والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمعالحصريالحصري

اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة وتنسيقوتنسيق وترتيبوترتيب نسخنسخ فيه جمع.(اآلداب زهر( صاحب الحصري كتب نوادر من

ومنازه الفكاهات، وطرائف الملح، نوادر الحصري المضحكات، النثر، وجيد الشعر مختار من وفصوال متجنبا واألخالق الحسنة، العادات تستهجنه وما المجون،

.الطيبةالمقدمة

الرحيم الرحمن الله بسم الحمد لله الذي أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، فعرفنا بلذة الفرح شدة الترح، وبحالوة

الطائي: الحياة مرارة الوفاة. قال الزفير كيف له رسمتمـالـك ابنة منازل رأيت أوما

رسومها أصابك وإن والحادثات

نعيمهـا كيف أدراك الذي فهوبؤسـهـاوقال:

حسن أذكرت دهر إساءةفعـلـه

يعرف لم الشري ولوال ذائقه الشهد

من أخرجنا الذي محمد وموروث، وارث وأكرم مبعوث، خير على الله وصلى إسماعيل ولد عن ليضع السمحة، بالحنيفية إلينا وبعث الفسحة، إلى الضيق العرب جملة من السلم، في دخل من كل عن ليرفع بل إسرائيل، بني أغالل

وتصعد لديه، تزلف صالة عليه الله صلى ثقله، وأظلع حمله أضلع ما والعجم،وسلم. وصحبه آله وعلى إليه، الطيب الكلم في

الكتاب وضع سبب سألت أطال الله بقاءك، وحرس إخاءك، من زكا بسقي مودتك زرعه ونما، وعال برعي

محبتك فرعه وسما، فانقاد إليك قلبه بغير زمام، وصح فيك حبه بغير سقام أن يجمع لك كتابا في جواهر النوادر ولمح الملح، وفواكه الفكاهات، ومنازه المضحكات، ترتاح إليه األرواح، وتطيب له القلوب، وتفتق فيه اآلذان، وتشحذ به األذهان، ويطلق النفس

من رباطها، ويعيد إليها عادة نشاطه إذا انقبضت بعد انبساطها، فقد قيل: القلب إذاأكره عمي.

وقال بكر بن عبد الله المزني: ال تكدوا هذه القلوب وال تهملوها. وخير الكالم ما كان عقيب جمام، ومن أكره بصره عشي، وعاودوا الفكرة عند نبوات القلوب، وأشحذوها بالمذاكرة، وال تيأسوا من إصابة الحكمة إذا امتحنتم ببعض االستغالق؛ فإن من أدمن

قرع الباب ولج. وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: إني ألستجم نفسي ببعض الباطل ليكون أقوى لها

على الحق. وقال الحسن البصري رحمه الله: حادثوا هذه القلوب بذكر الله؛ فإنها سريعة الدثور،

واقدعوا هذه األنفس فإنها طلعة؛ وإنكم إن لم تقدعوها تنزع بكم إلى شر غاية. وقال أردشير بن بابك: إن للقلوب محبة، وللنفوس ملال؛ ففرقوا بين الحكمين يكون

ذلك استجماما.

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وقال في حكة آل داود: ال ينبغي للعاقل أن يخلي نفسه من أربع؛ من عدة لمعاد، وإصالح لمعاش، وفكر يقف به على ما يصلحه لما يفسده، ولذة في غير محرم

يستعين بها على الحاالت الثالث.كشاجم: وقال أبو الفتح الطـلـب ذالت الله وكفاهحالـه تعالت للمرء عجبيوأدب نـعـيم حالـين بينعمره شطري يقسم ال كيف

منتخـب وشراب غذاء مننـفـسـه فيها يمتع ساعة لعب اللعب إلى يشتاق حينلـه هـن دمـى من ودنووكـتـب وحـديث فنشيدحـظـه ذا من زال ما فإذا

ساعة وأخرى جدا انتصب الليل غسق ما فإذالعـبـا الدنيا فقضى لله وقضىحقـهـا نهارا يجـب ما ليال

ويصب ويرشد يسعد عاملبهـا يعمل متى أعمال تلكالكتاب منهج

فأجبتك إلى ملتمسك بكتاب كللت نظامه، وثقلت أعالمه، بذهب يروق سبك إبريزه، ويرق حوك تطريزه، من نوادر المتقدمين والمتأخرين،

وجواهر العقالء والمجانين، وغرائب السقاط والفضالء، وعجائب األجواد والبخالء، وطرف الجهال والعلماء، وتحف المغفلين والفهماء، ونتف

الفالسفة والحكماء، وبدائع السؤال والقصاص، وروائع العوام والخواص، وفواكه األشراف والسفلة، ومنازه الطفيليين واألكلة، وأخبار المخانيث

والخصيان، وآثار النساء والصبيان. وأتيت به على سبيل االختصار، وطريق االختيار؛ وجعلته بتنويع الكالم،

كالمائدة الجامعة لفنون الطعام؛ إذ همم الناس مفترقة، وأغراضهم غير متفقة، وال أعلم حقيقة ما تستندره، وال محض ما تؤثره؛ إذ ال يحيط بذلك

إال عالم الغيوب، المطلع على ما في القلوب. وقد تجنبت أن أهدي إليك، وأورد عليك، ما يخرج به قائله في الدين عن

اتباع سبيل المؤمنين، فمن أهل اإللحاد واألهواء، من يسر حسوا في ارتغاء، ويطلب ما يشفى به من دائه، ويضحك خاصة أودائه، ويغر به من

ضعفت نحيزته، وهفت غريزته، بألطف ما يمكنه، كمون األفعوان، فيأصول الريحان، إذا قابله بشمه، قتله بسمه.

كما حكى الجاحظ عن الشرقي بن القطامي أن ابن أبي عتيق لقي  عائشة رضي الله عنها على بغلة. فقال: إلى أين يا أماه ? فقالت له:

أصلح بين حيين تقاتال، فقال: عزمت عليك إال ما رجعت، فما غسلنا أيدينامن يوم الجمل حتى نرجع إلى يوم البغلة.

وهذه حكاية أوردها الشرقي لغله ودغله على وجه النادرة؛ لتحفظ ويضحك منها، ويتعلق بها من ضعف عمله، وقل عزمه؛ فيكون ذلك أنجع وأنفع لما

أراد من التعرض لعرض أم المؤمنين رضي الله عنها. ومثل هذا كثير مما لو ذكرته لدخلت فيما أنكرته. فقد قيل: الراوية أحد

الشاتمين، كما قيل: السامع أحد القائلين. وقد قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وقد مر به عمر بن عبد

العزيز والقاسم بن محمد بن أبي بكر فلم يسلما عليه: إلى والرجوع المعاد فيها منها األرض تراب مساء

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الحشرخلقتما اإلنسان حشي فمافتسـلـمـا ترجعا أن تعجبا وال من شرا

الكبرآخر: وقال

عن صفحي من تعرفلـمـا ذمي ترهب ال كنت إن الجاهل

أنا إذ سكوتي فاخشالـقـائل خـنـا لمسموع فيكمنـصـتكـاآلكـل المأكـول ومطعملـه شـريك الـسـوء فسامع

وبـالـبـاطـل بالحـق ذموهذمـه إلـى الـنـاس دعا ومنسـائل مـنـحـدر من أسرعأهـلـهـا إلـى السـوء مقالة

وقد رام ابن قتيبة تسهيل السبيل في مثل هذا، فقال: مهما مر بك من كالم تنفر عنهنفسك، فال تعرض عنه بوجهك، فالقول منسوب إلى قائله، والفعل عائد إلى فاعله.

قلت: وليت شعري ما اللذة فيما يضحك منه من هو معرض عنه، إال أن يدخل في حدالمستهزئين، وحيز المتالعبين. نعوذ بالله من الحور بعد الكور.

وأنشد أبو نواس الجماز شعرا من أعابيثه ومجونه كفر فيه، وقال للجماز: أين أنت من أهل الطراز ? قال: أنا ال أتعرض لمن أعضائي جنده يحرك علي منها ساكنا أو يسكن

متحركا فأهلك. وقد طرد الجماز أصله في التحرز مما تعلق عليه من شناعة، أو تلزمه فيه بباعة، فقال

يمدح: أقول بيتا أبـيات دون مـن بذكرهأكـتـفـي واحدا

آت من األرض أهل أكرمجعـفـر أبي بن علي إن فقد سلم مما كاد يقع فيه أبو الخطاب عمرو بن عامر السعدي، وقد أنشد موسى

الهادي: كفاه عقدت من خير يا

مضر أمرها قلدته من وخيرحجزته فانقلبت عيناه في رأسه، واحمر وجهه، وقال: إال من ? ويحك ! ولم يكن أبو الخطاب استثنى أحدا، وإنما جرى على مذهب الشعراء في تفضيل الممدوح على أهل العصر؛

ارتجاال: فلما رأى ما بوجه الهادي من إرادة اإليقاع به قال لـه إن اللـه رسول النبي إال الفخر بذاك وأنت فخرا

تفتخرووصله. عنه فسري

حال إلى حال من االنتقال ولذة الكتاب تدرج وقد جعلت ما عملت مدبجا مدرجا، لتلذ النفس باالنتقال من حال إلى حال، فقد جبلت

على محبة التحول، وطبعت على اختيار التنقل. وقد قيل: إن عبد الله بن طاهر لما أسر نصر بن شبث بكيسوم، وأنفذه إلى المأمون، جلس مجلسا أنصف فيه من وجوه القواد، ومن أمراء األجناد، وضرب األعناق، وقطع

األيدي، ورد كبار المظالم، ثم قام وقد دلكت الشمس؛ فتلقاه الخدم، فأخذ هذا سيفه، وهذا قباءه، هذا إزاره. فلما دخل دعا بنعل رقيقة فلبسها، ثم رفع ثوبه على عاتقه

يتغنى: وتوجه نحو البستان وهو عنم األكف وأطراف نيردنـا والوجوه مسك النشر

قال عيسى بن يزيد: وكنت جريا عليه، فجذبت ثوبه من عاتقه وقلت له: أتقعد بالغداة قعود كسرى أو قيصر أو ذي القرنين، ثم تعمل الساعة عمل علويه ومخارق ? فرد

يقول: ثوبه على عاتقه وهو

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

كانت إن للنفس بد المصرفة

إلى حال من تنقل أن من حال

قال أبو القاسم بن جدار: كأنه ذهب إلى ما فعله أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حين قام من بعض مجالسه الجليلة التي كان يدون فيها الدواوينيقول: ويمصر األمصار، ويقمع األعداء، ويؤيد اإلسالم، فدخل منزله ثم رفع صوته وهو

بالمـدينة ثوائي وكيفبـعـدمـا

قضى بن جميل منها وطرا معمر

فلحقه عبد الرحمن بن عوف فاستأذن عليه، فقيل: عبد الرحمن يا أمير المؤمنين بالباب. فلما دخل عليه، قال: ما صوت سمعته منك آنفا يا أمير

المؤمنين ? فقال: يا أبا محمد، إيها عنك ! فإن الناس إن أخلوا قالوا.وقد قلت:

التأليف في فرقت يأتلف شئت قد لو كان مامعتمداجواهره اختلفت ما والعقد يختلـف حين ليشرق إال

إن كان الشيء مع نظيره يذهب بنوره، ويغض من بهائه؛ ويخلق من روائه؛ فقد زعموا أن المجرة كواكب مضيئة مجتمعة؛ فكسف بعضها نور بعض؛ فصارت طريقا في

الرومي: السماء بيضاء. وقال ابن والزبرجـد ياقوتها بها ويذكوبياضها من درها يخبو وبيضاء

فيكون األبيات، مع البيت ويتسلسل الحكايات، في الحكاية تندرج أن إال بأشكالها، فأقرنها التفصيل، من أحسن والتوصيل القطع، من أزين الجمع

أمثالها. مع وأجملهاأصول والمداعبات المطايبات الختيار

والختيار المطايبات والمداعبات وما انخرط في سلكها من الملح والمزح أصول ال يخرج فيها عنها، وفصول ال يخرج بها منها، وقد يستندر الحار المنضج، والبارد المثلج؛

نواس: ألن إفراط البرد، يعود به إلى الضد. ولذلك قول أبو مـهـذار فأنـت وأكثر أقللوشـدا حـدا إن للزهيري قل

النار كأنك عندي صرت تىح الـبـرودة شدة من سخنت من السامعون يعجب ال

حـار بـارد الثـلـج كذلكصفتي وفي كليلة ودمنة: ال ينبغي اللجاج في إسقاط ذي الهمة والرأي وإزالته؛ فإنه إما

شرس الطبيعة كالحية إن وطئت فلم تلسع لم يغتر بها فيعاد لوطئها، وإما سبح الطبعكالصندل البارد، إن أفرط في حكه عاد حارا مؤذيا.

الخصيان: وقالوا: إنما ملح القرد عند الناس إلفراط قبحه. وقد قال ابن الرومي في األرواح خفة في خالفوهاولكن القرود أشبهوا معشرا

ألن العبد إذا خصي استرخت معاقد عصبه، وحدث في طبعه نشاط في الخدمة؛ فيحصل بين حالين ال يطيق المبالغة فيهما فيضيق صدره، وتثقل روحه. وقد قال أبو

تمام: الربى الناس نزل عمى أمن

فنجوا القنة سيل نصب وأنتم

الـعـرم من ذاك أم وكم جاشت همم

صفة في القوم غلو إليها حدا

الهـمـم وكان يقال: من التوقي ترك اإلفراط في التوقي، وإنما الموت المحبب والسقم

المغيب، أن تقع النادرة فاترة فتخرج عن رتبة الهزل والجد، ودرجة الحر والبرد، فيكون بها جهد الكرب على القلب؛ كما قال أبو بكر الخوارزمي: أثقل من عذاب الفراق،

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وكتاب الطالق، وموت الحبيب، وطلعة الرقيب، وقدح اللبالب في كف المريض، ونظرة الذل إلى البغيض ، وأشد من خراج بال غلة، ودواء بال علة، وطلعة الموت في عين

الكافر، وقد ختم عمره في الكبائر، وأعظم من ليلة المسافر، في عين كانون اآلخر،على إكاف يابس، تحت مطر وبرد قارس.

ومن أمثال البغداديين: هو أثقل من مغن وسط، ومن مضحك وسط. وقال ابن الروميطيفور: يهجو أحمد بن

شاعر من فقدك وأطعمتطـافـر أبي بن يا فقدتكالفاتر سوى ذين بين ومابـارد وال بسـخـن فلتالخـاثـر الفاتر بغثية سالنـفـو تغثي كذاك وأنت

والمنادر المسامر شرط العبارة، لطيف اإلشارة، خفيف يكون أن والمنادر المسامر شرط ومن

رشيقا، ظريفا لبس قد جهول؛ وال عنيف وال ثقيل، وال فدم غير رفيقا، لبقا وأصاب المفاصل، فطبق أفراسها، آلة لكل وركب لباسها، حالة لكل

النقب، مواضع الهناء يضع طالوته، وفائق حالوته، برائق وكان الشواكل،يأتيه. ما يتسحسن أال خاف إذا فيه، يدخل مما يخرج كيف ويعرف

المتوكل فرمى المتوكل مع كان أنه خاقان بن الفتح عن ذكر كما عصفورا منكرة. فقال: نظرة إليه ! فنظر المؤمنين أمير يا فأخطأه. فقال: أحسنت

المتوكل. فضحك سلم؛ حتى الطائر إلى على نوادره أكثر وأن الجماز، حالوة وليها لما البصرة والة لبعض وذكر

فلم بأخرى وأتبعها فاخرة بنادرة فأتى المائدة، وقدمت فأحضره، الطعام، في حذوه احتذيت ? وإنما به أتيت ما برد أنكر األمير تستملح. فقال: لعل

الحوار. قبل البوارد تقديم نظامه انحل كالمه طال كلما

أحكمه ما آخر في يأتي بل نظامه؛ انحل كالمه طال كلما يكون أن يحب وال ينظر أن أحب الرشيد الجاحظ: أن ذكر كما كان وإال تقدمه، ما ينسي بما من إليه يحتاج ما بكل وأتي القصر، ? فأدخل يعمل كيف القالل شعيب إلى وما له: دونك قائما. فقال فنهض بالرشيد بصر إذ يعمل هو فبينما العمل؛ آلة

أصلحك يدي. فقال: وأنا بين لتعمل بل إلي؛ لتقوم آتك لم فإني له؛ دعيت له: وقال به، الرشيد فأعجب أدبا؛ ألزداد أتيتك وإنما أدبي؛ ليسوء آتك لم الله

وما سيدي، ? فقال: يا صناعتك كسدت حين لي تعرضت إنما أنك بلغني وجهه. وقال: ما غطى حتى الرشيد وجهك! فضحك خالل في عملي كساد الناس. وأجهل الناس أعقل يكون أن ! ينبغي منه أعيا وال منه أنطق رأيت

كان. وكذلك ومجمجة مطمطة دون النادرة سر

ويجب إذا حكى النادرة الظريفة، والحكمة اللطيفة، أال يعربها فتثقل، وال يمجمجها فتجهل، وال يمطمطها فتبرد، وال يقطعها فتجمد. ولو أن قائال حكى قول مزيد المدني،

وقد أكل طعاما فأثقله. فقيل له: تقيأه يذهب ما بك. فقال: خبز نقي، ولحم جدي، والله لو وجدته قيا ألكلته. فلو أعطاه حقه من اإلعراب فقال: خبز نقي، ولحم جدي،

والله لو وجدته قيئا ألكلته، لخرج عن حده، وأفلج من برده. وكذلك لو ذهب بما يحتاج إلى اإلعراب من كالم الفصحاء واألعراب إلى اللحن الستغث

واسترث. كما ذكروا أن الحجاج بعث إلى ولي البصرة أن اختر لي من عندك عشر فصحاء، فاختار رجاال فيهم كثير بن أبي كثير وكان عربيا فصيحا قال كثير: فقلت: بم

أفلت من الحجاج ? ثم قلت في نفسي: باللحن؛ فلما دخلت عليه دعاني فقال: ما

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

اسمك ? قلت: كثير. قال: ابن من ? فقلت: إن قلت: ابن أبو كثير خفت أن يتجاوزها. فقلت: ابن أبا كثير. فقال: اذهب فعليك لعنة الله وعلى من بعث بك، جروا في عنقه !

فأخرجت. وقال رجل للحسن البصري رحمه الله: ما تقول في رجل مات وترك أبيه وأخيه ?

فقال: أغيلمة إن فهمناهم لم يفهموا، وإن علمناهم لم يعلموا، قل: ترك أباه وأخاه، فقال له: فما ألباه وأخاه ? فقال الحسن: قل ألبيه وألخيه، قال: أرى كلما تابعتك

خالفتني. ولكل صناعة آلة، ولكل بضاعة حالة. وذم رجل رجال فقال: أقداحه محاجم ودعواته

مالوم، وكئوسه محابر، ونوادره بوارد. وقال الزبير: رؤي الغاضري ينازع أشعب الطمع عند بعض الوالة فقال: أيها األمير، إنه

يريد أن يدخل علي في صناعتي، ويشاركني في بضاعتي، وهيئته هيأة قاض، واألميريضحك.

عثمان: وقال عمرو بن الـعـذاب الرقاق وأحاديثهالخطـاب أبي إلى واشتياقي العتاب عند المهجور حركاتاسـتـعـارت التي وإشارته

ويجب على اللبيب المطرب أال يطيل فيمل، وال يقصر فيخل، فللكالم غاية، ولنشاط السامعين نهاية، قال أحمد بن الطيب السرخسي تلميذ أحمد بن إسحاق الكندي: كنت يوما عند العباس بن خالد، وكان ممن حبب إليه أن يتحدث، فأقبل يحدثني، وينتقل من

حديث إلى حديث، وكان في صحن منزله، فلما بلغتنا الشمس انتقلنا من موضع إلى موضع آخر حتى صار الظل فيئا. فلما أكثر وأضجر، ومللت حسن األدب في حسن

االستماع، وذكرت قول األوزاعي: إن حسن االستماع قوة للمحدث، فقلت له: إذا كنت وأنا أسمع قد عييت مما ال كلفة علي فيه؛ فكيف بك وأنت المتكلم ? فقال: إن الكالم

يحلل الفضول الغليظة التي تعرض في اللهوات وأصل اللسان، ومنابت األسنان؛ فوثبت وقلت: ما أراني معك في إال أيارج الفيقرا إذ أنت تتغرغر بي منذ اليوم، والله ال

أجلس، واجتهد بي فلم أفعل. وقال أحمد بن الطيب: كنا مرة عند بعض إخواننا، فتكلم فأعجبه من نفسه الكالم، ومنا

حسن االستماع، حتى أفرط؛ فعرض لبعض من حضر ملل؛ فقال: إذا بارك الله فيشيء لم يفن، وقد جعل الله في حديث أخينا هذه البركة.

الكالم: وقال عبد الله بن سالم في رجل كثير والحركه السكون هذا يزيدبركه حديثه في صاحب ليمشتبكـه بالحروف لردهاأحرفها قليل في ال قال لو قد والمسامر والمهاتر المنادر ألن األسباب؛ أكبر من الباب هذا في والتحفظ

وتطرب المجلس، فيستغرب المحركة؛ والطيبة المضحكة، النادرة له تمر فينقص مثلها إلى يعود أن عنه، واستندر منه، استحسن ما فيدعوه األنفس؛

أراد. ما عليه ويفسد زاد، أنه ظن حيث من الطبري الله عبد أبي إلى العميد بن الحسين بن محمد الفضل أبو كتب وقد األمير بر من وصفته ما على للمنادمة: وقفت الدولة عضد استحضره لما غاياته؛ أبعد إلى الكرم في مثله يتناهى أن العجب وليس عليك، وتوفره بك،

الفضل وحيازة كله، المجد نيل عن مساعيه في يقصر أن العجب وإنما للريع وأضمنه بالزكاء، غرس أجدر يغرسه ما يكون أن رجوت وقد بأجمعه؛ وتوسطك المالل، من تبعدك طريقة الخدمة في واركب ذلك، فأرع والنماء؛

تدعى فألن االسترسال، كل تسترسل وال واإلقالل، اإلكثار بين الحضور في كالمك مرة. وليكن قريب من تقصى أن من خير مرات، بعيد من جوابا

بك فيلح محمودة، كلمة بتأتي تعجبن وال واإلسهاب، الخطل من فيه تتحرز اإلطناب األولى. بنته ما هدمت فربما لمثلها، توقعا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

فال السداد؛ ويلزم اللسان، يزم وبالعقل مزجاة، الشرب في وبضاعتك فإنها لها تعرض ال تمييزك. والشفاعة يفسد ما على الكرم طربة تستفزنك

موقعها، تعرف حتى عليها تهجم فال إليها اضطررت فإن للجاه، مخلقة هشة، اإلسعاف وإلى سمحة، باإلجابة النفس وجدت فإن موضعها، وتطالع وال يوحشك، ما عليك الرد في أن توهم وال مخفف؛ غير نفسك في ما فأظهر

منه أكثر حاجتك، عن دفعت إذا وجهك انطالق يغيظك. وليكن ما المنع في ما أقول منك، مستمعيه على يثقل وال كالمك ليخف يدك؛ على نجاحها عند

حالك، كل على وفضلك خصالك، الله كمل فقد مرشد، وال واعظ غير أقوله للذكرى وأعلم المشارك، تنبيه أنبه لكن لطيفا. موقعا

باألشياء يأتي فأقبل فأحضره للمنادمة، يصلح رجل طاهر بن الله لعبد وذكردخولك. أو فضولك أقللت إما هذا، مواضعها. فقال: يا غير في

الهزل إلى الحاجة وهذه النوادر أكرمك الله وإن وقع عليها اسم الهزل، وأسقطت من عين العقل، عند من ال يعلم مواقع الكلم، وال يفهم مواضع الحكم، فليس ذلك بمروجها، وال بمبهرجها

عند أهل العقول وأولي التحصيل العارفين بمعاقد المعاني، وقواعد المباني، وهل يستندر من المغمورين والمشهورين، ويستظرف من المغفلين والمعقلين، إال ما خرج

عن قدر أشكالهم، وبعد من فكر أمثالهم، وإنما يذكر ما يستظرف، لخروجه عمايعرف.

ومنها ما يدخل في باب الطيب واالستندار، وقد قال الجاحظ: ليس شيء من الكالم يسقط البتة، فسخيف األلفاظ يحتاج إلى سخيف المعاني. وقد قيل: لكل مقام مقال،

قولك: وقيل لبشار بن برد، كم بين مذمما ترى أن إال وأقفريتكلما لن بالجزع طلل أمن

قولك: في نظائر هذه القصيدة من شعرك، ومن بالـزيت الخل تبيعالـبـيت ربة لبـابة

الصوت حسن وديكدجـاجـات سبع لها فقال: إنما القدرة على الشعر أن يوضع الجد والهزل في موضعه، ولبابة هذه جارة لي

من: تنفعني بما تبعث لي من بيض دجاجها، وهذا الشعر أحسن موضعا عندها ومنزل حبيب ذكرى من نبك قفا

ولما استقرت الخالفة للمعتز بالله شخص إليه أبو العبر من ولد عبد الصمد بن علي فهنأه بالخالفة وتعرض لصلته بالجد، وهجا المستعين كما فعل البحتري في قصيدته

أولها: التي ال من الحب في يجانبنانجانبـه

من الهوى في منا ويبعد نقاربه

فلم يقبل عليها، فعمل أبو العبر قصيدة مزدوجة كلها هزل من غير تقويم وال إعراب منها قوله: أيا أحمد الرقيع، ومن أكلك الرجيع، أتنسى من كان، نصيرك قهرمان، فيأتيك

بالسويق، من السوق والدقيق، فصرت اآلن في الدار، على رتبة البزار، أما تعلم يافار، بأن الله يختار، ويعطي غيرك الملك، عزيزا يركب الفلك.

وفيها ما ال يذكر من حماقات واختالل، وبرد وانحالل، وكالم مرذول، غث مهزول؛ فضحك المعتز منها، وأمر له بألف دينار، فألح على جعفر بن محمود اإلسكافي في

االقتضاء، وهو حينئذ وزير المعتز، فألط عليه. فقال له جعفر: عهدي ببني هاشم يأخذون الصالت بشرفهم وعلومهم وجدهم، وأنت تأخذ بالمحال والهزل؛ فأنت عجيب

من بينهم !! فقال أبو العبر: صدقت أنا عجيب من بينهم، كما أنت عجيب في أهل إسكاف، كلهم نواصب وأنت من بينهم رافضي، وكان جعفر ينسب إلى ذلك. ثم أنشد

جميل: أبو العبر قول

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

مـريب بثـين يا كالنا فقلتأربـتـنـا جميل يا قالت بثينة حين بالعهد يفي ال ومنأمـانة يؤدي ال مـن وأريبنا

يغيبفدفع إليه األلف دينار، واستعفاه أن يعاود مثل هذا.

وكانت ألبي العبر مع موسى بن عبد الملك قصة مثل هذه في أيام المتوكل: رفع إليه كتابا بأرزاقه وأرزاق جماعة من أهله ليوقع فيه ويختمه؛

فدافعه به موسى مدة، فوقف له يوما فلما ركب أنشده: تـتـردد وكم وكمتتبرد كم إلى موسىاألسـود ربك بحقكتابي أجزني موسى

يريد محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم، واإلمامية تزعم أنه إمام وقته، فجزع موسى وسأله كتم ما كان عليه

قصيدته: ومعاودة مثله: وأنشد أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري المتوكل تحتكـم طرف وبأيتبتـسـم ثغر أي من

بالكرم أشبه والحسنبحسنـه يضن حسن ظلم وإن أساء وإن ةالوشا ظلكم من أفديه

وهي حلوة الروي، مليحة العروض، حسنة الطبع، فكان البحتري فيه كبر وإعجاب. فإذا أنشد، قال: ما لكم ال تعجبون، أما حسن ما تسمعون ?! فقام إليه أبو العنبس

فقال: الصيمري وقد قال ذلك تـلـتـطـم كف وبأيتـلـتـقـم سلح أي عن

الـرحـم في عبادة أبيالبـحـتـري الوليد ذقن الرحم في رأسك أدخلت

فولى البحتري مغضبا، فقال أبو العنبس: وعلمت أنك تنهزم.فضحك المتوكل حتى فحص برجليه وأمر بالجائزة ألبي العنبس.

وقد يحتاج العاقل المميز، والفاضل المبرز، إلى الهزل كاحتياجه إلى الجد، ويفتقر إلىالجور كافتقاره إلى القصد؛ وعلم الفتى في غير موضعه جهل.

وصحب اإلمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه قوما في سفره فكان يجاريهم على أخالقهم، ويخالطهم في أحوالهم، وهم ال يعرفونه، فلما دخل مصر

حضروا الجامع، فوجدوه يفتي في حالل الله وحرامه، ويقضي في شرائعه وأحكامه،فأنشد: والناس مطرقون إلجالله، فرآهم فاستدعاهم، فلما انصرفوا سئل عنهم

دار النوى طول وأنزلنيغربة

القيت شئت إذا ال امرأ أشاكله

�حامقه لكنت عقل ذا كان ولوسـجـية يقـال حتى أأعاقله

وقد يخرج الفطن اللبيب، وينتج الطبن األديب، من الهزل السخيف، غرائب الجدالشريف، فالنار قد تلتظى من ناضر السلم.

برد: ولما قال بشار بن الـحـذار نفع لو البين حذارتـنــزى كـرة فـؤاده كأن

التغميض عن عيني جفتقـصـار عنهـا جفونها كأنحتى

السـرار به يكون أن مخافةشـيء بكـل السرار يروعه قيل له: من أين أخذت هذا ? قال: من قول أشعب الطماع: ما رأيت اثنين يتساران إال

ظننتهم يأمران لي بشيء.

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ومر مزيد المديني مزبد المدني بجرة مغطاة، فقال له بعض جيرانه: ما هذا ? فقال? له: يا أحمق، فلم سترناه !! أخذه ابن الرومي، فقال لمن سأله: لم تلزم العمة

�خـبـره السائلي يأيها معتجرا أزال ال لم عنيأل أستر سترا ما السائلين تعريفهيمكنني كان لو شيئا

قوله: وكان ابن الرومي أقرع الرأس، وقد أخبر بعلة ذلك في تعممت لرأسـي إحصانا

بـرهة القر من إذا والحرور يوما

سفع التعمم طول دهى فلما

لـمـتـي األصالة بعد بها فأزرىوالفرع

العمامة لبس على عزمتحـيلة

من علي جرت ما لتسترالصلع

جنايته من إليه جعلتجـنـاية علـي جان من لك فياالـفـزع

دائي كان شيء وأعجبجعلتـه

بأن وأعجب عمد على دوائي نفع

الجد من الهزل وقد يستجلب من الجديات الصريحة، ظرائف الهزليات المليحة، فقد قيل على وجه الذم: من حفر ألخيه حفرة وقع فيها، وقيل: من سل سيف البغي قتل به، وقال ابن

المعتز في الفصول القصار: لم يقع سيف حيلته إال على مقاتله. وأنشدوا لبعضاألعراب:

منه كنت بأمر رمانيووالدي رماني الطوي جال ومن بريا

والجول: الناحية. والطوي: البئر. والجال أجل، سيبويه: ومن أنشده والذي عليه. رميه فيعود بئر من يرمي كمن وشره، ضره عليه عاد بما رماني يريد

بن محمد المتوكل نكب لما المخنث عبادة أخذه كيف المعنى هذا إلى فانظر أسباط البن اتخذه الزيات ابن كان تنور في ورماه الزيات الملك عبد

ناحية إلى يتحرك يقدر لم الواقف وقف فإذا مسامير، كله وجعله المصري، يزال فال المسامير، ضربته إال المخنث عبادة عليه يموت. فاطلع حتى قائما

المتوكل. فقال فضحك فيه، فخبزت التنور، هذا في تخبز أن له: أردت فقال كان رجل مثل المؤمنين أمير يا عبادة: هذا به فمرت مات، للقبور حفارا

فيها. يسقط حفرة ألخيه حفر من أنه علمت فقالت: أما أصحابنا من واحدةالهالك من يخلص الخطاب من الظريف

من الهالك، من خلصت الجواب، من ومليحة الخطاب، من ظريفة وكمالسيوف. له أصلتت من الحتوف، من وسلمت األشراك، له نصبت

يرعى أعرابي على فوقف متصيدا، الحجاج األصمعي: خرج قال وقد إبال ? فقال الحجاج أميركم سيرة كيف أعرابي، فقال: يا أصحابه، عن انقطع

إلى شكوتموه الحجاج: فلو بياه. قال وال الله حياه ال ظلوم األعرابي: غشوم ! الله لعنة عليه وأغشم، منه أظلم األعرابي: هو ? فقال المؤمنين أمير

وحمل، فأخذ األعرابي إلى فأومأ جنوده، به أحاطت إذ كذلك هو قال: فبينا به، أحيط قد أنه فعلم الحجاج، ? قالوا: األمير هذا قال: من معهم صار فلما

يا تشاء األمير: قال: ما فناداه: أيها منه، بالقرب صار حتى دابته فحرك

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

فضحك مكتوما؛ وبينك بيني الذي السر يكون أن ? قال: أحب أعرابيسبيله. وخلى الحجاج ? فشتمه فيكم الحجاج سيرة رجال. فقال: كيف فلقي أخرى مرة وخرج عسيت ? قال: ومن أنا من فقال: أتدري أغضبه، حتى األول شتم من أقبح

? قال: أنت ? قال: ومن أنا من قال: أوتدري الحجاج، ? قال: أنا تكون أنوتركه. إحداهما. فضحك هذه مرتين الشهر في أجن عامر، بني مولى أنا

المصلين وأحد المهدي عليه الله صلى الله رسول مسجد إلى ليلة فخرج المدينة، المهدي وقدم وسلم يصلي، جانبه إلى فقام مدني جاء إذ كذلك هو فبينما ليصلي، مستخفيا به الله ! فعل خليفتكم? قال: نعم للمدني: أقدم قال صالته قضى فلما

الربيع؛ عليه فدخل وانصرف؛ المهدي على يدعو وجعل منه، وأراحنا وفعل به ودعا إال دعاء ترك فما مدني البارحة جانبي إلى جلس ربيع؛ فقال: يا

أهل واجتمع المهدي ركب ! ثم رأيته إذا ? قال: نعم، علي. فقال: أتعرفه الرجل ترى أال ربيع؛ فقال: يا الرجل؛ على عينه فوقعت ينظرون، المدينة

رجع فلما فأخذ، الربيع به فأمر صاحبي، ذاك ! هو وكذا كذا صفته الذي لك قال: فهل ? قال: ال؛ قط إليك أسأت هل هذا، به. فقال: يا دعا المهدي جانبي إلى صليت حين علي دعاؤك قال: فما ? قال: ال، بها تطالبني مظلمة أكن لم إن طالق وامرأتي أملك؛ ما ! وعتق والله المدني: فديتك ? فقال

مرتين اليوم في كنيتي أغير صلته. وأحسن المهدي للمالل. فضحك وثالثا التخلص حسن فسقط فرسان، فلقيه أذربيجان، إلى العصبية أيام المدني أحمد ابن وخرج

وهم مضري أقول أن ? وأخاف أنا من يسألونني فقال: الساعة يده، في ممن فتى، وقالوا: يا منه، فقربوا فيقتلونني؛ مضرية، وهم يماني أو يمانية،

فأخبرهم األمان، وأعطوه منه، ! فضحكوا الله عافاكم زنا، ? قال: ولد أنتمقصده. إلى يوصله من معه فأرسلوا بنفسه، المؤمنين فقال: أمير المنصور الله عبد جعفر أبي عند من الربيع وخرج أبو فقال عنده، ما يذكر أن أمية بني خلفاء من يشبهه من يعرف من يسأل

ثم فدخل مشافهة، إال أقول ال ولكن ذلك، أعرف المنتوف: أنا عياش بن بكر الدخول تطلب إنما أنك علمت لك: قد يقول المؤمنين فقال: أمير خرج

? أمية بني خلفاء من أشبه له: من فقال فأدخل. فدخل أموالنا، إلى لتتوسل اسمك أول ? قال: ألن ذلك قلت مروان. قال: كيف بن الملك فقال: عبد

وقتل ميم، أبيك اسم وأول ميم، أبيه اسم وأول عين، اسمه أول وهو عين بن الله ? قال: عبد قتل قال: ومن أنت، وكذلك عين أسمائهم أول ثالثة

العاص، بن سعيد بن وعمرو األشعث، بن محمد بن الرحمن وعبد الزبير، الخراساني مسلم أبا يريد مسلم بن الرحمن عبد المؤمنين أمير يا وقتلت

عبد وقتلت أقول، أن قال: وأردت الخارجي، الرحمن عبد بن الجبار وعبد كان الذي البيت عليه أسقط ألنه ذلك؛ يكره أنه فعرفت عمك، علي بن الله نزع في يسام موسى بن عيسى كان وقد سقط، البيت أن وادعى فيه،

علي. قال: بن الله عبد على الحائط فقلت: وسقط عليه، مضيق وهو البيعة، هنا المؤمنين. وها أمير يا شيء ? فقلت: ال علينا فما عليه سقط فالحائط

تدعموه لم إن موسى بن عيسى وهو أخرى عين على مائل آخر حائط

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

لك. قال: أولى ثم يسقط. فضحك أن خفت بفضلكم المأمون وخرج أعرابي يا أقدمك عليه. فقال: ما فسلم بأعرابي فإذا منفردا

قلت وقد الخليفة، لهذا ? قال: الرجاء قال: فضله، بها أستمطر أبياتا ? فقال: يا الملوك أنشد ما أنشدك أن أويحسن ركيك، قال: يا أنشدنيها، هل ولكن حجابه، وشدة أبوابه امتناع مع تقدر ولن إليه تصل لن إنك أعرابي،

لعلي أتوسل، ودعني وانصرف فخذها دينار ألف وهذه تنحلنيها، أن لك به الخيل أحدقت إذ المراجعة في هما فبينما رضيت، ? قال: لقد أتوصل أمير األعرابي: يا فقال وقع، قد أنه األعرابي فعلم بالخالفة، عليه وسلم

اليمن لغات من أتحفظ المؤمنين؛ القاف يبدل ? قال: نعم! قال: فمن شيئا بعد إليها أعود ال لغة من الله قال: لعنها كعب، بن الحارث ? قال: بنو كافا

دينار. بألف له وأمر المأمون اليوم. فضحك ومخارق المأمون

وغنى مخارق بحضرة المأمون أبيات مسكين الدارمي وذهب عنه معناها وفيمن قيلت،وهي:

الميمون الطائر علىوسـعـود أنـجـم أناس لكلكإنـه والسعد

ابن يقول ما شعري ليت أالعامر

يقـول ماذا أم ومروانسـعـيد

خلى الغربي المنبر إذايزيد الـمـؤمـنـين أمير فإنمكـانـه

العاص، أبي بن الحكم بن ومروان كريز، بن عامر بن الله عبد هو عامر وابن معاوية، بعد للخالفة والمترشحون أمية بني شيوخ وهؤالء العاص، بن وسعيد بن الملك عبد على الخروج وطلب األشدق، هو العاص بن سعيد بن وعمرو يزيد يقول أن وهم األخير البيت آخر إلى مخارق بلغ فقتله. فلما مروان

عشت. ما يزيد قلت وقال: لو المأمون فضحك فقال: مخارق، استيقظ،الملهوف وتنقذ المخاوف تصرف الملح بن يزيد بن عيسى ملهوف. قال من وأنقذت مخوف، من الملح صرفت وكم

يسأله مغنية له جارية في جعفر بن الله عبد إلى معاوية بن يزيد دأب: أرسل لك: فالنة ويقول السالم يقرئك المؤمنين الرسول: أمير له فقال إياها؛

شيء المليح: أي بديح لمواله الله عبد بها. فقال تؤثرني أن ويجب أعجبتني، هذه ليلتك في بت ويقول: كيف السالم، له: يقرئك بديح: فقلت ? قال يقول

الرسول: ليس السالم. فقال المؤمنين أمير الله: أقرئ عبد ? قال: يقول الرسول فخرج القول، بديح ? فأعاد يقول جئت. فقال: ما له وال قلت كذا

رسالتك جعفر ابن بلغت المؤمنين، أمير فقال: يا يزيد إلى ومضى مغضبا ! فقال: علي أقول ما خالف يحكي هو كيف أدري ما مجنون رجل جنبه وإلى

هذا? فقلت: وقال: تصنع شتمني دخلت فلما إليه، بي بديح: فذهب قال به، منع يسألني علي ? إقباله يسمع ال جعفر بابن عهدك متى المؤمنين، أمير يا

يزيد ?! فضحك أنا ذنبي فما لها لمحبته يعطيكها أن كره بها؛ وبخل لجاريتهبجاريته. ضنين الشيخ وقال: لعل

الغناء في يشدد المأمون

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بن إسحاق هشام بن علي فلقي فيه وشدد الغناء حرم قد المأمون وكان  زارتني يخفيه: قد بكالم لعلي إسحاق فقال الجسر، على الموصلي إبراهيم

عندي. فوعده اليوم كنت إال فبحياتي غناء، الناس أطيب وهي فالنة، اليوم فلبس وقته، من فمضى كالمهما يسمع بطفيلي وإذا وتفرقا، بالحضور ثيابا

وأتى فركبها ولجامها، بسرجها فارهة بغلة إخوانه بعض من واستعار حسنة؛ للحاجب: عرف فقال بساعة، الركوب من نزل أن بعد هشام بن علي باب

وخرج الحاجب فدخل بالباب؛ إبراهيم بن إسحاق صاحبه رسول أن األمير له: يا فقال به، فرحب علي على فدخل فداك، جعلت وقال: ادخل مسرعا له: ? فقال عني تأخرت فلم عليه اتفقنا ما أخوك: تعلم لك يقول سيدي

فاستوى وأوافيه، ثيابي أغير والساعة الركوب، من نزلت وحياتك الساعة رسول أني األمير للحاجب: عرف فقال إسحاق؛ منزل ووافى دابته على فداك؛ الله ! جعلني فقال: ادخل وخرج الحاجب فدخل هشام؛ بن علي

من نزلت لك: الساعة ويقول السالم يقرئك وقال: أخوك فسلم فدخل سيدي يا له ? فقال: قل ترى فما للمسير وتأهبت ثيابي غيرت وقد الركوب،

للحاجب: وقال علي باب إلى حضرت. فرجع ما إال فبحياتي جوعا، قتلتنامعي. يجيء أو أبرح أال أمرني األمير أن تعرفه بباب نزل حتى الطفيلي وتبعه دابته، وركب ثيابه، هشام بن علي فغير

ودخال معه، الطفيلي ونزل إبراهيم، بن إسحاق وجيء وجلسا، فسلما جميعا أنه يشك ال وعلي بعلي، الناس أخص أنه يشك ال وإسحاق فأكلوا، بالطعام

من جارية وخرجت الشراب، وقدموا أيديهم غسلوا ثم بإسحاق، الناس أخص الناس أحسن ودارت غناء، أحسن فغنت بعود، وأتيت فجلست وزيا، وجها كاد حتى البول الطفيلي وأخذ العصر، بعد إلى ذلك على يزالوا فلم األقداح

علي فقال الخالء، فدخل قام صبره عيل فلما جهده؛ فصبر ثيابه على يأتي لك وقع أي ! فمن نوادره وأحل الفتى هذا روح أخف ما سيدي، إلسحاق: يا

قال: هذا، يومي قبل رأيته وال وحياتك ?! قال: ال صاحبك هو أوليس ? قال ما الغيظ من وداخله مثلها، إسحاق وقص قصته؛ وقص برسالتك جاءني فإنه حرمي إلى النظر وعلى علي يستجرىء وقال: طفيلي نفسه؛ معه يملك لم

والجالدين. المقارع والعقابين، غلمان: السياط ! يا داري إلى والدخول في وهو يسمع والطفيلي ذلك، جميع وأحضروا جلبة، الدار في فقامت خرج إنه ثم الخالء، تكة على مقبل وهو فعلوه، بما مكترث غير ثيابه رافعا بي ! إيش فداك يقول: جعلت وهو الدار صحن في ويتمشى يشدها، لباسه

? فقال: أنا أنت إسحاق: ومن ? فقال كله هذا مع عرفتني ! فهل جهدك من بطعامك تحرمي لوال والله سره، على وعينه المؤمنين، أمير خبر صاحب

حالك عاقبة تعرف كنت حتى أمري، من عمى في لتركتكما وممالحتي يسكتانه وعلي إسحاق إليه ! فقام أمرك وفساد هالكك فيه ما على وإقدامك

وأنت علينا، الفضل ولك حالك، نعلم ولم نعرفك لم إننا هذا، له: يا وقاالعليه. نحن ما بسترك إحسانك تمم ولكن إلينا؛ المجمل المحسن

وتقدم عليه، فصبت فاخرة بثياب ! فأتي الخلع غالم، إسحاق: يا قال ثم طابت حتى به يزاال ولم حسن؛ ولجام مخفف بسرج همالج دابة بإسراج وانصرف، فودعهما االنصراف وقت وحضر أمرهما، كتمان ووعدهما نفسه، الدابة وركب فأخذها دينار، ثالثمائة فيها صرة معه بخادمه إسحاق فأتبعه

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ومضى. كيف علي؛ المأمون. فقال: يا على هشام بن علي دخل الغد من كان فلما يشك ولم لونه، فتغير عنه السؤال يجري ما حسب ? على أمس خبرك كان المؤمنين، أمير وقال: يا يقبله البساط على فأكب إليه؛ رفع الحديث أن في

أولها من بالقصة األمان. فأخبره األمان. قال: لك المؤمنين، أمير يا العفو، أملح الدنيا في وقال: ما عليه، يغشى كاد حتى المأمون آخرها. فضحك إلى كان ? كيف إسحاق يا قال: هيه حضر فلما إسحاق، خلف هذا. ووجه من

قال: يا يضحك. ثم والمأمون هشام بن علي كخبر ? فأخبره أمس خبرك فكان وجده، حتى يطلبه يزل فلم به، وجئني الرجل أطلب بحياتي إسحاق؛

المأمون. ندماء أحد األحمال وصاحب الجنابي

فأخذ وقتلهم بالحجاج الهبير يوم الجنابي حسن بن سليمان ظفر ولما وظريف والثقل البز رفيع من فيها أحمال أخذ ما جملة في كان أموالهم، األحمال. قال هذه بصاحب وأبهته. فقال: علي أعجبه ما والمصمت الوشي

? فقلت: لو هذا من أكثر به جئت ما يكون أن منعك فقال: ما صاحبها: فأتيته إلي ودفع فاستظرفني لفعلت، النفاق بهذا السوق أن علمت ما وجميع ماال

وصلت. حتى يحفظني من معي وأرسل لي، أخذ حنزابة بابن المعروف الوزير الفرات بن الفضل بن جعفر الفضل أبو وكان

في اقتطع قد باسمها نوه ما والحزم العقل من ولها رومية، وحنزابة: أمه زكريا أبا فحاسب له، توالها أمور في دينار مائة قيمة اإلخشيد أيام

دينار آالف عشرة فألزمه الخراج، على وكان بحبوسة، المعروف النصراني، األداء? بها يلزمني حجة علي قامت ! وهل األمير الله فقال: أعز بها، وطالبه

وتركه. فضحك لصيص، هو ! فقال: إنما لص يا لك أقول ما قال: هولقومه قدم ال من وترفع المطالب تبلغ الملح لقومه، قدم ال من ورفعت المطالب، من وبلغت الرغائب، من أفادت وكمليومه. أمس وال وال يتعاشرون إخوان ثالثة بالبصرة قال: كان المدائني الحسن أبو حكى كما

بأيديهم، ما ففني شيئا، يحسن ال منجم واآلخر شاعران اثنان يفترقون؛ اعتقدا وقد فرجعا األشراف؛ من بها من فمدحا بغداد، إلى الشاعران فخرج ? فقال: فتسببت ذهبت له: لو فقاال فقره؛ في صاحبهما وبقي نفيسة، أمواال

لطف. ولك ظرف معك حال كل بضاعة. فقاال: على عندي وال صناعة لي ما غير بشيء، إليك أتيت وقال: ما موسى بن بيقطين واتصل بغداد إلى فخرج

حاشيته. جملة في فكان قلبه؛ على وخف فضحك الناس، أكذب أني من وهو الرجل فأتاه الخزاعي؛ مالك بن الله عبد على المهدي فغضب على للحاجب: استأذن فقال داره؛ ألزمه وقد السخط، أشد في المهدي فدخل. باإلذن له وخرج فدخل بالباب، يقطين األمير له: رسول وقل األمير،

سالف فدكرته المؤمنين أمير عند كنت لك: اليوم يقول وقال: األمير بالركوب وأمرك عنك، فعفا خدمتك؛ وقديم حقوقك ويجدد عليك ليخلع غدا

الناس. بمحضر عنك الرضا فاستأذن المهدي، دار إلى وبكر ماال، الرجل إلى ودفع بذلك، الله عبد فسر

? دارك بلزوم أمرناك ! وقد الله ? قبحك بك جاء قال: ما دخل عليه. فلما

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وأمرت المؤمنين، أمير يا عني رضيت قال: أوما ? فقال: بإحضاري يقطينا بذلك. قال: أتاني بقلبي. قال: فرسوله هذا خطر وال عني، الله رضي ال إذا

? قال: أقله لم ما علي وتحكي علي فقال: أتكذب به بيقطين: فأتي علي يقطين: هذا. فقال عن رضيت أني ? قال: زعمت المؤمنين أمير يا ذاك وما

قلته. قال أو هذا من بشيء سمعت كنت إن المؤمنين أمير يا البيعة وأيمان فلما المهدي، بحضرة الرجل خلف فالن. فبعث رسولك أتاني الله: بل عبد

بدأت المتاع، ذلك بعض هذا سيدي، ? قال: يا فعلت الذي هذا قال: ما حضر نشره في يقطين ? فأخبره يقول المهدي: ما السوس. فقال من عليه خوفا

ووصل مالك، بن الله عبد عن الرضا وجدد المهدي فضحك معه، أمره بأول واسع صاحبيه إلى فانصرف صلة؛ بأوفر الله عبد ووصله جزيلة، بصلة الرجلالمال. عظيم النعمةالمضحكات ظريف إلى األدب أهل حاجة

وهل يستغني أهل األدب وأولو األرب عن معرفة ظريف المضحكات، وشريف المفاكهات، إذا الطفوا ظريفا، أو مازحوا شريفا ? فقد قال األصمعي: بالعلم وصلنا

وبالملح نلنا. وروى أبو هفان قال: دخل أبو نواس على يحيى بن خالد فقال له: يا أبا علي؛ أنشدني

فأنشده: بعض ما قلت؛ لي معجب حديث من كم

لـسـركـا إليك به نبذت قد لوعندكـا الحكيم الرجل أنا إني

بطـبـعـه من حكاية علمي في ويزيد حكى

أحب من أحدث كيماعـنـهـم أكتـب الظرفاء أتتبعفيضحكـا

فقال له يحيى: يا أبا علي؛ إن زندك ليوري بأول قدحة. فقال ارتجاال في معنى قوليحيى:

قد سهل استوريت إذا زندإنـه عـلـي أبـي زنـد أمـا حكى

للسماح جدك صاغ قدبـعـبـاده لعـلـمـه اإلله إنومزحكا

همتي الصنائع تأبى وتعاف أهلها منوقريحتـي منحـكـا إال

ويمازحها يمالحها الجماز فأقبل قينة، مجلس نواس أبي مع الجماز وحضر الجماز: فقال إليه، فمالت ساكت؛ نواس وأبو

الحكايات حسن وجذرناشعـره جذره نواس أبوجـذره من أكثر فجذرنا المروءات أهل على مدا

فقال أبو نواس: المناحات في رأس أمككما هذا ننكر ال صدقت

فأقبلت القينة على أبي نواس وغنت، فقال لها الجماز: ما سمعت والله أحسن من هذا، فقال أبو نواس: وال نواح أمك إال أن يكون عليك فإنه والله أحسن. وكان

نواس: يصطحبان وهما حدثان، وأمه أذين النائحة وله يقول أبو الزرجون سالف منأذين يابـن اسقـنـي

الملح: وقال أبو ذؤيب في

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ذبيح بالنحور ظباء دماءكأنه بالعبير يطلى وسرب مليح الكالم حلو شئته لماواجد إنك القول لهن بذلت

نطيح خيراتهن لدى شقيوبعضهم يقول مما فأمكنهأعرابي: يريد أن المالحة نفعته عندهن حتى أمكنه مما يريد: وقال

بالشام عفراء زعمت أالحـروب غالم ال جوار غالمأننـي باألوانس ألهدى وإني

للـعـوب القنا بأطراف وإنيكالدمـى من كان ما على وإني

ألديب أعـرابـيتـي ولـوثةعنجهيتي القربى به يرجو وأنه منه، عنده بما فافتخر العرب؛ عند غريبة األدب كأن

الزلفى. به ويأملظلمه ثقل مؤانسته فقدت من

ورب مجلس فض فيه ختام النشاط، ونشر بساط االنبساط، وفيه بغيض ال يفيض، بقدح في مزح، قد ثقل ظله، وركد نسيمه، وجمد هواه، وغارت نجومه؛ فاستثقله من

حضر، وعاد صفوهم إلى كدر، وأنكرت مجالسته؛ إذ فقدت مؤانسته، ولو كانت لهالشاعر: دراية، أو معه رواية، أو عنده حكاية، ما كان كما قال

إليهتنثنـي ال بالبغض مشتمل الرامق لحظة بغضا مجلسنا في يظل عاشق على واش من أثقلجالـسـا

الثقالء: وال كما قال الحمدوني لبعض بالله سألتك تصـدق ال بأنك وعلميصدقـت إالبغضها من نفسك أتبغض فأنت وإال أحـمـق إذا

وقال أبو علي العتابي: حدثني الحمدوني قال: بعث إلي أحمد بن حرب المهلبي في غداة السماء فيها مغيمة، فأتيته والمائدة مغطاة موضوعة، وقد وافت عجاب المغنية

قبلي، فأكلنا جميعا وجلسنا على شرابنا، فما راعنا إال داق يقرع الباب. فأتاه الغالم فقال: بالباب فالن. فقال لي: إنه فتى ظريف من آل المهلب؛ فقلت: ما نريد غير ما نحن فيه، فأذن له، فجاء يخطر وقدامي قدح فيه شراب فكسره، وإذا رجل آدم أدلم

ضخم، فتكلم فإذا به أعيا الناس، وتخطى وجلس بيني وبين عجاب، فدعوت بدواةوكتبت: وقرطاس

كدر من عيش الله كدرالعـي

كان وقد ش سائغامستطـابـا

السماع طابق وقد ثبـالـغـي تؤذن والسماء جاءناالشرابـا

كالكوكب وهي الكأس كسرلـعـابـا المدام من ضمت يالدرأصـابـا أفـاد ما والدهر رهأك بـمـا منـه رميت لما قلتخـرابـا شهـر بعد الدار تدعحـرب البـن غارة الله عجل

ودفعت لرقعة إلى أحمد، فقرأها وقال: ويحك ! هال نفست ? فقلت: بعد حول ? قال: قلت: إنما أردت أن أقول بعد يوم، ولكن خلفت أن تلحقني مضرته. وفطن الثقيل

فنهض. فقال لي: آذيته، فقلت: بل هو آذاني. وهذا لعمري وإن أساء في قدومه وإقدامه، فقد أحسن في نهوضه وقيامه، وقد قال

الشاعر:

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بالمقـبـل ودك من تدبرأن لـوم وال تخوفت ولما يثقل لم يثقل أن خاف منإنـه إتيانـكـم من أقللت

وكان يجالس أبا عبيدة معمر بن المثنى رجل ثقيل اسمه زنباع، فكان كالشجا المعترض في حلقه يتناكده ويسيء خلقه؛ فال يتكلم أبو عبيدة بكلمة إال عارضه بكثرة

جهله، وقلة عقله. فقال رجل ألبي عبيدة: مم اشتقت الزنبعة في كالم العرب ? فقال:من التثاقل والتباغض، ومنه سمي جليسنا هذا زنباعا.

أنشده: وامتحن أبو عبد الرحمن العتبي بمثل ذلك من رجل، فلما طال عليه الطور من نادى والذي أما

عبده وأنزل إلى وأوحى فرقانا النحل

أقاسيها عليبـلـية مـنـك حواء ولدت لقد من وثقالالثقـل

وانحدر خالد بن صفوان مع بالل بن أبي بردة إلى البصرة، فلما اقتربا من البطيحة قال بالل لخالد: أتستثقل عكابة النميري ? قال: كدت والله أيها

األمير تصدع قلبي؛ حين دنونا من آجام البطيحة، وعكر البصرة، وغثاء البحر، ذكرت لي رجال هو أثقل على قلبي من شارب األيارج بماء البحر

بعقب التخمة، وساعة الحجامة. وكان عكابة بن غيلة هذا أهوج جاهال، ودخل على بالل فرأى ثورا مجلال

ناحية الدار فقال: ما أفره هذا البغل إال أن حوافره مشققة. وترك بعض الظرفاء النبيذ، فتحاماه معاشروه خوفا أن يكون ما أحدث من

الترك دعاه إلى زيادة النسك، وأوجب له االنقباض واإلعراض عما كانوامعه فيه يفيضون ويخوضون فقال:

القراحا الماء يشرب وقالواراح شرب لتركي تحامونيمزاحـا أكثرهم كنت ما إذالفضل دوني بها انفردوا وما

مراحـا وألطفهم وأظرفهموصنـج وتر على وأرقصهم شققت الجيوب شقوا إذا

صياحا علوتهم صاحوا وإنجيبياالقتراب أسباب من الفكاهة

وقال الفتح بن خاقان: ما رأيت أحلى من ابن أبي دواد، كنت يوما أالعب المتوكل الشطرنج فاستؤذن له، وهو يومئذ قاضي القضاة، لم يتغير عما كان عليه أيام الواثق

بعد، وله جاللة الشرف والعلم؛ فأمرنا بعض الغلمان برفعها استحياء منه، فقال له المتوكل: والله ما ترفع، وما كنت ألستتر من ابن أبي دواد بشيء ال أستتر به من الله

عز وجل؛ فدخل وهي بين أيدينا، فقال له المتوكل: أيها القاضي؛ إن الفتح استحيا منك، فأراد رفع الشطرنج، فقال: ما استحيا مني؛ إنما كره أن أعلم عليه، فاستحاله

المتوكل، وخف على قلبه. ورب مستثقل ازور له الجناب، وطال به االجتناب، كانت له الفكاهة من أسباب

االقتراب. وذكر أن روح بن زنباع بعد ما بينه وبين عبد الملك بن مروان حتى استثقل جانبه؛ وأحس روح منه التغير؛ فقال لبعض جلساء عبد الملك: إذا حضرنا مجلس األنس

عند أمير المؤمنين فسلني: هل كان ابن عمر يسمع المزاح ? فلما اجتمعوا سأل الرجل روحا فقال: نعم ! وإن أذن أمير المؤمنين تحدثت. فقال عبد الملك: قل، فقال:

إن ابن أبي عتيق كان صاحب لهو وغزل وعلى عفافه وشرفه؛ وكانت له امرأة منفقالت: أشراف قريش، فغاضبته في بعض األمر،

قمـر أيما مالك وقمرتبـه تعيش بما اإلله ذهب الخمر وفي زانية كل فيمـتـئد غير مالك أنفقت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ترى فقال: ما عمر ابن فلقي يده، في به وخرج الشعر عتيق أبي ابن فكتب لئن قال: والله وتصفح، تعفو أن ? فقال: أرى الشعر هذا في هجاني فيمن أكلمك وقال: ال األرض، به ولبط األفكل، عمر ابن أل... فأخذ قائلهما لقيت ومن له: بالقبر فقال عنه، أعرض عمر ابن أبصره فلما ذلك؛ بد لقيه ثم أبدا، عبيد أبا يا فقال: علمت له، وأنصت قفاه، فواله حرفين، مني سمعت إال فيه

على وسقط الله عبد و... ? فصعق الشعر ذلك قائل لقيت أني الرحمن امرأتي فقال: إنها أذنه، من دنا به حل ما عتيق أبي ابن رأى فلما األرض، يا أملحك الملك: ما عبد عينيه. فقال بين فقبله عمر ابن الله. فقام أعزك

بطريفة. لتأتينا يوم كل ! إنك روح روح جبن

وكان روح مفرطا في الجبن، فلما ولى عبد الملك أخاه بشرا على الكوفة أصحبه روحا، وقال له: يا بني، روح مثل عمك فال تقطع أمرا دونه لصدقه وعفافه وصحبته لنا أهل البيت. وقال لروح: اخرج مع ابن أخيك. فخرج معه وكان بشر ظريفا أديبا، يحب

الشعر والسمر والسماع والشرب؛ فراقب روحا، وقال ألصحابه: أخاف أن يكتب بأخبارنا إلى أمير المؤمنين، فضمن له بعض ندمائه أن يكفيه أمره من غير سخط وال

الئمة، وكان روح غيورا إذا خرج من منزله أغلقه ثم ختمه بخاتمه حتى يعود فيفضه بيده، فأخذ الفتى دواة وقلما، وأتى ممسيا فقعد بالقرب من دار روح مستخفيا، وخرج

روح إلى الصالة، فتوصل الفتى حتى دخل الدهليز وكمن تحت درجة فيه وكتب فيالحائط:

المشرق ألهل نعاك إذاوأرمـلة لـبـنـيات من روح ياالنـاعـي

حانت قد مروان ابن إنمـنـيتـه

بن روح يا لنفسك فاحتلزنبـاع

الناصح مقال هديت فاسمعمـنـعـمة أبـكـار تغرنـك فال الداعي

غلمانه وتبعه الغلس، من روح خرج فلما الدهليز، من مكانه إلى رجع ثم جملتهم في الفتى خرج وخلص. متنكرا إنسي، هذا كتب وقال: ما فراعه الكتابة فتأمل روح دخل الصبح أسفر فلما ساعته من نهض ثم بالعراق؛ المقام في حظ وال سواي، الدار هذه يدخل وما

عند سبب أو حاجة من أحببت بما أوصني أخي، وقال: يابن بشر على ودخل أنكرت أو تكره؛ ما منا رأيت له: هل المؤمنين. فقال أمير سيرتنا من شيئا سلطانك وعن نفسك عن الله جزاك والله، ? فقال: ال المقام يسعك فلم

ليخبرنه عليه فيه. فأقسم الشخوص من لي بد ال أمر حدث ولكن خيرا، أين بشر: ومن ميت. فقال هو أو مات قد المؤمنين أمير بالخبر. فقال: إن

وما غيري، أحد داري يدخل وقال: ليس الكتابة، بخبر ? فأخبره ذلك علمت حقيقة. لهذا يكون أال ألرجو فإني بشر: أقم الجن. فقال أو المالئكة إال كتبه

فأبى. ? أنكرت أقدمك له: ما فقال الملك عبد على وقدم ? بشر حال من شيئا

ذكره يمكنني ال أمر في جئت وقال: إنما سيرته، حسن وذكر والله، قال: ال وأنشد القصة، فأخبره بروح وخال شئتم، الملك: إن عبد خاليا. فقال إال

بشر؛ على والله وقال: ثقلت برجليه، فحص حتى الملك عبد فضحك األبيات؛أمره. له ليخلوا عليك فاحتال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الجادين مزح من قال إسحاق: حدثني رجل من قريش قال: قال لي محمد بن خالد القرشي: ذكرت لي جارية عند أبي فالن القاضي، فامض بنا إليه. قال: فصرنا إليه واستأذنا فإذا هو يصلي؛ فلما فرغ من صالته قال: ألمر ما جئتم ? قلت: فالنة. قال لغالمه: يا غالم، علي بفالنة

لتخرج، فخرجت علينا جارية كأنها مها تتثنى في مشيتها؛ فلما قعدت وضع عود فيتغني: حجرها، فجسته واندفعت

سفر وأنتم الوقوف كيفجبر وسلمي علي عوجيالنفـر بيننا يفرق حتىمنـى ثالث إال نلتقي ما

فقام القاضي على أربعة، قال: انحروني فإني بدنة، أهدوني فإني بدنة، والله ال أبيعهابمال يكال، وال بمال يوزن، وال بالخالفة، وال بالدنيا، انصرفوا.

وأتى إسحاق بن إبراهيم الموصلي باب الفضل بن يحيى فحجبه خادم اسمه نافذ مرات؛ فلقيه الفضل فقال: ما لك ال تأتينا يا إسحاق ? فقال: أتيت أعز الله األمير

الفضل: فحجبني نافذ. قال: ف ...، قال: ال يمكنني، فأتى بعد ذلك فحجبه فكتب إلى أناسا أشكو رأيك حسن إلىسوء كل من فداءك جعلت

اختـالسـا إال أسلم فلستالسـالم وبين بيني يحولون ذاك زاده فمانـافـذ في أمرك وأنفذت شماسـا إال

فلقيه بعد ذلك فقال: يا إسحاق، أكان ما ذكرت ? فقال: بعض ذلك أصلح الله األمير، فضحك وتقدم أال يحجبه أحد إن أراد الدخول، وإنما كان الفضل استثقل إسحاق لبأو

الشعراء: كان فيه، وكان الفضل أكبر الناس كبرا، وأعظمهم تعاظما. وقال بعض يأت لم ما المرء على وما

فاحشة وال عار ال العيش لذة في

حرجمنعـرج عنه إني بلومك عرجبـه لـهـوت فيما الالئمي يأيها

المزاح كرهوا من بعضفإن كره قوم المزاح فلقول أكثم بن صيفي: المزاح يزيح بهجة األشراف.

وقال أبو سليمان الداراني: أنا أكره المزاح ألنه مزاح عن الحق.وقال الحسن البصري: المزاح اختراع من الهواء.

وقال زياد: من كثر مزاحه قل إلى النباهة ارتياحه.وقال عمر بن عبد العزيز: إياك والمزاح فإنه يجر القبيحة، ويورث الضغينة.

وقال األحنف: لن يسود مزاح، ولن يعظم مفاكه. وقال سعيد بن العاص البنه: ال تمازح الشريف فيحقد عليك، وال الدنيء فيجترىء

عليك.نواس: وقال أبو

صار اللعـب ساقه جد رببه مزحت ما جدا المزاح يكون متى مكروها

عليه. حقد أو به، استخفاف من يخل لم مزاحه كثر المعتز: من ابن وقال المزاح كان إذا ذلك فإنما فيه المرء وكان المرء، على غالبا في يجريه غالبا

كثر لألحنف: من عنه الله رضي عمر قال إنسان. وقد كل ومع مكان كل كثر مزاحه كثر ومن به، عرف شيء من أكثر ومن هيبته، قلت ضحكه

مات حياؤه ذهب ومن حياؤه، وذهب ورعه، قل سقطه كثر ومن سقطه،قلبه.

الممازح ينزله أو بالمعايب، تعريضا المكروه فذلك المثالب؛ على وتنبيهاالملوم. وصاحبه الذميم

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وقد قال خالد بن صفوان: يسعط أحدكم أخاه بمثل الخردل، ويقرعه بمثلالجندل، ويفرغ عليه بمثل المرجل، ويقول: إنما كنت أمزح.

وقال محمود الوراق: أخاه يلقى الفتى تلقى

يذكـر ال بما منطقه لحن فيوخـدنـه كنت ويقول ممازحا

ومداعـبـا الحشا في نارك هيهاتتتسعر

جهلك وكان علمت أوما غالبـا

السباب هو المزاح أن األصغر

الرومي: وقال ابن إذا الـصـديق حشـمة حبذاالـعـقـوق وبـين بينه حجزتمـا

واجبات ترك إلى هيؤدي انـبـسـاط حـبـا ال حينالـحـقـوق

في شجى الشجا مسيغ منلـقـينـا مـا إذا منجاتـنـا أين الحلوق

المزاح حسنوا منريبة. بغير المزاح في بأس قالوا: ال فقد وإال

الدماثة. ذوي أخالق من يقال: المزاح وكان فقد دعاة فيه كانت قال: من عنه الله رضي طالب أبي بن علي أن روي

من ويمكن إليه، الحاجة ذي من يقرب قيل: الممازح الكبر. وقد من برىء دياناتهم، من يغض لم بما ويسمحون يمزحون األشراف زال عليه. وما الدالة

وسلم: بعثت عليه الله صلى النبي قال وقد مروءاتهم، من يقدح والحقا. إال أقول وال ألمزح والسالم: إني الصالة عليه السمحة. وقال بالحنيفية

وسلم عليه الله صلى النبي مزاح من أخ لنا قال: كان مالك بن أنس روى ما وسلم عليه الله صلى مزاحه فمن عليه الله صلى الله رسول به. فدخل يلعب نغر له عمير. وكان أبا يكنى

فرآه وسلم ذلك بعد رآه إذا فكان نغره، ? قالوا: مات له فقال: مال حزينا بن زاهر له يقال أشجع من رجل ? وكان النغير فعل ما عمير أبا قال: يا

والطرفة، البادية من بالهدية وسلم عليه الله صلى النبي يأتي يزال ال حرام يقول: إن وسلم عليه الله صلى الله رسول وكان ونحن باديتنا زاهرا

عليه الله صلى النبي أتاه إذ المدينة أسواق بعض في هو حاضروه. فبينما الرجل ? فالتفت العبد هذا مني يشتري وقال: من فاحتضنه ورائه من وسلم

وقال: تجدني يده وسلم. فقبل عليه الله صلى الله برسول هو فإذا يا كاسداربيح. الله عند لكنك الله. فقال: ال، رسول بشيء. فقال: زوجك زوجها فذكرت امرأة وسلم عليه الله صلى إليه وأتت ? لك فقال: ما زوجها تتأمل فجعلت بياض. قال: فمضت عينه في الذي

بياضا. فقال: بياض عينك في وسلم: إن عليه الله صلى النبي لي قالت: قالسوادها. من أكثر عيني للمزاح وسلم عليه الله صلى النبي سماع

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

روي: أن فقد لذلك وسلم عليه الله صلى سماعه وأما عليه دخل صهيبا وعينك التمر فقال: أتأكل يأكل؛ صهيب فأقبل تمر، يديه وبين وجعة وعينه عليه الله صلى فتبسم الصحيحة، العين بحذاء آكل ? فقال: إنما وجعة

وسلم. أن وذكروا فألفاه أتاه أعرابيا وهو تكلمه له: ال فقيل اللون؛ ممتقع مغموما

رسول فقال: يا يديه بين جثا يضحك. ثم أو أدعه فقال: ال الحالة، هذه على الناس هلك وقد يخرج الدجال ! إن وأمي أنت بأبي الله؛ فيأتيهم جوعا

الله صلى ? فضحك كذبته تضلعت إذا حتى ثريده من آكل أن فترى بالثريد،حينئذ. المؤمنين به يغني بما الله وقال: يغنيك وسلم عليه

قبل البصرة، إلى تجارة في عنه الله رضي بكر أبو سلمة: خرج أم وقالت شهد قد وكان حرملة بن سويبط ومعه وسلم، عليه الله صلى النبي وفاة له فقال مزاحا، نعيمان وكان الزاد، على سويبط وكان ونعيمان، بدرا

فمروا ألغيظنك، فقال: أما بكر، أبو يجيء فقال: حتى نعيمان: أطعمني، مني نعيمان: أتشترون فقال بقوم له عبد ! فقال: إنه ? فقالوا: نعم عبدا علي تفسدوا فال تركتموه المقالة هذه قال فإذا حر، لكم: إنه قائل وهو كالم

أخذوه ثم قالئص، بعشر مني نشتريه. قال: فاشتروه عبدي. فقالوا: بل يستهزىء وهذا بعبد ولست حر سويبط: إني فقال حبال، عنقه في فوضعوا

الخبر، فأخبروه بكر أبو فجاء به، فانطلقوا خبرك، خبرنا له: قد بكم. فقالوا النبي على قدموا سويبطا. ولما منهم وأخذ القالئص عليهم فرد القوم فاتبع وأصحابه وسلم عليه الله صلى ضحك الخبر، فأخبروه وسلم عليه الله صلىحوله.

وكان سويبط قد كف بصره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيه نعيمان في المسجد وهو يقول: من يخرجني حتى أبول ? قال: أنا، وأخذ بيده فمضى به إلى زاوية في المسجد عامرة بالناس، فقال له: بل ههنا،

فلما كشف ثوبه صاح الناس عليه من كل ناحية. فقال: من غرني ? قالوا: نعيمان، فقال: لله علي لئن لقيته ألضربنه بعصاي؛ فلقيه بعد أيام فقال:

أتحب أن أدلك على نعيمان لتوفي نذرك ? قال: نعم، لله أبوك ! فأخذ بيده حتى أتى عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يصلي فقال: هذا هو. فرفع عصاه وضربه؛ فصاح به الناس وقالوا: أوجعت أمير المؤمنين، فقال: من

قادني ? قالوا: نعيمان، قال: ال يغرني بعدها. وابتاع عبد الله بن رواحة جارية وكتم ذلك امرأته؛ فبلغا ذلك فالتمست

كونه عندها فأخبرت بذلك؛ فلما جاءها قالت له: بلغني أنك ابتعت جارية وأنك الساعة خرجت من عندها، وما أحسبك إال جنبا ? قال: ما فعلت،

قالت: فاقرأ آيات من القرآن فقال: الكافرينـا مثوى النار وأنحـق اللـه وعد بأن شهدت

العالمينا رب العرش وفوقطاف الماء فوق العرش وأنمـقـربـينـا اإلله مالئكةشـداد مـالئكة وتحمـلـه

فقالت: أما إذ قد قرأت القرآن فقد علمت أنك مكذوب عليك. وافتقدته ليلة أخرى فلم تجده على فراشها، فلم تزل تطلبه حتى قدرت عليه في ناحية

فقال: الدار، فقالت: اآلن صدقت ما بلغني فجحدها. فقالت: اقرأ آيات من القرآن، من معروف انشق كما يتـلـو الله رسول وفينا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ساطع الفجركـتـابـه العمى بعد الهدى أرانا

فقـلـوبـنـا قـال مـا أن موقنـات به

واقـع عـن جنبـه يجافي يبيت

فـراشـه بالمشركين أثقلت إذا

المـضـاجـع وأعلم بـالـظـن ليس علماأنـنـي

هنـاك محشور الله إلىفـراجـع

فقالت: آمنت بالله وكذبت ظني. فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ فضحكوقال: هذا لعمري من معاريض الكالم، يغفر الله يابن رواحة خياركم خيركم لنسائكم.

هريرة: وقال العجاج: أنشدت أبا فهاجا الخياالن طاف تكتـمـا وخيال سلمى خيالسقمـاتصرما أن رهبة تريك قامت بخنداة ساقا أدرمـا وكعبـا

عليه الله صلى الله رسول مع ونحن بها يحدي كان هريرة: قد أبو فقالينكر. فال وسلم الوضوء ينقض الشعر إنشاد أن قوم زعم

فقال: وقيل البن سيرين: إن قوما يرون أن إنشاد الشعر ينقض الوضوء؛ كـنـت فتاة أن نبثت

أخـطـبـهـا الصوم شهر مثل عرقوبها

الطول فيثم قال: الله أكبر ودخل في الصالة.

لألعشى: وسئل عن ذلك مرة أخرى وقد استفتح الصالة فأنشد يسـتـطـيع ال لـيلة وتسخـن الكـلـب بها نباحا هـريرا إال

فيه رقرقت بالصيف سالـعـرو رداء بـرد وتـبـرد العبيرا

ثم كبر وصلى. وقال جرير بن حازم: كنت في مسجد الجهاضم فقرضت بيت شعر، فقالوا: ما نراك إال

قد أحدثت فتوضأ، فذعرني قولهم؛ فأتيت ابن سيرين وقد قام إلى الصالة فقلت:عليهم: رويدك يا أبا بكر! فقال: مهيم ? فعرفته، فقال: هال رددت

األفضل األنعم عيشة بهاعيشـنـا إذ لرملة ديارتتبـدل ولم تتغير لم قللصـدي فارغ ودها وإذبالفلـفـل والقرقفية بالسحـا وماء الثلوج كأنالسنبـل ثمر به شيب لوالزنجبي القرنفل وماء

ينجـل ولم الصباح قبيلأنيابهـا برد على يصبثم قال: الله أكبر.

: وقيل البن سيرين: أنشد القذع من الشعر وأصلي فقال? األشقر الفرس مثل صفراءمشـمـولة باكرت لو وأنتالمـئزر من هنك بدا وقدفيهما ما رجليك وفي رحت

المعتز وابن األنباري ابن بين مساجلة العباس وأبي األنباري القاسم بن محمد بكر أبي بين جرت مساجلة هنا وها منها اختصرت طويلة وهي موقع الموضع هذا في لها المعتز، بن الله عبد

 الحاجة: موضع

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

كتب ابن األنباري إليه: جرى في مجلس األمير ذكر الحسن بن هانىء والشعر الذي قاله في المجون وأنشده وهو يؤم قوما في صالة؛ وهو إن

لكل ساقطة القطة، وإن لكالم القوم رواة، وكل مقول محمول. فكان حق شعر هذا الخليع أال يتلقاه الناس بألسنتهم؛ وال يدونونه في كتبهم، وال يحمله متقدمهم إلى متأخرهم؛ ألن ذوي األقدار واألسنان يجلون عن روايته، واألحداث يغشون بحفظه، وال ينشد في المساجد، وال يتحمل

بذكره في المشاهد؛ فإن صنع فيه غناء كان أعظم لبليته؛ ألنه إنما يظهر في غلبة سلطان الهوى، فيهيج الدواعي الدنيئة، ويقوي الخواطر الرديئة؛

واإلنسان ضعيف يتنازعه على ضعفه سلطان القوى؛ ونفسه األمارة بالسوء، والنفس في انصبابها إلى لذاتها بمنزلة كوة منحدرة من رأس

رابية إلى قرار فيه نار، إن لم تحبس بزواجر الدين والحياء أداها انحدارهاإلى ما فيه هلكتها.

والحسن بن هانىء ومن سلك سبيله من الشعر الذي ذكرناه شطار كشفوا للناس عوارهم، وهتكوا عندهم أسرارهم، وأبدوا لهم مساويهم

ومخازيهم، وحسنوا ركوب القبائح. فعلى كل متدين أن يذم أخبارهم وأفعالهم، وعلى كل متصور أن يستقبح

ما استحسنوه، ويتنزه من فعله وحكايته. وقول هذا الخليع: ترك ركوب المعاصي إزراء بعفو الله تعالى حض على المعاصي أن يتقرب إلى الله

عز وجل بها تعظيما للعفو، وكفى بهذا مجونا وخلعا داعيا إلى التهمة لقائلهفي عظم الدين، وأحسن من هذا وأوضح قول أبي العتاهية:

يتوب ال من حال ترى فكيفيتـوب مـن معاصيه يخاف المعتز ابن جواب

فأجابه ابن المعتز: لم يقل أبو نواس ترك المعاصي إزراء بعفو الله تعالى، وإنما حكىبحضرتنا: ذلك عن متكلم غيره، والبيت الذي أنشد له

كنت إن العفو تحظر ال امرأ إزراء بـالـدين حظـركـه فإنحرجا

وهذا بيت يجوز للناس جميعا استحسانه والتمثل به، ولم يؤسس الشعر بانيه على أن يكون المبرز في ميدانه من اقتصر على الصدق ولم يغو بصبوة، ولم يرخص في هفوة،

ولم ينطق بكذبة، ولم يغرق في ذم، ولم يتجاوز في مدح، ولم يزور الباطل ويكسبه معارض الحق؛ ولو سلك بالشعر هذا المسلك لكان صاحب لوائه من المتقدمين أمية ابن أبي الصلت الثقفي، وعدي بن زيد العبادي؛ إذ كانا أكثر تذكيرا وتحذيرا ومواعظ

القيس: في أشعارهما من امرىء القيس والنابغة. فقد قال امرؤ نام بعدما إليها سموتأهلـهـا

الماء حباب سمو على حاال حال

فأصبحت وأصبح معشوقابعلها

الظن سيىء القتام عليهوالبـال

شد البكر غطيط يغطبـقـتـال ليس والمرء ليقتلنيخنـاقـهوقال النابغة:

أخثـم لمست لمست وإذا رابـيا الـيد مـلء بمكـانـه متحيزا بالعبير المجسة وابي في طعنت طعنت وإذا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

مقرمـدمستهدف وهل يتناشد الناس أشعار امرىء القيس واألعشى والفرزدق وعمر بن أبي ربيعة

وبشار وأبي نواس على تعيهرهم، ومهاجاة جرير والفرزدق إال على مأل الناس وفي حلق المساجد ? وهل يروي ذلك إال العلماء الموثوق بصدقهم. وقد نفى حسان بن

ثابت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فما بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلميقول: أنكر ذلك عليه في هجائه حيث

آل فـي نيط ربيط وأنت هـاشـم

القدح الراكب خلف نيط كما الفرد

من للحارث: أنت قال وسلم عليه الله صلى النبي أن الرواة بعض زعم وقد من الصالح السلف وال وسلم عليه الله صلى النبي نهى أهلي. وما خير

فاجر. وال عاهر شعر إنشاد عن بعده المهديين الخلفاء لجأ بن وعمر جرير تهاجي نظرائه من وغيره المسيب بن سعيد أنشد ولقد

ينكر ولم جرير أكله أكله. يعني يقول: أكله فجعل سمعه. مما شيئا األنباري ابن رد األشعار من قاله ما كل في الله أيده سيدنا صدق األنباري: قد ابن فأجابه 

إال ذلك، أكثر أجهل أكن ولم المتقين، المؤمنين سنن عن قائلوها عدل التي وما به، كتبت ما كتابتي وقت في منه أعرف كنت ما ذكر ببالي يخطر لم أنه الذي أن على خواطره؛ وقت كل تتواتى وال يحضره، اإلنسان يعرف ما كل

الذاكر والتفهم. يذكر التعلم سبيل على هو إنما األمر هذا في جرى قد شيئا لها السامع فيكشف تركها، قد حجة فيه وعليه له، صوابه. فيحتج تقدم

غطاءه ما وغنم ابتغى، ما وجد ضالته الحق كان فإن مذكرا، أو مستبصرا لما واحتج علم، ما جحد النزوع، عليه واشتد الرجوع، من أنف وإن وجد، يعرف، بما جهل أو يدعي، بما جهل من يخلو ال بباطل مطالب كل ألن جهل؛

إال حقه فيه النظر يعطى علم في لمناظرة مجلس األمير الله أعز يعقد ولميعتقده. كان خطأ عن ورجوع يجهله، كان صواب باستفادة فيه المرء فاز

يكن لم ومن بمعصوم، األمير الله أعز ولست صوابه يكن لم معصوما ما بمعرف قلبي تعلق جرى ما حسب وعلى بمأمون، زلله وال بمضمون،

جواب في ذلك بتعريفي المتنانه كان فإن األمير، من هذه رقعتي تضمنتهالله. شاء إن وفضله طوله عادة على فيه جرى وجيه عنها

المعتز ابن جواب الذين اإلخوان من تكون أن الله أعزك أحببت المعتز: إنما ابن فأجابه

فيفيدون ويتدارسون فيتذكرون، فيتذاكرون التناصح ثمر يتجانون الباب هذا وبينك بيني ففتحت ويستفيدون، منه، علي بالولوج آذنا واثقا

مزور، استحسان على مودتنا وصنت إليه، المسارعة في عقلك بكمال يزال إنكار. وال بال التصديق يظهر مكاشر وملق إقراره، في الجحد وتعمد

وتطمئن التسيار، عصا فتلقى الثقة يلقوا حتى المودة في يسافرون اإلخوان التخلق، مالبس وتلقى الضمائر، خبايا وتؤمن النصائح، وفود وتقبل الدار، بهم

نور أشرق لما الخطأ من تعالى الله أبعدك وقد التحفظ، عقد وتحل الراحة، فراش وطىء وبالتعب الحق، على يصطرعان وبلى ال ولم الصواب،تنقاد. وبهيمة يقاد إنسان بين فرق وال العلوم، دفائن تستخرج وبالبحث

بالسكنى قصدوا ولما متشاحين، الختلفوا متفرقين اختلفوا الناس أن ولوال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

اجتنب ما االختالف وخير عليها؛ ويتفانون فيها، يتنافسون الدنيا من بقعة إال أن روي بالتبصير. كما فيه فاهتدي الباطل على التمادي معنى رضي عليا

فأراد أشهر، لستة وضعت التي المرأة في عنه الله رضي عمر حاج عنه الله�ه الله قال له: قد فقال رجمها عمر شهرا". ثالثون وفصال�ه تعالى: "وحمل

وأمضاه. عمر ذلك عن فرجع�مة على آباءنا وجدنا القائلون: "إنا الكفار مترفو هلك وبالتقليد ا أ على وإن

فجالس مؤدبك خطأ تعرف أن سرك بعضهم: إذا م�قتد�ون". وقال آثارهم في لجاجة من بالمرء أضر شيء عنه: ليس الله رضي عمر غيره. وقال والبحث المسائل وسلم عليه الله صلى الله رسول يكره كان جهل. وإنما

كره ثم عنه، يسألون فيما عليهم يثقل معترض نزول من أمته على لشفقته ويفارق التعنت، سبيل على يجري كان ما عليهما الله رضوان وعلي عمر

الكوا: سل البن عنه الله رضي علي قال التفقه. ولذلك سبيل تسل وال تفقهاتعنتا.

