هـ = 1409سنة .13/ 3)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 2 .334، 93 . وقد استشهد المؤلف بشعر حرفى صـ13/ 3)( السابق 3

63

ــى أو فالشكل الشعرى له ضوابط يسير عليها، وليس فوض تحررية عشــوائية كمــا في قصــيدة النــثر الـتى تخلــو من أى أثــرــق ــا تطل للشعر؛ إذ "تقع دعوة قصيدة النثر في خطأ كبير هو أنهــيدة من كلمة شعر، على الشعر والنثر معا؛ فإذا نظم شاعر قص البحر المنسرح ذات شطرين وقافية موحدة، كانت لديهم شعرا. وإذا كتب ناثر فقرة نثرية خالية من الوزن والقافية تمــام الخلــو، كان ذلـك ـــ في حســابهم ـــ شــعرا أيضــا، فال فــرق ـــ إذن ــ بين

0(1)الشعر والنثر؛ ألن كليهما يسميان في عرفهم شعرا" إنهم يجمعون بين الضدين، وإن الــدعوة إليهــا تشــوه كــائن الشعر الجميل الذى ألفته البشرية منذ عهودها القديمة، فاإليقاع في الشعر يصاحب الفن الشعرى في أشعار األمم كلها ـ قــديما وحديثا ـ فال شعر في لغة من اللغات بغير إيقاع .. اللغة ال تجــيز إطالق الشــئ وضــده على مســمى واحــد قصــيدة النــثر، فلكــل جنس تعبــيرى خصائصــه، وال يلغى أحــدهما اآلخــر. والــوزن هــو

0(2)الروح التى تكهرب المادة األدبية وتجعلها شعر فــاالنفالت مرفــوض، وليس لالدعــاء والزيــف ـــ في ميــدان الشكل الشعرى ـ أرض يقف عليها، مهما قدم من حيــل، ومهمــا

0زيف من حقائق واستخدام المؤلف لمصطلحات ؛ التتــابع والتوافــق والتنــوع في بيانــه إلشــكالية الشــكل الشــعرى، راجــع إلى تنظــير حــازم

0(3)القرطاجنى لقاعدة اقتران التفاعيل ولعـل هـذا التفصــيل لموقـف المؤلـف من هــذه اإلشــكالية راجــع إلى مــا فيهــا من جــراءة في النقــد، وصــراحة في الحكم

والتقرير لمبادئ نظرية األدب اإلسالمي.

.219)( قضايا الشعر المعاصر صـ1 )( راجع مقال "قصيدة النثر كــائن شــعرى مشــوه ومصــطلح مرفــوض"2

الملحــق األدبى لجريــدة النــدوة الســعودية األحــد ، شــهر المحــرم ســنةــ1419 ــدايم صـ ــدكتور صــابر عبدال ــة لل ــدها،181، وفن المقال ــا بع وم

وما بعدها.231، وصـ214وموسيقى الشعر بين الثبات والتطور صـ ، ونظرة جديدة فى247ـ، 232)( راجع منهاج البلغاء وسراج األدباء صـ3

، د/ على يونس ، طبع الهيئة العامة سنة96موسيقى الشعر العربى صـ0م1993

64

ويزداد موقف المؤلف من قضية الشكل والمضمون ظهورا في أثناء حديثه عن أسس األدب اإلسالمي ومعالمه الــتى جعلهــاــة ــمون، من تجرب ــكل والمض ــايير الش ــاملة ألهم مع ــة، ش ثماني شعرية، وخواطر وأفكــار تمتــد جـذورها إلى اإلســالم، والعاطفـة الصــادقة، واللفــظ الفصــيح الصــحيح، والوجــدان المفعم بــالقيم اإلســالمية، واألســلوب البليــغ والنظم الــدقيق، والتصــوير األدبىــد المحكم بالخيال والعقل معا، واإليقاع والموســيقى. وهي رواف التصوير األدبي، والبــد معهــا من عناصــر التصــوير األدبي:الحجم، والشـــكل، والحركـــة، والصـــوت، والموقـــع، والطعم والرائحـــة

0(4)وغيرها كما ظهر االلتئام بين الشكل والمضمون في بيــان المؤلــفــة األدب ــة لحقيق ــالمي من رعاي ــد في األدب اإلس ــالم النق لمع اإلسالمي، واالعتمــاد على الــذوق األدبى وروافــده، وربــط النصــال في ــرار الجم ــبين أس ــرص على ت ــادره، والح ــاحبه ومص بص المعانى واألفكار والعواطــف، وفي األلفــاظ واألســاليب والصــور

، وغـير(1)المستمدة من الخيال والموســيقى الخارجيـة والداخلية ذلك من روافد العمل األدبى الشكلية والمضمونية، الــتى عــددها المؤلــف أثنــاء رصــده لســمات األدب اإلســالمي وآليــات الناقــد

، معتمدا في ذلك على جهد األستاذ سيد قطب(2)األدبى المسلم ، وقد تــوارد في ذلــك مــع(3)في كتابه خصائص التصور اإلسالمي

الدكتور صابر عبدالدايم، وإن كــان تحليــل الــدكتور صــابر أوســع0(4)وأكثر تفصيال

ــة ــدركين ألهمي ــاد الم ــف من النق ــح أن المؤل ــذا يتض وهك االرتباط بين الشكل والمضمون في األدب اإلســالمي، وقــد دعــا إلى ذلــك نظريــا، وطبقــه على األعمــال األدبيــة الــتى حللهــا في

موسوعته. إشكالية الموقف من األدب العربى :

.11 ـ 9 / 1)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 4 .317 ـ 315/ 3)( السابق 1 .320 ـ 317/ 3)( السابق 2 وما بعــدها طبــع دار الشــروق ســنة40)( خصائص التصور اإلسالمى صـ3

م.1980 وما بعدها7)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق للدكتور صابر صـ4

0

65

ــع األدب ــارض م ــالمي ال يتع ــف أن األدب اإلس ــرر المؤل ق العربى في أى عصر من العصور، فهو يشمل األدب العربى كله، ما عدا نماذج من بعض األغراض يرفضها األدب اإلسالمي. وهى: الغزل الماجن المكشوف، الهجاء القبيح الفاضح، وصف الخمــر، الغزل بالمذكر، شعر الشعوبية والتعصب البغيض، شعر الزندقــةــع القيم والوجودية واإللحاد، وما أشبه ذلك. وكذلك ما يتعارض مــة ــذال والعامي ــاألدب إلى االبت ــط ب ــتى ال تهب ــة األصــيلة، ال الفني والشذوذ، وما يشوه الفصحى وأسلوبها البليغ؛ فاألدب اإلســالمي يتفق مع األدب العربي بعد اإلســالم؛ عنــدما نخــرج هــذه الفنــون

. (1)الستة –فقط- من التراث األدبي العربي وهــو بــذلك يــرفض شــبهة المغرضــين من أن الــدعوة إلى األدب اإلسالمي تخنق اتجاهات األدب العـربى، وتضــيق مجاريــه، ويقمقمه في حيز ضيق. وقد رد على ذلك بنصوص أدبية متنوعة في شــكلها، واســعة المــدلول في مضــمونها، ممــا يــدحض هــذه

الشبهة نظريا وعمليا. فــاألدب اإلســالمي حقيقــة قائمــة قــديما وحــديثا، يبــدأ من القــرآن الكــريم والحــديث النبــوى الشــريف، ويمتــد إلى عصــرنا الحاضر، ليســهم في الــدعوة إلى اللــه ومحاربــة أعــداء اإلســالمــالح ــان الص ــاء اإلنس ــرق بن ــون من ط ــه، وليك ــرفين عن والمنح والمجتمع الصالح، وليشارك في إنقاذ األمة اإلسالمية من محنتها

المعاصرة. إشكالية الموقف من المذاهب األدبية الغربية :

،165ـ/ 2 ـ، 43 ـ، 16ـ/ 1)( راجع األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 1 ، وانظر بحث"بين األدب العــربي واإلســالمي" للــدكتور291/ــ 3،ــ 166

م،2007علي صبح في مؤتمر رابطة الجامعات اإلسالمية بالقاهرة عــام ، الطبعــة الثالثــة6/205واألزهر في ألف عام، د/خفاجي، ود/علي صــبح

،م، وراجع مقــال األدب العــربى إســالمى من بعثــة محمــد 2009سنة ــة ــة بالمنوفي للدكتور شوقى حمادة ، منشور فى حولية كلية اللغة العربي

0م1998هـ ـ 1418 ، طبع سنة 196 ـ 149العدد السادس عشر صـ

66

الصراع بين األصيل والمســتورد، والمــوروث والمجتلب هــو أساس كثير من المعارك الفكريــة واألدبيــة في العصــر الحــديث منذ بدايته في القــرن التاســع عشــر الميالدى إلى اآلن. فالعقــل العربى ـ كما يقرر د/عبدالعزيز حمودة ـ يعيش ما يمكن تسميته ثقافــة الشــرخ. والشــرخ هنــا هــو التــوتر المســتمر بين الجــذور الثقافيــة العربيــة والثقافــات الغربيــة الــتى اتجــه إليهــا المثقــف العربى بعد عصر التراجع واالنحطاط، وقد ازداد الشــرخ اتســاعا مع بداية القرن العشرين، ثم أصبح خطرا يهــدد الهويــة الثقافيــة مــع التحــول الحــداثى في نهايتــه، حينمــا اســتغل البعض الرغبــة

(67الصادقة في تحديث العقــل العــربى ـــ في أعقــاب هزيمــة )ــاهم عن االختالف ــار أعم ــة في انبه ــة الغربي ــوا عن الحداث لينقل والخطر، بل إن البعض ذهبوا في تحمسـهم للتمـرد على التقليـدــة المألوف وهو جوهر الحداثة، ال إلى الدعوة إلى قطيعــة معرفي مع التراث العربى فقط، بل إلى التقليل من شأنه. وهكذا جاءت إلى الوجــود ثنائيــة االنبهــار بمنجــزات العقــل الغــربى، واحتقــارــا منجزات العقل العربى كأنهم وضعوا التراث العربى أمــام مراي

0(1)مقعرة صغرت من حجمه وقللت من شأنهــرعا ونظرية األدب اإلسالمي هى الحل األمثل والمحتم ـ ش وواقعا ـ للخــروج من هــذا الشــرخ والتــوتر الـذى يــؤدى إلى تيــه مخيف، ليس من صنعنا، بــل أدخلنــا فيــه البعض على غــير إرادة منا، تيه يلتهم الثوابت، ويقضــى على هويتنــا الواقعيــة، المتمثلــة في تلك النظرية السامية "األدب اإلســالمي" ذلــك الــذى ـــ كمــا يقرر المؤلف ـ استقبل كل التيارات واالتجاهــات والمــدارس فيــا، ــه، فينفي خبثه كل عصر محافظا على منهجه وجوهره وحقيقت ويتجاوب مع ما يتفق وطبيعته، ويتسع له األدب اإلسالمي، ويتخذ منه موقعا، ال تتعارض مع أصالته وطبيعته وما تقتضيه الظــروف واألحوال المعاصرة، لـيزداد شــموال وثباتـا، ويكــون أكـثر واقعيـة وإيجابية، وأسرع طواعيــة في التــوازن بين المــذاهب المختلفــة؛ ليظل هو األدب اإلســالمي الــذى يحتفــظ بشخصــيته ويتمــيز عن

. (2)غيره في كل عصر

ومــا بعــدها بتصــرف ، سلســلة عــالم25)( راجــع المرايــا المقعــرة صـــ1م.2001هـ = 1422 ، طبع الكويت سنة 272المعرفة عدد

.322 ـ 321/ 3)( األدب اإلسالمى بين النظرية والتطبيق 2

67

إن األدب اإلسالمي يأخذ من الوافد عليه ما يحتاجه العصر،ــه وســماته وما تقتضيه األمة اإلسالمية، في ظالل منهجه وطبيعت

الخلقية والفنية، ويرد ما عداه مما يتنا في مع ذلك. فالوافــد ليس شــرا كلــه كمــا أنــه ليس خــيرا كلــه، فعلينــا االنتقاء الذكى من نتاج الحضارة الغربية منذ ذروة عصر النهضة،

. (1)بدال من االرتماء الكامل ـ الجاهل أو المتجاهل ـ في أحضانها وفي الكتاب بيان لمفهوم األدب اإلســالمي، وتوضــيح ألبــرز مصــطلحاته، ومناقشــة لقضــاياه العديــدة. وهــو ـــ بال ريب ـــ زاد فكــرى للبــاحثين. وقــد ظهــر أثــره بجالء في المتابعــات العلميــة والصحفية ألفكــار الكتــاب، خصوصــا لــدى الدارســين : الــدكتور

، والدكتور عبــدالجواد(3)، والدكتور يحيى عيد(2)صادق على حبيب ،(6)، والـدكتور حسـن طــاحون(5)، والدكتور سيد ديــاب(4)المحص0، وغيرهم(7)والباحث

، د/ عبــدالعزيز حمــودة، سلســلة عــالم8)( راجع الخروج من التيــه صـــ1 م والمرايــا2003هــ = 1424 ، طبــع الكـويت سـنة 298المعرفة عـدد ــ ــة والتطــبيق 30المقعــرة صـ ــاألدب اإلســالمى بين النظري /3 وقــارن ب

322. .56)( راجع كتابه فى ظالل األدب اإلسالمى صـ2 .110 ، 108 ، 92)( فى كتابه دراسات فى األدب الحديث صـ3 )( من أكبر المتأثرين بالمؤلف، فقد ألف كتابا بعنــوان "األدب اإلســالمى4

ــ ـ17بين النظرية والتطبيق" نقل فيه تعريف المؤلف للمصطلح فى صـ ،53 ، وحلل عددا من النصوص األدبية الــتى حللهــا المؤلــف فى صـــ18ــوان األدب173،ــ 147،ــ 109،ــ 73 ــان بعن ــاب ث ــه فى كت ــأثر ب ، كمــا ت

اإلســـالمى بين األصـــالة والمعاصـــرة حيث الحـــديث عن فنـــون األدب .125 ـ 62اإلسالمى صـ

)( فى كتابه األدب اإلسالمى ضرورة ملحة فى مواجهة التيارات الوافدة5م.2003هـ = 1423 وما بعدها طبع سنة 4صـ

وما بعدها ، طبع ســنة10)( فى كتابه "نظرات فى األدب اإلسالمى" صـ6م.2001هـ = 1422

ــة7 ــة كلي )( فى تحليله لكتاب الدكتور صابر عبدالدايم ، المنشور فى مجلم.2004هـ = 1425أصول الدعوة بالزقازيق سنة

68

المبحث الثالث: سياحة في كتاب األدب اإلسالمي للــدكتور صــابر

عبدالدايمــاء ــاب المبحــوث واحــد من أبن ــف الكت الشــك في أن مؤل األزهر الشريف الــذين أفــادوا من األزهــر أصــالة، وأضــافوا إليــه حيوية وتجديدا، إنه مبدع باحث مفكر، جمع بين الثقافة الواسعة،

والرؤية الثاقبة في ميدان اللغة العربية وآدابها. ــافي ــ ــهد اإلعالمي والثق ــ ــور فعال في المش ــ ــه حض ــ و ل المعاصر، فهو عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، ومقرر لجنة فروع االتحــاد بالمحافظــات، وعضــو لجنــة الشــعر بهــذا االتحــاد، وعضو مجلس تحرير مجلة الثقافة الجديدة بمصــر، وشــارك في عدد من مؤتمرات أدباء مصر في األقاليم، وفى مهرجــان الهيئــةــؤتمرات العامة للكتاب، وفى مؤتمرات الجنادرية بالسعودية، ومــة، إضــافة إلى إســهامه العلمي رابطــة األدب اإلســالمي العالمي واألدبي في العديـد من الـبرامج اإلذاعيـة والتليفزيونيـة، ونشـره نتاجه اإلبداعي والنقدي في كثير من الجرائد والمجالت المصريةــة، ــير من الرســائل الجامعي ــاره للتحكيم في كث ــة، واختي والعربي والمسابقات األدبية في فنون األدب المتنوعة، على النحــو الــذيــه. أدام اللــه يعرفه كل معاصري المؤلف ودارسي إبداعه وناقدي لألزهر هذه اإليجابيــة البنــاءة في هــذا العصــر المبتلى بكثــير من التيارات المنحرفة غير الجادة، وأعانه على أن يكون درعا حصينا

لتيار األصالة في مواجهة التمرد والتخريب. وله آثار متنوعة المضمون واالتجاهات على النهج التالي:

- إبداعات شعرية: لــه ســبعة دواوين شــعرية، هي:"المســافر في ســنبالت الــزمن"

م،1983م، و"الحلم والســـفر والتحـــول" ســـنة 1982ســـنة م، و"العاشــق والنهــر" ســنة1988و"المرايا وزهرة النار" ســنة

