يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - univ oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ...

467
معة كىراف جا1 ، أؼد بن بلة كلية اداب نوف كالف قسماغة العربية كآدال الدة دكتوراهنيل شها أطركحة مقدمة ل علػػػػػوـ موسومػػػػػة بػػػػػػػػػػ:زة امؼلوي ء اميص غيد ابن بيا" مقاربة لسانية نصية"اد إعدلطالب: احت ت إشراف: علي شاحطػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػو أ.د.د ملياهم ملمناقشةء لجنة ا أعضا أ.دصر اسطمبوؿ . نا جامعة كى ػػػػػػػػػػ راف رئي ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ ن سا د ملياه م أ.د. م جامعة كى ػػػػػػػػػػػ راف ن را قر ي كم ن مشرفا د بن سعيد م أ.د. م جامعة كى ػػػػػػػػػػػػ راف ن مناقشا ن عضوا أ.د. كاملي بلحاجلعباسعة سيدم ب جام ن مناقشا ن عضوا . أؼد طي أ.د سعيػػػػػػػػػػػػػػدة جامعة ن مناقشا ن عضوا ػػػػػودم د ؼ م أ.د. م جامعة مستغانػػػ ػػػػػم ن مناقشا ن عضواؿامعية السنة ا2016 - 2017

Upload: others

Post on 23-Jan-2020

24 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

أتد بن بلة ،1 جامعة كىراف كالفنوف آلدابكلية ا اللغة العربية كآدااقسم

علػػػػػـوأطركحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه موسومػػػػػة بػػػػػػػػػػ:

بياء اميص غيد ابن محزة امؼلوينصية" لسانية مقاربة "

إشراف:تحت الطالب: إعداد ٤تمد ملياين أ.د. علي شاحطػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػو

أعضاء لجنة المناقشة

سان ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػرئي رافػػػػػػػػػػجامعة كى . ناصر اسطمبوؿ أ.د مشرفان كميقرران رافػػػػػػػػػػػجامعة كى أ.د. ٤تمد ملياين

عضوان مناقشان رافػػػػػػػػػػػػجامعة كى أ.د. ٤تمد بن سعيد عضوان مناقشان جامعة سيدم بلعباس أ.د. كاملي بلحاج عضوان مناقشان جامعة سعيػػػػػػػػػػػػػػدة أ.د. أتد طييب

عضوان مناقشان ػػػػػمجامعة مستغانػػػ أ.د. ٤تمد تػػػػػودم

2017-2016السنة اتامعية

Page 2: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا
Page 3: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

ه داءـــــــــا

ا ىل الأستـــــــاذ سلميــــان غرشايت

Page 4: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

وثقدير كرــــــش

محمد ادلكتور املرشف لأس تاذي اجلزيل ابمشكر أأثوجه أأن سوى املقام هذا يف يسؼين ال

فشد ػلمية، رػاية من به أأحاطين ما ػىل وذكل ػلمه، قبل خلقه من ثؼلمت ياذل ملياين

جزيل مين فهل امؼمل، مواضةل ػىل حيثين يفتأأ ال واكن امؼطيبة، الأوقات يف ساػدي ػىل

.الامتيان وغظمي امشكر

ام ػىل املياقشة جلية أأغضاء لأساثذيت اخلامطني وامشكر ابمتحية أأثوجه أأن يفوثين ال كام

وجزيل امشكر أأغظم أأيضا مه مين فلهم وثطويبه، امبحث هذا متابؼة غياء من جتشموه

.الامتيان

حسن ػىل وهران جبامؼة املركزية اجلامؼية املكتبة غامل ا ىل شكري أأوجه أأن أأوىس وال

.امطلبة خدمة يف وثفاىهيم ثفهمهم،

Page 5: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

الفػػػػػػػهػػػػػػػػػػػرس ػػداءاإلىػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ

شكر كتقدير أ ................................................................................ ا١تقػػػػػػػػػػػػدمة 7 .......................................... نشأة الببلغة العربية كتطورىا قبل العلوم مدخػػػػػػػػػػػػػػػػػػل 8 ............................................................................... تهيػػػػد:

9 ......................................................... نشػػػأة البػػػػػػػػػػػػبلغة العػػػػػػػػػػػػػػػػربية: -121.....................................الز٥تشرم كتطبيق نظرية اترجػػػػػػاين الببلغية...... -2

33 .............................................. السكاكي: التقعيد كالتنظيم الببلغي: -3 36 ......................... الفصػػػػػػػل األكؿ ا١تباحث الصوتية عند العلوم كأثرىا ب بناء النصوص

37 ........................................................................ تهيػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػد: 38 .......................................................... منهج العلوم ب الطراز: -1 38 ........................................................ رتة ٭تت بن تزة العلوم:ت -أ

41 ..................................................................خطة الكتاب. -ب 58 ..................................................... آراء بعض الببلغيت ب الطراز: -د 64 ................................................... مفهـو النص من منظور العلوم: -ك 72 ............................................ ا١تباحث الصوتية عند العلوم ب الطراز: -2 72 ................................................................. مفهـو الفصاحة: -أ

88 ................................................................. مفهـو الببلغة: -ب

Page 6: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

90 ........................................................ اللفظ كا١تعت عند العلوم: -ج 97 .............................. ١تفردات كاتيمل عند العلوم:طبيعة التأليف الصوب بت ا -د

106 ............................... الفػػػصػػػػل الػػػػػػثاين ا١تباحث التكيبية عند الببلغيت قبل العلوم 107 ...................................................... جاين:أكال: علم ا١تعاين عند اتر

141 .................................................... ثانيا: علم ا١تعاين عند الز٥تشرم: 162 .................................................... ثالثا: علم ا١تعاين عند السكاكي:

182 .......................................... الفػػػصػػػػل الػػػػػػثالث ا١تباحث التكيبية عند العلوم 184أكال:الفصل كالوصل من منظور العلوم .................................................

206 .............................................................. خت:ثانيا: التقدن كالتأ 222 ............................................................. ثالثا: اإل٬تاز كاتذؼ: 248 ............................................................ رابعا: التعريف كالتنكت:

256 ...................................... مسا: الطابع البنائي للشعر من منظور العلوم:خا 309 ............ الفػػػصػػػػػل الػػػرابػػػػع بناء الصورة البيانية كالبديعية عند العلوم كأثر٫تا ب بناء النصوص

310 ........................................................ أكال: علم البياف قبل العلوم: 310 .................................................................... النشأة: . أ

315 ...................................................... علم البياف عند اترجاين: -ب 334 ...................................................... علم البياف عند الز٥تشرم: -ج 338 ...................................................... علم البياف عند السكاكي: -د

345 ....................................................... ثانيا: علم البياف عند العلوم: 345 ................................................................ تأثيل ا١تصطلح: -أ

349 .................................................... بناء االستعارة عند العلوم: -ب 375 ....................................................... بناء الكناية عند العلوم: -ج

Page 7: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

382 ........................................................ شبيو عند العلوم:بناء الت -د 400 .......................................... ااز ا١ترسل كااز العقلي عند العلوم: -ىػ 407 ........................................... أ٫تية البديع ب بناء النص عند العلوم: -ك 430 ........................................................ أنواع البديع عند العلوم: -ز

433 ............................................................................ ا٠تاتػػػػػػػػػػػػػة 443 ............................................................... قػػػائمة ا١تصادر كا١تراجع

Page 8: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

مةاملقــــــــــــد

Page 9: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

دمةا١تقػػػ

أ

اتمد هلل تدى الشاكرين لنعىمو كأفضالو، كالصبلة كالسبلـ على سيدنا ٤تمد، خت من نطق بالضاد، كعلى آلو كصحبو كسلم، كبعد؛

ألنساؽ الدالة، ٦تا رب اللغة من بت أىم مظاىر التواصل اإلنساين، كما أهنا أيضان من أىم اتتيع ٬تعل دراستها كالوقوؼ على خصائصها أمران ب غاية األ٫تية، كاللغة العربية ىي إحدل اللغات

كقد سعى علماؤىا منذ القركف األكب إب تث اإلنسانية، تيزت بطابعها التكييب كالبنائي ا١تتفرد، يلحقيها من تبدالت ب أثناء ذلك. خصائصها كالكشف عن طرؽ بنائها ككيفيات التعبت ا، كما

كقد سعى ىذا البحث إب الكشف عن أحد ىذه اتهود اليت رامت تعرؼى خصائص اللغة العربية من منظور بياين كلغوم، كنقصد بذلك اإلماـ ٭تت بن تزة العلوم من خبلؿ كتابو "الطراز

ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو حقائق اإلعجاز" .

كتتي ىذا البحث بػ "بناء النص عند ٭تت بن تزة العلوم" ، كجعلتو يتألف من مدخل كأربعة حاكلت من خبلؿ ففصوؿ كخاتة، كقد اقتضت طبيعة البحث أف يكوف التقسيم كفق ىذه الشاكلة،

فيو على ، كأىم مراحلها قبل العلوم، كقد كقفتي ا١تدخل أف أعرض ألىم مراحل نشأة الببلغة العربيةاتذكر األكب لنشأة الببلغة العربية خبلؿ العصر اتاىلي، كالقركف ا٢تجرية األكب، كما حاكلتي أف أقف على أىم اتهود الببلغية اليت سبقت العلوم متمثلة ب كل من اترجاين كالز٥تشرم كالسكاكي،

ؿ ىذه الفتة، كىي تتد زمنيان لتغطي أىم ما قيدـ خبل باعتبار أف أعماؿ ىؤالء الثبلثة قد تكوف منمن فتات تطور الببلغة العربية، مع مبلحظة أين ب أفرد جهود اترجاين ب ىذا الشأف فتة حساسة

تبحث خاص ألين أشرتي إليها لدل اتديث عن الز٥تشرم كتطبيقو لنظرية اترجاين الببلغية.

ذه اتهود ميركزان على ما تعلق منها باتانب التكييب كا١تبلحظ ىو أين حاكلت أف أتناكؿ ى كالبنائي للنصوص، ال من منظور ببلغي صرؼ، كلكن ذلك ب ٯتنع من التطرؽ للحديث عن السياؽ

كسيلة تواصلية قبل كالػػمقاـ أحيانان كما يفرضػو مػن بنػاء خاص للنصػوص، على اعتبػار أف اللغة ىي مؤلف ببلغي.نفسػػو ىو أف "الطراز" كل شيء، كعلى اعتبار

Page 10: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

دمةا١تقػػػ

ب

أقف على الدراسة الصوتية من منظور العلوم، كقد حاكلت من خبلؿ الفصل األكؿ أف مهدتي لذلك بالتعريف بالطراز من خبلؿ عرض خطة الكتاب ككيف سار العلوم فيو، كسبيل

كما ئ تتبع آراء العلوم ب كتابو،كىو عرض قد يييسر للقار مناقشتو للقضايا الببلغية كاللغوية،سعيتي ضمن ذلك أيضان إب بياف مفهومو للنص، كتأثت الفلسفة كعلم الكبلـ ب منهجو التحليلي،

كآراء بعض الببلغيت ب ذلك كلو.

كقفتي ب عرض ا١تباحث الصوتية على مفهـو الفصاحة كىو ا١تفهـو احملور الذم بت عليو بلحظاتو ب اتانب الصوب للظاىرة اللغوية، حيث عدد شركط فصاحة الكلمة العلوم جيل م

كالتكيب معان كلكن من منظور صوب، كما عرضتي لتعريف مفهـو الببلغة عنده، كىو مفهـو مبلـز ١تصطلح الفصاحة، كأشرتي من خبلؿ ىذا الفصل نفسو إب اللفظ كا١تعت عند العلوم، كالعبلقة

لق بذلك من مباحث، كختمتي ىذا الفصل ببياف طبيعة التأليف الصوب بت ا١تفردات ما يتعبينهما، ك كاتيمىل عند العلوم، كىو مبحثه حاكلتي من خبللو أف أتبت نظرة العلوم إب كيفيات التأليف بت

األصوات اللغوية، كما ييقبل من ذلك كييستحسن، كما ييرفىضي منها كييرد.

ؿ الفصل الثاين أف أقف على كاقع ا١تباحث التكيبية قبل العلوم كىو ما من خبلكحاكلتي ييعرىؼ أيضان تباحث علم ا١تعاين من فصل ككصل كتقدن كتأخت كحذؼ كذكر كغت ذلك من ا١تباحث اليت تتعلق بتكيب اتيمل كالنصوص كما ينشأ عن ذلك من معاف، كقد تطرقتي إب ذلك من

عة من الببلغيت البارزين ب ذلك، فعرضتي لعلم ا١تعاين عند اترجاين ب خبلؿ تث جهود ٣تمو الز٥تشرم ب السكاكي، كا١تبلحظ أين راعيتي ب ذلك التتيب الزمت ٢تؤالء الثبلثة.

جاء الفصل الثالث لييسلط الضياء على ا١تباحث التكيبية عند العلوم من خبلؿ دراسة فبحثتي فيو الفصل كالوصل كالتقدن كالتأخت كاإل٬تاز كاتذؼ، ا١تعاين ٣تموعة من مباحث علم

كالتعريف كالتنكت، كحاكلتي ب آخر الفصل أف أقف على الطابع البنائي للشعر من منظور العلوم، من مسائل. ء النصوص الشعرية كما يتعلق ػػػػاتطرقتي فيو إب نظرة العلوم لطرؽ بنا

Page 11: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

دمةا١تقػػػ

ج

يث ب الفصل الرابع األخت لدراسة بناء الصورة البيانية كالبديعية من منظور عقدتي اتد العلوم، كجعلتيو ينقسم إب ٣تموعة من ا١تباحث، أشرتي ب األكؿ منها إب نشأة علم البياف، عند كل من اترجاين كالز٥تشرم كالسكاكي، ب تطرقتي ب مبحثو مواؿو إب تأثيل مصطلح البياف عند

ستعارة، العلوم فكانت على التواب: اال لعلوم، كعرضتي بعد ذلك إب بناء بعض الصور البيانية عنداكختمت ىذا الفصل باتديث عن البديع كدكره ب بناء الكناية، التشبيو، ااز ا١ترسل كالعقلي،

كبعض أنواع البديع النصوص من منظور العلوم، كخصوصان ما تعلق تفهـو ا١تشاكلة اللفظية كا١تعنوية األخرل ذات األ٫تية ب ىذا الشأف، ككانت خاتة البحث ب األخت عارضة ألىم ما توصلتي إليو

من نتائج ب ىذا الشأف.

تث فيو تنهج كصفي تليلي، ينهض على رصد الظواىر طبيعة ا١توضوع أف أ كقد اقتضت للها ب ضوء الدراسات كالنظريات اللغوية ة كما تصورىا أصحاا كعرضاللغوية كالببلغي وىا، ك٭تي

كالببلغية اليت تؤطر مثل ىذا النوع من البحوث ، ليستخلص ب األخت أىم السمات اليت تقـو عليها ـي القارئ شيئان من ا١تقارنة ب ثنايا ىذه الظواىر كدكرىا ب بناء النصوص على اختبلفها، كقد ال يعدى

اقتضتو الضركرة، ألف اتديث عن اتهود الببلغية ب عصورىا ا١تتبلحقة كاف ىذا البحث، كىو أمرفرضتو ال يزاؿ يدفعنا إب مبلحظة الفركؽ القائمة بت كل ببلغي كآخر، كىو شأف ب نتقصده، كلكن

غية اليت كأشت ىنا إب أين ب ألتـز تحاكلة التأصيل للمفاىيم اللسانية كالببل طبيعة ا١توضوع كما أشرنا، جاء ا العلوم ب ىذا الشأف ألين رأيتي أف ذلك قد يصرفت كثتان عما أنا بصدد البحث فيو.

؛ فإف الذم دفعت إب معاتة ىذا ا١توضوع ىو ٣تموعة من كإذا كاف لكل شيء دكافع لدراسات األسباب، بعضها موضوعي كالبعض اآلخر ذاب، فأما ا١توضوعي منها فقد كانت ندرة ا

ا١تستقلة اليت أخذت على عاتقها دراسة كتاب الطراز للعلوم كمناقشتو، ٦تا حدا بنا إب ا٠توض ب ا١توضوع لعلنا بذلك نفتح بابان للناس جديدان ب دراسة أثر ىاـ من اآلثار الببلغية، كخصوصان ب عصر

اليت تلت السكاكي، فقد رأينا كادت فيو البحوث الببلغية أف ال تأب تديد، كنقصد بذلك العصور كإف ب يكن تفرده ىذا ليعزلو أك حاكؿ أف يكوف كذلك على األقل، أف العلوم كاف متفردان ب تثو،

Page 12: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

دمةا١تقػػػ

د

كثتان عن ىذه ا١ترحلة، فكاف ٭تاكؿ ا٠تركج أحيانان فينجح، ك٭تاكؿ أخرل كلكنو يقع تت تأثت لعهد.على ذلك اا١تناىج الببلغية الرتيبة اليت سادت

كأما األسباب الذاتية فقد تثلت ب مىيلي إب ٤تاكلة قراءة النصوص كاستنطاؽ مكامنها بأدكات تساءؿ عن الطرؽ الناجعة، الكفيلة بتحليل النصوص كالوقوؼ على إجرائية كنقدية، فكينتي كال أزاؿ أ

فكاف يات النصية كما يتصل ا،مضامينها، كرأيتي أف ذلك قد ال يكوف إال بدراسة نظريات اللسانأكؿ اطبلعي على بعض ىذه النظريات ىو ب هناية مرحلة التدرج اتامعي ٦تا شد انتباىي كثتان ٢تا،

كبعث ب نزكعان إب البحث فيها.

لطراز العلوم ىنا تأخذ منحى ببلغيان فباعتبار طبيعة ىذا ا١تؤلف الذم كإف كانت معاتيت ف ب أصلو للمباحث الببلغية، كقد زاد من حرصي على تناكؿ ىذا ا١توضوع أف شجعت أستاذم كا

إذ كاف ال يزاؿ موضوعان بكران ب ينل ا١تشرؼ على ا٠توض فيو باعتبار قلة البحوث اليت خاضت فيو،ين كالسكاكي قياسان بغته من اتهود الببلغية من أمثاؿ اترجامن الدراسة كا١تناقشة، كامبلن حظو

فكاف كل ذلك مػػػجتمعان قػميػنػان بأف يػدفعت إب ىذه الػػمحاكلة. كأضراما،

ددة ضمن ىذا اإلطار ٭تاكؿ ىذا البحث ىي: ما تصور العلوم لبناء أف ٬تيب عن إشكالية ٤تيالعلوم لطرؽ ػػرف نظػػػكيتندرج تساؤالت أيخىري فرعية من مثل: العاـ ؟ ، كتت ىذا التساؤؿ النص

بناء النصوص؟ كىل لو ب ذلك نظرة كاحدة موحدة؛ أـ أنو يرل أف النصوص تتلف لدل تركيبها كتأليفها؟ كإذا كانت تتلف فما األسس اليت يقـو عليها ىذا االختبلؼ؟ كىل ىذا االختبلؼ مطرد

كننا أف ٧تعل النصوص تتصنف ضمن ٣تموعات؛ أـ أف لكل نص تر كيبو كضوابطو؟ تيث ٯتي

ب ما ىي أىم ا١تستويات اليت ٯتكننا أف ندرس تركيب النصوص ب ضوئها؟ كىل كاف النػقاد كىل كانت نظراهتم ٢تا متقاربة أـ كالببلغيوف القدامى ٦تن نىبو ٢تذه ا١تستويات أـ أهنا حديثة طارئة؟

ة قد تعارؼ عليها الدارسوف؛ فهل كاف كإذا كانت قدٯت أهنم قد ذىبوا ب اتديث عنها كل مذىب؟فأخذ تا -كخصوصان أنو عاش ب مرحلة اتمود الببلغي كما تيسمى -العلوم ٦تن سار ب ركاب غته

Page 13: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

دمةا١تقػػػ

ق

أـ أنو تيز بطرح كرؤية جديدين؟ كما ىي نظرتو إب النص ب حد ذاتو، ؛ قالوا كصدر عما صدركاككيف كانت نظرتو للصور البيانية من لو قبل أف يعاتو؟بل كيف تث ككيف حدده كعاب مستوياتو؟

ها ب بناء النصوص على اختبلفها؟حيث بناؤىا كأ٫تيت

كانت ىذه األسئلة كغتىا كثت ىي ٦تا حولتي أف أجيب عنو ب حدكد ما أتيح ب، كال أزعم كافية، فالكماؿ هلل كحده، كلكن ب ىذا ا١تقاـ أنت أجبتي عنها كلها، أك أنت أجبتي عنها إجابات ا كحاكلتي أف أيجيب عنها كلو على ىوف ما. قد يكفيت أنت أثرهتي

كإذا كاف من علمية البحوث أف نذكر صعوباهتا ؛ فإف تثي ىذا قد ساكرت سبيلو عقبات لدف أستاذم ا١تشرؼ السند ا١تتت الذم تلقيتو من كؤكد ب تكن لتتذلل لوال توفيق اهلل عز كجل، ب

شتات ىذا البحث، فكاف ال يزاؿ يدفعت أالذم كنتي أجده إب جانيب ب كل ملمة تلم يب كأنا أتع كيشجعت ١تواصلة البحث، كأف ال أقف مكتوؼ اليدين لدل كل صعوبة تساكر سبيلي، فكنتي آخذ

أكرب عائق كاجهتو ب ذلك نة، كلعل برأيو كمبلحظاتو، كفعبلن كاف االنفراج ب كل مرة كهلل اتمد كا١تا١تراجع اليت خيصصىت لدراسة العلوم كطرازه، فقد كانت ىذه الدراسات قليلة العدد ضئيلة ىو ندرة

ت غت مؤلفا جعلت أتث ب بعض الدراسات اليت تناكلت الطراز ضمن مباحث ثانوية با١تدد، ٦تا ٥تصصة للعلوم ب حد ذاتو.

الدراسات على عاتقها البحث ب ب ىذا ااؿ، فقد أخذت بعض نا ال أدعي السبقكأنا ى ر الطراز، كأكثرىا ب يكن من منظور لساين نصي، كإ٪تا كاف أغلبها من كجهات نظر ببلغية باعتبا

ثو اليت قاـ ا مرسلي بولعشار ب تكمن ىذه الدراسات تلك احملاكلة الطراز نفسو مؤلفان ببلغيان، ا١توسـو بػ"اإلعجاز البياين ب الطراز" ، كما أكرده بدكم طبانة ب تثو ا١توسـو بػ" علم البياف: دراسة

لة من الببلغيت تارٮتية فنية ب أصوؿ الببلغة العربية" ، أين تدث عن الببلغة العربية كتطورىا لدل تي: دراسة ب تطور الفكرة الببلغية عند العرب منهم العلوم، كدراستو األخرل ا١توسومة بػ:" البياف العريب

كقد لفو:" الببلغة: تطور كتاريخ" ،كمناىجها كمصادرىا الكربل" ، كما جاء بو شوقي ضيف ب مؤى

Page 14: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

دمةا١تقػػػ

ك

أ ب مػػن عيدة معرفية كانت ىذه الدراسات مستندان نػػػحو االنطبلؽ ب البحث ب حدكد ما تػػػػهي كمنهجية.

أف أتوجو بالشكر اتزيل ألستاذم ا١تشرؼ الدكتور: ٤تمد ملياين يسعت إال ال كب األخت على ما تشمو من عناء اإلشراؼ كا١تتابعة ٢تذا البحث، كما كاف ٢تذه الدراسة أف تستوم قائمة على

كال أعتقد أين سوقها لوال توجيهو الرشيد كتصويبو السديد، كقد استفدتي من علمو كخلقو تيعان،كما ال يفوتت أف أتوجو بالشكر أكفيو حقو كلو كتبتي ب ذلك الصفحات ذات العدد، أستطيع أف

كعلى قبو٢تم مناقشة ىذا البحث ، أعضاء تنة ا١تناقشة على الكراـ ا٠تاص كا٠تالص معان ألساتذب احتامي الكامل.فلهؤالء تيعان أسدم شكرم اتزيل ك كمناقشتو كتصويبو، لوه من عناء قراءتوما تم

كاهلل أسأؿ أف يوفقنا ب األمور كلها، كصلى اهلل على سيدنا ٤تمد كعلى آلو كصحبو كسلم.

ـ.2016أكتوبر 20علي شاحطو، كىراف ب:

Page 15: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

مدخــــــــــــــــــل امؼلوي قبل وثطورها امؼربية امبالغة وشأأة

Page 16: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

8

ـــد:تمهيـ

بعدة مرت الببلغة العربية ب أطوار نشأهتا األكب كغتىا من النظريات العلمية كاإلنسانية ، فهي ب تنشأ دفعة كاحدة؛ بل بدأت ب أكؿ أمرىا مبلحظات متناثرة ىنا كىناؾ، ب ب مراحل

كات.تلبث أف اشتد عودىا فإذا ىي تستقيم شيئان فشيئان نظرية كاملة اإلجراءات كاألد

كالذم يعود ليتصفح كتب الببلغة كالنقد ب القركف األكب سيقف على تلك الستكرة اليت مرت ا النظرية الببلغية العربية، كاليت تولت من ٣ترد مبلحظات انطباعية، إب مقوالت نظرية

، كسيبلحظ الدارس أف نزكؿ القرآف الكرن مؤسسة، تداكؿ على العمل ا كتأكيدىا ببلغيوف كثره، كلقد أيضان طريقة التفكت لديهم ب ٯتس حياة العرب فقط؛ بل مسكاف إيذانان بتحوؿ كبت،

البحث ب شأف الببلغة، ٦تا أسهم بشكل فعاؿ ب دفعتهم رغبتهم ب معرفة أسرار القرآف الكرن إبالقرآف الكرن، مثلما سا٫تت ب بركز نظرية ببلغية كلغوية مبكرة، سا٫تت ب الوقوؼ على إعجاز

بناء تصور عاـ عن طرؽ بناء النصوص كسبل تلقيها.

Page 17: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

9

ربية:ــــــــــــــــالغة العــــــــــــأة البـــنش -1

اىتم العرب بفن القوؿ منذ القدن، فقد حرصوا على أف يكوف كبلمهم سواء أكاف خطابة أـ أىلها بأهنم أىل فصاحة كببلغة، ؼى ر ألهنم كانوا أمة قد عي نظما ب مستول مرموؽ، كما ذلك إال

كلذلك نزؿ إليهم القرآف متحديا ٢تم تا كانوا متميزين فيو: ببلغة الكبلـ كفصاحتو، كمن الدالئل أف القبيلة 1ىػ(463)ت. ، فقد ذكر ابن رشيق" العمدة"على ذلك ٦تا تورده ا١تصادر، ما جاء ب

نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأهتا، كصنعت األطعمة، كاجتمع النساء يلعنب إذا من العرب كانت "عن ب با١تزاىر، كما يصنعوف ب األعراس، كيتباشر الرجاؿ كالولداف؛ ألنو تاية ألعراضهم، كذى

د، أك شاعر ينبغ فيهم، أك ١تآثرىم، كإشادة بذكرىم. ككانوا ال يهنئوف إال بغبلـ يولى أحسام، كتليده . 2فرس تنتج"

تماـ العرب بلغتهم كببلغة كبلمتهم، تدؿ مثل ىذه ا١تبلحظات داللة كاضحة على مدل اى كىي تشت إب أف فصاحة الكبلـ كببلغتو قد بلغت عندىم منزلة عظيمة، كلذلك سعى كل كاحد

ا كرد فيها ىو أبو علي اتسن بن رشيق األزدم، ا١تسلي مولدا القتكاين دارا، كقد كردت ترتتو ب معجم األدباء لياقوت اتموم، ك٦ت - 1

كاف شاعرا أديبا ٨تويا لغويا حاذقا عركضيا كثت التصنيف حسن التأليف، ككاف بينو كبت ابن شرؼ األديب مناقضات ك٤تاقدات، أنو " ذكر ذلك ىو ب الرد على ابن شرؼ بعد ذكره نسب ابن شرؼ: ىو اسم امرأة -كصنف ب الرد عليو عدة تصانيف، كاف أبوه رشيق ركميا

كميا ة، ب قاؿ: كأما أنا فنظر اهلل ب كجهة ىذا الشيخ إب، كأب بو النعمة علي، فما أبغى بو أبا، كال أرضى تذىبو مذىبا، رضيت بو ر نائحكاف سنة ال دعيا كال بدعيا، تأدب ابن رشيق على أيب عبد اهلل ابن جعفر القزاز القتكاين النحوم اللغوم كغته من أىل القتكاف، كمات بالقت

فقاؿ « األ٪توذج»ست كتست كأربعمائة عن ست كستت سنة، ذكر ابن رشيق ىذا نفسو ب كتابو الذم صنفو ب شعراء عصره ككتو ب ب آخره: صاحب الكتاب ىو حسن بن رشيق، موب من مواب األزد، كلد باحملمدية سنة تسعت كثبلتائة، كتأدب ا يستا كقدـ إب اتضرة

، 2ـ، ج.1993ىػ، 1414، 1كأربعمائة": معجم األدباء، ياقوت اتموم، دار الغرب اإلسبلمي، بتكت، لبناف، ط. سنة ست 2/85كابن خلكاف 4/597كالذختة 1/298كإنباه الركاة 58كا١تطرب: 2/230، كينظر ب ترتتو أيضا: ا٠تريدة 861ص.

كالبلغة: 3/78كمرآة اتناف 3/297كالشذرات 1/504كبغية الوعاة 11/كالواب 439كأ٪توذج الزماف: 11/227كمسالك األبصار .1/52كعنواف األريب 89كإشارة التعيت: 1/278كاتلل السندسية 3/68كركضات اتنات 58

اتيل، بتكت، العمدة ب ٤تاسن الشعر كآدابو كنقده، أبو على اتسن بن رشيق القتكاين، تح. ٤تمد ٤تيي الدين عبد اتميد، دار - 2 .65، ص.1ـ، ج.1982ىػ، 1401، 5لبناف، ط.

Page 18: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

10

لك، فبل أقل من أف منهم إب امتبلؾ ناصية اللغة، كسعوا إب أف يقولوا شعران، فإف ب يستقم ٢تم ذيكونوا ٦تن ٭تفظ الشعر كيركيو، حرصان منهم على استقامة ألسنتهم، كخلوىا من اللكنة، كسعيان إب

الفصاحة كالتفاضل فيها.

بية ب نشأهتا باإلعجاز القرآين، كذلك أف العلماء من ا١تسلمت حاكلوا أف ارتبطت الببلغة العر أف العرب و، ككاف مدخل اللغة كالببلغة من أىم ا١تداخل إب ذلك، كمايقفوا على دالئل اإلعجاز في

( ب البياف ىػ255كانوا أىل فصاحة كببلغة، كمن بت اآلثار الدالة على ذلك ما ذكره اتاحظ )ت.ك كصفا، ككاف رجلت خطبا أك تدثا، أك احتجا أكالتبيت عن سهل بن ىاركف أنو قاؿ:" لو أف

بل يا، كلباسا نبيبل، كذا حسب شريفا، ككاف األخر قليبل قميئا، كباذ ا٢تيئة دميما، أحد٫تا تيبل جليكخامل الذكر ٣تهوال، ب كاف كبلمهما ب مقدار كاحد من الببلغة، كب كزف كاحد من الصواب،

. 1لتصدع عنهما اتمع كعامتهم تقضي للقليل الدميم على النبيل اتسيم"

فإ٪تا يدؿ على أ٫تية الببلغة عند العرب، كأهنم كانوا يرفعوف الشخص ى شيء علكإف دؿ ىذا ك٨تن نبلحظ ب القوؿ السابق كيف كانت عن ىيئتو أك منزلتو االجتماعية، لببلغتو بغض النظر

األفضلية لصاحب ا٢تيئة الباذة بالرغم من كوف ببلغتو مساكية لببلغة غته، كلكن العرب األقدمت كانوا يهتموف بالببلغة دكف غتىا من معايت التفاضل فبل جـر فضلوا ىذا الدميم عن غته.لػػػما

نظموف، كأنو كقد أكرد اتاحظ أيضا أف الشعراء ب عامتهم كانوا شديدم اترص على ما ي رىم ب مستول تطلعات تهور ا١تتلقت، فمن الشعراء "من كاف يدع القصيدة ٬تب أف تكوف أشعا

، ك٬تيل فيها عقلو، كييقلب فيها رأيو، اهتاما تكث عنده حوال كريتا، كزمنا طويبل، يردد فيها نظرهلعقلو، كتتبعا على نفسو، فيجعل عقلو زماما على رأيو، كرأيو عيارا على شعره، اشفاقا على أدبو،

ت، كا١تقلدات، كا١تنقحات، كإحرازا ١تا خولو اهلل تعاب من نعمتو، ككانوا يسموف تلك القصائد: اتوليا

.87، ص.1ـ، ج.1،1990البياف كالتبيت، اتاحظ، أبو عثماف عمرك بن تر بن ٤تبوب، دار ا١تعارؼ، تونس، ط. - 1

Page 19: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

11

، كقد كاف الشاعر منهم قد يعاب بكل 1" كاحملكمات، ليصت قائلها فحبل خنذيذا، كشاعرا مفلقاصفة، كييعت بكل منقصة فبل يكوف شيء من ذلك أشد عليو من أف ييعت باللحن ب الكبلـ، أك

با٠تطأ ب ا١تعاين كاألقواؿ.

الشأف أف النابغة الذبياين كاف أحد الشعراء الذين ٭تتكم إليهم غتىم ب كتذكر ا١تصادر ب ىذا اتكم على جودة أشعارىم من عدمها، كقد احتكم لديو يوما حساف بن ثابت كا٠تنساء، ففضل

فقد كرد أف النابغة كانت تضرب لو قبة "من أدـ بسوؽ عكاظ، شعر ا٠تنساء على شعر حساف، و أشعارىا. قاؿ ]عبد ا١تلك بن قريب صاحب ا٠ترب كىو األصمعي الراكية فتاتيو الشعراء فتعرض علي

ا١تشهور[: كأكؿ من أنشده األعشى ب حساف بن ثابت ب أنشدتو الشعراء، ب أنشدتو ا٠تنساء بنت عمرك بن الشريد:

ري كإف صخران لىتأبى ا٢تيداة بو كأنوي علمه ب رأسو نا

فقاؿ: كاهلل لوال أف أبا بصت أنشدين آنفان لقلتي إنك أشعر اتن كاإلنس. فقاـ حساف فقاؿ: كاهلل ألنا سن أف تقوؿ: ! أشعر منك كمن أبيك فقاؿ لو النابغة: يابن أخي: أنت ال تي

ف ا١تنتىأىل عىنكى كىاسعي فإنكى كالليػػػػػل الذم ىيوى ميدركػػػػػػػػػػػػػػػػػي كىإف خلتي أى ػػػا أىيػػػػػػدو إلػػػيػػػػػػػك نػىػػػػػػػػػياط طى خى ػػػػد بػػػػهى ػػػػػػػوىازعي في حيجنو ب حباؿو مىتينىػػػػػػػػػػػػػػػػةو تىػػػػمي

. 2" قاؿ: فخنس حساف لقولو

إف ىذا الرأم النقدم الصادر عن النابغة، كبالرغم ٦تا فيو من القسوة ، كبالرغم من أنو ب يقم على قواعد نقدية كاضحة متعارفا عليها؛ إال أنو يبت االىتماـ ا١تتقدـ بالنظرية النقدية، ككاضح كيف

.2/7ـ.س. - 1، بتكت، ، أتد أبو سعد، دار الثقافةموسى سليماف ،أشرؼ على مراجعتو كطبعو: عبد اهلل العبليليفرج، الاألغاين، األصفهاين أبو - 2

.06، ص.11ىػ ، ج.1381ـ، 1962لبناف،

Page 20: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

12

كانت أقرب إب الذكؽ أف النابغة حاكؿ أف يقيم حكمو النقدم على ٣تموعة من األسس اليت كإف لنقدية.منها إب النظرية ا١تؤسسة؛ إال أهنا أبانت عن اىتماـ كاضح بضركرة تعليل األحكاـ ا

لف البحث عن إذا حاكلنا الوقوؼ على األحكاـ النقدية السابقة فإننا ٧تد النابغة قد تك كن أف يقيم حيكما نقديان انطبلقان ف ٯتحساف، كىو تحل كاضح منو، كإال كي منقصة يسم ا شعػػػػػػػػر

؟ كلكن يبدك أف النابغة كاف من اتكاـ الذين ٬تب أف تيرضى من مبلحظات عارضة كرؤية سطحية حيكومتهم ب كل اتاالت.

أف مسألة االىتماـ بنقد الشعر كالنثر كبياف للمتتبع لنشأة النظرية النقدية كالببلغية العربية يبدك األكاخي إب العصور ا١توغلة ب القدـ، ةا١تعنوية كاللفظية ب تكن كليد فتة بعينها؛ بل ىي ٦تتدقيمتو

(، كعلقمة الفحل، ككانت ؽ.ق.150فا١تصادر تورد تلك احملاكمة اليت كقعت بت امرئ القيس)ت.قدم الصادر عنها م باتكم النل سي ا فيها، كيبدك أف ال أحد من النقاد كاف يي من كى حليلة امرئ القيس حى

بالرغم من ذلك ، ك 1كالقائم على ا٢تول ال عن نظرة موضوعية كلو ب تكن قائمة على أساس نقدمآخر على أف العرب عرفوا بطريقة أك بأخرل مسألة تقييم األعماؿ األدبية بنقدىا ان شاىدييعد ىذا فإف

من األدب العريب فوؽ ما تتمل.ل العصور األكب كتعليل أسباب ىذا النقد، كال ٯتكن أف ٨تم

أف مسألة تذكؽ الشعر كانت موقوفة على طائفة معينة ٦تن ٢تم إ١تاـ ببعض القواعد أيضان كيبدك فكاف ىؤالء ٭تاكلوف )اتيكم( تودة ىذه األشعار أك برداءهتا كذلك بالنظر إب ٣تموعة من الشعرية،

حق التنويو ، فإذا كيجدت فالشعر جيد كصاحبو يست2اا٠تصائص الفنية اليت كانت متعارفا عليه . كاإلشادة، كإال فبل

.227ص. ـ.س.ينظر: - 1، 1ينظر: قضايا الشعريات: متابعة كتليل ألىم قضايا الشعر ا١تعاصرة، عبد ا١تلك مرتاض، دار القدس العريب، كىراف، اتزائر، ط. - 2

.278، ص.2009

Page 21: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

13

، ال عتؼ ػمي لشيء إال ألف ىؤالء النقاد ال كلكن يبدك أف القاعدة كثتا ما كانت تنخـرلصوف ٢تذه القواعدمابشاعريتهم غالبا ا أف كإ٪تا كاف ب األمر توز كبت كما تقدـ، كت ،ب يكونوا ٮتي

فئة الشعراء، كلكنهم كانوا ىذا االلتزاـ كاف غائبا غالبا؛ فإف نتيجة ذلك كانت كثتا ما ال ترضي وهنا على كل حاؿ إذ ال بديل عنها.يتقبل

كاستمر اتاؿ على ما ىو عليو حىت هنايات القرف الثاين للهجرة، أين تطالعنا ٣تموعة من اآلراء خر ال يزاؿ انطباعيا على عادة القركف ها مؤسسا بعض التأسيس، كالبعض اآلالنقدية اليت كاف بعض

األكب، كيبدك أف الذم ساىم ب ىذا التأسيس ىو اىتماـ العلماء تقوؿ أخرل ٣تاكرة كالنحو ، كلعل ٦تا ظاىرىم على شيء من ٤تاكلة تفست الظواىر اللغوية بشيء من ا١توضوعية كاتيادية ،كاللغة

على ذلك مبدأ اللياقة، كىو مناسبة الكبلـ بعضو لبعض، كىو ا١تبدأ الذم عيب بو من األمثلة :1الشماخ ب قولو

ن ػػػػدىـ الوىتيػػػي ب ػػػةي فىاشرق ػػػرىابى ػػػت رىحلي عى إذىا بػىلغتت كىحىطىط

بدأ اللياقة الذم يفرض ا١تكافأة اتسنة ال فقد جعل جزاءىا على ما قدمتو من جهد منافيا ١ت، كأيا ما يكن الشأف، فإف مثل ىذه اإلشارات النقدية كانت تبتعد قليبل عما عيرؼ سابقا 2عكسها

متعارفا عليها.كذلك لقيامها على مبادئ كأهنا كانت عامة ك

ه ابن قتيبة ما أكرد ذلككتزداد ىذه اإلشارات النقدية كضوحا خبلؿ القرف الثالث للهجرة، فمن بن الوليد ان كمسلم ىػ(206)ت. نواس أبا من أف " الشعراءىػ( ب " الشعر ك 276)ت.اجتمعا كتبلحيا، فقاؿ لو مسلم بن الوليد: ما أعلم لك بيتا يسلم من سقط، فقاؿ ( "ىػ208)ت.

.323ـ، ص. 1968ن ضرار الذبياين، حققو كشرحو: صبلح الدين ا٢تادم، دار ا١تعارؼ، مصر، ديواف الشماخ، الشماخ ب - 1 .45ـ .ص.1983ىػ، 1404، 4ينظر: تاريخ النقد األديب عند العرب، إحساف عباس، دار الثقافة، بتكت، لبناف، ط. - 2

Page 22: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

14

ئت من شعرؾ، لو أبو نواس: ىات من ذلك بيتا كاحدا، فقاؿ لو مسلم: أنشد أنت أم بيت شعر ش :1فأنشد أبو نواس

اػػػػػذىكىرى الصبيوحى بسىحرىةو فارتاحىا كىأىمىل وي ديكي الصبىاح صيىاحى

ارتاح لو؟ بوح الذمأملو ديك الصباح كىو يبشره بالص مى ػػػػفقاؿ مسلم: قف عند ىذا البيت، ل : 2ين أنت، فأنشده مسلمقاؿ لو أبو نواس: فأنشد

ـى ػػػأقى كى د ن فى مي رى يػ غى احى رى فػى بابى ى الش اصى عى د ػػػػػػػػػػػل ػػػجى ػػتى كى ةو ػػػػػمى ػػيز ػػعى نى ػػػػ يبى ا

ب مكاف، اح ال يكوف إال بانتقاؿ من مكاف إفقاؿ لو أبو نواس: ناقضت، ذكرت أنو راح، كالرك ، كمثل ىذه 3" كتشاغبا ب ذلك ب افتقا ،كأقاـ بت عزٯتة كتلد، فجعلتو متنقبل مقيماب قلت:

أسيس نظرية نقدية ا١تناقشات كا١تناظرات كانت كثتة الدكراف بت الشعراء، كب النوادم، ٦تا مهد لتابو من ماش تأسيسا منهجيا، كلكن -مع األسف –كببلغية مبكرة، كلكن ىذا التأسيس ب يكن

، إذ ال بد أف تكوف فيها من النقائص ما يشوب كل نظرية مبتدئةىو نقص كما اعتوره من قصور الشيء الكثت كلكنها تتطور تركر الزمن ككثرة االجتهاد لتصبح نظرية متكاملة.

كيبدك أف مسألة اإلعجاز القرآين، كالدفاع عن الدين بشكل عاـ كانت قضية شغلت أذىاف ، فكاف من الضركرم أف ٭تسن كل بليغ ككل خطايب يدافع عنها كفق ما يراه ٠تطباء كالبلغاء فانربلا

، فن ا٠تطابة، كيكوف لكبلمو من الصحة كاالعتداؿ كحسن التكيب ما يكفل لو مقارعة ا٠تصـووف ب أف يككلذلك كجدنا كثتا من خطباء فرؽ ا١تعتزلة كاألشعرية كاتربية كا١ترجئة...، كلهم يسعوف إ

. ٢تم قصب السبق ب ىذا ا١تيداف

كقدـ لو: علي فاعور، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، ديواف أبو نواس، أبو نواس اتسن بن ىانئ بن عبد األكؿ، شرحو كضبطو - 1 .123ـ، ص.2002ىػ، 1423، 3ط.. كالتفنيد: اللـو 230شرح ديواف صريع الغواين، مسلم بن الوليد األنصارم، تح. كتع. سامي الدىػػاف، دار ا١تعارؼ، مصر، د.ت. ص. - 2

)الشارح(. .795ىػ، ص.1423 يث، القاىرة، مصر،بة، دار اتدالشعر كالشعراء، ابن قتي - 3

Page 23: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

15

أف اختبلؼ الفرؽ اإلسبلمية كصراعها الفكرم فيما بينها قد خدـ مسألة أيضان كيبدك الببلغة، فا١تعتزلة مثبل " كالصفاتية متقاببلف تقابل تضاد، ككذلك القدرية كاتربية، كا١ترجئة كالوعيدية،

ضاد بت كل فريق كاف حاصبل ب كل زماف، كلكل فرقة مقاؿ على حيا٢تا، كالشيعة كا٠توارج، كىذا الت، فكاف ىذا االختبلؼ باعثان على االجتهاد 1ككتب صنفوىا، كدكلة عاكنتهم، كصولة طاكعتهم"

كالبحث كالتأليف ٦تا ساىم ب بناء النظرية النقدية كالببلغية العربية، كإف ب يكن ا٢تدؼ ب ذلك ىو ب حد ذاهتا.ىذه النظرية

اتاحظ ب كتابو " البياف كالتبيت" كب أطراؼ من كتابو "اتيواف" كب بعض عتربى يي ، إذ ٧تد رسائلو، من الذين حاكلوا التأسيس للببلغة العربية، كإف ب يكن تأسيسا با١تعت ا١تعركؼ

إذا كاف كتابو "البياف كالتبيت" قدأغلب تنظتاتو الببلغية مبثوثة ب تضاعيف كتبو من غت نظاـ، ك من فإف كتاب اتيواف قد تع فيو خصص؛ كما ىو باد من عنوانو؛ ١تناقشة مسائل البياف كمباحثو؛

ا١تواضيع ما ال ٯتكن تعو تاؿ تت موضوع كاحد كلو كاف عاما، كقد حاكؿ بعضهم أف يقف على تناك٢تا كمناقشتها.ا١تسائل الببلغية فيو كيرتبها لتكوف مستقلة يسهل

ىػ( 117)ت. على بيتت لذم الرمةالببلغية ب ىذا الشأف ما علق بو اتاحظ مبلحظاتكمن :2ك٫تا قولو

ي بلىقط اتىصىى كا٠تىط ب التػرب ميولىعي ػػ ػػػةن مىاب حيلىةه غىيػرى أننػػػػػػعىشي

ػعي ػػػػػػػػػدار كيقػػػػػػػػػي الػػػػػػافي ف ػػػربىػػػي كىالغ ػػبكىف حيو ا٠تىط بي أيعيديهي ػػأم أخيط كى

. 43، ص.1ا١تلل كالنحل، أبو الفتح ٤تمد بن عبد الكرن بن أيب بكر أتد الشهرستاين، مؤسسة البايب اتليب، د.ت. ج. - 1كمربيج، ديواف ذم الرمة، عيبلف بن عقبة بن مسعود بن حارثة، عت بتصحيحو كتنقيحو: كارليل ىنرم ىيس مكارتت، طبع كلية - 2

.342ىػػ، ص.1337ـ، 1919بريطانيا،

Page 24: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

16

، ك٦تا 1و، كأف ذا الرمة قد قدـ فيهما صورة تيلة مشرقة صادقةفقد ذكر أهنما من تيل الشعر كمشرقتو عفوية، بل تكوف حاكؿ أف تكوف مؤسسة يبلحظ على اتاحظ ىو سعيو ألف ال تكوف مبلحظا

بعض التأسيس.

كيبدك أف اتاحظ ب ىذه ا١تبلحظة، كب غتىا كاف ينزع منزعا شكليا، فقد كاف كثتا ما يقيدـ رأم فمما كرد من ذلك تعليقو على الشعر؛ كالكبلـ عموما؛ بلفظو ال تعناه، كقد صرح بذلك مرارا،

:2ك٫تا قوؿ الشاعر بيتتب أيب عمرك الشيباين

ىوتى مىوتي البلىى ا١ت ػػػفىإن ال تىسنبى ىوتي سيؤىاؿي الرجى

اؿػػػػػػػمىا ا١ت

ؤاؿػػالس ؿ ذي ل اؾى ذى ن م أفظىعي ا ػن ذى ػػػػػػػػػكػلكى ته و ػػػا مى ػى مػػػػبلىي ػػػػك

كذىب اتاحظ معلقا على رأم الشيباين الذم استحسنهما ألجل معنا٫تا دكف لفظهما:" يقوؿ الشيخ إب استحساف ا١تعت، كا١تعاين مطركحة ب الطريق يعرفها العجمي كالعريب، كالبدكم كالقركم،

ب صحة الطبع كجودة كا١تدين. كإ٪تا الشأف ب إقامة الوزف، كتت اللفظ، كسهولة ا١تخرج، ككثرة ا١تاء، ك . 3السبك، فإ٪تا الشعر صناعة، كضرب من النسج، كجنس من التصوير"

كانت ىذه ا١تبلحظة النقدية كغتىا ٦تا جعل اتاحظ ييصنف على أنو ينزع منزعا شكليا، كأنو ـي الشعر بلفظو ال تعناه، كإذا توقفنا عند قولو بأف الشعر جنس من التصوير ؛ أدركنا تلك الوظيفة يػيقىد

كىي مبدأ أساسي ب الشعر، كلكن اتاحظ اليت كاف اتاحظ ٬تعلها للشعر، كىي كظيفة التصوير، تكم موسوعية مؤلفاتو كعدـ ضبطها توضوع معت ب يكن ليتعمق ب الفكرة كثتا، بل كاف يطرحها

فرقة لكن دكف تليل معمق.كيبدم رأيو فيها لينتقل إب غتىا، كقد يعرض ٢تا ب مواضع مت

.14ىػ، ص.1426ـ، 2006، 2ينظر: دراسات ببلغية، بسيوين عبد الفتاح فيود، مؤسسة ا١تختار، مصر، ط. - 1، دار البيتاف ببل نسبة ب كتاب اتيواف، ينظر: اتيواف، اتاحظ أبو عثماف عمرك بن تر بن ٤تبوب، تح. عبد السبلـ ٤تمد ىاركف - 2

.131، ص.3ـ، ج.1969ىػ، 1388الكتاب العريب، بتكت، لبناف، نفسو . - 3

Page 25: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

17

ق( إب اىتماـ اتاحظ تسألة السبك اتيد للشعر، كذلك ب تعليقو 637أشار ابن األثت )ت. على أبيات أليب نواس ب كصف حانة قد تركها أىلها فأصبحت قفرا خاليا بعدما كانت تعج

: 1باتركة، كاألبيات ىيامىػى عىطػ ا أثػػػػػب وا ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػجي ػا كىأدلىػػوىى ػػػػػػػػػػػػػػليػكىدىار نىدى ده كىدىارسي ػػػػػػػػػديػػػػػػهم جى ػػػنػره م ػػػػػػهى ػسي اب يى كى ي ػػن ػػجى فو اى ػػح ػػػػػػػيرى اثي ػػػػغى ػػض أى كى رل ػػػػػػػػػػػػػػػعلى الثػ اؽ قى مىسىاحبي من جىر الز ػسي اب ػى حػلى لكى ػػػػػت اؿ ػػػػػثى م على أى ين إ ك م ىي دى ه تي عى د د جى فى يب ح ا صى ى تي س بى حى سي ػػػػػػػػػار فى ر ػػياك صى ػػػػالت اع وى ػػػػػػن أى ا ب ػػػػهى تػ بى حى ةو ػػػػػػػيػ د جى س ػػػػػي عى ف احي ػػػػػا الػػػػػػػػػر ػنػػى ػػي ػلى عى اري تيػػػػػػػدى سي ار ػػػػػػػػػوى الفى ي ػػػػػس الق ا ب ػػػػريهد ػػػػا تى هن ػػػمى ػػػػػػػػا ػػػػػػهػػػػػػػػػػاتػ ػبى ػنى ػػػػي جى ل كفػ ػػػػػػػػػػػػرى ػس ػػهػػػا ك رارتي قػػى سي بلن و القى ػػػػػػػلي عى ت ارى ما دى لماء كل ػا هػػػػػػػػوبػػي يي جي ػػػػػػػو يػ لى ت عى ػػػػػػػا زير مػى ػػػػػػر لػػػػػػػػخىم فل عن اتاحظ أنو قاؿ: ما زاؿ الشعراء يتناقلوف ا١تعت قدٯتا كحديثا، إال " كقد حكى ابن األثت

يو من ، كيبدك أف ابن األثت ب يوافق اتاحظ فيما ذىب إل 2و"ىذا ا١تعت، فإف أبا نواس انفرد بإبداعذا كما ب يوفق ؛رتا؛ ب فهم اتاحظ أيضا، فقد رأل أف ىذه األبيات إ أمر اإلعجاب ذه األبيات،

فيضلت فإ٪تا يكوف ذلك باعتبار حيسن سبكها كتيل تركيبها، أم باعتبار لفظها كنظمها ال باعتبار .كلو كاف مغمورا ف معناىا بسيط كىو ٦تا ٯتكن أف يقع ألم شاعر من الشعراءمعناىا، ألكإنا ال ندرم كيف غاب على اتاحظ أف ييقدـ ىذه األبيات بلفظها مثلما رأيناه يفعل مع بالرغم من أف ذلك كاضحه جدا، كالذم يبدك لنا ٦تا تقدـ أف اتاحظ يكوف قد قدمها بلفظها غتىا،

قق فيو، كالدليل على ذلك أف العلوم أيضا قد أكرد كتركيبها، كلكن ابن األثت ب يدقق ب النقل كب ٭تي ي اتيد الرائق. كحك"فما ىذا حالو من الشعر الفائق كالنظم أبيات أيب نواس كعلق عليها بالقوؿ:

انئ، كلقد أنشدهتا أبا ال أعرؼ شعرا يفضل ىذه األبيات البن ى»عثماف أنو قاؿ: عن اتاحظ أيب، كمهما حركت أك تار ر لطن ق شعيب القبلؿ، فقاؿ: كاهلل يا أبا عثماف إف ىذا ىو الشعر الذل لو ني

.300ديواف أيب نواس، ـ.ـ.س. ص. - 1ا١تثل السائر ب أدب الكاتب كالشاعر، ضياء الدين بن األثت، تح. ٤تمد ٤تيي الدين عبد اتميد، ا١تكتبة العصرية، صيدا، بتكت، - 2

.306.، ص1ىػ، ج.1420لبناف، ط.

Page 26: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

18

كحسبك بو إعجابا اعتاؼ اتاحظ تسنو، فإنو ا١تاىر ب الببلغة كا٠تريت ب « . نغماتو تن .1الفصاحة"

ب غت موضع االنتصار للفظ أك النظم؛ إال أف إدراجو كبالرغم من أف العلوم قد أكرد رأيو ىذا ألبيات أيب نواس السالفة الذكر ضمن أمثلة اإل٬تاز من غت حذؼ ٬تعلنا نأخذ بالرأم الذم ييقدـ

، ب إذا ألف اتديث عن اإل٬تاز يتعلق ب األساس األكؿ باللفظ قبل تعلقو با١تعتاللفظ على ا١تعت، لو "حن" ك "طن" ألدركنا أف األمر يتعلق باللفظ ال با١تعت كما تو٫تو ابن األثت٨تن تأملنا ب قو

باللفظ ال ا١تعت ألف كبل أكالن كقبل كل شيء ألف األمر ب ىذين الفعلت حسي، كاتسي ميتعلقابن األثت كاف مياال إب ٭تصيل إدراؾ ا١تعاين بالعقل كاتناف ، كيبدك أف مثلمامنهما ميدرؾ بالسمع،

، ببعض ذلك ما كرد ب بعض من ترتاتو ١تز غته من الدارست كاالنتقاص من أقدارىم كما شهد يغفل أك يتغافل عن مثل ىذه القضايا اللغوية كالببلغية، كىو األديب ككيف ال يكوف ذلك كىو

األ١تعي ، كما شهدت بذلك ترتتو أيضا؟ ة لدل التحليل، تيل على معاف االىتماـ إب ا١تعت كدراستو، فإننا سنقفكحىت إذا انصرؼ

اليت يقوؿ ك التحليل مع ابن األثت تاثل ا١تقطوعة التالية منالسابقة ا١تقطوعة الشعرية كيبدك أف حظ :2فيها الشاعر

حي ػػػػػػػػاس مى وى ىي ن مى اف األركى ب حى س مى كى ةو ػػػػاجى ػحى ل ػػػػػػػػ كي تن ػػػػػم ن ػػػػػػا م ػىػػػػني ضى ا قى لػمػكى حي ائ رى وى م ىي م الذ اد الغى ر ظي ن ب يػى كى ا ػػػنى الي حى هارم ر الػمى دب ى حي لى عى ت شيد كى ػػػاديػػػػث بػىيػنػنىػػػػػػا كىسىالىت ذنىػػػػػػػػا بأطػػػػراؼ األحى حي ػػػػػػػػػبأىعنىاؽ ا١تطي األىبىاطػػػ أىخى

كرأل فقد كانت معانيها غيفبل مبتذلة، كلكن عبد القاىر اترجاين بذكقو ا١ترىف قد استنطق مكامنهافهي من " األشعار اليت أىثنوا أهنا من أحسن الشعر كأجوده ١تا حوتو من جيد السبك كتيل ا١تعاين

ا ا١تاءي جىرىيانان، كا٢تواءي عليها من جهة األلفاظ، ككصف وىا بالسبلمة، كنسبوىا إب الدماثة، كقالوا: كأهنليطفان، كالرياضي حيسنان، ككأهنا النسيم، ككأهنا الرحيقي مزاجها التسنيم، ككأهنا الديباج ا٠تيسريكاين ب

نىا...)األبيات(مىرامي األبصار، ككىشيي اليمىن منشوران على أذريع التجىار، ك ب راجع قولو: كلىما قىضىيػ

الطراز ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو حقائق اإلعجاز، ٭تت بن تزة العلوم، تح. عبد اتميد ىنداكم، ا١تكتبة العصرية، صيدا، - 1 .67، ص. 2ىػ، ج.1423ـ، 2002، 1بتكت، ط.

تلف ب نسبتها، كقد أكردهتا كتب الببلغة القدٯتة، كمنها - 2 أبو بكر عبدالقاىر بن عبد الرتن اترجاين،غة،: أسرار الببل ىذه األبيات ٥تي ، كقد نسبها بعضهم خطأ لعمر بن أيب ربيعة، كىي ليست ب ديوانو.21ص.دار ا١تدين، القاىرة، د.ت. تح. ٤تمود ٤تمد شاكر،

Page 27: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

19

فكرتىك، كاشحىذ بصتتىك، كأحسن التأمل، كدع عنك التجوز ب الرأم، ب انظر ىل تدي الستحساهنم كتىدىم كثىنائهم كمىدحهم مينصىرىفان، إال إب استعارةو كقعت موقعىها، كأصابت غىرىضها، أك

لبيافي حىت كصلى ا١تعت إب القلب مع كصوؿ اللفظ إب السمع، كاستقر ب حيسن ترتيب تكاملى معو االفهم مع كقوع العبارة ب األذف، كإال إب سبلمة الكبلـ من اتشو غت ا١تفيد، كالفضل الذم ىو

.1" ديدكالزيادة ب التحم أثت بدكره على األثت الذ كمنهم ضياء الدين بن تابعو ب ذلك بعض ٦تن جاء بعدهقد ك

، بالرغم من أف كثتان ٦تن كاف قبلهما قد عرض ١تعت ىذه األبيات، لكنهم حيسنها كتاؿ سبكها كانوا يركهنا على غت ما رآىا عليو اترجاين كابن األثت كالعلوم.

ليت يقوؿ ك٦تا تذكره ا١تصادر ب ىذا الشأف ما علق بو بشار بن برد على أبيات أيب العتاىية ا :2فيها

اػىػػػػػهػػػالى ػػيى ذ أى ري ر ػػجى ػػتي و ػػػػػػػػي ػػلى إ ةن ادى ػػػػػػػقى ػػػػن ػػمي ةي ػػػػػػػػبلفى خ ػال وي ػػػػػت ػػػتى أى اهى ػػػػ لى ال إ حي لي ص يى كي يى بى كى وي ػػػػػػػػػ لى ال إ حي لي ػػص ػتى كي ػػػتى م ػػػػػلى كى ػػػػػػهػاالى زى ل ز ضي ر األى تي لى ز ل زي لى ػػػػػػػػػػػػػػػػػريهي ي ده غى ػػػحى ا أى ػػهى ػػامى رى و ػػػػػػلى كى اهى ػػالى ػػمى ػػع اهلل أى لى ػػػػب ا قى مى ػػػػلى وب لي القي اتي نى بػى وي ع ط تي بى و لى كى

ا عند إنشاد أيب العتاىية ىذه األبيات، فلم ا تع ا١تديح فقد أكرد ابن األثت " أف بشارنا كاف شاىدن .3" يريد: ىل زاؿ عن سريره طربنا ذا ا١تديح؟ ؟قاؿ: انظركا إب أمت ا١تؤمنت، ىل طار عن أعواده

أحسن بأف يرل فهو الببلغيت من غته عن كثتا ٮتتلف للببلغة اآلمدم تعريف يكاد كال كحكم كآداب مواعظ من وعلي يشتمل كما معانيو، كدقيق كقوافيو، كزنو حسن" أعجبك ما الشعر كاف إذ كركنقو؛ مائو ككثرة مواضعو، ب منو الكبلـ ككضع سبكو، كصحة نظمو، كاستواء... كأمثاؿ. 4"فيو ا٠تبلؿ ىذه تتمع بأف إال باتودة لو ٭تكم ال الشعر

.21. ص. ـ.ـ.سسرار الببلغة،أ - 1ىػ 1425و: ٣تيد طراد، دار الكتاب العريب، بتكت، لبناف، أبو العتاىية إتاعيل بن القاسم، قدـ لو كشرح ديواف أيب العتاىية، - 2 .331ـ ، ص.2004،

أتد اتوب، بدكم طبانة، دار هنضة مصر تح. ا١تثل السائر ب أدب الكاتب كالشاعر، ضياء الدين بن األثت نصر اهلل بن ٤تمد، - 3 .194للطباعة كالنشر كالتوزيع، الفجالة ػ القاىرة، مصر، د.ت. ص.

4 ،1.ط ظش، امبشح، اخبد، ىزجخ اسبسة، هللا ػجذ طمش أزذ. رر ا٢ذ، ثشش ث اسس امبس أث اجسزش، رب أث ث١ ااصخ -

.114.ص ،1.ج ،1991

Page 28: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

20

؛ كالفصاحة الببلغة بت يفصل ال ىػ(370)ت. اآلمدم بأف ٬تد ا١توازنة لكتاب يعود من ك تتعلق الفصاحة أف اعتربنا إذا كذلك مكوناهتا أحد كىي الببلغة تقيق ب شرطا الفصاحة ٬تعل بل

تكن ب ىذه التداخل مسألة أف كاتق بليغ، معت نقوؿ مثلما فصيح، لفظ فنقوؿ الكبلـ، تفردات اترجاين ىرالقا عبد فعن الببلغيت من كثت فيها يشتؾ عامة مسألة كانت بل لوحده؛ اآلمدم عند بعض فضل عن بو ييعرب إ٪تا ذلك شاكل ما ككل كالرباعة كالبياف كالفصاحة، الببلغة، ألفاظ أف"

فهذه ، 1"كا١تقاصد األغراض عن السامعت كأخربكا كتكلموا نطقوا حيث من بعض على القائلت أغلب درجى دكق نفسو، ا١تعت ٢تا يكن ب إف متقاربة تعاف تستعمل كانت كلها ا١تصطلحات .اهلل توؿ الحقان سنرل كما العلوم كمنهم ،ذكرنا كما ذلك على الببلغيتكمهما يكن من أمر فإف ما يعنينا ب كل ذلك ىو أف ىذه ا١تسائل ٦تا كاف األدباء كالنقاد

أف اختبلفهم إال ؛النقديةك الببلغية كىم كإف اختلفوا ب بعض ا١تفاىيم كالببلغيوف تيعا ٮتوضوف فيو،ىذا ب يكن ليؤثر سلبا على ٣ترل التأسيس للنظرية النقدية كالببلغية، بل على العكس من ذلك لقد

االختبلؼ النتهت إب ب تنويع ٣تاالت البحث ب ىذه النظرية، كلو ىذا ساىم مثل ىذا االختبلؼدد طريق مسدكد، ألف االتفاؽ النهائي على رأم نقدم البحث فيو، كإف األمثل ب يينهي كاف س ٤تي

نظريات ذلك ىو طرح اآلراء كاألسئلة كفتح باب النقاش على مصراعيو كيما تتبلقح الرؤل كتثمر ال فتؤب أيكلها كلو بعد حت.