المدينة أهل ظرف وقال مالك: ما رأيت أشبه بأهل المدينة من ابن سيرين، وأهل المدينة أرق الناس أدبا، وأحالهم طربا، وأبرعهم شيما، وأطبعهم كرما، ويقال: دل حجازي، وعشق يماني. وقال

الموصلي: إسحاق بن إبراهيم الجوازي الظباء من ظبي مععـزاز تـل بالتـل قلبي إن

الحجا دل العراق ظرف معوفـيه الـعـراق ير لم شادنتمام: وقال أبو

ذراه كنفي في واكتنببابـه الكالم وقف شاعر من المنطق

الشآم منه ثقفت قدالمشرق ورققته الحجاز منهوسهـلـت

يحدثني الرجل وإن بالمدينة كنا يقول: لقد الماجشون بن الملك عبد وكان يفعل. فال فأستعيده الملح من الخبر ويذكر علي، فيمله الفقه من بالحديث

وأدبي. ظرفي وأهبك ملحي، أعطيك ويقول: ال واحد قميص إال لي وما المليحة الكلمة ألسمع الماجشون: إني ابن وقال

السائب ألبي وجل. وقيل عز الله وأستكسي صاحبها إلى فأدفعه المخزومي: أترى واليوم بالله يؤمن من ? قال: أما النسيب يتمنى ال أحدا

فال. اآلخر وفكاهاته السائب أبو

وكان أبو السائب كثير الطرب، غزير األدب، وله فكاهات مذكورة، وأخبار مشهورة. وكان جده يكنى أبا السائب أيضا، وكان خليطا للنبي صلى الله

عليه وسلم قبل اإلسالم؛ وأقبل اإلسالم فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكره يقول: نعم الخليط كان أبو السائب ال يداري وال يماري. واسم أبي السائب عبد الله، وكان أشراف المدينة يقدمونه ويعظمونه لشرف

منصبه، وحالوة طربه. قال الزبير بن بكار: كانت سليمة المشاوبية عاشقة ألفلح مولى الزهريين، فأتاها يوما أبو السائب المخزومي فقال: حدثيني، هل أتاك من حبيبك رسول ? قالت: ال. قال: فهل قلت في ذلك شعرا ?

قالت: نعم، ثم أنشدته:

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الحبيب نحو لي ليت أال يقـول ثـم التـسـلـيم يبلغهمبلغـا

الشديد والشوق الشوق منحياتـهـا ترجى ما نضو سليمة قتول

تعالج جـهـول فـيك تلقاه لما وأنتصـبـابة وتبكـي أحزانا فقال أبو السائب: أنا والله رسولك؛ فحفظ الشعر وتوجه نحو أفلح في يوم صائف

شديد حره، فلقيه رجل من األنصار فقال: يا أبا السائب؛ من أين أقبلت ? قال: من عند سليمة المشاوبية. قال: وإلى أين تريد ? قال: أريد أفلح مولى الزهريين أبلغه رسالتها. قال: أفي مثل هذا الوقت ? قال: إليك يابن أخي ? فإن الجنة حفت بالمكاره؛ وما عبد

الله إال بالصبر على ما ترى. وقال الزبير: حدثني جدي قال: أتاني أبو السائب المخزومي في ليلة بعدما رقد الناس،

فأشرفت عليه وقلت: هل من حاجة ? فقال: سهرت فذكرت أخا لي أستمتع به فلم أجد أحدا سواك، فلو مضيت بنا إلى العقيق فتناشدنا وتحدثنا ? قلت: نعم ! فنزلت فما

العرجي: زال في حديث إلى أن أنشدته في بعض ذلك بيتي األشـقـر كاألغر تلوح صبحبـدا حـتـى لـيلة بأنعـم باتا

ثوب بفضل الغريم أخذصـبـابة الفراق عند فتالزما المعسر

فقال: أعده، فأعدته فقال: أحسنت والله ! وامرأتي طالق إن نطقت بحرف حتى أرجع إلى بيتي غيره، فمضينا فتلقانا عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب وهو

: منصرف من ماله يريد المدينة. فقال: كيف أنت يا أبا السائب فقال? ثوب بفضل الغريم أخذصـبـابة الفراق عند فتالزما

المعسر فالتفت إلي، وقال: متى أنكرت عقل صاحبك ? قلت: منذ الليلة، قال: لله أي كهل

أصيبت به قريش. ثم مضينا فلقينا محمد بن عمران التيمي قاضي المدينة يريد ماال له على بغلة، وكان أثقل الناس جسما، ومعه غالم له على عنقه مخالة فيها قيد البغلة،

: فسلم عليه ثم قال: كيف أنت يا أبا السائب فقال? ثوب بفضل الغريم أخذصـبـابة الفراق عند فتالزما

المعسر فالتفت إلي وقال: متى أنكرت عقل صابحك ? قلت: آنفا؛ فتركني وانصرف، فقلت:

أفتدعه هكذا? ما آمن أن يتهور في بعض آبار العقيق، قال: صدقت، يا غالم، هات قيد البغلة، فوضعه في رجله وهو ينشد البيت ويدافع بيده؛ فلما أطال نزل الشيخ عن

البغلة وقال: يا غالم، احمله على بغلتي وألحقه بأهله؛ فلما كان بحيث علمت أنه قد فاته أخبرته الخبر فضحك. وقال: قبحك الله ماجنا فضحت شيخا من قريش وعذبتني

وأنا ال أقدر أن أتحرك. وروى مصعب بن الزبير عن عبد الله، قال: كان عروة بن أذينة نازال في دارى بالعقيق

لنفسه: فسمعته ينشد فؤادك زعمت التي إن

مـلـهـا هوى خلقت كما هواك خلقت

لها بها زعمت الذي فيك

كـلـهـا الصبابة لصاحبه أبدىفكالكـمـا حبك كان إن ولعمرهافوقـهـا ضحيت وقد يوما ألظلـهـا إذا

الفؤاد إلى الضمير شفع وساوس لها وجدت فإذا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

فسلهـاسـلـوة النعيم باكرها بيضاء

وأجـلـهـا فـأدقـهـا بلبـاقةفصاغـهـا عرضت لما لـي مسلما

ذلـهـا وأرجو صعوبتها أخشىحـاجة فقلت تحيتها منعت

وأقـلـهـا لنـا أكثرها كان مالصـاحـبـي

فقلت رقبتها بعض فيمـعـذورة لعـلـهـا وقال فدنالعلـهـا

فأتاني أبو السائب المخزومي فقلت له بعد الترحيب والبشر : ألك  حاجة ? قال: نعم ! أبيات لعروة بلغني أنك سمعته ينشدها ? فلما بلغت

إلى قوله: فدنا وقال لعلها معذورة، طرب وصاح، وقال: هذا والله الصادقالعهد، الدائم الود، ال الذي يقول:

وأرغب أضن بي فأهلي عنيرغـبة يمنعونك أهلك كان إن إذا قربى لي أوليس

أقصيتنـي وعندي علي حدبوا

المستعتبأرحب ورائي لما نأيت ولئنبـعـفة ألدنـون دنوت فلئن أكون أن وعيشك يأبى

قـلـب وقلب به أعيش رأيمقصرا لقد عدا هذا األعرابي طوره، وتجاوز قدره، وإني ألرجو أن يغفر الله لصاحب األبيات

األولى لحسن الظن بها، وطلب العذر لها. فعرضت عليه الطعام فقال: سبحان الله ! أويحسن الظن بمثلي أن يأكل طعاما بعد سماع هذه األبيات ? والله ما كنت ألخلط بها

طعاما حتى الليل، وانصرف.أولها: واألبيات التي أنشدها أبو السائب لبعض الهذليين هي من مليح الشعر

والركاب زينب طرقتكمنـاخة

والندى مكة بحطيميتـصـبـب

العلمين بثنية وعارضته السماك خفقبـعـدمـا وهـنـا العقرب

مرحـب والكرامة التحية ومعلـخـيالـهـا وكـرامة وتحية هداك ومن اهتديت أنى

ودوننـا عاذب فقلة حمل

فالـمـرقـب السماع إلى وانقطاعهم المزاح إلى المدينة أهل ارتياح

وألهل المدينة من االرتياح إلى المزاح، واالنقطاع للسماع ما هو مشهور عندهم، مأثور منهم. قال عبد الله بن جعفر: أنا لي عند السماع هزة لو سئلت عندها ألعطيت، ولو

قاتلت معها ألبليت. وقال أبو العيناء: قال األصمعي: مررت بدار الزبير بالبصرة، فإذا بشيخ من أهل المدينة

من ولد الزبير يكنى أبا ريحانة جالس بالباب وعليه شملة تستره؛ فسلمت عليه وجلست إليه؛ فبينا أنا كذلك إذ طلعت علينا سوداء تحمل قربة، فلما نظر إليها لم

يتمالك أن قام إليها وقال لها: غنني صوتا، فقالت: إن موالي أعجلوني، قال: ال بد من ذلك، قالت: أما والقربة على كتفي فال، قال: فأنا أحملها: فأخذ القربة منها فحملها

تغني: واندفعت عليك وأحزاني تقضىومهجتـي يفك ال أسير فؤادي

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

تطـول لطول قرحى مقلة ولي

هـمـول عليك وأجفاني إليكاشتياقها كثير أعدائي فديتك،

قـلـيل لـديك وأشياعي بعيدوشقـتـي! أقـول فكيف عالتي فأفنيتبعـلة جئت جئت ما إذا وكنت

وقالت: ما تبكي، الجارية وقامت فشقها؛ بالقربة وضرب وصرخ، فطرب ! موالي من أكره لما فعرضتني حاجتك، في شفعتك منك، بجزائي هذا

ووضع الشملة، ونزع حصلت، علي فالمصيبة تغتمي فقال: ال قدام من يدا من رجل به فاجتاز الحال؛ بتلك وقعد قربة لها وابتاع وباعها خلف، من ويدا الذين من أحسبك ريحانة؛ أبا فقال: يا حاله فعرف عنه، الله رضي علي ولد مهتدين". قال: ال، كانوا وما تجارتهم ربحت فيهم: "فما وجل عز الله قالر الله يقول الذين من ولكني الله، رسول يابن الذين عبادي لهم: "فبش

أولو هم وأولئك الله هداهم الذين أولئك أحسنه، فيتبعون القول يستمعوندرهم. بألف له وأمر األلباب". فضحك

ترى ما باألصوات يشدو الذي الرجل الحكم؛ أبا جعدبة: يا البن رجل وقال يحسن ال سنة أربعون الرجل على أتت إذا ! كنا الله ? قال: سبحان فيه

الموتى. يعني الغرقد بقيع أهل من عددناه أصوات عشرة عليه، فأشرف بليل يتغنى المدينة قاضي وهو المخزومي باألوقص ومر

له وأصلح عني خذ خطأ، وغنيت نياما، وأيقظت حراما، شربت هذا؛ وقال: ياالغناء.

وسلم عليه الله صلى الرسول مسجد في غناء وقال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد: حدثت أن مدنيا كان يصلي مذ 

طلعت الشمس إلى أن قارب النهار أن ينتصف، ومن ورائه رجل يتغنى، وهما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا برجل من الشرط

قد قبض على الرجل فقال: أترفع عقيرتك بالغناء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فأخذه؛ فانفتل المدني من صالته، فلم يزل يطلب إليه فيه حتى استنقذه، ثم أقبل عليه فقال: أتدري لم شفعت فيك ? قال: ال، ولكني إخالك رحمتني، قال: إذا فال رحمني الله. قال: فأحسبك عرفت قرابة بيننا. قال: إذا قطعها الله، قال: فليد تقدمت مني إليك، قال: والله وال عرفتك قبلها. قال: فأخبرني. قال: سمعتك تغنيت آنفا فأقمت واوات

معبد، أما والله لو أسأت التأدية لكنت أحد األعوان عليك. قال: والصوت الذي ينسب إلى واوات معبد شعر األعشى الذي يعاتب فيه

يزيد بن مسهر الشيباني وهو: واجم للبين أنت أم غد غداةالئم الم وإن ودعها هريرة

سـائم ويسأم لبانات تقضىثويته ثواء حول في كان لقد ويروى أن معبدا بلغه أن قتيبة بن مسلم فتح خمس مدائن؛ فقال: لقد غنيت بخمسة

أصوات هن أشد من فتح المدائن التي فتحها قتيبة. واألصوات قال المبرد: أحدها، لألعشى يعاتب يزيد بن مسهر الشيباني: هريرة ودعها وإن الم الئم. فأنشد البيتين.

يعاتبه: والثاني: قوله تطيق وهل الركـب إن هريرة ودع أيهـا وداعـا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الـرجـلمـرتـحـل مصقول فرعاء غيداء

عـوارضـهـا يمشي كما الهوينا تمشي الوحل الوجي

أوس: والثالث، للشماخ بن ضرار بن مرة بن غطفان يقوله لعرابة بن القرين منقطع الخيرات إلىينمـى األوسي عرابة رأيت

بـالـيمـين عـرابة تلقاهالمـجـد رفعت راية ما إذاالوتـين بدم فاشرقي عرابةرحـلـي وحملت بلغتني إذا

ربيعة: والرابع، لعمر بن أبي تـسـأال أن قليله فإن واسألتتـرحـال أن قبل أمامة ودع

أن به بخلت الذي فعسىفتأنـهـا ساعة لعمرك أمكث يبذال

معقال المطي ظل أو بات إنحـاجة ندرك حين نبالي لسناالليثي: قال أبو العباس: والشعر الخامس ال أعرف قائله. قلت: وهو لعروة بن أذينة

القرن أعصب وظبي غراب تـصـيح العشي وصردان ببيننادبا

بعثمة شطت لئن لعمريدارهـا

الفراق خوف من كنت لقدأليح

وكتب سليمان بن عبد الملك إلى عثمان بن حيان المرى: أحص المخنثين، فوقعت فوق الحاء نقطة فأخذهم وخصاهم وفيهم الدالل؛ فبلغ ذلك ابن أبي عتيق وقد قام إلى الصالة فقال: أوقد خصي الدالل ? إنا لله ! لقد

كان يحسن أن يغني: أمسى شالجي بذات طلل لمن خلقا دارسا

عليكم، قال: السالم الكتاب أم قراءة من فرغ فلما الصالة؛ في دخل ثمثقيله. يحسن وال الشعر هذا خفيف يحسن وكان

عتيق أبي ابن طرف من والبن أبي عتيق عجائب ظريفة، أذكر لك منها ما يصلح ويملح؛ منها أنه سمع وهو

ربيعة: بالمدينة قول ابن أبي منها نلت فما غير محرما

أنـنـا المطارف الثوب من كالنا

البس فقال: أبنا يلعب ابن أبي ربيعة ? فأي محرم بقي ? فركب بغلته متوجها إلى مكة، ودخل أنصاب الحرم، وقيل له: أحرم ! قال: إن ذا الحاجة ال يحرم. فلقي ابن أبي

ربيعة؛ فقال: أما زعمت أنك لم تركب محرما قط ? قال: بلى ! قال: فما قولك: كالنا من الثوب... البيت ? فقال له: إني أخبرك؛ خرجت بعلة المسجد، وخرجت زينب

تريده، فالتقينا فاتعدنا، فصرنا إلى بعض الشعاب، فأخذتنا السماء، فأمرت بمطرفي فسترنا الغلمان لئال يروا بها بلة فيقولوا لها: هال استترت بسقائف المسجد ? فقال له

ابن أبي عتيق: يا عاهر ! هذا البيت يحتاج إلى حاضنة ? وابن أبي عتيق الذي سمع قولربيعة: ابن أبي

الربـاب أخت القتول أتحببي ما ليعلم صاحبي لي قالالشراب برد فقدت ما إذا ءبالما كوجدك بها وجدي قلت

�م أزهقت متاب من لقاتلي ما مهجتي،دعتـهـا إذ نوفل أأتـراب كواعب خمس بينتهـادى المهاة مثل أبرزوها

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ماء الخدين أديم فيمـنـهـا تحير مكنونة وهيالشبـاب

قلـت تحبها قالوا ثم والحصى الرمل عددبـهـرا والتراب

ضقتبـأنـي الثريا إلى رسولي من والكتاب بهجرها ذرعا فلما سمع هذا البيت قال: إياي أراد وبي هتف ونوه؛ والله ال ذقت طعاما

أو أشخص إليها وأصلح بينهما. قال مولى لبني تميم: فنهض ونهضت معه حتى خرج إلى سوق الضمرتين،

فأتى قوما من بني الديل من حنيفة يكرون النجائب، فقال: بكم تكرونني راحلتين إلى مكة ? قالوا: بكذا وكذا، فقلت لبعض التجار: استوضعوا شيئا؛ فقال ابن أبي عتيق: ويحك ! إن المكاس ليس من أخالق الناس، ثم ركب

واحدة وركبت األخرى وأجد السير، فقلت: ارفق بنفسك. فقال: ويحك: أبادر حبل الوصل أن يقتضبا وما أملح الدنيا إذا تم الوصل بين عمر والثريا. فقدمنا مكة، وأتى باب الثريا، فقالت: والله ما كنت لنا زوارا. قال: أجل !

ولكني جئت برسالة؛ يقول لك ابن عمك عمر: ضقت ذرعا بهجرك والكتاب. فالمه عمر. فقال ابن أبي عتيق: إنما رأيتك مبادرا تلتمس رسوال

فخففت في حاجتك، فإنما كان ثوابي أن أشكر.وسمع ابن أبي عتيق قول العرجي:

قـيل وإن عنـدي ليلة ومالـيلة

ليلة وال األضحى ليلة والالفطر

عندي اإلثنين معادلةوبالـحـري

لـيلة مثلها سواء يكونالـقـدر

أنس ال األشياء م أنس وماقولهـا

عن لي سلي قومي لخادمهاالوتر

في الناس تقول فجاءتعشرة تسع

فـي فإنك عنه تعجلي والأجـر

أجاز إن مالي من وجل عز لله حرة وهي شهاب، ابن من أفقه فقال: هذهذلك. أهلها

علي بن الحسن مع وقال له مروان بن الحكم يوما: إني مشغوف ببغلة للحسن بن علي، قال له: فإن

دفعتها إليك أتقضي لي ثالثين حاجة ? ومروان يومئذ أمير المدينة، قال: فإذا اجتمع الناس عندك في العشية فإني آخذ في مآثر قريش، فأمسك عن الحسن فلمني على

ذلك. فلما أخذوا في مجالسهم أفاض في أولية قريش؛ فقال له مروان: أما تذكر أولية أبي محمد، وله في هذا ما ليس ألحد ? فقال: إنما كنا في ذكر األشراف ولو كنا في ذكر األنبياء لقدمنا ألبي محمد. فلما خرج الحسن ليركب البغلة تبعه ابن أبي عتيق:

فقال له الحسن وتبسم: ألك حاجة ? قال: نعم ! ذكرت البغلة ? فنزل الحسن ودفعهاإليه.

ومن ظريف أخباره أن عثمان بن حيان المري لما دخل المدينة واليا عليها اجتمع إليه األشراف من قريش واألنصار. فقالوا: إنك ال تعمل عمال أجدى وال أولى من تحريم الغناء والرثاء. ففعل وأجلهم ثالثا، فقدم ابن أبي عتيق في الليلة الثالثة فحط رحله

بباب سالمة الزرقاء، فقال لها: بدأت بك قبل أن أصير إلى منزلي. فقالت: أو ما تدري ما حدث ? وأخبرته الخبر. فقال: أقيمي إلى السحر حتى ألقاه، وال بأس عليك. ثم

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

مضى إلى عثمان بن حيان فاستأذن عليه، وأخبره أن أجل ما أقدمه حب التسليم عليه، وقال له: من أفضل ما عملت به تحريم الغناء والرثاء. فقال: إن أهلك أشاروا علي

بذلك. قال: فإنك قد وفقت، ولكني رسول امرأة إليك تقول: كانت هذه صناعتي فبنت منها، وأنا أسألك أيها األمير أال تحول بيني وبين مجاورة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عثمان: إذا أدعها لك. قال: إذا ال تدعك الناس. ولكن تدعوها فتنظر إليها

فإن كانت ممن يترك تركتها. قال: فادع بها. فأمرها ابن أبي عتيق فتقشفت وأخذت سبحة في يديها، وصارت إليه، فحدثته عن مآثر آبائه، ففكه لها. فقال ابن أبي عتيق:

اقرئي لألمير، ففعلت فأعجب بذلك. فقال لها: فاحدي لألمير ففعلت، فأعجب بحدائها. ثم قال لها: غبري لألمير، فجعل يعجب بذلك، فقال له ابن أبي عتيق: فكيف لو سمعتها

فغنت: في صناعاتها؛ فقال: قل لها فلتقل ! فأمرها لما الخيم خصاص سددنوجـبـين واضـح بنان بكلدخلنه

يخرج مثلك ما قال: والله ثم يديها، بين جلس حتى سريره عن عثمان فنزل المقام في لسالمة أذن الناس عتيق: يقول أبي ابن له المدينة. فقال عن

جميعا. لهم أذنت عثمان: قد ! فقال غيرها ومنع الصديق بكر أبي بن الرحمن عبد بن محمد بن الله عبد عتيق: هو أبي وابن 

لم وهي عائشة على دخل أنه وذكر زمانه، أهل أجل وكان عنهم، الله رضي قال: فال الموت، ! قالت: في فداك ? جعلت أماه يا أنت فقال: كيف بها،! بحال مزحك تدع وقالت: ما فضحكت فسحة، األمر في أن ظننت إنما إذا،

بالغناء أذنه يداوي معاوية وقال ابن جريج: كان عبد الله بن جعفر إذا قدم على معاوية أنزله داره وأظهر له من

إكرامه وبره ما يستحقه؛ فكان ذلك يغيظ فاختة بنت قرظة بن عبد بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف زوج معاوية، فسمعت ذات ليلة عند عبد الله غناء، فجاءت إلى معاوية

فقالت: هلم فاسمع ما في منزل هذا الذي جعلته بين لحمك ودمك، وأنزلته مع حرمك ! قال: فجاء معاوية سمع وانصرف، فلما كان آخر الليل سمع معاوية قراءة عبد

الله، فجاء فأيقظ فاختة وقال: اسمعي مكان ما أسمعتني !! ثم إنه أرق ذات ليلة فقال لجريج خادمه: اذهب فانظر من عند عبد الله وأخبره أني في أثرك، فأتاه فأعلمه

ذلك، فأقام عبد الله من عنده، ثم دخل معاوية فلم ير في المجلس أحدا، فقال لعبد الله: مجلس من هذا ? قال: مجلس فالن، قال: فمره أن يرجع إليه، ثم قال: مجلس

من هذا ? قال: مجلس فالن، قال: فمره أن يرجع إليه؛ فرجعوا حتى لم يبق إال مجلس واحد، قال: مجلس من هذا ? قال: مجلس واحد يداوي اآلذان. قال: مره فليرجع فإن

بأذني علة، فأمر عبد الله بديحا المليح فخرج؛ فأدناه معاوية منه وأراه أذنه. وقال: أنظر ما ترى فيها ? قال: هي مسدودة وتحتاج إلى فتح وتنقية، قال: شأنك أمكنتك

منها، وال تضع يدك عليها إن كنت غير حاذق بعالجها. قال عبد الله: يا أمير المؤمنين؛ هو حاذق، ما يعالج في دارنا غيره. فقال معاوية: وشهد شاهد من أهلها، فاندفع يغني

سلمى: من شعر زهير بن أبي فالمتثلم الدراج بحومانةتكلم لم دمنة أوفى أم أمن

فقال: يعيرك ورجليه، يديه يحرك وهو معاوية يلحظ جعفر بن الله عبد فجعل الله قبح جعفر، يابن بعد لعلى مني الجهل فقال: إن المؤمنين، أمير يا الجهل قال ثم أخالقه، على المضيف يساعد ال بحيث فيها الضيف يكون ضيافة

وخرج. نهض ثم أبدا؛ تألم ال جارحة فتحت لبديح: لقد بديح طرف من

وكان بديح أحلى الناس وأذكاهم، وهو الذي قال له الوليد بن يزيد: يا بديح؛ خذ بنا في األماني، فإني أغلبك فيها، فقال: يا أمير المؤمنين، أنا أغلبك ألني فقير وأنت خليفة،

وإنما يتمنى المرء ما عسى أن يبلغ إليه وأنت قد بلغت اآلمال. قال: ال تتمنى شيئا إال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

تمنيت ما هو أكثر منه. قال: فإني أتمنى كفلين من العذاب وأن يلعنني الله لعنا وبيال،فقال: اعزب لعنك الله دون خلقه.

ودخل عبد الله بن جعفر على عبد الملك بن مروان وقد اشتى عرق النسا، فقال: يا أمير المؤمنين، إن موالي بديحا أحذق الناس برقيته، قال: أتجيئني به ? فجاءه به فرقا؛

فبات تلك الليلة هادئا، فلما أصح سأله عبد الله بن جعفر عن حاله، فأخبره بما وجد من العافية؛ ثم قال لبديح: اكتب لنا هذه الرقية لتكون عندنا، قال: ال أفعل، قال:

اكتب: أقسمت عليك لتفعلن، قال ألم ما أدر لم لنا مضينالـتــي وأيامـك أيامـي إن أال

الهـجـر لـك مضى شيء وما مضينعـائد

مـن تولين إن فيها لك فهلعـذر

واستقبلي مضى ما دعيإنني العيش

مستقبل العيش لذيذ رأيتالعـمـر

الدهر نازع فما في امرأ فأعتبهانقـالبـه الـظـهـر بقـاصـمة إال

إال رقيتك كنت إن طالق ? قال: امرأتي هذا شيء الملك: فأي عبد فقال! الركبان به سارت ما أستر قال: كيف علينا، ! استر ! قال: ويحك بهذه

األحزاب مسجد في يتغنى قال أبو مسلم الهاللي المكي: حدثني أبي عن أبيه قال: أتيت عبد العزيز بن المطلب

أسأله عن بيعة الجن للنبي صلى الله عليه وسلم بمسجد األحزاب وما كان بدؤها ?يتغنى: فوجدته مستلقيا

معشبة بالحزن روضة فماالـثـرى

جثجاثهـا الندى يمجوعـرارهـا

عـزة أردان من بأطيب مـوهـنـا

الرطب بالمندل أوقدت إذانـارهـا

تلق لم البيض الخفرات منشـقـوة

صاف المكنون الحسب وفي نجارها

تبد وإنقـرة لعينك كانت خفيت إذا عارها يعمك لم يوما فقلت له: مثلك أصلحك الله يتغنى ? أما والله ألحدون بها ركبان نجد،

فعاود يتغنى: خفاقة أدماء ظبية فما

الحشـا متون بطفليها تجوب

الخمائل تقول إذ منها بأحسن حشو يجرين وأدمعهاتـدلـال

المكاحلاألطـاول الشهور بأيام رهينفـإنـه القصير اليوم بذا تمتع

فندمت على قولي وقلت: أتحدثني في هذا بشيء ? قال: نعم ! حدثني أبي أنه دخليغنيه: على سالم بن عبد الله وأشعب الطماع

والـدين األثواب مطهرةوجـهـهـا سـنة كالبدر مغيريةوافـر

تلـق لم البيض الخفرات منريبة

الله تقى عن يستزلها ولمشاعـر

األمر من مكروه كل وعن وعرض زاك حسب لها

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

زاجرمهـذبفغنى: فقال سالم: زدني،

نفض عندما غراب جناحكـأنـه داج والـلـيل به ألمت القطرا

في ثوى أعطار فقلترحالـنـا

نشرها ليلى حملت وماعطـرا

من ألنك جائزتك؛ ألحسنت الرواة تداوله أن لوال والله سالم: أما له فقالبمكان. األمر هذا وسلم عليه الله صلى الله رسول مسجد في ومزاح غناء

وقال إبراهيم الحراني: حججت مع أمير المؤمنين الرشيد فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فبينا أنا بين القبر والمنبر إذ أنا برجل حسن الهيئة خاضب،

ومعه رجل في مثل حاله؛ فحانت مني التفاتة فإذا هو يقوس حاجبه ويفتح فاه، ويلوي عنقه ويشير بعينه، فتجوزت في صالتي ثم سلمت فقلت: أفي مسجد رسول الله صلى

الله عليه وسلم تتغنى ?! فقال: قنعك الله خزية، ما أجهلك ! أما في الجنة غناء ? قلت: بلى لعمري فيها ما تشتهي النفس وتلذ األعين، قال: أما نحن في روضة من

رياض الجنة ? قلت: ال ! قال: واحرباه ! أترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ! فنحن في تلك الروضة. قلت: قبح

الله شيخا ما أسفهه ! قال: بالقبر والمنبر لما أنصت إلي ? فتخوفت أال أنصت؛ فاندفعيخفيه: يغني بصوت

الحمى عشيات فليستبرواجع

عينيك خل ولكن إليك،تدمعـا

فلما اليسرى عيني بكتزجرتها

أسبلتا الحلم بعد الجهل عنمعا

الشعر للصمة بن عبد الله القشيري. فوالله إن قمت إلى الصالة لما دخل قلبي؛ فلما رأى ما نزل بي قال: يا بن أم، أرى

نفسك قد استجابت وطابت، فهل لك في زيادة ? قلت: ويحك ! في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم !! قال: أنا والله أعرف بالله ورسوله منك، فدعنا من جهلك؛ ثم

تغنى: بـالـمـدينة واش كـان فلـوداره

حضرموت بأقصى وداري ليا اهتدى

الله أحسن ال لهم وماذاحفـظـهـم

ليلى تصريم في الشأن منحبـالـيا

الملوح. عامر بني لمجنون الشعر المؤمنين أمير كان لو أهلك، وعتق والله، أحسنت أم؛ بن صاحبه: يا له فقال

يعلمان ال وهما طربا. قال: فقمت ثيابه عليك لخلع الموضع هذا في الرشيد ال فقال: أدركهما الخبر؛ فأعلمته المؤمنين أمير على فدخلت أنا، من

يفوتانك. قائم وأنا ماؤها، ذهب قد بوجوه دخال عليه دخال فلما بهما، جاء من فوجهت

المغني إلي ? قلت: نعم. فنظر هما هذان إبراهيم؛ فقال: يا رأسه، على ? فسري وسلم عليه الله صلى الله رسول جوار في وقال: سعاية منهما

خير. ? قاال: في فيه كنتما فقال: ما وتبسم غضبه، بعض المؤمنين أمير عن جماعة ? فابتدره أنت منهما: من للمغني ? فسكتا. فقال الخير قال: فماذا يتغنى مكة فقال: فقيه مكة، فقيه جريج ابن هذا المؤمنين، أمير فقالوا: يا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

لم المؤمنين؛ أمير !! قال: يا وسلم عليه الله صلى الله رسول مسجد في يعني المخزومي هذا أسمعت كنت ولكني للغناء بالقصد مني ذلك يكن

عني، يأخذهما أن فأحببت التقينا، حتى قلبي في يزاال فلم صوتين، صاحبه المؤمنين أمير الموضع في كان لو وأنه أحسنت، قد أني وحلف فأخذهما،

وسكت. علي لخلع الحديث من الرشيد: تركت فقال تركت ? قال: ما شيئا أمير يا شيئا

في كنت لو أنك زعم المؤمنين، أمير لتقولن. قال: يا المؤمنين. قال: والله علي لخلعت موضعه طربا. مشقوقة ثيابا دعا لك. ثم خير فهي صحيحة عليك نخلعها ولكن فال، هذا وقال: أما فتبسم آالف بعشرة ولصاحبه درهم ألف بعشرين له وأمر ثيابه، ونبذ فلبسها بثياب

ثانية. المؤمنين أمير يحج أن صاحبه: إال لهذا. فقال تعودن درهم. وقال: الالجائزة. في بصاحبه وقال: ألحقوه فضحك

القسي سوق في قال إبراهيم الحراني: ثم قدمنا مكة فإني لفي سوق القسي أساوم بقوس عربية بكنانتها، إذ بإنسان عن يميني يقول: نعم القوس في يدك. قلت: أريد أبسط منها

قليال ? قال: فعندي بغيتك إئت المنزل، فصرت إليه، فأخرج إلي قوسا جيدة لينة حسنة الصنعة، قلت: نعم ! هذه أريد، فكم ثمنها ? قال: عشرة دنانير، قلت: يا هذا، أغرقت

في النزع، قال: هذا سومي، فهات سومك أنت. قلت بدينارين. فأحد النظر، وقال: وآتيك؛ فالذي كان يجب للطبيعة أن تأتي به تحول فصار ضحكا. فقلت: غضب الله

عليك، تطلق لسانك في حرم الله وأمنه في أيام عظيمة؛ فأنت بمثل هذه السن تتكلم بهذا الكالم !! فقال: هو ما قلت لك، إنما هو بيع وشراء، فال تغضب؛ فإني لم أغضب

من عطيتك. قال: ففارقته، ودخلت على أمير المؤمنين، فقلت: يا سيدي؛ ههنا خبر أعجب من خبر

ابن جريج ! وحدثته الحديث، فقال: ارجع وجئني به، فوجهت غالما كان معي وأنا أساومه ومعه أعوان؛ فجاءوا به، فلما دخل عليه قال: هذا صاحبك يا إبراهيم ? قلت: نعم يا أمير المؤمنين ! فقال الرشيد: ماذا قلت لهذا حين ساومك بالقوس ? قال: قد دار بيني وبينه كالم. قال: أخبرني به. قال: لست مني على سوم فأخبرك. قال: فماذا

قال لك ? قال: هو أعلم بما قال. فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين؛ أخرج إلي قوسا عربية بكنانتها، فقلت: بكم هذه ? قال: بعشرة دنانير. قلت: أسرفت فخذ مني دينارين.

قال: وآتيك. قال الرشيد: كذا كان ? قال: نعم يا أمير المؤمنين؛ إنما هذا شراء وبيع ولم يتم لي بيعها بما أعطاني، وظننت أن بضاعته قليلة فقلت: آخذ دينارين وعروضا

بالباقي.فضحك الرشيد حتى تبسط. ثم قال: قاتلك الله ! فما أقبح مجونك ! ووصله.

قال إبراهيم: فلما انصرفنا خارجين عن مكة مررت به، فوقفت عليه وسلمت عليه. فقال: ما ترى في تيك القوس ? ألك فيها رأي ? قلت: أما على شريطتك األولى فال.

قال: فال بأس فخذها مني بدينارين وغن لي ثالثة أصوات، أو خذها بخمسة وأغنيك أربعة أصوات، ثالثة لمعبد، وواحد البن عائشة كان يفعل فيه ما أحل الله وحرم، قلت:

يغني: هذا وحده. فاندفع األسنة بأطراف وخطا

ردائيا فضـل عيني على وردامضجعي أمير أن وحسنه. فقلت: لوال شاء ما فأجاده المازني الريب بن لمالك الشعر

وإن السالم عليك عليك. فقال: امض لوقفت دابته له قدمت قد المؤمنين لك ضمتين. قلت: ما أو بضمة أخيك على بخلت إذ فيه؛ ما القلب في كان

تجد إبراهيم، فقال: يا قال بما المؤمنين أمير وحدثت ! وفارقته، الله لعنك

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بالعراق طوال وعرضا ? قلت: والظرف الذكاء من الحرمين ألهل ما له واحداموضعه. أعرف ال

الملح تعجبهم األشرافرأيته: وقال األصمعي: أنشدت محمد بن عمران قاضي المدينة وكان أعقل من

نفسـي على بالخان نزلتمنـزلـي عن السائل يأيهاينسـي وال الرهن يقبل الخابـز من الخبز علي يغدوضرسي أوجعني لقد حتىكسوتي ومن كيسي من آكل

فقال: اكتب لي األبيات. فقلت: أصلحك الله؛ هذا ال يشبه مثلك، إنما يروي مثل هذااألحداث، قال: اكتبها لي، فاألشراف تعجبهم الملح.

التغلبي: وقد قال الطائي في عمرو بن طوق يلـعـب لـم لمن جد وال سمحفـكـاهة وفـيه شيمـتـه الجد

لـين ذاك ويتبع شرسخـلـيقة

لم ما الصهباء في خير ال تقطب

وهب: وقال في الحسن بن بالخندريس ظله فيلـينـهـا خـطـبـنـا أيام لله

السلـسـل السماع نغم بمدامة

خـفـيرهـا غير المعلول في خير ال

معلـل يجلو وهو عليها يعشو

مـغـفـل غير وهو ويغفل بازمقلـتـي

في كأنه الوقار خشنوال خـالئقـه تهـفـو طائش المحـفـل

الـجـد يجم فكه لم من عيش ويهزل ينضىوقـد أحـيانـا يهزل

 وقال أبو الفتح علي بن محمد البستي: بالـهـم المكدود طبعك أفد

راحة من بشيء وعلله براح

الـمـزح ذاك أعطيته إذا ولكن

فـلـيكـن من الطعام تعطي ما بمقدار الملح

الكتاب بدء وهذا حين أبتدىء متصرفا بك من بالغة خطاب، إلى براعة جواب، وصريح منادرة، إلى مليح مهاترة، وغريب مراجعة، إلى عجيب منازعة، وتشبيه واقع، إلى مثل صادع، وغير

ذلك مما يحي موات القلوب، ويشفي نجي الكروب، مما تجذل له الخواطر، وترتاحإليه السرائر، وتنفتح به األسماع، وتنشرح له الطباع.

فما مر به من هذه النوادر فال تنظر إليها نظر المنكر فتعرض عنها صفحا، وتطوي دونها كشحا، إذا وقعت فيها كلمة قذف، أو لفظة سخف. وتقول: قد قال عمر بن عبد العزيز

رحمه الله لغالمه ورأى روث دابة: نح ذلك النقيل تصونا عن اسم الروث. وقال:عرضت لي دمل تحت يدي فآلمتني، ولم يقل تحت إبطي.

وكان الحجاج على قبح أفعاله، وسوء أحواله، يتنزه عن أن ينطق بلفظة سخيفة. وقد قال لمن اتهمه بمال ابن األشعث: لو خبأته تحت، حتى قال: تحت ذيلك، لم يكن بد من

إخراجه. وإنما أراد أن يقول تحت استك. وأكثر القاذورات وردت بالكنايات؛ كالغائط وهو المطمئن من األرض. وكانا إذا أرادوا

قضاء الحاجة ذهبوا إلى ذلك الموضع؛ فسمي ما يخرج من اإلنسان باسم موضعه.

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وكذلك االستنجاء أيضا مأخوذ من النجو، وهو المكان المرتفع؛ الستتارهم وراءه. والحش: البستان. والعذرة: فناء الدار. وكذلك وصفهم لطيب األردان، وهي األكمام،

وإنما يراد ما تحتها، وإنما ذلك كله للفرار من النطق بأسماء األقذار. وليس في كل موضع أعزك الله تحسن الكنايات عن لفظ فحش، وال بكل مكان يجمل

اإلعراض عن معنى وحش. فيكون كما حكى الجاحظ: أن رجال بعث غالمه إلى غريم له، فأساء الغالم خطابه، فخرق الغريم ثيابه؛ فرجع إلى مواله، فقال: ما لك ? قال:

شتمك يا موالي، فلم أحتمل الصبر، فرددت عله، فحل بي ما ترى، قال؛ وما كان شتمه ? قال: قال لي: أدخل هن الحمار في حر أم من أرسلك. فقال له مواله: دعني عنك مما جرى، ولكن لم لم تجعل لي من الوقار ما جعلته ألير الحمار حين كنيت عن

ذا ولم تكن عن ذا ! فلو صرح بالجميع لكان أسلم له من الذنب، وآمن من العتب. وقد قال أبو فراس الحمداني لرسول أرسله إلى من يهواه، فجفا في جوابه، فلطف

فأنشده: الرسول رسالته فتبين أبو فراس ذلك الجواب عن الرسول وكنى

تظرفا ما علمنا فلقد كنى ولئن

عـنـى تحاش، وال رسول يا قل

فـإنـه أم بي أساء منه بد ال

أحـسـنـافتـمـكـنـا مهجتي من مكنتهألنـنـي جـنـاه فيما لي الذنب

فقال: أخذه بعض المتأخرين رسـوال كنت إن رفالظ عنك خل رسولي ياالغليال بالصدق واشفيقـلـه لـم ما تقل ال

وهذا وإن لم يكن من محض هذا الباب، إذ كان إنما يستطاب، ألنه من األحباب، كقولاآلخر:

لي شتمك عنك أتانيوسـبـي

اسمي بفيك جرى أليس فحسبي

النمري: وكما قال منصور يحسن وال الهوى يطيب ال

لخلق بالح خصـال بخمس إالوتـقـال وهجـرة وعتابنصـيح وعذل الهوى بسماع

اآلخر: وكقول من باألذى يصلى الحب دع

حبيبه يحـب ممن األذى فإن

سـرور عين في الشاء قطيع غبارذرور آثـارهـن تـال مـا إذاربها

اآلخر: وقول قلـيال بالوصال لي فتطارديلـذة تـك لم الخيل طراد لوال وما الحياة أخو الشراب هذاغـلـيال يصيب حتى لذة منله

فهو يلم ببعض جهاته، ويتطرف بإحدى جنباته. وفي مثل التهاتر يمكن قول العتبي فيما سهل سبيله من ترك اإلعراض عما كان مثله بالقول لقائله كالولد لناجله: ما على مبصره أن يراه شريرا فاتكا، دون أن يراه وقورا ناسكا. وإنما تلزم عمدته، وتعود عهدته، في سخفه وجهله، على نفسه وأهله. وقد قال

الظرفاء: بعض ومزاح خلق حسنمـنـا للنـاس إنما

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

صالح أو فساد منفـيا كـان ما ولنا لزال ورذالة، سخافة فيه ما دون وأصالة، ركانة فيه بما آتي إنما هنا كنت ولو من وأفلتت حدودها، عن وخرجت وسمها، عنها وارتفع اسمها، الملح عن

تتعلق القصد، من وظرائف الجد، من بلطئاف توشيحه من بد قيودها. وال للناظر، استراحة ليكون بأفنانه؛ وتتشبث بأغصانه، وكما للخاطر؛ وإجماما

الجزل. والله إلى فيحتاج الرقيق يمل كذلك الهزل؛ فيه فيدخل الجد، يمل الفكر، إليه وصرف الناظر، له وأتعب الخاطر، به شغل مما أستغفر

الرحيم، الرؤوف فهو عائدة؛ وأتم فائدة، أعم غيره مما السر، فيه واستخدمالكريم. والجواد

أشعب ملح من قيل ألشعب الطماع: لقد لقيت التابعين وكثيرا من الصحابة، فهل رويت مع علو سنك حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ? فقال: نعم، حدثني عكرمة عن ابن عباس عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلتان ال تجتمعان في مؤمن. قيل: وما هما ? قال:نسيت واحدة، ونسي عكرمة األخرى.

وقيل له: كم كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ? قال: ثالثمائة وثالثةعشر رطال.

وهذا كما قيل لطفيلي: كم اثنين في اثنين ? قال: أربعة أرغفة.وسألته صديقة له خاتما وقالت له: أذكرك به. قال: اذكري أنك سألتني فمنعتك.

وساوم بقوس بندق، فقال صاحبها: بدينار، فقال: والله لو كنت إذا رميت بها طائرا وقعمشويا بين رغيفين ما اشتريتها بدينار.

وأهدى رجل من ولد عامر بن لؤي إلى إسماعيل األعرج فالوذجة وأشعب حاضر فقال: كل يا أشعب، فأكل منها، فقال له: كيف تراها ? قال: الطالق يلزمه إن لم تكن عملت

قبل أن يوحي ربك إلى النحل، أي ليس فيها حالوة.الشاعر: وبأشعب هذا يضرب المثل في الطمع. قال

مطالك من ألعجب إنيأعجب

إليك تردادي طول من وتكذب

وتحلف تأتي لي وتقول إليك طمع من فأجيءكاذبـا وأذهب

وأنت أنا اجتمعت فإذاأشـعـب وهذا مسيلمة قالوابمجلس

رأت فالن، أبي آل كلبة ? قال: نعم منك أطمع له: أرأيت وقيل يمضغ شخصا فتبعته علكا، الخبز. من بشيء لها يرمي أنه تظن فرسخا يعمل برجل أشعب ومر فيه تزيد أن له: أريد فقال الخيزران؛ من طبقا

? قال: لعل فائدتك طوقين. قال: فما أو طوقا المدينة أشراف من أحداشيئا. فيه لنا يهدي لها فقال بها، عرف حتى فيها ويتحدث بالمدينة امرأة يعشق أشعب وكان

سألته جاراتها: لو ? فأتاها شيئا يصلك ما يقلن جاراتي فقالت: إن يوما له فأخرجت أتاها شهرين. ثم يقربها ولم عنها بشيء. فخرج ماء، فيه قدحا

فلم ومضى للطمع، اشربيه أنت ! فقال: بل للفزع هذا له: اشرب فقالتإليها. يعد

الناس أحلى وكان الزبير، بن الله عبد مولى جبير بن أشعب هذا: هو وأشعبمفاكهة.

ملح إال الدنيا من شيء كل يقولون: تغير المدينة بكار: أهل بن الزبير قال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بالمدينة؛ الخبز يعالج الغيث أبو برة. وكان ومشية الغيث، أبي وخبز أشعب،مشية. وأحسنهن النساء أجمل من وكانت األسود؛ بن سعد بنت وبرة عنه الله رضي عفان بن عثمان بنت عائشة حجر في نشأ قد أشعب وكان

الغاية. بلغنا حتى وأسفل يعلو يزل أشعب: فلم الزناد. قال أبي مع ? قال: بلغت أين سنة بعد فسألته البز؛ يعلمه من إلى عائشة قال: وأسلمته

الطي. وبقي النشر ? قال: تعلمت له: كيف قالت نصفه، وبقي العمل نصف ومات عمره آخر في ونسك ملحا، وأكثرهم غناء، الناس أطيب أشعب وكان عثمان قتل يوم تعالى. وكان الله رحمه ذلك على وبقي الماء يسقي غالماالمهدي. خالفة إلى

الله عبد بن سالم وخرج أهله ومعه المدينة نواحي من ناحية إلى متنزها مغلقا، الباب فصادف التطفيل؛ يريد فوافاهم الخبر، أشعب فبلغ وحرمه، ! وحرمي بناتي ! معي أشعب يا سالم: ويلك له عليهم. فقال الحائط فتسور

نريد. ما لتعلم وإنك حق، من بناتك في لنا ما علمت أشعب: لقد له فقالمنزله. إلى منه وحمل أكله بطعام له وأمر منه فضحك

يطبخ لي بجار قط أحسست يقول: ما وكان الغضار، غسلت إال قدراقدره. إلي يحمل وانتظرته الخبز، وكسرت

أن ? فقال: أخاف نتحدث العشية إلي صرت أصحابه: لو بعض له وقال الظهر صلينا معه. قال: فلما فمضى ثالث معنا قال: ليس ثقيل، يجيء

إلى صرنا قد أنا أشعب: ترى فقال الباب، يدق بشخص إذا بالطعام ودعونا واحدة كرهت إن خصال عشر وفيه صديق له: إنه فقلت ? قال نكره ما

قال: يشرب، وال يأكل ال أنه له. قال: هات. قلت: األولى آذن لم منهنله. إئذن لك، التسع المدينة. فقال: أمير وهو زيد بن الحسن أتى وقد الغاضري حديث نظير وهذا

? ذاك ! وكيف صنعت ما قال: بئس ورسوله، الله عصيت ! إني فداك جعلت عنه نهاكم وما فخذوه الرسول آتاكم "وما يقول وجل عز الله قال: ألن

أمرهم ولوا قوم يفلح وسلم: ال عليه الله صلى الله رسول فانتهوا" وقال فاشتريت امرأتي أطعت امرأة. وأنا واحدة الحسن: اختر فقال فأبق، غالما

تجاوزها. فال هذه عند ! قف أنت فقال: بأبي الغالم، ثمن شئت إن ثالث؛ منهذه. حسبي ? قال: ال، الخصلتين عليك قال: أعرض

وشكا عليه ذلك فاشتد طلحة، بنت عائشة زوجه الزبير بن مصعب وغاضبت ? قال: عشرة كلمتك هي إذا لي أشعب: فما له خاصته. فقال إلى أمره وسلم، عليه الله صلى الله رسول عم فقال: يابنة إليها فأتى درهم؛ آالف

أنت إن العطية لي وأجزل عندك، بي استشفع فقد األمير؛ بكالم تفضلي ! فداك وانتهرته. فقال: جعلت أشعب؛ يا ذلك إلى سبيل كلمته. قالت: ال

سوء من الله عودك ما إلى ارجعي ثم درهم، آالف عشرة أقبض حتى كلميهفصالحته. فقامت فضحكت الخلق،

بالل بن وعمر مروان بن الملك عبد مروان بن الملك عبد قاربه. كان بما أي بالشيء، يذكر والشيء لعاتكة محبا

فساءه وبينه؛ بينها الذي الباب وسدت يوما، فغاضبته معاوية؛ بن يزيد بنت بالل بن عمر له فقال خاصته، من به يأنس من إلى وشكا وتعاضله، ذلك

إلى الثواب? قال: حكمك. فأتى فما ترى حتى لك أرضيتها أنا األسدي: إن

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الذي األمر أن وقال: أعلموها عليها فاستأذن وسوده؛ ثوبه مزق وقد بابها، يا لك وبكى. فقالت: ما بنفسه رمى دخل فلما له؛ عظيم. فأذنت فيه جئت

على أحدهما عدا وقد الغاية، في إلي اإلحسان من هما ولدان ? قال: لي عم فأخذه به؛ أتسلى ولد لي وقلت: يبقى فاحتسبته به؛ وفجعني فقتله، أخيه وهو القتل، على يجترئون فالناس وإال القود، من بد وقال: ال المؤمنين أمير وأكبت الملك عبد على ودخلت الباب ! ففتحت بك الله يغيثني أن إال قاتله بالل، بن عمر فضل تعلم قد المؤمنين؛ أمير وتقول: يا تقبله البساط على بالذي كنت الملك: ما عبد ? فقال فيه فشفعني ابنه؛ قتل على عزمت وقد

بينهما؛ ما وصلح عنه العفو وعدها حتى والخضوع التضرع في فأخذت أفعل؛به. وعده بما لعمر فوفىالمنصور من وفهم الفتى من إفهام

وعلى ذكر عاتكة بنت يزيد، قال المدائني: لما حج أبو جعفر المنصور قال للربيع: ابغني فتى من أهل المدينة أديبا ظريفا عالما بقديم ديارها، ورسوم آثارها فقد بعد عهدي بديار قومي، وأريد الوقوف عليها؛ فالتمس له الربيع فتى من أعلم الناس بالمدينة،

وأعرفهم بظريف األخبار، وشريف األشعار؛ فعجب المنصور منه؛ وكان يسايره أحسن مسايرة، ويحاضره أزين محاضرة، وال يبتدئه بخطاب إال على وجه الجواب؛ فإذا سأله

أتى بأوضح داللة، وأفصح مقالة؛ فأعجب به المنصور غاية اإلعجاب، وقال للربيع: ادفع إليه عشرة آالف درهم؛ وكان الفتى مملقا مضطرا؛ فتشاغل الربيع عنه واضطرته

الحاجة إلى االقتضاء، فاجتاز مع المنصور بدار عاتكة؛ فقال: يا أمير المؤمنين؛ هذا بيتمحمد: عاتكة بنت يزيد بن معاوية الذي يقول فيه األحوص بن

موكل الفؤاد وبه العدا حذرأتعـزل الذي عاتكة بيت يا فقال المنصور: ما هاج منه ما ليس هو طبعه: من أن يخبر بما لم يستخبر عنه، ويجيب

وهو: بما لم يسأل عنه ? ثم أقبل يردد أبيات القصيدة في نفسه إلى أن بلغ إلى آخرها تقول ما تفعل وأراك

وبعضهم ال ما يقول اللسان مذقيفعل

علة ? فقال: أخرته به له أمرنا ما للمدني دفعت له: هل وقال بالربيع فدعاوعجلها. له قال: أضعفها المؤمنين، أمير يا كذا

في أسمع ولم المنصور، من فهم وأدق الفتى، من إفهام أحسن وهذامنه. بألطف التعريض

ولقول األحوص هذا سبب ذكره عبد الله بن عبيدة بن عمار بن ياسر. قال: خرجت أنا واألحوص بن محمد مع عبد الله بن الحسن إلى الحج، فلما كنا

بقديد قلنا لعبد الله بن الحسن: لو أرسلت إلى سليمان بن أبي دباكل الخزاعي، فأنشدنا من رقيق شعره ? فأرسل إليه، فأنشدنا قصيدة له

يقول فيها: يذهـب ال وحبها الزمان ذهبأتـجـنـب الذي خنساء بيت يا

الصدود أمنحت أصبحتوإنمـا

الصدود مع إليك قسماألجنـب

جمالك إذا أحن لي ماأقـرب مني وأنت عنك وأصدقـربـت

مطـلـب لودك هل أم لمتيممـعـول إلـيك هـل درك لله?

يتـجـنـب لـو بهواك لموكلوإنـنـي ذاك قبـل رأيتك فلقد

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الرجي الزمن في نحن إذيرقـب ال كالكما متجاورون،وأنتم شجوها الحمامة تبكي

وتخصب همي عازب ويروحفتهيجنـي باسمكم السمية وأرى

فيزيدنـي المتـقـرب سميك إليك شوقا

أو عنك ينبىء كان إنفـأوده يودكـم الـعـدو وأرىيتنسـب

فيك الواشين وأحالف دوب ضغـائن ذوو علي وهمتجـمـال

ذلك ومثل غضبت حتىولـيجة عـلـي اتخذتـهـم ثم يغضب

فلما كان من قابل حج أبو بكر بن عبد العزيز، فلما مر بالمدينة دخل عليه األحوص بن محمد فاستصحبه ففعل. فلما خرج األحوص قال له بعض من عنده: ما تريد بنفسك ?

تقدم الشام باألحوص وفيها من تبعك من بني أبيك وهو من السفه على ما علمت ! فلما رجع أبو بكر من الحج دخل عليه األحوص منتجزا ما وعده من الصحابة، فدعا له

بمائة دينار وأثواب وقال: يا خال؛ إني نظرت فيما ضمنت لك من الصحابة، فكرهت أن أهجم بك على أمير المؤمنين. فقال األحوص: ال حاجة لي بعطيتك، ولكني سعيت

عندك، ثم خرج، فأرسل عمر بن عبد العزيز إلى األحوص وهو أمير المدينة فلما دخل عليه أعطاه مائة دينار وكساه ثيابا، ثم قال له: يا خال؛ هب لي عرض أخي، قال: هو

عمر: لك، ثم خرج األحوص وهو يقول في عروض قصيدة سليمان بن أبي دباكل يمدح الفـؤاد وبه العدا حذرأتـعـزل الـذي عاتـكة بيت يا

مـوكـل زمانك في بك عيشنا هل

راجـع بعدك تفاحش فلقد

المـتـعـلـل الصدود أمنحك أصبحتوإنـنـي

الصـدود مع إليك قسماألمـيل

صددت وما عنك فصددتلبغضة

ال كاشـح مقالة أخشىيغـفـل

حديث به البغيض أرضيأزوره الـحـبـيب بيت وتجنبي معضل

ذاك وعيشـنـا الزمان إنونـجـذل نـسـر بلـذتـه كناالـذي وأصـبـح بشاشته ذهبتذكـره وينـهـل الـفـؤاد به يعل أسفاقوله: حتى انتهى إلى

أخالقهم عن فسموتالمتـوكـل الحازم إن لنداك،وتركتهـم حاجتي في ووعدتنيفصدقتني

الحديث كذبوا إذ ووفيتوبدلوا

�خلفت مواعد وعدوامـعـاشـر ود أريد بدأت ولقد إذ أ

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

حصلوا اليقين رجع إذا حتى

مطامعـي أؤمـل الـذين وأخلفنـي يأسا

عنهم وعندك عجلىبرحـلة إليك صنعوا ما زايلتالمتحـول

تقول، ما تفعل وأراكوبعضهم

ال ما يقول الحديث مذقيفعل

فقال عمر بن عبد العزيز: ما أراك أعفيتني مما استعفيك. واألحوص وإن كان ممن أغار على قصيدة سليمان، فقد أربى عليه في اإلحسان، وكان كما قال ابن المرزبان؛ وقد أنشد البن المعتز قصيدته في مناقضة ابن طباطبا العلوي

أولها: التي �سد دعوا أنيابـهـا بين تدخلوا والغابها في تكنس األ

العباسيين: قال: قد أخذه من قول بعض وأشبالهـا تقربوها والأغيالها تسكن األسد دعوا

أخذ ديباجا. ورد قطيفة، وغل عاجا، ورده ساجامستملحة طرف

بك. قال: أي لنأنس اليوم إلي المبرد: صر العباس ألبي المغني سذابة قال عليك. يريد وأنا ? قال: أنت آكل عندك شيء لحما سذاب. وعليه مبردا

بارد. فقال: يوم في الجسر على المبرد العباس أبا الكاتب الخيار برد ولقي الفالج. الناس يصيب لئال بنا اعبر بارد؛ واليوم الخيار، برد وأنا المبرد، أنت

رأى، من بسر الراقص وسكباج المغني باذروجة محمد: لقيت بن عون وقال علينا وأقسم فضحكوا؛ األلوان، وافت فقد المائدة؛ غالم، فصحت: يا

عيش. أطيب في عنده يومنا فكنا باذروجة؛ وشعره جدار ابن طرف من

وكان ابن جدار كاتب العباس بن أحمد بن طولون بارد المشاهدة، فعاد أبا حفص بن أبي أيوب ابن أخت الوزير، فوافاه وقد أصابته قشعريرة. فقال: ما تجد ? جعلت

فداك ! قال: أجدك.فقال: وكان أبو حفص أديبا شاعرا بليغا ولها، وقد رأى وردا قريبا من أقحوان

النبات مخضر الورد منبناصـع يطفن أقحوانات أرى نضيد

دنت ثغورفـكـأنـه الصبـا ريح يميله خـدود للثـم شوقا وكان ابن جدار ينقل أخبار أبي حفص إلى العباس بن أحمد بن طولون، فصار إليه يوما

فقال: أعزك الله؛ إنما مجلس المدام حرمة أنس، ومسرح لبانة، ومذاد هم، ومرتع لهو، ومهد سرور؛ وإنما توسطته عند من ال يتهم غيبه، وقد بلغني ما تنهيه إلى أميرنا

: أبي الفضل من أخبار وأنشد. مجالسي لـألخـالء قلت ولقد سمعوه لو بالنصح ساع قوليومـاوضـعـوه بينهم للموداتبـسـاط المدام مجلس إنما منأرادوا ما إلى انتهوا ما فإذا رفـعـوه ولـذة نعيم

: فاعتذر إليه وحلف أنه ما فعل، وقام عن وأنشد. مجلسهبفـراقـه وداده بعد فأنستخيفة منه أوجست أخ من كم فتركتهخـلـيقة منه األيام أحمد لم بخـالقـه مستمتعا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وكان ابن جدار قبل تعلقه بالعباس يتكسب بالشعر ويقنع باليسير، فصار إلى دارفيه: إسحاق بن دينار بن عبد الله وامتدحه، فلم يهب له شيئا؛ فقال

ابن مدحت أن الناس عجبمـدحـيه على يجزني فلم ردينا

مالـلـؤ قدم فما تعجبوا ال قلت أخـيه منـه وال منه عجيبا? بأبيه المرىء الناس من دجـا ومـن أبـوه، ديناره إن

القلم: وهو القائل في فقـدان الحيرة به أغرىالدجى رواق تحت وعاشق

إعـالن السـر عقد يحلبتحريكـه ممشوق أهيف يحوك وبـرهـان تحكى بالغةمثلـه يحك لم وشياوخـطـبـان ماذي ففيهالـردى وأهدى أحيا وربماعـريان وهو عراة يكسوأعـجـوبة للناظـر وفيه

أقـران الـقـد مختلفاتلـه مطايا خمس به تجريريان الكرسـف ريقة منحـده مـرهـف لسان له

أذهـان التدقيق في للقولأغرقت إذا المعنى دقة في احتسى إذا نشـوان الرأس منه حركالدجا كلون كأسا

ومـرجـان وياقوت درلـفـظـه من ينثر كأنمانظمه في الفكر بسيط ترى وجثـمـان حد له شخصا

إثـره فـي يسحـب كأنما سحبـان الحكمة من ذيالديوان بالمـلـك سما والالـهـدى منار قام ما لوال

العيناء وأبي مكرم ابن بين إلينا تهد لم لك العيناء: ما أبو له فقال الجبل؛ من مكرم بن محمد قدم شيئا

خفت خف في قدمت ولو قال: كذبت، خف، في إال قدمت ما ? فقال: والله قال: قمت، علي زدت فقال: إن المهاترة، من العيناء أبو عليه روحك. وأكثر

بالعافية. تتهددنا أراك يشربان وكانا إلى الدار: أقوم لصاحب مكرم ابن فقال لهما، صديق عند يوما

أبو فقال الخالء؛ شيء. منك إلينا يعود ال العيناء: إذا العيناء أبي يدي بين فوضع مهنئا، مكرم ابن فأتاه مولود العيناء ألبي وولد

? هذا وضع حجرا. فقال: من فوجده العيناء أبو وانصرف. فجسه حجرا النبي بقول عرض إنما الله؛ قال: لعنه قدم، لما مكرم ابن فقالوا: تركه

الحجر. وللعاهر للفراش وسلم: الولد عليه الله صلى وأتى محمد بن مكرم شاعر فقال: إني قد هجوتك بشعر ? فقال: قل،

فوالله لئن أحسنت ألخلعن عليك خلعة، فأنشده: دينـار وما مكرم فما رالفخ عن تنح مكرم فتى ياحمار وذاك كودن فذا نبهذي فخرت إذا تفاخر ال

عليه ارم غالم، يا ثيابنا، من أكسوك ولكني فقال: أحسنت، وبرذعة. جال المتفرقة الطرف إلى عود

دخل بعض أبناء الملوك على المبرد وعنده سلة حلوى قد أعدها لبعض إخوانه، فوجدفأنشده: ابنه الفرصة في اشتغال أبيه فأقبل يأكل منها. فنظر إليه المبرد

تطحن المنية ورحىغفالتهـم في الناس

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

حلوى. سلة يديه بين فرأى الملوك بعض على حمير الحارث أبو ودخل يكره الحارث أبو ? قال: باذنجان. وكان األمير أيها هذا في فقال: ماشديدة. كراهية الباذنجان

في الباذنجان يجعل أن الطباخ وأمر دعوة، خالد بن يحيى بن محمد وأصلح يراه ما منعه باألكل وهم لون قدم فكلما الحارث أبو وحضر الطعام، جميع ال ماء فقال: اسقوني فعطش المائدة بدقة يأكل فأقبل ضاق أن إلى

فيه. باذنجان معه فأكل محميا، وكان مزورات يديه وبين يحيى بن محمد على ودخل فقالوا: واستخفى منهم رأسه فغطى إخوانه، بعض فلقيه عنده، من وخرج

يحيى بن محمد عند ? قال: أكلت الحارث أبا يا لك ما كثيرة. قالوا: فما بقوال مني يقبلوا فال خضراء فيمسحني المساح يمر أن ? قال: أخاف تخاف

مظلمة. بالجمل: أنه المعروف المصري السالم عبد بن الحسين عن حكي كما وهذا

له: فقال عليه، يقدر مما بأكثر يعدو وهو النجارين، بعقبة إخوانه ببعض مر مستخفيا. فخرج الدار إلى فأتاه نزلة، به نزلت تكون أن فخاف علي، قف

الجمال في وقعت السخرة أن علمت ? قال: أما الله عبد أبا يا لك فقال: ما بشفاعة. وكان إال أتخلص فال فأؤخذ الجمل، هذا يقال أن يؤمنني ? فما

الجمل ظريفا. حلوا بالصالة يجيز المدبر ابن

وكان أبو الحسن أحمد بن المدبر إذا مدحه شاعر فلم يحسن وكل به من يمضي معهفأنشده: إلى الجامع فال يفارقه حتى يصلي مائة ركعة؛ فتحاماه الشعراء، فأتاه الجمل

حسن أبي في أردنا الـوالة تنتـجـع بالمدح كمامـديحـا الثـفـلـين أكرم فقلنا والـفـرات دجلة كفاه ومنطـرا

الـصـالة الناس إلى جوائزهلـكـن المدحـات يقبل فقالواالـزكـاة الشأن ! إنما عياليصالتـي تغني لهم: وما فقلت أبـى إذ فأمـا الشاغـالت الهموم وعاقتنيصـالتـي إالالصـالت تنشطني أن لعليمنهـا الصاد بكسر لي فيأمر

هذي على لي ويصلححياتـي هذي على لي فيصلح الممات

فأمر له بمائة دينار.تمام: وقيل له: من أين اهتديت إلى هذا ? قال: من قول أبي

كسرت فإن الحمام هنحـمـام فإنهـن حائهن منعيافة

بخيل برمكي يكن ولم يبخل، البرمكي يحيى بن محمد وكان أخويه إلى باإلضافة إال بخيال

يوما: له فقيل بذلك، وصفه يكثر حمير الحارث أبو وكان وجعفر؛ الفضل من فمنقورة صحافه وأما فعدسة، خوانه ? فقال: أما محمد مائدة كيف

? قال: يحضرها فترة. قيل: فمن والرغيف الرغيف وبين الخشخاش، خشب هذا غير ذكر والذباب. وقد السالم عليهم المالئكة يريد وأألمهم الخلق أكرم

تختلف. والحكايات

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

أيام ثالثة أقام يكن لم إن الطالق ? قال: عليه عنده كنت له: كيف وقيلشراب. وال طعام آثار إليه يدخل لم ألنه قطع؛ رأسه أن يظن وبطنه

البخل في قيل ما مستجاد من ومن مستجاد ما قيل في البخل مما جمع إلى الخالعة براعة قول أبي نواس في

نيبخت: إسماعيل بن واقية إسماعيل خبز على

البـخـل من األمان دار في حل فقد

األكـل يرى كآوى إال خبزه وما

ابـنـهـا وال الحزون في نراها ولسنا

السهل خبزه وما كالعنقـاء إال

مـغـرب وفي الملوك بسط في تصورالمثل

غـير من الناس عنها يحدثرؤية

وال تمر إن ما صورة سوىتجلي

بـن كـلـيب إال خبـزه وماوائل

منبت عزه يحمي لباليالـبـقـل

خصمان يستب ال هو وإذعـنـده

وال بجد مرفوع الصوت والهزل

  بـه حل إسماعيل خبز فإن

الـذي أصاب عـن ذاك يكن لم كليبا

ذل يسـطـاع ليس قضاء ولكن

رده ذي مكر وال دهي ذي بحيلة عقل

قال الجاحظ: وأبيات أبي نواس على أنه مولد شاطر أشعر من شعرالمهلهل في إطراق المجلس بكليب أخيه إذ يقول:

بـعـدك النار أن نبئتأوقـدت

كليب يا بعدك واستبالمجلـس

كل أمر في وتحدثواعـظـيمة

لم أمرهم حاضر كنت لو ينبسوا

وكان كليب إذا جلس في ناديه لم يرفع أحد طرفه، وال ينطق بكلمة إجالال له.نواس: وقال أبو

الناس قدور رأيت من سوداالصلى

زهراء الرقاشيين وقدركالـبـدر

البعوضة بحيزوم يضيقصدرهـا

طرف على فيها ما ويخرج الظفر

نقط من الثاء كخط ثالثبـفـنـائهـم للمعـتـفـي يبينهاالحبـر

سعـى للرحيل تنادوا ما إذابـهـا

ولـد مـن الحولي أمامهمالـذر

القائل: وهذا القدر ضد قدر قدري وبوأت وأجـرع مـيث بـين ما برابية موضعا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

فوضعتها الرجام هضب لها جعلت

وطخفة تـنـزع لم دونها أثافي وغوال شحنة الليل كأن بقدر

قعـرهـا فيها الفيل ترى لم طافيا

يقطـعقوله: ويجب أن يأكل ما في هذا القدر من ذكر الفرزدق في

حين األرزاق ما لعمركاكتيالها

بأكثر خوان من خيراالعذافـر

يلتمس الدجال ضافه ولوبالعسـاكـر خبازه على وحلالقرى ألشبعهمكـلـهـم ومأجوج يأجوج بعدة عـذافـر غداء يوما

مليحة طرف ? قال: قطان. قال: وما اسمك له: ما فقال المتوكل على رجل ودخل

? قال: قطان وصناعتك حمدان اسمك ? قال: حمدان. قال: لعل صناعتكلهيبتك. دهشت ولكني المؤمنين، أمير يا نعم

? كلبك اسم ? قال: وثاب. قال: وما اسمك كلب: ما معه آلخر رجل وقال المغتاب ابن نماشي قادم: كنا ابن ! وقال قال: واخالفاه قال: عروة،

في صاحبها. وكنا الله من مكتوب: بركة عليها فإذا بمقبرة، فمررنا القاضي،بتلك. الموت. فقلت: هذه ذائقة نفس مكتوب: كل منارة على فإذا إمالك الحارثي، إياس بن مطيع االستدراك فأحسن الغلط على هذا له وقع وممن

عليك فقال: السالم عهد، ولي وهو المهدي حياة في الهادي على دخل فإنهالمؤمنين. أمير ! فقال: بعد له: مه فقيل المؤمنين، أمير يا

المقلوب يتعمدان وأما أبو العبر ومحمد بن حكيم الكنتجي فقد كانا يتعمدان المقلوب رقاعة ومجانة، وأبو

العبر هو الذي كتب لبعض أصحابه: أما قبل فأحكم بنيانك على الرمل، واحبس الماء في الهواء، حتى يغرق الناس من العطش؛ فإنك إذا فعلت ذلك أمرت لك كل يوم

بسبعة آالف درهم ينقص كل درهم سبعة دوانيق. وكتب يوم إال تسعا لخمس وأربعين ليلة خلت من شهر ربيع األوسط سنة عشرين إال

القائل: مائتين. وله مثل هذا كثير من منظوم ومنثور. وهو الخـفـان قرابة والطيلسانالرمـان وكنة يعشق الخوخ

فعرقب قلبي رمى من ياالكتان حموضة منه فشممتأذنه

وقال أبو العبر: كنا نختلف ونحن أحداث إلى رجل يعلمنا الهزل، فكان يقول: أول ما تريدون قلب األشياء، فكنا نقول إذا أصبح: كيف أمسيت ?

وإذا أمسى: كيف أصبحت ? وإذا قال: تعال نتأخر إلى خلف؛ وكانت له أرزاق تعمل كتابتها في كل سنة، فعمل مرة وأن معه الكتاب، فلما فرغ

من التوقيع وبقي الختم. قال: أتربه وجئني به، فمضيت فصببت عليه الماء فبطل، فقال: ويحك ! ما صنعت ? قلت: ما نحن فيه طول النهار من قلب

األشياء ! قال: والله ال تصحبني بعد اليوم فأنت أستاذ األستاذين.وكان نقش خاتم أبي العبر توفي جحا يوم األربعاء.

وتعرض للمتوكل والمتوكل مشرف على مظهر في قصره الجعفري وقد

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

جعل في رجليه قلنسوتين وعلى رأسه خفان وقد جعل سراويله قميصا، وقميصه سراويل، فقال: علي بهذا المثلة؛ فدخل عليه فقال: أنت

شارب ? قال: ما أنا إال عنفقة. قال: إني أضع األدهم في رجليك وأنفيك في فارس، قال: ضع في رجلي األشهب وانفني إلى راجل ! قال: أتراني

في قتلك مأثوم? قال: بل ماء بصل يا أمير المؤمنين، فضحك ووصله.وأبو العبر القائل في الجد:  

عـدمـي على أقوى فبهكـرم ولـي مال لي ليسمتـهـم غير أشكو كيفيظلـمـنـي الله أقول ال

هممي العال في وتمشترزقـت بما نفسي قنعت قدمي إلى فرقي من فهيسـابـغة الصبـر ولبست

الـنـعـم كافر تجدني لمعاتـبـنـي الدهر ما فإذاالرقيق: وله في

بـسـحـر ترنو والجفون رقةيجـري خـدك يكـاد حتى رق مستظرف الشبه قليل يا

بهجـر مغرى الجمال بديع لالشـك واحد يا الصدود عني كف

الحس صدودك من عيل فقد ن

صبريأيضا: وله

إذا حـتـى غضبت إذا أبكيرضـيت

الرضا عند بكيت من خوفاالغضـب

إن والموت رضيت إن فالموتغضبت

فـي عشت سلو، يرجى أنىتـعـبحميد: وهذا قريب من قول فضل الشاعرة، وقيل سعيد بن

بمغتبط الرضا بذاك عنيراضـية كنت أيام كنت ما السخط وكثرة التجني منكسيتبـعـه الرضا بأن علماغلط فعن سرني وما منكخلـق فعن ساءني ما فكل

بن ميمون عن المتوكل سأله وقد العيناء، أبي كقول األخير البيت هذا يهودي مثل مثله تسرق، فقال: يد يبغضه وكان البريد ديوان صاحب إبراهيم

طبيعة، إساءته بقي، بما وإحجام أدى، بما إقدام فله جزيته، نصف سرقتكلف. وإحسانه

أدبه من وطرف الثقفي محجن أبو ولما مات أبو محجن الثقفي وقف رجل على قبره، فقال: رحمك الله أبا محجن !

فوالله لقد كنت قليل المراء، جيد الغناء، غير نعاس، وال عباس، وال حابس للكاس. واسم أبي محجن عروة بن حبيب، وكان فارسا شاعرا، وكان مشتهرا بالشراب كثيرا

يقول فيه؛ فحده عمر رضي الله عنه مرات، ثم أخرجه إلى العراق، فشرب، فحده سعد بن أبي وقاص وسجنه في قصر العذيب، وكان سعد مريضا في القصر، وأقام

المسلمون في حرب القادسية أياما، فوجهت األعاجم قوما إلى القصر ليأخذوا من فيه، فاحتال أبو محجن حتى ركب فرس سعد من غير علمه فخر فأوقع بهم؛ فرآه سعد، فلما انصرف بالظفر خلى سبيله. وقال: ال أضربك بعدها في الشرب، قال: فإني ال

أذوقها أبدا.? ودخل ابن أبي محجن على معاوية فقال له: أبوك الذي يقول

موتي بعد عظامي تروي جنب إلى فادفني مت إذا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

عروقهاكـرمة الفـالة في تدفنني وال

مـت ما إذا أخاففـإنـنـي أذوقـهـا أالوأنشد: فقال: يا أمير المؤمنين؛ لو شئت لذكرت من شعره ما هو أحسن من هذا

مالي عن القوم تسألي الوكثـرتـه

بأسي عن القوم وسائلي خلقي وعن

مـن أنـي أعلم القومسـراتـهـم

الرعـديدة يد تطيش إذاالـفـرق

�عطى الروع غداة السنان أحصتـه

من أرويه الرمح وعاملالعـلـق

عن النجالء الطعنة وأطعنعرض

ضربة فيه السر وأكتمالـعـنـق

بصلة. له وأمر الفعال؛ نسيء ال المقال، أسأنا كنا فقال: لئن الشام أهل من رجل جنازة في يضحك الحجاج

وقال ابن عائشة: مات رجل من أهل الشام، فحضر الحجاج جنازته، وكان عظيم القدر، وله عز وجاه؛ فصلى عليه وجلس على شفير قبره، وقال: لينزل قبره بعض

إخوانه، فنزل نفر منهم، فقال أحدهم وهو يسوي التراب عليه : رحمك الله يا أبا فالن؛ فإن كنت ما علمت لتجيد الغناء، وتسرع رد الكأس، ولقد وقعت بموضع سوء ال تخرج

منه إال يوم الدكة. قال: فما تمالك الحجاج أن ضحك، وكان ال يضحك في جد وال في هزل، ثم قال للرجل:

هذا موضع هذا األمر. ويلك ? قال: أصلح الله األمير، فرسي حبيس في سبيل الله لويتغنى: سمعه األمير

جارا قد تهوين من إنالـنـارا أوقدي لبينى ياوالغـارا الهندي تقضمأرمقـهـا بت نار رب

زنارا الخصر في عاقديؤججـهـا ظبي عندها أبين ما الشام، أهل يا القبر من سعنة. فقال: أخرجوه يسمى الميت وكان يبق فلم وجها، الله خلق أقبح الميت ! وكان جهلكم في العراق أهل حجةضحكا. استغرق إال حضر ممن أحد الشام أهل

وأهل الشام غاية في الجهل والغباوة. ودخل رجل من أهل العراق الشام  في أيام عبد الملك في حوائج له، فحجب عنه، فدخل في غمار الناس،

فقال عبد الملك لجلسائه: ما معنى قول الشاعر: بالظفر وأتبعنباكـرنـهـا المواشط ما إذا طويال وحفا

ميال غرابيب العسيف كعقلفعقـلـنـهـا القرون تخذن الشديدة والغرابيب والعسيف: األجير، والوحف: البشام، امرأة، شعر يصف

عراجين الكرم. وروي عناقيد يريد السواد؛ آخرهم. عن فسكتوا ميال بمعناه أخبرتك إن وهيئة: أرأيتك بزة له الشام أهل من لرجل العراقي فقال

? قال: حاجتي أسأله حتى منه أتقربني المؤمنين أمير عند الحظ لك وحصل فافتضح ذلك، وقال الشامي، فوثب البطيخ، يصف ذلك. قال: إنما لك

? قال: العلم هذا لك أين الملك: من عبد له ضحكا. فقال المجلس وانقلب ? أذكر أدخلك الملك: ما عبد ذلك. فقال لي قال اللخناء ابن العراقي هذا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

علي تفسدها ال الشام من وقال: أخرج له فقضاها ? فذكرها حاجتكبمجاورتك.

اإلحسان في التصرف جمع ممااألنصاري: ومما جمع التصرف في اإلحسان وبديع االفتنان، قول مسلم بن الوليد

ينشر قرونك من دجاها كأنلـيلة رب أن تدرين ما أجدك جعفر يذكر حين يحيى كغرةبغـرة تجلت حتى لها نصبت

المعتز: يريد يحيى بن خالد بن برمك وجعفرا ابنه. وقال ابن شبيه ليل في سقتني

رقـيب بـغـير خديهـا شبيهةبشعـرهـا بالشعر ليلين في فأمسيتوالدجى

وخد خمر من وشمسينحبـيب

الطيب: وقال أبو من ذوائب ثالث نشرتأربـعـا ليالي فأرت ليلة فيشعرها

السماء قمر واستقبلتبوجههـا

وقت في القمرين فأرتنيمعا

الشعر وصف في قيل ما أعجب من ومن أعجب ما قيل في وصف الشعر ما جمع فيه وصف سواده وتمامه، وأتى بالتشبيه

الرومي: الواقع، والوصف الرائع؛ قول أبي الحسن علي بن العباس اختال إذا شاهمـم يقـبـل وارد وفاحـم غـدره مسبال

مـفـارقـه من كالليل أقبل مـنـحـدره يذم ال منحدراعفره موطىء كل من يلثممـواطـئه إلى تناهى حتى دنـا عاشق كأنه وطره حبيبه من قضى حتىشـغـفـا

قرونه غواشي يغشى مقـتـدره للناظرين بيضاءقدمـا بدت إذا الثريا مثل بعدسـحـرا حـسـره وحاسر غمام

اإلحسان: وقد أخذه منه بعض أهل العصر وهو محمد بن مطران فقاربه في حسن المها أعارتها ظباء

مشـيهـا العيون أعارتها قد كما

الـجـآذر المشي ذاك حسن فمن

فقبلت جاءت أقدامهن من مواطىءالضـفـائر

العراق وأهل أمية بنو األغبياء سياسة إذ ورقتهم؛ لفطنتهم العراق أهل يكرهون أمية بنو وكان

العراق، أهل أعياني طاليس: قد ألرسطا اإلسكندر قال فقد عليهم؛ أسهل قبل فتخلصوا الخالص، إلى سبقوني قد وجدتهم إال حيلة عليهم أجري ما

تقدر فهل قتلتهم آخرهم. فقال: إذا عن قتلهم على عزمت وقد بهم؛ إيقاعها ظهر ماتوا ? فإن الذكاء بهذا وخصهم طباعهم غذى الذي الهواء قتل على العقل هذا فيه كان ? قال: من الرأي يشاكلهم. فقال: ما من موضعهم في

وقلة خلق، وشراسة وحمية أنفة فيه كانت طوائف، فاقسمها بالضيم؛ رضا شوكتهم فلت اختلفوا فإذا يختلفون، فإنهم أميرا، طائفة كل على وول

وقال: بابك بن أردشير جمعهم حتى عام أربعمائة مختلفين فغفلوا. فأقاموالمشؤومة. سنة أربعمائة بيننا فرقت كلمة إن

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

القاضي أمام معاوية بن إياس ودخل إياس بن معاوية بن قرة الشام وهو صغير؛ فخاصم شيخا إلى القاضي وأقبل

يصول عليه، فقال القاضي: اسكت يا صبي. فقال: فمن ينطق بحجتي ? قال: إنه شيخ كبير، قال: إن الحق أكبر منه. قال القاضي: ما أراك تقول حقا؛ فقال: ال إله إال الله.

فركب القاضي من وقته إلى عبد الملك فأخبره فقال: عجل بقضاء حاجته وأخرجه منالشام لئال يفسدها.