م، و"مــدائن الفجــر" نشــر رابطــة األدب اإلســالمي ســنة1994 م. وله مسرحية مخطوطة8..2م، و"العمر والريح" سنة 1994

بعنوان النبــوءة"، إضــافة إلى قصــيدة مطولــة مطبوعــة بعنــوانم. 3..2"القبو الزجاجي" سنة

- مؤلفات أكاديمية متخصصة:

69

ــنة ــر" سـ ــوث في األدب المعاصـ ــاالت وبحـ ــل في: "مقـ وتتمثـ م، و"محمــود حســن إســماعيل بين األصــالة والمعاصــرة"1982 م، و"التجربة اإلبداعية في ضوء النقد الحديث" ســنة1984سنة

.م، و"موســيقى الشــعر199م، و"األدب المقــارن" ســنة 1989 م، و"أدب المهجر" سنة1992العربي بين الثبات والتطور" سنة

ــد1993 ــاملي في النقـ ــو منهج تكـ ــارب:نحـ ــعراء وتجـ م، و"شـــد1999التطبيقي" سنة م، و"األدب العربي المعاصــر بين التقلي

ــد" ســنة ــة" ســنة 2والتجدي ــاهج1..2...م، و"فن المقال م، و"منم. 8..2البحث بين القدامى والمحدثين" سنة

- مؤلفات إسالمية التوجه:

70

م،1984وتتمثل في:األدب الصــوفي:اتجاهاتــه وخصائصــه ســنة م، و"تــاج1988و"من القيم اإلسالمية في األدب العــربي" ســنة

م، و"الحــديث1994المدائح النبوية: رؤية نقدية معاصرة" ســنة م، و"جماليات النص األدبي1999النبوي رؤية فنية جمالية" سنة

م، و"ديــوان اإلمــام محمــد7..2في ضوء القيم اإلســالمية" ســنةم.... 9..2متولي الشعراوي" سنة

و كتابه المبحوث ذو أثر وفعاليــة في ميــدان أســلمة األدب، وقد نال شهرة واسعة، وأحدث صدى بارزا في الخطاب النقــدي

. (1)المعاصرتحليل هيكل الكتاب :

الدكتور صابر باحث أكاديمي يعرف خطوات البحث العلمي وأدواته. ومن ثم جــاء الكتــاب في طبعتــه الثانيــة، مشــتمال على تسع وتسعين وثالثمائة صــفحة من القطــع المتوســط، ومنســقة

ا واضحا، على النحو التالي: تنسيقا منهجي ] العنوان ـــ اإلهــداء ـــ المقدمــة ـــ قســم التأصــيل ـــ قســم التطــبيق ـــ الخاتمــة ـــ ثبت بــأهم المراجــع والمصــادر ـــ ترجمــة

موجزة للمؤلف ـ فهرس موضوعات الكتاب [.

:داللة العنوان

م.، وطبــع طبعــة ثانيــة1990هـ = 1410( ظهرت طبعته األولى سنة 19)1 م، في دار الشروق المصرية، تلك الدار التي يعرف عنها2002فخمة سنة

االهتمام بكل ما هو جاد أصيل. وسنرصــد في المبحث األخــير هــذا الصــدى الواســع للكتــاب... راجــع تعريــف المؤلــف بكتابــه هــذا في صــحيفة "مــرآة الجامعة"، بعنوان: مشاهد من سيرة كتاب، "األدب اإلســالمي بين النظريــةــد بن ســعود ــام محم ــة اإلم والتطــبيق"، وهي صــحيفة صــادرة عن جامع

هـ .... 1/1429/ 10م، بتاريخ السبت:2006اإلسالمية سنة

71

ــوان كــل شــيء مفتاحــه، وطريــق الوصــول إلى فهمــه عن ومعرفة مغزاه وخبايــاه . وعنــوان كتــاب الــدكتور صــابر: )األدبــوان دال على مضــمونه ــة والتطــبيق( عن اإلســالمي بين النظري وهدفــه ومنهجــه في الدراســة. فالمضــمون دائــر حــول مفهــوم األدب اإلسالمي وخصائصه، والهــدف من الكتــاب التعريــف بهــذاــه، ومنهج الدراســة قــائم على التنظــير األدب واإلعالن عن قيمت

أوال، ثم التطبيق ثانيا. وقد توارد الدكتور صابر، أو اتفق قدرا، في هذا العنوان مع

ــبح ــدكتور على ص ــاب لل ــوازن بين(1)كت ــه . والم ــالعنوان ذات ؛ ب الكتابين يتضح له أن المؤلفين اختلفــا في طريقــة دراســة األدب اإلسالمي، فالدكتور على صبح كالسيكي تــراثي تقليــدي محافــظ

ــع ســنة م،1987غالبا، له فضل السبق في العنوان؛ إذ كتابه طب والدكتور صابر كالسيكي مجدد متطــور، منفتح على النص األدبي

والنقدي الحديث، وكال الطريقتين مطلوبتان.بالغة اإلهداء :

عادة ما يكون اإلهداء لدى كثــير من المــؤلفين منفصــال عن مضمون الكتاب، موجها إلى األهل واألحباب، لكن الدكتور صــابر ـــ وهــو المســلم المتحضــر اإلنســان ـــ يجعــل نص إهدائــه: "إلى أصـحاب الــرؤى اإلبداعيــة الــدائرة في فلــك التصــور اإلســالمي،

.(2)وإلى الوطن اإلسالمي الكبير، وهو على أبواب مدائن الفجر"

هـــ. راجــع: دليــل1408)( طبع مكتبة الكليــات األزهريــة بالقــاهرة ســنة 1 ، مكتبــة العبيكــان1/57مكتبة األدب اإلسالمي للــدكتور عبدالباســط بــدر

م. ومن عجب تجاهل هذا المرجع لكتاب الدكتور صابر، رغم2005سنة زمالتهما في رابطة األدب اإلســالمي العالميــة، والتقائهمــا في كثــير من المؤتمرات والندوات. وتنسب مواقع إنترنتية كتابين بالعنوان نفســه -لم أطلــع عليهمــا!-: للــدكتور محمــد عبــدالمنعم خفــاجي، نشــر دار الجيــل

م راجــــــع موقــــــع مكتبتنــــــا العربيــــــة:1992 هـ 1412بــــــيروت http://www.almaktabah.net/vb/showthread.ــدكتور ــر لل ، وآخ

نجيب الكيالني. راجــــــــــع موقــــــــــع الموســــــــــوعة الحــــــــــرةhttp://ar.wikipedia.org/wiki .

ــ2 ــبيق صـ ــة والتط ــالمي بين النظري ــروق5)( األدب اإلس ــع دار الش ، طب0م2002

72

ــد، واإلخالص ــير الممت ــ مــدى الحب الكب ــ قــارئي ـ أرأيت ـــدة ــدام الطمــوح، تجــاه العقي ــابت، واإلق ــاؤل الث الطــاهر، والتف واإلنسان والمكــان. إنــه كلم طيب ال يصــدر إال من نفس مؤمنــة طيبة حية فاعلة . نحسبه كــذلك، واللــه حســيبه، وال نــزكي علىــوحي في ــور الم ــديع المص ــير الب ــك عن التعب ــدا. ناهي ــه أح الل

قوله:"فلك التصور، الوطن اإلسالمي، مدائن الفجر"... المقدمة:

جاءت في تسع صفحات، تناولت هــدف المؤلــف من كتابــه والدافع الــذي دفعــه إلى تأليفــه هــذا الكتــاب، وهــو الرغبــة فيــديثا، ــديما وح ــربي ق ــا الع التنقيب عن القيم اإلســالمية في أدبن ومحاولة البحث عن نبض اإلســالم في النص األدبي: شــعرا كــان أم نثرا . وهذه الرغبــة وتلــك المحاولــة تعــد عالمــة مضــيئة على طريق طويل، يصلنا بمنابع مقومات الشخصــية اإلسـالمية، ويـرد إلينــا مــا ضــاع من هــذه المقومــات الــتي قــامت عليهــا حضــارةــأتي هــذا ــة المــؤثرة في كــل الحضــارات … و ي اإلســالم الراقي

.(1)الكتاب إشارة خضراء على هذا الطريق العسير وهذا الهدف في نظري ـ وقد عاشرت المؤلف في شخصه ومؤلفاته ـ يكاد يكون المشروع الكبير الذي يسخر كل إمكانياته من أجل اإلسهام به في سبيل التعريف بالدور الحضاري العظيم

لإلسالم قديما وحديثا. وأحســب- و ال أزكي على اللــه أحــدا- أن شخصــيته تتســم باإلخالص والدقة واإلتقان، والعشق الفريد إليصال اإلبداع األدبي والنقدي إلى قطاع عــريض من جمهــور المتــذوقين، عن طريــق المؤلفات األكاديمية، والمقاالت الصحفية، والمؤتمرات الثقافية، والمحاورات اإلذاعية والتلفازيــة حــول النصــوص األدبيــة البــارزة

والقضايا النقدية المثارة.ــذا المشــروع ــات من ه ــق لبن ــا تحقي ــه تتغي كمــا أن مؤلفاتــوفي: ــات: "األدب الص ــال مؤلف ــذا المج ــه في ه ــاري، ول الحضــربي"، اتجاهاته وخصائصه"، "من القيم اإلســالمية في األدب الع "محمود حســن إســماعيل بين األصــالة والمعاصــرة"، "الحــديثــبردة النبوي: رؤية فنية جمالية"، "تاج المدائح النبوية: قصــيدة الــاعي: ــم الرف ــرة"، " هاش ــة معاص ــة نقدي ــير، رؤي لكعب بن زه الكوكب اآلفــل"، "ديــوان الشــعراوي: جمــع وتحقيــق ودراســة"،

.(2)"شعراء وتجارب، نحو منهج تطبيقي في النقد" …0 7)( السابق صـ1 /2)( راجع في ترجمتــه: معجم البــابطين للشــعراء العــرب المعاصــرين 2

، طبع مؤسســة جــائزة عبــدالعزيز ســعود البــابطين لإلبــداع641 ـ 640 م، و"أبعاد التجربة الشــعرية في شــعر د/ صــابر1995الشعري ط سنة

ــازيق ســنة ــبيب، نشــر دار األرقم بالزق ــدكتور صــادق ح ــدايم" لل عبدال

73

والكتــاب ـــ كمــا يقــرر المؤلــف في مقدمتــه ـــ يتكــون من قسمين، يتضمنان عــدة بحــوث يجمعهــا خيــط فكــري واحــد هــو البحث عن نبض اإلســالم في اآلثــار األدبيــة شــعرا كــان أم نــثرا،

ويبرزان معـالم التأصـيل في األدب.م معاصرةقديمة أم حديثة أــة ــاهج التطــبيق على النصــوص األدبي اإلســالمي، ويوضــحان من

المتنوعة على النحو التالي:القسم األول :

جــاء في ثالثين ومــائتي صــفحة، تحت عنــوان: "من معــالم التأصيل"، وتضــمن دراســات تنظيريــة تطمح إلى تأصــيل معــالم األدب اإلسالمي، اتكاء على القيم اإلسالمية وموقف اإلسالم من الكون واإلنسان والحياة، داعيا إلى أهمية جمع المبدع بين جودة

الشكل وعمق المضمون.وقد تضمن خمس دراسات تنظيرية، على النحو التالي:

ــائص ــل خص ــة في ظ ــة األدبي ــالم التجرب أوال: معالتصور اإلسالمي:

م، والترجمة التي ذيل بها المؤلف كتابه محل الدراسة، وقصــيدته1992 ،110، سلســلة أصــوات معاصــرة، العــدد 102 ـ 89"القبو الزجاجي صـ

ــنة ــ ــوبر س ــ ــه2003أكت ــ ــع مدونت ــ ــه، وموق ــ ــذا معظم مؤلفات ــ م، وكhttp://saber48.maktoobblog.com.

74

ــة األدبيــة وفلســفتها في أصل الدكتور/ صابر لمعالم التجرب ظل خصائص التصور اإلســالمي، الــتي قررهــا بشــمولية األســتاذ

".(1)سيد قطب في كتابه: "خصائص التصور اإلسالمي ومقوماتهــوازن، ــمولية، الت ــات، الش ــة، الثب ــائص هي: الرباني ــذه الخص وه اإليجابية، الواقعية، التوحيد". وقد وفق الدكتور/ صابر في دعوته إلى نقل هذه الخصائص إلى ساحة األدب، كاشفا عن زيف بعضــدة. القيم الفنية والموضوعية التي خلفتها المذاهب الغازية الواف

!(2)فيها بــأن يكــون شــارحا آلراء ســيد قطب اكتفىوإن كان قد مما دفع الدكتور حسين علي محمد في عرضه الصحفي للكتاب أن يقـول:"ورغم أهميــة هـذه الدراســة الـتي تحتـل حـوالي ربـع

، وليتهــا تســللت بينفإنها تظل جزءا غريبا على الكتــابالكتاب، ثنايا التطبيق، كأن يسترشد بها في دراسته لألدب اإلسالمي، أماــا في ثنايــا كتــاب لــه دوره، بهذا الشــكل فهي تظــل جســما غريب الذي نطمع أن يكون مــؤثرا وهاما في توجيــه الدراســات األدبيــة

. فهــذه المحاولــة تحتــاج إلى نقلهــا(3 )واإلسالمية توجيها جديــدا!ا إلى النقــد األدبي اإلســالمي التطــبيقي، باعتبارهــا بــديال إســالميــذلت من كــثرة اســتخدامها في ثابتا، لتلك "األكليشهات"الــتي ابت تحليل النصوص، أو ندر استعمالها لغموضها وإبهامها. وذلــك دور منوط بناشئة باحثي األزهر الشريف وغيرهم من المخلصين، من

شداة األدب اإلسالمي. أن يصدر كتابه هذا في طبعته القادمةوأقترح على المؤلف

بمدخل تعريفي باألدب اإلسالمي مصطلحا وتاريخــا وإشــكاليات؛ لتظهــر الجهــود الدعويــة والعلميــة واإلبداعيــة الســابقة على المؤلف، وليعم النفع بالكتـاب، فيقبــل عليـه القـارئ ســواء كـان

مثقفا أو متخصصا!

م.وقــد ذكــر الشــيخ ســيد قطب إلى أن1988)(طبع دار الشروق ســنة 1 هذا البحث هو الذي سبق الوعد بإخراجه تحت عنوان"فكرة اإلسالم عن

. 5الله والكون والحياة واإلنسان". راجع هامش ص )( أود أن أشير في بيــان الجهــد النقــدي لألســتاذ ســيد قطب إلى كتابــه2

"مهمة الشاعر في الحياة"، كما أشير إلى أن كتابه "في التــاريخ: فكــرة ومنهاج" به دعوة صريحة إلى األدب اإلســالمي. كمــا أن األســتاذ محمــد قطب اعتمد كثيرا في كتابه"منهج الفن اإلسالمي" على كتاب "خصائص

التصور اإلسالمي" السيما في مبحث "طبيعة التصور اإلسالمي". )( راجع عرض الدكتور حسين علي محمد لكتــاب الــدكتور صــابر بكتابــه3

، سلســة أصــوات معاصــرة49"كتب وقضايا حول األدب اإلســالمي" ص م. نشــرت هــذا العــرض في منتــدى طيبــة2003، أبريل ســنة 98العدد

م. وفي موقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع:7/5/2001األدبي في http://hamohd99.maktoobblog.com

75

ــظ أن المؤلف ــ ــا يالحـ ــ ــاكمـ ــ ــة بمـ ــ ــذه الدراسـ ــ ل هـ ذي "، على الـرغم من أنهـا مثبتـة في(1)أسماه"الهوامش واإلحـاالت

ذيــل كــل صــفحة من صــفحات الدراســة! فينبغي االكتفــاء بأحــدــل ــة في ذي ــاالت مجتمع ــوامش واإلح ــل اله ــا جع ــنيعين:إم الص الدراسة، أو جعل كل هامش أو إحالة في ذيــل صــفحته الخاصــة

به في الدراسة، كما صنع في بقية أجزاء الكتاب!ـا: أبعـــاد الرؤيـــة اإلســـالمية في الشـــعر ــ ثاني

المعاصر :ــة إلى اســتخالص المعــالم يهــدف الكــاتب من هــذه المقال التأصيلية والفنيـة للرؤيـة اإلسـالمية من خالل النصـوص األدبيــة، فالنص األدبي ـ كما يقرر ـ هو المنجم الفيــاض بــالقيم والمعــايير

التي أصل لها النقاد في كل العصور . وقد رصدت هذه الدراسة أربعة أبعاد للرؤية اإلسالمية في

الشعر الحديث. هي :ـ تأثر الشعراء المعاصرين بالبيان القرآني واتجاهاته.

ـ تأثر الرؤية اإلسالمية في الشــعر المعاصــر بمعطيــات الــتراثوآلياته في الشخصيات واألمكنة.

ـ سفر الشعراء المعاصرين إلى الماضي لبعث الحاضر وإحيائــهوفق التصور اإلسالمي.