ب إصدار األحكاـ النقدية دكف ترك ، ست القدامى كانوا يتعجلوفكيبدك أف كثتا من الدار قصب السبق، كلكن ذلك كثتا ما كاف ٬تت عليهم التثريب الكثت كالتقريع سعيا منهم إب احتياز

، كال تزاؿ ىذه ا١تسألة أك بعضا منها ماثلة تراكح مكاهنا إب ، كلكن تت الشديد من ا٠تصـو اليـوغطيها الكثت من اتذلقة ب الطرح، كالسفسطة ب التقدن، كلو ارعول الناس مسميات جديدة، ي

ما ىم عليو شأنا. لكانوا غت

1 .99دالئ اإلػدبص، رر. سد شبوش، ..ط.ص -

Page 29: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

21

الزمخشري وتطبيق نظرية الجرجاني البالغية: -2

كقف على حقيقة اإلعجاز القرآين، وق( أن 471كاف من عمل عبد القاىر اترجاين)ت. عن ا١تعاين اإلضافية اليت تنتج عن ان فرده أساسا إب النظم الذم ليس إال توخيا ١تعاين النحو، ككشف

ء تدليبل على ذلك بأمثلة كشواىد كثتة علل ا ما رآه من أمر النظم، كقد توزعت ىذا النظم، كجايات القرآف ىذه األمثلة بت آم الذكر اتكيم كبت منظـو كبلـ العرب كمنثوره، كلكن معاتتو آل

الكرن ب تكن كافية.

ق( لتطبيق نظرية 538كمن ىذا ا١تنطلق جاء سعي جار اهلل ٤تمود بن عمر الز٥تشرم)ت. النظم كمعاين النحو من أجل تفست الذكر اتكيم تفستا بيانيا قائما على ما فيو من صور الفصاحة كالببلغة، كقد اعتمد ب ذلك على كثت ٦تا كرد عند عبد القاىر ب كتابيو )األسرار كالدالئل(

نزيل كعيوف األقاكيل ب كجوه فتمثلهما تثبل كاعيا كأخرج كتابو: "الكشاؼ عن حقائق غوامض التالتأكيل" ، كىو تفست بذ بو األكائل كاألكاخر من الػػميفسرين، حىت إننا ٧تد أىل السنة بالرغم من أنو

، يينوىوف تجهوده ب 2، إذ كاف ىو معتزليا ككانوا ىم من أىل السنة كاتماعة1ٮتالفهم ب العقيدةبديع الوصف كالتحليل تا أكب من بصتة نافذة كذكؽ فت الكشاؼ، كتيسن ما جاء بو فيو، من

كأديب مرىف، أيعجبى بو األنصاري كا٠تصوـي على السواء.

ـ( 1965فرباير15د.ت. )كرد ب مقدمة ا١تؤلف أنو كتبها ب ، 2ط. يف، دار ا١تعارؼ، مصر،ينظر: الببلغة: تطور كتاريخ، شوقي ض - 1 .220، ص.

ث عقب كفاة عثماف رضي اهلل عنو، كىو الذم كقع بت علي بلمية انطبلقا من الصراع الذم حدكاف مبتدأ اتديث عن الفرؽ اإلس - 2ص لو من قتلة عثماف، كلكن عليا كاف ينظر إب األكضاع السياسية كمعاكية بن أيب سفياف رضي اهلل عنهما، فقد طالب معاكية عليان بأف يقت

كىي غت مستقرة، فاستمهل معاكية حىت تستقر، كلكنو ب يرض كاشتعل الصراع بت الطرفت، ككقعت بينهما معارؾ شديدة لعل أ٫تها معركة ككقعت مسألة التحكيم ا١تشهورة، اليت انتهت تقتل علي على "صفت" بت العراؽ عاصمة علي كأصحابو، كالشاـ، عاصمة معاكية كأشياعو،

يد ا٠توارج، كآلت ا٠تبلفة عقب ذلك ١تعاكية رضي اهلل عنو، كقد انتهى الصراع كأفضى إب انقساـ ا١تسلمت إب أحزاب ثبلثة: شيعة علي الفرؽ بقية رع ب الفرؽ االسبلمية بعد ذلك، فظهرت كشيعة معاكية، كا٠توارج الذين يبغضوف عليا كمعاكية معا، ب تتابع االنقساـ كالتف

اإلسبلمية من معتزلة كشيعة كأشعرية كإباضية بأتائها ا١تعركفة حاليا، كتفرعت كثت من ىذه الفرؽ إب فرؽ أخرل جزئية.)انظر ب ىذا ـ، ك ا١تلل 1977، 2اتديدة، بتكت، لبناف، ط. الشأف: الفرؽ بت الفرؽ كبياف الفرقة الناجية، عبد القاىر بن طاىر البغدادم،دار اآلفاؽ

.كالنحل، أبو الفتح ٤تمد بن عبد الكرن الشهرستاين، مكتبة البايب اتليب، بتكت، لبناف، د.ت.(

Page 30: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

22

حاكؿ الز٥تشرم أف يطبق ما توصل إليو عبد القاىر اترجاين ب كتابيو "الدالئل" ك "األسرار" يعت بتفست اإلعجاز الببلغي ، كقد ظاىره ب ذلك حس فت مرىف كذكؽ دقيق، فقد كاف "معتزليا

للقرآف، كحاكؿ ب تفسته "الكشاؼ" أف يستفيد من دراسات الببلغيت السابقت، السيما عبد القاىر اترجاين، كقد اعتمد بشكل رئيس على فنوف البياف كا١تعاين كما عرضها اترجاين ... كانطلق

للببلغة دراسة تطبيقية، بعد أف كانت يبت اتماؿ الببلغي ب آم الذكر اتكيم، فكانت دراستو، فالز٥تشرم قد تثل اتانب النظرم الذم هتيأ للجرجاين كحاكؿ 1" الدراسات قبلو دراسات نظرية

إخراجو ضمن تفست للقرآف الكرن، كيعترب كتابو "الكشاؼ عن حقائق التنزيل كعيوف األقاكيل ب .ى اتانب البياين، كقد أشاد بو كل من قرأهكجوه التأكيل" من أىم التفاست اليت قامت عل

كلعلنا أف نأب بشيء من ا٠تت إذا ٨تن كشفنا عن بعض ىذه ا١تواضع اليت يتقاطع فيها الز٥تشرم مع اترجاين، كلعل ا٢تدؼ من كراء ذلك ىو اإلفادة من التكامل ا١تعرب الذم نتج عن

ف عمبل تنظتيا فقتا من التطبيق يكوف ناقصا دكما، تدعيم أعماؿ الز٥تشرم ألعماؿ اترجاين، ألكانطبلقا من ىذا يكوف اتمع بت عمل اترجاين ب الدالئل كاألسرار مع عمل الز٥تشرم ب الكشاؼ ىادفا للحصوؿ على نظرية متكاملة فيها ا١تسائل التنظتية اليت تمع ا١تسائل الببلغية ب

الذم ٭ترر اآلراء النظرية فيكسبها تأكيدا انطبلقا من إمكانية قالب نظرم كفيها اتانب التطبيقي تطبيقها على آم الذكر اتكيم.

كيبدك انطبلقا من ىذا أف الز٥تشرم كاف ذا ثقافة كاسعة مكنتو من أف ٮترج كتابو أحسن الكبلـ كغتىا، ٥ترج، كيبدك أيضا أنو كاف راسخ العلم ب كثت من العلـو كالفنوف، من ٨تو كفقو كعلم

ألف ا١تتصفح للكشاؼ يقف على أشياء كثتة من ىذا القبيل، فقد استعاف بكل ذلك ب الوقوؼ على الدقائق البيانية لئلعجاز القرآين، بل إنو ٬تعل العلم با١تعاين كالبياف من أىم األدكات اليت تظاىر

لقرآف الكرن أف يكوف على حظ مفسر القرآف الكرن، كال بد لكل من ٭تاكؿ الوقوؼ على إعجاز ا

.198ـ، ص.1979، 1مع الببلغة ب تارٮتها، ٤تمد علي سلطاين، دار ا١تأموف، دمشق، سوريا، ط. - 1

Page 31: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

23

كافر منهما، كذا حاكؿ أف يقف على إعجاز القرآف الكرن من خبلؿ ما توصلت إليو البحوث الببلغية قبلو، كخصوصا ما جاء بو اترجاين، " فقد استوعب جار اهلل كتايب عبد القاىر كنظراتو

و ب ىذا موىبة أصيلة يو... كما أسعفتثل النحو جانبا ففيهما، كأسعفتو ثقافة كاسعة كعلم غزير، ٯتكذكؽ كاضح.. فاستطاع بذلك كلو أف يفسر تفستا ييعد تطبيقا ١تا جاء بو عبد القاىر"

1.

سها سي كيبدك أف عمل الز٥تشرم كعمل اترجاين قد تضافرا ليشكبل معا نظرية متكاملة ٢تا أي يقي الذم يثبت ٧تاعتها، كمعلـو أف اترجاين كاف يأب ٢تا اتقل التطبكاف النظرية اليت تؤطرىا، مثلما

غالبا باألمثلة ا١توضحة ١تا كاف يطرحو من مفاىيم نقدية كلكنو كاف يوزع ذلك بت القرآف كمنظـو دكف الكبلـ كمنثوره، بينما كاف عمل الز٥تشرم كتطبيقو للنظريات الببلغية يتمحض للقرآف الكرن

.غته، فجاءت تليبلتو بارعة

يقوؿ ب تفسته لقولو تعاب:"فهو كقد يكوف من ا١تفيد أف نسوؽ ىنا مثاال على ذلك،

إب مفعوؿ كاحد إذا كاف تعت أحدث كأنشأ، كقولو كىجىعىلى الظليمات جىعىلى يتعدل يقوؿ:" 2"كالفرؽ ،كىالنورى كإب مفعولت إذا كاف تعت صت، كقولو كىجىعىليوا المىبلئكىةى الذينى ىيم عبادي الرتن إناثان

ضمت، كإنشاء شيء من شيء، أك كب اتعل معت الت 3بت ا٠تلق كاتعل: أف ا٠تلق فيو معت التقديرتصيت شيء شيئا، أك نقلو من مكاف إب مكاف. كمن ذلك كىجىعىلى منها زىكجىها، كىجىعىلى الظليمات : ألف الظلمات من األجراـ ا١تتكاثفة، كالنور من النار كىخىلىقناكيم أىزكاجان أىجىعىلى اآل٢تىةى إ٢تان كاحدان. كىالنورى

ب أفرد النور ؟ قلت: للقصد إب اتنس،كقولو تعاب كىالمىلىكي عىلى أىرجائها أك ألف فإف قلت:

.198ـ.س. ص. - 1 .01اـ، اآلية:سورة األنع - 2موردا كاحدا « خلق»ك « جعل»قاؿ أتد: كقد كردت « اب ...الفرؽ بت اتعل كا٠تلق أف ا٠تلق فيو معت التقدير »قوؿ الز٥تشرم: - 3

ه الز٥تشرم. كيؤيده أف فورد كىخىلىقى منها زىكجىها ككرد كىجىعىلى منها زىكجىها كذلك ظاىر ب التادؼ، إال أف للخاطر ميبل إب الفرؽ الذم أبداكب إضافة ا٠تلق ب ىذه اآلية إب السموات كاألرض، كاتعل إب الظلمات « خلق»ب يصحب السموات كاألرض، كإ٪تا لزمتها « جعل»

ق( ب:683حاشية )االنتصاؼ فيما تضمنو الكشاؼ( البن ا١تنت اإلسكندرم )ت كالنور مصداؽ للمميز بينهما، كاللو أعلم.)ينظر،الكشاؼ عن حقائق غوامض التنزيل كعيوف األقاكيل ب كجوه التأكيل، جار اهلل ٤تمود بن عمر الز٥تشرم، دار الكتاب العريب، بتكت،

(.3، ص.2ىػ ، ج.1407، 3لبناف، ط.

Page 32: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

24

الظلمات كثتة، ألف ما من جنس من أجناس األجراـ إال كلو ظل، كظلو ىو الظلمة، تبلؼ النور م يػىعدليوفى فإنو من جنس كاحد كىو النار. فإف قلت: عبلـ عطف قولو بي الذينى كىفىريكا برى

؟ قلت: 1إما على قولو اتىمدي للو على معت أف اهلل حقيق باتمد على ما خلق، ألنو ما خلقو إال نعمة، ب الذين كفركا بو يعدلوف فيكافركف نعمتو كإما على قولو خىلىقى السماكات على معت أنو خلق ما خلق

و ما ال يقدر على شيء منو. فإف قلت: فما معت ب؟ ٦تا ال يقدر عليو أحد سواه، ب ىم يعدلوف بتػىريكفى استبعاد ألف ٯتتكا فيو قلت: استبعاد أف يعدلوا بو بعد كضوح آيات قدرتو، ككذلك بي أىنػتيم تى

. 2بعد ما ثبت أنو ٤تييهم ك٦تيتهم كباعثهم."لذم بت عليو الز٥تشرم تفسته، يبلحظ القارئ ٢تذه التحليبلت ذلك األساس البياين الواضح ا

كيبلحظ أيضان تلك االحتماالت اليت يضعها ٢تذا التفست، كىي احتماالت دقيقة كمشركعة ١تا ساس ببلغي يتناسب مع معت اآلية، كٯتكن أف نقف على تلك الفركؽ اللطيفة اليت يعضدىا من أ

كىو ب الوضع اللغوم " لتقديرجعلها بت لفظي )خلق( ك )جعل( ، من حيث أف ا٠تلق فيو معت ا ، بينما يكوف ب اتعل معت التضميػػػػػػػػػن.3"ييسبق بى مثاؿ عىلىى الشيء ابتداع

كىكذا ىي كل تليبلت الز٥تشرم ب الكشاؼ تقـو على أساس من علمي البياف كا١تعاين، بل من علـو شىت تبت أف كىو أساس يعضده ب كثت من األحياف تكن صاحبو من النحو،

الز٥تشرم كاف على حظ كافر منها، فكاف لكل ذلك ٣تتمعا أف يهيئ لوجود تفست الكشاؼ القائم

لثاين نظر من حيث أف ؟ قاؿ أتد: كب ىذا الوجو ا« اب ...فاف قلت عبلـ عطف ب الذين كفركا برم يعدلوف »عاد كبلمو. قاؿ: - 1

م يػىعدليوفى ب يسند، ٠ت لو اتملة من العائد. كٯتكن عطفو على الصلة يوجب دخولو ب حكمها. كلو قاؿ اتىمدي للو الذم، الذينى كىفىريكا برىم موضع ا١تضمر تفخيما كتعظيما. كأصل الكبلـ: الذ م يعدؿ بو الذين كفركا، أك الذم الذين كفركا أف يقاؿ: كضع الظاىر الذم ىو برى

بيتى لىما آتػىيتيكيم يعدلوف بو، باتساع كقوعها صلة، رعاية ٢تذا األصل، فهذا نظر من حيث االعراب. كنظته قولو تعاب كىإذ أىخىذى اللوي ميثاؽى الن موصولة ال شرطية، فاف دخوؿ جاءكم كما بعده ب حكم الصلة « ما»مىعىكيم فيمن جعل من كتابو كىحكمىةو بي جاءىكيم رىسيوؿه ميصىدؽه لما

يستدعى ضمتان عائدان إب ا١توصوؿ، كىو مفقود لفظان، ألف الظاىر كضع فيو موضع ا١تضمر. كاألصل:نعاـ ىذه نظر ب ا١تعت على االعراب ب جاءكم رسوؿ مصدؽ لو، فاستقاـ عطفو كدخولو ب حكم الصلة ذه الطريقة، لكن بقي ب آية األ

-كاهلل أعلم -ا١تذكور، كىو أنو يصت التقدير: اتمد هلل الذم، الذين كفركا يعدلوف، ككقوع ىذا عقيب اتمد غت مناسب كما ترل. فالوجو (.4،ص.ـ.س.الصلة، كاهلل ا١توفق.)ينظر: عطفو على أكؿ الكبلـ، ال على

.4، ص.2نفسو، ج. - 23ذ ث ىش، داس طبدس ث١شد، جب، ط. سب - .58، ص.11ـ ،ج.1111، 4اؼشة، اث ظس أث افض س

Page 33: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

25

على األساس البياين، ككثتا ما ٧تد ا١تباحث النحوية كالصوتية كالفوائد كاللغوية مبثوثة ب تضاعيف ته: قضية النظم اليت تدث عنها اترجاين، كتابو، "كمن ا١توضوعات الببلغية اليت استخدمها ب تفس

كالفصل كالوصل، كالكناية كأنواعها، كاالستعارة كأنواعها، كالتشبيو كالتمثيل، كااز ا١ترسل، كالتقدن .1كالتأخت، كغت ذلك"

نػػػػا أنػػػػو كجػػػػػػػػػػدأخيػػػػر، كقػػػػػد ػم كالتبػػػػدأ عبد القاىر مبػػػاحث علػػػم ا١تعػػػػاين باتديػػػػػػث عػػػػػن التقديػػػ

:" أكرد قػػػولػػػػو تعالػػػػى "2 ككقف فيو على سبب ،

نت ىذا؟" أك االستفهاـ با٢تمزة، كبياف أكجو الفرؽ فيما إذا بدأت بالفعل بعدىا فقلت: " أفعلت أ . 3ن الفركؽ ب ذلكػػػػػػبدأت بالضمت فقلت: " أأنت فعلت ىذا؟" ، كبي

"د الز٥تشرم يفسر قولو تعاب: كب ضوء ذلك ٧ت

" " :حيث يقوؿ ،

ا تػينذري كإ٪تا كانت ،فإف قلت: قد ذكر ما دؿ على انتفاء إٯتاهنم مع ثبوت اإلنذار، ب قفاه بقولو إ٪تقلت، كلكن ١تا كاف ذلك نفيا لئلٯتاف مع تصح ىذه التقفية لو كاف اإلنذار منفيا. قلت: ىو كما

ا تػينذري على كجود اإلنذار ككاف معناه أف البغية ا١تركمة باإلنذار غت حاصلة كىي اإلٯتاف، قفى بقولو إ٪تمعت: إ٪تا تصل البغية بإنذارؾ من غت ىؤالء ا١تنذرين كىم ا١تتبعوف للذكر: كىو القرآف أك الوعظ،

علل كركد قولو تعاب :"إ٪تا تنذر..." بانتفاء اإلٯتاف عن ا١تشركت فيما سبق من ، فقد 4ا٠تاشوف رماآلية، كلو ب يكن ىناؾ انتفاء لئلٯتاف ١تا صح أف ييعقب تثل ما عقب بو، كىذا دليل على دقة نظم

اآلية، إذ لو غيت شيء بسيط من تركيبها كترتيبها ١تا صح معناىا الذم كردت عليو.

دار ا١تستة للنشر كالتوزيع كالطباعة، عماف، يوسف أبو العدكس، علم البديع، -علم البياف-١تعاينمدخل إب الببلغة العربية: علم ا - 1 .37ىػ، ص.1430ـ، 2010، 2األردف، ط.

.10سورة يس، اآلية: - 23، ٠4ظش: دالئ اإلػدبص، ادشخب أث ثىش ػجذ امبش ث ػجذ اشز، رر. سد سذ شبوش، طجؼخ اذ ، امبشح، ظش، ط. -

. 111، ص.1991ـ، 1111 .6، ص.4الكشاؼ، ج. - 4

Page 34: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

26

قد يكوف من ا١تفيد أف نشت إب مسألة ىامة ب ىذا الشأف، كىي إمكانية التكيب ب مثل ىذه ا١تواضع )كىي كثتة( بت عمل اترجاين ب الدالئل كعمل الز٥تشرم ب الكشاؼ، كذلك بتذييل كل

حث ، كىنا قد ٨تصل على مباها من تفست ب الكشاؼ للغرض نفسوفكرة لدل اترجاين تا ٯتاثلنظرية ب علم ا١تعاين مشفوعة بشواىد من القرآف الكرن ، كبذلك يتكامل اهوداف لييخرجا لنا مؤلفا

قد يكوف من خت ما يؤلف ب الببلغة من جهة، كب التفست البياين من جهة ثانية.

كنيكىتو، كمن أف اترجاين بعد أف عاب مبحث التقدن كالتأخت، انتقل ١تعاتة اتذؼ ٧تػػػػػد األمثلة اليت كقف عندىا قوؿ اهلل عز كجل ب سورة القصص: "

"1 كفيها أف اتذؼ قد كقع ب أربعة مواضع: " يسقوف أغنامهم أك مواشيهم، كامرأتت تذكداف ،

. 2غنمهما، كقالتا ال نسقي غنمنا، فسقى ٢تما غنمهما"

أف عبد القاىر اترجاين ٭ترص على سىوؽ األمثلة ا١تناسبة ١تا يريد الوصوؿ ككاضح ٦تا تقدـ إليو، فإذا رجعنا إب تفست الز٥تشرم كجدناه ييفسر اآليتت السابقتت بقولو: "...فإف قلت: ب ترؾ

ور ب قولو يىسقيوفى كتىذيكداف كال نىسقي ؟ قلت: ألف الغرض ىو الفعل ال ا١تفعوؿ. أال ا١تفعوؿ غت مذكترل أنو إ٪تا رتهما ألهنما كانتا على الذياد كىم على السقي، كب يرتهما ألف مذكد٫تا غنم

. 3"قي ال ا١تسقيعاءي ا١تقصود فيو السكمسقيهم إبل مثبل، ككذلك قو٢تما ال نىسقي حىىت ييصدرى الر

إذا انتقلنا إب مبحث الفصل كالوصل فإننا ٧تد الز٥تشرم يستثمر النتائج ا١تتوصل إليها ب ىذا " ، كمن ذلك تفسته لقولو تعاب: أيضان الشأف

.24،23سورة القصص، اآليتاف: - 1 .190ص. ىػ،1428ـ، 2007ا١تكتبة العصرية، صيدا، بتكت، لبناف، األيويب،ياست تح. ر، اترجاين عبد القاى دالئل اإلعجاز، - 2 .401، ص.3ج. ـ.ـ.س.الكشاؼ، - 3

Page 35: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

27

"1 قد سنبلحػػػػػػظ لدل العػػػػػػػودة إب اترجاين أنػػػو، ك

توصل إب أف من أسباب االستئناؼ كترؾ الوصل تأكيد الكبلـ، كىو ب تليلو البياين لآلية السابقة يرل بأف قولو تعاب:" ،تأكيد ١تا سبقو من اآلية، ألف ا١تعت ىو نفسو ب اتزأين "

أنا ب نؤمن بالنيب صلى اهلل عليو كسلم كب نتؾ اليهودية. " ف معت قو٢تم: "إنا معكيم": كذلك أكقو٢تم: " :ب نػىقيل ما قيلناه ا"إن " خربه ذا ا١تعت بعينو، ألنو ال فػىرؽى بت أف يقولوا

ب ٩تىريج من دينكم كإنا معكم"، بل ٫تا ب حيكم امن أنا آمنا إال استهزاء"، كبت أف يقولوا: "إن معكم ب تفارقكم" فكما ال يكوف "إنا ب نفارقكم" شيئان غتى االشيء الواحد، فصار كأهنم قالوا: "إن

ف "إ٪تىا ٨تىني ميستػىهزئيوفى" غتىه، فاعرفو ""إنا مىعىكيم"، كذلك ال يكو 2 .

كالز٥تشرم بدكره يعرض لتفست ىذه اآلية تفستا بيانيا، كيشت بدكره إب ا١تبالغة ب الكبلـ رد اللو ما ادعوه من االنتظاـ كالناتة عن القطع كاالستئناؼ بدؿ كصل الكبلـ بعضو ببعض، فقد "

كقولو: ال بالغة فيو من جهة االستئناؼ ...،صلحت أبلغ رد كأدلو على سخط عظيم، كا١تب تلة ا١تيىشعيريكفى أتوىم ب النصيحة من كجهت: أحد٫تا تقبيح ما كانوا عليو لبعده من الصواب كجره إب

دىم فكاف األحبلـ، كدخو٢تم ب عدا بصتىم الطريق األسد من اتباع ذكمالفساد كالفتنة. كالثاين: ت . 3من جوام أف سفهوىم لفرط سفههم"

من الصور اليت حاكؿ فيها الز٥تشرم أف ييطبق النتائج اليت توصلت إليها الدراسات الببلغية ب مبحث الفصل كالوصل، ما كرد عند اترجاين ب تفسته لقولو تعاب:"

.14سورة البقرة، اآلية: - 1 .228ص. ـ.ـ.س.،اكردالئل اإلعجاز، تح. ش - 2 . 63، ص.1الكشاؼ، ج. - 3

Page 36: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

28

"1 .

أف من فقد رأل اترجاين بأف من اتيمل ما يكوف حالو حاؿ ا١تفرد ب الوصل كالفصل، فكما ا١تفردات ما ال ٭تتاج إب رابط يربط بعضها ببعض ، كأف تكوف ا١تفردة صفة ١تا قبلها أك تأكيدا لو؛ فكذلك اتيمل يوصل بعضها ببعض من غت كاسطة، كأكثر ما يكوف ذلك ب حاؿ التأكيد، ففي

اآلية السابقة يكوف قولو تعاب:" لقولو تعاب:" ان د١تا قبلو، أم توكي ان " توكيد

كذلك أف الذين كفركا يستوم عندىم اإلنذار كعدمو، فهم غت ، "مؤمنت ب اتالتت، ككذلك قولو تعاب:" ىو تأكيد "

لقولو تعاب:" سابقو" ، ككل تأكيد كارد ىو أبلغ من .

فإذا عيدنا إب الز٥تشرم ب تفسته ٢تذه اآلية ذاهتا كجدناه يتساءؿ ب بعض ذلك قائبل:"... لة قبلها، أك خربان لػ )إف(، فإف قلت: ما موقع ال يػيؤمنيوفى؟ قلت: إما أف يكوف تلة مؤكدة للجم

، كالراجح ب ذلك ىو اعتبارىا توكيدا التفاؽ كل من الز٥تشرم كاترجاين 2كاتملة قبلها اعتاض "، كىنا ذلك بذكر التوكيد قبل ذكر ا٠ترب ب ذلك من جهة، كألف الز٥تشرم نفسو قد بدأ ب تعليل

كاحد لآلية نفسها، ككلها احتماالت مشركعة كما نبلحظ أف الز٥تشرم يورد أكثر من احتماؿ بياين ذكرنا.

كمن ذلك أيضا ما أكرده الز٥تشرم ب تفسته لقولو تعاب:"

"3 ... ":فقد فسر الفصل ب قولو تعاب ، ،بتقدير سؤاؿ ٤تذكؼ "...

.7،6سورة البقرة، اآلية: - 1 .48، ص.1، ج.كشاؼال - 2 .9،8سورة البقرة، اآلية: - 3

Page 37: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

29

هم : كب يدعوف اإلٯتاف كاذبت كما موقف" ٬توز أف يكوف ]الكبلـ[ مستأنفا كأنو قيل كب ىذه اتاؿلكن اترجاين يربر الفصل بشكل آخر ، فهو يرل بأف الفصل ب ، ك 1ٮتادعوف " ب ذلك؟ فقيل

ىذه اتاؿ يدؿ على التأكيد حيث ييعترب ما بعده تأكيدا ١تا قبلو، أم أف قولو تعاب:"... ٮتيىادعيوفى ادعوف" كب يقل: اللوى ..." ىو تأكيد ١تا سبقو من اآلية، ألف معنا٫تا كاحد، ك" إ٪تا قاؿ "ٮت

، فهو إذف ىذه ا١تخادعةى ليست شيئان غتى قو٢تم: "آمنا"، من غت أف يكونوا مؤمنت وف" ألف "كٮتادع . 2ىو ب معناه، كليس شيئان سواه" كبلـه أىكدى بو كبلمان آخر

كلكن كبل التفستين ٭تمل معت التكرار، كإف كاف تكرارا غت ظاىر، كذلك أف اإلجابة عن ها معت التوكيد ١تا يسبق ىذا السؤاؿ، ألنو ب األصل توضيح لو كتثبيت ب النفوس، السؤاؿ ا١تضمر في

ألف الذين يقولوف باإلٯتاف ظاىرا كيكفركف باهلل باطنا ب حقيقتهم ٥تادعوف، كىذا ىو ا١تعت نفسو الذم ٭تملو كل جزء من اآلية السابقة.

شرم أيضا ما ذكره ب تفسته لقولو تعاب:"كمن أمثلة تطبيقات الوصل كالفصل عند الز٥ت

"3 .

فقد توصل إب أنو ب قولو تعاب:"... سبعة ك ثامنهم كلبهم..." قد جاءت اتملتاف موصولة بالواك كال بغتىا، موصولتاف بالواك، ب حت كردت األجزاء السابقة مفصولة عن بعضها غت

لبػيهيم..." لبػيهيم..." ، كقولو تعاب أيضا:"... تىسىةه سىادسيهيم كى ثىةه رىابعيهيم كى كنقصد قولو تعاب:"... ثىبلى يقع ىذا ، كالسبب ب ذلك أف كركد العطف ب القوؿ األخت ىدفو تأكيد الكبلـ، ب حت ب

ن، ألف أصحاما ب يكونوا على بينة ٦تا يقولوف، على عكس ما كاف عليو خريالتأكيد ب القولت اآل

.58، ص.1الز٥تشرم، ج. - 1 .228ص.ـ.ـ.س.، دالئل اإلعجاز، تح. شاكر، - 2 .22سورة الكهف، اآلية: - 3

Page 38: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

30

الفريق الثالث، كىناؾ قرينة أخرل دالة على ذلك غت العطف بالواك، كىي اقتاف القوؿ الثالث بقولو .ألكؿ كالثاين بشيء من ىذا القبيلجل كعبل:"... رتا بالغيب..."، على حت ب يقتف القوالف ا

فإف قلت: فما ىذه الواك الداخلة على اتملة الثالثة، كب يقوؿ الز٥تشرم ب ىذا الشأف:" دخلت عليها دكف األكلت ؟ قلت: ىي الواك اليت تدخل على اتملة الواقعة صفة للنكرة، كما تدخل

ه سيف. كمنو عن ا١تعرفة ب ٨تو قولك: جاءين رجل كمعو آخر. كمررت بزيد كب يد على الواقعة حاالن ا كتابه مىعليوـه كفائدهتا تأكيد لصوؽ الصفة با١توصوؼ، قولو تعاب: كىما أىىلىكنا من قػىريىةو إال كى٢تىكالداللة على أف اتصافو ا أمر ثابت مستقر، كىذه الواك ىي اليت آذنت بأف الذين قالوا: سبعة

كب يرتوا بالظن كما غتىم. كالدليل عليو أف اهلل كثامنهم كلبهم، قالوا عن ثبات علم كطمأنينة نفس سبحانو أتبع القولت األكلت قولو رىتان بالغىيب كأتبع القوؿ الثالث قولو ما يػىعلىميهيم إال قىليله "

1 .

فمن فوائد الوصل بالواك كفق ما سبق ىو إثبات القوؿ بعدىا، أم أف ما بعدىا ب حيكم ت ا١تؤكد الذم ال ييشك فيو، كىنا ٯتيكن أف نبلحظ أف الز٥تشرم قد استعاف بالسياؽ اللغوم الثاب

الوارد ب اآلية نفسها، فقد حاكؿ أف يستخرج من ىذا السياؽ ما يربىن بو على ما ذىب إليو من دؿ على أف القوؿ بإثبات ما بعد الوصل بالواك، كىي قرينة لغوية صر٭تة، فقولو:" رتا بالغيب..." ي

ما سبق ب يكن إال ظنا كتو٫تا ال صحة لو، بينمػػػا كػػػػاف قػػػػولػػػو تعاب: "... سبعة ك ثامنهم كلبهم" لة األقواؿ القائمة على الشك غت متبوع بشيء داللة على صحتو، كلو ب يكن كذلك لػػػجيعلى من تي

كالتوىم.

من مسائل عطف اتمل على بعضها قولو عز كجل:" ك٦تا يدخل ب ىذا الباب أيضا

.714، ص.2الكشاؼ، ج. - 1

Page 39: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

31

"1 فقد أكرد ،

ذلك أف عطف األمر على غته ال يكوف إال تسوغ ا١تشاكلة، أم حىت تكوف ىنالك مناسبة بينو بكبت ما ييعطف عليو، كب ىذه اآلية قد عطف األمر "بشر" على ما ذيكرى قبلو من عذاب أىل النار،

ت تا ينتظرىم من نعيم فكاف من ا١تناسبة كالػػػػميشػػػػػػػاكلة أف يعطف على ذلك باألمر بتبشت ا١تؤمنفإف قلت: عبلـ عطف ىذا األمر كب يسبق أمر اتنة، كقد عرب الز٥تشرم عن ذلك متسائبل بقولو:"

حىت يطلب لو مشاكل من كال هنى يصح عطفو عليو؟ قلت: ليس الذم اعتمد بالعطف ىو األمرمنت، فهي معطوفة على تة يعطف عليو إ٪تا ا١تعتمد بالعطف ىو تلة كصف ثواب ا١تؤ أمر أك هني

كصف عقاب الكافرين، كما تقوؿ: زيػػػد يعػػػػاقب بالقيػػػػد كاإلرىػػػػاؽ، كبشػػػر عمػػػران بالػعػفػػػػو ، فمسػػػػوغ ا١تشاكػػلػػػة ىػػػو الػػػػذم يبػػػػرر عػػطػػػػف األمػػػػر على ا٠ترب. 2كاإلطػػػػػػػبلؽ"

ك دكما مناسبة بت اتملتت، فقد ترد الواك أحيانا بينهما كلكنها ال كليس شرطا أف تكوف ىنال ينئذ للعطف، كما ب قولو تعاب:"تكوف ح

"3 ألكب تقرير كالثانية حكاية، كلذلك ، فالواك الواردة بت اتيملتت ليست للعطف، ألف اامتنع أف تكوف كاك عطف، كما امتنع أف تكوف اتيملتاف مفصولتاف، كىناؾ من رأل بأهنا كاك

لة ذات مضموف مغاير .4استئناؼ تعطف تلة على تي

التقديم والتأخير: -

ين من اآليات مثلما استثمر الز٥تشرم مباحث الفصل كالوصل ب استخراج خبيئات ا١تعا القرآنية، كالوقوؼ على إعجازىا البياين؛ فإنو حاكؿ كذلك أف يقف على أ٫تية التقدن كالتأخت ب

.25-24 سورة البقرة، اآليتاف: - 1 .104، ص.1الكشاؼ، ج. - 2 .9،8طو، اآليتاف: - 3ـ، 2011، 1الكرن: دراسة ٨توية ببلغية، ا١تربكؾ زيد ا٠تت، دار الوعي، اتزائر العاصمة، اتزائر، ط. العبلقات اإلسنادية ب القرآف - 4

.419ص.

Page 40: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

32

بياف ىذا اإلعجاز، كقد استفاد كثتا من تطبيق النتائج اليت توصل إليها من سبقو ب ىذا الشأف نو ييعترب خبلصة البحوث الببلغية كخصوصا عبد القاىر اترجاين، كإ٪تا نركز على اترجاين ىنا، فؤل خبلؿ القركف ا٠تمسة ا٢تجرية األكب مثلما كنا ذكرنا ذلك سابقا.

لز٥تشرم ب تفسته لقولو تعاب:"ك٦تا يرد ىذا ا١تورد كينتظم ضمن ىذا ا١تسلك ما أكرده ا

"1 إذ ذكر ب ،تعليل تقدن ا١تفعوؿ بو )غت( ب أكؿ اآلية ما نصو:" كقدـ ا١تفعوؿ الذم ىو غت دين اللو على فعلو

. 2ألنو أىم من حيث أف اإلنكار الذم ىو معت ا٢تمزة متوجو إب ا١تعبود بالباطل"

قوة ا١تعت ا١تراد ب اآلية، إذ لػػمػػػا دن ا١تفعوؿ على الفعل كالفاعل إبفقد أرجع السبب ب تق كاف ا١تقصود من اآلية ىو بياف إعراض الكيفار عن دين اهلل، كاف أكثر النظم داللة على ذلك ىو أف

ألفاظ ىذه اتيملة بأم شكل يتقدـ ا١تفعوؿ على الفعل كالفاعل معا، كلو حاكلنا أف نيغت من ترتيبمن األشكاؿ؛ فإننا سنحصل ب كل حاؿ على معت ىو أقل توكيدا كمبالغةن ب ا١تقصود ٦تا ىو كارد ب اآلية، فلو قيدـ الفعل )يبغوف( فقيل:" أيبغوف غت دين اهلل...." لكاف اإلنكار أقل شدةن، ألف

١تفعوؿ، كىنا قد نذكر خبلصة عامة إب الفعل ال إب ااإلنكار أيضا( سيتوجهاف حينئذو االستفهاـ )ك ب ىذا الشأف كىي مراعاة القصد، أم القصد من الكبلـ، فبل تتقدـ كلمة عن موضعها إال كيكوف ٢تا الشأف األكفر من إثبات معناىا ىي ال معت غتىا، كلدل تأليف الكبلـ فإننا نيقدـ دكما اللفظة

ـ دكف غتىا. اليت تدـ الغرض من الكبل

. 83سورة آؿ عمراف، اآلية: - 1 .380، ص.1الكشاؼ، ج. - 2

Page 41: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

33

السكاكي: التقعيد والتنظيم البالغي: -3

فمؤل الدنيا كشغل الناس، ككاف مثلو بت بت عصره من (مفتاح العلـو)ظهر السكاكي ككتابو اللغويت كالنقاد كأىل الببلغة كمثل ا١تتنيب بت الشعراء من بت عصره أيضا، فقد جعل السكاكي الناس

بو عليهم، كأيهم يكوف أحسن تلخيصا ١تا فصل ب ىذا ا١تفتاح، بل زاد األمر ٮتتصموف فيما خرجعلى ذلك اب شرح ىذه التلخيصات، فكاف جل ىؤالء عياال على السكاكي كمفتاحو، بالرغم من أف كثتا من ا١تتأخرين قد نعوا عليو نعيا شديدا ما جاء بو ب ا١تفتاح من ضوابط خنقت الببلغة كقتلت

االبداع كحيوية ا١تعاتة. فيها ركح

لقد ثرب الكثت من الببلغيت احملدثت ىذا الصنيع على السكاكي على العكس ٦تا كاف تلقاه : 1كتابو من قبوؿ حسن بت الناس ب عصره حىت قيل فيو

ػل كيػل ميعىق سػػػػػػػرىاجي الػػمىعىاب ييوسيفي بني ٤تيىػػمػػد تفتىاحػ ػد ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػو قىػػد حى

د ػػػػػػػػػػكىأعجىزىنىا اإلعجىازي ب سحر لىفظػو كىكىادى بو يىسيب النػهىػى كىكىأف قى

تػػب األىكائػػػػػل قػنػػي بػو فػىتػىفىقػػػػػػػ مثػػػلىػػػػػػػػػوي فػىلىػػم ييػػػػرى فػػػػي كي د ػػػػػػػػػػػػػػػػػكىإف لىػػم تيصىد

غت أف ىذا الثناء كىذا التقريض ب يكن ليثت الببلغيت عن ا١تبلحظة الدقيقة الناقدة للمفتاح " ٬تد أف السكاكي قد أفرد ك٤تاكلة تاكزه بشكل من األشكاؿ، كالذم يعود لكتاب "مفتاح العلـو

البديع (، كقد كانت قبل عهد –البياف –القسم الثالث منو لدراسة مباحث الببلغة الثبلثة )ا١تعاين السكاكي مباحث ٥تتلطة، فالذم يعود إب كتاب "دالئل اإلعجاز" للجرجاين مثبل ٬تده ال يتناكؿ فيو

، 2ـ، ج.1941 كشف الظنوف عن أسامي الكتب كالفنوف، مصطفى بن عبد اهلل ا١تشهور تاجي خليفة، مكتبة ا١تثت، بغداد، -1

.1762ص.

Page 42: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

34

ياف كالتشبيو كااز مباحث ا١تعاين كحدىا؛ بل ٧تده ٬تمع إب ذلك كثتا من مباحث علم الب كاالستعارة كالكناية.

حاكؿ السكاكي من خبلؿ القسم الثالث من ا١تفتاح أف يعطي للببلغة كجها جديدا ال يقـو على اإلضافة كاتديد كلكنو يتأسس على حسن التتيب كالتنظيم، فقد رأل أف مباحثها قد تناثرت،

سهلة التناكؿ كاضحة ا١تعاب، " كب ىذا القسم )أم ككاف من الضركرم أف يتم ترتيبها كيما تكوفالذم ٠تص فيو ما سبقو من كتابات ب الببلغة قبلو، ال سيما ما أتى بو –القسم الثالث من ا١تفتاح(

أعطى للببلغة العربية صيغة شبو هنائية -عبد القاىر اترجاين كالز٥تشرم، كما أضافو من أفكار إليوكأف الببلغة قد توقفت عند ىؤالء، فلم ، حتػػػى 1بعده بالشرح أك التلخيص"عكف عليها العلماء من

، ككيف يكوف شيئان ذا باؿ يقدر أحد منهم أف يزيد على ما قالو اترجاين أك الز٥تشرم أك السكاكي٢تذا الشرح ذلك ك٨تن ال نكاد نرل إال تلخيصا كتلخيص التلخيص، ب شرحا ٢تذا التلخيص أك نظما

نفسو ب حلقة مفرغة؟ كذا تولت الببلغة تدر٬تيا من كوهنا فنا قائما على شػػػػرحان للنظػػػػم اتديد بالذكؽ ب التحليل إب ا١تعيارية اردة كالتحليبلت الرتيبة، كاليت كإف علمت قاعدة من قواعد التحليل

إال أهنا ال تنمي ذكقا أدبيا سليما.

ت للسكاكي صنيعو ب ا١تفتاح، بل إف اإلعجاب الذم أبداه البعض، ب ٭تمد كثت من الدارس كالتقريض الذم نالو مفتاحو ٦تن كانوا يولعوف تسن التقسيم كالتبويب؛ ب يكن ليثت البعض اآلخر ٦تن فطنوا ١تا أصاب الببلغة من أف يثربوا عليو ما جاء بو ، ففي ىذه ا١ترحلة اليت تلت اترجاين كالز٥تشرم،

بحت قرائح ا١تبدعت تنضب، " كيشعر التابعوف ٢تما بالقصور عنهما، فيكتفوف بتلخيص ما قدمو أص

علم البديع، يوسف أبو العدكس، دار ا١تستة للنشر كالتوزيع كالطباعة، عماف، -علم البياف-مدخل إب الببلغة العربية: علم ا١تعاين - 1

. 39ىػ، ص.1430ـ، 2010، 2األردف، ط.

Page 43: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل كتطورىا العربية الببلغة نشأة : مدخل

35

ىذاف اإلماماف، كتقليب أقوا٢تما كاجتارىا كتريدىا من كثت من مائها كنضارهتا، لتغدك ٣تموعة من . 1القواعد كالقوالب اتافة، يتوارل منها كل ذكؽ، فهي إب إفساد األذكاؽ أقرب"

كمن كجهة نظرنا ٨تني فإف جهود السكاكي ب التقعيد كالتنظيم كانت ضركرية لضبط مسائل الببلغة كتبويبها بشكل ييسهل تناك٢تا من طرؼ الدارست، فشرط كل علم أف يكوف منظمان بشكل

؛ فإف ذلك ال يسهل متابعتو ب تطويره، كإذا كاف ىنالك من يرل بأف الببلغة من باب الفنوف ال الع لـويشفع ٢تؤالء بأف يدرسوىا كىي على ما ىي عليو من انعداـ الضبط كالتنظيم، كلكن الذم حدث للسكاكي ىو أف ىذا التبويب كاف ىو ىدفو األكؿ، كقد أمعن فيو إب درجة ال تنايب طبيعة ا١تسائل

لتتيب كالتقعيد ىو التتيب نفسو الببلغية، فاعتور عملىو النقصي من ىذا اتانب، إذ ليس ا٢تدؼ من ا كلكن ىو تسهيل الدراسة كالتناكؿ.

كىنالك مسألة أخرل تتعلق بالتنظت نفسو الذم جاء بو السكاكي، كىي ىذه الصعوبة البالغة ب متابعتو من طرؼ الباحث ا١تتخصص بلو القارئ العادم، فالذم يعود إب تليبلتو يقف على ذلك

كأنك تنحتي من صخر، كذلك تا أدخل فيو من اؼ الػػميعقد، فكأنك كأنت تقرؤه األسلوب اتإجراءات كأدكات تليل غريبة عن الببلغة، كاألصل أف يكوف األمر قائمان على الوضوح كالبياف، كىذا

ب األصل ىو ىدؼ الببلغة نفسها.

وثنا ما تزاؿ تتابعو كىذا إف أحسنت كلكننا بالرغم ٦تا نثرب بو على السكاكي؛ إال أف ت –ا١تتابعة، كال تزاؿ مناىج تعليمنا تلوؾ ما قرره السكاكي كمن جاء بعده إب غاية ا١تراغي، كب نتمكن

من بناء نظرية ببلغية على الوجو الذم نريد بالرغم من شعورنا بضركرة التجديد. -فيما يبدك

.199ـ، ص.1979، 1مع الببلغة ب تارٮتها، ٤تمد علي سلطاين، دار ا١تأموف، دمشق، سوريا، ط. - 1

Page 44: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

الأول ل ـــــــامفط بياء يف وأأثرها امؼلوي غيد امطوثية املباحث

اميطوص

Page 45: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

37

تمهيـــــــــــــــــــــــــــــــــد:

تتخذ مساران كاحدان ب تطورىا، فقد بدأت ب أكؿ يكتشف الباحث ب الببلغة العربية أهنا ب ذاهتا، بل ب أمرىا مبلحظات متناثرة ب بطوف الكتب اليت كاف أغلبها غت متمحض للببلغة ب حد

تكن أغلب ا١تصنفات تتخصص لعلم بعينو، فكاف كل مؤلف ٬تمع بت دفتيو الفنوف العديدة.

كب تلبث اتهود الببلغية أف تبلحقت، فطورت النظرية الببلغية على مدل القركف ا٢تجرية امس، فمخض األكب، كاستفاد بعضها من بعض، إب أف كصلت إب اترجاين خبلؿ القرف ا٠ت

زبدهتا، كحصل ما سبقو من جهود ضمن نظرية النظم.

كلكن ىذه اتهود ب تلبث بعد ذلك إال زمنان يستان حىت طاؼ عليها طائف من ا١تناىج اليت فحاكؿ أصحاا أف يقعدكا الببلغة كٯتعتكا أساليبها، ك٭تددكا مصطلحاهتا اتذت ثوب التجديد،

" للسكاكي.كمباحثها، كقد تو جت ىذه اتهود بكتاب "مفتاح العلـو

كمضى الناس بعد مفتاح العلـو بعضهم يلخص كاآلخر يشرح، كقلما فطنوا إب ىذا ا١تنحى تو الببلغة، ك٨تن نعتقد من غت جـز أف العلوم بطرازه ىو أحد الذين تفطنوا لذلك، ذى اتديد الذم تى

شأف الببلغة كمباحثها.فحاكلوا أف يقولوا كلمتهم ب

تقتضي الضركرة ا١تنهجية لدل ٤تاكلة البحث ب بناء النصوص من منظور العلوم أف ننطلق من الدراسة الصوتية عنده ألهنا تشكل األساس األكؿ لدل تشكيل كل نص، دكف أف نراعي ب ذلك

ف نلتـز تحاكلة تأصيل ا١تفاىيم الصوتية الفركؽ اليت يرل البعض أهنا تفصل بت اتملة كالنص، كدكف أ كاللسانية اليت كظفها العلوم ب ىذا الشأف.

Page 46: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

38

منهج العلوي في الطراز: -1

:1ترجمة يحيى بن حمزة العلوي -أ

بن جىعفىر بن اإلمىاـ الميؤىيد باللو ٭تت بن تىزىة بن علي بن إبػرىاىيم بن ٤تيىمد بن إدريس بن علي علي بن علي بن ميوسىى بن جىعفىر بن ٤تيىمد بن علي بن اتيسىت السبط بن علي بن أىىب طىالب رضي

تسع كىستتى كستمائىة كاشتغل 669اهلل عىنػهيم كلد تىدينىة صنعاء سىابع كىعشرين من صفر سنة يع أى يع با١تعارؼ العلمية كىىيوى صيب فىأخذ ب تى ابر عيلىمىاء الديار اليمنية كتبحر ب تى نػوىاعهىا على أكى

العيليـو كفىاؽ أقرانو.

هىا الشامل ب أىربع ٣تلدات كىهنىايىة الويصيوؿ إبى يع الفينيوف فىمنػ كصنف التصانيف اتافلة ب تىث ٣تلدات كالتمهيد لعلـو العدؿ كالت وحيد ٣تلداف كىالتحقيق ب األكفار كالتفسيق علم األيصيوؿ ثىبلى

ث ٣تلدات كىب النحو يعهىا ب أصيوؿ الدين كىب أصيوؿ الفقو اتاكم ب ثىبلى ٣تيىلد كا١تعاب ٣تيىلد ىىذه تىأسرار المفصل االقتصاد ب ٣تيىلد كاتاصر لفوائد ميقىدمىة طىاىر ٣تيىلد كا١تنهاج ٣تلداف كاحملصل ب شرح

اربىع ٣تلدات كىب علم المعىاىن كىالبػىيىاف اإل٬تاز ب ٣تلدين كالطراز ٣تلداف كىب الفقو االنتصىار تىىانيىة عشر ٣تلدا كاالختيارات ٣تيىلد .

لسيلقية ىي كىمن مصنفاتو األىنػوىار ا١تضية شرح األىحىاديث النبىوية على السيلقية ٣تلداف كا ـ علي بن أىىب ـ الرضي من كىبلى المىعريكفىة عند الميحدثت بالودعانية كىلو الديباج الوضي ب شرح كىبلىطىالب كـر اهلل كىجهو كىلو ب علم الفىرىائض اإليضىاح ١تعاىن المفتىاح ٣تيىلد كالتصفية ب الزىد ٣تيىلد

البدر الطالع تحاسن من بعد القرف السابع، ٤تمد بن علي بن ٤تمد بن عبد اهلل الشوكاين اليمت، دار ا١تعرفة، بتكت، لبناف، ينظر: - 1

ىػ ، ب حت يذىب ٤تقق كتابو الطراز 705. كالغريب ب ىذه التتة أف الشوكاين يذكر أف العلوم توب سنة 331. ص.2د.ت. ج.ىػ ، كىو األرجح ألف العلوم نفسو كتب ب آخر الطراز أنو 749( أنو توب سنة: ب النسخة ا١تعتمدة ب ىذا البحث عبد اتميد ىنداكم)

ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو فرغ من تأليفو ب العشر األكاخر من شهر تادل األخرة من سنة تاف كعشرين كسبعمائة.)ينظر: الطراز (.255، ص.3ج. ـ،2002ىػ، 1423، 1از، تح. عبد اتميد ىنداكم، ط.حقائق اإلعج

Page 47: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

39

منطق كىاتىوىاب القىاطع للتمويو عىما يرد على اتكمىة كالتنزيو كىاتىوىاب كالقانوف الميحىقق ب علم ال الرايق ب تػىنزيو ا٠تىالق كاتوابات الوافية بالرباىت الشافية كالكاشف للغمة عىن االعتىاض عىن األمة

ة الوازعة للمعتدين عىن سب كالرسالة الوازعة لذكل األىلبىاب عىن فرط الشك كاالرتياب كالرسال أىصحىاب سيد الميرسلت.

كىلو غت ذىلك من ا١تصنفات الكىثتىة حىىت قيل أىنػهىا بلغت إبى مائىة ٣تيىلد كيركل أىنػهىا زىادىت ابر أىئمة الزيدية بالديار اليمنية كىلو ميل إبى كراريس تصانيفو على عدد أىياـ عمره كىىيوى من أكى

نصىاؼ مىعى طىهىارىة لسىاف كسبلمة صدر كىعدـ إقداـ على التكفت كالتفسيق بالتأكيل كمبالغة ب اإلابىة ا١تصونة رضي اهلل عىنػهيم اتمل على السبلمىة على كىجو حسن كىىيوى كثت الذب عىن أىعرىاض الصحى

ابر عيلىمىاء الطوائف رىتهم اهلل .كىعىن أكى

كىقد دىعىا إبى نىفسو عقب موت اإلمىاـ ا١تهدم ٤تيىمد بن ا١تطهر الميتػىقىدـ ذكره كعارضو اإلمىاـ مىاـ الواثق ا١تطهر بن ٤تيىمد بن ا١تطهر الفصيح المىشهيور ح بن إبػرىاىيم بن تىاج الدين كىاإل علي بن صىبلى

حها اتيمي من الميتىأىخرين كىمن تلىة ا١تعارضت لىوي السيد أىتد بن صىاحب الرسىالىة ا١تتداكلة إبى شر علي ابن أيب الفىتح الديلمي كىلىكن أجىاب الناس ب الديار اليمنية دىعوىة صىاحب التػرتىىة كىب يلتفتوا إبى

نػيىا ا ١تتقللت منػهىا.غىته كىكىافى من األىئمة العادلت الزاىدين ب الد

كىىيوى مىشهيور بإجابة الدعوىة كىلو كرامات عديدة كىباتيملىة فػىهيوى ٦تن تع اهلل لىوي بىت العلم كىالعىمىل تس كىسىبعمائة تىدينىة ذمار كىدفن 705كىالقيىاـ باألىمر بالمىعريكؼ كالنهي عىن المينكر كىمىات ب سنة

ىا كقربه اآلف مىشهيور مزكر ك٦تا شاع على األلسن أنو إذا دخل رجل يزكره كىمىعىوي شىيء من اتىديد ب تعمل فيو النار بعد ذىلك كىقد جربت ذىلك فىلم يىصح كىكىذىلكى اشتهر أنو إذا دخل شىيء من اتىيات

قػيبتو مىاتى من حينو.

ترتتو ب كتاب " األعبلـ" للزركلي ما يلي: " ٭تت بن تزة بن علي بن إبراىيم، كقد كرد ب اتسيت العلوم الطاليب: من أكابر أئمة الزيدية كعلمائهم ب اليمن. يركم أف كراريس تصانيفو زادت

Page 48: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

40

على عدد أياـ عمره. كلد ب صنعاء. كأظهر الدعوة بعد كفاة " ا١تهدم " ٤تمد بن ا١تطهر )سنةىػ( كتلقب با١تؤيد باللو )أك ا١تؤيد برب العزة( كاستمر إب أف توب ب حصن ىراف )قبلي ذمار( 729

. من تصانيفو " الشامل" ب أصوؿ الدين، ك " هناية الوصوؿ إب علم األصوؿ " ثبلثة ٣تلدات، ك " ت، ك " احملصل ب كشف التمهيد ألدلة مسائل التوحيد " ك " اتاكم " ب أصوؿ الفقو، ثبلثة ٣تلدا

أسرار ا١تفصل" ك " شرح الكافية " ك " الطراز ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو حقائق اإلعجاز " ثبلثة أجزاء، ك " اإل٬تاز ألسرار كتاب الطراز " ك " االنتصار" ب الفقو، ك " تصفية القلوب عن أدراف

" الدعوة العامة " ك " الرسالة الوازعة لذكم األكزار كالذنوب " تصوؼ، ك " االختيارات ا١تؤيدية " كاأللباب " ك " األنوار ا١تضية ب شرح األخبار النبوية " ك " ٥تتصر األنوار ا١تضية " ك " خبلصة الستة " ستة ابن ىشاـ، ك " اللباب ب ٤تاسن اآلداب " ك " اإلفحاـ ألفئدة الباطنية الطغاـ " ك "

ى الباطنية، ك " ا١تعاب الدينية " عقائد، ك " اإليضاح ١تعاين ا١تفتاح للفضل مشكاة األنوار " ب الرد عل . 1بن أيب السعد العصيفرم " ب الفرائض ، كغت ذلك ٦تا يقاؿ إنو بلغ مئة ٣تلد"

.144، ص.8ـ، ج.2002، 15األعبلـ، خت الدين بن ٤تمود الزركلي الدمشقي، دار العلم للمبليت، بتكت، لبناف، ط. - 1

Page 49: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

41

خطة الكتاب. -ب

" للسكػػػػػػاكي العربية، فقد غةعهد جديد للببل إيذانان تيػػػػػبلد كاف ظهور كتاب "مفتاح العلـوفتح السكاكي للناس بابان جديدان ب منهجية دراسة ا١تباحث الببلغية، يقـو ب أساسو كمادتو على ما كصلت إليو الببلغة عند من كاف قبلو من الببلغيت، كلكنو حاكؿ أف يطبع ىذا اإلرث الببلغي

صرامة الضبط كدقة التحديد.بطابعو ا٠تاص، كيسمو تيسمو التحليلي ا١تتميز الذم ينهض على كقد لقي جهػػػػػده ىذا استحسانان من طرؼ فئة كاسعة من النقاد كالببلغيت على ذلك العهد

كما تبله، فقد انبهر الناس با١تفتاح إب درجة كبتة، كاعتقدكا أف الرجل أتى تديد ب يكن ب كسع ، بل رأينا الببلغيت يتهافتوف على 1 اإلشادة بو القصائدغته أف يأب بو، حىت رأينا البعض ينظم ب

شرح كتابو، كتلخيصو أيضان، حىت خيل لبعضهم أف البحوث الببلغية قد توقفت عند جهود السكاكي ب ا١تفتاح كال سبيل أمامهم بعد ذلك سول أف ينظركا فيو تلخيصان كشرحان.

يكن ليثت الببلغيت عن ا١تبلحظة الدقيقة الناقدة للمفتاح غت أف ىذا الثناء كىذا التقريض ب بن ك٤تاكلة تاكزه بشكل من األشكاؿ، كبعيدا عن خوارـز موطن السكاكي كمهد مفتاحو، كاف ٭تت

الناس بكتاب ب الببلغة يكسر بو الرتابة اليت إبب ا٠تركج إببلد اليمن جنوبا يسعى تزة العلوم ب كتابو "الطراز" ترة ٢تذا السعي.سادت بينهم، ككاف

على أ٫تية علم البياف من بدأ العلوم كتابو "الطراز" بتمهيد تاه " خطبة الكتاب" ، كقف فيو ، حيث قرر بأنو أفضلها ببل منازع، ب انتقل إب بياف دكاعي تأليفو األخػػػػػػػرل العلـو األدبية بت

ب علم البياف كانوا إما مكثر ٦تل أك موجز ٥تل، ليعتؼ بعد ذلك فوا قبلو للطراز فذكر أف الذين أل بأنو ب يطالع من كتب البياف كالببلغة إال أربعة كتب ، كىي كتاب " ا١تثل السائر ب أدب الكاتب

ككتاب " هناية ، ىػ( ، ككتاب "التبياف ب علم البياف" البن الزملكاين626كالشاعر" البن األثت)ت.ىػ(، ككتاب " ا١تصباح ب ا١تعاين كالبياف كالبديع" 606راية اإلعجاز" للفخر الرازم)ت.اإل٬تاز ب د

1 أششب سبثمب ئ ثؼض األث١بد از ل١ذ ف زا اشأ. -

Page 50: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

42

البن سراج ا١تالكي، كالعلوم ىنا يذكر بأنو ب يطلع على كتايب اترجاين " دالئل اإلعجاز" ك"أسرار من ركعة عما كراء٫تا تنبئالببلغة" بالرغم من أنو شديد اإلعجاب ما، ١تا قرأ عنهما من شذرات

جرجاين ب كثت من ا١تواضع من ػػػػتليل كدقة نظر جعلتو يثت عليهما كعلى مؤلفهما عبد القاىر ال كتابو.

كىهنا أمر ٯتكن التنبيو إليو كىو التشابو الواضح بت عنواف كتاب العلوم )الطراز(، كعنواين عنواف كتابو كامبل: "الطراز ا١تتضمن كتايب اترجاين )الدالئل كاألسرار(، كذلك أف العلوم جعل

ألسرار الببلغة كعلـو حقائق اإلعجاز"، فنحن نبلحظ تطابق اتزء األكؿ من ىذا العنواف كىو )ألسرار الببلغة( مع عنواف كتاب اترجاين)أسرار الببلغة(، ب حت ٧تد اتزء الثاين من ىذا

ف الكتاب األكؿ للجرجاين )دالئل اإلعجاز(، العنواف)كعلـو حقائق اإلعجاز( يكاد يتطابق مع عنواألف اتقائق كالدالئل تكاد تكوف شيئا كاحدا، كمن ىنا يتبت تأثر العلوم تا تع أك اطلع من آثار

ىػ( قد بلغت اآلفاؽ ٦تا جعل أم 8اترجاين، كيبدك أف شهرة اترجاين كانت على ذلك العهد)ؽء بو اترجاين ب الدالئل كاألسرار، أك ماجاء بو السكاكي كاحد من الببلغيت ٭تاكؿ أف ٭تاكي ما جا

ب ا١تفتاح أك ما جاء بو الز٥تشرم ب الكشاؼ.

ب يذكر العلوم الباعث على تأليفو كتابو ىذا كىو دعوة تبلمذتو أف يكتب ٢تم شيئا ب علم إب كتاب يكوف كالتحقيق بلغة كالبياف ألهنم قد اطلعوا على تفست الكشاؼ للز٥تشرم فاحتاجوابال

كالتهذيب ٢تذا التفست، كقد أجام إب طلبتهم بتأليفو لكتابو" الطراز ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو بالتتيب " إلعجاز" الذم تيز عن غته من كتب الببلغة تسب مؤلفو بأمرين أك٢تما تيزهاحقائق

أكؿ كىلة على مقاصد العلم، كيفيده االحتواء على العجيب ، كالتلفيق األنيق، الذم يطلع الناظر من .1"أسراره. كثانيها اشتمالو على التسهيل كالتيست، كاإليضاح كالتقريب

.1/7الطراز، - 1

Page 51: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

43

ب ال يلبث أف ينتقل إب عرض خطة البحث اليت سار عليها ب ثنايا الكتاب، فقد بت أنو كانت ىي خبلصة البحث، ب تكمبلت بناه على مقدمات كانت تثابة الفاتة للكتاب، ب مقاصد

كانت تثابة النهاية كا٠تاتة، ب بت بعد ذلك ٤تتول كل فن من ىذه الفنوف الثبلثة، فالفن األكؿ قصره على تفست علم البياف أشار فيو إب "ماىيتو كموضوعو كمنزلتو من العلـو األدبية، كالطريق إب

ك، من بياف ماىية الببلغة كالفصاحة كالتفرقة بينهما، كنشت الوصوؿ إليو كبياف ترتو، كما يتعلق بذلإب معاين اتقيقة كااز كبياف أقسامهما، إب غت ذلك ٦تا يكوف تهيدا كقاعدة ١تا نريده من

.ا١تقاصد

كقد جعل الفن الثاين متعلقا تباحث علم ا١تعاين كما يتصل ا، باإلضافة إب مباحث علم كأقسامها، كختمو باتديث عن علم البديع كما يتصل بو من مباحث كأقساـ كأحكاـ أيضا، البياف

-البياف -بينما جعل الفن الثالث متمحضا للتتمات كالتكمبلت للعلـو الثبلثة السابقة)ا١تعاينالبديع(، ذكر فيو فصاحة القرآف العظيم " كأنو قد كصل الغاية اليت ال غاية فوقها، كأف شيئا من الكبلـ كإف عظم دخولو ب الببلغة كالفصاحة، فإنو ال يدانيو كال ٯتاثلو. كنذكر كجو إعجازه، كنذكر أقاكيل العلماء ب ذلك، كنظهر الوجو ا١تختار فيو" ، كاتقيقة إف ا١تتفحص ١تنت الطراز ٬تد الفن

العلوم أف يطبق ما أكرده الثالث ا١تذكور كأنو تطبيق لبعض ما كرد ب الفنت األكؿ كالثاين، أين حاكؿ .من تنظتات ببلغية خبلؿ ما سبق من الكتاب كما سنرل

يستهل العلوم الفن األكؿ من الكتاب بذكر ا١تقدمات كقد جعلها تسا حاكؿ من خبل٢تا أف يعرض ١تاىية علم البياف، كا١تعاين، حيث كقف على التعريفت: اللغوم كاالصطبلحي لكل منهما،

حظة أنو يعتؼ بتداخلهما ، ك٨تن ٧تده ب ىذا التعريف متأثرا بالسكاكي ب ا١تفتاح، كإف مع مبلف يأب بتعريف ٬تمع علمي ا١تعاين أكاف ب يطلع عليو مباشرة كما أكرد ب مقدمة الطراز، ب ال يلبث

التعاريف اليت مشتكة، حيث أكرد ٣تموعة من ان كحدكد ان كالبياف معا، كذلك باعتبار أف بينهما تشا .سنعرض ٢تا ب حينها

Page 52: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

44

إب أنو" علم الفصاحة كالببلغة. ك٢تذا صى لي خى ك ب بت ب مطلب مواؿ موضوع علم البياف فإف ا١تاىر فيو يسأؿ عن أحوا٢تما كحقائقهما اللفظية كا١تعنوية، فيحصل لو من النظر ب األلفاظ

،ب ٮتلص إب مناقشة 1ب ا١تعاين ا١تركبة أحواؿ الببلغة" ا١تفردة إدراؾ الفصاحة، ك٭تصل لو من النظربعض اآلراء فيما ٮتص التفريق بت بعض ا١تفاىيم اليت يبدك للبعض أهنا متداخلة أك متقاربة كمواضيع

أم علم اإلعراب كالفصاحة كالببلغة كالبياف كا١تعاين، كىي ب اتقيقة مواضيع متداخلة من ،اللغةقوؿ اليت تشتغل عليها ، كقد حاكؿ العلوم أف يعاب ىذه القضية، فيميز بت حيث اتدكد كات

.التعاريف كيسل بعضها من بعض

ب كاف التدبت بعد ذلك أف كقف على بياف منزلة علم البياف من بت العلـو األخرل كموقعو يث جعل لذلك مقصداف منها، كبياف الطرؽ ا١توصلة إليو، ليبت بعد ذلك ترة الوقوؼ عليو، ح

أحد٫تا ديت يتعلق بفهم كتاب اهلل، كآخر يتعلق بفهم طرؽ الببلغة كأسرارىا كطرائقها كغت ذلك ٦تا .سنعرض لو ب حينو

حاكؿ العلوم ب مقدمة ثانية أف يقف على تقسيم األلفاظ باإلضافة إب ما تدؿ عليو من سألة ٦تا يتفرع فيها الكبلـ كيتسع ليشمل حقوال كثتة، كلكنو ا١تعاين، كىو يشت ابتداء إب أف ىذه ا١ت

يكتفي ب ىذا ا١تقاـ بذكر تعريفت اثنت رأل أهنما كافياف دفو ب ىذا الكتاب، كىذاف التقسيماف ٫تا أف يشت اللفظ إب تاـ مسماه أك أف يشت إب ما ىو داخل ب مسماه أك أف يشت إب ما ىو

كىذا ىو التعريف األكؿ، أما التقسيم الثاين فإف " اللفظ: إما أف ال يدؿ شيء خارج عن مسماه، كل كاحد من أجزائو على شيء حت على من أجزائو على شيء حت كاف جزءا لو، كإما أف يدؿ

.2كاف جزءا لو "

.13ـ.س. ص. - 1. كنبلحظ ىنا ذلك االضطراب الواضح ب التعريف، كىو أحد ا١تواضع اليت عيب ا أسلوب العلوم ب الطراز، كيبدك 24ـ.س.ص. - 2

أف ىذا االضطراب ناتج عن تأثت ا١تباحث األصولية كالكبلمية.