الطائي: وبإياس يضرب المثل في الذكاء قال سماحة في عمرو إقدامحاتـم

ذكاء في أحنفي حلم في إياس

الملوك أحزم خرج بعض ملوك الفرس متنزها، فلقيه بعض الحكماء فسأله عن أحزم 

الملوك ? فقال: من ملك جده وهزله، وقهر لبه هواه، وأعرب لسانه عن ضميره، ولم يختدعه رضاه عن سخطه، وال غضبه عن صدقه. فقال

الملك: ال، بل أحزم الملوك من إذا جاع أكل، وإذا عطش شرب، وإذا تعب استراح. فقال له: أيها الملك؛ قد أجدت الفطنة، أهذا لك علم مستفاد أم

غريزي ? قال: كان لي معلم من حكماء الهند، وكان هذا نقش خاتمه. قال: فهل علمك غير هذا ? قال: ومن أين يوجد هذا عند رجل واحد. ثم

قال الملك: علمني من حكمتك أيها الحكيم. قال: نعم ! احفظ عني ثالث كلمات؛ قال: صدقت، فهات، قال: صقلك لسيف ليس له جوهر من طبعه

خطأ، وبذرك الحب في األرض السبخة ترجو نباته جهل، وحملك الصعبالسير على الرياضة عناء. ومن هنا أخذ أبو تمام قوله:

واإلقـبـال اإلدبار ميمونةمعتصمـية غراء دولة فيالعـذال وتعقب القذى طفوفوقها يطفو الوزراء فتعمق

فيه يلف لم ما والسيفبصقـال ينتفع لم طبعه منصقل

والقضاة والعمال الملوك نوادر من علومهم، وترجمان أطبائهم وفيلسوف الهند حكماء أحد القلهمان وكان وكان شبرام، بن ياكهثر له يقال ملوكهم من ملك ترجمان وكان أنه إال ركيكا

فقال المملكة، بيت أهل من ? قال: معرفة األكبر العلم للقلهمان: ما يوما أيها المبرسم دواء أكثره. قال: فما الطب من أعلم الطب. قال: فإني

الباردة. باألدوية بعد يعالج ثم صدره حرارة تقل حتى ? قال: الموت الملك الطب. من هذا ? قال: ليس الموت بعد يحييه من الملك، القلهمان: أيها قال باب في إال منه شيء في أنظر النجوم. ولم كتاب في يوجد آخر علم هذا

وجدتها فإني الحياة، الملك، القلهمان: أيها الموت. قال من لإلنسان خيرا أني لعلم الموت باب في الجاهل نظر للجاهل. قال: لو خير حال كل علىالحق. قلت

عون أبو وسألت عنها سألت سقطت، الخبير فقال: على مسألة عن رجالأدري. فقال: ال أبي فقال: سألت أبي بن أنس بن الله عبد بن ثمامة عند زوجها على امرأة أزهر: استعدت قال

قال: ? قالت: ال، بينة فقال: ألك درهم، ألف مهرها فادعت قاض وهو مالك سويد بن إسحاق إلى ابعث ولكن يحلف؛ فاجر ? قالت: إنه لك أفأحلفه فلما سويد بن إسحاق إلى فأرسل عنه. قال لي يحلف أن فسله الفقيه

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

? قال درهم ألف زوجها على لها ما المرأة لهذه له: احلف حضر. قال أو لها ? لتحلفن المرأة هذه حق ! قال: فيبطل وهذا أنا إسحاق: ما حبسك على ألومك فقال: ال سيرين ابن فحبسه. فأتاه يحلف فلم ألحبسنك،

السلطان. قال: كنت عليه ? قال: أكرهني القضاء وليت لم ولكن إسحاق، الوزير بن مقبل بن نصر ? وكان أكذب أنا تحسنه. قال: كنت ال أنك تعلمه الرقة على أصحابه بعض فأخذ الرشيد، لهارون عامال شاة، ينكح رجال

الرجل وكان نصر، إلى به الذهاب وأجمعوا والله إنها قوم؛ فقال: يا ظريفا أن فأمر نصر؛ إلى بالشاة وذهبوا سبيله، وخلوا منه يميني. فضحوا ملك

بهيمة؛ كانت ? قال: وإن بهيمة قالوا: إنها تصلب، ماتت فإن الحد، تضربأنا. الوالي فبئس عطلتها وإن تعطل، ال الحدود فإن

المنظر، حسن القد، نبيل وكان رآه، يكن ولم الرشيد إلى حديثه فانتهى لبني ? قال: مولى أنت فقال: من يديه، بين فوقف به فدعا القدر؛ جليل

? قال: الحكم في بصرك قال: كيف فضحك. ثم المؤمنين، أمير يا الكلب بهيمة على الحكم وجب ولو سواء، عندي والناس المؤمنين أمير يا البهائم هارون الئم. فأمر لومة الله في تأخذني ولم لحددتها، أختي أم أمي وكانت

يزل فلم يستعمل، أال به، االستعانة يسأله فرفع المأمون، ولي حتى معطال حتى ذلك على يزل فلم بها، العصير على يكون أن وأمره طبرناباذ، فوالهمات. مسألة. فقال: عن رجل فسأله البصرة، قضاء على حسان بن مقاتل وكان

! ألن ? قال: نعم المسألة تحسن وال قاض فقال: أنت الجواب، أعرف ال الحمار. قال: أيها ركض يركض أن يحسن وال الحمار من أعظم الثور

? قال: أنت ومثلك. قال: فأيهما مثلي هذا ? قال: بل مثلك فهذا القاضي؛الثور. يعني وأعظمهما أنبلهما مخبر وسوء مظهر حسن

حسن الموصل أهل من فتى إلي يختلف العالف: كان الهذيل أبو قال  أتاه وإذا المجلس، في يصمت فكان الثياب؛ تقي الوجه، نير السمت، عيني، في يمضي. قال: فنبل ثم وللمتكلم، لي الله قال: أستغفر النهوض

خرد: جاودان كتاب في الحكيم قول فذكرت صدري؛ في وحال بقلبي، والط الجاهل صبر الحق؛ غير هن ثالث في إال القائل تكذيب السامع على يحرمكنة. أحبت وحماة إليه، أحسن من أبغض وعاقل المصيبة، مضض على ! فاشرأببنا ثقة من وسماعهن الكلمات هذه لنظير حفظي الفتى: لوال فقال منهن. فقال: بأحسن سيأتي أنه ! وظننا الله ? يرحمك ذاك وقلنا: ماذا إليه

كالشبعان، الجائع الحكماء: ليس كتب بعض في قرأ أنه جدي عن أبي حدثنيكاليقظان. النائم وال كالعريان، المكسي وال

عن أسأله أن وكرهت وإليه، إلي ينظرون أصحابي وجعل رأسي، فطأطأت األرض فوق ? قال: من فتى يا أنت بعضهم: من له هذا. فقال بعد شيء أوسطهما، ? قال: من الموالي من أم العرب السماء. قال: فمن تحت ومن

قال: فما السراج، أبو ? قال الكنية قال: فما ? قال: لجام، االسم قال: فما البحث قائما. وقال: ليس فوثب حمار، إال أنت ما ? فوالله تنهض ال بالك

طحاها. ما تعرفون وال أمثالكم إلى أجلس حيث مني ولكن منكم،الفرس كتب من

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الجاحظ ذكر ما على سببه وكان الفرس، كتب أجل من خرد جاودان وكتاب كان األكاسرة بعض أن األدب، كتب في زاهدا النظر عن التكبر في راغبا

بن كنجور له يقال وزير له وكان منها، بشيء االشتغال عن والتعظم فيهما، إلى وألقاها ورقة، في وجعلها أحد، يعلمها لم لكتاب ترجمة فصنع أسفنديار،

وسراج الفكر، ونقاء األذهان، تصفية كتاب الترجمة: هذا وكانت الملكالحكمة. عمود واضح كتاب من القلوب،

غلبت لكنجور: لقد فقال حسنها، شغفه الترجمة هذه إلى الملك نظر فلما الكتاب؛ هذا على رأيي وبعثت عزمي، وقادت هواي، على الترجمة هذه

عنه فسل سؤاال تفتيش على األدالء، الحكماء وابعث الخبر، بجلية يرجع حفيا الناس أولى كنت مملكتي، من شيء في وجدته فإن الحكماء، منازل

ملك إلى كتبت الهند، أقاليم من شيء في أنه وصف وإن صاحبه، باصطناع مثلي مكافأة بهدية وكافأته منه، نسخة بدفع علي المن وسألته اإلقليم، ذلكطلبته. وجود على المعين. وصار والله مجهودي باستفراغ أفزع لست الملك، كنجور: أيها فقالخرد. بجاودان المعروف كتابه صنع حتى منه يخرج ولم منزله إلى للمأمون دعي سهل: لما بن الفضل قال: قال الواقدي الجاحظ: حدثني قال

الملوك هدايا جاءتنا بالخالفة خراسان بكور ووجه الخالفة، من بمكانه سرورا كابلستان ملك في ليس بهدية وجه أنه يذكر وكتب ذوبان، له يقال شيخا

وقال: سل المأمون منها. فعجب أفخر وال أنبل وال أرفع وال أسنى األرض فقلت: وأي علمي، من أكثر شيء معي ? فقال: ما الهدية من معه ما الشيخ به المأمون تجمع. فسر وجاللة يقطع، وتدبير ينفع، ? قال: رأي علمك شيء لقتال العراق إلى التوجه على أجمع فلما أمره؛ وكتمان وإكرامه بإنزاله وأمر

? قال: العراق إلى التوجه في ترى فقال: ما بذوبان، دعا أخيه األمين محمد أنت ما فاقض ماض، والسبب حريب، وملك مصيب، وحزم دقيق، رأي

الظاهر األطهر، الطاهر األعور، ? قال: الفتى نوجه قاض. قال: فمنمغلوب. غير مقاتل مرهوب، قوي يفتر؛ وال يستر األظهر،

ال األسياف، صوارم آالف، ? قال: أربعة الجند من معه نوجه قال: فمن سر المأمون رأيت مدد. قال: فما إلى يحتجن وال العدد، في ينقصن

اليوم. ذلك كسروره النهار من يخرج وقت أي ذوبان: في سأل الخروج له تهيأ فلما بطاهر؛ فوجه

النصر. إلى وتصير األمر، لك يجمع الفجر طلوع ? قال: مع بذوبان المأمون دعا الري مقدمه بذكر كتب فلما الوقت، ذلك في فخرج

تكون بينة أبو داللة عندك فما منه، وقربوا العدو من صاحبنا قرب فقال: قد وقتل سريع، نصر كان فسطاطه، أتى إذ شانه، تعرفت ? قال: قد علينا أو لنا

وإليه. إليك األمر يرجع ثم عليه، ال له والنصر الجموع، تلك وتفرقت ذريع، فكتب المأمون بذلك إلى طاهر ليقوي عزمه، فلما كتب بقتله علي بن عيسى ابن ماهان واستيالئه على عسكره وأمواله، وخبر ما أولى الله

المأمون في أوليائه؛ من النصر والظفر بأعدائه، دعا ذوبان وأمر له بمائة ألف درهم فلم يقبلها. وقال: أيها الملك؛ إن ملكي لم يوجهني إليك هدية

لينقصك مالك؛ فال تجعل ردي نعمتك سخطا؛ فليس عن استخفاف بقدرها؛ وسوف أقبل ما يفي بهذا المال ويزيد، وهو كتاب يوجد في العراق فيه

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

مكارم األخالق، وعلوم اآلفاق، وهو كتاب عظيم للفرس، فيه شفاء النفس، به من صنوف اآلداب، ما ال يوجد في كتاب، عند عاقل لبيب، وال

فطن أريب، يوجد في خزائن، عند اإليوان بالمدائن. فلما قدم المأمون بغداد، واستقر بها ملكه اقتضاه ذوبان حاجته، وأمر أن

تكتب القصة والموضع الذي يشير إليه، فكتب: سر إلى وسط اإليوان، من غير زيادة وال نقصان، واجعل القسمة بالذرعان، ثم احفر المدر، فاقلع

الحجر؛ فإذا وصلت إلى الساجة، فاقتلعها تجد الحاجة، فخذها وال تعرضلغيرها، فيلزمك غب ضيرها.

فوجه المأمون في ذلك رسوال حصيفا، فسار إلى الموضع، ففعل ما قيل له؛ فوجد صندوقا صغيرا من زجاج أسود عليه قفل منه، فحمله ورد

الحفرة إلى حالها األول. قال عمرو بن بحر: فحدثني الحسن بن سهل قال: إني لعند المأمون إذ

وصل ذلك الصندوق، فجعل يتعجب منه، ثم دعا بذوبان فقال له: هذه بغيتك ? قال: نعم ! أيها الملك، لست ممن تنقض رغبته ذمام عهده، وال

يحل طمعه عقدة وفائه، ثم تكلم بلسانه، ونفخ في القفل فانفتح، فأدخل يده وأخرج منه خرقة ديباج فنشرها فسقط منها أوراق، فرد األوراق في

الخرقة ونهض. ثم قال: أيها الملك، هذا الصندوق يصلح لرفيع خبياتخزائنك، فأمر به فرفع.

قال الحسن بن سهيل: فقلت: ترى يا أمير المؤمنين أن أسأله ما في هذا الكتاب ? قال: يا حسن، أفر من اللؤم ثم أرجع إليه ? أمرته أال يفتحه بين يدي قطعا للطمع فيه، وصمتة بالمسألة عنه، وتحريا للرغبة فيه، والله ال

كان هذا أبدا. فلما خرج صرت إلى منزله فسألته عنه مسألة راغب فيه، فقال: هذا

كتاب جاودان خرد تأليف كنجور ملك سبراشهرا، فقلت: أعطني ورقة منه أنظر فيها. فأعطاني فوقعت عليها عيني. وأسرجت لها ذهني، وأجلت فيها

فكري؛ فلم أزدد منه إال بعدا؛ فدعوت بالخضر بن علي، وذلك في صدر النهار، فلم ينتصف حتى فرغ من قراءتها بينه وبين نفسه؛ ثم جعل يفسرها

وأنا أكتب، ثم رددت الورقة وأخذت منه نحو ثالثين ورقة، فدخلت عليه يوما فقلت: يا ذوبان؛ يكون في الدنيا من يحسن مثل هذا الكتاب ? قال: يجوز أن يكون فيها من يحسن ترجمة هذا الكتاب، وال يجوز أن يكون فيها

من يحسن مثل هذا الكتاب. قلت: فهل تعرف من يترجمه ? قال: نعم، وأصفه لك، هو طوال أنزع، إن تكلم تتعتع، يفوق أهل زمانه، بما يكون من شأنه، اسمه خضير، يقوم بأمر خطر، لو كان له عمر، ولوال أن العلم سبيل

الدنيا واآلخرة، وهو الكرامة الفاخرة، ومن معرفة قدره الضن به، لرأيتأن أدفعه إليك بتمامه، ولكن ال سبيل إلى أكثر مما أخذت.

ولم تكن األوراق التي أخذتها على التأليف؛ ألنا أصبنا ورقة فيها عالمات فيها الكنوز، وآخر الورقة مكتوب: دليل هذا الباب في الورقة التي تليها؛

ولم نجد غير هذا بتا؛ غير أنا وجدنا أبوابا من الحكمة تشهد لها القلوببحقيقة الصحة، وتحلف طيها األلسن بغاية النهاية.

هذا من كالم الحسن بن سهل كقول أبي تمام يصف شعره: �ذن ترد لما ومحلفة فتصدرسامـع أ وشاهد يمين عن إال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

كتب المأمون: أي لي قال: قال سهل بن الحسن الجاحظ: وحدثني قال  فسكت، ? قال: ال، ? قال: ال. قلت: فالتاريخ المبتدأ قلت ? قال أنبل العرب

كتب قال: أي له. ثم شبه ال وتفسيره له، شبه ال ألنه القرآن، فقال: تفسير فقال: بعضه، كتبت وقد ذوبان، كتاب فقلت: هذا ? فاستعرضتها أنبل العجم الصالة. يريد نهض وقد الرسول فوافاني حمله، في معجال. فوجهت به إيتني

رآني فقال: فلما وجعل الكتاب وأخذ القبلة، عن انحرف معي والكتاب مقبال قعد عليه ذلك طال فلما الله، إال إله قال: ال باب من فرغ فإذا فيه، ينظر

أخاف أني غير يفوت. قال: صدقت ال وهذا تفوت فقلت: الصالة يقرأ؛ وجعل للسهو أجد وما الكتاب، هذا في ما بلذيذ قلبي الشتغال الصالة في السهو الكتاب. وضع ميتون". ثم وإنهم ميت يقرأ: "إنك فجعل الموت ذكر غير حائال قال: أين آخره. ثم على أتى حتى فيه نظر صالته من فرغ فلما فكبر؛ وقام

أحد حبل العهد أن إلي. فقال: لوال يدفعه لم ذوبان ? قلت: عند تمامه فيه نحن ما ال الكالم، والله فهذا منه، ألخذته بأيدينا واآلخر الله بيد طرفيه

أشداقنا. فجوات في ألسنتنا لي منالحكم من بشيء فسادهن يصلح ال الكتاب: ثالث هذا في سهل: قرأت بن الحسن قال العقول. في والركاكة األكفاء، وتحاسد األقارب، بين الحيل: العداوة من

في والقنوع العلماء، في المكر: العبادة من بنوع صالحهن يستفسد ال وثالث منهن: الحياة، يشبع ال األخطار. وثالث ذوي في والسخاء المستبصرين،

مع والعجلة الحيلة، مع ثالث: الشدة مع تبطل والمال. وثالث والعافية،القصد. مع واإلسراف التأني،

بعدن علي: رأيت بن الخضر قال كما وهذا حجرا بالحميرية: عليه مكتوبا ال المحارب؛ ويأيها التأني، احذر العجول؛ ويأيها الحيلة، احذر الشديد؛ يأيها الرائد ويأيها العاقبة، في التفكر من تأمن بلوغ عن أملك تقطع ال موجودامثله.

فكر عليه: من الله رضوان طالب أبي بن علي قال فقد للمحارب، قوله أمايشجع. لم العواقب في

بالء وحسن شجاعةالغنوي: وقال سعد بن ناشب

فاهدموها بداري عليكمفإنـهـا

يخاف ال كريم تراثالعواقـبـا

عينـيه بين ألقى هم إذاهـمـه

العواقب ذكر عن ونكبجانبـا

غير رأيه في يستشر ولمنفسـه

يرض ولم السيف قائم إال صاحبا

وقد قال معاوية رضي الله عنه: هممت مرات كثيرة بصفين أن أخيس فلم يردني إالاإلطنابة: أبيات ابن

الربـيح بالثمن المجد وأخذيبـالئي وأبـى عفتي لي أبت جشأت كلما وقولي

تستريحـي أو تحمدي مكانكوجاشـت المشيح البطل هامة وضربي المكروه على وإقدامي

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

نفسيصريح نسب عن بعد وأمنعصالـحـات مآثر من ألدفع

وابن اإلطنابة هو عمرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن األغر الخزرجي، وهو فارسمشهور معروف، واإلطنابة أمه.

قال: وقد أحسن قطري بن الفجاءة في هذا المعنى حيث تراعي ال ويحك األعداء منلنفـسـي جاشت كلما وقولي

مـزيد سـألـت لو فإنك تطاعي أن المقدر األجل أبىيوم وقال بعض الغزاة: فتحنا حصنا من بالد الروم، فرأينا فيه صورة أسد من حجر عليه

مكتوب: الحيلة خير من الشدة، والتأني أفضل من العجلة، والجهل في الحرب أحزممن العقل، والتفكر في العاقبة من أمارة الجزع.

ووجه ملك الروم إلى الرشيد بثالثة أسياف مع هدايا كثيرة، على سيف منها مكتوب: أيها المقاتل؛ احمل تغنم، وال تفكر في العاقبة تهزم. وعلى الثاني: التأني فيما ال تخاف

عليه الفوت، أفضل من العجلة إلى إدراك األمل. وعلى اآلخر: إن لم تصل ضربةسيفك، فصلها بإلقاء خوفك.األنصاري: وهذا كقول كعب بن مالك

قصرن إذا السيوف نصلبخطونا تـلـحـق لم إذا ونحلقها قدماحري: وكقول نهشل بن

بأيدينا وصلناها السيوف حدينالـهـم أن تأبوا الكماة إذا وأعطى بعض األمراء سيفا لرجل فقال له: صله بخطواتك. فقال له:

الصبر أقرب من تلك الخطوة. وأعطى آخر لرجل سيفا فسأله بدله، وقال: هو غير ماض. قال: خذه،

فالسيوف مأمورة، قال: فهذا أمر أال يقطع. وانهزم رجل، فدخل على أميره فشتمه وقال: أعطيت بيدك وهربت، ولم 

توغل وال صبرت ! فقال: لئن تشتمني أصلحك الله وأنا حي خير من أنتترحم علي وأنا ميت.

وقيل ألعرابي: اخرج إلى الغزو ! فقال: أنا والله أكره الموت علىفراشي، فكيف أمشي إليه ركضا ?!.

أخذ هذا المعنى أحمد بن أبي فنن فقال مستطردا يمدح أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي واالستطراد أن يريك الفارس أنه ولى، وإنما ولى لتتبعه فيكر عليك كذلك الشاعر يريك أنه يصف شيئا، ثم يعن له معنى فيأتي به،

وكأنه ليس من قصده ولم يقصد غيره: كلفتني قد لك وما لي ما

شططـا الدارعين وقول السالح حمل قف

خلتنـي المنايا رجال أمن رجـال

�مسي �صبح أ وأ إلى مشتاقاالتلـف

غيري على المنايا أرىفأكرههـا

بارز إليها أمشي فكيف? الكتف

اللـيل سواد أن أخلتغـيرنـي

أبي جنبي في قلبي أن أو? دلف

ألنه كان شديد السواد. ولما دخل على المعتز قال: هذا الشاعر األسود ? قال: ال يضره سواده، أعزكم الله

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

تعالى؛ فإن بيض أباديكم عنده. وقال المنصور لبعض الخوارج وقد أتي به أسيرا : أخبرني أي أصحابي كان أشد إقداما

في مبارزتكم ? فقال: ما أعرف وجوههم مقبلين، وإنما أعرف أقفاءهم؛ فمرهم أنيدبروا ألعرفك أشدهم إدبارا.

أخذه ابن الرومي فقال في سليمان بن عبد الله بن طاهر وكان قد خرج في بعضفهزم: الوجوه

سيدنـفـه وجهه إلى شوقبـه أضـر قد سليمان قرنيعطفـه عليه شيء أصبحفمـا وفر قرنه عن أعرض

ويخلـفـه وعده في يكذبوكـم باللقـاء القرن يعد كمفيعـرفـه فرسخ من قفاهويرى وجهه القرن يعرف ال

ظريفها: وله في هذا المعنى أهاج كثيرة فمن النقـيبة ميمون سليمان

الـهـزائم علـيه حتم ولكنهحـازم

عنه العين ترد أن عسىفتـوحـه توالي من عوذوه أال التمائم

وقال: المعتصم بني معتز فاجتاحطـاهـر بني سليمان جاءتـلـتـدم نـائحة طلعتهأبـصـرت لدن بغداد كأن

بخيل وجهومسـتـدبـر منه مستقبل منـهـزم وقفا دالمة أبي ملح من

: وقال روح بن حاتم ألبي دالمة: اخرج معي وهذه عشرة آالف فقال. درهم بنو بي فتشقى الحمام إلىيقـربـنـي أن بروح أعوذ إني

أسـد الموت حب المهلب إن

أورثكـم من الموت اختيار ورثت وما أحد

وكان أبو دالمة شاعرا فصيحا، وماجنا مليحا، واسمه زند بن الجون األزدي.زوجته: ودخل على أبي جعفر المنصور فأنشده وذكر

وهي قالت ثم فاخرنطمتمغضبة

يالـكـع الله كتاب تتلو أأنت!?

لنا تبيع كي قم نخال ومـزدرع نـخـل لجارتنا كماومـزدرعـا

ينـخـدع للـسـؤال الخليفة إنبـمـسـألة عنهـا خليفتنا خادع قال: قد أمرنا لك بمائة جريب عامر، ومائة جريب غامر. فقال: وما الغامر يا أمير

المؤمنين ? قال: الذي ال ينبت، قال: فإني أقطعك عشرة آالف جريب من فيافي بني أسد. فضحك وأمر له بالجميع عامرا، فقال: إئذن لي في تقبيل يدك يا أمير المؤمنين ?

فقال: أما هذه فدعها، فقال: ما منعت عيالي شيئا أسهل عليهم من هذه.فأنشده: ودخل أبو دالمة يوما على أبي جعفر المنصور

خياره تعطيني وأنت مالمـنـا في رأيتك إنيالعبـاره تأويل وعليكبـدراهـم ممـلـوءة

فقال له المنصور: امض فأتني بخيارة أملؤها لك دراهم. فمضى فأتى بأعظم دباءة توجد. ما هذا ? قال: يلزمني الطالق إن كنت رأيت إال دباءة، ولكني نسيت، فلما رأيت

الدباءة في السوق ذكرتها.

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وهذا إنما أخذه من ابن عبدل األسدي، وقد دخل على بعض بني مروان، فقال: تأذنفأنشد: لي أصلحك الله أن أقص عليك رؤيا رأيتها ? فقال: هات؛

نوم الصبح قبل أغفيتأنامها قبل كنت ما ليلة فيمسهدقيامـهـا علي حسن فتذانةبولـيدة رعتني أنك فرأيت

 لجامـهـا يصل ناجية دهماءوبـغـلة إلـي حملت وببدرة

جـنة يثيبـك أن ربي فدعوت وسالمها بردها يصيبك عوضا فقال: عندي كل شيء إال البغلة فإنها عندنا شهباء. فقال: امرأتي طالق

إن كنت رأيتها إال شهباء، ولكني غلطت. والبن عدل ظريفة مع بشر بن مروان: وذلك أنه كان متصال به، منقطعا

إليه، فأغفله، فغاب عنه أياما ثم أتاه فقال: أين غبت، فقد طلبتك فلم أقدر عليك ? قال: خرجت أيها األمير إلى البادية أطلب التزوج بابنة عم لي أيم فقالت: لي أموال متفرقة على الناس، وأنا امرأة ال قيم لي، فاقتضها

لي وأنا أتزوجك؛ فاقتضيت لها جميع أموالها، فلما فرغت كتبت إلي: من وصلك حبال بقطعمـنـي أملت الذي سيخطئك

حبالي ابن معروف أخطاك كما

مـال رأس ذلـك تعد وكنتبشرفضحك وقال: ما أحسن ما تلطفت.

ودخل أبو دالمة يوما على المنصور وبين أصبعيه خرقة، فقال له: ما هذا يا أبا دالمة ?فيها: فقال: ولدت لي الباحة صبية وقد قلت

�م مريم ولدتك فما الحكيم لقمان يكفلك ولمعسى ألـئيم بعل بأمرها يقومسوء ألم ولدت قد ولكن

على بها أستعين الخرقة هذه ? قال: ملء تريد وقال: ما المنصور فضحك كبير، رقيق رداء هي فإذا ففتحوها دراهم، المنصور: أمألوها تربيتها. فقال

درهم. آالف عشرة فأخذ فمألوه؛ فقد بخله، لشدة بالملح يستنزله دالمة أبو كان وإنما بخيال، المنصور وكانذلك. في الغاية يتجاوز كان المنصور بخل

استخلف فلما السمان، أزهر على ينزل الخالفة يلي أن قبل المنصور وكان أربعة علي المؤمنين؛ أمير ? قال: حاجة أقدمك أزهر. فقال: ما إليه صار عشر باثني له محمد. فأمر البني البناء وأريد متهدمة، دار ولي درهم، آالفحاجة. قال: أفعل. طالب تأتنا ال أزهر؛ درهم. وقال: يا ألف ? قال: جئت بك جاء ما أزهر؛ فقال: يا عاد قليل بعد كان فلما على مسلما في له أتيت لما إال أتيت ما أن نفسي في ليقع قال: إنه المؤمنين، أمير

وال حاجة طالب تأتنا درهم. وقال: ال ألف عشر باثني له وأمر األولى، المرة بك? قال: دعاء جاء ما أزهر؛ فقال: يا عاد أن لبث ما ! ثم مسلما. قال: نعم

فجئت به يدعو المؤمنين أمير سمعت كنت أمير عن آلخذه مستمليا يرحني أن به الله دعوت ألني مستجاب، غير فإن تكتبه المؤمنين. فقال: ال

شيئا. يعطه ولم صرفه لي. ثم يستجب فلم منك

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

فيجيزه المنصور يمدح هرمة ابنفيها: ولما دخل عليه إبراهيم بن علي بن هرمة أنشده قصيدته التي يقول

حفافي في لحظات لهونـائل عقاب فيها كرها إذاسريره

بالثكل حاولت الذي وأمالـردى آمنة أمنت الذي فأمثاكل

قال: يا درهم. ثم آالف بعشرة له وأمر عليه وأقبل له، الحجاب فرفع تتلفا إبراهيم: ال منا يصلك وال إلينا، تصل وقت كل فما مثلها، في طمعا

الجهبذ. فضحك. بختم العرض يوم المؤمنين أمير يا بها مثلها. فقال: ألقاك أتي إذا يحدني أال المدينة عامل إلى لي ? فقال: تكتب حوائجك وقال: اذكر

تعطيله. فقال: يمكن ال الله حدود من حد فقال: هذا سكران، وأنا إليه بي هرمة بابن أتاك من المدينة؛ عامر إلى فكتب المؤمنين، أمير يا لي تحتال

الشرط. مائة. فتحاماه به يأتيك الذي واضرب الحد، فاضربه سكران وهو به يمرون فكانوا ثمانين يشتري فيقولون: من المدينة سكك في مطروحا?! بمائة وعطاء مدحة أبيه، عهد ولي ذاك إذ وهو المهدي على أميل: قدمت بن المؤمل وقال

إلى البريد صاحب ذلك فكتب درهم، ألف بعشرين لي فأمر فامتدحته ألف بعشرين لشاعر أمر األمير أن يخبره السالم بمدينة وهو المنصور

تعطي أن لك ينبغي كان ويقول: إنما ويلومه، يعذله إليه فكتب درهم، إليه يوجه أن كاتبه إلى وكتب درهم، آالف أربعة سنة ببابك أقام إذا الشاعر

السالم. مدينة إلى توجه قد أن إليه فكتب عليه، يقدر فلم فطلب بالشاعر، فأجلس قائدا من قواده على جسر النهروان، وأمره أن يتصفح الناس رجال رجال، فجعل ال يمر به قافلة إال تصفحهم، فمرت القافلة التي فيها المؤمل،

فقال له: من أنت ? قال: المؤمل بن أميل من زوار المهدي، قال: إياك أردت، قال المؤمل: فكاد والله قلبي ينصدع خوفا من أبي جعفر، فقبض

علي، وقال: سر، فسرت معه فسلمني إلى الربيع، فدخل الربيع على المنصور فقال له: هذا الشاعر قد ظفرنا به. قال: أدخلوه. قال: فدخلت

عليه فسلمت فرد السالم. فقلت: ليس ههنا إال الخير، فقال: أنت المؤمل بن أميل ? قلت: نعم أصلح الله أمير المؤمنين، أنا المؤمل، فقال: أتيت

غالما غرا فجدعته فانخدع !! فقلت: بل أتيت كريما فخدعته فانخدع، والكريم يخدع، قال: فكأن ذلك أعجبه، فقال: أنشدني ما قلت فيه،

فأنشدته: الـمـهـدي هو المنـير القمر صورة مشابهفـيه أن إال

البصـير على يشكالن أنارامـا إذا فهـمـا وذا ذا تشابهنـور سراج الظالم في وهذاعـدل سراج الضياء في فهذا

والـسـرير بالمنابر ذا علىهـذا الرحـمـن فضل ولكنالـوزير وال باألمير ذا وماأمـير فـذا العـزيز وبالملكالشـهـور نقصان عند منيروهـذا ذا، يخمد الشهر ونقصالـفـخـور مفاخرة تعلو بهالمـصـفـى الله خليفة فيابن

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

والوعـور السهولة من إليكتـوافـوا وقد الملوك فت لئن أبوك الملوك سبق لقد

حـسـير أو كاب بين ما أتواحـتـى تجري وراءه وجئت فتور من تجري حين بك وماحثـيثـا هـذان مـا النـاس فقال الجـدير من الخليق بين كماإال

مدى الكبير فات لئن الصغير على الكبير فضل فذاالصغـير

الكبـير من الصغير خلق فقدالكبـير مدى الصغير بلغ وإن فقال: والله لقد أحسنت، ولكن ال تساوي عشرين ألف درهم، فأين المال ? قلت:

هوذا، قال: يا ربيع، انزل معه فأعطه عشرة آالف درهم وخذ الباقي. فلما صارت الخالفة إلى المهدي وولي ابن ثوبان المظالم، وكان يجلس للناس

بالرصافة، فإذا مأل ثوبه رقاعا دفعها إلى المهدي؛ فدفعت إليه رقعة، فلما دخل بها ابن ثوبان وجعل المهدي ينظر في الرقاع حتى نظر في رقعتي ضحك، فقال له ابن ثوبان: أصلح الله أمير المؤمنين، ما رأيتك ضحكت من شيء إال من هذه الرقعة ? فقال: هذه

رقعة أعرف سببها، ردوا عليه العشرة آالف، فردت.فقال: أخذ قوله في القمر علي بن الجهم

أنـور أيهـمـا أدر فلـموجهـه على الهالل رأيتينـظـر لمن قريب وهذاالمحـل بعيد ذاك أن سوى يحضر كمن يغيب من وماحـاضـر وذا يغيب وذاك

العباس: وقال إبراهيم بن فـقـالـوا أقوام وعابك

شـبـيهة أن حاشاك الدجى لبدر

البدرا تشبهي لـيلة الـبـدر شبهوك لئن

تـمـه واقترفوا الشنعاء قارفوا لقد

الوزرا نـصـف آفل بدر أيشبه

شـهـره ضياء الشهر يطلع منيرا

? والدهرا وإنما نقل المؤمل في موازنة المهدي بالمنصور قول زهير بن أبي سلمى: قال الربيع

بن يونس الحاجب: كنا وقوفا على رأس المنصور في يوم عيد وقد طرحت وسادة بين يديه؛ فجلس المهدي عليها، والناس سماطان على مراتبهم، إذ أقبل صالح بن المنصور

الملقب بالمسكين وهو حدث فوقف بين السماطين فسلم وأحسن ثم استأذن في الكالم فأذن له فتكلم. قال الربيع: فلم يبلغه ذلك اليوم خطيب؛ فمد المنصور يده فقال: إلي يا بني، فلما دنا منه اعتنقه وأقعده قدامه، ثم نظر في وجوه القوم هل

منهم أحد يصف كالمه وما كان منه ! فكلهم هاب المهدي، فقال عقال بن شبة فقال: لله در خطيب قام عندك يا أمير المؤمنين، ما أفصح لسانه، وأبين بيانه، وأمضى جنانه،

وأبل ريقه، وأغمض عروقه، وأسهل طريقه ! وحق لمن كان أمير المؤمنين أباه،زهير: والمهدي أخاه، أن يكون كما قال

يلحق فإن الجواد هولـحـقـا فمثله تكاليفه علىبشأوهما

من كان ما على يسبقاه أوسبقـا صالح من قدما فبالذيمهل

  قال الربيع: فقال لي أبو عبد الله وكان إلى جانبي ما رأيت مثل عقال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بن شبة قط؛ أرضى أمير المؤمنين، ومدح الغالم، وسلم من مذمةالمهدي.

فقال المنصور للربيع: ال ينصرف التميمي إال بثالثين ألف درهم. قال أبو بكر الصولي: وأبيات المؤمل حسان ال أعرف له خيرا منها، ولو قلت: إنه ال يعد شاعرا إال بها ما أبعدت، وما كان يعرفها الناس،

وإنما شهر بقصيدته التي أولها: الحيرة يوم المؤمل شف

النظر له يخلق لم المؤمل ليت بصر

ويقال: إنه لما قال هذا عمي، فرأى في منامه إنسانا يقول له: هذا ما تمنيت فيقوله: شعرك. ومن أحسن ما قاله المؤمل

لي هيجت قد أبهار وتركتنيأوجاعـا مطواعـا بكم صبا لو الذي الحسن بحديثكحدثت

لجئن به الفالة وحش سراعا

ذراعا لطال سميته أضحتبأنـهـا البهار علم لو والله والمنصور دالمة أبو

وكان المنصور قد أخذ الناس بلباس قالنس طوال، وأن يكتبوا في ظهور ثيابهم: "فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم"، وأن يطيلوا حمائل سيوفهم. فدخل أبو

دالمة عليه في ذلك الزي، فقال: كيف حالك يا أبا دالمة ? فقال: ما حال من صار وجهه في وسطه، وسيفه في استه، وقد نبذ كتاب الله وراء ظهره !! فأمر

المنصور بتغيير ذلك الزي. ودخل أبو دالمة على أم سلمة بنت يعقوب بن مسلمة المخزومية زوجة أبي

منها: العباس السفاح يعزيها عنه فبكى وأنشد قصيدة يابـن باألنبار أمسيتمـحـمـد

الـبـالد من تستطيع الحـويال

أهلي وويل عليك ويليكـلـهـم

ويال الحـياة في وهوالطـويال

النـسـاء لك فلتبكينبـعـبـرة

الـرجـال لـك وليبكينعـويال

يابن مت إذ الندى ماتمـحـمـد

التـراب في لك فجعلتهعـديال

عنك الصبر في أجملوا إنيكن فلم

عليك جلدي وال صبريجمـيال

منك يجدون وأنـا خالئفـاامـرؤ

وجدت ما دهري عشت لوبـديال

بعدك الناس سألت إنيكـلـهـم

وجدت من أسمح فوجدتبخـيال

�خرت ألشقوتي بـعـدك ألـلـذي

الرجـال من العزيز يدعذلـيال

�خرت ألشقوتي بـعـدك ألـلـذي

العـيال من السمين يدعهـزيال

وغيرك غيري المؤمنين بأمير أحد أصيب ما زند، سلمة: يا أم له فقالت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

مه. لي ولد ال وأنا به، تتسلين منه ولد لك أنت سواي، ? قال: وال وقالت: يا العباس، أبو مات منذ ضحكت تكن ولم سلمة أم فضحكت

تدع ما زند، !. أضحكته إال أحدا وغضب جميعا، الناس فأبكى القصيدة هذه المنصور دالمة أبو وأنشد

المنصور ألقطعن تنشدها اليوم بعد سمعتك شديدا. وقال: لئن غضبا لي كان العباس أبا إن المؤمنين؛ أمير فقال: يا لسانك، الذي وهو مكرما

الله قال كما فقل بإخوته، السالم عليه يوسف جاء كما البدو من بي جاءالراحمين". أرحم� وهو لكم الله يغفر� اليوم عليكم تثريب "ال وجل عز

? فقال: يا حاجتك فسل أقلناك وقال: قد وضحك، المنصور عن فسري وهو درهم آالف بعشرة لي أمر كان قد العباس أبا إن المؤمنين، أمير

كلهم، ? قال: هؤالء ذلك يعلم المنصور: ومن أقبضها. فقال ولم مريض الجهم، وأبو مجاهد بن سليمان حضر. فوثب ممن جماعة إلى وأشار

إليه المورياني: ادفعها أيوب ألبي المنصور ذلك. فقال نعلم فقاال: نحن وأظهر خرج قد وكان علي، بن الله عبد يعني الطاغية هذا إلى وسيره وجمع الشام، بناحية عليه الخالف جمعا أمية بني بقايا من كثيرا

والنجدة. البأس وأهل وقوادهم، فإني معهم، أخرج أن بالله أعيذك إني المؤمنين؛ أمير دالمة: يا أبو فقال مع فاخرج شؤمك، يغلب يمني المنصور: إن مشؤوم. فقال والله

فإني تجرب؛ أن أرى وال المؤمنين، أمير يا أحب ما الجيش. فقال: والله مسيرك. من بد فال تكون. فقال: دعني المنزلتين أي على أدري ال

عساكر تسعة حضرت إني ألصدقنك، والله المؤمنين؛ أمير فقال: يا وأمره ضحكا، المنصور فاستفرغ لك؛ بينتها شئت وإن كلها، هزمتها

بالكوفة. موسى بن عيسى مع بالتخلف   

وأراد موسى بن داود الخروج إلى الحج، فقال ألبي دالمة: تأهب حتى تخرج معي في هذا الوجه، وأعطاه عشرة آالف درهم، وقال له: خلف

لعيالك ما يكفيهم واخرج؛ وإنما أراد أن يأنس به في طريقه بحديثهوأشعاره ونوادره.

فلما حضر خروج موسى هرب أبو دالمة إلى سواد الكوفة، فجعل يشرب من خمرها ويتمتع في نزهها، فسأل عنه فأخبروها باستتاره، فطلبه فلم

يقدر عليه، وخاف أن يفوته الحج؛ فلما يئس منه قال: دعوه إلى النار وحر سقر وأليم عذابه. فلما شارف القادسية إذا هو بأبي دالمة قد خرج من

قرية يريد أخرى، فبصر به. فقال: ائتوني بعدو الله الكذاب، فر من الحق إلى الباطل، ومن الحج إلى حانات الخمارين، قيدوه وألقوه في بعض

المحامل. ففعل ذلك به، فلما ولت اإلبل، صاح أبو دالمة بأعلى صوته: أجمعين قولوا الناس يأيها

معـي بن موسى على اإلله صلى داود

مـن خديه ديباجتي كأنذهـب

أثوابه في تشرف إذاالـسـود

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الله خلق أشبه وأنتنعـرفـه الجود فعين أبوك أمابالـجـود

الحج طريق أن نبئتمعطـشة

شربي وما الطالء منبتصريد

خير من في ما واللهفتطلـبـه

ديني وما المسلمين فيبمحمود

داود يابـن بكـره أحج أن منوتـربـتـه بـداود أعـوذ إني فقال موسى: ألقوه عن المحمل، فعليه لعنة الله، ودعوه يذهب إلى سقر وحر نارها،

فألقوه. ومضى موسى لوجهه، فما زال أبو دالمة يتمتع بالنزه، ويشرب الخمر حتى أتلف

العشرة آالف رهم، وانصرف موسى من حجه، فدخل أبو دالمة يهنئه، فلما رآه قال: أتدري ما فاتك من الخير ? فقال: والله ما فاتني خير ليال وال نهارا يريد الشرب

والقصف فضحك ووصله. ودخل أبو دالمة على المهدي وعنده عيسى بن موسى، والعباس بن محمد، وناس من

بني هاشم، فقال المهدي: يا أبا دالمة. قال: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: اهج من شئت ممن ضمه هذا المجلس ولك الجائزة؛ فنظر في القوم فلم ير إال شريفا قريبا من

أنشده: المهدي، فقال: أنا أحد من في المجلس ثم كرامه وال الكرام من فليسدالمـه أبـا إلـيك أبلغ أالالعمامـه نزع إذا وخنزيرقـرد قلت العمامة لبس إذا

القيامه دنت فقد تفرح فالدنـيا نعيم أصبت قد تك فإن قال: فضحك المهدي، وسر القوم، إذ لم يسود بأحد منهم، فقال له المهدي: تمن.

فقال: يا أمير المؤمنين؛ تأمر لي بكلب صيد، فقال: يابن الفاعلة؛ وما تصنع به ? فقال: إن كانت الحاجة لي فليس لك أن تعرض فيها. فقال: صدقت أعطوه كلبا، فأعطي. فقال: يا أمير المؤمنين: ال بد لهذا الكلب من كالب. فأمر له بغالم مملوك، فقال: يا أمير المؤمنين، أو يتهيأ لي أن أصيد راجال ? فقال: أعطوه دابة، فقال: ومن يسوس

الدابة ? فقال: أعطوه غالما سائسا. فقال: ومن ينحر الصيد ويصلحه ? فقال: أعطوه طباخا. فقال: ومن يأويهم ? فقال: أعطوه دارا، فبكى أبو دالمة وقال: ومن يمون

هؤالء كلهم ? فقال: يكتب له إلى البصرة بمائة جريب عامرة، ومائتي جريب غامرة. فقال: وما الغامرة ? قال: التي ال نبات فيها. قال: فأنا أعطيك مائتي ألف جريب من فيافي بني أسد، فضحك وقال: ما تريد ? قال: بيت المال. قال: على أن أخرج المال

منه. قال: فإذا يصير غامرا، فاستفرغ ضاحكا وقال: اذهب فقد جعلناها لك كلها عامرة. فقال: يا أمير المؤمنين؛ ائذن لي أن أقبل يدك، قال: أما هذه فدعا. فقال: والله ما

تمنع عيالي شيئا أهون عليهم من هذا، فناوله يده فقبلها. وقد تقدم له بعض هذا حكايةمع المنصور، والرواة يختلفون، وهو أدب ال يخطب أبكاره بالنسب.

وخرج أبو دالمة مع المهدي وعلي بن سليمان إلى الصيد، فعن لهم ظبي؛ فرماه المهدي فأصابه، ورمى علي بن سليمان فأصاب كلب الصيد، فضحك المهدي وقال

فأنشد: ألبي دالمة: قل في هذا شيئا المهدي رمى قد فـؤاده بالسهم شكظبيا

رمى نسـلـيمـا بن وعلي فصاده كلبا زاده يأكل امرىء لك لـهـمـا فهنـيئا

المهدي فاستفرغ بجائزة. له وأمر ضحكا وكان أبو العباس السفاح مولعا بأبي دالمة، ال يفارقه ليال وال نهارا لكثرة

نوادره وجودة شعره، ومعرفته بأيام الناس وأخبارهم؛ وكان أبو دالمة يهرب منه جهده، ويأتي حانات الخمارين فيشرب مع إخوانه من الشعراء،

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وكان يحب مجالستهم وتهرب من مؤانستنا ? فقال: والله يا أمر المؤمنين؛ إن الفضل والشرف والعز والخير كله في الوقوف ببابك ولزوم خدمتك،

ولكن نكره كما ذكرت، وال مللتك قط، وإنك لتعلم ذلك، ولكنك قد اعتدت حانات الخمارين، ومجالسة أهل المجون. ثم أمره بلزوم قصره، ووكل به من يمنعه الخروج، وأمره بمالزمة المسجد الذي يصلي فيه السفاح، حتى

أضر به فقال: الـخـلـيفة أن تعلموا ألم

لـزنـي لي ما والقصر، بمسجده! وللقصر

�صلي العصـر مع األولى به أ آيسـا

من وويلي األولى من فويليالعصر

مجـلـس عن ويحبسنيأسـتـلـذه

بالسمـاع فيه أعللوبـالـخـمـر

فـي نـية لي ما وواللهصـالتـه

من والخير واإلحسان البر وال أمري

يصـلـح واللـه ضره، وماأمـره

على العالمين ذنوب أن لوظهـري

فلما بلغت األبيات السفاح قال: دعوه وشأنه، فوالله ما أفلح قط. وشرب أبو دالمة مع حماد عجرد، فأتى المهدي بأبي دالمة فقال: استنكهوه؛ ففعلوا

فوجدوا رائحة الخمر، فأحب أن يعبث به؛ فأمر الربيع أن يحبسه في بيت الدجاج ويطين عليه الباب، ففعل؛ ثم أمر بعد يومين فأخرج ملببا بطيلسانه، فأقيم بين يديه، فقال: يا عدو الله؛ أتشرب الخمر ? أما إني ألقيمن عليك الحد، وال تأخذني فيك لومة

دالمة: الئم، فأنشأ أبو فدتك المؤمنين، أمير

نفـسـي وخرقت حبستني عالم

ساجـي�قاد بغـير السجون إلى أ

الـخـراج عمال بعض كأنيجـرم لكـان حبست معهم ولو

الـدجـاج مـع حبست ولكنيخـيرا المسك ! ريح صهباء أمنالمزاج لدى اإلناء في ترقرقفيها

الـسـراج لهب شعاعها كأنصـرف الديك عين مثل عقار النطف من صارت لقدحـتـى اللـه بنار طبخت وقد

النضاجنـاجـي غير عقابك من بأنيذنـوبـي تحدثـنـي كانت وقد القـيت وإن أنـي على الشر، ذاك بعد لخيرك،شـرا

راجي فأمر به فأقيم عليه الحد، ثم أمر له بأربعة آالف درهم، فلما ولى قال الربيع: يا أمير

قوله: المؤمنين، أما سمعت النطف من صارت لقدحـتـى اللـه بنار طبخت وقد

النضاج

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

عن نسأله الشمس. قال: ردوه به ? قال: يعني بذلك يعني فما قال: بلى، ? الشمس بها ? أتعني الله بنار تعني المهدي: ما له قال حضر ذلك. فلما

فؤاد على تطلع التي الموقدة، الله ولكن: نار المؤمنين، أمير يا قال: ال فضح مطبقة؛ الشمس بها عنيت أني أخبرك من وعلى مؤصدة، الربيع

فذهب. عنه، وعفا وجلساؤه المهدي غالمه، سلم منه هرب وقد بالباب، وهم المنصور أصحاب إلى الربيع وخرج غالمي لكم: إن ويقول السالم، يقرئكم المؤمنين لهم: أمير فقال قد سلما

منكم. واحد إلى أمره أسند وقد إال غلماني من أحد يهرب أن ومحال هرب، ! قال: عنه. قال: نعم بلغتنا كما المؤمنين أمير عنا فقال: بلغ دالمة أبو فقام

أمير فرأي الهروب، يريد بديع هذا ولكن قصته، وال خبره نعرف فال سلم أمافهرب. المنصور ذاك فبلغ تباعد، بديع وبين بينه وكان أخذه، في المؤمنين

شفير إلى المنصور فصار عباس، بن الله عبد بن علي بنت حمادة وماتت دالمة أبو وكان الجنازة، ينتظر قبرها يا الحفرة لهذه أعددت فقال: ما حاضرا

الساعة. بها يؤتى المؤمنين أمير ? فقال: عمة دالمة أبا لها: فقال المجان ببعض فمرت جمل، على بها وطيف زنا في امرأة أخذت النفر في فخرجت معنا، أمك كانت وقد ? قالت: بخير، الحاج خلفت كيف

األول. الجماز ملح من

المرآة في له: انظر الشيطان. فقال أرى أن للجماز: أشتهي رجل وقالتراه. فإنك أخس ? قال: في هي له: وأين في. قال دمل من وجع رجل: أنا له وقال

شيئا. وجهك في أرى ال ألني مني. قال: كذبت؛ موضع بكيت، ما أبي مات لو العين، جامد رجل أنا الله؛ عبد أبا رجل: يا له وقال 

علي. أغمي حتى بكيت المليح، الوجه من الفريح الصوت سمعت إذا ولكنأبدا. تلفح ال أنك ? قال: على هذا يدل فعالم البحر في حملتها إن فخفت بغداد، إلى أمي أحمل أن رجل: أردت له وقال

سفتجة. في تتعب. قال: فخذها أن البر في حملتها وإن تعطب، أن فكتب اشتاقه، حتى الجماز ذكر عنده نكثر المتوكل: كنا جلساء بعض قال فإني المتوكل: تكلم له أفحم. فقال عليه دخل البصرة. فلما من حمله في

? فضحك المؤمنين أمير يا بحيضتين أم أستبرئك. فقال: بحيضة أن أحب والقردة. الكالب على المؤمنين أمير والك الفتح: قد له قال المتوكل. ثم أمير لك وهب له: إذا رعيتي. فقال من فأنت وأطع، لي قال: فاسمع

والله تحتاج ما نفسي من أعرف ? فقال: أنا بها تصنع فما جارية، المؤمنين فمات درهم، آالف بعشرة له وأمر المتوكل، عليها. فضحك أقود أن إال جارية البصرة. إلى يصل ولم فرحا فأتاه إخوانه من ثالثة فدعا لضيقه، ثالثة من أكثر بيته يدخل ال الجماز وكان الباب أسفل كوة من فنظر الباب، وقرعوا رجل على واحد كل ووقف ستة،

عني فقال: اخرجوا دخلوا؛ الباب فتح فلما أرجل، ستة فعد يعمل كان وكذلك دعوت فإني كراكي. أدع ولم أناسا

وكانوا ياسر، بن عطاء بن حماد بن عمرو بن محمد الله عبد أبو هو والجماز مواليه، وهم بكر أبي خالفة في سباء نالهم صليبة حمير من أنهم يزعمون

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الجماز عمه. وكان الخاسر وسلم أبا ماتا. ووصف حتى نواس ألبي صاحبا على وأقدرهم أدبا، وأغزرهم منطقا، الناس أظرف فقال: كان نواس، الوجه، جميل اللون، أبيض وكان حياء؛ وأكثرهم جوابا، وأسرعهم الكالم،

الوجه، مسنون والقصير، الطويل بين األعضاء، ملتف والشارة، النغمة مليح واألطراف، الكف لطيف الصورة، حلو والمضحك العينين حسن األنف، قائم وعالمة لألشعار، راوية وكان النوادر؛ كثير البيان، جيد اللسان، فصيح وكان

كالمه وكان باألخبار، موزون. غير شعرا نخل كربة كأنها شراعة أبي يد وكانت حديثه في والجماز شراعة أبو وأقبل شراعة أبي على أطرافه كانت الجماز: فلو فقال وجها، الناس أقبح وكان

حسنه. لتموجهه. في الناس فبصق شراعة، أبو فغضب

شراعة أبي أدب منالقائل: وأبو شراعة شاعر مجيد وهو

ربعكم وأسقى المعاد خيرنعمتـكـم الله أعاد رياح بني ديما

حلو فتى من به فكمكرمـا أعطافه من ينهل يكادشمـائلـه

مذ لله نعمة يلبسوا لمنـعـمـا إخوانهم تلبسها إالخلقـوا

قال أبو العباس المبرد: وكان أبو شراعة حليما مألوفا، جميل الخلق، كريم العشرة، وكان يقول من الشعر ما يجانب به مذاهب المحدثين، ويقترف طريق الماضين وأهل

شعره: البادية؛ فشعره عربي محض، واسمه أحمد بن محمد بن شراعة القيسي ومن حين البكري ابنة تقول

أؤوبهـا سمـين اآليبين وبعض هزيال ألهلك يدخل ال الخير لك

رحله الكرام القوم في فإنك

مكـين حلي قبل من أمت ذرينيمحلة

السائلين وجوه في لهاغضون

وجهي ماء بمالي وأفديضنـين الحياة ماء من فيه بمافإنني

تنأ ال الله فقالت: لحاك جانبـا

الكرام فقلت: إلخوانيعيون

إبراهيم: وله يهجو أحمد بن المدبر وأخاه كسرى حجاب كذاككـسـروي المدبر ابن حجاب

أردشـيربـزور لـه شهدت هل سلوهكـسـرى آل مـن بأنه شهدت

حول أرى من تضاحكلـوال بالـحـق شهادتي كفاك السرير

المدبـر يكن فإن الـقـبـور أهل بذاكر فلستجـرمـقـيا وكتب إلى سعيد بن موسى بن سيد بن سلم الباهلي، يستهديه نبيذا، ووجه إليه بقرابة

غالف: في

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الخير موسى ابن إليكجـاللـهـا عليهـا يضفو مجللةناقتي أعملت

ألم تشتكي ال الوجى كتومواعتـاللـهـا موتها عليها سواءالسـرى

جوف ما أبصرت سقيت إذابطنها

منها يبد لم ظمئت وإنهزالـهـا

حملت وإن تكلفت حمالحملـهـا

كيف أبل لم عنها حط وإنحالهـا

  العيون تسمو بها بعثنا

كاللهـا عليها يخشى وما إليكوراءهـا بصوت مغنينا وغنى

فشاقـنـي�م من راجع متى عمرو أ

خيالها عيالن بن قيس لكم أحبورجالـهـا فرسانها ويعجبنيكلهـاهاللـهـا وأنت بدر لها أبوكقـبـيلة بقاء أهوى ال لي وما

الجماز شعر مليح من وللجماز مقطعات مالح، في ضروب الهجاء واالمتداح، منها قوله في خصي كان يكايده

رباح: على قينة؛ يسمى المالح وللغوانيرباح للخصي ما

سالح بغير غازخصي زان أليسالرومي: وفي مثله يقول ابن

األرواح خفة في خالفوهاولكن القرود أشبهوا معشراللفـاح في الذباب كونيمفتـراه صفرة فوق نمشة

قال الجاحظ: في الخصي عشرة أحوال متضادة: لم يخرج من ظهره مؤمن، وال خرج من ظهر مؤمن، وهو أكثر الناس غيرة، وأشدهم قيادة، وهو أضعف الناس معدة،

وأشرههم على طعام، وهو أسوأ الناس أدبا، وهو يعلم األدب، وهو أغزر الناس دمعة، وأقساهم قلبا، وما خال قط مع امرأة إال حدثته نفسه أنه رجل، وال خال مع رجل إال

حدثته نفسه أنه امرأة.المسجديين: وقال الجماز لبعض

ريبـه لـه والتـركالجامع المسجد تركتمكتـوبـه تشهد والتـأتـي نـافـلة فال

منصوبه األعالم علىتـأتـينـا وأخبـاركالغـيبـه من زدناكالغـيب من زدت فإن

عذاب: ومثله قول أبي القاسم إسماعيل بن عباد، في مغن يعرف بابن أقول يعـيه من كل يقبلهاحتشام بال قوال

أبـيه في منه فإننيتغنـى إذا عذاب ابنالمتوكل: وقال الجماز في

قلت اإلمام امتدحت قالوابـصـفـه أحـده أال أخافلهم

طرفـه عنده السمط أبو كان المدائح على يعطي وكيف

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

منبمؤتلفـه ليست كتب أنصافمـدائحـه إنـشـادنـا كأن

تمام: أخذه من قول أبي في نار شهاب عليك أذكتالحشا

بالعذل آل أخت وهناشـهـاب

عذال كتاب نصف الورهاء به قرأتكـأنـمـا بالجنـون شبيها السمط وأبي الجهم بن علي بين

وكان أبو السمط بن أبي حفصة أثيرا عند المتوكل؛ وكان علي بن الجهم يقع فيه لمنزلته عند المتوكل وحسده له؛ فأغرى بينهما يوما فقال لحمدون النديم: أيهما أشعر ? فقال: يا أمير المؤمنين؛ طرحتني بين لحيي أسدين. قال: لتقولن. قال:

أعرقهما بالشعر أشعرهما. فقال المتوكل: يا علي، قد حكم حمدون عليك. قال: علم رأيك فيه فساعدك. فقال المتوكل: تهاجيا. فقال علي: قد كظني الشراب، فإذا أفقت

بديها: قلت؛ فقال أبو السمط ابن إن المغيب في جهم

لي ويقوليسبني القانـي إذا حسنا ابن إن عادانـي لما يرحمها كان لوأمـه يرحم ليس جهم

السمط: فضحك المتوكل، وانخذل ابن الجهم؛ فقال أبو بدر بن جهم ما لعمرك الشعرا يصنع بعده علي وهذابشاعر كان قد أبي ولكن أمـرا الشعـر تعاطى فلماإلمـه جرا

قال: ولما أفاق علي بن الجهم من سكره ودين حـسـب ذي غير عداوةبـالء يشـبـهـه لـيس بالء

منه يبيحك مصون عرض في منك ويرتعيصـنـه لم عرضاوالشعر العجم فأنشد طاهر، بن الله عبد على الضبي ودخل شعرا أعرابي؛ وبحضرته حسنا والشعر للعجم العجم. قال: وما ? قال: من تكون األعرابي: ممن فقال أعرابي. أمه على نزا فإنما العجم من قاله من وكل للعرب، الشعر وإنما

أعجمي أمه على نزا فإنما منكم، الشعر يقول ال من فقال: وكذلك ? إذافأفحمه.

الجماز شعر منفأنشده: ودخل الجماز على بعض والة البصرة

فيكا أملي هذا كان ماوعنيتنـي البر أثكلتنيأياديكـا بعض فإننيرشتني ما بعد تتفني ال

فضحك، ثم قال: ثم ماذا ? فقال: ثوب سمرقندي هو، أنشدك إياهمزارعة.

وقيل لعقيل بن علفة: لم تقصر شعرك ? فقال: يكفي من القالدة ما  أحاط بالعنق. وقيل آلخر مثل ذلك. فقال: لم أر المثل السائر إال بيتا

واحدا. ولم يكن للجماز حظ في التطويل، وإنما كان يقول البيتين والثالثة، وإنما

قال بيتا واحدا: الخزي من خزي علىخـزي أبي من وقعنا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

لم يقل غير هذا، وكذلك ابن بسام، ومنصور بن إسماعيل الفقيه. والمصريون يقولون:والرفقاء: احذر منصورا إذا رمح بالروح. وهو القائل لما ذهب بصره وجفاه اإلخوان

يستوف ولم مات قال منمـضـرور نالتـه نازلة بعظممـدتـه فتى يحيا أن الحق في وليسبلغت

يخشى ما نهاية بهالـمـقـادير

عاش قد مذهبه سوء أوبفـعـلـتـه مرتاب غير له فقلمنصور

شعره: ومن ظريف عنه األرض تضيق تكاد

برحبـهـا الباذل خيرنا قلنا نحن إذا

السـمـح البغيض هذا من قيل فإنلكـم أقل

الحديث كتمان شرط على الفتح هو

منصور: وقال دينه في المتعة يرى من يا مهـر بال كانت وإن جال

الـخـدر ربة منهـا تبينتطـلـيقة تسعين يرى وال والشكر الحمد في فاجتهدواموالـيكـم طابت ههنا من

وقال: يدعوا أن الناس أبى النـسـب سليم األديم سليمموسرا بعرضكتـطـب لم فإن خبروك وقد بالذهب فطب نفسا

وقال: وتـبـدل الجفـا لنافأبـدى تولى من يا

فسيعزل يمت لم منسمعـنـا منك أليسفقال: وأتى باب بعض األشراف الرئيسيين، فحجبه خادم اسمه شقيف

على المصاب وقع فقدخصـي على الضرير وقع إذا مصاب

فقال: وكانت أم هذا الشريف أمة ثمنها ثمانية عشر دينارا؛ فعتب على منصور بـأمـه يفتـنـي ولمبـأبـيه فاتـنـي من

شتمي ورام شتمه نصف عن سكتظـلـمـافدفع إليه مائة دينار. وقال: اسكت عن الجميع.

فانظر أعزك الله البليغ إذا شاء كيف يجعل الجد هزال، والمعرى محلى. هذا المعنى إنما اهتدى إليه من قول عنترة بن شداد العبسي وأمه أمة سوداء اسمها

زبيبة: عبس خير من امرؤ إني

منصبـا سائري وأحمي شطري

بالمنصل هذا غير في له ما ظريف ونقل بسام، ابن ذكر الله، شاء إن وسأستقل

الموضع.متفرقة وأخبار طرف القائد المغربي بابن المعروف أن المتوكل إلى الخبر صاح الكلبي ابن وكتب وبأبأ وجرجر، وزمجر وبربر ونخر، فشخر سكران، بالجسر البارحة اجتازفاعرفوني. الكركدن وقال: أنا منصلتا، ومر الشريحة، وخرق بفيه،

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

إال البغيض به كتب ما عرفنا وقال: قد استلقى، حتى المتوكل فضحك حرفا به. فعلي واحدا الجسر توسط لما موالي؛ ? قال: يا بفيه قولك: بأبأ معنى قال: ما جاء فلماالله. حفظ غير في المتوكل: انصرف له بب. فقال بفيه: بب قال

المأمون وركب بالمأمون علم فلما سكران، أشرس بن بثمامة فإذا ليال والله. ? قال: إي عليه. فقال: ثمامة وقف حتى المأمون فقصده عنه، توارى

والله. قال: أدري ? فال: ال أنا والله. قال: فمن ? قال: ال قال: أسكرانوتركه. الله. فضحك شاء إن الله. قال: تترى لعنة عليك

المهدي فراسة فدخله إليه، للنظر جماعة في ركب بعيساباذ قصره من المهدي فرغ ولما

أبصار عن خفيا رجالن وبقي الناس، من هناك من كل وأخرج مفاجأة، ? قال: أنت يعقل. فقال: من ال دهش وهو أحدهما المهدي فرأى األعوان؛

أدري. ال أدري ال أدري ال أدري ! قال: ال ? ويلك أنت أنا. فقال: من أنا أنا أنا خرج روحه. فلما الله أخرج ال. قال: أخرجوه، ال ال ? قال: ال حاجة قال: ألك

فخرج حائكا، أراه فإني عنه، وسل منزله، إلى لغالمه: اتبعه المهدي قاليقفوه. الغالم

من وقال: رجل طلق؛ ولسان جريء، بقلب فأجابه فاستنطقه اآلخر رأى ثم  البناء، هذا إلى ألنظر ? قال: جئت هنا إلى بك جاء دعوتك. قال: فما أبناء

النعمة، وتمام البقاء، بطول المؤمنين ألمير الدعاء وأكثر إليه، بالنظر وأتمتع عمي ابنة ! خطبت ? قال: نعم حاجة والسالمة. قال: أفلك العز، ونماء

لها وأنا األموال، في يرغبون إنما والناس لك، مال لي: ال وقال أبوها فردني المؤمنين؛ أمير ألفا. قال: يا بخمسين لك أمرت تائق. قال: قد وإليها وامق،

من أكثر عمرك باقي الله فجعل المنة؛ وأعظمت الصلة، فأجزلت وصلت قد أيامك وآخر ماضيه، رعيتك وأمتع عليك، به أنعم بما وأمتعك أولها، من خيرا

بك. كاتبا، أراه فإني مهنته، عن فقال: سل خدمه بعض ووجه صلته، بتعجيل فأمر

المهدي. تفرسه ما بحصة الرسوالن فرجع رأس بال بدن

القذى، عنك الله له: قطع يقول أن فانتظر شيئا، مديني لحية من رجل وأخذ أنت المديني: بأبي ? قال األسواء عنك الله قلع لي تقل لم له: لم فقال أر فلم نظرت ! إني وأمي الله أقول: قلع أن فكرهت وجهك، من أقبح شيئا الله فيتركك عليك دعوت قد فأكون األسواء؛ عنك رأس. بال بدنا وقام إياها، فجحده زنبق قارورة حلته إمام عند رجل العيناء: استودع أبو قال

تفقدون" وكررها. ماذا عليهم وأقبلوا وقرأ: "قالوا رمضان شهر بهم يصليزنبق. الرجل: قارورة فقال

عسكره من ينفرد المهدي ? قال: طعام فقال: ألك ماء، على برجل فاجتاز عسكره من المهدي انفرد

له يده. فقال غسل ثم المهدي فأكل معه، كانت سفرة إليه ! وقدم نعم فلما ! فشرب، فيه? قال: نعم لك فهل شراب ! معي الله الرجل: أصلحك

أمير لوزير صديق ? قال: ال. قال: أنا للرجل: أتعرفني قال انتشى لك يسبب أن في وسأسأله المؤمنين، شرب ثم بها؛ تنتفع أسبابا ثانيا، قدحا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

المؤمنين. أمير لوزير صديق إنك قلت أنا? فقال: لقد من وقال: أتعرفني ? فقال: أنا من ثالثا. وقال: أتدري شرب المؤمنين. ثم أمير وزير فقال: أنا

ناحية، ونحاها ركوته الرجل المؤمنين. فسد أمير أرى. قال: أنا لكي قل فادعيت أقداح ثالثة ? قال: شربت برفعها عجلت لك المهدي: ما له فقال

عمل. فضحك وبينك بيني فليس النبوة، ادعيت الرابعة شربت فإن الخالفة؛ ركب ثم بالخالفة، عليه ويسلمون يترجلون فجعلوا الخيل وأدركته المهدي أن سألهم األمر الرجل تيقن فلما الرجل؛ على بالتحفظ وأمرهم المهدي نصيحة، المؤمنين، أمير منه. فقال: يا فقربوه المؤمنين، أمير من يقربوه أول فأنا الرابعة، ادعيت وغن دعواك، في منك أصدق رأيت فقال: ما فأدناه،ندمائه. إلى وضمه بصلة له وأمر منه المهدي بك. فضحك مؤمن

جامع بن إسماعيل شعر من قال سفيان بن عيينة وقد رأى إسماعيل بن جامع السهمي وعليه بزة وأثواب حسان؛ فقال: لقد أثرى هذا الفتى، فعالم يحيا ويعطى ? قالوا: إنه يغني هؤالء الملوك، قال:

بعضهم: بماذا يغنيهم ? أتحفظون شيئا مما يقول ? فأنشده المسبل مئزري من وأرفعالطائفين مع نهاري أطوف

: قال: أحسن، ثم ماذا فأنشدوه? المنزل المحكم من وأتلوالصباح حتى بالليل وأسجد

: قال: أجاد والله. ثم ماذا فأنشدوه? عن الكرب فارج عسى

المـحـمـل ربة لي يسخريوسفله. تسخرها ال اللهم عليك، ! أمسك آه آه فقال: آه

غناء الناس أطيب جامع ابن وكان ابن جامع أطيب الناس غناء، فاعتقد بغنائه عقدا نفيسة، وأمواال جزيلة. حكى عن نفسه قال: ضمني الدهر ضما شديدا وأنا بمكة، فانتقلت بعيالي إلى المدينة، فأصبحت

يوما وما أملك إال ثالثة دراهم، فهي في كمي، وأنا جالس مع بعض أهل المدينة على مناقشة ومذاكرة إذ قال بعضنا: إنه ليبلغنا أن الرشيد يتشوق إليك وأنت ضائع في

بلدنا. قال: فما لي من نهوض. قالوا: نحن ننهضك. فقمت موليا فإذا بجارية حميراء على رأسها جرة تريد الركي، وهي تسعى بين يدي وتترنم بصوت شج في غنائها

وتقول: طول أحبابنا إلى شكوناليلـنـا

الليل أقصر ما لنا فقالعندنـا

بذي المضر الليل أقبل إذاالهوى

إذا يستبشرون وهم جزعنادنـا

يغشى النوم ألن وذاكعيونهـم

النوم لنا يغشى وال سريعاأعينا

يالقون كانوا أنهم فلومثلـمـا

المضاجع في لكانوا نالقي مثلنا

فأخذ غناؤها بمجامع قلبي، ولم أدرك منه حرفا. فقلت: يا جارية؛ ما أدري أوجهك أحسن أم صوتك ? فلو شئت أعدت علي الوصف. قالت: حبا

وكرامة. ثم أسندت ظهرها إلى الحائط ثم غنته، فوالله ما دار لي منه حرف. فقلت: يا جارية؛ فلو شئت أعدت علي الصوت مرة أخرى. قالت:

حبا وكرامة، ثم أسندت ظهرها إلى الجدار ووضعت الجرة ثم غنته؛ فوالله

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ما دار لي منه حرف. فقلت: يا جارية؛ لقد أحسنت وتفضلت، فلو شئت أعدت الصوت مرة أخرى؛ فغضبت وكلحت وقالت: ما أعجب أحدكم يأتي

إلى الجارية عليها غلة فيقول: أعيدي علي، فضربت بيدي إلى الثالثة دراهم فدفعتها إليها فأخذتها شبيهة المتكرهة؛ وقالت: أنت تريد أن تأخذ

مني صوتا أحسبك تأخذ عليه ألف دينار وألف دينار وألف دينار. فقلت: أرجو أن يؤول األمر إلى ما تحسبين، فانبعثت تغني، وأعملت فكري في

غنائها حتى داري لي الصوت وفهمته، فانصرفت مسرورا إلى منزلي أردده حتى خلف على لساني، ثم أقبلت أريد بغداد، فنزل بي المكاري على باب

المحول أوال وال أدري أين أتوجه، وال من أقصد ? حتى انتهى بي السير إلى الجسر، فرأيت الناس يعبرون؛ فعبرت معهم، حتى انتهيت إلى شارع

الميدان، إلى باب الفضل بن الربيع. فرأيت هناك مسجدا مرتفعا. فقلت: هذا مسجد قوم سراة، وحضر المغرب فلم ألبث أن جاء المؤذن، فأذن وأقام الصالة فصليت، ثم أقمت مكاني حتى عاد المؤذن للعشاء، فأقام الصالة فصليت على تعب وجوع، ثم انصرف الناس وبقي في المسجد رجل، فصلى خلفه جماعة، وجماعة من الخدم جلوس، وقوم ينتظرون

فراغه، فصلى مليا ثم انصرف إلي بجمع جسده، وقال لي: أحسبك غريبا. قلت: أجل، وليس لي بهذا البلد معرفة، وليست صناعتي من الصنائع التي

يتيمم بها إلى أهل الخير. قال: وما صناعتك ? قلت: الغناء. فوثب مبادرا ووكل بي بعض من معه، فقلت للموكل بي: من هذا ? قال: سالم األبرش.

ثم انتهى إلى دار من دور الخالفة؛ فمشى بي في دهليزها ساعة، حتى انتهى إلى مقصورة من مقاصيرها، فأدخلني فيها، ودعا لي بطعام؛ فأتينا

بمائدة عليها من كل طعام، فأقبلت على األكل حتى ترادت نفسي إلي؛ ثم سمعت ركضا في الدهليز، وإذا إنسان يقول: أين الرجل ? فقيل: هوذا.

فقال: ادعوا له بغسول وطيب وخلعة حسنة، ففعل ذلك بي وخلقت. وأخذ بيدي الرجل وحملني على دابته، وأتى بي إلى دار الخالفة، فلم يزل يجاور بي دارا بعد دار، حتى انتهى إلى دار قوراء، فيها أسرة منصوبة بعضها إلى بعض، فلما انتهى بي إلى تلك األسرة، أمرني بالصعود فصعدت، وإذا رجل جالس وعن يمينه ثالث جوار في حجورهن العيدان، وفي حجر الرجل عود، فرحب بي ذلك الرجل، وإذا مجالس قد كان فيها قوم فقاموا عنها، ثم لم

ألبث أن أخرج خادم من وراء الستر؛ فقال للرجل: تغن؛ فغنى الصوتفوالله ما أحسن الغناء وال أحسن الصوت، وهو هذا:

تمش لم تركب ولم ميالجمل على

الشمس تر ولم دونها إالالكلـل

فقام الخادم إلى الجارية التي تلي الرجل، فقال: تغني؛ فغنت بصوت لين كانت فيه أحسن من الرجل حاال، ثم قال للثانية فغنت، وللثالثة فغنت بصوت لحنين؛ ثم عاد

الخادم فقال لي: تغن رحمك الله ! فغنيت بصوت الرجل على غير ما غناه، فإذا نحو من خمسين خادما يحضرون إلى األسرة، فقال لي: ويحك ! لمن هذا الغناء ? قلت:

لي، فانصرفوا وخرج الخادم فقال: كذبت، هذا الغناء إلسماعيل بن جامع. قال: فسكت، ثم دار الدور، فلما انتهى إلي خرج الخادم فقال: تغن رحمك الله ! فقلت في

لي: نفسي: أي شيء أنتظر، فاندفعت أغني بصوت ال يعرف إال سفر وأنتم الوقوف كيفجبر فسلمي علي عوجي

نلتقي ما الدهـر بيننا يفرق حتىمنـى ثالث إال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

? فقلت: الغناء هذا فقال: لمن الخادم وخرج الدار، عليهم قال: فزلزلت  وأمير إال شعرت فما جامع، بن إسماعيل غناء هذا لي. فقال: كذبت،

منه يخرج كان الذي الستر وراء من أقبال قد يحيى بن وجعفر المؤمنين صعد عليك. فلما أقبل قد المؤمنين أمير الربيع: هذا لي الخادم. فقال

? قلت: ابن جامع فقال: ابن أقبلها، المؤمنين أمير قدم على وثبت السرير المؤمنين أمير وجلس جامع، يابن فداك. قال: اجلس الله جعلني جامع،

أملك؛ وابسط أبشر جامع؛ لي: يابن الخالية. فقال المواضع في وجعفر المدنية الجارية صوت ببالي فخطر جامع، يابن لي: غن قال له. ثم فدعوت ? قال: ال قط كذا وقال: أسمعت جعفر، إلى المؤمنين أمير فنظر فغنيته،

إلى رأسه الرشيد هذا. فرفع مثل سمعي خرق ما المؤمنين، أمير يا والله بكيس جاء أن يلبث فلم الخادم فمضى دينار، ألف فيه له: كيس وقال خادم

حضرك؛ ما غن إسماعيل؛ قال: يا فخذي. ثم تحت فصيرته دينار، ألف فيه عسعس أن إلى كذلك أزل فلم الصوت، بعد الصوت إلى أقصد فأقبلت

على فأعد بغنائك؛ للسرور الليلة هذه أتعبناك قد إسماعيل، الليل. فقال: يا الخادم، إلى رأسه فرفع فغنيته؛ أوال، تغنيت الذي الصوت المؤمنين أمير

تأخذ أحسبك لي: إني الجارية قول فذكرت دينار، ألف فيه له: كيس فقال أين أدري ال فبقيت قال: انصرف، دينار. ثم وألف دينار وألف دينار ألف فيه

إلي وثب حتى األسرة عن نزلت أن إال هو فما الوقت؛ ذلك في أقصد وقفا حتى يتوجهان، أين إلى أدري وال بي فمضيا بيدي، أحدهما فأخذ فراشان

أمر قد المؤمنين أمير فإذا هذه، داري باب على دارا، فابتاع األبرش سالما إلي والشراب. ورفع والطعام والفرش والوصفاء والخدم بالجواري وحشاها مالك، بيت مفتاح لك. هذا الله بارك مفاتيح. فقال: ادخل، إضبارة أحدهما

وأنا الدار فدخلت وآنيتك؛ فرشك بيت مفتاح وهذا جواريك، حجر مفتاح وهذاالعالمين. لرب والحمد حاال، وأحسنهم بغداد أهل أيسر

والغناء المغنيات في جاء ما مليح منبرد: ومن مليح ما جاء في المغنيات والغناء قول بشار بن

الزعفران مثل وصفراءشربتهـا

التـرائب صفراء وجه علىرود

شيء كل عليها حسدتيمـسـهـا

حسنها لوال كنت ومابـحـسـود

كأن مليكا فـي جالسـاوفـــود عـيون رؤياه تؤمـلثـيابـهـا

على تسرح لم البيض منثلة أهل

حـداج ترتفع ولم سواماقـعـود

لها وصاح صحنا نطقت إذالـجـنـود وجهـت جنود صياحالصدىوقـلـوبـنـا ألبـابـنـا به تميت هـمـود بـعـد وتحييهن مرارا الـيوم الـديدن بذاك ظللناكـلـه

تحت الفردوس من كأناخـلـود

بأس وال بـشـهـود ألبـابـنـا وما شهودأهـلـهـا عـنـد أننا إالوقال:

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وحسن منها منظر لفيإننا الصيد زوارها أبي لعمر سماع

دواعي والقلوب التقينا ما إذاوعـيونـنـا آذاننا لها تصليوقال:

لم الخيزرانة مثل وصفراءتعش

مطية تركب ولم ببؤسراعي

فوق المكنون اللؤلؤ جرىويراع مـزهـر من لزوارهالسانها

العود أطرافها قلدت إذازلزلت داع لـلـوسـاوس دعاها قلوباويفـاع روضة مـن محاسنهاتـالحـقـت قد جنة في كأنهم

تغريدها من يروحونبـصـواع تسقيهم وما نشاوىوحديثهـا

إذا الرجال بألباب لعوبرنـت

�ضيع غير والغي التقى أمضاع

والشعر في هذا المعنى واسع الذرع، سابغ الدرع؛ وألبي الفتح كشاجم فيه كل شيءقوله: مليح، فمن ذلك الـحـب كأن بعود جاءت

أنـحـلـه فيه يرى فما الوهـم إال

والـشـبـح الـثـقـيل في وغنت فحركته

لـنـا األحشاء في النار به صوتا

تنـقـدح إن العيش طيب يحضر بيضاء

حضرت اللهو غاب عنك نأت وإن

والـفـرح مـعـرض عليها اللباس كل

حـسـن فـيه تتغـنـى ما وكل

مـقـتـرحالمعتز: وهذا مقول عبد الله بن

المجلس بالطرب وارتج نالمسمعي عن فأغنت وغنت 

تلبس ما كل ومعرضهاللعـيون نزهة محاسنهاوألبي الفتح: فتى فراق تشكو فتاة صوتنغـمـتـه كأن بعود جاءت

نـبـتـا حوله الزهر كأنمابـه النفـوس حفت محففشبكتـا اليدين اختالف مثلواختلفـت فيه مالويه دارت

وراء حركته لو والتـفـتـا لعاج بريد علىمـنـهـزم�ختانكأنهـمـا صوتيهما حسن يا تراسلتـا صنعة في أ

سكتـت إن ينوب عنها تراه سكتا إن تنوب وعنه طوراوله:

اإليقـاع مـوصـولة لفتاةانقـطـاع بغير بحة من آه األسماع راحة الصوت تعبمن يجتنى وقد صوتها أتعبتارتفـاع بعد األوتار طبقاتوحطت الشحاج تكثر فغدت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

األوجاع شدة شكواه صوتمـنـه ضعف المحب كأنينوله:

مكـدود متعب الصوت ناعمحلـق بحة الغناء في أشتهي�حب ال الضرب أشتهيال كمـا تعلو األوتار أ للعمود الزما

بالنـشـيد موصولة للمباديكـحـبـي المجنبات وأحب توسـط الصبا كهبوب وركـود شـدة حالـين بينحـاال

أيضا: وله أظنني فخلت غنت أرقى أو األفالك إلى أسموطربـا

نطـقـا يعيده الهواء كانأنـامـلـهـا تحركه لم لوعرقا لمدنف الطبيب جسبجـسـتـهـا عالمة جسته

ضربت وقد يمناها، فحسبت برقـا يسارها وخلت رعدا وأبو الفتح كشاجم هذا اسمه محمود بن الحسن بن السندي، من أهل هذه الصناعة،

بمقاله: وله في الغناء كتاب مليح. وقد دل على فعاله من الفؤاد كلف التي أفديإطـرابـا شفنـي حتى بالعودأجلها صناعتين بجمع باهت

فأظهرت �عجبت لذاك كبرا إعجـابـا وأكـتـابـا مثلكـم وكنا تشدو،ال وأنـت بالغناء فضلتك قالت

أدع لـم حتـى باألوتار فعبثت حسـابـا لهن أعقل ولم نغماعـتـابـا عليه وعاتبها قلمييدي عـلـى ذاك فأغار وألفتها جانب للقرطاس فجعلتمضرابا عجزه جانب وجعلتصدره

وكان كامل آالت الظرف، جامعا لخالل األدب واللطف، وله تآليف مالح، تدل على معرفته وتوسعه، وقد ذكروا أنه سمى نفسه كشاجم لما يعلمه؛ فالكاف من كاتب،

والشين من شاعر، واأللف من أديب، والجيم من منجم، والميم من مغن.الناجم: وقال أبو عثمان سعيد بن الحسن

تغريدهـا زاد كما وزادضربها عابث من جاد لقدعودها شعرها أنشدنا ءالغنا قبل الصوت نوت إذا

نحوه: وقد قال أستاذه ابن الرومي في الضرب في والعود حاله، عنيخرجـا لم عودك في ضربكالجـدب زمن في الحيا وقعالـحـشـا فـي وقعهما كأنما

فقال: أخذ هذا أبو الحسن المنجم بن يونس المصري في صوتها فأخفت غنت

العـود صوت الصوتان فكأنماعودهافيطيعـهـا عودها تأمر غيداء ودود اتـبـاع ويتبعـهـا أبدا النوار من أندى المعهـود الثنا نشر من وأرقصوتهـا صبحا

العنـقـود وابنة الغمامة ماءتمازجـا حين الصوتان فكأنماهذا: ومثل

الراح حث يجيدسعيد بن سالمةباألقـداح عليهزمرنا تغنى إذا

الناجم: وقال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

عـابـث أغانـي تأتي النـفـوس بأفراح أبدا الكؤوس وتزمر لها سالـرؤو فترقص تشدو

وقال: ومزهرها عابث صدحت وما والـفـرح باللهـو وثقنا إالوالتـرح السقام طول أضناهجـسـد في كالبرء غناء لها

إبريقناصدحت ما فهي الراح تعبدها الـقـدح إلى ساجداوقال:

األطـيبـا األحذق ميزتها ءالـغـنـا بين ميزت أنت إذا الصبا ريح الغصن هزت كمابألـحـانـهـا القريض تهز

 وقال: تغنت ما أحـزان وأقلعـت فؤاد عنهـم تكـشـف إال

المسمعين تفضل حسنا العيان السماع يفضل ما مثلوطيبا

وقال: ومزهرها عابث نطقت ما نعملهـا للراح ظللنا إال

تقتلهـا تستفيق فما تارهابأو الهموم أوتارها تطلبوقال:

الـخـمـره تفعله ما يفعلمعـجـب مطرب غناء لها�ذن تشوق الخضـره إلى العين تشوقشـدوهـا إلى األ القمره له طارت من فرحةزارهـا مـن فـرحة كأنما

سحره في يسمع من لخلتشـدوهـا شدا إسحاق أن لوالنـدره في تحسن كالتي الألحـانـهـا كل في مندرة

وقال: البارع على فأربت وزادتالغنـا في عابث برعت لقد

سامعها يسبح السامـع سبحة وأصواتهامـعـجـبـاوقال:

إغفائهـا في العين ءابـتـدا مـن ألذ شدورجائها وصدق نفسمنى من وأشهى أحلى

الراسبي: وقال ابن الرومي في بستان جارية أم علي بنت مقـتـدر األنام جميع علىطـبـق من الغناء لذاك واها

الساكني من أضحتحفائرهم

مداهن الغوالي سكنى السرر

يا ياكـدر بـال لي كان مشربا سهـر بال لي كان سمرابالـبـدر ترجحين وقد عنهراجحة غير بالترب أصبحت

مروان: وتبعه الناجم، فقال في عجاب جارية أبي والمسـارب المسالك عطربـجـوارهـا الثرى أضحى

سرر في المسك لحـلـو حفـيرتـهـا حلت الكواعب

جـانـب كل من لناظري ءتـضــي كـانـت درة يابشار: وهذا من قول

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

شم ما حيث من ومشمأضـاءت أديرت حيثـمـا درةفـاحـا

فكانت نيكـو لـهـا اإللـه قال وجنان روحا وراحا وروحاوله:

ما حسن من بتسبيحة تلقىبـإرعـاد الرائي حشا وتستفزخلقتبمـرصـاد وجه جارحة فكللـؤلـؤة ماء من صورت كأنما

الناجم. قول من نظيره تقدم قد هذين من األول والبيت شر عن فانكشف خير به ظن من

رجع ما انقطع: ممن ظن به خير فانكشف عن شر، قال يزيد بن هارون: كنت بالحيرة فرأيت شيخا عليه طيلسان، وعلى رأسه طويلة، وله سمت حسن، فرجوت أن يكون

عنده حديث فقلت: يا شيخ؛ عندك حديث ? فقال: أما حديث فال، ولكن عندي قديمطيب؛ فإذا هو خمار.