ـ توظيف الطبيعة في تشكيل التجارب الشعرية المعاصرة. وقد قدم المؤلف لهذه األبعاد بمـدخل حـول طبيعـة الرؤيـة اإلسالمية في األدب، مع تعديــد شــهادات مناصــرة لهــذه الرؤيــة ألعالم الفكر والثقافــة في عصــرنا مثــل الشــيخ الشــعراوى، ود/

محمد مصطفى هدارة، ود/ عبدالحميد إبراهيم، وآخرين... هـذا المـدخل وتلــك الشـهادات في وحبذا لو جعل المؤلف

صدر كتابه ففيها خير تعريف باألدب اإلسالمي، ودعوة إليه!

0 58-57)( األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق صـ1

76

ــير استشــهادات المؤلف من شــعره في أعطــاف هــذهوتثــف األبعاد األربعة قضية نقدية تحتاج إلى مزيد من التوقف؛ إذ كي يحكم ناقد على شعره، محققا ما يسمى الموضوعية في البحث

هم المؤلف - بــذلك الصــنيع التــأليفي- بــالغرور،(1)والحكم وقد يت واإلعجاب بــالنفس، أو بنــدرة الشــواهد الدالــة على البعــد الــذي يرصده؛ مما اضطر المؤلف إلى االستعانة بشعره أو إقحامه في

الكتاب إقحاما! ثالثا: أدب الطفولة في ضوء التصور اإلسالمي

: ينطلــق المؤلــف في هــذه المقالــة من أن االهتمــام بــأدبــا العــربي اإلســالمي يجب أال ينفصــل عن ــة في مجتمعن الطفول االهتمام بتكوين الطفل وتنشئته تنشئة صحيحة في ظل األصولــاس ــه مشــبعا بأنف ــا يجعل ــتي حــددها اإلســالم، مم ــة ال األخالقي الحضـــارة اإلســـالمية وعبقهـــا، ومهيئا لمعايشـــة واقـــع الحيـــاة

اإلسالمية سلوكا وتعليما وتربية. وقــد درس الكــاتب في هــذه المقالــة ســمات النص األدبي لألطفــال، مقــدما نمــاذج تراثيــة وحديثــة لهــذا اللــون من األدب، وداعيا إلى حتميــة الشــراكة بين خــبراء التربيــة، وعلمــاء النفســديم المنهج ــدعين، في تق ــار المب ــد األدبي وكب ــاع والنق واالجتم المالئم، والنص اإلبداعي المشوق، حتى ال نظــل أســرى ترجمــة النظريات والمناهج التي صيغت في بيئات ال تتفــق مــع مكوناتنــا

الروحية والنفسية واالجتماعية.

يكفي أن أشير هنا إلى الموقف من قصيدة المؤلــف "الفــزع األكــبر")(1 بهــا في" الـتي استشـهد38 صفي ديوانه "المسافر في سنبالت الزمن

كتابه عند الحديث عن التأثر بالبيان القرآني صــياغة وفكــرا وشــعورا ص . وهي قصــيدة مثــيرة في ســطورها الســتة األولى الــتي جــاءت من24

ــد، ــاحث وناق اآليات الست األولى من سورة الطور! مما أثار عليه غير بــرآن ــه"الق ــواهري في مقال ــاظم الظ ــدكتور ك ــري ال ــه األزه منهم زميل

،126-112والشعر الحديث" المنشور في إصدار ندوة العلماء األول صم! 1993طبع دار اإلعالم الدولي بالقاهرة سنة

77

ــ ــ في نظــري ـ ــد منولكن هــذه المقالــة ـ ــاج إلى مزي تحت التنظير فــأدب األطفــال جنس مــؤثر من أجنــاس األدب العــربي المعاصرة؛ ألن الطفل "جوهرة الواقع وكنز المستقبل، وهو هبةا، من الله العلى القدير، وأمانة في أعناقنا، حملناها طواعية وحب والمحافظــة عليهــا واجب شــرعي وخلــق إنســاني، وتمســك

ألمتنا في هذا العصــر الــذي(1)بديمومة الوجود المثمر المعطاء" طغت فيه الثقافات المعادية، وقضت على كــل الحــدود والقيــود

عن طريق وسائل اإلعالم واالتصال العديدة والمتنوعة. رابعا: يا أدباء اإلسالم انتبهوا: هذه مالمح الواقعيــة

المحزنة:ــ كمــا يقــرر ــاج إلى تفصــيل وتحليــل ـ دراســة مــوجزة تحت

وقد تحـدث فيهـا عن ســوءات الواقعيــة الـتي(2)المؤلف نفسه ـ ترى الحياة من خالل منظار أسود، وترى الشــرور أصــل الحيــاة،ــزق النفســي ــزع والتم ــوف والف ــق والخ ــأس والقل ــا الي وثماره وفقــدان الثقــة في الحيــاة واألحيــاء . وقــد أغــرت عقــول بعضــاء العــرب والمســلمين، فــإذا بهم يهربــون من المفكــرين واألدب تقليد التراث العربي إلى تقليد التراث الغربي والنموذج األجنبي. وكانت عاقبة هذا التقليــد أن رأينــاهم يصــطنعون في أدبهمــدنا اإلســالمية، ــة وتقالي ــا األدبي صــورا ال تمت بصــلة إلى أعرافن ونظروا إلى الدين على أنه غير قادر على تغيير النفس أو التأثير فيها، وتلك قنبلة توجهها الواقعيــة إلى مجتمعنــا اإلســالمي . لــذاــتى ال تفترســنا ينبغي لألدباء العرب أن يجتنبوا هذه السوءات، ح

الواقعية المريضة المحزنة. وحبذا لو طبق الباحثون تنظيرات هــذه المقالــة وتحــذيراتها على أعمـــال أدبيـــة عربيـــة معاصـــرة، لتكـــون النتـــائج بجـــوار المقدمات، واألحكام قرينة األدلة. إن هــذه المقالــة دعــوة حــارة مخلصة دفعت إليها غيرة كاتبنــا على قيمنــا وتقاليــدنا، تســتدعىــا ــات؛ بحث من ناشئة الباحثين متابعة هذا الجهد وتكميل هذه اللبن

عن واقعية إسالمية في مواجهة الواقعيات األخرى.خامسا: األدب اإلسالمي: آفاقه وحدوده:

0 11)( األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق صـ10 12)( السابق صـ2

78

ــا رصدت هذه المقالة الرؤى النقدية والمجاالت التي ارتاده البــاحثون والنقــاد في مــؤتمر األدب اإلســالمي، بجامعــة عين

م[ وقــد1992هـ = أكتوبر ســنة 1413شمس ]ربيع الثاني سنة دارت أبحاث هذا المــؤتمر حــول عــدة محــاور، هي: آفــاق األدبــات ــالمي من االتجاه ــف األدب اإلس ــدوده، وموق ــالمي وح اإلس األدبية والنقدية المعاصــرة، وآداب الشــعوب اإلســالمية الناطقــة

بغير العربية، ودراسات فنية في األدب اإلسالمي. ويرى المؤلف، في نهاية عرضــه ألبحــاث هــذا المــؤتمر، أن األدب اإلســالمي مــا زال في حاجــة ماســة إلى تكــاتف الجهــود المخلصـــة والمـــواهب األدبيـــة الكبـــيرة، لكي تقـــف في وجـــهــه األرض، ــان على وج ــل مك ــالم في ك ــر اإلس ــير، فتنص األعاص ويغمرها السالم، وتشرق عليها شــمس اليقين، من خالل الرؤيــةــق ــة عن طري ــاة المختلف اإلســالمية الســارية في مجــاالت الحي الكلمة األدبية اإلسالمية المشعة. وقد صدق في هذه الرؤية فمـا زال األدب اإلسالمي محتاجا إلى مزيد من األنشــطة والفعاليــاتــاحة ــوره، وتفرضــه على الس ــوع حض ــوده، وتن ــيي وج ــتي تح ال

الثقافية في جميع البلدان العربية واإلسالمية... القسم الثاني :

جــاء هــذا القســم في مائــة وعشــرين صــفحة تحت عنــوان "دراسات نصية تطبيقية"، وقد حلل فيهــا ثمانيــة نصــوص أدبيــة،

هي: أوال: من أسرار البيان النبوي في خطبة حجــة

الوداع:ــة في ــة والقيم الجمالي تناول فيها المؤلف األســرار التعبيري هــذا النص النبــوي الكــريم، فمقدمــة الخطبــة أعلنت عن مبــادئــه، وقــد وردت بصــيغة الجمــع إســالمية في عالقــة المســلم برب للمتكلم، لتوحي بأنها حالة شعورية صــافية، يمــوج بهــا الوجــدان

ن فيــه الرســول ـ ـاإلسالمي كله. والخطبة دستور متكامل، بي موقــف اإلســالم من التقاليــد والعــادات الجاهليــة، وهــو موقــفن األحكــام الرفض، ما عدا خدمة الكعبــة، وســقاية الحجيج، ثم بي التشريعية المتعددة، والعالقة بين الرجل والمرأة، وغير ذلك من المعاني بأسلوب واضح، ال عوج فيه وال التواء، حيث التوازن بين العقل والعاطفة، والمعاني والمبــاني، ومطابقــة الكالم للحقيقــةــة ــال بالغ ــة، ال تناســب جم ــادات متكلف ــل أو زي ــزيين مفتع بال ت

ــرز ســمات األدب اإلســالميالرســول ـ ــك أب ــا، وتل ـ وجاللهالمحلق.

ثانيا: غزوة الخندق بين شاعرين: وازن المؤلف في هــذه المقالــة بين قصــيدتي "عبداللــه بن

الزبعرى، التي مطلعها:

79

ــاب حيي الديار محا معارف رسمها طول البلى وتراوح األحق(1)

التي مطلعها: وقصيدة "حسان بن ثابت

)( ورد النص في كثير من مصادر السيرة والتاريخ، منها: عيون األثر في1ــاس ــازي والشــمائل والســير البن ســيد الن ــون المغ ــع دار2/46فن ، طب

المعرفــة ببـيروت.د.ت. والسـيرة النبويــة البن كثـير، بــاب: مـا قيـل منــة ــني قريظـ ــدق وبـ ــر الخنـ ــعر في أمـ ــر3/254الشـ ــع دار الفكـ ، طبـ

ببيروت .د.ت راجع:النقائض النبوية في عهــد البعثــة المحمديــة للــدكتور م، و األدب اإلســـالمي بين1984، طبـــع ســـنة 210حســـن الكبـــير ص

0 274-273النظرية والتطبيق ص

80

هل رسم دارسة المقام يباب متكلم لمحاور بجــواب(1)

ــدر ــر ص ــعريتين في عص ــتين ش ــيدتان تمثالن نقيض والقصــوروث اإلسالم، سارتا على المنهج التقليدي للقصيدة العربية الم عن الجــاهليين، حيث االبتــداء بوصــف األطالل وتــذكر أهلهــا، ثمــان ــة، وبي االنتقــال إلى الغــرض األساســي وهــو وصــف المعرك نتيجتها، بتصوير مشاعر النصر لدى المؤمــنين، والصــور القاتمــةــل لمــا ــان دالئ في وجوه المنهزمين... ورأى أن القصيدتين تعطيــه الشــعر في اإلســالم والشــرك، فنقيضــة ــون علي ينبغي أن يكــدة ــدافع عن عقي ــة ت ــة إيماني ــق من رؤي ــابت تنطل حســان بن ث اإلسالم وجيشه، ونقيضة ابن الزبعرى ـ أثناء شركه ـ تنطلق من رؤية وثنية مشركة تدافع عن مقومــات الحيــاة الجاهليــة وعقائــد أهلهــا . كمــا يــدل منهج حســان في قصــيدته على أن أعظم مــا يقدمــه الشــعر اإلســالمي هــو الوقــوف في وجــه المــد الطــاغي لموجات الرؤى المعادية لإلسالم شــريطة أن يقــدم هــذا الشــعر في ثــوب فــني يحمــل كــل خصــائص الشــعر وأبعــاده الجماليــة؛ مصداقا لقوله تعـالى في الحــديث عن صـفات شـعراء اإلسـالم:

ــوا أي" ذين ظلم يعلم ال ــ ــوا وس ــا ظلم ــد م روا من بع ــ وانتص."(2)ينقلبونمنقلب

وتحليل المؤلف هنــا نمــوذج لتطــبيق المنهج الفــني بمعظم عناصره األساسية من معجم شعري، وتنوع أسلوبي، وبناء فني، وتأثر بالبيئة في التعبير والتصوير، وموازنة بين النصين. ولو أقامــير للقصــيدتين ــدكتور حســن الكب المؤلــف حــوارا مــع تحليــل ال ألعطى للتحليل مزيدا من االختالف البناء في الرؤى الذي يخــدم

النصين والقارئ معا! بقصيدة حسان على الرغم من وإن كنت ال أرى سببا للبدء

أنها الناقضة المتأثرة، واإلتيان بقصــيدة ابن الزبعــرى تاليــة على الرغم من أنها المنقوضة المــؤثرة، والطــبيعي المنطقي أن يبــدأ

بالمؤثر المثير، ويختم بالمتأثر المثار!

)( النص في شرح ديوان حسـان بن ثـابت وضـعه وصـححه عبـدالرحمن1ــان ســنة ــيروت لبن ــربي بب ــاب الع ــبرقوقي، دار الكت ــع:1981ال م. راج

، واألدب اإلســالمي بين212النقــائض في عهــد البعثــة المحمديــة ص.271، 270النظرية والتطبيق ص

.227)( سورة الشعراء، آية 2

81

كمــا أن البحث يتعجب من تــرك المؤلــف قصــيدة كعب بن مالك –رضي الله عنــه- الــتي ينقض فيهــا قصــيدة ابن الزبعــرى،

ومطلعها:ــا ــة ربن ــير نحل ــة من خ ــروب بقي ــدث الح ــا ح أبقى لن

(1)الوهاب

على الرغم مما فيها من إبداع فني يكاد يخالف صنيعي ابنــان في الزبعــرى وحســان، ويــدل على مــذهب فــني إســالمي ث

ا! خطاب المشركين شعري

،3/254، والسيرة النبوية البن كثير 2/257)( وردت في: سيرة ابن هشام1 ، و راجع: النقــائض في3/264، والروض األنف 4/393سبل الهدي والرشاد

.214عهد البعثة المحمدية ص

82

ثالثا: معالم الرؤية اإلسالمية في شعر محمودغنيم :

يرى المؤلف في هذه المقالة أن الرؤية اإلسالمية في شعرا في رحلته الشعرية الخصبة، وآية محمود غنيم تمثل تيارا رئيسي ذلك ديوانه األخير "مع اإلسالم والعروبة" ونشأته في بيئــة دينيــة محافظــة، وتعلمــه في األزهــر الشــريف، وفى مدرســة القضــاء الشــرعي، وفى دار العلــوم... وتحــدد معــالم هــذه الرؤيــة عنــدــداث الشاعر في الرؤية الحضارية للمد اإلسالمي، وتوظيفه لألحــا، ــير عن مشــاعره الفياضــة تجاهه ــالمية للتعب ــف اإلس والمواق وكذلك امتزاج الحس الوطني بــالحس اإلســالمي، واالتكــاء علىــة ــه اإلنســانية الدافئ ــداع، ببث عواطف ــة في اإلب ــة التأملي النزع الصادقة. وتعد هذه المقالــة دعــوة نقديــة لقــراءة شــعر محمــود

غنيم قراءة إبداعية في ظالل الرؤية الحضارية اإلسالمية.ــة الشــعرية في ديــوان ــا: من معــالم التجرب رابع

:"إيمانية "نسماتــر هذا الديوان للدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة األزه ـ األسبق ـ والداعية اإلسالمي المعروف، وقد امــتزج في شــعره سمت شخصية الداعية الملتزم، مــع شخصــية الشــاعر المحلــقا؛ إذ غدا الشعر لديه وســيلة فنيــة من وســائل الصادق، رؤية وفن الــدعوة، وســالحا من أســلحتها المــؤثرة في نفــوس المــدعوينا. وقد تنوعت القوالب الفنية للتجــارب الشــعرية، في هــذا إيجابيــات، ومقطعــات شــعرية، ــة، ورباعي ــديوان، بين: قصــائد طويل ال وأناشيد موجهة للطفل المســلم وعلى لســانه كــذلك. وفى هــذا الــديوان تجربــة طريفــة جديــدة، وهى يوميــات صــائم، وهى من التجارب التعليمية الصــادقة في ميــدان توظيــف الشــعر لخدمــة الدعوة اإلسالمية في صـياغة شــعرية واضـحة، وأســلوب ســهل، وصــور فنيــة مألوفــة، فيهــا وهج المشــاعر، وصــدق األحاســيس، وفنية األداء، وقد ابتعد شعر الــديوان عن تكلــف الصــور، وتعمــد