Page 53: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

45

٫تا ، كقد أكرد ب جعل ا١تقدمة الثالثة ب ذكر اتقيقة كااز كبياف تعريفاهتما كحدكد٫تا كأسرار ىهنا ٣تموعة من التعريفات لبعض علماء الببلغة منها تعريف مأثور عن الشيخ عبد القاىر

ىػ(، 392ىػ(، كتعريف آخر نسبو إب الشيخ أيب الفتح عثماف بن جت)ت. 471اترجاين)ت. ، ىػ(، كقد بت خطأ ىذه التعريفات كلها686كتعريف ثالث منسوب لضياء الدين بن األثت)ت.

كحاكؿ أف يأب بتعريف من عنده ، ب ختم القوؿ ب اتقيقة كااز ببياف أكجو الشبو كاالختبلؼ .بينهما ٦تا سنعرض لو الحقا

عرض العلوم ب مقدمة رابعة إب ذكر مفهـو الفصاحة كالببلغة كبياف التفرقة بينهما، فقد مباحث كشركط، كمن ذلك مراعاة احملاسن ا١تتعلقة بدأ بذكر مفهـو الفصاحة أكال كما يتعلق ا من

بأفراد اتركؼ ، كىو أمر يعود إب اعتبار ٥تارجها من جهة، كما يعرض ٢تا من صفات اتهر كا٢تمس كالشدة كالرخاكة كغت ذلك من الصفات من جهة ثانية ، ب عطف على ذلك بذكر مفهـو الببلغة،

بت ٣تا٢تا كمراتبها كبعض أحكامها ا٠تاصة، ليختم ىذه فذكر التعريف اللغوم ب االصطبلحي، با١تقدمة مثلما ختم ا١تقدمة السابقة ببياف نقاط االشتاؾ كاالختبلؼ بت الفصاحة كالببلغة، كيبدكا أنو كاف حريصا على التدقيق ب التعاريف كاتدكد، كإال فما بالو يذكر ب كل مرة أكجو االختبلؼ

ت بالرغم من أنو أفاض اتديث عن كل علم منها تا يكفي لتمييزىا عن كاالتفاؽ بت ا١تصطلحا غتىا؟

من تديد للماىيات ساؽمن تعريفات كما أكردك٦تا يبلحظ أف العلوم ب أثناء كل ما ، كما بينو من فركؽ ال يت يشت بت اتت كاتت إب بعض اللطائف اللغوية ب علمي البياف كا١تعاين

كما جاء ذلك ب بعض التنبيهات اليت ساقها كاليت تنبئ عن ذكؽ مرىف، ب ٮتتم اتديث عن الببلغة كالفصاحة بإيراد الشواىد كاألمثلة من القرآف الكرن كاتديث النبوم الشريف كأقواؿ اإلماـ

لو من علي رضي اهلل عنو، كمن أشعار العرب، كىو شأف ب التمثيل كاف يأتيو ب أغلب ما عرض .قضايا ببلغية، كما سيأب بيانو، كلعلنا سنعلل الفائدة من ذلك

Page 54: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

46

كختم الفن األكؿ من كتابو، كالذم كتو با١تقدمات تقدمة خامسة بت فيها مواقع الغلط ب اللفظ ا١تفرد كا١تركب، كىو يقصد بذلك ٣تموعة الفنوف اليت ٬تب على صاحب البياف أف يكوف

حىت يتصف كبلمو بالببلغة كالبياف كبالتاب يكوف خاليا من اللحن كا٠تطأ، كىو ما عرب عنو ملما ا العلوم بقولو" مواقع الغلط" ، حيث جعل ىذه العلـو على شكل مراتب، فجعل األكب علم اللغة،

، كاتذؼ، بينما جعل ا١ترتبة الثانية لعلم التصريف كىو " علم بتصحيح أبنية األلفاظ ا١تفردة ب البدؿكالقلب كغت ذلك من أكجو التصريف ك٬تب إحرازه ليأمن ا٠تطأ ب أبنية الكلم ا١تفردة كيأمن ا٠تطأ ب تريفها كتبديلها، ك٬تئ ا على األقيسة اللغوية كاألكضاع األصلية ب ذلك، كىو فن دقيق ٭تتاج

يستوب على دقائقو كإحراز إب فضل ذكاء كجودة قر٭تة، ك٢تذا فإنو ال ٮتتص بو إال اآلحاد كال .1غوامضو إال األفراد"

كجعل ا١ترتبة الثالثة لعلم العربية الذم يعترب كسيلة ألمن ا٠تطأ "ب ا١تركبات ليحصل ا١تعت على صحتو كاستقامة أحوالو، ألف اإلعراب إ٪تا ٯتكن حصولو إذا كاف الكبلـ مركبا من ألفاظ ٥تصوصة،

إ٪تا ىو نظر ب حصوؿ مطلق ا١تعت، ككيفية اقتباسو من اللفظ ا١تركب فبل بد فالنظر ب علم اإلعرابمن اإلحاطة بصحة التكيب ليأمن الغلط ب تأدية ا١تعاين كتصيلها ك٭تصل بو الوقوؼ على أسرار لطيفة" ، كجعل ا١ترتبة الرابعة لعلمي الببلغة كالفصاحة ٦تا كنا أشرنا لو سابقا، ك٦تا سنعرض ب حينو

.من ىذا البحث إف شاء اهلل

كبذلك ينتهي الفن األكؿ من كتاب الطراز ، كالذم كتو با١تقدمات اليت حاكؿ من " .خبل٢تا التمهيد ١تا سيأب ب الفن الثاين الذم كتو ب"ا١تقاصد البلئقة

كوف ياللفظ كا١تعت ككيف يبدأ العلوم الفن الثاين من الطراز باتديث عن العبلقة بت تبعية األلفاظ للمعاين كىياأللفاظ انطبلقا من ا١تعاين، ب ينبو على قضية ىامة ب ىذا الشأف تركيب

خذ برأم اترجاين كغته ٦تا سياب بيانو، لينتقل بعد ذلك إب بياف مراتب يأال العكس، كىو ىنا

.95ـ.س.ص. - 1

Page 55: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

47

اءه ب ذلك تجموعة من الشواىد الشعرية حصوؿ ا١تعاين كقد جعلها على مراتب ثبلث، مدعما آر ا عن ذكؽ أديب رفيع، ليدخل بعد ذلك إب باب ااز ككيفية استعمالو ينن ب ا١تختارة، اليت علق عليها مي

كذكر مواقعو ب الببلغة، كجعل ذلك ب قواعد أربع، كانت األكب منهما ب ذكر االستعارة، أين ها كبت التشبيو، كنود أف نتوقف ىنا قليبل لبياف مراحل معاتتو تدث عن ماىيتها كبياف التفرقة بين .لبلستعارة ألهنا من األ٫تية تكاف

يبدأ العلوم حديثو عن االستعارة ببياف تعاريفها، حيث أكرد ٣تموعة من تعاريف بعض ابن األثت لبلستعارة عن البلغاء، فذكر تعريف الرماين، كرده مبينا أكجو فساده، ب ذكر تعريفا حكاه

بعض علماء البياف، كرده ىو أيضا ، ب ذكر بعد ذلك تعريفا البن األثت نفسو، مع بياف فساده ىو ، كختم ٣تموعة التعريفات ا١تردكدة بتعريف البن ا٠تطيب الرازم، ليأب بتعريف ارتضاه مبينا اآلخر

يت الحظها ب التعريفات السابقة، كيبدك أف حدكده كمبلحظا أف تعريفو ىذا قد تاكز كل النقائص ال .العلوم كاف ب مثل ىذه التعريفات مولعا بالتدقيق كالتقسيم كالتشدد ب ضبط ا١تفاىيم

كقف العلوم ب مبحث مواؿ على إشكالية عد التشبيو البليغ ضمن االستعارة، ىل اف أحد٫تا أنو ال ييعد من باب االستعارة، يكوف ذلك أك ال يكوف، كأكضح أف ىذا األمر فيو رأي

كألصحاب ىذا الرأم حججهم ب ذلك، ليس ىذا موضع ذكرىا ىنا، أما الرأم الثاين فهو أف التشبيو البليغ تقيقة االستعارة أشبو، كألصحاب ىذا الرأم حججهم أيضا ٦تا سنعرض لو الحقا،

االستعارة، من القرآف الكرن كاتديث النبوم كيأب العلوم ب خطوة موالية تجموعة من األمثلة عنالشريف، كمن أقواؿ اإلماـ علي رضي اهلل عنو، كأقواؿ بعض البلغاء كأىل الفصاحة، ب يأب ببعض االستعارات الشعرية، كنشت ىنا إب أنو كاف كثتا ما ٯتثل بأشعار ا١تتنيب، كيبدك أنو كاف شديد

.اإلعجاب بو كبشعره، كحيق لو ذلك

كقف العلوم ب خطوة موالية على أقساـ االستعارة، كأقاـ تقسيمها على عدة اعتبارات منها اعتبار االستعارة ب ذاهتا إب حقيقية كخيالية، كفيها أقساـ، ب باعتبار البلـز ٢تا إب ٣تردة

Page 56: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

48

أكجو متعددة ليس ىذا كموشحة، كباعتبار حكمها إب حسنة كقبيحة، كباعتبار كيفية استعما٢تا إبموضعها، ب يأب على ذكر بعض أحكاـ االستعارة كطبيعة ا١تستعار: ىل ىو اللفظ أك ا١تعت، كطبيعة ٣تازىا: ىل يكوف عقليا أك لغويا، كب بياف ٤تلها كمكاهنا، كب التفرقة بت االستعارة كالتشبيو، كالفرؽ

.قة كا٠تياليةبت االستعارتت: اردة كا١توشحة، كبت احملق

ذكر التشبيو كحقائقو، كمن ذلك ماىيتو، إبيعرض ب القاعدة الثانية من قواعد ااز ك حيث أكرد تعريفت أحد٫تا للمطرزم، كاآلخر لعبد الكرن السماكي، كقد رد كبل من ىذين التعريفت،

٣تموعة من التنبيهات كبياف الصفة ليخلص إب إيراد تعريف من عنده، مفصبل حدكده، لينتقل إب اتامعة بت ا١تشبو كا١تشبو بو، كبياف ترة التشبيو كفائدتو، كبياف مراتب التشبيهات ب الظهور كا٠تفاء كالقرب كالبعد كالزيادة كالنقصاف كغت ذلك من أحوا٢تا اليت تعرض ٢تا، كقد كقف بعد ذلك تيعو

ع كل قسم ٦تا سنعرض لو ب باب التشبيو، ليختم باب التشبيو على بياف أنواع التشبيو كأقسامو، كفرك .بذكر أمثلتو كبعض من أحكامو التكميلية

يشرع العلوم من خبلؿ القاعدة الثالثة من قواعد ااز ب ذكر حقائق الكناية، كعقد ك لغوم، ب االصطبلحي، لذلك فصوال بدأىا بتفست لفظ الكناية، كبياف معناىا، مبتدئا بالتعريف ال

كعند ذكره للتعريف االصطبلحي أكرد ٣تموعة من تعاريف البلغاء ١تفهـو الكناية، فذكر تعريف اترجاين، كابن سراج ا١تالكي صاحب ا١تصباح، كما حكاه ابن األثت عن بعض علماء البياف كبعض

ىيات فقد رد تيع ىذه األصوليت، ب تعريف منسوب البن األثت نفسو، ككعادتو ب بياف ا١تاالتحديدات ليأب بتعريف للكناية خاص بو، لينتقل إب تديد ماىية التعريض، كذكر الفرؽ بينو كبت الكناية، كيوضح ىذا الفرؽ بذكر ٣تموعة من األمثلة للكناية كالتعريض معا، كقد ختم باب الكناية

ية اتديث عن الكناية ينتهي اتزء األكؿ ببياف أقسامها كذكر طائفة من أحكامها التكميلية، كبنها الطراز.من كتاب

Page 57: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

49

يستهل العلوم اتزء الثاين من الطراز بذكر القاعدة الرابعة من قواعد ااز كىي تلك ا١تتمحضة ١تفهـو التمثيل، كقد عاب ٥تتلف اآلراء اليت تدثت عنو، فبعضهم جعلو قسما مستقبل من

نما أتقو قسم آخر بالتشبيو كجعلو أحد أنواعو، كقد توسط العلوم ب تعريفو ا٠تاص أقساـ ااز، بيللتمثيل بت الرأيت كما سنرل، ب ينتقل إب الباب الثاين من أبواب ا١تقاصد)كىي الفن الثاين من الكتاب( كفيو يعرض لذكر الدالئل اإلفرادية كبياف حقائقها، أين قسم ىذا الباب إب ٣تموعة منالفصوؿ تدث ب أك٢تا عن ا١تعرفة كالنكرة، موردا ٣تموعة من التعاريف ا١تنسوبة لبعض العلماء،

نفسها.كا١تشفوعة ببعض ا١تبلحظات كالتنبيهات اليت كانت ب أحايت كثتة أىم من التعاريف

ت النوعت، ب تدث ب الفصل الثاين عن ا٠تطاب باتملة االتية كالفعلية كذكر التفرقة ب لينتقل ب الفصل الثالث إب اتديث عن الفصل كالوصل ضمن ٣تموعة من ا١تباحث كاتديث عن

ؼ اتارة كأمثلتها أيضا، كيبدك أنو تديثو عن الفصل ك األحرؼ العاطفة كأمثلتها، كما يتعلق باتر .شت إب ذلكب اتديث عن ا١تعاين دكف أف يإكالوصل قد انتقل من اتديث عن علم البياف

ينتقل ب الفصل الرابع من الباب الثاين إب اتديث عن التقدن كالتأخت كما يستخلص منو الت اليت درسها ب ىذا الشأف تقدـ العلة على ا١تعلوؿ، كالتقدـ بالذات امن فوائد ببلغية، كمن ات

ٯتو كلو تأخر لفسد معناه كتقدن كالتقدـ بالشرؼ، كالتقدـ بالزماف، كمن ذلك أيضا ما ٬تب تقدا١تفعوؿ على فعلو ب بعض ا١تواضع، كتقدن ا٠ترب على ا١تبتدأ ، كتقدن الظرؼ كتأخته، كبياف ما ٬توز تقدٯتو كلو أخر ب يفسد معناه إب غت ذلك من حاالت التقدن كالتأخت، كقد كاف خبلؿ كل ذلك

.يعاب أمثلة كشواىد أغلبها من القرآف الكرن

يقف العلوم ب الفصل ا٠تامس على مسألة اإلاـ كالتفست، كاإلاـ ا١تقصود ىنا ليس اإلاـ ا١تؤدم إب عدـ الفهم؛ كإ٪تا ا١تقصود بو اإلاـ الذم تنتج عنو ببلغة، كذلك أف" ا١تعت

كذلك ألنو إذا قرع ا١تقصود إذا كرد ب الكبلـ مبهما فإنو يفيده ببلغة، كيكسبو إعجابا كفخامة،

Page 58: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

50

، ب يأب باألمثلة على 1السمع على جهة اإلاـ، فإف السامع لو يذىب ب إامو كل مذىب"ذلك من القرآف كاتديث كا٠تطب كاألشعار تا كب على الغاية، ٦تا لنا لو عودة ب موضعو من ىذا

صل سادس عقده ٢تذا الشأف، البحث، لينتقل بعد ىذا كلو إب تث ظاىرب اإل٬تاز كاتذؼ ضمن ففعاتو تثل ما عاب بو ما سبقو من مباحث، من تعريف لغوم كاصطبلحي، كتث ب أقسامو، فإذا ىو إ٬تاز تذؼ اتمل، كإ٬تاز تذؼ ا١تفردات، كثالث تذؼ اتركؼ، كآخر تذؼ األجوبة ،

أسرار كلطائف حاكؿ ل كي ، كبببلغةه كإ٬تاز من غت حذؼ، أك ما يعرؼ بإ٬تاز القصر، كب كل العلوم جهده أف يستخلصها بعد أف ضرب ٢تا ٣تموعة من األمثلة ا١تتنوعة كعادتو دكما ب معاتة

.القضايا الببلغية

ب يعقد الفصل السابع لبياف أ٫تية االلتفات ب الببلغة ، كىو ينطلق ب تعريفو من داللتو نساف، ب يعطي ٣تموعة من التعاريف اليت أعطيت لبللتفات من الوضعية كأنو مأخوذ من تلفت اإل

للز٥تشرم، كقد أتى ب معرض حديثو عن االلتفات منسوبطرؼ غته من الببلغيت، منها تعريف تجموعة من األمثلة كعادتو ب التحليل دائما، كمن ذلك أبيات امرئ القيس ا١تشهورة ، ليقف ب

ضمار، كقد ردىا إب جانبت: أحد٫تا يتعلق باإلعراب كاآلخر يعود إب الفصل الثامن على مسائل اإلا١تعاين، باإلضافة إب مسائل أخرل عاتها ب ىذا الشأف ٦تثبل تجموعة من األمثلة كالشواىد، ب حت خصص الفصل التاسع لبياف منزلة اللفظ من معناه ككيفية إضافتو إب قائلو، كفيو تدث عن

يراه مناسبا منها، كيبدك ماتعانيها، عارضا موعة من اآلراء ب ىذا الشأف كمرجحا عبلقة األلفاظأنو كاف يستعت ب كل ذلك تا يظاىره من طرؽ اإلثبات، كالتحليل األصوب، كمن بت ا١تسائل اليت

ف بن عرض ٢تا ب ىذا الفصل: مسألة قوة اللفظ لقوة ا١تعت، موردا بعض ما ذكره أبو الفتح عثما ػ( ق392جت)ت.

.2/44الطراز، - 1

Page 59: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

51

خصص العلوم الفصل العاشر لشرح مفهـو االعتاض، كىو "كل كبلـ أدخل ب غته أجنيب تيث لو أسقط ب تتل فائدة الكبلـ، كأما ا١تعتض فيو فهو كل كبلـ أدخل فيو لفظ مفرد 1)كذا(

منهما بعلم األكبتتعلق ، كجعل لو خاصتت 2أك مركب تيث لو أسقط ب تتل فائدة الكبلـ "اإلعراب، ب حت تنصرؼ الثانية إب الببلغة كالفصاحة كذلك أف االعتاض قد يدخل تركيب الكبلـ بغرض التأكيد، كقد يدخل لغت فائدة، كلكل من الضربت أمثلة ساقها العلوم عسى أف نعود إليها

.ب موضعها من ىذا البحث

شر ١تفهـو التأكيد، الذم ىو "تكت الشيء ب النفس كتقوية خيصص الفصل اتادم ع ، كقد جعلو العلوم على نوعت: 3"أمره، كفائدتو إزالة الشكوؾ كإماطة الشبهات عما أنت بصدده

لفظي كمعنوم، كأكرد لكل نوع أمثلتو كشواىده على الطريقة ا١تعركفة، بينما خصص الفصل الثاين فردات اليت خرجت عن الفصوؿ السابقة، كىو يقصد ا ماب ٯتكن عشر من ىذا الباب لبياف ا١ت

ضبطو تت مصطلح كاحد من ا١تفاىيم اللغوية كالبيانية ، كلذلك عقد لو ىذا الفصل فجمع فيو ما تعذر عليو إدراجو ضمن الفصوؿ السابقة، كمن ذلك إشارتو إب بعض األتاء كاألفعاؿ كاتركؼ

ىذا، اللهم، كلهم، كاد، إ٪تا...، كقد حاكؿ العلوم أف ٭تلل ذات الداللة ا٠تاصة، كمنها:خصائصها، كٯتثل ٢تا بأمثلة حللها ىي أيضا كاقفا على أسرارىا الببلغية، كبنهاية ىذا الفصل ينتهي

.الباب الثاين، لينتقل العلوم إب الباب الثالث

اف ظهور ا١تعاين ا١تركبة، كذلك أف ما عقد العلوم الباب الثالث ١تراعاة أحواؿ التأليف كبي سبق عرضو ب البابت السابقت إ٪تا كاف ب األمور اإلفرادية، بينما ينصرؼ الشأف ىنا إب ا١تباحث

أه بذكر ٣تموعة من دالتكيبية اليت تتعلق بطرؽ تركيب الكبلـ ككسائلو اليت ينهض عليها، كقد ب

حاالن للكبلـ(.كذا باألصل، كلعل الصواب: أجنبيان )باعتبارىا - 1 .2/87ـ.س. - 2 .94نفسو، ص. - 3

Page 60: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

52

الناثر أف يتقيد ا، كلعل أقمنها بالذكر أف يراعي األديب ما القواعد التكيبية اليت ٬تب على الناظم ك .يقتضيو علم النحو لدل تركيب الكبلـ، كىو ىنا يذكرنا بعبد القاىر، كنظريتو، لنا عودة للموضوع

جعل العلوم الباب الثالث مكونا من ستة فصوؿ، عاب ب األكؿ منها ما يتعلق باإلطناب علق بو من قضايا، كبياف ماىيتو، كفرؽ ما بينو كبت التطويل، كذكر أقسامو، كبياف معناه، كما يت

كأمثلتو اليت توزعت بت الذكر اتكيم، كالسنة النبوية، كأقواؿ اإلماـ علي، كمنظـو كبلـ العرب كمنثوره، ب حت خصص الفصل الثاين لذكر أ٫تية ا١تبادئ كاالفتتاحات، فذكر أ٫تية االفتتاحات

كأكرد منها طائفة معتربة كقف على أكجو اتسن فيها، ب ثت بذكر االفتتاحات ا١تستقبحة اتسنة، كبت كجو عوارىا، لينتقل إب الفصل الثالث الذم كقفو على ذكر مسائل االستدراجات، كعرؼ و االستدراج ب اللغة بأنو:" تقريب ا١تخاطب كالتلطف بو، كاالحتياؿ عليو باإلذعاف إب ا١تقصود من

. 1كمساعدتو لو بالقوؿ الرقيق كالعبارة الرشيقة...."

كقد مثل لو بعديد األمثلة على شاكلة تثيلو ب كل مرة، كقد خصص الفصل الرابع لذكر مسائل االمتحاف، كيقصد بو ما يعرؼ باإلفراط كالتفريط كاالقتصاد، كيقصد باألكؿ زيادة الكبلـ عن

يعت ب الثالث إحراز اللفظ ك ييقصد بالثاين زيادة الكبلـ عن حاجة ا١تعت، ا١تطلوب ب ا١تعت، بينما للمعت من غت زيادة أك نقصاف، كقد مثل لو العلوم، كشرح أقسامو كضوابطو، لينتقل إب الفصل

إب بعض كأشارا٠تامس الذم عاب فيو مفهـو اإلرصاد، فعرفو كعدد شواىده، كنبو على أ٫تيتو، غية، ليخلص ب األخت إب الفصل السادس كاألخت من ىذا الباب الثالث، حيث ذكر لطائفو الببل

التخلص كاالقتضاب كما يتعلق ما من مسائل، كما يوضحهما من أمثلة، كبنهاية الفصل السادس .ينتهي الباب الثالث

و العلوم لذكر يتعلق الباب الرابع من فن ا١تقاصد من الطراز بذكر علم البديع، فقد خصص أنواع البديع اليت جعلها على قسمت: لفظية كمعنوية، فمن اللفظية ذكر التجنيس كالتصيع كالتطبيق

.148ـ.س. ص. - 1

Page 61: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

53

كالتخييل، كاالستطراد كالتسجيع كالتصريع، كرد العجز على الصدر كلزـك ما ال يلـز كاللف كالنشر ،ستعما٢تا، ب ذكر ا١تعاظلة، ب ا١تنافرة بت كا١توازنة ، كتويل األلفاظ كاختبلفها باإلضافة إب كيفية ا

األلفاظ كمراعاة حسن مواقعها، كالتورية كالتوشيح كالتجريد كالتدبيج كالتجاىل، كالتديد، كبذكره التديد ينتهي تعداد احملسنات البديعية اللفظية، كا١تبلحظ أهنا بلغت عشرين حت التعداد، كالعلوم

.٬تتهد ب انتخاب األمثلة ا١توضحة، كالشواىد اليت تعينو على الشرحب كل ما ذكر من أنواعها كاف

ينتقل العلوم بعد ذلك إب ذكر" أنواع البديع كأصنافو ٦تا يتعلق بالفصاحة ا١تعنوية " ، أك ما يعرؼ باحملسنات البديعية ا١تعنوية كقد عدد منها تسة كثبلثت صنفا ذكرىا متتابعة ، كمشفوعة

ة متنوعة موضحة ٢تا، فكاف أكؿ صنف ذكره ىو التفويف، ليختم ىذه األنواع بإيراد نبذة عن بأمثل .السرقات الشعرية كما ٬توز منها كما ال ٬توز

ختم كتابو الطراز بالفن الثالث الذم خصصو بذكر أسرار ببلغة القرآف الكرن، كأكجو ك ما أكرده ب األبواب كالفصوؿ السابقة على آم إعجازه، كيبدك أف العلوم حاكؿ أف يطبق بعض

القرآف الكرن، مستدال على إعجازيتها، ليختم ىذا الفن بضبط مذاىب إعجاز القرآف الكرن، كالرد على بعضها، كبنهايتو ينتهي كتاب الطراز، كيتضح أف العلوم حاكؿ أف يتصف عملو ىنا بالتتيب

ابو إب أبواب كفصوؿ كمطالب كأقساـ، كىي طريقة حاكلت اتسن كفق ما رأينا من تقسيمو ١تواد كت .ىػ( كمن حذا حذكه ب التتيب كالتبويب626أف تستلهم طريقة السكاكي)

تأثير الفلسفة وعلم أصول الفقو في منهجو التحليلي: -ج

الفلسفة ،لعلم أصوؿ الفقو ك الواضح ثريظهر على العلوم ب كثت من تليبلتو ذلك األ كخصوصان لدل التبويب كالتقسيم كتديد ا١تاىيات، كلعل أكؿ صورة تصادفنا من ذلك ىي التقسيم

ينقسم إب مقدمات كمقاصد كتكمبلت، فقولو: ليو الطراز، حيث جعل كتابوالعاـ الذم أقاـ عالشريعة اإلسبلمية، )مقاصد( من األلفاظ اليت ال تيستعمىلي إال ب مواضيع أصوؿ الفقو، كمنها مقاصد

كلكن العلوم الذم كاف يبحث ب قضايا الفقو كأصولو يبدك أنو كاف يوظف مثل ىذه ا١تصطلحات

Page 62: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

54

ب بياف مباحث الببلغة، مثلما كاف يستعمل ا١تصطلحات الببلغية ب تث الفقو كأصولو، كما أنو كمن ذلك ما رد بو على أيب كاف يبحث ب علم الكبلـ، كيظهر ذلك ب بعض ما أكرده ب الطراز،

ىػ( ب مسألة التفريق بت اتقيقة كااز، كمن ذلك قولو:" اعلم أف الشيخ 505حامد الغزاب )ت.أبا حامد الغزاب قد أكرد أمورا للتفرقة بت ااز كاتقيقة، كال بد من إيرادىا كإظهار كجو فسادىا

يخ أبو حامد الغزاب ب ىذه الفركؽ الفاسدة، ككأنو كتلتها أربعة...، فهذه زبدة ما عوؿ عليو الش .1إ٪تا أتى لو الفساد من جهة تعويلو على أمور عامة ليست صاتة للتفرقة، فلهذا بطل ما عوؿ عليو"

ٯتكن أف نتساءؿ ىنا عن سبب مناقشة العلوم للغزاب كىو ليس من الببلغيت بقدر ما ىو ـ مناقشة غته من أصحاب ىذا الشأف من الببلغيت؟ كاترجاين من الفبلسفة كا١تتكلمت، كعد

كالسكاكي كالز٥تشرم كغتىم، ألهنم ب نظرنا أكب بذلك من الغزاب، خصوصان كأف العلوم قد أبدل ؟كما جاءا بو ب ا١تباحث الببلغية إعجابان منقطع النظت بكل من اترجاين كالز٥تشرم

مقصودان، فالعلوم كاف ٬تد ب مثل ىذه ا١تناقشات مناسبة للرد على مثل كيبدك أف األمر كاف آراء الغزاب كغته، ألنو قد ال يتهيأ لو ذلك ب مواضع أخرل، كحىت كإف هتيأ لو األمر ب الكتب الفلسفية كالكبلمية فإنو يريد تأكيد بعض اآلراء لدل كل مناسبة. كال يعت ىذا تاؿ من األحواؿ أف العلوم ب يناقش غته من الببلغيت، بل ثبت أنو كاف كثت الرد عليهم، كما أنو كاف كثت األخذ بآرائهم الببلغية، ك٬تد ا١تتصفح للطراز أف مناقشتو للجرجاين كانت مناقشة إعجاب أكثر ٦تا كانت

مناقشة علمية جادة.

، قولو لدل كا١تباحث الكبلمية ث أصوؿ الفقومن ا١تواضع اليت ٧تد العلوم متأثران فيها تباح كمن أجل ذلك زؿ كثت من الفرؽ ب اعتقادىا جواز :"الو٫تيةك اتديث عن االستعارة اتقيقية

األعضاء على اهلل تعاب كحلوؿ ا١تكاف، كاتهة، كغت ذلك من الظواىر النقلية اليت يشعر ظواىرىا

. كانظر أيضان: ا١تنقذ من الضبلؿ، أبو حامد ٤تمد الغزاب الطوسي، تح. عبد اتليم ٤تمود، دار الكتاب اتديث، 1/51الطراز، - 1

القاىرة، مصر، د.ت.

Page 63: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

55

ة كجهلوا حا٢تا، كقعوا ب أكدية التهويس من اعتقاد التشبيو بذلك، فإهنم ١تا ب يفهموا ىذه االستعار كتوىم كل ضبللة ب ذاتو تعاب، فمن ىهنا كاف السبب ب ضبلؿ ا١تشبهة، فأما ا١تنزىة فلهم فيها

. 1تلهم على ذلك تقرير القواعد العقلية" كالذمتأكيبلت ركيكة بعيدة،

االستعارة من الوجهة الببلغية إب الػػػػػحديث عنها من منظور فػػػػقػػػػد خػػػرج من الػػػحديث عن كبلمي، كىذا قد يكوف مفيدان إذا بقػػػي األمر متعلقان بالػػػػمباحث الببلغية، كلكننا نراه ىنا قد توؿ إب اتديث عن الفرؽ اإلسبلمية، كما خاضت فيو من مسائل، ككاف ب غت عن اتديث ب ىذا

كما ذكرنا سابقان فإف العلوم الذم كاف علم الكبلـ من بت بعض اىتماماتو، كاف ال الشأف، كلكنيفتأ ييعاب بعض القضايا كلو ب غت ٣تا٢تا، ككاف أحيانان يعتؼ بذلك ك٭تيل الكبلـ على مصادرىا

األصلية.

ككاف نزكعو ىذا ٨تاه العلوم ب الطراز،أقرت البحوث الببلغية ذلك الطابع الكبلمي الذم إب طريقة ا١تتكلمت كاضحان "ب تثو ١تسائل الببلغة كمناقشتها كعبلقتها بإعجاز القرآف، كمن

: اتدكد كا١تاىية، كاتيكم كالتصور، 2ا١تصطلحات الواردة كا١تتكررة ب كتابو ٧تد من مثل)كذا(، فمثل ىذه 3واردة ب طرازه"كاتقيقة كالتنبيو، كالوىم، كالدقيقة، كغتىا من ا١تصطلحات ال

ي عليها كلها، ألف مرسل باحثو متكلم ، كإف كنا ال نوافق الا١تصطلحات ال تكوف غالبان إال لدل فقيحقل الببلغة، كال ٯتكن قصره ػػيتمحض أيضان ل مثػػػػلمػػاب حقوؿ الفقو كعلم الكبلـ؛ يستعمل بعضها

قة مثبلن.على حقل دكف حقل، كمصطلحي اتد كاتقي

٬تد ا١تتصفح للطراز الكثت من القضايا اليت عرض ٢تا العلوم كىي ليست ب األصل من مباحث الببلغة بل ىي من مباحث الفلسفة كعلم الكبلـ، مثلما رأينا سابقان، كمثل ىذا الكبلـ ال

تفيد منو ب تليل القضايا يكوف غالبان إال ب ا١تسائل الكبلمية، كلكن يبدك أف العلوم حاكؿ أف يس

.121ص. ـ.س. - 1 كتابو ٧تد. )تذؼ عبارة: من مثل(.كذا باألصل، كلعل الصواب: ...ب - 2 19ـ، ص. 2007ـ/2006اإلعجاز البياين ب الطراز، مرسلي بولعشار، رسالة ماجستت )٥تطوط(، جامعة كىراف، اتزائر، - 3

Page 64: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

56

الببلغية ١تا بت اتقلت من التداخل ب بعض األحياف كخصوصان لدل اتديث عن مفاىيم اتقيقة كااز كما يتصل ما من مباحث.

، كالببلغة كما يتصل ما ك٦تا ٯتكن إيراده ب ىذا الشأف ما ذكره لدل اتديث عن الفصاحة كانت ]مكونات ا٠تلق[ دالة على القادرية، كالعا١تية، كما أشرنا إليو فهي دالة حيث يقوؿ:" ب ١تا

على الوجود ببل أكلية، ألنو لو كاف معدكما الستحاؿ منو اإل٬تاد ٢تذه ا١تكونات، ألنو ال فرؽ ب لو مسالك العقوؿ بت إسنادىا إب العدـ كبت إسنادىا إب مؤثر ىو عدـ، كأنو ال أكلية لوجوده، إذ

كاف لو أكؿ الحتاج إب مؤثر فإما أف يفتقر كل كاحد منهما إب صاحبو، كىو الدكر، أك ٭تتاج إب . 1مؤثر كمؤثره إب مؤثر، إب غت غاية، كىو التسلسل، ككبل٫تا ٤تاؿ ب العقل"

ٯتكن أف نبلحظ بسهولة من خبلؿ ىذه الفقرة طبيعة التحليل الذم كانت تنهض عليو رؤية كنبلحظ أيضان ذلك االستطراد الواضح إب مواضيع ليست الببلغية، علوم لبعض القضايا اللغوية كال

ذات صلة با١تباحث الببلغية، فهو يتحدث عن الوجود كالقدرة، كالوجود كالعدـ كا١تؤثر كالدكر، ككلها ضفت ٠تدمة مصطلحات أجنبية عن حقل الببلغة، كلكن ٯتكن أف نستفيد منها ب الببلغة إذا كي

ا١تباحث الببلغية، ال أف تكوف ىدفان ب حد ذاهتا.

كا١تباحث األصولية لسنا ىنا بصدد التثريب على العلوم ب اعتماده على مناىج علم الكبلـ ب تليل القضايا الببلغية، كلكن استعمالو ٢تا قد شابو النقص ب نظرنا من ناحيتت على األقل:

جو عن موضوع الببلغة ك٣تا٢تا، كذلك حت أقحم نفسو ب اتديث عن قضايا األكب: خرك -التجسيم كالتنزيو كالتشبيو )من منظور كبلمي ال ببلغي(، كإيراده ألقواؿ ا١تتكلمت كمعتقداهتم، إذ

كثتان ما كاف ٬تعل من ا٠تاصية الببلغية مطيةن يعرض فيها تليبلتو الكبلمية.

.1/76الطراز، - 1

Page 65: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

57

هج الذم أخذ بو العلوم ب ىذا الشأف قد يكوف مفيدان إذا كصل إب نتائج من نوع الثانية: إف ا١تن -ما، كلكن الذم حدث ىو أف العلوم باستعمالو ٢تذا ا١تنهج الكبلمي )الفلسفي( قد عقد مسار

ب بشيء من أسلوب السكاكي غية ينفر منها، كقد مثلناالبحث، كجعل الػػػػميتابع للتحليبلت الببل ، كرأينا الصعوبة البالغة ب ذلك.الشأف ىذا

كمن يعود للجرجاين ٬تد ب تليبلتو تلك االنسيابية ب العرض، بالرغم من أننا نيقرر دكمان بأف ما كصل إليو اترجاين من نتائج ببلغية كاف يفوؽ من سواه من الببلغيت. قد يكوف اتديث عن

مع –بلـ مفيدان أحيانان، كلكن األمر ىنا غالبان ما تكوف نتيجتو بعض ا١تسائل اليت يطرحها علم الكمػػخالفة لػػػما سعى إليو العلوم، ب كقت كاف يسعى إب إثراء موضوعو، بانفتاحو على -األسف

الػحقوؿ الػػػػمعرفية ااكرة.

Page 66: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

58

آراء بعض البالغيين في الطراز: -د

ثامن للهجرة، فقد أىم الكتب الببلغية خبلؿ القرف القد يكوف كتاب "الطراز" للعلوم من أف ٬تتهد ب بلوغ الغاية من حصر ا١تسائل الببلغية كترتيبها كتفصيل القوؿ فيها، خصوصا حاكؿ فيو

تا ىو كأنو قد انطلق ب ذلك، كب كثت من ا١تسائل اليت عرض ٢تا من نقده ١تن تقدمو، ٤تاكال اإلتياف . لشأفأفضل كأحسن ب ىذا ا

" من أىم الكتب القدٯتة الطراز كتاب -كمنهم يوسف أبو العدكس-ت عد بعض الدارس ب الببلغة العربية، كيقع ب ثبلثة أجزاء، تدث فيو عن علم البياف كعلم البديع كعلم ا١تعاين، كفصل

واىد كالرباىت على القوؿ ب ىذه العلـو الثبلثة، كما فصل القوؿ ب قضية إعجاز القرآف، كأتى بالشذلك. كيبلحظ أنو أكثر من التقسيمات الفرعية بشكل كبت، كقد استفاد من الببلغيت الذين جاؤكا

.1قبلو بصورة كاضحة"

العدكس ب يزد مع األسف على ما قالو الكثتكف ٦تن حاكلوا قراءة العلوم، كلكن يوسف أبا قة، كب يذكر حىت الذين كاف العلوم قد أخذ بل إنو يكاد يلخص كل ما قالوه ب الكلمة الساب

عنهم، كاكتفى بالقوؿ إف استفادة العلوم ٦تن كاف قبلو كانت استفادة كاضحة، كٯتكن للدارس تتبع ا١تواضع اليت أخذ فيها عن غته بسهولة كيسر، كما ٯتكن اإلشارة إب أنو ذكر أف العلوم قد فصل

جاز القرآف بصورة كاضحة، كلكنو ب يذكر ىل كاف ىذا التفصيل القوؿ ب ا١تعاين كالبياف كالبديع كإع نظريا أـ تطبيقا كتثيبل؟

حىت كأنو حينان يفصل القوؿ النظرم ٬تمع بت األمرين تيعا، فهو كالذم يعود للطراز ٬تدها، بصدد ترتيب مسائل فقهية أك كبلمية، كىو أحيانا أخرل ٭تلل األمثلة كالشواىد تليبل أدبيا كاضح

لنشر كالتوزيع كالطباعة، عماف، علم البديع، يوسف أبو العدكس، دار ا١تستة ل-علم البياف-مدخل إب الببلغة العربية: علم ا١تعاين - 1

.42ىػ، ص.1430ـ، 2010، 2األردف، ط.

Page 67: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

59

كىو ما حدا بالبعض إب تصنيفو ضمن ا١تسار الببلغي الذم ٬تمع بت ا١تدرستت: الكبلمية .1كاألدبية

يينوه عبد اتليل مرتاض بالقيمة العلمية لكتاب "الطراز"، كما حواه من آراء ببلغية نفيسة، ... صاحب الطراز ففي معرض حديثو عن ظاىرة التناص أشار إب أنو سيقف عند "الطراز" قائبلن :"

)٭تت بن تزة( الذم نريد أف نقف معو فضوالن منا ب الوقوؼ على مفهـو التناص عنده، من خبلؿ ٯتو الببلغي الطامي الذم أذعن نواصي الببلغة العربية، كركضها تركيضان ب ترف بعده حركنان، كلذلك

. 2شق علينا أال نشت إب مفاىيم التناص عنده"

ىذا التقريض من عبد اتليل مرتاض ٣تانيان، ألف الذم يعود إب الطراز يقف على ما ال يبدك أشار إليو من مواقع اإلعجاب كاإلكبار، كعلى كل حاؿ، فليس مرتاض كحده ىو من نوه تهود

ز( ب العلوم ب الطراز، فهناؾ آراء كثتة قد تواترت على ذلك، كلعل أكثرىا قد أشار إب أ٫تية )الطراالدراسات الببلغية، بالرغم من بعض القصور الذم الحظناه عليو ب بعض ا١تواضع، كلكن العلوم حاكؿ من خبلؿ )الطراز( أف يعود بالببلغة إب جانبها األديب التذكقي، كإف كنا نكاد ٧تـز بأنو ب

، كلكن العلوم بشرحو يكن يرل بأف السكاكي كأمثالو قد أكصل الببلغة إب درجة الغموض كالتعقيدا١تستفيض كأسلوبو السلس كغزارة أمثلتو يبتعد خطوات كثتة عن اتاه السكاكي كأمثالو متجهان ٨تو

ثلها اترجاين أحسن تثيل. ا١تدرسة األدبية اليت ٯتي

األدبية خبلؿ يشت أتد مطلوب إب أف العلوم صاحب )الطراز( ىو خت من ٯتثل ا١تدرسة ، كٮتلص إب القوؿ بأف كتاب )الطراز( "قد تيز عن غته من كتب ا١تدرسة ٢تجرم الثامن االقرف

األدبية كا١تدرسة الكبلمية، ألنو قد مزج بت الطريقتت كاستفاد من ا١تدرستت كلكن الغلبة كانت ب التحليل ككثرة الشواىد النهاية ١تدرسة األدباء أك لطريقة العرب البلغاء كذلك الىتماـ مؤلفو بالنقد ك

.367ـ، ص.1964ىػ، 1384، 1ينظر: الببلغة عند السكاكي، أتد مطلوب، منشورات مكتبة النهضة، بغداد، العراؽ، ط. - 1 .163ـ، ص.2014زائر العاصمة، اتزائر، البنية اللسانية ب رسالة الضب للبشت اإلبراىيمي، عبد اتليل مرتاض، دار ىومة، ات - 2

Page 68: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

60

كالنصوص األدبية ا١تنتخبة من القرآف الكرن ككبلـ ٤تمد صلى اهلل عليو كسلم، كعلي بن أيب طالب .1)رضي( كفصحاء العرب ككبار شعرائها"

كال يلبث مطلوب أف يؤكد أ٫تية ٣تهود العلوم ب الطراز، كبالرغم من أنو تأثر ب ذلك غاء زمنو؛ إال أنو قد احتفظ بشخصيتو اليت تعلو أقرب إب ا١تدرسة الببلغية بالسكاكي كغته من بل

األدبية، كاليت تاىا أتد مطلوب تدرسة مصر كالشاـ، ب مقابل مدرسة السكاكي أك ا١تدرسة الكبلمية اليت قامت على التحليل ا١تنطقي كالتحديد الصاـر مع قلة األمثلة كغموض الشركح، كىو

ك أنو أصاب الببلغة ب مقتل، فلم تعد تتحرؾ إال ببطء شديد كاحتشاـ كبت.شأف يبد

أف العلوم قد أجاد ب "درس فنوف الببلغة كفق ىذا ا١تنظور تقريبان يقرر بدكم طبانة كتوضيحها، كختم كل موضوع درسو بشواىد حللها من القرآف، كمن كبلـ النيب صلى اهلل عليو

اإلماـ علي بن أيب طالب رضي اهلل عنو ب من كبلـ فحوؿ األدباء من أرباب كسلم، كمن كبلـ صناعة النظم كالنثر، كىذه ىي طبقات الكبلـ كدرجاتو... فقد قرف الببلغة باألدب على الرغم من أسلوب ا١تنطق كأصوؿ علم الكبلـ اليت ٧تدىا فاشية ب أسلوبو العلمي ب تناكؿ ا١تاىيات كاتدكد

كىي مبلحظة كنا قد سجلناىا على العلوم مراران، كقد الحظها عليو كثت من ، 2يم"كالتقاسالدارست، كيبدك أف منهج السكاكي ب دراسة مباحث الببلغة، كاف قد ذاع كانتشر فأثر ب أكثر الببلغيت كمنهم العلوم، كإف كاف قد احتفظ بكثت من شخصيتو األدبية ب التحليل كالتفاعل مع

١تباحث كالقضايا الببلغية.ا

كيؤكد طبانة على أف الطراز قد تيز بشيء من التنظيم اتسن كالتبويب البلئق الذم يساعد الباحث على تتبع القضايا الببلغية ب ثناياه، فقد امتاز " ىذا الكتاب عن سائر الكتب ا١تصنفة ب

ة على مقاصده من التسهيل كالتيست كاإليضاح علم الببلغة بالتتيب الذم يطلع الناظر من أكؿ كىل

.364ـ، ص.1،1964الببلغة عند السكاكي، أتد مطلوب، منشورات مكتبة النهضة، بغداد، العراؽ، ط. - 1البياف العريب: دراسة ب تطور الفكرة الببلغية عند العرب كمناىجها كمصادرىا الكربل، بدكم طبانة، ا١تطبعة الفنية اتديثة، مصر، - 2

.365د.ت. ص.

Page 69: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

61

ب غاية الدقة، كأسراره ب هناية الغموض... -كما يقوؿ ا١تؤلف–كالتقريب، ألف مباحث ىذا العلم كب كثت من األحياف تد ب الطراز كتابة أديب متذكؽ، يضع يدؾ على مواضع اتيسن، كينبهك إب

ت، كمن غت حاجة إب حدكد كمصطلحات، كمن غت توء إب جهات اتماؿ كالكماؿ ب التعب، كىي إشارة كاضحة إب السكاكي كمن سار ب ركابو من الببلغيت، ٦تن أكلعوا 1منطق أك استدالؿ"

اتدكد كا١تاىيات ىدفان رئيسان للدراسات الببلغية، دكف م كالتفريع، كرأكا ب صرامة ضبط بكثرة التقسي تفاؼ الذم ٯتكن أف يلحق ا١تباحث الببلغية من كراء ذلك.أف يتنبهوا إب ا

كتديدان لدل اتديث عن أسلوب -يشت طبانة ب معرض حديثو عن العلوم كطرازه إب مسألة ب غاية األ٫تية، كىي مسألة أسلوب الكتابة ب الدراسات -معاتة ا١تباحث الببلغية

ى الناقد الػػمينظر للمسائل الببلغية كاللغوية أف يتأنق ب التنظتية، ككيف ٬تب أف تكوف، فهل ٬تب علكتيبى بلغة ٤تدكدة أسلوبو، كيتألق ب تعابته حىت يصل رتا إب درجة اإلبداع ب ذلك؛ أـ عليو أف يى

األدبية، تقف عند ٣ترد تقدن الفكرة، دكف اىتماـ ا ىي نفسها، كذلك حىت ال تتم التغطية كالتعمية ى القصور التحليلي بواسطة األسلوب الرباؽ، كذلك أف البعض يرل بأف كثتان من النقاد ٦تن أكتوا عل

حظا من األسلوب األديب الرصت يلجؤكف إب التغطية عن ضعفهم العلمي كا١تعرب ذا األسلوب ة أكادٯتية؛ أـ بسبيل الذم كثتان ما يفنت القارئ فيجعلو ب حتة من أمره، فهل ىو بصدد كتابة نقدي

كثت غناء؟ من كرائوأسلوب أديب خادع ليس

يشت سعيد يقطت إب أف خاصييت الصرامة العلمية كاتساسية ا١تفهومية ٦تا ٬تب أف تكوف عليو البحوث األكادٯتية العلمية، ال أف تكوف " ٣ترد إنشاءات تتفي باللغة اتميلة كالعبارات الطنانة

، كلكن ىذه 2 تسجل األفكار اتاىزة كا١تسبقة، كتسعى من كراء ذلك إب اإلفحاـ"الفارغة، كاليت

.369.نفسو،ص.- 1 .304ـ، ص.2014ىػ ،1435، 1الفكر األديب العريب: البنيات كاألنساؽ، سعيد يقطت، منشورات ضفاؼ، بتكت، لبناف، ط. - 2

Page 70: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

62

قد بدأت تنتشر كتتمدد، كىي تغطي ب كثت من األحياف القصور الذم -مع األسف–اإلنشاءات ٯتيكن أف يكوف عليو الناقد.

، فبل ينبغي أف يكوف كتلة األمر فيما يعن لنا ب ىذه ا١تسألة أف األمر ٬تب أف يكوف كسطان أسلوب الناقد ا١تنظر أدبيان تيث ييغطي على قصوره من جهة، كييشغل القارئ كالدارس تا ىو جانيب

األسلوب جافا ينفر منو القارئ حىت لكأنو ينحتي من يكوف عن صلب الدراسة، كما ال ٬تب أف القراءة، فبل بد أف يكوف األسلوب صخر، فمثل ىذا األسلوب ييتعب القارئ ك٬تعلو ينفري من متابعة

سلسان قويان ٬تذب انتباه القارئ ب ييقدـ لو ا١تعلومة العلمية أك النظرية النقدية، كمن أراد كتابة أدبية قصاراىا إظهار ا١تقدرة األسلوبية، كالزخرؼ اللفظي فااؿ عنده كاسع ب اإلبداعات األدبية، فهو

كشأنو.

جهود العلوم ب )الطراز(، كلكنو ب يتوسع ب دراستو بالشكل يعرض شوقي ضيف إب الكاب، كذلك تيكم موسوعية دراستو اليت امتدت مساحتها الزمنية لتشمل أغلب العصور الببلغية

كالذم ٧تده عند العلوم ب الطراز، حرم بنا أف قدٯتها كحديثها، كمع ذلك، فإننا نعتقد أف جهدان أكثر، كأف تيفرىدى لو الدراسات ا١تتخصصة، خصوصان كأف كثتان ٦تن أشار إليو قد ذىب إب هنتم بو

أ٫تيتو ب الدراسات الببلغية، كمنهم شوقي ضيف الذم رأل بأف الطراز " ميوزع بت طريقة ابن األثت، عرضنا ٢تذا كطريقة الفخر الرازم كالسكاكي كمباحثهما كما أصبله من قواعد...، كيتضح من

الكتاب أنو مزاكجة بت مباحث ابن األثت كمدرسة الفخر الرازم كالسكاكي، كىي مزاكجة تنقصها الدقة كالنظرة الفاحصة، حىت ليتحوؿ ا الكتاب إب خليط من االتاىات كاآلراء، كىو خليط صيبغى

صوليت فحسب، بل أيضان تا بصبغة علم أصوؿ الفقو ال تا أدخلو ب بعض جوانبو من مباحث األأردؼ فصولو من تنبيهات كإشارات كدقائق، كتا دار فيو من كلمة أحكاـ فقهية. ككرر كثتان من ا١توضوعات. كبذلك كلو يفقد الكتاب دقة التصنيف الببلغي، كقد أكثر فيو من النصوص كتليلها،

Page 71: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

63

حساس، ٦تا ينزؿ بو درجات عن عبد القاىر غت أف تليلو تنقصو اتيوية كرىافة الذكؽ كحدة اإل . 1كالز٥تشرم، كأيضان عن ابن األثت ب كتابو "ا١تثل السػػػػػػائر" "

كقد أكردنا تعليق شوقي ضيف على )الطراز( على طولو لكي نتبينو كامبلن فبل نأخذ شطر نان أخرل، كلكننا نعتقد اآلخر، كخصوصان أنو كاف ٯتدحو حينان، كيثرب عليو أحياالشطر الرأم دكف

بأف كتابان تجم الطراز ال ٯتيكن أف ٨تكم عليو كنقارب ما جاء فيو ب بضع صفحات مهما أكب الدارس من تربة كنباىة )بلغ عدد الصفحات اليت علق فيها شوقي ضيف على ما كرد ب الطراز ٨توان

ؼ على ما جاء ب الطراز كتليلو من ثبلث صفحات(، كبالتاب فبل بد من تظافر اتهود للوقو التحليل الواب، ك٨تن نعتقد بأف إتياف شيء من ذلك سييفضي إب دفع الدراسات الببلغية خطوات

، دقة ب التحليلة كالكاسعة، كخصوصان إذا كانت ىذه الدراسات أكادٯتية جػػػػػػػادة تعتمد على الوصفي ال على ا١تبلحظػػػػات العابرة.

الببلغيت ب كتاب "الطراز" بت مثمن ١تا جاء فيو من طريقة ٥تالفة ١تا ساد بعد تراكحت آراء ، " السكاكي، كبت ميلحقو هود العلوم ب ىذا الكتاب تا ساد من طريقة كتاب "مفتاح العلـو

تقسيم؛ كلكن الرأم ا١تنصف ب ذلك يقود إب القوؿ بأف ما جاء ب الطراز بالرغم ٦تا فيو من تديد ك إال أف الطابع األديب فيو كاضح كل الوضوح، كلعل رأم أتد مطلوب السابق قد يكوف األكثر داللة

على ما جاء ب الطراز .

ـ(، 1965فرباير 15ا بتاريخ:، د.ت.)كرد ب مقدمة ا١تؤلف أنو كتبه2الببلغة: تطور كتاريخ، شوقي ضيف، دار ا١تعارؼ، مصر، ط. - 1

.32ص.

Page 72: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

64

مفهوم النص من منظور العلوي: -و

كتنا ىذا ا١تبحث تفهـو النص عند العلوم دكف غته لعدة اعتبارات منها أف األمر يتعلق ىنا ، ب ألف تعريف النص ب عمومو ىو مسألة قد خاضت فيها كثت من من الببلغيت لعلوم دكف غتهبا

، فكفتنا مؤكنة الوقوؼ على ذلك كإف كانت أغلب كتديده البحوث اليت رامت البحث ب النصد ىذه البحوث ب تقف على التناسب بت كلمة )نص( كما تشت إليو ب أصل الوضع اللغوم، كب يع

األمر أف يكوف ٣ترد تقريب للمصطلح حىت يكوف مشتان للمفهـو كلو من طرؼ خفي، على عكس .كاضحان جليان النص كبت مفهـو و الذم يبدك التوافق بينا١تصطلح األجنيب

دراسة مستقلة جادة، ك٨تن ىنا سنحيل على مفهـو إب كيبدك أف مثل ىذه ا١تسألة تتاج ا إب اعتبار النص كحدة ذىب بعضه قػػػػػػدىذه اتهود أف اسات اللغوية اتديثة باعتبار النص ب الدر

.1ذىب البعض اآلخر إب اعتباره تتابعان منتظمان ك٤تدكدان من اتيملبينما داللية،

اذاس اؼشث، اثمبف اشوض اغزا، هللا ػجذ رطج١ك، ظش٠خ ازشش٠س١خ، ئ اج٠١خ : ازىف١ش اخط١ئخ -:ثل ٠ظش ف رؼش٠ف اض -1

ثؼذب ب 11.ص ،1116 ،6.ط اغشة، اج١ضبء، . خا ،11:اؼذد ادضائش، ػبثخ، خزبس، ثبخ خبؼخ سىخ، ػ١خ دخ: ازاط دخ اثش٠ش، ثش١ش اض، ػ ئ ادخ سب١بد -

ثؼذب. ب 99.ص ،1118

،1.ظش،ط امبشح، ازص٠غ، شش لجبء داس افم، ئثشا١ طجس اى١خ، اسس ػ رطج١م١خ دساسخ: ازطج١ك اظش٠خ ث١ اظ اغخ ػ -.19.ص ،1.ج ،1111، ـ1111

ب، افظ ث ٠ى ب ف ثسث: اض س١ح - ثؼذب ب 11.ص ،1994 ،1.ط جب، ث١شد، اؼشث، اثمبف اشوض اضبد، األصش ظ . اخزبس، إسسخ ثس١ش، زس سؼ١ذ: ػ١ ػك ذ رشخ ثش٠ىش، ولط ابح، األسبس١خ افب١ ئ ذخ: ض اغ ازس١ -

ثؼذب. ب 18.ص ،1111 ، ـ1141 ،1.ط ظش، بشح،ام

15.ص ،1116 ،1.ط ادضائش، شا، األد٠ت، داس شششبس، امبدس ػجذ اض، لضب٠ب اخطبة رس١ - .

امبشح، بس،اخز إسسخ ثس١ش، زس سؼ١ذ اؼشث١خ، ئ م ئ٠ضجشج، سسذ اذالخ، اس اض ث١ اؼللخ ف أسبس١خ ئسببد -

.164.ص ،1111 ، ـ1141 ،1.ط ظش،

.194.ص ،1111 ، ـ1141 ،1.ط ظش، ، امبشح اخزبس، إسسخ ثس١ش، زس سؼ١ذ. رغ. رش ، ثزح د٠زش وبسي اغخ، ػ ئ اذخ -

Page 73: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

65

كجب علينا ىنا أف نقف على مفهـو النص من كجهة نظر العلوم، كذلك لتعلق البحث بريمتو ى الدراسة من منظوره، فهل كاف منظوره يقتب من ا١تفهـو اتديث للنص، أك أف لو تصوران خاصا عل

لذلك، أك أنو ب يكن لو تصور مطلقان، بل كاف يشرع ب معاتة ا١تسائل اللغوية كالببلغية من دكف أف يشت إب بعض ا١تصطلحات ا١تؤطرة ٢تا؟

ما ػل مسح ػػػػبستقصي ما كرد ب الطراز من مباحث، كنقـو تفرض علينا منهجية البحث أف ن كرد فيو، كخصوصان ما ٯتيكن أف يشت إب مفهـو النص من قريب أك بعيد، كليس شرطان أف نعثر على مصطلح "نص" ذه التسمية، كلكننا ٯتكن أف نصادفو تت مصطلح آخر، كرتا بدكف مصطلح،

اء، كينتج عن االستنتاج ليس إال. فقد يكوف األمر باإلشارة كاإلٯت

ٯتكن أف نقف على شيء من مفهـو النص عند العلوم لدل معاتتو للظواىر التكيبية، ألف لة كاحدة قد يكوف تتابعان من اتيمل، كذلك على األمر سيتعلق حينئذو بالتكيب الذم مثلما يكوف تي

تركيب متجاكز تدكد اتملة.اعتبار أف النص ىو من كجهة نظر معينة،

أدركت بعض البحوث اللغوية اتديثة ذلك الغموض الذم كاف يلف الدراسات اللغوية العربية القدٯتة، كخصوصان لدل تديد ا١تصطلحات، فإذا " كانت اتيملة ىي الكبلـ عند ابن جت، فهي

بلـ بأنو "الػػمركب من كلمتت أسندت تقابل القوؿ عند سيبويو، أما جار اهلل الز٥تشرم فعرؼ الكإحدا٫تا إب األخرل... كذلك ال يتأتى إال ب اتت كقولك: زيد أخوؾ، كبشر صاحبك أك ب فعل

، إف تصور اللغويت العرب للجيملة كصلتها 1كاسم ٨تو قولك ضرب زيد كانطلق بكر كيسمى تلة"

ـ، 1993، 1ة ا٢تبلؿ، بتكت، لبناف، ط.ا١تفصل ب صنعة اإلعراب، أبو القاسم جار اهلل الز٥تشرم، تح. علي بوملحم، دار كمكتب - 1

.23ص.

Page 74: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

66

صطلح كب يتعد دك أف ىذا التناقض كاف متعلقان با١ت، كلكن يب 1بالكبلـ ال ٮتلو من غموض كتناقض" .ذلك إب ا١تفاىيم

نقوؿ إنو ب يتعد ذلك إب ا١تفاىيم ألننا نعلم أف مدكنة االشتغاؿ لديهم كانت كاحدة ب تتلف، كىو ا١تنظـو من أشعار العرب كا١تنثور من خطبهم كأقوا٢تم، بل إننا ٯتكن أف نقوؿ إف أكثرىم

د تواطأ على االشتغاؿ على مدكنات بأعياهنا، كلنأخذ ٣تموعة الشعراء الذين اشتغل عليهم العلوم، قإذا أردنا أف ٨تصيهم فإننا ٯتكن أف نذكر: ا١تتنيب، البحتم، أبو تاـ، أبو نواس، امرؤ القيس، فهؤالء

ىم قػػػػػد بػػلػػغػػػػت ف نسبة أشعار ا٠تمسة، قد استحوذكا على اىتماـ العلوم، حىت إننا ال نبالغ إذا قلنا إ كرد ب الطراز من أشعار. نصف ما

ٯتكن أف ٧تد مدخبلن لطريقة تثل العلوم ١تفهـو النص من خبلؿ األمثلة اليت ساقها ب ىذا الشأف كاليت كانت تبلغ األبيات الكثتة، ٦تا ٯتيكن أف ييعد نصان با١تفهـو اتديث، ككذلك بالنسبةالستشهاده تيطب اإلماـ علي رضي اهلل عنو كاليت كاف أغلبها يندرج ضمن ا١تفهـو اتديث للنص،

كىو التتابع ا١تنتظم كاحملدكد للجيمل ذات ا١تعت ا١تشتؾ.