وسال العقيق في بعض السنين، فخرج الناس إلى الصحراء وفيهم سفيان الثوري؛ فلما كثر الناس انكفأ يريد منزله، فبصر بشيخ ضرير قد أهدف على المائة وبيده عصا

يخترق صفوف النساء، وهو يبكي بكاء شديدا؛ فظن سفيان أن بكاءه لما فرط له معهن، فنظر إليه حتى إذا صار في آخر الصفوف جنح على محجته واستقبلهن بوجهه،

وأنشأ: وكفكف عن عبرته السـالم غير فدعنني لكنمنـي فليس السالم عليكن

القـيام عند عثري وتجبرظهري لتشد العصا تحالفت فقال له سفيان: أما كان لك فيما مضى من عمرك عظة عن معاصي الله عز وجل ? فقال: بأبي أنت ! تمنعني من تلك الحوراء الطرف، الوافية الردف، الحسنة التبختر،

الشاعر: الوانية التكسر، كالظبي الغرير، والمهاة عند الغدير، التي يقول في صويحباتها عواطل خير فهن عطلن فإذايرى ما أحسن زينتهن يأخذن

بـجـنة يستتـرن ال يرمينني مـقـاتـلـي أين الصبا إالالباطـل حبل باطلهن ويجرألهلهـا الشباب أردية يلبسن

فمضى سفيان يستعيذ بالله منه.كشاجم: ومثل قوله قول يد في والكاس تب يقولون

أغيد والمثالث المثاني وصوت

عالي عاينت كنت لو لهم فقلتتـوبة

بدا المنام في هذا وعاينتلـي

الصفات ظريف من وما جرى ههنا شوطا في ظريف الصفات، يطيب مغناه ويحسن معناه. قال أشجع بن

عمرو: بين البحر كموج وماجتثيابـهـا

ويعدلها شطر بها يميلشـطـر

مجرى فوق ما وصفت إذااألزر شهـادتـهـا ردت غالئلهاوشاحها

 البحتري:

فاستثقلـن المآزر في ما منها خفقت ما رددن

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

أردافـاإلى الخصور الـريط شغـوف نضون إذا

آونة البحرين لؤلؤ عن قشرنأصدافا

الرومي: ابن يطرد برديه من والماءتتـقـد خديه في النار

تقد ولوعتي يسح دمعيكأنهمـا جمعا قد ضدانوقال:

اتـسـاق حسن زانه ودرعـاج حقاق فوقهن صدور ? الحقاق تلك من الدر أهذارأوه إذا الـقـائلـون يقول

السمط: أخذه من قوله عبد الله بن النحورا بهن العقزد وزانبـدت مـا إذا الثدي كأن

الدر في حملنمكنـونة العاج من حقاق يسيرا شيئاالكاتب: أبو النجم

صـورة مـن عـجـبـي فياآدمـية

في الشمس بياض عالها القمر صفرة

الدر كمثل فجاءتلـونـهـا يشـرق

للشـم البستان وريحانةوالـنـظـر

رؤياك يذكـرنـي ريحـامــريضة

في الروض بنسيم جرتالسحر غلس

الرومي: ابن فكر من ينفك ال والقلبنظر من تنفك ال فالعين

فيك األشياء ومحاسن بصري ماللتي فماللتيكمعاوقال:

شيء ال تنتقـل إليه منه فالعينأحسنه وفيه إالاألول أخرياتهـا كأنماطارفة فيه العين فوائد

السلمي: وقال عبد القادر بن شعيب الذي مسلمة حصن يا

لـنـا أهدى صوب سقيت الظباء حور

الماطر فكنـت يبلغني كان قد

مـكـذبـا في أهلك حسن عن

الغابر الزمان أشرق الشمس رأيت حتى

نورهـا خالخـل بين الحي في

وأسـاور الخدور غزالن ورأيت

سـوافـرا كاألقحوان عن يبسمنالـزاهـر

الصبابة ثمر من فجنيتوالـهـوى

السرور ورق من وشممت الناضر

مني فرمين مقتالفقـتـلـنـنـي

رأى من يا قـتـيل ليثـاجـآذر

األمراء: ومر أعرابي بأبي نواس وهو ينشد بعض البطون والقب النهد نالعـيو نجل على ويلي

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الجفـون بألسنة لنا رالضمـي عن الكاتبات وأمي أبي وويلي أنا ويلي ? بل هذا من وحدك أنت األعرابي: ويلك فقاليديك. بين القائم الفاعل وهذا عمي، وبني

الكالم في التقعر فجفاه الغريب؛ ويستعمل كالمه، في يتقعر ولد له التجار من رجل كان أبوه له استثقاال شديدة علة أبوه فاعتل به، يأتي كان ومما به، وتبرما

بين فأحضروهم ولدي، أرى أن الموت. فقال: أشتهي على منها أشرف بأخينا لك له: ندعو فقالوا سواه، يبق لم حتى أخر ثم هذا وأخر يديه بشيء يتكلم أال ضمن فقالوا: قد بكالمه، يقتلني والله ? فقال: هو فالن

ال أن أشهد قل أبت، يا عليك قال: السالم دخل لهم. فلما فأذن تكرهه؛ الفراء: قال فقد الله؛ إال إله ال أن أشهد قل شئت وإن الله، إال إله

أبي غير شغلني ما أبتي يا سيبويه. والله إلى أحب واألولى جائز، كالهما وسكبج وأوزز، وأرزز وأعدس، فأهرس باألمس، دعاني فإنه علي،

ولوزج. وافلوذج ودجدج وأمصل، وأبصل وطبهج، وزربج وسبج، ألوصيه الشماس بجارنا لي صيحوا السالح، العليل: السالح أبوه فصاح

البندق. هذا كالم من وأستريح النصارى مع يدفنني أن قصب له: اشدد فقال بحجام؛ فأتوه دم النحوي علقمة بأبي وهاج

وليكن النزع، وعجل الوضع، وأسرع المشارط، ظبات وأرهف المحاجم،أتيا. تردن وال أبيا، تكرهن وال نهزا، ومصك وخزا، شرطك

لي طاقة فال أنا وأما معديكرب، بن عمرو خلفي الحجام: ابعث فقالبالحرب.

أذنه؛ في ويؤذنون إبهامه، يعضون قوم فأقبل فسقط مرار به وهاج ذي على كتكأكئكم علي تكأكأتم لكم فقال: ما غشيته، غمرات من فقامبالهندية. تتكلم جنيته فإن بعضهم: اتركوه عني. فقال افرنقعوا جنة؛

   

وقال أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن اليتيم: كنت أماشي أبا جعفر بن النحاس حتى وقفنا على بائع تمر، فقال له أبو جعفر: كيف تبيعني ?

قال: ثالثة ونص بدرهم. قال له: قل ثالثة ونصف بدرهم. قال: ثالثة ونصف بدرهم. فقال له: قل ثالثة ونصف بالكسر، فضجر وقال: ونصف، أفرغ لسانك فنحن في بيع وشراء لسنا في نحو. قال: فاجعله أربعة ? قال:

أفعل يا بغيض، فوزن له بدرهم؛ فقال له أبو جعفر: أدر الصنجة من الكفة إلى الكفة، فقال: أنا أعرف ابن النحاس فإنه أحمقكم، قال ابن اليتيم

فقلت له: أبيت أن تنصرف إال مصفوعا.وكان أبو العباس مليح الشعر وهو القائل:

�كثـر أنساك ألني ال لسانـي يجري بذاك ولكن كذكـرا أ والجوانح القلب في أنت

األماني وأنت المنى وأنت حوالرو من يراك مني عضو كل

عـيانـي عن غنية بعين قالشو

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

فقال: ودخل بستان حسين بن الماذرائي فعلق بثوبه غصن ورد األحبـاب روائح وعندي نأي إلى وقال بي الورد علقالعـذاب الثنايا من أتروىحـتـى أشمك ال آليت قلت

وقال: وجـل علـى البهيم ليلال ظـلـمة في زائري يا

الخجل من النهار على عالـقـنـا جعل وقد حاف المثل بي يضرب فكان يبـوجـنـت انتعلـت هال

والمـقـل قلبي عذاب دالـخـدو جعل من سبحان صفوان بن وخالد الفرزدق

قال خالد بن صفوان للفرزدق: يا أبا فراس، لو رأتك صويحبات يوسف لما أكبرنك وال قطعن أيديهن ? فقال: وأنت يا خالد، لو رأتك صاحبة موسى لما قالت: يا أبت

استأجره إن خير من استأجرت القوي األمين. ووهب رجل البن سيابة دينارا، ثم بعث إليه ليأنس به، فكتب إليه: شغلتنا أموالنا

وأهلونا. وجاور ابن سيابة قوما فأزعجوه. فقال: ولم تخرجوني من جواركم ? قالوا: أنت مريب،

قال: فمن أذل من مريب وأحسن جوارا.األعور: وفيه يقول عتبة

غير عاش الذي يابن رجـل أيمـا اللـه يرحمهمهتضـمومنتعـل منهم حاف بين ماخـاضـعة الملوك رقاب له

بطل ومن أردى كمي من كمعـاتـقـه النجاد أوهى أبوكوجل على دائر من يمس لمدمـه ومـن مالـه من يأخذنـبـل سـادة أعـنـاق يقديقـلـبـه صـارم كفـه في

وهذا بديع في وصف حجام.حجاما: وقال آخر يصف

ثالثون فيها جونة له حمر وأجوافها بيض مناقيرهامخلـبـا الكتاب عوج إذا يوما

له بمعوج فليسسطورهم سـطـر أبداالمزينين بعض وصف

المزينين: وقد قال بعض الغدر بموسى قصصت

العـهـد ناصية جبـهة في البين شرط وأجريت

الـود الجفا بمقراض قططت

الـوفـا طـرة مكشـوفة الود وجه فجبهة

الـجـلـد زلت وما بجمجمة مصاصا

الـقـلـى على العتبى في النأي أخا

والبعد القرب صناعاتهم طريق من الصناعات ألهل مستطرف كالم

وألهل الصناعات من طريق صناعاتهم كالم مستظرف؛ وربما اتفقت االستعارة مطردة للشاعر على معنى في صناعة، حتى كأنه عانى تلك الصناعة بما جرى على لسانه من البراعة، في وصف حقائقها، ونعت طرائقها؛ كقول عبد الله بن العباس بن الفضل بن

الربيع. أورق إذا حتى الهوى غرستالهوى

ثمر أغصانه في فأينعالـوصـل

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

فـي أنهـاره به وحفتغـياضـه

الحدائق ملتف فأصبحبالـحـمـل

مـن المجتنى إال يبق ولمثـمـاره

والمودة التصافي سروروالـبـذل

الوشاة ريح بنا أطاففـهـيجـت

علـى تكف هجران سحابةرسـل

عليه عزاليها فمالتفـأحـرقـت

بال منا والود الهوى غصوندخـل

حول الهجر سيول ودبتأصـولـه

مـن فاستقلعته فأغصانهاألصـل

هشام: وقال علي بن البين حديد من المناجل طبعبمناجل وصالنا الحبيب حصد

بأرحية يطحنه والشوقالـعـين بماء تعجنه والعينالهوى

لـون بـلـون تأكله والنفساألسـى بنيران يخبزه والقلب قال الجاحظ: سألت وراقا عن حاله ? فقال: عيشي أضيق من محبرة، 

وجسمي أدق من مسطرة، وجاهي أرق من الزجاج، ووجهي عند الناس أشد سوادا من الحبر بالزاج، وحظي أخفى من شق القلم، وجسمي

أضعف من قصبة، وطعامي أمض من الحبر، وشرابي أمر من العفص؛وسوء الحال ألزم بي من الصمغ. فقلت: لقد عبرت ببالء عن بالء.

وللجاحظ في هذا النوع رسالة كتب بها إلى المعتصم، وقيل إلى المتوكل في الحض على تعليم أوالده ضروب العلوم وأنواع األدب وهي: يا أمير المؤمنين: علم بنيك من أنواع األدب ما أمكن؛ فإنك إن أفردتهم بشيء واحد ثم سئلوا عن غيره لم يعرفوه؛ وذلك أن حزاما صاحب خيلك حين

سألته عن الوقعة ببالد الروم، قال: لقيناهم في مقدار اإلصطبل، فما كان إال بمقدار ما يحس الرجل دابته حتى قتلناهم؛ فتركناهم في مثل نثير

السرجين، فلو طرحت روثة لما سقطت إال على ذنب برذون.وكان قد أنشد في الغزل:

قلبي عن الصد يهدم غنمـذاوده

الصبر بقت قلبي فإنمعـمـور

الحب وثاق في امرىء ويحيكبحه

األسقام على هجر لجاممقـرور

خليلك أنل وصـالـك من نيالأو

النوم فإن الرقاد حسنمـأسـور

حين شكالي فتل أمنتودعـنـي

كفيه في الحب ومبضعمطرور

ذلـك بعد هجر برقع لبستفـي

الحب فروث ود إصطبلمنثـور

وسألت بختيشوع الطبيب عن مثل ذلك فقال: لقيناهم في مقدار ساحة البيمارستان؛ فما كان إال بمقدار ما يختلف الرجل مقعدين حتى تركناهم في محقنة ثم قتلناهم، فلو

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

طرحت مبضعا لما وقع إال على أكحل رجل.الغزل: وكان قد قال في

الهجر بجنح الوصل شرببـاإلسـهـال الوصال بطن لقفاستط

بـالـمـطـال معلق وقلبي دالـسـه ينحـلـه المحب ففؤاداحـتـيالـي ضاق ماسويه يابنزحـير ذو مـبـرسـم وفؤادي

بي ما بعض ببقراط لوحـال بـأسـوأ منـه ماتا نوسوجالـي

وسألت جعفر الخياط عن مثل ذلك فقال: لقيناهم في مثل سوق الخلقان؛ فما كان إال بقدر ما يخيط الرجل درزا، حتى تركناهم في أضيق من جربان، فلو طرحت إبرة لما

وقعت إال على درز رجل.الغزل: وكان قد قال في

الـصـد إبـر مـن بإبـرةالهـوى درز بالهجران فتقتالـجـهـد تكة في بي يعثرسـراويلـه ضيق من فالقلب

جـدي شـقـا سوء على منهالـهـوى طيلسان يا حسدتنيخـدي عـلـى الدمع بعروةمـوصـولة فيك عيني أزرار

بـالـوعـد الدركنـز عذبنيزيقـه يا الـقـلـب يادستبانالـحـد مرهف بين مقراضوصله من أعرف ما قص قدبـد مـن وصلـك من لي ماذيلـهـا ويا النفـس حجزة يا

عن حلت غرامي جيبويا ســروري جـربـان ويا عهدي

وسألت إسحاق بن إبراهيم عن ذلك وكان زارعا فقال: لقيناهم في مثل جريب من األرض؛ فما كان إال بقدر ما يسقي الرجل مشارة حتى قتلناهم عن آخرهم، فلو

طرحت منجال لما سقط إال على رأس رجل؛ فصاروا مثل أكوام التبن إذا خرج عنالحب.

الغزل: وكان قد قال في جريب في هواه زرعتمثلـث

على الدوام ماء وأسقيتهالعهـد

واخضر النبت تعالى فلما يانعـا

سنبل في الحب حب وأفركالود

فيها الهجر أكف أتتهمـنـاجـل

أدرك حين فيه فأسرعنبالحصد

يعطل إذ مالي شؤم فياللشـقـا

معلفه صار ثوري ويح ويا كبدي

وسألت فرجا الرخجي عن مثل ذلك وكان خبازا فقال: لقيناهم في مثل مقدار جفنة، فما كان إال بقدر ما يعجن الرجل قفيزا أو يخبز أرغفة، حتى صيرناهم في أضيق من

جحر التنور، فلو طرحت جردقا لما وقع إال في خوان الخبز على كثرة القتلى.الغزل: وقد كان أنشد في

الـصـد خشب من جفنة فيالهـوى دقيق الهجر عجن قد من الهجر بشوك تزجيالـهـوى فنـار البين فاختمر

بعدي

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الـوجـد أرغفة عن يفحصبـهـجـرانـه الصـد وأقبل الجـهـد قصعة في مثرودةمـسـمـومة للوعـد جرادقا

وسألت عبد الله بن عبد الصمد عن مثل ذلك وكان مؤدبا فقال: لقيناهم في مقدار كنف، فما كان إال بمقدار ما يقرأ الصبي إمامة، حتى تركناهم

في أضيق من فم الرقم، فلو طرحت دواة لما سقطت إال على حجرقتيل.

وقد كان قال في الغزل: صبيان الهجران أمات قد

خـبـال ذو مـولـه ففؤاديقلبي فما وصلي لوح البين كسر

وصـال في هويته ممن معأط فمذ دواتي عن الرقم وقع

حبـالـي من حبله موالي قأطل فؤادي من الحب مشقبالسـالل جوانحي فأغرى نلوحي

ذو مالكي صد مذ عينال فـمـداد دواته كبدي الق انهمال

وسألت الجهم بن بدر عن مثل ذلك وكان صاحب حمام ت فقال: لقيناهم في مثل بيت االبتذال، فقاتلناهم بقدر ما تخلف النورة، ثم ألجأناهم إلى أضيق من األبزن، فهزمناهم

بقدر ما يغسل الرجل وجهه؛ فلو طرحت ليفة لما وقعت إال على ظهر رجل.الغزل: وقد كان قال في

الـصـد ليفة من بدا بماالصفا غلفت الهجر نورة ياالجهد من حوض في تنقعمتـى حتى األسقام مبذر يا

الـود مـن بزنبـيل منكمرة لي الوصل ذيول انقلالـوجـد مشلح قلبي هيجحـمـامـه أوقد مذ فالبينللـعـهـد الناقض بحالهوالصفا الهوى خطمي أفسد

وسألت الحسن بن أبي قماش وكان أبوه كناسا فقال: لقيناهم بقدر ما يكنس الرجل زنبيال، حتى تركناهم في أضيق من جحر المخرج، فلو رميت بنت وردان لما وقعت إال

على ظهر قتيل.الغزل: وكان قد قال في

للهوى قلبي أصبح الـهـجـر فقحة فيه تسلحمخرجـا فولى نوميأثكلنـنـي الهجران خنافس صبري معرضا

أمـري ما أعقل فما عقليتيمـت الهوى وردان وبنت وسألت أحمد الشرابي، فقال: لقيناهم في مقدار بيت شراب، فلم يكن إال بمقدار ما يبزل الرجل دنا، حتى تركناهم في أضيق من رطلية، ثم سالت دماؤهم كالدردي، فلو

طرحت كأسا لما وقع إال في كف رجل.الغزل: وكان قد قال في راحة من اللهو بكأس شربتالهـوى

في الوصل خمر ورقرقت البين قدح

يدفقها الحب دنان فسالتالـصـبـا

على دمعي قرابات وكرتعـينـي

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وسألت عبد الله الطاهري وكان طباخا فقال: لقيناهم في مقدار مطبخ أمير المؤمنين، فما كان إال بمقدار ما يشوي الرجل حمال أو جدبا، أو يفرغ من طبخ ثالثة ألوان، أو

يعقد فالوذجة، حتى تركناهم في أضيق من أثافي القدر، فلو طرحت ملعقة لما وقعتإال على بطن قتيل.الغزل: وكان قد قال في

حـمـرة في الفالوذج شبهالـظـمـاء النفوس ولوزينج دالـخ وفي الفؤاد جوزينج أنت

الـصـفـراء الخبيصة كلين نالـلـيشـواء بـجـنـب جوزابة بعدود بـسـكـبـاج مستهتـر أنت

يوم فـي القدور قتار ياعـرس بـيضـاء بـشـهـدة وشبيهـا

من الفؤاد إلى أشهى أنتالـغـداء وقت البرسيان مع دالـزب ألـوان الحـاسـدين أطعم

والضـراء األحزان قصاع فيغـم منك خلت مذ القلب غال قد

الـصـالء بعـد القدور غليانداريالشحـنـاء مفارق سروري تغـضـارا فيك كسرت لما هامشـفـاء أي األحزان رقيق منيشـفـي وجـهـك إسفيداج إن

الـعـداء قـلـوب يكبت وردبـمـاء العـمـيد على فتفضل وسألت داود الفراش عن مثل ذلك قال: لقيناهم في مثل تربيع الفسطاط، فما كان إال

بقدر ما يفرش الرجل بيتا أو بيتين، حتى تركناهم في أضيق من صاريات ثم قتلناهم،فلو رأيت نجار التراب عليهم وقد سالت دماؤهم في حمرة األرمني.

الغزل: وكان قد أنشدني في الوصل ساحة الهجر كنسصفـائي وجوه في البين عثرلمـا

فراش في بث فلقد خدي تحتهمـومـي لضـنـائي وسائدا

من حسن بيت هيأت حينإخـاء سـتـور ألثـوابـه لالوص

  بيوت لي الهجر فرش

الحصـبـاء مطارح متكاهامسوحمـسـاء صباح تخالسنه قدوجد بواعث من للصب رق

يا أمير المؤمنين: إنما ينطق اللسان بما يتصور الجنان، ويظهر في الكالم ما يخطر على األوهام، فمن لم يعرف إال شيئا واحدا لم يتكلم إال عليه،

ومن كثر علمه كثرت خواطره، واتسعت مذاهبه، ورب هزل أنفع من جد؛ إذا أصيب به موضع الحاجة إليه، ووضع بحيث تقع همم النفوس عليه،

والسالم. والجاحظ صنع هذه األشعار لما وضع هذه األخبار، وكان قديرا على الشعر

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

سراقا له. روى أبو مسلم الكشي قال: حدثني إبراهيم بن رباح قال:مدحني حماد بن أبان الالحقي بشعر فيه هذان البيتان:

الـعـدم شباة فيهم ففللبإخـوانـه أثرى حين بداالنعـم انتقال قبل فبادراألمور غب الحزم وذكره

فروي هذا الشعر وعرف بالبصرة، ثم جاءني الجاحظ فمدحني بشعر أدخل فيه هذين البيتين، فاحتملت ذلك وأثبته؛ فبينما أنا جالس يوما في مجلس أحمد بن أبي دواد

والجاحظ في مجلسه، إذ قال لي أحمد ما وصفت بشيء أحسن مما مدحني به أبو عثمان، وأنشدني البيتين. فقلت: إن مادحك أعزك الله يجد فيك مقاال والجاحظ مأل

عينيه مني وال يستحي مني.أولها: وله في رسالة إلى أبي الفرج محمد بن نجاح قصيدة مستحسنة

أقام راض والخفض يدابـحـظـه

أحد ال حيث يسري الحظ وذو يسري

بالقوت الرضا يظن شيئا مـهـونـا

من أمر كأس الرضا ودونالصبـر

بالغة على الزمان بديع الهمذاني الحسين بن أحمد الفضل أبو طعن وقد والبليغ يقتطف، اآلخر وفي يقف، البالغة شقي أحد في فقال: هو الجاحظ

للجاحظ أفترون بشعره، كالمه يزر ولم نثره عن نظمه يقصر لم من شعرا بعيد العبارات، قريب تجدوه نثره إلى ? قالوا: ال. قال: فهلموا رائقا

بديعه من نفور يستعمله، الكالم لعريان منقاد االستعارات، قليل اإلشارات،يهمله. كالمه معايب على أنبه فكنت وإال بالغته، على الكالم موضع هذا وليس

وممادحه. خطابه ومحاسن ومقابحه، الصناعات أهل من قوم ألسنة على البالغات، في بليغة أوصاف وهذه صناعاتهم: فقال طريق من بالغاتهم فوصفوا البالغات، أهل من قوم اجتمع

الكالم الجوهري: أحسن ونضد الفطنة، ونظمته الفكرة، يد ثقبته ما نظاماالرواة. نحور فاحتملته ألفاظه، سموط في معانيه جوهر نسيم ففاح معانيه؛ بمسك ألفاظه عنبر عجن ما الكالم العطار: أطيب وقال

السراة. به وتعطرت الرواة، به فتعلقت عبقه؛ رائحة وسطت نشقه، النظر، بمشاعل وسبكته الفكرة، بكور أحميته ما الكالم الصائغ: خير وقال

وجيز. معنى في اإلبريز بروز فبرز اإلطناب، خبث من وخلصته ووزنته الروية، عين واجتلته البصيرة، يد نفدته ما الكالم الصيرفي: خير وقال

يبهرجه. سماع وال يزيفه، نظر فال الفصاحة، بمعيار نار فيه وأشعلت الروية، منفخة عليه نصبت ما الكالم الحداد: خير وقال

اإلفهام. بفطيس ورققته اإلفحام، فحم من أخرجته ثم البصيرة، ونشرته التقدير، بقدوم معناه نجر أحكمت ما الكالم النجار: خير وقال

فصار التدبير، بمنشار اللسان. لسقف وعارضة البيان، لبيت بابا مطارح وحسنت ألفاظه، رفارف لطفت ما الكالم النجاد: أحسن وقال

بهجته لنمارق وأصاخت الناظرين، عيون محاسنه زرابي في فتنزهت معانيه؛السامعين. آذان أرسلته ثم معانيه، بكرب ألفاظه وذم علقت ما الكالم الماتح: أبين وقال

معنى به واستنبطت الشبهات، يكشف سقاء به فمنحت الفطن، بقليب

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

المشكالت. ظمأ من يروي الوجازة، وكماه المعرفة، وجيبه البيان، فجربانه قميص الخياط: البالغة وقال

المعنى. وروحه اللفظ، جسد والبسه الحالوة، ودروزه اإلفهام، ودخاريصه صبغة تكشف ولم إيجازه، بهجة تنصل لم ما الكالم الصباغ: أحسن وقال

اآلداب، كواعب فراع اإلشكال، كمود من الروية يد صقلته وقد إعجازه،األلباب. عذارى وألف فلم معانيه، نشر وحسن ألفاظه، رقم صدق ما الكالم البزاز: أحسن وقال

طي. عليك يستبهم ولم نشر، عنك يستعجم فخرج معانيه، بسدى ألفاظه لحمة اتصلت ما الكالم الحائك: أحسن وقال

محبرا. وموشى منيرا، مفوفا إال التقريب منزلة إلى التخليع حد عن يخرج لم ما الكالم الرائض: خير وقال 

ثقافته. تمام في رياضته، أول أطمع الذي كالمهر وكان الرياضة؛ بعد ثم المعنى، مبرك في فأناخه كالمه بخطام أخذ من الجمال: البليغ وقال عن يشذ ولم األذهان، عن يند لم مجاال، له واإليجاز عقاال، له االختصار جعل

اآلذان. لفظه وكان أعطافه، وتثنت أطرافه، تكسرت ما الكالم المخنث: خير وقالحلية. ومعناه حلة، الفهم، راووق وصفاه العلم، مراجل طبخته ما الكالم الخمار: أبلغ وقال

رقته، األفكار وفي عذوبته، المفاصل في فتمشت الحكمة، دنان وضمتهحدته. العقول وفي رقته ورفعت الشك، غباوة ألفاظه روحت ما الكالم الفقاعي: خير وقال

جرعته. مص وعذب فطنته، حساء فطاب الجهل، فظاظة طبيعة استطلقت الشبهة، سقم بيانه باشر إذا ما الكالم الطبيب: خير وقال

التوهم. صحة وأورث التفهم، سوء من فشفي الغباوة؛ فاكحل األبصار، قذى فالشبهة األبصار، قذى الرمد أن الكحال: كما وقالاليقظة. بمرود الغفلة رمص واجل البالغة، بميل اللكنة عين

انكشف شمسه، أشرقت إذا ما الكالم، أبلغ أن على كلهم قال: أجمعوا ثمأحماؤه. اخضرت أنواؤه، صدقت وإذا لبسه،اليسير. فن كل من آخذ وإنما كثير، المعنى وهذا األخبار مستطرف من

وقال رجل لغالمه: التمس لي دارا ال تكون بجوار مسجد فإني أحب األفراح، فاكترى له دارا بين مسجدين. فقال له: ما هذا ?! قال: يا موالي، ال تدري المعنى؛ أهل هذا

المسجد يظنونك في هذا، وأهل ذا يظنونك في ذا، وأنت قد ظفرت بما تحب.غيره: وقال أبو الجهم أحمد بن بدر للمتوكل وذكر نجاح بن سلمة أو

إلى الدعاة وابن الهدى إمامالهـدى

العالمـين خير ومنهجمـحـمـد

يجـوز وال على أعني غـير الظلم عسوف عليتـعـبـدامـؤيد

غـير عنـده ذنب لي وماأنـنـي

لـلـيوم يختار بما عليموالـغـد

قرب في الفعل للمريب وال قرب في للطرار خير وال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

مسجدنـائب الغاضري صحب القرشي: يا فقال المدينة إلى مكة من قريش من رجال غداؤهم أسخنها. ورفع فقال: ويحك باردة، بها فأتى دجاجة، أطعمنا غالم؛ أتاهم عشاءنا. فلما غالم، قال: يا العشاء كان فلما بالدجاجة، يؤت ولم

فقال: أسخنها. فقال باردة، بها فأتى الدجاجة، تلك قال: هات العشاء أراها ? فإني هي فرعون آل أمن هذه دجاجتكم عن الغاضري: أخبروني

وعشيا. غدوة النار على تعرض مما دينار. فقال: والله مائة مني ولك علي، اكتمها غاضري يا فقال: ويحك

بشيء. ألبيعها كنت حرب ابن طيلسان

حرب: أخذه الحمدوني فقال في طيلسان ابن ظلمي أطلت حرب يابن

برفـوي غـنـيا عـنـه كنت قد طيلسانا في فرعون آل الرفو في هو

وعـشـيا بكـرة النار على ضالعر فيه زرت معاشرا

زريا رأونــي إذ فتـغـنـيتفـازدرونـي كـي سائل زي في جئت

مـلـيا وقفـت قد الباب وعلىأراكـم وكان أحمد بن حرب المهلبي من المحسنين إليه، المنعمين عليه، وله فيه مدائح كثيرة، فوهبه طيلسانا أخضر، فوجد فيه فزرا ولم يرضه. قال أبو العباس المبرد: فأنشدنا فيه عشر مقطعات ضمن أواخرها أبيات أغان مالحا، فاستحلينا مذهبه فيها فجعلها خمسين

قال: شعرا فطارت كل مطير، وسارت كل مسير، حتى تحـصـى ليس أياد ذوحـرب البـن طيلسان

نصـا الشعر ما إذا سالـنـا أشـعـر فيه أناأقصـى كنت قد ما بعدأدنـى صـرت وأراني

حرصا شعري على دواوازدا الـنـاس واتقانيوقمـصـا تترى أرديةلـي حـاز قـد ولكـم

كان دهرا شـصـا أصبـح قد ثمطيلـسـانـا وقال ابن الرومي في هجائه عمرا الكاتب الملقب بخرطوم، وكان من خاصة القاسم

الوزير: بن عبيد الله بن سليمان بن وهب عمـرا وفتحت كساده للـطـو حانوتـي أغلقت

وترا وكنت في شفعت يالـحـمـدن طيلسـان يا ليجعـلـتـه أخوك عمرا وفـرا فأفدت مكسبا

وفـقـرا ضعة لقيتما نصـاحـبـي من تبعدا ال قال ابن أبي عون: مر الحمدوني بابن حرب وهو جالس على باب داره 

وعلى كتفه وسادة. قال: ألي شيء هذه يا حمدوني ? قال: أرقع بهاطيلسانك. قال: ما تزال تهجونا منثورا وموزونا !!.

ومن طريف شعره فيه: قد حرب ابن طيلسان يا

بأن هممت بك أودي كما بجسمي تودي

الزمن

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وال تغني حيلة من فيك ماثـمـن

أركانك حيلتي أوهنت قدالوهـن

الرفاء لدى تراني فلو مرتـبـطـا

الدهر يديه في كأننيمـرتـهـن

النـاس رآني حين أقولوطـن حـانـوتـه في لي كأنماألـزمـه

أين عنا يسأل كان منقـمـن مـنـزل منا فاألقحوانة? منزلـنـا

المخزومي.البيت للحارث بن خالد وقال:

أحـدث منـه نوح قوم نكطـيلـسـا حرب البن قل يورث قبل من مضى عمنيزل ولـم الـقـرون أفنىيحـرث باللـحـظ فكأنهلـحـظـنـه العـيون فإذا

يلـبـث فليس رفوت وإذاأرفـــه لــم إذا يودييلهـث تتركه أو الدهر هعـلـي تحمـل إن كالكلب

وقال: حرب ابن لنا وهبت اتضاعا الضعة في المرء يزيدطيلسانـا فـيقـد صاحبي يسلم ذراعـا ردي فـي وأقـد لهشـبـرا طرفيه في الطرف أجيل طوال أرى ما وعرضا رقـاعـا إال

كان قد أن أشك فلست شـراعـا سفينتـه في لنوحقـدمـا

تـداعـى بدنـي على جوانبهمـنـه أبصـرت إذ غنيت فقدالوداعـا منك موقف يك والضبـاعـا يا التفرق قبل قفي

فيه: البيت للقطامي عمير بن شييم التغلبي: وقال الـقـدم بكثرة قواي أوهىقد طيلسانك حرب البن قل

�مـم أوائل رفـو آثـارلـمـبـصـره فـيه متبين األ من النفس شقيق يا فيوصفـت التي الخمر فكأنه

حكمالبلى: انهدم له قال صح قدلـنـا فـقـيل رممناه فإذاسـقـم إلـى فأسلمه نكسفـعـاوده بـرا السقيم مثل

الهـرم رياضة العناء ومنفأعجزني طغى حين أنشدتنواس: والخمرة التي وصفت فيما ذكر ألبي

أنـم ولـم ليلـي عن نمتحـكـم من النفس شقيق يا التي الخمر فاسقنيالـرحـم في الشيب بخماراعتجرت

الهـرم مدى جازت أن بعدلـهـا الشباب انصات ثمتالقـدم في الدهر تلو وهيبـزلـت الـذي لليوم فهي

وفـم نـاطـق بلـسـاناتـصـلـت لو حتى عتقت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

األمـم قـصة قصـت ثممـائلة الـقـوم في الحتبتوالـقـلـم للكـأس خلقتيد بـالـمـزاج فرعتـهـا

أمـم مـن اللـذات أخذوانـجـب سـادة ندامـى فيالسـقـم في البرء كتمشيمفـاصـلـهـم في فتمشتالظلـم في الصبح كصنيعمزجت إذ البيت في صنعتبالـعـلـم السفر كاهتداءبهـا الظالم ساري فاهتدى

وزعم ابن قتيبة أن هذا الشعر لوالبة بن الحباب، وإنما يخاطب به أبا نواس الحكمي.قوله: وقال غيره: بل الشعر ألبي نواس وإنما أغار على والبة في

تكـد ولم عيني تنم لمأسد من النفس شقيق ياالحمدوني: وقال

وطره منه التمزيق قضى قدجاءنـي حرب البن طيلسان عـلـيه خوفي من أنا حـذره يألـو ليس سامريأبـدا

يشتريبما فابعث أو خذه حرب يابن عشره بصفر عجالالبـقـره ببعض ضربناه إنلـنـا يحـييه الـلـه فلعلخـبـره نوح علم من عندهفعسـى نوحا، أدرك قد فهو � أبـدا كنا أئذاأبـصـره مـن يقـرأ نـخـره عظـامـا

: وكان يقول: أنا ابن قولي، يريد أنتسب إليه كما أنتسب إلى وقال. أبي كسوتني حرب يابن

وصدا الزمان صحبة من ملطيلسانـا

إذ العناكب نسج فحسبناقـي

طيلسانك ضعف إلى سسدا

ينجر فيه تنسمت إن قـدا ينقـد منه تبسمت أوجـرالتـهـدى وحده بعثناه لوحتى الرفو إلى ترداده طال

وكان أبو تمام يقول: أنا ابن قولي: من شئت أين فؤادك نقل

الحب ماالهوى األول للـحـبـيب إال يألفه األرض في منزل كم

وحنينـهالفتى مـنـزل ألول أبـداالطيلسان: وقال الحمدوني في

تأملت إن طيلسان وليشخـصـه

يفنى الدهر أن تيقنتوينـقـرض

أمنت قد حتى تصدعانصـداعـه

عمره من األيام وأظهرت الغرض

الـكـالم أصحاب أن فلويرونـه

أنه وادعوا فيه لماروكالعـرض

وقال: كسوتني حرب يابن سقيم فهو األوجاع أمرضتهطيلسانا رميم وهي العظام تحيي نكسبـحـا قلت لبست ما فإذا

هـمـيم بمنكبـي عليه حالـري هبت إذا له طيلسانالـكـلـوم ألندبته عليه رالـذ ولد من الحولي يدب لو

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وقال: كساني حرب ابن إن انحرافه يطيل ثوبا

آفـه كـل وأتقيعـنـه أدفـع أظلالشقافـه عليه يتيخش من تعلمت فقد

الملح من وقف أبو العيناء على باب صاعد بن مخلد فقيل له: إنه يصلي فانصرف، ثم عاوده،

فقيل له: إنه يصلي. فقال: لكل جديد لذة. وكان صاعد نصرانيا ثم ارتقت به الحال أن توزر للموفق بن أحمد بن المتوكل، وكان أخوه المعتمد الخليفة ولم يكن له معلسانه: الموفق أمر وال نهي، وقد قال المعتمد لما ملك عليه أخوه األمر، أو قيل على

قل ما يرىمثلي أن العجائب من أليس علـيه ممتنعا الدنيا باسمه وتؤخذ يديه في شيء ذاك من وماجميعـا

ولما أجاب الصولي أبا القاسم بن عبد الله ملك المغرب اقتضى ذكر ولد العباسفقال: والخلفاء خليفة خليفة حتى انتهى إلى المعتمد

بـعـدهـم من ومعتمدومـوفـق

مـا الخالفة إرث من يرددذهـب

فـضـل كل في لهم موازوسـؤدد

منهم العد في يكن لم وإن حسب لمن

ولما احتاج الصولي إلى ذكر الموفق لشهامته وحزامته، وكأن القصيدة إنما أجاب بهاعلى المقتدر بن جعفر بن المعتضد بن الموفق، فلو لم يذكره النقطع عليه ما أراد.

وكان المعتمد مضعوفا، وكان أمره قبل تمكن الموفق في يد وصيف حتى قال باذنجانةالكاتب:

تبتغى ما كاسفةبــائرة دولة يا وبغا وصيف بينمستضعف خليفةالببغا تقول كمالـه قاال ما يقول

على قصائد فأنشده مرات، المعتمد على المهلبي يزيد خالد أبو ودخل أمير يا الله أعزك ? فقال: وكيف الدال تعدو أراك ما يزيد؛ فقال: يا الدال؛

المعتمد، وأنت خالد، بأبي وأكنى محمد وأبي يزيد، واسمي المؤمنين الدال? وهذا أدع فأين والجواد، والماجد السيد صفاتك ومن بأحمد، وتسمى

? فقال: تلومونني إلحافك أشد له: ما قيل وقد المدني صدقة أبي كقول واسم صدقة، أبي واسم صدقة، أبو وكنيتي مسكين، اسمي وأنا ذلك على

فاقة. امرأتي العيناء أبي طرف من

ووقف أبو العيناء على باب إبراهيم بن رباح فقيل: هو مشغول. فقال: إذا شغل بكأس يمناه، وبحر يسراه، وانتسب إلى أب ال يعرف أباه، لم يحفل

بحجاب من أتاه. ودخل أبو العيناء على المتوكل؛ فقال: أي شيء تحسن ? قال: أفهم 

وأفهم، وآخذ من المجلس ما حوى، مرة أغلب ومرة أغلب. قال: كيف شربك للنبيذ ? قال: أعجز عن قليله وافتضح عند كثيره. قال: فما تقول في بلدك البصرة ? قال: ماؤها أجاج، وحرها عذاب، وتطيب في الوقت

الذي تطيب فيه جهنم. قال: ارفع حوائجك إلينا. قال: قد رفعتها إلى الله، فما أحب نجاحه فليس ينفعني شرحه. قال: نحب أن تلزم مجلسنا. قال:

يا أمير المؤمنين، إن أجهل الناس من يجهل نفسه؛ أنا امرؤ محجوب

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

والمحجوب تختلف إشارته، وقد يجوز قصده، فيصغي إلى غير من يحدثه، ويقبل بحديثه على غير من يسمع منه، وجائز أن يتكلم بكالم غير راض، ومتى لم أفرق بين هذين هلكت. وأخرى: كل من في مجلسك يخدمك،

وأنا أحتاج أن أخدم، ولم أقل هذا جهال مني بما في هذا المجلس من الفائدة، ولكني اخترت العافية على التعرض للبالء. قال الفتح بن خاقان: يا أمير المؤمنين، هذا رجل عاقل عارف بنفسه وبحق الملوك. قال: فيلزمنا

في كل األوقات لزوم الفرض الواجب. وبلغ أبا العيناء أن المتوكل قال: لوال أن أبا العيناء ضرير لنادمناه. فقال:

إن أعفاني أمير المؤمنين من رؤية األهلة وقراءة نقش الفصوص فأنا أصلح للمنادمة. وإنما هذا تولع منه بلسانه؛ واقتدار على الكالم، وإال فقد

تعافى من ذلك المقام. ودخل على إبراهيم بن المدبر وعنده الفضل اليزيدي معلم ولده وإبراهيم جالس. فقال للمعلم: في باب هذا ? قال في باب الفاعل والمفعول به.

فقال: هذا بابي وباب الوالدة أعزها الله. فغضب اليزيدي ونهض.أخذه البحتري فقال إلبراهيم بن المدبر:

من سر عن ألهاك شيء أيظـلـيل فيها للعيش وظل ءرا

الفضـول كثير مستكره وهوفـضـل أحاديث على إقتصار كانت حكرو وال الوضـيع نهزة تكن لم الثقـيل لروح لفقا

منكسف اصطنعت فعالمالقبـول نزر الحذاق معار لالبـا من أخلق تجده ترده إن

شـي تعفي ومن الغواني ب

الطلول مسرجا متع وما ملجما حالصب والتطـفـيل للجس إدالجا

حـال على المعلمين أن غيرم

ضعفي التمييز قليليالعقـول

مجهول أو األشعار مبين منمـعـنـى الناس تذكر ما فإذاوالـمـسـؤول للسؤال غيبهكشـفـنـا ونحن لنا هذا قال

لحقـوا... الـخـلـيل أم مراألح أم فيهم األصمعي ضرب والمفـعـول والديه من علالـفـا فـي التـردد شأنه أبدا

مملق ظريف قال الصولي: كان بالبصرة رجل مهلبي ظريف مملق، وكان له إخوان فقالوا له: أال

تدعوننا ? فقال لهم: أال تدعونني ? فألحوا عليه فارتهن قطيفة له على دراهم، فاشترىعليها: لهم ما يصلحهم، ودعا مغنية فكان اقتراحهم

الحزن بي فأضر أنا أماأحنـوا تحملوا الذين ليت فقطيفتي أنا ? أما هو ما أدري فما تقولونه الذي هذا المهلبي: أما فقالأنفق. ما له وغرموا فضحكوا رهن؛ عده، المقام وأرادوا انصرافهم، أراد المغرب مع كان فما قوما، رجل ودعا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

أظلم تعالى: "وإذا الله قول سمعتم لهم: أما السراج. فقال في فاقتضوهقاموا". عليهم

المتنبئين نوادر من دليل له: ما وقال المأمون فأحضره المأمون، أيام في النبوة رجل وادعى ? قال: في هو ضميرك. فقال: ما عليه انعقد ما أعلم ? قال: أن نبوتكوتركه. منه فضحك كاذب؛ أني الله أصلحك نفسك

موسى. قال: ? قال: آية آيتك النبوة. فقال: ما ادعى برجل المعتصم وأتي تكن عصاك فألق ثعبانا األعلى. ربكم تقول: أنا ? قال: حتى مبينا

? قال: صناعتك واليها. فقال: ما على فأدخل بالكوفة، النبوة آخر وادعى حائك?! قال: فأردت قال: نبي حائك، نبيا يجعل حيث يعلم ? الله صيرفيا

رسالته.وغيرهم والمرائين والمغفلين الفقهاء نوادر ومن

وسأل رجل بعض الفقهاء عن القبلة للصائم في رمضان ? فقال: تكره للشاب ويرخص فيها للشيخ. قال: إنها في معشوقة ? قال: يابن أخي، هذا

يكره في شوال. قيل لمغفل: قد غال الدقيق. فقال: وما أبالي؛ إني أشتري الخبز من

السوق. قال حيان بن غضبان العجلي وقد ورث نصف دار أبيه : أريد أن أبيع نصف 

حصتي من الدار وأشتري الباقي، فتصير الدار كلها لي. وشكا أهل بدلة إلى المأمون واليا عليهم؛ فقال: كذبتم عليه، قد صح عندي

عدله فيكم وإحسانه إليكم. فقال شيخ منهم: يا أمير المؤمنين؛ فما هذه المحبة لنا دون سائر رعيتك، قد عدل فينا خمس سنين فانقله إلى غيرناحتى يشمل عدله الجميع، وتريح معنا الكل؛ فضحك منهم وصرفه عنهم. قال دعبل: ما غلبني إال مخنث؛ قلت له: والله ألهجونك. قال: والله لئن

هجوتني ألخرجن أمك في الخيال. ورئي بعض المرائين على باب بعض الملوك، وبين عينيه سجادة عظيمة، فقيل له: مثل هذا الدرهم بين عينيك، وأنت محتاج إلى أبواب الملوك !

فقال: إنه ضرب على غير السكة. وعمل بعض المرائين بين عينيه سجادة دلكها بنواة وثوم، وعصب الثوم

بين عينيه ونام؛ فتحركت العصابة؛ فصارت في ناحية صدغه سجادة كبيرة. فقال له ابنه: ما هذا يا أبت ? فقال: أصبح أبوك ممن يعبد الله على

حرف.ومن أملح ما في هذا قول أبي نواس وقد نهاه األمين عن الخمر:

طرفي بطرفها الحذار عقدمـوكـلة بـي الخليفة عين حرف على له الضمير دينوأرى لـه عالنيتي صحتخلـفـي لخائف عليك إنيعـدة تركهـا وعدتك ولئن

المعتز: وقال ابن الظـرف من تجنيك ليسويستخـفـي الجاني يأيهاحـرف على بالله يؤمنكـمـن إلينا والشوق إنك

الصحف في آثارك غيرودنـا عـن آثارك محوتزورة لـنـا تحاملت فإن ضعف على تحاملت يوما

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

فأنشده: وأتى ابن عائشة إلى بعض الملوك فالكريم علي اعطف

يعـطـف ومل الرهن غلق قد

المسلـف وبيع الدف وارتهني

المصحف أترهن فاسق، فقال: يا وتبيع دفا أعزك المصحف في ! قال: اتكلت مصحفا

وأجلك. تعالى الله بهلول نوادر من

قال رجل لبهلول المجنون: قد أمر أمير المؤمنين لكل مجنون بدرهمين.فقال له بهلول: فهل أخذت نصيبك.

وأودع بهلول بعض األفنية بالكوفة عشرين درهما ورجل خياط ينظر إليه من حيث ال يعلم به بهلول؛ فلما انصرف أخذ الخياط الدراهم، فعاد بهلول

يطلبها فلم يجدها، فعلم أنه لم يؤت إال من الخياط. فمر به فقال: يا فالن؛ خذ بيدك عشرة دراهم وخذ ثالثين وخذ كذا... حتى بلغ المائة. قال: وزدها عشرين كم يكون المال ? قال: مائة وعشرين. قال: أصبت ومضى. فقال

الخياط في نفسه: ما أظنه إال يمضي بهذه الدراهم التي حسبها ليزيدها على العشرين فألردنها إلى موضعها، فإذا زاد عليها أخذت الجميع ففعل؛

فكر بهلول إلى الموضع، فأخذ الدراهم وأحدث في موضعها ثم مضى؛ فقام الرجل مسرعا، فلما أدخل يده امتألت حدثا، ولم يجد شيئا؛ فعارضه بهلول، وقال: خذ في يدك كذا وكذا. كم في يدك ? قال: مائة وعشرون.

قال: ما في يدك إال حدث، فانتشر خبر الخياط، وولع الصبيان فيه حتىهرب من الكوفة.

ولبهلول هذا حكم؛ وكان يتشيع فقيل له يوما: أيما أفضل أبو بكر أم علي رضي الله عنهما ? فقال له: أما وأنا في كندة فعلي، وأما وأنا في ضبة

فأبو بكر. وكندة بالكوفة من غالة الرافضة، وبنو ضبة أهل سنة. ولما دخل الرشيد الكوفة خرج الناس للنظر إليه، فناداه بهلول ثالثا. فقال:

من المجترىء علي في هذا الموضع ? قيل: بهلول المجنون. فرفع السجافة وقال: بهلول ? قال: لبيك يا أمير المؤمنين، روينا عن أيمن بن نائل قال: حدثنا قدامة عن ابن عبد الله العامري قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي جمرة العقبة ال ضرب وال طرد وال قيل بين يديه إليك إليك؛ وتواضعك في سفرك هذا خير لك من تجبرك وتكبرك.

قال: فبكى الرشيد حتى جرت دموعه على األرض، وقال: أحسنت يابهلول، زدنا يرحمك الله.

الله آتاه رجل قال: أيما وسلم عليه الله صلى النبي أن قال: وروي ماال وجماال سلطانه في وعدل جماله في وعف ماله في فأنفق وسلطانا

له وأمر بهلول، يا األبرار. قال: أحسنت من الله ديوان خالص في كتب فال منه؛ أخذتها من على ردها المؤمنين؛ أمير فقال: يا سنية، بجائزة أمير قضيناه. قال: يا دين عليك كان إن بهلول؛ بها. فقال: يا لي حاجة

بالدين الدين قضاء أن على أجمعوا بالكوفة الرأي أهل هؤالء المؤمنين، وقال: يا السماء إلى رأسه فرفع يكفيك؛ ما عليك يجوز. قال: فنجري ال

وينساني؛ يذكرك أن ومحال الله، عيال في وأنت أنا المؤمنين؛ أمير

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وسار. السجف الرشيد فأرسل وقيل: إن الجنون يستعمل كان بهلوال نفسه. على سترا

المجانين نوادر من يتنازعان مجنونين المخزومي: رأيت هارون وقال أحدهما: يقول رغيفا

أظن وأنا لهما تأكله. قال: فقلت أنت اآلخر: بل ويقول تأكله، أنت هذا أدمه أدم. فقلت: وما مع إنه أحمق، آكله. فقاال: يا : أنا عليهما أربح أن

لوال مجنون؛ فقاال: يا عنهما، العنق. فوليت وصفع الحلق ? قاال: وجءحين. منذ أكلناه لكنا األدم بشاعة بكثرة حظيت : لقد النوبهاري أصحاب من وكان العامري لسعيد وقيل

الموسوس. قلت: غفار عقل من بحبة كله مالي بعتك المال. قال: فإني ? قال: رأيته عقله من رأيت شيء وأي رجالن عليه وقف وقد يوما

الصاحي؛ على يفتري وهو عليه يفتري السكران فجعل سكران، أحدهما معه ? قال: ألن يشتمك الذي تشتم ال له: لم فقلت أقوى ال شيطانا ? ورفع علي أتحرضه الفاعلة؛ وقال: يابن السكران إلي فالتفت عليه، هذا غفار: من يعدو. فقال ومر موضحة بها فشيعني األرض من رجله

فررت. نواس أبي نوادر من مصفر وهو علة من خرج وقد نواس بأبي الثقفي حفص بن عثمان ومر

أراك لي عثمان: ما له وجها. فقال الناس أقبح عثمان وكان الوجه، ذنوبك ذكر ذنوبي. قال: وما فذكرت نواس: رأيتك أبو ? فقال مصفرا

فيمسخني الله يعقابني أن ? فقال: خفت رؤيتي عند مثلك. قردا وكان الربيع، بن الفضل خال عليه دخل نواس أبا األمين حبس ولما

وقال: نواس أبا فأتى غفلة، فيه وكانت عنهم ويسأل المحبوسين، يتعهد ? قال: معاذ أنت ? أزنديق الزنادقة حبس في حبست حتى جرمك ما

الشمس بصوفه. قال: أتعبد آكله ? قال: ولكني الكبش الله. قال: أتعبد ! قال: أفتعبد أعبدها فكيف بغضها، من فيها أجلس ما ? قال: والله

ألن ديك، ألف ذبحت ولقد آكله، بل والله، ? قال: ال الديك نفرني ديكا أجد أال فحلفت مرة، ? قال: حبست شيء ذبحته. قال: فألي إال ديكا الناس. قال: وأنا خلف وأنام الجنة، أهل شراب أشرب ألني أفعل أيضا ال من تحبسون الله جوار تحسون فقال: ما الفضل إلى خرج ثم ذلك، سألت له، ذنب بكل وعرفه وكذا، كذا فقال خبره، عن الحبس في رجال

الخبر، فأخبره األمين على ودخل فضحك نواس، أبي وبين بينه جرى ماللحال. بتخليته فأمر

نواس أبا يحبس األمينقوله: وكان أبو نواس حبس في أيام األمين مرتين؛ إحداهما أنه بلغ األمين

إخـوانـه ومسـتـعـبـدبـثـرائه

له لبست علـى أبر كبراالـكـبـر

ضمنـي إذا وإياه يومـامـجـلـس

جانبي رأى على يزيد وعراالوعـر

�خالـفـه شـكـلـه فـي أوأجـره

والنظر المنزور المنطق علىالشزر

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

لـسـانـي ألوي ال فواللهبـحـاجة

�وسـد حتى أحد إلى فـي أقـبـري

زادني وقد على تيهاأنـنـي النـاس

ذا كنـت وإن أغناهم أرانيفـقـر

أنل لم فلو لكانـت فخراصـيانـتـي

حسبي الناس جميع عن فميفخر من

منـي ذاك في يطمعن فالطـامـع

في المحجب التاج صاحب وال القصر

فقال: وبلغ بك األمر إلى أن تعرض بي في شعرك يابن اللخناء ! فقال سليمان بن أبي جعفر: هو والله يا أمير المؤمنين زنديق، وقد شهد عندي جماعة أنه شرب

ماء مطر مع خمر، فقيل له: لم فعلت ذلك ? قال: ألشرب المالئكة فإنه كان معفقال: كل قطرة ملك، فأمر بحبسه

قد القوم إن رب ياظلمونـي

خطيئة اقتراف وبال حبسوني

عليه بما الجحود وإلىطويتي

قد والبهتان بالزورنسبونـي

أرجو فلست األمين أمادفعه

اليوم لي فمن عنيبالمأمون

   

فقال المأمون لما بلغه ذلك: والله لئن أدركته ألحسنن إليه، فمات قبلدخول المأمون بغداد.

ولما دخل بها سنة أربع ومائتين وأتاه الشعراء يمدحونه قال: ما فعل أبو علي الحسن بن هانىء? قالوا: توفي، فلم يسمع منهم شعرا وتوجع وقال:

لقد ذهب ظرف الزمان بموته، وانحطت رتبة الشعر بذهابه. وكان أبو نواس في آخر أيام األمين مستخفيا فلم يظهر حتى قتل؛ ألنه

كان أملح الناس وجها، وكان أبو نواس إذا نظر إليه بقي باهتا فقال فيه: مـن يخـاف ال مـن أخافبـمـن أقـول وال قلـبـي عذب

أحـد عن طار هل رأسي مسستلـه هـواي فـي تـفـكـرت إذا

جسدي مـن ذكرت ما على إني

بـــيدي أنـالـــه أن آلمـلفـرقـيوقال:

البـري الرجل قاتل يا المـلـيك عز وسالبافـيك تقبيل أو لفتيكسـا للثم السبيل كيف وأشتهيك هواك أهوىأنـنـي يعـلـم الله

فيك علي الظنون تقعأن حـذار عنك وأصدفظهر الشعر، فلم يزل أبو نواس مستخفيا.

وحبسه األمين قبل ذلك: وذلك ألن المأمون لما خلعه بخراسان ووجه طاهر بن الحسين إليه ليحاربه، كان يعمل بعيوب األمين كتبا لتقرأ على المنابر بخراسان، وكان

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

مما عابه به أنه قال: احتبس شاعرا ماجنا كافرا يقال له الحسن بن هانىء، واستخلصهالقائل: معه لشرب الخمر وارتكاب المآثم وانتهاك المحارم، وهو

فاسقني أال لي وقل خمراالخمر هي

تسقني وال أمكن إذا سراالجـهـر

ودعني أهوى من باسم وبحالكنى من

دونها من اللذات في خير فالستـر

قال أبو علي محمد بن المظفر الحاتمي: هذا معنى ظريف، يقول: إن المالذ بالحواس الخمس وهي: النظر والسماع والشم والذوق واللمس؛ فقد استمتعت حاسة البصر

بالنظر إليها، وحاسة الشم بتضوعها وطيب نكهتها، وحاسة الذوق بطعمها، وحاسة اللمس بلين اللمس، وبقي حاسة السمع معطلة. فقال: وقل لي هي الخمر؛ لتلتذ

حاسة السماع فيكمل االستمتاع. ثم يذكر األمين في خطبة العراق، فيقول: أهل فسق وخمور وفجور وماخور، ويقوم

كقوله: رجل بين يديه فينشد أعابيس أبي نواس كل في المرتجى أحمد يا

نائبة جبار نعص سيدي قم

السموات النهار يجلوه والليل فقامكمـا

غر عن التبسم يجليالثنـيات

ومن هنا أخذ ابن الرومي، فجاء بأبدع عبارة، وأنصع استعارة، وأصح تشبيه، وأملحسوداء: تنبيه. فقال يصف

اليقق كالآللىء ثغرها منيقـق عن السواد ذاك يفترفلق عن دجاه تعرى ليليضحكهـا والمزاح كأنها

فاتصل باألمين خبر المأمون، فأغراه الفضل بن الربيع بأبي نواس فحبسه، فكتب أبوالحبس: نواس إلى الفضل من

علمتني الربيع يابن أنتعـاده والخـير وعودتنيه رالخي

وعاودني باطلي فارعوىوزهـاده رغبة وأحدثت ميحل الحسن شبهتني تراني لو

قتـاده أو نسكه حال في ريالبص ذراعي في المسابيحالقـالده مكان لبي في حفوالمـص

مستـفـاده مليحة منها جبتـع طرفة ترى أن شئت فإذا تقويم عدمت ال بي فادعالـسـجـاده بعينـك فتأملمثلي ترى عـبـاده من أنها النفس توقنبوجهي الصالة من أثرا

الرائين بعض رآها لو للـشـهـاده يعدها الشتراهايومـاالسعـاده يديك على أدركتنيولـكـن شقـيت طالما ولقد

فلما بلغ الشعر الفضل ضحك، وقال: من علم أن السجادة تصلح للشهادة بعد؛ وكلمفقال: فيه األمين فتركه بعد أن أخذ عليه أال يشرب الخمر

موالها العباس أبي كيديواجدة الناس في يد من ما فأحياها نفسي إلى وسرىمضاجعهم على الثقات نامالله خوفك أخافك أن منأمننـي ثم خفتك كنت قد

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

فألفـاهـا نقم له وجبتمقتـدر عفو عني فعفوتالشرب: ومن قوله في ترك

المدام أذوق اللوما باللوم الرائحان أيها شميما إال 

مستقـيمـا خالفه لي أرى ماإمـام فـيهـا بالـمـالم نالني لستفـإنـي سواي إلى فاصرفاها نديمـا الحديث على إال

الـتـحـكـيمـا يزين قعديمـنـهـا أزين ومـا فكأنـي إلى السالح حمله عن كل

المطيق فأوصى بالحر يقيمـا أال والقعد: فرقة من الخوارج يأمرون الناس بالخروج وهم ال يخرجون. وزعم

المبرد أنه لم يسبق إلى هذا المعنى. وقال في ذلك أيضا: الثمـينـا الثناء نعطك واسقنابـلـينـا كـيف بالطلول غنناتـكـونـا أن مخـير يتمنىشـيء كـل كأنها سالف منالـمـكـنـونـا لبابها وتبقىمـنـهـا تجسم ما الدهر أكلالعـيونـا تبيح ما الكف يمنعفـهـبـاء اجتليتـهـا ما فإذا عن فاستضحكت شجت ثم

القتـنـينـا يد في تجمعن لوآللأيدينـا بـروجـهـا دائراتنـجـوم كأنـهـن كئوس في

فـينـا يغربن غربن ما فإذاعـلـينـا السقاة مع طالعات من حولها الشرب ترى لو

يصطلونـا قرة من قوم قلتبعيدلـينـا المزج يزيدها ناعماتبـبـنـان يديرهـا وغـزال

قـرينـا للسرور القلب يتركبـرضـاب علنـي شئت كلما غير لي دام لو عيش ذاك عفتهأني األمينـا وخفت مكرها

أيضا: وقال اإلمـام أعتبت أعاذل

وأعـتـبـا الضمير في عما وأعربت

وأعربا فلـم أجزها لساقيها وقلتيكـن

المؤمنـين أمير ليأبىوأشـربـا

عني فجوزها األعلى األفق إلىلـهـا ترى سالفا شعاعامطنبـا

القوم شارب منها عب إذاخلتـه

الليل من داج في يقبلكوكـبـا

البيت من كانت حيثما ترى مشرقا

البيت من فيه تكن لم ومامغربـا

تـرى البنان رطب بها يدورلـه

الخد مستدار على صدغامعقربا

ألـذ قلبي إلى فكانت بعـينـيه ومناني سقاهم

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وأطـيبـامـنـية الضحاك بن والحسين نواس أبي بين

قولي: قال الحسين بن الضحاك: أنشدت أبا نواس مختلف اللسان وشاطري

الس المجون شاب سكرة

بالنسكفيه: فلما بلغت

الفلك أنجم بعض في يكرعقـمـر كأسه نصب كأنما نعر نعرة منكرة. فقلت: ما لك فقد رعتني ! فقال: هذا المعنى أنا أحق به، ولكن

أيام: سترى لمن يروى ثم أنشدني بعد القوم شارب منها عب إذا

كوكبا الليل من داج في يقبلخلته فقلت: هذه مطالبة يا أبا علي. فقال: أتظن أنه يروى لك معنى مليح وأنا في الحياة !

منهما: وقال فيه ابن الرومي فجاء بأحسن النفـس منية تجاوز حتىمالحتـه كملت ومهفهف

الحبس من يده في وتضجمراشفه إلى الكئوس تصبو بين والكأس أبصرته خـمـس أنامل وبين منهفـم الشمس عارض يقبل قمرشـاربـهـا وكأن وكأنها

بشار غزل من وإنما اتبع أبو نواس في هذه األشعار التي وصف فيها ترك الشرب وطاعته ألمر األمين

قال: مذهب أبي معاذ بشار بن برد وذلك أنه لما جـرحـا وإن تغلظـه قولمـخـبـأة مـن يؤيسنك ال

جمحا بعدما يركب والصعبمـياسـرة إلى النساء عسر فبلغ ذلك المهدي فغاظه، وقال: يحرض الناس على الفجور، ويسهل لهم السبيل إليه. فقال له خالد بن يزيد بن منصور الحميري: يا أمير المؤمنين، ق افتتن النساء بشعره،

قوله: وأي امرأة ال تصبو إلى مثل مكفوف النعت يجيد هللـهـا نعتي من فطمة عجبت

البصروقـمـر وكثـيب غصن بينقـسـمـت وثالث عشر بنتالـدرر بين من التاجر مازهامـكـنــونة بـحـرية درة

الخطر ركاب الكف ولوع منويلـتـي وقالـت الدمع أذرت 

�متي لـعـبـي هـذا بـدد أوو

شاح يح لهح

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ت ىانتـثـر

�مـتـي يا مـعـه فدعيني نقضي خلوة في علناأالوطر

مستـعـر كجنون واعتراهاتضـربـهـا خلوة في أقبلت الكحل غسل عيني دمعأحـسـنـه مـا واللـه بأبي

قطر

طعم ما اليوم وسلونيويحـكـم هـبـوا النوام أيهاالسهر

فأمره المهدي أال يتغزل؛ فقال أشعارا في ذلك منها: يا منظرا فديتـه جارية وجه منرأيتـه حسنـا

نويته وال غدرت أن مامـحـمـد رب واللـهاتقيته وما البالء عرضوربـمـا عنك أعرضت

أبى وإذاأبـى قـد الخلـيفة إن أبـيتـه شـيئابيته وأين غدوت إذا بالحـبـي بيت ويشوقنيبكيتـه وما علي بكى نالبنـا رخص ومخضب

قليته وما عنه فصبرتدونـه الـخـلـيفة قام عصيته فما النساء عن مالـهـمـا الملك ونهاني

أضـع فلم وفيت وقد بل وال عهـدا وأيتـه وأيااشتريته الحمد غال وإذاالعـدا على المطل وأنا

وقال: الـخـلـيفة رضا لوال والله

مـا أعطيت في علي ضيماشجـنـي

الـنـدمـان بين عشت قدوالـرا

مجلس ظل في والمزهر ح حسن

المهدي نهاني ثمفـانـصـرفـت

الموفـق صنيع نفسيالـلـقـن

وقال: وتقضى عمري أفنيت

الشباب والجواري الحميا بين

األواب إمـام شفعت فاآلن

وطـاب لحـب طبت وربماالـهـدى

راعـنـي حتى لهوتن المؤمنين أمير صوتداعـيا المجاب

العـتـاب ومات عذالي ونامالصـبـا ! هجرت لبيك لبيكالـرقـاب لهـن ذلت وربما وتركت رشدي أبصرت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

المنىيقول: وفي هذه الكلمة

سيل بالسيل سبقتيبـلـه ولـم الفـعـل حامد ياالسـحـاب

من جاءه ماالـفـتـى بثـنـاء أولى الفعل أو خطأصـواب

في ما اللقحة عن ينبيفـعـلـه وانتظر واء قول دعالحالب

فـي المهـدي غدا إذاجـنـده

الرسول آل في وراح الغضاب

في المعروف لك بداوجـهـه

الثنايا في يجري كالظلمالعذاب

قوله: ومن شعره المطرب في الغزل صبـا الساقيان أيها

شـرابـي بيضاء ريق من واسقياني

رود وإن الصدى دائي إن

بـرود ثغر رضاب من شربةشـفـائي لقائي عن الصبر عندها

وعندي قلب يأكلن زفرات

الـجـلـيد وشي كالوشي وحديثاألقـاحـي كثغـر مبسم ولها

البـرود حبة من السواد في نزلتالقـل

زيادة ونالت بالمـسـتـزيد

بـعـد قالت: نلقـاك ثمجـديد كـل يبـلـين واللياليلـيال

عني ضن من أبالي البوصـل

يوم لي منك الله قضى إن جود

وقوله: على يلوموا لم عاينوها لو

البكا بدر الخمر سقاه كريمامحلق

يكون من تناسى فكيفحديثه

قرط غيبت وإني بأذنيمعلق

وقوله: في الحت حين كأنها

مجاسـدهـا واهتز أسفلها فارتج

أعـالهـا الفردوس من جاءت حوراءتفتنه

والمسك طلعتها كالشمسرياهـا

غدت اللواتي من فردالهـا وشق

الحسن ثوبه من سرباالفرداهـا

تعطه ولم راحت النفس سألته ولو منها برءا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

أعطاهـالقرحـتـه طول من نفسه تغمه

صبوتـهـا الكف في اجتمعت لو حتى

ألقاها ظل إال القوم شاهد ما

ساعة خال واليذكـرهـا تـمـنـاهـا إالمناذر: وقول بشار: عجبت فطمة من نعتي لها قد احتذاه محمد بن

تعب من راحة ذواللعب في بي جد قد�شربقد الفضة من جسم الذهب ماء أ

   

بالـلـعـب مشغولةصـغـــيرة جارية وقد صاحتواحـربـي بقـبـلةروعتهـا

بـي تصنـع أن تريدفـتـى يا وربي أنت يدعو أن إياك

وأبـي أمـي اليوم كعـلـيمركبـي علوت حتىأخـتـلـهـا أزل فلم

مالت كغصن وهيمضـطـرب به يحالر

المنسكـب دمعها ريبـجـا عيناهـا تجودالصغار في قيل ما مليح من

هانىء: ومن مليح ما قيل في الصغار قول أبي نواس الحسن بن بالشنوف أذنه عهد يطل لموعشر ثالث على أوفى حينللتـشـريف االحتالم بحةتعتـلـيهـا الصبا غنة وبه

التخـويف من أختها وثنىبـعـين منه أنسنا رام حينالكاتب: وقال عبد الله بن الحسين

الصب الهائم يقول عمااللـعـب أذهلها جاريةالحـب ما تسأل فأقلتحبها من ألقاه ما شكوت

المعتز: وقال ابن الحب وشاب أخرى وزادبـواحـدة عشـر على زاد اآلن

بالخدع لحظ منه اللحظ وجاوبعاشقـه

اليأس بين الوعد وجرروالطمع

وكان ليس بقتلي غرايحسـنـه

على قتلي في بدع واآلنالبـدع

غيره: وقال الوشاح جائلة هيفاءبـطـفـلة بليت إني

المالح من لقيت ماذاويلـتـي يا وملـيحة جاز ما اللياح كالقمر بيضاءسنهـا عشرا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

منه: وقال أعرابي في جارية صغيرة وعده أبوها أن يزوجها فوها عذب العينين مليحةأبـوهـا بعشقها أعلقني

سبوها إذا السب تحسن العـدوهـا إن األيام قليلةالملوح: وقال قيس بن

غر وهي ليلى وعلقتصغيرة

ثديها من لألتراب يبد ولمحجم

ليت يا البهم نرعى صغيرينأننا

تكبر ولم نكبر لم اآلن إلى البهم

المديني مزيد نوادر من مزيد المديني، قالت له امرأته يوما ليس شيء أربح من عمل النبيذ، فعملته، فأتاها

برجل معه درهم واحد. فقالت له: ال أبيعه إال جملة، فأتى صاحب الشرطة فقال له: إن امرأتي عندها نبيذ؛ فوجه الحرس، وقال: كونوا معه، فإن كان في بيته نبيذ فاطرحوه

وامرأته في الحبس، وإن لم يكن فيه شيء فردوه إلي. فجاءوا فدخلوا منزله فوجدوا النبيذ. فقال المرأته: قد جئتك بمن يأخذه جملة، فكسروا

جرار النبيذ وجلدوهما جميعا، ومضوا بهما إلى الحبس، فلما حصال فيه قال المرأته: وأزيدك فائدة نحن فيه لم تخطر ببالك. قالت: وما هي يا مشؤوم ? قال: استرحنا من

كرى البيت. وزفت إليه امرأة فأتته الماشطة وهي تجلي، فقالت: انحلها شيئا. قال: قد نحلتها

تطليقة. ودفع قميصه إلى الغسال، فرده إليه وقد نقص شبرا. فقال: ليس هذا قميصي؛

قميصي أتم من هذا شبرا. قال: جعلت فداك ! إنما تقلص في الغلس ألنه قطن. فقالله مزيد: اقعد حاسبني، في كم غسلة يرجع جرمازا.

ودخل على بعض الموالي وكان المولى ذا مال كثير وهو على سرير ممتد، وبين يديه ولد من ولد أبي بكر الصدق وآخر من ولد عمر بن الخطاب وهما على األرض. فتجهمه

وقال: قبحك الله يا مزيد، فما أكثر إلحافك، وأشد إجحافك ! كل يوم تأتيني سائال ! قال: لم آتك في مسألة، وإنما أتيتك أسألك عن معنى قول الحارث بن خالد

المخزومي: العقل تؤودها الجمار عندمنى غداة نحروا وما إنيمنازلـهـا أعلى بدلت لو يعلو سفلها وأصبح سفال

البيتين. معنى عرفت تحتك هذين ورأيت فوق رأيتك فلماضحكا. المجلس وارتج الله، لعنة عليك فقال: اعزب

المخزومي والحارث ربيعة أبي ابن شعر وذكر بحضرة ابن أبي عتيق شعر عمر بن أبي ربيعة والحارث بن خالد 

المخزومي؛ فقال رجل من ولد خالد بن العاص: صاحبنا أشعر يعني الحارث فقال ابن أبي عتيق: بعض قولك يابن أخي ! فلشعر ابن أبي ربيعة

لوطة بالقلب، وعلق بالنفس، ودرك للحاجة، ليس لشعر الحارث، وما عصير الله قط بشعر أكثر مما عصي بشعر ابن أبي ربيعة، فخذ عني ما أصف لك: أشعر قريش من رق معناه، ولطف مدخله، وسهل مخرجه،

وتعطفت حواشيه، وأنارت معانيه، وأعرب عن صاحبه. فقال الذي من ولدخالد بن العاص: صاحبنا يقول:

العقل تؤودها الجمار عندمنى غداة نحروا وما إنيمنازلـهـا أعلى بدلت لو يعلو سفلها وأصبح سفال

والمـحـل اإلقواء فيردهبهـا الخبير يعرفها فيكاد

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

قبل ألهلها الضلوع منياحتملت بما مغناها لعرفت فقال ابن أبي عتيق: يابن أخي، استر على صاحبك، وال تشاهد المحاضر بمثل هذا؛ أما

تطير عليها الحارث، حين قلب ربعها، فجعل عاليه سافله؛ ما بقي عليه إال أن يسأل الله حجارة من سجيل وعذابا أليما. ابن أبي ربيعة كان أحسن للربع مخاطبة وأجمل

يقول: مصاحبة حيث بالبلـي الربع سائال هجتوقـوال طويال الغداة لنا شوقا

جـمـيال أراك آهل بهم رمسرو أنت إذ حلوك أهل أينسبيال استطعت لو وبكرهيواستقلوا وأمعنوا ساروا قال

سئمت وما سئمونا وسـهـوال دماثة واستحبوامقـامـاوإنما أخذ الحارث قوله: لعرفت مغناها بما احتملت... البيت من قول امرىء القيس. قال علي بن الصباح وراق أبي محلم: قال لي أبو محلم: أتعرف المرىء القيس أبياتا

أولها: سينية قالها عند موته في قروحه والحلة المسمومة، غير القصيدة التي القديم الربع على ألما

أخرسـا أكلم أو أنادي كأنيبعسعساأولها: فقلت: ال أعرف غيرها. فقال: أنشدني جماعة من الرواة، وأنشد أبياتا

األحرس سالف وغيرهآيه درسـت طلل لمناألنفس شغف ويعرفهحادث من العين تنكره

والدمن األطالل حديثوأحسن: وأخذه طريح بن إسماعيل الثقفي فقال

ولم القفار الدمن تستخبر لتردتكن مستخبـر على أخبارا

فقال: فأخذه أبو نواس، إال أنه قلبه فجعل اإلنكار للقلب اليوم امترى مثلي أرى ال أال

رسم في ويلفـظـه عيني تعرفه

وهـمـي بـينـي األشياء صور أتت

وبـينـه كال وعلمي ظن كال فظنيعـلـم

قال ولو قال: تنكره عينين ويعرفه وهمي، لكان كاألول وكان أجود فلعل أبا نواس قصدالخالف وأعجبه قوله: ويلفظه وهمي؛ ألنها لفظة جرت ملحية.

فقال: وقد ملح الحسن بن وهب في هذا المعنى إال أنه ألم به وأجمله ولم يذكر القلب تبصـره العيون تكاد فماجدته بعد من جسمي أبليتتنـكـره ثم العين تعرفهخـلـق منزل رسم كأنه

وزعم يحيى بن منصور الذهلي أنه يعرف معهد أحبابه بقلبه ويكتمه عينه: فقال

القلب يستفيق أما انبرى إالومربـع سعاد من طيف تذكرلـه

�خادع عيني األطالل تعرف متىإنـه العـين عرفانه عن أ تدمع

غيره: وقال الدارا تعرف ال أم فتعـر التي الدار هي كألحـبـاب منها ترى وآثـارا أعالمـا

القلب فيبدي إنكـارا العين وتبديعرفانـا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

التقعير من يعوده. فقال: الطبيب أعين عليه فدخل علة، النحوي علقمة ألبي وحصلت

فأصابني طسأة، فطسئت الجوازل، هذه لحوم من ? قال: أكلت تجد ما الخلب خالط حتى وينمى يزيد زال فما العنق، دأية إلى الوابلة بين ما وجع

? قال: خذ ترى فما والشراسف، خربقا وسلفقا وزقزقه فزهزقه وشبرقاواشربه. روث بماء واغسله

من لك فوصلت أعرف، ال ما الداء من لي ? فقال: وصفت تقول فقال: ما اقلنا الله أفهمتني. قال: لعن فما تعرف. قال: ويحك ال ما الدواء إفهاما

لصاحبه.النحويين نوادر من

وقال رجل اسمه عمر لعلي بن سليمان األخفش: علمني مسألة من  النحو ? قال: تعلم أن اسمك ال ينصرف. فأتاه يوما وهو على شغل. فقال:

من بالباب. قال: عمر. قال: عمر اليوم ينصرف. قال: أوليس قد زعمت أنه ال ينصرف ? قال: ذاك إذا كان معرفة وهو اآلن نكرة ! وقال الصولي:

سكر هارون النديم عند المعتضد سكرا شديدا، ونهض الجلساء كلهم سواه فقال له الخادم الموكل بالندماء: انصرف. فقال: أمير المؤمنين أمرني

بالمبيت هاهنا. فقال: يا أمير المؤمنين؛ هارون ينصرف. قال: ال ينصرف. فلما أصبح رآه المعتضد، فقال: من هذا ? قيل: هارون بن علي. فقال للخادم الموكل بالندماء: متى تقدم للجلساء المبيت هنا ? فقال: أنت

أعزك الله قلت: هارون ال ينصرف، قال: إنا لله ! إنما أردت النحو. قال أبو العبر: قال لي أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: الظبي معرفة أو

نكرة ? فقلت: إن كان مشويا على المائدة فمعرفة، وإن كان في الصحراءفهو نكرة. فقال: ما في الدنيا أعرف منك بالنحو.

أبو الحسن علي بن سليمان كتب إلى بعض إخوانه يستعير دابة ودابة التجيء بوزن الشعر؛ ألنه جمع بين ساكنين:

دببت من بفاعلة لي فجدحاجة إلى الركوب أردتظريفا: فأجابه الفتى وكان

لي أنت فكنغـامــز وجـع بـهـا زيد من فاعال عذرت

النحويين: ومن ملح ثالثون يعطى أن الحق أفي

شاعـرا شاعر الرضا دون ما ويحرم!! مثلي

سامحوا كما بـواو عـمـرامـزيدة

ألف في الله باسم وضويقالوصـل

البستي: وقال أبو الفتح في مثبت وغيري حذفتتضاف حين الجمع نون كأنيمكانه

المخنث وعبادة المتوكل فدخل حال، كل على معه للدخول المخنث عبادة من بسط قد المتوكل وكن وجهها. فقال: يا تغطي أن أمرها رآه فلما يحبها؛ كان سواد مع نائم وهو عليه !، الموضع هذا إلى فضولك ! وبلغ ? قال: ويلك معك ومن المؤمنين؛ أمير

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ورجلك تنام المؤمنين؛ أمير سوداء. فقال: يا فبانت رجلها الجارية ومدت بصلة له وأمر ! وضحك الله لعنة عليك المتوكل: قم الخف. فقال في

وانصرف. فأخذها ما عبادة؛ فضلة. فقال: يا القدح في ويترك يديه بين يشرب عبادة وكان إذا النبيذ شارب إن ? قال: يقولنه هو ? قال: وما الناس يقول ما تدري قفاه يضرب إبليس فإن فضلة القدح في وفضلت وجهه وعبس شرب

استطبت. ما فضلة ويقول: اشرب وشرب حاضر، وعبادة المتوكل واصطبح األيام فمضت يديه في كان قدحاالرجل. جاءك المؤمنين، أمير فضلة. فقال: يا وفضلت المتوكل ممشوقة. فقال جارية فسبقتهن المتوكل بحضرة الجواري وتجارى

فما سبقتها عبادة: إن صاحبه. فقال يسبق من ننظر حتى معها لعبادة: اجر مرة فسبقته الجارية معه صفعتك. فجرت سبقتك وإن لك، ? قال: هي لي وأنا بمدادين تجري وهي تسبقني ال كيف المؤمنين؛ أمير فقال: يا أخرى، بعد

له. ووهبها المتوكل فضحك بخرجين؛ أركض فضحك. وقال: الحج في يسأذنه رقعة له فكتب مرة المتوكل عنه وغفل أمير ? فقال: يا خبرك له: ما قال عليه دخل فلما به، ? علي يحج عبادة

الدردي، نبيذ إال أشرب وال الخشكار، إال آكل ما حتى تواضعت لقد المؤمنين؛بصلة. له فأمر حواء، غناء إال أسمع وال

العيش ضيق يصف جحظةفقال: ألم جحظة البرمكي بهذا المعنى

كالعـقـيق تمر بشرابالرحـيق من رضيت إنيالـدقـيق مسود بأكل ذالسمي أكل من ورضيتوضـيق ضنك بمنزل نالصحو سعة من ورضيتالشـروق عند منزلي مةالـحـمـا تغريد وجعلتاألنـيق والعـيش إيوانال صاحب كسرى فغدوتالطريق ذوي الباخلين بحجـا عن نفسي وحجبت

الـصـديق أسباب إنفاقال مـخـافة القاطعـين األماني يتشممون جيران

الطعام من فنتخذ مسلوخ، إلينا يهدى أن المرأته: تمنيت عتيق أبي ابن قال سمعته، ما بعمل أمر أنه فظنت له، جارة فسمعته كذا، ولون كذا لون

وقالت: شممت الباب، فقرعت جاءت ثم الطعام، وقت إلى فانتظرت المرأته: أنت عتيق أبي ابن منها. فقال لتطعموني فجئت قدوركم رائحةاألماني. يتشممون جيرانها التي الدار هذه في أقمنا إن طالق

أخوان والحلم التمني ولبس مزيد جبة فقيل له: أتتمنى أن تكون لك ? قال: نعم ! وأضرب

عشرين سوطا. قيل: ولم? ويحك ? قال: ال يكون شيء إال بشيء. قال األصمعي: طلب الحجاج رجال فهرب منه، فمر بساباط فيه كلب نائم

في ظله. فقال: يا ليتني مثل هذا الكلب، فما أتت ساعة حتى مر به الكلب وفي عنقه حبل، فسأل عنه فقالوا: جاء كتاب الحجاج وبه يأمر بقتل

الكالب.

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وفي كتاب للهند أن ناسكا كان له سمن وعسل في جرة؛ ففكر يوما فقال: أبيع هذه الجرة بعشرة دارهم فأشتري خمس أعنز، فأولدهن في

كل سنة مرتين، فيبلغ النتاج في سنتين مائتين، وأبتاع بكل أربع بقرة، وأزرع وينمى المال في يدي، فأتخذ المساكن والعبيد، ويولد لي ولد،

فأسميه كذا وآخذه باألدب، فإن هو عصاني ضربت بعصاي رأسه، وكانت في يده عصا فرفعها كالضارب، فأصابت الجرة، فانكسرت وتبدد السمن

والعسل. قال يزيد بن معاوية: ثالث يخلقن العقل، وفيهن دليل على الضعف: سرعة

الجواب، وطول التمني، واالستغراب في الضحك. وكان يقال: التمني والحلم أخوان. وقالوا في نقيض ذلك: األمل رفيق مؤنس، إن لم يبلغك

فقد ألهاك. وأنشدوا: على ليلى به سقتنيكـأنـمـا جواب ليلى من أتاني ظمأ

بـردا تكن إن منى أحسن تكن حقا

المنى بها عشنا فقد وإال زمنـا

رغـداأعرابي: وقال

غير المنى الدنيا عن رفعتحبها

وال الدنيا أسأل فماأستـزيدهـا

منا الصدر مجاري وتحت تطلعمودة ولـيدهـا ينـادى ال سرا

وقيل ألعرابي: ما أمتع لذات الدنيا ? فقال: ممازحة الحبيب، ومغالطة الرقيب، وأمانوأنشد: تقطع بها أيامك، به حييت ما وامطليبـمـوعـد عللينـيتطلـبـه بنجوى كمـن أفـوز ودعينيفينتـبـه بحظي نالـزمـا يعثر فعسى

وكثير األحوص شعر بين توازن عزة ودخل كثير بن عبد الرحمن على عزة؛ فقالت: ما ينبغي أن نأذن لك في الجلوس. قال

ولم ذلك? قالت: ألني رأيت األحوص ألين جانبا عند القوافي منك في شعره، وأضرعيقول: خدا للنساء وأنه الذي

عنك يغني كان لو أكثرتألصـرمـهـا فيها الالئمي يأيهاإكثار

فلست أقصر إذ مطاعابها وشيت

حبها في وال سال القلب العار

قوله: ويعجبني أدور حـيث درت ما بأبياتكمجعفـر أم أرى أن ولوال أدور كنت وما ذا ولكن زوارا

سـيزور أن بد ال يزر لم إذاالهوىلفـقـير معروفها إلى وإنيجعـفـر أم معروفا منعت لقد

قوله: ويعجبني صرت قد لها دني من كم

أتبـعـه لي كان عنها القلب صحا ولوتبعا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

أستطيع ال عن نزوعامحبـتـهـا

الذي فوق بي الحب أويصنع صنعا

قلبي هجرها إلى أدعوفيتبعـنـي

صادق هذا قلت إذا حتىنـزعـا

أن الحب في رغبة وزادنيمنعت

دنياه من المرء إلى أشهىمنعا ما

وقوله: ما تدر ولم تعشق لم أنت إذا

الهـوى فكن الصخر يابس من حجرا

جلمدا العيش وما تلذ ما إال

وتـشـتـهـي الشـنـان ذو فيه الم وإن

وفـنـدا وأهـوى ألهواها وإني

لـقـاءهـا الشراب الصادي يشتهي كما

المبردا سنن في لج حب عالقة

تـجـددا إال يزداد ومـا فأبـلـىالـصـبـا هذان البيتان ألحقهما الضبي وغيره بهذا الموضع من شعر األحوص، وأنشدهما أبو بكر

بن دريد ألعرابي.قولك: فقال لها كثير: والله لقد أجاد فما استجفيت من قولي ? قالت: فذلك

أجللن جئت ما إذا وكنتتجهمـا ال هيبة مني وأظهرنمجلسي قد غيرة مني يحاذرنعرفنهـا

يضحكن فما قديما إالتبسـمـا

تراهـن معصمـا يقلبن أو عين بمؤخرنـظـرة يؤدين أن إال إال ينطقن ما كواظم

تتفهـمـا أن بعد قول رجيعةمـحـورة قلـن ما إذا وكن شـيئا

يسـره نفسه في الرضا أسر

وتجرمـاوقولك:

ثم مصعب وأني هجانبـكـرة أنك الله وبيت وددت نهرب

تعدي جرباء حسنها علىيقـل يرنـا فـمـن عر به كالنا وأجرب

كثـير مال لذي نكونمـغـفـل

نحن وال يرعانا هو فالنطلـب

وردا ما إذا صاحب منهالأهلـه

نجفى ننفك فما عليناونضـرب

ويحك ?! لقد أردت بي الشنعاء، ما وجدت أمنية أوطأ من هذه ? فخرجمن عندها خجال.