األخيلة والمحسنات، وذلك من سمات الدعوة ونهج أدبها. ــوان ا: اســتدعاء الشخصــية اإلســالمية في دي خامســ

:"الصوت حدائق"ــدكتور ــديوان الســابع للشــاعر ال "حــدائق الصــوت" هــو ال حسين على محمد، الشاعر اإلسالمي المتميز بالعطاء اإلبــداعي

، الدائر في فلك التصور اإلسالمي. والنقدي الثر

83

نــه من ونظرا المتالك الشــاعر لألدوات الفنيــة العاليــة الــتي تمك السيطرة على فنية التجربة الشعرية؛ فقد مــزج همومــه الذاتيــة المعاصرة بأحداث الشخصية الــتي يســتدعيها ومعالمهــا، محــاوال إعادة مواقف البطولة والــرؤى الحضــارية إلى الواقـع اإلســالمي المعاصر، ومبتعدا عن الرصد المباشر للســيرة النبويــة العطــرة، ومتوغال في حقل المحبة، والداللة الشــعورية والتأثيريــة للــدعوة اإلصالحية حاضرا ومستقبال. وهذا الديوان نموذج جيد معبر لتلــك السمات النقدية الجميلة، ففيه مزج بين جماليات األداء، وبراعــة التصــوير، وبين تقــديم الرؤيــة الحضــارية اإلســالمية المعاصــرة، الباحثة عن منابع الهوية الحقيقية ألمة اإلسالم في جميــع أقطــار

المعمورة. سادسا: ظالل الرؤية اإلسالمية في شــعر هاشــم

:الرفاعي قرر المؤلف هنا أن الوهج الديني ال يخبو في آفاق التجاربــط ــا الخي الشعرية التي ارتادها "هاشم الرفاعي"، وال ينقطع فيه اإلسالمي، فهو شــاعر مســلم، نشــأ في بيئــة دينيــة تعبــق بشــذا اإلسالم وروحانيته، ولكن الشاعر لم يعمق هذه التجارب الدائرة في فلك التصور اإلسالمي، ولم يتكئ على الوسائل الفنية الــتي توضح أبعاد الرؤية اإلسالمية في الشعر المعاصر، وفى ضوء هذا التصور تتحرك ظالل الرؤية اإلسالمية في شعر هاشم الرفاعي، فقد وقف بشعره عند مرحلــة الرصــد المباشــر للتجربــة بســببــة في ــه القوي حماسه لها، وانفعاله المبكر بقضايا اإلسالم، ورغبت العـــودة بالســـلوك اإلســـالمي إلى منـــاطق الصـــدق والـــبراءةا الهمم ومســجال التــاريخ، وواصــفا الواقــع والتضحيات، مستنهضــ

ا. ا وإسالمي عروبيــعرية في قصة ــ ــة الش ــ ــالم التجرب ــ ــابعا: مع ــ س

:"الخليل إبراهيم"

84

هذه القصة الشعرية للشاعر المعاصر / أحمــد نــور الــدين،ــاء، تدور حول شخصية سيدنا إبراهيم ـ عليه الســالم ـــ أبي األنبي وأول من نــافح عن فكــرة التوحيــد، وأول من تصــدى للوثنيــة وازدرى أهلهــا ومــا يعبــدون، وهــو النــبي الــذي طبعت الشــرائع الثالث الكــبرى بطــابع دعوتــه ورســالته. إنهــا تجربــة موضــوعية تصوغ أمام الجيــل المعاصــر مســيرة جليلــة ألســمى نمــوذج في التاريخ اإلنساني: خليل الرحمن، خليل اإلنسان. إنها تجربة تتسم بالشمولية والعاطفة اإليمانية، والصــدق الوجــداني المتســق مــع الصــدق الفــني، والوضـوح في الشــكل والمضــمون، مــع إعمـال العقــل أكــثر من العاطفــة، واســتخدام مجــزوء الــوافر، وقــالبا، كما تقتحم مجــال ا وموضوعي الرباعيات السريع المكثف إيقاعي القصــة الشــعرية ذات المضــمون اإلســالمي العميــق والتقنيــات

الفنية المؤثرة.ـا: أبعـــاد التجربـــة اإلســـالمية في شـــعر ــ ثامن

:السنهوتى يـــرى المؤلـــف أن الســـنهوتي شـــاعر شـــرقاوي، متعـــددــاعي، والوطــني، ــذاتي، واالجتم ــه ال ــداع، من ــات في اإلب االتجاه والتأملي، والديني، والصوفي، كما أنه شاعر متنوع في موسيقاه الخليليــــة بين البحــــور الطويلــــة والقصــــيرة، والمطــــوالتــاء على ــة، واالتك ــف الطبيع ــدا على توظي ــات، معتم والمقطوع الرمز، واالســتعانة بمعجم شــعري خــاص، الســيما في مفــردات

النزعة الصوفية. :خاتمة الكتاب

85

بعد حمد اللــه تعــالى على توفيقــه قــرر المؤلــف أن دافعــه على تأليف هذا الكتــاب راجــع إلى انتمائــه إلى عقيــدة اإلســالم،ــته وتشرفه باالنتماء إلى رابطة األدب اإلسالمي العالمية، ودراس برحاب األزهر المعمور. وتأكيده على ذلك مرده في نظــري إلى إحساســه بالمشــئولية والــواجب الملقى على عاتقــه بوصــفهـا يسـخر فنــه في الحــق والخــير والجمـال، وهـذه شــاعرا موهوب

أهداف نبيلة لألدب اإلسالمي وغيره... ــة أو أن تأكيده ذلك مرده إلى تلك الفتوى الخاطئة المغرض

ــعاره، التي كفرته واستتابته، إليراده نصوصا قرآنية في بعض أش رغم أنهــا جــاءت في ســياقات مناســبة ومقبولــة، ال خارجــة وال شاذة، مما أثار معركة اقتبــاس الشــعراء آليــات القــرآن الكــريم

، وكانت فيها رؤى متناقضة، كان أصوبها(1)على صفحات الجرائد ا رأى الدكتور صابر عبدالــدايم، فقــد قســم تــأثر الشــعراء منهجي.(2)بالقرآن إلى تأثر شمولي، وتأثر شكلي، وتأثر سلبي ومن منهجيته تقريره أنه لم يتعصب لشكل شــعري محــدد، فرؤية الشاعر المسلم تنطلق محلقــة ال تحـدها أســوار الشـكل، وإنمــا يكــون االلــتزام في إطــار المضــمون الهــادف، والنبض

اإلسالمي المؤثر في واقع الحياة، وفى مستقبل اإلنسان.

من يناير سنة24، بتاريخ 542)( راجع في ذلك جريدة آفاق عربية عدد 1 م، وعقيـدتي2002/ ينـاير سـنة 28 بتاريخ 257م، واألسبوع عدد 2002ــاريخ 486عــدد ــاريخ 487م، وعــدد 2002 مــارس ســنة 12، بت 19، بت

ا: تقاريــظ ديــوان "مــع2002مــارس ســنة م، وراجــع في القضــية أيضــ القرآن الكــريم" للــدكتور محمــود على الســمان، وهى ملحقــة بالطبعــة

فالــدكتور محمــود الســمان أســتاذ أزهــري0م1999الثانية للديوان سنة اقتبس كثــيرا من آي القــرآن في شــعره، ســواء في ديوانــه هــذا أو في

كتابه"العروض القديم"، طبع دار المعارف بالقاهرة. وراجــع95 ـ 68)( راجــع: األدب اإلســالمي بين النظريــة والتطــبيق صـــ2

مقال الدكتور / متولي البساطي "الدراسات األدبيــة ومشــكلة االقــترابــة من النص القرآني والنص النبوي" المنشور في مجلة كلية اللغة العربي

0م1993هـ = 1413، طبع سنة 9 ـ 3 صـ 12بالمنصورة عدد

86

كما أنه لم يحصر نفسه في إطار زمني محدد؛ ألن دراساته ليست تاريخية أدبية، ولكنها دراسات تعــالج قضــية مــا زالت في حاجة إلى التحليل والمناقشــة والتنقيب، ولب هــذه القضــية هــو النص األدبي الناطق بأبعاد الرؤية اإلســالمية. وفى ذلــك رد غــير مباشر من المؤلف على من يأخذ عليه عدم تطبيق تنظيره على

نصوص تراثية. إن الكتاب في مجمله ـ كما يدل هذا التحليــل ـــ دعــوة إلى تصحيح مسار األدب في المجتمع اإلســالمي، وتحقيــق االنســجامــا ــعورها، بين أدبه ــا وش ــا، بين فكره ــة وعاطفته ــل األم بين عق وعقيدتها، وهو محاولــة ـــ تضــاف إلى محــاوالت كثــيرة ســبقته ـا، وإلثبــات أن نظريــة األدب ا وتطبيقي لتجلية هذه القضية، تأصــيلي اإلســالمي تنــأى عن الجفــاف وعــدم التحليــق، من خالل تطــبيق المقاييس النقدية األصيلة على نماذج األدب اإلسالمي المتنوعة:

زمانا، ومكانا، وإنسانا. من ثمار التنظير في الكتاب

ترجع قيمة الكتاب ـ في المقـام األول ــ إلى اشـتماله على جملة من اآلراء النظرية والمعــايير التأصــيلية، نابعــة من منظــور فني صرف حيث االنطالق من النص األدبي الناطق بأبعاد الرؤية اإلســالمية، وقــد تنــوعت هــذه الثمــار التنظيريــة إلى إشــكاليات نقديــة عديــدة، أثارهــا بعض المناصــرين أو المناهضــين ألســلمة

)*()*(األدب، وهماإشكالية المصطلح :

تعددت المصطلحات الــتي اهتمت بأســلمة فنــون األدب؛ إذ شاع على ألسنة الدارسين عــدد من االصــطالحات،منهـا: "األدب اإلسالمي، أدب الفكرة اإلسالمية، أدب العقيــدة اإلســالمية، أدب الفكر اإلســالمي، أدب الــدعوة اإلســالمية، األدب الــديني، األدب

ولكل مصطلح دعاته وأنصاره.(1)المسلم، األدب األخالقي…"

)*( عناوين هــذه الثمــار أو اإلشــكاليات من وضــع البــاحث، وليســت من)*(الكتاب.

ــ1 ، وفي ظالل األدب58)( راجــع في ذلــك: األدب اإلســالمي ضــرورة صـ وما بعــدها،7، وفى األدب اإلسالمي قضايا ومفاهيم صـ12اإلسالمي صـ

ومقــال "شــبهة المصــطلح" للــدكتور عبدالقــدوس أبوصــالح في العــدد وموقع رابطة األدب اإلسالمي0 3الثامن من مجلة األدب اإلسالمي صـ

: العالميةwww.adabislami.org

87

"األدبولكن المؤلــف في كتابــه يــذهب إلى أن مســمى هــو األنســب واألعم، فهــو ال يلغى اللغــة، وال يصــادراإلســالمي"

ــة اإلســالمية ــتي تتكئ على معــالم الرؤي آداب األمم األخــرى، ال . وقد عرف األدب اإلسالمي بأنــه: "أدب ربــاني يقــوم(1)وأبعادها

.(2)على تصور عقدي ثابت هو التصور اإلسالمي السليم" والدكتور صابر في هذا التنظير يسير في موكب المصــطلح الراجح والشائع والمســتقر اآلن؛ ألن هــذا المصــطلح - في نظــر مشايعيه - جامع لكل ما يراد أن يدخل فيه، ومانع لكل ما ال يراد أن يشــتمل المصــطلح عليــه. أمــا االصــطالحات األخــرى ففيهــا اتساع في الداللة أو قصور يخل بها، ويجعلهــا ليســت بجامعــة أو

مانعة.إشكالية الشكل والمضمون:

يــذهب بعض النقــاد إلى أن األدب اإلســالمي أدب مضــمونا تاما، بالدرجة األولى. ويرفض المؤلف ذلك التوجه النقدي رفضــ إذ يقرر أن األدب اإلســالمي أدب مضــمون وشــكل معــا " فليس هنــاك ـــ في رأيــه ـــ موضــوع يحظــر على األديب اإلســالمي أن يتناوله في قصيدة أو قصة أو مســرحية . وإنمــا الشــرط الوحيــدا هو أن ينطلق األديب من التصــور الذي يجعل المضمون إسالمي اإلسالمي السليم للكــون والحيـاة واإلنسـان … ليسـت إسـالمية المضمون تشفع لألديب المســلم أن يقصــر في جماليــة الشــكلــاألديب اإلســالمي ــزري ب ــا ي ــذلك مم ــني، ف ــد الف وال في التجوي ويضره، ويكون حجة عليه في يد خصومه، بل إن األديب المسلم مدعو أكثر من غيره إلى أن يبلــغ قمــة الروعــة في األداء الفــني حتى يكون أدبه شــرارة توقــظ القلــوب بحــرارة التجربــة ولهيب اإلبــداع، ونــورا يســير على ســناه المســلمون ليخرجــوا من تيــه

.(3)الضياع"ــكل ــة الشـ ــف من ثنائيـ ــان في الموقـ ــالمي رؤيتـ ولألدب اإلسـ

والمضمون:ــف بقبح أو *رؤية تذهب إلى أن الشكل حيادي، ال يمكن أن يوص حسن، وإنما القبح والحسن راجع إلى المضــمون، فال بـأس علىــدم مضــامينه في أي شــكل أدبي، بغض األدب اإلســالمي أن يق

النظر عن المذهب األدبي الذي ينتمي إليه هذا الشكل.

0 241)( األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق صـ10 242)( السابق صـ20 242 ـ 241)( السابق صـ3

88

* ورؤيــة أخـرى يــذهب أصــحابها إلى أن بعض األشــكال األدبيــةست بمفاهيم خاصة هي على النقيض من المفاهيم اإلسالمية تلب حتى بدا أنهمــا )الشـكل والمضــمون( متالزمـان ال ينفكـان، وقــد

انسحب رفضهم للمضمون على الشكل.ــه ــية في كتاب ــذه القض ــد كالم نفيس في ه ــده زاي ــدكتور عب ولل "األدب اإلســالمي ضــرورة"، يقــول: "ونحن إذا نظرنــا إلى بعضــولها األولى ــق بأص ــاط وثي ــدناها ذات ارتب ــة وج ــكال األدبي األشا، وأقرب مثال على ذلــك ســجع الكهـان الــذي المرفوضة إسالمي ذمه الرسول، صلى الله عليه وسلم، ونفر منه حتى كره بعضهم السجع كله ال سجع الكهــان وحــده، والســجع كــان موجــودا قبــل اإلسالم وبعده، وهو موجود في القرآن الكريم- وإن كره بعضهم اسم السجع وأطلق عليه الفواصــل- وموجــود كــذلك في حــديث الرسول - صلى اللـه عليــه وســلم- وفي كالم العـرب. ولم يقـل الرسول - صلى الله عليه وسلم-: إن السجع من حيث هو سجع مكــروه منبــوذ، ولكن ذم ســجعا بعينــه هــو ســجع الكهــان، ذلــكــوم على ــام ولكن يق ــوم على الفهم واإلفه ــذي ال يق ــجع ال الس اإلبهام واإليهام، بل إن كل كالم ال يعبر عن معنى وال يوصــل إلىا مسجوعا كان أو غير مسجوع. ولم يكره غرض مرفوض إسالمي اإلسالم من أشكال التعبير التي كانت معروفة غير سجع الكهان. أما الشعر والخطابة والمثل والحكمة فقــد أصــبحت من أشــكال التعبــير اإلســالمية بعــد أن اصــطبغت بصــبغة اإلســالم وتشــربت روحه. وإذا سـلم لبعض النقـاد أن الملحمـة ال بـد أن تقـوم على الخوارق وال بــد أن تشــارك في أحــداثها اآللهــة الــذين ينتصــرونــأكلون ويشــربون- أقــول: إذا وينهزمــون ويحبــون ويعشــقون وي سلم للنقاد هــذا خــرجت الملحمــة حينئــذ من دائــرة القبــول في األدب اإلسالمي، أما إذا لم يكن هذا جزءا من تكوينها وأمكن أن تصبح شــكال محايــدا كمــا يــذهب نقــاد آخــرون فلن تكــون حينئــذ

مرفوضة ويمكن لألدب اإلسالمي أن يتعامل معها إذا أراد.