مدكنة من طرؼ العلوم، فا١تبلحظات ػػمقابل سنقف على معاتة ٤تدكدة ٢تذه الػػػكلكننا بال إيراد الشواىد كاألمثلة الطويلة ب تكد تتعدل اتيملة الواحدة، فإف تعدت ذلك اليت كاف يبديها عند

فمن أجل رصد ا٠تاصية الواحدة ب اتيمل ا١تتتابعة، كلنأخذ مثاالن على ذلك كىو تعليق العلوم على :2أبيات ا١تتنيب اليت يقوؿ فيها

: من اللسانيات إب السيميائيات، أتد يوسف، ٣تلة نزكل: ٣تلة أدبية ثقافية فصلية، العدد الثاين عشر، تاريخ صدكر تليل ا٠تطاب - 1 (.(WWW.nizwa.comـ،2009-06-26ا١تقاؿ:

.306لكندم، دار اتيل، بتكت، لبناف، د.ت. ص.ديواف ا١تتنيب، ا١تتنيب أتد بن اتست اتعفي ا - 2

Page 75: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

67

ػػػػػػػرى ػػػػا شى ػػلي كىإف لىػػػػػػهى ػػػػا تىػػػػػخػػجى ـى بػػهى فنا بىػػػػػاذخػػنػػػػػػػػػا كىإف الػػػخػػيىػػػػا

فػػىػبلى تيػػنػػكػػرىف لػىػهػػا صىػػرعىػػػػػػػػػػػػةن فىػػمػػن فىػػرىح الػػنػفػػس مىػػا يىػقتيػػػلي

ػػػػػا لىػػػمػػػػػػػا أىمىػػرتى بػتى كى لي ػػأيشػػػػػػيػػػػػػػعى بػػػػػػأىنػػػػػػػػكى ال تىػػػػرحى ػػطػنػػػػػػيػػػػبػػػػهى

ػػدى فىمى ػػػػػارى بػػما تىػف اهلل تىػقػػويػضىػػها ا اعػػتىػمى ػػلي ػػػػػعىػػػػػكىلىػػػػػػػكػػػػن أىشى

ػػػػػػػرؼى أىن كىعىػ ػػػػػػػػػػو ػػػػػػكى مػػػػن ىى كأىنػػػػػػػػػػػػكى فػػػػي نىػػصػػػػره تىػػػػػرفيػػػػػػػػػلي ػم

ػػا الػػعػىػػانػديكفى كىمىا أىمػػػػليػػ ػاسػػػديكفى كىمىػػا قىػػوليػػػواكى ػوا ػفىػػػمى مىػػا الػػحى

ػػػو م يػىػطػلىػبيػى ػػن أىدرىكي ػػ ػػػوا فى فىػػمى مػن يىػقػبىػػػلي وفى فى ػػم يىػػػكػػذبيػػػكىىي

ػػنػػػوفى ػػم يىػػتىػػمى ػػقػػبػلي و مىػا يىػػػشػتىػػهيػكىىي فى كىمػػػن ديكنػو جػىػػػدؾى الػػػمي

ب يزد العلوم لدل تعليقو على ىذه األبيات أف قاؿ:" فهذه األبيات من أعظم األمثلة ب االستدراج كإزالة ما يقع ب النفوس، كلو ب يكن ب شعره إال ىذه القصيدة، لكانت كافية ب معرفة فضلو،

. 1ككونو فائقا فيو"

ذكر العلوم أف األبيات السابقة ىي من أفضل األبيات كأحسنها، كلكنو مع األسف ب ٭تاكؿ أف يضع يده على مواطن اتماؿ فيها تديدان، فنحن مع موافقتنا لرأيو ب األبيات، ب نر منو ما يؤيد

على الضبط كالتحديد مثلما رأيو، فكأف ا١تسألة إذف ىي مسألة تذكؽ ليس إال، كاألمر فيها ال يقـو كاف األمر يتعلق )بلسانيات اتيملة( أين كنا ٧تد القاعدة اللغوية تيط بالظاىرة، فتضبطها ضبطان

صارمان.

، 1الطراز ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو حقائق اإلعجاز، تح. عبد اتميد ىنداكم، ا١تكتبة العصرية، صيدا، بتكت، لبناف، ط. - 1

.56، ص.2ـ، ج.2002ىػ ، 1423

Page 76: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

68

صحيح أف األمر يتعلق كثتان با١تعت ىنا، إال أف ذلك ال يعت أف ٨تتكم للذكؽ ا١تطلق، كمهما شرح الظاىرة الببلغية، فإنو ال يكوف إب اتد الذم رأيناه مع أبيات كاف األمر داخبلن ب التوسع ب

ا١تتنيب السابقة. كقد ييقاؿ: إف الببلغة فن كليست علمان كما ىو الشأف ب اللسانيات، كأف ا١تسائل نا اليت عاتها العلوم ب الطراز ىي مسائل فنية، فاألمر يكوف فيها متاكحان بت الضبط كالذكؽ، كلكن

مهما اعتربنا ذلك فإف األمر ال ٬تب أف يكوف غامضان إب درجة أف ال يشت الدارس إب سبب كاحدو من أسباب الظاىرة، كىنا لنا أف نعود إب اترجاين، أك حىت إب الز٥تشرم لنقف على الطريقة ا١تناسبة

للتحليل.

بحوث اتديثة، فقد اشتغل أكثر ب تكن فكرة االىتماـ با١تعاين كالبحث فيها كليدة ال الفبلسفة كا١تتكلمت با١تعت، فكاف " االنشغاؿ تاىية ا١تعت كمكانو انشغاؿ اللغويت كالفبلسفة

. 1كعلماء النفس الدائم، ليس فقط معت كلمة أك تلة كلكن أيضان مطلق ا١تعت"

راز، ألف عملو فيو ليس على كل لسنا ىنا ب موقف النعي على العلوم فيما أتى بو ب الط ىذه الشاكلة من التجاكز للتحديد كالضبط، ألننا سنرل أنو سيبلغ من التحديد أقصاه ب بعض ا١تواضع، بل إننا سنجده يرد الكثت من التحديدات ألسباب بسيطة جدان، كما ذلك إال إليبلعو

ى كل حاؿ موضة ذلك العصر كما بعده، بالتحديدات ا١تنطقية كاألصولية الصارمة، كاليت كانت علبعدما افتنت الناس تفتاح السكاكي فظنوه ىو العلم كل العلم، كال شيء غته علم، فأصابوا الببلغة

ب مقتل من حيث ب يكونوا يشعركف.

ب يشر العلوم إب مصطلح )نص(، كب يستعملو، كإ٪تا كاف يستعمل مصطلح )الكبلـ( داال النص، كمشتان بو إب مدكنة التطبيق، كيبدك أف األمر كاف من الوضوح تيث ب يكن بو على

يستدعي ضركرة اإلشارة إب النص كمفهومو، فالكبلـ عنده كعند غته مرادؼ للنص كللقوؿ تيعان، يستوم ب ذلك الشعر كالنثر، كلذلك كنا نراه ييعلق ب كل مرة يعرض فيها للمثاؿ أك الشاىد

.379ـ، ص.1986، 1ويدات، بتكت، لبناف، ط.اللسانيات كاللغة العربية، عبد القادر الفاسي الفهرم، منشورات ع - 1

Page 77: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

69

القوؿ:"... فلييعمل الناظر نظره ب ىذا الكبلـ.....، فلينظر ا١تتأمل ما اشتملت عليو ىذه الكلم بإب غت ذلك من قصت الكبلـ الذل قصر ب ألفاظو، كطاؿ ب معناه، كأكجز القصتة من ا١تعاين...،

، كىذا يكثر ب 1ين..."ب عباراتو ككثر مغزاه....، اعلم أف ا١تقصود من الكبلـ إ٪تا ىو إفادة ا١تعا الطراز على امتداده.

كما أنو ب ييشر إب إمكانية التطابق بت ما يدعوه ىو كبلمان أك قوالن كبت مصطلح )نص(، فكأف التعامل مع النصوص كاف يتم من منطلق أف األمر من الوضوح تيث ال ٭تتاج إب الوقوؼ عند

ضايا عوضان عن ذلك أف يشتغل الدارس على تليل الق مصطلح النص كضبطو، ككاف التدبت . كالظواىر، بدؿ تعيت حقو٢تا

كيبدك أف مثل ىذا األمر قد كقع االتفاؽ عليو، فأصبح من ا١تسلمات، إذ إف أكثر الدارست شتغاؿ عليها، ب يعرضوا ١تفهـو النص باعتباره مدكنة يتم اال –إذا استثنينا فئة قليلة منهم الز٥تشرم –

ىػػ( عندما أشاركا إب 538ىػ( كالز٥تشرم ) ت.392ىػ( كابن جت )ت.180بل إف سيبويو )ت.مفهـو الكبلـ أك القوؿ كانوا يقصدكف بو اتيملة مثلما أشرنا سابقان، فتصورىم ب ىذه اتالة كإف كاف

النص. يقـو على ٤تاكلة اتديث عن ا١تصطلح إال أنو كاف يتعلق باتملة ال

كيبدك ب أف مثل ىذه ا١تسألة كانت من اختصاص النحويت ال الببلغيت، فالنحويوف نظران الشتغا٢تم كثتان بقضايا اإلسناد اليت تقـو عليها اتيملة كانوا مضطرين إب تديد مفهـو كاضح

تيث يكوف الوقوؼ للجملة، بينما كاف مفهـو النص ا١تعادؿ للكبلـ عند الببلغيت من الوضوحعنده من تصيل اتاصل، كيبدك أف مفهـو الكبلـ عند العلوم كعند غته من الببلغيت يتطابق مع مصطلح ا٠تطاب با١تفهـو اتديث، حيث إف الكبلـ يعت عنده كل ما يقاؿ كلكن باعتبار السياؽ

أيضان، ألنو كاف غالبان ما يذكر مناسبة نظم القصيدة أك ا٠تيطبة.

.97، 86، 85. ص.1، ج.ـ.س.يينظر: - 1

Page 78: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

70

كتلة األمر أف العلوم كغته من الببلغيت ب يكد يتوقف عند مصطلح النص لضبط مفهومو باعتباره مدكنة االشتغاؿ، ك٤تور ا١تعاتة الببلغية، كلعل السبب ب ذلك ىو أف األمر ب يكن

ان عن ذلك يستدعي كل ىذا االىتماـ الذم نرل عليو الدراسات اتديثة، ككاف االىتماـ ينصب عوضعلى تليل القضايا الببلغية، دكف االلتفات إب ضبط مصطلح النص الذم يبدك أنو حىت الدراسات

.1لوتفاؽ على مفهـو كاحد اتديثة ب يقع بينها اال

أف نشت إب ؛ك٨تن بصدد اتديث عن تديد ا١تصطلحات ؛قد يكوف من الضركرة ا١تنهجية وجهة اللسانية كالببلغية، ألف األمر يتعلق ىنا ب األساس ببناء النص مفهـو مصطلح "بناء" من ال

دكف غته من ا٠تصائص كا١تاىية أك األنواع، كإف كانت اإلشارة إب بعض ذلك ضركرية أيضان.

تورد ا١تعاجم العربية القدٯتة تعريفات متقاربة ١تفهـو البناء كالبنية، كقد أكرد صاحب القاموس ، بىناهي يػىبنيو بػىنيان كبناءن كبػينيانان كبنػيىةن كبنايىةن، كابػتػىنىاهي كبػىناهي، كالب احمليط ىبت أف " البػىتي: نقيضي ا٢تىدـ

ناءي: ا١تيىةي، بالضمكاتمع: أبن . كتكوفي البنايةي ب الشرىؼ يىةه...، كالبػينػ كالكسر: ما بػىنػىيتىو ج: البتى كالبػيتى

ة: ليزكـي آخرىا ضىربان كاحدان من سيكوفو أك كأبػنػىيتيو: أعطىيتيو بناءن، أك ما يػىبت بو داران، كبناءي الكىلمىعبىةي لشىرىفهىا" عى قالوفى. كالبىنيةي، كغىنيةو: الكى . ك٤تمدي بن إسحاؽى الباين: تى حىرىكىةو، ال لعاملو

2 .

بلحظ ب ىذا التعريف أنو يشت إب طبيعة البناء، كىو ا٢تندسة الظاىرة من معمار ٯتكن أف ن ا١تعمار ا١تدين ا١تعركؼ(، كلكننا نستفيد من ذلك باستنتاج ا٠تاصية اليت تمع بت الشيء )كىو ىنا

ىندسية البناء ا١تذكور ىنا كبناء النص، كىو ا٢تيكل العاـ، فكما أف للبناء ا١تعمارم ىيكبلن كخصائص قاـ عليها، كمواد قاـ ا كتأسس؛ فإف للنص أيضان خصائصو اليت يقـو عليها كيتأسس.

1، ٠1111/1111ظش: أثش اسز ازشو١ج ف ثبء اذالالد اظ١خ، ػ شبزط، سسبخ بخسز١ش )خط(، خبؼخ شا، ادضائش، -

.191ص.يعقوب الفتكزآبادم، تح. ٤تمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة للطباعة كالنشر القاموس احمليط، ٣تد الدين أبو طاىر ٤تمد بن - 2

.1264ـ، ص.2005ىػ، 1426، 8لبناف، ط. –كالتوزيع، بتكت

Page 79: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

71

أما الناحية اللغوية ك اللسانية فإف مصطلح البنية قد تدرج من حيث ا١تفهـو كاالستعماؿ، " عاصر بدءنا من دك كبدكف ا٠توض ب التفاصيل التارٮتية لنشأة مقولة البنية ب ا٠تطاب األلست ا١ت

سوست كمركران تلقة براغ ]ياكبسوف كتركبتزكوم[ كحلقة كوبنهاجن ]بركنداؿ كيامسليف[ إب آخر ا١تدارس اللسانية ا١تعاصرة؛ فإننا نورد ىنا تعريف يامسليف )بأهنا كياف مستقل من العبلقات الداخلية

ب ج.ؾ. رانسوف تشكل األثر األديب ...، كالبنية ب اتقل األديب، حسأك ذات ارتباطات جوانية( . 1إب جانب عنصر النسج أك السبك"

و الذم كلكن الذم يهمنا ب ىذا الػػػمقاـ ىو مفهـو البناء كالبنية من ا١تنظور األديب، ألنو ى طرؽ بناء النصوص، فبحسب التعريف السابق، فإف البنية ب ٣تاؿ يناسب ما ٨تن فيو من بياف

و تشكيل النصوص مع توفر عنصر السبك، كىذه ىي بعض شركط تركيب النصوص كفق األدب ىن مفهـو بعض اآلراء النقدية اتديثة ب حقل لسانيات النػػػػص، كلكننا با١تقابل ال ٯتيكن أف نتحدث ع

ثتان البنية كالبناء عند العلوم كفق ىذا ا١تصطلح، كلكن من خبلؿ ا١تنظور العاـ، ألف االصطبلحات ك بينما تبقى ا١تفاىيم ثابتة أك ال تكاد تتغت إال قليبلن.ما تتغت من زمن آلخر

نقوؿ إهنا ال تتغت أك ال تكاد ألف ميدكنة االشتغاؿ كاحدة كا٠تصائص التكيبية ثابتة غالبان، جعنا إب العلوم ب كبالتاب يقع االختبلؼ ب االصطبلح دكف أف يتعدل ذلك إب ا١تفاىيم، كإذا ر

الطراز، فإننا ال ٧تده يشت إب شيء من ىذه ا١تصطلحات شأنو ب ذلك شأف غته من الببلغيت الذين ب يكادكا يتوقفوف عند كثت من ا١تصطلحات اليت تؤطر أعما٢تم كدراساهتم، كال ينبغي أف نعيد

ها يقف على ذلك التمثل الواعي ١تفاىيم ىذه ػػػػألف الػػػػػذم يرجػػػػػع إليػذلك مثلبة ب ىذه األعماؿ، ا١تصطلحات، فكاف من تصيل اتاصل ب نظرىم الوقوؼ عند ا١تصطلحات كتعريفها.

1ف ، ٠س١ اإف 119، ص.1119، 1امشاءح اسم١خ: سطخ اج١خ اسب٠ثخ، أزذ ٠سف، اذاس اؼشث١خ ؼ، ث١شد، جب، ط. -

.Louis Hjelmeslev, Essais linguistiqes, éd. Minuit, Paris, 1971, P. 29لي ٠بسف ازوس أػل ئ:

Page 80: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

72

المباحث الصوتية عند العلوي في الطراز: -2

مفهوم الفصاحة: -أ

ا١تفهـو احملور الذم بت ينطلق العلوم ب دراستو للمباحث الصوتية من مفهـو الفصاحة ، كىو عليو جل القضايا الصوتية اليت عرض ٢تا، كقد استفاد ٦تا ذكره الببلغيوف ٦تن كاف قبلو، أك ٦تن كاف

كإما بنقدىم كرد آرائهم كتديداهتم لكثت من ا١تفاىيم ،على عهده، إما باألخذ عنهم كىو قليل الببلغية كما سنرل.

أناقش آراء العلوم تباعا ب كل ما يعرض لو من مسائل كقضايا أشت ب البداية إب أين س ببلغية دكف أف أرجئ ذلك إب آخر ىذا العمل حىت أتكن من متابعتو على الوجو األحسن، كحىت

يتيسر للقارئ تتبع ىذه القضايا مستوفاة، الواحدة تلو األخرل.

ا١تستول الصوب تفهـو الفصاحة، كىي ففي ذكره ١تفهـو الفصاحة يربط ٭تت بن تزة العلوم ب نظره "عبارة عن البياف كالظهور، يقاؿ: أفصح األعجمي إذا خلص كبلمو عن اللكنة كاللحن،....

، ك٨تن 1كب مصطلح علم البياف خلوص اللفظ عن التعقيد ب تركيب األحرؼ كاأللفاظ تيعا"صاحة( انطبلقا من ا١تفهـو اللغوم للمصطلح )الف نبلحظ ىنا ابتداء أنو قد بدأ ب تديد ا١تفهـو

ذاتو، كىي الطريقة ا١تتعارؼ عليها حىت على أيامنا ىذه، كىو قد جعل ا١تفهـو اللغوم مدخبل للوصوؿ إب ا١تفهـو االصطبلحي ألننا نبلحظ ذلك التقارب الواضح بت ا١تفهومت ، كلعلو اختار

ىذه السبيل تيستا لبلوغ اإلفهاـ.

، 1ينظر: الطراز ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو حقائق اإلعجاز، تح. عبد اتميد ىنداكم، ا١تكتبة العصرية، صيدا، بتكت، لبناف، ط. 1

.57ص..2002

Page 81: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

73

ال يلبث أف ينتقل إب تديد معايت ىذه الفصاحة، ألف ما سبق أف أكردناه ال يعدك كونو ب تعريفا عاما فضفاضا ١تفهـو الفصاحة، كال بد ٢تذه األختة من معايت تضبطها كتيزىا عن غتىا من

ا١تفاىيم، كىو ٬تعل ا١تستول الصوب على مرتبتت:

ا١تستول األكؿ : ب اتركؼ. -

ستول الثاين: ب الكلمات.ا١ت -

العلوم ىنا ٦تا ٬تب االنطبلؽ منو، كىو اتزء للوصوؿ إب الكل أك العاـ، حيث بدأ ينطلق بتحديد مفهـو الفصاحة انطبلقا من اتركؼ، باعتبارىا أدىن مركب ٯتكن كصفو كاتديث عنو

اسات الصوتية كاللغوية على عصره. ، أم باعتبار ما كصلت إليو الدر 1باعتبار ذلك العهد على األقل

ففي ا١تستول األكؿ، البد من تباعد ٥تارج اتركؼ ب الكلمة الواحدة، حىت يكوف الكبلـ ، 2فصيحا، ألف ا١تخارج إذا تقاربت " حصل من أجل ذلك عثار ب اللساف كتوعر ب ا١تخارج"

ظتت تقاربت ٥تارج اتركؼ ٦تا جعل كٯتثل لذلك بلفظيت "عقجق" ك"ا٢تعخع" ، ففي ىاتت اللفالنطق ا لدل تأليفها أمرا عست ا١تناؿ، كاألمر نفسو يقاؿ بالنسبة لتأليف الكلمات اليت تقاربت

3حركفها ، ففي قوؿ الشاعر:

كىقػىبػري حىربو تىكىافو قفرو كىليسى قربى قرب حىربو قبػري

وث اللسانية اتديثة بأجزاء صوتية أقل من اتركؼ )كىي من أجزائها( كا١تورفيم كا١تونيم كاللكسيم....، ينظر ب ىذ الشأف هتتم البح - 1

.كبعدىا 78ص.ـ ، 2004 مثبل: اللغة العربية معناىا كمبناىا، تاـ حساف، دار عاب الكتب، القاىرة، مصر ، .1/57الطراز، -2القفر: ا٠تاب من ا١تاء كالكؤل، كقد أكرده اتاحظ ب اتيواف، تح. عبد السبلـ ٤تمد ىاركف، دار إحياء التاث البيت ٣تهوؿ القائل ، ك 3

و عبدي القاىر اترجاين ب دالئل اإلعجاز، ، ك نسبو إب اتن، كأكرد البيتى نفسى 207، ص.6، ج.1969، 3العريب، بتكت، لبناف، ط. ىػ، كقد أعيانا أف ٧تد لو قائبل.1428-ـ2007يف األنصارم للطبع، بتكت، لبناف، تح. ياست األيويب، شركة أبناء شر

Page 82: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

74

١تنشد ٢تذا البيت صعوبة معتربة ، كما ذلك إال لتقارب ٥تارج اتركؼ ا١تؤلفة للكلمات، ٬تد ا كىهنا مبلحظة ٬تب التنبيو ٢تا، كىي أف ا١تستويت ا١تذكورين سابقا ٫تا ب اتقيقة مستول كاحد، ففي

لكلمات ، األكؿ تقاربت ٥تارج حركؼ الكلمة الواحدة، بينما ب الثاين تقاربت ٥تارج اتركؼ بت اكال فرؽ ب ذلك ماداـ األمر متعلقا بالتقارب ب ا١تخارج بت كل حرفت اثنت متجاكرين، كسواء أكاف

التجاكر داخل الكلمة الواحدة، أك بت كلمتت اثنتت متتابعتت.

، فيسوم بت صعوبة النطق باتركؼ على اللساف، أكثر ب ال يلبث العلوم أف يقرب الصورة ت نفور السمع من تاع األصوات اتساف، كألجل ذلك " فاأللفاظ ب سهولة تركيبها كعثورتو كب

، كنستشف من ىذه ا١تبلحظة اىتماـ 1كسبلستو ككعورتو تنزلة األصوات ب طنينها كلذة تاعها"العلوم بالسياؽ، حيث يربط بت اتركؼ لدل تضامها على مستول الكلمة الواحدة أك اتملة

احدة، كبت كقعها ب تع ا١تتلقي ا١تفتض، كىو ىنا ٭تاكؿ أف ٭تتكم إب ا١تتلقي ب اتكم على الو فصاحة الكلمة أك عدمها.

قدـ العلوم كل ما سبق ضمن مقدمة مهد فيها للبحث عن أسرار الفصاحة، اليت جعل منها اسن على تقسيمت، يتعلق األكؿ منهما ، كقد أقاـ ىذه احمل 2مراعاة احملاسن ا١تتعلقة بأفراد اتركؼ

باعتبار ٥تارج اتركؼ، كقد جعل ٢تا أنواعا ثبلثة:

األكؿ: ىو ٥ترج اتلق كلو أحرؼ سبعة: ا٢تمزة كا٢تاء كاأللف كالعت كاتاء كالغت كا٠تاء، كىنا تلق كىي ا٢تمزة ليتدرج نبلحظ أنو رتب ىذه اتركؼ ترتيبا متتابعا تيث بدأىا تا يينطق ب أقصى ا

ب ذلك كصوال إب ا٠تاء اليت ىي أقصى اتركؼ اتلقية، كىي منهجية علمية تتيح للدارس ترتيبا ل دراستها.يسه بشكل للمادة ا١تدركسة

الثاين: كىو األحرؼ الشفهية كىي أربعة: الباء كالفاء كا١تيم كالواك.

.57، ص.1الطراز،ج. - 1 .58، ص.1نفسو،ج. - 2

Page 83: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

75

عدا اتركؼ اليت ذكرناىا سابقا، كىذه التقسيمات الثبلثة الثالث: كىي حركؼ اللساف كىي ما ىي ما اصطلحت عليو بعض الدراسات بالتقسيم اإلتاب، أك التتيب اإلتاب الذم ٬تمع ٣تموعة معتربة من اتركؼ ضمن قسم كاحد، كبالتاب ينقص عدد اموعات اليت تنتظم تتها اتركؼ،

تيب ا١تخرجي ا١تفصل الذم يفصل القوؿ ب خركج كل حرؼ من كالذم يقابل ىذا التقسيم ىو الت . 1ىػ( ب سر الفصاحة٥466ترجو، كما ىو الشأف عند ابن سناف ا٠تفاجي )ت.

يتعلق التقسيم الثاين باتركؼ ب حد ذاهتا، كذلك من منطلق ما يعرض ٢تا من صفات اتهر نفتاح كاال٩تفاض كاالستعبلء كغت ذلك، كينبو العلوم كا٢تمس كالشدة كالرخاكة، كاللت كاإلطباؽ كاال

عقب عرضو ألنواع اتركؼ كخواصها إب أف ا١تزية كاتودة ب الكبلـ ال ترجع إب اترؼ أك اتركؼ ب ذكاهتا، كإ٪تا إب ما يعرض ٢تا من صفات السهولة كالسبلسة كالعذكبة لدل التأليف بينها، كمعت

.2اقعا فعبل، فهو ب التكيب بت اتركؼ ال ب اتركؼ ب ذكاهتاىذا أف اإلشكاؿ إف كاف ك

كما أف الركاكة إف كانت كاقعة ب اتمل فإهنا ال تكوف ب الكلمات ب حد ذاهتا، كإ٪تا يكوف التنافر لدل تركيب كلمات ذات ألفاظ متقاربة، كييعطي مثاال عن التنافر ب الكلمة الواحدة إذا كانت

حركفها متقاربة بقولو:"عقجق" ك"ا٢تعخع")شجر(، فتقارب ٥تارج اتركؼ اليت تألفت منها ٥تارج ىذه الكلمات جعلها ب غاية التنافر كالركاكة، كالشأف ذاتو يقاؿ لدل تركيب الكلمات ضمن تل، فكأف الكلمات ب ىذه اتالة )أم ضمن اتمل( تأخذ حكم اتركؼ ب اتالة السابقة )أم ضمن

3مات(، كما كنا قررنا ذلك سابقا، كمثاؿ ذلك البيت ا١تشهور:الكل

كقرب حرب....)البيت(

ـ ، 2006، 1ينظر: ا١تدارس الصوتية عند العرب: النشأة كالتطور، عبلء جرب ٤تمد، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، ط. - 1ضا ب ىذا الشأف: سر الفصاحة، ابن سناف ا٠تفاجي أبو ٤تمد عبد اهلل بن ٤تمد بن سعيد، دار الكتب العلمية، . كانظر أي185ص.

.26ـ ، ص.1982ىػ ، 1402، 1بتكت، لبناف، ط. .59،ص.1.ج.نفسو -2 سبق تر٬تو. -3

Page 84: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

76

فالكلمات من قبيل "قرب، حرب، قرب، قفر" ليست ركيكة ب ذاهتا كال مستكرىة ب أنفسها، لل عندما عمدنا ألف اتركؼ اليت تركبت منها متباعدة ا١تخارج، حسين التأليف بينها، بينما كقع ا٠ت

إب التأليف بت ىذه الكلمات ألهنا متقاربة التكيب يثقل على اللساف النطق ا عند التتابع، كما 1تيجها األتاع، كتنفر منها الطباع السليمة، كقد عرب العلوم عن ذلك بقولو:" ألف التنافر ب األكؿ

من جهة تركيب األلفاظ 2ر ب الثاينإ٪تا كاف من أجل تقارب ٥تارج تلك األحرؼ، كحصل التناف، كلكننا ٧تد العلوم يستعمل 3ا١تتقاربة ، فحصل من أجل ذلك عثار ب اللساف، كتوعر ب ا١تخارج"

أحيانان ألفاظان ثقيلة على اللساف كما ٧تد ب كلمة " ا٧تعفت " اليت استعملها ب معرض حديثو عن .4أحكاـ التشبيو

جهة أخرل أف العلوم يناقض رأيو ب سبب االستكراه لدل تأليف ٯتكن أف نبلحظ من الكلمة الواحدة، كذلك حت يفند الرأم الذم قاؿ بو ابن سناف كغته، حيث يقوؿ:" كليس ذلك)أم االستكراه كالثقل اتاصل لدل تأليف الكلمة الواحدة( من أجل ما ٭تصل من تقارب

ناف كغته من أرباب ىذه الصناعة، فإهنم عولوا على أف ٥تارج اتركؼ كتباعدىا كما يزعمو ابن سالقرب منها يكوف سببا ب قبح اللفظ، كالتباعد ب ا١تخرج فيها يكوف سببا ب حسن اللفظ، كىذا

، إننا ذا نراه يرد رأم من قاؿ بأف الثقل كاالستكراه إ٪تا يكوف منشؤه قرب ا١تخارج، كىو 5فاسد"كغته، كىو 6ماء الببلغة كابن سناف ا٠تفاجي ب "سر الفصاحة"رأم صدرت عنو طائفة من عل

. 7الرأم نفسو الذم كاف العلوم قد أخذ بو ب بعض اتاالت

يقصد التنافر ب التكيب بت اتركؼ لدل إنشاء الكلمة الواحدة. -1 فر ب التكيب بت اتركؼ لدل إنشاء اتملة الواحدة.يقصد التنا -2 .1/57ـ.س. -3 .1/181. نفسو - 4 .1/59 .نفسو -5ـ، 1982، 1ينظر: سر الفصاحة، ابن سناف ا٠تفاجي،أبو ٤تمد عبد اهلل بن ٤تمد بن سعيد، دار الكتب العلمية، بتكت ، لبناف، ط. -6

كبعدىا. 64. ص.ػى1402 ، الفقرة األختة.57ص. 1لطراز:ج.ينظر مثبل: ا -7

Page 85: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

77

قد نشت ىنا إب أف النظرة الفاحصة آلراء العلوم ال تثبت خلبل كتناقضا فيها، ألنو ال يبت ة، كقد يكوف من جهة أخرل أنو ٭تتكم إب الذكؽ رأيو على الظواىر ا١تؤقتة كإ٪تا على الظواىر ا١تطرد

األديب كالفت، كىو ذا ال يريد أف يذىب إب جعل الببلغة علما تقنيا ، كإ٪تا ظاىرة أدبية، كىو ىنا رتا يعارض طريقة السكاكي ذات النمط التحليلي العقلي ا١تنطقي اتاؼ ، كيريد أف يعود إب طريقة

الوصفي عن كعي فت أك عن غت كعي، كلنا عودة إب ذلك الحقا.اترجاين ذات ا١تنحى األديب

٭تاكؿ العلوم أف يقف على الشركط اليت ٬تب أف تتوفر ب اللفظة ا١تفردة حىت تكوف فصيحة، ، 1أف ال تكوف تلك األحرؼ متنافرة ب ٥تارجها فيحصل الثقل من أجل ذلك" كأكؿ ىذه الشركط "متقاربة يثقل نطقها باللساف، كقد مر بنا أنو قد نفى أف اتركؼ تكوف ا١تخارج أفكيقصد بالتنافر ب

يكوف تقارب ٥تارج اتركؼ سببا ب ثقلها كركاكتها، لكنو ب ٬تعل ىذا اتكم مطلقا، ألنو أثبت أف ك بعض الكلمات ذات اتركؼ ا١تتقاربة ا١تخارج ال تثقل على األلسن كال تج ب األتاع، كٯتثل لذل

بقولنا:"مىػػلىعى " أم عدا ، فبالرغم من التباعد اتاصل بت ٥ترج العت من جهة)اتلق( ك٥ترجي ا١تيم كالبلـ من جهة ثانية)الشفتاف، طرؼ اللساف(؛ فإف ىذه اللفظة " ثقيلة على اللساف ينبو عنها الذكؽ

.2كال تستعمل ب كبلـ فصيح"

٥تارج حركفها لكنها جاءت حسنة ب األتاع، ٮتف بينما ٯتكن أف ٧تد كلمة قد تقاربت فإف الباء كالفاء كا١تيم كلها أحرؼ ٤تملها على اللساف، كٯتثل لذلك بقوؿ القائل: ذقتو بفمي ، "، كثاين شركط فصاحة الكلمة " أف 3متقاربة شفوية، كىي رقيقة حسنة ٮتف ٤تملها على اللساف"

ألفضل أف تكوف الكلمة ثبلثية، كىو أقل عدد من اتركؼ ، كا 4تكوف الكلمة معتدلة ب الوزف"ٯتكن أف تتكوف منو كلمة كاحدة، فكلما كاف عدد اتركؼ أقل كانت الكلمة أخف نطقا كألذ

.1/60ـ.س. -1 .1/59نفسو، -2 نفسو. -3 .1/60نفسو، -4

Page 86: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

78

مسمعا كأحسن كقعا، كىو رأم قد ٬تانب الصواب، كقد فنده العلوم نفسو ألنو ذكر ألفاظا تتكوف ف يلذ ك٭تسن كقولو تعاب:"من حركؼ كثتة، كلكن كقعها ب السمع كا

"1 فكلمة ،ن ذلك جاءت كأحسن ما يكوف فصاحة، "فسيكفيكهم" تتكوف من تسعة أحرؼ، لكن بالرغم م

فحسن موقعها كعذيب النطق ا ، كرتا يكوف ىذا االستثناء ٦تا ال ينفي القاعدة، ألف األمر ىنا يتعلق بنص القرآف الكرن الذم ال يأتيو الباطل من بت يديو كال من خلفو، كقد أشار ابن جت

اتركؼ ىي أكثر الكلمات استعماال كدكرانا إب ىذا حت ذكر بأف الكلمة الثبلثية ىػ(392)ت.ب الكبلـ، كذلك ال يرجع ب اتقيقة إب قلة عدد اتركؼ، كلو كاف األمر كذلك لكانت الكلمات

.2الثنائية أكثر استعماال، كإ٪تا يعود ذلك إب سهولة النطق ا

3كمن األمثلة اليت ساقها العلوم لذلك قوؿ امرئ القيس:

ائريهي ميستىشزرىاته إب العيبل تظل العقاصي ب ميثت كىميرسىل غىدى

فكلمة "مستشزرات" تنبو ب النطق كالتلقي معا، كبالرغم من أهنا كردت ب معلقة امرئ القيس اليت تعد من عيوف الشعر العريب، فإف حركفها قلقة ب مكاهنا، متنافرة فيما بينها.

تواب اتركات، فإذا حصل سكوف الوسط كاف أعدؿ ما يكوف كأرؽ، أما الشرط الثالث فهو"ك 4كإف تواؿ ثبلث فتحات فهو أخف من حصوؿ الضم ب كسطو، فلهذا فإف فرسان أخف من عىضيد"

، كلكن ىذا الشرط ٭تتاج إب شيء من ا١تناقشة كاإلثراء، فبحسب رأم العلوم؛ فإف تتابع حركات نفسو يكوف أخف على اللساف كالتلقي تيعا، كما ذلك إال ألف ا١تتكلم ال ٬تد تلك من النوع

.137سورة البقرة ،من اآلية: -1 .56، د.ت. ص.4ابن جت أبو الفتح عثماف، ا٢تيئة ا١تصرية العامة للكتاب، مصر، ط. ينظر: ا٠تصائص، - 2،شرحو كضبط نصوصو كقدـ لو: عمر فاركؽ الطباع، شركة دار األرقم بن أيب األرقم، ديواف امرئ القيس، امرؤ القيس بن حجر الكندم -3

.105بتكت، لبناف، د.ت. ، ص. .60، ص.1الطراز،ج. -4

Page 87: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

79

دكما ب الكبلـ، كما يشت ظه بلحى الصعوبة اليت تنشأ نتيجة التحوؿ من حركة إب أخرل، كىذا مي ٦تا ينقص من سبلستها، ىو ضمن ىذا الشرط دائما إب أف تغت اتركات ب الكلمة الواحدة

ى ىذا فكلما كانت اتركات ا١تتتابعة من النوع نفسو كاف ذلك أحسن كأفضل.كتأسيسا عل

ينهض ىذا الشرط على ا٠تصائص الصوتية للكلمات، غت أنو شرط قد ال يتحقق دكما اط ا كتركفها، ب بالشكل الذم يرتضيو مؤلف الكلمات، ألف ىذه األختة أكثر ٦تا ٯتكن أف ٭تي

تلة من ا٠تصائص الصوتية كجب أف تتوفر ب الكلمة الواحدة، فمن ذلك: يقف العلوم ىنا على

أف تكوف اللفظة عربية قد تواضع عليها أىل اللغة، ألف الفصاحة كالببلغة موقوفاف على اللغة -1 العربية دكف غتىا.

أف تكوف مضبوطة تقاييس اللغة. -2

ألتاع، حلوة ب األذكاؽ.أف تكوف خفيفة على األلسنة لذيذة ب ا -3

أف تكوف مألوفة ب االستعماؿ، فبل تكوف كحشية. -4

أف يكوف اللفظ تسب االستعماؿ، فيكوف جزال ب سياؽ الوعيد كالتهديد، كيكوف رقيقا ب -5 ا١تبلطفات كاستجبلب ا١تودة كالبشارة بالوعد.

احة كالببلغة موقوفاف على اللغة العربية ىو إف قوؿ العلوم بأف تكوف اللفظة عربية، كبأف الفص أمر فيو بعض التجوز، ألف ا١تتعارؼ عليو بت ا١تختصت كا١تنظرين للغة ىو أف اللغات تيعا تتميز

أفصح من بشيء من الفصاحة كالببلغة، كلكن ىاىنا أمر ٬تب التنبيو إليو كىو أف اللغة العربية ىيذلك ىو نزكؿ القرآف الكرن ا دكف غتىا ، أما أف نغمط بقية اللغات على اإلطبلؽ ، كالدليل على

من تامل كانتقاص ، كاهلل عز -على األقل ب تقديرم –أمر ال ٮتلو اللغات حظها ٦تا ذكرنا، فهو

Page 88: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

80

كجل يقوؿ :" "1 ، ف تكوف اللفظة كأما قولو بأميتىضىػمنه ب الشرط -ب حقيقتو –مضبوطة تقاييس اللغة فهو من قبيل تصيل اتاصل ، كىو شرط

الذم قبلو، إذ لكي تكوف اللفظة فصيحة كبليغة ال بد أف تكوف قبل ذلك مضبوطة تقاييس اللغة ، فذلك؛ إذف؛ ذلك.

كط فصاحة الكلمة، كقد مثل ٢تا العلوم بقوؿ تندرج ا٠تاصية الثالثة ا١تذكورة سلفا ضمن شر 2تأبط شرا:

يىظل تيومىاة كىٯتيسي بغتىىا جىحيشنا كيػىعركرىل ظيهيورى الػػػمىهىالك

، كإذف فلكي تكوف 3قبيحة جدا -تسب رأم العلوم –ب ىذا البيت ٧تد لفظة "جحيشا" يبها ال بد من أف تكوف خفيفة على األلسنة لذيذة على األتاع ب نفسها فضبل اللفظة مقبولة ب ترك

عن تركيبها مع غتىا، بينما ترتبط ا٠تاصية الرابعة با١تتلقي، إذ ال بد من مراعاة ا١تتلقي، كمستول فهمو، فبل تكوف األلفاظ كحشية غريبة، كقد زعم بعض ا١تنظرين للببلغة أف األلفاظ كلما كانت

ة ب الغرابة كالوحشية كانت أفضل كأفصح، كىو رأم فنده العلوم، كما رده كثت من أصحاب مغرق 4الببلغة.

نستشف من ىذه ا١تبلحظة اىتماـ العلوم بالسياؽ، حيث يربط بت اتركؼ لدل تضامها على ىنا ٭تاكؿ أف مستول الكلمة الواحدة أك اتملة الواحدة، كبت كقعها ب تع ا١تتلقي ا١تفتض، كىو

٭تتكم إب ا١تتلقي ب اتكم على فصاحة الكلمة من عدمها، فإذا انتقلنا إب ا٠تاصية ا٠تامسة

.4سورة إبراىيم، من اآلية -1 البيت لتأبط شرا، من قصيدة مطلعها: -2

س بن مالككإين ١تهد من ثنائي فقاصد بو البن عم الصدؽ مش ـ.1984 إلسبلمي، بتكت لبناف،ينظر: ديواف تأبط شرا، ثابت بن جابر بن سفياف بن عميثل، تح. علي ذك الفقار شاكر، دار الغرب ا

.62، ص. 1ينظر: الطراز، ج. -3 .133، ص.1،ج1990، 1ينظر مثبل: البياف كالتبيت،اتاحظ أبو عثماف عمرك بن تر، دار ا١تعارؼ، تونس، ط. -4

Page 89: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

81

كجدناه يقف على مقامات الكبلـ، ككيف أف طبيعة اللفظ ٬تب أف تكوف تابعة ١تقاـ الكبلـ، كقد اؽ الذم يرد فيو الكبلـ، ، ك٫تا كصفاف يتعلقاف بالسي 1اشتط أف يكوف اللفظ ٥تتصا باتزالة كالرقة

فاألكب تكوف ب مواضع الزجر كالتهديد كالوعيد، كالثانية تكوف ب مواضع ا١تبلطفات كا١تودة.

كيضرب لذلك األمثاؿ من القرآف الكرن كاتديث النبوم الشريف كمن كبلـ اإلماـ علي رضي لكرن، فمن مواضع اتزالة ما ذكر كصفا اهلل عنو، ك٨تن نقتصر ىاىنا على ما أكرده من أمثلة القرآف ا

ألىواؿ يـو القيامة، كما يقع لؤلمم الضالة من صدؽ الوعيد ب مثل قولو تعاب:"

"2 جل كعبل:" كنيفخى ب الصور ، كمنو أيضا قولوفىصىػعق من ب السمػػوات كمن ب األرض إال من شاء اهلل"

3 .

فنحن نرل كيف أف ألفاظا من قبيل: اتباؿ، بارزة، حشرناىم...، كيف أهنا عندما اجتمعت ه كانتظمت جنبا إب جنب كاف كقعها شديدا على النفس من ىوؿ يـو القيامة، فبمجرد تاع ىذ

اآلية، أم انطبلقا من طبيعتها الصوتية يشعر القارئ أك السامع ذك الذكؽ األديب كاللغوم وؿ كالوعيد ا١توقف، كأف انتظاـ ىذه األلفاظ تثل ىذا االنتظاـ ال يكوف إال ب مواضع الزجر كا١تقارعة،

يامة أيضا.ب اآليات ا١توالية اليت تصور ىوؿ يـو الق ؛إف شئت؛ كالتهديد، كقل مثل ذلك

تأمل كلمة "صعق" إهنا توحي بشدة ذلك اليـو كما ٭تدث فيو من صدؽ كعيد كهتديد، كأف ىذا الصعق يشمل تيع من كاف ب السماكات كاألرض إال الذين شاء اهلل تعاب أف ينجوا، كىم

مواضع اللت الذين مشلتهم رتتو كعمتهم مغفرتو، كبا١تقابل فإننا ٧تد القرآف الكرن يستعمل ب

.63ينظر: ـ.س.ص. -1 .47سورة البقرة ، من اآلية -2 .68سورة الزمر، من اآلية -3

Page 90: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

82

، كمن ذلك قولو تعاب:"ةرتاصة، توحي بالرقة كاالستعطاؼ كالكا١تبلطفة ألفاظا خ

"1 .

إف ا١تتأمل لآليات السابقة يلمس دكف شك ركح ا١تبلطفة كاإليذاف بالرتة ، كانظر إب كلمات لى....، إهنا تنزؿ على السمع خفيفة مواسية، يشعر فيها ا١تستمع من مثل : الضحى، سجى، ق

كسلم، كمن ذلك أيضا قولو تعاب:"بالعناية اإل٢تية اليت خيص ا النيب صلى اهلل عليو

"2 تأمل ىذه ،

اآليات فإنك ترل بداية السؤاؿ )أب...( توحي بنربة التذكت بعظم النعمة ا١تقدمة من اهلل عز كجل إب عبده كنبيو صلى اهلل عليو كسلم، كقد كاف ما سبق ىو ٣تمل ما أكرده العلوم فيما ٮتص مفردات

.3كقد كقفنا عندىا تليبل كتعليقا األلفاظ كشركطها ا١تتعلقة تراعاة احملاسن،

ب يكن العلوم ب كثت من طرحو السابق متفردا برأيو بل إف البحث ا١تتمعن يثبت أف اتاحظ مثبل، قد أشار إب ضركرة النظر إب ا١توقف كطبيعة السياؽ لدل نظم الكبلـ، إذ ال بد أف يكوف

ة بشر بن ا١تعتمر ا١تشهورة اليت جاء ب بعضها أف ا١تقاؿ تابعا للمقاـ، كىي خاصية ركاىا عن صحيف"ا١تعت ليس يشرؼ بأف يكوف من معاين ا٠تاصة، ككذلك ليس يتضع بأف يكوف من معاين العامة،

.1،2سورة الضحى، اآلية: -1 .4 -1سورة االنشراح، اآليات: - 2ق أثبتت البحوث أف التوافق اللغوم ال يكوف فقط بت الكلمات كما تدؿ عليو من معاف دائما، كإ٪تا ىناؾ أيضا توافق بت نط - 3

الكلمات ككتابتها، كىو أمر يعود ب طبيعتو إب أصل اللغة، يقوؿ مصطفى بوعناين ب ىذا الشأف:" ٯتكن أف يوجد تاثل حرب ب نظاـ ألفبائي مثاب بت كحدات الشكل ا٠تطي )أك اتركؼ( كالوحدات الفونيمية )أك الفونيمات( ؛ غت أف ىذا التماثل ال يتحقق ب كل

( بشكل كبت من لغة إب أخرل. ففي اللغة الفيبلندية كاللغة lettre-phonèmeالفونيم ) -تتغت درجة تاثل اترؼاتاالت، إذ كالفونيمات شبو تامة)تكتب كما تنطق(، كيكفي كجود عدد ٤تدكد graphèmesالكركاتية مثبل، تكوف العبلقة بت الغرافيمات-الصربية

عبت عن العبلقة القائمة بت التمثيل اإلمبلئي للكلمة ككيفية نطقها": الصواتة ا١تعرفية كا١تسارات الذىنية من القواعد ب اللغة اإلسبانية للت. 64ـ، ص.2013، 1لئل٧تاز اللغوم، تقدن: مبارؾ حنوف، إعداد كترتة: مصطفى بوعناين، دار عاب الكتب اتديث، إربد، األردف، ط.

ينظر::"عملية التعرؼ على الكلمات ا١تكتوبة: سنن النفاذ كدكر السياؽكا١تقاؿ ا١تتجم ىو:"ا١تعجم الذىت ك Juan Segui(1992) :¨ Le lexique mental et l’identification des mots écrits : code d’accès et

rôle du contexte¨ In : Langue Française (1992), Volume : 95, Issue : 1 , pp : 69-79 .

Page 91: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

83

، 1كإ٪تا مدار الشرؼ على الصواب، كإحراز ا١تنفعة مع موافقة اتاؿ كما ٬تب لكل مقاـ من ا١تقاؿ"السامع تا يوافقو من ا١تلفوظات، كلعل ذلك أف يتلخص فأنت ترل بأنو قرف كل حاؿ من أحواؿ

خصوصا ب قولو :"... مع موافقة اتاؿ كما ٬تب لكل مقاـ من ا١تقاؿ".

إ٪تا يقـو على مراعاة ا١تقاـ، كذلك أف لكل مقاـ ألفاظا معينة تسين فيو -ىنا–فاختيار اللفظة اد مثبل، قد ال ٭تسين ب مواقع التهديد كالوعيد، كقل دكف غته، فما يكوف صاتا ١تقاـ الوعظ كاإلرش

مثل ذلك ب بقية ا١تواقف اليت تتلف باختبلؼ ا١تقامات كاألحواؿ، كأيا ما يكن الشأف، فإف ما ٯتكن تسجيلو ىنا أل٫تيتو ىو أخذه السياؽ ب اتسباف، أك ىو اعتبار دكر ا١تتلقي ب توجيو انتقاء

أيضا، كىو شأف جوىرم لدل تأليف الكبلـ، كقد تدث عنو الكثتكف قبل ا١تلفوظات، كرتا تركيبها العلوم، لكن اتديد عنده رتا ىو تأكيده على نوعية األلفاظ ا١تستعملة ال على طريقة تركيبها.

ٯتثل العلوم ٢تذه ا١تسألة بأمثلة عديدة، أ٫تها ما اختاره من آيات الذكر اتكيم، كذلك أنو ١تا قاـ مقاـ كعيد كهتديد كزجر للمشركت جاءت بعض اآليات خاصة ذا الشأف ب ألفاظها كاف ا١ت

حيث ٬تد فيها ا١تتلقي تات الزجر كاإليذاف بالعاقبة السوء، كىي مسألة لطيفة قد نبو ٢تا العلوم، كجعلها من ا١تسائل اليت يتم كفقها اختيار ا١تلفوظات لدل نظم الكبلـ.

2ثتة قد أشارت إب مراعاة أحواؿ السامعت لدل تأليف الكبلـ أك ب ا٠تطابةصحيح أف آراء ك ، كلكنها ب تركز على جعل ا١تلفوظات ب حد ذاهتا تابعة للمواقف كاألحواؿ، كشتاف بت رأم نقدم، كقاعدة مشفوعة بتمثيل كتليل كىو ما نلفيو لدل العلوم ب الطراز، كقد حاكؿ أف ٯتثل ١تا

ائص ا١تلفوظات تا كرد ب القرآف الكرن كاتديث النبوم الشريف ككبلـ اإلماـ علي، سبق من خصكاف يأتيو ب أغلب ما كاف يعرض لو من آراء نقدية كببلغية، كأحيانا كاف -ب التمثيل -كىو شأف

.127، ص. 1.جـ.ـ.س.كالتبيت،البياف -1 .126، ص.1ج.ـ.س. ينظر مثبل: -2

Page 92: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

84

يضيف أمثلة من ا١تنظـو دليبل على ما يذىب إليو، فقد كاف يرل أف ذلك كاؼ تصوؿ اإلفهاـ ئدة.كالفا

ب سعى ب خطوة أخرل إب اتديث عن مركبات األلفاظ، فهو ١تا تدث عن اتركؼ ب انفرادىا كانعزا٢تا كصفات ٥تارجها، ب ١تا تدث عن ا١تفردات ب انفصا٢تا عن بعضها كخصائص كل منها، حاكؿ بعد كل ذلك أف يتحدث عن احملاسن الناتة عن التكيب، حيث كسم ىذا ا١تبحث

، كذلك أف مزية الكبلـ كما ترجع إب اتركؼ 1بقولو:"ب مراعاة احملاسن ا١تتعلقة تركبات األلفاظ"كحسن ٥تارجها كتيل خصائصها؛ كإب ا١تفردات ب مطابقتها للمعاين ا١تقصودة من جهة، كحسن

لك أف لتأليفو تآلف حركفها ب تركيبها من جهة ثانية؛ فإهنا ترجع أيضا إب الكبلـ ب تركيبو، كذكتركيبو دكر ىاـ ب الببلغة، كليس أدؿ على ذلك من اختبلؼ الكتاب كالشعراء أنفسهم ب طرائق كتاباهتم كما ينظموف، أال ترل أف كثتا منهم قد يستعملوف معجما لغويا متقاربا لكنهم ٮتتلفوف

ين من الشعراء يتطابق تيعا ب أساليب الكتابة كالتأليف؟ كال ٧تد كاتبت من الكتاب أك شاعر أسلوبا٫تا تاـ ا١تطابقة بالرغم من أهنما يستعمبلف كثتا من األلفاظ ا١تشتكة، كذلك إ٪تا يرجع إب

الصياغة كطريقة التكيب.

يوردىا غت أف العلوم يبدأ حديثو ب ذلك عن ظواىر كخصائص ببلغية مشهورة كمكركرة ذكر التجنيس ٦تثبل بقولو تعاب:" كيـو تقـو الساعة ييقسم مثلما بدأ ب كيتبعها بتعليقات كشركح

كما ذكر التصيع ٦تثبل لو بقوؿ عبد الرحيم بن نباتة:" اتمد هلل ك ، 2ارموف ما لبثوا غت ساعة"، لكنو يشت بعد ذلك كلو إب أف 3عاقد أزمة األمور بعزائم أمره، كحاصد أئمة الغركر بقواصم مكره"

غتىا سيأب على ذكرىا ب باب ا١تقاصد، كإ٪تا ذكرىا ىنا عرضا كإشارة، كىنا نبلحظ ىذه الفنوف ك

.65، ص.1الطراز، ج. -1، اآلية -2 .55سورة الرـك .65،ص.1الطراز،ج. -3

Page 93: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

85

للتكيب لكي ينبو على الفائدة -ىنا–استطراده ب كثت من ا١تواضع كا١تواضيع، كىو إ٪تا عرض اإلضافية اليت ترجع إب تركيب الكبلـ دكف لفظو أك حركؼ مفرداتو.

ذلك إب شركط تأليف الكبلـ بعدما شبهو بالعقد ب انتظامو، كيشت ب مستهل حديثو عن حيث جعل أكؿ ىذه الشركط أف ٮتتار ا١تفردات مثلما ٮتتار الصائغ مفردات الآللئ، حذك النعل بالنعل، كىنا رتا يعود بنا إب مسألة الفصاحة حيث البد للكبلـ البليغ أف تكوف كلماتو حسنة

تت مسمى الفصاحة الذم يتعلق بالكلمات ب انفرادىا . بينما ٬تعل اتوىر كالصورة كىو أمر يقع الشرط الثاين متعلقا بنظم كل كلمة مع ما يشاكلها ك٬تانسها كذلك أف ا١تفردات لدل تركيبها ال تتفق

ب التجاكر تيعا ككيفما اتفق، كإ٪تا ىناؾ مواضع ٭تسن فيها اللفظ دكف غته من ا١تواضع.

ثالث فهو شرط مطابقة التكيب للمقاـ، فكما رأيناه قد اشتط مطابقة اللفظة أما الشرط ال ا١تفردة تاؿ ا١تستمع؛ فإنو اشتط بعد ذلك مطابقة التكيب للمقاـ أم مطابقة ا١تقاؿ للمقاـ، كا١تقاؿ

حة، ألف ىنا ىو الكبلـ ب تركيبو كانتظامو، ب يشت منبها إب أف الشرط األكؿ كالثاين متعلقاف بالفصاا٠تصائص ا١تذكورة فيهما ىي من عوارض األلفاظ كىو مبحث من مباحث الفصاحة، بينما الشرط الثالث)كىنا نبلحظ أف العلوم ب ييشر إليو مثلما أشار للشرطت السابقت( ىو من مباحث الببلغة،

ىو ا١تراد بالببلغة. -يقوؿ العلوم –ك٣تموع الثبلثة

على الببلغة كما يتعلق ا، كيبدأ بذكر التعريف اللغوم، ب 1لب الثايناتديث ب ا١تط يركزك يذكر التعريف االصطبلحي كىو الذم يهمنا ىنا، كىو أف الببلغة " ب مصطلح النظار من علماء البياف عبارة عن الوصوؿ إب ا١تعاين البديعة باأللفاظ اتسنة، كإف شئت قلت ىي عبارة عن حسن

١تعاين، كا١تقصود من الببلغة ىو كصوؿ اإلنساف بعبارتو كنو ما ب قلبو مع االحتاز السبك مع جودة ا . 2عن اإل٬تاز ا١تخل با١تعاين، كعن اإلطالة ا١تملة للخواطر"

.66،ص.1الطراز،ج. -1 .نفسو -2

Page 94: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

86

لقد جعل العلوم كل ما أكرده من خصائص ب شأف الفصاحة مقدمة تديثو عن الببلغة ٬تعل الفصاحة جزءا منها، مع ارتباطها بالسياؽ ا٠تارجي، كتعريفها، كذلك أف تعريفو السابق للببلغة

فقولو بأف الببلغة ىي الوصوؿ إب ا١تعاين البديعة باأللفاظ اتسنة، ييعيدنا إب اتديث عن كجوب اتسن لؤللفاظ كأف تكوف ٥تتارة منتقاة إما ب حركفها تيث تكوف سليمة ا١تخارج كإما ب تآلفها

حسنة السبك متناسقة منسجمة، كىذا كلو من مباحث الفصاحة كشركطها فيما بينها تيث تكوف فبل حاجة إلعادة ذكره.

أما حديثو عن ا١تعاين فهو شرط ٮترجنا من نسق الكبلـ إب سياقو حيث ٬تعلو ملفوظات دالة ين على ا١تعاين، كذلك أف ا٢تدؼ من توفت شركط الفصاحة ىو بلوغ الكبلـ مبلغو من توصيل ا١تعا

اتسنة من نفس ا١تتكلم )منشئ الكبلـ( إب متلقيو كىو أصل الببلغة ، كىو الذم قصده بقولو:" كا١تقصود بالببلغة ىو كصوؿ اإلنساف بعبارتو كنو ما ب قلبو مع االحتاز عن اإل٬تاز ا١تخل با١تعاين،

غة ىو تبليغ ؼ الببل. لقد جعل العلوم ب ىذا التعريف األخت ىد 1كعن اإلطالة ا١تملة للخواطر" إب متلقيو دكف إخبلؿ كال إمبلؿ، كىو ا١تقصود عنده بالببلغة. ا١تعاين اليت ب نفس ا١تتكلم

إذا أردنا أف نتبت أكجو الفرؽ بت الفصاحة كالببلغة ب ضوء ما جاء بو العلوم من تعريفات ت ٧تد أف الببلغة تتعلق أساسا با١تعاين فإننا ٧تد الفصاحة تتعلق باتانب الصوب كالتكييب معا، ب ح

ا١تنقولة كبالسياؽ ا٠تارجي، كذا تكوف الفصاحة مطية للببلغة أك أساسا من أسسها اليت تقـو عليها.

، كلكنو ينتقل ىنا إب 2ب خطوة موالية أف يتبت ا١تواقع اليت ٯتكن أف تتبوأىا الببلغة ك٭تاكؿ ، كمن ذلك حديثو عن مراتب تقق 3اء ا من علم أصوؿ الفقوتعريفات كتديدات يبدك أنو ج

.ـ.س -1 نفسو. -2فرباير 15مقدمة ا١تؤلف أنو كتبها بتاريخ:د.ت.)كرد ب ،2وقي ضيف، دار ا١تعارؼ، مصر، ط.ينظر: الببلغة تطور كتاريخ، ش -3

.321،ص.ـ( 1965

Page 95: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

87

األشياء، كأهنا أربع مراتب: تقق ب الذىن، كتقق ب األعياف، كثالث ب األلفاظ الدالة على تلك ٫تا ا١تظنونتاف ت األختتتأف ا١ترتبتاأللفاظ ، كالرابعة الكتابة الدالة على تلك األلفاظ، كعلى

ن فيو من أمر الفصاحة كالببلغة.بالبحث فيما ٨ت

ب معرض حديثو عن أكجو تقق األشياء، إب أف :" الكتابة مسبوقة ب ا١تواضعة عليها كيشت ، كىو ب ىذا يشت إب ما ٯتكن أف 1بالكبلـ، فبل ٯتكن ا١تواضعة عليها إال بعد سبق الكبلـ"

ث يقصد بالكتابة إب النص ا١تكتوب كبالكبلـ نصطلح عليو ب أيامنا ىذه بثنائية النص/ا٠تطاب. حيإب ا٠تطاب ، كحيث ٭تيل ا٠تطاب إب متكلم بينما يعتمد النص على ذاتيتو )نصيتو( كنسقو ب

ب التعبت عن ٥تتلف ا١تعاين. ، كيستطرد إب إيراد ٣تموعة من األمثلة الدالة على تفنن األدباء 2كجوده

.67الطراز، ص. -1ينظر ب ىذا الشأف:من النص إب الفعل: أتاث التأكيل، بوؿ ريكور، تر.٤تمد برادة، حساف بورقية، عت للدراسات كالبحوث كالتتة، - 2

.105القاىرة ، مصر، د.ت. ص.

Page 96: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

88

مفهوم البالغة: -ب

بىلغى الشيءي يػىبػليغي بػيليوغان كبىبلغان: الببلغة ب أصل الوضع اللغوم مأخوذة من الفعل "بلغ"، ك" : كصىلى كانػتػىهىى، كأىبػلىغىو ىيوى إببلغان كبػىلغىو تػىبليغان؛ كقوؿي أىيب قػىيس بن األىسلىت السلىمي

مىهبلن فػىقىد أىبػلىغتى أىتاعي ...ت: قالىت، كبى تػىقصد لقيل ا٠تى

. كتػىبػىلغى بالشيء: كصىلى إب ميراده، كبػىلىغى مىبػلىغى إ٪تا ىيوى من ذىلكى أىم قىد انػتػىهىيتى فيو كأىنػعىمتىلىغىتىو. كىب حىديث االستسقاء: كاجعىل مىا أىنزلتى لىنىا قػيوةن فو كمىبػ غنا إب حتو" فيبلى كىبىبلى

1 .

كقد كرد ب القاموس احمليط أف كلمة "بلغ" قد تعت كصوؿ الشيء إب منتهاه، ك" بػىلىغى ا١تكافى . كثىناءه أبػلىغي: ميبالىغه فيو. كشيءه بالغه: جىيده، كقد بيلوغان: كىصىلى إليو، أك شارىؼى عليو، ك الغيبلـي: أدرىؾى

لىغ ان. كجاريىةه بالغه كبالغىةه: ميدركىةه. كبيلغى الرجيلي، كعيتى: جيهدى. كالتبلغىةي: حىبله ييوصىلي بو الرشاءي إب بػىلىغى مىبػاقىتو يػىبػليغي ما ييريدي، أك هنايىةه ب اتيمق..، ، كبػىلغىةه، أم: مىعى تى الكىرىب، ج: تىبالغي. كأتىقي بػىلغه، كييكسىري

، ككعنىبو كسىكارىل كحيبارىل: البىليغي الفىصيحي، يػىبػليغي بعبارىتو كينوى ضىمته، بػىليغى ككىريـى"كالبػى لغي، كيكسري2 .

ىكىافى، بػيليوغان، بالضم: كىصىلى إليو 1205ككرد ب تاج العركس للزبيدم )ت. ىػ( أف " بػىلىغى ا١ت

: : كانػتػىهىى، كمنوي قوليو تػىعىابى بى تىكيونيوا بالغيو إال بشق األنػفيس، أىك بػىلىغىو: شارىؼى عليو، كىمنو قوليو تػىعىابىيفرىدات: البػيليوغي كاإلببلغي: االنتهىاءي إبى أق

صىى فىإذا بػىلىغنى أجىلىهين أىم قارىبػنىوي: كقاؿى أىبيو القاسم ب ا١تينتػىهىى،

قصد كا١تىيشارىفىة عليو، ا١ت

يقىدرىة. كريتىا يػيعىبػري بو عىن ا١تانان كىافى، أىك زىمانان، أىك أمرىان منى األميور ا١ت مىكى

: البىليغي الفىصيحي الذم يػىبػليغي بعىبارىتو كينوى ضىمته، كهنىايىةى ميرىاده، كتىعي البىليغ كىإف ب يػينتىوى إليو.... : كىىيوى

.419، ص. 8ىػ ، ج.1414، 3تاؿ الدين ٤تمد بن مكرـ بن علي، دار صادر، بتكت، لبناف، ط.لساف العرب، ابن منظور - 1القاموس احمليط، ٣تد الدين أبو طاىر ٤تمد بن يعقوب الفتكزآبادم، تح. مكتب تقيق التاث ب مؤسسة الرسالة بإشراؼ: ٤تمد نعيم - 2

.780ـ ، ص. 2005ىػ ، 1426، 8بتكت، لبناف، ط. العرقسوسي، مؤسسة الرسالة للطبع كالنشر كالتوزيع،

Page 97: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

89

ىر كا١ت ىصدى

يصىنف( تػىقصتان، أىم: ذكرى ا١ت: بػيلىغاءى، كقد بػىليغى الرجيلي ككىريـى بىبلغىةن، قاؿى شىيخينا: كأغفىلىو ا١ت عتى

صارى بىليغان"1 .

تتفق أغلب ا١تعاجم على أف الببلغة ب مفهومها اللغوم العاـ تعت بلوغ الشيء، كىي ب ـ بلوغ ا١تتكلم بعبارتو ما ب ضمته كإيصاؿ ذلك إب السامع، كىو ا١تعت العاـ الذم االصطبلح العا

هو يذىب إب أف الببلغة ىي "تتفق عليو أيضان أغلب البحوث الببلغية، كمنها العلوم ب الطراز، فى الكبلـ الوصوؿ إب الشيء كاالنتهاء إليو فيقاؿ بلغت البلد أبلغ بلوغا، كاالسم منو الببلغة، كت

بليغا، ألنو قد بلغ بو تيع احملاسن كلها ب ألفاظو كمعانيو، كىو ب مصطلح النظار من علماء البياف عبارة عن الوصوؿ إب ا١تعاين البديعة باأللفاظ اتسنة. كإف شئت قلت ىي عبارة عن حسن السبك

ما ب قلبو مع االحتاز عن مع جودة ا١تعاين، كا١تقصود من الببلغة ىو كصوؿ اإلنساف بعبارتو كنو، فهذه التعريفات اليت ذكرىا العلوم ىي أىم 2اإل٬تاز ا١تخل با١تعاين، كعن اإلطالة ا١تملة للخواطر"

ما كاف يعطى للببلغة من تعريفات ب شقيها اللغوم كاالصطبلحي.