وكثير إن قبح في هذا فقد ملح في قوله: فضلـت منها غر ضعيف بقيد عـزة عند قلوصي فليت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

قـيدت المقيمين الحي في وغودرونـدت سـواي بـاغ لها وكانرحلها رجل رجلين كذي وكنت

صحيحة الزمان فيها رمى وأخرى فشلت

لما الظلع كذات وكنتتحاملـت

العثار بعد ظلعها علىاستقلـت

المكث عنده أطلنا ما إذاوأظـنـهـا عنـدهـا ثواء أريدملـت

من نفر عليه الناس. ودخل أحمق شعره وجودة خارطه حدة على كثير وكان ? نجدك له: كيف فقلت بعضهم قال به؛ ويهزأون عليل وهو يعودونه قريش

يقولون الناس سمعتم قال: هل قال: بخير. ثم سمعتهم ? قلت: نعم شيئا اليمنى عيني في ألجد إني ذلك قالوا لئن الدجال. قال: أما يقولون: إنك

أيام. مذ ضعفاوالممرورين الحمقى نوادر من لنا ساقية يأتي ممرور قال: كان أشرس بن ثمامة الجاحظ: حدثني قال

دابتها مع يمشي يزال فال سحرا ذاهبا فإذا والبرد، الحر شدة في وراجعا الهم هذا من لنا اجعل وقال: اللهم وصلى توضأ أمسى ثم ومخرجا، فرجا

مات. أن إلى كذلك فكان بيته؛ إلى انصرف والسماء ندية، واألرض مطر، غب في قال: مررت ثمامة وحدثني قال

قارعة على جلس وقد جرادة، كأنه أصفر شيخ وإذا شمالية، والريح مغيمة، كأنها محجمة وأخدعيه كاهله على وضع وقد يحجمه، زنجي وحجام الطريق

شيخ، وقلت: يا عليه يستفرغه. قال: فوقفت كاد حتى دمه مص وقد قعبفي. الذي الصفار ? فقال: لمكان اليوم هذا مثل في تحتجم لم

الحمق عالمات منقال الجاحظ: ما رأيت رجال عظيم اللحية إال وجدته كوسج العقل.

وقالت أعرابية لقاض قضى عليها: عظم رأسك، فبعد فهمك؛ وانسدلت لحيتك، فانشمرعقلك، وما رأيت ميتا يقضي بين حيين قبلك.

وعاب كوسج ألحى، فقرأ: "البلد الطيب بخرج نباته بإذن ربه والذي خبث� ال يخرج إالنكدا" فقرأ الكوسج: "قل ال يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث".

قال هشام بن عبد الملك يوما في مجلسه: يعرف حمق الرجل بخصال أربع: بطول لحيته وشناعة كنيته، ونقش خاتمه، وإفراط شهوته. ثم رمى بصره إلى رجل طويل

اللحية في أقصى المجلس فدعا به. فقال: هذه واحدة، ثم سأله عن كنيته فقال: كنيتي أبو الياقوت األحمر. فقال: وما نقش خاتمك ? قال: "وتفقد الطير"، فقال: "مالي ال

أرى الهدهد أم كان من الغائبين".وأنشد: وخرج مهزم بن الفرج القبعسي فقال: أيها األمير، إني قد قلت بيتا،

كفى فرو بال الشاهجان بمرو وأنيكـثـيرة الفراء أن حزنا فقال طاهر: هذه والله قافية شرود، أجيزوا؛ فأرتج عليهم. فقال مهزم: أنا أولى بإجابة

: وقال. نفسي الثرو أولي الكرام عند ولكنهالكثـيرة إنها لعمري صدقت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

لنفسك القول سوء على حملناك حتى أغفلناك لئن وقال: أما طاهر، فضحك منها فباع والوشي؛ الخز وبر من أثواب بعشر له وأمر سنستدرك، تسعا

واحدة. وأمسك درهم ألف بتسعينالمضحكة األجوبة من

قال الجاحظ: كان جعيفران الموسوس يماشي رجال من إخوانه على قارعة الطريق، فدفع الرجل جعيفران على كلب فقال: ما هذا ? قال:

أردت أن أقرنك به. قال: فمع من أنا منذ الغداة? شرب طوقان المغني عند الشريف الرضي فسرق رداؤه، فلما أصبح افتقده؛ فقال: قد سرق

ردائي. فقال له الشريف: سبحان الله ! من تتهم منا ? أما علمت أن النبيذ بساط يطوى عليه. فقال: انشروا بساطكم حتى آخذ ردائي واطووه إلى

يوم القيامة. ودخل رجل أكول على قوم، فأكل أكال ذريعا. فقال أحدهم: عجبت من

أكله وسرطه. وقال اآلخر: وشقه دجاجة ببطة، وقال آخر: وأكله دجاجةوبطة. وقال آخر: كأن جالينوس تحت إبطه.

فقالوا له: أما الذي قلناه فمفهوم، فما معنى قولك: كأن جالينوس تحتإبطه ? قال: لكي يناوله الجوارشن لئال يتخم.

قيل لمخنث: كم ورثت أختك من زوجها ? قال: أربعة أشهر وعشرا يريد العدة.

قال بعض العلويين ألبي العيناء: يقتضي وقد أمرت بالصالة علي أن تقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. قال: نعم ! فإذا قلت: الطيبين

األخيار خرجت أنت منهم.أخذه يزيد بن محمد المهلبي فقال في صاحب الزنج بالبصرة:

بـدمـار بعدها من أبشر رةالـبـص دمر الذي الخائن أيهاواألخـيار الطـيبـين من تأن فـمـا النبـي جدي تقل إن ابن الكتاب في الله نفى قد

الـكـفـار من ابنه كان حيننوحدعي. أن أمره ينكشف أن قبل له هذا المهلبي قال وإنما

الزنج صاحب قال أبو بكر الصولي: وحدثني محمد بن أبي األزهر وقد أذكرته خبر علي ابن محمد

صاحب الزنج، فقال: ادعى أنه علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي رضوان الله عليهم، فنظرت مولده ومولد محمد بن أحمد الذي ادعاه

فكان بينهما ثالث سنين، وكان لمحمد بن أحمد ولد اسمه علي مات بعد هذا المدعي اسمه ونسبه بزمان، ثم رجع عن هذا النسب فادعى أنه علي بن محمد بن عبد

الرحمن بن رحيب بن يحيى المقتول بخراسان من زيد بن علي. قال أبو عبد الله محمد بن علي بن حمزة: لم يكن ليحيى ولد يقال له رحيب وال غيره ألنه قتل ابن ثماني عشرة سنة وال ولد له. وقال بشر بن محمد بن السري بن عبد الرحمن بن رحيب: هو ابن عم أبي لحا وهو علي بن محمد بن عبد الرحمن بن رحيب، ورحيب

رجل من العجم من ضياع الري. وكانت مدته من حين نجم إلى أن قتل أربع عشرة سنة، وجملة من قتل ألف ألف وخمسمائة ألف، وله شعر حسن مطبوع، وزعم أبو بكر

: بن دريد أنه عمل له أكثره وما أرى هذا يصح؛ ألنه ال يشاكل طريق ابن فمنه: دريد اللـيل عساكر تغطي ما

مـنـي الصبح مضاحك تجلي ما

عنـي

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

غمد جوف في سيف جسمثـياب

قلب تحته من إنس صدرجنـي

كما نفس وحي حس ميتالـشـم

بعين مشيها يرى سالتظـنـي

اسـتـقـل إذا شمـري أنـي ولـو بلـيتـنـي يعرج لمبـعـزم سـويداه الـكـرى ينـال ما يثـنـي ال الـذي الطائر حسوةإال الخطب قرى خطب رماه إن

الـتـأنـي وحكم النجا روع فيهرأي جعلتـه ظالم كم

مجـنـي وقلبي همتي صاحبيطـيلـسـانـي وصل في قطعت حبال كم

أخرى سوء من أخاف ما تاركاظنـي

�سمع لموهـذا وذاك بـذا مسـتـخـف قـرع ندامتي أسـنـي

كـل فـي الزمان فيلسوفزهـر كل في الربيع روض أنافـن

وقال: الصـياح غداة الوجوه صباحأنـنـا هـاشـم علمـت لقدالـرمـاح ذبول الرياح ذيولالوغـى في زعزعت إذا وأنا

بدفع السيوف نسوقالجراح بكف الجراح وننكيالحتـوف ونسمو صـفـاح وبيض رماح بقسمالسمـاح أكف سماحاوقـاح ونـهـد أقـب بكلداره فـي صبـحـنـاه وقرمالجراح مرح النجيع ضجيعالـمـالح عنـاق بعد فغودرالجناح مهيض السالح مهينالـجـبـين مذال األنين كليلوراح بـمـاء األكف وراحاألقـاح بنور عيني نور صلى

مزاح عشقي طول فماالصبـاح صياح عن بمشتغلالمالح

وقال: الصـياح أسمعاني

بـاإلمـلـيس العيرانة وصياح

العيطـمـوس مـزهـر قرع من واتركاني

ريا الكئوس واختالف

بالخـنـدريس بـذاك الـعـال تبنى ليسوهـذا

أزم عند الضرب لكنالضروس

اللبانات كل عن عيفتنـفـسـي

ذلك غير نحو وسمتحدوسـي

النأي هواجس من وخالاألنـيس بـعـد الطلـول كخلوقلـبـي

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

القوم حمالق واسبطرتلـلـمـو

في نفوسهم وصارت ت الرؤوس

الخميس يحمي سيد رببعضـب

لـيل ظالم ويجليالـخـمـيس

كجنب جنبه تركتبـعـضـب يدي يمنـى عممتهالـعـروس

قابوس أبا الوغى غداة فيغدواتي عن الكماة تخبرنك فسلوا والتدليس بالفجور لقوا أنلما وعارض عامرا بالنوم أقر أتروني والناقوس الصليب عبيد ياغمضـا

وقال: بيوم اصطبحنا ما إذاأسـيافـنـا لـتـصـبـح وإنا

سـفـوكالـمـلـوك رؤوس وأغمادهناألكـف بـطـون برهـن منا من الخلق في لي وما

مشـبـه من العال اكتساب في وال

شريكالعباس: وقال يخاطب بني

الليالي مر على بطيءفـتـنة نار توقدوا ال عمنا بني خمودها

عقودهـا راحتيها من تضمنهاأنـامـل وأنـتـم إنا عمنا بنيأمـرنـا الترك وليتم عمنا بني بديئا شهـودهـا ونحن وأعقابا

�قسم وإن القراح ذقت ال فأعمـيدهـا يبار أو عيش فبلغهأذق

وقال: قصور على نفسي لهف

عـاص كل من حوته قد وما دببغـدا

تشرب هناك وخمور المعاصي على ورجالجـهـرا حراص

الزهر الفواطم بابن لستلم إن

�قحم تلك بين الخيل أالعـراص

وقتله الموفق بعد أن جرت له معه مواقعة عظيمة، وجرح الموفق جرحا في صدرهالمعتز: أشرف منه على الموت، ولذلك قال ابن

اإلحن حزازات وشفىبسيفـه الصفوف شقغصـن في تفتح وردكأنـهـا الجراح دامي

النوادر ملح ومن قال الجاحظ: سمعت رجال يقول آلخر: ضربنا الساعة زنديقا. قال: وأي شيء

الزنديق ? قال: الذي يقطع المزيقة. قلت: وكيف علمت أنه يقطع المزيقة ? قال:رأيته يأكل التين بالخل.

وهذا كما قال النظام لرجل: أتعرف فالنا المجوسي ? قال: أعرفه، ذاك الذي يحلقوسط رأسه مثل اليهود. قال: ال مجوسيا عرفت وال يهوديا وصفت.

باع مزيد المديني دابة، فلما كان من الغد أتاه النخاسون طمعا، فلما نظر إليهم قد أقبلوا نحوه قام يصلي فأطال الصالة، فقالوا له وهم ال يعفرونه : يا عبد الله؛ قد ذهب

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

يومنا، فأطمعهم طول قيامه، وكان أحسن الناس سمتا وأظهرهم هديا، فانفتل من صالته فقال: ما بالكم ? فقد قطعتم علي صالتي. فقالوا له: قد ظهر بالدابة عيب.

قال: وما عيبه قالوا: يخلع الرسن. قال: ال أعرفه بهذه الصفة؛ فماذا تريدون ? قالوا: خصلة من ثالث؛ إما الحطيطة، وإما رد الثمن وأخذ الدابة، وإما اليمين بالله أنك ما

تعرف هذا فيه. فقال: أما الثمن فقد فرقناه، وأما الحطيطة فما تمكننا، وأما اليمين فإني ما حلفت

قط على حق وال على باطل، فاعفوني منها؛ فإنها أصعب الخطط عندي. قالوا: ما من ذلك بد؛ فانطلق بنا إلى الوالي. فقام معهم، فلما بصر به الوالي ضحك، وقال: ما جاء

بك أبا إسحاق ? فقص عليه القصة. فقال: قد أنصفك القوم. فقال: أعز الله األمير، أحلف وأنا في هذه السن، وضرب يده على لحيته وبكى. وقال: ما حلفت على حق وال

على باطل والتوى. قال: ال بد، فالتوى ساعة؛ ثم قال: أصلح الله األمير فإن حملت نفسي على اليمين وحلفت وأعنتوني بعد ? قال: أوجعهم ضربا، وأحبسهم. فلما سمع ذلك استقبل القبلة وقال: بلغت السماء، وكورت الشمس، ونثرت الكواكب، وشربت

البحر، ولطعت ما في المصحف من الذكر الحكيم، وتوليت عاقر الناقة، وسرقت عصا موسى عليه السالم، ولقيت الله بذنب فرعون يوم قال: أنا ربكم األعلى؛ وغير ذلك من محرج األيمان، لقد كان عندي دواب كلها تخلع أرسانها، فكان هذا الحمار يقوم

فيعديها عليها ويصلحها بفمه قليال قليال. فضحك الوالي حتى فحص برجليه، وبهتالنخاسون، وعجبوا منه وانصرفوا عنه.

الشعراء: وقال بعض االرتـياع بذلك يغروا كيمنها فارتعت اليمين سألوني

اليفاع المحل من تهادى لالسـي كمنحدر أرسلتها ثم دفع قاض باليمين إليه توجه لمن ماال

  ومن ظريف ما في هذا الباب ما حكاه الصولي قال: كنت يوما بين يدي أمير المؤمنين الراضي بالله إذ دخل عليه بعض الخدم برقعة

دفعها صاحب الخبر المالزم لمجلس أبي عمر القاضي، يذكر أن رجال أحضر خصما للقاضي، وادعى عليه مائة دينار؛ فألزم القاضي الغريم اليمين؛ إذ لم يجد الخصم بينة؛ فأخذ الدواة وكتب بيتين فدفعهما إلى القاضي، فأمر القاضي غالمه فأحضر مائة دينار ودفعها إلى الرجل،

والبيتان هما: األمر وفي اضطررت ما إذاكـــاذب حـلـف لـذو وإنـي

ضيق عـلـى جناح من وهل

يطـيق ال مـا بـالـلـه يدافـعمـسـلـم كرم من وعجب الحكم؛ من لخالصه وديانته، الرجل من الراضي فعجب

في ومسألته القاضي إلى بالركوب أمرني ثم فعله، ما وحسن القاضي نزل إليه. فلم وإحضاره البيتين صاحب عن البحث لنا، حصل حتى أياما ومركوب خلع وخمس دينار بألف له فمر السلطان، دار إلى به فجئنا

وأعمالها. األهواز قلده ثم الدار؛ بمالزمة وأمره حسن،اللصوص نوادر من

طيلسان وعليه يبول فجلس شارب، وهو مرة الحربي سعيد أبو وخرج طيلسانه، وتناول الليل، في المكارين بعض به فمر إبريسمي، خلق

عنك الله ? قال: أصرف تريد الفتى: ما له سعيد: فقال أبو به فصاح

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

األذى. مضوا فلما داره، في ما كل فأخذوا اللصوص سعيد أبي على ودخل فقال: أي أحدهم إليه فنظر أثرهم في ومضى البارية سعيد أبو حمل ? قال: نطلب معنا تصنع شيء اللصوص فضحك بمرة، فيه نتحول بيتامنه. أخذوه ما عليه وردوا

األطباء نوادر من وكان ببغداد طبيب اسمه نعمان ال ينجح مريض على يديه، فقال فيه بعض

الشعراء: سـاق وقـد لنعمـان أقولطـبـه

داخـل إلى نفيسات نفوسااألرض

فاستبق أفنيت منذر أبابـعـضـنـا

من أهون الشر بعض حنانيك بعض

النصراني: وقال كشاجم لعيسى بن نوح نـوح طوفان فأنتترفق الطبيب عيسى

عـالجـك يأبى فراقإال لـروح جسمالمسيح عيسى وبينعيسى بين ما شتانصحـيح مميت وذالمـيت محي هذاك

البصرة أحوز بن هالل دخل لما تميم، بني من رجل قول من منقول هذا األزد: من شيخ فقال تميم، بنو به أطافت وقد المهلب، بني إيقاعه بعد

التميمي: هذا مريم. فقال ابن بعيسى يطيفون كما به يطيفون رجالهماألحياء. يميت وهذا الموتى يحيي ذاك فإن مريم؛ ابن عيسى ضدالفقهاء نوادر من عليه فخرج أنفه في أصبعه أدخل رجل في تقول للشعبي: ما رجل قال إلى الفقه من نقلنا الذي لله ? فقال: الحمد يحجم أن له أترى دم،

الحجامة. رمضان، شهر من يوم أول في شتمني رجل في تقول رجل: ما له وقالذلك. له رجوت أحمق يا لك قال ? قال: إن يؤجر أتراه لله فقال: التحيات التسليم، فنسي الحجاج على العالء بن زاهر دخل

األمير أيها عليك فقال: السالم التسليم ذكر لله. ثم الصلوات الطيباتوبركاته. الله ورحمة

المعزين طرف من المؤمنين، أمير معزيا. فقال: يا الرشيد على الهاشميين بعض ودخل ورحم بخير، وعليك علينا وأحاله عزاك، وربك عزاك، الله أحسن وال فالنا عرفه ! آمر ? قال: نعم المؤمنين أمير يا بشيء تأمر كثيرا، وال قليالموت. وحياتك حياة موتك فإن يدفنوك؛ أن أهلك أخيه. بموت علقمة أبا يعلم ابنه فأتى النحوي، علقمة ألبي أخ مات

إلى الورم فانتهى رجاله الغالم: تورمت ? فقال علته كانت فقال: ما الغالم: لقد ركبتيه. فقال فقل: إلى علقمة: لحنت؛ أبو ركبتاه. فقال

! ساعة بغضك تدع لم حيث أبي موت عليك شقالمحبين نوادر من

أدركها. فقال: حتى يتبعها فقام جميلة، امرأة المعتمر بن بداود ومرت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

استندت حتى فضحكت أتبعك، لم الخير سيماء من عليك رأيت ما لوال من يرى ما مثلي في الطمع من مثلك يمنع الحائط. فقالت: إنما إلى

إليه وإنا لله فإنا النساء في يطمع الذي هو هذا كان فإذا الخير، سيماءراجعون.

   

وتعشق أبو القماقم السقا قينة فبعث إليها: حضر عندي إخوان فابعثي إلي بجام لوزينج آكله على ذكرك. فبعثت إليه به. فلما كان من الغد بعث إليها: أرسل لي بطبق مازاورد آكله على ذكرك. فقالت: جعلت فداك، ذكروا أن

منبع الحب من القلب، فإذا تناهى بلغ إلى الكبد، وأنا أرى حبك ال يتجاوز معدتك. فقال: إنما فعلت هذا ألقوى على محبتك، ألم تسمعي قول

الشاعر: طعـام قلبي في كان إذا

ذكـرتـهـا وال ببالي تخطر لم جعت وإن

فكري قـل قد العام هذا كان وإن

بـقـلـه ربة يا يهـواك مـن فقبح

الـخـدر شـبـعـت إن حبي ويزداد

تـجـددا جعت وإن تكوني لم يوما ذكري على

ومن مليح ما في هذا الباب أن أبا مسعود األعمى كان جالسا في صحن داره،وقال: فأشرفت عليه جارية ظريفة، فعضت تفاحة ورمت بها في حجره. فتناولها

رمـا للهوى فؤاديرمـت تـفـاحة أيامـا ألمـر وأهداكإنـسـان أهـداك لقد

شما أو عض من إلىالشـوق العج ليهدي فلم تكن إال ساعة حتى وافت جارية لها، معها جام لوزينج وهي تقول: موالتي تقرئك السالم وتقول لك: قد سمعت شعرك، ورأيتك بدأت بالعض قبل الشم، فعلمت أنك

تقول: جائع؛ فتبلغ بهذا الجام حتى يدرك طعامنا. قال: وكيف كنت أقول ? قالت: كنت رضا للهوى فؤاديرضـت تفـاحة أيا

يرضى لما وأهداكإنـسـان أهداك لقد عضا أو شم من إلىالشـوق العج ليهدي

وكان أحمد بن أبي طاهر قبيح الوجه، وكان له جارية من أحسن النساء، فضحك إليها يوما فعبست في وجهه، فقال لها: أضحك في وجهك فتعبسين في وجهي ? فقالت:

نظرت أنت إلى ما سرك فضحكت ونظرت إلى ما ساءني فعبست. وليس هذا كقول حمرة امرأة عمران بن حطان وكان قبيحا وكانت جميلة: إني ألرجو أن نكون جميعا في الجنة. فقال: ولم ? قالت: ألنك أعطيت مثلي فشكرت، وأعطيت

أنا مثلك فصبرت؛ فالصابر والشاكر في الجنة.بقوله: وخطبت بعده فلبس بعض ثيابه وخرجت تتمثل

تلبس خاطب حميرة يا هذا قيل إذاثيابـه من عرسه يومافانصرفوا عنها.

وكان أبو الحسن جحظة البرمكي أطيب الناس غناء، وأحسنهم مجالسة، وأمتهمالرومي: مؤانسة، وكان قبيح المنظر جدا جاحظ العينين وفيه يقول ابن

ومن شطرنج فيل منجحوظـه يستعير جحظ نبئت سرطان

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

اآلذان لـلـذة الـعـيون ألمتحمـلـوا لمنادميه رحمتي يا! أيام بعد بكفن وعد فالن له: جارك فقال األشراف من له جار إلى رجل المدائني: جاء قال

ولكن شيء، عندي ما اآلن فقال: والله بكفن، له فتأمر له كفن وال توفي! الكفن يتيسر أن إلى الله أصلحك أيام. قال: فنملحه بعد تعاودنا

يلد دينار أشعب امرأة وجدت كل في لك يلد حتى إلي فقال: ادفعيه به، فأتته دينارا فلما درهمين؛ أسبوع كل في إليها يدفع فصار إليه، فدفعته درهمين، أسبوع

فقالت: النفاس، في لها: مات فقال منه، طلبته الرابع األسبوع في كان ! كيف أهلك على لك لها: الويل ? فقال الدينار يموت ! كيف عليك ويلي

نفاسه. في موته وتنكرين بوالدته تصدقين يهنئونه، جيرانه إليه فدخل آدر، وصار حدبته فذهبت بئر، في أحدب سقط

األول. من شر جاء فالذي تفعلوا فقال: ال ? قالت: أيش أم أنت لها: أبكر فقلت جارية خالويه: استعرضت ابن قال

فاشتريتها. أيش، المعزين نوادر من أيضا الرشيد: علم لي قال الباهلي مسلم بن سعيد مات العالية: لما أبو قال فالنا

صرت للفتى: إذا هاشم. فقلت بني من لفتى سعيد ولد بها يعزي تعزية سعيدا. قال: هذا ورحم عزاءكم، وأحسن أجركم، الله فقل: عظم للقوم

قلوبكم. قال: هذا على بالصبر وختم أجركم، الله فقل: أعظم طويل. فقلت كان فلما يومين، عليه وكررته أجركم الله فقلت: أعظم ذاك. قال من أطول حفاة إليه خرجوا القوم باب من قرب فلما معه، وركبنا ركب الثالث اليوم

أظن وما قال: جيد ? قالوا: مات، سعيد فعل قال: ما رآهم فلما له، إعظاماانصرف. ? قالوا: دفناه. قال: أحسنتم. ثم به عملتم فإيش ذلك،

فأتاه يعزونه، سليمان بن الله عبيد الناس لقي وهب بن سليمان مات لما  أبو ! وقال: ومات ? قال: نعم سليمان فقال: مات األشراف؛ أوالد بعض قال كما ! قال: هذا ? قال: نعم أبوهما ! قال: ومات ? قال: نعم قبله علي ربك على كان وارد�ها إال منكم تعالى: "وإن الله "فأوردهم مقضيا"؛ حتما

القرار". "وبئس النار"،والكتاب الظرفاء من وهب بنو

وبنو وهب من ظرفاء الكتاب وأدبائهم، ولهم الرسائل الحسان، والشعر الجيد، وفيهمتمام: يقول أبو

أديب كل وشعب شعبي فهووهـب آل به كنتم شعب كلكالقلوب لغيركم وقلبي رىالـحـر كالكبد لكم قلبي إن

وكان الحسن بن وهب يهوى بنان جارية ابن حماد، وكان من ظريف أخباره معها: أن الواثق تقدم إلى إيتاخ باتخاذ حلتين من رفيع الوشي على صفة دفعها إليه وأمره

بتعجيلهما؛ فتقدم إيتاخ في ذلك إلى سليمان بن وبه كاتبه، فجد في الحلتين حتى فرغ منهما الصانع وأحضرتا، فعرضتا على الواثق فاستحسنهما وأمر بقطعهما، فتشاغل عن

قطعهما، وسأل أخاه الحسن بالنيابة عنه في ذلك، فقطع الحسن منهما قميصا لبنان وانصرف إلى منزله فأحضرها وخلعه عليها وجلس يشرب معها. واتصل الخبر

بسليمان، فقامت عليه القيامة وأمر بإحضار الوشائين وطلب شكال لهما فتعذر عليه، فابتاع حلة تقاربهما بخمسة آالف درهم وصدق إيتاخ عن خبره، فطلبهما الواثق فدافعه

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

إيتاخ بهما، وتعلل عليه إلى أن فرغ الخياطون من الحلة التي ابتاعها سليمان بن وهب، وأحضرت للواثق، فلما لبسها أنكرها، ودعا إيتاخ فسأله عن السبب فصدقه، فضحك

ضحكا كثيرا، ودعا خادما فأمره بإحضار الحس وبنان على الصورة التي يجدهما عليها، فأحضرهما في قبة، فلما رآهما الواثق قال للحسن: ويلك تأخذ ثوبي تقطعه لهذي بغير

أمري؛ قال: أنت يا أمير المؤمنين تقدر على مثله، وأنا ال أقدر عليه، وأنا والله أحبهاوأعجبني الثوب فتقربت منها به. فضحك ووصله وصرفهما.

الحسن: وفيها يقول تقبيل حاولت وقد أقول

وأسكـن منها أهتز رعدة وبيكفـهـا الناس أشجع أني ليهنئككلهـم

الحرب لدى عنك أنني إال أجبن

الحسن: وحضرت عنده يوما وقرب منها نارا فتأذت منها؛ فقال حتى النار كرهت بأبي

�بـعـدت أ في معناك ما فعلمت

إبعـادهـا التماع في لك ضرة هي

إيقـادهـا لـدى نفحتها وهبوببهائهـا القلوب في صنيعك وأرى

وعـرادهـا وأراكـهـا بسيالهاصنيعها األمور كل في شركتكوفسـادهـا وصالحها وضيائهابفعلـهـا

قال أبو فراس: قال لي عبيد الله بن سليمان بن وهب وهو وزير: أنشدني مما تحفظهفأنشدته: من شعر عمي أبي علي

ساحر وأهلي بنفسيومـحـاجـره أجفانـه محكمةفاتره الطرف

الله رحمه كان الله: لقد عبيد فقال غالم وأنا خدي على خده يضع ما كثيرا شعرا. ومن ليقول يتعشقها كان سيدي، ويبكي. فقلت: يا الشعر هذا وينشد

نمت، الفجر انتبه فلما الجوزاء، وجه على البارحة قوله: شربت كالمه طبعالشمس. قميص لفحني حتى أفقت فما

الريب بن مالك أبيات تضمينقصيدته: وأنشدونا في تضمين أبيات مالك بن الريب المازني في

أبـيتـن هـل شعري ليت أاللـيلة

�زجي الغضا بذات القالص أ النواجياله: وسمعت من ينشدها البن الرومي وأخلق بها أن تكون

القطيعة بعد لي تعرضمالكي

وأظهر كان ما بعد فضال جافيا

فأصبحشبـابـه ماء اإلنبات كدر وقد كان ما بعد رنقاصافيا

بالشعر جرعت له فقلتنسـوة

رثى العيال كل أجل فقاللـيا

وابنتاها أختي فمنهنالبـواكـيا تهيج أخرى وباكيةوخالـتـي

فصاح بعد عن حريفانلـه بـدا الكـالم يعاطيني فبينا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

منـاديا بدمعي فجراني خذانيإليكمـا

اليوم قبل كنت فقد صعباقياديا

الرحى وحمار مروان بن معاوية بباب واقف هو فبينا مغفال؛ مروان بن الملك عبد أخو مروان بن معاوية كان 

بالرحى، يدور حمار إلى نظر إذ طحان باب على الملك عبد ينتظر دمشق جلجال. قال: الحمار عنق في جعلت للطحان: لم جلجل. فقال عنقه وفي قد بأنه علمت الجلجل صوت أسمع لم فإذا نعسة، أو سآمة أدركتني لربما وهكذا هكذا برأسه ومال قام إن معاوية: أرأيت له به. فقال فصحت قام

عقل بمثل لحماري الطحان: ومن ? فقال قائم أنه علمك ما رأسه وحرك! تعالى الله أعزه األمير

الجاحظ مرض في قال بعض البرامكة: كنت بالسند، فاتصل بي أني صرفت عنها، وكنت كسبت ثالثين

ألف دينار؛ فخفت أن يجفوني الصارف ويسعى إليه بالمال، فصغته عشرة آالف إهليلجة، كل إهليلجة ثالثة مثاقيل، وجعلتها في حمل إهليلج، ولم أبعد أن جاء الصارف،

فركبت البحر وانحدرت إلى البصرة؛ فأخبرت أن بها الجاحظ وأنه عليل؛ فأحببت أن أراه قبل وفاته؛ فصرت إليه، فأفضيت إلى باب دار لطيف؛ فقرعته، فخرجت إلي

جارية صفراء، فقالت: من أنت ? قلت: شيخ غريب؛ أحب أن أدخل إلى الشيخ فأسر بالنظر إليه؛ فأدت الجارية ما قلت، وكانت المسافة قريبة لقصر الدهليز والحجرة؛

فسمعته يقول: ما يصنع بشق مائل ولعاب سائل ولون حائل ? فأخبرتني، فقلت: ال بد من الوصول إليه. فقال: هذا رجل اجتاز بالبصرة، فسمع بي وبعلتي، فقال: أراه قبل

موته ألقول قد رأيت الجاحظ. فدخلت فسلمت، فرد ردا جميال، واستدناني وقال: من تكون أعزك الله ? فانتسبت إليه، فقال: رحم الله آباءك وقومك السمحاء األجواد، الفصحاء األمجاد، فلقد كانت

أيامهم روض األزمنة، ولقد انجبر بهم قوم كثير، فسقيا لهم ورعيا. فدعوت له وقلت:فأنشدني: أنا أسأل الشيخ أن ينشدني شيئا من ألذ الشعر أذكره به،

رجال قبلي قدمت لئنلطالـمـا

فكنت رسلي على مشيت المقدما

تأتي الدهر رأيت ولكنصروفه

فتبرم وتنفض منقوضامبرمـا

ثم نهضت، فلما قاربت الدهليز صاح بي: يا فتى، أرأيت مفلوجا ينفعه اإلهليلج ? قلت: ال ! قال: أنا ينفعني اإلهليلج الذي معك فأهد لنا منه. فقلت: السمع والطاعة. وخرجت

مفرط التعجب من وقوفه على خبري حتى كأن بعض أحبابي كاتبه بحالي وقت أنصغته، فأنفذت إليه مائة إهليلجة.

وهذا يدل على كثرة بحثه وتنقيره؛ إذ كان وهو في هذه السن العالية والفالج الشديد تنشر عنده األخبار، وال تطوى عنه األسرار، فكيف كان قبل هذا ? ومن إحدى عجائبه

أنه ألف كتاب الحيوان وهو على تلك الحال. وقيل ألبي العيناء: ليت شعري؛ أي شيء كان الجاحظ يحسن ? فقال: ليت شعري أي

الشاعر: شيء كان الجاحظ ال يحسن ? وفيه يقول يو العـلـم رأيت ولقد الـالفـظ حواه ما ما الجاحظ بحر بن عمروطـريقـه أقـام حتى

صاحب إلى عناية كتاب له يكتب أن رجل في يسأله الجاحظ العيناء أبو وأتى وختمه الكتاب الجاحظ له وكتب به، إال تنصرف ! ال البصرة. فقال: نعم

ألرى علي؛ واقرأه فقال: افضضه بالكتاب؛ العيناء أبي إلى فأتى إليه، ودفعه

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

من فيه سألني إليك فيه: كتابي فإذا ففتحه ليختمه، إليه وأعيده كتب ما إلى ونهض والسالم. فغضب تراه، ما أمره في فافعل أعرفهن ال لمن أخافه

! فقال: ال هذا مثل له فكتبت الرجل بهذا باعتنائي فقال: أعرفك الجاحظ، لم زنا ولد أنت برجل. فقال: بل عنيت إذا وبينه بيني أمارة فإنها ذلك تنكر على الثناء عند لي أمارة إنها ? قال: ال، لرشدة. قال: أتشتمني قط تك

إنسان. المتنبئين نوادر ومن

? قال: نعم نبي عليه. فقال: أنت وأدخل المهدي زمن في النبوة رجل ادعى بالغداة ? بعثت أحد إلى أبعث أن بعثت. قال: أوتركتموني من ! قال: إلى

وأطلقه. ووصله منه ! وضحك أعجلناك بالعشي. فقال: صدقت، وحبست أشعب طمع رأيت ? قال: ما طمعك من بلغ ألشعب: ما قيل لي، وظننتها إال تزف عروسا مرة بي أطاف بشيء. ولقد لي أوصى صاحبها أن وظننت إال جنازة رأيت وال

قلت بأن عني فدفعتهم ! فأضجروني، أشعب ! يا أشعب فنادوا: يا صبيانفتبعتهم. صادق، أني ظننت ولوا فبادروا. فلما تهب، فالن لهم: دار

الوالة نوادر من إحدى بنت جدة رأيت مثلها؛ أر لم أشياء أربعة بالعراق الشافعي: رأيت قال 

ورأيت نوى، ثمانية وسعت قاض قلنسوة ورأيت سنة، وعشرين ابن شيخا وإذا العود، وضرب الغناء يعلمهن القيان على يمشي سنة وتسعين نيف

ورأيت قاعدا، صلى صلى الناس يجتمع ال به: لم يلم من بعض سأل واليا الجامع، مسجد إمام إلى فوجه أحدا؛ تضرب ال عدل ? فقال: ألنك بابي على والرجل يتزاحمون، وأقبلوا بابه على الناس فاجتمع بالسياط؛ بضربه فأمر

بنفسك له: جملني يقول األمير? واألمير أيها ذنبي، يقول: ما شيخ. يا قليال الحجاج وولى عليكم؛ أوصاني األمير وقال: إن أهلها فجمع تبالة على أعرابيا وال بظالم أوتى ال وواله مرتين، خصمين بين أقضي أن أحسن ال ووالله

بينهم. الناس فتناصف أقتله، حتى وضربته إال مظلوم األسود أبي ملح من

قال المدائني: كان ألبي األسود الدؤلي دكان إلى صدر الرجل يجلس فيه وحده، ويضعبين يديه مائدة ويدعو إليها كل من يمر به، وليس ألحد أن يجلس؛ فينصرفون عنه.

وكان أبخل الناس، فمر به صبي من األنصار؛ فقال له أبو األسود: هلم إلى الغداء يا فتى؛ فأتى إليه، فلم ير موضعا يجلس فيه، فتناول المائدة فوضعها في األرض ثم قال:

يا أبا األسود، إن كان لك في الغداء حاجة فانزل؛ وأقبل الفتى يأكل حتى أتى على جميع ما في المائدة، وسقطت آخر الطعام من يده لقمة على األرض فأخذها وقال: ال

أدعها للشيطان. فقال أبو األسود: والله ما تدعها للمالئكة المقربين، فكيف تدعها للشياطين ! ثم قال له: ما اسمك ? قال: لقمان. فقال أبو األسود: أهلك كانوا أعلم

زمانهم إذ سموك بهذا االسم، ولم يعد بعد إلى ما كان يصنع. واسم أبي األسود ظالم بن عمرو من بني الدئل من كنانة، وكان قد أدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وسافر إلى البصرة على عهد عمر رضي الله عنه، واستعمله

علي بن أبي طالب رضي الله عنه على البصرة وكان شيعيا، وهو أول من وضع العربيةالقائل: وهو

السر على أمنت غير امرءامـريب غـير الـود في ولكنهحازمبـثـقـوب آذنـت نـار بعلياء حتـى الناس في به أذاع

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

كـأنـه بمؤتيك لب ذي كل وما

بـلـبـيب نصحه مؤت كل ومانصحـه عنـد جمعا ما متى ولكنبـنـصـيب طاعة من له فحقواحـد

وكان مجاورا لبني قشير وهم عثمانية وكانوا يرجمونه، فإذا أصبح شكاهم؛ فيقولون: ما نحن رجمناك، الله تعالى رجمك. فيقول: كذبتم يا فعالء، أنتم ترمون فتخطئون ولو كان

الله رماني ما أخطأني؛ ثم باع داره وانتقل عنهم. فقيل له: أبعت دارك ? فقال: بليقول: بعت جاري، وفيهم

علـيا تنسى ما الدهر طوالقـشـير بنو األرذلون يقول أحب محمدا حـبـا شـديدا والـوصـيا وحمزة وعباسا حبهم يك فإن غيا كان إن بمخطىء ولستأصـبـه رشدا

فقالوا له: أشككت ? فقال: مما شك الله تعالى إذ يقول: "وإنا أو إياكم لعلى ه�دى أوفي ضالل مبين".

وقال عمر بن شبة: لما وقعت الفتنة أيام ابن الزبير بالبصرة مر أبو األسود على مجلس ابن قشير، فقال: على ماذا أجمع أمركم في هذه الفتنة ? قالوا: لم تسألنا يا أبا

األسود ? قال: ألخالفكم، فإن الله لم يجمعكم على حق.المحدثين: وأنشد ابن شبة في هذا المعنى لبعض

األمران أشبه إذا يوماوأشكـال

أعرف فلم علي ولم صواباأدر

من تستحب ما له فقلتمـحـمـد خلـيل بكر أبا سألت? األمر

قال فإن قلت قوال شيئاخالفـه

أبي قول الحق خالف ألنبكر

الخصيب بن أحمد في العيناء أبي رسالة أخالقه أحد تأمل الخصيب: لو بن أحمد في قوله العيناء أبو أخذ هنا ومن

يطلبها. اآلداب عن الستغنى فاجتنبها والكتاب القواد ألسنة على عمله طويل كالم في العيناء أبو يقرأه مما وهذا

طاهر: بن الله عبد بن محمد أحمد. فقال: قال نكب لما وغيرهم والرؤساء طالون: ابن يحذره. وقال ما به فحل يقدره، ال ما وتخطى آثرهن بمن غدر يغشى القدر أن الكبير: لوال بغا بن موسى فدمر. وقال ودبر وتجبر تكبر

له تتم بغا: لم بن فارس أمر. وقال وال فينا الخصيب ابن نهى لما البصر معاذ: كان بن يحيى بن سليمان همة. وقال الخير في له تكن لم ألنه نعمة، الواحد: عبد أبو جعفر يعتبر. وقال وال ويعبر يزدجر، وال وينهى يأتمر، وال يأمر

كبيرة. سيئاته وأصغر سيئة حسناته أحسن المجانين، دولة دولته الهاشمي: كانت جعفر بن عيسى بن مروان وقال

من زبيدة: بعد بن محمد الله عبد أبو والدين. وقال الدنيا من خرجت إبراهيم بن إسحاق إليه. وقال فمال ضده من وقرب عليه؛ فتحامل الشرف؛

بن داود ضرك. وقال عنه بعدت وإذا غرك، منه دنوت إذا الطاهري: كان تعدى. إال أصاب وال أخطأ، إال قط أحسن العباس: ما بن محمد بن إسحاق

تأمل إبراهيم: لو بن ميمون نكبته. وقال من أعجب أيوب: نعمته ابن وقال محمد بن الحسن يطلبها. وقال أن اآلداب عن الستغنى فاجتنبها أخالقه أحد

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ويذم أفعالهم، ويجتنب المحسنين يحسد القاضي: كان الشوارب أبي بن مجنون، منه شاه: أعقل فرخان بن عيسى أعمالهم. وقال ويعمل المسيئين

مما وعدوه يكره مما وليه أقرب كان الخيار: ما برد يكون. وقال ال منه وأجن أحمد النكبة. وقال حملته لقد القدرة منحته حمدون: لئن ابن ! وقال يحب

كان المجانين؛ خدمة من أيسر الشياطين خدمة أن علمت األصبغ: ما أبي بن ال رباح: كان بن إبراهيم عصيناه. وقال إذا غضبه من أكثر أطعناه إذا غضبه الناصح يخافه حميد: كان بن سعيد يبرم. وقال ما وينقض يفهم، وال يفهم

الفضل بن جعفر مسيئا. وقال الله يراه أن يبالي وال الغاش، ويأمنه إبراهيم بالنقمة. وقال أنس حتى النعمة من يستوحش زال الجرجرائي: ما

مجمع: بن محمد امتن. وقال أساء وإذا اعتذر، أحسن إذا الجراح: كان بن منصور: بن الله عبد الرعية. وقال بينهما ضاعت دنية، وأوانيه ردية مجامعه

بن إبراهيم ظلمه. وقال من لألمة أرثي كما قربه، في للسلطان أرثي كنت ماضيا. بالصواب فيه الحكم اصبح لقد نافذا، بالخطإ حكمه كان المدبر: لئن

سلمة زرع. وقال ما إال حصد وما صنع ما غب عرف الكاتب: قد عطية وقال فراشة: ابن فنافاني. وقال واجتهادي فعاداني نصيحتي سعيد: عرف بن

التستري: داود بن محمد مناني. وقال أخشنته وإذا زناني، نصحته إذا كنت يرى ال كان حسبه إال سواه يد في درهما بن أيوب تخطاه. وقال له حقا

أحمد: بن يعقوب يتعلم. وقال من ويستصغر يتعلم وال يعلم ال سليمان: كان عشرة الكاتب: أساء ثوابة ابن أمل. وقال على وعدوه وجل على وليه كان

به فحل بالشكر النعمة يجاور عريب: لم الديار. وقال مقفر فأصبح األحرار ! اإلسالم بهالكه وأسر األيام بفقده أنور شاربه: ما بالكفر. وقال استحقه ما

وطبع رديء وخلق بذيء المعتصم: لسان الزيات: قال بن محمد وقال بالده. وقال منه طهر إذ عباده الله رحم هارون: لقد بن سعيد مسيء. وقال

هارون: بن ميمون أوطانه. وقال فبعدت طغيانه بشار: اشتد بن سليمان البالء له الله كتب وهب: بن سليمان جناحا. وقال كالنملة له فأنبت صراحا هارون: بن حجاج المخبر. وقال رديء المنظر، سيىء المحضر، سفلة كان

حسان. وقال عادات الخير في وال متان، أسباب الشرف في له كان ما والله حمد وال يمين، في استثنى وال قط، طعام على سمى رأيته الندماء: ما بعض الحارث ولد من المتوكل نديم الهاشمي كثير بن تمام نعمة. وقال على الله المحصنات وقذف مروءة، والسخف عادة، عنده البذاء العباس: كان بن

بسهمه. وقال نفسه ورمى بكفه حتفه الصغير: حمل سعيد فرض. وقال صالح بن إسحاق الضر. وقال مسه وإن حر إليه يسعى الحريري: ال صالح

بن الفرج أبو الله. وقال لعنة في فأصبح الله لسخط مرشد: تعرض بن إال قط سمعته نجاح: ما الزمان، على زاريا اإلخوان، على عاتبا من آمنا

إليه البغي سلطان بسام: صار بن منصور بن نصر بن محمد الحدثان. وقال عامر الكلبي: جهله الرحمن عبد بن أحمد عليه. وقال السوء دائرة فحلت

الدهر عجائب من سعيد: إن بن إبراهيم الحملة. وقال قاهر وسفهه الغفلة، الخصيب ابن كان الرائض: لو نمرة أمر. وقال أو نهي األمة في له يكون أن

مزينة: ابن ميدانه. وقال في وحرن عنانه، في وتقاعس بلجامه، لكدح دابة عبد أبو عقلي. وقال في النقصان أحسست صدري على شعره وقع إذا كنت حتى فيه نحن ما إلى وأحوجه الخصيب، ابن خطإ أكثر الصفار: ما الله

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وهو يصيب ال بما يكتب الخصيب ابن قلم أرى كتابه: كنت بعض يصيب. وقالهذا. من أطول

اإلسكندر وفاة بعد قيلت التي الكلمات زمانه، حكماء بها نبه اإلسكندر وفاة بعد قيلت التي الكلمات هذه ضد وهذا

 قطعة: هنا منها اخترت لما جعل في تابوت ذهب تقدم إليه أحدهم فقال: كان اإلسكندر يخبأ

الذهب فقد صار الذهب اآلن يخبؤه. وقال اآلخر: انظر إلى حلم النائم كيف انقضى وإلى ظل الغمام كيف انجلى. ودخل عليه آخر فقال: قد أمات هذا الميت كثيرا من الناس لئال يموت، وقد مات اآلن. وتقدم آخر فقال: ما لك ال تقل عضوا من أعضائك، وقد كنت تستقل بملك العباد. ودخل آخر فقال:

ما لك ال ترغب بنفسك عن الجحر الضيق، وقد كنت ترغب بها عن رحب البالد ! ودخل آخر فقال: كان ال يقدر عنده على الكالم، فاآلن ال يقدر عنده

على السكوت. وقال آخر: كان غالبا فصار مغلوبا، وآكال فصار مأكوال. وقال آخر: ما كان أقبح إفراطك في التجبر أمس مع شدة خضوعك اليوم.

وقالت بنت دارا بن دارا: ما ظننت غالب أبي يغلب. وقال رئيس الطباخين: نضدت النضائد، وألقيت الوسائد، ونصبت الموائد، ولست أرى

عميد القوم. وقال آخر: حركنا الملك يسكونه. وقال آخر: كان الملك أمسأنطق منه اليوم، وهو اليوم أوعظ منه أمس.

أخذ قوله: حركنا بسكونه أبو إسحاق بن القاسم أبو العتاهية، فقال: بـنـتـا يوم قـدره جل صاحبمـنـي بـان ثـابـت بن علي يا

غصص لي حكيت لعمري قدوسـكـنـتـا لهـا وحركتني تالمو

فقال: وأخذ قوله اآلخر كفى يديا عن قبرك تراب نفضتإنـي ثـم بموتك حزنا

حيا منك أوعظ اليوم وأنتعظات لي حياتك في وكانت أخباره وبعض الخصيب بن أحمد

وكان أحمد بن الخصيب القائم بأمر المنتصر بعد قتله أباه المتوكل واستيالئه على الخالفة، فلما مات المنتصر أقره المستعين أحمد بن المعتصم على ما كان، ولم يطل

عمر المنتصر بعد أبيه. ومن عجائب االتفاقات ما حكاه بعض أصحاب التواريخ: أن المنتصر لما أصبح في

الخالفة وجلس للبيعة، فرش في الدار بساط جليل كسروي، فوقف أحد رجال المنتصر على بعض صنائعه، وقد نظر إلى دارة فيها صورة رجل ميت مسجى على سريره، وقدامه ملك منتصب على سرير الملك، على رأسه التاج، والمرازبة قيام بين يديه، وعلى رأسه سطور بالفارسية؛ فلما نظر الرجل إلى الصورة وقرأ ما عليها دمعت

عيناه، فدعا به وقال له: ما هذا الذي تنظر إليه ? قال: ال شيء يا أمير المؤمنين. قال: فلم بكيت ? قال: طرفت عيني بثوبي. قال: ال بد من الصدق عما رأيت. قال: وقعت

عيني يا أمير المؤمنين على هذه الصورة، فبقيت أعجب من حسن تصويرها، ثم قرأت ما عليها مكتوب فإذا هو: هذه صورة شيرويه بن كسرى قتل أباه فلم يعش بعده إال

تسعة شهور. فانخذل المنتصر ووجم، ولم يعش إال هذا القدر، فأقام أحمد بن الخصيب مع المستعين على ما كان عليه. وكانت حال أوتامش التركي قد توافت في أيام المستعين فاستخف به ابن الخصيب، وجاءه بعض كتابه فأسمعه ما كره فجاء إلى صاحبه فعرفه ما جرى، فكرب إلى المستعين، فحمله إلى مكروهه، فأمر بهدم داره واستصفاء أمواله وبعثه

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

إلى أقريطش. وكان ابن الخصيب غبيا جاهال. قال إبراهيم بن المدبر: كنت يوما عنده فقدم الطعام

وفيه هليون فأكب عليه، فقلت: أراك راغبا في الهليون، فقال: بلغني أنه يزيد فيالقيان: السهاد، ويؤيد في الباه، ثم جلسنا للشرب فغنت بعض

طرفها في التي العيون إنقـتـالنـا يحـيين لـم ثم قتلنناحـور

ال حتى اللب ذا يصرعنبه حراك

الله خلق أضعف وهنأركـانـا

فقال: هذا الشعر ألبي. فقلت: قاتل الله جريرا ما كان أسرقه لشعر أبيك ! وماتت لهالصبية: بنية، فخرج إلى جلسائه يعصر عينيه، وقال: قد قلت في هذه

ولقينـا الهوى من لقيت ماذالي وقلن عبراتهن من غيضن جرير. فقال: شعر في مشهور هذا الوزير الله جلسائه: أعز بعض له فقالوافقه. لعله

وكان كاتب أوتامش شجاع بن القاسم، وابن الخصيب عنده سحبان وائل، وكان شجاع أميا ال يقرأ وال يكتب وال يفهم، وإنما علم عالمات يكتبها في

التواقيع. قال الحسن بن مخلد: وصفني محمد بن عبد الله بن طاهر للمستعين وسأله أن يدخلني في جملة من ينادمه؛ فدعاني لمنادمته يوما، فإنا لقعود بين يديه ومعنا أوتامش إذ دخل شجاع بن القاسم ومعه شيء

يريد عرضهن فنظرت إليه، وقد أخرج سراويله من خفه، ووقع على قدميه، ودخل تحت عقبه من إحدى رجليه وهو يسحبه ويدوسه، فغمزت

محمد بن عبد الله فضحك، ورأى المستعين ذلك؛ فسأله عن سبب ضحكه فدافعه. فقال له: بحياتي. فقال له: سل الحسن يا سيدي، فنظر إلي

وقال: هيه يا حسن !! فأومأت إلى سراويل شجاع؛ فضحك حتى استلقى، وقال: ويلك يا شجاع !! ما هذا? قال: الساعة يا سيدي داسني كلب

فخزقت سراويله وثيابه، فازداد ضحك المستعين وأهل المجلس، وضجرأوتامش من ضحكهم بكاتبه.

وسأل شجاعا بعض الهاشميين حاجة؛ فقال لهم: ليس األمر فيها إلي وهولألمير يعني أوتامش وهو يجلس أول من أمس يعني بعد غد.

وكانت جميع أتباع شجاع تخاليط، وجملة كالمه أغاليط. قال ابن عمار: عملت شعرا رائجيا ال معنى له، وواقفت سعيد بن عبيد على أن يروي الشعر رجال من الهاشميين، وكان لنا صديقا، وكان جلدا شهما، على أن ينشده شجاع بن القاسم ويعرفه أنه مدح له، وضمنا له

على ذلك ألف درهم. والشعر: التـب كاتـب لجاع شجاع مـعـا

السيل حطه صخر كجلمود عل من

مستـمـر لبيص خبيصمـهـذب شـمـال ذو أثير كثيرمـقـوم

كنت فإنقـلـتـه شـئت كلـمـا لبيغ بليغ القول عن مسكاتافاسكت

ذلـك كل لصيف حصيفزاجـر لـك آمـر لطـين فطينيعـلـم

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

فـهـم فـيه لبـيب أريبوعـفة

أنـشـد حين بشعر عليميشـهـد

قابـض حليم كريممـتـبـاسـط

جئته إذا البـذل إلى يومايسـمـح

فوقف إليه. وقال: أيها الوزير؛ ليس العشر من صناعتي، ولكنك أحسنت إلي وإلى أهلي بما أوجب شكرك، فتكلفت أبياتا مدحتك فيها، فتفضل بسماعها. فقال: قد أغناك

شرفك وحالك عن الشعر. فقال: ال بد أن يتفضل األمير بسماعها، فأنشد األبيات فشكره عليها وسر بها سرورا زائدا؛ ودخل إلى المستعين فأخرج له صلة عشرة آالف درهم، وأجرى له ألف درهم في كل شهر. فقال لهما الطالبي: أنتما أوصلتما ذلك إلي،

والله ال أخذت منكما شيئا، ولوال اتساعكما لوصلتكما بما وصلت به. وقدم إليه شاعر محسن فقال له: قد سبق إلي من الوزير وعد وتاله شكر، والوزير

وأنشده: حقيق بإنجاز وعده وقبول شكري الملك يزيد حسن أبو المواعد في ويصدقحسنـا

والمقالوالنـوال العطية في جريءآمـلـيه مـذمة عـن جبانبالـجـالل المهابة فأعطاهوجـهـر سر في الله أجل

فقال له: وما يدريك أني جبان ! ولم يفهم معناه. فقال. أعزك الله، إنما قلت إنك تجبن عن البخل وال تبخل بشيء، وإال فأنت شجاع كاسمك. فقال: ما أعطيك على هذا

الشعر شيئا، ولكن على ميلك وشكرك، ووقع له بألف دينار، ولو فهم ما قال لجعلمكان األلف ألوفا.

طويلة: وفي المستعين يقول البحتري من قصيدة حين القصار لحية وما

تنفشـت بجالبة من على خيرا

يناسـبـه الشعر على جالد ابن يجوزعنده

للجهل وهو شجاع ويغدوكاتبه

يكن لم مخلد بن الحسين وال كاتبا منادما مخلد بن الحسن وكان الدواوين بأمر مضطلعا ولم والخرج، بالدخل عالماللمنادمة. استحقاق وال الكتابة في صناعة له تكن فيه مجلس مخلد بن والحسن سليمان: جمعني بن أحمد الفضل أبو قال بعشر مني أكبر فرأيته سنه، عن وأخبرني فأخبرته سني عن فسألني أبي،

بين العشرة تقول العرب بكار: كانت بن الزبير لي له: قال سنين. فقلت أبا فقال: يا أبي إلى والتفت شتمته، قد أني وظن لدة. فغضب المشايخ

علم من كل ليس أيوب، بالشتم. الناس في لسانه يطلق العربية من شيئا ترب؛ لدة ومعنى منك، التقرب أراد وإنما مكروها، يرد لم أبي: إنه له فقالافترقنا. أن إلى يسكن فلم الحارث أبي نوادر من

سقط أبو الحارث حمير من سطح؛ فقيل له: أكان السطح مرتفعا ? قال: ال تسأل عن شيء ? استطبت برد الهواء قبل الوصول إلى األرض.

وقال رجل: أشتهي أن أرى خلفي. فجاءه أبو الحارث بمرآة فجعلها تلقاءوجهه.

وتشهى قوم ضروبا من الطعام. فقالوا: ما تشتهي يا أبا الحارث ? فقال:الوفاء بهذا.

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وأكل يوما مع قوم رؤوسا، فتبادروا إلى األعين ليقتلعوها فتنحى ناحية.فقالوا: مالك ? قال: ظننتكم ناسا فإذا أنتم نسور.

وجلس يتغدى مع الرشيد وعيسى بن جعفر فأتي بخوان عليه ثالثة أرغفة، فأكل أبو الحارث رغيفه قبلهما. وقال: يا غالم، فرسي ! ففزع الرشيد وقال: ويلك ! مالك ? قال: أريد أن أركب إلى ذلك الرغيف الذي بين

يديك، فضحك الرشيد وأمر له بجائزة. ومال أبو الحارث على زفر بن الحارث وعنده جوار يغنين وأبو الحارثجائع. فقال: اسقوا أبا الحارث وغنينه ما يقترح. فقال: بحياتي غنين:

داويتما خليلي باطنا يداوي ذا فمنظاهرا: فقال غنين: زفر

يخـيب ال الله وسائليحرموه الناس يسأل منفقال: ونظر أبو الحارث إلى برذون يستسقى عليه الماء

المرء وما يجعل حيث إالنفسـه

نفسك األخالق صالح ففي فاجعل

هذا. به فعل لما هملج البرذون هذا أن لو له رفقاء مع ونصب قطعة بعضهم نشل تلهوجت لحما. فلما فيها وجعل قدرا

آخر ونشل أبزار، إلى وقال: تحتاج قطعة آخر ونشل ملح، إلى وقال: تحتاج تحتاج وقال: والله القدر الحارث أبو فرفع بصل، إلى وقال: تحتاج قطعة

لحم. إلى القدر هذهمتفرقة طرف مدني وسرق رجع فلما الطريق، في منه فسرق يبيعه، ابنه مع فبعثه قميصا

المال. ? قال: برأس ! قال: بكم القميص. قال: نعم أبوه: بعت قال فشتماه منهما، ليضحك مجنون وآخر الممرور علقمة بأبي الملوك بعض دعا

فضحك ثالثة، فصرنا مجنونين جالدين. فقاال: كنا يا فغضب. وقال: السياطصلتهما. وأجزل البخالء بعض وطبخ القدر هذا أطيب يأكالن. فقال: ما وامرأته هو فقعد قدرا

أكون أن أحب ! قال: كنت وأنت أنا إنما هنا ها زحام ! قالت: أي الزحام لوالوالقدر. أنا الكلب يظن األغر أبو لصا

قريش من له أخت بنت على األغر أبا يكنى نهشل بني من أعرابي شيخ نزل النساء وخرج ضياعهم؛ إلى الناس فخرج رمضان؛ شهر في وذلك بالبصرة،

فرأى كلب فدخل اإلماء؛ إال الدار في يبق ولم المسجد، في يصلين بيتا فظنن الحركة اإلماء فسمع الباب، وانصفق فدخله فذهبت الدار؛ دخل لصا

فأخذ فأخبرته، األغر أبي إلى إحداهن البيت. فقال: باب على ووقف عصا وشربت مازن، بني لصوص من أنت فهل لعارف، بك ! إني والله إيها نبيذا

حامضا فقلت: األماني، نفسك منتك رأسك في األقداح دارت إذا حتى خبيثا مسجدهن في يصلين والنساء خلوف، والرجال عمرو، بني دور أطرق

! فاخرج نفسك منتك بئسما حر، هذا يفعل ما ! والله لك سوءة فأسرقهن، هتفة ألهتفن أو لتخرجن الله وأيم عليك، بالعقوبة دخلت وإال عنك، بالعفو الحصى بعدد سعد وتجيء زيدا، زيد ويصير وحنظلة، عمرو الحيان فيها يلتقي

في مولود أشأم لتكونن فعلت ولئن وهناها؛ هاهنا من الرجال عليك وتسيل

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

تميم. بني أنت بأبي فقال: اخرج باللين، أخذه يجيبه ال أنه رأى فلما مستورا، منصورا أنا إلي، واطمأننت بقولي، لوثقت عرفتني ولئن تعرفني، أراك ما والله إني رأيا، لي يعصون ال أعينهم، بين ما وجلدة القوم خال وأنا النهشلي، األغر أبو وإال ذمتي، في أنت فاخرج وعاتقي، أذني بين شحمة أجعلك كفيل خفير وأنا

فانتبذها إحداهما فخذ الوصول، البار أختي ابن إلي أهداهما قوصرتان فعندي سكت وإذا أطرق، الكالم هذا سمع إذا الكلب ورسوله. وكان الله من حالال الليلة بك أراني الناس، أألم قال: يا ثم األغر أبو فتهافت الخروج، يريد وثب فتصيح والصفراء، البيضاء أقلب داري في وأنت آخر، في وأنت واد في

عليك. أللجن أو لتخرجن والله الخروج، تريد وثبت عنك سكت وإذا وتطرق، في أرى ما ! والله مجنون وقالت: أعرابي جارية جاءت وقوفه طال فلما

مستلقيان األغر أبو ووقع مبادرا، الكلب فخرج الباب، ودفعت أحدا، البيت مسخه الذي لله كلب. فقال: الحمد ! فإنه ويحك له: قم فقلن وكفى كلبا

حربا. العرب البرذون يتوهم النميري حية أبو لصا

بن الهيثم واسمه النميري، حية ألبي المقام هذا وغيره قتيبة ابن روى وقد الحكاية في الحاتمي المظفر الحسن بن محمد علي أبو عول وعليه الربيع،

نادرة. وزعم مليحة بكل فيها وأتى هارون بن علي أستاذه على وضعها التي وتوهمه فراعه إصطبله في برذون حس أحس أنه نحو في طويلة وهي لصا

اللص مع هارون بن علي الحسن أبي حكاية أولها: هذه في وقال أجالد أربعة حاشية من وغيره القنطري القاسم أبو بها أخبرني داره، دخل أنه تخيل الذي اختالفها، على الروايات فجمعت بعض؛ على يزيد بعضهم ولفظ الحسن، أبي

النثر من مكسوة المعاني وأوردت عنها، العبارة وهذبت شتيتها، ونظمت وروده ليكون متصفحه؛ ويروق سامعه، يطرب مما الواقع، والتشبيه الرائع، ولده وجماعة الحسن أبا أقرب. ونحلت وحفظه أغرب بارع من قطعا

إلى ونسبتها ألسنتهم، على صنعتها القطر، بنت الرياض قطع تناسب الشعر، تلتبس لئال قائلها؛ أسميت العرب أشعار من بفقر عنهم وتمثلت ارتجازاتهم،

أنيب. وإليه توكلت عليه بالله إال توفيقي وما نظمه، في اختصصت بما وتذكرة لمستبصر، تبصرة الكريمة هذه نبأ في كان آخرها: لقد في وقال

استبهمت وال الفرسان، فيها تنازلت وال األقران، فيها تقترح ولم لمتذكر. هذا وتسويل جبان، تخييل هو وإنما دم؛ محجم ملء فيها أريق وال البهم، فيها

النادرة واألمثال الباهرة التشبيهات من الطائفة هذه إلى عزونا جنان. ولقد يبعد ما ولين الصبا، ومرح الشبيبة، أشر ذلك على بعثنا وإنما مثلها؛ عن جدا

الله ونستغفر الكالم؛ أفانين من تدعيه لما واستجابة القدرة، وفضل الغصن،العمل. فضول من النميري حية أبي شعر من

وأبو حية النميري من أحسن الناس شعرا وأرقهم فيه طبعا، على لوثة كانت به؛ وهوالقائل:

أال الـقـواء الربع أيها أالانـطـق

أهاضـيب من الغوادي سقتكفـوق

العارض في الصبا جرار تـسـوق وسمي مرابيع

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

المتـألـقنـشـاطـه أنت وما مـا بـعـد أرى ما إالأرى

بعـينـي زي في الحي يدمـونـق

القلب ال يوم ينادي غرابعـقـلـه

انصاع الذي الشعب وال صحيح ملتقي

البين غراب جزيت شرالطـالـمـا

الغراب بتحجال شقيتالـمـنـعـق

عـن تفـتـر ورقراقةمـتـبـسـم

طـيب األقاحي كنورالـمـتـذوق

من امتناع بعد امتضغت إذاالضحـى

األراك عود من أنابيبالمـخـلـق

مـاء المسواك شعث سقتغـمـامة

العراق بخرطوم فضيضاالمصفـق

سقـط بعدما فاها ذقت فإنالـنـدى

رداح بخنداة بعطفيالـمـنـطـق

غب الغض العرار شممتهـمـيمة

الندى في األقاحي ونورالمترقـرق

عارضـيهـا بريا شرقتكـأنـمـا

بدار... العراق شرقتالمـعـتـق

وصف في شاء ما ملح وقد والسبك؛ الوشي حسن الصنعة ظريف شعر هذاجميل. حسن معنى وهو النكهة، وطيب الثغر

الثغر وصف في قيل ما أحسن قال أبو العباس بن الفرج الرياشي سمعت األصمعي يقول: أحسن ما قيل في وصف

الرمة: الثغر قول ذي والمسك الهندي العنبر منكـأنـه أراك مـن بفرع وتجلو

يصبح الليل واجه أقحوان ذرى

وارتقى راحة من الندى إليه

المتـروح لو مغرب الثنايا هجان

تبسمـت بالقول كاد عنه ألخرسيفصـح

سواكا: وكتب كشاجم إلى بعض القينات وأهدى إليها بـه تـجـلـي لكـي بعثناه قد األغـر الرطب كاللؤلؤ واضحا

في يسقى ريقك من كانخلـتـه حتى العرف منه طاب الشجر

فيروي المهدى ليتنيسـحـر كـل فـي أنيابك بردعطـشـي

وشـكـر ألثـنـى منك حظهمـا يعـلـم لـو والـلـه وأمايقول: وقد أحسن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر إذ

ريقك رشف سألتك وإذااألمـالك مالـك عقوبة أخشىلي قلت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

قبلك دفعت عليك ماذاللـثـرى

خليفة أكون أن منالمسـواك

أراك عـود دون بحبـك صبمـتـيم يكـون أن عندك أيجوزالرومي: وقال ابن

الغيور سؤت طالما أالساءنـي

على أخيه من كالنا وبات وحر

  وقبلت أفواها لؤلؤ حصبت خمر ينابيعكـأنـهـا عذابا

البحروقال:

تعلك الـنـوم يطرد ريقابـرده

الحائمات القلوب ويشفي الصواديا

مثل حصباؤه ثغب وهلثغرهـا

يصادف الطعم طيب إالصافـيا

وقال: تتخـثـر أنها إال النوم منبـشـرية علة تعتريها وما

الرياض أنفاس كذلكتتغير الورى وأنفاس تطيببسحرة

المعتز: وقال ابن ليأعـهـده كنت حبيب بأبي جانبه فازور واصال يعاتبه من ترضي فيه مننفحت كمسكة الكالم عبق

العطري: وقال التـفـاح من فيهما بما نينضـنـي ناعمين خدين ذات

أقاح من وروضة عقار منكـغــدير وريقة وثـنـايا متفرقة وملح طرف

أكل الحجاج مع رجل بيضا، فأقبل يأكل المح ويرمي إليه بالبياض؛ فقال الرجل: أيهااألمير؛ عدل العجة.

وكان بعض األكاسرة يتطير، فلقيه رجل أعور، فأمر بحبسه، فأقام مدة ثم أطلقه فتعرض له فقال: لم حبستني ? قال: تشاءمت بك. قال: فأنت أشأم مني؛ خرجت من

قصرك فلقيتني فلم تر إال خيرا؛ وخرجت أنا فلقيتك فحبستني. فقال الملك: صدقوأمر له بصلة.

قال رجل ألحدب: لئن رفستك ألقيمن حدبتك ! قال: إنك إذا لعظيم البركة علي. قال الفضل اليزيدي: كان محمد بن نصر بن منصور بن بسام أشد الناس همة وآلة

وغناء، وكان ناقص األدب، وكنت أختلف إلى ولده علي يقرأ علي الشعر؛ فدخلت يوما وهو يشرب وعنده عبد الله بن محمد بن إسحاق، وكان مثله في الجهل، وقد مدت

القينة: الستارة فغنت �حبإنـي بسـعـد الديار حي أال الديارا سكن من لحب أ

فاستطارا قلبي صدع فهاجواليحزنـونـي الظاعنون أراد فقال عبد الله بن محمد بن إسحاق لمحمد: لوال جهل األعراب ما جرى ذكر السعد

هاهنا. فقال له محمد: ال تفعل، فإنه يقوي معدهم ويصلح أسنانهم. وكان علي بن محمد مليح المقطعات، حلو الشعر، خبيث الهجاء، وليس له حظ في

التطويل، إنما يسنح له المعنى، فإذا أراد أن يركب عليه معنى آخر استهدم بناؤه، وهويرثيه: القائل في أبي يحيى المنجم

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

علي يا قبرك زرت قد مسلـمـا

أقل من الزيارة ولكالـواجـب

عنك حملت استطعت ولوترابـه

حملـت عني فلطالمانـوائبـي

صوب سقاه ثراك يسقيبـأنـه علـمـت أني فلو ودمي الصائب

لسكبته عـلـيك أسفاوحـسـرة

دمع مكان ذاك وجعلتساكـب

قبرك بملء ذهبت ولئن سـؤددا

ليس أبقيت ما لجميلبـذاهـب

: وقد أنشد هذه األبيات أبو بكر محمد بن القاسم األنباري وقال. لغيره من إليك قطعت قد كم

الناظر سواد بها المياه نطفديمومةالكافـر كقلب مظلمة سوداءمـرذة السمـاء فيها ليلة في

البرمكي: وقال في جحظة أهجانا الله، وبيت أنت،فغنـانـا هجوناه من يا

فزنانا بنا مجنون مر أوجحظة لنا غنى إن سيانولده: وقال في المعتضد وقد ختن

خزامى جوعهم من يرعونخـتـان من الناس انصرفالـيتـامـى تختـن فهكذالـهـذا تعجـبـوا ال فقلتبالمعتضد: وقال يستطرد

ضرك كان ومافأخلفـتـه بوعد وعدت تعد أالللمعتضـد ذلك تم وماالعطاء وتأبى الثناء تحب

الوزارة: وقال في العباس بن الحسن لما ولي �سهـا من الدولة تستقلعنحسها من العباس وزارة أ بدا حين شبهته لبسها من يخجل خلع فيمقـبـالنفسها على موالها ثيابقـدرت قد الكسوة خازنة

بهجائه: وقال ابن بسام في أبيه، وكان مولعا قنبـره من تطبخ وبرمةسكـره من تعقد خبيصة

من أسمح فتى عند مجمره على قدرين يطبخحاتـمالمنكره الدعوة في لكنهأوقاتـه كل في ذا وليس

بسام وابن المعتز ابن بين مهاجاة وكان ابن المعتز يهاجيه، فمن ذلك قوله فيه:

يا الجـهـاد بطول أيقنت لها نع إذا القـلـوب على ثقيال حرقة يا العيون في قذى يا

الفؤاد في حزازة التراقي نبي ياإلـف بين ما العذول طلوع يا ميعـاد على وافى غريما يا يوم في ركودا الكسـاد يوم التجار وجوه ياوصيف غيم

المعاد كالحديث أو عمرو واوفـينـا أنـت فإنمـا عنا خلفأجابه ابن بسام بقوله:

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بـاب كـل الدناءة من دخلتشـراب فـي قـذاة يا فقدتكذباب من أطفل القدر وضيعغـراب مـن أشأم الفعل لئيم

من تنطق حين وأكذبرقـيب مـن تبدو حين وأثقل سراب

العـتـاب من للقلوب وأنكىاللـيالـي من للصديق وأغدرالمهاجاة ملح من

جحظة: ومن ملح هذا الباب قول الحمول بين التوديع وقفة ياالخلـيل بموت النعي لفظة ياالثقيل العذول وجه يا منزلال أجـرة يا اليارج شربة يا ويا النعش طلعة يا الحلول األنيس بعد من أقفرمـنـزالبالـرحـيل آذنت قد نعمة ياغضبة عن المحبوب نهضة يا

ويا للوعدمـخـلـف من جاء كتابا طـويل بعذر مملوءاالثكـول عزيز فيها مستودعحـفـرة إلى الثكلى بكرة يا الحافظ وثبة يا األصيل عند القينات لصرفهمستـعـجـال

ويا أتـى قـد طبيبا أخي علىبـاكـرا البقـول بماء سقم في شوكة يا سبيل من إخراجها إلى ليسرخـصة قـدم المعيل عند السعر صعود ويارجلـه في المجذوم عثرة ياالعلـيل برء بعد من ونكسةقـسـوة عن الحاجب ردة يا

وجحظة هذا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك. قال أبو الحسن محمد بن محمد بن مقلة الوزير: سألت جحظة من لقبك بهذا اللقب ? فقال: أبو العبر لقيني فقال: ما هو حيوان إن نكسوه أتانا آلة للمراكب البحرية. فقلت:

علق إذا نكسوه صار قلعا. فقال: أحسنت يا جحظة؛ فلزمني هذا اللقب. وكان طيب الغناء حسن المسموع؛ إال أنه ثقيل اليد في الضرب. وكان حلو النادرة كثير الحكاية

صالح الشعر، وال تزال تندر له األبيات الجيدة.الشاعر: أنشدت سكينة بنت الحسين رضي الله عنها قول

في الله بارك ال للنوى فماالنوى

الفراق يوم النوى وعهدذمـيم

المتقعرين النحويين ملح من قال أبو علقمة النحوي لجارية كان يهواها: يا خريدة؛ أخالك عروبا، فما بالنا نمقك

وتشنئينا ? فقال: ما رأيت أحدا يحب أحدا ويشتمه سواك.الخريدة: الناعمة اللينة، والعروبة: المتحببة إلى زوجها.

وقال بالل بن أبي بردة لجلسائه: ما العروب من النساء ? فماجوا، وأقبل إسحاق بن عبد الله بن الحارث فقالوا: قد جاءكم فسلوه. فقال: هي الخفرة المتبذلة لزوجها،

وأنشد: خفـار فإنهن خرجن فإذاخلوا إذا بعولهن عند يعربن

والمقة: المحبة.الطلحي. الرحمن عبد علقمة أبي قول حكى وقد

? تقول فقال: ما دينارا؛ غريمه مطلب قد بغريم العريان بن الهيثم وأتي ابتاعني قال: إنه واستنسأته عنجرا إال لقم في يلقاني ال فصار حوال

من أكفائهم ? قال: ال. قال: فمن أنت أمية بني الهيثم: أمن اقتضاني. فقال بهذا تتكلم من فعلى الفاعلة، ابن على ? قال: ال. قال: ويلي هاشم بني

مرعبلة. فقال: إزاري إن الله؛ قال: أصلحك جرد ! فلما ? السياط الكالم

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

اآلن. لتركه وقت في بالغريب التثاقل ترك فلو دعوه،والمرعبلة: الخلقة. الزبيب. واللقم: الطريق، العنجر: عجم

العيناء وأبو منارة ابن المرزبان. بن الله عبد أبو وعنده الكاتب منارة ابن على العيناء أبو دخل إال به. فأبى تقوم له: ال العيناء. فقال بأبي أعبث أن منارة: أحب البن فقال

? جباعة لبست لم الله؛ عبد أبا له: يا قال العيناء أبو جلس فلما به، العبث العيناء: ألنك أبو ودراعة. قال جبة بين ما ? قال: التي الجباعة قال: وما

ونديم. صفعان بين ما هو ? قال: الذي صفديم صفديم. قال: وما كافور ندماء وبعض المصري سيبويه

وعنده اإلخشيدي كافور على البصرة نافلة المصري سيبويه بكر أبو دخل  تطيقه. قال: ال ال أهاتره. فقال: إنك دعني االستاذ، ندمائه. فقال: أيها بعض

به أحاط ? قال: ما الرأس حد ما بكر، أبا ذلك. قال: شأنك. قال: يا من بد وضحك الرجل، إخوانك. فخجل فيه والعبك سلطانك، عليه وأدبك جربانك،

حضر. من كل وكثرة بديهته، وجودة جوابه، سرعة في العيناء بأبي يشبه هذا سيبويه وكان

البالذر شرب قد وكان يقول، ما ويكتبون يتبعونه الناس روايته. وكانمفرطة. حدة له فعرضت أذاك وكثرة لسانك، بالء فقال: بلغي الخازن، بن محمد بكر أبو وأحضره العقوبة، أشد مني فينالك تعود؛ أن فاحذر لألشراف؛ معاملتك وقبيح للناس،بالكالم. عليه وصال عليه ! اخرج خازن ! يا خازن ويصيحون: يا مر إذا به يتولعون الصبيان وكان

ذلك له فقال فيغضب؛ فضحك حاضر المعيطي بكر وأبو صبي يوما الله رسول ضرب كما الخازن عنق الله للصبي: ضرب فقال المعيطي؛

وضرب الكفر، على يدر يوم معيط أبي بن عقبة عنق وسلم عليه الله صلى الوليد ظهر عنه الله رضي طالب أبي بن علي ضرب كما بالسوط أبيك ظهر

كأنما المعيطي بالصبية. فقام صبي يا وألحقك الخمر، شرب على عقبة بنقبر. من نشر لعقبة وسلم عليه الله صلى النبي قول بالصبية للصبي: وألحقك بقوله يريد بالله والعياذ ? قال: النار محمد يا للصبية له: فمن قال وقد معيط أبي بن

منها. الحمام دخول يريد سيبويه

بن الله عبد بن الحسن أصحاب جملة من وكان الحمام الحسني مفلح دخل له: األمير فقيل ليدخل سيبويه فأتى ينسب، وإليه الفرغاني، جف بن طغج الله أنقى ? ال الدخول يمنع ساعة. فقال: أومثلي فاصبر أخاله مفلح

خرج. حتى مهوله. وجلس العذاب من وقاه وال سوله، بلغه وال مغسوله، في مبتلى أو قله، في ثالثة: مبتلى ألحد إال يخلى ال الحمام له: إن فقال أعزك المغروم ? قال: أنا أنت الثالثة فأي شره، من يخاف سلطان أو دبره،الله.

مجاورة وهذا كجواب أشمول اإلخشيدي، وكانت له دار مشرفة على النيل يتنزه إليها في زمان المد وطيب الهواء، وكان يجاوره العباس بن البصري في راقوبة له، فاحتسبت في تلك

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الدور، وقيل لكافور: إنها مبنية في فناء النيل فأمر بهدمها، فدخل ابن البصري علىفأنشده: كافور

الـكـوكـب من أعلى همتهالـذي ذا يا األسـتـاذ يأيهـابـي حل ولما لضعفي وارثفـاقـتـي وإلـى إلي انظرالمحلـب قارورة من أضيقراقـوبة بـالـشـط لي فإن

مركب في جاء سرير عرضعـرضـهـا ضـيقة صغيرةزيزب أخـرجـهــا... أوسـمــارية رجـل كأنـهـا

تـغـلـب بأبي أحاطوا وقدشـطـنـا في الزنج رأيت لوالمـحـرب معتدل ذا وفاسمـصـقـولة حمراء ذا عمةالمحـلـب من سلمني رب ياهـــائل حـلـب ذا يد فيكـاألحـدب أرقـص رأيتنيمـنـهـم ضـربة أخذتني إنفـاألقـرب باألقـرب بالشطبجـيرانـنـا الصفع أحدق قد

اللولـب في أدخل أن خشيتوخـلـيتـنـي تمـاديت وإن دار لي ما ? قال: أنا بجواره أشمول: وقال: أنت إلى والتفت كافور، فضحك

سلمت. قد األستاذ الله أعز وكبر تيه

ذلك: فعل رآه وقد له فقال تيها؛ أنفه رفع ربما حنزابة بن الفضل أبو وكانفأطرق. ? فخجل أنفه فشمر كريهة رائحة الله أيده الوزير أشم

? فقال: من بكر أبا يا أين فقال: من رجل فلقيه النهوض بكر أبو واستعمل بنت جنسه. وكانت أبناء على التائه بعرسه، المدل بنفسه الزاهي عند

بعرسه. قال: المدل فلذلك تحته، اإلخشيد فحجب مصر وأوطن الحجاز أهل من وهو الحسيني الله عبد بن مسلم وأتى

فهو الفال، وسكنى النوى، ومص العبا، لبس إلى يرجع له عنه. فقال: قولواالدنيا. نعيم من به أشبه

شؤم دار بالشؤم معروفة بمصر المغربي التاجر نصر بن أحمد جعفر أبي دار وكانت

إلى تعودين سيدتي فيقول: يا بها يمر بكر أبو فكان جعفر، أبي قبل منكثيرة. الجميلة. وأخباره عادتك

المخنثين نوادر من المنصور، عهد ولي وكان المهدي بعد العهد ولي موسى بن عيسى جعل لما 

هذا تفعل فكنت تعرفني أراك جناية: ما جنى وقد إليه قدم لمخنث قال كنت الذي فأنت لعارف؛ بك إني األمير، أيها والله ? قال: بلى الفعل غدا

غد. بعد فصرت فلقيه أحد، فيه يتصرف ال وقت وهو ببغداد الهاجرة شدة في مخنث خرج فظننته وجهك رأيت ولكن النهار. فقال: صدقت، ولنا الليل فقال: لكم رجل

الليل. من قطعة وامرأته العبر أبو

يا بعدك لي من امرأته؛ فصاحت ثقل، وقد يعوده العبر أبو فجاء رجل مرض الرجل مات فلما بعده، لك أنا إليها وأومأ العبر أبو ? قال: فغمزها سيدي

العبر أبا حضرت ثم حينا؛ عنده فأقامت العبر، أبو تزوجها عدتها وانقضت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وقال: ال عينيه ? ففتح سيدي يا بعدك لي من فصاحت عواده؛ فجاء الوفاة،زانية. أمه تكون من إال يغمزها وشابة عجوز وشابة. عجوز امرأتان إليه تقدم إذ القضاء مجلس في ليلى أبي ابن وبينا

فإن النفس؛ بهرني وقد مبدنة، امرأة القاضي الله أصلح الشابة: أنا فقالت العجوز: أصلح فليفعل. فقالت وجهي عن فأحسر لي يأذن أن القاضي رأى ال القاضي، تخدع أن تريد وإنما وجها، الناس أحسن من إنها القاضي، الله

شددت أنت ليلى: إذا أبي ابن لها الجمال. فقال من وهبها بما الله أمتعهاووجهك. فشأنك قناعك

عمتي هذه إن القاضي، الله قالت: أصلح جميل. ثم وجه عن الفتاة فحسرت حجرها؛ في وخلفني ماال، وخلف مات أبي وإن سنها، لكبر أمي أسميها وأنا

مبلغ بلغت أن إلى علي، وتوفيره المال في التدبير وتحسن تمونني فجعلت ال ما الحب من وبه بي فكان منه، فزوجتني لي عم ابن فخطبني النساء فيها؛ زوجي ترغب هذه فجعلت أدركت، لعمتي ابنة إن ثم صفته، على يوقف أخي بنت أمر تجعل حتى أزوجكها فخطبها. فقالت: لست إليها نفسه فتاقت

فقال: عمتك رسولها أتاني حتى أشعر ! فلم فعلت لها: قد يدي. فقال في منه أزوجها أن أبيت وإني ابنتي، خطب زوجك لك: إن وتقول السالم تقرئك

ما على تعالى الله فحمد طالق، فأنت ذلك ففعل يدي في أمرك يجعل حتىبه. بليت فقال: فأخبرته قصتي عن فسألني سفر، من قدم هذه عمتي زوج وإن

لي: يدي. قال في عمتي أمر تجعل أن ! على ? فقلت: نعم نفسك تزوجيني تصنعين فما أقتص. قال: قد أن وإما أعفو أن إما إلي؛ ? قلت: ذلك إذا

يجعل حتى عليه أبيت وأني خطبني زوجك أن عمتي إلى فأرسلت فعلت، العجوز: ! فقالت ليلى أبي ابن ! فضحك طالق فأنت ففعل؛ يدي، في أمرك

زوج إن الشابة: ثم وأعظم. فقالت أكثر بقي فالذي القاضي، أيها تضحك ال أحق وأنا زوجي لها: هو فقلت ميراثه، في تخاصمني فجعلت مات عمتي

ففعل. بخصومتي ووكلته عمي ابن فأغرت بميراثه، زوجا نكحت إذ لك صلحت وقد منه يستحى ال الحق إن العم؛ فقلت: يابن

كنا بل فيه، لي ذنب وال كان ما ? فقال: كان مراجعتي في لك فهل غيرك، أمر تجعل أن ? قلت: على قال: أوتفعلين محبة. ثم وأعظم رغبة أشد على خطبني زوجك أن عمتي بنت إلى فعلت. فأرست بيدي. قال: قد عمتي بنتطالق. فأنت ففعل، يدي في أمرك يجعل حتى عليه أبيت وأني

ابن ? فقال وابنتي أنا أطلق هذا، أيحل القاضي؛ الله العجوز: أصلح فقالتلك. والنكس التعس ليلى: نعم، أبي الله وقال: أبعد برجليه، وفحص ضحك حتى فأخبره المنصور إلى ركب ثم

عنها. فرج وال العجوز عاقل حمار رجل أتى لي فقال: اشتر نخاسا الكبير وال المحتقر، بالصغير ليس حمارا

كثر وإن تدفق، الطريق خال وإن صبر، أجعته وإن شكر، أشبعته إن المشتهر، ركبته إن البواري، تحت بي يدخل وال السواري، بي يصدم ال ترفق، الزحام

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الله مسخ فإن قليال، النخاس: أنظرني له نام. فقال غيري ركبه وإن هام، القاضي ليلى أبي ابن لك. اشتريته حمارا

جارية 

وكتب بعض الكتاب إلى محمد بن منصور: وإن بين كل أمر يطالبه الرجاء وبين المطلوب إليه ذريعة يتوصل بها إلى معروفه، ولي

بارتجائك لمعرفتي بفضلك، وكذا الوسيلة، وما كنت متوسال إليك بشيء هو أرجى في حاجتي، وال أصلح لطلبتي من التوسل إليك بحسن الظن فيك، وحاجتي أكرمك الله ظريفة من الجواري لم

تتداولها أيدي التجار، وال تبذلها معاودة العرض، ولي فيها شريطة أعرضها عليك لترى رأيك فيها، أحبرها فرعاء فإنه يقال: إذا اتخذت

الجارية فاستجد شعرها؛ فإن الشعر أحد الوجهين؛ وتكون رائقة البياض، تامة القوام؛ فإن البياض والطول نصف الحسن؛ وتكون

مليحة المضحك، فإنه أول ما يجلب المحبة، ويكسب الحظوة، ولست أكره االنكسار في الثدي، ألنه ليس للناهد عندي سوى لذة النظر.