89

أي أنه يمكن أن نقبل الشكل األدبي إذا لم يكن له ارتباط حتميا، فــإذا لم يكن بأصــوله الفلســفية والفكريــة المرفوضــة إســالمي

ونحن نعلم أن جميع األشكال األدبية –الشعر كذلك فال بأس به.. والقصة والروايــة والمســرح- قــد اســتخدمت للتعبــير عن أفكــارــكال لم ترتبــط ــذه األش ــا اإلســالم ولكن ه ومضــامين ال يقبلها شأنها شأن اللغة التي تستخدمها جميع بمضامينها ارتباطا عضوي األفكــار والمــذاهب والفلســفات، ويســتخدمها العامــة والخاصــة واألخيار واألشرار واألنبياء والكفار للتعبير عما يريدون، وما زعم أحد أن اللغة خاصة به وبفكره إنها وعاء عام محايــد يتســع لهــذا ولذلك. وكمـا ال يـرفض األدب اإلســالمي اللغـة الـتي يسـتخدمها اآلخــرون فكــذلك ال يــرفض الشــكل األدبي الــذي اســتخدمه

اآلخرون ما دام شكال محايدا حيدة اللغة التي يعبر بها الجميع.ــبرا ولقد جاء المبدأ الثامن من مبادئ العامة لألدب اإلسالمي معــون ــدره للفن ــالمي يفتح ص ــة:" إن األدب اإلس ــذه الحقيق عن ه األدبية الحديثة ويحـرص على أن يقـدمها للنــاس وقـد بـرئت من كل ما يخالف دين الله – عز وجل- وغــنيت بمــا في اإلســالم من

قيم ثمينة وتوجيهات سديدة". فــإذا قرأنــا المبــدأ الســابع: "األدب اإلســالمي يــرفض المــذاهب األدبية المنحرفــة، واألدب العــربي المــزور" اتضــح لنــا مــا يقبلــه األدب اإلسالمي ومــا يرفضــه. واالنحــراف المرفــوض قــد يكــونــا في انحرافا في المضمون - وهذا هو الغالب- وقد يكون انحراف

ــود ــه موج ــا ســبقه ولكن ــل إذا قيس بم ــو قلي إن .(1 )الشــكل- وه "مفهوم األدب اإلسالمي ال يقف في حقيقته عند حد المضــمون،ا، وأن يهتم بــالقيم بل يشــترط دعاتــه أن يكــون التعبــير فيــه فني

ــرة األدب" ــدخول في دائ ــة حــتى يكــون جــديرا بال وإال (2)الجمالي ، ومــا بعــدها، وتعريــف108 )( األدب اإلسالمي ضرورة، عبــده زايــد ص1

.5برابطة األدب اإلسالمي صــالمي ص2 ــايا6)( منهج الفن اإلسـ ــالمي قضـ ــع: في األدب اإلسـ ، و راجـ

، للــدكتور أحمــد478، وأسس النقد األدبي عند العرب ص9ومفاهيم ص 0 247بدوي، وأصول النقد األدبي للدكتور أحمد الشايب ص

90

ــب، ــري متعصـ ــالمي إلى أدب وعظي تقريـ ــول األدب اإلسـ تحـ فيفقده ذلك امتداده وحيويته؛ فاالنصهار بين الشكل والمضــمونا؛ إذ ــداعي ا وإب ــدي ــو الصــواب نق ــل األدبي ه في النظــر إلى العم العمل الجيد هو الــذي ال تنفصــل فيــه القيم والــرؤى عن الصــور

واألساليب، وال يتحقق تكامله إال بتآزر المضمون مع الشكل.إشكالية التوفيق بين العقيدة واللغة:

ــا ــدة اإلســالمية بمفهومه ــل ينتمي األدب اإلســالمي إلى العقي هاألخالقي الواسع أو إلى اللغة التي كتب بها؟

ــاب هذا سؤال أثاره الدكتور محمد بن مريس الحارثي، وأج عنه بقولــه: إذا أردنــا التوفيــق في قضــية األدب اإلســالمي فقــد نطلق على آداب الشعوب المسلمة الناطقة بغير العربيــة "آدابــذا نســمح الشــعوب اإلســالمية"أو "آداب األمــة اإلســالمية "وبهــه في ــذي ال ينبغي أن نغفل ــه ال لالنتمــاء اللغــوي أن يأخــذ مكان

. وهــو بــذلك ينــال من مصــطلح "األدب(1)قضــية االنتمــاء األدبي اإلسالمي "ومن ثم وجدنا الــدكتور صــابر يــرفض جوابــه، ويجيب

عن سؤاله بقوله: "والحقيقـة أنـه ال إشــكال في قضــية التوفيــق بين العقيــدة واللغة، فالعقيدة مصدرها واحد . ومعالمها محددة في أي مكان، وفى أي زمان "ال تبديل لكلمات اللــه". وأمــا كيفيــة التعبــير عن التجارب األدبية في ظل التصور اإلسالمي فهي تختلــف من لغــة إلى أخرى: معجما وتراكيب، وخياال وإيقاعا، فلكل لغة خصائصها الفنية ومعالمها األســلوبية، ولكن الرؤيــة اإلســالمية ال تتغــير في مضمونها. وإنما الذي يتغير هو الشــكل الــذي تصــب فيــه هــذه

.(2)الرؤية الدائرة في فلك التصور اإلسالمي " و"تاريخ الفن يحدثنا أن الفن نشــأ في أحضــان العقيــدة الدينيــة، وظل آمادا طويلة شديد االرتباط بها. بل إن المتدبر لتـاريخ الفن

)( راجع بحث الدكتور الحارثي الـذي قدمـه في مــؤتمر األدب اإلسـالمي1 بكليــة اآلداب جامعــة عين شـمس في محــور: دراسـات فنيــة في األدب

. 240اإلسالمي. وراجع: األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق صـ . راجــع:الشــعر في240)( األدب اإلســالمي بين النظريــة والتطــبيق صـــ2

ــوري ص ــدار17-16إطــار العصــر الث ــع ال ــدين إســماعيل طب ، د/عــز الــة) ــة الثقافي ــلة المكتب ــة، سلس ــأليف والترجم ــرية للت ــنة162المص ( س

م.1966

91

في العصور الحديثة يستطيع أن يدرك هــذه العالقــة الوثيقــة بينــه الفن والعقيدة، فليس هناك فنان معروف لم يصــدر في أعمال

، فليس ربــط األدب بالعقيــدة بــدعا في ميــدان(1)عن عقيــدة"ــادرا على ــا دام األديب ق ــل إشــكاال، م ــة، وال يمث األســلمة األدبي

التوفيق بين متطلباتهما...

، د/عزالدين إسماعيل17-16)(راجع: الشعر في إطار العصر الثوري ص1 (162طبع الدار المصرية للتأليف والترجمة، سلســلة المكتبــة الثقافيــة)

م.1966سنة

92

فمصــطلح األدب اإلســالمي ال يلغي اللغــة، وال يصــادر آداباألمم األخرى التي تتكئ على معالم الرؤية اإلسالمية.

أما مصطلح "آداب الشعوب اإلسالمية" فهو غير دقيق؛ ألنه يشمل كل ما أفرزته الشعوب اإلســالمية من آداب ســواء كــانت ملتزمة باإلسالم أو بعيدة عنه، فضــال عن أن هــذا المصــطلح قــد يكون مدعاة للتفرقة والتباين، في وقت نحن أحوج ما نكون فيهــا ا أو أدب ــا لغوي إلى الوحــدة والتوحــد. واألدب اإلســالمي ليس أدبا وإن كــان ال يتعــارض مــع األدب القــومي أو ــا وطني ا أو أدب قوميــالمي ــور اإلس ــار التص ــك في إط ــا دام يتم ذل ــني م األدب الوطــذات أو ــد ال ــو في تمجي ــة، وال ينحــو منحى الغل ــوطن والقومي للــر األمم ــة، وال يحتق ــة أو قومي ــبية وطني ــيى عص ــتراب، وال يح ال

.(1)األخرى وال يتعالى عليهاخصائص األدب اإلسالمي :

ــا قيمــا هــو قدم األســتاذ/ ســيد قطب للمكتبــة العربيــة كتاب "خصائص التصور اإلسالمي ومقوماته"، وجعــل هــذه الخصــائص سبعة هي: الربانيــة، والثبــات، والشــمول، والتــوازن، واإليجابيــة،

وحدد األستاذ / محمد قطب صفات الفن(2)والواقعية، والتوحيد" اإلســالمي في ســبعة عناصــر هي: التناســق الفــني، والشــمول والتكامل، وتصوير الحياة البشرية من خالل الواقــع، ووصــل بين السماء واألرض والدنيا واآلخــرة واإلنســان وغــيره، ولفت الحس إلى السنن العامة التي تحكم الكــون واإلنســان والحيــاة، وإبــراز دور العقيدة في حياة اإلنسان، وتتبع الجمال في كل شيء وكــل

.(3)معنى في الوجود"

، وفى ظالل األدب اإلســالمي62)( راجع: األدب اإلســالمي ضــرورة صـــ10 94، ومجلة األدب اإلسالمي العدد السابع صـ19صـ

ــ2 ــه صـ ــالمي ومقومات ــور اإلس ــائص التص ــع: خص ، وفى األدب40)( راج. 48اإلسالمي قضايا ومفاهيم صـ

ــ3 ، وفى األدب اإلســالمي قضــايا124)( راجــع: منهج الفن اإلســالمي صـ0 48ومفاهيم صـ

93

وهى تلتقي -إلى حد كبير- مع ما انتهى إليه سيد قطب في خصــائص التصــور اإلســالمي ومقوماتــه، ومن ثم جعــل الــدكتورــة األدب ــرف ماهي ــك الحقيقي لتع ــذه الخصــائص المح صــابر هــا من أن األديب المســلم حين يمــتزج اإلسالمي ومعالمه؛ انطالق وجدانه بأضواء هذه الخصائص، وتتشرب مشاعره معالمها، تأتى تجاربه شاملة متنوعة مؤثرة، تتجاوز الخاص إلى العــام، وتســمو فــوق الرغبــات الــدنيا، وتشــتاق إلى معانقــة الوجــود ـــ المثــال-ــه من خــير لإلنســان وخصــوبة الوجــود المســلم بكــل مــا يحمل

.(1)للمشاعرويمكن إيجاز رصد الدكتور صابر لهذه الخصائص فيما يلي:

ـ ربانية األدب اإلسالمي:ــة الخصــائص، تعــنى أن ــا بقي ــق منه خصيصــة عامــة تنبث

اإلنسان ال يصــنع لنفســه التصــور االعتقــادي، بــل الخــالق ـــ عــزــاج إبــداعي، وعلى وجل، ومن ثم ينبغي أن تغلف الربانية كــل نت األديب المســـلم أن ينـــأى عن التصـــورات البشـــرية الشـــوهاء خصوصا الوثنيــة الــتي أطــاحت بفطــرة اإلنســان، وألقت بــه في

.(2)متاهات الحيرة والقلق والضياعثبات األدب اإلسالمي:ـ قــرر الــدكتور صــابر في هــذه الخصيصــة أن رؤيــة األديب

ــة منطلقــة من منظــور مــؤمن بخصــائص التصــور المســلم ثابت اإلســالمي، ولكن هــذا الثبــات يتحــرك في طريقــة صــياغة هــذه الرؤية، سواء كانت تجربة شــعرية أو قصصــية أو مســرحية، مــع ضــرورة وعى األديب المســلم بأصــول هــذه الفنــون وقيمهــا ومجاالتهــا، فالصــياغة حركــة فنيــة جماليــة داخــل إطــار الرؤيــة

.(3)اإلسالمية الثابتةـ شمول األدب اإلسالمي:

0 21)( األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق صـ10 39 ـ33)( راجع السابق صـ20 41 ـ 39)( راجع السابق صـ3

94

فيوهو أن يتفاعل األديب المســلم مــع فطــرة اإلنســان كل زمان ومكــان، ال يعوقــه جنس، وال يمنعــه لــون، وال تحصــره بيئة، وال تأســره عصــبية، وال تحركــه رغبــات فرديــة، وال تســيطر عليه نوازع مرضــية تصــبغ إبداعــه بصــبغة ذاتيــة انفعاليــة، وإنمــاــاني ــ ــعور اإلنس ــ ــوني والش ــ ــال الك ــ ــه على الجم ــ تتفتح مدارك المستضيء بنور التوحيد، والسابح في آفاق اإليمان، فهو خطاب

.(1)للعالمين أجمعينـ توازن األدب اإلسالمي:

وهو أن يتوازن األديب المسلم بين التسليم المطلق وبين شوقه إلى التأمل، وبين طالقــة المشــيئة اإللهيــة وثبــات الســننــة، وبين مشــيئة اللــه المطلقــة ومجــال مشــيئة اإلنســان الكوني المحدودة وصور هذا التوازن تجعل من الرؤى اإلبداعية في ظل العقيدة الصافية والتكوين الرباني، ألقا متوهجــا بالصــدق والفن،

على اختالف نوعية الفنون القولية والتعبيرية. وبذلك يقضى األديب المسلم على هواتف الغــرور و دواعى التعاظم وأوهام الخلود في نفسه، ألنه يــدرك أبعــاد التــوازن في عالقــة العبــد بربــه، حيث الحــذر بين الخــوف واألمن، واالنتصــار للفطــرة النقيــة والتصــور اإلســالمي على حســاب غــيره من

.(2)التصورات إيجابية األدب اإلسالمي: ـ وهي أن يكون األدب مبتعــدا عن دروب الســلبية وكهــوف

التشاؤم، وموجات العبث واالنتحــار الــتي ســادت العــالم بســببا الفلســفات الشــوهاء والتصــورات اآلســنة، فيكــون األدب إيجابي

.(3)فاعال في التعبير عن الكون والحياة واإلنسان : ـ واقعية األدب اإلسالمي

ــدرة ــالم ق ــدارك األديب المســلم على مع وهي أن تتفتح م اللــه المحسوســة، وأن يجعــل الكــون مســرحا لتأمالتــه وصــوره المبتكرة المؤثرة ذات زاد روحي أدبي مؤثر، وأن يجعل الطبيعة مرآة مجلوة يرى فيها األديب نفسه وأمانيه، حــامال للنــاس بــذور الخير، ومجاهدا ما استطاع في اقتالع ســهام الشــر من خطــاهما لهم، وشــوقا إلى اإلنســان الــواقعي المثــالي أو ومن رؤاهم؛ حب

.(4)المثالي الواقعي

0 43 ـ 41)( السابق صـ10 50 ـ 43)(السابق صـ20 51 ـ 50)( السابق صـ30 236 ـ 231، وراجع صـ55، 51)( السابق صـ4

95

ـ التوحيد في األدب اإلسالمي: ــه ــنزع من نفس ــور ي ــذا التص ــلم في ظالل ه األديب المس اليأس وأوهام الشرك، وينفض عن مشاعره ذلك الركــام الهائــل من التصورات الوثنية، وكــذلك يســمو بمشــاعره فــوق الرغبــات الدنيا، ومن ثم يتخلــق في وجــدان األديب حالــة من االنضــباط ال تتأرجح معها الصور أو القيم، وبــذلك يتناصــر الحــق مهمــا كــانت

.(1)المخاطر، ويعلن تحرير اإلنسان، بل ميالد اإلنسان المتحرر واألديب في ظل التصور قادر على تحقيق هــذه الخصــائص النبيلة، مقدما الجديد المفيد، في أسمى نموذج فني مثمر بحرية

ر بميالده المتحرر المنطلق. اإلنسان، مبش ومن ثم فإن األدب ـ كما ينقــل الــدكتور صــابر عن الــدكتورا، نابعا عبدالقدوس أبوصالح ـ "أدب ملتزم باإلسالم التزاما طوعي من إيمانه وعقيدته، ولذلك فهو بعيد عن اإللـزام القسـري الـذيا على األديب نجده في مذهب الواقعية االشتراكية قيــدا مفروضــ من الخارج، مما يحد من حرية األديب ويجعل أدبه مصطنعا زائغا

زائفا. ــعوب ــه أدب الش ــالمي؛ ألن ــاني ع ــطي إنس ــو أدب وس وهــبر ــل ع ــو أدب متص ــا. وه ــها ولغاته ــف أجناس ــالمية بمختل اإلس

القرون، فليس مذهبا عارضا وال بدعة مستحدثة. وهو أدب هادف، يشكل قســم كبــير منــه مــا يســمى بــأدب الــدعوة اإلســالمية، يتغيــا صــياغة الوجــدان اإلســالمي وبنــاء

(2)الشخصية اإلسالمية : حدود األدب اإلسالمي

األدب اإلسالمي على اتساعه وشموله يدور في حدود ثالثــة في نظر الــدكتور محمــد بــريغش هي: حــدود الفطــرة الصــافية، وحـدود الشـريعة، الـتي تســرى في فكــر األديب وقلبـه، وحـدود العقل اإلنساني الموضوعي. وليس معنى هذه الحــدود أن األدب اإلسـالمي أدب جامـد، كال بــل هــو أدب متحــرر متطـور، مرتبــط

.(3)باإلنسان وحياته

0 56 ـ 55)( السابق صـ10 243 ـ 242)( السابق صـ2ــ3 ــع138)( راجــع األدب اإلســالمي أصــوله وســماته صـ ومــا بعــدها، طب

م واألدب اإلســالمي ضــرورة ملحــة في1996مؤسســة الرســالة ســنة وما بعدها، د/ الســيد دويــدار طبــع ســنة23مواجهة التيارات الوافدة صـ