صاحة باأللفاظ، فكأف كلكن ا١تبلحظ على العلوم ىنا أنو يربط الببلغة با١تعاين مثلما ربط الف الببلغة عنده تتعلق بالتاكيب كمعانيها، ب حت يتعلق األمر ب الفصاحة باأللفاظ ب حد ذاهتا من حيث ىي ألفاظ مفردة، كلكن يبدك أنو لدل ا١تعاتة كالتحليل كاف ٬تمع بت االصطبلحت، كب يكن

أف ٮتصص جانبان عن آخر، بل كاف يرل أف يفرؽ بينهما، فقد كاف يبحث ا١تسائل الببلغية من دكفبعض التحليل الببلغي ينبغي أف يتسلط على الظاىرة اللغوية كالببلغية ب كليتها، إذ ال ٯتيكن فصل

. لدل التطبيق عن غتىا ا١تباحث

. 444، ص.22ج. مصر،تاج العركس من جواىر القاموس، ٤تمد مرتضى الزبيدم، تح. ٣تموعة من احملققت، نشر دار ا٢تداية، - 1 .1/66الطراز، - 2

Page 98: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

90

اللفظ والمعنى عند العلوي: -ج

ت كثتا من اترب، نظرا لكثرة ما تعترب مسألة اللفظ كا١تعت من بت ا١تسائل اليت استهلك ، كال خاض فيها العلماء كأكثركا فيها من الكبلـ، كيبدك أف العبلقة بت اللفظ كا١تعت ىي عبلقة تبلـزٯتيكن تاؿ من األحواؿ اتديث عن أحد٫تا دكف اتديث عن اآلخر، كما نراه ب بعض الدراسات

كفق مبدأ احملايثة إف ىو إال إجراء مؤقت قد يساعد ب اتديثة من سعي إب الفصل بت اللفظ كا١تعتكيب ليس إال، كمثلما ٮتوض احملدثوف ب مثل ىذه ا١تسائل؛ فإف الباحثت ت دراسة ا١تلفوظ كطرؽ ال

من اللغويت كالببلغيت العرب ىم أيضان حاكلوا أف يقفوا على ذلك، فكانت ٢تم كجهة نظرىم ا٠تاصة.

على اترجاين لدل معاتتو ١تسألة اللفظ كا١تعت أنو يظهر عليو الحظت بعض البحوث بعض التعارض كرتا التناقض، إذ إنو يسعى أحيانا إب إثبات ا١تزية كاأل٫تية للفظ، ب حت ينتصر ب مواضع أخرل للمعت، كقد حاكؿ طارؽ النعماف أف يقف على ثنائية اللفظ/ا١تعت عند اترجاين،

مها بشكل يظهر عليو الغموض إب درجة التناقض فيما يبدك أحيانا، يقوؿ ب كلكنو كجده يستخد)اللفظ كا١تعت( ب "الدالئل" كىي حركة تسبب ذلك:" ىكذا تبدك حركة كل طرؼ من ىذا الزكج

بالنسبة لقارئ عبد القاىر... كىي ما ٯتكن تفست حضورىا –دكف شك -غت قليل من اإلرباؾتج عنو من حراؾ لداللة طرب ىذا الزكج تا سبق أف نعتناه بتعدد ا١تهاـ ب على ىذا النحو، كما ن

مشركع عبد القاىر. ىذا باإلضافة إب كوف كل من ىذين الدالت قد استخدـ استخداما متفاكتا ب . 1التاث السابق على عبد القاىر"

.211-210ـ، ص.2013ة األ٧تلو ا١تصرية، ط.اللفظ كا١تعت: بت األيديولوجيا كالتأسيس ا١تعرب للعلم، طارؽ النعماف، مكتب - 1

Page 99: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

91

لدل معاتتو كقد استند طارؽ النعماف ب ىذه ا١تبلحظات على ما كرد عند اترجاين ١تسألة اللفظ كا١تعت كأيهما أحق بالتقدن على غته، كاترجاين ب ىذا ا١تقاـ ب يكن يثبت على رأم

. لكنو كاف يؤثر ا١تعت أحياناكاحد إذ كاف يقدـ اللفظ غالبا،

اعلم أف ليسى "النظمي" إال أف تضعى كبلمكى كمن ذلك قولو لدل اتديث عن أ٫تية النظم:" جت فبل تزيغى ال وضعى الذم يىقتضيو "علمي النحو"، كتعملى على قوانينو كأيصولو، كتعرؼى مناىجىو اليت هني

ل بشيءو منها، كذلك أنا ال نىعلم شيئان يبتغيو الناظمي عنها، كتفىظي الرسوـى اليت ريتت لك، فبل تيو، فينظرى ب "ا٠ترب" إب الوجوه اليت تىراىا ب قولك: "زيده بنىظمو غتى أفى ينظرى ب كيجوه كل بابو كفيركق

ينطلقي" ك "ا١تنطلقي زيده" ك "زيده منطلقه" ك "زيده يىنطلقي"، ك "ينطلقي زيده" ك "منطلقه زيده"، ك "زيده ا١ت

. 1" "وى ا١تنطلقي"، كزيده ىو منطلقه ى

أم آخر تسب السياؽ الذم يكوف فيو، كلكن يبدك أف اترجاين كاف ينتقل من رأم إب ر كب ييرد إب التناقض ا١تبلحظ ىنا، كيبدك أنو كاف على بينة من أمر التناقض الذم ظهر لنا ب ذلك،

أنو كقد حاكلنا أف نقف على تعليل لذلك من خبلؿ ما كرد عنده ب الدالئل كاألسرار ككصلنا إبظ، كلكن ىذه األلفاظ تعود من جديد لتصبح ىي الدالة على ٬تعل ا١تعاين النفسية سابقة على األلفا

ا١تعاين الػػػػػمذكػػػػػػورة ، كيكوف مدل حذؽ الشاعر أك الكاتب ب مدل براعتو ب تقدن ىذه ا١تعاين ضمن اللفظ كالتكيب الػػمناسبت، ألف الػػمعت قد يكوف كاحدان كلكن التعبت عنو ىو الذم يقع فيو

التفاضل.

أشرنا من خبلؿ الفصل السابق إب مسألة اختبلؼ الببلغيت ب بياف أ٫تية الشعر، كىل يكوف ذلك بالنظر إب معناه أـ باعتبار لفظو، كقد كنا كقفنا على بعض اآلراء ب ذلك كرأم اتاحظ

ط إحاطة الذم قدـ الشعر بلفظو، ك كافقو ابن األثت ب ذلك بالرغم من أنو أساء فهمو، أك ب ٭تي

، 3دالئل اإلعجاز ب علم ا١تعاين، أبو بكر عبد القاىر بن عبد الرتن اترجاين، تح. ٤تمود ٤تمد شاكر، مطبعة ا١تدين، القاىرة، ط. - 1

.80ـ، ص.1992ىػ ، 1413

Page 100: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

92

تامة تا كرد عنده، كيبدك أف مثل ىذا الرأم قد القى من الذيوع كاالنتشار الشيء الكثت، ألننا ٧تد لو أثرا ب العديد من األثار النقدية كالببلغية القدٯتة، كقد اقتنت براعة النظم عندىم تسألة التصوير،

تصوير ١تا ينقل من مشاىد كأخيلة، كإف فإنو يكوف جيد ال ؛فالشعر مثلما يكوف جيد السبك كالنظمكانت مسألة التخييل ٦تا اختيلف فيها كب مقدارىا بالنسبة للشعر القدن، كلكن الثابت أف ىذا

التخييل كاف موجودا كلو بشكل نسيب.

يشت العلوم إب مسألة اللفظ كا١تعت، كيقرر بأف األلفاظ تابعة للمعاين، كأف ا١تعاين ىي ثل لذلك تثاؿ طريف، كىو أف ترل مثبلن سوادان ب األفق فتظنو ب السابقة بالتقرير كالثبوت، كىو ٯتي

نفسك حجران فتسميو حجران، فإذا دنوت منو قليبل كسبق إب ذىنك أنو شجر؛ فإنك تسميو شجران، فردات )األلفاظ( فإذا دنوت منو أكثر كتققت أنو رجله فإنك تيسىميو رجيبلن، كىكذا نرل اختبلؼ ا١ت

باختبلؼ ا١تسمى ب الوىم، كىو دليل على تبعية األلفاظ للمعاين، كىو مثاؿ طريف قد جاء بو العلوم تدليبل على رأيو.

إب أف ا١تعاين ب طريقة حصو٢تا ب الكبلـ، على مراتب ثبلث: فاألكب أف يكوف يشتك لكاتب قد أنشأ ا١تعت على غت مثاؿ سابق، مقتضيها على جهة االبتداء، أم أف يكوف الشاعر أك ا

فهو معت مبتدع جديد ب ييسبق إليو، كب يتبع فيو أحدان قبلو، كغالبان ما تنشأ ىذه ا١تعاين من مشاىدة األحواؿ كما يعرض من األمور كالوقائع اتادثة، كمن ذلك ما ذكره أبو نواس ب كصف كأس من

:1ذىب عليها صور كنقوش

سي ار ػػػػػفى ر ػػػػػياك ػػصى الت واع ػػػػن أى ا ب ػػػهت بى حى ةو ي د جى س ب عى احي نا الر لي عى اري دى تي

سي ار وى ػػػػػػػػالفى ي ػػػػس الق ها ب ػػػػير د ا تى هن مى ها ػػػػػػػػػبات نى جى رل كبس ها ك ػػػػػػػتي ارى رى قػى

سي ن بلى و القى لي عى ت ما دارى لماء كل ا ػػػػػػػهػػػػػػػػػػوبي يي جي و ي لى عى ت ر ا زي مى اح لر ل فى

.300ديواف أيب نواس، ـ.ـ.س.ص. - 1

Page 101: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

93

ها، كقد أشار إب أف ىذه الكؤكس قد مزجت يلإفقد أبدع أبو نواس ب ىذه األبيات معاين ب ييسبق .١1ترسومة على حواؼ الكؤكسا٠تمرة بقليل من ا١تاء حىت صار ب مستول القبلنس ا افيه

:2كمن ذلك أيضان ما كرد أيضا ب قوؿ ا١تتنيب

ـى يى خ ػػػال ف إ كى ا ػػػخن اذ ا بى ػػفن رى ا شى ػهى ػػلى ف إ كى لي ػػػػػػػػػػجى خ ػػػػا تى ػػػػػهى ػػب ا

لي ػتي ػق ػا يى ػػمى س ػػف ػن ػػال ح رى ػػفى ن م ػػفى ةن عى ر ا صى هى ػػلى ف رى ػػػك ن ػػ تي بلى ػػفى

لي ػػػػػػػػػػػػمي ػػػن ا أى هى ػػػػلى ارى ػػػحى ػب ػػال ف أى ػػػػػكى ةو احى ى رى لى عى وـي ػقي ػتى فى ػي ػػكى كى

لي ػػػػػػػعى ػػف ػػا تى ػػمى ػػػػػب ارى ػػػػشى أى ن ػػػػك ػػػلكى هاضى ي و ق اهلل تػى دى مى تى ا اع مى فى

فهذا ب نظر العلوم من ا١تعاين البديعة اليت ب ييسبق إليها ا١تتنيب، كيكفيو فضبل إتيانو ا، كىو كثتان :3ما يأب بغريب ا١تعاين كبديع التاكيب كا١تعاين الشعرية، كمن ذلك أيضان ما قالو ب كصف اتيمى

بلـ ػػػػػػػػػػػ الظ ب ال إ كري زي تػى سى ي لى فػى اءن ػػػػػػػػيى ػػػػػػػػػا حى ػػػػهى ػػػػػب ف أى ػػػػ كى ب رى ػػػػػػائ زى كى

يام ػػػػػػػػػػػظى ع ب ت اتى بى ا كى هى تػ افػى عى فػى ا ايى شى اتى كى ؼى ا ا١تطار ٢تىى تي ل ذى بى

ـ ػػػػػػػػػػجى ػػػػػػػس ةو ػػػػػػعى بػى ر أى ب اػػػػهى ػػعي ػػػام دى مى مر ػػػج تى ا فػى ىى دي ري ط يى حى ب الص ف أى كى ا

ـ ػػػػػػهى تػى س مي ػػال وؽ شي مى ػػال ةى بى اقػى رى ػػػػمي ؽو و ػػػػػػػػػػشى ت غى ن ا م هى تػى قػ كى بي اق رى أي ا

كىذا من بديع ا١تعاين كألطفها اليت يبدك أف ا١تتنيب قد أبدع فيها على غت مثاؿ، كانظر " إب شد موافقتو ١تا حكى من حالو، كىذا أكثر ما ٬ترل على ألسنة أىل الببلغة عند ما قالو، ما أ

.99،ص.1يينظر: الطراز، ج. - 1 .306اف ا١تتنيب، ـ.ـ.س.ص.ديو - 2 .482نفسو، ص. - 3

Page 102: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

94

رغوب فيها، ، فقد صور اتيمى ب صورة احملبوبة الغت ا١ت1مشاىدة ما يشاىدكنو من أحواؿ اتوادث"ا يريد كىي بعد ال تزكره إال مع غسق الليل كأهنا تستحيي من زيارتو هناران، كمع اجتهاده ب إكرامها ت

كيستطيع كذلك ببذؿ األفرشة الوثتة كاالس الفخمة؛ إال أهنا تأىب ذلك كلو كتنفر منو كتأىب إال أف تيبت ب عظامو، كىو أكثر ما ٮتشاه، كمثل ىذه ا١تعاين قد ال تقع إال لآلحاد من الشعراء كا١تتنيب

اتو الطريفة.كأيب نواس كأيب تاـ ب بعض أشعاره، كالبحتم ب بعض تشبيه

يتعلق النوع الثاين من ا١تعاين با١تعاين ا١تختعة من غت مشاىدة كال سابق رؤية للشيء : 2ا١توصوؼ، كىي معاين يأب ا أصحاا ارتاالن كاقتضابان، كمن ذلك قوؿ الشاعر

دي ولى يي ةى اعى س ل ف الط اءي كى بي كوفي يى هاكف ري ن صي م و يا ب ن الد في ذ ؤ ا تػي مى ػل

دي ػػػػػػػػػػػغى ر أى كى يو ف افى ا كى م ػػػػم عي ػػػػػسى ك ألى وي ػػػػػػػػػػػػػن إ ا كى هى ػػػن ػػم و ػػػػيك ب ػػػػا يي ػػمى ػػػػ فى ال إ كى

دي د ػػػػػػػػهى ا يػى اىى ذى أى ن م الؽو وى ػػا ىي ػػمى ػػػػب وي ػػػػن أى كى ل ػػهى ػػتى يا اس ػػن الد رى ػػػػصى ػػػب ا أى ذى إ

كىذا من بديع ا١تعاين عندما تصور الوليد كىو يستهل ٣تيئو إب الدنيا بالصراخ بالرغم من أف ما سيأب إليو أكسع ٦تا كاف فيو من ضػػيػػق الػػرحػػم، فػػكػػأنػو آتو إب ىػػذه الػػدنػػيػػا مػػبػتػػدئان بػالػػشػػكػػول

ا كمػػػما قد يبلقيو فيها، كىذا من لطيف الػػػػػػمعاين حقان، كمثلو قوؿ اآلخر:منه

ركران سي كوفى حى ض يى كى لى و اسي حى كالن خػػػػان ر ػص ػػتى ػػس ان مي ػػػػيػبػػاك ػػػكى أم تػػػػػكى دى ػػػػػلى كى

ركران س ضاحكػػان مى ػػكى ػػوت ـ مى ػػػو ب يى وا ػػػكى إذا بى تكوفى أف كى س ف نػى ل ص ر فاح

ك٦تا أكرده العلوم مثاال ب ىذا الشأف أيضان قوؿ الشاعر:

ؽ ار ػػػػػػػػػب ي ط ت شى ر كبى ػػػػػي وى الغي ت بػى ي ػػػػػػػػػػػػػتلى ق مي وي ػػػػػػػػػػػت لى ازى غى اؿه زى غى يب أى ب

.1/100الطراز، - 1ديواف ابن الركمي، ابن الركمي أبو اتسن علي بن العباس بن جريج، شرح: أتد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، - 2 .374، ص.1ـ، ج.1994ىػ ،1415، 1ط.

Page 103: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

95

اشق يق الن ت الفى ك س م ػالكى اءى بى ه صى وي لى يػ ذى بي حى س يى و كالليلي تي ي عاطى

يػػػػاتق ػػػػػػػػب ع له ائ ػػػػػمى ػػػػحى اهي ػػػػػػػػتى ػػػػابى ؤى ذي كى و ف ي سى ل ي م الكى م ضى وي تي م مى كضى

يػػػػػػػػػقن اػػػػػػػػعاف مي ػػػػػػو شيئا ككتي ح زى ح زى ل رى ة الكى نى حىت إذا مالت بو س

ق ػػػػػػػػػػاف خى ادو سى اـ على ك ػػػػػػبل ينػػػػيكى و ػاقي ػػػػػتى ػػش ػػتى عو ػػػػػػلي ض ن أى ػػػػو عػػػػػتي د عى أبػ

:1كلعل قوؿ ا١تتنيب ب ىذا الشأف أف يكوف أكثر ىذه األمثلة كضوحان كىو قولو

داد ػػػػػػػػػػػػػػػسى ػػػان كراع مي ػػػػركضػػػػػع ػػػمى نى ػػػػي زى ػػػف ػػػػػػػػػػػػػػػو تى ل تىى م ر ػػػػهى م ػػػػػػػػا أنا إال سى ػػػػمكى

داد رى وف مي ػػػػػػػػػحي اؾ ا١تاد ػػػػػػأت ػػػػػػػرمع ش ب ا٪ت إ ا فى حن د ػػمى تى د ش ن ين إذا أي ز ػػػػػػػج أى

دلالص ري كاآلخى كي ائح احمل نا الص أى تن إ ب فى و صى دى ع بػى تو و صى ل كي ع دى كى

فقد صور نفسو ب صورة الرمح الصقيل، الذم يزين صاحبو إذا تىلىو، كيركع أعداءه إذا اء يرككنو عنو سدده، كيطلب من ٥تاطبو أف ٬تيزه إذا أينشدى أم شعر، ألنو ب األصل شعريه، ألف الشعر

كٯتدحوف بو غتىم، ككل صوت صائح من أصوات الشعراء كىم يينشدكف إ٪تا ىو صدل شعره ىو لدل إنشاده، فكأف الشعراء كلهم قد ب اختزا٢تم ب شخصو ىو، كإذا اعتربنا أف ا١تتنيب مبالغان ب ىذا

قا من جهة أخرل، فقد شغل الناس بشعره كال ا كبتان أك ببلغيان ؛ فإنو قد يكوف ٤تي يزاؿ، كال ترل ناقدن متمكنان من فنوف الببلغة إال كىو يشيد با١تتنيب كييعجبي بو.

يتمثل الضرب الثالث من ا١تعاين ب ا١تعاين اليت تكوف على جهة االحتذاء على مثاؿ سابق، ها، كىذه متفردان بابتداعأم أف الكاتب أك الشاعر يتبع فيها غته من الشعراء كالكتاب، كال يكوف

ض ا١تعركفة من مدح ببعض الصفات ا١تخصوصة كالكـر أك الشجاعة، أك ا١تعاين ىي أكثر األغراىجاء بصفات ٥تصوصة أيضان كالبخل كاتينب، كىكذا ب بقية األغراض من كصف كتشبيو كرثاء

. 370ديواف ا١تتنيب، ـ.ـ.س.ص. - 1

Page 104: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

96

ة كثتان ما تصادفنا لدل القراءة، كغزؿ كغتىا، فإف كثتان من الشعراء ٮتوضوف فيها بتكرار معاين معينكال يعت ىذا تاؿ من األحواؿ أف ىذه ا١تعاين تكوف متطابقة؛ كلكنها ب الغالب األعم تكوف قريبة

من بعضها بعض تيث يسهل على القارئ أف يرد بعضها إب البعض اآلخر.

اس ب كصف رجل كنورد لذلك من األمثلة ما أكرده العلوم نفسو، كمن ذلك قوؿ أيب نو :1بالبخل

اب الت طع قى نػ ؾ عند مي تي كخى ناطش راب إذا عى ب الس كى شرابي

باب الذ ةى ئى ز ر ت مي ف خ ن ك لى كى ػػػػػػػا ػػػػن عى ب ػػػػػػػذي ػػػتى ػػػا ل ػػنى ػػػتى ح ك ػػػمػػػػا رى فػى

، كلكثرة ما هتاجى الشعراء بالبخل؛ فإف كا١تعركؼ أف ا٢تجاء بالبخل معركؼ منذ القدن .يأخذ ا١تتأخر فيها عن ا١تتقدـمعانيو ال بد أف تتكرر ك

إب ديواف أيب نواس، كب أقف على ىذين البيتت فيو. رجعتي - 1

Page 105: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

97

طبيعة التأليف الصوتي بين المفردات والجمل عند العلوي: -د

اللغة ب طبيعتها األكب عبارة عن أصوات تصدر عن الناطقت ا، كىذه األصوات ال يتم رادىا؛ بل يتم تعها كتركيبها لتكوف كلمات كتبل كنصوصا كاملة، كمثلما كاف النطق ا لدل انف

ة ، فإنو كاف معنيا أيضا بدراسة األصوات اتزئيكالنصوص االىتماـ منصبا على دراسة معاين اتيمل . اليت تيكوفي ىذا اموع

لغوم تسب كقد اىتم العرب باتانب الصوب للغة، كتباينت طرؽ تثهم للصوت التصصاهتم، كلكن ىذا التباين ب يكن ليفصل فصبل كامبل بت ىذه اتقوؿ؛ بل إننا كثتا ما ٧تد بعضهم يفيد من توث البعض اآلخر، فقد درس أصحاب القراءات الصوت باعتباره أساسا أكؿ

ـ، بينما للقراءة، ككضعوا لذلك مصطلحات خاصة كاإلمشاـ كالرـك كاالختبلس كاإلخفاء كاإلدغاجعل بعض ك ف مدخبل للحديث عن فصاحة الكلمة،الببلغيوف ب الدرس اللغوم ألنو كاعنو تدث

ا١تعجميت ا٠تصائص الصوتية أساسا لتتيب معاتهم، كما ىو الشأف ب معجم العت للخليل بن ىػ(.170أتد الفراىيدم)ت.

باعتباره أحد ا١تباحث اليت تتصل حاكؿ العرب كغتىم من األمم أف يهتموا بالدرس اللغوم بالقرآف الكرن، كقد كاف لعلم القراءات أثر كاضح ب تقدـ الدرس اللغوم عموما كالصوب بشكل

، كاىتموا بصفات اتركؼ ىػػػػػػػػػػم عندخاص، كمن ىذا ا١تنطلق تنوعت مباحث الدرس الصوب ليت بذ٢تا العلماء العرب ب ىذا الشأف ككيفيات حدكثها، كإف الذم يقف كقفة متأنية عند اتهود ا

Page 106: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

98

لىيػيقىدري " تلك اتهود كينوه ا، كال يقلل من قيمتها ما أحرزه الدرس اتديث من تقدـ كبت ب دراسة . 1األصوات، بفضل ما تيسر من الوسائل اتديدة لدراسة األصوات"

هاز النطقي كفق طرح علمي بل إف القدماء أنفسهم حاكلوا بطريقة أك بأخرل أف يدرسوا ات ىػ( حاكؿ ب ٥تطوط لكتابو "مفتاح ك 626فقد كشفت جهود بعض احملققت أف السكاكي)ت.،

" أ ات للجهاز النطقي لدل اإلنساف، كيعود السبب ب خلو بعض الطبع ان تطيطي ان ضع رتف يالعلـو . 2نياهتم ب تقيق ذلكمدل إخبلصهم ب التحقيق كالنقل كإمكاك من ىذه الرسـو إب احملققت

كقد أشار ابن سناف ا٠تفاجي إب األصوات ا١تستحسنة كا١تستقبحة كما ٭تسين استعمالو منها لدل النظم كالنثر كما ال ٬توز، كقد تابعو ب ذلك كثت من الببلغيت، كمنهم ضياء الدين بن األثت

فبل تظن أف الوحشي ب ذلك :" ىػ( ب "ا١تثل السائر ب أدب الكاتب كالشاعر"، فقاؿ637)ت.فتارةن ،٪تا ىو الغريب الذم يقل استعمالومن األلفاظ ما يكرىو تعك، كيثقل عليك النطق بو، كإ

ب اللفظ أف ٮتف على تعك كال تد بو كراىة، كتارةن يثقل على تعك كتد منو الكراىة، كذلك عيباف:

أحد٫تا: أنو غريب االستعماؿ.

كريو على الذكؽ. ل على السمع،كاآلخر: أنو ثقي

"الوحشي كإذا كاف اللفظ ذه الصفة فبل مزيد على فظاظتو كغبلظتو، كىو الذم يسمىالغليظ"، كيسمى أيضنا "ا١تتوعر"، كليس كراءه ب القبح درجة أخرل، كال يستعملو إال أجهل الناس

، عن: اللسانيات كالصوتيات: رياض 397ـ، ص.1987، 1فصوؿ ب فقو العربية، رمضاف عبد التواب، مكتبة ا٠تا٧تي، القاىرة، ط. - 1

.176ىػ، ص.1435مػ، 2014، 1عبود الدليمي، دار غيداء، عماف، األردف، ط.ـ، 2006، 1تية عند العرب: النشأة كالتطور، عبلء جرب ٤تمد، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، ط.ينظر: ا١تدارس الصو - 2 .185ص.

Page 107: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

99

" ه ا١تسائل ٦تا كاف يكثر فيو اتديث ب ، كيبدك أف ىذ٦1تن ب ٮتطر ببالو معرفة ىذا الفن أصبلننوادم الببلغة كلدل ا١تنظرين للغة كاألدب كىي على كل حاؿ قد أسهمت ب التأسيس لقياـ الدرس

الصوب كالببلغي الذم تبلىا.

كقد الحظوا أف ىذه األصوات تؤدم كظيفة أساسية ضمن الكبلـ الذم ال ٯتكن أف يكتفي لكتابة كخصوصا عندما يتعلق األمر بالشعر الذم ينهض على اإلنشاد ال ب تبليغ مضمونو بواسطة ا

على تبليغ ا١تعاين فقط، كمن ىنا كاف الصوت فيو ضركريا لوجود اإليقاع الذم ال ٯتكن الوصوؿ إب تسيده كامبل إال عن طريق الصوت، " ألف الصوت ب معظم اتاالت ىو مفتاح التأثتات األخرل

ٯتكن فعلو عن طريق الصوت ال ٬توز فعلو عن طريق شيء آخر أك عن طريق شيء ب الشعر كالذم . 2من شأنو اإلخبلؿ باألثر الطبيعي للصوت"

٬تد ا١تتمعن ب البحوث الصوتية عند قدامى الببلغيت اىتماما كاضحا بضركرة أف تكوف أف االىتماـ ىنا كاف األلفاظ سليمة عند النطق ا لكي يكوف ناطقها موصوفا بالفصاحة، كيبدك

منصبا على طريقة النطق ال على كيفية حدكثها، كما أف األمر كاف غالبا يتعلق بالصوامت دكف حركؼ ا١تد ألف حركؼ العلة ينظر إليها على أهنا تابعة للصوامت، كلذلك ب تظ " تثل ما حضيت

ب عبلج تلك األصوات بو األصوات الصامتة من العناية ا، فإهنم على الرغم من إسهامهم الصامتة، كاعتدادىم ا أصواتا مستقلة متمايزة، رأيناىم يعاتوف أصوات العلة عبلجا سطحيا، كينظركف إليها على أهنا تابعة لؤلصوات الصامتة، ال تستقل بنفسها ب النطق تاما، كاستقبلؿ

.3األصوات الصامتة"

ا١تثل السائر ب أدب الكاتب كالشاعر، ابن األثت ضياء الدين نصر بن ٤تمد، تح. أتد اتوب، بدكم طبانة، دار هنضة مصر للطباعة - 1

.64ـ.ـ.س.ص. الفصاحة، ، كينظر أيضا: سر180اىرة، د. ت. ص.الق –كالنشر كالتوزيع، الفجالة ، عن: أشرؼ فوزم جبلؿ، بديع التاكيب ب شعر أيب نواس، مؤسسة 192مبادئ النقد األديب، ريتشاردز، تر. مصطفى بدكم، ص. - 2

. 06ـ، ص. 2011، 2حورس الدكلية، اإلسكندرية، مصر، ط. .175ا١ترجع نفسو، ص. -3

Page 108: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

100

مباشرة دكف االىتماـ بكيفية حدكثو، فهم كلعل ذلك راجع إب اىتمامهم بالصوت ا١تنطوؽ قد اىتموا بصفات اترؼ كخصائص ٥ترجو، دكف أف يهتموا بالطريقة اليت ب ا إنتاج ىذا اترؼ أك ىذا الصوت، كاتقيقة أف ىذا اتكم ليس حكما عاما؛ بل إف ا١تتمعن ب التاث الببلغي كالنقدم

الصوتية ألصوات العلة كغتىا، كمن ذلك ما أكرده ابن العريب سيجد توثا عديدة تثت ب الظواىرشبو بعضهم اتلق كالفم بالنام، ب كتابو "سر صناعة اإلعراب" حيث يقوؿ:" 1ىػ(392جت)ت.

فإف الصوت ٮترج فيو مستطيبل أملس ساذجا، كما ٬ترم الصوت ب األلف غفبل بغت صنعة، فإذا وقة، كراكح بت أناملو، اختلفت األصوات، كتع لكل خرؽ كضع الزامر أناملو على خركؽ النام ا١تنس

منها صوت ال يشبو صاحبو، فكذلك إذا قطع الصوت ب اتلق كالفم، باعتماد على جهات ٥تتلفة، كاف سبب استماعنا ىذه األصوات ا١تختلفة.

كنظت ذلك أيضا كتر العود، فإف الضارب إذا ضربو كىو مرسل، تعت لو صوتا، فإف حصر خر الوتر ببعض أصابع يسراه، أدل صوتا آخر، فإف أدناىا قليبل، تعت غت االثنت، ب كذلك آ

كلما أدىن أصبعو من أكؿ الوتر تشكلت لك أصداء ٥تتلفة، إال أف الصوت الذم يؤديو الوتر غفبل ة غت ٤تصور، تده باإلضافة إب ما أداه كىو مضغوط ٤تصور، أملس مهتزا، كٮتتلف ذلك بقدر قو

الوتر كصبلبتو، كضعفو كرخاكتو، فالوتر ب ىذا التمثيل كاتلق، كا٠تفقة با١تضراب عليو كأكؿ الصوت من أقصى اتلق، كجرياف الصوت فيو غفبل غت ٤تصور كجرياف الصوت ب األلف الساكنة، كما يعتضو من الضغط كاتصر باألصابع كالذم يعرض للصوت ب ٥تارج اتركؼ من ا١تقاطع،

.2ختبلؼ األصوات ىناؾ كاختبلفها ىنا"كا

فتح عثماف بن جت النحوم األزدم بالوالء، كاف أبوه ركميا ٦تلوكنا لسليماف بن فهد بن أتد األزدم من أعياف ا١توصل. كلد ىو أبو ال - 1

ىػ، كقد الـز أبو الفتح أبا علي الفارسي أربعت عامنا حىت صار كأنو كاتب لو، كيظهر ىذا ب سر الصناعة حيث يذكره 334أبو الفتح سنة النحو على ا١تذىب البصرم كأخذ أيضا عن: أتد بن ٤تمد ا١توصلي، كأبو بكر ٤تمد بن اتسن ا١تعركؼ بابن مقسم، كركل كثتنا، ككانا ب

ىػ، انظر ترتتو ب: معجم 392عن أيب الفرج األصبهاين صاحب األغاين، كعن أيب حاب السجستاين، كعن أيب عباس ا١تربد، توب سنة .1585، ص.4ـ، ج.1993ىػػ، 1414، 1ار الغرب اإلسبلمي، بتكت، لبناف، ط.األدباء، ياقوت اتموم، نشر د

.22، ص.1ـ، ج.2000ىػ، 1421، 1سر صناعة اإلعراب، أبو الفتح عثماف بن جت، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، ط. - 2

Page 109: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

101

قد بلغ درجة متقدمة العريب القدن داللة كاضحة على أف البحث الصوب ىذا ا١تقتطفيػػػػدؿ ها ثالدرس الصوب قد تتبع تليل الصوائت أثناء حدك ىذا ب التحليل، كيدؿ من جهة أخرل على أف

امت فقط بل مشل أيضا الصوائت، تا ب ذلك من البداية إب النهاية، كب يقتصر ذلك على الصو فإفاتركات كحركؼ العلة معا، كإف كاف األمر ىنا يتعلق بابن جت باعتباره ٨تويا ال باعتباره ببلغيا،

ذلك ال ٯتنع من أف ٧تد صدل آلرائو كآراء غته من النحويت كالفبلسفة ب كتب الببلغيت، عند ابن جت كاترجاين كغت٫تا ب يكن معياريا با١تفهـو كخصوصا إذا اعتربنا أف مفهـو النحو

ينطق بو أىل يقـو على كصف كبلـ العرب كما كافا١تتعارؼ عليو لدل ا١تتأخرين، كلكنو كاف الفصاحة منهم، ك١تا قالوا عن النحو بأنو انتحاء كبلـ العرب إ٪تا كانوا يقصدكف طريقة الكبلـ كما

ىي.

احملدثوف تيعا باتانب الصوب ب اللغة العربية، فأفردكا ٢تا ا١تباحث اىتم العرب القدماء ك ا٠تاصة كفصلوا فيها الكبلـ، كإذا كاف القدماء قد تعوا مباحث الصوت تلة كاحدة كتدثوا عنها ب كيليتها؛ فإف احملدثت قد حاكلوا أف يفصلوا بت مستويت اثنت من الدراسة الصوتية ٫تا: علم

وات العاـ الذم يدرس أجهزة النطق كطريقة عملها كالصوت الفيزيائي ككيفية حدكثو، ككذلك األصالصوت السمعي كىو يبت األثر الصوب ب جهاز استقباؿ األصوات لدل اإلنساف، بينما يتمثل

. 1ا١تستول الثاين ب علم التشكيل الصوب الذم يدرس ا١توقعيات كخواصها كضوابطها

الراجحي بأف بعض الدراسات اللغوية أصبحت تنظر إب النحو نظرة معيارية، ب شعرى عبده حت أف أصلو كصفي، كأف "الدرس النحوم عند العرب ب يكن "معياريا" كما يذىب بعض

ـ، 2009ىػ، 1430، 1تاب اتديث، اتزائر، ط.يينظر: أبنية العربية: دراسة ب علم التشكيل الصوب، عبد الغفار ىبلؿ، دار الك - 1

.03ص.

Page 110: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

102

الباحثت، لكنو تقدن لكبلـ العرب "كما ىو"، كىو ما ٯتكننا أف نفهمو من لفظة "انتحاء" كمن . 1ا ابن جت كثتا من الظواىر النحوية"الطريقة اليت فسر

كقد كردت لفظة "انتحاء" ب كتب التاث دالة على اتباع طريقة العرب ب تأليف كبلمهم نظما كنثرا، أم أف معناىا كاف يتسع ليشمل كصف لغة العرب من حيث خصائصها كلها، بينما ٧تد

استبعاد ٤تاكلة ى ضبط الكلمات كإعراا، كيبدك أف ىذا ا١تصطلح فيما بعد يضيق مفهومو ليقتصر علتلك كب يبق ل ،اللغوم فا٨تسرت فائدتو بحػػػػػػثقد جت على ال لغويػػػػػػػػػػػة اتديثةالدراسات ال با١تعت

ذلك الشموؿ ا١تعركؼ. الدراسات

احة الكبلـ يقف العلوم ب ضوء ا١تبلحظات السابقة على أ٫تية الدراسة الصوتية ب بياف فصكببلغتو، ككاف منطلقو ب ذلك ببلغيان، فهو ب يدرس خصائص اتركؼ من حيث خصائصها الصوتية من منظور صوب تت، كلكنو حاكؿ أف يستثمر ىذه ا٠تصائص ب بياف فصاحة ا١تفردة أك

ياف اتملة، كحاكؿ من خبلؿ ذلك أف يقف على ببلغة الكبلـ بريمتو، كقد مر بنا أنو حاكؿ بالشركط اليت كجب توفرىا ب اللفظ حىت يكوف فصيحان، كيبدك أف ىذه ا٠تصائص ال تتعلق باللفظة

لدل انفرادىا، كلكنها تتد لتشمل التاكيب.

ب يدرس العلوم ا٠تصائص الصوتية للمفردات كاتركؼ من أجل ذاهتا، كلكن ىدفو كاف ٤توران سع ب ىذه الدراسة، كيبدك ٦تا تقدـ أنو جعل ٢تا منصبا على توظيفها ببلغيان، كمن ب ب يتو

عاما سار عليو ب ذلك، كىو اعتبار السهولة كالوضوح ب الكبلـ، كالذم دعاه إب ذلك ىو طبيعة الدراسة اليت هنض ا ب الطراز، كاليت تقـو على مصطلحي الببلغة كالفصاحة أساسان.

الصوتية إب طلب السهولة كالوضوح ب ذلك فقد رأينا ٯتيل العلوم لدل حديثو ب ا١تباحث كيف أنو حاكؿ أف يبت الصفات ا١تثالية اليت ٬تب أف يكوف عليها الصوت العريب عندما يساىم ب

.150ـ، ص.1993، 1فقو اللغة ب الكتب العربية، عبده الراجحي، دار ا١تعرفة اتامعية، اإلسكندرية، مصر، ط. - 1

Page 111: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

103

فقد رأل بضركرة التناسب بت األصوات تيث ال يكوف تشكيل ا١تلفوظ سواء أكاف كلمة أـ تلة، ىنالك ثقل أك استكراه.

ا٠تصائص السابقة اليت أشار إليها العلوم على اللفظ ا١تفرد؛ كلكنها تتسع لتعيم ال تتوقف٥تتلف ا١تستويات، فحىت عندما يتعلق األمر بالربط بت الكلمات فيما بينها؛ ال بد من كجود ة السهولة ا١تشار إليها سابقان، كقد رأينا كيف مثل العلوم لذلك بأمثلة يصعبي فيها النطق باتيمل

نتيجة عدـ مراعاة شرط السهولة الذم يتطلب عدـ اتمع بت ا١تتنافر من اتركؼ كالكلمات.

ا إب ا١توقعيات اليت تنشأ أشار العلوم إب بعض التقسيمات الصوتية للحركؼ العربية، كتديدن، ككاف تثو ٢تذا التقسيم دؼ 1فيها اتركؼ لدل النطق ا، كقسمها إب ٣تموعات ثبلث

التعريف بو من جهة، كمن أجل الوقوؼ على اتركؼ ا١تتقاربة ا١تخارج من جهة ثانية.

من معرفة ٣تموعات -تسب العلوم –موقعيات اتركؼ العربية ٯتكننا الوقوؼ على نبنا الثقل كاالستكراه، فالتقسيم السابق اتركؼ اليت ال ينبغي أف تكوف متجاكرة ب النطق، ٦تا ٬تي

نا ثبلث ٣تموعات، ككل ٣تموعة فيها حركؼ متقاربة ا١تخرج ال ينبغي أف تتمع للحركؼ يعطي متجاكرة ب كلمة كاحدة، كال ينبغي أيضان أف تكوف متجاكرة لدل تتابع الكلمات.

نفسو حيحة على إطبلقها، فقد كقف ىػػػػػوب تكن ا١تبلحظات السابقة اليت أكردىا العلوم صأقرىا ب ىذا الشأف، كلكنها كانت أمثلة قليلة فكانت ب حكم الشاذ على أمثلة تنقض القواعد اليت

فىظ كال ييقاس عليو، كبا١تقابل كجدنا العلوم نفسو ينقض ىذه القواعد أحيانان كذلك حت الذم ٭تييستعمل حركفان متقاربة أدت إب ثقل اللفظ كاستكراىو، كلكنها استعماالت ب اتقيقة سا٫تت ب

ان عن تقارب ا١تخارج كما ذكرنا ، كتفهـو ا١تخالفة؛ العلوم ، كذلك عندما نرل الثقل نات تأكيد آراء فإف تباعد ا١تخارج يكوف دليبلن إب السهولة كالفصاحة، كىو ما ذكره العلوم أيضان.

1 ٠ثظش: جسث افظبزخ ػذ اؼ سبثمب -

Page 112: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

104

عقد العلوم كلمة ب اتزء الثالث من الطراز كجعلها تتمحض لطبيعة التأليف بت اتيمل ا عيقيب بعض، كأحكاـ ذلك، ككاف كل ما ذكره ب ىذا الشأف متعلقان بالقرآف الكرن، كذكر بعضه

ألنو يندرج ضمن التكمبلت اليت أشار إليها ب خيطة الكتاب.

ك٦تا ذكره ب ىذا الشأف أف تقدن اتيمل عن بعضها بعض أك تأختىا ىي مسألة ال تلو من ماكرد ب قولو تعاب: " ، كمن ذلك 1لطائف كأسرار لغوية كببلغية

"2 ، فقد قدـ اهلل عز كجلػػػػخاطب أكالن فإذا تنبو إب أف أمران ما ىو ميطالىب بو؛ جاالنداء على األمر ألف الن ء األمر داء تنبيو للمي

بعد ذلك ييطالبو بشيء ما، كلكن ىذا التتيب اتديد ٬تب أف ٮتضع لقواعد الصوت اللغوم العريب، ات فبل ٯتيكن أف نصل إب ا١تعت اتديد ا١تطلوب على حساب التآلف الصوب بت اتركؼ كالكلم

كاتيمل، كأكؿ ما يثت انتباه ا١تتلقي ب الكبلـ ىو تآلفو الصوب، ألنو أكؿ ما يصل إب السمع كبالتاب إب اإلدراؾ.

يكوف ترتيب اتيملة العربية كفق ا١تعت الذم يرمي إليو الػػػػميتكلم، فهناؾ ؛إذف؛ ترتيب معيارم ، كالقواعد اليت ، كلكن ىذا التتيب كث3خاص يتم كفقو اإلسناد ضيبطت لتتيب عناصر تان ما ينخـر

اتيملة كثتان ما يتم ا٠تركج عنها لدكاعو ببلغية، كأكثر ما يكوف ذلك ضمن العبارات األدبية اليت ترج عن معيار اللغة.

يسعى متكلم اللغة دائما إب أف يكوف كبلمو منسجمان، أم أف تكوف عباراتو كمفرداتو قائمة نسجاـ فيما بينها، كاالنسجاـ ب عمومو "مطلب إنساين اجتماعي، يسعى كل ٥تلوؽ عاقل على اال

إب تقيقو، ب تيع ٣تاالت حياتو كب معامبلتو مع غته؛ فباالنسجاـ يتعامل الناس، كبو يتفا٫توف،

1 .135، ص.3يينظر: الطراز، ج. -.44سورة ىود، اآلية: - 2 ق، 1416، 1، لبناف، ط.بتكت الشامية، الدار سوريا،دمشق، القلم، دارظر: الببلغة العربية، عبد الرتن بن حسن ا١تيداين الدمشقي،ين -3

. 350، ص. 1ـ، ج.1996

Page 113: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثرىا العلوم عند الصوتية ا١تباحث : األكؿالفصل

105

ملو تبلـؤ كتناسق ب مقابل التنافر كالتنابز، كىو ب اللغ ة قائم على إقامة كبو يتعاكنوف....، كىو ب ٣تي . 1التوازف كتنظيم العبلقات بت عناصر البناء كالتكوين، اإلفرادم كالتكييب"

ب يكد العلوم ٮترج ب تليبلتو الصوتية كنظرتو إب طبيعة التأليف الصوب بت ا١تفردات على ية كالببلغية قبلو، بل ما كاف سائدان مشهوران بت الناس، فقد رأينا أنو درج على متابعة الدراسات الصوت

سب لو ىنا، فييعتربى كرأيناه يورد كثتان من األمثلة ا١تكركرة ب ىذا الشأف، كلكن الذم ٯتيكن أف ٭تياكلتو تبسيط ا١تفاىيم تيث تكوف أيسر لدل التناكؿ، باإلضافة إب تثو ألمثلة جديدان عنده ىو ٤تي

كالببلغية أهنا تتزئ ب مألوؼ العادة بأمثلة ٤تدكدة متنوعة كمتعددة، فعهدنا بأكثر البحوث الصوتية يرل صاحبها أهنا تفي بالغرض، كلكننا نرل العلوم ىنا يقف على أمثلة كثتة.

1 .118ـ، ص.2006، 2الػميجمل ب ا١تباحث الصوتية من اآلثار العربية، مكي درار، دار األديب، كىراف، اتزائر، ط. -

Page 114: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

ــ ام ل ــــطـــامف ينثاــــ امؼلوي قبل امبالغيني غيد امرتكيبية املباحث

Page 115: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

107

:أوال: علم المعاني عند الجرجاني

ىػ( من أكثر 471)ت. 1بكر عبد القاىر بن عبد الرتن بن ٤تمد اترجاين قد يكوف أبو ر اتديث من حو٢تم، كاىتم الناس تؤلفاهتم اىتماما متميزا، كما ذلك إال أل٫تيتها كثي الببلغيت الذين

كقيمتها الببلغية، كقد يكوف من ا١تفيد أف نشت إب اتذكر الفكرية كالفلسفية اليت استند إليها رجاين ب إخراج مؤلفاتو كخصوصا "دالئل اإلعجاز" ك"أسرار الببلغة"، ألف ذلك قد ٬تيب عن ات

كثت من التساؤالت اليت ٯتكن أف تطرح أثناء مناقشة أعمالو، خاصة إذا علمنا أف كثتا من عدـ من وف يؤطركف توثهم تذاىبهم الفكرية ، بل قد ال نكانوا ال ينفك ؛كالدارست عموما ؛الببلغيت

كاف دافعو األكؿ لدل التأليف ىو إثبات بعض األفكار كالطركحات اليت ينهض عليها ا١تذىب ، ان الكبلمي أك االتاه الفكرم كالفلسفي الذم ينتمي إليو، فا١تسألة؛ إذف؛ ب تكن مسألة ببلغية صرف

يعتقد الببلغي أك كإ٪تا كانت ب بعض األحياف إبرازا أك دفاعا عن اتاه فكرم معت ىو غالبا ما ا١تتكلم صحتو.

ب الشافعي، أىخذ و أبو بكر عبد القاىر بن عبد الرتن بن ٤تمد اترجاين، النحوم الميتىكىلم على مىذىىب األىشعىرم الفىقيو على مىذىى ى - 1

يع النحو ترجاف عىن أيب اتيسىت ٤تيىمد بن اتسن الفىارسي ابن أيخت الشيخ أيب عىلي الفىارسي كىصى ارى اإلمىاـ المىشهيور المىقصيود من تىة فىأخذ مىا ك جد كىعبد القاىر ينظر كىب اتهىات مىعى الدين ا١تتت كالورع كالسكوف، قىاؿى السلىفي كىافى كرعا قانعا دخل عىلىيو لص كىىيوى ب الصبلى

تو، قىاؿى كىتعت أىبىا ٤تيىمد األبيوردم يػىقيوؿ مىا مقلت عىيت لغويا كىأما ب النحو فعبد القاىر، كىمن مصنفاتو كتاب الميغت ب شرح يقطع صبلىث ٣تلدات كىكتاب إعجاز القيرآف الكىب يضىاح أىيضا ثىبلى ثتى ٣تلدا كىكتاب ا١تقتصد ب شرح اإل ت كإعجاز القيرآف الصغت اإليضىاح ب ٨تىو من ثىبلى

ا اتمل، كىمن المائىة كا١تفتاح كىشرح الفىاتىة كالعمدة ب التصريف كىكتاب اتمل الميختىصر المىشهيور كىكتاب التػلخيص ب شرح ىىذى كالعوامل شعره:

كمل إبى اتىهل ميل ىائم( ...)كرب على العلم الى ترمو فالسعد ب طالع البػىهىائم( ...)كعش تارا تعش سعيدا

ن السبكي، توب سنة إحدىل كىسبعت كىقيل أىربع كىسبعت كىأىربىعمائىة. )ينظر: طبقات الشافعية الكربل، تاج الدين عبد الوىاب بن تقي الدي. ككرد 150، ص. 5ىػ ، ج.1413، 2و، نشر دار ىجر للطباعة كالنشر كالتوزيع، ط.تح. ٤تمود ٤تمد الطناحي، عبد الفتاح ٤تمد اتل

؛ كىكىافى اإلمىاـ المىشهيور أىبيو بكر. أىخذ النحو عىن ابن أيخت الفىارسي، كىب يىأخيذ عىن غىته ألىنوي ب ٮترج عىن بػىلىده ب "بغية الوعاة" للسيوطي :"يضىاح، ا١تقتصد ب شىرحو، إعجاز القيرآف الكىبت كىالص من كبار أىئمة ال غت، اتمل، عىرىبية كىالبػىيىاف، شافعيا، أشعريا. صنف الميغت ب شرح اإل

)ينظر: بغية الوعاة ب طبقات كىسبعت كىأىربىعمائىة." -كىقيل أىربع -العوامل المائىة، العيمدىة ب التصريف، كىغت ذىلك . مىاتى سنة إحدىل . 106، ص. 2اللغويت كالنحاة، جبلؿ الدين السيوطي، تح. ٤تمد إبراىيم أبو الفضل، ا١تكتبة العصرية، صيدا، بتكت، لبناف، د.ت. ج.

Page 116: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

108

، فقد كاف شافعيا متكلما تابعا ب 1ينتمي عبد القاىر اترجاين فكريا إب ا١تذىب األشعرم ىػ( الذم عيرؼ عنو بأنو كاف 324نسبة إب أيب اتسن األشعرم )ت.الذين ىم ذلك لؤلشاعرة

لمعتزلة أصحاب إبراىيم النظاـ، ب انفض عنهم ينصر السنة بالدليل، كقد كاف ب أكؿ أمره تابعا ل، كا١تذىب األشعرم ينهض على ٣تموعة من ا١تبادئ منها أف ما 2كألػفى ثبلثة من الكتب تيكفر النظاـ

يدكر ب النفس " ىو األصل كاألساس، كما نراه من الكبلـ ليس إال ظبل ١تا ب النفس كرمزا لو، كما صورة لتتيبو ب النفس، كأف اللغة ليست ٣تموعة من األلفاظ بل ترتيب الكبلـ احملسوس سول

٣تموعة من العبلقات بت الدالالت كرموز ا١تعاين ا١تتمثلة ب األلفاظ ألداء ما ب النفس... كأنو ال . 3قيمة لؤللفاظ ب ذاهتا"

كالفرؽ عندىم بت فعل كاألشاعرة يركف أف الداللة ٤تدثة أم طارئة؛ بينما ا١تدلوؿ قدن كأزب، القراءة كا١تقركء كالفرؽ اتاصل بت الذكر كا١تذكور، فالذكر حادث طارئ بينما ا١تذكور قدن، كإ٪تا

. 4الذكر كالقراءة ىو الذم جعلو يظهر آنيا

صلت، كاإلبانة عن ىػ، كمن أىم مؤلفاتو: مقاالت اإلسبلميت كاختبلؼ ا١ت324األشعرية ىم أصحاب أيب اتسن األشعرم ا١تتوب سنة - 1

إب أيب موسى األشعرم رضي اهلل عنهما، كتعت من عجيب االتفاقات أصوؿ الديانة ، كقد ذكر الشهرستاين أف أبا اتسن ىذا ينتسب "و، أف أبا موسى األشعرم رضي اهلل عنو كاف يقرر عت ما يقرر األشعرم أبو اتسن ب مذىبو، كقد جرت مناظرة بت عمرك بن العاص كبين

فقاؿ عمرك: أين أجد أحدا أحاكم إليو ريب. فقاؿ أبو موسى: أنا ذلك ا١تتحاكم إليو فقاؿ عمرك: أك يقدر على شيئا ب يعذبت عليو؟ قاؿ:(، كمن أئمتهم أيضا أبو ا١تعاب اتويت، 1/94نعم. قاؿ عمرك: كب؟ قاؿ: ألنو ال يظلمك. فسكت عمرك، كب ٭تر جوابا") ا١تلل كالنحل:

و "عبد ا١تلك بن أيب ٤تمد عبد اهلل بن يوسف الفقيو الشافعي، ضياء الدين؛ أحد األئمة األعبلـ من بلدة جوين بنيسابور. ظهر ب كقت كىه ب اشتد فيو التعصب بت األشعرية كخصومهم. ككاف اتويت متبحرا ب العلـو كا١تعارؼ، فأفاد األشعرية. كدافع عنهم دفاعا ٣تيدا فشاع ذكر

فاؽ. ب خرج إب مكة فجاكر ا أربع سنت ينشر العلم. ك٢تذا قيل لو إماـ اترمت. كعاد إب نيسابور ب رحل منها إب بغداد فتوب اآلالتدريس با١تدرسة النظامية كا٠تطابة كالتذكت كاإلمامة كىجرت لو االس، كانغمر ذكر غته من العلماء كشاعت مصنفاتو. توب سنة

.361/ 1(، كانظر أيضا: ابن خلكاف: كفيات األعياف:98و، ص.ىػ")نفس478، كانظر أيضا: الفىرؽي 146ـ ، ص.1979، 1ينظر: مع الببلغة ب تارٮتها، ٤تمد علي سلطاين، دار ا١تأموف، دمشق، سوريا، ط. - 2

. 115ـ ، ص. 1977، 2بت الفرىؽ، أبو منصور عبد القاىر البغدادم، دار اآلفاؽ اتديدة، بتكت، لبناف ، ط .148نفسو ، ص. - 3ا١تلل كالنحل، أبو الفتح ٤تمد بن عبد الكرن بن أيب بكر أتد الشهرستاين، مطبعة مصطفى البايب اتليب، القاىرة، مصر، د.ت. - 4 .96، ص. 1ج.

Page 117: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

109

اترجاين ينظر إب أف اإلعجاز ب القرآف الكرن ال يعود القاىر كمن بعض ىذا ا١تنطلق كاف عبد أللفاظ ب حد ذاهتا؛ ألهنا ليست ب آخر األمر سول دليبل على ا١تعاين، كبذلك يفقد اللفظ إب ا

عنده تلك ا١تكانة اليت كاف يتميز ا عند من يؤثركف اللفظ على ا١تعت كيقدمونو، كليس معت ىذا أنو ع غته من األلفاظ ليس ىناؾ قيمة للفظ البتة؛ كلكن األمر قائم على اعتبار أ٫تية اللفظ ب انتظامو م، كبا١تقابل ينفي عبد ال على انفراده، كإ٪تا تكمن أ٫تية اللفظ عندما يركب مع غته ب سلسلة كبلمية

كاعلم أف الداءى الدكم، كالذم القاىر أف يكوف الشأف كا١تزية ب الشعر تعود للمعت، يقوؿ ب ذلك:" ـى ال شعرى تعناه، كأقل االحتفاؿى باللفظ، كجعىلى ال ييعطيو من ا١تزية أعيا أمريهي ب ىذا الباب، غىلطي من قد

: "ما ب اللفظ لوال ا١تعت؟ كىل الكبلـي إال تعناه؟ ". إف ىو أىعطى إال ما فىضىل عن ا١تعت يقوؿيكمعت نادرو، فأنتى تراهي ال ييقدـ شعران حىت يكوفى قد أىكدىعى حكمةن كأىدبان، كاشتملى على تشبيوو غريبو

فإف ماؿى إب اللفظ شيئان، كرأل أف ينحلىو بعضى الفضيلة، ب يىعرؼ غتى "االستعارة"، ب ال يػىنظير ب حاؿ تلك "االستعارة" أىحىسينىت تجرد كوهنا استعارةن، أىـ من أجل فػىرؽو ككىجوو أـ لؤلمرىين؟ ال ٭تفلي

واىر األمور، كباتيمىل، كبأف يكوفى كىمىن ٬تىليبي ا١تتاعى للبيع، إ٪تا ٫تو أف يركجى ذا كشبهو، قد قػىنىعى بظ، كأب فيو بقوؿ كذا"، : "أخذىهي من فبلفو عنو. يرل أنو إذا تكلمى ب األخذ كالسرقة، كأحسىنى أف يقوؿى

. 1"فقد استكمل الفضلى، كبلغى أقصى ما يرادي

، كال عجب فقد كاف اتاحظ ىػ(255)ت.كاف ب بعض ذلك متأثران بآراء اتاحظكقد أديبا ببلغيا ذائع الصيت، ككثتا ما ٧تده يؤكد على أ٫تية السبك كجودتو ب ببلغة الكبلـ، كتعقيبو على بييت أيب عمرك الشيباين مشهور، كمن ذلك أيضا ما أكرده اترجاين من تعليق اتاحظ حوؿ

لسبك ب حسن العبارة ، كذلك حت يقوؿ كىو يتحدث عن ركاة األخبار باعتبارىم من أ٫تية اكرأيتى عامتىهم، فقد طالىت ميشاىىدب ٢تىيم كىيم ال يىقفوفى إال على ... أصحاب األدب كالببلغة:"

ـ ، 1992ىػ ، 1413، 3ا١تدين، القاىرة، ط.دالئل اإلعجاز ب علم ا١تعاين، عبد القاىر اترجاين، تح. ٤تمود ٤تمد شاكر، مطبعة - 1

.251ص.

Page 118: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

110

ة، كا١تعاين ا١تنتخىبة، كا١تخىارج السهلة، كالديباجة الكرٯتة، كعلى الطبع ا١تتمكن، كعلى األلفاظ ا١تتخت .1السبك اتيد، كعلى كل كبلـو لو ماء كركنق"

:2ت اتطيئةيكقولو ب ب

د ختى نارو عندىىا ختي مىوقد مىتى تىأىتو تػىعشيو إب ضىوء ناره تى

دىح ذا البيت إال مىن ىيوى ختي أىل األرض، على أىين ب أيعجىب تعناه أكثرى من "كما كافى ينبغي أف ٯتيعىجىيب بلفظو، كطىبعو، ك٨تىتو، كسىبكو، فيػىفهىمي منو شيئان أك يقفي للطابىع كالنظاـ كالنحت كالسبك

ا خفيى على كثتو ىخىارج السهلة، على معت، أك ٭تىلى منو بشيءو، ككىيفى بأف يػىعرفو؟ كلرت 3" من أىىلوكا١ت

ػػػػػتخت كالطبع كالنحت كالس كا١تخارج بك كالطابع كالنظاـ، كالتقاطع بت التصورين كاضح، اللفظ الػػػػمي السهلة ، أغلبها يصدر من معت كاحد ىو ا١تعت نفسو الذم يقيم عليو اترجاين نظرية النظم.

تهود عبد القاىر ب بياف أ٫تية ا١تستول يشيد عبد ا٢تادم بن ظافر الشهرم ب ىذا الشأف التكييب ب بناء النصوص، كأ٫تيتو أيضان ب الداللة كتبليغها، كذلك حت يرل بأف ا١تستول التكييب " من أنسب ا١تستويات اللغوية اليت تسمح للمرسل بتوظيفو إلبراز استاتيجية ا٠تطاب تداكليان، كيػيعىد

من بلور ذلك من خبلؿ توظيفو للتعبت عن القصد الذم يتوخاه عبد القاىر اترجاين من أبرز .4ا١ترسل"

أفرط عبد القاىر ب التأكيد على أنو ال أ٫تية للفظ منفردا من دكف سياؽ لغوم ٬تمعو مع س بأف من كاف حولو من ا١تهتمت ذا الشأف كانوا ال يزالوف يتمسكوف بآراء غته، ككأنو كاف ٭تي

.ـ.س - 1ديواف اتطيئة، اتطيئة جركؿ بن أكس بن مالك، بركاية كشرح ابن السكيت، دراسة كتبويب: مفيد ٤تمد قميحة، دار الكتب العلمية، - 2

.70ىػ، ص.1424ـ، 2003، 3بتكت، لبناف، ط. .251ص. ـ.ـ.س.دالئل اإلعجاز، - 3

اتيجيات ا٠تطاب: مقاربة لغوية تداكلية،عبد ا٢تادم بن ظافر الشهرم، دار الكتاب اتديد ا١تتحدة، بتكت، لبناف، است - 4 .71ـ، ص.1،2004ط.

Page 119: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

111

ة أخرل أسست لطبيعة اإلعجاز القرآين كالصرفة كاإلعبلـ بالغيوب كالفواصل، فكاف يبدئ ببلغيكيعيد ب التذكت بأ٫تية النظم، كأنو األساس األكؿ ب اإلعجاز البياين للقرآف الكرن، يقوؿ مبينا أ٫تية

النظم ب قولو تعاب:"

"1 يقوؿ ب ذلك :" ىل ترل لفظة منها تيثي لو أيخذىت من بت ،ا منى اآلية؟ قيل: "إبلىعي"، كاعتربىا أىخواهتا كأيفردت، ألىدت منى الفصاحة ما تيؤديو كىي ب مكاهن

كحدىىا من غت أف تػىنظيرى إب ما قػىبػلىها كما بعدىىا، ككذلك فاعترب سائرى ما يليها.

، ب أيمرىت، ب ب أف أ العظمة ب أف نيوديت األرضي ككيفى بالشك ب ذلك، كمعلوـه أف مبدى: كاف النداء "بيا" ديكفى "أم"، ٨ت "، ب إضافة "ا١تاء" إب "الكاؼ"، دكفى أف يقاؿى وي "يا أيتها األرضي

"ابلعي ماءؾ" ، ب أف أيتبعى نداءي األرض كأمريىا تا ىو من شأهنا، نداءى السماء كأمرىىا كذلك، تا صها، ب أف قيل: ك }كىغيضى المىاء{، فجاء الفعلي على صيغة "فيعل" الدالة على أن و ب يىغض إال ٮتى

بأىمر آمرو كقيدرة قادرو، ب تأكيدي ذلك كتقريريه بقولو تعاب: }كىقيضيى األىمري{، ب ذكري ما ىو فائدةي ىذه األمور، كىو: }استػىوىت عىلىى اتيودم{، ب إضماري "السفينة" قػىبل الذكر، كما ىو شرطي الفخامة

. 2 مقابلة "قيل" ب ا٠تاتة "بقيل" ب الفاتة؟"كالداللة على عظىم الشأف، ب

كٯتكن أف نشت ىنا إب أف اترجاين ال يلبث يؤكد على أف ا١تقصود بأ٫تية التكيب ليس مقصودا بو تركيب األلفاظ ب حد ذاهتا من حيث ىي أشكاؿ، كلكن من حيث ىي دالة على

اترجاين إ٪تا ىو اتساؽ بت معاين األلفاظ بالدرجة األكب، أما ا١تعاين، فاالتساؽ ا١تشار إليو من قبلاالتساؽ الشكلي بت ا١تلفوظات فإف ذلك يعود إب ا١تباحث الصوتية، كقد أشرنا إليها ب الفصل السابق، كيبدك أف ىذه ا١تباحث قد كقع االتفاؽ على أكثرىا، فقد ألفينا كثتا من الببلغيت كا١تهتمت

صوتيات يرددكف بعض ىذه ا١تباحث، كسبلمة اللفظ من االستكراه كالغرابة، كتباعد ٥تارج بشؤكف ال

.44سورة ىود، اآلية - 1 .46ص.،ـ.ـ.س. دالئل اإلعجاز - 2

Page 120: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

112

اتركؼ، بل كجدناىم ب أحايت كثتة ييكرركف أمثلة بأعياهنا للغرض نفسو، فبل جـر كانت ا٠تصائص اليت توصلوا إليها متشاة إف ب نقل إهنا كانت متطابقة.

أف نشت إب أف تأثر اترجاين قد بدا كاضحا تن كاف قبلو من كحىت نكوف منصفت ال بد الببلغيت، فهو ب ينطلق من فراغ ب اتديث عن مسألة النظم كبناء مباحثها، فقد حاـ حو٢تا ببلغيوف كيثػره، كلكن اترجاين ىو الذم أسسها تأسيسا نظريا صارما إب حد ما، كلعل من الذين

رجاين كاضحا، القاضي عبد اتبار ا١تعتزب الذم ذكر إشارات كاضحة عن مسألة كاف تأثتىم ب ات لقرآف كدخو٢تا ب إعجازه البياين .نظم ا

كقد تأثر ب كل ذلك بأستاذه أيب ىاشم اتيبائي، كا١تبلحظ أف اتبائي ب ييرجع إعجاز القرآف و من جهة ثانية، كقد حاكؿ تلميذه عبد اتبار إب نظمو؛ كلكنو أرجعها إب معانيو من جهة، كألفاظ

ضا إب طرؼ ثالث ىو انطبلقا من تصور اتبائي ىذا أف يستدرؾ على أستاذه أف اإلعجاز ييرد أي تركيب الكبلـ.