ولست من قول الشاعر: قضيب عن الوشاح جالزانه

يقطف ليس ثدي رمانناهد

األمور خير ألن وسطا؛ وأريدها العظيمة العجيزة شيء. وأكره في هذه وافقت وما مرتج، وكفل أزج، وحاجب أدعج، طرف لها أوسطها،

ترسلها، أن قبل حرة فهي النغمة، شهية الكالم، رخيمة وكانت الصفة، باإلضعاف شكرك. وأنا ويستحقها قدرك يحملها الله أبقاك وحاجتي

قمين. باإلسعاف وأنت حري، سألت إليه: قد وكتب دينار، خمسمائة منصور بن محمد إليه فأنفذ

وجدتها فإن أنت؛ فالتمسها أجدها، فلم الصفة هذه عن الله أكرمك تدفعها دينار خمسمائة فهذه والسالم. بالثمن، إليك أبعث حتى عربونا النكاح خطبة

قال أبو سودة البنه: يا بني، تعلم خطبة النكاح، فإني أريد أن أنكح أخاك، قال: نعم ! فلما كان من الليل قال: أتعلمت شيئا ? قال: نعم ! قال: هات. قال: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأؤمن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك

له، وأن محمدا عبده ورسوله. حي على الصالة حي على الفالح. فقال أبوه: يابني، ال تقم الصالة حتى أذهب وأجيء، فإني على غير وضوء.

أولها: وهذا كقول ابن أبي حفصة لما قال علي بن الجهم قصيدته التي جعـفـر والخليفة أكبر اللهفـأذنـا المؤمنين أمير بمدحقصيدة يقول أن علي أراد

فقال: طهر على فلستإقـامة تعجـلـن ال له فقلت أنا وال

األرض. أسفل ? قال: من أقبلت أين لرجل: من حبيب أبي بن يزيد قال لصاحب خزيمة بن الله عبد ? وقال قارون خلفت له: كيف فقال

صرحا. لك ? قال: أبني هامان يا تذهب شرطته: أين الهجاء يتعلم صبي

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بغيره، تشغله وال الهجاء، له: علمه وقال المعلم إلى ابنه رجل أسلم ! ? قال: نعم الهجاء أبوه: تعلمت فقال المكتب؛ إلى ترداده فطال

? سمكة هجاء قال: ما أ، ي أال ح أ أ ر س أ ? قال: ط طير هجاء قال: ما له: فحضر. فقال المعلم إلى فأرسل د، د ح خ أ ه أ ك م فقال: س

هجاء عن سألته وقد الهجاء، الصبي هذا تعلم أن إليك ! تقدمت ويحك وكذا. فقال فقال: كذا سمكة، هجاء عن وسألته وكذا، كذا فقال طير،

تهجيه صغير صبي إلى المعلم: تجيء الهواء في يطير شيئا يغوص وشيئا لك المعلم: أهجي أنت. فقال ! فقال: هجه يتهجاه كيف البحر قعر في

وانصرف. الولد أبو فانتهره س، ك د م ? قال: هج. فقال: ح حماد امرأتي حجر في رأسي فقال: وضعت رجل أتاه النوبهاري محمد أبو

من أثقل رأسي كان إن طالق رأسك! فقلت: أنت أثقل فقالت: ما القصابين ? فقال: ألن له: ولم فقيل عليك، رأسك. فقال: تطلق

النعجة. رأس من أثقل الكبش رأس أن على أجمعوا عام عينه أصيبت هشام بن الحارث بن الرحمن عبد بن المغيرة وكان نزل. فجاء حيث الطعام يطعم وكان القسطنطينية، مسلمة غزوة

يا لك له: ما يأكل. فقال وال المغيرة إلى النظر يديم فجعل أعرابي عينك. قال: وما وتريبني طعامك، كثرة ليعجبني ? فقال: إنه أعرابي الدجال. صفة وهذه الطعام، تطعم أعور ? فقال: أراك منها يريبك

في عينه تصاب ال الدجال فإن أعرابي يا وقال: كل المغيرة فضحكالله. سبيل

العتاهية أبي شعر من حضر يعقوب بن إسحاق الكندي مجلسا فيه قينة، فقالت له: اقترح. فقال لها

غني: الفؤاد لوجدتعرقي عتيبة يا تجسين لو تفقا قرحا

بالبيمارستان. فعليك األبوال إلى والنظر العروق جس أردت فقالت: إن بأبي ويكنى القاسم بن إسماعيل العتاهية ألبي أبيات في البيت هذا

 وفيها: لقب العتاهية وأبو إسحاق 

لـيعـلـم أحمد لي قالحـقـا عـتـبة الـغـداة أتحببـي مـا

قـلـت ثـم فتـألـمـتنـعـم

العروق في جرى ها عرقا فعرقا

الطبـيب مل لعمري قدال ومـل

�عنـى مما مني عواد أوأشـقـى

فاستـرحـت مت ليتنيفـإنـي

منـهـا حييت ما أبدامـلـقـى

وكان أبو العتاهية سهل الشعر لينه، وتندر له األبيات على صحة شعره فتحسن، وكان يقال: شعر أبي العتاهية سباطة الملوك تجد فيها الدرة

والخرفة، وأنشد الجاحظ شعره فمجه فقال: ألفيته أملس المتون ليس لهعيون.

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وقد قال ابن الرومي لرجل أنشده شعرا سليما من العيوب مطبوعا عاريامن تدقيق المعاني: نحن أعزك الله نحب مع السالمة الغنيمة.

وكان الرشيد مغرما بشعره مستظرفا له. قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: ذكرت عند الرشيد بذم، وكان فيه أن قيل: هو يا أمير المؤمنين

على حداثة سنه وقصر معرفته يخالفك؛ فيقدم العباس بن األحنف على أبي العتاهية، فاستحضرني وقال: من أشعر عندك أبو العتاهية أم

العباس ? فعرفت ما أراد فقلت: أبو العتاهية: فقال: أنشدني للعباسفأنشدته أحسن ما أعرف له:

�حرم عشقوا من العاشقون به نالوقـد أقـول بما منكم أتحترق وهي للناس تضيءنصبـت ذبالة كأني صرت

له: فقال: فأنشدني ألبي العتاهية فأنشدته أحسن ما أعرف قـسـهـا فتنت قس دميةحسـنـهـا من عتابة كأن

أنسها لم الفردوس جنة فيبـمـا أنسيتنيها لو رب يا إني كدسهـا طحنها في دائرةتـزل لم التي مثل إذا

نفسـهـا خنقت بر حفنةسـوى منه يبق لم إذا حتى فقال: هذا الذي أنشدت ألبي العتاهية من أعابيثه التي ال يلقى بها باال، ولكن هال

قوله: أنشدتني حـقـا عتبة الغداة أتحببي ما يدر ولم أحمد لي قال

قلت: نعم. قلت: ثم يقول: فتنفست أن أحد قال: أيحسن ثم األبيات، وأشدمنه. به أعرف ! وكنت الشعر. قال: احفظه أحفظ وما المؤمنين أمير يا ال

شعره جيد من ومن جيد شعر أبي العتاهية قوله ألحمد بن يوسف، وكان له صديقا قبل الوزارة، فلما

جفاه: وزر للمأمون األخالء دون من تناهيهيهـينـه الشـريف إن جعفر أبا

بالوفـر تهت فإن من نلت بالذي يوماغنى

بالتجمل عزائي فإنوالصـبـر

له يرجى الفقر أن تر ألمالغنـى

من عليه يخشى الغنى وأنالفقر

نائم: وقوله له وقد أتاه فقيل له إنه إنـي اليوم بعد عدت لئن

لـظـالـم تبغى حين وجهي سأصرف المكارم

إلـيك الغادي يظفر متىبـحـاجة

ونصـفـك محجوب ونصفكنـائم

وقوله: وارف في وهو مات ميتالعي

عيش ظل في مقيم شظـلـيل

وفي الموتى عداد فيوخـلـيلـي أخي جعفر أبو ياالدن ساكني

وجـمـيل صالح كل عن ماتولـكـن الـوفـاء ميتة يمت لممسعدة: وهذا القول لعمرو بن

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الـقـديم العهد عن عييتعـييتـا

وضيعت لي كان عهداونسـيتـا

من ضعف أيام في كنت وقدقـويتـا حـين منـك وأوفى أبرالقوى

تحسن كنت عما تجاهلتوصفـه

حين اإلحسان عن ومتحـييتـا

وكان عمرو بن مسعدة صديقا له قبل ارتقاء حاله، فلما بلغ في أيام المأمون إلى رتبةإليه: الوزارة ساله حاجة فلم يقضها، فتأخر عنه فغضب عمرو وحجبه فكتب

عمرو يا الناس إخاء بلوتكلـهـم

أحكمتني حتى وجربتتجـاربـي

الـنـاس ود أر فلم إالرضـاهـم

فليس يغضب أو يزر فمن بصاحب

وانحدر إلى واسط فلم يعد حتى تغيرت حال عمرو. فأما شعره في الزهد فقد فاق فيه الشعراء وبز النظراء؛ وغزله يلين كثيرا ويشاكل

كقوله: كالم النساء، فقلت هجري في عتيبة لجتلهـا

يا أجفاك ما الله تباركمـلـكـه

ويا سؤلي يا أزمعت كنت إنأملي

المسكين عبدك على حقابالهلكـه

أصبحـت بما رضيت فقدراضـية

الله اسم على هلكت قد ها والبركه

 وربما بلغ بلينه إلى اإلضحاك كقوله:

كاعب النفس عتابةمكتحله غير بالحسن كحالءشكـلـه

يا تذكرين هل باللهسكـنـي

في تقصرين ال وأنت الحجله

هلـلـه مهلهال هاال نلعبصـغـر فـي ونحن كنا أيامالعباس: وهذا وإن قصد به الهزل فليس في حالوة قول

مقالها أنسى لستلرسولـي أرمـاسـي تضمني أو أبدا

ذا من كتاب لي قل هاتإيجـاس وفي خيفة في منفإني

الكتاب فنبذت عـبـاس من العنوان فتبدىإلـيهـا سـرا بالكتاب فرمت زهواوقالـت

للقرود بقى ما إالالكراسـي

قوله: وال كمالحة يخلق لم الخلق في ومثلهاحسـنـهـا أعجبها جارية

منطقي من تضحك فأقبلتلـهـا محـب أني عرفتهاقرطق في األغيد كالرشألـهـا فتاة نحو وانصرفت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

اعشق ثم وجهك إلى انظرالفتـى لهذا قولي لها قالتواللكن الجهالء نوادر من

وكان بالرملة شيخ نظير ألبي بكر النابلسي في طريق الزهد، وكان ألكن اللسان؛ فنزل بعض الجند دار صديق له، فخاف طول مكثه، وأن تصير الدار نزال للجند، وسار بذلك إلى الشيخ، وسأله أن يبعث إليه من يعرفه بالرجل أنه من خاصته

لينتقل عنها؛ فأنفذ معه رسوال، ثم رأى الشيخ أن قيامه آكد فنهض فلحقه. فقام الجندي إليه؛ فقال: أيها الشيخ الجليل سيدي؛ أتاني رسولك، وال والله أقيم أكثر

من يومين ألتمس منزال وأنتقل. فقال الشيخ: نعم ! يا سيدي وشهرين إذا شئت، وما هذا التضييق على نفسك ? فقال صاحب الدار: والله أعزك الله لئن أقام بها عشرة أيام لتصيرن داري نزال. فقال: يا هذا، إنك إن تقول، إن هؤالء، إنما أحب

إليك أن يأتوا إلى دارك، لسبب ما، فليس األمر كما زعمت. فقال: فسر ليأكرمك الله هذا الكالم، وأنا أهب له الدار.

وكان بالرملة أيضا كاتب جاهل ألكن، فأرسل غالمه إلى الصوارف يبتاع له شرابا، فاشترى له ركوة شراب، وحملها على حمار وأتى الرملة. فقبض عليه أصحاب

المصالح، فقالوا: زن درهما، فامتنع، فأرجلوه عن الحمار فضربوه خمسين مقرعة، وأخذوا الشراب والحمار؛ فأتى مواله فأخبره. فكتب إلى متولي النظر في أمرهم: أما بعد، فإن غالما، وإن حمارا، ألبسبله، فضرباه خمسين رطال في

ركوة، فرأيك في إطالق الحمار، وأبقاك. وقال بعض إخوانه: كنت عند فاحتجم، فقال: ما عندي اليوم شراب نبيذ، فاجلس حتى أكتب إلى صديقي فالن يبعث لي بقنينة أشربها معك. فقلت له: أنت مطول

في كتبك فاعمل على االختصار. فكتب: أما بعد احتجمت قنينة والسالم، فقلت له: وال هذا كله ! ومثل هذا في االختصار، قيل إن شاعرا مدح نصر بن سيار بقصيدة

فيها مائة بيت كلها نسيب، وإنما المدح منها في بيتين. فقال له نصر: ما تركت معنى ظريفا وال نسيبا مليحا إال أوردته في نسيبك دون مدحك. فقال: غدا أغدو

أولها: عليك بغير هذا؛ فغدا عليه بقصيدة نصر في مدحة وحبر ذا دعالغمـر ألم الدار تعرف هل

الكاتب هذا وكتب إال، عندي وليس إخوانه: اشتهيت بعض إلى كتابا الحشمة، يطرح الله، أصلحك الدمكسك وهو عندك، من إال يحلو وليس

ممسا إلى فأرسل والسالم. منفصال وينشر ألواح في بالملح ويشد طوابيق يقطع لحم وهو النمكسود أراد وأصلح؛ بالماء بل منه شيء إلى احتيج فإذا وينشف؛ ماؤه يذهب حتى العيناء: الزينبي أبو قال يفسد. ولذا وال به ليسافر كذا يستعمل وإنما

الخمر. نمكسود لم الذي اختصموا: إن جيرانه من قوم أمر في قاض إلى رجل وكتب

رأى فإن استفسادا؛ فعاد االستصالح أردت وقد مفهوم، غير بينهما يجر نقصا. فقال فيه فإن كتابي عن يصفح أن عزله الله أدام القاضي

شرها. الله كفانا الم، زيادة فيه بل القاضي. ال،الكالم معاريض من

ورثي قبران مكتوب على أحدهما: من رآني فال يغتر بالدنيا، فإني كنت من ملوكها، أصرف الريح كيف شئت. وعلى اآلخر مكتوب: كذب، إنما كان حدادا ينفخ

بالزق. ?وكان بالكوفة رجل باقالني، فخرج الطائف ليال فأخذه سكران؛ فقال: من أنت

فقال: الدهر تنزل ال الذي ابن أنا

قدره نزلت وإن فسوف يوما

تعـود

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

   

الناس ترى إلى أفواجاناره ضوء

حولـهـا قيام فمنهموقـعـود

قال: تجاوزوا أنه وسلم عليه الله صلى النبي عن جاء الطائف: قد فقال باقالني. ابن هو فإذا عنه سأل أصبح سبيله. فلما خلوا الهيئات؛ ذوي عن

ألدبه. ترك فقد لنسبه يترك لم فقال: إن له فقال: إن رجل، عن سئل وقد شبرمة؛ ابن قول المعاريض من ومثله شرفا ذلك. فقال: ما في له ساقط. فقيل هو فإذا فنظر وبيتا، وقدما

بيت له يكون أن بد وال عليها، يمشي التي وقدمه كذبت: شرفه: أذناهإليه. يأوي

فحسبوه الطعنة؛ نافذ المجلس، فقال: رزين رجل؛ عن آخر وسئلاإلبرة. نافذ الجلوس طويل خياط هو فإذا سيدا،

النوادر طرف من ذلك. فقال: أوالد في له فقيل يتزوج، أن سنة ثمانين بعد العتبي طلب

بالعقوق. يذلوني أن قبل باليتم، أذلهم أن فأردت فسدوا الزمان فجعلوا فأتوه، المخنثين من جماعة إلى جعفر بن عيسى ولد بعض بعث

? قال: ال لك يتحرك. فقال: ما ال منهم مخنث وبقي ويرقصون يلعبون بسكرجة ائتني غالم ? يا الفاعلة يابن دخلت شيئا. قال: فلم أحسن

مملوءة من لتأكلن بهما. فقال: والله فأتاه جمرا، مملوءة وأخرى روثا ركعتين. أصلي دعني موالي؛ تموت. قال: يا حتى ألضربنك أو أحدهما

كم إلى الفاعلة، له: يابن فأطال. فقال يصلي فقام فصل؛ قال: قم دائب أنا سيدي؛ ! فقال: يا ركعة عشرين من أكثر صليت ? قد تصلي أو الجمر، أكل على فأقوى نعامة يمسخني أن الله أدعو فأقوى خنزيرا فلعله وأدعو، أصلي فدعني بعد؛ لي يستجب فلم الخرا، أكل على

ووصله. منه فضحك لي؛ يستجاب المخنث: يا ربدة القيامة. فقال الناس: قامت فقال شديدة، ريح هبت

وال يأجوج وال دخان وال دجال وال دابة بال البارد على هكذا القيامة حمقاء؛مأجوج.

مخنث ورأى ذهب هبيرة ابن قصر كأنه فقال: عدمته، هرما، شيخااسمه. وبقي رسمه

األعراب نوادر من قدم قوم ألعرابي قريسا فأمعن في أكله. فقيل له: يا أعرابي ? ما هذا ? قال:

فالوذج؛ إال أنكم أحمضتموه. وابتاع أعرابي غالما؛ فقالوا له: إنا نبرأ إليك من عيب فيه. قال: ما هو ? قالوا:

يبول في الفراش: قال: إن وجد فراشا فليفعل. وقيل ألعرابي: لم إذا غضبنا على غالم لنا قلنا له: أباعك الله في األعراب قال:

ألنا نطيل كده، ونعري جلده، ونجيع كبده.شعره: وقال أبو تمام لرجل سرق

أبـو الهصور الضيغم إنمااألش

خـيس كـل رئبال بالوغـاب

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

سرح على خيله عدت منشعري

في راتع للحين وهوكـتـابـي

عيون أسخنت غارةالـقـوافـي

مـحـارم فاستحـلـتاآلداب

من صرتن الكالم عذارى يابـع

فـي تبعن سبايا دياألعـراب

يظنه فأخذه فالة، في سراويل أعرابي ورأى كيف يعرف لم قميصا ? قال: أعرابي يا لك فقال: ما رجل فلقيه ورماه؛ يعدو !! فمر يلبسه أصبت ? قميصي أخذت فيقول: لم يلحقني أن وأخاف للشيطان، قميصا

عرس في أعرابي   

عدي: سمعت بن الهيثم وقال عيد بعد حضرتكم يقول: دخلت أعرابيا وصفر، وحمر بيض من الثياب أنواع عليهم عظيم بجمع أنا فإذا األضحى،

الحضر أصحابنا يذكر الذي العيد نفسي: هذا في البستان. فقلت زهر فكأنها بعد خرجت ? وقد هو عيد فقلت: وأي عقلي إلى رجعت ثم فيه، يتزينون

منهم. فقال: ادخل رجل بيدي أخذ إذ أمري في أفكر باهت أنا فبينا األضحى، وفي بالوسائد، موسد بالنضائد، منضد بمجلس فإذا أعرابي. فدخلت يا

وشماله. فقلت يمينه عن صموت والناس جالس، رجل وعليه سرير، صدره يا عليك وقلت: السالم األرض فقبل يذكرون، الذي الخليفة نفسي: هذا في

عروس هذا أعرابي، يا وبركاته. فقيل: اسكت الله ورحمة المؤمنين أمير فيه. فقدمت فجلست المجلس، في موضع لي فهيىء عرسه؛ في ونحن في أسند أن فهممت النسج، متالحمة ثياب عليها خشب من مدورات هنات ضرب هو فإذا وكل، أعرابي يا يدك لي: مد إزاري. فقيل به أرقع منها ثوب وحارة وحامضة حلوة الطعام من أنواع قدمت ثم أعرفه، ال الخبز من

أقداح في يصبون فجعلوا أحمر ماء فيها بأوان أتي ثم فأكلت؛ وباردة، أعرابي؛ يقتلني. فقالوا: يا أن فقلت: أخاف قدحا؛ منه فناولني ويشربون،

وهممت أعرفه، ال طرب قلبي في فحدث فشربته بطنك، في ما يهضم إنه رجال، يسألون ! فأقبلوا الزانية لآلخر: يابن أقول وأن بجانبي، الذي أهشم أن

بالخيوط مشدودان رأسان لها بهنات فأتى بنفسك، ويقولون: أمتعنا األسد. وزئير الرعد كهزيم رعد منها فيخرج رأسه، يضرب فأقبل المحصدة؛

كمه من رجل وأخرج آخر به. وأقبل عليه يردد فأقبل الحمار، كفيشلة شيئا يضرعون أقبلوا !! ثم الكعبة ورب األرض. فقلت: مجنون به كبح حتى ينتخ فتلت إذا صدرها ف عينها خشب من بدابة فأتاهم إليه؛ ويرغبون آخر إلى

وقلت: يا إليه، تقدمت حتى وطربت حضر من كل فطرب فوها؛ تكلم أذنها البربط. فقلت: لها يقال هذه أعرابي؛ ? فقال: يا الدابة هذه ما سيدي؛

سقوني ثم وبالبربط، بالله آمنت منها يوقظني لم نومة فأخذتني آخر، قدحاالغد. من الشمس حر إال

يحيى بن علي يهجو البحترييهجوه: وفي علي بن يحيى يقول البحتري

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

المقابـر غشيان وأكثرت زائرا

أهل جار يحيى بن عليالمقابر

ميت الجود ميت اللؤم منفـإنـه الـحـياة ميت يكن فإال المآثر

الدنيا، في الجنة تعجال رستم بن والعباس مكرم بن العيناء: محمد أبو قاليصليان. وال الخمر يشربان

الصقر أبي مكارم من ابن عليه دخل صاعد بعد الوزارة ولي لما أنه الصقر أبي مكارم من يعد ومما عليك تثريب لخاطئين. قال: ال كنا وإن علينا الله آثرك لقد فقال: تالله ثوابة

الراحمين. أرحم وهو لك الله يغفر العباس أبا يا به. فقال: يفعله حتى يحب فيما العيناء أبا خير الوزارة الصقر أبو ولي ولما ويلزمه مكاني، يعرفه الطائي محمد بن أحمد إلى الوزير لي يكتب أن أريد

إليه خدمه. فكتب من مثلي حق قضاء الطائي، إلى فأوصله بخطه كتابا فانصرف عشرة؛ أجمل وعاشره دينار، ألف مقدار شهر مدة في له فسببيحب. ما بأجمل الصقر أبي إلى العيناء أبي كتاب الصقر أبي إلى وكتب الفقر، من طليقك الوزير الله أعز متضمنه: أنا كتابا

أية وعلى الفقر؛ وكبوة الدهر، عثرة من بيدي أخذت البؤس، من ونقيذك غير في يفهمون الذي واألمثال واإلخوان واألشكال، األولياء نفدت حين حال

كانوا الناس وهم تعب؛ بعد إلي ورددت الخلة، عقدة فحللت للناس، غياثا وقد أتيته إليك، منه كان فكأنما كتابا، الطائي إلى وكتبت النعمة، النفور

من وأعطى بشره، من فكثر النوائب، بي وأحاطت األمور، علي استصعبت يزل ولم أحكمه، بر ومن أكرمه، ماله أقمت، ما مدة لي مكرما لي ومثقال إذا جوري تعرف وأنت فتحكمت، ماله في حكمني ودعت؛ لما فوائده من

حباءك، وأعظم جزاءك، الله فأحسن فشكرت؛ طوله من وزادني تمكنت، ملكك ما علي أنفقت وقد وحمامك، فقدك من وأعاذني أمامك، وقدمني

�نفق وجل عز لي. والله الله يسر ما الشكر من وأنفقت الله، ذو يقول: "لي أزال ال السامية؛ والرتبة العليا، اليد جعلك الذي لله فالحمد سعته"؛ من سعةرفدك. من فيها وبث عدلك، من لها بسط ما األمة هذه عن الله لوالديه العقوق أظهر من أول العيناء أبو

الله أبي: إن لوالديه. قال بالبصرة العقوق أظهر من أول العيناء: أنا أبو قال  إن أبت؛ ولوالديك". فقلت: يا لي فقال: "اشكر بطاعتي؛ طاعته قرن قد

إمالق خشية أوالدكم تقتلوا علي. فقال: "وال يأمنك ولم عليك أمنني اللهوإياهم". نرزقكم نحن عليك، حقي صغير يبطل ال علي حقك كبير إن أبت، ألبيه: يا أعرابي وقال

االعتداء. يحل ال ولكن سواء أنا أزعم ولست بمثله، أمت إلي به تمت والذي كعينيك ابناك

وحكى أبو الحسن محمد بن جعفر بن لنكك البصري عن أبيه أنه جاور ببغداد في أيام المقتدر رجال من جلة الكتاب، ونشأ له ولدان فتنا بغداد بحسنهما، فبلغ األكبر منهما،

فنقله من المكتب إلى الديوان، وأراد أن يحصنه بجارية فابتاعها له بألف دينار، وقال: ال تعلم أخاك فإنه يصغر عن ذلك، فنمت داية األصغر األمر إليه، وقالت: إن أباك خص

أخاك بشيء دونك. فقال لها: بم خصه ? قالت: بجارية. قال: هو إليها أحوج وأنا عنها

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

أغنى، غير أني أشفق أن يتسع الخرق، وما علمت أنه فضل مذ نشأ علي بشيء، وأناإليه: أجله عن المشافهة، ولكن هاتي دواة، فكتب

مشتكـىإلـهـي بعد لي ليس إلـيكـا إاليديكـا فـي وكالنـامثلي الفضل في وأخي

ناظـريكـا من بالحباعـلـي تفضـلـه المقلتـيكـا فداوي ككـعـينـي ابناك إنما العين أذقت إن عليكا األخرى هاجتكحـال

إليه. وأنفذها أخيه جارية بثمن جارية له فابتاع طائل غير بخور

وحضر أبو الحسن بن لنكك عند أبي الفتح نصر بن أحمد الخبزأرزي فبرخه ببخور غيرفقال: طائل

الصحاب كل على به يفوقحب فضل فؤادي في تبصربالتهاب المدخن السقف منبـشـيء فبخـرنـا أتيناه

فقمت وحسبت مبادرا غيابي أو طردي بذاك يريدنصراثيابـي اتسخت إذا له فقلت? حسين أبا أراك متى فقال

العيناء وأبي البصير علي أبي بين قال أبو علي البصير ألبي العيناء: في أي وقت ولدت من النهار ? قال: طلوع الشمس. قال: فلذلك خرجت مكديا؛ ألنه وقت انتشار المساكين. فقال له أبو العيناء: بيني وبينك

مناسبة العمى، قال: كال ! إني من عميان الدواب، وأنت من عميان العصا. بلغت أبا علي البصير عن أبي العيناء قوارص بظهر الغيب؛ فكتب إليه: أستزيد الله في بقائك؛ وأستمتعه بإخائك، وأستحفظه النعمى عندك. رب مزح أعزك الله قد بعث جدا،

وجور قد أحدث قصدا، ورب أمر صغير خطره، قد أعقب أمرا كبيرا آخرهن ونحن باستزادتنا بعهدك، ومحاماتنا على ودك، وتمسكنا بعرى األسباب التي بيننا وبينك،

واحتراسنا من جناية الدهر علينا فيك، ال نقتصر على االستظهار بالحجة، واإلبالغ في المعذرة، دون استفراغ المجهود، وبلوغ الغاية في التأني، والحيلة في استرجاع ما شذ عنا منك، وإبطال ما نمت به األخبار إلينا عنك، من تحليك بنا في العيب، وتناولت إيانا في الغيب، فال يزال أخ لك مد الله في عمرك تعد له، على نفسك، وثوقه لك وعليك، قد ساقط إلي أحاديث عنك بطبائعها صالح القلوب قليال بها بقاء المودة، سريعة في

حل عقدتها وقطع مودتها، أحاديث، أكره لنفسي بدأها ولك عاقبتها، وكنت ال أزال أرد ما يرد علي منها بتأول لفظك وحسن الظن بمعناك، والتماس العذر لك على ضيق

مخرجه، وصعوبة مطلبه؛ وأغلب رأيي لهواك، وأقف غضبي على عتباك، وأحفظ قصدك إلي متنصال بما بلغني عنك؛ إلى حرم بيني وبينك، ال يجب حفظها علي دونك،

حتى عاد تعريضك تصريحا، وتمريضك تصحيحا، وفي نسبته في صحتي إلى العمى، وفي حلمي إلى الضعف، إلى أن يئس الصديق من نصري، لما رأى من إغضائي في أمر نفسي، وقد بقي مع فضلة من أداتي أنت تملكها دوني، فإن صنتها لي ووفرتها على من أساء االختيار؛ وال أعدم أنصارا من األحرار، أسعد بمؤازرتهم ومكاشفتهم،

وأستغني بنفسي عنهم. وقد كتبت في هذا المعنى بأبيات هي لما قبلها ولما يكون بعدها، فرأيك في تفهمها

بها: نفعك الله القـيتـه إن العيناء أبا أبلغ حسـمـا لدائه يكون قوال

سلمـا لي كنت التقينا وإذاتسبني المغيب في أنك نبئت 

هجوي فتروم جاهداونقيصتي أراه سفها حـلـمـا بـاديا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

لـحـمـا واجد بأنك واعلمبـأكـلة فليس لحمي تغتنم ال�عيذك إني لسهامرمـية تكـون أن أ أصمـى رمى إن رام

ورد شتم وال جوابك، من نعيا ما والله فقال: إنا الطالبيين، بعض البصير علي أبا وشتم نكون ولكنا مساءتك، عن نعجز أضعفت، ما ونحفظ منك، لنسبك خيرا

عنك. حلمنا علينا بالجهل يغرنك وال منك، وفرنا ما توفير فاشكر البصير علي أبي شعر من

القائل: وأبو علي هو الـرحـيل يوم بنا ألمت

اخـتـالسة النظر الجوى نيران فأضرمالخلس

تأبت تـرعـد وهـي قليالخـيفة

ترتعد حين تتأبى كماالـشـمـس

أنا بما صمتي فخاطبهامـضـمـر

يسمع لست حتى وأبلستحـس لي

الشـبـاب ولى كما وولتلـطـية

دونها طوت يأسها على كشحا النفس

خاقان: وقال يمدح الفتح بن الملوك بأشعار سمعنا

تـأودا الثـقـاف متنيه عض إذافكـلـهـا المرىء سمعنا ما سوى

إنه القيس الفتح يشعر لم إذا يكون

أوحـدا أقام القول يسمع زمانا

صامـتـا أكدى رام إن ونحسبهوأصـلـدا

امتطاه فلما ذل راكباصـعـبـه

أغار قد فأضحى وساروأنجـدا

مطر: وقال يصف ليلة الفتيق الصبح إلى لها أرقتفـيهـا نوم ال عارض وليلةالمشـوق عين سماءها كأنببيت عيني الكرى فيها حمى

الطريق قارعة وهو وصدتبـيت وهو السحائب تواصلتالمعتز: وهذا كقول ابن مـن رب يا نزداد فما روينا حـيا

الضمير في ما على وأنتشهيد

صرن بيوتي سقوف أرضاوسـجـود ركع داري وحيطانأدوسها

اللصوص نوادر من واللص أعلم، أنا أعلم، يقول: أنا فجعل الحمام، في رجل ثياب ذهبت

تقول: أنا سمعتك له: إني فردها. وقال به؛ فطن قد أنه وظن ففزع يسمعه؛البرد. من مت ثيابي عدمت إن أنه ? قال: أعلم تعلم الذي فما أعلم،

ولص مستميح

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

مصر على أمير وهو الحميد عبد بن الخصيب رجل زار يعطه فلم مستميحا ما فقال: هات الطريق يقطع وكان اللص الندى أبو فانصرف. فأخذه شيئا

ما على يقرره مقرعة مائتي فضربه شيئا، يعطني الخصيب. قال: لم أعطاك ذلك بعد الخصيب على قدم عنه. ثم ستره أنه ظن شيئا: يعطه فلم زائرا

تعطني لم أنك الندى أبي إلى ! تكتب فداك فقال: جعلت يضربني، لئال شيئاووصله. فضحك

األجوبة طرائف من المجان أحد سالم وكان الطلحي عمران بن بمحمد العقار أبي بن سالم ومر

فيه أنت عما تنزع وال والخضاب، الحسنة والهيئة الشيبة سالم: هذه له فقال طلحة عمك ابن بمنزل مررت فإذا بذلك، ألهم إني سليمان؛ أبا !! فقال: يا

بعد. فسحة األمر في أن علمت به يخسف لم حاله على فرأيت بالل بن من فكم الله، يعوده. فقال: اتق الجماز عليه دخل نواس أبو مرض ولما

قبل فتب الحال؛ هذه على وأنت اقترفت، قد سيئة ومن قذفت، قد محصنة تكون أن ? قال: مخافة ! قال: ولم أفعل ال الموت. فقال: صدقت. ولكن

مثلك. واحد يد على توبتي يجد فلم دعاهم، له إخوان إلى نواس أبو يكتب أن الجماز: أراد وقال

فيه: فإذا قال ثم أراد، ما أصلع له غالم رأس في ! فكتب فيه يكتب قرطاسارأسه. جلدة للغالم وتركوا منه القرطاس. فضحكوا فأحرقوا كتابي، قرأت الجصاص البن نوادر البكور، في الجصاص بن الله عبد أبي ابن إلى عيسى بن علي الوزير تقدم الله أعز بمحلتي ? قال الله عبد أبا يا أخرك النهار. فقال: ما نصف فأتاه

السحر وجه مع كان فلما البارحة، فأسهرتني أجمع، الليل تنبح كالب األمير الله عبد أبا يا لك له: وما فقال اآلن، إلى عيني فغلبتني فنمت نباحها، سكن

مثلي منها واحد ? وكل الوزير أيها يستطيعها ? قال: ومن قتلها في تتقدم الالله. رحمه أبيك ومثل

النوم بثقل جسده إلى فأعادها باردة، ليلة في الفراش من يده وخرجت  اللص ! هذا اللصوص وصاح: اللصوص األخرى، بيده عليها فقبض فأيقظته،

يضربني حديدة يده في يكون لئال أدركوني عليه، قبضت وقد ينازعني جاءيده. على بيده قبض قد فوجدوه بالسراج فجاءوا بها،

بني يا الله وقال: كفاك رأسه، عند فبكى احتضر، وقد له ابن على ودخل الله ? قال: لعن وماروت هاروت وماروت. قالوا: وما هاروت مؤنة الليلة

? قال: ومأجوج يأجوج ومأجوج. قالوا: وما يأجوج أردت إنما النسيان، أردت وجالوت. قالوا: فلعلك فطالوت إال أردت ما ونكيرا. قال: والله منكراغيرهما. أردت ما !! يريد غيرهما أهله عنه وغفل كالميت. بيت في فوجدوه فأتوه صياحه؛ فسمعوا يوما

للتجار السلطان مصادرة وشدة مالي كثرة في فكرت ? قال؛ لك فقالوا: ما صبري، كيف ونظرت نفسي فعلقت بالتعليق، لهم وتعذيبه الوقت هذا في

أموت. كدت حتى أتخلص فلم فزحلت مختلفون والمحدثون غيره، إلى تنسب الجصاص ابن عن الحكايات وهذه

رواياتهم. في ومضطربون حكاياتهم في ! وكان المرزوق األحمق يقول: هذا الجصاص ابن رأى إذا المعتضد وكان

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

حده. على يوقف وال عده، إلى ينتهى ال ما المال من له دنيا، الناس أوسع الكوفة من التمر لي: اشتر فقيل أخسر، أن قال: تمنيت أنه جده من وبلغ العام؛ ذلك في يحمل لم البصرة نخل أن فاتفق ذلك؛ ففعلت بالبصرة، وبعه

فربحت واسعا. ربحا طولون بن أحمد بن خمارويه بنت الندى قطر إليه زفت لما المعتضد وكان بما جهزناها قد إليه وكتب دينار، ألف مائتي الجصاص ابن إلى أبوها بعث

فاحتجز تراه؛ ما فاشتر أيدينا، إلى تصل لم طرائف وبالعراق عليه، قدرناعنه. يسأل ولم المال ثم تامين، غير يومين إال الخالفة في يقم لم المقتدر خلع لما المعتز ابن وكان

بعد المقتدر أخرجه منها، فأخرج الجصاص بن دار إلى فهرب حبله، اضطربميتا. والعدول القضاة إلى أيام

للخالفة المعتز ابن طلب سبب المعتضد بن جعفر وهو المقتدر للخالفة: أن المعتز ابن طلب سبب وكان في وتكلموا فيه الناس أرجف استخلف لما شعب واسمها سوداء أمة وأمه

ثالث يومئذ سنه ? وكانت الحلم يبلغ لم من الخالفة يلي أمره. وقالوا: كيف سنة عشرة سادس. ألنه خلعه من بد وقالوا: ال يوما، وعشرين وشهرا

الله أن وذلك االتفاق؛ من طريف أمر السادس في جرى الصولي: وقد قال وسلم، عليه الله صلى واآلخرين األولين سيد األرض أورث وتعالى تبارك

الحسن عنه الله رضي علي بعد أربعة. واستخلف بعه الراشدين والخلفاء ثم معاوية بن يزيد إلى ثم معاوية إلى األمر فخلع. وسلم السادس وهو ابنه ثم مروان بن الملك عبد ثم الحكم عبد بن مروان ثم يزيد بن معاوية إلى بني دولة انقضت ثم فخلع، السادس وهو بعدها أو أيامه في الزبير ابن بويع وإبراهيم الناقص الوليد بن يزيد ولي وإنما ستة، الوليد بعد يكمل ولم أمية استفتح أمية. ثم بني ملوك آخر وهو محمد بن ومروان مروان بن الوليد بن

بن ومحمد المنصور جعفر وأبي السفاح العباس بأبي العباس بني ملك المهدي بن الرشيد وهارون المهدي بن الهادي وموسى المهدي المنصور بن المأمون ولي ثم فخلع، السادس وهو المهدي بن الرشيد بن واألمين المعتصم بن والمتوكل المعتصم بن والواثق أخوه والمعتصم الرشيد

السادس. وهو فخلع المعتصم بن أحمد والمستعين المتوكل بن والمنتصر قلت أنا: وولي القاهر محمد بن المعتضد والراضي أبو العباس بن المقتدر

والمتقي أبو إسحاق بن المقتدر والمستكفي والمطيع الفضل بن جعفر المقتدر والطائع أبو بكر عبد الكريم بن المطيع وهو السادس فخلع. وولي

بعده أبو العباس القادر وهو الخليفة في هذا الزمان، وكان اإلرجاف في أول والية المقتدر شديدا من الخاصة والعامة، فلما قتل العباس وزيره أخذ

محمد بن داود بن الجراح البيعة على الناس لعبد الله بن المعتز، ووجه إلى القضاة والعدول، فاجتمع من القواد وغيره زهاء خمسة آالف سوى

األتباع، فأظهر لهم محمد بن داود عبد الله بن المعتز، وكتب كتابا خلع فيه المقتدر، واحتج بأن إمامته ال تجوز لقصوره من بلوغ الحلم وصغره عن

الخالفة، واستحقاق عبد الله إياها لكماله وحنكته ومعرفته في أمور المسلمين وعلمه بشرائع الدين، فشهد العدول على ما في الكتاب ومن

حضر من أشراف بغداد، وبايعوا ابن المعتز ولقبوه المنتصف، ويقال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الراضي، ويقال القائم بالحق، وتقلد ابن الجراح الوزارة، وتكلم عبد الله بن المعتز وذكر المقتدر وأنه ال صالة للناس معه وال حج وال غزو. وقال: قد

آن للحق أن يتضح، وللباطل أن يفتضح، وقام وكيع فقرظه وذكر محاسنهوذكر شعر أبي العتاهية في هارون الرشيد وهو:

أذيالـهـا تـجـرر إليهمـنـقـادة الخالفة أتته تصـلـح تك فلم يصلح يك ولملـه إال لـهـا إال زلزالها األرض لزلزلتغـيره أحـد رامها ولو

ولم يبق في دار المقتدر حينئذ إال نفر يسير، وهر بعضهم إلى ابن المعتز، فسعى مؤنس الخازن وسوسن في نقض هذا العقد في اليوم الثاني، وجددا للناس بيعة

المقتدر، وأخرجا األموال فزادا في األعطية، فانجفل الناس إليهما، ولم يبق مع ابن المعتز أحد؛ فهرب إلى دار ابن الجصاص، وهذا خبر طويل ليس هذا موضع استقصائه.

ثم خلع المقتدر بعد ذلك وقتل في الحرب، ولم يقتل في اإلسالم خليفة بين الصفينغيره.

بسام: ولما ظهر ابن المعتز ميتا رثاه الناس؛ فقال ابن واآلداب العلم في ناهيكبـمـضـيعة ميت من درك لله

والحسباألدب جـرفة أدركـتـه وإنمافتـنـقـصـه ليت وال لو فيه ما

أمير قتله. فقال: يا المقتدر وأراد إليه، بالتجائه الجصاص ابن وطولب أمره فكتمت عنها، غائب وأنا داري، إلى لجأ وقد عمك، ابن إنه المؤمنين؛

ال وقتلي مملكة، في قادح وال خالفة في بمضاد ولست فيه، يحسن رأيك لعل كل إليك ? قال: أدفع حياتك فائدة فائدة. قال: وما لك حياتي وفي ينفعك؛

مدة. ذلك في ووفى فترك دينار؛ ألف يوم المعتز البن بسام ابن رثاءله. ومهاجاته فيه رأيه سوء على المعتز البن رثاؤه بسام البن استحسن وقد

الخوارزمي مرض في للبديع كتاب إبراهيم إليه كتب وقد اإلحسان، كل المعنى هذا في الزمان بديع أحسن وقد من بينهما وكان الخوارزمي بكر أبي بمرض يهنئه حمزة بن أحمد بن

أطال الشرح: الحر به يطول ما والمنافرة والمنازعة والمهاترة المهاجاة نظر إذا صفتي، أحواله ووصف معرفتي، الدهر عرف إذا سيما ال بقاءك الله عواري، فهي وجدت فإذا أماني، فهي معدومة دامت ما الدهر نعم أن علم يشمت فكيف قد؛ فكأن تصب لم وإن فتستنفد، مطلت وإن األيام محن وأن

أفلت إن جنسه. والشامت في يعدمها وال نفسه، في يأمنها ال من بالمحنة أمن بمن الشماتة أقبح وما يموت، فسوف يمت لم يفوت. وإن فليس

غرثان والدهر لفظة، كل وعقيب لحظة، كل بعد يتوقعها بمن فكيف اإلماتة، يسر أو آكله، بأنياب المرء يشمت األحرار. فهل شربه وظمآن الخيار، طعمه قليال، بالعداوة ظاهرنا وإن الله، شفاه الفاضل ? وهو قاتله بسالح العاقل

باطناه فقد ينقاد، الكرم عند ولكنه يصطاد، ال الحمية عند والحر جميال، ودا لعلته، التوجع من بصورتها إال حالي تتصور فال األحقاد؛ تذهب الشدائد وعند

فيه. المكروه سماع الله ووقاني المكروه، الله وقاه لمرضته، والتحزن رافضي الخوارزمي

وكان الخوارزمي رافضيا غاليا؛ أخبرني من رآه بنيسابور وقد خرج  سكران وقد كظه الشراب فطلب فقاعا فلم يجده، فقال: أيعوزني الفقاع

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

لما طلبته. فإذا كان يهتف بهذه الجملة لغير علة، فكيف به مع تفزيع العلل، وتوسيع األمل، ممن يطابقه على كفره، ويوافقه في سره. وكان فاحشا بذيئا، مستخفا جريئا على ذوي اإلنعام عليه، واإلحسان إليه، قال

إسماعيل بن عباد لما بلغه موته: سألت خراسان من بريدا

مـقـبـال لي: ? قال خوارزميكم أمات

! نعم من بالجص اكتبوا فقلتقبره فوق

يكفر من الرحمن لعن أالالنـعـم

الخوارزمي جبهة في قبيح وسع وكان هجا بعض الملوك فظفر به فوسمه في جبهته سطرين فيهما شطران بأقبح

هجاء، فكان يشد العمامة على حاجبيه سترا عليهما. ولذلك قال البديع في مناظرتهبحضرتنا: إياه وقد ذكر مجلسا طويال غنى المغني

الرقيق الخد في اللطم بقاياعـارضـيه بنفسج وشبهنا فقال للحاضرين: أنا أروي الشعر الذي منه هذا البيت وهذا ال يرويه. فقلت: روايتي

تخالف روايتك، وإذا أنشدتكها على روايتي ساءتك في استماعها، ولم يسرك مصنوعها.قلت: قال: وكيف روايتك ? قال

الوجه في الوسم بقاياعـارضـيه بنفسـج وشبهنا الصفيق

حماره. ووقف ناره، فخمدت السكتة، أخذته النكتة، أضجرته فلما والخوارزمي البديع بين

وكان البديع رحمه الله، وهو أبو الفضل أحمد بن الحسين: قد أشرقه بريقه، ووعر عليه ما سهل من طريقه. وكان الخوارزمي يرميه ببغض علي رضوان الله عليه، ويشنع علي

الطالبيين: بذلك ويغري به الوصـي تحب ال لي يقولون

الـكـاذب بـفـم الثرى فقلت?�حب طـالـب أبـي آل وأختـصالـنـبـي وآل النـبـي أ

�عطي الـواجـب سنن على وأجريالـوالء حق الصحابة وأ كان فإن نـاصـبـي زعموا كما فإنيالجـمـيع والء نصبا كان وإن جانبـي من الرفض برح فالالوصـي والء رفضاعـاجـب عـجـب من وللهوبـهـتـانـكـم أنـتـم فلله على كنت العجب علىالـوصـي والء مـن كنتم وإن

الغاربالـغـائب علـى تحكمون فلمتـروه لـم إذا سري الله يرى

بـي الـلـه إلـى تهتدون والمـعـي لـرشـد تبصرون أال المرء فماوأصـحـابـه الـنـبـي أعز الصـاحـب مع إال

سبـهـم من الشفاعة أيرجولـلـضـارب السوء المثل بل?

كـاذب أمـل مـن ولـبـيكبـارد طـمـع مـن حنانـيكالـحـاطـب يد الشبهات وفيالجـبـان قلب المكاره في له

الرؤساء بعض إلى البديع كتاب

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وكتب البديع إلى بعض الرؤساء وذكر الخوارزمي: ما ألوم هذا الفاضل على نشر شر طواه، وموقد حرب اجتواه، ولكني ألومه على ما نواه، ولم يتبع فيه هواه، ورامه، ولم

يبلغ تمامه. وأقول: قد ضرب فأين اإليجاع ? وأنذر فأين اإليقاع ? وهذه بوارقه، فأين: صواعقه ? وذاك وعيده، فأين عديده ? وتلك بنوده، فأين جنوده وأنشد?

عهود فأين معاهده هذي يظهر أن لغريب أشفق أراه كفران، ال ! اللهم بعده أمطر لو رعده، أهول ما

من نفسه إلى أساء فقد القصد هذا قصد كان فإن طواره، طار وإن عواره، هاب أنه الناس وأوهم علي، أبقى حيث من بفضله وأجحف إلي، أحسن حيث فزعن أن بعد لقائه، عن وشجعني يروضه، أن واألسد يخوضه، أن البحر

ليلي أنشدت: طاب إذ لنابي الفراش عن جنبي أنشد: إن كنت فبينا بإيمائه، قلت: أين إذ مني ليس كأنه لقلبي أقول: ما كنت وبينا شرابي، فيه وطاب

كان من بأني. لي موعدا والخوارزمي البديع مساجالت من

وبين البديع والخوارزمي مراسالت ومساجالت، ومجالس ظريفة ومقامات، في ابتداء وجواب، أخذت بوصل الحكمة وفصل الخطاب، ومن

الهزل والجد. فمن ظريف ما ألبي بكر من رسالة طويلة يهزأ بها بالبديع: تواضع لنا 

رحمك الله، فإن التواضع خلق من أخالق السلف، وشبكة من شباك الشرف، وتصدق علينا ببشرك، فإن الله يجزي المتصدقين، وأحسن فإن

الله يحب المحسنين، والين إخوانك في قولك وفعلك، ولو كنت فظا غليط القلب النفضوا من حولك. ولوال أني رحمك الله ال أقول بالرجعة، وال أذهب

مذهب التناسخية، لظننت أنك يونس بن فروة إذ قيل فيه: الـقـائم الحمار ذاك كبره منفـكـأنـه يونـس فروة ابن أما نفسك غير عندك الناس ما

وحدها عداك ما عندك والناسبـهـائم

فلقد أعجبت بنفسك الخسيسة التي ال تستحق العجب، وأحببت ما ال يساوي الحب، حتى كأن كسرى أنو شروان حامل غاشيتك، وكأن قارون وكيل نفقتك، وحتى كأنك

بنيت منارة اإلسكندرية من آجر دارك، وشدت ملعب سليمان من بقايا رخام صحنك؛ وكأن خاتم الدنيا في خصرك، وحساب خرجها ودخلها في بنصرك، وحتى كأن الشمس

تطلع من جبينك، والغمام يندى من يمينك، وكأن كسرى أنو شروان صاحب نفقة إصطبل دوابك، ونمرود بن كنعان قهرمانك على ولدك وأهلك، وحتى كأن الكبريت

األحمر خزف دارك، والدرة اليتيمة في أخس سوارك. رحمك الله ! دع لليونانية من الحكمة ما ينفق به سوقهم، واترك لبني العباس من

التملك ما تمشي به أمورهم، وأبق للشمس والقمر من الحسن بمقدار ما يلوحان به، ويطلعان فيه؛ وانظر إلى النساء من وراء حجاب، ومن خلف برقع، وإال خرجن في

عشقك من ستر الله، وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله، وال تحمل الحرائر على خشونةالطالق، وال تذق المماليك مرارة العناق.

رحمك الله ! لي حوائج إن قضيتها فقد تسلفت شكري وثنائي، وإن رددتني عنها فقد رأيت أنموذج سخطي وشكواي، قد اتفق الناس على ضياع النسخة األولى من كتاب

العين فأملها علينا رحمك الله ! والكيمياء فقد أنفقت فيها األموال، وتعب فيها الرجال، ثم لم يحصوا منها إال على مواعيد مزخرفة، وأماني مسوفة، فما عليك لو علمتناها،

وأغنيت الفقراء، وزدت األغنياء، وأرحت الناس من الضرب في البالد، ومن الكدواالجتهاد، ومن أن يخدم فقير غنيا، ويتخذ بعضهم بعضا سخريا.

والزيج األكبر فقد انقطع أصله، ومات أهله، وهو من مفاخر الروم علينا، ومن

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

محاسنهم دوننا. فاعمل على إصالحه، وال تدع النصارى يفضلون المسلمين في إبداعه. ومسجد دمشق فهو حسنة يباهي أهل المغرب أهل المشرق، فابن لنا مثله، وال تثبت

علينا فضله؛ فإنما هي ساعة من هندستك، وجزء نستعمله من أجزاء حكمتك. أنا لو سلمت أنك إنسان لنفيت عن نفسي اإلنسانية، وقضيت عليها بالبهيمية، وصرت

أعلى منك في النقص حكمة، وفي الجهل طبقة. وإذا أردت أن تعلم أني في ذمك جاد، وفي مدحك العب، وفي الشهادة عليك صادق، وفي الشهادة لك كاذب، فانظر إلى

تهافت كالمي إذا الينتك وجاملتك، وإصابتي الغرض وحزي المفصل إذا كاشفتك وباينتك، وذلك أن الصادق معان مأخوذ بيديه، والكاذب مخذول مغضوب عليه، وما كان الله ليوفقني وأنا أجامل من ال يعرف قط إجماال وال تجميال، وأفضل من لم يناسب مذ

كان إفضاال وال تفضيال. وليس يخفى عليك أكرمك الله تطاول أهل العراق بعبد الله بن هالل الهجري صديق إبليس؛ فأرنا رحمك الله من عجائب صنعتك، ولطائف شعبذتك، وأظهر من كتبك ما تحاكي به كتب اليونانية، وتكسد شعرهم وتهدم فخرهم؛ فإن إبليس تلميذ لك، تعلم

منك وأخذ عنك؛ وشتان بين من يدعي أن إبليس من أعوانه، وبين من يدعي أنه من غلمانه. وهل استنظر إبليس إلى يوم الوقت المعلوم إال ليدرك زمانك، ويرى برهانك،

أي وفقدك فال شيء أعز علي منه ! وال أحسن في عني، أما سمعت قول علي بندلف: جبلة في أبي ومحتضره بادية بيندلـف أبو الدنيا إنما أثره على الدنيا ولتدلـف أبو ولى فإذا

قوله: إال غضبت عليه، واعتقدت أنه أخذ صفتك، وأعار أبا دلف مدحتك، وال سمعت الجسـام وعطاياهحـمـيد الدنيا إما

السالم الدنيا فعلىحـمـيد ولى فإذا إال تمنيت لو عرفت قبره فرجمته، أو عرفت بيته فهدمته، وال سمعت قول ليلى

األخيلية: خادر بخفان ليث من وأشجعحيية فتاة من أحيى كان فتى

إال قلت: كيف لو رأت ليلى أخانا، فتعلم أين دعواها من دعوانا. وال أنشدت قول أبي السعالء في الرشيد:

هارونا تحمل أم ةالنـاق تحمل أغيثاالدينـا أم الدنيا أمالبدر أم الشمس أم

فإني والله أتعجب حين قاله في غيرك، كيف لم ترم جهنم بشرارها، والشياطينزائدة: بأحجارها، وأعجب من قول من قال في معن بن

معن وجه معد مسحت سابـقـا

ذوو وجرى جرى لما األحساب

سابق غيرك يكون كيف أم عدادها، في وأنت حلبة في غيرك يسبق كيف عالك سلبوك مظلوم، مرحوم الشعراء هؤالء بين الله أيدك ? أنت جيادها

ونحلوها حالك، وهي غير على والبناء ذم، الكاذب والمدح سواك، قوماهدم. أساس

رسالة مثال أثرها في احتذى كثير. وإنما إحسان فيها له مر جدا، طويلة وهي برسالة المعروفة الوهاب عبد بن ألحمد الجاحظ بحر بن عمرو عثمان أبي

واتبع المفاكهات، ورسالة والتدوير التوسع برسالة وتعرف والعرض الطول النحوي. سمكة البن رسالته في العميد بن الفضل أبي طريق أيضاوالبديع الخوارزمي بين

وقد جمع بديع الزمان جوامع ما جرى بينه وبينه في كتاب أنفذه إلى بعض األشراف، أنا أكتب منه ها هنا قطعة على اختصار، وهو وإن كان طويال فليس مملوال، لما ألبسه من

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

حلل البالغة، وحلل البراعة، وجدته في اآلذان، وحالوته في األذهان؛ وفيه أنواع تنفتح لها األسماع، وتنشرح لها الطباع، مما ألف هذا الكتاب له من الملح الظريفة،

والفكاهات الشريفة. وأولها: سأل السيد أمتع الله ببقائه إخوانه أن أملي جوامع ما جرى بيننا وبين أبي بكر الخوارزمي أعزه الله من مناظرة مرة، ومنافرة أخرى، وموادعة أوال، ومنازعة ثانيا،

إمالء يجعل األسماع له عيانا؛ فتلقيته بالطاعة، على حسب االستطاعة، ولكن للقضية سبب ال تطيب إال به، ومقدمات ال تحسن إال معها، وسأسوق بعون الله صدر حديثنا إلى

النجز، كما يساق الماء إلى األرض الجرز: وأولها: إنا وطئنا خراسان، فما اخترنا إال نيسابور دارا، وإال جوار السادة جوارا، ال جرم إنا حططنا بها الرحل، ومددنا عليها

الطنب، وقديما كنا نسمع بحديث هذا الفاضل فنتشوقه، ونخبر به ونخبره على الغيب فنتعشقه، ونقدر أنا إذا وطئنا أرضه، ووردنا بلده، يخرج لنا في العشرة على القشرة،

وفي المودة عن الجلدة، فقد كانت كلمة الغربة جمعتنا، ولحمة األدب نظمتنا، وقد قالمدافع.شاعر القوم غير نسيب للغريب غريب وكلهنـا ها غريبان إنا أجارتنا

فأخلف ذلك الظن كل اإلخالف، واختلف ذلك التقدير كل االختالف، وقد كان اتفق علينا في ذلك الطريق من العرب اتفاق، لم يوجبه استحقاق، من بزة بزوها، وفضة فضوها، وذهب ذهبوا به. ووردنا نيسابور براحة أنقى من الراحة، وكيس أخلى من جوف حمار،

وزي أوحش من طلعة المعلم، بل اطالعة الرقيب، فما حللنا إال قصبة جواره، وال وطئنا إال عتبة داره، هذا بعد رقعة قدمناها، وأحوال أنس نظمناها؛ فلما أخذتنا عينه، سقانا الدردي من أول دنه، وأجنانا سوء العشرة من باكورة فنه، من طرف نظر بشطره، وقيام دفع في صدره، وصديق استهان بقدره، وضيف استخف بأمره؛ لكنا أقطعناه

جانب أخالقه، ووليناه خطة رأيه، وقاربناه إذ جاذب؛ وواصلناه إذ جانب، ولبسناه على خشونته، وشربناه على كدورته، ورددنا األمر في ذلك إلى زي استغثه، ولباس استرثه،

وكاتبناه نستلين قياده، ونستميل فؤاده، ونقيم مناده، بما هذه نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم األستاذ أبو بكر والله يطيل بقاءه، أزرى بضيفه إذ وجده يضرب إليه

آباط القلة، في أطمار الغربة؛ فأعمل في ترتيبه أنواع المصارفة، وفي االهتزاز له أصناف المضايقة، من إيماء بنصف الطرف، وإشارة بشطر الكف، ودفع في صدر

القيام، ومضغ للكالم، وتكلف لرد السالم. وقد قبلت ترتيبه صعرا، واحتملته وزرا، واحتضنته نكرا، وتأبطته شرا، ولم آله عذرا، فإنما المرء بالمال، وثياب الجمال، ولست مع هذه الحال، وفي هذه األسمال، أتقذر

صف النعال. فلو أني صدقته العتاب، وناقشته الحساب، لقلت: إن بوادينا ثاغية صباح،المعارف: وراغية رواح، وناسا يجرون المطارف، وال يمنعون

حسان مقامات وفيهموالفعـل القول ينتابها وأنديةوجوههم

فلو طرحت بأبي بكر إليهم طوائح الغربة لوجد منال البشر قريبا، ومحطالرحل رحيبا، ووجه المضيف خصيبا.

ورأي األستاذ أبي بكر أيده الله في الوقوف على هذا العتاب الذي معناهود، والمر الذي يتلوه موفق إن شاء الله تعالى.

فأجاب بما في نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم: وصلت رقعة سيدي ورئيسي، أطال الله بقاءه، إلى آخر السكباج، وعرفت ما تضمنه من خشن

خطابه، ومؤلم عتبه وعتابه، وصرفت ذلك منه إلى الضجرة التي ال يخلو منها من مسه عسر، ونبا به دهر، والحمد لله الذي جعلني موضع أنسه،

ومظنة مشتكى ما في نفسه. أما شكاة سيدي ورئيسي من مضايقتي إياه كما زعم في القيام، فقد

وفيته حقه أيده الله سالما وقياما على قدر ما قدرت عليه، ووصلت إليه،

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ولم أرفع عليه إال السيد أبا البركات العلوي، وما كنت ألوثر أحدا على من أبوه الرسول وأمه البتول، وشاهده التوراة واإلنجيل، وناصره التأويل

والتنزيل، والبشير به جبريل وميكائيل. فأما القوم الذين صدر عنهم سيدي فكما وصف: حسن عشرة، وسداد طريقة، وكمال تفصيل وجملة، ولقد

جاورتهم فأحمدت المراد، ونلت المراد: فارقت قد أك فإن نجدا

بـذمـيم عندنا نجد عهد فماوأهله والله يعلم نيتي لألحرار كافة، ولسيدي من بينهم خاصة؛ فإن أعانني على بعض ما في نفسي بلغت له بعض ما فيه النية، وجاوزت به مسافة القدرة، وإن قطع علي طريق

االضطرار: عزمي بالمعارضة، وسوء المؤاخذة، صرفت عناني عن طريق االختيار، بيد النفس وما كان تكدر لم إذابـقـرارة نطفة إال صفوا

غديرها وبعد: فحبذا عتاب سيدي إذا استوجبنا عتبا، واقترفنا ذنبا؛ فأما أن يسلفنا العربدة،

فنحن نصونه عن ذلك، ونصون أنفسنا عن احتماله؛ ولست أسومه أن يقول: استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين. ولكني أسأله أن يقول: ال تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم

وهو أرحم الراحمين. فحين ورد الجواب، وعين العذر رائدة تركناه بعره، وطويناه على غره وعمدنا لذكره

فسحوناه، ومن صحيفتنا محوناه؛ وصرنا إلى اسمه فأخذناه ونبذناه، وربكنا خطته، وتجنبنا خطته، فال طرنا إليه وال طرنا به. ومضى على ذلك األسبوع ودبت األيام،

ودرجت الليالي، وتطاولت المدة، وتصرم الشهر، وصرنا ال نعير األيام ذكره، وال نودع الصدور حديثه، وجعل هذا الفاضل يستزيد ويستعيد، بألفاظ تقطفها األسماع من

لسانه، وتوردها إلي، وكلمات تحفظها األلسنة من فمه وتعيدها علي، فكاتبناه بما هذه نسخته: أنا أرد من سيدي األستاذ أطال الله بقاءه شرعة وده وإن لم تصف، وألبس حلة بره وإن لم تضف، وقصاراي أن أكيله صاعا عن مد؛ فإني وإن كنت في األدب

دعي النسب، ضعيف السبب، سيىء المنقلب: ضيق المضطرب، أمت إلى عشرة أهله بنيقة، وأنزع إلى خدمة أصحابه بطريقة، ولكن بقي أن يكون الخليط منصفا في الوداد، إن زرت زار، وإن عدت عاد. وسيدي أيده الله ناقشني في القبول أوال، وصارفني في

اإلقبال ثانيا. فأما حديث اإلقبال، وأمر اإلنزال، فنطاق الطمع ضيق عنه، غير متسع لتوقعه منه، وبعد، فكلفة الفضل هينة، وفروض الود متعينة، وأرض العشرة لينة،

وطرقها بينة، فلم أختار قعود التغالي مركبا، وصعود التعالي مذهبا، وهال ذاد الطير عن شجر العشرة، وذاق الحلو من ثمرها؛ فقد علم الله تعالى أن شوقي إليه قد كد الفؤاد

برحا إلى برح، ونكأه قرحا على قرح، ولكنها مرة مرة ونفس حرة، لم تقد إال باإلعظام، ولم تلق إال باإلجالل واإلكرام، وإذا استعفاني من معاتبته، وأعفى نفسه من

كلف الفضل يتجشمها، فليس إال غصص الشوق أتجرعها، وحلل الصبر أتدرعها، ولم أعره من نفسي، وأنا أعلم لو أني أعرت جناحي طائر لما طرت إال إليه، وال وقعت إال

عليه: المعالي شمس يا أحبك

وبدرها السها فيك المني وإن

والفراقد عندك الفضل ألن وذاكباهـر

عندك العيش ألن وليسبـارد

  فلما وردت عليه الرقعة؛ حشد تالميذه وخدمه، وزم عن الجواب قلمه،

وحبس لإليجاب قدمه، وطلع مع الفجر علينا. ونظمت حاشيتنا دار اإلمام أبي الطيب. فقلت: اآلن تشرق الحشمة وتنور، وتنجد في

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

العشرة وتغور، وقصدناه شاكرين لمأتاه؛ وانتظرنا عادة بره، وتوقعنا مادة فضله، فكان خلبا شمناه، وآال وردناه، وصرفنا األمر في تأخره،

وتأخرنا عنه إلى ما قال عبد الله بن المعتز: نلتق لم إن بالذكر لنلتقيوالتفـرق البعاد على إنا

وزاد: وقول آخر وقد أحسن بـعـيد من أحبك ولكنيأبيها وفي البتول في أحبك

وبقينا نلتقي خياال، ونقنع بالذكر وصاال، حتى جعلت عواصفه تهب، وعقاربه تدب، وهو ال يرضى بالتعريض حتى يصرح، وال يقنع بالنفاق حتى يعلن، وأفضت الحال به

وبنا معه إلى أن قال: لو أن بهذا البلد رجال تأخذه هزة الهمم، وتملكه أريحيةيعنيني: الكرم، لجمع بيني وبين فالن

حمار أم تحتي أفرسالغبار انجلى إذا أرى ثم وود فالن بوسطاه، بل بيمناه، لو رحلنا وقلنا في المناخ له، وأتى بكلمات تحذو

هذا الحذو، وتنحو هذا النحو، وألفاظ أتتنا من علو، فكان من جوابنا: بعض الوعيد يذهب في البيد. وقلنا: الصدق ينبىء عنك ال الوعيد. وقلنا: إن أجرأ الناس على

األسد أكثرهم له رؤية. وقد قال بعض أصحابنا: قلت لفالن: ال تناظر فالنا فإنه يغلبك. قال: أمثلي يغب وعندي دفتر مجلد، ووجدنا عندنا دفاتر مجلدة، وأجزاء مجودة، وأنشدناه قول

نضلة: حجل بن رمـاح فيهم عمك بني إنرمحه عارضناه شقيق جاء شقيق أم رفت هل أمتـوبة لنـا الدهر أحدث هل

سالحبلغاء: وقلنا: إنا نقتحم الخطب، ونوسط الحرب، فنردها مفحمين ونصدر

النزيل قبل وألسنناتـطـول النـزال بعد ولكنهاقـصـيرة

يالقي قد أن ظن فمنالحـرو

ب ظن فقد يصاب وأال عجزا

فإنك متى شئت لقيت منا خصما ضخما، ينهشك قضما، ويأكلك خضما، وحملناهالقائل: على قول

رضيت ما منها تأخذ السلمبـه

أنفاسها من تأخذ والحرب جزع

له: وقلنا يأويك فالتمس نصحتك

غيري مـرا كان لحمي إن طعاماعمـرا لقيت غداة بكاظمةظـبـاه فعلت ما يبلغك ألم

أنفه: وجعل الشيطان يثقل بذلك أجفان طرفه، ويقيم به شعرات الغش أن ظن وحتى

هجرا قلت كأني وخالفنينصحي واتفق أن السيد أبا علي أدام الله عزه نشط للجمع بيننا؛ فدعاني فأجبت، وعرض

علي حضور أبي بكر فطلبت ذلك، وقلت: هذه عدة لم أزل أتنجزها، وفرصة الأزال أنتهزها.

فتجشم السيد أبو الحسن أعزه الله مكاتبته يستدعيه، فاعتذر أبو بكر بعذر في التأخر. فقلت: ال وال كرامة للدهر أن نقعد تحت ضيمه، أو نقبل خسف ظلمه.

وكتبت أنا له أشحذ عزمته على البدار، وألوي رأيه عن االعتذار، وأعرفه ما في

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ذلك من ظنون تشتبه، وتهم تتجه، وتناذير تختلف، واعتقادات تخلف، وقدنا إليهتف: مركوبا لنكون قد ألزمناه الحج، وأعطيناه الراحلة؛ فجاءنا بطبقة أف، وعدد

أشـبـار خمس وأنفهأصبع طوله بغيض كل في ومنهم منه الطرف وسرحنا جربانات، وأرباب عانات، أصحاب مع

فرأينا النغر، أنف من وأعطس النمر، است من أحمى قد جوفا، رجاالالمضرة. نخش ولم المعرة، فأمنا صوفا، حلقوا

عن الكتاب بها ويخرج قدرها، ويعظم ذكرها، يطول بينهما والمناظرة المعارضات جميع ذكرت لو إذ باليسير، منها ألمع ولكني حده؛

كتبت. ما على ألضعفت والمواجهة، والمبادهة والمناقضات، ونهاية طوقك، في ما غاية علي له: اقترح قلت قال البديع أن ذلك فمن

سرت فإن الترسل؛ من صنف أربعمائة عليك أقترح حتى وسعك، في ماالسبق. فيها فلك بجناحين، أطر ولم برجلين، فيها

لك: اكتب أقول أن ذلك، مثال تكتب أن يمكنك هل منه؛ جوابه يقرأ كتابا لك: اكتب أقول ? أو وانظم أقترح، الذي المعنى على كتابا وافرغ شعرا

منهما لهذا تمد كنت هل واحدا؛ فراغا  ? ساعدا 

أو أقول لك: اكتب كتابا في المعنى الذي أقول وأنص عليه، وأنشد من القصائد ما أريده من غير تثاقل وال تغافل، حتى إذا كتبت ذلك قرىء من

آخره إلى أوله، وانتظمت معانيه إذا قرىء من أسفله؛ هل كنت تفوق لهذا الغرض سهما، أو تجيل قدحا، أو تصيب نجحا ? أو قلت لك: اكتب كتابا إذا

قرىء من أوله إلى آخره كان كاتبا، وإذا عكست سطوره مخالفة كان جوابا؛ هل كنت في هذا العمل واري الزند، قاصد القصد ? أو قلت لك: اكتب كتابا على المعنى الذي أقترح، ال يكون فيه معنى متصل من واو

تتقدم الكلمة، أو منفصل عنها بديهة، هل كنت تفعل ? أو قلت لك: اكتب كتابا خاليا من األلف والالم، ال تصب معانيه إال على قالب ألفاظه، وال

تخرجه من جهة أغراضه، هل كنت تقف من ذلك موقفا مشهورا ? أو يبعك ربك مقاما محمودا? أو قلت لك: اكتب كتابا أوائل سطوره كلها ميم،

وآخرها جيم، على المعنى الذي أريد، هل كنت تغلو في قوسه غلوة، أو تخطو في أرضه خطوة ? أو أقول لك: اكتب كتابا يخلو من الحروف

العواطل، هل كنت تحظى منها بطائل ? أو تبل لهاتك بناطل ? أو أقول لك: اكتب كتابا إذا قرىء معوجا، أو سرد معرجا، كان شعرا، هل كنت

تقطع في ذلك شعرا ? بلى، والله تصيب ولكن من بدنك، وتقطع ولكن منذقنك.

أو أقول لك: اكتب كتابا إذا فسر من وجه كان مدحا، وإذا فسر من وجه آخر كان قدحا، هل كنت تقدر على هذه العمدة ? أو تخرج من هذه العهدة

? أو أقول لك: اكتب كتابا كنت قد حفظته من دون أن لحظته، هل كنتتثق من نفسك به ? بل است البائن أعلم.

فقال أبو بكر: هذه األبواب شعبذة فقلت: وهذا القول طرمذة، فما الذي تحسن أنت من الكتابة وفنونها، حتى أباحثك عن مكنونها، وأكاثرك

بمخزونها، وأثير فيها قلمك، وأسبر لسانك وفمك. فقال: الكتابة التييتعاطاها أهل الزمان، المتعارفة بين الناس.

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

فقلت: أليس ال تحسن من الكتابة إال هذه الطريقة الساذجة، وهذا النوعالواحد المتداول بكل قلم، المتناول بكل يد وفم، وال تحسن هذه الشعبذة. فقال: نعم ! فقلت: هات اآلن حتى أطاولك بهذا الحبل، وأنابلك بهذا النبل، ثم تقاس ألفاظي بألفظاك، ويعارض إنشائي بإنشائك؛ فأقترح كتابا يكتب

في النقود وفسادها، وفي التجارات وكسادها ووقوفها، والبضاعاتوانقطاعها، واألسعار وغالئها.

فكتب أبو بكر بما نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم، الدرهم والدينار ثمن الدنيا واآلخرة؛ بهما يتوصل إلى جنات النعيم، ويخلد في نار الجحيم، قال�طهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن الله تعالى: "خ�ذ من أموالهم صدقة ت

صالتك سكن لهم والله سميع عليم". وقد بلغنا من فساد النقود ما أكبرناه أشد اإلكبار؛ وأنكرناه أعظم اإلنكار، لما نراه من الصالح للعباد، وننويه من

الخير للبالد، وتعرفنا في ذلك بما يربح الناس في الزرع والضرع إلىكلمات لم تعلق بحفظنا.

فقلت: إن اإلنكار واإلكبار، والبالد والعباد، وجنات النعيم ونار الجحيم، والزرع والضرع، قد نبت عن العد، وزلت عن اليد، وقد كتبت كما ترى بما ساوق فيه اللسان القلم، وسابقت اليد الفم، وال أطالبك بمثل ما أنشأت.

فاقرأه ولك اليد، وناولته الرقعة فبقي وبقيت الجماعة، وبهت وبهتتالكافة.

وهذا ما كتب البديع ارتجاال: بسم الله الرحمن الرحيم: الله شاء أن المحاضر صدور بها وتمأل المنابر، ظهور لها وتفرع الدفاتر، وجوه بها

وتمشق المحابر، بطون لها ترشق آثارا، كانت فيه، آمالنا مقتضى على أياديه، في تأييده الله أدام األمير جرى، وإذا المسلمين ظهور عن الثقل

هذا ويرفع الدين، أهل عن الكل هذا يحط أن في إليه نتضرع، ونحن واقفة، والتجارات زائفة، والنقود صيارفة، أجمع الناس صار فقد كريما

نظرا إلينا لينظر شيمه، مصاب وانتجعنا كرمه، بارقة وشمنا هممه، على آمالنا رقاب وعلقنا أحوالنا، وجوه له وكشفنا آمالنا، وفود إليه بعثنا فقد

نظره بجميل يتداركنا أن ونعماءه تأييده وأدام بقاءه الله أدام الحال الجليلاألمير رأى أن وصلى الله على النبي محمد وآله وصحبه وسلم.

فجعلت أقرؤه منكوسا، وأسرده معكوسا، والعيون تبرق وتحار. فلما  فرغت من قراءتها انقطع ظهر أحد الخصمين. وقال الناس: قد عرفنا

الفاضل من المفضول، ثم ملنا إلى اللغة والعروض والنحو والشعر والحفظ، فلما برد ضجر الناس وقاموا يفدونني باألمهات، ويشتمون

الفرس المنبت؛ وقام أبو بكر فغشي عليه، وقمت إليه فقلت: مناسبي قتلتأنـي المـيدان في علي يعز وقـهـرا جلدا

رمت ولكن ليث يا أطق فلم سواكيرمـه لـم شيئا صبرا

تبجيال، وباألفواه تقبيال، بالشفاه فتلقوني الناس؛ اجتمع وقد وخرجت الليل خفره حتى بكر، أبو يظهر فلم الشمس غابت أن إلى خروجه وانتظروابروده. خلع الظالم عليه وخلع بجنوده،

الشق مع النوادر إلى عود

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بابن شبيه الشق، جعفر بأبي يعرف العباس أبي ولد من شريف بمصر كان التنوخي: محمد بن القاسم أبو والنعمة. قال والجد الغفلة في الجصاص

أرداب عشرة يستقرضه بتال تعرف قرية من إليه أبي بعثني وثالثين قمحا إليه ودفعت عليه وسلمت إليه فأتيت رقعة؛ بذلك معي وكتب بقر، زوج

وصديقي صاحبي فهو وأسعده، وحرس بخير أباك الرقعة. فقال: ذكرت الشريف. قال: نعم سيدي الله أعز تال ? قلت: بقرية اآلن هو وأين وخليطي، غائبا. إال أظنه كنت ما كذا، عنا انقطع وقد معنا؛ بالفسطاط ه الله ! حفظه أن سبيله كان ? فما لي قلت ما لك بتال. قال: فما هو سيدي يا قلت: ال رقعته. قال: وأين إليك دفعت قد سيدي، قبله. قلت: يا من برقعة يؤنسني

أخ لك كان اآلن؛ لي وقال: قل وقرأها فأخذها البساط، ? قلت: تحت هي الله فعل فما والشعر، والعروض النحو يحسن الذهن، حاد الرأس حار أعرفه

وأنت معه تأتيني بك وعهدي كذا، الله. قال: كبرت أعزك هو ? قلت: أنا به الذي الشريف. قال: وما الله قردالش. قلت: نعم! أيد لعقة مخطة بزقة أرادب عشرة قرض فيها يسألك برقعة إليك بعثني له: والدي ? قلت به جئت هو سيدي يا ? قلت: ال بالفسطاط اآلن بقر. قال: وهو زوج وثالثين قمحا

يراجعني فهو هو، أنا ? قلت: ال، أخوك الفتى ذاك ! وإنما بتال. قال: نعم أقبل حتى له، أقول لما نسيانه وكثرة غفلته شدة من ضجرت وقد الكالم،

فأخبره فعرفته أراد. فسألني ما الفت هذا فقال: سل الحسين، أبو كاتبه للقبض أراد. وقال: تلقاني بما الكتاب لي فوقع حاجته، له له: نفذ فقال

ونهضت. الشريف فشكرت بالديوان، غير حصرمية وفيه الطعام طعامنا. وقدم حضر فقد بني يا فقال: اصبر

بالطباخ، ! علي هذه مثل فيه يكون مطبخي وقال: مثل يده فرفع محكمة، ما قدر وعلى صانع أنا إنما سيدي؛ ? فقال: يا العمل هذا له: ما فقال فأتى، عني فتأخر إليه أحتاج ما لي يشتري المنفق سألت وقد أعمل، أعطىترى. كما التقصير فجاء تمكن؛ غير على فعملت

بل سيدي، يا ? قال: ال قليل فأحضر. فقال: مالي بالمنفق فقال: علي الله وسع كما توسع وال النفقة في تضايقنا لك واسعة. قال: فما نعم عندك لي يدفع أن الجهبذ سألت وقد أعطى، ما أنفق إنما سيدي، ? قال: يا علينا

للمنفق تدفع لم لك به. فقال: ما فأتي بالجهبذ عني. فقال: علي فتأخر شيئا إليه تدفع لم للكاتب: لم الكاتب. فقال لي يوقع ? قال: لم ? فتلعثم شيئا

ووقف فوقف، هنا ها للكاتب: قف جواب. فقال عنده يكن ولم الكالم في الطباخ. وقال: المنفق وخلف المنفق، الجهبذ خلف ووقف الجهبذ، خلفه عليه، يقدر ما بأكثر يليه من منكم واحد كل يصفع لم إن العباس من نفيت

فتصافعوا.الحكم. هذا في ودقته غباوته من متعجب وأنا قال: فخرجت

عمرو بأم الحمار ذهب إذا ويقول: واإنقصام شديدا، بكاء يبكي فوجده الحسين أبو كاتبه عليه ودخل

? فقال: ماتت عينه الله أبكى ال للشريف ! فقلت: ما واهالكاه ظهراه، وكان أمه يريد الكبيرة جيبي ! فشققت ? قال: نعم بها. فقلت: ماتت بارا

لذلك أجد لم إذ الحال أنكرت إني لمثلي. ثم يجب ما الجزع من وأظهرت فبقيت حركة؛ الدار في وال يعزيه، أحد ال دليال، الخادمة. أتت حتى حائرا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

? قال: قولي اليوم تأكل لك: إيش وتقول السالم، تقرئك فقالت: الكبيرة ? الحياة في والكبيرة سيدي، ? فقلت: يا شهوتك بغير قط أكلت ومتى لها،

كأنها المنام في البارحة رأيت ? إنما حق من ماتت أنها تظن فقال: وإيش ذهب الشاعر: إذا قول فذكرت النيل، من تسقيه مصري حمار على راكبة

المشهور. عمرو..... البيت بأم الحمار! امرأة أمك أن أنسيت لقد 

إليه كاتبه: وأتيت الحسين أبو وقال فبكى، فعرفته والدتي مات وقد يوما قال سنة. ثم بأربعين منها أكبر كان وهو ومربيتي، كبيرتي وقال: ماتت

بعشرين فجئني قم بشرى، لغالمه: يا فاشتر بها. فقال: خذها فأتاه دينارا دنانير بعشرة الخمسة يصرف وأقبل القبر، على دنانير بخمسة وتصدق كفنا إلى لؤلؤ يا أنت آخر: امض لغالم قال تجيزها. ثم من إليه يحتاج فيما الباقية

خلفك ابعث سيدي، منه. وقلت: يا فاستحييت يغسلها، يفوتك ال صاحبنا فالن حزن، وال فرح في عقلك تدع ما الحسين، أبا تغسلها. قال: يا لنا جارة فالنة ! تأذن نعرفه. قلت: نعم ال من عليها يدخل ! كيف حرمي هي ما حرمك كأن امرأة رجل يغسل ! فقلت: وكيف فالن إال يغسلها ما والله بذلك. قال: ال لي

! أنسيت لقد والله امرأة، أمك ? قال: وإنما! الرؤيا عابر خدعنا وكان بابن فاجتاز الخلق، طيب وهو خرج ثم المادراني بكر أبي عند يوما البن غالم فرآه يسمع؛ فوقف الدار، داخل في وغناء أوتار خفق فسمع زنبور تشرفني الشريف، موالي حافيا. وقال: يا فخرج مواله فأعلم فدخل زنبور

له فقدم فدخل ! قال: نعم، بالدخول وغنى أقداح ثالثة وشرب فأكل طعاما الساعة جئني بشرى؛ قال: يا أصبح فلما ليلته فنام وانصرف، أصوات ثالثة إخواني دار من خرجت كأني البارحة فقال: رأيت به فأتاه العابر، شامة بأبي

إلي فخرج القيان، وغناء العيدان، خفق فسمعت حسنة، بدار فاجتزت جليل، نهر أمامه الساحة، في بستان إلى فأفضيت فأدخلني الدار، صاحب

وضربت المثقل، الديباج بأنواع المجلس فرش وقد شاذروان، صدره في وهن العيدان بأيديهن قيان وفيها الصنائع، وعجائب الصور غرائب فيها ستارة وشرب فأكلت األلوان كل من عليه خوان لي فقدم األغاني؛ أحسن يغنين

وانصرفت. وغنيت بابن أيام بعد مر ثم دنانير، بخمسة له فأمر يسره؛ ما على الرؤيا له ففسر تشرفني ما الشريف، سيدي له: يا داره. فقال باب على جالس وهو زنبور

إلى تقدم حضورك. قال: ومتى عادة إلى ? قال: تثني ماذا بعودة. قال: إذا ! امضوا بالباطل متاعنا وأخذ العابر خدعنا كذا. قال: وإنما ? قال: ليلة ذلك وهو أنفقها لعله وقال: دعوه ساعة، فكر ثم منه؛ دنانير الخمسة وردوا إليه

! فقير تشتمني غائبا وحاضرا القيان وحضر المادراني، ابن ومعه الكاتب زنبور ابن عند أخرى مرة وشرب ابن دابة فأتت الحاجة، قضاء إلى الشريف فقام غناء؛ أطيب فغنين

موضعه، إلى وعاد حاجته فقضى الخالء، في والشريف فانصرف، المادراني الشريف، إليه فالتفت دسته، في رجع بكر أبو انصرف لما زنبور ابن وكان

وال الطيب، السماع هذا مثل عنده زنبور ابن الكلب هذا بكر؛ أبا وقال: يا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

على زنبور: هو ابن له مدة. فقال إلى مدة من يدعونا إنما وقت كل به يمتعنا أيامه. قال: ال أكثر في سلطانه مع مشتغل وهو الفراغ من له يتفق ما قدر

بكر أبو الشريف؛ الله له: أعز صانع. فقال فاعل تجلب كلب إال هو ! ما والله المادراني ابن إال ظننتك ما والله له: اعذرني ! فقال زنبور ابن وأنا انصرف

تشتمني ? فقال: أراك غائبا ! وحاضرا إليك أبكر أنا

لألمير، حاجة في بالغداة إلي تبكر أن اإلخشيد: أحب أصحاب بعض له وقال وأكل فمضى كلهم، الناس أول آتيك الحاجة. فقال: أنا وذكر الله، أيده

ثيابه، فلبس مذعورا؛ فقام بالعشي، فاستيقظ القائلة ونام أقداحا، وشرب فقد الله أعزك وقال: اعذرني فدخل، عليه فاستأذن الرئيس؛ إلى وركب

إليك المجيء آثرت ولقد السرعة، من الصبح صليت ما والله النوم، ضربني إلى احتجنا له: قد استلقى. وقال حتى فضحك عليها؛ الله أستغفر وأنا عليها، حال، كل على إليك أبكر الله. قال: فأنا شاء إن الغد إلى األمر تأخير

وانصرف. األعراب ملح من

قال بعض الرواة: خرجنا نريد البصرة فنزلنا على ماء لبني سعد، فإذا أعرابية نائمة فأنبهناها للصالة؛ فأتت الماء فوجدته باردا فتوجهت إلى

القبلة قاعدة ولم تمس الماء، فكبرت ثم قالت: اللهم قمت وأنا عجلى، وصليت وأنا كلى؛ فاغفر لي عدد الثرى. قال: فعجبنا وقلنا: ما تجوز لكالصالة وما هذه بقراءة ! قالت: والله إن هذه لصالتي منذ أربعين سنة.