0م2003

96

ويعلل ذلك المؤلف بقولــه: "اآلفــاق الزمانيــة الــتي يتحــرك في دائرتها األدب اإلسالمي آفاق رحبة تمتد من الحياة اإلنســانية الدنيا إلى ما بعد الموت، فتعطي بذلك لألديب مدى واسعا يربطا بين الماضــي والحاضــر والمســتقبل ربطــا متســاوقا. أمــا زماني الحدود المكانيــة فــإن منهج اإلســالم الفكــري قــد أعطى األديب

.(1)حرية في حركته المكانية التي تمتد إلى آفاق إنسانية أوسع" : الموقف من المذاهب األدبية الغربية

قــرر الــدكتور صــابر أن األدب اإلســالمي متفتح على شــتى المذاهب الفنية، ما دامت منســجمة في اتجاههــا وتفاصــيلها مــعــدل ــق والع ــة في ســبيل الح ــون واإلنســان واإليجابي ــة الك حرك األزليين، وفى إطار الجمال المبــدع بعيــدا عن الــتزييف والكــذب

والتناقض. وانطالقـــا من هـــذه الرؤيـــة فـــإن األدب اإلســـالمي يـــأبىــير ــة في كث االنحراف الذي تتبناه بعض المذاهب األدبية والفكري من توجيهاتهــا وتصــوراتها . وأخــذ يوضــح مظــاهر االنحــراف في الكالســيكية والرومانســية والواقعيــة... وغيرهــا من التيــارات

.(2)الوافدة فعلى األديب المسلم أن يتعــرف ركــام التيــه الضــال الــذي يشيع في هذه المذاهب، لكي يصفى وينتقى ويحلــل ويفحص مــاــداع يقدم إليه، فالذي يعرف جاهلية األدب الغربي يدرك كيفية إب

أدب إسالمي نقي متوافق مع الفطرة اإلنسانية. : حتمية الرؤية اإلسالمية في األدب

األدب اإلسالمي ضرورة، تلك حقيقة قررها كثير من علمــاء اإلسالم ومفكريه، وقد رصد الـدكتور آفاقـا وشــهادات تــدل على ذلك منها قول الــدكتور الطــاهر مكي: "اإلســالم دين شــامل لــه موقف من كل قضايا الحياة، نمت ثقافته .. فنشـأ من ذلـك أدبــا، ويكتســب مــع كــل إسالمي المحتــوى، يأخــذ في كــل بيئــة لونا، ويتشكل في كل عصــر بمــا يالئمــه، ودعامتــه األولى حضارة زي الصدق بجانبيه: الواقعي والفني. ومن هنا يجيء األدب اإلسالمي

.(3)الحق قمة في بابه" ويــرى الــدكتور عبدالحميــد إبــراهيم أن "الرؤيــة اإلســالميةــا ــا إذا كن ــد في الكشــف عنه ــة وضــرورية، ويجب أن نج مطلوب صادقين في التعبير عن شخصية األمة اإلسالمية؛ ألنه بدون رؤية

0 241)( األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق صـ10 247، 59، 33)( السابق صـ20 60)( األدب اإلسالمي صـ3

97

عربية إسالمية لن تكون لنا شخصية . وغــير معقــول أن حضــارةا ال يمكن أن تكون لها رؤية" ا وتاريخي .(4)عريضة مترامية جغرافي

ــعراوى ومسك ختام هذه الشهادات قول فضيلة الشيخ الشا-: "مقومــات الشخصــية ـ رحمه اللــه ـــ للــدكتور صــابر- شخصــيــا ــبرز فيه ــوح حين ن ــة تتجلى بوض ــون األدبي ــالمية في الفن اإلســه، فال ــظ الفن بجمال الفضائل وال نغذي الرذائل … أريد أن يحتف تجعلوه يورثنا قبحا. ويقول الشيخ ألدباء اإلسالم: ال تكبتوا موهبة الشعر واألدب في نفوســكم، وال تخــافوا أن تحــاربوا من عشــاقــة األداء، ــة بنعوم ــاء الموعظ ــوا جف ــاولوا أن ترفه ــة، وح الرذيل والحقائق مــرة فاســتعيروا لهــا خفــة البيــان . والنصــح ثقيــل فال

.(1)ترسله جبال وال تجعله جدال" ... تلك بعض ثمار التنظير األساسية في الكتـاب، وبالكتــاب

(2)تنظيرات كثيرة أخرى، أشار إليهــا المؤلــف إشــارات خاطفــة

يــدركها من يعيش مــع الكتــاب عيشــة متــدبرة مستبصــرة، وقــدــوع أردف الدكتور صابر التنظير بالتطبيق على النص األدبي المتنا، بين أدب تراثي قــديم، وأدب حــداثي معاصــر، و بين ا وفني زمني نثر وشعر، وإن غلب الشعر!، وأخذ مســاحة كبــيرة في الكتــاب،ــه ــديع، وألن ــف لهــذا الفن الب نظــرا للعشــق الفطــري من المؤلــا. وقــد طبــق آراءه التنظيريــة على تخصصه الدقيق إبــداعا وبحث النص األدبي مســتعينا بمقــاييس أخــرى كثــيرة من مجــال النقــد

اللغوي والنقد الفنى.الكتاب في الميزان

اتضح مما سبق أن الكتاب المبحوث فيــه جهــد طيب فعــال في تطـــوير النظـــرة الثقافيـــة والنقديـــة إلى األدب اإلســـالمي وتقدمها، بالرد على كل الشبهات واإلشــكاليات الــتي أثــيرت من

قبل دارسيه: مناصرين ومناهضين.

0 61)( السابق صـ40هـ 1417 لسنة 11 وراجع مجلة األدب اإلسالمي 62)( السابق صـ1 ، وموقــف األديب203 ـ 59)( مثل " أبعاد الرؤية اإلسالمية وطبيعتها صـ2

وموقــف األديب المســلم من95 ـ 67المســلم من البيــان القــرآنى صـــ ، وأســلمة198 ـ 164، وموقفه من الطبيعة صـــ164 ـ 95الشخصية صـ ، ومســتقبل246،ــ 245، وأســلمة الســيرة الذاتيــة صـــ245المسرح صـ

367، 366، 59األدب اإلسالمي صـ

98

فالكتــاب يرصــد معـالم التجربــة األدبيــة في ظــل خصــائص التصور اإلسالمي، ويلقي الضوء على أبعاد الرؤية اإلســالمية في األدب المعاصر، خصوصا الشعر، فن العــرب والمســلمين األول. وفى معرض إرساء هــذه الخصــائص في حقــل التجــارب األدبيــة ناقش مؤلفه الباحث كثيرا من المواقف واآلراء التي شاعت في حقل النقد األدبي القديم والحديث، وكشف كذلك ـــ في وقفــات سريعة ـ عن زيف بعض القيم الفنية والموضــوعية الــتي خلفتهــا

المذاهب األدبية والنقدية المستوردة. ومن ثم حظي الكتـــاب في الوســـط الثقـــافي والخطـــاب النقدي بتقدير العلمــاء واألدبــاء، فأقــاموا حولــه قــراءات عديــدة موجزة، وأداروا له نـدوات نقاشــية، عـرفت بمضــمونه، وأبـرزت نتائجــه، وذلــك يــدل على أن الكتــاب حقــق غايــة المؤلــف وهىــة ــاحة الفكري ــه في الس ــالمي واإلعالن عن ــاألدب اإلس اإلعالم ب المعاصرة التي تموج بالتيارات والمذاهب الوافدة من كل حــدبــتي وصوب، والمثقلة بكثير من الترهات والظنون والشــوائب، ال

يعرفها كل مسلم حكيم بصير.ــاب األســتاذ أحمــد فضــل ا للكت ا صــحفي فممن قــدم عرضــــين شبلول في جريدة الجزيرة، والدكتور محمد بن سعد بن حس في مقال جيد ضمنه كتابه "كتب وقضايا في األدب اإلســالمي "،ــه عن األدب اإلســالمي ــال ل ــدكتور فتحي أبوعيســى في مق وال بحولية كلية اللغة العربية بالمنوفيــة، كمــا خصــص مكتب رابطــة األدب اإلسالمي العالمية بالقاهرة جلسة خاصة لمناقشة الكتاب بحضور المؤلف، وشارك في المناقشة نخبة من أعالم الرابطــة، منهم: الدكتور عبدالمنعم يــونس، والــدكتور عبــدالحليم عــويس، والــدكتور عبــده زايــد، والــدكتور جــابر قميحــة،... وغــيرهم.كمــاــاب الشــهر ـ نوقش الكتاب بإذاعة صوت العرب ـ في برنامج كتــاد . وشــارك في المناقشــة ــال حم ــدكتور جم ــه ال ــذي يقدم ال الدكتور السيد الديب، والشاعر األستاذ / محمــود خليــل، المــذيعــاب بإذاعة القرآن الكريم، الذي خصص ـ بدوره ـ حلقة عن الكت في برنامج "في مكتبة عــالم" حيث حــاور الــدكتور صــابر، حــول

أفكار الكتاب ومنهجه وقيمته. وقد اتفقت كلمة هؤالء جميعا على تمــيز الكتــاب في بابــه، وأنه من أجمل وأخير مـا كتب تعريفـا بـاألدب اإلسـالمي تأصـيال،ــيرات ــ ــول بعض المث ــ ــات ح ــ ــانت لهم وقف ــ ــا، وإن ك ــ وتطبيق

واإلشكاليات في الكتاب.

99

ــة اء في تجلية جمل وعلى الرغم من هذا الجهد المخلص البن من شوائك تثار ضــد األدب اإلســالمي رؤيــة وإبــداعا، إال أن هــذا الجهد عمل بشرى غــير معصــوم من الخطـأ؛ فالكتـاب في نظــر الــدكتور فتحي أبوعيســى يحتــاج "إلى مراجعــة ومعــاودة نظــر، حيث حــاول ـــ خاللــه ـــ أن يعيش مطارحــات قــاربت الخمســين صفحة أو زهاءها، منه تغيا فيها مــا أســماه بالكشــف عن معــالم األدب اإلسالمي، بيد أن حديثه الطويل في تلــك الصــفحات جــاء خلوا من التطبيق النصي على الشعر العــربي القــديم. ومن هنــاــعر ــبيق على الشـ ــالطفرة، حين ولج التطـ ــاس بـ ــان اإلحسـ كـ المعاصر، إذ لم يجل أو يكشف عن األواصر الــتي تجمــع بينهمــا. ومــا من شــك في أن التصــدي إلماطــة اللثــام عن هــذه العالقــة ونوعيتها أجدى على الدرس األكــاديمي كثــيرا، من التعويــل على كتاب المرحوم األستاذ/ سيد قطب "خصائص التصــور اإلســالمي ومقوماته"؛ فقد جعله مرتكزا يــدور حولــه في معــرض التأصــيل والكشف عن ماهية األدب اإلســالمي . وبهــذا بقي كالم د/ صــابرــا أحــال ــة، مم ــوى على المواجه ا واحــدا، ال يق ــا نظري ل جانب يمث حديثه إلى نظرية ال يعززها التطبيق التراثي الــذي نعــده ركــيزة

.(1)أصلية وأساسية في توضيح المفهوم" وهذا مأخذ خطير جدا؛ ألنه ينال من المنهج الذي قام عليه

الدكتور صابر في تأليفه الكتاب، كما يدل العنوان. ولكن الحقيقة في هذا المعترك أن المؤلــف إنمــا لم ينظــر إلى النصوص التراثية في تطبيقـه لنظريـة األدب اإلســالمي؛ ألن نصوص التراث ـ خصوصا في عصر صدر اإلسالم ـ قد قتلت بحثا وتذوقا، من قبل دارسي األدب اإلسالمي . كما أن للدكتور صابر كتابا خاصا تناول بعض النصوص األدبيــة التراثيــة بالتحليــل، وهــو

ــربي" ــالمية في األدب الع ــاب "من القيم اإلس ـا عن(2)كت ـ ، وكتاب :(3) بعنوان "تاج المدائح النبويــة"قصيدة البردة لكعب بن زهير

إضافة إلى أن طبعتي الكتاب المبحوث قد اشتملتا على نصوص ، ونقيضــتا(4)تراثية متنوعة نثرا وشعرا، منها "نص خطبــة الــوداع

، ومجموعــة وصــايا وأشــعار في فصــل(5)حســان وابن الزبعــرى.(6)"أدب الطفولة في ضوء التصور اإلسالمي "

طبــع سـنة14 ـ 13/ــ 12)( راجع مجلـة كليــة اللغــة العربيــة بالمنوفيـة 10م 1992هـ = 1412

0م 1988)( طبع مطابع جامعة الزقازيق سنة 20م 1994)( طبع دار هديل بالزقازيق سنة 30 251)( راجع األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق صـ40 264)( راجع السابق صـ50 204)( راجع السابق صـ6

100

كمــا أن الــدكتور صــابر مقــر بالصــلة القويــة بين األدب العــربي القديم واألدب اإلسالمي . كما أن نظرية األدب اإلســالمي دعــوة معاصرة، رغم جذورها التاريخية التراثية، ومنابعها األصــيلة. ومن ثم كــان األنســب في الحــديث عنهــا هــو النص المعاصــر. يقــول الدكتور صــابر: "وكـذلك لم تحصــر الدراســات نفسـها في إطــار زمني محدد؛ ألنها ليست دراسات تاريخية أدبية. ولكنها دراسات تعالج قضية ما زالت في حاجة إلى التحليل والمناقشة والتنقيب . ولب هــذه القضــية هــو النص األدبي النــاطق بأبعــاد الرؤيــة اإلسالمية، حتى نرد علميـا على الـذين يتهمـون األدب اإلســالمي

، وبغيــة التــأثير في قاعــدة(1)بالجفــاف والجمــود وعــدم التحليقــاليز ــالتقوقع في ده ــك ب ــون ذل ــة من المتلقين . ولن يك عريض التراث، وفرضــه فرضــا على المعاصــرين. وبخاصــة في عصــرنا

ا وجذابا. هذا، الذي أصبحت فيه الحداثة عامال مؤثرا وقويــد من ومن ثم صار حديث الدكتور فتحي في حاجة إلى مزي المراجعة الديمقراطية الهادئة، أو جعله دعوة إلى مؤلف الكتاب لكي يحدث وسطية بين النصوص التراثية والنصوص المعاصــرة،

وبين الشعرية وغير الشعرية. وحسنا جاء قول الدكتور فتحي أبو عيسى أن الدكتور صابر "أبى أن يسلس قياده ـ على طول الخط لفكر المرحــوم "ســيد قطب" ومن المواقف التي تشهد بذلك ـ في تضاعيف كتابه ـ أن ينبري للرد على األستاذ "سيد قطب "في إسقاطه شعر كل من

. وأضــيف(2)أبى تمام والمتنــبي والمعــري، من األدب اإلســالمي إلى هذا موقف المؤلف من رفض "سيد قطب" لــتراث فالســفة اإلسالم، حيث يقول: "وأعتقد أن حماس "سيد قطب" وإخالصــهــه إلى ــا ب لقضية تصفية التصور اإلسالمي من كل شائبة، قد دفع هذا الموقف الــرافض لثمــار الفكــر اإلســالمي في أزهى عصــور الحضارة اإلسالمية، وفى الحقيقــة أننــا ال نســتطيع أن نلغى كــلــوا نســخا ــة لعلمــاء اإلســالم، فهم لم يكون ــود الفكري هــذه الجهــا ــفون م ــدناهم يص ــا وج ــق، وإنم ــفة اإلغري ــوهة من فالس مشــا في مجــاالت ــه نافع ــه، ويحــاولون االنتفــاع بمــا يجدون يترجمون

.(3)التفكير"ــه ــدل على ظهــور شخصــية المؤلــف في كتاب وهــذا ممــا ي ظهورا فاعال مؤثرا، وذلك ديدنه في كل ما يقدم عليه من أعمال

علمية وأنشطة إبداعية، وديدن المخلصين الجادين.