كيذكر عبد اتبار رأم أستاذه ا١تذكور فيقوؿ:" قاؿ شيخنا أبو ىاشم: إ٪تا يكوف الكبلـ ن معناه، كال بد من اعتبار األمرين، ألنو لو كاف جزؿ اللفظ ركيك ا١تعت ب فصيحا تزالة لفظو كحس

ييعد فصيحا، فإذف ٬تب أف يكوف جامعا ٢تذين األمرين. كليس فصاحة الكبلـ بأف يكوف لو نظم ، ب يذكر رأيو ب بياف إعجاز القرآف، فتل أف إعجاز القرآف مثلما يكوف ب فصاحة ٥1تصوص"

اؿ معناه؛ فإنو يكوف أيضا ب حسن سبكو، كإحكاـ نظمو، يقوؿ ب ىذا الشأف:" اعلم لفظو، ك تأف الفصاحة ال تظهر ب أفراد الكبلـ، كإ٪تا تظهر ب الكبلـ بالضم على طريقة ٥تصوصة، كال بد مع ، الضم من أف يكوف لكل كلمة صفة، كقد ٬توز ب ىذه الصفة أف تكوف با١تواضعة، اليت تتناكؿ الضم

، عن: 197، ص16ج.مصر، الثقافة كاإلرشاد القومي،كزارة ا١تغت ب أبواب التوحيد كالعدؿ، القاضي عبد اتبار ا١تعتزب، نشر - 1

. 115ص. ـ.ـ.س.الببلغة: تطور كتاريخ،

Page 121: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

113

، كيبدك أف عبد القاىر اترجاين قد 1كقد تكوف باإلعراب الذم لو مدخل فيو، كقد تكوف با١توقع"التقط ىذه الفكرة من عبد اتبار كانطلق ا ٨تو أفق التطوير كالتوسع كالتدقيق ليبت ا نظرية النظم

ا١تعركفة.

يات األداء الفت، ك٭تكم عليها من من أجل ذلك كاف عبد القاىر اترجاين ينظر إب " جزئ خبلؿ النص بوصفو كيبل كاحدا، كبنية متكاملة.. انعكاسا تاؿ ىذا النص حينما كاف ٬توؿ ب نفس صاحبو فكرة متابطة، كبنية متكاملة، كشعورا موحدا.. قبل أف يعرب عنو باأللفاظ كالصور، كغتىا من

ذه من اترجاين ب تكن لتقصي اللفظ ا١تفرد من كل ، كلكن كجهة النظر ى 2كسائل األداء الفت"نا كبالرقة كالسبلسة مزية، بل إف أ٫تيتو تبقى مصونة، من حيث كونيو متميزا بالفصاحة كاتزالة أحيا

. أحيانا أخرل

كلكن مسألة اإلعجاز ىي اليت دعت اترجاين لينظر كفق ىذا ا١تنظور كذلك ألف رد اإلعجاز إب ٣ترد األلفاظ ب ذاهتا ىو أمر غت مقنع، ألف ىذه األلفاظ ىي ٦تا يستعملو الناس تيعا ب القرآف

فبل كجو إلعجازيتها ، كإ٪تا تكوف معجزة إذا انتظمت مع غتىا، كبذلك يتوصل اترجاين إب أف ض ٦تا كاف إعجاز القرآف الكرن ال يعود إب ما فيو من الصرفة مثبل، أك من عدـ التفاكت كالتناق

، كإ٪تا يعود إب النظم. 3متعارفا عليو ب ىذا الشأف

ىػ( أف اللغة ب أصل 403يرل األشاعرة كعلى رأسهم أبو بكر ٤تمد بن الطيب الباقبلين )ت. كضعها األكؿ توقيف من اهلل عز كجل كذلك " ما داـ كبلمو تعاب عندىم صفة ذاتية قدٯتة من

اب، كىذا تبلؼ ا١تعتزلة الذين كانوا يركف أف الكبلـ الرباين صفة فعلية بعيدة كل صفاتو سبحانو كتع

.116ـ.س.ص. - 1 .148ص. ـ.ـ.س.مع الببلغة ب تارٮتها، - 2ـ، ينظر ب ىذا الشأف: الرماين، النكت ب إعجاز القرآف، ب ثبلث رسائل ب إعجاز القرآف، تح. ٤تمد خلف اهلل، ك٤تمد زغلوؿ سبل - 3

كبعدىا. 73ـ، ص.1968ىػ ، 1387، 2ط. دار ا١تعارؼ، القاىرة،

Page 122: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

114

، كذا تتلف الفئتاف ب تصور طبيعة كبلـ اهلل عز كجل، كيبدك أف ىذا 1البعد عن صفتو الذاتية"ب ا١تسائل التصور قد ألقى بظبللو على مفهـو اللغة كالشعر كمبادئهما كجعل كل فرقة منهما تنظر إ

اللغوية كالببلغية نظرة خاصة ا.

ترل ا١تعتزلة كا١ترجئة كا٠توارج كأكثر الزيدية ككثت من الرافضة أف القرآف الكرن ىو كبلـ اهلل عز ، بينما يذىب اتنابلة إب أف كبلـ اهلل عز كجل 2كجل، كأنو ٥تلوؽ، أم أنو ب يكن موجودا ب كاف

، كىكذا تتلف الطائفتاف: ا١تعتزلة كاألشعرية ب النظر إب 3يقوماف بذاتو كإنو قدن " "حرؼ كصوتالقرآف الكرن ، كانطبلقا من ىذا االختبلؼ اختلفت نظرهتما إب اللغة كالكبلـ البشرم كمن ب إب

آف الكرن ىو الشعر كاألدب كمكوناهتما، كب ىذا الشأف ٧تد أف األشعرية كإف كانت ترل أف القر كبلـ اهلل غت ٥تلوؽ؛ فإف اتركؼ اليت يتكوف منها ككذلك األصوات كاأللواف كاألجساـ كلها ٥تلوقة حادثة ، كلكن الفئتت تتفقاف ب مسألة خلق األصوات لدل النطق، كأهنا ب تكن موجودة قبل النطق

بلؼ بينهم كبت ا١تعتزلة ب مسألة ا ب كيجدت، ككاف األشاعرة يعتفوف ب ىذا الشأف بأف ال خ خلق األصوات عند النطق ا.

، 1.التصور اللغوم ب الفكر االعتزاب: مقاربة تأكيلية ب مشكبلت ا١تعت ، ٥تتار لزعر، دار األديب للنشر كالتوزيع، كىراف، اتزائر، ط - 1

. 96ـ ، ص. 2006اعيل بن إسحاؽ األشعرم، تح. نعيم زرزكر، ا١تكتبة العصرية، صيدا، بتكت، ينظر: مقاالت اإلسبلميت، أبو اتسن علي بن إت - 2، كاتق أف ا١تعتزلة أنفسهم ينقسموف ب تقرير ىذه ا١تسألة إب ست فرؽ، منها كبعدىا 231ـ ، ص.2005ىػ ، 1426، 1ف، ط.لبنا

بينما ترل طائفة أخرل بأف كبلـ البشر عرض ال من يرل بأف القرآف جسم كأنو ٥تلوؽ، ككل شيء موجود ب ىذا الكوف فهو جسم، جوىر، كأف القرآف الكرن جسم فهو ٥تلوؽ، كأف طبيعتو صوتية فهو صوت مقطع مسموع ، كتزعم طائفة أخرل أف القرآف ٥تلوؽ هلل كىو

طائفة رابعة أف القرآف الكرن عرض، كلكنهم نفوا مع ذلك أف يكوف جسما، كيزعموف أنو يوجد ب أمكنة عديدة ب الوقت نفسو، كترل عرض كىو ٥تلوؽ، كال ٯتكن أف يكوف ب مكانت اثنت ٥تتلفت ب الوقت نفسو مثلما قالت الطائفة السابقة، كىذا ىو ما قاؿ بو جعفر بن

اء كقسم يفعلو حرب ككثت من معتزلة بغداد، كترل فرقة خامسة أف القرآف الكرن عرض، كاألعراض عندىم قسماف: قسم يفعلو األحياألموات ، ك٢تم ب ىذا آراء غريبة أخرل منها أف القرآف فعل للمكاف الذم يصدر منو، كترل طائفة سادسة أف القرآف الكرن عرض كأنو

. ٥1/153تلوؽ كأنو موجود ب أماكن كثتة، ب كقت كاحد ، كىذا الرأم قاؿ بو اإلسكاب. يينظر: ـ.س. .313ص..عن ٤تمد العمرم ب : الببلغة العربية: أصو٢تا كامتداداهتا.ـ.ـ.س.293اإل٬تي، ص. ا١تواقف،عبد الرتن - 3

Page 123: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

115

ا١تعتزلةبأف ما يقولو يذىب إب القوؿعن عبد الرتن اإل٬تي حت يؤيد الطرح السابق ما كرد كىو خلق األصوات كاتركؼ الدالة على ا١تعاين ا١تقصودة، ككوهنا حادثة قائمة، فنحن نقوؿ بو كال

بينهم ب ذلك، كما نقولو من كبلـ النفس فهم يينكركف ثبوتو، كلو سلموه ب ينفوا قدمو، نزاع بيننا ك .1فصار ٤تل النزاع نفي ا١تعت النفسي كإثباتو"

الحظت بعض البحوث على اترجاين لدل معاتتو ١تسألة اللفظ كا١تعت أنو يظهر عليو بعض انا إب إثبات ا١تزية كاأل٫تية للفظ، ب حت ينتصر ب مواضع التعارض كرتا التناقض، إذ إنو يسعى أحي

أخرل للمعت، ك"ىكذا تبدك حركة كل طرؼ من طرب ىذا الزكج ب )الدالئل(، كىي حركة تسبب بالنسبة لقارئ عبد القاىر، بل إهنا تدفع البعض إب أف يرل أف -دكف شك–غت قليل من اإلرباؾ

. 2رة، ك)ا١تعت( تارة أخرل"عبد القاىر يهاجم )اللفظ( تا

كذلك من خبلؿ تلة من األقواؿ اليت أكردىا ب كتبو الببلغية، كما أف بعضهم قد توصل إب أف طبيعة النظر إب اللفظ كا١تعت عند اترجاين تتلف باختبلؼ السياؽ الذم يكوف فيو، فإذا كاف

يدا القاضي عبد اتبار ا١تعتزب ، فإف األمر يكوف على ىذا السياؽ ىو سياؽ الصراع مع ا١تعتزلة كتدأثرا العكس ٦تا إذا كاف األمر يتعلق بالصراع مع اللغويت ، من أمثاؿ أيب عمرك الشيباين الذم كجد

.كبتا لدل العامة من الناس

، كفيو أيضا:" كقالت ا١تعتزلة : أصوات كحركؼ )أم كبلـ اهلل( ٮتلقها اهلل ب غته؛ كاللوح 294ا١تواقف، عبد الرتن اإل٬تي، ص. - 1

، كىو حادث ، كىذا ال ننكره ، لكنا نثبت أمرا كراء ذلك، كىو ا١تعت القائم بالنفس، احملفوظ اك جربيل أك النيب) صلى اهلل عليو كسلم(، عن ٤تمد العمرم، الببلغة أصو٢تا 293كنزعم أنو غت العبارات، إذ قد تتلف العبارات باألزمنة كاألمكنة كاألقواـ": ا١تواقف: ص.

أف األصوات حادثة، بينما ا١تعاين أزلية كىو ما يراه ا١تعتزلة، كىم يربركف ب ىذا النص تأكيد آخر على ك ،313ص.كامتداداهتا .ـ.ـ.س. ذلك بثبات ا١تعاين كاختبلؼ التعابت ) العبارات( باختبلؼ الزماف كا١تكاف كاألشخاص.

. كانظر 211، 210، ص.ـ2013اللفظ كا١تعت: بت األيديولوجيا كالتأسيس ا١تعرب للعلم، طارؽ النعماف، مكتبة األ٧تلو ا١تصرية، ط. - 2 .135ـ، ص.1980ب ىذا الشأف أيضا: نظرية اللغة ب النقد العريب، عبد اتكيم راضي، مكتبة ا٠تا٧تي، القاىرة، مصر،

Page 124: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

116

يؤكد دكما ، كلكن اترجاين 1كيكوف األمر على العكس من ذلك إذا ما تعلق األمر با١تعت شيئا كاحدا كىو أف ال ببلغة للفظ منفردا، كإ٪تا ىو يكتسب الفضل كا١تزية حت يقتف بغته، كقد

كتلةي األمر أنا ال نيوجبي "الفصاحىة" للفىظةو مقطوعةو مرفوعةو من الكبلـ الذم أكد ذلك ب قولو:"معناىا تعت ما يىليها. فإذا قلنا ب لفظة "اشتعل" ىي فيو، كلكنا نوجبها لفها موصولةن بغتىا، كمعلقان

يبنا"من قولو تعاب: "الفصاحةى" ، إهنا ب أعلى رتبة من الفصاحة، ب توجب تلك 2"كىاشتػىعىلى الرأسي شى" منك " معرفان باأللف كالبلـ، كمىقركنان إليهما "الشيبي ران منصوبان ٢تا كحىدىا، كلكن موصوالن ا "الرأسي

"3.

تطرؽ اترجاين إب علم ا١تعاين عندما تدث عن النظم، فالنظم عنده ىو نفسو علم ا١تعاين أف تضعى كبلمكى الوضعى الذم يىقتضيو عند ا١تتأخرين، كإف ب ييسمو ذا االسم، كالنظم عنده ىو "

جت فبل تزيغى عنها، كتفىظي الرسوـى "علمي النحو"، كتعملى على قوانينو كأيصولو، كتعرؼى من اىجىو اليت هنيل بشيءو منها. مو غتى أفى ينظرى ب كذلك أنا ال نىعلم شيئان يبتغيو الناظمي بنىظ اليت ريتت لك، فبل تي

"زيده بابو كفيركقو، فينظرى ب "ا٠ترب" إب الوجوه اليت تىراىا ب قولك: "زيده منطلقه" ك كيجوه كل ينطلقي" ك "ا١تنطلقي زيده" ك "زيده ىوى ا١تنطلقي"، كزيده

يىنطلقي"، ك "ينطلقي زيده" ك "منطلقه زيده"، ك "زيده ا١تكب "الشرط كاتزاء" إب الوجوه اليت تىراىا ب قولك: "إف تىريج أىخرج" ك "إف خرجتى ، ىو منطلقه"

" ك "إف ترج فأنا خارجه" " ك "أنا إف خرجتى خارجه"خرجتي كينظرى ب ،... ك "أنا خارجه إف خرجتى"اتمل" اليت تيسرىدي، فيعرؼى موضعى الفصل فيها من موضع الوىصل، ب يعرؼى فيما حقو الوصلي موضعى

ضىعى "الواك" من موضع "الفاء"، كموضعى "الفاء" كمن موضع "بي"، كموضعى "أك" من موضع "أـ"، كمو "لكن" من موضع "بل".

.212ص. ـ.ـ.س. سيس ا١تعرب للعلم،يينظر: اللفظ كا١تعت: بت األيديولوجيا كالتأ - 1 .4سورة مرن، اآلية: - 2، 3م ا١تعاين، عبد القاىر اترجاين، تح. ٤تمود ٤تمد شاكر أبو فهر، مطبعة ا١تدين، القاىرة، مصر، ط.دالئل اإلعجاز ب عل - 3

.403ـ ، ص.1992ىػ ، 1423

Page 125: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

117

كيتصرؼى ب التعريف، كالتنكت، كالتقدن كالتأخت، ب الكبلـ كلو، كب اتذؼ، كالتكرار كاإلضمار، كقد ٠تص .1"كاإلظهار، فيصيب بكل من ذلك مكانىو، كيستعملىو على الصحة كعىلىى ما ينبغي لو

جعلها من ضوابط النظم، ككاضح أنو ٬تعل النحو تفهومو اترجاين كما نرل مباحث علم ا١تعاين ك أساسا للنظم. 2الشموب

البحوث الببلغية على أف عبد القاىر اترجاين ىو كاضع نظرية النظم، اليت ال ترد أغلبتتفق استعارة أك اإلعجاز القرآين إب فواصلو، كال إب إعبلمو بالغيوب، كال إب الصرفة ، كال إب ما فيو من

٦تا كاف ذلك تغيب ب أخرل، كال غتك ا قد تكوف حاضرة ب بعض الصور كناية أك تشبيو ألهنمتعارفا عليو من نظريات اإلعجاز القرآين؛ كإ٪تا يكمن إعجازه ب أسلوبو العجيب كنظمو الفريد، ىذا

تركيبو معجز، كقد فصل النظم الذم كإف كاف بناؤه من جنس ما يتداكلو الناس من ملفوظات؛ إال أف

. 81نفسو، ص. - 1ـ العىرىب ب تىصىرفو من إعراب كىغىته كىالتثنيىة كرد ب اللساف أف النحو ىو - 2 كىاتىمع كىالتحقت كىالتكبت كاإلضافة كىالنسىب "انتحىاء تىت كىبلى

، ليػىلحىق مىن لىيسى من أىىل اللغىة العىرىبية بأىىلها ب الفىصىاحىة فيىنطق ىا كإف بى يىكي ن منػهيم، أىك إف شىذ بػىعضيهيم عىنػهىا ريد بو إليها، كىغىت ذىلكىا القىبيل منى كى العلم، كىمىا أىف الفقو ب األىصل ىيوى ب األىصل مىصدىره شىائعه أىم ٨تىىوتي ٨تىوان كىقىولكى قىصىدت قىصدان، بي خيص بو انتحاء ىىذى

كىالتحرن، كىكىمىا أىف بػىيتى اللو عىز كىجىل خيص بو الكىعبىةي، كىإف كىانىت مىصدىري فىقهت الشيءى أىم عىرىفتو، بي خيص بو علمي الشريعىة منى التحليل ائعنا ب جنسو عى ه: كىلىوي نىظىائري ب قىصر مىا كىافى شى ا للو عىز كىجىل؛ قىاؿى ابني سيدى توي العىرىبي ظىرفان، كأىصلو لىى أىحد أىنواعو، كىقىد استػىعمىلى البػيييوتي كيلهىـ ال ا قىليله. كىب بػىعض كىبلى ا بعيتػيو كىىىذى بػهيوىى ؛...كىاتىمعي أى٨تاء ك٨تييو؛ قىاؿى سيبػىوىيو: شى عىرىب: إنكم لىتػىنظيركف ب ٨تييو كىثتىةو أىم ب ضيركب المىصدىري

، بػهىهىا بعيتػيو ذه الوىاكىات إذا جىاءىت ب تعو الياءي كىقىو٢تم ب تىع ثىدم ثيدم كعيصي كحيقي منى النحو، شى . ".)لساف العرب: كىالوىجوي ب مثل ىى (.310، ص.15ىػػ، ج.1414، 3مادة "٨تا"، ابن منظور، دار صادر، بتكت، لبناف، ط.

، نىظى ككرد فيو أف النظم ىو" مثػليوي، كىمنوي مىو يػىنظميو نىظمان كنظامان كنىظمىو فانػتىظىمى كتػىنىظمى. كنىظىمتي اللؤلؤى أىم تىىعتيوي ب السلك، كالتػنظيمي التأليفيىنظوـي، كىصفه نىظىمتي الشعر كنىظمتو، كنىظىمى األىمرى عىلىى ا١تثىل. ككل شىيءو قػىرىنػتىو بآخىرى أىك ضىمىمتى بعضىو

، فػىقىد نىظىمتو. كالنظمي: ا١ت إبى بػىعضوتيوي نىظمىة. كنىظم اتىنظل: حبو ب صيصائ ر. كالنظمي: مىا نظىمتو من لؤلؤو كخرزو كىغىت٫تىا، كىاحدى ـي: مىا نىظىمتى فيو الشيءى من بالمىصدى و. كالنظىا

: النظمي خىيطو كىغىته، ـي كيل أىمر: مبلكيو، كىاتىمعي أىنظمىة كأىناظيمي كنيظيمه. الليثي ـه. كنظا نىظميك ا٠ترزى بعضىو إبى ككل شعبةو منوي كأىصلو نظاـه أىم الى : لىيسى ألىمره نظا ، بػىعضو ب نظاـو كىاحدو، كىذىلكى ىيوى ب كيل شىيءو حىىت يػيقىاؿى ـي: ا٠تيطي الذم يػينظمي بو اللؤلؤي تىستىقيمي طريقتيو. كالنظا

رم مىىتى ال :)مثل الفىريد الذم ٬تى ـه، كىتىعيوي نيظيمه؛ كىقىاؿى ، نظيم(. كفعليك النظمي كالتػنظيمي. كنىظمه من لؤلؤو ككل خيطو يػينظىم بو ليؤليؤه أىك غتهي فػىهيوى نظا، كاالنتظاـ: االتساؽ. كىب حىديث أىشراط الساعىة: : كىىيوى ب األىصل مىصدىره قىاؿى

(، ككاضح أف النظم تابع ب أصل تعريفو للنحو، 578، ص.12كىآيىاته تىتابعي كنظاـو باؿو قيطعى سلكيو". )لساف العرب، مادة "نظم": ج.، كلكنو مفهـو عاـ يشمل كالنحو ذا ا١تفهـو )كىو تصور قد يبسطة اليت نراىا اليـو

أخذ بو القدماء تيعا( ال يتعلق با١تسائل اإلعرابية ا١ت تركيب اللغة ب كل ظواىرىا.

Page 126: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

118

ككقف على أسراره كأفرد لو حيزا ىاما ب كتابو "دالئل اإلعجاز" بل إننا قد اترجاين القوؿ ب النظم .ال نعدـ الصواب إذا قيلنا إنو قد جعل مصطلح النظم أساسا أقاـ عليو الكتاب بريمتو

ظ دكف ا١تعت أك للمعت دكف كقد كجدناه؛ مع ذلك؛ يعجب ٦تن جعل الفضل كا١تزية للف اللفظ، كيرل بأف اتسن يعود ألحد٫تا تارة كيعود لآلخر تارة أخرل، كلكن اتسن ال يعود للفظ من

ل، ألننا إذا اعتربنا اتيات مفردة؛ كإ٪تا يعود إليها حت حيث ىو كلم سن كا١تزية نتظم ب شكل تيرد فإف كبلـ البشر كلو يكوف معجزا، ؛للفظ منفردا كىذا غت ٦تكن. كلكن اترجاين، مع ذلك ، ال ٬تي

اللفظ منفردا من كل مزية كلكنو ال ييعطيو األ٫تية اليت تكوف للنظم، كما أنو ال ٬تعلو أساسا لئلعجاز البياين ، كبذلك يكوف الغموض الذم أشار إليو طارؽ النعماف سابقا ناتا عن انعداـ الرؤية الشمولية

، كب "الرسالة ر ب إثبات اإلعجاز القرآين كخصوصا ب كتابو "دالئل اإلعجاز"لعمل عبد القاى . الشافية"

ب تكن نظرة عبد القاىر اترجاين للنحو تقتصر على مراعاة ضبط أكاخر الكلم من حيث تسع حركات اإلعراب مثلما ىو اتاؿ لدل الكثتين ٦تن اشتغلوا على حقل النحو؛ كإ٪تا كاف ٣تالو ي

ليشمل كل ما يتعلق بتكيب الكبلـ، أك ما تي بعد اترجاين بعلم ا١تعاين، كليس ىذا فحسب، كلكن معت النحو يتسع أكثر فإذا ىو يتسلط على كل كبلـ ينشئو ا١تتكلم من حيث تركيبيو، سواء

أكاف مندرجا تت علم ا١تعاين أك علم البياف.

علم النحو أساسا لضبط ٥تتلف ا١تسائل الببلغية اليت كاف لقد حاكؿ اترجاين أف ٬تعل من ا أخرجو من النطاؽ الضيق إب رحابة ا١تعت، فجعلو قائما عليو، كمن شأف م ػػيقف عليها، كذلك ل

ىذا ا١تنظور أف يفيد الدراسات الببلغية كثتا، ك٭تل كثتا من اإلشكاالت، كذلك أف "دراسة النحو ة علػى كونػها ضػركرة فػوؽ كػل ضػركرة ، تعطػي ىػذا الػمػوضػوع نػداكة كطػراكة، على أساس ا١تعت، عػبلك

كتػكػسػبػو جػػدة كطرافػة، تػبلؼ ما ىو عليو اآلف من جفاؼ كقسوة. إف الدارس لو على ىذا النهج، ىذه يشعر بلذة عظيمة كىو ينظر ب التعبتات كداللتها ا١تعنوية،... ب ىو بعد ذلك ٭ترص على

Page 127: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

119

اللغة الدافقة باتيوية، كىو كراء كل ذلك ٭تاكؿ تطبيق ىذه األكجو ب كبلمو، كيشعر تتعة ب ىذا . 1التطبيق "

يبدك ىذا الرأم من إبراىيم السامرائي كجيها إذا كجد أشياعا يعضدكف طرحو، كيؤيدكف )اليت ىي األساس األكؿ لنظرية النظم مقتحو، كذلك أننا ٧تد الكثت منا يؤكدكف ٤تورية معاين النحو

( ، كلكنهم با١تقابل ال يكادكف يقفوف على شيء من ىذا تليبل للنصوص أك استخبلصا لنتائج جديدة، كتا أف اترجاين قد أكد على أ٫تية معاين النحو تفهومو الشموب، كتا أننا أقررنا ذه

، ك٧تعلها ب صلب الدراسات اللغوية كالببلغية، كقد األ٫تية؛ فاألكب لنا أف نقف على ىذه ا١تعاينحاكؿ إبراىيم السامرائي أف يأب شيئان من ذلك ب كتابو "معاين النحو" ، كلكن مهما كاف جهده مشكوران ك٤تاكلتو ٤تمودة؛ فإف مثل ىذا ا١توضوع ٭تتاج إب تكاتف اتهود كتواصل ا١تساعي، ألنو

حىت أفرادا قبلئل. مشركع أمة ال فردا بعينو، أك

إف إقصاء ا١تعت، أك ٤تاكلة إقصائو من علم النحو، كقصر ىذا األخت على مسائل شكلية ىو إب أف يصبح علما معياريا قصاراه البحث ب صحة –ب نظر الكثتين -الذم دفع بالنحو

لغة كما ينبغي ألف أكثر دراستنا اإلعراب، كىو ما دفع بفاضل السامرائي إب اتكم بأننا " ال نفهم التتعلق بالعبلقات الظاىرة بت الكلمات، أما ا١تعت فهو بعيد عن تناكلنا كفهمنا، بل رتا ال أكوف

. 2مغاليا إذا قلت: إننا ٧تهل أكثر ٦تا نعلم فيما ٨تسب أننا نعلم"

هم اتضارة الغربية بربيقها، فلم كيبدك باإلضافة إب ىذا أف النقاد العرب ا١تتأخرين قد استخفت سنوا التعامل معها، ففي الوقت الذم انتهت فيو البنيوية الصورية الغربية، كأفل ٧تمها؛ يسعى ٭تي، ككجو التدبت ب مثل ىذه اتاالت أف نتعامل بوع يبعضهم إب التكيج ٢تا ترك٬تا غت متبصر كال كاعو

حلوال سحرية ١تشكبلتنا الفكرية كالنقدية، كال التعاب كالرفض مع ىذه القضايا، "فبل االنبهار ييقدـ

.9، ص.1ىػ ،ج.1432ـ، 2011، 5معاين النحو، فاضل صاب السامرائي، دار الفكر، عماف، األردف، ط. - 1 .8، ص.1ـ.س.ص. ج. - 2

Page 128: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

120

يأب بنتيجة، كينبغي للثقافة النقدية ا١تعاصرة أف تتخلى عن ا١تظاىر السلبية اليت ال تعلها قادرة على اإلبداع. فمن حقها أف ترفض ما تراه أىبل للرفض، كال يتبلءـ مع ميتصوراهتا، كلكن بعد استيعاب،

، كالفهم الكامل ٠تصائص التاث العريب، حىت 1، كإدراؾ لقضايا الفكر النقدم اتديث"كىضمنتمكن من تثل مثل ىذه القضايا تثبل كاعيا متبصرا، ال تثبل حرفيا ساذجان ييغفل جوىرىا، ك٬تعلنا

أكب باألخذ نكتفي تا استطعنا أف نصل إليو من فهم، ال تا ىو موجود فيها من معرفة فعلية ىي كإعماؿ الفكر.

اىتم اللغويوف بالتقدن كالتأخت باعتباره أحد الظواىر التكيبية البارزة ب اللغة العربية، كىو أحد مباحث علم ا١تعاين، كحاكلوا من خبلؿ دراستو أف يقفوا على أىم الفوائد الناتة عن تقدن أك تأخت

اف اتا أك حرفا أك تلة، كىو ييصنف أيضا ضمن مباحث بعض عناصر التكيب اللغوم سواء أكالعدكؿ عن مقتضى الظاىر ب الكبلـ، ألف التتيب األصلي ب اتملة العربية معركؼ، كب ا٠تركج عنو تنتج ٣تموعة من الفوائد كا١تعاين اإلضافية اليت تعل التكيب ٮتتلف ب شكلو كداللتو تيعا

صاحب الكبلـ.لضركرة ببلغية يتقىصدىا

ػػػػة الػػيػػػبياف أ٫تىو كاف من بت األسباب اليت تعل ا١تتكلم يقدـ ما حقو التأخت ـ، كذلك قد ػػميأف ا١تتكلم ٭تاكؿ إبراز ا١تقدـ من خبلؿ تقدٯتو على غته، كا١تتلقي يشعر ذه األ٫تية كالعناية من

١تألوؼ للغة، يقوؿ سيبويو ب ىذا الشأف :"كأهنم إ٪تا ا١تتكلم من خبلؿ اختاؽ ا١تتكلم للنظاـ اييقدموف الذم بيانو أىم ٢تم كىم ببيانو أعت، كإف كانا تيعا يهماهنم كيعنياهنم"

، كلكن ١تا كاف 2قدـ أكثر أ٫تية من غته، ككاف بقاؤه ضمن رتبتو األصلية ال يفي بالغرض الببلغي الذم يريده ػػمي ال

قدمو عن رتبتو.ا١تتكلم ال جـر

.532، ص. 1النسقية: سيلطة البنية ككىم احملايثة، أتد يوسف، منشورات االختبلؼ، اتزائر العاصمة، اتزائر، ط.القراءة - 1ـ 1988ىػ ، 1408، 3الكتاب، سيبويو عمرك بن عثماف بن قنرب،تح. عبد السبلـ ٤تمد ىاركف، مكتبة ا٠تا٧تي، القاىرة، ط. - 2 . 34، ص.1،ج.

Page 129: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

121

كال يعت ىذا تاؿ من األحواؿ أف أ٫تية العنصر ا١تقدـ ىي السبب الوحيد الذم جعلو كذلك، بعض عناصر كإ٪تا ىناؾ أسباب أخرل تدعو لذلك، كقد أشار اترجاين إب اىتماـ الناس بتقدن

التقدن، دكف أف يعللوا سبب خر، كاعتبار أ٫تية العنصر ىي ا١تتحكمة ب ىذاالتكيب عن بعضها اآل: "إنو قيدـ ىذا التقدن أك التأخت، يقوؿ ب ذلك: " كقد كىقعى ب ظنوف الناس أىنو يكفي أف يقاؿى

للعناية، كألف ذكرىه أىىم"، من غت أف ييذكىر، من أين كانت تلك العنايةي؟ كمبى كافى أىم؟ ك لتخيلهم ل أكثرىىم يىرل ذلك، قد صىغير أم ري "التقدن كالتأخت" ب نفوسهم، كىىونوا ا٠تىطبى فيو، حىت إنك لتى

تىتبػعىو كالنظرى فيو ضربان من التكلف. كب ترى ظنان أىزرل على صاحبو من ىذا كشبهو "1 .

اليت قيدمت لكثت كيبدك أف اترجاين بتفكته ا١تتأين كعقليتو التحليلية ب يكن يرضى بالطركح من القضايا اللغوية كالببلغية؛ بل كاف يسعى دكما للخركج عن ا١تألوؼ، ال ألنو كاف يهول ٥تالفة اآلراء السائدة كلكن ألننا كثتا ما ٧تده متربما من باحثي عصره كمن الطرؽ اليت كانوا يتعاطوف ا مع

نها على االحتذاء كالتكرير ١تا كصل إليو القضايا الببلغية، كىي طرؽ مدرسية جافة يقـو كثت م البعض، فقد غاب العقل الناقد كب يبق ب الناس على حسب زعم اترجاين إال ا١تقلدكف.

عقد اترجاين فصبل طويبل تدث فيو عن التقدن كالتأخت، كقف فيو على لطائف ببلغية كالنفي كا٠ترب، كمع )مثل كغت(، كما تطرؽ إب استنتجها منو، فبحث التقدن كالتأخت مع االستفهاـ

مواضع تقدن النكرة على الفعل كعكسو، ككقف ب كل ذلك على مزايا النظم اليت تكوف ب كجو من التكيب دكف سائر األكجو، كقد ٠تص مسألة التقدن كالتأخت مع االستفهاـ ب قاعدة عامة يقوؿ

وز أف يكوفى ما عن كل لك فيو، إف تأملت، غتديستوران كاعلم أف معىكى فيها:" سواهي ، كىو أىنو ال ٬تىلنىظم الكبلـ كتىرتيب أىجزائو ب "االستفهاـ" معتن ال يكوفي لوي ذلكى ا١تعت ب "ا٠ترب". كذاؾى أف

ـى" استخباره االن خاطىب أف ٮتيربؾ. فإذا كاف كذلكػػمي ىوي طىلبه منى ال ستخبار، كاال"االستفها ، كاف ٤تي: "أزيده قاـ؟ " غتىهي "، فيكوفي ا١تعت إذا قلتى أف يػىفتؽى اتاؿي بتى تقدن االسم كتأخته ب "االستفهاـ

. 108ص. ـ.ـ.س.١تعاين، ئل اإلعجاز ب علم ادال - 1

Page 130: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

122

ـى زيده" ـى زيده؟ "، ب ال يكوفي ىذا االفتاؽي ب ا٠تىرب، كيكوفي قوليك: "زيده قاـ" ك "قا : "أقا إذا قلتى، كأف تىستىثبتىو ا١تعت على كجوو ليس سواءن، ذاؾى ألنو يؤدم إب أى ف تستعملىو أمران ال سبيلى فيو إب جوابو

.1عنده عبارةه يثبتيو لكى ا على ذلك الوجو"

فا١تسألة ال تنحصر ب أ٫تية العينصر الػميقدـ؛ كلكنها تتعلق بدالالت أخرل أيضا ٯتيكن لغوية، كاترجاين قد بت الفرؽ بت كل عبارة كأخرل الوقوؼ عليها من خبلؿ تليل العبارات ال

كالحظ أف معانيها كلها ٥تتلفة، فقوؿ السائل: "أمينطلقه ٤تمدي؟" ٮتتلف معناه عن قولو: "أ٤تمده ب منطلق؟" ، ففي األكؿ يكوف التساؤؿ عن االنطبلؽ: ىل كاف أك ب يكن؟ بينما يكوف التساؤؿ

ف انطبلقان كقع كلكنو ال يدرم ٦تن كقع فهو يتساءؿ ىل كقع ىذا ىو تساؤؿ من عرؼ بأالثاين االنطبلؽ من ٤تمدو أـ من غته؟

ال ٮتتلف األمر كثتا لدل حديث اترجاين عن التقدن مع النفي، فقولك:" ما قلتي ىذا" نما ب الثاين ٮتتلف عن قولك: "ما أنا قلتي ىذا" ، فأنت ب األكؿ تنفي حدكث القوؿ مطلقان؛ بي

أنت تعتؼ بأف قوال قد قيل؛ كلكنك لست أنت قائلو، فكأنك قيلت ب الثاين:" قد قيل ىذا الكبلـ كلكت لستي أنا صاحبو بل غتم ىو من قالو" ، ككأنك قلتى ب األكؿ:" ما قلتي أنا ىذا كال قالو

أحده غتم" ، كىكذا ٮتتلف معت العبارة كلما اختلف تركيبها.

ػػثبىت بالطريقة نفسها، على أف اترجاين ييقسم عاب اترجاين التقدن كالتأخت مع ا٠ترب الػػػميا٠ترب إب قسمت: جلي كخفي ، فأما اتلي فهو الذم ال يشكيلي على السامع، كىو أف يثبت ا١تتكلم

االبتداء ذا الفاعل دكف غته للسامع أف ىذا الفاعل ىو الذم قاـ بالفعل دكف سواه، كيكوف بكقولك: " أنا فعلتي ىذا" ب موقف اإلثبات للكبلـ، كأما القسم الثاين فهو ا٠تفي، كتي كذلك

أف ال يكوفى القصدي إب الفاعل على ىذا ا١تعت، كلكن على ٠تفائو كغموضو إذا ما قورفى بسابقو كىو "قق على السامع أىنو قد فع لذلك تبدأ بذكره، كتػىوىقعو أكالن ل، كتنعو من الشك، فأنتأنك أردتى أف تي

.140ص. ـ.س.، - 1

Page 131: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

123

نعىو من اإلنكار، أىك من أف كمن قػىبل أف تىذكر الفعلى ب نفسو، لكي تيباعدىه بذلك من الشبهة، كتىب الثناءى" ، ال تيريد أف تىزعم ييظىن بك الغىلطي أك التزيدي. كمثاليو قوليك: "ىو يعطي اتزيل"، ك "ىو ٭تي

ب الثناءى غتىهي، كال أف تيعرض بإنسافو كتطو عنو، كتعلىو ال ييعطي أنو ليس ىنا مىن ييعطي اتزيلى ك٭تيقق على السامع أف إعطاءى اتزيل كحيب الثناء كما يػيعطي، كال يػىرغىبي كما يىرغب، كلكنكى تريدي أف تي

. 1"ذلك ب نفسودأبيوي، كأف تيكن

فقد تغت موضع االىتماـ من الفعل إب الفاعل بتغت ترتيب اتيملة، كالذم حقق ذلك ىو ػػػػػقػػدـ فقط تغيت ترتيب عناصر اتملة، فالتقدن كالتأخت ال تكمن أ٫تػػػػػػػيػػػتيو ب بياف أ٫تية العنصر الػػػػمي

تو( ، كلكنو يتجاكز ذلك كفق ما ذكرنا.)كإف كاف ذلك يدخل أيضا ب أ٫تي

ييعترب اتذؼ من الظواىر اللغوية ذات األ٫تية ب الدراسات اللغوية كالببلغية، ألنو يؤدم كظيفة ال ٯتكن تأديتها عن طريق الذكر، كليس ا٢تدؼ منو ىو اإل٬تاز كاختصار الكبلـ؛ كلكن األمر

ببلغية تيستنتىج من استعمالو، كىو يػيعىد "ظاىرة لغوية عامة يتجاكز ذلك إب نيكت لغوية كلطائفتشتؾ فيها اللغات اإلنسانية، تيزت ا اللغة العربية؛ ألف خصائصها األصيلة تيل إب اإل٬تاز، كليس الغرض من اتذؼ تقيق اإل٬تاز فحسب، بل ىو كسيلة تعبتية قصدية، ييعدؿ ب تركيبها عن األصل

.2ركيبية أقل لفظا كأغزر معت"إب بنية ت

ال غت عنو ١تن أراد أف يكوف متمكنا من ناصية وأشػػاد عبد القاىػػر اترجػػاين بأ٫تية اتذؼ كأن بابه دقيقي اللغة، كيكوف بليغا مفوىا، بل ال غت عنو حىت ١تن دكف ذلك رتبة، ألنو كما قاؿ عنو"

األىمر، شبيوه بالسحر، فإنكى ترل بو تػىرؾى الذكر، أىفصىحى من الذكر، سلك، لطيفي ا١تأخذ، عجيبي ػمى ال

.128، ص. ـ.س. - 1كظيفة اتذؼ ب انسجاـ النص كتاسكو، ٤تمد ملياين، ٣تلة األفق: ٣تلة جامعية علمية ٤تكمة، تصدر عن معهد اآلداب كاللغات - 2

.143ـ، ص.2012با١تركز اتامعي لغليزاف، غليزاف، اتزائر، العدد األكؿ، جويلية

Page 132: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

124

ديؾى أىنطىقى ما تكوفي إذا ب تػىنطق، كأىب ما تكوفي بيانان إذا ب كالصمتى عن اإلفادة، أىزيىدى لئلفادة، كتى . 1"تنب

أمره فبل يستطيع الباحث عنو أف يضع كالوقوؼ عليو يتطلب نباىة كفطنة، ككثتا ما يغميضي يده عليو بسهولة كيسر، كىناؾ مواضع كثتة كنا نعتقد أف تركيبها طبيعي أم أنو خاؿ من أم حذؼ كلكن اتقيقة أهنا مليئة بو، فهو لطيف ا١تأخذ كما ذكر اترجاين، كقد تطرؽ فيو إب مواضع حذؼ

فرعية ب ثنايا حديثو عن ذلك، منها حذؼ الفعػل ا١تبتدأ كا١تفعوؿ بو، ككقف على حاالت أيخىرى ػرؾ ا١تفعػػػوؿ بػػو داال عليػػو . كتػػ

كقػػد عػػػزز كػػػل ذلػك بأمثػػلػػة شعريػػػػة كثيػػػػػرة كالعهػػػد بػو ب كػػػػل مػػا ٮتػػػػوض فيػػو مػػػن مسائػػػػل ر لػػػدل حديثػػػػو عػػػػن حذؼ ا١تفعػػػوؿ، أف الفعليػػػن: الػػبلـز بػبلغيػػػة كلغويػػػػة كحتػػى كبلميػػػة، كأشا

ػػػتعدم قػػػد يشتكاف ب صفة كاحدة ىي عمـو اتصاؼ الفعل بالفاعل، أك إثبات ا١تعت للفعل، كالػػػميكىذه ىي إحدل حاالت حذؼ ا١تفعوؿ بو، كحذفو من الكبلـ كفق رأم اترجاين أكثري أ٫تية من

أ، كمع ذلك فإنو تطرؽ إب مسائل حذفو بعد معاتتو تذؼ ا١تبتدأ.حذؼ ا١تبتد

كنود أف نتوقف ىنا ١تناقشتو ب بعض ما أتى بو ب باب اتذؼ، فقد أشار إب أف حذؼ ا١تبتدأ كثت الدكراف ب الكبلـ، كلكن أكثرنا ال يتنبو لو، كقد عىلم اترجاين ذلك فبدأ اتديث عنو

:2ألمثلة لتكوف دليبل شاىدا قبل كل كبلـ، كمن ذلك قوؿ الشاعربذكر ا

لي ػػػػػػػلػػػةى الط ػػػػػونػػػكنػػػواءىؾى ا١تػػػاجى أىػػػػػكى ديه ػػػػػػلى عىوائػػػػن لىيػكى م ػػػػادى قلبى ػػػعتى ا

لي ػػػػػػػض ػػػاؤهي خى ػػػػػػارو مػػػػػػرافى سػػػػل حيػػػػػػكك و ػػػتي ب راػػعص ػػػػػمي ػػواءه أذاعى الػػػػعه قى ػػػػػرىب

.146ص. ـ.ـ.س.دالئل اإلعجاز، - 1كنسبهما البغدادم ب ) كقد أكرد ٤تمود شاكر ٤تقق الدالئل قولو: ،،كب ينسبو ألحد 1/281،ـ.ـ.س. سيبويوالبيتاف من شواىد - 2

ياح العاصفات ذكات الغبار شرح شواىد ا١تغت لعمر بن أيب ربيعة، كليسا ب ديوانو. ك "القواء" ا١تكاف القفر. "أذاع ا١تعصرات بو"، كىي الر . ك "ماؤه خضل"، كالرىج: "كأذاع بو"، ذىبت بو كطمست معا١تو. ك "حتاف"، صفة حملذكؼ ىو السحاب ا١تتدد، ك "سار" يست ليبلن

.146(.ينظر: دالئل اإلعجاز، ـ.ـ.س.ص.٭تمل ماء غزيرنا

Page 133: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

125

فقد أراد أف يقوؿ ب البيت الثاين "ىو ربعه" أك "ذاؾ ربعه" لكنو استغت عن ذلك اختصارا للكبلـ :1كتركيزا لذىن السامع على شيء ٤تدد، كمن ذلك أيضا قوؿ الشاعر

نى ػػػػػػادمى لػػػػأي ي ػػػػػػػػػػػيتػػت منػػراخى ػػػػران إف تػػػػعىم ري ػػػػػػسأىشكي ن، كإف ىيى جلت ػػم تي

تكال ميظهري الشكول إذا النعل زل و ػػػػػفىتن غتي ٤تجوب الغت عن صديق

.معان لدكاعو ببلغية كعركضيةفكأنو أراد أف يقوؿ:" ىو فىت..." كلكنو عدؿ عن ذلك

:2كمنو أيضا قوؿ تيل بن معمر

نىةي، يا لىلناس، قاضيىيت ي ػػػػػاعلػػػػػػػػػي؟ كفػػػػػػدىين كىىىل بػيثػىيػ ا؟ػػػػػػػػػران فأىجزيهػػػػػػةه خى

اػػػػػػػػػػػػػػػػهػػػػػػػػت كأىرميػيػةى تػىرمػػػػػػػػػػعشي يػػػػقلب تػىرنيو بعيت مهاةو أىقصىدت ما

يفاءي ميقبلةن، عىج اػػػػػػػػػػػػبو ييرل فيهػػػاـ، ببل عىي ػػػػػػرىيا العظ رةن، ػػػػػػػزاءي ميدب ػػػىى

، ميبىتل اػػػػػػػػغىذاىا بلت العيش غاديه خىوده، ةه ػػػػػمنى األىكانس مكساؿه

أصل الكبلـ ب البيت الثالث أف ييقاؿ:"ىي ىيفاء" كلكن إظهار ا١تبتدأ ب ىذه اتاؿ يذىب بركاء الكبلـ كتاؿ العبارة كركنق التكيب كاء النظم، كيرل اترجاين بأف النفس كأهنا تتناسى ىذا

راد الكبلـ من دكنو أفضلي من ذكره، كلكن اترجاين مع ذلك ب يتمعن ا١تبتدأ كتنفيري منو، كترل بأف إي

دؤب، كلعبد اهلل بن الزبت األسدم، كإلبراىيم الصوب، انظر شرح ىو ٤تمد بن سعد الكاتب التميمي البغدادم، كينسب أليب األسود ال -1

ائف": ، كديواف الصوب "الطر 166، كتط الآلب: 421، كمعجم الشعراء للمرزباين: 69: 4تاسة أيب تاـ (.149.ينظر:ـ.س.ص.)130

يوانو تيل اموع، كىو ب التبياف البن الزملكاين: ليس ب درجعتي إب الديواف لكت ب أقف على ىذه األبيات، كقد كتب احملقق:) - 2

، كجعلو ب ا١تطبوعة ثبلث أبات، فقاؿ ب الثالث: "ريا العظاـ بلت العيش غاذيها"، كىو خطأ. "أقصدت قلبو"، رمتو بسهم عينها 112 .150فقتلتو.(احملقق ص.

Page 134: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

126

ب ذلك مثلما كاف الشأف لدل حديثو عن التقدن كالتأخت، كاكتفى ب الغالب بإيراد األمثلة كذكر موضع اتذؼ، كتقدير الكبلـ فيو، كبياف اإلعجاب بو، فلم يتوقف مثبل عند سبب اتذؼ، ىل ىو

إب ذلك أـ ىو شيء آخر؟ ميل النفس فقط

عندما يقوؿ اتيرجاين بأف النفس تنفر من ذكر ا١تبتدأ احملذكؼ، كتأنس تذفو كذكر ا٠ترب منفردا؛ فإف ىذا األنس با٠ترب ٬تعلو ذا أ٫تية ألف االىتماـ الذم كاف منصرفا إب ا١تبتدأ قد عاد

ما كاف األمر بالنسبة لتقدن ا٠ترب أك ا١تفعوؿ لبياف ليتسلط على ا٠ترب كيزيد من االىتماـ بو، كمثلاالىتماـ بو؛ فكذلك الشأف بالنسبة تذؼ ا١تبتدأ كترؾ ا٠ترب، فإف االىتماـ يزيد با٠ترب، فتكوف النفس بو أعت كالكبلـ بو أكب، كليس ىذا فحسبي كلكن كجوه الكبلـ أيضا تتعدد فيتمكن ا١تتكلم

حاجتو كا١تعاين اليت يرمي إليها. ظم كا١تعاين ا١تختلفة، كيستخدمها تسبمن التصرؼ ب شؤكف الن

فقوؿ القائل :"ىي ىيفاء" باستخداـ ضمت الشأف ٬تعل االىتماـ منصرفا إب ا١تخرب كالتأكيد 1عنو)بثينة( دكف ا٠ترب)ىيفاء(، ب حت أف الشاعر كاف يسعى إب إثبات صفة )ىيفاء(

من خبلؿ ذكر ا١تبتدأ مقركنا با٠ترب، كقد يقوؿ القائل: إف ا١تيزاف العركضي الذم عليها، كذلك كاضحهي الشاعر ضابطا ألبياتو قد فرض عليو أف يأب ترب من دكف مبتدأ، كىذا رأم مردكد لسبب ذى تى

كىىفىوانان تعت أىسرعى كخىف فيو، قىا٢تىىا ب الذم يػىهفيو بػىتى السمىاء كاألىرض. كىىفىا ىىفا ب المىشي ىىفوان " كرد ب اللساف أف قوؿ القائل - 1

فوان: خىف كاشتىد عىدكيه. كمر الظيبي يػىهفيو: مثلي قػىولكى يىطفيو؛ قىاؿى ب شره يىصفي فػىرىسنا:الظيب يػىهفيو عىلىى كىجو األىرض ىى ىيفيوا، ظل فػىتخاء اتىناح ...ييشىبو شىخصيها، كا٠تىيلي تػىهفيو

، كالريحي إذا ىىبت. كىيػيقىاؿي للظليم إذا عىدا: قىد ىىفا، كىيػيقىاؿي األىلف الليػنىةي ىا يو أىم خىفىقى فيةه ب ا٢تىواء. كىىفا الطائري تكىىفا الطائري إذا طارى ناحى: ؛ قىاؿى كطارى

مرجىمي حىربو تػىلتىظي حرابيو ...كىوى إذا اتىربي ىىفا عيقابيو، : قىاؿى ابني بػىرم: كىكىذىلكى القىلبي كالريحي بالمىطىر تىطريديه، كا٢تىفىاء ٦تىديكده منوي؛ قىاؿى

لىى كيػىغتىدم؟ ...أىبػىعدى انتهاء القىلب بػىعدى ىىفىائو، يػىريكحي عىلىينا حيب لىيػ. كىىفىت الصوفة ب ا٢تىواء تػىهفيو ىىفوان كىيفي : الذىاب ب ا٢تىوىاء كىىفىا الشيءي ب ا٢تىوىاء: ذىىىبى بىت. كا٢تىفوي ة: )يينظر: لساف العرب، مادوا: ذىىى

كيبدك أف ا١تعت اتامع لكل ما سبق ىو خفة اتركة، فيكوف معت " ىيفاء" أم ا٠تفيفة اتركة.، 15/362، لساف العرب، ـ.ـ.س.ىفا(

Page 135: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

127

كثر، ، بل لعل كركده ب النثر أ1بسيط كىو أف مثل ىذا الكبلـ قد يرد ب النثر مثلما يرد ب الشعر كىو كثت الدكراف على األلسنة، فتكوف ضركرة التقيد بشرط الوزف من تصيل اتاصل.

ٮتتم اترجاين اتديث عن اتذؼ تبلحظات عامة أبرز فيها أ٫تية اتذؼ كدقتو، كلعلها يقوؿ ب حيث مبلحظات ال تقتصر على حذؼ ا١تبتدأ فقط؛ كلكنها تصديؽي على ميطلق اتذؼ،

قد بافى اآلفى كاتضحى لمىن نىظىر نظىرى ا١تتثبت اتصيف الراغب ب اقتداح زناد العىقل، كاالزدياد ك:"ذلوؽي إب أف يػىعرؼى األشياءى على حىقائقها، كيىتغلغىلى إب دقائقها، كيربأ بنفسو من الفضل، كىمن شأنيو الت

رم معى الظاى ذعن مرتبة ا١تقلد ال ر، كال يػىعدك الذم يػىقىعي ب أكؿ ا٠تاطر أىف الذم قلتي ب شأف م ٬تىه مىأخذه ييشبوي السحر، كيػىبػهىري الفكر، كالذم "اتىذؼ" كب تفخيم أمره، كالتنويو بذكره، كأف مأخىذى

. 2"قلتي

مثلة ذ اعتمد على إيراد األكلعل حديثو عن حذؼ ا١تفعوؿ ال ٮتتلف كثتا عن حذؼ ا١تبتدأ، إ ا١توضحة كشرحها، كبياف أ٫تية اتذؼ فيها، ككاف آخر مثاؿ بديع ختم بو اترجاين حديثو ب

:3اتذؼ ىو قوؿ البحتم

م ػػػػػػػػػػظ ػػػػػعى ػػػزىزفى إب الػػػػػػػػػحى اـو ػػػػػػػػػورة أىيػػػػػػػػػكسى ادثو ػػػػػػػػػل حػػػػػامي ػػػػن تى ػػػػي م ػػػػػن ػػػػم ذيدتى عى ػػػػػككى

م أف ييقاؿ: ... حززف اللحػػػػػمى إب العظم، كلكنو عدؿ فقد رأل بأف األصل ب بيت البيحتيعن ذكر ا١تفعوؿ بو ب ىذه اتاؿ، مثلما أنو عمد أيضا إب ترؾ ذكر الضمت العائد عليو أيضا،

و جاء با١تفعوؿ بو )اللحم( لوقع ب ذىن ا١تتلقي أف ىذا اتز كاف ب كذلك لنكتة لطيفة ىي أنو ل

ختلف - 1يرتا يكوف ىذا التساؤؿ أقل حدة إذا ما تعلق األمر بالشعر ب شكلو اتديد أم ب شعر التفعيلة )أك الشعر اتر أك الشعر ا١ت

زاف كالقواب أك قصيدة النثر، فكل ييقاؿ( الذم يتحلل من الضبط الصاـر لقواعد الوزف كالقافية، فيكوف شأنو لدل اتديث عن اتذؼ األك كشأف النثر، كلكن ىذا ال يشفع للدارس ب ترؾ البحث عن قاعدة عامة تضبط الشعر ب شكلو التقليدم)ا٠تليلي( مثلما تضبطو ب شكلو

ما تضبط النثر أيضا، كألف الشعر مهما حاكؿ أف يتخلى عن شكلو كلونو؛ فإف شعريتو ا٠تاصة تبقى طافحة عليو كلو ظهر اتديث، كمثل على غت حقيقتو.

.171ص.ـ.ـ.س.دالئل اإلعجاز، - 2 .185ص.ديواف البحتم، ـ.ـ.س. - 3

Page 136: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

128

بعض اللحم دكف غته، أك أنو كاف فيما يلي اتلد من اللحم كقد ال يصل إب العظم ، كألجل ذلك األىصلي ال ٤تالةى: حززفى اللحمى إب العظم، إال كلو عمد إب حذؼ ا١تفعوؿ، يقوؿ اترجاين ب ذلك:"

كذاؾ أف أف ب ٣تيئو بو ٤تذكفان، كإسقاطو لو من النطق، كتػىركو ب الضمت، مزيةن عجيبةن كفائدةن جليلةن.نعيو بو من أف يتوىىم ب بدء األمر شيئان غتى من حذؽ الشاعر أىف ييوقعى ا١تعت ب نػىفس السامع إيقاعان ٯتى

ا١تراد، كمعلوـه أنو لو أظهىر ا١تفعوؿى فقاؿ: "كسىورة أياـو حززفى اللحىم إب العظم"، ا١تراد، ب ينصرؼي إبتاز أف يقعى ب كىىم السامع إب أف ٬تيءى إب قولو: "إب العظم"، أف، ىذا اتز كاف ب بعض اللحم

العظم. فلما كاف كذلك، كترؾ ذكر "اللحم" ديكفى كلو، كأنو قطىعى ما يىلي اتلدى كب يػىنتىو إب ما يليعلىوي تيثي يىقعي ا١تعت منو ب أىنف الفىهم، كأىسقىطىو من اللفظ، لييربئى السامعى من ىذا الوىم، ك٬تى

. 1"كيىتصوري ب نفسو من أكؿ األمر أف اتز مضى ب اللحم حىت ب يىرده إال العظمي

جاين بعد ذلك فصبلن للحديث عن الفصل كالوصل، كقد استهلو بتعريفو كبياف أ٫تيتو عقد اتر الببلغية، كىذه األ٫تية ىي اليت جعلتو غامضا دقيق ا١تسلك لطيف ا١تأخذ، فبل يكاد ييلم بو إال من

بغي أف ييصنىعى اعلم أف العلمى تا ينأكب حظا كافرا من الببلغة كطيبع عليها، يقوؿ متحدثا ب ذلك:" ، أك ترؾ العطف فيها كايءى ا منثورة، تيستىأنىفي كاحدةه منها ب اتمل من عطف بعضها على بعضوبعد أخرل من أسرار الببلغة، ك٦تا ال يتأتى لتماـ الصواب فيو إال األعرابي ا٠تيلص، كاإل قػىوـه طيبعيوا

م على الببلغة، كأكتوا فنان منى ا١تعرفة ب ذكؽ الكبلـ ىم ا أفراده. كقد بلغى من قوة األمر ب ذلك أهندان للببلغة، فقد جاء عىن بعضهم أنو سيئل عنها فقاؿ: "مىعرفىةي الفىصل منى الوصل"، ذاؾ ك جعلوهي حى

. 2"كىمىلى لسائر معاين الببلغة لغموضو كدقة مىسلكو، كأنو ال يىكميلي إلحراز الفضيلة فيو أحده، إال

.172دالئل اإلعجاز، ص. - 1 . 222.ص.نفسػػػػو - 2

Page 137: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

129

كاترجاين ب ىذا التأكيد ب ينطلق من فراغ ألف الفصل كالوصل كثت الوركد ب الكبلـ، كال لة، كبت النوعت يكاد ٮتلو كبلـ منو، كىو على نوعت: عطف مفرد على مفرد كعطف تلة على تي

اشتاؾ.

عطف من منظور اترجاين ب أنو ٬تعل االسم ا١تعطوؼ مشاركا تظهر أ٫تية الوصل ترؼ ال ف يكوف مبتدأ أك فاعبل؛ كاف الثاين كذلك، إلعرايب، فإف كاف األكؿ مرفوعا كألؤلكؿ ب موقعو ا

كالشأف ذاتو ييقاؿ ب حاليت النصب كاتر، كلكن األمر ٮتتلف قليبل بالنسبة للجيمل ألف العطف بت قسمت: قسم تكوف فيو اتملة األكب ذات ٤تل من اإلعراب، كقسم ثاف ال يكوف اتيمل ينقسم إب

للجملة فيو ٤تل، كاتملة ىنا لدل العطف تأخذ حيكم ا١تفرد، فتكوف ذات ٤تل إذا أمكن استبدا٢تا ن ٢تا تفرد، كيكوف ٤تلها اإلعرايب ىو احملل اإلعرايب للمفرد نفسو، فإذا ب ٯتكن استبدا٢تا تفرد ب يك

٤تل من اإلعراب.

يفرد أف ييشرؾى كمن ذلك قولو:" ،كقد تطرؽ اترجاين لكل ىذا ةى العطف ب ا١ت كمعلوـه أف فائدى

الثاين ب إعراب األكؿ، كأنو إذا أىشرىكىو ب إعرابو فقد أىشرىكىو ب حيكم ذلك اإلعراب، ٨تو أف ا١تعطوؼ ، كا١تعطوؼى على ا١تنصوب بأنو مفعوؿه بو أك فيو أك ليو شريكه لو ب ا١ترفوع بأنو فاعله مثليو على

أحدي٫تا: أف ذلك.كإذا كاف ىذا أصلىو ب ا١تفرد، فإف اتملى ا١تعطوؼى بعضيها على بعضو على ضربت:يكوفى للمعطوؼ عليها موضعه من اإلعراب، كإذا كانت كذلك، كاف حكمها حكم ا١تفرد، إذ ال

جملة موضع من اإلعراب حىت تكوفى كاقعة موقعى ا١تفرد، كإذا كانت اتملةي األكب كاقعة موقعى يكوف لليفرىد، كاف عطفي الثانية عليها جاريان ٣ترل عطف ا١تفرد على ا١تفرد

، كلكن األمر كأ٫تيتو ال تتوقف 1"ا١تب ا١تعاين الناتة عن استعماؿ عند اشتاؾ ا١تتعاطفىت ب اإلعراب أك عدمو؛ كلكنها تتجاكز ذلك إ

أنواع حركؼ العطف كالواك كالفاء كب.

ـ.س. - 1

Page 138: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

130

ييفصل اترجاين اتديث ب معاين حركؼ العطف، فالواك تيستعمل ١تطلق اتمع بت ا١تتعاطفت كالتسوية بينهما، كلكن ينبغي أف تكوف بينهما مناسبة من نوع ما، كال ٯتكن أف ٧تمع بينهما بالواك

ا اتفق، كذلك كأف يتصل الثاين باألكؿ بسبب ما، كقد أشار اترجاين إب أف النقاد عابوا على كيفم :1الشاعر قولو

ي ػػػره كأف أبػػػػصىب وىل ػػػػػػمه أف الن ػػػػػػػوى عال ػػػػػػذم ىي ػػػػػال كال مي ػػػػػػن كريػػػػػا اتيسى

: "زيده طويلي القامة كعمرك أف النول مر، ككـر أيب اتست، ككذلك" إذ ال مناسبة بت كىوف لو قلتى"، كاف خيلقان، ألنو ال ميشاكلىةى كال تعلق بتى طوؿ القامة كبت الشعر، كإ٪تا الواجب أف يقاؿ: شاعره

تيءي حىت يكوفى كتلةي األمر أهنا ال، "زيد كاتب كعمرك شاعر"، ك "زيد طويل القامة كعمرك قصته"ىعت ب ىذه اتملة لىفقان للمعت ب األخرل كميضىامان لو، مثل أف "زيدان" ك"عمرنا" إذا كانا أخوىين أك

ا١تنظتين أك ميشتبكىي األحواؿ على اتملة، كانت اتاؿي اليت يكوفي عليها أحدي٫تا، من قياـو أك قعودو أك

، مضمومة ب ا ا ،لنفس إب اتاؿ اليت عليها اآلخىري من غىت شىكو ما شاكىلى ذىلكى .2"ككذا السبيل أبدن

كىناؾ أمر آخر ذا أ٫تية كىو كجوب حرؼ العطف بت اتملتت أحيانا، كذلك لبياف االشتاؾ بينهما ب ا١تعت كالصفة ألف انعداـ العاطف حينئذو يؤكؿ با١تعت إب غت ما ىو عليو ب

كمن ذلك أنك تقوؿ: "ىو يقرأ كيكتب"، فقد أفادت الواك أف الفاعل يقـو بالفعلت على األصل،التوازم الزمت، كلكن إذا قيل مثبل: "ىو يقرأ يكتب"، كاف ذلك كاإلضراب عن الكبلـ، فكأنك .قيلت: "ىو يقرأ" ، ب ظهر لك أف تغت رأيك ككبلمك فيو فقلت: "ىو يكتب"، كشتاف بت ا١تعنيت

يشت عبد القاىر إب أف الصفة كالتأكيد ال ٭تتاجاف إب صلة تربطهما با١توصوؼ أك با١تؤكد، كينطبق ذلك على اتمل مثلما ينطبق على ا١تفردات، كقد مثل لذلك بقولو تعاب:"

كالنول: البيعد، صىربه: مر. 146، ص.2اف أيب تاـ، ـ.ـ.س.،ج.ديو - 1 . 225دالئل اإلعجاز، ص. - 2

Page 139: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

131

"1 بياف كتوكيد ، فقولو تعاب: "ال ريب فيو" توضيح ك "، ىو ذلك : "ىو ذلك الكتابي {، كزيادةي تػىثبيتو لو، كتنزلة أف تقوؿى كتقيق لقولو: }ذىلكى الكتىابي

"، فتعيديه مر غتى ا٠ترب، كال شىيءى يتميػزي بو عنو فيحتاجي إب ة ثانية لتثبتو، كليس يثبت ا٠تربالكتابيـ . 2"يىضيمو إليو، كعاطفو يعطفو عليو ضا

كقد أشار ٤تمد الطاىر بن عاشور إب تأكيد اتملة لليت تسبقها، فقد جاءت اإلشارة إب تيلىةي الى رىيبى مينػىزلىةن مىنزلىةى التأكيد القرآف الكرن باسم اإلشارة "ذلك" إشارة تعظيم، ب كانت بعدىا "

، كقد أفاض اترجاين ب شرح األمثلة اليت ساقها تأكيدا ١تا 3"إلشىارىة ب قػىولو: ذلكى الكتابي لميفىاد ايؤكد على دقة حىت ذىب إليو سابقا، كىو شرح بديع حقا ينبئ عن ملكة كذكؽ رفيعت، ب ال يلبث

حث الببلغة؛ إال كىذا ا١تسلك ب مسائل الوصل كالفصل، كأنو مهما تدث الناس عن صعوبة مباسبيبل، كقد تربـ من سذاجة ا١تعاتة اليت كاف بعضهم يعاب ا أخفاىاا١تبحث ىو أدقها مسلكا ك

ىذه ا١تباحث، فقد كانوا ٬تتزئوف ب مألوؼ العادة بأف الكبلـ فيو كصلي بعضو ببعض، أك فيو قطع أسبابو، كأف كراءه معاين كنيكت كاستئناؼ من غت كصل، دكف ٤تاكلة الوقوؼ على أسرار ذلك ك

لغوية كببلغية خفية قد غفل عنها أكثر الدارست، كٯتكن أف نلخص ىنا الشركط اليت كضعها :4اترجاين لعطف تلة على أخرل كىي

أف يكوف للجملة األكب ٤تل من اإلعراب. -

لفظ مفرد.أف يكوف حيكمها حيكم ا١تفرد، أم بإمكاننا تويلها إب -

.2،1ية:سورة البقرة، اآل - 1 .227دالئل اإلعجاز، ص. - 2سي، الدار التونسية ، ٤تمد الطاىر بن عاشور التون«ترير ا١تعت السديد كتنوير العقل اتديد من تفست الكتاب ايد»التحرير كالتنوير - 3

. 222، ص.1ـ، ج.1984للنشر، تونس، ـ ، 2006، 2يينظر: لسانيات النص: مدخل إب انسجاـ ا٠تطاب، ٤تمد خطايب، ا١تركز الثقاب العريب، الدار البيضاء، ا١تغرب، ط. - 4 .101ص.