وقام أعرابي وقد حضرت الصالة فقال: حي على العمل الصالح، قد  قامت بالفالح. ثم تقدم فكبر. وقال: اللهم احفظ لي حسبي ونسبي، واردد

علي ضالتي، واحفظ هملي، والسالم عليكم. وصلت أعرابية في شهر رمضان فقرأ اإلمام السجدة فسجد وسجدت

الناس؛ فخرجت تحضر وتنادي، صعق الناس ورب الكعبة، وقامت القيامة ! وقام أعرابي يصلي وحلفه قوم جلوس، فقال: الله أكبر ! أفلح من هب

إلى صالته، وأخرج الواجب من زكاته، وأطعم المسكين من نخالته، وحافظ على بعيره وشاته؛ فضحك القوم. فقال: أمن هينمتي ضحكتم ? أشهد عند

الله على عمتي أنها سمعت ذلك من في مسيلمة. وقف أعرابي يسأل فقال له رجل: يا أعرابي؛ هل لك في خير مما

تطلب ? قال: ما هو ? قال: أعلمك سورة من القرآن. فقال: ال والله؛ إني ألحسن ما إن عملت به لكفاني !? أحسن منه خمس سور، فاستقرأته

فقرأ: الحمد، والنصر، والكوثر وسكت. فقلت: هذه ثالث، فأين االثنتان? قال: إني وهبتهما البن عمي وعلمته إياهما، وال والله ال أرجع في شيء

أبدا.دخل أعرابي الحمام فلما أحس بوهجه أنشأ يقول:

�دخلت لهم بيت في أاألملـس بالرخام ضربوه قدمهنـدس

واستطار سمعي فسكنفسـي

نفسي في وقلتبالتوسـوس

�رمس ولما النار في أدخلت أ

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بالنورة الطالء في ألعرابيبالنورة: وقال أعرابي في الطالء

ال كسوة عليهم أناستجنـهـم

فيها ليس خضر سرابيل بنائق

حـاذق السرابيل تلك ببيعهميقـيلـهـم ال تاجر يبيعهموها ذلك في ولكشاجم

كشاجم: وقال أبو الفتح أسلم كالسيف ومجردينـسـج ال ما يكسوه بمجردنفـسـه

العيون نظر من ويذوبرقة األنـامـل تمـزقـه ثوبا وينهج

فـيروزج وذا عاج ذا نصفانبـجـسـمـه استقل لما فكأنه األعراب نوادر ومن

وهب سليمان بن أبي جعفر ألعرابي كساء شامية؛ فلما أتى أهله وأبصره صبيانهفأنشد: تطايروا فزعا من بين يديه، وقالوا: لقد أصابت أبانا داهية،

ولبست عمامتي طرحت طـويل ذنب له عنقي علىتاجا

وغـول سعالة جاء وقالوارأوه لـمـا صبيتي تصايح متربع وهو أعرفه ال ? قال: وكيف الجوع يريد عمرة أبا ألعرابي: أتعرف قيل يدور التي كانت ? إن التخمة ? قال: وما آلخر: أتتخمون كبدي? وقيل علىالجوع. يريد تفارقنا فما الرأس منها بغيض، سمج هو فإذا فيها، وجهه فنظر مزبلة، في ملقاة بمرآة أعرابي ومر

خير. من أهلك طرحك وقال: ما بها فرمى يحمد لم الذي لله قبيحا. فقال: الحمد فرآه المرآة في وجهه مزيد ونظرسواه. المكروه على

قاربه. بما يذكر والشيء الحطيئة هجاء من

فقال: رأى الحطيئة وجهه في بئر لي أرى حامله وقبح وجه من فقبحخلقه الله قبح وجها

ولهذا خبر؛ ذكرت الرواة: أن الزبرقان بن بدر استعدى على الحطيئة عمر بن الخطاببقوله: رضي الله عنه وقال: هجاني

الطاعم أنت فإنك واقعدلبغيتـهـا ترحل ال المكارم دع الكاسي

فقال عمر: ما أرى هذا هجاء؛ وكان أعلم بذلك من كل أحد، ولكنه أراد درء الحدود بالشبهات. فقال الزبرقان: هذا حسان بن ثابت. فقال: علي بحسان، فأنشده الشعر.

فقال: ما هجاه يا أمير المؤمنين ولكن سلح عليه ! فأحضر الحطيئة، وقال: هاتالحبس: الشفرة أقطع لسانه ? فاستشفع فيه فحبسه، فكتب إليه من

بـذي ألفـراخ تقول ماذامـرخ

وال ماء ال الحواصل زغب شجر

قعر في كاسبهم غادرتمظلـمة

يا الناس مليك هداك فاغفرعمر

النهى مقاليد إليك ألقت بعد من الذي اإلمام أنت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

البـشـرصاحبـه قدمـوك إذ بها يؤثروك لم

لـهـا لهـا كانت ألنفسهم لكن

�ثـر األ فبكى عمر وأحضره. فقال: قد والله يا أمير المؤمنين هجوت أبي وامرأتي وأمي. قال:

ألبي: وكيف ذلك ? قال قلت المنام في رأيتك ولقد

فسؤتني في فساءني بنيك وأبا

المجلسألمي: وقلت

مني فاجلسي تنحي العالمينـا منك الله أراحبعيدا استودعت إذا أغرباال سرا المتحدثينـا على وكانونا

وقلت المرأتي:  �طوف ما أطوف لكـاع قعيدته بيت إلىآوي ثم أ

فقلت: واطلعت في بئر فرأيت وجهي قبيحا اليوم شفتاي أبت قائله أنا لمن أدري فال بسوءتكلـمـا إال لي أرى حاملـه وقبح وجه من فقبحخلقه الله قبح وجها

بعدها أتهجو عنك، عفونا وقال: فإن عمر، فتبسم أمير يا ? قال: ال أحدا لك نصب قد قريش من بفتى ! فقال: لكأني الله عهد بذلك وعلي المؤمنين،

المسلمين. قال: أعوذ أعراض في تنشده وأقبلت عليها، فاتكأت نمرقة،المؤمنين. أمير يا بالله التي الحال على زياد بن الله عبيد عند رأيته لقد الرواة: فوالله بعض قال كان عمر المؤمنين أمير له: لكأن فقلت عمر، ذكر فتأوه. اليوم، لك حاضرا

! فراسته أصدق فما المرء، ذلك الله وقال: رحمالمرآة في قيل ما مليح من

أهداها: ومن مليح ما قيل في مرآة، قول كشاجم يصف مرآة في الضحى شمس أخت

واإلش الشكل اإلعـشـاء غير راق

لـألجـفـان مـن مـشـرف طوق ذات

لـجـين صـفـرة فيه أجريت

الـعـقـيان الـمـحـيطة كالهالة فهو

بـالـبـد بـعـد مـضـين لست ر

ثـمـانغــزالن عـلـى تـعـدو ببـزاةتـلـهـو فـوارس ظهرهـا وعلى

بـنـيل مخـبـر حسنفـــأل تـأمـلـت إذا فـيهـا لكاألمـانـي

الـمـاء فـي قبلهـا يكن لمأوان بـغـــير نـفـسة حاصـرجـرم

مـثـالـك فـإن شمـس هي يومـا

فـأنـتـمـا فيها الحشـمـسـان

بـغـير فـانـثـنـى خائفرآه مـا بـالـذي مـنـك فالقـهـاأمـان

المعتز: وقال ابن

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

صديق كل فقد مع وناصحتينظـرة رمت كلما لي مبينتيغـريق غير وهو ماء بلجةعدمتـه ال الذي منها يقابلني

ناقته: أشار في البيت األول إلى قول ذي الرمة وذكر أسجح الغريبة كمرآة وخدأسيلة وذفرى حشر أذن لها

عليها. وتحافظ مرآتها تجلو فهي لها، ناصح ال الغريبة أن يريد يصف يونس ابن غالما

غالما: وقال أبو الحسن بن يونس المصري يصف غاللة على النسيم يجريعـلـيه يمر ما منه وأرقخده

إلـيه ناظريه فتنة فعكستوجـهـه ينظر المرآة ناولته ? عليها اختيارك وقع أين فقال: من مرآة؛ رئيسه إلى الكتاب بعض وأهدى

الحسن. وجهك إلى نظرت كلما بها قال: لتذكرني وامرأته سقراط بين

الصدئة المرايا من أنك ! قال: لوال وجهك أقبح له: ما سقراط امرأة وقالتوجهي. حسن لك لتبين

أقبلت له؛ األذى كثيرة امرأته وكانت وال كتاب في ينظر ملح وهو تشتمه يوما زلت عليه. فقال: ما وأراقتها الغسالة فأخذت ثوبا، تغسل وهي إليها، يلتفتأمطرت. حتى وترعدين تبرقين

أن يسرك وتصيح: وامظلوماه. فقال: أكان تبكي أقبلت ليقتل به مضي ولما أقتل يثمر فقال: ليت مصلوبة، بامرأة الحكماء من وغيره هو ? ومر ظالما

الثمر. هذا مثل لنا العيناء أبي ملح من

أبا يا عنا خلفك له: ما الصقر. فقال أبي عن فتخلف العيناء أبي حمر سرق اللص مع أكن ? قال: لم سرق حماري. قال: وكيف ? قال: سرق الله عبد

قلة الشراء عن غيره. قال: أقعدني على تأتينا أن منعك ! قال: ما فأخبركالعواري. منة اإلعارة وعن المكاري، دالة الكراء وعن يساري، ذات

! بئر في قال: إال يلقى، أن يحب أحد بقي له: ما وقيل الكبيرة األنوف

وذكر له ولد عيسى بن موسى، وكانت أنوفهم كبارا معوجة فقال: كأن أنوفهم قبورنصبت على غير القبلة.

ونظر مخنث رجال كبير األنف فيه شعر. فقال: كأن أنفه كنيف مملوء شسوعا. قال أبو حاتم السجستاني: قدم علينا أعرابي كأن أنفه كوز في عظمه، فضحكنا منه.

فقال: أتضحكون من أنفي ? وأنا ولله ما اسمي في قومي إال األفطس.زينب: وقال محمد بن عبد الملك الزيات في عيسى بن

لضعفـه ضعف أنفهأنـفـه أنف عيسى إنبعطـفـه مال وقد جالسر في وهو تراه لو

ردفه مثل وعيسى جالسر في األنف لحسبت العيناء أبي ملح إلى رجع

قال أبو العيناء البنه وهو مريض: أي شيء تشتهي ? قال: اليتم. وكان في مجلس إسماعيل بن إسحاق القاضي، فدخل رجل ومشى على 

رجله فصاح؛ فقال: بسم الله ! قال: القصاب يذبح ويقول: بسم الله.

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وكان يوما على بابه فمر به رجل فسلم عليه وقام يمشي معه. فقال: ال تعن يا أبا عبد الله. فقال: ما عنى من أبعدك عن داره ! وقال له المتوكل:

ال تكثر الوقيعة في الناس. قال: إن لي في بصري لشغال. قال: ذاك أشدلحنقك على أهل العافية.

وقال له المتوكل يوما: هل رأيت طالبيا قط حسن الوجه ? قال: يا أمير المؤمنين، ما رأيت أحدا يسأل أعمى عن هذا ! قال: لم تكن ضريرا فيما

سلف، وإنما سألتك عما تقدم. قال: نعم ! رأيت ببغداد منذ ثالثين سنة فتى ما رأيت أجمل منه، وال ألطف شمائل. فقال المتوكل: نجده كان مؤاجرا وكنت تقود عليه. فقال أبو العيناء: معاذ الله يا أمير المؤمنين أتراني أترك موالي، وأقود على الغرباء ! فقال له المتوكل: اسكت يا

مأبون. فقال له: مولى القوم منهم. وكان والء أبي العيناء ألبي العباس، فقال المتوكل: قاتله الله ! أردت أن

أشتفي منه فاشتفى مني.وقال له مرة: كيف أصبحت يا أبا عبد الله ? قال: في داء يتمناه الناس.

قيل له: وكم سنك ? قال: قبضة. يريد ثالثا وتسعين سنة. ويقال: إن جده األكبر لقي علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأساء

مخاطبته، فدعا عليه وعلى ولده بالعمى، فكل من عمي منهم فهو صحيحالنسب. وكان قبل العمى أحول.

قال: ذكرت لبعض القينات فاستظرفتني واستحسنتني على السماع؛ فلمارأتني استقبحتني فقلت لها:

له ما أحول قبيح وقالتتنكـرت رأتني لما وشاطرة جسم

مني تنكري فإن احوالالفدم وال غبي ال أديب أريبفإنني

الزمام. ديوان ألوليك أردك لم فقالت: أنا المتوكل مع العيناء أبو

وهذا مجلس له مع المتوكل من طريق الصولي، وله مجالس يدخل الرواة بعضها في بعض. قال الصولي: حدثني أبو العيناء قال: أدخلت على المتوكل، فدعوت له وكلمته فاستحسن كالمي، وقال: بلغني أن فيك بذاء. قلت: يا أمير المؤمنين؛ إن يكن الشر

الذي بلغك عني ذكر المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، فقد زكى الله تعالى وذم؛ فقال: نعم العبد إنه أواب. وقال: هماز مشاء بنميم، مناع للخير معتد أثيم. وقال

الشاعر: الخير على أمدح لم أنا إذا

أهله اللئيم الجبس أذمم ولم

المذمما والشر الخير عرفت ففيم

باسمه المسامع الله لي وشقوالفما

بطبع والذمي النبي تلدغ الذي العقرب كفعل عني بلغك الذي الشر كان وإن رافضي. قال: أنك ذلك. قال: بلغني عن عبدك الله صان فقد بتمييز؛ ال

أكون وكيف وأستاذي جامعها، مسجد في ومنشئي البصرة، وبلدي رافضيا أرادوا كانوا إن القوم يخلو األصمعي. وليس أرادوا كانوا فإن دنيا، أو دينا

وإن كفروا؛ من وإيمان أخروا من تقديم على المسلمون أجمع فقد الدين معكم. قال: إال دنيا وال بكم، إال دين ال أمراء وآباؤك فأنت الدنيا أرادوا كانوا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بنيت وأنت الدنيا، في دارهم بنوا الناس هذه? قال: رأيت داري ترى فكيف لله العبد ? قال: نعم يحيى بن الله عبيد في تقول دارك. قال: فما في الدنيا بصالح عاد وما فائدة، كل على رضاك يؤثر وخدمتك، طاعته بين مقسم ولك، وقد محجوب رجل لمجالستي. قال: أنا أردتك لذة. قال: قد كل على ملككدرهم. آالف بعشرة قال: فوصلني هذا تقدم بمال الملك عبد بن وموسى مخلد بن الحسن ضمن قد سلمة بن نجاح وكان

عليه وعاد بذلك يضمناه حتى يحيى بن الله عبيد فاحتال للمتوكل؛ عظيم فأكبره المتوكل، األمر فبلغ فقتله، الملك عبد بن موسى اغتال ثم األمر، حتى خاقان بن الفتح وعمه يحيى بن الله عبيد فتلطف بموسى، باإليقاع وهم

بذلك، والسرور باللهو فاشتغل المعتز والدة في ذلك واتفق غضبه، سكن وكان المتوكل، على ذلك بعد العيناء أبو فدخل عبد بن موسى على واجدا وجل: عز الله قاله ? قال: ما سلمة بن نجاح في تقول ? فقال: ما الملك يحيى. بن الله عبيد فلقيه بموسى بذلك عليه. واتصل فقضى موسى فوكزه

أمير على العيناء أبي إدخال إال حيلة تجد فلم قتلي أردت الوزير، فقال: أيها فقال: ما ذلك على العيناء أبا الله عبيد فعاتب لي؛ عداوته مع المؤمنينعنه. فأمسك فيك، سريرته ذممت حتى فيه الوقيعة استعذبت

ثم دخل بعد ذلك على المتوكل. فقال له: كيف كنت بعدي ? فقال: في أحوال مختلفة خيرها رؤيتك، وشرها غيبتك. فقال: قد والله اشتقتك. قال:

إنما يشتاق العبد ربه؛ ألنه يعتذر عليه لقاء مواله، وأما السيد فمتى أراد عبده دعاه. فقال له: من أسخى من رأيت ? قال ابن أبي دواد. فقال له

المتوكل: تأتي إلى رجل قد رفضته فتنسبه إلى السخاء. قال: إن الصدق يا أمير المؤمنين ليس في موضع أنفق منه في مجلسك، وإن الناس يغلطون فيمن ينسبونه إلى الجود؛ ألن البرامكة منسوب إلى الرشيد، وجود الحسن والفضل ابني سهل منسوب إلى المأمون، وجود ابن أبي دواد منسوب إلى

المعتصم، وإذا نسبت الناس الفتح بن خاقان وعبيد الله بن يحيى إلى السخاء فذاك سخاؤك يا أمير المؤمنين. قال: صدقت ! فمن أبخل من

رأيت ? قال: موسى بن عبد الملك. قال: وما رأيت من بخله ? قال: رأيته يحرم القريب كما يحرم البعيد، ويعتذر من اإلحسان كما يعتذر من

اإلساءة. قال: قد وقعت فيه عندي مرتين، وما أحب ذلك لك؛ فالقه واعتذر إليه، وال يعلم أني وجهت بك. قال: يا أمير المؤمنين؛ تستكتمني

بحضرة ألف. قال: لن تخاف. قال: علي االحتراس من الخوف. وسار إلى موسى، فاعتذر كل واحد منهما إلى صاحبه وافترقا عن صلح، فلقيه بعد أيام بالجعفري فقال له: يا أبا عبد الله؛ قد اصطلحنا، فما لك ال تأتينا ?

قال: أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا باألمس. قال موسى: ما أرانا إال كماكنا.

وقال له المتوكل: إبراهيم بن نوح النصراني واجد عليك. فقال: ولن ترضى عنك اليهود وال النصارى حتى تتبع ملتهم، وقال له: إن جماعة الكتاب

يلومونك. فقال: كرام عني رضيت إذا

زال فالعشيرتي لئامهـا علي غضبانا نوادره ومن

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بني من ? قال: رجل هذا به. فقال: من فأحس العامة من رجل به ووقف آدم، النسل هذا أظن ما الدنيا، في وبقيت بقاءك، الله أطال بك، قال: مرحبا

انقطع. قد إال الحمار. وقال: يا أذن على بيده فضرب بالجسر، حمار على رجل وزحمه مالك عن العيناء أبو ! وسئل يقول: الطريق فوقك الذي للحمار قل إنسان،

غيره. قيل: ذبح ما البقرة ذبح ونزل إسرائيل بني في كان فقال: لو طوق بن لم جاءه إذا حتى ماء، الظمآن يحسبه بقيعة ? قال: كسراب عمر فأخوه ? قال: رستم بن والعباس مكرم بن محمد في تقول شيئا. قيل: فما يجدهنفعهما. من أكبر إثمهما والميسر الخمر هما

لو سيدي؛ قال: يا الخبيثة، الرائحة تعجبه الكلبي ابن مكرم: إن ابن له وقاللترشفك. وجدك ودعا يدع فلم يعشيه ضريرا رحمة، دعوتك هذا؛ له: يا أكله. فقال إال شيئا

رحمة. فصيرتني عظم. على إال يده تقع ال فجعل سكباجة، المتوكل بن عيسى أبو إليه وقدم

? قبر أو قدر هذه فداك، فقال: جعلت دعوة في طباطبا البن قصيدة

وهذا كلما ذكر ابن طباطبا العلوي وقد دعاه بعض إخوانه فتأخر عنه الطعام إلى أنفقال: اشتد به الجوع، ثم قدم إليه جديا هزيال

قـادمـه سفـرة من كأنهاقـاتـمة مغـبـرة دعوة يا نادمه إسالمها على أضحتمـسـيحـية فيها قدموا قد

حـائمـه حولهـا وأيد أيدتـزل لـم شطرنجية وبعدقـائمـه على رفعناها ثمسـاعة لعبهـا في نزل فلمفقال: وكرر األرز، اتخـاذا يتخذ اإليطاء هوأرز يتـبـعـه جاء أرز

هذا يكون الطعام وإيطاءعلمنا كما القريض فإيطاءإليه: فدعا الرجل جماعة من الشطرنجيين، وقال: تعالوا حتى تروا الشطرنجية، فكتب

طوينـاهـا لما نشرتهارفعـنـاهـا كنا ورقعةقمرناها القمر أمكن لوشطرنجها للعاب أعددت

والشاها الفرزان ميز مازيريا أحضرتها لو والله اإليطاء

القيس: واإليطاء تكرار القوافي بتكرار معانيها، كقول امرىء سرحة ماوان ذي بأسفلكـأنـه مطمـئن طويل عظيم

مرقبالميكالي: وليس بإيطاء قول األمير أبي الفضل عبيد الله

زوال أو بـمـوت فمـرتـجـعغـنـي بـه يتـيه غـنـى وكل األرض لي طوى جدي وهب طرا

زوى ما يزوي الموت أليسلـي

وقوله: عادلك ونعمى بؤسىفي كنت إن من أخوك

  بداك وإن عادلك منه بالبرمنعما

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وقوله: المزاحمـه وخل حالمزا في الناس جامل

? مه المزاح يتعاطىلـمـن وقل وتفاصح والموائد الطعام

وعلى ذكر الطعام. قال الجماز: جاءنا فالن بمائدة كأنها زمن البرامكة على العفاة؛ ثمالقاضي: جاءنا بشراب كأنه دمعة اليتيم على باب

المائده سورة عليهم فاقرأجوعهم من أضيافك جن قدالباقطاني: وقال ابن الرومي يصف طعاما أكله عند أبي بكر

دينـارية صـفـراء وسـمـيطة ثمنا حـزور لـك زفـهـا ولونا تـكـون أن فكادت عظمت

يتـفـطـر إهابهـا فكاد وهوتأوزة عن جلدها نقشر ظلنا

وكأنلحـمـهـا يقـشـر لـجـين عن تبرايصـدر بمثلـهـن الرياض مثلثـرائد ذاك قـبـل وتقدمـتـهـاومـدثـر ملـبـس منها بالبيضمـزخـرف كلـهـن ومرققات

ذاك بعد قطائف وأتتلـطـائف

ويرضى بها اللهاة ترضى الحنجر

الطبرزد من الوجوه ضحكفوقها

الدهان من العيون دمعيعـصـر

المنجم: ومن ملح ما قيل في القطائف، قول علي بن يحيى بن منصور بن المـوز حشو الماذي والسكربـالـلـوز حشيت قد قطائف

حوزي في وقعت لما سررتالـجـوز دهن آذي في تسبحفـوز بقـرب عباس سرور

الرومي: ولم يقل أحد في اللوزينج أحسن من قول ابن عـجـبـا أو أعجب بدا إذالـوزينـج منـك يخطئني ال

يحـجـبـا أن زلفاه أبت إالأبـوابـهـا الشهوة تغلق لممـذهـبـا له الطيب لسهلصخرة في يذهب أن شاء لو

جـامـه فـي بالنفخة يدور لولـبـا له الدهن ترى دورا منظر فيه عاون مستعـذبـا ساعد مستحسنمـخـبـرا

أرقولـكـنـه الحشـو مستكثف الصبـا نسيم من قشراقبـبـا إذا القطر أعين منجـالبـيبـه قـدت كأنمـاالجندبـا األجنحة في شاركخـرشـائه رقة مـن يخال

األشنـبـا الواضح لكان ثغرخـبـزه مـن صور أنه لومركبـا لها الكف يجعل أنالفـتـى يود بيضاء كل من

األشهبا األزرق تحكي شهباءمـدفـونة زرقـاء مدهونةصبـا من صبا حتى وطيبتحـسـنـت وفـم عـين ملذ الذائق على مرتمـرة فـمـا اللـوز له ذيق أبـى إال

المذهبـا نقده في وشاوروانـقـاده الـسـكـر وانتقـدنـبـا عاله الضرس إذا والنـبـت رأتـه العين إذا فال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

المـطـلـبـا تلقاءكم وجهوامـق من اإلدالل تنكروا ال هذه األبيات يقولها في قصيدة طويلة يمدح بها أبا العباس أحمد بن محمد بن عبيد الله

أولها: بن بشر المرثدي ويهنيه بابن له ولد، أنجبا لقد بالله أقسمتكوكبا ولدا وشمس بدر

وقال أبو عثمان الناجم: دخلت على أبي الحسن وهو يعمل هذه القصيدة؛ فقلت له: لو تفاءلت ألبي العباس بسبعة من الولد؛ ألن عباس يجيء منكوسا سابع، فلو تصور ذلك

بديها: لجاء المعنى ظريفا؛ فقال لـه تفـاءلـت وقد ال كنيتهزاجـرا ثـعـلـبـا زاجراأعـجـبـا مقلوبهـا بدا إذاكـنـية لـه تـأمـلـت إني

معـطـبـا يعد لم فأل وذاكسـابـع أبا العكس يصوغهاغـيبـا سـتة فلننتظـرهـمواحـد مـنـهـم أتـاه وقـدتـرتـبـا لـه اللـه يجعلهانـعـمة تغمـرهـا مدة في

تراه حتى كبكبا ومن رضوى من أجلبـينـهـم جالسـافـاخـتـبـا سبعة نجوم بيننوره من األرض وافى كالبدر

بـوبـا مـا بعض من فإنهاهـذه عـن الناجـم وليشكرسبـبـا وما أسدى ما أشكرأزل لـم فتى وألحمت أسدى

والرغفان: وقال يصف الرؤوس من رأينا إن ما الـزوار لفـجـاءة نعتدهحاضر طعام

 أصبحـا الطعام من كمهيئين والفجـار األبرار من شبها

فوار جاحم من أخرجت قدفخمة ضخام وأرغفة روس ابتسمت الجنة أهل كوجوه

النـار أهل بوجوه مقرونةلناومن تشابيهه العقم:

أنس ال أنس ما مـررت خبازابـه

اللمع وشك الرقاقة يدحوبالبصـر

كـفـه فـي رؤيتها بين ماكـالـقـمـر قوراء رؤيته وبينكـرة

فيه يرمى الماء صحفة فيدائرة تـنـداح مـا بمـقـدار إال بالحجر

وكان ابن الرومي منهوما في المآكل وهي التي قتلته، وكان معجبا بالسمك، فوعده أبو العباس المرثدي أن يبعث إليه كل يوم بوظيفة ال يقطعها، فبعث إليه منه يوم سبت ثم

إليه: قطعه، فكتب منتظريهـم الزائرون أخلفوأنـى جفـتـنـا لحيتاننا ما

يكفيهـم ما عليه حفاظ منفأتينا زورهم السبت في جاء عـيد يوم وجعلناه نحـكـيهـم أو اليهود فكأناعـظـيم من يسخطون فلم رالهـج على مصممين وأرهم

يرضيهمتـأتـيهـم ال يسبتون ال يوموكـانـوا أتتنـا فما سبتنا قد

إليه: فاتصل ذلك بالناجم فكتب

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

رجحانـه الفضل في يحمد لتـزا ال مـن أنـت حسن أبا الظن تحسن فكم

إحـسـانـه الـلـه قلل وقدبالمـرثـدي كالسـراب الفتى أن تدر ألمإخـوانـه الـخـير وعد إذام

يفوت السراب وبحرحـيتـانـه طالبـك في فقلم الطلوب

وخرج ابن الرومي مع بعض إخوانه في حداثته إلى بعض المتنزهات، وقصدوا كرما رازقيا، فشربوا هناك عامة يومهم، وكانوا يتهمونه في الشعر. فقالوا: إن كان ما تنشدنا

بديها: لك فقل في هذا شيئا. فقال: ال تريموا حتى أقول، ثم أنشد الـبـلـور مـخـازن كأنهالخـصـور مخطف ورازقي

ضمنت قد إلى مسكا جوري ورد ماء األعالي وفيالشطور

الـحـرور وهـج من يبق لم نـور ظروف في ضياء إالالـحـور الحسان آذان قرطالـدهـور علـى يبقى أنه لوالـمـشـور العسل مذاق لهشـــذور وبـال مـزيد بال

الكـافـور مع المسك ونكهةالمقـرور الخصر مس وبردالوكـور في والطير باكرتهالـصـدور على الماء ورقة�الـمـنـصـور ولد من بفتية الـبـدور مـن للعـين أمألللـذرور الشمس ارتفاع قبلالـنـاطـور خيمة أتينا حتى

من كالطاوي فانحطالمقهـور ال الراغب بطاعةالصقـور

حـور بـضـروع أتانا حتىالمشطـور الحلب عبد والحرالمنـثـور اللؤلؤ مثل والطلمحـصـور عسل من مملوءةمسطـور شجر سماطي بينالمـذعـور الحية مثل ينسابسـرور فـي األوطار فنيلتظـهـور مـن للعنقود ناهيكالمـنـظـور يومنا من تعلةاألمـور مـن يقضى ما وكل

الـغـرور متع من ومتعة وفكرته بديهته استوت

قال الناجم: جلست معه على باب داره وقد أبل من علة، فمر بنا الحاجب، فقال: قوما عندي نتحدث اليوم، وعندي مصوص وأشياء لطيفة ال تضرك؛ وأشرب مع أبي عثمان

بحضرتك ونتآنس يومنا. فقال: إنا نأتيك الساعة وأبو عثمان فامض ونحن في أثرك؛ فمضى ولحقناه فحجب

عنا، فانصرفنا وأبو الحسن مغضب، فدخلت على أبي الحسن في ذلك اليوم، فوجدتأولها: بين يديه قصيدة طويلة جدا

الـهـارب مني ينجو وأينالحاجب الحاجب يابن نجذاك ? قال: الساعة. عملتها متى الله؛ عمله. وقلت: أعزك سرعة من فعجبت

مصلح. قال: قد حرف فيها هذه. قلت: وما ? قال: هي مسودتها قلت: وأين أعمل فما وفكرتي، بديهتي استوت أصلحه. فأكاد شيئا

موته سبب

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وكان سبب موته أنه كان منقطعا إلى القاسم بن عبيد الله بن وهب؛  وكان القاسم مغرما بشعرهن مستظرفا له، محسنا إليه. فقال له أبوه: قد أردت أن أرى من روميك هذا ? فأحضره وحضر أبوه، فلما انفض المجلس

قال له: كيف رأيته ? قال: أرى ما يسوءني وال يسرني، أرى رجال صحيح الشعر، سقيم العقل، ومثل هذا ال تؤمن بوادره؛ وأقل غضبة يغضبها تبقي

في أعراضنا ما ال يغسله الدهر، والرأي إبعاده، قال: وكيف ذلك بعد اتصاله? أخاف أن يظهر ما أضمره، قال: يا بني؛ اتبع فيه قول أبي حية:

ال هديك السر في لها يقلنيرح صحيحا فـألـمـم تقتليه وإال

فأخبر القاسم بقول أبيه ابن فراس، وكان أشد الناس عداوة البن الرومي. فقال: إنما أشار عليك باغتياله، وأنا أكفيك أمره، فسم له لوزينجة وقدم له الجام وهي في أعاله،

فلما تناولها أحس بالموت ونهض قائما. فقال له: إلى أين يا أبا الحسن ? قال: إلى حيث أرسلتني. قال: اصرفوه، فقد غلب عليه السكر؛ فخرج وهو لما به؛ فلقي الناجم

فقال: لؤمك دون للعشيرة وجودكقومـك عميد أنت عثمان أبا

يومـك بعد تراه وال يراكأراه فـمـا أخيك من تمتع الطيرة مفرط الصبر، قليل الصدر، ضيق االنقالب، سريع التغير، شديد وكان كالمتوجس يلقاه من يراه التجسس؛ كثير التخوف، عظيم وكان فيها، غاليا

المذعور. خوفه شدة تراءيته أن أنشب فلم سائرون، ونحن أسايره قال: كنت أصحابه بعض ذكر فأمرت الدابة؛ وأسلم الدكاكين بعض إلى ولجأ بسرعة، دابته عن ترجل قد يضطرب هو ? وإذا الحسن أبا يا بالك فقلت: ما إليه وأتيت أمسكها من

له: ما الدابة. فقلت فركب وقام سكن حتى عنه فأمسكت شديدا؛ اضطرابا وهي ذوبينا يحمل العامة من برجل ? وإذا ذاك ترى ? قال: أما هاجك الذي الذي البركار ترى بشعبتين. فقلت: أراه. فقال: أوما حديد طرفها في عصافيفتله. عنقي على يلويه أن يؤمنني ما بيده،

فوهبه فأعجبه رآه محكم قدح في غيره أو الموفق سأل عنه: أنه وحكي فوضعه السلطان، دار من خرج وقد معه، إخوانه: وكنت بعض إياه. قال

فكسره. فقلت به رمى ثم ركبته، على وضعه ثم بسرعة أزاله ثم رأسه على األرض وجه على وما القدح هذا إلي ? قال: وصل الفاسد الخاطر هذا له: ما بعض قول ذكرت ! ثم أعضائي أشرف على فوضعته منه، إلي أحب

أن فخفت إليه، انحدرت الشفاف الشيء قابلت إذا الصاعقة الحكماء: إن دابة تصدمني أن فخفت ركبتي، على وضعته ثم فتهلكني، صاعقة علي تقع

الذي يكون أن وخفت مزمنة، علة سبب فيكون جسمي في فيدخل فينكسركسره. في الراحة فرأيت بي، الله أراده ما طلبه إلى دعاني

تطيره عن حكايات أيام في المبرد العباس أبي غالم األخفش سليمان بن علي الحسن أبو وكان

أوفى أبي ابن مترفا، شابا عليه فيقرع به يعبث وكان مستظرفا، وأديبا حنظلة؛ بن الحسن: مرة ألبي ? فيقول: قولوا بالباب له: من الباب. فيقال

ويقيم لقوله فيتطير إياه. هجائه سبب ذلك وكان داره، من يخرج ال أياما

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الباب عليه وقرع فقال: بابه عليه قرع من إليه وجه البحتري وقيل: إن يوما والزقوم، والغسلين والمهل القيوم، الحي ? فقال: سخطة هذا من

لم مدة فأقام الدين؛ يوم إلى يكون، أو كان بالء وكل الرجيم، والشيطان ! البحتري حبس في فقيل: هو الموفق، عنه فسأل يخرج،

وتخلف أياما عن بعض األشراف بسبب طيرة عرضت له، فبعث إليه غالما جميال فقرع الباب. فقيل: من ? قال: إقبال؛ فخرج فرأى وجها مستحسن

الصورة حسن الهيئة. فقال له: موالي يرغب في حضورك، فمشى معه ثم توجس وبقي باهتا مطرقا ال ينصرف، ثم مشى قليال؛ فلما قارب الجسر انفتل بسرعة شديدة، ثم مضى على وجهه إلى داره، فأغلق الباب على

نفسه، وكتب إلى الرجل: تخلفت أطال الله بقاءك عن حظي من لقائك، العدمته لي أياما، وأنا أتقلى على جماجم الضجر، بما جرى به القدر، من

كالم سمعته وأمر توقعته؛ فأتاني غالم جميل اسمه إقبال؛ فقلت: هذا حسن، فخرجت معه، ثم فكرت أن إقباال إذا نكس كان ال بقاء ! فقلت:

هذا حسن، فخرجت معه، ثم فكرت أن إقباال إذا نكس كان ال بقاء ! فقلت: هذا من ذاك؛ فمشيت معه مقدما رجال ومؤخرا أخرى حتى صرت

بالجسر، فرأيت حباال مفتولة قد التوت، فصار كل واحد منها في صورة الم ألف، فقلت: هذه تحقق ما ظننت من ال بقاء بقولها: ال ال، فما حصلت في

الدار، إال بعد خوف مضي المقدار، فابسط العذر في التأخر، والسالم. وقال علي بن إبراهيم كاتب مسرور البلخي: كنت بداري جالسا بباب

الشعير على أسرة نصبت لي في صحن الدار؛ فإذا حجارة قد سقطت علي، فبادرت هاربا، وأمرت الغالم بالصعود إلى السطح والنظر إلى كل

ناحية من أين تأتينا ? فقال لي: امرأة من دار ابن الرومي الشاعر قد أشرفت وقالت: اتقوا الله فينا، واسقونا جرة من الماء وإال هلكنا؛ فقد

مات من عندنا عطشا؛ فتقدمت إلى امرأة عندنا ذات عقل ومعرفة بأن تصعد إليها وتخاطبها ففعلت. وبادرت بالجرة وأتبعتها بشيء من المأكول.

ثم عادت وقالت: ذكرت المرأة أن الباب مقفل عليها منذ ثالث بسبب طيرة ابن الرومي، وأنه يلبس ثيابه كل يوم ويتعوذ، ثم يصير إلى الباب

والمفتاح بيده، ثم يضع عينه على ثقب في خشب الباب، فتقع على جار له كان نازال بإزائه، وكان أعور يقعد كل غداة على بابه؛ فإذا رآه رجع وخلع

ثيابه. وقال: ال يفتح أحد الباب. فعجبت من حديثها؛ وبعثت بخادم لي كان يعرفه فأمرته بأن يجلس بإزاء بابه، وكانت العين تميل إليه. وتقدمت إلى بعض غلماني أن يدعو الجار األعور؛ فلما حضر عندي أدى الغالم إلى ابن الرومي رسالتي يستدعيه الحضور، فإني لجالس وعندي األعور إذ وافى

أبو حذيفة الطرسوسي ومعه برذعة المسوس صاحب المعتضد؛ ودخل ابن الرومي فلما تخطى عتبة باب الصحن عثر فانقطع شسع نعله فدخل

مذعورا، وكان إذا فاجأه الناظر رأى منه منظرا يدل على تغير حاله، فدخل وهو ال يرى جاره المتطير منه. فقلت له: يا أبا الحسن، ما لك ? أيكون

شيء في خروجك أحسن من مخاطبتك للخادم ونظرك إلى وجهه الجميل ? فقال: قد لحقني ما رأيت من العثرة؛ ألني فكرت أن به عاهة

وهي قطع أنثييه. فقال برذعة: وشيخنا يتطير ? قلت: نعم ! ويفرط. قال:

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ومن هو? قلت: أبو الحسن بن الرومي. قال: الشاعر ? قلت: نعم ! فأقبلعليه وأنشده:

يؤذن الدهـر رأيت ولماصـرفـه

وبـين بيني ما بتفريقالـحـبـائب

فوطنتها نفسي على رجعتعـلـى

عند الصبر جميل ركوبالنـوائب

جور على الدنيا صحب ومنحكمها

محفـوفة فأيامهبـالـمـصـائب

يوم كـل من خلسة فخذتـعـيشـه

وكن كامنات من حذراالعـواقـب

والزجر الفأل ذكر عنك ودعصـاحـب تـفـاؤل أو دار تطيرواطرح

أبو قام ثم أنشده، ما بحفظ قلبه شغل أنه أدر ولم باهتا؛ الرومي ابن فبقي يتطير أال الرومي ابن فحلف معه، وبرذعة حذيفة غيره، من وال هذا من أبدا الفكر جاره. فقلت: وهذا إلى وأومأ من فأمسك. وعجب التطير، من أيضا فقد كتبناه. فقال: اكتبه له: ليتنا مأتاه. فقلت حسن في ومعناه الشعر جودة

علي. وأماله حفظته، تطيره وعظم حذره شدة على الدليل ومن

ومن الدليل على شدة حذره، وعظم تطير، قوله ألبي العباس أحمد بن محمد بندجلة: ثوابة، وقد ندبه إلى الخروج وركوب

لناري حطبي على حضضتتدع، فال

شرار تحذيري الخير، لكالمحاطب

كل من القيت ما يلق ومنمجتـنـى

الثمار في يزهد الشوك مناألطايب

كـره ما األسفار أذاقتنيالـغـنـى

برفض وأغراني إليالمـطـالـب

  بـعـد القـيتـهـا نكبة ومن

نـكـبة ذات األرض اعتساف رهبت

المناكـب أيسر اإلقتار على وصبري

مـحـمـال بـعـد التغرير من علي

الـتـجـارب الـتـبـاريح البر من لقيت

بـعـدمـا ابـيضـاض البحر من لقيت

الـذوائب ألـف بـه ري علـى سقيت

مـطـرة بحـب لبغضيها شغفت

الـمـجـادب ساقـهـا بل أسقها ولم

لـمـكـيدتـي بـي جد دهر تحامق

كـالـمـالعـب إذا حتى األرض يغيث أن أبي

ارتمـت بالغـيوث أتاها برحلي

الـسـواكـب تـمـايل صاحـبـهـا تمايل أجلي من األرض سقى

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

شـاربمـزلة فأضحت مـرث خـان إلـى فمـلـتبـنـاؤه

لـهـفـان الثوب غريق مميلالغـب

وجـوع خـوف في زلت فماووحـشة

الـلـيل يستغرق سهر وفيواصـب

كـأنـي سـقـف يؤرقنـيتـحـتـه

المدجنات تحت الوكف منالهواضـب

أثـقـل الـطـين ما إذا تراهالـجـنـادب صـرير نواحـيه تصرمـتـنـه

فانقض خان سفر خان وكمفـوقـهـم

فوق الدجن صقر انقض كمااألرانـب

يضـرب البر ضاحي زال وماأهـلـه

بـعـد جـامـد عـذاب بسوطيذائب

بالفضاء نار رب أالاصـطـلـيتـهـا

لفحها يودي الضح منبالـحـواجـب

إنـي الـبـر، ذكـر عنك فدعرأيتـه

شر البحر هول خاف لمنالمـهـاوب

الحـتـوف يبغيني زال وما مـواربـا

وغـير قـتـلـي على يحوممـوارب

بـلـص يغادينـي فطورامـصـلـت

بـورد يمسيني وطوراالـمـشـارب

عـنـدي الـبـحـر بالء وأمافـإنـه

الـروح مع روع على طوانيواقـب

ذكر أدع لم عقلي ثاب ولوثـائب غـير هـولـه مـن ولكـنـهبـعـضـه

�لـقـيت ولو ال ولم فـيه أوصـخـرة

أول الـقـعـر منـه لوافيتراسـب

ذي مـن قـط أتعـلـم ولمسـبـاحة

غير والمضعوف الغوص، سوى مغالب

الـمـاء مـن إشفاقـي فأيسرأنـنـي

مر الكوز في به أمرالـمـجـانـب

على منه الردى وأخشىشـارب نفـس

نـفـس عـلـى بأمنيه فكيفراكـب

ريح هـــزتـــه إذا أظـلوألألت

الشمس له طـوال أمواجاالـغـوارب

فـرسـان فـيهـن أرى كأنيبـهـمة

بالسيوف نحوي يليحونالـقـواضـب

الـيم يركـب قد لي قلت فإن طـامـيا

بـعـض اليم عند ودجلةالـمـذانـب

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

لـلـيم، لـيس خـب لدجـلةإنـهــا

جـهـل تـحـتـه بحلم ترائيواثـب

بـعـرض إنـذار وللبحـرمـتـونـه

آذيه مـن فـيه وماالـمـتـراكـب

الطرائف من قيل لقينة: صوم يوم عرفة كفارة ذنوب سنة؛ فصامت إلى الظهر

وأفطرت. فقيل لها: ما هذا ? قالت: يكفيني ستة أشهر. قعد رجل على باب داره، فأتاه سائل يسأله. فقال له: اجلس، ثم صاح

بجارية عند فقال: ادفعي إلى هذا مكوكا من حنطة. قالت: ما بقي عندنا حنطة. قال: فأعطيه درهما. قالت: ما بقي عندنا دراهم. قال: فأطعميه رغيفا. قالت: وما عندنا رغيف، فالتفت إليه وقال: انصرف يابن الفاعلة. فقال السائل: سبحان الله تحرمني وتشتمني ! قال: أحببت أن تنصرف

وأنت مأجور. ورأى أعرابي الناس بمكة وكل واحد يتصدق ويعتق ما أمكنه. فقال: يا

رب، أنت تعلم أنه ال مال لي، وأشهدك أن امرأتي طالق لوجهك يا أرحم الراحمين ! وكان في زمن المهدي رجل ادعى النبوة فأحضروه إلى

المهدي. فقال له: ما أنت ? قال: نبي. قال: إلى من بعثت ? فقال له: ما أكثر فضولك ! إيش عليك ? قال: قل، وإال أمرت بقتلك. قال: بعثت إلى

أهل خراسان. قال: ولم لم تسافر إليهم ? قال: ما معي نفقة، فضحك منهوأمر له بنفقة، وقال: هذا قد غلبت عليه المرة.

وجاء رجل إلى أبي ضمضم يستعدي على رجل في دابة اشتراها منه، وظهر بها عيب. فقال له أبو ضمضم: وما عيبها ? قال: في أصل ذنبها مثل الرمانة، وفي ظهرها مثل التفاحة، وفي عجيزتها مثل الجوزة، وفي بطنها

مثل الموزة، وفي حلقها مثل األترنجة. فقال له أبو ضمضم: مر عنا يابارد، هذه صفة بستان ليست بصفة دابة.

شرب ابن حمدون النديم مع المتوكل وبحضرته غالم مليح الوجه؛ فتأمله ابن حمدون تأمال شديدا، وقد حمل الشراب إليه. فقال

المتوكل: يابن حمدون، ما الحكم في الرجل إذا نظر إلى غالم فتى ? قال: أن تقطع أذنه. قال: ليحكم عليك بحكمك، فأمر أن تعرك أذنه

حتى تخضر ثم تقطع، وأمر بنفيه إلى بغداد. فلقيه إسحاق بن إبراهيم الموصلي بها فسأله عن حاله، وعمن ينادم المتوكل معه. فقال: أحد ندمائه ابن عمرو البازيار؛ فسأله إسحاق عن محله من العلم والفهم. فقال له: أكثر ما يقول للخليفة؛ أبقاك الله يا أمير المؤمنين إلى يوم

القيامة وبعد القيامة بشيء كثير. فقال له إسحاق: اعمل على أنه كان لك كر آذان فقطعت؛ أليس ذلك أسهل من حضور مجلس تقاسي فيه

ابن عمرو البازيار. وكان ابن حمدون أخف الناس روحا وأحالهم دعابة، وكان المتوكل

يستملحه. فقال يوما: الزئبق من أين يجاء به ? فقال ابن حمدون: من الشيز، وأنا أعرف الناس بها. قال: قد وليتك إياها فاخرج إليها،

فضاقت به الدنيا، وأنشده: واليه عنها والعزلعـزل الشيز والية

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

عنايه ذا بي كنت إنعنهـا العزل فولنيالبيتين. له عمل أحمد أخاه أن الصولي وأعفاه. وذكر المتوكل فضحك

الزيات وابن العيناء أبي بين يكلمه ال فجعل الوزير، الزيات الملك عبد بن محمد على العيناء أبو دخل

هذه في له أهلك قد لما عليك، الله نعمة حق من بأطرافه. فقال: إن إال فبقضاء إليك؛ الحاجة ألهل البسطة تجعل أن عليها، أنت التي الحال

النعم. تدوم الحاجات أعرفك إني محمد: أما فقال لسانك طول أن أوترى الكالم، كثير فضولياالحبس. إلى به وأمر زللت؛ إذا أؤدبك أن مع يمنع

ولكنك إليك، تقدم يكن لم الحبس أن علمت الحبس: قد من إليه فكتب أن بأس وال يستلذ؛ جديد كل ألن علي؛ قدرتك مقدار تريني أن أحببتبإطالقه. فأمر قدرتك، من أريتنا مثلما عفوك من تريني

عليه. فقال: دابته الملك عبد بن محمد فحبس فلقيه، مدة عنه وانقطع أبو له ? فقال لك إيجابنا حسب تواصلنا الله عبد أبا يا أراك ال لي ما

جدد الذي أحسب ولكنني فمناكرة، بعنايتك المعرفة العيناء: أمافيه. تغمرني أن فأحببت فيه، كان ممن حبسك فراغ استبطاءك

الزيات ابن لؤم وكان محمد بن عبد الملك على علمه وأدبه أألم الناس، فمن عجيب لؤمه أنه كان له جار في انخفاض حاله، وكان بينهما ما يكون بين الجيران من التباعد؛ فلما بلغ محمد ما بلغ شخص الرجل إلى سر من رأى، فورد بابه وهو يتغدى، فوصل إليه

وهو على طعامه، فتركه قائما ال يرفع طرفه إليه، فلما فرغ من أكله قال: ما خبرك ? قال: قد أصارك الله أيها الوزير إلى أجل اآلمال فيك، وصرف أعناق

الناس إليك، وقد علمت ما كنت تنقمه علي، وقد غير الدهر حالي؛ فوردت إليكمستقيال عثراتي، مستعطفا على خالتي.

فقال له: قد علمت هذا، فانصرف وعد إلي في غد. فولى الرجل؛ فلما صار في صحن الدار دعا به، فلما صار بين قال له: والله ما لك عندي شيء، ثم أقبل على

بعض من كان بين يديه، فقال: إنما رددته وآيسته بخال عليه بفسحة األمل بقيةيومه.

بعضهم: وهذا كقول كالسحاب إنك قلت إن

ذا لكان لمثلك وصفا في زائداالحال

مواعد لذو السحاب إنواألفعـال بالموعود وبخلتجـمة

الملك عبد بن محمد وكان صناعته، في واحدا براعته. في مفردا طاهر بن الله وعبد السمراء أبي بين

وكان أبو السمراء العالء بن عاصم بن عصمة العسكري نديم عبد الله بن طاهرإليه: يأنس به، ويجاريه الشعر، فكتب

? يبـكـي مم بالله سلوهأبـكـي جعلت لما تقولمـنـك يكون قليل عماأراه لـمـا أبكـي فقلتيأتمنـك الدهر على قلبلي ما قلت تخش فال قالت

التبكـي غرني وال قالتود منـك الدهر غرني البديها: فوقع ابن طاهر في ظاهرها

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

هـواك من أشتكي ال التشـكـي ينفع لو إليكإال أزولال أن اليمـين جهد حلفت عـنـك إليك إالضنك األنيس قليل وعرطريق في السعي كلفتنيفـكـي عند تشاغلت ثمقلبي إسار في بي فرحت

 توفيت: له جارية في شعره جيد ومن 

زرت لو الخالن لي يقولقبرها

له الفؤاد غير فقلت: وهلقبر

أحدث لم حين علىفقدها فأجهل

معها التي السن أبلغ ولمصبر

وهذا مأخوذ من قول أبي مسلم عبد الرحمن بن سلم، في فصل من كتاب كتبه إلى عبد الله بن علي عند محاربته إياه، لما خلع أبا جعفر المنصور: ألنزلنك موارد ضيقة، حتى أبدلك بالحالوة علقما، تمج من تمطقها دما؛

أمنت صولتي، وقد كبرت عن صغر، وصغرت عن كبر، فأنا كما قال األول: النـاس وعيد يخشى وهل الصغير والضرع السن كبيرإال

الملك عبد بن محمد من عتيق شراب قال ابن حمدون النديم: أهدى إلينا محمد بن عبد الملك ونحن بالبدندون شرابا عتيقا

فيها: وكتب رقعة مثلي ترى إن ما أنـدىأخـا جـودا وأدر يدا

عودا الماء فيها يسق لمببـلـدة الصديق أسقيالعقودا جوانبها على نكـأ صـافـية صفراء

المزيدا بالشكر أوجبتبشكـرهـا استقل فإنتـبـيدا أن بالتقادم عةالصني على خشيت فإذا

فتركتهاغيرهـا أخرى أنشأت جـديدا غضافريدا زجاجتها كسيتكـأنـمـا إلـيك خذها

بشكرها متقـي بأن عليك واجعل عهـودا أبدا منه كفاية إلى مضطر الملك على بها يستعين درهم، آالف عشرة الواثق يعطى بأن أمر المعتصم وكان أحوجته متصلة مدافعة بذلك فدافعه إصالحه، إلى يحتاج ما بها ويصلح أمره المؤمنين، أمير المال. فقال: يا تأخر عليه فأنكر المعتصم؛ إلى شكايته إلى

بين أمرهم في أنت أوالد عدة ولك وفعلك، بقولك وأشبه بك أولى العدل تخص أن وإما المال، ببيت فتجحف العطية في بينهم تسوي أن إما خلتين؛ ? قال: تأمر تصنع فما لساني رهنت الباقين. فقال: قد على فتحيف بعضهم لهارون وتطلق وصالت، بإقطاعات ولدك لباقي فأدافعه المال، من صدراتراه. بما ذلك بعد األمر وتدبر قليال، األمير ويتسع بباقيه الخبر وتأدى مشورتك؛ في الصواب أعرف زلت فما الله له: وفقك فقال عدة ووقف خيل عدة وبحبس ومماليكه، عبيده بعتق فحلف هارون، إلى

بخطه اليمين وكتب ليقتلنه؛ بمحمد ظفر لئن جليل، مال وصدقة ضياع،دابته. وأودعها درج في وجعلها يعاجله أن وعقل. وكره أنات ذا وكان هارون، إلى األمر وأفضى مدة ومرت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

له يجمع بأن فتقدم به، اإليقاع على عزم ثم غيظه؛ بشفاء بادر الناس فيقول بواحد ودعا فجمعوا، والوزارة الدواوين لوالية يصلح من الكتاب وجوه من

الكتاب وعرض وكتب له. فاعتزل رسمه أمر في كذا له: اكتب وقال منهم؛ الملك من فقال: أدخل حاجبه فأمر الجميع، امتحن حتى يرضه فلم عليه

فلما مضطرب؛ واجم وهو به فجيء الملك، عبد ابن إليه: محمد مضطر كمه من وكذا. فأخرج كذا في خراسان صاحب إلى له: اكتب قال وقف أخرج ثم الكتاب، من فرغ حتى يديه بين يكتب وابتدأ دواة، خفه ومن نصفا

أتى قد فوجده إياه، فناوله وتقدم وأصلحه الكتاب فأترب حصى فيها خريطة الخريطة من فأخرج جدا. وقال: اختمه به فأعجب نفسه؛ في ما جميع على ساعته. من وأنفذه فختمه وتناوله عليه فوضعه طينا الفالني؛ بالدرج إلي لها: توجه وقل دابتي إلى له: امض لخادم هارون فقال

المؤمنين؛ أمير إليه. فقال: يا فدفعها الرقعة فأخرج به، فجاء الخادم فمضى كان وصفحت كفرت وإن محكم، فأنت بيمينك وفيت إن عبيدك، من عبد أنا

أن على النفاسة إال بيميني الوفاء من يمنعني ! ما والله بك. قال: ال أشبه وحبس الضياع، ووقف بعتقه، حلف من بعتق وأمر مثلك، من الملك يخلو

المال. صدقة وأنفذ الخيل، فناخسرو شجاع أبو فعل وقد  هالل بن إبراهيم إسحاق بأبي هذا من قريبا

الديلمي، بويه بن أحمد الدولة معز بن بختيار كاتب كان أنه وذلك الصابي، جعفر بن الفضل خلع فلما بالرياسة، منافسة بختيار وبين شجاع أبي وبين وستين أربع سنة لله الطائع الكريم عبد بكر أبو ابنه وأقيم لله، المطيع وهو

المملكة، تدبير إليه وصار فناخسرو، أموره جميع على استولى وثالثمائة شجاع أبو فأحضر أمره، ومحي بختيار وقتل االسم، سوى للخليفة وليس قبيح من به تعاملني كنت ما علمت إسحاق. وقال: قد أبا الدولة عضد

في الفساد من قتلك فرأيت قتلك، إلى ودعاني ذلك أحفظني وقد المكاتبة، كنت إذ األرض واستصفى عمال، لي تعمل ال ولكن صناعتك، في مقدما المرزبان بن منصور أبا مكانه اإلنشاء ديوان وولى وحبسه، أمواله

الكتابة. آالت وحسن والفصاحة البالغة في غاية وكان الشيرازي، حبسه في الصابي

وكتب أبو إسحاق من الحبس إلى بعض إخوانه: نحن في الصحبة كالنسرين لكني واقع،وأنت طائر، وعلى الطائر أن يغشى ويراجع.

إليه: وزاره أبو الفرج الببغاء الشاعر زورة ثم قطعه، فكتب وال وانعم وابق اسلم الفرج أبا

تـزل الدهر صرف يزيدك إذا حظانقص

ودك أسـتـام مـدة مضت غـالـيا

غال والبيع فأرخصتهومرتـخـص

مـحـبـسـي في وآنستنيبـزيارة

شفت لك صاحب من قرماخلص قد

كـحـسـوة كـانـت ولكنهاطـائر

السادة يستفرض كما فواقاالفـرص

من استوحشت وأحسبكمحبسي ضيق

تذكرك من عيد وعادكالـقـفـص

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ومن األشفى المنسر منالمـدى حزة

قصة ومن الرامي بندق ومن المقص

الدبـق من فيها صعدة ومنلـهـذم

بها الطعان عند لفرسانكمقـعـص

وقيت الطير، دواهي فهذيشـرهـا

جرع أحداثه من الدهر إذاالغصص

الفرج: فأجابه أبو أيا ما المجد يمم قد ماجدا

نـكـص مـا تكامل مذ تمام وبدر

نـقـص الـسـرار هذا من ستخلص

وأيمـا فما السرار في توارى هالل

خلص الـمـلـك المـلة تاج بدولةالـذي

المشتري قبة أعالي في لهخصص

كنت وما أنصافي تقنصتذا قـبـل

بالبر المرء بأن أظنيقـتـنـص

تقـنـص أخشى فال وبعدجـارح

لي ورأيك وكر لي وقلبكقفـص

الصابئ شعر منالصابىء: وقال أبو إسحاق

سخيفـه وهيوالهجيفه اإلنسان جملة الشريفه للنفس قيلشعـري ليت فلماذا

اللطيفه الله قدرةفـيه ذلـك إنمـاوقال:

درجاته من بالصفعنكسـتـه من وأحقذاتـه مـن وسفالهغيره من مجده من

النقد من ! فقام برجله. وقال: قم فركله الملوك بعض به مر وقد سقراط، من أخذه ! ولكن ? قال: ال عرفتني الملك: أما إليه. فقال ملتفت وال منه مرتاع غير هذا لي وقال: أتقول فغضب، بأرجلها، تركل فهي الكالب طبع فيك أرى

شهواتك ذلك? قال: ألن عبدي. قال: وكيف أنت ! بل عبدي. فقال: ال وأنت ألف وكذا كذا ولنا السادة، األمالق ابن الملك ملكتها. قال: فإني وأنا ملكتك

العروض من يملكه ما عليه يعدد وأقبل مركوب، ألف وكذا وكذا فيل، سبيلك وإنما جنسك، من ليس بما علي تفخر والعقار. فقال: أراك والجواهر

ونلبس ثيابنا نخلع تعالى ولكن بنفسك، علي تفخر أن جميعا في ماء من ثوباخجال. فانصرف المفضول؛ من الفاضل يتبين فحينئذ ونتكلم، اليم هذا

الدولة وعضد الصابي وأهدى الصابىء إلى عضد الدولة في يوم مهرجان اصطرالبا بقدر الدرهم، وكتب معه،

معتقال: وكان حينئذ الحاجات بنو إليك أهدى

واحتشدوا أنت جديد مهرجان في

تبـلـيه

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

حـين إبراهـيم عبدك لكنرأى

شيء عن قدرك سمويسـامـيه

إليك يهديها باألرض يرض لمفقد

بما األعلى الفلك لك أهدىفـيه

فرضي عنه وأخرجه من السجن.الصاحب: وقال الصابىء ألبي القاسم إسماعيل بن عباد

المـولـى به العبد يعوذما كل من فيك حسبي الله 

في زلت ال وعش واسلماألولـى غيرك من بها أنتنعمة

من ملح مزيد .لي راعية وال علي، شفيقة غير المرأته: أنت مزيد قال

وأشفق. قبلي كانت التي من بك أرعى ألنا فقالت: والله منها لي فتطبخ بالجرادة آتيها كنت لقد ثالثا، طالق قال: أنت

فجعل القاضي، إلى جنينها. فدعته وتشوي ألوان أربعة إن عليك ! ال الله فقال: أصلحك المخرج له يطلب القاضي. ثالثين طالق فهي المسألة أشكلت

على وأنا بيته في أصيبا ورجل وامرأة بمزيد حرب: أتيت بن محمد قال ? خبرك وقلت: ما به دعوت ثم سبيلهما، وخليت فحبسته المدينة، شرطة

الزاجل. وحبستم حمام الزوج قال: أطلقتم فيصله. فقال له ويحكيها مزيد نوادر يحفظ المهدي مضحك حبيب أبو وكان

تحصد. وأنت أزرع أنت! أنا مزيد: بأبي له مزيد ولقي كان رجال فما اللحية، عظيم أبوك كان بني، ألبيه. فقال: يا صديقاألمي. خرجت مزيد: أنا ? فقال أجرودي بالك

امرأته وكسا من أخشن فقال: أترينه وخشونته، غلظه إليه فشكت قميصا? الطالق

الطريفة األجوبة من نحن فضلنا فقال: من لهب؛ أبي آل بعض الدهقان حميد بن سعيد ناظر

لجدي. قطيعة اللهبي: وجهنم النيران. فقال بيوت لنا أن الفرس! رطب فقال: الحطب النار؛ في فضولي رميالبخالء ملح من

هذا موالي؛ الباب. فقال: يا وأغلق الطعام لغالمه: هات البخالء بعض وقال الله لوجه حر له: أنت الطعام. فقال وهات الباب يقال: أغلق إنما خطأ،

بالحزم. لمعرفتك فأطعمنا حفصة أبي بن مروان على فنزلنا اليمامة خلف: أتينا بن جهم قال

له: به. فقال الغالم فأتى زيتا، به فاشتر الفلس هذا لغالمه: خذ قال تمرا. ثم واستوهبت لنفسك ? قال: أخذته فلس في أخونك خنتني. فقال: وكيف

الزيت. برأي عليكم أشرت وربما أتبخلونني تميم، بني قيس: يا بن األحنف وقال غاية عليه الرأي سمعه: تقويمك من بعض ? فقال درهم ألف مائة من خير

البخل.

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بخيل في قيل ما أظرف منبخيل: ومن أظرف ما قيل في

قـرح الجوع من مسني مثلمابـقـرح نـزولـي مسه وأخ شدة في وهو زرت إذ قال

يصـحـو ليس طافح بالهم رةالسك رسول قال قلت تغربت لم

ونـجـح نصـح منه والقول هالـل وقـد فقـال تغنموا سافروا

قـا جوعوا الحديث تمام ل

تصحوا غفلة

في يحطمانه، كادا قد زنبيالن طرفيها في عصا عاتقه وعلى بإنسان رجل مر البر ? قال: عدلت هذا فعلت تراب. فقال: لم اآلخر وفي بر أحدهما

وقلبه التراب زنبيل الرجل فأخذ جنبي؛ أحد إلى أمالني قد كان ألنه بالتراب، البر وقسم عليه؛ فخف فحمله فاحمل، الزنبيلين. وقال: اآلن في نصفا

!. شيخ من أعقلك فقال: ما الكفن ليسأل يتماوت بجوار وكانا معهما، ما فني حتى هفان أبي مع طاهر أبي بن أحمد وشرب اسأل حتى هفان: تماوت ألبي طاهر أبي ابن فقال أيوب؛ ابن المعلى في نزلنا الله، فقال: أصلحك المعلى إلى ومضى كفنك. فسجاه في المعلى لوكيله: كفن. فقال له وليس هفان أبو مات وقد حقنا، عليك فوجب جوارك

فضرط، أنفه فنقر مسجى فوجده كفنا. فأتى له وادفع لتشاهده إليه أمض نكهته كرهت روحه بقية الله طاهر: أصلحك أبي ابن هذا? قال له: ما فقال

كثيرة. بدنانير لهما وأمر فضحك المعلى فأخبر دبره، من فخرجت متماوت متجسس

ضبط قد وكان وخلعه، بالعداوة وباينه الموفق نابذ قد طولون بن أحمد وكان وكان الجواسيس من مصر فإذا يوما، قصره من فأشرف فهما، متيقظا

يا فقال: قم فيه. فأحضروه، ومن بالنعش عليه. فقال: علي مرت قد بجنازة له: فقال نعشه، من الميت فقام وقال: اضربه، بالسياف دعا ثم متماوت،

لقتلتك إليك أتقدم لم ! قال: لو نعم ? قال أحمد ناحية من متجسس أنت علمت أين له: من مصر. فقيل عمل عن أخرجهم من وأمر معك، من وقتلت

ورأيتهم ميت، له مات من كآبة عليهم ليس القوم ? فقال: رأيت ذلك ورجل قائمتين رجليه فرأيت النعش في إليه ونظرت بالقصر، يطوفون

فصحت النفس يسارق رأيته حضر فلما حي، أنه فحكمت تسترخي؛ الميتالقضية.

الطرف من وحضر علي بن بسام مع جحظة البرمكي دعوة، فتفرق الجماعة المخاد، وبقي جحظة. فقال: ما لكم لم تدفعوا إلي مخدة ? فقال له ابن بسام:

عن قليل تصير إليك كلها. 

التنانير. بيوتنا كانت هذا دام العيناء: إن أبو فقال سنة؛ البرد واشتد رزقنا الذي لله المرأته: الحمد رجل وقال أحد رزق طيبا. قالت: ما ولدا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

? قال: البحر حفر من بني، يا األبك له فقال فجاء، فدعياه رزقنا، مثلما الحجاج. فشقت بن ? قال: محمد بلطه عمران. قال: من بن موسى ? فقالت: لك أبوه: ما تبكي. فقال وأقبلت شعرها ونشرت جيبها المرأة

الذكاء. هذا مع ابني يعيش ما والمخنث المعذل ابن

رأى عبد الصمد بن المعذل مخنثا ليلة أربعة عشر من شهر رمضان، وهو مضطجع على ظهره يخاطب القمر ويقول: ال أماتني الله منك بحسرة، أو تقع في المحاق،

فقال: فما كانت ليلة سبعة وعشرين رأى عبد الصمد الهالل، يا كالخالل صيرني ما بعد منالهالل مثل صار قد قمرا

السـالل بهذا أرانيك حتىأمـت لـم الـذي لله الحمد الربيع في الصوم

الكاتب: وقال أبو عون الربيع في الصوم جاءنا اختارفهال األرباع سائر من ربعا

المـرتـاع دم من كالعقابيلبـقـايا إال شعـبـان وتولى الصوم في الربيع فكأنقناع فضل غطاه نحر فوقعقد

ورمضان شعبانالبحتري: وقال

الخريف تباشير الحتوأعرضت

أن وشارفت الغمام قطعتهطال

إن شـعـبـان من فترووراءه

الرحيق يمانعنا شهراالسلسـال

وقال: أنهم الفتيان دهى ومماأتـوا

أول على شعبان بآخر الورد

الشك يومشك: وكتب كشاجم إلى بعض إخوانه في يوم

يحـذر كـان مـذ وأمره يعـــل يا شـــك يوم هومـعـنـبـر ومطرفـه كةمـمـس حـلـتـه والجـو األرض وطيلسان صالـقـمـي فـضـي والماء

أخضرتحدر ندى قطر األرض فينـــوره يصـعــد نبـت ليومنـا نتـكـو فـضـيالت ولـنـا مـقـدر قـوتـا

وقيصـر كسرى عمرها ركأد صــفـــراء ومـدامةأكـبـر كـان مـا كاساتنـامـن لـنـحـت بنـا فانهض

تـعـذر سوف إنك قلت إنجــاهـــل فـإنـك ال أو رعناء بامرأة تشبيب

كانت لرجل من العرب امرأة رعناء؛ فدخل عليها يوما وهي مغضبة، فقالت: ما: لك ال تشبب بي كما يشبب الرجال بنسائهن ? فقال: إني أفعل وأنشدها!

عبيدة تمت بحيث منها والحسن فـي إال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

والقمر الشمسمـالحـتـهـا حين منها الظبي خالف ما

تبصرهـا والـجـيد سوالفها إال

والـنـظـر حاسـد من عابها للذي قل

حـنـق عيب قد الذي فرأس أقصر

والحجرعنه. ورضيت فضحكت

هجاء أو مدح هو هل يشك مما ومما يشكل هل هو مدح أو هجاء، أن أبا الينبغي دفع إلى خياط أعور اسمه زيد طيلسانا يقوره له، فلما جاءه ليأخذه دفعه إليه، وقال له: قد خطت لك شيئا ال تدري أهو طيلسان أو هو دواج. فقال: وأنا أقول فيك بيتا ال تدري أو هو مدح أو

: وأنشده. هجاءسواء عينيه ليتقباء زيد لي خاط

يريد بسواء: يكونان صحيحتين أو ذاهبتين.قوله: ومن هنا اهتدى أبو الطيب المتنبي إلى

نصف يا كروس فيابن البصير نصف فيا تفخر وإنأعمىعـور غـير ألنا وتبغضنالـكـن غـير ألنـا تعادينا

وكان أبو الينبغي ضعيف الشعر، قلما يصح له الوزن، إال أنه كان ظريفا طيبا. ودخل عليه وقد حبس، فقيل له: ما كان خبرك ? قال أبو الينبغي: قلت ما ال

ينبغي ففعل بي ما ينبغي.هجاء: ومما يسأل عنه أصحاب المعاني هل هو مدح أو

والجود البخل فيه تكاملفاعتلى

بالمرء والبخل بفضلهما، يزريوهذا يمدحه؛ يريد أن يجود بماله ويبخل بعرضه.

العباس: وقد قال حماد عجرد يمدح محمد بن أبي يجـهـل عـنـدهـا له يقالالـتـي فـأمـا جهـول حليم واشتجار الوغى فعند

مشـعـل أشعلها الحرب إذاالـقـنـايبـخـل بـه حـال كل علىالـذي فـأمـا بـخـيل جواد ال والعرض الرأي ذي يمالـكـر ودين وعرض، فدين

يبذل   

ملـكـت بما وليسكـفـه

وجوده في البحر منيعـدل

حفوف في الحيا يداهالثـرى

الوغى في وطعنتهالفيصل

أهل الناس ذكر إذااألول فـاسـمـه بأسمائهمالـنـدى إن الذي أنت محمدالمـخـول لك المعم ذي تسـمـو

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

في الوغى كبش يذمكوالمنصـل الرمح ويحمدكالوغى! القافية أعجزتك

قلت: وذكر أن هاشميا قال لعمر بن أبي ربيعة: لوال بغضكم لنا يا بني مخزوم ما إما القرط مهوى بعيدةلنوفل

شمس عبد وإما أبوها وهاشم

فقدمت علينا بني نوفل وبني أمية؛ فتوهمه ابن أبي ربيعة عاقال، فقال: ال بأس بتقديمثابت: المفضول على الفاضل في اللفظ، قال حسان بن

آل من السادات في زال وماومـفـخـر تعد ال صدق مكارمهاشم وابـن جعفـر منهم بهاليل

الـمـتـخـير أحمد ومنهم عليأمـه وأيضا فالشعر على الميم، فلم يمكن في القافية، إال ما قلت لك. قال: فأعجزتك

تقول: الحيلة ? قال: وكيف أحتال ? قال إما القرط مهوى بعيدة

لهـاشـم ونوفل شمس عبد وإما أبوها ميم

هذا. عن عجزت لقد وقال: وهنا فضحك القيس امرىء لشعر نقد

ومن عجيب ما يتعلق بهذا الباب إنه وصل إلى حضرة سيف الدولة رجل من أهل بغداد يعرف بالمبحث، وكان ينقر على العلماء والشعراء بما لم يدفعه الخصم وال ينكره

الوهم، فتلقاه سيف الدولة باليمين؛ وأعجب به إعجابا شديدا؛ فقال يوما: أخطأ امرؤقوله: القيس في

أركب لم كأني أتبطن ولملـلـذة جوادا خلخال ذات كاعبا ولم الروي الزق أسبأ ولمإجفال بعد كرة كري لخيليأقل

يقول: وهذا معدول عن وجهه ال شك فيه. فقيل: وكيف ذلك ? قال: إنما سبيله أن أركب لم كأني ولم جواداإجفال بعد كرة كري لخيليأقل أتبطن ولمللـذة الروي الزق أسبأ ولم خلخال ذات كاعبا

واللهو الشرب ذكر ويقترن كله، البيت في يشاكلها بما الخيل ذكر فيقترنالركوب. في منه أطبع الشرب في قوله: للذة بالنساء. ويكون

! فقال أبي وحق التهدي هذا وقال؛ الدولة، سيف واهتز الحاضرون، فبهت إن القرآن على وطعنت أخطأت للمبحث: أنت العلماء من الحاضرين بعض تبارك الله ? فقال: قال ذلك الدولة: وكيف سيف ? فقال تعمدت كنت

تضحى. وعلى وال فيها تظمأ ال وأنك تعرى، وال فيها تجوع أال لك وتعالى: إن وال فيها تعرى وال تظمأ، وال فيها تجوع ال أن لك يكون: إن أن يجب قياسه

ترتب وال تعقيبا، توجب ال التي بالواو القيس امرؤ عطفه تضحى. وإنماوانقطع. فخجل ترتيبا؛

الوليد مجلس في وقال خالد: قدمت على الولد بن يزيد في مجلس ناهيك من مجلس، فألفيته على

سريره وبين يديه معبد. ومالك بن أبي السمح، وابن عائشة، وأبو كامل عذيل

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الدمشقي؛ ومالك بن أبي السمح، وابن عائشة، وأبو كامل عذيل الدمشقي؛ فجعلوافغنيت: يغنون حتى بلغت النوبة إلي

المرء وهم همي سرى النجـم وغابيسـري فـتـر قـيد إال�راقب كـل المجرة في أ نـجـم

البحرات على أو تعرض يجري

بـه أزال مـا بهـم جـمـر حـر أبطن القلب كأنقـرينــا فارقت أخي بكر على بـكـر بعد يحسن العيش وأيبـكـرا

الليثي. أذينة بن ? قلت: عروة يقوله فأعدت. فقال: من صاح، يا فقال: أعد تحجر لقد والله فيه، نحن الذي ? هذا بكر بعد يصلح العيش فقال: وأي

أنفه. رغم على واسعا فقالت: ومن الشعر؛ هذا عنهما الله رضوان الحسين بنت سكينة وأنشدت

كل طاب لقد والله بنا، يمر كان الذي األسود لها. فقالت: ذاك ? فوصف بكر! والزيت الخبر حتى بعده شيء

الشعر من له ينبغي وما السماع قلت أنا: وليت شعري إذا كان السماع داعية األنس، وعشيق النفس، 

الذي ينهكها إذا أسرها الهم، ويبسطها إذا قبضها الغم، وهو المستأذن على القلب، المنقذ له من الكرب، الداخل عليه من غير تعب، والوارد إليه بغير نصب، وقد قال أرسطا طاليس: لما حددنا المنطق وجدنا فيه ما ال يبلغه

اللسان إال آلة، فركبنا العود على الطبائع، الستخراج تلك الودائع، فلماقابلت النفس استماع ما ظهر منه عشقته بالعنصر.

وقالوا: كل شراب بال سماع الدن أولى به؛ فما باله ال تستخرج له األشعار الرقيقة، ذات المعاني الدقيقة األنيقة، واأللفاظ الناعمة الشكلة، في

األبيات الغزلة، التي تطرب بالتكلم قبل الترنم، ويتجنب ما كان من صفات الجيوش والمقانب، والغارات والكتائب، واألحزان والمصائب؛ فألن يسمع

من كان ثمال جذال: منه بقبلة ظفرت حذار على الرقيب من وكنتاختـالسـا

على الصبوح من ألذ خمـار على النسيم برد ومنغمـاميسمع: أحب إليه من أن

لو السيف وحد السنان إننطقـا

الروع يوم عنك لحدثابالعجـب

تعطـيه مالك أنفقتوتـبـذلـه

البيضاء الفضة متلف يا والذهب

إال أن يكون سامعه كمهلهل، وربيعة بن مكدم، وعتيبة بن الحارث بن شهاب؛ هذا على أن هذا الشعر ليس بتحسين الحظ في فصاحة اللفظ، وال قاصر المرمى عن إدراك

يقول: المعنى، كقول مروان بن صرد أخي أبي بكر بن صرد في يزيد بن يزيد فيه العالـمـين فأندى أبوك أما يدا

سيد معن عمك وكانالعـرب

عيدان خير عيدانكموأطيبـهـا

النبع وليس نبع عيدان كالغرب

أوليتـم سادة وإنكم والخـطـب للشعر قالة وأنتمحـسـبـا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ولكن لكل مكان ما يليق بموضعه، ويحسن بموقعه؛ فأشبه أوقات اللهو والشراب، ذكرالتغزل باألحباب.

وقد قال بعض البلغاء: لوال العشق والهوى، لم توجد لذة الصبا، ولم يكن الطربوالغناء، ولنقص نعيم أهل الدنيا.

لقتلته: وكان ابن الرومي يقول: لو ملكت األمر وأدركت ملحن هذا الشعر أكثر كان لعمري كليب

ناصـرا وأيسر ضرج منك جرمابالـدم

فاستمرت ناب ضرع رمىبطعنة

اليماني البرد كحاشيةالمسـهـم

وقال ثمامة بن أشرس: كنت عند المأمون يوما إذ جاءه الحاجب يستأذن لعمير المأموني، فكرهت ذلك، ورأى الكراهة في وجهي. فقال: يا ثمامة، ما لك ? قلت: يا

أمير المؤمنين إنا إذا غنانا عمير ذكر مواطن اإلبل، وكثبان الرمل، وإذا غنتنا فالنة انبسط أملي، وقوي جذلي، وانشرح صدري، وذكرت الجنان. كم يا أمير المؤمنين بين

أن تغنيك جارية غادة، كأنها غصن بان، بمقلة وسنان، كأنما خلقت من ياقوتة، أوالعمي: خرطت من درة، بشعر عكاشة

عنابـا طرزت قد فضة منبنانـهـا كأن جارية كف من الشمال يدها على تلقيبهـا ضربت إذا يمناها وكأن

حسابازهير: وبين أن يغنيك رجل ملتف اللحية، غليظ األصابع، خشن الكف، بشعر ورقاء بن

رأيت كالعجول أسعى فأقبلتخالد كلكل تحت زهيرا أبادر

? عليه طرفك يقف ال من وبين إليه، النظر تشتهي من يحضرك من بين وكم ال غالم؛ يا لفسيح، المنهج وإن لواضح، الفرق المأمون. وقال: إن فتبسم

يوم. أمتع في قينة. قال: فظللنا ! وأحضر له تأذن القيان ومطربات األغاني طيبات من

وقد كتبت جرءا مما قيل في طيبات األغاني ومطربات القيان، وأنا أعيد منها هنا قطعة ترتاح إليها األرواح: أنشد أبو العباس أحمد بن محمد األنباري الناشىء في مثل قول

عكاشة: اليسرى بكفها بصرت وإذا

صنـوفـا عليك يلقي كاتب يدحكت

الكتاب في يمجمج قلمأوتـاره فـي المضراب وكأنماحروفـا

ينفي النقر فيفـكـأنـه إبهـامـهـا ويجسه وزيوفـا بهرجاناقته: أخذ هذا البيت من قول أبي شجرة السلمي وذكر

من الظران حصا عنها يطيرالـورق الجهبذ عند تنوقد كمابلد

القيس: وأصله من قول امرىء بعبقرا ينتقدن زيوف صليلتطيره حين المرو صليل كأن

 وقال ابن العجاج: الورق يتعاطين نساء أيديالقـرق بالقاع أيديهن كأن

وقال أبو نواس: ودين دنيا من حظان لهياسمين طاقة مثل وأهيف

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

للسكون الطبائع وتنبعثساكنات يشدو حين يحركلالستماع. الجوارح وسكون للغناء، الجوانح حركة يريد مليح، وهذا والعيدان القيان صفة

الرومي.ومن عجيب ما قيل في صفات القيان والعيدان قول ابن �مـهـات كـأنـهـا وقـيان حـوانـي بنيها على عاطفاتأ

حملن وما مطفالت لـبـان ذات ولسن مرضعاتجـنـينـا أطـفـالـهـن ملقمات الـرمـان كأحسـن ناهداتثـديااأللبـان درة من صفر وهيحـافـالت كأنـهـا مفعمات

بأسماء يدعى طفل كلوكـران ومـزهـر عود بينشتـى

عن الغنى بادي وهوعـنـه تتـرجـم دهرها أمه الترجمان

الصولي: وأنشد أبو علي الحاتمي ألبي بكر المهجـور المتيم وشكوى بالـص دمعة من أرق وغناء

تظن عن الفهم يشغل وضمـير بظاهر يصغي فهووفـهـم

طعم النفوس فأذاقيشتـهـيه بالذي السمع صافحالسـرور

راضمـا إذا الضعيف بالقائل ليس الجهير الشنيع وال نغما أحسن منه السمع يجتني

ممـا وجوه من العين تجتنيالبدور

الموصلي إبراهيم ينادم إبليس قال إبراهيم الموصلي: استأذنت الرشيد في أن يهب لي في كل أسبوع يوما، أخلو فيه

مع جواري، فأذن لي في يوم األحد وقال: هو يوم أستثقله؛ فلما كان في بعض اآلحادأتيت الدار، فدخلت الحجاب أال يأذنوا ألحد علي وأغلقت األبواب.

فما هو إال أن جلست حتى دخل علي شيخ حسن السمت والهيئة، على رأسه قلنسوةالطئة، وفي رجله خفان أحمران، وفي يده عكازة مقمعة بفضة، وعليه غاللة سكب.

فلما رأيته امتألت غيظا، وقلت: ألم آمر الحجاب أال يأذنوا ألحد، فسلم. فأفكرت وقلت: لعلهم علموا من الشيخ ظرفا وهيئة، فأحبوا أن يؤنسوني به في هذا اليوم؛ فلما أمرته

بالجلوس جلس، وقال: يا إبراهيم أال تغنيني صوتا ? فامتألت عليه غيظا ولم أجد إلى ردة سبيال؛ ألنه في منزلي، وحملته منه على سوء أدب العامة؛ فأخذت العود وضربت وغنيت ووضعت العود. فقال لي: لم قطعت هزارك ? فزادني غيظا، وقلت ال يسيدني وال يكنيني وال يقول: أحسنت ! فأخذت العود فغنيت الثانية، فقال لي: أحسنت، فكدت والله أشق ثيابي، فغنيت تمام الهزار. فقال: أحسنت يا سيدي ! ثم قال: ناولني العود،

فوالله لقد استجابه، فوضعه في حجره، ثم جسه من غير أن يكون ضرب بأنملة،وغنى: فوالله لقد خلت زوال نعمتي في حبسه، ثم ضرب

من هجت متى نجد صبا يا أالنجـد

مسراك زادني لقد وجداوجد على

رونق في ورقاء هتفت أإنالضحى

من النبات غض فنن علىالرنـد

ولـم الولـيد يبكي كما بكيتأكـن

أكـن لم الذي وأبديت جليدا�بـدي أ

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

إذا المـحـب أن زعموا وقددنـا

من يسلي النأي وأن يملالـوجـد

مـا يشـف فلـم تداوينا بكلبـنـا

من خير الدار قرب أن علىالبعد

فوالله لقد خلت كل شيء في الحضرة يتغنى معه حتى األبواب والستور، ثم ضربوغنى:

عدن اللوى حمامات يا أالحـزين أصواتكـن إلى فإنيعودة كدن عدن فلما فعدن

�بـين لهـن بأسراري وكدتيمتنـنـي أجـنـون بهن أو حميا شربنكـأنـمـا الهدير بترداد دعون

مثلهن عيني تر فلم عـيون لهـن تدمع ولم بكينحمـائمـاوغنى: ثم ضرب

ودعا قفا حل ومن نجدايودعـا أن عنـدنـا لنجد وقلبالحمى

أن خشية من كبدي علىأنـثـنـي ثم لحمى أيام وأذكر تصدعا

الحمى عشيات فليستبرواجـع

عينيك خل ولكن إليكتدمـعـا

حيل إن النفس فيها وأعذر النفس إليها وتأبىدونها تطلـعـا إال

  فوالله لقد تغنى كل شيء معه بالحضرة، حتى النمارق والوسائد

وقميصي الذي على بدني؛ فقال: يا أبا إسحاق ! هذا الغناء الماخوري، تعلمه وعلمه جواريك، ثم وضع العود من حجره وقام إلى الدار فلم

أره، فدفعت أبواب الحرم فإذا هي مغلقة؛ فقلت: ويحكن هل سمعتن ما سمعت، أو رأيتن ما رأيت ? قلن: نعم ! سمعنا وأعدن األصوات علي وقد لقنها؛ فسألت الحجاب عن الرجل؛ فقالوا لي: لم يدخل

عليك أحد حتى يخرج، فأمرت بدابتي فأسرجت، فركبت من فوري إلى دار الخليفة واستأذنت؛ فلما رآني قال: ألم تنصرف آنفا على نية

المقام في منزلك والخلوة بأهلك؛ قلت: يا سيدي؛ جئت بغريبة؛ وقصصت عليه القصة من أولها إلى آخرها، فضحك حتى رفع الوسائد

برجليه، وقال لي: كان نديمك اليوم أبو مرة، وددت أنه لوم متعنابنفسه كما متعك.