0 239، 366)( راجع السابق صـ1 22، وراجع: األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق صـ14)( السابق صـ2

00 24، 23)( األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق صـ3

101

ــيدته ــه على قص ــوعيته تعليق ــف وموض ــة المؤل ومن حيادي "هروب" بقولــه: "وهى تنطلــق من إحســاس بالفنــاء، فــالغروب فناء للضوء، وفناء للشــمس، وهــو موقــف رومانســي يتفــق مــع رؤية ناجى الهروبية، ويقــترب من رؤيــة أبي ماضــي التأمليــة … وهذه الــرؤى الشــعرية لمشــهد الغــروب تظــل بمنــأى عن رؤيــة عبدالعليم القباني، فهو يذوب في مشاهد الغروب والوجود إيماناا وصــفاء وإشــراقا، وينــأى عن الكآبــة والقلــق والوحشــة … وحب

"(1) .ا آخــر عليــه في فالمؤلف ينــال من قصــيدة لــه مفضــال نصــ صدق وموضــوعية، قلمــا نجــدها عنــد األكــاديميين المبــدعين في

ساحة النقد واألدب. ، وأخطــاء(2)هذا، وفى الكتاب خطأ في رواية أبيــات لبشــار

.(3)مطبعية في أبيات أخرى" كما تحتاج نماذج أدب األطفال في التراث والعصر الحــديث

ــني من المؤلف ــق ف ــه أهم الســمات(4)إلى تعلي ــبرز من خالل ، يــة الفنية للنص األدبي ألطفال من خالل الرؤية اإلسالمية، وبخاص النص المنقـــــول من كتـــــاب "المســـــتطرف في كـــــل فن

، ففيه نزعة جاهليــة ال يرضــاها اإلســالم،(5)مستظرف"لألبشيهى تنال من المرأة، وتنتقص من قدرها، وتعبر عن حــيرة، قــدم لهــاــافة إلى أن بعض ــالح. إض ــالزواج الص ــل ب ــل األمث ــالم الح اإلس النصوص المستشهد بها قد جــاءت مبتســرة، ال تــدل على مــراد

للتأثر السلبي بالبيان القرآني بقول المؤلف، من ذلك استشهادهالشاعر محمد أبي دومة:

0 170 ـ 169)( السابق صـ1ــ2 ــ ــابق صـ ــ ــدالمن "طبعت على في"،45)( الس ــ ، )"طبعت على في" ب

و"قصر علمي أن" بدال من "ويقصــر على"(. وراجــع األبيــات في ديــوان0 بتحقيق األستاذين: ابن عاشور ومحمد شوقى أمين 27/ 1بشار

)حســاب41)( راجع على سبيل المثال السابق في المواضــع اآلتيــة: ص3 )يمألون94)شر جاثم بدال من شر حاسم(، وص47بدال من رحاب(، وص

)زمــرا زمــرا تغمــره بــدال من زمــرا تغمــره،112بــدال من يمألن(، وص )"في داجي الليــالي"126وتوصد أبوابــك بـدال من ترصــد أبوابــك(، وص

)"والمــنى واإليمــان" بــدال من134بــدال من "في دجى الليــالي(، وص )"تتالال على" بــدال من"تتألأل على" ويكــون167"والمنى واألمــان"(، وص

)"تراه يفعة" بدال من"تــراه2119في البيت ضرورة تسهيل الهمز(، وصــدياها"270يفعه"(، وص )"متكلم" بدال من"متكلم"، وفي الهامش"نهد ث

بدال من "نهــد ثــدييها"(...إلخ. وكلهــا أخطــاء في نصــوص شــعرية حديثــةغالبا.

0 228 ـ 213)( راجع السابق صـ40 216)( راجع السابق صـ5

102

ا أدمن التأليه، قادتني أقداري !(1)يبكون رب

-16، نقال عن ديوان الســفر في أنهــار الظمــأ ص93)( راجع السابق صـ195 0

103

إضافة إلى عدم اهتمام المؤلف بتفسير عدد من المفردات الغامضــة في النصــوص الحديثــة كلفظــة"األمبــير" في قــول

بقائمة المصادر(1 )الشاعر)وبه نحرق أوراق األمبير يمينا ويسارا(ا واضــحا، بــل وتعــدد ذكرهــا في والمراجع فلم يرتبها ترتيبا خاصــ

، وأقترح على أستاذي ـ خدمة للتــاريخ األدبي ـــ أن(2)ثنايا الكتاب يقوم بترجمــة األعالم الموجــودة بالكتــاب، ففي ذلــك خــير كثــير لقارئي الكتاب ودارسي األدب، وقيمة علمية تضــاف إلى مــيزان الكتاب، وأن يصنع فهرسا مفصال ألفكار الكتــاب وقضــاياه، حــتى

تكون اإلفادة منه أيسر وأسرع... ــالمي بين ــه "األدب اإلس ــف في كتاب ــا المؤل ــدم لن ــد ق لقـا، أســهم بجالء في ـ ا طيب ا وأدبي النظريــة والتطــبيق" زادا نقــدي دراســة قضــية "يكتنفهـا غــير قليــل من التعـتيم والضــبابية؛ فهي قضــية قديمــة جديــدة تــدابرت فيهــا الــرؤى، واشــتجرت حولهــا األفهــام، والتبس الحــق فيهــا بالباطــل، وانــدفع صــوب مجراهــا جيشان العاطفة إزاء صوت العقـل، وأثمـر كـل أولئـك ومـا إليـه دراسات ومباحث، ال تنقع ـ في جملتها ـــ غلــة وال تــبين أوامــا …

تفرق أصحابها أيدي سبا في جــدال عصــبي غــير منهجي وال(3)" مفيد، تاركين، بل هاربين من مواجهة النصــوص األدبيــة، بتحليــلــال األدب اإلســالمي ــة تســهم في جم ــات فني ــا من تقني ــا فيه م

االلتزامي النابع من مشكاة الهدي اإللهي والنبوي.ــذا األدب وما أحوجنا في عصر الهيمنة والعولمة إلى مثل ه االلتزامي، الــذي "يعــايش تأزمــات المدنيــة المعاصــرة، ويشــق طريقه القيادي في مسارات الطالئع اإلسالمية الــتي تهــدف إلى استقاء الــزخم وطاقــات الــدفع إلى األمــام من منابعهــا األصــلية الصافية، وبالتالي انتفاء األحراش من طريــق اإلنســانية، وحمــل المشعل في متاهات التمزق الفكــري والصــراع الال واعي الــذيــات ــة بخاصــة، واإلنســان في المجتمع ــا العربي ــه أمتن ــاني من تع

.(4)األخرى عامة

.94)( راجع السابق ص1.2030، 202)( راجع السابق صـ 2 )( من مقــال "األدب اإلســالمي بين الــثرثرة الفارغــة والحــوار الهــادئ"3

0 1/ 12المنشور في مجلة كلية اللغة العربية بالمنوفية ، طبــع7)( نحو آفاق شعر إسالمي معاصــر لألســتاذ / حكمت صــالح صـــ4

0م 1982مؤسسة الرسالة سنة

104

إنه أدب يفتح أمامنــا عالمــا غـير محــدود من القيم الرفيعـة والمثل اإلنسانية، نتوجه إليها، ونشدو بها، فتقــر النفــوس وتهــدأ،ــع وتسعد الجماعات وتنشط، نحو التطلع إلى حياة أفضل ومجتمــاألدب ــة … ف ــارية المعادي ــارات الحض ــذه الغ ــه ه ــل؛ لتواج أمث اإلسالمي يكفل لنا العصمة من الذوبان في اآلخر، كما يحفظ لنا

، ممــا(1)أصالتنا وشخصيتنا وقيمنا، وقبل كل ذلــك عقيــدتنا وديننا يجعلنا نبني حاضرنا، ونستشرف آفــاق مســتقبلنا دون أن تبتلعنــا

العولمة … ولكن تيار األدب اإلسالمي ـ كما يقرر صراحة د/ صابر ـــ لمــه يتعمق مجراه بعد، ولم يفرض تقاليده على الساحة األدبية؛ ألن يحتاج إلى تضافر ملكــات المبــدعين، وإلى تــآزر جهــود البــاحثين والناقدين، حتى يتأصل ذلك التيار، ويــؤتى ثمــاره طيبــة مباركــة، وال يعود غريبــا كمــا كــان، في ســاحة تتنازعهــا األهــواء الفكريــة، وتبهرها األشكال الفنية، وتغيب عنهــا المعــالم الحقيقيــة … ومــا في هذا التيار من ضــعف إنمــا يرجــع إلى المبــدعين أنفســهم، ال

إلى الرؤية التي يتبنونها. ــة ــذا الرؤي ــق ش ــددة يعب ــه المتع ــر بفنون إن األدب المعاص اإلسالمية التي تشكل واقع الحياة، وتقديمه في إطار فني أصيل جيد، يحتاج إلى مزيــد من اإلبــداع ومن ثم التنظــير، حــتى تشــيع هذه الرؤيــة وتنتشــر في هــذه المرحلــة المــؤثرة من خــط ســير

أمتنا.الخاتمة:

بعد هذه السياحة الفكرية في بيان مدى الحضــور األزهــريــري في ميدان أسلمة األدب، والتحليل المفصل لنتاج تأليفي أزه

يدور حول هذا الميدان- يمكننا أن نخرج بجملة نتائج، هي: دراسة األدب اإلسالمي أمــر ذو جــدوى؛ ألنــه األدب الــذي*

يلمس جوانب الحياة لمسة الطهر والنقاء، ويطرق أبوابها طــرق القوة والثبات، ويجول في شتى نواحيهــا جــوالت الحــق واليقين، فيكتسب ـ بإذن الله تعالى ـ مساحات جديدة في الساحة األدبية المعاصرة، عن طريق جذب عشاق كلمة الحق، ودعوة الصــدق، أصحاب الفطر السليمة، حتى يستمر هذا األدب المثمر جيال بعــد

جيل، وعصرا بعد عصر، إلى أن تقوم الساعة.

)( راجع "األدب اإلســالمي والعولمــة" د/ ســعد أبوالرضــا مقــال منشــور1 ، طبع رابطة األدب اإلسالمي العالميــة112/ــ 32بمجلة األدب اإلسالمي

0هـ 1423سنة

105

*األدب اإلسالمي ملء السمع والبصر، يدرسه الطــالب في الجامعة، ويقرؤه المثقــف في الصــحف والمجالت، ويسـمعه فيــا بــارزا اإلذاعة، ويشاهد ندواته في التلفاز، ويحتل ـــ اآلن ـــ مكانــود اإلعالمي ــذا الوج ــ ه ــودا ـ ــة، لم يكن موج ــاة األدبي في الحي

الواضح ـ قبل ربع قرن من الزمان. *لألزهر بشيوخه وطالبه وهيئاته جهــود عديــدة متنوعــة في مجال األسلمة األدبية، في هيئاته المختلفــة من معاهــد تعليميــة، وكليـــات جامعيـــة، ومجمـــع للبحـــوث، ومجلس أعلى للشـــئون اإلسالمية وفي وزارة األوقــاف والــدعوة اإلســالمية، وفي غيرهــاا، ولكنهــا تحتــاج إلى ا وخارجي من منــابر الكلمــة الطيبــة داخلي وقفات بحثيــة محصــية راصــدة ناقــدة، معلنــة عنهــا. والمنظــور األزهري لهذه األسلمة - بال جــدال - وســطي الرؤيــة، يحــاول أنــخة ــدم راس ــف بق ــد والطري ــل على الجدي ا، يقب ــمولي ــون ش يك

معطاء...ة رادة *وذلك اإلنجاز الحضاري والثقافي راجع إلى جهود جل من مخلصــي األمــة، كــان منهم عــدد من األدبــاء األزهــريين، بال شــك. وفى الصــفوة من هــؤالء يــأتي الــدكتور صــابر عبدالــدايم، بجهده النقدي وبإبداعه الشعري الجــامع بين األصــالة والحداثــة،ــا، وجمــع أكــثره في دواوين ســتة الــذي مــا زال بعضــه مخطوطــذي قــامت على ــوان "مــدائن الفجــر" ال مطبوعــة، والســيما دي

م.1994طباعته ونشره رابطة األدب اإلسالمي العالمية سنة *يتمـــيز الجهـــد األزهـــري، في مجـــال التعريـــف بـــاألدب اإلسالمي، إذ ألعالمه فيه بصــمتهم الخاصــة، ورؤيتهم المتمــيزة؛ حـتى جـاء إضـافة جـادة إلى مكتبـة األدب اإلسـالمي، ولبنـة في صرحها الكبير، الذي يعلــو يومــا بعــد يــوم، لمتابعــة كــل مــا هــوــور مستحدث في الوسط األدبي تقييما وتقويما، من خالل المنظ

اإلسالمي. *دلــل البحث على أن األدب اإلســالمي هــو نبت اإلســالم وثمرته: شريعة وعقيدة، ومنهاجا وفكــرا، ومعنى وخيــاال، وشــكال ومضــمونا، وأن هــذا األدب ضــرورة ملحــة، ال غــنى عنــه للحيــاة المثاليـــة، وفى غيابـــه أو تعمـــد تغييبـــه مـــوت للـــذوق، ودمـــارــدة ــات على مائ ــت تقت ــول، إذا عاش ــريب للعق ــف، وتخ للعواط التيـــارات األدبيـــة المســـتوردة، الـــتي تعتمـــد على الخرافـــات

واألساطير، أو األفكار الملوثة بتحريفات المغرضين.

106

*وال أدعي أن الجهد األزهري خــال من االنتقــادات بــل فيــه هنات - مثل كل عمل بشري- منها غلبــة التطـبيق على التنظــير، وهيمنة فن الشعر على ذائقــة المؤلــف وتوجهــه، ونــدرة الفنــون األخــرى، بلــه انعــدامها! واالفتتــان بــالنص األدبي المعاصــر على حساب النص الــتراثي، وشــيوع المنهج التــأثري الــذاتي، والمنهج

الفني، على حساب المناهج األخرى،...إلخ! *ما زال الجهــد األزهــري األكــاديمي محتاجــا إلى مزيــد من التعمق، والتنويع في اإلعالم بأسلمة األدب واإلعالن عنها، ومزيدــاب على ــة االنكب ــتى نتخلص من عقب ــفة ح ــد والمكاش من النق التراث، والتقوقع داخل الشــعر فقــط! فــالفنون األدبيــة األخــرى

بحاجة ماسة إلى عناية ومتابعة إبداعا وبحثا...ــالمي ــبيل األدب اإلسـ ــات في سـ ــاك معوقـ ــا زالت هنـ *مـ

ــاء(1)وتحديات تحتاج إلى تبين وبيان، تتمثل في إشكاليات : إلغــني ــانب الف األدب اإلسالمي لألدب العربي!، وتعارضه مع الج لألدب، ودرجة تحقيقــه للمتعــة الفنيــة!، وأن القــول في ظــلــا إلى ن التصور اإلسالمي لألدب: "هذا أديب غير إسالمي" يجر تكفير األديب المسلم الذي ال يدخل في دائرة هــذا التصــور!،

ــمه إلىو ــربي ويقس ــتت األدب الع ــطلح سيش ــذا المص أن ه إسالمي وغــير إســالمي، وإلى ومســيحي ويهــودي وهــو مــا ال نريده ألدبنا وثقافته!، وأن األدب قيمة نســبية والــدين معيــار،

ــا!، وأن مصــطلحومن الصــعب تحديــد الحالل والحــرام قطع األدب اإلسالمي بدعة معاصـرة، لم يقـل بهـا أحـد من ســلفز، ونحن ــدعو إلى التمي ــالمي ي ــة!، وأن األدب اإلس ــذه األم ه نعيش عصر النظام العالمي الجديد الذي ينادي بثقافة عالمية موحدة!، وقلـة اإلبـداع األدبي اإلسـالمي الفـذ، الـذي يفـرض

نفسه على الساحة الثقافية المعاصرة!...إلخ

)( يعـــد الـــدكتور عبـــدالرحمن العشـــماوي من أبـــرز من تنـــاول هـــذه1 اإلشـــكاليات والشـــبهات بالـــدرس والنقـــد في عـــدة مقـــاالت لـــهــان عــدد بعنوان:"شبهات حول األدب اإلسالمي"، المنشور في مجلة البي

م، وما بعده. وقد اعتمد في مقاله على كتب: "اإلنســان في1992،ــ 52 وما بعدها، و كتاب9األدب االسالمي للدكتور محمد عادل الهاشمي ص

ــة52"منهج الفن اإلسالمي لألستاذ محمد قطب، ص وما بعدها، ومقدم... وغيرهما.84لنظرية األدب اإلسالمي للدكتور عبد الباسط بدر ص :

107

ــذه ــرا في درس ه ــريين دورا منتظ ــراء في أن لألزه وال م اإلشــكاليات ومواجهــة تلــك المعوقــات والتحــديات! وقــد عــرض الدكتور صابر لبعض هــذه اإلشــكاليات في كتابــه المبحــوث وفي

، ولكنــه عــرض مــوجز(2)حوار له حــول نظريــة األدب اإلســالميمكثف، يحتاج إلى تفصيل وتحليل وتدليل!