Page 140: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

132

أف يكوف حيكم اتملتت مشتكا، ألف العاطف ينقل حيكم اتملة األكب إب الثانية. -

كمن ذلك أف تكوف حاؿ اتملة مع ما قبلها موجبةن للعطف، كلكن الذم يقع ىو أف تيقطىع رض ببلغي ب الكبلـ، كمن عما قبلها ب تيستأنف من جديد، ككأنو ال عبلقة بينهما البتة كذلك لعا

شواىد ذلك قولو تعاب:"

"1 .

" مقطوعا عما قبلو، اللوي يىستػىهزئي م كىٯتىيدىيم ب طيغيىاهنم يػىعمىهيوفى فقد كرد قولو تعاب:" إب الوصل بت اتيملتت، كالسبب ب ذلك ب رأم اترجاين أف أف السياؽ اللغوم يدعوالرغم من ب

قولو تعاب:" إنا معكم إ٪تا ٨تن مستهزئوف" ىو حكاية عن الكفار، كأهنم يقولوف ذلك عن أنفسهم، " خربان من اهلل عز كجل أنو عمىهيوفى اللوي يىستػىهزئي م كىٯتىيدىيم ب طيغيىاهنم يػى بينما يردي قولو تعاب:"

م، كإذا كاف األمر كذلك تنعان، الستحالة أف يكوفى الذم " مستهزئ م كأنو ميعذي كافى العطفي ٦تيبػىره منى اهلل تعاب، معطوفان على ما ىو حكاية عنهم، كإل٬تاب ذلك أف ٮترجى من كونو خربان منى ىو خى

م مؤاخاهلل تعاب، إب كونو حك كف، كأف اهلل ذاية عنهم، كإب أف يكونوا قد شىهدكا على أنفسهم بأهن كأ، "ادعيوفى اللوى كىىيوى خىادعيهيم ، كليس األمر ىنا كما ىو ب قولو تعاب:" ٮتى 2"تعاب معاقبهم عليو

ف كليهما خرب من اهلل تعاب " ، إذ عيطفىت كل تلة على ما قبلها ألمىكىريكا كىمىكىرى اللوقولو تعاب:" ك عن ا١تشركت.

ترتكز مسألة الوصل كالفصل بت اتيمل على االنسجاـ ا١تعنوم، فيكوف الوصل إذا كاف بت اتيملتت تناسب معنوم كأف تكوف كلتا٫تا حكاية، أك خربا، أك سؤاال... ، كيكوف الفصل أكب

أف تتلف اتملتاف بأف تكوف إحدا٫تا خربا، كاألخرل بالكبلـ إذا ب تكن ىناؾ مناسبة معنوية، ك

.14،13سورة البقرة، اآلية: - 1 .232دالئل اإلعجاز، ص. - 2

Page 141: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

133

حكاية أك تساؤال ، كقد حاكؿ ٤تمد خطايب ب ىذا السياؽ أف ييلخص بعض ىذه ا١تسألة، فاقتح : 1اتدكؿ التاب

عطف مفرد على / مفرد

لة على الواسطة عطف تيلة تي

الواسطة

االشتاؾ ب اتكم الوصل اإلعرايب

اؾ ب االشت الواك اتكم اإلعرايب

الواك

موصوؼ صفة، الفصلمؤكد مؤكد، بياف،

تصيص...

التأكيد معنوية البياف...

معنوية

كلكن ا٠تطايب فيما يبدك ب يتنبو إب أف الضابط ب الوصل ىو نفسو الذم يضبط الفصل، ف باألداة، فالذم ٬تعلنا نفصل الكبلـ بعضو كىو ضابط معنوم بالرغم من أننا ٧تد التعبت عنو يكو

رابط معنوم يدعونا أيضان عن بعض ىو سبب معنوم، كلكن كذلك الذم ٬تعلنا نصل الكبلـ ىو إب استعماؿ األداة، كتأسيسا على ذلك فإننا نقتح أف ييعدؿ اتدكؿ السابق كذلك تذؼ الواسطة

ربنا أف األداة ب ىذه اتاؿ ىي أداة معنوية؛ فإننا ننفي بت ا١تتعاطفت ب حالة الفصل، ألننا لو اعتذلك ب حاؿ الوصل كىذا ٦تتنع ألف السبب ب كجود األداة ب حاؿ الوصل ىو سبب معنوم بالدرجة األكب كما كنا ذكرنا سابقا، كمع ذلك فقد اجتهد ا٠تطايب ب استخبلص ٣تموعة من

وصل من ا١تنظور اترجاين، كىي:ا١تبادئ اليت ينهض عليها مبحث الفصل كال

.102ص.ـ.ـ.س.خل إب انسجاـ ا٠تطاب،ت النص: مدلسانيا - 1

Page 142: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

134

األساس النحوم: كىو األساس الشكلي الوحيد. -

ا١تبادئ ا١تعنوية: كمنها معت اتمع، كمراعاة الشبيو كالنقيض. -

التضاـ النفسي كالتضاـ العقلي. -

قياس العطف على الشرط كاتزاء. -

تلتاف من النوع نفسو، كلكن تكوف الثانية منهما أقول معت من التأكيد: كفيو تتكرر - األكب، كإال ب تكن توكيدان.

صيغة ا٠تطاب: بأف تكوف خطابا أك حكاية أك استفهاما كما كنا ذكرنا سابقا. -

االستفهاـ ا١تقدر. -

ػػػػػػقدر أف يكوف بت اتي ملتت ا١تتتابعتت فصل بالرغم ٦تا بينهما من كا١تقصود باالستفهاـ الػػػػمي :1مناسبة معنوية، كفيو نيقدر سؤاال مضمرا بت اتملتت ا١تتتابعتت، كمثاؿ ذلك قوؿ الشاعر

تىنوب خىبتو عيريىت كأيتت ةى جيندىبو اقػػمى العىواذؿ أف نػػزىعى

ػػػػػػػػػػػت ل كذى ج ػػلى نى ػلقي ة ػػػػػي س القاد ػػب نىاخىنا واذؿي لو رأىينى مى كىذىبى العى

البيت األكؿ، فكأف ٯتيكن أف نعترب البيت الثاين جوابا عن سؤاؿ مقدر ناتج عن معطيات ىو تعليقك؟ فيقوؿ: يسمع البيت األكؿ فإنو يتساءؿ: فما تقوؿ ب ىذا الزعم، كما ا١تتلقي عندما

كذب العواذؿ...)البيت(، كىو سؤاؿ افتاضي، لكنو مشركع، كفق السياؽ اللغوم الوارد ب البيتت،

البيتاف ب شرح ديواف اتماسة للتربيزم ببل عزك، كقد نسبهما أبو الفتح العباسي ب معاىد التنصيص إب جيندب بن عمار.)ينظر: - 1

لدين عبد اتميد، دار معاىد التنصيص على شواىد التلخيص،عبد الرحيم بن عبد الرتن بن أتد، أبو الفتح العباسي، تح. ٤تمد ٤تيي ا، كانظر أيضا: شرح ديواف اتماسة، ٭تت بن علي بن ٤تمد الشيباين التربيزم، أبو زكريا، دار 1/281عاب الكتب، بتكت، لبناف، د.ت.

.1/111القلم، بتكت، لبناف، د.ت.

Page 143: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

135

كىنا نبلحظ الفصل بت اتملتت )البيتت( بالرغم من ا١تناسبة ا١تعنوية بينهما، كالسبب ب ذلك ىو ػػػػقدر بت اتملتت كالذم ييعترب أداة معنوية للربط. السؤاؿ الػػػػمي

اشتهر ا، كاشتهرت ىي دؼ عبد القاىر اترجاين بشيء مثلما عيرؼ بنظرية النظم، فقب ييعرى أيضا بو، كال يكاد ييذكىري أحد٫تا إال ذيكر اآلخر ،حذك النعل بالنعل، كمن أجل ذلك أفرد اترجاين

حديثو عن الفصل كالوصل، فقد عقد حيزا كاسعا للحديث عن النظم، مثلما ٧تد ذلك بعد هناية فصبل خاصا بذلك ، ك٦تا أكرده ضمن ىذا الفصل ىو مفهـو "ا١تقاربة" ب اللغة كاألدب، فقد أشار إب أننا كثتان ما نيشبو األديب كاتبا كاف أك شاعرا بأصحاب الصنائع كالنحات كالرساـ كالصائغ،

ا١تطابقة، إذ ٯتيكن لصائغت أف يصوغ كل منهما كلكن ىؤالء قد يتشاوف فيما يصنعوف إب درجةخاتا أك شنفا مطابقان تاما ٠تاب صاحبو أك شنفو، كلكن ىذا غت ٦تكن بالنسبة لؤلديب كالشاعر كالناقد، فبل ٯتيكن تاؿ أف نقوؿ إف ىذا الناقد قد عرب عن ا١تعت الذم أراده الشاعر كطابقو تاـ

ئم على ا١تقاربة ال غت، كأف ىذا ا١تعت الػػػػػميتحدث عنو ال ٯتيكن الوصوؿ إب ا١تطابقة؛ كإ٪تا األمر قا حقيقتو.

يشت عبد القاىر ضمنيا من خبلؿ ىذه ا١تبلحظات إب ضركرة تكثيف اهود النقدم من األديب، أجل الوقوؼ على مقاربة أكثر دقة للعمل األديب، ألننا ال ٯتيكن أف نقف على حقيقة العمل

ألف ذلك لو حدث؛ افتاضا؛ فإف السعي النقدم سيتوقف، كمن غت ا١تمكن أف يكوف ذلك، كىذا أمر طبيعي، ألف أكثر النصوص مدارسة خبلؿ القركف ا١تتبلحقة ال تزاؿ كذلك إب يومنا ىذا، بل

عر اتاىلي .ىي ال تزاؿ أكثر اآلثار مدارسة كمقاربة، كمن ذلك نصوص الش

كاألمر ب اتقيقة ال يتوقف عند النصوص البشرية، بل يتجاكز ذلك إب نص القرآف العظيم، يتفقوف على ثت من اآليات كالسور، كب يكادكافا١تفسركف ال يزالوف إب اليـو يبحثوف ب معاين الك

Page 144: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

136

قاىر أف تساىم ب ، كلكن من شأف ىذه ا١تبلحظة اليت أبداىا عبد ال1معت معت أك داللة ٤تددة ٢تادفع عجلة البحث، ألف قصور اتهود النقدية عن ا١تقاربة الكاملة للعمل األديب سيزيد من حرص

الدارست على معاكدة احملاكلة ب كل مرة.

ييسلم اتيرجاين بالرأم القائل بعدـ كجود التادؼ ب اللغة، كأف الكلمتت مهما تقارب معنيا٫تا ٯتكن تاؿ من األحواؿ أف تديال على ا١تعت نفسو، كمثلما يكوف ذلك ب ا١تفردات فإنو فإهنما ال

ال يكوفي إلحدل العبارتت يكوف حتما ب تركيب الكبلـ، بل لعلو ب نظم الكبلـ أكضح، كلذلك" : فإ ، مزيةه عىلىى األيخرل، حىت يكوفى ٢تا ب ا١تعت تأثته ال يكوفي لصاحبتها ذا أفادت ىذه ما فإف قلتى

، فليسىتا عبارتػىت عىن معت كاحدو، بل ٫تا عبارتاف عن معنػىيػىت اثنت : إف قولىنا 2قيل لكى ، ال تيفيدي تلكى، كالذم أرادى ا١تتكلمي أف يػيثبتو أك يػىنفيىو، ٨تىو إف تػىقصد تشبيوى "ا١تعت" ب مثل ىذا، ييرادي بو الغرضي

: "كأف زيدان األسدي"، فتيفيدي الرجل باألسد فتقوؿى "زيده كاألسد"، ب تريدي ىذا ا١تعت بعينو فتقوؿيعلو من تشبيهىوي أيضان باألىسد، إال أنك تىزيدي ب معت تشبيهو بو زيادةن ب تىكين ب األكؿ، كىي أف تى

عن األسد، كال يػيقىصر عنو، حىت يتوىم فػىرط شىجاعتو كقوة قػىلبو، كأنو ال يػىريكعيو شيءه، تيث ال يتىميػزي .كىذا كيلو ناتج عن النظم كمعاين النحو 3"أنو أسده ب صورة آدمي

فيما –لتو تفست بعض آيات الذكر اتكيم، فقد كاف اعتؼ لنا بعضي من نثق ب كبلمو ثقة تامة أنو تأخذه اتتة كالعىجىب لدل ٤تاك - 1يط نفسو تجموع التفاست ا١تمكنة، كيطلع على اآلية ا١تقصودة بالتفست ب تيعها، كلكنو مع ذلك ال يكاد يقف على تفست -ذكر ٭تي

ما ذكرنا من أمر تفلت ا١تعت كتأكيلو ب بعض ٤تدد، بالرغم من أنو اشتغل على القرآف الكرن كإعجازه لسنوات ٦تتدة، كىذا شاىد حي على آم الذكر اتكيم، على أف ىذا غالبا ال ٮتيص آيات األحكاـ الصر٭تة الداللة.

..." ، كىنا نبلحظ أنو قد جعل شرطا ٤تتول ب شرط - 2 ىذه العبارة كما بعدىا ىي جواب للشرط السابق ب قوؿ اترجاين "فإف قيلتى كثتا ما تتكرر مع اترجاين، فيتطلب من دارسو الكثت من التنبو كالتكيز. -مع األسف – يشوبو الغموض، كىي ستة آخر ٦تا جعل ا١تعت

.159دالئل اإلعجاز، ص. - 3

Page 145: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

137

يقف اترجاين با١تقابل على التنوع الدالب الذم قد تكتسبو ألفاظ ميعينة، كذلك أنا ٧تد رل إضافية، كمن ذلك ما أكرده أحيانا كلمات تدؿ على معانيها األصلية، كما تدؿ على معاف أخ

:2ىػ( ، أنو دخل الكوفة، فوقف يينشد الناس ب الكناسة قولو208عن ذم الرمة )ت. 1عنبسة

ـي، كا٢تػػػرءي، كاألسقػػػػيى البي ػػػػى ػػػػػػػرحي مبػػي الػػػول ب القىلب من ػػػػػكموتي ا٢تى ىػػػػػػنػػمي م، كالػػػػا

حي ػػػػػػػػػػػربى ػػػػػد كيى ػػػػػػػػػدم يىستج ػػػػػػػػك عن ػػػػػكحيب ي،ػػػػػػػػػى فيمحػػػػػػأم ٯتيحى ػػػػػػول بالنػػػػػافى ا٢تى ػػػػػػكك

ب ميةى يػىبػرىحي ػػػن حي ػػػػول م ػػػػػػػػسي ا٢تى ػػػػيرسى د ػػػػػػػػػػػػػػػكى ػػػيى ػػػػػػػم نى لػػػػػػػأمي احملبيػػػػػػػػػرى الن ػػػػػػػػإذ غي

ناداه ابني شيبػريمىة فلما انتهى ذك الرمػػػػػػة إب ىذا البيت ": فشنىق ناقػىتىو 3 : يا غيبلفي، أراه قد بىرحى! قاؿى

كجعىل يتأىخر ا كيفكر، ب قاؿ:

رسىيسى ا٢تول من حيب مىيةى يػىبػرىحي أىجد إذا غت النأمي احملبتى ب

قاؿ: فلما انصرفتي حدثتي أيب، قاؿ: أخطأى ابني شيبػريمة حت أنكىرى على ذم الرمة ما أنكر، كأخطأ ا فػىوؽى بػى " ذك الرمة حت غت شعرىه لقوؿ ابن شربمة، إ٪تا ىذا كقوؿ اهلل تعاب: عضو إذىا ظيليمىاته بػىعضيهى

هي بى يىكىد يػىرىاىىا : ب يػىرىىا كب يىكىد "أىخرىجى يىدى . 1"، كإ٪تا ىيوى

ىو عنبسة الفيل، أحد ىيجاء الفرزدؽ. - 1كارليل ىنرم ىيس مكارتت، طبع كلية كمربيج، ديواف شعر ذم الرمة، عيبلف بن عقبة بن مسعود بن حارثة، عت بتصحيحو كتنقيحو - 2

، كعلى أف ىذه األبيات ليست مرتبة ب الديواف بالتتيب نفسو، كقد ذكر ٤تقق دالئل اإلعجاز ب تر٬تها 78ـ، ص.1919ىػ ، 1337، تتخللها بعض أكصاؼ النا قة اليت تيقلو إليها. كىي غت متسلسلة ما يلي: )كىذه األبيات اتائية من قصيدة كقفها تعظمها على ٤تبوبتو مىي

، كما كردت ب القصيدة. آخر األبيات، ىو السادس فيها، كمدار النقاش بت الشاعر كابن شربمة. كالبيت الثاين، ترتيبو العاشر ب القصيدة -بتكت طبعة ثانية -اب مؤسسة اإلٯتافكالبيت األكؿ، ترتيبو السادس كالعشركف. كب ديواف "ديواف ذم الرمة" تقيق د. عبد القدكس أبو ص

، كب كلتا النسختت يوجد خبلؼ ب الركاية عما ذكره اترجاين. ٦تا يدؿ على أف النقد الذكقي 29رقمو 2/1206ـ، ٣تلد 1982سنة 108،110،115لدل القدماء ب يكن منهجيا بقدر ما ىو انتقائي. انظر األبيات أيضا ب ديوانو )ا١تكتب اإلسبلمي بتكت( ص.

، كمطلع قصيدة ذم الرمة : أ منزليتى مي سبلـ عليكما على النأم ك النائي يود كينصحي(. )ينظر: دالئل اإلعجاز ب علم ا١تعاين (.280ىػ، ص.1428ـ،2007تح. ياست األيويب، ا١تكتبة العصرية، صيدا، بتكت، لبناف، ط.

ن الطفيل، عاب الكوفة ب زمانو مع أيب حنيفة، شاعر جواد، قليل اتديث توب سنة ابن شربمة ىو عبد اهلل بن شربمة ب - 3 (.281عن األيويب،ـ.س.ص. 17/207ـ)الواب للصفدم ج.763ىػ/144

Page 146: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

138

فقد اعتقد ابن شربمة أف تعبته بفعل ا١تقاربة )ب يكد( قد دؿ على قػيرب زكاؿ ىواه ككشكاف ذه اتاؿ يدؿ على البقاء ذىابو، كلكن األمر ب اتقيقة كاف غت ذلك شأنا، ألف فعل ا١تقاربة ب ى

كاالمتداد ال على الزكاؿ مثلما ىو األصل، كىو ما احتج لو أبو عنبسة باآلية السابقة، ففيها أف الفعل )ب يكد( داؿ على أنو ب يرىا كب يكد يرىا، ال أنو يقتب من رؤيتها، أك أنو ٯتكن لو رؤيتها

بعد حت.

بقة على الكلمات )أتاء، أفعاؿ( فقط؛ بل تنطبق على اتركؼ ال تنطبق ا١تبلحظات السا كاألدكات أيضا، كذلك ما تشت إليو مبلحظات اترجاين فيما يتعلق بعمل أداب االختصاص: )ما..إال(، )كإ٪تا( كذلك بالرغم من ا١تعت ا١تشتؾ الذم تؤديو كل منهما، فظاىر استعما٢تما قد يدؿ

سو، كلكن ا١تبلحظة ا١تتأنية لؤلمثلة كالشواىد تؤكد أف استعما٢تما ٥تتلف، كمن على أف ٢تما ا١تعت نفا لىػهيوى القىصىصي الػػحىق كىمىا من إلىوو إال اهللي كى إف اهللى لىػهيوى العىزيزي الػحى كيمي"ذلك قولو تعاب:" إف ىىذى

2 ،ا من إلوو اهللي إلو إال اهلل(......)إذ ال ٯتيكن أف نقوؿ ب قولو تعاب:) كما من (، ألف ا١تعت حينئذو إ٪ت

سيفسد كب أحسن األحواؿ سيختلف تاما عن سابقو كإف بقي فيو شيء من الصحة كالسبلمة.

:3كمن ذلك أيضا قوؿ الشاعر

اءي ػػػػو الظلمػػػػػن كجه ػػػت عػػػػػػتل اهلل نى ػػػػػابه م ػػػهػبه ش ػػػعى ػػا ميص ػمػػػإن

ادعى ب استعمل الشاعر أداة القصر )إ٪تا( إلثبات صفة ا١تمدكح كالتأكيد على ذلك، فقد " كوف ا١تمدكح ذه الصفة، أنو أمره ظاىره معلوـه للجميع، على عادة الشعراء إذا مىدىحوا أف يدعوا ب

1 .151.دالئل اإلعجاز، تح. األيويب، ص -

. 162سورة آؿ عمراف، األية: - 2لزبت، الذم قاتل األمويت زماف عبد ا١تلك بن مركاف، فقيتل ىو كأخوه عبد البيت البن قيس الرقيات من قصيدة ب مدح مصعب بن ا - 3

مفاخر توب سنة النسيب. كلو مدائح ك اهلل. كتي ابن قيس الرقيات: ألنو شبب بثبلث نسوة تت تيعا ريقية. كأكثر شعره الغزؿ كلبيت كما يليو من أبيات ٫تزيتو ب عدد كبت من ا١تصادر . كانظر ا648/ص.2ـ.)انظر طبقات فحوؿ الشعراء البن سبلـ ج.704ىػػ/85

.( عن: 89/ ص.5كذلك األغاين ج. ، كىي حواب العشرة. ك23تعها عبد السبلـ ٤تمد ىاركف ب كتابو "معجم شواىد العربية" ص. .329دالئل اإلعجاز، تح. األيويب، ص.

Page 147: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

139

هركا ا، كأهنم ب يىصفوا إال با١تعلوـ م قد شي ركف ا ا١تمدكحتى أهنا ثابتةه ٢تم، كأهن األكصاؼ اليت يىذكي ، كلو )قاؿ ما ميصعب إال شهاب( ب يقف على ا١تعت نفسو الذم 1"الظاىر الذم ال يدفعيو أحد

د ٦تا كاف كاف مقصودا ب اتيملة األصل، بل على العكس من ذلك، إذ قد ينقلب ا١تعت إب الض :2يرمي إليو الشاعر من كراء ىذا البيت، كمن شواىد ذلك أيضا قوؿ اتيطيئة

دي ػػػػػع ػت سى ػػمى ػػػػل ػػػذم عى ػػػػػػالػػػال ب تي إ ػػل ػػػػا قي ػػػػػكىمى مي ػػػػػػػه ػػػي ػػػلى ػػدو عى ػػػػػع ػػػاءي سى ػػػػػػػنى ػػػف ي أى ػػػػنػػػلي ػػػػػذي ع ػػػػتى كى

ينفي اتيطىيئىةي ب أكؿ عىجيز ىذا البيت أف يكوف قد قاؿ شيئا ٦تا ادعى آؿ سعد، كلكنو يستدرؾ بعد ذلك فيذكر أنو قاؿ شيئان، كلكن ىذا الشيء ال يزيد على الذم علمتو سعد، كيبدك أنو

كالتوضيح، كقد استعاف ب ذلك قد تناىى إب علمهم أكثر ٦تا قاؿ اتطيئة ٦تا دعاه إب االستدراؾ ...إال(، كلو كاف استعمل ب ىذا ا١تقاـ غت الذم قصر ا١تناسب ب مثل ىذه اتاؿ )مػػػابأسلوب ال

استعمل؛ لىمىا استقاـ لو الكبلـ، بل ا٨ترؼ ا١تقصود إب غت مراد الشاعر كمقصده من بيتو، فلو بالذم علمت سعدي(، كاف ذلك خركجا عما قصد استخدـ ب القصر )إ٪تا( مثبل، فقاؿ: )إ٪تا قيلتي

.331ص. ـ.ـ.س.دالئل اإلعجاز، تح. ٤تمود شاكر، - 1أىبيو مليكىة جىركىؿ بن أىكس بن مىالك بن جوية بن ٥تىزيـك بن مىالك بن غىالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن طيئة ىو كات - 2

، توب ٨تو سنة ضـر ـ، كالبيت من قصيدة لو ب مدح بغيض من بت سعد، كمطلعها: 665ق/45غطفاف، كىو شاعر جاىلي ٥تيكقد سرنا غوران كاستباف لنا ٧تدي )ديواف اتطيئة بشرح ابن السكيت، قدـ لو ككضع ىوامشو كفهارسو: أال طرقتنا بعدما ىجدكا ىند

، دار الكتاب العريب، بتكت، لبناف، .(، 68كالبيت ا١تستشهد بو أعبله ىو ب الصفحة: 64ـ،ص.2007ىػ ، 1428حنا نصر اتيتاتطيئة كىافى )سؤكال جشعا فىقدـ المىدينىة كىقد أرصدت لىوي قػيرىيش العطايا كىالناس ب سنة كقد كرد ب طبقات فحوؿ الشعراء البن سبلـ أف

ا الرجل كىىيوى شىاعر ليفىة، فىمشى أىشرىاؼ أىل المىدينىة بىعضهم إبى بعض فػىقىاليوا قد قدـ علينا ىىذى كالشاعر يظن فيحقق ٣تيدبىة كسخطة من خىيئا معدا ٬تمعونو بى كىىيوى يأب الرجل ينهم من أشرافكم يسأىلو فىإف أعطىاهي جهد نىفسو رىا كىإف حرمو ىجاه. فأتع رىأيهم على أىف ٬تعىليوا لىوي شى

ثتى دينىارا حىىت تعيو ا لىوي أربعمئة دينىار كظنوا أىهنم قد أغنوه فىأتوهي لىوي فىكىافى أىل البػىيت من قػيرىيش كىاألىنصىار ٬تمعيوفى لىوي العشرىة كىالعشرين كىالثبلىف، فىأىخذىىا فظنوا أىهنم قد كفوه عىن ا١تسألة فىإذا ىيوى يػىوـ اتيمي ف كىىىذه صلىة آؿ فبلى عىة قد استقبل اإلمىاـ ماثبل فػىقىاليوا لىوي ىىذه صلىة آؿ فبلى

ة فػىقىاؿى من ٭تملت على نػىع لىت كىقىاه اهلل كبة جىهىنم(، يينظر: طبقات فحوؿ الشعراء، ٤تمد بن سبلـ بن عبيد اهلل اتمحي، يػينىادل بعد الصبلى. كأبيات اتطيئة ب ىجاء الزبرقاف بن بدر 113، ص.1تح. ٤تمود ٤تمد شاكر، دار ا١تدين، جدة، د.ت. ج.

(.114مشهورة.)يينظر:ـ.س.ص.

Page 148: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

140

إليو الشاعر ب بيتو األكؿ، كلو كاف تركيبو ب البيت الثاين سليما ٨تويا كدالليان، كالسبب ب ذلك ىو اختبلؼ األداتت، ككثتا ما يقع بعضهم ب مثل ىذا ا٠تلط ب االستعماؿ، كخصوصا لدل ا١تبتدئت

الغالب أف األداتت تعت كاحد، فيمكن استعما٢تما كيفما اتفق، كلكن من الكيتاب ، إذ يعتقدكف باألمر غت ذلك شأنان، كال يتوقف عند أدكات اتصر؛ بل ٯتتد إب كثت من األدكات كحركؼ ا١تعاين،

فغالبان ما ٧تد بينها فركقان لطيفة ال ييتوىصل إليها إال بالتأمل الطويل.

جد حاالت يتفق فيها األسلوباف )إ٪تا، ال...إال( كال ٮتتلفاف، فمن ذلك أف ك على أنو تو : "ب تىر زيدان، كإ٪تا رأيتى فبلنان"، ت"ما قلتي اليوـى إال ما قلتيو أمس بعينو" ك تقوؿ مثبل: ذلك كمنقوؿي

" قوليو تعاب: أيضا

"1 كلكن ىذا االتفاؽ ال يكوف ،فردىا كانت دالة على أف ا١تخاطب ال ٬تهل ا٠ترب، كأنت دائما، ألف األداة )إ٪تا( إذا استيعملت تي

تيصحح لو خربان قد غلط فيو، على حت أنك ب استعماؿ )ما...إال( فإنك ال تريد بالكبلـ أف تنفي الزيادة فيما طيلب منك، كلكنك تنفي أنك قيلتى أك فعلتى غته، ففي اآلية السابقة ال ينفي عيسى

و ب يزد على ما أمره اهلل عز كجل بو؛ بل ينفي أنو قاؿ غته.عليو السبلـ أن

ٮتتم اترجاين مباحث علم ا١تعاين ببياف بعض جوانب النظم، كالتأكيد على أ٫تيتو، ككأنو كاف يشعر ب كل مرة بضركرة التذكت بو، مع إضافات بسيطة بت اتت كاتت، كقد كاف عبد القاىر

ذا التكرار كالتكلف ب التأكيد فيربر ذلك بالغفلة اليت قد يقع فيها بعض الناس، كقد نفسو يشعر أكد ب ٥تتتم حديثو عن النظم أنو ليس إال توخيا ١تعاين النحو، كأنو ال يكوف تأليفا بت األلفاظ ب

حد ذاهتا؛ كإ٪تا ىو تأليف كتركيب بت معانيها.

.117سورة ا١تائدة، اآلية: - 1

Page 149: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

141

مخشري:ثانيا: علم المعاني عند الز

ييػػعتػبػػػر تػفػػسػػيػػر "الكػػشػػاؼ عػػن حػػقػػائػػق غػػوامػػض الػػتػػنػػزيػػل كعػيػوف األقػاكيػػل ب كجػػوه ػػػوالػتػػأكيػػل" للػػػزمػػخػػشػػرم مػن بيػػػػن الػػتػػفػػاسػػػيػػر الػػيت قػػامػػت عػلػػى أسػػاس لػػغػػوم بيػػاين، فػقػػد أقػػام

صػػاحػػبػػو عػػلػػى أسػػاس بػػيػػاين كاضػػح، مػػحػػاكال الػػوصػػػوؿ إب معاين اآليات كأسرار إعجازىا ، كىو يفتتح حديثو فيو ببياف أ٫تية علمي ا١تعاين كالبياف ١تن يعرض لتفست القرآف الكرن، ككأنو يشت إب أف

ة كالبياف بالدرجة األكب، كىو يشت أيضا إب تفسته ىذا ىو تفست متميز، فهو قائم على علم الببلغأف علم التفست ىو علم متميز عن سائر العلـو األخرل، كا١تفسر بذلك ٮتتلف عن غته من العلماء كالباحثت، كييشتط فيو أف يكوف جامعا لبحوث شىت حىت يتمكن من اتديث ب التفست ألف األمر

اكؿ بداية أف ييعطي الصفات اليت ٬تب أف تتوؼ ب ا١تفسر حىت ىنا يتعلق بكتاب اهلل تعاب، كى و ٭تي ذلك، كقد قارنو بغته من العلماء.يكوف ك

كإف برز على األقراف ب علم الفتاكل كاألحكاـ، كا١تتكلم كإف بز أىل الدنيا " عنده فالفقيو ية أحفظ، كالواعظ كإف كاف من ب صناعة الكبلـ، كحافظ القصص كاألخبار كإف كاف من ابن القر

اتسن البصرم أكعظ كالنحوم كإف كاف أ٨تى من سيبويو، كاللغوم كإف علك اللغات بقوة تييو ال يتصدل منهم أحد لسلوؾ تلك الطرائق، كال يغوص على شيء من تلك اتقائق إال رجل قد برع ب

ل ب ارتياد٫تا آكنة، كتعب ب التنقت عنهما علمت ٥تتصت بالقرآف، ك٫تا علم ا١تعاين كعلم البياف كتهأزمنة، كبعثتو على تتبع مظاهنما ٫تة ب معرفة لطائف حجة اللو، كحرص على استيضاح معجزة رسوؿ اللو بعد أف يكوف آخذان من سائر العلـو تظ، جامعا بت أمرين تقيق كحفظ كثت ا١تطالعات، طويل

يو، كرد عليو فارسا ب علم اإلعراب، مقدما ب تلة الكتاب ككاف ا١تراجعات قد رجع زمانا كرجع إلالتأكيد على أ٫تية صفات صاحب فنحن نبلحظ ىنا ذلك، 1"مع ذلك مستسل الطبيعة منقادىا،

كشاؼ عن غوامض حقائق التنزيل كعيوف األقاكيل ب كجوه التأكيل، أبو القاسم ٤تمود بن عمرك بن أتد، الز٥تشرم جار اهلل، دار ال - 1

.3،ص. 1ىػ ،ج.1407، 3الكتاب العريب، بتكت، لبناف، ط.

Page 150: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

142

قد أطنب الز٥تشرم ب اتديث ، كضركرة أف يكوف لو حظ من علم البياف ك العلم كيفما كاف تصصو كقد جعل الز٥تشرم من علمي البياف كا١تعاين أساسا بت عليو تفسته. ، يتو أل٫ت كما ذلك إال عنو

كاف للمعتزلة دكر ىاـ ب دراسة مسألة اإلعجاز القرآين، فقد اىتموا ا اىتماما كاضحا كمتواصبل، بل كأسسوا عليها كثتان من توثهم كمؤلفاهتم مثلما ٧تد عند اتاحظ ب كتابو ا١تفقود

الذم كقفو على دراسة إعجاز القرآف الكرن، ب توالت اتهود الببلغية من بعده، فألف القرآف()نظم الرماين كتابو عن اإلعجاز القرآين خبلؿ القرف الرابع، كقد تأثر األشاعرة تا كتب ا١تعتزلة ب ىذا

ز القرآف" ، ب ىػػ( كتابو "إعجا403)ت.1الشأف فألف القاضي أبو بكر ٤تمد بن الطيب الباقبلينكضع عبد القاىر اترجاين بعد ذلك خبلؿ القرف ا٠تامس كتابيو )دالئل اإلعجاز كأسرار الببلغة(، كرد اإلعجاز القرآين إب النظم كتوخي معاين النحو كأحكامو، كقد ثبت أنو تأثر ب ذلك تا توصل

ف الكرن .ؿ معاتتو لببلغة القرآإليو عبد اتبار ا١تعتزب من نتائج خبل

فقد كاف القاضي عبد اتبار معاصرا أليب بكر الباقبلين، كمضى "يرد اإلعجاز إب الفصاحة غت أنو كسع داللتها لتساكم فكرة النظم أك كما نقوؿ اآلف فكرة األسلوب. كعلى ضوء من آرائو

از" ، إذ رد تاؿ األسلوب فسر عبد القاىر اترجاين األشعرم نظرية النظم، ب كتابو "دالئل اإلعجالقرآين إب ا١تعاين اإلضافية للتعبت من تقدن كتأخت كتعريف كتنكت كذكر كحذؼ كقصر ككصل

اليت كنا رأيناىا فيما سبق، كىذه ا٠تصائص ىي ما 2كفصل كما إب ذلك من خصائص العبارات" تي فيما بعد بعلم ا١تعاين.

س كبلما كتصنيفا ب الكبلـ، لو شيوخ ىو ٤تمد بن الطيب أبو بكر الباقبلين رأس ا١تتكلمت على مذىب الشافعي، كىو من أكثر النا - 1

كثتكف منهم: أبو بكر األرم، كأبو بكر القطيعي، كأبو ٤تمد بن ماسي، كأبو عبد اهلل الشتازم، كآخركف. لو مؤلفات عديدة منها: ب: البداية كالنهاية البن إعجاز القرآف، كالتبصرة، كدقائق اتقائق، كالتمهيد ب أصوؿ الفقو، كشرح اإلبانة، كغت ذلك.)ينظر ترتتو

.)1/481، ككفيات األعياف البن خلكاف: 11/350كثت: .220، د.ت. ص.2الببلغة: تطور كتاريخ، شوقي ضيف، دار ا١تعارؼ، مصر، ط. - 2

Page 151: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

143

د اعتمد على كتاب "دالئل اإلعجاز" أكثر من اعتماده على أف الز٥تشرم ق ىو كا١تبلحظ كتاب "أسرار الببلغة" كذلك لسبب بسيط كىو أف كتاب الدالئل ىو األكثر معاتة ١تسألة اإلعجاز القرآين من الوجهة البيانية، كأكؿ ما يلقانا ب تفست الكشاؼ ىو ىذه ا١تبلحظات البيانية اليت تنبئ

ملها ب كيفيات تعلق مباشرة عن االتاه الببلغي ب بياف اإلعجاز، كىي مبلحظات تصب ب ٣تي الكبلـ بعضو ببعض، كمن ذلك قولو ب تفست قولو تعاب:"

"1 ":إف جعلت )اب( اتا عن تأليف ذلكى الكتابي مع )اب( . قلت: فإف قلت: أخربين يقوؿ( خربه، كاتملة ( . مبتدأ ثانيا، ك )الكتابي للسورة ففي التأليف كجوه: أف يكوف )اب( مبتدأ، ك )ذلكىخرب ا١تبتدأ األكؿ. كمعناه: أف ذلك الكتاب ىو الكتاب الكامل، كأف ما عداه من الكتب ب مقابلتو

الكامل ب الرجولية، اتامع أموؿ: ىو الرجل، ناقص، كأنو الذم يستأىل أف يسمى كتابا، كما تق ١تا يكوف ب الرجاؿ من مرضيات ا٠تصاؿ. ككما قاؿ:

الد ىيمي القىوـي كل القىوـ يا أيـ خى

أكأف يكوف الكتاب صفة. كمعناه: ىو ذلك الكتاب ا١توعود، كأف يكوف )اب( خرب مبتد ىذه اب، كيكوف ذلك خربا ثانيا أك بدال، على أف الكتاب صفة، كأف يكوف: ىذه اب أمذكؼ، ٤ت

أمتلة، كذلك الكتاب تلة أخرل. كإف جعلت اب تنزلة الصوت، كاف ذلك مبتدأ خربه الكتاب، أم ذلك الكتاب ا١تنزؿ ىو الكتاب الكامل. أك الكتاب صفة كا٠ترب ما بعده، أك قدر مبتدأ ٤تذكؼ،

. 2"ذلك الكتاب. -يعت ا١تؤلف من ىذه اتركؼ -ىو

كيظهر بوضوح من خبلؿ التحليل البياين ٢تذه اآلية مدل اىتماـ الز٥تشرم بالتفست الببلغي، ميستعينا ب كل ذلك تا كرد عند اترجاين من مباحث النظم كمعاين النحو خصوصا، كتا توصلت

.2سورة البقرة، اآلية: - 1عمرك بن أتد، الز٥تشرم جار اهلل، دار الكشاؼ عن غوامض حقائق التنزيل كعيوف األقاكيل ب كجوه التأكيل، أبو القاسم ٤تمود بن - 2

.33،ص. 1ىػ ،ج.1407، 3الكتاب العريب، بتكت، لبناف، ط.

Page 152: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

144

بعض ما اجتهد الز٥تشرم ب االشتغاؿ عليو، عاـ، كسنعرض فيما يلي غية بشكلإليو البحوث الببلزيادة توضيحو كالوقوؼ على فوائده من مباحث علم ا١تعاين، كسنقتصر على ثبلث سنحاكؿ ك

مباحث ىي: الفصل كالوصل، كاتذؼ، كالتقدن كالتأخت.

الفصل والوصل: -

قاطعات كاضحة لو مع األعماؿ النقدية كالببلغية قبلو، يقف ا١تتصفح لتفست الز٥تشرم على ت كخصوصا مع مباحث عبد القاىر اترجاين ب الدالئل كاألسرار، كىذه ا٠تصوصية ألعماؿ اترجاين ناتة ب اتقيقة عن التنظت الواضح الذم قاـ بو اترجاين ب ىذين الكتابت، فعهدنا با١تباحث

الكتب، كغالبا ما تكوف ب غت نظاـ، كلكن اترجاين قد جهد نفسو ب الببلغية أهنا مبثوثة ب بطوفتسن الذم مكن الز٥تشرم من متابعتها ب مظاهنا كالتعويل عليها كثتا اهتذيبها كتنظيمها على الوجو

ب إخراج تفسته إب النور، كال يعت ىذا أف الز٥تشرم قد اعتمد على أعماؿ اترجاين كحدىا كلكن أهنا كانت ىي السائدة من بت األعماؿ اليت اعتمد عليها، كىذا كلو إضافة إب ما كاف عليو يبدك

الز٥تشرم من ملكة لغوية كببلغية خصبة.

لسنا ىنا بصدد متابعة الز٥تشرم كمدل تطبيقو ١تباحث علم ا١تعاين كما ىي عند اترجاين ، على أ٫تية ما كلكننا ٨تاكؿ أف نقف من جهة فقد كنا رأينا ذلك بشكل مستفيض ب مبحث سابق،

باعتباره علمان بارزا ،ليس خبلؿ القرف ا٠تامس للهجرة فقط كلكن رتا خبلؿ توصل إليو اترجاينالقركف اليت تلتو تيعا، ىذا من جهة، كمن جهة أخرل نقف على براعة الز٥تشرم ب استثمار نتائج

نتمكن ٨تن أيضا من استثمار ىذه الطريقة ب تليل النصوص البحوث الببلغية اليت سبقتو، كبالتاباألدبية، كمن العست قراءة الز٥تشرم دكف اإلشارة بت اتت كاتت إب أعماؿ اترجاين، كال يعت ىذا تاؿ من األحواؿ أف الز٥تشرم كاف قاصرا عن تاكز توث اترجاين؛ بل إنو كثتا ما تاكزه، لدل

شأف ىذا التجاكز أف ٯتنحنا مزيدا من الفهم ١تا أراده عبد القاىر اترجاين. التحليل، كمن

Page 153: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

145

من ا١تواضع اليت يربز فيها اىتماـ الز٥تشرم باإلعجاز البياين للقرآف الكرن كاضحا، حديثو عن أ٫تية معاين النحو ب تركيب النسق الكبلمي، ففي تفسته لقولو تعاب:"

"1 ": كالذم ىو أرسخ عرقا ب الببلغة أف يضرب عن ىذه ، يقوؿاحملاؿ صفحان، كأف يقاؿ إف قولو: )اب( تلة برأسها، أك طائفة من حركؼ ا١تعجم مستقلة بنفسها. ك

( تلة ثانية. ك )ال رىيبى فيو كقد أصيب بتتيبها ( ثالثة. ك )ىيدلن للميتقتى( رابعة.)ذلكى الكتابيمفصل الببلغة كموجب حسن النظم، حيث جيء ا متناسقة ىكذا من غت حرؼ نسق، كذلك يئها متآخية آخذا بعضها بعنق بعض. فالثانية متحدة باألكب معتنقة ٢تا، كىلم جران إب الثالثة ك

يب األنيق، كنظمت ىذا النظم احدة من األربع، بعد أف رتبت ىذا التت. ب ب تل كل ك .الرابعة.، من نكتة ذات جزالة. ففي األكب اتذؼ كالرمز إب الغرض بألطف كجو كأرشقو. كب الثانية مالسر

ما ب التعريف من الفخامة. كب الثالثة ما ب تقدن الريب على الظرؼ. كب الرابعة اتذؼ. ككضع كإيراده منكران. كاإل٬تاز ب ذكر « ىاد»موضع الوصف الذم ىو « ىدل»ىو ا١تصدر الذم

.2"ا١تتقت

تيصور ىذه ا١تبلحظات بشكل كاضح ذلك ا١تنزع البياين ب التفست كالذم يهتم بو الز٥تشرم بت ك٭تاكؿ إبرازه، كخصوصا مسألة النظم كتركيب الكبلـ، فقد بدأ باإلشارة إب حيسن النظم فيما

ل اآليتت، كىو ب يبدأ بذكر لفظة )النظػػػػم( إال أل٫تيتها عنده، كإال لكاف بدأ بذكر معاين اآليتت، تي، كإذا أخذنا ببعض رأم اترجاين فيما ٮتص أ٫تية ا١تقدـ ب الذكر، 3مثلما ٧تد ب كثت من التفاست

شرم ، فلذلك قدمها ب الذكر على غتىا، ب فإننا ندرؾ أف مسألة النظم ىي األكثر أ٫تية لدل الز٥تيعود فيظهر إعجابو ذا التناسق العجيب بت اآليات، فبالرغم من أنو ال كجود تركؼ النسق

.2،1: سورة البقرة، اآليتاف - 1 .37، ص.1الكشاؼ، ج. - 2٭تق، نشر مؤسسة عبد الرتن بن معبل اللو ينظر مثبل: تيست الكرن الرتن ب تفست كبلـ ا١تناف، عبد الرتن بن ناصر السعدم، تح. - 3

.40، ص.1ىػ، ج.1420ـ، 2000، 1الرسالة، ط.

Page 154: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

146

)العطف( بينها؛ إال أف بعضها قد أخذ بتبلبيب بعض، كإذا أردنا أف نقف على سبب ىذا االنتظاـ عاين النحو كأحكامو.١ت ان النظم، الذم ليس إال توخيالعجيب بينها فإنو ال ٯتكن أف يكوف إال

ب ينتقل إب تفست ذلك كتعليلو تعليبل لغويا دالليا، فيبت كيفية ىذا التبلحم كأسراره الببلغية، ل اآليتت، كيظهر ذلك خصوصا لدل فحاكؿ أف يعطي تفستا للعبلقة بت كل تلتت من تي

" ، فنحن نبلحظ ا للحق كاليقت، كال نقص أنقص ٦تا للباطل كالشبهةال كماؿ أكمل ٦ت قولو:"...أنقص( -الشبهة( كبت )أكمل -كيف قارف بت النقيضت، كاستعمل ا١تباينة بت اللفظتت )اليقت

الباطل(، فهذه كلها أزكاج تطرؽ إليها انطبلقا من مفهـو ا١تباينة كالتضاد، ب حاكؿ بعد -كبت )اتقف على ا٠تصائص ا١تميزة كالنكت الببلغية اللطيفة ب كل جزء من أجزاء اآليتت ذلك أف يق

السابقتت، فأشار إب أف ب األكب حذفا كرمزا كاختصارا، كإشارة إب ا١تقصود بألطف عبارة كأرشقها . 1، كإف كنا ال ندرم على الوجو األصح ا١تقصود ذه اتركؼ ا١تقطعة

٫تية التعريف ب قولو تعاب:" ذلك الكتاب" كما فيو من الفخامة كاتزالة، فكأف ب أشار إب أ ىذا الكتاب ا١توصوؼ ب ىذا اتزء من اآلية قد عيرؼ مرتت: مػػػػػػرة باسم اإلشارة عندما أشت إليو ب

األلف كالبلـ قولو تعاب: "ذلك..." ، كمرة أخرل ١تا عيرؼ باأللف كالبلـ ب قولو:" الكتاب..." ، ك ىنا للجنس، كقد رأل الز٥تشرم أف حصر اتنس ىنا أم جنس الكتاب الذم ىو القرآف الكرن ىو

ال ريب فيو..." ." حصر للكماؿ الذم أشت إليو بعد ذلك ب قولو تعاب:

" النافية ب يشت إب أ٫تية التقدن كالتأخت ب قولو تعاب: " ال ريب فيو" فقد قدـ مفعوؿ "ال للجنس على الظرؼ )اتار كاركر(، كب ييقل:" ال فيو ريب" كالنكتة ب ذلك أف تقدن ا١تفعوؿ يفيد االستغراؽ من غت إشارة إب كجود ريب ب غته، كالسبب ب ذلك؛ من كجهة نظرنا؛ ىو أف يتم

كأما اتركؼ ا١تقطعة ب يكد ا١تفسركف يقفوف على تفست جامع للحركؼ ا١تقطعة ب أكائل بعض السور، كقد كرد ب تفست السعدم:" - 1

اتـز بأف اهلل تعاب ب ينز٢تا عبثا بل تكمة ال ب أكائل السور، فاألسلم فيها، السكوت عن التعرض ١تعناىا ]من غت مستند شرعي[ ، مع نعلمها". يينظر: ـ. س .

Page 155: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

147

كترسيخو ب األذىاف، ألف التكيز على عدـ كجود ريب ب القرآف الكرن قطعا، كالتأكيد على ذلك، اتديث على غته من الكتب قد يشتت الذىن بت عدـ كجود الريب فيو ك ب غته من الكتب.

ب يشت بعد ذلك إب اتذؼ كتعويض الفاعل بالوصف الذم ىو "ىاد" ٣تاراة لسياؽ فيو ما يلي: " ال ريب فيو الكبلـ، بقولو تعاب:" ىدل..." ، ألف سياؽ الكبلـ كاف ييفتض أف يرد

ىادو للمتقت..." كلكن القرآف الكرن نزؿ بإثبات ا١تصدر عوضا عن الوصف، كالنكتة ب ذلك . 1تسب الز٥تشرم ىو الداللة " على أنو ىو ا٢تدل نفسو ككأ٪تا قد تسد فيو"

فيو ب حد ذاتو ، فإبداؿ الوصف با١تصدر حصر للصفة ب ىذا ا١تصدر فكأف ا٢تداية ٣تسدة سدة ب صفات كمعتقدات ا١تؤمنت بو ، أك تكوف صفة من صفاتو كغتىا من الصفات، كليست ٣تيكتبعا ٢تذا يكوف ىذا القرآف كأنو ىو ا٢تدل ب حد ذاتو، كليس ىذا ا٢تدل صفة من صفاتو، كىذه

ىي أبلغ صور تسيد ا١تعاين، كقد كرد ا القرآف الكرن فأكجز كأعجز.

كمن إعجاز قولو تعاب: " ىدل للمتقت" كركد ا١تصدر نكرة ال معرفة للداللة على جبللتو كعظمتو، فهو ىدل عظيم ال يدرم عظمتو أحد إال اهلل عز كجل، كلو كرد معرفة فقيل: " ا٢تدل..."

دكدة معركفة، لكاف معركفا لدل الناس كاضح القيمة ، ظاىر ا١تقدار، كب ىذه اتاؿ تكوف عظمتو ٤تكىذا أمر غت ٦تكن ب حق القرآف الكرن، فلذلك كاف كركد ا١تصدر "ىدل" من غت تعريف داللة

. 2على العظمة من جهة، كعلى أنو معجز حقا من جهة ثانية

كمن نيكت ذلك أيضا أف أكرد لفظ ا١تتقت )للمتقت( منفردا دكف غته اختصارا كإ٬تازا للكبلـ، ن أف يقاؿ مثبل: " للذين اتقوا" أك " ١تن يتقوف" أك غت ذلك من العبارات اليت يزيد لفظها ككاف ٯتيك

عما كرد ب القرآف الكرن، كبا١تقابل يقل معناىا عنو ألف زيادة الكبلـ تعل الذىن يتوزع على الكبلـ ما كرد ب القرآف تيعا، كبالتاب يكوف اختصاره حصرا النتباه ا١تتلقي ب معت كاحد كثيف، كىو

.224ص. ـ.ـ.س.الببلغة: تطور كتاريخ، - 1 نفسو.ينظر: - 2

Page 156: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

148

من خلفو ، كىكذا ىي عبارات الز٥تشرم ب تفسته، ال الكرن الذم ال يأتيو الباطل من بت يديو ك تست على ىذا النحو من الكشف الواعي عن مكامن اإلعجاز ب آيات القرآف الكرن، كىي أشبو

عو ب الدالئل كاألسرار ب بتحليبلت اترجاين ب براعتها، كدقتها، كإف كاف اترجاين تيكم موضو يكن يتوقف كثتا عند آيات الذكر اتكيم بالتفست كالشرح إال تا يفي بغرضو ب ذلك ا١توضع.

من ا١تواضع اليت تطرؽ إليها اترجاين فيما ٮتص الفصل كالوصل ما كينا رأيناه سابقا من مسألة قولو تعاب: " تقدير سؤاؿ ٤تذكؼ، كمن أمثلتو من الذكر اتكيم

"1 ،كىنا ب مثل ىذه ا١تواضع اليت تشتمل على فعل القوؿ نيقدر غالبا سؤاال ٤تذكفا، ففي اآليات السابقة

" ، إذ دىخىليوا عىلىيو فػىقىاليوا سىبلمنا تع قولو تعاب:" ...نقدر سؤاال قبل الفعل قاؿ، ككأف السامع لػػمػػػا تبادر إب ذىنو سؤاؿ الػػميستفهم الذم يقوؿ:" فما كاف رده عليهم، كمب قابل قو٢تم ىذا؟ كىل كاف رده قوال أـ فعبل؟" كىذه كلها تساؤالت مفتضة مشركعة، ككلها أيضا ٤تذكفة يشت إليها السياؽ

" .قىاؿى سىبلـه قػىوـه مينكىريكفى كاف اتواب ىو قولو تعاب:" اللغوم، ف

افتاضا لكي يربر الفصل الوارد قبل فعل القوؿ، كىو ميربر كىو تساؤؿ قد افتضو الز٥تشرم األمر من زاكية تداكلية ييؤطرىا التخاطب الواقع بت ىذا طريف كمشركعه حقا، كلكن ٯتيكن النظر إب

جاء على ما يقعي ب أنفس ا١تخلوقت منى السؤاؿ. فلما كاف ب فقد" م عليو السبلـ كقومو،إبراىيالعيرؼ كالعادة فيما بتى ا١تخلوقتى إذا قيل ٢تم: "دخلى قـو على فبلف فقالوا كذا"، أخرجى الكبلـى ذلك

خر ي . 2"كي الذم يىسليكيونومعهم ا١تسل باللفظ، ألفى الناسى خوطبوا تا يتعارفونو، كسلك ج ا١ت

.28 -24سورة الذاريات، اآليات: - 1 .240، ص.٤تمود ٤تمد شاكر، ـ.ـ.س.دالئل اإلعجاز، تح. - 2

Page 157: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

149

كقد تطرؽ الز٥تشرم أيضا إب تفست ىذه اآلية كلكن من كجهة نظر بيانية أخرل ال تتلف أراد: أهنم ليسوا من معارفو أك ب جوىرىا عما كاف اترجاين ٮتوض فيو، كقد أكرد ب ذلك قولو :"

أك رأل ٢تم حاال كشكبل ، ا٠تزر من جنس الناس الذين عهدىم، كما لو أبصر العرب قوما من، فقد حيذؼ 1"خبلؼ حاؿ الناس كشكلهم، أك كاف ىذا سؤاال ٢تم، كأنو قاؿ: أنتم قـو منكركف

ا١تبتدأ كبقي ا٠ترب داال عليو، كفائدة ذلك التكيز على ىذا ا٠ترب كصفتو، ألف تركيز الكبلـ على شيء ته، كىو ا١تبدأ نفسو الذم رأينا اترجاين يفسر بو ٤تصور ٬تعلو أكثر تأكيدا ألف السامع ال يرل غ

بعض مواضع اتذؼ.

لتت اختلفتا خربا كإنشاء، بالرغم ٦تا ييعتقىدي ب بعض يرل الز٥تشرم بأنو ال ٯتكن عطف تي اتاالت أف األمر خبلؼ ذلك، كمن ىذا القبيل ما كرد ب قولو تعاب:"

"2 ":كىقيوليوا للناس ، فالظاىر أف قولو تعاب" ، كلكن ىذين ال تػىعبيديكفى إال اللوى " معطوؼ على ما قبلو، أم أنو معطوؼ على قولو :" حيسنان

اتزأين ٥تتلفاف خربا كإنشاء، فاألكؿ خرب عن بت إسرائيل بينما الثاين أمر موجو ٢تم، فكيف ساغ ؟عطف الطلب على ا٠ترب

" ىو ب ظاىره خرب كلكنو ب حقيقتو ال تػىعبيديكفى إال اللوى يذىب الز٥تشرم إب أف قولو تعاب:" إخبار ب معت النهى، كما تقوؿ: تذىب إب فبلف تقوؿ لو كذا، (ال تػىعبيديكفى أمر، يقوؿ ب ذلك :" )

سورع إب االمتثاؿ كاالنتهاء، فهو ٮترب عنو تريد األمر، كىو أبلغ من صريح األمر كالنهى، ألنو كأنو)ال تعبدكا( كال بد من إرادة القوؿ، كيدؿ عليو أيضا قولو: )كىقيوليوا( .كقولو كتنصره قراءة عبد اللو كأيب

ين إحسانان إما أف يقدر: كتسنوف بالوالدين إحسانا. أك ك ىو جواب قولو: أحسنوا. كقيل: كىبالوالدى

.401، ص.4الكشاؼ، ج. - 1 .83، اآلية: ةسورة البقر - 2

Page 158: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

150

إجراء لو ٣ترل القسم، كأنو قيل: كإذ أقسمنا عليهم ال تعبدكف. كقيل: نا ميثاؽى بىت إسرائيلى()أىخىذ ا الزاجر :1رفع، كقولو« أف»معناه أف ال تعبدكا، فلما حذفت . 2"أىحضيرى الوىغىى مأىالى أىيهذى

دـ جواز عطف اإلنشاء على فا١تبلحظة اليت قدمها الز٥تشرم ب ىذا الشأف صحيحة كىي ع ا٠ترب أك العكس، كإذا كاف األمر كذلك ظاىرا فإنو ب األصل غت ذلك شأنا، كال بد ب ىذه اتاؿ

من مسوغ يسوغ لنا ىذا العطف، مثلما رأينا ب ا١تثاؿ السابق، كمثلما يظهر ب قولو تعاب:"

"3 فقولو تعاب:" كبشر الذين ،آمنوا" ىو أمر قد عيطف على ما قبلو، كما قبلو ليس بأمر، كىو قولو تعاب:" أيعدت للكافرين..."،

فكيف ساغ عطف ا٠ترب على اإلنشاء ب ىذه اتاؿ؟

٬تيب الز٥تشرم عن ىذا التساؤؿ بالقوؿ إف األصل ىنا ليس عطف أمر على خرب، كلكنو لة كرد فيها مصت الكافرين، فساغ من مضموف اآليتت ىذا عطف تلة بينت جزاء ا١تؤمنت على تي

قلت: عبلـ عطف ىذا األمر كب يسبق أمر كال هنى يصح عطفو عليو؟ العطف، فإف قاؿ قائل :"ليس الذم اعتمد بالعطف ىو األمر حىت يطلب لو مشاكل من أمر أك هنى يعطف عليو إ٪تا ا١تعتمد

لعطف ىو تلة كصف ثواب ا١تؤمنت، فهي معطوفة على تة كصف عقاب الكافرين، كما تقوؿ: با . 4"زيد يعاقب بالقيد كاإلرىاؽ، كبشر عمران بالعفو كاإلطبلؽ

القوؿ صدر من بيت ب معلقة طرفة بن العبد، كىو ب الديواف: - 1

العشر، الشنقيطي ينظر أيضا: شرح ا١تعلقات ىل أنت ٥تلدم. أال أيهذا البلئمي أحضر الوغى كأف أشهد اللذات .52ـ، ص.2007ىػ، 1428، ٤1تمد بن األمت، تح. أتد أتد شتيوم، دار الغد اتديد، القاىرة، مصر، ط.

.159، ص.1الكشاؼ، ج. - 2 .25، 24سورة البقرة، اآلية: - 3 . 104، ص.1الكشاؼ، ج. - 4

Page 159: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

151

فمسوغ عطف اإلنشاء على ا٠ترب ب اآليتت السابقتت ىو الغرض اتامع ٢تما كىو بياف ؤمنت كالكافرين، بالرغم من أف اآلية األكب كردت بصيغة ا٠ترب، بينما اتزاء الذم ينتظر كبل من ا١ت كردت الثانية بصيغة األمر.

ليس كل ما جاء بو الز٥تشرم ب الكشاؼ كاف تابعا فيو ١تن كاف قبلو من اللغويت كالببلغيت د كثتا من ا١تبلحظات كخصوصا عبد القاىر اترجاين ب كتابيو )الدالئل كاألسرار( ، كلكنو أكر

ا يندرج ضمن ىذا ػػػػمتليلو، كسبيلنا ىنا أف نكشف عػػن بعض كالتربيرات اليت كانت من حير فكره ك ا١تسعى، أم أننا سنكشف شيئا ٦تا تفرد بو الز٥تشرم ب مباحث علمي البياف كا١تعاين ٦تا ب يكن

٨تن بصدد ذكرىا ب يكن الز٥تشرم قد تابعا فيو ألحدو غته، كاتق أنو حىت ىذه ا١تسائل اليتسىبي أكجدىا من عدـ كلكنها ب األصل ناتة عن كثرة ما اطلع من الكتب الببلغية كاللغوية، كقد ٭تيلو على األقل ٤تاكلة استثمارىا ب إخراج تفسته "الكشاؼ" الذم كاف من ختة ما عرؼ الناس من

صـو على السواء، فقد جهد نفسو ب تتبع آيات القرآف الكرن التفاست البيانية باعتاؼ ا١توالت كا٠ت ا.يستخرج من كل آية أسرار بياهنبالتحليل، كحاكؿ أف

يرل الز٥تشرم أف من بت فوائد القطع كاالستئناؼ با١تبتدأ التأكيد، كأف ىذا األمر مؤكد ...كمستمر ب مطلق الزماف، فقد أكرد قولو تعاب: "

"1 ":ككلمة الذين كفركا: دعوهتم ، كيقوؿ ب تفست ىذه اآليةيى فصل أك بالنصب، كالرفع أكجو. كى « كلمة اهلل»إب الكفر كىكىلمىةي اللو دعوتو إب اإلسبلـ. كقرئ

. 2"مبتدأ، كفيها تأكيد فضل كلمة اهلل ب العلو، كأهنا ا١تختصة بو دكف سائر الكلم

فقد كردت لفظة )كلمة( األكب منصوبة، بينما كردت الثانية مرفوعة بالرغم ٦تا بينهما من ملة، فا١تعطوؼ عليو العاطف، كلكن كاك العطف ب ىذه اتاؿ ب تعمل ب ا١تفرد؛ كإ٪تا عملت ب اتي

.40سورة التوبة، من اآلية: - 1 .272، ص.2الكشاؼ، ج. - 2

Page 160: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

152

مفرد كلكن ا١تعطوؼ تلة كاملة، كيشت الز٥تشرم إب ببلغة رفع لفظة )كلمةي( الثانية، كىي أهنا ب ىذه اتاؿ تكوف مؤكدة ١تا بعدىا، كلو كيصلت لدلت على تقرير حقيقة علو كلمة اهلل عز كجل دكف

تأكيد، كلكن كيف يكوف ذلك؟

سابقة )... ككلمةى اهلل ىي العليا(؛ فإف ىذا األمر احملقق بعد الواك قد ب زمنيا إذا قرئت اآلية ال مع تاـ ما قبلو، أم أف اهلل عز كجل قد جعل كلمةى الذين كفركا السفلى، كجعل كلمتىو ىي العليا بعد

ب يكن األمر كذلك أف ىيزـ الكيفار، كفشلوا ب العثور على النيب صلى اهلل عليو كسلم كاالنتقاـ منو، ك قبل ىذا، بل ىو حادث بعد ا٢تزٯتة، أما إذا قرئت )... ككلمةي اهلل ىي العليا(؛ بالقطع كاالستئناؼ با١تبتدأ؛ فإف علو كلمة اهلل عز كجل ب ىذه اتاؿ ىو علو مطلق، كب يكن نتيجة لفشل الكفار ب

مةي اهلل دكما ىي العليا ألهنا كردت مبتدأ، العثور على النيب صلى اهلل عليو كسلم ب غار حراء، فكلكىي ب ىذه اتاؿ مطلقة ا١تعت، فكأنو ذكر قولو تعاب:"... ككلمةي اهلل ىي العليا" من دكف كبلـ

سابق ٢تا، كىذا من ركائع اإلعجاز البياين للقرآف.