واشتهر إبراهيم بهذا الطريق، واشتهته الناس فلم تبق جارية لقنته منإبراهيم إال زيد في ثمنها؛ قال الالحقي:

أبا الموصلي الله جزى ال عنا حاقإس إحسـانـا وال خيرا

جاءنا من بوحي مرسالالقـيانـا علينا به أغلى طانالشي

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

القلوب يصغي حبال سـكـرات كأنه غناء منواآلذانـا

الغناء إلى الدولة سيف يستميل فراس أبو ومن مليح هذا المعنى قول أبي فراس: كان سيف الدولة ال يشرب النبيذ وال يسمع القيان ويحظرهما، فوافت ظلوم الشهرامية، وكانت إحدى المحسنات،

وكان بحضرته ابن المنجم أحد المحسنين، فتاقت نفسي إلى سماع ظلوم؛ فسألت األمير أن يحضرهما ألسمعهما مجتمعين؛ فوعدني بإحضارهما مجلسه من

يومه، فانصرفت وأنا غير واثق بذلك لعلمي بضعف نيته في مثله، ووجهت إلى ظلوم أتقدم إليها باالستعداد، وحصلت عندي ابن المنجم، وأقمت أنتظر رسوله

إليه: إلى أن غربت الشمس، فكتبت أوسع بل الدهناء وصدركأرفـع بل الجوزاء محلك لم الذي الرحب وقلبك

موضـع به والهزل للجديزل العود بقرع رفه يسمع ما جل العوالي قرعغدا سمعا

فأمر المهلبي؛ هارون بن محمد بن الحسن محمد أبا األبيات هذه فبلغتعليها. إال ذلك يومه بقية يشرب فلم بها، وغني فلحنت بها فراس أبي شعر من

وأبو فراس هو الحارث بن سعيد بن حمدان؛ وفي أبي فراس يقول القاضي ابنالهيثم:

الحارث شكر رهين تبـقـي مـا أني أيقنتلـوارثـي ذاك ورثتأشـرفـت المنـية فإذالـثـالـث ولـيس يدناسـي بعـد من له رقي

قال أبو فراس: فحاولت جوابه على هذه القافية فما أمكنني شيء أرتضيه،إليه: فكتبت

أرض غدوة جمعتنا لئن عندي لها فإنيابس أضيعها ال يداربوعهـا تحتويك ودار إلي،تحلهـا أرض الله بالد أحب بعد رحلة يوم كل أفي

رحلة حسرة نفسي تجرع

وتروعها

فلي ولينـزاعـه كثير قلب أبدا قليل نفس أبدانزوعهـا

الله لحى يهيم ال قلبا إليكصبـابة دموعها تفيض ال وعينا

والحالوة الطالوة من ولقوته النمط، جيد الشعر، حسن فراس أبو وكانله. أنشد ما به يشهد ما

بدىء بملك؛ وختم بملك، الشعر يقول: بدىء الصاحب القاسم أبو وكانفراس. بأبي وختم القيس، بامرىء

الدولة وسيف فراس أبي بين وكتب أبو فراس إلى سيف الدولة وقد سار إلى منزله: كتابي أطال الله بقاء األمير من منزلي، وقد وردته ورود السالم الغانم موقر الظهر وفرا وشكرا؛

فقال: فاستحسن سيف الدولة بالغته محـيد عني والعال حةوالسـمـا للفصاحة هل

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وأستفـيد العالء من داسـتـقـي يوم كل في جدي خلق الندى في تكرأي إذا فـــي ويزيد

وأهدى الناس إلى سيف الدولة في بعض األعياد فأكثروا؛ فاستشارهم أبو فراسإليه: فيما يهديه إليه، فكل أشار بشيء، فخالهم وكتب

الرسول بيد بمهجتي تبعـث قد فداؤك نفسي الجليل إلى الجليل يهدىإنـمـا نفسـي، أهديتبالقبـول المبشر بشرىيدي ملكـت ما وجعلت

الدولة سيف فمزح صغير؛ وهو عداء عمه بني وبين فراس أبي بين ووقع  فقال: عليه بالتعصب معه

  أسطـو التي عدتي كنت قد

بـهـا الزمان خان إذا ويدي

وسـاعـدي مـا بضـد منك فرميتأمـلـتـه

بالـزالل يشرق والمرءالـبـارد

الـتـقـي كالولد فصبرتلـبـره

لضرب مضض على أغضى الوالد

وقال يفخر: سامي األكناف مذاهب بعيدالـثـريا طنب على بيت لنا

بالطـعـام الوالئد وتفرشهبالعـوالـي الفوارس تظللهالسبي.وقال يصف

تـكـرم لم خيلنا بوادر وعلىآبـائهـا على كرمت وخريدة حتى السيف بحد خطبتزوجت للمقسـم صداقها وكان كرها بعرس وصاحبها راحتمأتـم في وأهلها اإلله يرضيحاضر

وقال: كنت مذ كنت ما طوع إال

خالنـي من الخالن مؤاخذة ليستشانـي

فأستحلي الصديق يجنيجنـايتـه

عفوي على أدل حتىوإحسانـي

الذنب ويتبع حين ذنبايعـرفـنـي �تبع عمدا فأ بـغـفـران غفرانـا

فأحنو علي يجني صافحا كـرمـا

على حان من أحسن شيء ال جان

وقال: الحب في أضمرت ما فواللهسلوة

نفسي حدثت ما وواللهبالصـبـر

من ألبهى عيني في وإنكالغـنـى

من ألحلى قلبي في وإنكالنصـر

مع جرت المأمون ثقتي ويا مع جرت المأمول حكمي فيا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الدهرالهوىوقال:

من ال لحظه من سكرتتمـايلـه عيني عن بالنوم ومامدامته

بل دهتني السالف وماسوالفـه

بل ازدهتني الشمول وال شمائله

غالئله تحوي ما صدري وغللـه لوين أصداغ بصبري ألوىوقال:

فؤادي في غرير وظبيكناسه

الفالة عين كنست إذا وحورها

ونفورها عصيانها خلقه ومنونحـورهـا لباتها خلقه فمنوقال:

ألزمني والعـتـب الهجران في ولجلـي ذنـب وال ذنبـا�حاول الصب على محظور والصبرهـجـره على الصبر أ

قلـبـي على عين له عينيشـادن هـوى بكتمان لي منالحـب طاعة في فاستشهدالـه وعلوي صبري عرضت

وقال: والليل الليل، رداء لبسناراضع

رأسه تردى أن إلىبمـشـيب

الصبح مععطفتهـمـا بانة كغصني وبتنا شمأل ريحاوجنوب

عذار في نصول مباديكأنـه الصباح ضوء بدا أن إلى خضيب

غير فارقت قد ليل فيامـذمـم

غير أقبلت قد صبح وياحبـيب

وقال: الـجـفـاة ألحبابنا قل المالل احتمال على درجونارويدا غير من الصدود ذاك إن في يدع لمجرم للوصال موضعا

حـال كـل على عدمناكم الأسـيئوا أو هواكم في أحسنواوقال:

الصقيل العضب لسانه وإنجوابي عن للمهابة ومغض عتابته أطلت عنتا تقـول قال: كما ثم فدمعوظلمـا

وقال: الصهباء من بخمرتينلـنـا أغـن ساق من نعلل بتنا

والـخـدوجـنـتـه نار أزكى حين كأنه الفاحم فضل وأسبل سكرا

الجعدورد مـن خداه حملت ما بماءبـطـرتـه عنـاقـيد ماء يعد

وقال: أيا يزل لـم بوجـنـتـه مقيمالخـجـل ورداء سافرا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

المقـل جراح عليك أخافالـلـثـام عليك رد بعيشكيبتـذل أن وجهك حق واليجتلـى أن حسنك حق فما

الملـل علي أمنت قد كماالزمان صروف عليك أمنتوقال:

الـجـفـون فاترة ألحاظبـال فتنـتـك إن غرو الالفـتـون إلى الفتور بينمـا العـشـاق فمصارع

الضنين على الضنين صبرالـهـوى سنن فمن اصبروقال:

دمت ما حلب، ثرى سقىسانها

منهل غيثان بدر، ياومنبجـس

والولدان البدر كأنمااألنـس العامر دونهن وربعهاموحـشة

ما ألمر عنها أسيرفيزعجنـي

الخدر إليها يعود حتىالكبـس

بها يرمى التي الحصاة مثل أبدا

ثم فترقى السماء إلىتنعكـس

وقال أبو فراس في رسول ملك الروم إذ جاء يطلب الهدنة، فأمر سيف الدولة بالركوب بالسالح، فركب من داره ألف غالم مملوك بألف جوشن

مذهب على ألف فرس عتيق بألف تجفاف، وركب الناس والقواد على تبعيتهم وسالحهم وراياتهم، حتى طبق الجيش جبل جوشن وما حوله.

فقلت: علونا الرماح مشتجر عند وأثبتمـنـه بأشـد جوشنا

البر ظننتحتى بالفرسان جاش بجيش سالح من بحراالـرياح بـأفـواه تخاطبناحـمـر العذبات من فألسنةصبـاح من عمود وغرتهبـهـيم لـيل جسمه وأروع الصفاح بين ما الصفح قليلكـريم قدرتـه عند صفوح

للـجـنـاح جناح وهيبتهقـلـب للقـلـب ثباته كأن المهلبي أخبار من طرف

وعلى ذكر المهلبي أذكر طرفا من ظريف أخباره، وشريف آثاره، وإنما أسلسل أخبار أمثاله من أشراف العصر، وأفراد الدهر، تعمدا للذة الجدة، ورونق الحداثة؛ إذا كان ما

لم يقرع اآلذان، أدعى إلى االستحسان، مما تكرر حتى تكدر. والمهلبي هو أبو محمد الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يزيد بن حاتم بن

قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة، وكان المطيع لله الفضل بن جعفر المقتدر، لما ولي الخالفة بعد المستكفي، قام بجميع أموره معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي، وصحبه أجمل صحبة من أول واليته إلى سنة موته وهي سنة ست وخمسين وثالثمائة، وعقد الديلمي أمر وزارته للمهلبي سنة تسع وثالثين وثالثمائة. وكان المهلبي من سروات

الصابىء: الناس وأدبائهم وأجوادهم وأعزائهم، وفيه يقول أبو إسحاق لفتـأ وما كالوحوش الله نعم إال نـسـاكـا أخايرا

أيام نفرتهـا أشراكا والتقى البر لها رتوصـي قـوميقول: وفيه

الورى كل أعجزت قد مـحـمـد أبـي للوزير قل

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

أوصـافـهالـذي منطق المجالس في لك

الجوى يشفي األديب أذن فـي ويسوغسـالفـه

أصـدافــه آذانـنـا وكـأنـمـامـتـنـخـل لـؤلـؤ لفظك وكأنالسعدي: وفيه يقول أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة

للشمس قال لو من عبد أنااغربي

على طلعت وقد غربتاألشهاد

بـادي الخـالفة فوق إشراقهارتـبة الـوزارة مـن المستقل لخوفه الكماة عق

األوالد مـن لطـاعـتـه وهمهـيجـاءهـمالـزهـاد مـن ظنناهـم حتىأيامـهـم مـن بالنـزر وتقنعوا

عجاجهم التراب ومن مـن يحطم مماوعجاجـه وجـياد قـنـا

صـعـاد صـدور مخالبها أسدكـأنـهـا العتـاق الخيل القائد بالشجاعة المحدث كذب

وإياد وربــيعة خـنـدف عنوالنـدى

النحور راوية والخيلمـهـلـب آل عيناه أبصرت لوصـوادي

العجاج رهج من يخرجنكأنمـا

من خرجت أسيافهماألغـمـاد

جنابهم رأيت أوما مـتـدفـقـا الـرواد لـتـضـايق متوسعـا من للبذل ووجوههمإشراقـهـا

الضحى شمس قنعت قدبسـواد

أن جفونك كادت أو لرأيتاألطـواد وآنـف البحـار لججترى

رغم على أنهم وعلمتجـالد وكـل نـدى بكل ذهبواالـعـدى

األمـجـاد وماجد الملوك ملكلـه قـلـنـا إذا نصغره من يا قسم إنه سيفك وذباب

الـوغـى من ثوب في والموت

الفرصـاد الزمـان بك ألطرزن الـشـدو بين تختالمـدائحـا

واإلنـشـاد والقلوب المسامع تدع

بـاألصـفـاد تشـد الرواة عندلحسنـهـافيه: وقال

وأثقب النجوم زهر من ألرفعإنـهـم المهلـب آل إلى ألكني شن من األموال سلبوا إذا

غارة المجتدون عليها أغار

ليسلبـوا ما فوق وتعطى فتدنى تطلب األمالك زالت فال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

تتطلبرفدهم 

المنـايا حمر برحت والوسـودهـا

الوغى يوم بأسهم إلىتـتـحـزب

للجود استمطروا فما إالتـدفـقـوا

للطعن استصرخوا وال إالتلبـبـوا

األرض في الله أمين إليكشمـرت

بالدجى صبح عزيمةتتـجـلـبـب

حظه يرى وهـو مستـأخـراأغـلـب وهـو مغـلـوبة وآمالهأول

شـاب للذي شباب وأنتمـقـبـل

خـاب للذي ووجه إليهمـلـحـب

األزمة في أسارى إليككـأنـهـا األمـور أبـيات تقـودتـجـنـب

الكتائب صدر في وتطعن معلـمـا

الدواوين صدر في كأنكتـكـتـب

والـجـياد أملـى نداؤكمـنـابـر

بالمشرفـية وأبطالهاتـخـطـب

أذم الرجال قوله: أي وفيرأيه ركـــاكة فـــي زياداالمـهـذب

منك التهذيب يحسن وهل خـالئقـا

الـزالل المـاء من أرقوأعـذب

بـدر والنـعـمـان تكلمسـمـائه

نعمـان عند مليك وكلكـوكـب

شخصـك عيناه أبصرت ولومـرة

وهي شمسه منه ألبصرغـيهـب

الغر أيامك ذكرت إذاأظـلـمـت

والربـاب وقيس تميموتـغـلـب

وهو لي بالمال صرحوا لقدمبـهـم

وهو لي بالقول عرضوا وقد موجب

المال تطلب ال همة وليللـغـنـى

الـمـودة منك ولكنهاتـطـلـب

قـدرك دون قولي كان فإنقـدره

امتداحـك في فيه أنا فمامـذنـب

دونـك األشـياء كانت إذاقـدرهـا

فغير يقصـر أن ملوممـسـهـب

زياد: هو النابغة الذبياني؛ وإنما عنى قوله في اعتذاره للنعمان بن المنذر: بمستبق ولست الرجال أي شعث علىتـلـمـه ال أخا

المهذب

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

أعطاك الله أن تر ألميتـذبـذب دونها ملك كل ترىسـورة

والملوك شمس بأنككـواكـب

منهن يبد لم طلعت إذاكوكب

قديم: وإنما أخذ النابغة هذا من قول شاعر من كندة إن بالنـاس األرض تميد تكادرأوا

وهو غضبة هند بن لعمروعاتـب

دجن يوم وافت الشمس هوفأفضلت

والملوك نورس كل علىكواكـب

المهلبي حياة من والمدح في أبي محمد المهلبي كثير، وإنما يؤخذ من كل شيء ما اختير. وكان قبل تعلقه بحبل السلطان سائحا في األرض على طريق الفقر والتصوف. قال أبو علي

الصوفي: كنت معه في بعض أوقاته، أماشيه في بعض طرقاته؛ فضجر لضيق الحال،فقال:

فيه خير ال ما العيش فهذافأشـتـريه يباع موت أالأخيه على بالوفاة تصدقحر روح المهيمن رحم أال

قال: فاشتريت له رطل لحم وطبخته له. ثم تصرف بنا الدهر وبلغ المهلبي مبلغه؛ قال أبو علي: فاجتزت البصرة واجتزت بأسلمان، فإذا أنا بناشطيات وحراقات وزيارب

وطيارات في عدة وعدة. فقلت: لمن هذا ? فقيل: للوزير أبي محمد المهلبي، فنعتوا لي صاحبي، فتوصلت إليه حتى رأيته، فكتبت رقعة واحتلت حتى دخلت، فسلمت

وفيها: وجلست، حتى إذا خال المجلس رفعت إليه الرقعة، نـسـيه قد ما مذكر مقالاحتشـام بال للوزير قل أال

فأشـتـريه يباع موت أالعيش لضيق تقول أن أتذكر فنظر إلي، وقال: نعم ! ونهض وأنهضني معه في مجلس أنسه، وجعل يذكر لي كيف توافت حاله؛ وقدم الطعام فأطعمنا، وأقبل ثالثة من الغلمان على رأس أحدهم ثالث

بدر، ومع آخر تخوت وثياب رفيعة، ومع آخر طيب وبخور؛ وأقبلت بغلة رائعة بسرج ثقيل؛ فقال لي: يا أبا علي؛ تفضل بقبول هذه، وال تتأخر عن حاجة تعرض لك، فشكرته

بديها: وانصرفت؛ فلما هممت بالخروج من الباب استردني وأنشدني تحرقي لطول ورثىلفاقتـي الزمان رق

أتـقـي مما وأجارأرتـجـي ما فأنالنيالسبق الذنوب من مالقـدي له فألغفرن

بمفرقي المشيب فعللـمـا جنـايتـه إال وآثاره الحسين بن العباس

بويه بن أحمد عليه وجد المهلبي مات ولما  وجدا يستوزر ولم شديدا أحدا المهلبي بعد فاخر بن عبد بن الحسين بن العباس الفضل أبو منه وبلغ بعده، في يخلفه كان وألنه المهلبي؛ وبين بينه كانت التي للمصاهرة عاليا؛ مبلغا

يبلغها. فلم الوزارة في المهلبي درجة يخطب فكان الدواوين؛ وكان وسبقه، الفرس في قدره وتعرف الملوك تعظمه ممن العباس وكان

فارس من استدعوه العراق بأرض حصلوا ولما بالشيخ؛ يخاطبونه بويه بنو من يتخذ وكان ثقته، من يعرفون كانوا لما رأيه؛ إلى وحاجة إليه، اشتياقا

كان إذ بويه؛ بن أحمد عين في به يحسن كان ما الملك شأن وتفخيم الزيذلك. أصحابه من يحب

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

نهر من ينزع الذي السندية، بظاهر الذي المغيض العباس عمله مما وكان المعروف البثق بناحية األعظم الزاب من النازع الهاشمي موسى بن عيسى

ترد التي األعمال به وتحوط العراق، ملوك تعمره الذي وهو الروبانية ببثق ربوعها واستقامة عماراتها به تكون الذي الشرب من حظها ناحية كل إلى

خراجها. وتمام أموالها ووفور حين فإنها وكثرتها؛ المياه زيادة عند به لينتفع األكاسرة عملته المغيض وهذا

فتخرقها عليها المياه تزيد أن البثوق من وغيره ذكره المقدم البثق تخشى فانصرف المغيض هذا فتح ذلك خشي فإذا الضياع، سائر عن الماء فينصرف

بصرصر يعرف نهر في يصب حتى إليه، به ينتفع ما قدر عن الماء من يزيد ما قبله. كان ما فساد بعد ماله من المغيض هذا فعمل دجلة، في يفرغ حتى

خمسين بعد تسترم البثوق هذه وسائر السبعين، إلى عمارتها بعد من عامايذكرون. ما على أكثره

التي الدور من يليها وما ولده ملك في وهي بخاقان، المعروفة الدار عمر ثم في معظمة الملوك عند معروفة الدار وهذه دجلة، بشاطىء تجاورها كانت

منها والشرقي دجلة، إلى ينتهي منها فالجبلي حدان، لها دار وهي نفوسهم، حتى األعظم، الفرات من النازع عيسى نهر من النازع الصراة نهر إلى ينتهيالنهران. هذان يلتقي

بالعراق أن له وصف الروم؛ ملوك بعض أمرها بلغ الزمان قديم في كان وقد به. أخبره من وأكذب وأكبره، ذلك فأعظم والفرات، دجلة فيها يجتمع دارا

على الدار هذه العباس فعمر حقا، فوجده عنده لعظمه ذلك عن كشف ثم بويه بن أحمد إلى خبرها وانتهى ذلك، من أزيد بل عليه، كانت مما أحسن له فاصطنع إليها؛ النظر فأحب من يكون ما أحسن على الناس ورتب طعاما وخورنقاتها ورحابها وخباءها ومحالها وقبابها مجالسها وفرش مثله، ترتيب

والخزو أصنافه، على الرفيع واألرمني بالمذهب، المثقل بألوان وجيرياتها، الدجلي والمحفور وألوانه، أجناسه على بالذهب المثقل المرقوم المقطوع

أحدثه مما الفرش أصناف من ذلك وغير األرمني، والمحفور القديمالعراقيون.

الورد زمن في أوان، كل خيرات واجتماع الزمان، طيب حين على ذلك وكان وطلوع المياه، وزيادة النبت تكامل حين وهو الفارسي، النيروز ووقتاألشجار. وزهر الثمار،

الجبلي بفنائها يجتمع التي البركة على األعظم البستان في واصطنع والفرات دجلة والشرقي قصرا بأبواب طبقات، أربع على السكر من مبنيا

األبواب تلك من تطلع فطبقة، طبقة فوقها من عليها تغلق وأبواب به، تدور أحسن في المالهي بصنوف الغلمان الجواري هيئة على السكر من صور

الطير أنواع صور وحناياها وطبقاتها شرفاتها على وجعل والحلل، المالبس ورائها من وجعل والوحش، والحيوان كل والمزامير، بالبوقات تنفخ رجاال

السكر من ذلك وكل مثله؛ صوت بصورته يليق صوت منه يخرج صنف وأصحاب القيان نصب والذهب. ثم والنقوش األصباغ بصنوف المموه

المجالس. تلك في مفترقين طبقاتهم على المالهي قواده في منهم ومحمد: كل وإبراهيم بختيار وولده بويه بن أحمد وحضر جانبها من دجلة. فمد بعرض وحاشيته. وأمر رجاله ووجوه وكتابه وجنده

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

الشرقي الجانب إلى والفرات دجلة فيه المجتمع الركن هو الذي الغربي الجانب من دجلة غطى ما الورد من الماء على ونثر مفتول، حبل بإزائه الذي والزالالت الطيارات من المراكب أنواع خرقته ما إال اآلخر، الجانب إلى

من إلى وأصحابه أحمد ركبها التي والسماريات والزبازب والحديديات الدار هذه حد من دجلة جانبي المراكب هذه وانتظمت العامة، من سواهم

في دجلة من المسلوك وصار الطاق، بباب الذي الجسر من بإزائه وما المعترض الحبل يمنعه الدار إلى المنحدر يستقبل الورد ذلك وصار وسطها،

تحته. من الماء مع الجري من ذلك صنوف من فكان والحباء؛ الكرامة من لهم أعد بما وبنيه أحمد تلقى ثم

وخمسة دنانير خمسة ودرهم منهما دينار كل في ضربها ودراهم دنانير الذهب، في الفضة والفضة، الذهب أواني في الصور صنوف عليها دراهم

والشرب والخز والنسيج الحرير صنوف من البز وأنواع الفضة، في والذهب بقدر المالبس بصنوف والغلمان والمراكب الخيل من وأعد المتاع، وأصناف

ذكره. قدمنا ما يقتضيه ما أن وكبيرهم. إلى صغيرهم سائرهم عم حتى الجميع؛ إطعام في اخذ ثم

سائرهم على فأتى السفن، بأصحاب ذلك وصل وشرابا. طعاما والفضة الذهب الصواني تلك من أحمد يدي بين قدم االنصراف حضر ولما الخلع ومن درهم، وألف دينار ألف واحدة كل في صينيتين، صنف كل من

ذلك، يشاكل ما أحمد بن لبختيار وجعل ذلك، يشاكل ما والمراكب والدواب أقدارهم على والرؤساء القواد سائر وعم ذلك؛ نصف إخوته من واحد ولكل

فنهبه السكر، القصر بنهب أمر ثم بقدره؛ إنسان كل وغيرها، كسوة منآخره. على أتوا حتى والعامة والغلمان الحشم

وكان العباس دواة يلي وكان الكاتب، سوادة بن عيسى بن منصور حكى وقد له الصحبة قديم به خصيصى مقدار الفضل أبو سيدنا قال: قدم بأمره؛ خبيرا

ماله من الدعوة في أنفقه وما الدار، وبناء المغيض، إصالح على لزمه ما دينار، ألف ستمائة مبلغه فكان والصناع، والعمال الكتاب به عضده ما سوى أن من أكثر والله فقال: هو ذكره؛ قدمنا من أعانه كان ما مقدار عن فسئل له كانت ولكن بسهم، الكتابة في ضرب وال علم للعباس يكن ! ولم أحصيه عالية. ويقال: همة له وكانت السلطان؛ أمور في وتصرف باألعمال، دراية

جده إن إسكافا. كان فاخرا المهلبي بنت العباس زوج

أن إلى الحال بها بلغت قد وكانت المهلبي، بنت زينة تزوج العباس وكان األتراك الجواري اتخذت رسم به جرى ما على الرجال زي في حجابا

بنت وعائشة النوبختية، سلمى مثل النساء؛ من كتاب لها وكان السلطان، في يتصرف ومن القهارمة؛ من وغيرهما المقتدر، حاجب القسوري نصر

األموال. في وجود كرم لها وكان الرجال، تصرف األعمال وقد أحمد، بن لبختيار الثانية وزارته بعد الفضل أبي زوجها على قبض فلما

أسبابها؛ وسائر الحسن بنت زينة اختفت بقية بن لمحمد الوزارة صارت زوجها؛ الفضل أبي على واستقصى مكان، كل في العيون عليها فجعلت بغداد من به فخرج العلوي، طاهر بعد يحيى بن عمر بن محمد إلى وسلم

بجوار النجف في هناك ودفن مات، ثم يسيرة مدة عنده فأقام الكوفة؛ إلى

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وجهه. الله كرم طالب أبي بن علي قبر لها يجد فلم أسبابها أكثر على فعثر وأسبابها، زينة يطلب بختيار يزل ولم

أبي على القبض حين في راسلها أنه منه اختفائها سبب وكان موضعا؛ ذلك؛ وأنكرت رد، أقبح فردت بها؛ ليتزوج الترك يسومه أنه وأعلمها الفضل،

جماعة أيدي في والودائع الذخائر من لها وكان اختفائها، سبب ذلك فكان يغني كان مما في فيما واحد كل طمع األمر بها بلغ فلما الناس، من كثيرابه. والغدر يده

تعرف محلة بقرب الخلد بظاهر ظهر وجودها، من اليأس بعد كان ولما رقعة رأسها وعند أخالق في امرأة فيه مغطى، محمل فرد بالدسترقين

عند ذلك فاشتهر الوزير؛ المهلبي محمد بن الحسن بنت زينة فيها مكتوب الهاشمي محمد بن الحسن تمام أبو القاضي ووافى والعامة، الخاصة

ودفنها لمثلها، يجب ما أمرها من وتولى لداره فاحتملها بالزينبي، المعروفالقاسم. وأبي الحسن أبي ولديه تحت أختاها كانت وقد قريش؛ مقابر في

والطعام الحب المحبة من لجارية يظهر حسين الحارث أبو وكان أمرا وأخرت فدعته عظيما

ذكرا. فقالت: للغداء أسمع ال لي ما سيدتي؛ ضاق. فقال: يا أن إلى الطعام ? هذا تقول أن من في ترغبه وما إلي النظر يكفيك ! أما الله سبحان يا

يأكالن ال الوقت هذا إلى بكرة من وبثينة جميل جلس لو سيدتي؛ فقال: يا صاحبه. وجه في منهما واحد كل لبصق طعاما شركة

أحدهم: علي الطعام. وقال أحدهم: علي فقال الجمع؛ البصرة من قوم أراد لم إذا علي الله ? فقال: لعنة إسحاق أبا يا أنت عليك الشراب. وقالوا: ما

به. ومضوا منه فضحكوا معكم؛ وأشرب آكل لي اللجام ولكن سابقا، الخيل من فرس فجاء الحلبة؛ في الخيل عبيدة: أجريت أبو قال

جانبه: إلى رجل له ويصفق. فقال ويكبر الفرح يكثر النظارة من رجل فجعل!. لي اللجام ! ولكن ? قال: ال لك الفرس فتى؛ يا

عرس في طفيلي دخل طفيلي عرسا فلم يقدر على الدخول، فأخذ قرطاسا وأدرجه ولم 

يكتب فيه شيئا، وسأل عن العروس، هل له قرابة غائب ? فقيل: أخوه. فكتب عنوان الكتاب من فالن بن فالن إلى أخيه، وجاء فدق الباب. وقال:

معي كتاب من أخي العروس، فخرج العروس مبادرا فأدخله وأحضر له الطعام؛ فلما قرأ العنوان قال: سبحان الله ! تراه نسي اسمي إذ لم يكتبه

على الكتاب ? فقال الطفيلي: وأعجب من هذا أنه لم يكتب داخله شيئامن العجلة، فعلم مراده وأدخله.

وأنشد بعضهم ألبي محمد بن وكيع: يجـي أن أمري أنزل بينا

فـرج السـوق بين فيه مقدما

والـلـيت الدار بباب بصرت إذا

مستـلـمـا فملت �صغي مستمعا إلى أ

الصوت كرى لي زن فرج أنا نادى الدار بباب جا من فقلت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بيتـييقـرعـه ورده التطفيل على طفيلي عتاب وال لتدخل، إال المنازل بنيت ما فقال: والله التطفيل؛ على طفيلي عوتب مجالسا، أدخل خالال، التطفيل في ألجمع وإني لتوكل، إال الموائد نصبت وال مغرما، أتكلف وال عابسا، الدار رب كان وإن وأنبسط مستأنسا، وأقعدخادما. أتعب وال درهما، أنفق ألصحابه طفيلي وصية

قال ابن دراج الطفيلي ألصحابه: ال يهولنكم غلق األبواب، وال شدة الحجاب، وال عنف البواب، وتحذير العقاب، ومبارزة األلقاب؛ فإن ذلك صائر بكم إلى محمود النوال،

ومغن لكم عن ذل السؤال، واحتملوا الوكزة الموهنة، واللطمة المزمنة، في جنب الظفر بالبغية، والدرك لألمنية، والزموا الطوزجة للمعاشرين، والخفة بالواردين

والصادرين. والتملق للملهين والمطربين، والبشاشة بالخدم والموكلين؛ فإذا وصلتم إلى مرادكم فكلوا محتكرين؛ وادخروا لغدكم مجتهدين؛ فإنك أحق بالطعام ممن دعي إليه، وأولى ممن صنع له؛ فكونوا لوقته حافظين، وفي طلبه متمسكين، واذكروا قول

نواس: أبي كل من الله مال ليخمس

أكـول للطيبـات بطنة وذيفاجر الضرب لينالك تقاصر

الشرط بعض جلد الجالد وكان رجال قصيرا له فقال طويال؛ والمجلود دميما ? تدعوني الفالوذج أكل ! إلى الضرب. فقال: ويلك لينالك الجالد: تقاصر

عوج. من أطول وأنا ومأجوج، يأجوج من أقصر أنت تكون أن لوددت والله المبغض أمنية قلة إليه فشكا القسري، الله عبد بن خالد على ثقيف من أعرابي دخل

خالد المال. وكان وعدم العيال، وكثرة الشجر، وجفوف المطر، مبغضا ضرب اسمه جل الله أن فوددت المطر قلة من ذكرته ما فقال: أما لثقيف،

تصل فال البحر، يلي مما مسيلها وجعل حديد؛ من صفائح السماء وبين بينكم أحرق الله أن فوددت الشجر يبس من ذكرت ما مائها. وأما من قطرة إليكم

الله أن فوددت العيال وكثرة المال قلة من ذكرت ما ذلك. وأما من لديكم ما ألهلك يجعل ولم ورجليك يديك قطع غيرك. كاسبا

تصرفني فال رفدك، وأملت أرضك، وطئت الله، أصلحك األمير؛ فقال: أيها عندك. نسبي بقدر ال فيك، أملي بقدر منك قراي واجعل الحرمان، بحسرةأخرى. زاده ثم بدرة، أعطه غالم، قال: يا الشريك خيانة من خير البيع في النكث

وجلس مالك بن طوق في قصره في شباك مطل على رحبته، ومعه جلساؤه، إذ أقبل أعرابي تخب به ناقته؛ فقال: إياي أراد، ونحو قصد. ولعل معه أدبا ينتفع به، ثم أمر

بإدخاله؛ فلما مثل بين يديه قال: ما أقدمك يا أعرابي ? قال: سيب األمير ورجاء نائله. قال: هل قدمت أمام رغبتك وسيلة ? قال: نعم ? أربعة أبيات قلتها بظهر البرية، فلما

رأيت ما بباب األمير من الهيبة والجالل استحقرتها واستصغرتها. قال: فهل لك أن تنشدنا أبياتك على أن نجيزك عليها ألف درهم، فإن كنت ممن أحسن ربحنا عليك، وإال

وأنشده: فقد نلت مرادك، وربحت علينا. قال: رضيت، حتى الدهر أخشى زلت وما

تعلقت الدهر يتقي ال بمن يداي

صاحبـه مرتقى رأى تحت الدهر رآني فلما صعبا منيعا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

مطالبـهجـنـاحـه رأس في النجم بحيث رآنيوجـوانـبـه أكنافه الورى تظلبـاذخ والناس الغيث كسماء فتى

حولـه عليهم جادت قحطوا إذا

سحائبـه إال قيمتها ما والله عليك، الفلج ورزقنا أعرابي، يا ظفرنا والله فقال: قد 

لي درهم. قال: فإن آالف عشرة ببيعي. يرضي أراه وما فيها، شاركته صاحبا البيع في النكث ? وجدت ? قال: نعم بالنكث نفسك حدثتك قال: أتراك خيرا

دينار. آالف بعشرة له الشريك. فأمر خيانة من وقطاطة المتوكل

المتوكل وركب قطاطة وكان المخنثان، وعبادة قطاطة ومعه زالال طويال الغناء. عن فأمسك دجلة، وثارت شديدة ريح هبت أن إلى يغني فجعل جدا؛ يده عبادة فرفع أرى؛ ما أفزعني سيدي؛ ? قال: يا لك المتوكل: ما له فقال

يطولك. ماء دجلة في أن ! تتوهم الفاعلة وقال: يابن وصفعه، النعمان مجلس في ربيعة بن لبيد

لما أراد لبيد بن ربيعة أهله على إحضاره مجلس النعمان، ومقاولة ابن زياد العبسي على ما خاطب به أهله بحضرة النعمان، أراد أهله أن يختبروه ألنهم استصغروه؛ فنظر عمه إلى بقلة الصقة باألرض وهي جدير األرض فقال: صف لنا هذه البقلة حتى أسمع. فقال لبيد: إن هذه البقلة رذلة دقيقة الخيطان، ذليلة األغصان، ال تذكي نارا، وال تستر

جارا، وال تؤهل دارا، عودها ضئيل، وخيرها قليل، وبلده شاسع، ونبتها خاضع، وآكلها جائع، والمقيم عليها قانع، أقصر البقول فرعا، وأخبثها مرعى، وأصعبها قلعا، فحربا

لجارها وجدعا، فالقوا إلي أخا عبس، أرجعه عنكم بتعس، وأتركه من أمره بلبس. فقالأنشده: له: سر ! فلما قدم على النعمان وعنده الربيع

تحت الهام الضاربوناألربـعـه البنـين أم بنو نحن الخيضعه

الجفنة والمطعمونالمدعدعه

بشار طرف من بشار وكان له. فقال: أصحاب مع أخيه ابن به فمر داره، باب على جالسا

أسمع ال ? قال: ألني علمت أين أتراك. قيل: من هؤالء أخي ابن أصحابنعال. حس لهم

لبشار: إن وقيل ألنه ألف. فقال: صدق؛ أو واحد بلقاء يبالي ال أنه يزعم فالنااأللف. من يفر كما الواحد من يفر

الحمار مكان يطحن وكان زوج، ذات عفيفة جميلة امرأة المدينة في قال: كان المدائني، حكى إلى شكته أذاها فلما لها؛ ويعرض خرجت كلما يتبعها المدينة أهل من فتى

إن شيء في فكرت ! قالت: قد حيلة أمره في عندك لها: فما زوجها. فقال الذي تقول: إن إليه جاريتها أساعدك. فبعثت عليه. قال: فأنا ساعدتني

الفساد؛ أعرف وال مستورة امرأة ولكني مني، بقلبك مما أكثر منك بقلبي وقال فرحا، استطار الرسالة بلغته النار. فلما قلبي وفي عليك أمتنع فكنت

فبلغيها يدك، على األمر هذا جرى إذ شكرك أؤدي كيف أدري للجارية: ما ليلته دينارا. وطالت للجارية ووهب غدا، إليك صائر لها: إني وقولي السالم

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

شكرك علي وجب الجارية: قد وفاكهة. فقالت بجدي إليها فوجه أصبح حتى أمرك. قال: يتم بها بحيلة عليك أشير وأنال موالتي، حاجة في إياي إلجابتك

فإذا الرجال، عن وانقباض وخجل حشمة فيها ? قالت: سيدتي هي وما أقداحا. قال: معك تشرب حتى بغيره، وال بكالم لها تتعرض فال معك جلست

فلما والطعام؛ الجدي إصالح على سيدتها فعاونت الجارية ! وصعدت نعم وقعدت، فسلمت وجاءت مصلى لسيدتها وبسطت الجارية نزلت أحكمتاه بينهما، المائدة ووضعت أيديهما، فغسلت والماء بالطشت الجارية وجاءتوالطعام. بالجدي وجاءت الباب؛ فقرع الزوج جاء فمه في فوضعها اللقمة المخذول أخذ فحين

وهلكت. فقال: دعي وقالت: افتضحت رأسها على يدها المرأة فوضعت أعرف خروجه. قالت: ما إلى فيه أكمن موضع في واحتالي الجزع موضعا مكانه. فقال: في وتقوم الدهليز في الذي الحمار تحل أن إال عليه يخفى فنحته العينين مشدود الدهليز في يطحن حمار إلى الجارية ! فجاءت افعلي

بك؛ فيفطن تمسك وال الحمار مكان مكانه. وقالت: اطحن المغرور وربطت يخرج أن أرجو فإني ودخل الباب فتحت ثم سرورك، إلى وترجع سريعا

تقيم أن على له: خرجت فقالت الزوج، ? الساعة بك جاء الذي ! فما أياما في المقام عليهم فعرضت إخوان بي فمر ذلك على عزمت قالت: كنت

غدا؛ إليك نصير تعالى الله شاء إن ولكننا اليوم، يمكننا الضيعة. فقالوا: ال ما لتصلحي إليك فبادرت علي؛ أسهل البيت إلى مجيئهم يكون أن فأردت

الدقيق. في الحمار يفتر أال فينبغي الدقيق، وخاصة إليه يحتاجون وضعا ثم يطحن، والمخذول يأكالن فجلسا يقول والزوج يشربان، وجعال نبيذا أراه فإني الملعون، الحمار لهذا أقوم لكي العصا ساعة: هاتي بعد ساعة

الله له: الله فتقول الجارية فتقوم كثيرا، الدقيق إلى نحتاج ونحن كسالن؛فيراك. يقوم أن أخاف فإني تفتر؛ ! ال نفسك في يطحن يزل فلم فقام الفجر، طلع أن إلى امرأته مع يشرب والرجل دائبا

إلى وقالت: طر المغرور فحلت المسجد، إلى وخرج للصالة فتهيأ الرجلفتفتضح. إنسان يراك لئال بيتك

وبقي منزله إلى فدخل سوءته، على ويده عريان وجهه على يعدو فخرج مسبوتا عضوا. يحرك ال وجهه على مطروحا

الولع من شيء علينا بقي لزوجها: قد المرأة قالت مدة بعد كان فلما لك: وتقول السالم تقرئك وقال: موالتي إليه بالمخذول. قال: شأنك. فبعثت

ولكن بنفسي، أقيك أن ولوددت بك؛ نزل مما قلبي تداخل ما يعلم الله فإن إلينا، تصير أن فأحب لمشتاقة، إليك وإني السماء، من تنزل المقادير

فنستأنس شهر، مقام فيه له موضع إلى خرج قد زوجي ما ونسترجع جميعا?. دقيقكم فرغ قد وقال: عسى سريعا، إليها فالتفت فاتنا؛ المهدي وخال بشار

ينشد المهدي على بشار ودخل الحميري منصور بن يزيد خاله وعنده شعرا اللؤلؤ. فقال ? قال: أنظم الشيخ أيها صناعتك فقال: ما مغفال؛ وكان

يرى لمن أقول ? وما بخالي المهدي: أتهزأ ينشد أعمى شيخا فيسأله شعرا! صناعته عن

المهدي وجواري بشار

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

وقالت جواري المهدي له: إن بشارا ألطيب الناس مفاكهة، وهو ضرير البصر، وال غيرة بك علينا معه إذ ال يرانا، فلو أدخلته إلينا ? ففعل. فبادرنه وطايبنه وقلن: إنك أبونا.

فقال: ونحن على دين كسرى؛ فبلغ ذلك المهدي فمنعه فيما بعد من الدخول عليهن.فقال: أخذه المتنبي

�خت يا في الفوارس معتنق أوأرحـم مـنـك أرق ثم ألخوكالوغى

العفـاف مع إليك يرنووعـنـده

فيما تصيب المجوس إنتحـكـم

األعاجيب أحد بشار يسبق لم التي التشابيه يشبه وهو أكمه، خلق األعاجيب، أحد برد، بن وبشار المهدي للمحدثين. وقتله البديع فتق من أول وهو البصير، يدركه ال مما إليها،ومائة. وستين سبع سنة

قتله سبب وكان سبب قتله أن المهدي قدم البصرة، فأعطى الشعراء ولم يعط بشارا شيئا، فأتى

: بشار إلى مجلس يونس النحوي، فقال: أههنا أحد يحتشم منه ? قالوا: ال فأنشده! كانمصرنـا في أنفقت ما فليت الخيزران حر في جميعا

فبلغ ذلك يعقوب بن داود مع ما بلغه من هجائه إياه؛ فدخل على المهدي، فقال له: يا أمير المؤمنين، قد بلغ من هذا األعمى المشرك أن يهجو أمير المؤمنين ? قال: ويحك !

وما قال ? قال: تعفيني يا أمير المؤمنين من إنشاد ذلك. فأبى عليه فأنشده ما قال؛ فوجه في حمله؛ فخاف يعقوب أن يقدم على المهدي فيمدحه فيعفو عنه، فوجه إليه من لقيه في البطيحة فضربه بالسياط حتى مات، وجعل يقول: ويلك ! أزعجتني؛ أما

علت أني شاعر وليي العهد موسى وهارون. فقال له: يا زنديق، تضرب وال تقول بسمالله ! قال: ويلك، أثريد هو فأسمي الله عليه.

قال: فأرسل المهدي إلى منزل بشار من يفتشه وهو يقول: لعلنا نجد شيئا تقام به الحجة. قال: فوجد صندوقا مقفال بقفل وثيق؛ فظنوا أن فيه بعض ما اتهم به، فإذا فيه

طومار مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. أردت هجاء آل سليمان بن علي إلساءتهم إلي، وطلبهم لي، ثم ذكرت قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

تعالى: فتركتهم لله ولرسوله؛ ولكني قد قلت وأنا أستغفر الله بالـعـفـاريت حفا كالبابليينودرهمـهـم سليمان آل دينار

وماروت بهاروت سمعت كمالقاؤهما يرجى وال يبصران ال بشار شعر جيد من

قوله: ومن جيد شعره بات حبيب تجني أمن

غضـبـانـا الموت سكرات من أصبحت نشوانا

�ذني قوم يا الحي لبعض أعـاشـقة

العين قبل تعشق واألذنأحـيانـا

تهوى ترى ال بمن قالوالهـم فقلت

ما القلب توفي كالعين األذنكانـا

كنت ليتني يا تفاحابـراحـتـهـا

الريحان قضب من كنت أوريحانا

ريحي استنشقت إذا حتىوأعجبهـا

حولت خلوة في ونحنإنـسـانـا

الصاحون يعذل هل نشوان من فإني تعذلوني ال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

سكراناتـذكـرهـا قد يقظان وصفها ما أدر لم

علمت النوم في بها لهوت وقد

أزمـانـا النوم في زوجت جنيةفـألـثـمـه فاهـا تناولني باتت

إنـسـانـاوقال:

�سـمـيك ال إنـي العين قرة يا �خرى أكنيأ �سميها بأ أوأعـنـيك

الجيران من عليك أخشىواحـدة

يرميني غيران سهم أوويرميك

الناس أطيب يا غير ريقامختبـر

أطراف شهادة إالالمـسـاويك

الدهر في مرة زرتنا قدواحـدة

بيضة تجعليها وال عوديالـديك

في حلي الله رحمة يامنازلـنـا

من الفردوس برائحة حسبي فيك

بات الذي إن مغبوطاتعـاطـيك كف أو تمسك كفبنعمـتـه المعشوق وجهك يسرنيتـوالـيك راعتنـي توليت وإنمقبـلة

كأن مسكا أعلى أو حجلك بين ماوغـالـية وريحـانـاذفـاريك

وقال: ألم طيف الكرى عني ونفىأنـم لـم ولكن ليلي يطل لم

من عبد يا أننيواعلمـي عني عبد يا رفهي ودم لـحـم لي إن جسما ضعيفا النـهـدم علـيه توكأت لونـاحـال

الذمم أهل من الخاتم موضععـنـقـي في لها الحب ختم ونعم ال من بالصمت خرجتلـنـا جـودي لها قلت وإذا

البيت هذا بلغ فلما القصيدة هذه بشار حفصة: أنشدني أبي بن مروان قال الله لي: فض قال قلت: خرست، ! هال معاذ أبا فداك الله له: جعلني قلت إني فاك؛ ! بالخرس أجيب أن من علي ! أتطنز عقلك لفي إذا بشار نسب

وبشار مولى لعقيل بن كعب، وهو يفتخر في شعره بالمضرية. ولما دخل على المهدي في أول دخالته قال: فيمن تعتد ? قال: أما اللسان فعربي،

قلت: وأما األصل فكما ونبئت الـعـلـم وأنت ماذا يقولونإحـنة لـهـم قـومـا

السـائلـي أيها أال الـكـرم أنـف أنا ليعرفنيجـاهـال قريش وأصلي فروعيعـامـر بني الكرام في نمت

العجم�غني وإني �صبيالـفـتـى مقام أل تعتـصـم وال الفتاة وأ

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

جميل: البيت األول يشبه قول فليت نذروا قد فيك رجااللـقـونـي بثين يا بقتلي وهموادمـي

لي يقولون أهال وسهال ومرحبـا

ساعة بي ظفروا ولوقتلـونـي

رأوني ما إذا ? وقد هذا يقولون: منثـنـية مـن مقبال عرفوني

وفي هذه القصيدة يقول بشار وغـم هـم نصب ولكنهصخرة الفتى ليس أصفراءكـتـم قد ما وأعلن فباحقلـبـه على هواك صببتتبتسم إذ لك وجهها في بالشبـا ماء يضحك وبيضاء

الصنم مثل بحوراء أطفنزرنهـا إذا العذارى دوارالعالء: وفيها يقول يمدح عمر بن

لها فنبهالعـدى حروب أيقظتك إذا نـم ثـم عمـرا الماء يشرب والدمـنة عـلـى ينام ال فتى بسـم إال

خضم بحر العشيرة وقولجـوده عمـر إلى دعانيشـم قـبـل ريحانة لمدحأكن لمن ذكروا الذي ولوال

على ويغدوالـدمـاء وسفك العطاء يلذ نـعـم أو نقم الحرم ببيت الحجيج طوافبـأبـوابـه العفاة تطوف

البهم وضرب بالعطايا بداصدره في اللهو عرض إذاالقـرم كالمضرحي يدومرأسـه علـى اللواء وجال

بشار: وقال الحوراء عينها طرف واحذراالـعـالء أم صاحـبـي حييا

األهـواء مـن تشتهي لما هالـل عذبـهـا بالحب عذبتنيالـدواء قبـل والداء لمحب،وداء دواء عـينـهـا في إن

الهنائي: يقول فيها يمدح عقبة بن سلم

عن الدجا انشقت كما دالجـو كفه عن ينشق مالكي ضياء

ابـن الجواد لذة إنما لقـاء أو لراغب عطاء فيسـلـمالعطـاء طعم يلذ ولكن فالخو وال للرجاء يعطيك ليس

يلتقط حيث الطير يسقطالكرماء منازل وتغشى بالح

وكان بشار سجاعا خطيبا صاحب منثور ومزدوج ورجز ورسائل مختارةعلى كثير من الكالم.

ودخل على عقبة بن سلم وعنده عقبة بن رؤبة بن العجاج فأنشده أرجوزة، ثم أقبل على بشار، فقال: هذا طراز ال تحسنه يا أبا معاذ. فقال:

والله ألنا أرجز منك ومن أبيك ومن جدك. ثم غدا على عقبة من الغدفأنشده أرجوزة أولها:

بعـدي كنت كيف خبر باللهالصمـد بذات الحي طلل ياالمـرتـد كالنفس انثنت ثمخـد عـن وجلـت بخد بدت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

جلـدي من رقعة في حملتهالـمـمـد كالدمل وصاحب وزهدي رغبتي ما درى وماالفقـد فقيد غير اغتدى حتىالـرد مثـل للملحف وليسللعـبـد والعصا يلحى الحر

فيها: يقول والبسالـمـلـد أبا وحييت اسلم مسترد غير طرازا

مـعـد فـي أيامك لله قال: أنا الغريب من فيها ما رؤبة ابن سمع فلما صلته؛ طويلة. فأجزل وهي بشار: ! فقال عليهم أسده أن لخيلق وإني الغريب، فتحنا وجدي وأبي

? شاعر ابن شاعر ابن شاعر وأنا بي ! قال: أتستخف الله رحمك ارحمهم وطهرهم الرجس عنهم الله أذهب الذين البيت أهل من أنت قال: فإذا

تطهيرا. وهب بن جامع نوادر من اشترى غفلة، وأعظمهم دنيا، الناس أكبر من الصيدالني وهب بن جامع كان مرة بثفله. وأرمي أمصه أن كثر. فقال: أريد له: إنه فقيل كثيرا، ثلجا

له ببغل وأعطي ! ودخل قيمة ببغداد للعقار فقال: ما خسيسا، ثمنا بستانا لي لوكيله: اغرس فقال له؛ للصفراء. نافع فإنه بخل؛ بصال

إلي. كتب الذي ذاك وعنوانه: من عنه، فأجابه كتابا، الكتاب بعض إليه وكتب إلى ? وكتب دم أصبعها من سال هل لغالمه: انظر فقال البغلة؛ به وعثرت

لنفرح فافعل، عندنا تضحي أن قدرت إن ولدي، مكة: يا من خرج وقد ابنه مكانك من تبرحي ال بنية، فقال: يا البئر، في ابنته ! وسقطت العيد في بك

! منها يخرجك بمن أجيء حتى المغفلين نوادر من

إال بعدها يتبخر ال بالطالق فحلف فاحترقت، نفيسة ثياب في مغفل وتبخرعريان.

الموت من يفر شيء الحجر. فقال: كل عن فزلقت لوزة؛ ليكسر آخر وأتىأيضا. البهائم حتى

غفلة فيه واعظ وقف غفلة؛ الناس أشد من الخواص، الله عبد أبو له يقال واعظ بمصر وكان

الله، له: أصلحك فقال الخباز، القمقاني محمد له يقال العامة من رجل به ? قال: اقرأ لي يصلحها فما الخير؛ من شيء إلى تجيب ال معلولة نفس لي

قرأتهما وقد أحد، الله هو وقل الحمد، غير أحفظ منه. قال: ما وأكثر القرآن فعلت ! قد الله الموت. قال: لك بحالها. قال: فاذكر ونفسي كثيرة، مرات

الذكر. قال: من مجالس حضور شيء. قال: فأكثر منها جاء وال خشعت، فما هي. قال: لعن كما ونفسي المجالس، ولزمت شغلي تركت ? وقد أجد أين إلى بها تمضي أن والرأي قلت؛ كما ملعونة مشؤومة فإنها نفسك الله

بشيء. منها يجيء لعله يؤدبها الشرطة صاحب مطهر بن جرمان بيطار خليفة

الجند، خيل عليه فعرضت المنظر، قبيح أحول الملك عبد بن هشام كان حمص أهل من رجل فعرض ? قال: هذا هشام: ما له نفورا. فقال فرسا لعنة في البيطار. فقال: اعزب حيزون أنك ظن ولكنه فاره، هو الله أصلحك

الله.

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

حمص أهل تغفلثمنه. وأعرف ! قال: أبيعه له: عرفه فقيل جمال؛ حمصي أصاب

أكثره فأظن تغفل حمص أهل عن يبلغني الوزير: كان عيسى بن علي قل لم بمحجمتين عنقه مص وقد حجام يدي بين برجل فإذا دخلتها؛ حتى تشنيعا،

موكب في أقبلت رآني فلما عنقه؛ وسط في يشرط وهو منهما، أكبر أر والمحجمة فقام، عيسى؛ بن علي الوزير الحجام: هذا ? فقال هذا قال: من

كان إيش عليك؛ وقال: السالم وظهره، كتفيه على يسيل والدم عنقه في ونزلت حمص أدخل أال فحلفت وانصرف؛ ? قلت: خيرا، الوزير أيها خبرك

فيه. أتيت ما أنجزت حتى بظاهرها قرد بيع

من دنا وقد له صاحبه فقال إليه، فنظر عبادي فجاء يبيعه؛ بقرد رجل وأتى  من فدنا يخبطك، لئال فقال: احذر يده؛ من فدنا يرمحك، لئال رجله: احذر

? تباعدت له: لم فقيل ناحية العبدي فتباعد يعضك؛ لئال فقال: احذر فمه؛بحجر. يرميني لئال فقال: أحذر

األكل عن يشغله ليشغله أبوك مات لألعرابي: كيف العبادي فقال يأكالن وأعرابي عبادي قعد

والعبادي طويل حديث في فأخذ وكذا، كذا األكل? فقال: أصابه عن بالكالم ? األكل عن بالكالم ليشغله أبوك مات كيف األعرابي: وأنت قال ثم يأكل،

فمات. فقال: اتخم، دعاك له: ما ! قيل ! الغريق فصاح: الغريق الكعب إلى الماء عبادي ودخل

بالحزم. آخذ أن ? فقال: أردت هذا إلى يبيع برغيف رمحا ! قال: فبكم ? قال: نعم أتبيعه رمح. فقال الرجل ومع برجل عبادي ومر

! قال: أخزى برغيف هذا تطلب الله ? قال: برغيف. قال: سبحان تريدهالجوف. في شرهما الله العيناء أبي دابة

ابنه، منه فأخذها دابة، على العيناء أبا خاقان بن يحيى بن الله عبيد حمل ? خبرك فلقيه. فقال: ما ذلك، عنه فتأخر منها، بخير إليك وقال: أبعث

إليك أنفذ يرجل. فقال: أنا وهو يحمل أبوه من يا بخير، فقال؛ بغال بغير فارها ? قال: راجل الله عبد أبا يا حالك لقيه. فقال: كيف ثم عنه فتأخر تأخر؛

إليه وأنفذ ! فضحك الله أصلحك إلى فكتب فاره، غير أنه العيناء أبو زعم بغال علي أبا ! أن الله أعزه الوزير أبيه: أعلم وأن فعقني، يبرني أن أراد محمدا

اليابس كالقضيب بالبعرة، وتعثر للنثرة، تقف بدابة لي أمر فأرجلني، يركبني والمجنون العذري، عروة الرواة أذكرت قد دنفا؛ المجهود والعاشق عجفا،

لترجيت، أمسك فلو بسعاله؛ مقرون حباقه ألسفله، أعاله مساعد العامري، والمجلس المعمور، الطريق في علي يجمعهما ولكنه لتعزيت، أفرد ولو

النسوان، فعله من تضحك منشد، شاعر أو مرشد، خطيب كأنه المشهور، يقول وقائل بالطباشير، داوه يصيح صائح فمن الصبيان، أجله من ويتناغى

باألمصار؛ العلماء ولحق األخبار، وروى األشعار، حفظ قد الشعير، له نقوا الشعبي؛ وعامر الجعفي، جابر عن وصدق، بحق لروى بنطق، أعين فلو

اختار وإن وأكثر، أطاب لنفسه اختار إن الذي األعور، كاتبه من أتيت وإنما

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

بمركوب منه، ويريحني عنه، يبدلني أن الوزير رأى فإن وأنزر، أخبث لغيره بقبحه العيب سطره ما وفراهته، بحسنه يمحو مني، ضحك كما يضحكني ما يسلب أن من أكرم الوزير ألن ولجامه؛ سرجه أمر أذكر ولست ودمامته؛

يمضيه. ما ينقض أو يهديه، عبيد مع اجتمع ثم ولجامه؛ بسرجه براذينه من ببرذون الله عبيد إليه فوجه

يشتريه أنه أخبرني وقد محمد دابة الله: شكوت عبيد ابنه. فقال عند الله لو الوزير الله ! فقال: أعز يشتكى ال ثمنه هذا كان وما دينار، بمائة منك اآلن امرأة قالت لكما وإياه وإني مستفيدا، أنصرف لم مستزيدا، أكذب لم

الصادقين. لمن وإنه نفسه عن راودته أنا الحق حصحص العزيز: اآلن وظرفك بمالحتك الداحضة حجتك الله؛ عبد أبا وقال: يا الله؛ عبيد فضحك

البالغة. غيرك حجة من أبلغ مهدى حمل وصف بن العباس أبي عن بها أجاب الصابىء، الخطاب ألبي رسالة هذا ويشبه أهداه، حمل صفة في منه وصلت رقعة عن صبرة، بن الحسين إلى سابور هالل بن إبراهيم إسحاق أبي عم هو هذا الخطاب اختصار: وأبو على كتبتها

 الصابىء: وصلت رسالتك ففضضها عن خط مشرق، ولفظ مونق، وعبارة مصيبة،

ومعان غريبة، واتساع في البالغة يعجز عنها عبد الحمد في كتابته، وسحبان في خطابته، وتصرف بين جد أمضى من القضاء والقدر، وهزل

أرق من نسيم السحر، وتقلب في وجوه الخطاب، الجامع لفنون الصواب، إال أن الفعل قصر عن القول؛ ألنك ذكرت حمال جعلته بصفتك جمال، وكان

كالمعيدي تسمع به ال أن تراه، وحضر فرأيت كبشا متقادم الميالد، من نتاج قوم عاد، قد أفنته الدهور، وتعاقبت عليه العصور، فظننته أحد الزوجين

اللذين حملها نوح في سفينته، وحفظ بهما جنس الغنم لذريته، صغر عن الكبر، ولطف عن القدم، فبانت دمامته، وتقاصرت قامته، وعاد ناحال

ضئيال، باليا هزيال، بادي السقام، عاري العظام، جامعا للمعايب، مشتمال على المثالب، يعجب العاقل من حلول. الحياة به، وتأتي الحركة له؛ ألنه

عظم مجلد، وصوف ملبد، ال تجد فوق عظامه سلبا، وال تلقى يدك منه إال خشبا، لو ألقي للسبع ألباه، ولو طرح للذئب لعافه وقاله، وقد طال للكأل

فقده، وبعد بالمرعى عهده، لم ير القت إال نائما، وال عرف الشعير إالحالما.

وقد خيرتني بين أن أقتنيه فيكون فيه غنى الدهر، أو أذبحه فيكون فيه صب الرحل؛ فملت إلى استبقائه لما تعرفه من محبتي للتوفير، ورغبتي في التثمير وجمعي للولد، وادخاري للغد؛ فلم أجد فيه مستمتع لبقاء، وال

مدفعا لفناء؛ ألنه ليس بأنثى تحمل، وال بفتى ينسل، وال بصحيح يرعى، وال بسليم يبقى؛ فملت إلى الثاني من رأييك، وعملت على األخير من قوليك،

وقلت: أذبحه فيكون وظيفة للعيال، وأقيمه رطبا مقام قديد الغزال؛فأنشدني وقد أضرمت النار، وحدت الشفار، وشمر الجزار:

�عيذها مـنـك نظرات أصـادقة

فيمن الشحم تحسب أن ورم شحمه

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

إنسانها ومقل خافت، نفس إال في يبق لم وأنا ذبحي، في لك الفائدة وما جلدي وال لحمي، أكل قد الدهر ألن لألكل، فأصلح لحم بذي ولست باهت؛ ألن للغزل؛ يصلح صوفي وال أديمي؛ مزقت قد األيام ألن يصلح؛ للدباغ

ناري، من أبقى حطب فكف للوقود أردتني فإن وبري، حصت قد الحوادث بيني أو بذحل، تطالبني أن إال يبق فلم قتاري، بريح جمري حرارة تفي وال

دم. وبينك فوجدته مقالته، في صادقا أمريه أي من أعلم فلم مشورته؛ في ناصحا قدرتك أم والبالء، الضير على صبره أم بالبقاء، الدهر مماطلته من أعجب؛

ليت ? ويا قدره خساسة مع به الصديق تأهيلك أم مثله، إعواز مع عليه كبش وكل والمعز، الضأن في ينفذ وأمرك الغنم، والي كنت إذ شعري فال وتريد ترد، فال تقول عليك، مقصور إليك، مجلوب بطين، وحمل سمين،

في النفخ عند وقائم القبور، من ناشر كأنه الذي هذا هديتك وكانت تصد، كنت فما الصور؛ كنت لو مهديا وأبي علي كأبي الكتاب، عرض من رجال

إال تهدي كنت ما الخطاب، أو أجرب، كلبا أحدب. قردا أضحية يصف الحمدوني

جوسبنداد: وقال الحمدوني في أضحية أهداها إليه سعيد بن أحمد أهـديتـنـي قد أسعيد

أضـحـية مكثت ما عندكم زمانا

تـطـعـم بهـا الكالب تغامزت نضواوقـد

تموت كي عليها شدوافيولـمـوا

قالت بها ضحكوا المالح فإذالهـم

وارحموني بي تهزؤوا الترحموا

لـم فقامت علف على مرتتـرم

والمـدامـع وغنت عنهسـجـم

أنت حيث بي الهوى وقفمـتـقـدم وال عـنـه متـأخـرلي فليس

وقال: شاتك في لنا سعيد أبا

بعـر وال بول لها وليس جاءتالـعـبـر عندكم شاة تبعر وكيف

مكـثـت الشمس األبيضان طعامها والقمر

نومها في أبصرت أنها لو تنـحـدر العين ودموع له غنتعلفـا

بما الدنيا لذة مانعي يارحـبـت

وجهك من ليمتعني إنيالنظـر

وقال: الضـرر مسها قد أتتنا لماعبـر أمرها في سعيد شاةعمر يا لقيت قد بما حسبيحالتـهـا لسوء تغني وهيخـضـر بأنها فظنت قومينشرها خضر بقطف مرت

الخـبـر تبين ما إذا حتىلتأكـلـهـا نحوها فأقبلت

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

طمـع من الظنون وأبدلتها ينحـدر والدمع تغنت يأسا 

كانوا هجروا تقربوا ما إذا حتىآملـهـم وكنت بعيداوقال:

والعجف الضر سلهاشـــويهة لسـعـيدوأبـصـرت تغنت قد رجال عـلـف حامال

الدنف من بي ما برءبـكـفـه مـن بأبي فأتاهـا لـتـعـتـلـف فأتتهمـطـمـعـااألسـف مـن تتغنىفـأقـبـلـت فتولـى

وانصرف القلب عذبوقـف يكـن لـم ليته واللص الحاتمي

اللص: ومن الظريف في هذا الباب ما أنشده أبو علي الحاتمي في حكاية تركب وال خيلمـن تـربـط ال أنـك يعجبنـي الـنـجـبـا إال

الشقر رأيت لما خـيال منها ملكتسـبـقـا مـحـنـبـا أشقـرا

قـرون من سمات بهالمـهـلـبـا أقربها من يعرفسـلـفـتقـربـا قـد أجـل دعاهـم لماتـهـاوش حـولـه فللـكـالب

في عشت ما تيأسن التشـييعـه والـعـقـبـا العزا فيه مستعمال

إذ الجـل تحت خلناهجـلـلـتـه

ملء جعلت ضأن قرونالعـبـا

شـطـبـا قد جردانه على وهوزائدة ويد رجـــل كــل فيالقـبـقـبـا منه بالحائط فخلتهجـرمـه فـي رأيتـه مـرة كم

رأسه فيأرى أن لـمـا البـيطـار تحير معـتـصـبـا مرقعا مقـيرا منه رم قدكـأنـمــا مـوصـال زبـزبـا أو زورقـا

اللـتـهـبـا بـه كبريت طاقةلـصـقـت لـو شعلة لنار فهو قد فائدة من فيه كم

تـطـيبـا لـمـن التباريح كتبصـحـحـت البحر نبات ومنبـره مـن لـنـا اللـه خلق قد عـجـبـا خلقا

مشي اإلسراج إلى يمشيخـبـبـا ينزو المعلف إلى لكنالقهقرى

في القردان كثرة من تحسبهصهـوتـه مـحـصـبـا مـجـدرا

أن لو وأدبـــا عـــذره أن يأل لمراكـبـه رأى سلـطـانـا الماء في الصيف طول أقامإلـى

عليه الماء أنبت أنالطحـلـبـا

تـبـيض لم والشمس ظننتهمـن

تحل ولم الضحى شمسالغيهبـا

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

النواطير أكواخ بعض منالصـبـا ريح له هبت إذ بالريحسـرى

وانـتـحـبـا بكى القت رأى إذاإنـه حـتـى الـجـوع فيه بالغ المقود وجاذب مـجـهـودا

ينـجـذبـا أن المـقـود له كادومـا تغـنـى ثمبـه مـر وقـد لـلـقـت حمحم وأطـربـا طـربـا

ترحمأمـا بـالـوصـل الباخـل يأيها صبا مـعـذبـا كـلـفـا الغداء من العيناء أمان الرجل: له فقال ماء؛ فاستسقى بكرة، الرؤساء بعض على العيناء أبو دخلالغداء. من لك أمان هذا الله، ? قال: أصلحك تعطش الوقت هذا أفي صدره وضيق المأمون وزير عباد أبو

وكان أبو عباد وزير المأمون ضيقا جدا، قيل له: إن لقمان قال: ما شيء أشد من حمل الغضب. فقال: ولكنه عندي أخف من الريشة. قيل له: إنما

عنى لقمان أن احتمال الغضب ثقيل. فقال: والله ما يقوى على الغضبأحد من الناس إال الجمل.

وغضب يوما على بعض أصحابه، فشجه بدواة كانت بين يديه. فقال: صدق الله حيث يقول: والذين إذا ما غضبوا هم يغفرون، فبلغ ذلك المأمون

فضحك. فقال: ويلك ! ال تحسن تقرأ آية من كتاب الله تعالى. قال: يا أمير المؤمنين؛ والله إني ألحسن أقرأ من سورة واحدة ألف آية. فضحك

المأمون وأمر بإخراجه. ولم يكن جاهال. وإنما كان يجري عليه الغلط لفرطغيظه.

وقال المأمون ألحمد بن أبي خالد: صف لي ثابت بن يحيى يريد أبا عباد. فقال: هو والله أحد من سيف سعيد بن العاص. فقال: والله ما أتبين من

هذا شيئا ? فقال: إن حركته تبين لك األمر. فعرض أبو عباد يوما عليه كتابا وخرج، فلما قرب من الباب أمر المأمون 

برده؛ فرجع وقد تغير، فخاطبه وتركه ينصرف. فلما كاد يركب أمر برده. فلما عرف الرسول تناول الدواة من غالمه، وقال: الساعة والله أضرب

بها وجهك يابن الخبيثة، كان ينبغي لك أن تقول قد ذهب إلى النار. ورجع، فقال له المأمون: اعرض فيما تعرض علي حوائج الهاشميين. قال: نعم ! وقل كل ما تريد فلست أرجع إليك اليوم بعد هذا، ولو قمت أنت بنفسك !

فضحك المأمون، وقال: قاتل الله دعبال يريد قوله: عـبـاد أبـو يدبـره أمروفساد بضيعة األمور أولىخارج هرقل دير من وكأنه األقياد سالسل يجر حرجا

فقال: وقيل للمأمون: إن دعبال هجاك خطة المأمون أيسومني

ظـالـم رأس باألمس رأى أوما

محمـد الخالئق رأس على يربى

مثلمـا رؤوس على الجبال تربى

القردد هـم الـذين القوم من إنيهـم

وشرفوك أخاك قتلوابمـقـعـد

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

طول بعد بذكرك شادواخمولـه

الحضيض من واستنقذوك األوهد

فقال: هو يهجو أبا عباد وال يهجوني يريد أبا عباد حرج حديد، والمأمون حليم متساهل. وقال المأمون لما سمع هذا الشعر: ما في الدنيا أصفق وجها من دعبل وال أبهت، كيف يستنقذني هو وقومه من الحضيض األوهد، وأنا في حجر الخالفة ربيت، وبدرها غذيت،

وإنما قال هذا دعبل: ألن طاهر بن الحسين قتل أخاه، وطاهر مولى خزاعة قوم دعبل. أنشد شاعر أبا عباد قصيدة طويلة، فضاق ضيقا عظيما، ثم تجمل معه في استماعها

حتى أتمها؛ فقام رجل من أصحابه يعرف بالغالبي؛ فأنشد قصيدة أخرى فسمعها، وقدفيها: بلغ الضيق به منتهاه؛ فقال

واإلحسانا العدل فيها وأفاضبثابت اإلمام ملك رحى ثبتت والناكثينوبشاشة طالقة الوفود يقري وسـنـانـا مهندا

أبو فقال حميد صفة هذه صفتي، هذه ليست كاتب أنا إنما مهال، عباد: مهال الرجل. وخجل لضحكهم عباد أبي ضيق وزاد الحاضرون، الطوسي. فضحك

للعافين زلت فقال: ما غيثا ممرعا الدهش من جوده.... وأنسي في متخرقا يردد فأقبل البيت، باقي عباد أبي غيظه من جوده. فقل: قل في متخرقا

له فأمر موليا، وخرج معوانا، سيدي نستريح. فقال: يا ودعنا صفعانا، قرنانادرهم. آالف بعشرة

عليه الله صلى النبي كلمات وزنت الصولي: لو العباس بن إبراهيم قال األرض أهل بكالم بأخالقكم فسعوهم بأموالكم الناس تسعوا لن إنكم وسلم

له يرى يكاد وما منه، أكرم زمانه في يكن لم عباد أبو هذا لرجحت، شاكراخلقه. لسوء

يديه. بين سأجلس أني ظننت إال يدي، بين أحد جلس يقول: ما عباد أبو كان األعمش سليمان ضجر أبو اإلمام له قال وانتشر؛ اشتهر بحيث الضجر من األعمش سليمان وكان تفعل زيارتك. فقال: ال ألكثرت عليك أشق أن أخاف أني النعمان: لوال حنيفة

دارك. في وأنت والله علي تشق ! فأنتوثاب. بن يحيى ? قال: عن الحدة أخذت له: عمن وقيل

يخنقه، الحائط إلى وأسنده بحلقه وأخذ فقام حديث، إسناد عن رجل وسألهسنده. وقال: هذا

الحمام فأدخله له، صنعه طعام إلى يدعوه أصحابه من رجل األعمش وأتى ال ! والله الله أحرقك عليه. فقال: أحرقتني فسكبه حار بماء وأتاه ذلك، قبل

له صنع اليوم. ثم طعامك آكل وال إليك، أدخل يقوده، ومضى ذلك بعد طعاما بالبندق. فقال: الصبيان فيها يلعب الدار في مسداة في رجله إبهام فوقعت

طعامك. أكلت أو عندك أقمت إن علي لله بئر، في تقلبني أن أردت ? محمد أبا يا بت فقال: كيف علة؛ وجد وقد أصحابه من رجل عليه وسلم

رأسه فوضع ومخدته مضربته ? فأخرج بت آخر: كيف له قال ثم عليه؛ فرد! بت وقال: كذا عليها؛ طريفة شهادة

التميميين بعض نازع قوم إلى فبعث وبينه، بينه حائط في عمه بني من رجال وقال: أشهدكم عليه، بهم فوقف القبائل، من جماعة فأتاه ليشهدهم، جميعا

!. لي الحائط هذا نصف أن اإلنكار اكتب

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

للقاضي: فأنكر. فقال عليه يدعيه شيء في القاضي إلى آخر رجل وقدمشئت. متى يدك في إنكاره. قال: ذلك الله أصلحك لي اكتب

المحاورة طرائف من له: لم فقلت خارجة، أبا يكنى رجل عندنا المبارك: كان بن الله عبد قال

البصرة. علي بن سليمان دخل يوم ولدت ? قال: ألني خارجة أبا كنوك المدينة بسوق أشعب قال: رأيت القعقاع بن إبراهيم األصمعي: حدثني قال

رجل ? فأتاه الوصيدة مني يشتري يقول: من وهو يبيعها، قطيفة ومعه أن ? قال: أخاف هو فيها. قال: وما عيب من إليك يساومه. فقال: أبرأ

جديدة. بثمن واشتريت لبستها. فضحك، إن تخرقاألكلة طرف من لي فاشتر لغالمه: امض الرجل قال منزله إلى صار فلما أحمد، ابن رجل دعا

حشمة. فقال أحمد ابن صديقنا من ليس فإنه خبزا؛ وبدانقين بدانقين، لحمابمرة. االستئناس هذا كل وال أم أحمد: يابن ابن

نأكل إلي له: صر لصديق رجل وقال هذا يظن وهو معه فقام وملحا؛ خبزا إليه فقدم الناس، يقول ما مجاز على الكالم سائل وملحا. ووقف خبزا

لئن له: والله بالمسألة. فقال السائل فألح فيك، له: بورك فقال بالباب، من علمت لو فوالله الضيف: اذهب له ضربا. فقال ألوجعنك إليك قمتساعة. تقف لم وعده صدق من أنا علمت ما إيعاده صدق

فأخذت نأكل، امرأته. وقال: اقعدي يدي بين فوضعهما رأسين مزيد اشترى ووضعه اآلخر الرأس مزيد فأخذ ألمي، خلفها. وقال: هذا فوضعته رأسها وأضع أمك رأس ? قال: ضعي نأكل ألبي. قالت: فماذا وقال: هذا خلفه،أبي. رأس شهر من ليلة أول في وذلك بخيال، وكان الوالة بعض على أشعب دخل

الوالي. فقال: وضاق أشعب فيه فأمعن جدي، فقدم عنده، فأفطر رمضان هذا في بهم يصلي من إليهم أوجه أن سألوني السجن أهل إن أشعب، يا

? أخرى أوخلة األمير؛ ثوابهم. فقال: أيها واغنم بهم وصل فامض الشهر؛ آكل أال والعتاق بالطالق ? قال: أحلف هي قال: وما أبدا. عشت ما جديا

وأعفاه. منه فضحك إلى فبعث فاكهة، فظنها خبيص سلل أتته الملوك بعض أن ذكروا كما وهذا

وبقي فندم خبيصا، فيها فوجد السلل فتح ثم فحضروا، المسجد مساكين تنامون أنكم ? فقال: بلغني ذنبنا السجن. فقالوا: ما إلى بهم أمر ثم متحيرا،

سبيلنا، وضوء. فقالوا: خل غير على فتصلون الصالة تقام ثم المسجد في أكلنا ال فوالله بدراهم لهم فأمر بأمره، علموا أنهم وعلم فضحك أبدا، خبيصاسبيلهم. وخلى

لله والحمد قرشي ! أنت ! قال: بأبي لله والحمد ? قال: قرشي تكون آلخر: ممن رجل قال

ريبة. هنا ها التحميداألدعياء في قيل ما ظريف من

بلده: ومن ظريف ما قيل في األدعياء قول مخلد بن بكار الموصلي في أهل لهم فابتغوا قعدوا هم العرب في العشاء بعد يجوزنسـبـا

الـذهـب من ستوقهم ميزلهم الح الصباح ما إذا حتى

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

النسب ببهرج شيء أعرفصـيارفة أصبحوا قد والناسالطائي: وقال في أبي تمام

كـالم فيك ما أصلال عربـي عندي أنتوثـمـام خزامى كوفخـذي ساقيك شعر

وبـشـام نبـع ركصد من السلو وضلوعثـغـام ونواصـيكصمـغ عينيك وقذىعـظـام ويرابـيعخـاضـبـات وظباء

األنـام فـيك ذبنـيك إذا ذنـبـي ما أنالـــئام نبـطـياتسـجـايا منك وبدتالكـرام فيه عرفتإن مـا يخلـف وقفا

أنـت مـا كذبـوا تـرام مـا عربـيإالســالم وحـوالـيهسلمـى وسط في بيته

والـسـالم عربـيعـربــي عربـيالبعيث: وقال في محمد بن

النجوم حجرته أطناببـسـيفـه بـنـاه بـيت لمحمـدالكـنـس

العالء إلى السبيل جعلمحـمـد

ظباها على تسيل بيضااألنـفـس

تـفـرس المـنـية منها خزريةونـجـومـهـا هنـدية إيماضها حياض على األمان تلقى

أطـلـس وذئب مخـرفة ثوالءمحـمـد لـذلـك وال تخاف ذي ال

جـرأة استقـام ما الرعية تهدى

الـريس عن األعداء شذب قد

عرصـاتـه يمج سيف وعـز دمـا

أقـعـس الملوك تناضلت وإذا

بـخـرهـا كلهن فخرك فسهام

مقـرطـس ذي عن الطرف صرفت وإذا

نخوة قسماتـه في فالموت

يتـفـرس يمـنـع القيبـاح متملق الثناء وال منك البعد فيهـاربـا

األشرس بعرضك أشعاري طهرتتـدنـس اللـئام بأشعار كانتبعدما

بكار بن مخلد شعر ومنالقائل: وهو

واجـه فإذاصـعـدتـه على النجم يطلع أفـــال بـدراالطلـى مجاجات أوردوهنأرماحـهـم ظمئت إن معشر في منهم األلوان تحسنالحلـى للرعب يستنكر حينالوغى

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

األمـال يتـعـدى ورضـاهاألجـال يدني الله عبد سخط حارب وإذاسـالـمـه إذا الصلد يعشب أمـحـال روضا

الخـيزلـى نداه في وتمشىجـوده ذراه فـي رحلي حطالرقيق: وقال في

الـسـير أنفـد لنضو أقولنـيهـا

غير منها يبق فلم عظممـجـلـد

بالشوق الله ابتالك لي خديوالهوى

الحمام تحنان وشاقكالـمـغـرد

فمرت دعوة خوف سريعاعاشـق

كـل في الموماة بها تشقفـدفـد

ثنـيت باليسير ونت فلمادعـوتـي

لها فكانت ضحوة إلى سوطاالغـد

العجلة تعست وبعت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص موالها فندأ يأتيها بنار وهي بالمدينة؛ فمضى إلى

مصر فأقام بها سنة، ثم جاء بنار وهو يعدو مسرعا، فعثر فبدد الجمر فقال: تعست! العجلة

لغراب رأينا ما بالمشعلـه يجي بعثناه إذمـثـال أرسلوه فند غير فثوىقابـسـا العجله وسب حوال

والقمر للجبل الذنب صعد ابن زهير الخزاعي جبال، فأعيا وسقط كالمغشي عليه. فقال: يا جبل؛ ما أصنع بك? أأضربك ? ال يوجعك، أأشتمك ? ال تبالي، يكفيك يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش.

وهذا ضد قول أعرابي آخر سرى في قمر، فلما غاب ضل الطريق. فقال يخاطببعيره:

علما نرى أن عسينا أناألكمـا أسأرته ما اسق عادمن هداية تغوى ال كيف هرما بعدما طفال

لعلنا بقيته وهو عرقك، بسؤر األكم فتسقي تعرق حتى بي له: أسرع يقول نرى بقوله: عاد به. ويريد نهتدي علما في القمر: ألنه يريد هرما بعدما طفال يمحق، حتى النقص يدخله ثم يتكامل، حتى ينشأ كالطفل يكون الشهر أولبذلك. يذمه نشأته؛ كأول يعود ثم

الشمس وصفالشمس: ومن عجيب ما في هذا المعنى قول رجل من بني الحارث بن كعب يصف

بالنهار وأما فتخفىجـنـهـا الـلـيل إذا أمـا مخبأةفـتـظـهـر

الفجر ساطع عنها انشق إذاوانجلى

الحجاب وانجاب الليل دجاالمستر

األرض عرض وألبس لوناكأنـه

ثوب الغربي األفق علىمعصفر

يبدو حين وفيها تجلتشعـاعـهـا

البصيرة للعين يعل ولممنـظـر

الزعفـران كردع عليهاأصـفـر أبيض فهو تالال شعاعيشـبـه

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

منها وابيض علت فلمااصفرارها

المنيح جال كما وجالتالمشهـر

اآلفاق وجللت ضوءايتـسـعـر الضحى منه لها بحروأسـعـرت

تبدو، حين يطوى الظل ترىوتارة

األرض عن زالت إذا تراهينشـر

في أشرقت إذ بدأت كمامغيبـهـا

الكبير عاد كما تعودالمـعـمـر

يكاد ما حتى وتدنفيتـبـصـر لـمـن ولت إذا يبينشعـاعـهـا

وأفنت ذاك في وهي قروناتزل لم

كل وتحيي تميت يوموتـنـشـر

كيسان بالدة وكانت كيسان مستملي أبي عبيدة، موصوفا بالبالدة. قال الجاحظ: كان يكتب غير ما

يسمع، ويقول غير ما يكتب، ويستملي غير ما يقرأ، ويملي غير ما يستملي، أميت عليهيوما.

عمرو أبا بمعتمرعدلوا لمعشر قلتنصر. أبا وأملى زيد، أبا واستملى حفص، أبا وقرأ بشر، أبا فكتبلوهم. فهم ولو فهم، ما فقال: والله شيء، في كيسان عبيدة أبو وذكر الناس غير عن تحكى نوادر

نوادر تحكى عن غير الناس: قيل إلبليس لعنه الله: ماذا لقيت منالمتعلمين ? قال: التعلم ينسيهم وهم يلعنوني.

قيل للعقرب: لم ال تشمسين في الشتاء مع الناس ? قالت: من كثرةإحساني إليهم في الصيف.

كانت أفعى نائمة على حزمة شوك فحملها السيل، واألفعى عليها، إذ نظر إليها ثعلب، فقال: مثل هذا المالح يصلح لهذه السفينة.

أراد ثعلب أن يصعد حائطا، فتعلق بعوسجة فعقرت يده. فقال: أناأخطأت، ألني تعلقت بما يتعلق بكل شيء.

وقف جدي على مكان فمر به ذئب فشتمه. فقال له: لم تشتمني؛ إنماشتمني المكان الذي أنت فيه.

قالت الخنفساء ألمها: ما مررت بأحد إال بصق علي. قالت: يا بنية، لحسنكتعوذين.

نظر كلب إلى رغيف، فقال له: إلى أين ? قال: إلى النهروان. قال: فإنتركتك فابلغ إلى مرو.

وقف كلب على قصاب فآذاه، فقال له القصاب: والله لئن قمت إليك ألرمينك بهذا الكرش، فلم يبرح؛ فتغافل عنه القصاب، فلما طال وقوف

الكلب قال للقصاب: ترمينا بالكرش أو ننصرف.قيل للبغل: من أبوك ? قال: خالي الفرس. وهذا كقول القائل:

شعيب خالي فقال? أبـوه من سألتهأبيه عن كنى وما سـبـيب وثم إال

والنوادروالنوادر الملحالملح فيفي الجواهرالجواهر جمعجمع اإلسالميةاإلسالمية مشكاةمشكاة مكتبةمكتبة

ونعود المستعان وبالله بالصواب أعلم والله الكتاب آخر مؤلفه: هذا قالوالنقصان. الزيادة من بالله

بتحريره أخل ولم شروطه، جميع الكتاب لهذا الله أكرمك أتممت قد عزف، هزل إذا الذي اللوذعي، والمنادر الذكي، كالمسامر وجعلته وضبطه،

ثم المونقة، والغرائب المضحكة، العجائب في بك فأمضى رمز، جد وإذا أن خفت وقد شريفة، وأشعار ظريفة، بأخبار تعلق من أفصلها، وال أصلها في نقصان الحدود في الزيادة إذ فقطعت تعبا، وأحملك نصبا، أكلفك

فنعوذ نقصان؛ إلى أفضت وزيادة خسران، إلى أدى ربح ورب المحدودة، ولد سيد محمد سيدنا على ونصلي اللسان، به جرى مما ونستغفره بالله

بدوام دائمة صالة واألعيان، األخيار السادة وأصحابه آله وعلى عدنان،آمين. األزمان،