ولعــل في هــذه القــراءة التقييميــة مــا يــدفع البــاحثين إلى معايشة جهد رفاق الطريــق ورادتــه في تنظــير األدب اإلســالميــذلك ال تتفتت ــوا، وب ــق من حيث انته ــته؛ لننطل ــيل مدرس وتأص الجهود أو تتشرذم فتضــيع سـدى، فـذلك مكمن الخطـر فى كـل عمل يتغيا أسلمة مجال من مجاالت الحياة . فعلينا ـــ نحن دعــاة األدب اإلسالمي ـ أن نقرأ ألنفسنا، ونقيم جهودنا، قبل أن نحــاورا لكــل اآلخرين ونكتب لهم عن مدرستنا، الـتي نريــدها بــديال نهائي

المدارس األدبية والنقدية الغازية المستوردة . وفي قادم بحوثي ـــ إن شــاء اللــه تعــالى ـــ مزيــد من القــراءاتــة للمصــادر األزهريــة األكاديميــة المتخصصــة في النقديــة الهادي التنظير لألدب اإلسالمي . وأرجــو من اللــه تعــالى أن ينفــع بهــذا الجهــد، وأن يجعلــه في مــيزان حســناتنا، وأن يوفقنــا إلى صــالح العمل والقول، وإليه ـــ عــز وجــل- يصــعد الكلم الطيب والعمــل

الصالح يرفعه. ثبت بأهم مصادر البحث ومراجعه

- أبعاد التجربة الشعرية في شعر د/صابر عبدالدايم، د/ صادق هh =1412على حبيب، طبع دار األرقم بالزقازيق سنة

م.1992

- االتجhhhاه األخالقى في النقhhhد العhhhربى، د/ محمhhhد الحhhhارثى0م1989مطبوعات نادى مكة الثقافي سنة

)( أجرى الحوار األستاذ محمد عبدالشافي القوصــي، ونشــر في جريــدة2ــة ــالمي في مك ــالم اإلس ــة الع ــدرها رابط ــتي تص ــالمي، ال ــالم اإلس الع

هـ الموافق1418جمادى اآلخرة 11-5المكرمة، في العدد الصادر بتاريخــوبر ســنة 6-12 ــاب العصــف والريحــان:حــوارات1997أكت م. راجــع كت

ومواجهات مع الــدكتور صــابر عبدالــدايم، إعــداد وتقــديم د/حســين عليم.2005محمد، طبع سلسلة أصوات معاصرة، طبع الزقازيق سنة

108

- أثر اإلسالم في الشعر، د/ السيد عويضة، مطبعة األمانة سنة0م1987

- األدب اإلسالمي: إنسانيته وعالميته، د/ عدنان على رضا هh =14.7النحوي، طبع دار النحوي للنشر والتوزيع ط سنة

م.1987

- األدب اإلسالمي بين الثرثرة الفارغة والحوار الهادئ، مقال للدكتور فتحي أبوعيسى، منشور في مجلة كلية اللغة العربية

م.1992هh = 1412بالمنوفية، العدد الثاني عشر سنة

- األدب اإلسhhhالمي بين األصhhhالة والمعاصhhhرة، د/ عبhhhدالجواد 0ت0المحص، طبعة الدار المصرية باإلسكندرية. د

- األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق، د/ صابر عبدالدايم ط بhhدار الشhhروق بالقhhاهرة2م، ط1990بhhدار األرقم بالزقhhازيق1

0م2002سنة - األدب اإلسhhhالمي بين النظريhhhة والتطhhhبيق، د / عبhhhدالجواد

0ت0المحص، طبع الدار المصرية باإلسكندرية، د - األدب اإلسالمي بين النظرية والتطبيق، د / على صبح، طبعhhة

طبhhع المكتبhhة3 وح2hhhم، وطبعhhة ثانيhhة ح1987hhhأولى سhhنة 0م1998األزهرية للتراث بالقاهرة سنة

- األدب اإلسالمي المفهوم والقضية، د/ علي علي صبح، د/عبدالعزيز شرف، د/ محمد عبدالمنعم خفاجي، طبع دار

م.1992هh = 1412 سنة 1الجيل بيروت ط

- األدب اإلسالمي والعولمة، مقال للدكتور / سعد أبوالرضا، منشور في مجلة األدب اإلسالمي العدد الثاني والثالثون، طبع

م.2..2هh = 1423رابطة األدب اإلسالمي العالمية سنة

- األدب اإلسالمي ووضوح التصور، مقال لألستاذ / عبدالمجيد الغمراوى، منشور في مجلة المشكاة المغربية، العدد الثاني

...م.2.هh = 142والثالثون، طبع الدار البيضاء سنة

- األدب الصوفي:اتجاهاته وخصائصه، د/صابر عبدالدايم، طبعم.1984دار المعارف بالقاهرة سنة

- األدب اإلسhhالمي الصhhوفي، د/ على صhhبح، طبعhhة أولى بhhدار وطبعة ثانية بالمكتبة األزهريhhة0م1977األنصار بالقاهرة سنة

م.1998بالقاهرة سنة

109

- األدب اإلسhhhالمي ضhhhرورة، د/ أحمhhhد محمhhhد على، طبhhhع دار 0م1991الصحوة بالقاهرة سنة

األدب اإلسالمي ضرورة في مواجهة التيارات الوافhhدة، د/ سhhيد 0م2003ه1423hدياب، طبع سنة

-األدب اإلسالمي: فكرته ومنهاجه، طبع الندوة العالمية، لألدب 0م1981هh = 1401اإلسالمي بالهند سنة

- األدب اإلسhhالمي في رحhhاب األزهhhر الشhhريف: كتhhاب األدب اإلسhhالمي بين النظريhhة والتطhhبيق للhhدكتور صhhابر عبدالhhدايم أنموذجا، بحث علمي محكم للhhدكتور/صhhبري فhhوزي أبوحسhhين، منشور في العدد الحادي والثالثين من حولية كلية اللغة العربية

م.2011بالزقازيق سنة - األدب اإلسالمي : المفهوم والقضية : د / محمhhد عبhhدالمنعم خفاجى، د / عبhدالعزيز شhرف، د/ على صhبح، طبhع دار الجيhل،

0ت0بيروت، لبنان، د - األدب اإلسhhالمي: معhhالم تأصhhيل وثمhhار تطhhبيق، د/عبhhدالجواد

هhhh =1422المحص، طبhhع الhhدار المصhhرية باإلسhhكندرية سhhنة 0م2000

0- األدب الجاهلى، د / طه حسين، طبع دار المعارف - األدب العربى إسالمى من بعثة محمد h صلى الله عليه وسhhلم h بحث د/ شوقى حمادة، منشور في حولية كليhhة اللغhhة العربيhhة

م. 1998هh = 1418بالمنوفية، العدد السادس عشر سنة - اإلسhhالم والشhhعر، د/ سhhامى مكى العhhانى، سلسhhلة عhhالم

0المعرفة طبع الكويت - إشكالية المصطلح، مجموعة من المؤلفين، طبع الهيئة العامة

0لقصور الثقافة - بالغhhة اإليقhhاع في القصhhيدة العربيhhة، د/ عبدالباسhhط عطايhhا،

0م1995طبع سنة - البناء الفhhني للصhhورة األدبيhhة في الشhhعر، د/علي علي صhhبح،

م، والطبعhhة الثانيhhة بالمكتبhhة األزهريhhة1976طبعة أولى سhhنة م.1999للتراث بالقاهرة سنة

- تاج المدائح النبوية:رؤية نقدية معاصرة، د/صابر عبدالدايم،م.1994طبع دار هديل بالزقازيق سنة

- تhhاريخ األدب العhhربى لكhhارل بروكلمhhان، ترجمhhة عبhhدالحليم 0النجار، طبع دار المعارف

- تعريhhhف برابطhhhة األدب اإلسhhhالمي العالميhhhة، إصhhhدار مكتب0م1989هh = 1409القاهرة، طبع سنة

- التصوير القhhرآنى للقيم الخلقيhhة والتشhhريعية، د/ على صhhبح، 0م2001طبع المكتبة األزهرية للتراث سنة

110

- الحركhhhة العلميhhhة في األزهhhhر في القhhhرنين:التاسhhhع عشhhhر والعشhhرين)ثالثhhة أجhhزاء(، د/علي صhhبح، د/محمhhد عبhhدالمنعم خفhhاجي، طبعhhة أولى في المكتبhhة األزهريhhة للhhتراث، سhhنة

م.2007 - الخhhروج من التيhhه، د/ عبhhدالعزيز حمhhوده، طبhhع سلسhhلة علم

0م2003هh = 1422المعرفة طبع الكويت سنة - الحديث النبوي رؤية فنية جمالية، د/صابر عبدالدايم، دار

م.1999الوفاء باإلسكندرية سنة

- خصائص األدب العربي، أ/ أنور الجندي، طبع دار االعتصام.م. 1998هh = 1418سنة

- خصائص التصور اإلسالمي ومقوماته، أ/سيد قطب، طبع دارم.1988الشروق سنة

- خصائص األدب اإلسالمي في ضhhوء القhhرآن الكhhريم والحhhديث هhhh =1423الشhhريف، د/ أحمhhد حنطhhور، طبhhع الhhتركى سhhنة

0م2002 - خصhhائص التصhhور اإلسhhالمي، األسhhتاذ سhhيد قطب، طبhhع دار

0م1980الشروق سنة ، ه142h- دراسات في األدب الحديث، د/ يحيى عيد، طبع سhhنة

0م1999= - الدراسات األدبية ومشكلة االقتراب من النص القرآني

والنص النبوي، مقال الدكتور المتولي البساطي، منشور في العدد الثاني عشر من مجلة كلية اللغة العربية بالمنصورة طبع

م.1993هh = 1413سنة

- دراسة في مصادر األدب، د/ الطاهر أحمد مكي، طبع دارم.1977المعارف بالقاهرة سنة

1 - دراسة في مصادر األدب، د/ طه عبدالرحيم عبدالبر، طم.1978سنة

- دراسة في مصادر التراث األدبي عند العرب، د/ عبدالله ه1421hحسين على سليمان، طبع دار المعرفة األزهرية سنة

م.1..2=

111

- ديوان اإلمام الشيخ محمد متولي الشعراوي، جمع ودراسة..2د/صابر عبدالدايم، طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة

م.9

- رحيق المعرفة، د/ السيد الديب، توزيع مكتبة اآلداب سنة1421 = hم.1..2ه

- الصورة األدبية:تأريخ ونقد، د/علي علي صبح، طبعhhة أولى دارم. 1985الحلبي القاهرة سنة

- العروض الجديد، د/ محمود على السhhمان، طبhhع دار المعhhارف0م1989بالقاهرة سنة

- "زينب"، رواية د/ محمد حسين هيكل، طبع دار المعارف سنةم.1984

- شعراء وتجارب، نحو منهج تكاملي في النقد التطبيقي،...م.2د/صابر عبدالدايم، طبع دار الوفاء باإلسكندرية سنة

- العصف والريحان:حوارات ومواجهات مع الدكتور صابر عبدالدايم، إعداد وتقديم د/حسين علي محمد، سلسلة أصوات

م.5..2معاصرة، طبع الزقازيق سنة

- في األدب اإلسالمي: قضايا ومفاهيم، د/ أحمد محمد علىم.1..2هh = 1421، التركى بطنطا سنة 1حنطور، ط

، دار الشروق6 - في التاريخ فكرة ومنهاج، أ/ سيد قطب، طم.1991بالقاهرة سنة

- في ظالل األدب اإلسالمي: مناقشات ومناوشات، د/ صادق ه1421hعلى حبيب، طبع مركز آيات للطباعة بالزقازيق سنة

م.1..2=

- في النقد األدبي اإلسالمي، د/ إبراهيم عوضين، مطابعم. 1993الشناوي بطنطا سنة

- القبو الزجاجي، شعر د/ صابر عبدالدايم، سلسلة أصوات..2.، طبع دار اإلسالم للطباعة والنشر سنة 11معاصرة، العدد

م. 3

112

- القرآن والشعر الحديث، مقال الدكتور كاظم الظواهري،م.1993منشور في اإلصدار األول لندوة العلماء سنة

- كتب وقضايا حول األدب اإلسالمي، د/حسين علي محمد،م.3..2، أبريل سنة 98سلسة أصوات معاصرة العدد

- فن المقال في األدب المصرى الحديث، د/ أحمد حنطور، طبع 0م1996التركى سنة

- فن المقالhhhة، د/ صhhhابر عبدالhhhدايم يhhhونس، د/ محمhhhد داود، 0م1904د/حسين محمد على، طبع سنة

- في األدب اإلسhhالمي : قضhhايا ومفhhاهيم، د/ أحمhhد حنطhhور، 0م2001طبع التركى سنة

- في ظالل األدب اإلسالمي، د/ صادق على حبيب، طبع مركhhز0م2001آيات بالزقازيق سنة

- قصيدة النثر كائن شعرى مشوه ومصطلح مرفوض، مقhhال د/ منشhhور في الملحhhق األدبى لجريhhدة النhhدوة0صhhابر عبدالhhدايم

0ه1419hبالسعودية عدد األحد شهر المحرم سنة - قضايا الشعر المعاصر، نازك المالئكة، طبع دار العلم للماليين

0م1981بيروت سنة - مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي، د/ محمود الطناحي،

م.1984هh = 1405 سنة 1طبع الخانجي بالقاهرة ط

- المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك، د/ عبد العزيزم.1998حمودة, طبع عالم المعرفة بالكويت

- المسافر في سنبالت الزمن، شعر الدكتور صابر عبدالدايم،م.1983مطبعة األمانة سنة

- المصادر األدبية واللغوية في التراث، د/ عز الدين إسماعيل،.م. 198طبع دار المعارف بالقاهرة سنة

- معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، إصدار وطبع 1مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين لإلبداع الشعري ط

م.1995هh = 1415سنة - مقدمة لنظرية األدب اإلسالمي د/ عبدالباسط بدر، طبع دار

م.1985 1المنارة بجدة ط - من أدب الدعوة اإلسالمية، د/ عباس الحراري, دار الثقافة

م.1981بالدار البيضاء سنة - من صحائف النقد األدبي الحديث، د/ عبد الوارث عبد المنعم

.هh .141الحداد، طبع سنة

113

- من القيم اإلسالمية في األدب العربي، د/صابر عبدالدايم،م. 1988مطابع جامعة الزقازيق سنة

- منهج الفن اإلسالمي، األستاذ محمد قطب، طبع دارم.1983الشروق بالقاهرة، سنة

- محاضhhرات في المصhhادر األدبيhhة، د/ عيhhد شhhبايك، طبhhع سhhنة 0م2003

- محاضرات في النقhhد والتحليhhل، د/ أسhhامة موسhhى، طبhhع دار 0م2003الوثائق بشبين الكوم سنة

- المرايا المقعرة د/ عبدالعزيز حمودة سلسلة : عالم المعرفhhةبالكويت طبع سنة.

- المقhhhال وتطhhhوره في األدب المعاصhhhر، د/ السhhhيد مرسhhhى 0م1986أبوذكرى، طبع دار المعارف سنة

- من القيم اإلسhhالمية، في األدب العhhربى، د/ صhhابر عبدالhhدايم 0م1988مطابع جامعة الزقازيق سنة

- منهج الفن اإلسhhhالمي أ/ محمhhhد قطب، طبhhhع دار الشhhhروق 0بالقاهرة

- موسhhيقى الشhhعر العhhربى بين الثبhhات والتطhhور، د/ صhhابر0م1993عبدالدايم طبع الخانجى سنة

- نحو مذهب إسالمي في النقد واألدب، مقال للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا، منشور في كتاب "األدب اإلسالمي فكرته ومنهجه"، إصدار الندوة العالمية لألدب اإلسالمي بالهند

م. 1981هh = 1401سنة

سنة3 - النظام األساسي لرابطة األدب اإلسالمي العالمية ط1422 = hم.3..2ه

- نظhhرات في األدب اإلسhhالمي، د/ حسhhن طhhاحون، طبhhع سhhنة1422 = hم. 2001ه

- نظرة جديhhدة في موسhhيقى الشhhعر العhhربى، د/ علي يhhونس، 0م1993طبع الهيئة العامة سنة

أبرز الدوريات:هh=1420، سنة 18مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة عدد-

م.2000هh=1422، سنة 20مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة عدد-

م.2002

114

من يناير سنة24 بتاريخ 544جريدة "آفاق عربية"عدد -م.1..2

..2 من يناير سنة 28 بتاريخ 257جريدة األسبوع عدد -م. 2

..2 من مارس سنة 12 بتاريخ 486جريدة "عقيدتي"عدد -م.2..2 من مارس سنة 19 بتاريخ 487م، وعدد 2

صحيفة "مرآة الجامعة" الصادرة عن جامعة اإلمام محمد-م. 6..2بن سعود اإلسالمية سنة

ثبت المواقع اإلنترنتية:

http:// www.alwarraq.com* موقع الوراق:* موقع المكتبة الشاملة

www.waqfeya.net/shamela shamela.ws http://www. *الموسوعة الشاملة

//:http *موقع الموسوعة الحرة:www.Wikpedia.org

-http://www.islamic* موقع وزارة األوقاف: council.com

* موقع رابطة األدب اإلسالمي العالمية:www.adabislami.org

*موقع رواء لألدب اإلسالمي:www.ruowaa.com/vb3/showthread.

* مدونة الدكتور صابر عبدالدايم:http://saber48.maktoobblog.com.

115