اترؼ اتار مع كمن أكجو البياف اليت كقف عليها الز٥تشرم تنكت ا١تسند إليو، كتكرار العطف، كما ب ذلك من لطائف ببلغية، فقد كقف عند تفسته لقولو عز كجل :"

"1 كقاؿ ب سبب تنكت ا١تسند إليو ،التنكت أف على أبصارىم نوعا من األغطية غت ما يتعارفو الناس، كىو غطاء التعامي كمعت )غشاكة( "

. 2"عن آيات اللو

فسر الز٥تشرم سبب التنكت بكوف ا١تسند إليو غت معركؼ، فهذه الغشاكة ىي غطاء كلكنها ل ىي غطاء فريد، كقد ليست من جنس األغطية اليت يتعارؼ عليها الناس ب حياهتم كمعامبلهتم، ب

٭تمل ىذا التنكت شيئا من ا١تبالغة، كذلك أف ىذه الغشاكة شديدة التغطية كالتعمية ألهنا نكرة غت

.7قرة، اآلية:سورة الب - 1 .53،ص.1الكشاؼ،ج. - 2

Page 161: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

153

معركفة، كلذلك فأمرىا ٣تهوؿ كخطرىا مهوؿ، إذ ىي تيغطي كال أحد يعلم مقدار ىذه التغطية وب كاألبصار كاألتاع؟ إهنا صورة كالتعمية اليت تنتج عنها، كأم تغطية أعظم خطرا من تغطية القل

بشعة كموحشة حقا.

أشار الز٥تشرم إب تكرار حرؼ اتر )على( ب قولو تعاب: "على قلوم كعلى تعهم كعلى ا من خرب ميقدـ كمبتدأ مؤخر، كل منها مختين ا١تكوف كل منهأبصارىم" بالرغم من أف اتزأين األ

ف يكفي أف ييقاؿ مثبل: " ختم اهلل على قلوم ك تعهم كبصرىم، كلكن معطوؼ على ما قبلو، ككافإف قلت: أل فائدة ب تكرير اتار ب ذلك ب يكن، كقد فسر صاحب الكشاؼ ذلك بقولو: "

لو ب يكرر لكاف انتظاما للقلوب كاألتاع ب تعدية كاحدة كحت ولو: )كىعىلى تىعهم( ؟ قلت:ق . 1"ع تعدية على حدة، كاف أدؿ على شدة ا٠تتم ب ا١توضعتاستجد لؤلتا

فقد علل ذلك بأف تكرير اتار ب كل مرة يزيد ا١تعت تأكيدا، فكأف ىذا ا٠تتم يتجدد ب كل دد مرة، ككأف عدـ تكريره سيؤدم إب ضيعفو ألنو استعمل أكثر من مرة بواسطة حرؼ العطف كب ٬تي

أف بأداة تيستعمل أكثر من مرة، فهي ال تلبث -كهلل ا١تثلي األعلى -شبيو إب حد ما بالذكر، كىذا عمل العمل نفسو بأداة جديدة فإف ذلك حتما ن تنقص جودهتا، كلكننا مىت جئنا ب كل مرة نريد أف

سيكوف لو أحسن األثر، كىو ما أشار إليو الز٥تشرم ب كبلمو السابق الذكر.

ة بيانية أخرل ٯتكن أف نشت إليها كىي كركد لفظة )السمع( مفردا، بينما كردت كىناؾ لطيف لفظة )أبصارىم( تعا بالرغم من أهنما معطوفتاف كب سياؽ كاحد، ككاف ٯتيكن أف يقاؿ: "على أتاعهم كأبصارىم" تعا لكليهما، أك يقاؿ :" تػػػعػػػهػػم كبصرىػػػم" تعل كل لفظة منهما ب حالة

ككحد السمع كما كحد البطن ب فراد، كلكن ذلك ب يكن. كب تفست ذلك يورد الز٥تشرم قولو:"اإل كلوا ب بعض بطنكم تعفوا، يفعلوف ذلك إذا أمن اللبس. فإذا ب يؤمن كقولك: فرسهم، قولو:

كثوم، كأنت تريد اتمع رفضوه. كلك أف تقوؿ: السمع مصدر ب أصلو، كا١تصادر ال تمع. فلمح

.52،ص.نفسو - 1

Page 162: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

154

( كأف تقدر مضافا ٤تذكفا: أ كعلى حواس ماألصل يدؿ عليو تع األذف ب قولو: )كىب آذاننا كىقػره، فقد فسر اإلفراد بدؿ اتمع بأمن اللبس، أم أنو إذا أمن اللبس ب فهم الكبلـ، ٯتيكن أف 1"تعهم

٧تعل ا١تفرد بدال من اتمع ب قولو )تعهم(.

لرأم الذم يقوؿ بو الز٥تشرم ىو رأم غت مقنع، أك على األقل ب يقيم على يبدك ب أف ىذا ا أساس ببلغي، كىو الذم عودنا على تعليبلت كتليبلت ببلغية ب غاية الدقة، كالذم استقر عليو

مفردا كاألبصار تعا رأيي بعد التأمل الطويل ب ىذه اآلية الكرٯتة ىو أنو قد استعمل لفظ السمع ١تا كاف ا١تسموع شيئا كاحدا فإنو ال يتغت ٤تتواه سواء أتعو زيد أـ عمرك، ألف ا٠ترب حينئذو نو أل

سيكوف كاحدا ب كل اتاالت، كبالتاب عيرب عن عدـ االختبلؼ ب تاعو باللفظ ا١تفرد ب قولو اب: "... كعلى تعهػػػػػػػم..." .تع

البصر؛ فإنو جيء بو تعان ألف الناس ٮتتلفوف ب النظر إب ك١تا كاف األمر غت ذلك شأنا ب مسألة ا٢تداية اليت جاء ا النيب صلى اهلل عليو كسلم، كألف البصر ىنا معنوم ال حسي، لتػىعىلقو با٢تداية اليت ىي من أفعاؿ القلوب، بينما يكوف السماع حسيا ألنو يتعلق بسماع القرآف الكرن

وم كأخبار النيب كصحابتو ب ا٢تداية، كتبعا ٢تذا تيعا جيء بالسمع على صيغة ا١تفرد كاتديث النب كجيء بالبصر على صيغة اتمع كاهلل أعلم.

إ٪تىا أىفػرىدى السمعى كىبى ٬تىمىع كىمىا تع كرد تفست اآلية السابقة ب "التحرير كالتنوير" كفيو قولو: " صىارىم( إما ألىنوي أيريدى منوي المىصدىري الداؿ عىلىى اتنس، إذ الى ييطلىقي عىلىى اآلذىاف تىعه أىالى )قػيليوم( ك )أىب

آذاننا [ كىقػىولو: كىب 19تػىرىل أىنوي تىىعى لىما ذىكىرى اآلذىافى ب قػىولو: ٬تىعىليوفى أىصابعىهيم ب آذاهنم ]البػىقىرىة:

.ـ.س - 1

Page 163: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

155

ؼ القيليوب كىاألىبصىار فىإف القيليوبى ميتػىعىددى 5كىقػره ]فصلت: ره تبلى ةه [ فػىلىما عىبػرى بالسمع أىفػرىدى ألىنوي مىصدى، كىإما لتػىقدير ٤تىذيكؼو أىم كىعى .1" لىى حىوىاس تىعهم كىاألىبصىاري تىعي بىصىرو الذم ىيوى اسمه الى مىصدىره

ككاضح ٦تا تقدـ تشابو التفستين، كيبدك أف ابن عاشور قد عاد إب الكشاؼ قبل تفسته لآلية السابقة ألنو قد أحاؿ عليو كعلى شيء ٦تا فسر بو اآلية بعد كبلمو السابق، كال نعتقد أف بقية

نا ىنا للتحرير كالتنوير دكف غته ألنو يندرج ضمن التفاست ستخرج عن ىذا اإلطار، كإ٪تا كاف إشارتالتفاست البيانية األكثر أ٫تية من جهة كلنجمع بت التفاست القدٯتة كاتديثة من جهة أخرل، كلكن صاحب التحرير كالتنوير ييعطي تفستا ٥تتلفا ١تسألة اختبلؼ الصيغة ب ألفاظ السمع كالبصر

اآلية.كالقلوب الواردة ب

قىد تىكيوفي ب إفػرىاد السمع لىطيفىةه ريكعيىت من تيلىة فهو يقوؿ ب تفست ىذا االختبلؼ أنو " ٯتىاف كىالد انىت ميتػىفىاكتىةن كىاشتغىا٢تيىا بالتػفىكر ب أىمر اإل غىة القيرآف ىيى أىف القيليوبى كى ؼ ين ٥تيتىلفه ب بىبلى اختبلىثػرىة كىالقلة كىتػىتػىلىقى أىنػوىاعنا كىثتىةن منى اآليىات فىلكيل عىقلو حىظوي درىاؾ، كىكىانىت كيضيوح األىدلة، كىبالكى منى اإل

ئلي رئيات اليت فيهىا دىالى انية ب اآلفىاؽ، كىب األىنػفيس اليت فيهىا األىبصىاري أىيضنا ميتػىفىاكتىةى التػعىلق بالمى الوىحدىلىةه، فىلكيل بىصىرو حىظوي منى االلتفىات إبى اآليىات الميعجزىات كىالعربى كىالمىوىاعظ، فػىلىما اخ تػىلىفىت أىنػوىاعي مىا دىالى

عىت. كىأىما ا انىت تػىتػىعىلقي بسىمىاع مىا يػيلقىى إلىيػهىا منى القيرآف فىاتىمىاعىاتي إذىا تػىتػىعىلقىاف بو تي ألىتىاعي فىإ٪تىا كىبػري من عىمىل العي بره كىالتدى عيوهي تىىاعنا ميتىسىاكينا كىإ٪تىا يػىتػىفىاكىتيوفى ب تىدى عيوا القيرآفى تى ا قيوؿ فػىلىما اتى تى دى تػىعىلقيهى

ا . 2"بالمىسميوعىات جيعلىت تىعنا كىاحدن

، ٤تمد الطاىر بن ٤تمد بن عاشور التونسي، الدار «ترير ا١تعت السديد كتنوير العقل اتديد من تفست الكتاب ايد»التحرير كالتنوير - 1

.255، ص.1ـ، ج.1984التونسية للنشر، تونس، ط.قدمنا مبلحظاتنا السابقة حوؿ تفست ىذه اآلية كتديدا مسألة اإلفراد كاتمع بالنسبة ١تفردات: القلوب كالسمع . كنا 256.ص.نفسػػػو - 2

كاألبصار، ككاف ذلك قبل أف نطلع على تفست ابن عاشور لآلية نفسها، ب اطلعنا على ىذا التفست بعد ذلك كأثبتناه أعبله، كب نشأ أف لتشابو الواضح بينها كبت ما كرد ب التحرير كالتنوير.٨تذؼ مبلحظاتنا بالرغم من ا

Page 164: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

156

يز تفست التحرير كالتنوير ىو إشارتو إب أف لفظة "األ بصار" حسية الداللة كليست كما ٯتيكىو ، فهي تشت إب أف أبصارىم قد عميت عن التفكر ب آيات اهلل ك٥تلوقاتو كالتدبر فيها، معنويتها

تدبر كاف من شأنو أف يوصلهم إب ا٢تداية لو أهنم كانوا من ا١تهتدين، كلكنهم لػػػمػػا ب يكونوا كذلك فقد خيتمى عليها مثلما خيتم على تعهم كقلوم، ك١تا كانت ىذه األبصار متفاكتة ب إدراكها ١تا

ىنا الختبلفها ىناؾ، ب ١تا كاف القرآف تيبصر، كمتفاكتة أيضا ب االعتبار تا تيبصر، جيء ا تعان، الكرن ب تلقيو تاعا ال ٮتتلف فيو الناس كإ٪تا ٮتتلفوف ب تدبره كالتمعن ب أسراره، جيء بالسمع ميفردا ألنو ال اختبلؼ فيو، ألنو كاف ييتلى ب تاعات فبل ٮتتلفوف ب طريقة تلقيو تاعا، كإف ا١ترء

تصرؼ الببلغي العجيب.ليقف حائرا أماـ ىذا ال

التقديم والتأخير: -

األصل ب اللغة العربية أف ٢تا نظاما تركيبيا معياريا تنتظم كفقو ا١تلفوظات لتيشكل اتيمل كالنصوص، كىذا النظاـ ا١تعيارم تكفلو قوانت النحو اليت أعطت لكل ملفوظ رتبة معينة تبقى ٤تفوظة

ما يتم التصرؼ ب ىذا التتيب فبل يبقى على أصلو الذم تدده معايت ، كلكن غالبان 1لو دكف غتهاللغة، كإ٪تا يتم انتهاكو من أجل غايات ببلغية يرمي إليها ا١تتكلم، فيسعى إب التعبت عن ا١تعاين

، كقد يكوف استعماؿ ىذا االنتهاؾ ددة بنظاـ اللغة الصاـر ب اللغة الػػػػػميختلفة بتاكيب جديدة غت ٤تيأكثر من االعتماد على النظاـ ا١تعيارم، ككثتا ما يكوف ذلك ب التعابت األدبية اليت تشحن بدالالت

ها. ال يسع التعبت ا١تعيارم أف يصػػل إليػ مكثفة

٦تا عرض إليو الز٥تشرم ب ىذا الشأف االختصاص بتقدن ا١تسند عن ا١تسند إليو، كما ب ذلك ػػاـ بالػػػميػػسنػػػػػد، كاختصاصو با١تعت أكثر مػػما لػو أيخػػػر، فػقػد ذكػػػر ب مػعػػػػرض تفسيػػػره لقػػػولػػو من اىتمػػػ

يينظر: شرح الكافية الشافية، ٤تمد بن عبد اهلل، بن مالك الطائي، عبد ا١تنعم أتد ىريدم، نشر جامعة أـ القرل مركز البحث العلمي - 1

.157، ص.1، د.ت. ج.1السعودية، ط. كإحياء التاث اإلسبلمي كلية الشريعة كالدراسات اإلسبلمية ،مكة ا١تكرمة، العربية

Page 165: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

157

"رىةه ػػػػػػاظ ػػػا نى ػػػػهى ػػػإبى رىب ،رىةه ػػػػػاض ػػػػػػذو نى ػػػػػػػػومىئ ػػوهه يى ػػػكيجي تعاب:" ا ناظ ، أف قولو تعاب: " 1 رىةه تنظر إب را إب رى

، إب خاصة ال تنظر إب غته، كىذا معت تقدن ا١تفعوؿ. أال ترل إب قولو إب رىبكى يػىومىئذو الميستػىقىر، كىإبى اللو المىصتي، كىإلىيو تػيرجىعيوفى، عىلىيو ، إبى اللو تىصتي األيميوري وىكلتي كىإلىيو أينيبي تػى رىبكى يػىومىئذو المىساؽي

. 2"كيف دؿ فيها التقدن على معت االختصاص

كا١تفعوؿ ا١تقصود ب قوؿ الز٥تشرم ىو اتار كاركر، كقد قيدما لبياف االختصاص، أم ال اختصاص ىذه الوجوه بالنظر إب اهلل جل كعبل دكف غته، ألف ا١تعلـو أف ا١تؤمنت ب اتنة ٢تم ما

عت رأت، كلكن لذة النظر إب كجو اهلل عز كجل ال تعاد٢تا لذة.

كمن ذلك أيضا ما كرد ب تفسته لقوؿ اهلل عز كجل:"

"3دن اتار كاركر )علي( على خرب ، فقد رأل الز٥تشرم بأف تق

ا١تبتدأ )ىو( فائدتو تأكيد ا١تعت بأف اهلل عز كجل قادر على أف ٬تعل الولد يأب من امرأة عاقر كشيخ كبت، كأف ذلك عليو سهل ىت، كاألمر ىنا على غت ما كرد عليو النظم ب قولو تعاب:"

ه ، كيتساءؿ: " 4" فإف قلت: ب أخرت الصلة ب قولو كىىيوى أىىوىفي عىلىيو كقدمت ب قولو ىيوى عىلىي ىىت

ؾ قصد االختصاص كىو ٤تزه، فقيل: ىو على ىت، كإف كاف مستصعبا عندكم أف يولد ؟ قلت: ىنا . 5"كعاقر، كأما ىاىنا فبل معت لبلختصاص ـربت ى

.23،22سورة القيامة، اآليتاف: - 1 .662،ص.4الكشاؼ، ج. - 2 .9سورة مرن، اآلية: - 3، اآلية: - 4 .27سورة الرـك .476،ص.3الكشاؼ، ج. - 5

Page 166: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

158

فبالرغم من التشابو ا١تاثل بت اآليتت إال أف معت كل منهما ٮتتلف عن األخرل، إذ ب األكب ليو أكثر، بينما ا٠تلق ب الثانية جاء تاليا للبدء ألنو إعادة بعد خلقه من عدـ ابتداء فالتأكيد يكوف ع

خلق، كاإلعادة عادة ما تكوف أسهل من اإل٬تاد األكؿ مثلما أف ا٢تدـ أسهل من البناء.

ككرد ب ىذا الباب من صور تقدن ا١تفعوؿ بو ما علق بو على قولو تعاب ب سورة الفاتة:" حيث أرجع تقدن ا١تفعوؿ )إياؾ( على الفعل كالفاعل إب تصيص "

كتقدن ا١تفعوؿ لقصد ا١تفعوؿ بالفعل الذم بعده كأنو ميتمحض لو دكف غته، يقوؿ ب ذلك:" رى اللو أىبغي رىبا( . كا١تعت ٩تصك االختصاص، كقولو تعاب: )قيل أىفػىغىيػرى اللو تىأميريكين أىعبيدي( ، )قيل أىغىيػ

. 1"بالعبادة، ك٩تصك بطلب ا١تعونة

كبا١تقابل ٧تده ييشت إب أف النكرة إذا كردت ب سياؽ النفي أفادت عمـو اتيكم، كمن ذلك قولو تعاب:"

"2 (:يو ، فقد عيطف قولو تعاب كىمىا من ( على قولو: )كىالى طىائرو يىطتي تىنىاحى

، "دىابةو ب األىرض م ػػػػػػػر إال أمػػػػػػػػػة كال طائػػػػػػػػػن دابػػػػػػا مػػػػػػفإف قلت، ىبل قيل: كم ( ، إلفادة العمـوي ػػػػػػػػػو ب األىرض كيىطيػػػػػػػػادة قولػػػػػػػى زيػػػػػػا معنػػػػػم؟ كمػأمثالك م ػػػػػادة التعميػػػػػػػػو قلت: معت ذلك زيػػػػػػػػػػري تىناحى

ط ػػػػر قػػػػػػن طائػػػػا مػػػع، كمػػػػن السبػػػػع األرضيػػػػػػط ب تيػػػػػػة فقػػػػػػػػن دابػػػػػػا مػػػػكم ل:ػػػػػػو قيػػػػػػػة، كأنػػػػػػػػكاإلحاط . 3" ب جو السماء من تيع ما يطت تناحيو إال أمم أمثالكم ٤تفوظة أحوا٢تا غت مهمل أمرىا

دكف استثناء، ألنو لو قيل: )كما من كذا يشمل ا١تعت ب اآلية كل أجناس ا١تخلوقات من دابة كال طائر إال أمم أمثالكم( ، العتقد ميعتقده بأف ذلك قد ال يشمل كل دابة ككل طائر، ألف من

.13، ص.1الكشاؼ، ج. - 1 .38سورة األنعاـ، اآلية: - 2 .21، ص.2الكشاؼ، ج. - 3

Page 167: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

159

الطيور من ٯتشي كال يطت، كىو بعدي ال ييصنف ضمن الدكاب ألنو طائر تسب خلقتو ، كإذف فبل بلقو سول ما كرد ب اآلية. يوجد تركيب لغوم ييعرب عن ذلك على إط

الحـــــــــــذف: -

أشرنا سابقا إب أف ظاىرة اتذؼ من بت الظواىر البيانية ذات األ٫تية ب البحث الببلغي، فهي تيكسب الكبلـ جزالة مثلما ييكسبو الذكر، بل إف اتذؼ كثتا ما يكوف ضركريا، ليس لطلب

بل لدكاع بيانية كفنية مقصودة ال يفي ا الذكر، كيكفي اتذؼ أ٫تية أف نوه بو االختصار كحسب؛ عبد القاىر اترجاين ب توثو الببلغية، كقد تابعو ب ذلك من جاء بعده كمنهم جار اهلل الز٥تشرم ب

الكشاؼ.

ػػأخيػػػر ككقػػف عػلػػى بػبلغػتػػػو ب بػػيػػػاف مػػثػػلػػمػػا درس الػػزمػػخػشػػرم مػبػػحػػث الػتػػقػػديػػم كالػت إعػػجػػاز الػػقػػرآف الػػػكػػريػػم؛ فإنو تطرؽ إب اتذؼ كذلك، كقد كينا كقفنا على أطراؼ من ذلك ب مبحث سابق حاكؿ فيو الز٥تشرم تطبيق ما توصلت إليو البحوث الببلغية، كخصوصا دراسات عبد

ىنا أف نتمم ىذا ا١تبحث تزيد من البسط كالتفصيل ، فقد استقصى الز٥تشرم اترجاين، كنود القاىرفركع ىذا ا١تبحث كحاكؿ أف يعتصر من كل فرع منها فائدة ببلغية أك لغوية، كمن ذلك ما أشار إليو

فىصىبػره لدل حديثو عن حذؼ ا١تسند إليو ب بعض اآليات كقولػػػػػػػػػػو تعاب ب سورة يوسف:"...يله خرب أك مبتدأ، لكونو موصوفا أ، كالتقدير: فأمرم صرب تيل، ك" 1..."يله تى مفأمر مصىبػره تى

. 2"صرب تيل، أك فصرب تيل أمثل

كسواء أكاف ا١تذكور )صربه( خربان ١تبتدأ ٤تذكؼ، أك مبتدأ ٠ترب ٤تذكؼ أيضان؛ فإف الفائدة من كور ب الكبلـ، فكأف االىتماـ ب مثل ىذه اتاالت ينصب كراء ىذا اتذؼ كاحدة كىي تأكيد ا١تذ

على كلمة معينة يسعى ا١تتكلم إب إبراز أ٫تيتها، فيصرؼ النظر عن بقية الكلمات ب السياؽ اللغوم

.18ية: سورة يوسف، اآل - 1 .451، ص. ص.2الكشاؼ، ج. - 2

Page 168: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

160

ٯتكن حذفو، ككأنو ال يوجد ب السياؽ اللغوم غت منحصرا ب ا١تذكور، تذؼ ما ك٬تعل ا١تعت كلو ور.ذلك اللفظ ا١تذك

كمن ذلك أيضا ما كرد من حديثو لدل تفسته لقولو تعاب:"

"1 حيث تساءؿ عن دخوؿ اترؼ )لو( على ،، كقد علل ذلك بوجود حذؼ ب من اختصاصها بالدخوؿ على األفعػػػػػاؿ مالضمت )أنتم( بالرغ

ها أف تدخل على األفعاؿ دكف األتاء، فبل بد من فعل بعدىا حق (لىو ىذه اآلية، يقوؿ ب ذلك:" )لكيوفى كتقديره لو تلكوف، فأضمر تلك إضمارا على شريطة التفست، كأبدؿ من الضم ت ب لىو أىنػتيم تى

ا١تتصل الذم ىو الواك ضمت منفصل، كىو أنتم، لسقوط ما يتصل بو من اللفظ، فأنتم: فاعل الفعل ا١تضمر، كتلكوف: تفسته! كىذا ىو الوجو الذم يقتضيو علم اإلعراب. فأما ما يقتضيو علم البياف،

ا١تتبالغ، ك٨توه قوؿ فهو: أف أنتم تلكوف فيو داللة على االختصاص، كأف الناس ىم ا١تختصوف بالشح . 2...( "لو ذات سوار لطمتت) حاب:

ا إعرايب كاآلخر بياين، كا١تبلحظ أيضا أنو قاؿ )إعرايب( كب كا١تبلحظ أنو قدـ تفستين أحدي٫تييقيل )٨توم( داللة على أف النحو شيء آخر غت بياف الوظيفة النحوية، بل ىو بياف معاين النحو اليت

سول علم ا١تعاين.ليست

كمن لطيف ما أكرد ب ىذا الباب تفسته لقولو تعاب:"

"3 فقد رأل بأف ،قولو: )ختان( ىو مفعوؿ بو لفعل ٤تذكؼ تقديره )أنزؿ(، كتقدير الكبلـ :" قالوا أنزؿ ربنا ختان " ،

كلكن الز٥تشرم ييقارف بت ىذه اآلية كبت قولو تعاب :"

.100سورة اإلسراء، اآلية: - 1 .696، ص.2، ج.كشاؼال - 2 .30سورة النحل، اآلية: - 3

Page 169: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

161

"1 حيث كرد بعد الفعل )قالوا( اسم مرفوع فهو إذف ليس مفعوال بو كما ىو اتاؿ ،فإف قلت: ب نصب ىذا كرفع األكؿ؟ قلت: بالنسبة لآلية السابقة، كىنا ييفسر ٤تمود ذلك بقولو:"

وا، كأطبقوا اتواب على فصبل بت جواب ا١تقر كجواب اتاحد، يعت أف ىؤالء ١تا سئلوا ب يتلعثمأنزؿ ختان، كأكلئك عدلوا باتواب عن السؤاؿ مالسؤاؿ بينا مكشوفا مفعوال لئلنزاؿ، فقالوا ختان: أ

، كىو تفست بياين مبلئم جدا ، إذ لػػػما 2"فقالوا: ىو أساطت األكلت، كليس من اإلنزاؿ ب شيءـى اختلف مقو٢تما ، فكاف من ا١تؤمنت مباشرا صر٭تان كاف موقف الفريقت من التنزيل ٥تتلفان فبل جرى بينما كاف من الكافرين تلعثمان كترددا كإنكاران .

ذؼ ا١تفعوؿ بو لدكاع ببلغية، كمن ذلك حذفو تاشيا لذكر ما أشرنا سابقا إب أنو كثتا ما ٭تيييكره ذكره، كما ىو الشأف ب قولو تعاب:" "3 فقد ،

هي كتأدبا مع ا١توب عز كجل، كقد أشار الز٥تشرم إب أف حيذؼ مفعوؿ )يطغى( تنبان لذكر ما بعدىيء أف يقوؿ فيك ما ال ينبغي، ترأتو عليك كقسوة قلبو. كب ا" ا١تفعوؿ حيذؼ ب ىذه اآلية تنبا

، 4"بو ىكذا على اإلطبلؽ كعلى سبيل الرمز: باب من حسن األدب كتاش عن التفوه بالعظيمة فالسبب ب اتذؼ ىنا ىو مراعاة السياؽ العاـ، الذم يفرض حذؼ ا١تفعوؿ.

كػػمػػا ىػػي عػنػػد اتػػرجاين كمػثػلػمػػػا كػػاف لػلػػػزمػػخػشػػرم دكر ب تػطػبػيػػػق نػػظػػػريػػػة عػػلػػػم ا١تػػػعػػاين كاستكماؿ بعض فركعها، كاف لو دكر ب تطبيق نظرية علم البياف كفركعها أيضا مع مبلحظة أنو ب ييضف شيئا كثتان ب ىذا الشأف، سول بعض ا١تبلحظات البسيطة ىنا كىناؾ، كىو ما سنعرض لو

الحقان ب مبحث البياف .

.24سورة النحل، اآلية: - 1 .603، ص.2الكشاؼ، ج. - 2 .45سورة طو، اآلية: - 3 .66، ص.3الكشاؼ، ج. - 4

Page 170: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

162

عند السكاكي:ثالثا: علم المعاني

ينعى كثت من الدارست على السكاكي تويلو البحوث الببلغية إب دراسات جافة، قصاراىا تقنت ما كصل إليو ا١تتأخركف ب ٣تا٢تا، كذلك تا أدخلو فيها من معايت منطقية فلسفية جافة، كقليل

ا حست عبد اتليل يرل بأف من الباحثت احملدثت من حاكؿ إنصاؼ السكاكي فيما جاء بو، فهذالببلغة القدماء أهنم كصفوا شركطا ال تتفق كنظرة احملدثت إب بعض الدارست قد أخذ على علماء "

علـو الببلغة، بل إهنم كتوا أكثرىم باتمود. كلكن ا١تدقق ٬تد أف ما استنبطو الببلغيوف من ـ ا١تؤلف كببلغتو ٯتثل نقلة حداثية خصائص للكبلـ، كما كضعوه من شركط لفصاحة ا١تفرد كالكبل

كبذلك ال يكوف جهد األقدمت كلو مردكدا تا ب ذلك جهد ، ١1تفهـو الكبلـ كطبيعتو ككظيفتو"" إما شرحا كإما السكاكي كمن جاء بعده، كخصوصا أكلئك الذين اشتغلوا على كتابو "مفتاح العلـو

تلخيصا.

ؤكف الببلغة قدٯتا كحديثا على عبد القاىر اترجاين تا جاء حثت ب شالقد أثت الكثت من الب بو ب كتابيو "دالئل اإلعجاز" ك "أسرار الببلغة" ، كلكن ال أحد من معجبيو حاكؿ أف يواصل ما

أكثر من جاء بعده كاف عياال عليو، إذا استثنينا قلة قليلة منهم كالز٥تشرم بدأه، كذلك ظاىر ب أف ، لبارع لنتائج البحوث الببلغية اليت أخذ أكثرىا عن اترجاين شفيعا لو فيما أتى بوالذم كاف تطبيقو ا

كإنا ال ندرم كيف يثت البعض على اترجاين كيستعذب شرح ما جاء بو ب ال ٭تاكؿ مواصلة ما بدأه بالرغم من أهنم يشتكف إب نظرية النظم اليت كانت أساسا لبحوثو؟

النظم كذلك، فاألكب ١تن ييثػػػػربػػػػوف على السكاكي كمن جاء بعده من كما دامت نظرية الببلغيت أف يتدارسوا ىذه النظرية، كيقفوا على أساسها الذم قامت عليو، بي ٭تاكلوا أف ينطلقوا ا ف إب آفاؽ جديدة، إذ أننا نعتقد جازمت بأف الببلغة ب تتوقف عند نظرية النظم اترجانية، كأ

ـ، 2012ىػ، 1433، 1يع، حست عبد اتليل، دار الصحوة للنشر كالتوزيع، القاىرة، مصر، ط.الببلغة العربية: ا١تعاين كالبياف كالبد - 1

.06ص.

Page 171: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

163

اترجاين رتو اهلل كأحسن إليو ب يكن بدعا من صنوه من العلماء ب ٣تاؿ الببلغة، كقد حاكؿ بعض الػػػميحدثت أف يقف على معاين النحو كما تصورىا اترجاين، كأف يستثمرىا ب دراسة النصوص،

كأف األمر ٭تتاج إب أف ىذا اتهد ب يكن كافيا، بكبياف خصائصها اللغوية كالببلغية، كلكت أعتقد فريق تث كامل يضع األساس األكؿ الذم ٬تب االنطبلؽ منو من جديد ، كتصحيح مسار البحوث الببلغية، كعدـ االكتفاء بتطبيق ما توصل إليو األكائل تطبيقا جافا قد ال يقـو على تثل كاضح ككاعو

١تا توصلوا إليو.

كإ٪تا كاف - ب يكن تنيا على الببلغةكاكي كأف ما جاء بو من الذين حاكلوا الدفاع عن الس من ىؤالء ٧تد عبد ا١تلك مرتاض الذم يتعجب من عدـ إنصاؼ السكاكي، "فلكم -أمرا مفركضا

قسا الناس على السكاكي ب ىذا الزماف الذم زىدكا فيو عن تصيل العلم، كاتنوح للقشور؛ حىت ،ب اتقيقة، ب يزد على أف أعاد الببلغة إب حضنها األكؿ الذم لكأنو اقتؼ إتا كبتا، كإف الرجل

نشأت فيو، كىو ا١تنطق كالفلسفة، فقعدىا انطبلقا ٦تا فعل الذين اىتدكا إب تأسيسها قبلو كىم . 1اإلغريق"

رل كلكن ىل ٬تب أف نطور علما من العلـو أك فنا من الفنوف بإعادتو إب منشئو األكؿ؟ إننا ن كاتقيقة إف بأف مثل ىذا الصنيع ىو تن عليو ال تطوير لو، كإف كنا ٨تتسب للسكاكي حسن نيتو،

السكاكي قد حاكؿ إف كبلـ عبد ا١تلك مرتاض ىنا فيو جانب من الصواب كليس كل الصواب، إذ كغتىا من علـو أف ينظم الببلغة تصرىا ب ٣تموعة من القواعد كالقوانت كاألطر ا١تنهجية ليجعلها

العربية من ٨تو كصرؼ، كلكن يبدك أنو نسي أف الببلغة ليست كغتىا من اتقوؿ ا١تعرفية، كأف ىذا ىا عند "مفتاح ر ا١تنهج الذم طبقو عليها ال يصلح، بدليل أنو جعل البحوث الببلغية يتوقف أكث

" كال تتقدـ إال ببطء شديد، فكيف نقوؿ إنو ال تثريب عليو؟ ب مرتاض نفسو عبد ا١تلك إف العلـو

، 2010، 2دار القدس العريب، كىراف، اتزائر، ط. عبد ا١تلك مرتاضنظرية الببلغة: متابعة تماليات األسلبة إرساال كاستقباال، - 1 .74ص.

Page 172: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

164

يعتؼ من خبلؿ قولو السابق بأف السكاكي قد أعاد الببلغة إب مهدىا األكؿ كىو ا١تنطق كالفلسفة، فكيف ٯتكن ٢تا أف تتقدـ بإعادهتا إب ا١تنطلق؟

ف عبد ا١تلك مرتاض قد حاكؿ أف يكسر الرتابة اليت سادت ب نقد أكلكن الذم يبدك ىو تمع على أف السكاكي قد أصاب الببلغة ب مقتل، أف فقد كادت البحوث الببلغية السكاكي،

فلم تتطور بعد ذلك، كلكن الذم نراه ىو أف على الدارس أف يبت كجو الصواب ككجو القصور ب عمل ما، ب ٭تاكؿ أف يستثمر ب الصواب بإثرائو كالزيادة عليو كفق مبدأ التاكم ا١تعرب ا١تتعارؼ عليو،كال ٯتكن لرأم نقدم أف يبت نظرية كلكن اآلراء إذا تعددت كتظافرت كتناسقت فبإمكاهنا أف تصنع

. أك شيئان منو على األقل ذلك

كاف شوقي ضيف من الذين قرأكا السكاكي ، كقد حاكؿ أف يقف على جهوده ب الببلغة ا١تفتاح، يقوؿ تعليقا على مبحث كلكن رأيو فيو كاف ب الغالب سلبيا إذ ب ٭تمد لو صنيعو ب

السكاكي ب التشبيو : " ك٦تا ال ريب فيو أف السكاكي أفسد مبحث التشبيو تا كضع فيو من ىذه األقساـ الكثتة اليت تولت بو إب ٣تموعة كبتة من األرقاـ، كىي أرقاـ ال تفيد شيئا ب تربية الذكؽ

إزاء مسائل ىندسية عستة اتل، كىي مسائل جلب فيها إال ضركبا من التعقيد كالتصعيب، ككأننا بغت قليل من اصطبلحات ا١تناطقة كا١تتكلمت. ككاف حريا بو أف يقتدم بعبد القاىر ب تليبلتو البارعة للتشبيهات ا١تختلفة دكف ٤تاكلة ىذا اتصر العقلي الدقيق، ككأ٪تا ب تعد ا١تسألة عنده ٤تاكلة

لوقوؼ على قيمها الببلغية، بل أصبحت مسألة كضع القواعد تفهم أساليب التشبيو كا . 1كاالصطبلحات كالتقسيمات"

كيبدك أف مثل ىذه ا١تبلحظات ب تكن تنطبق على عمل السكاكي ب التشبيو فقط؛ كلكنها تسب كجهة نظر شوقي –كانت تعم صنيعو ب كل جزء من أجزاء الببلغة كفركعها، فكاف حريا بو

أف يستفيد من طريقة عبد القاىر اترجاين ب التحليل كاليت كانت تقـو على انتخاب أجود -ضيف

.302،ص.1965، ١2تعارؼ، مصر، ط.الببلغة: تطور كتاريخ، شوقي ضيف، دار ا - 1

Page 173: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

165

األمثلة الببلغية ب تليلها تليبل كافيا يقـو على بياف ما فيها من ركعة ببلغية ال على تقنت ىذه نتقاة.ا٠تصائص ضمن قواعد ببلغية ٤تنطة يصعب على الدارس فهمها بلو تطبيقها على األمثلة ا١ت

كعلى أف عبد ا١تلك مرتاض نفسو يعود ليثرب على أصحاب ىذه الطريقة، كرأل أف ا١تتأخرين من العلماء قد كرثوا عن ا١تتقدمت هنجهم ب دراسة الببلغة، " فشحنوا كتبهم بالشواىد ا١تقتلعة من

مالية اتقيقية، أكثر ٦تا أصوؿ نصوصها، فأفسدكا الببلغة، ب منظورنا، كتانفوا ا عن كظيفتها اتف يأخذ النصوص ب كليتها، أم أا الرأم فإنو على دارس الببلغة ، كتأسيسا على ىذ 1أحسنوا إليها"

بل جزئية مبتورة من نصوصها. أف تكوف األمثلة ا١تطبق عليها نصوصا كاملة، ال تي

كا١تنطقية ب يكونوا من ا١تتأخرين أف إقحاـ السكاكي للمعايت الفلسفية بكاتقيقة أف الذين رأكا فقط، كلكن ٭تت بن تزة العلوم ب كتابو "الطراز ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو حقائق اإلعجاز"

معاتة ا١تباحث الببلغة كالبياف تناىج ا١تنطق كأدكاتو غت مقبولة، ألف موضوع علم البياف ىو يرل بأف ا الكشف عن خصائص كل منهما من منظور ببلغي، فهما الببلغة كالفصاحة، كىدؼ الباحث فيهم

. 2تعزؿ عن ا١تنطق كمباحثو، كال ينبغي ا٠تلط بينهما

كسنحاكؿ ك٨تن ىنا ب باب اتديث عن نشوء مباحث الببلغة كتطورىا، أف نقف على ف ٣تهود السكاكي ب ىذا الشأف، أم أف نقف على جهوده ب تث علم ا١تعاين، كخصوصا أ

الدراسات تكاد تتفق على أنو أكؿ من رتب مباحثها كضبط ميصطلحاهتا، فكاف علم ا١تعاين أحد الفركع الثبلثة للببلغة كاليت ىي: ا١تعاين كالبياف كالبديع.

يشت السكاكي ب معرض حديثو عن علم ا١تعاين إب ضركرة مطابقة التاكيب اللغوية اليت ػميرسل باالصطبلح اتديث( ١تقتضى اتاؿ، أم للسياؽ العاـ الذم يؤطر اتدث يينشئها ا١تتكلم )ال

.9نظرية الببلغة، ص. - 1 يينظر: الطراز ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو حقائق اإلعجاز، ٭تت بن تزة العلوم اليمت، تح. عبد اتميد ىنداكم، ا١تكتبة العصرية، - 2

. 188، ص.1، ج.ـ2002ىػ ، 1423، 1كت، لبناف، ط.صيدا ، بت

Page 174: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

166

الكبلمي، كانطبلقا من ىذا االعتبار تتلف التاكيب باختبلؼ السياقات اليت ترد فيها، كقد حاكؿ صي اتاالت اليت يرد عليها ا١تسند كا١تسند إليو، كىي اتاالت اليت ينبغي ب ىذا اإلطار أف ٭تي

يقتضي طي ذكره كأٯتا حاؿ يقتضي خبلؼ ب الكبلـ أف يكوف على علم ا، فيعرؼ أيها " لصاحذلك كأٯتا حاؿ يقتضي تعرفو مضمرا أك علما أك موصوال أك اسم إشارة أك معرفا بالبلـ أك باإلضافة كأٯتا حاؿ يقتضي تعقيبو بشيء من التوابع ا٠تمسة كالفصل كأٯتا حاؿ يقتضي تنكره كأٯتا حاؿ

تضي تقدٯتو على ا١تسند كأٯتا حاؿ يقتضي تأخته عنو كأٯتا حاؿ يقتضي تصيصو أك إطبلقو حاؿ يق، كغت ذلك من اتاالت اليت قد تكوف من اللغة 1"التنكت كأٯتا حاؿ يقتضي قصره على ا٠ترب

لذم تنتج عنو ا١تعيارية احملكومة بقواعد اللغة، كما قد تكوف ناتة عن انتهاؾ النظاـ ا١تعيارم للغة، كامعاف جديدة ترج عن ضوابط اللغة، ك٢تا أ٫تية ب تبليغ ا١تعاين اليت ال تستطيع اللغة أف تيبلغىها ب

طبيعتها ا١تعيارية.

لقد أدل عمل السكاكي ب ا١تفتاح إب حصر الببلغة حصرا منطقيا صارما، تيث ب يتؾ ١تن جديدة ١تا جاء بو ىو، كانربل الناس بعده ال يزيدكف على بعده ٣تاال للتفكت ب زيادة إضافات

تلخيص مفتاحو، أك شرح تلخيصو، أك نظم ا١تفتاح نفسو ب منظومات شعرية ب شرحها ىي أيضا، كلكن ىذه الشركح كانت نتيجة لطبيعتها اليت تتناب مع اإلبداع كاالبتكار؛ كانت خدمة لكتب

خدمة للفن كاألدب، كىي بىػػعػػدي ال تناسب طبيعة األدب الذم الببلغة ال خدمة للببلغة نفسها، أك . 2يتطور كغته من العلـو كالفنوف، كال بد لو من تدد اآلليات اليت تصفو

ليس علم ا١تعاين عند السكاكي سول معاين النحو اليت عيرفت عند اترجاين كأسست لنظرية ث علم ا١تعاين أك معاين النحو ىو الطابع األديب الذم ٧تده النظم لديو، كاالختبلؼ بينهما ب ت

مثلة كتنوعها، كاستقصاء فوائدىا اللغوية كالببلغية، عند اترجاين كالذم يقـو على كثرة األ

1 - ، السكاكي أبو يعقوب يوسف بن أيب بكر بن ٤تمد بن علي، ضبطو ككتب ىوامشو كعلق عليو: نعيم زرزكر، دار الكتب مفتاح العلـو .175، ص. 3ـ ، ج.1987ىػ ، 1407، 2العلمية، بتكت، لبناف، ط.

.293، ص.ـ1964 ىػ،1384 ،1.ط العراؽ، بغداد، النهضة، مكتبة منشورات مطلوب، أتد السكاكي، عند الببلغةيينظر: - 2

Page 175: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

167

كاالستظهار على ذلك بكل ما من شأنو أف يوصل إب ببلغة ا١تثاؿ كفائدتو، كاالتساع ب ا١تناقشة إب د عند السكاكي تلك الصرامة ب التحديد كالتبويب مع قلة التمثيل كتكرار أبعد اتدكد، بينما ٧ت

األمثلة كجفاؼ تليلها من ا١تناقشة القائمة على األدبية كالتوسع ب استقصاء الفوائد الببلغية ، كقد أصاب ىذا الصنيع من السكاكي الببلغة ب مقتل، ألف من جاؤكا بعده اعتمدكا على منهجو ب

يكادكا أف يصلوا ىم أيضا يل كحذك حذكه ب النظر إب علم ا١تعاين كبقية مباحث الببلغة، فلمالتحل باؿ. إب شيء ذم

1ب يظهر علم ا١تعاين تفهومو التنظتم ا١تتعارؼ عليو حاليا إال مع أيب يقوب السكاكي ثالث من كتابو" مفتاح ىػ(، فهو الذم حدد مصطلحو، كبت معا١تو ب بداية اتزء ال626)ت.

"، كقد عرفو بأنو " تتبع خواص تراكيب الكبلـ ب اإلفادة، كما يتصل ا من االستحساف العلـو . 2كغته، ليحتز بالوقوؼ عليها عن ا٠تطأ ب تطبيق الكبلـ على ما يقتضي اتاؿ ذكره"

عاين" كأطلقو على قسم كيرل أتد مطلوب أنو ال أحد " قبل السكاكي استعمل مصطلح "ا١ت من علـو الببلغة. ككل ما نعرفو أف عبارة " معاين النحو" كردت ب ا١تناظرة اليت قامت بت اتسن بن

ىػ(، كأيب بشر مىت بن يونس ب ٣تلس الوزير أيب 368عبد ا١ترزباين ا١تعركؼ بأيب سعيد الستاب )ت.ين النحو" ىنا تتبع قوانينو من تقدن كتأخت ، كا١تقصود بعبارة "معا 3الفتح بن جعفر بن الفرات"

كىو ا١تفهـو نفسو تقريبا ، ككضع اتركؼ مواضعها كتعريف كتنكت، كذكر كحذؼ، ككصل كفصل، الذم سيعرض لو اترجاين خبلؿ القرف ا٠تامس.

، عبلمة إماـ ب العربية كا١تعاين كالبياف كاألدب كالعركض كالشعر، متكلم ذكر ياقوت اتموم ب ترتة السكاكي أنو " - 1 من أىل خوارـز

« لـومفتاح الع»فقيو متفنن ب علـو شىت. كىو أحد أفاضل العصر الذين سارت بذكرىم الركباف. كلد سنة أربع كتست كتسمائة، كصنف ." ، يينظر: معجم األدباء، ياقوت اتموم، تح. ب اثت عشر علما أحسن فيو كل االحساف، كلو غت ذلك، كىو اليـو حي ببلده خوارـز

.2846، ص. 6ـ ، ج.1993ىػ ، 1414، 1إحساف عباس، دار الغرب اإلسبلمي، بتكت، لبناف، ط.2 - ، .161ص. ـ.ـ.س.مفتاح العلـو .303ص.ـ.ـ.س.ند السكاكي، الببلغة ع - 3

Page 176: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

168

اكيب ييعرؼ السكاكي مفهـو مصطلح "تراكيب الكبلـ" الوارد ب التعريف السابق بأنو " الت الصادرة عمن لو فضل تييز كمعرفة، كىي تراكيب البلغاء، ال الصادرة عمن سواىم، لنزك٢تا ب صناعة

يدكنة اليت ٯتيكن 1الببلغة منزلة أصوات حيوانات تصدر عن ٤تا٢تا تسب ما يتفق"دد ا١ت ، كىو ىنا ٭تي

ار السكاكي تقتصر على ك الببلغي، كىي كما أشأ٤تل كصف كدراسة من طرؼ اللغوم أف تكوفأم تلك الصادرة عن خاصة الناس ال عن عامتهم، كيبدك أف السكاكي ، النصوص األدبية البليغة

اكؿ أف يرفع مستول اللغة ا١توصوفة، كال ٧تد مربرا ترصو على ىذا ا١تستول من اللغة سول تا كاف ٭تيلغة إب ا١تستويات الدنيا اليت تقـو غالبا عيرؼ ب تلك الفتات من عدكؿ الناس عن ا١تستول الرفيع ل

على ٤تاكلة التقعر كإظهار الببلغة ب الكبلـ، كىي ببلغة تنهض ب أكثرىا على التكلف كالتمحل ال على السليقة كالسجية.

بينما يقصد تصطلح الفهم ب التعريف السابق دكما ىو " فهم ذكم الفطرة السليمة، مثل ب فهمك من تركيب: إف زيدا منطلق، إذا تعتو عن العارؼ بصياغة الكبلـ، من أف يكوف ما يسبق إ

رد القصد إب مقصودا بو نفي الشك، أك رد اإلنكار، أك من تركيب: زيد منطلق، من أنو يلـز ٣تيختصار مع اإلخبار، أك من ٨تو: منطلق ، بتؾ ا١تسند إليو، من أنو يلـز أف يكوف ا١تطلوب بو كجو اال

إفادة لطيفة ٦تا ييلوح ا مقامها "، كىنا أيضا يسعى السكاكي إب جعل الفئة اليت تتلقى الببلغة 2

ا١توصوفة سابقا ىي فئة تتميز تيسن االستقباؿ ١تا تسمع، كىو مستول من التلقي يتماشى مع ناس .مستول اإلرساؿ الذم كيصف ب التعريف السابق بأنو مستول ا٠تاصة من ال

تقتضي الضركرة ا١تنهجية أف نعاب مسألة علم ا١تعاين بتقسيمو إب ٣تموع الظواىر اليت يتألف منها، كىي ظواىر: الوصل كالفصل، كالتقدن كالتأخت، كاتذؼ، كالتعريف كالتنكت، كا١تقاـ ال يسمح

تعاتة بقية الظواىر التكيبية.

، ص. - 1 . 161مفتاح العلـو نفسو. - 2

Page 177: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

169

ــــــل:الــــوصــــــل والـــفــــص -

كأكؿ ما يلقانا من حديث السكاكي عن الوصل كالفصل ىو التأكيد على أىػػػػػمػػػػػػيػػػػػػتو، كأف من يرـك اتديث عن الببلغة كالبحث فيها ال بد لو من اإلحاطة ا، فإف فعل ذلك فقد حاز السهم

ا١توضع الصاب لو من حيث الوضع. كثانيها أحدىا " ا١تعلى منها تيعا، كىو ييرجعو إب ثبلثة أصوؿ، كىو ٬تعل اتمل ب اتصا٢تا كانفصا٢تا على نوعت: ما 1"فائدتو. ثالثها كجو كونو مقبوال ال مردكدا

يكوف منها ذا ٤تل من اإلعراب، كمنها ماال يكوف لو ٤تل من اإلعراب، كيشت إب أف اتيمل ب ػػفػػػػرد، اتالة األكب تأخذ صفة ا١تفردات ك حيكمها، فيكوف ٢تا ٤تل من اإلعراب إذا أمكن استبدا٢تا بػػمي

بت ذلك ؿ كتل كاملة االنفصاؿ، كتله تكػػػػػوفكىي تنقسم من جهة أخرل إب تل كاملة االتصاليس ٯتتنع بت مفهومي تلتت اتاد تكم التآخي كارتباط ألحد٫تا باآلخر مستحكم موقعان إذ " أف يباين أحد٫تا اآلخر مباينة األجانب النقطاع الوشائج بينهما من كل جانب كال أف األكاخي كال

رحم ما ىنالك فيتوسط حا٢تما بت األكب كالثانية لذلك كمدار الفصل كالوصل كىو يكونا بت آلصرة . 2"ترؾ العاطف كذكره على ىذه اتهات

لة ا١تعطوفة تثابة التابع للجيملة ا١تعطوؼ عليها، كتكوف اتيمل كاملة االتصاؿ إذا كانت اتيم كأف تكوف بدال أك نعتا أك توكيدا، كب ىذه اتاالت ال يستعاف ب كصلها بعاطف شكلي كإ٪تا يكوف التناسب ا١تعنوم ىو الذم ٬تمع بينهما، كتكوف اتمل كاملة االنفصاؿ إذا ب يكن ىنالك

ا٫تا على األخرل، كالسكاكي يعلل ىذا العطف بالرغم من جامع بينهما، كىنا تيعطف اتملتاف إحد غياب التناسب بأف األضداد كثتا ما تتمع، كبأف الوىم ٬تتهد ب اتمع بينهما ب الذىن.

يز السكاكي ب كل من الفصل كالوصل بت حاالت متعددة ، كىو يشت إب أف اتيملتت قد ٯتيشاءن كخربا، أك إذا ب يكن بينهما جامع معنوم إذ ال ٯتكن أف نعطف بت تنفصبلف إذا اختلفتا إن

. 249ص.ـ.س. - 1 نفسو. - 2

Page 178: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

170

لتت دكف كجود معت معت ييسوغ ىذا اتمع، ك٭تاكؿ أف يبسط الشرح ب ىذا اتامع ا١تعنوم بأنو تي عقلي.إما خياب كإما

على طريقة الفبلسفة يغى ص كلكن ىذا الشرح الػػػميقدـ يشوبو غموض كثيف ١تا فيو من أسلوب كأصحاب علم الكبلـ، ك٨تن نسوؽ ىنا طرفان منو لبياف ذلك، فهو يقوؿ مثبل ب شأف اتامع ا١تذكور

كاتامع العقلي ىو أف يكوف بينهما اتاد ب تصور مثل االتاد ب ا١تخرب عنو أك ب ا٠ترب أك " سابقان:بتجريده ا١تثلت عن التشخص ب ا٠تارج يرفع التعدد عن ب قيد من قيود٫تا أك تاثل ىناؾ فإف العقل

البت، أك يضايف كالذم بت العلة كا١تعلوؿ كالسبب كا١تسبب أك السفل كالعلو كاألقل كاألكثر فالعقل شبو تاثل يأىب أف ال ٬تتمعا ب الذىن كأف العقل سلطاف مطاع، كالو٫تي ىو أف يكوف بت تصوراهتما

عنو ب أحد٫تا لوف بياض كب الثانية لوف صفرة فإف الوىم ٭تتاؿ ب أف يربز٫تا ب ف يكوف ا١تخرب أ٨تو ، كىكذا ىو أغلب أسلوب السكاكي ب ا١تفتاح، البد 1"معرض ا١تثلت ككم للوىم من حيل تركج

لدارسو من إعنات النفس ب تتبع ما يقصده من اتيمل كالفقرات ا١تتتابعة، بل ال بد ب كثت من اف من قراءة اتيملة أك ٣تموعة اتيمل مرات عديدة لفهم مضموهنا.األحي

يشت السكاكي إب حالة كماؿ االتصاؿ بت اتيمىل كاليت ذكرنا أهنا اتاؿ اليت تكوف فيها اتملة الثانية لؤلكب تثابة التابع، كقد مثل لذلك بقولو تعاب:"

"2 ،ىي حاؿ ٦تا قبلها، كأف الواك اليت تسبقها ىي كاك اتاؿ " ، فقولو تعاب :"٢تا كتاب معلـو" ليست تاؿ كإ٪تا ىي صفة ١تا كىذا تبلؼ الز٥تشرم الذم يرل بأف قولو تعاب:" ٢تا كتاب معلـو

، كاتق أف اتيملة ا١تذكورة ىي 3صفة با١توصوؼقبلها، كقد سيبقت بالواك ىنا تأكيدا اللتصاؽ المثلما اعتقد الز٥تشرم، كلكن ٯتيكن أف نفتض ا١تسوغ الذم حدا بالز٥تشرم إب حػػػػاؿ كليست نعتػػػػا

القوؿ بالوصفية، كىو مسوغ غت ٨توم، كإ٪تا سياقي، كالغالب أنو عندما قاؿ بوصفيتها إ٪تا كاف

.253نفسو، ص. - 1 .4سورة اتجر، اآلية: - 2 .570، ص.2ج. ـ.ـ.س.يينظر: الكشاؼ، - 3

Page 179: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

171

ىلكت قد أيىلكت كىي تتصف صف اإلعرايب النحوم، فالقرية اليتيقصد الوصف العاـ كليس الو ا ديعيىت بو إب ا٢تداية كلكنها ب هتتد، فالسكاكي كاف حديثو عن اآلية خاص ٢تا كتابه بأف

باعتبارات ٨توية بينما كاف حديث الز٥تشرم ينطلق من اعتبارات سياقية تعتمد على الوصف العاـ، أف يغيب على الز٥تشرم كىو الذم نعرؼ من تكنو من ناصية اللغة كأسرارىا ألنو من الغريب

كقواعدىا أف تكوف اتملة حاال ال شيئان آخر.

كأما كماؿ االنفصاؿ أك االنقطاع فيكوف مثلما أشرنا سابقا ب حاؿ االختبلؼ بت اتيمىل ال يكوف ىنالك جامع دالب بينهما، كىناؾ خربان كإنشاء، أك أف تتفق اتملتاف خربا كإنشاء؛ كلكن

حاؿ التوسط بت كماؿ االتصاؿ ككماؿ االنفصاؿ، كتكوف ىذه اتاؿ إذا اختلفت اتيملتاف خربا كطلبا كلكن يوجد جامع بينهما، كقد تتفقاف مع كجود سياؽ ٬تمع بينهما ، ألهنما إذا اتفقتا خربا

كوناف ب كماؿ االنفصاؿ كما أشرنا سابقا.كطلبا مع عدـ كجود اتامع بينهما فإهنما ت

استدؿ السكاكي على ما ذكره سابقا من حاالت بعدة أمثلة ، ففي حاؿ التوسط يستدؿ بقولو تعاب:"

"1 ":كألق عصاؾ" معطوؼ بالواك على قولو تعاب:" ، كيقوؿ إف قولو تعاببورؾ من ب النار..." ألف تقدير الكبلـ:" نودم: أف بورؾ....، ك)نودم أف( ألق عصاؾ..." ، كلكننا نرل بأف اتملة الثانية طلب )ألق(، ب حت أف الثانية خرب )بورؾ(، فكيف جاز العطف

كاكي بأف الطلب ب اتملة الثانية قد ضيمن معت بينهما بالرغم من ىذا االختبلؼ؟ ك٬تيب السف اتيملتاف رغم اختبلفهما ا٠ترب، فكأنو قيل:" ... كقيل لو ألق عصاؾ.." ، كبالتاب ساغ أف تيعطى

لوجود اتامع ا١تعنوم بينهما، كشبيو ذا ما كرد ب قولو تعاب :"

.10،9،8: سورة النمل، اآلية - 1

Page 180: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

172

"1 فالفعل )استغفرم( معطوؼ على )أعرض( كلكنهما ،٥تتلفاف ب الضمت ا١تسند إليو كل منهما، إذ األكؿ قد أسند إب ا١تذكر بينما أيسند الثاين إب ا١تؤنث،

آلية.كالػػػميسوغ الذم سوغ ذلك ىو السياؽ العاـ الذم كردت فيو ا

ثل السكاكي بعد ذلك تاالت كماؿ االتصاؿ ككماؿ االنفصاؿ، كيرل بأف اتمل قد ٯتيتيقطع عن بعضها كييستأنف الكبلـ من جديد إذا كاف كصل ىذه اتيمل يؤدم إب الغموض كاإلاـ،

كٯتثل لذلك بقوؿ الشاعر:

مي ػػػػيػػػػه ػػػتى بلؿ ػػض ػػي الػػػػا ف ػػػػاىى رى أى الن دى ػػػػبى ا ػػػهى ػػي ب ػػػغ ػػي أبػػػنػػن ى أى ػػمى ػػلػىػس ن ػػػػظي ػػػػػكتى

فقد قطع الشاعر بت قولو: )أراىا ب الضبلؿ هتيم( كقولو: )أبغي ا بدالن( كفصل بت اتيملتت حىت ن مظنونات سلمى ب شأف الشاعر كىو ال يعتقد معتقده بأف اتملة الثانية كىي قولو: )أراىا...( م

بلؿ ػػض ػػي الػػػػا ف ػػػػاىى رى أى ك الن دى ػػػػبى اػػػهى ػػي ب ػػػغ ػػي أبػػػنػػن ى أى ػػمى ػػلػىػس ن ػػػػظي ػػػػػكتى غت ٦تكن، ألننا لو كصلنا فقيلنا )كأنو يراىا ب الظبلؿ هتيم، كىذا ( لكاف اتاصل أف سلمى تعتقد بأف الشاعر يبغي ا بدالن،مي ػػػػيػػػػه ػػػتى

رد اعتقاد مثلما ىو غت ٦تكن، ألف اتقيقة أف الشاعر يرل بأف سلمى هتيم ب الضبلؿ كليس األمر ٣تي . 2األمر ب شأف ابتغاء البدؿ من سلمى بالنسبة للشاعر ب اعتقاد سلمى كظنها

، كلذلك كتنبا لكل ىذا التعقيد كدفعا كأعتقد أف ىذا الشرح السابق ىو من التعقيد تكاف لكل اعتقاد خاطئ فإف الشاعر قد فصل بت اتيملتت، كب يكن فصلوي ىذا من قبيل ا١تعرفة بقواعد الفصل كالوصل كأصو٢تما؛ كلكنو من قبيل السليقة، فالشاعر قد نظم بيتو على سليقتو، فجاء بو

مفصوال.

.29سورة يوسف، اآلية: - 1، ص. - 2 .261يينظر: مفتاح العلـو

Page 181: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

173

اؼ أف ييقدر ا١تتكلم سؤاال ييضمره، فيجيب عنو بعد أف يقطع الت القطع كاالستئناكمن ح اتواب عما قبلو، كمثاؿ ذلك قوؿ الشاعر:

قيػػػػػػػوا لىػػػكػػػػػػ تىػػنجىلي ػن غىػػمػػػػػرىتػػػي الزىعىػػػػػػمى الػػعىػػػػػوىاذؿي أنػػنػػػػي فػػػي غىػػػمػػػػػػػػػػػػػػػػػػرىةو صىػػػػدى

ػرىةو" فالبيت فيو تساؤؿ ميضمر، كأف الشاعر عندما قاؿ:" زىعىػػػػػػمى الػػعىػػػػػوىاذؿي أنػػنػػػػي فػػػي غىػػػمػػػػػػػػػػػػػػػػػ قيػػػػػػػوا لىػػػكػػػػػػػن غىػػمػػ ػػػرىتػػػي ال تساءؿ متسائل: فما قولك ب ىذا كما ردؾ عليهم؟ فقاؿ الشاعر:" صىػػػػدى

تىػػنجىلي" ، كلو أف الشاعر قد كصل بت الشطرين بالواك مثبل فقاؿ:" ...ب غمرة كصدقوا ..." لكاف ا١تعت ىو غت ا١تعت األكؿ، كسيكوف ا١تعت حينئذو أف العواذؿ قد زعمن بأف الشاعر ب غمرة، كبأهنن

ا ال ب زعم الشاعر، ألف اعتقاد الشاعر ال يزعمن أهنن صادقات أيضان، كلكن ىذا ب زعمهن أيضيظهر إال ب حالة القطع كالفصل ، أما ب حاؿ الوصل فإف زعم العواذؿ ىو الظاىر ب الشطرين رد حذؼ معا، ك٨تن ىنا نبلحظ ذلك االختبلؼ الكبت بت حاليت الفصل كالوصل، ككيف أف ٣تي

بشكل كاضح. حرؼ الوصل )الواك( قد أدل إب اختبلؼ ا١تعت

كمن ذلك أيضا قولو تعاب: "

"1 :فقد فيصل قولو تعاب ،)اهلل يستهزئ...( عما قبلها للداللة على أف اهلل جل كعبل يستهزئ م ب كل حاؿ كانوا عليها، كلو إنا أف أمر اتملتت قاـ على الوصل كالعطف، فعيطف قولو تعاب: )اهلل يستهزئ..( على قولو: )

ا ٨تى مستهزئوف( الشتكت اتيملتاف ب اتكم، كىو القوؿ، أم أف ا١تنافقت قالوا: إ٪تا ٨تن ني مىعىكيم إ٪ت ت ٦تكن ألنو ليس من مراد اآلية.مستهزئوف، كقالوا أيضا: كاهلل يستهزئ م، كىذا غ

أما إذا عيطفت على قولو تعاب: ) قالوا إنا معكم( فإهنا ستشتؾ معها أيضا ب اتيكم ب ىذه اتاؿ، كسيكوف ا١تعت حينئذو أف اهلل عز كجل يستهزئ م فقط ب حاؿ خلوىم إب شياطينهم

.15،14سورة البقرة، اآلية: - 1

Page 182: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

174

كليس ب كل الوقت، كىذا غت ٦تكن أيضا، كيبقى ا١تعت ا١تقصود ىو الناتج عن الفصل كاالستئناؼ، .كىو ا١تذكور سابقا، كالذم ال ييػػػػػػػمكن الوصوؿ إليو إال بفصل اتيملتت

الحذف: -

ػػػػنػػػػا أشػػػػرنػػػا سػػػػابػػقػػػا إب الػػػحػػػذؼ كأىػػػػمػػيػػتػػو ب الػػػدراسػػػػػات الػػػػػلػػػػغػػػويػػػة كالبػ ػػبلغػػيػػػة، كقػػػلنػػػا إف كيمػنػو يػتػػسػػػع لػيػشػمػل الػػػمعػػاين أىػػػمػػػػيػػتػػو ال تػػػػكػػمػػن ب اقػػػتػػصػػاد الكبلـ فػػقػط كلػكػن الػػػهػػدؼ

اإلضػافػيػػة الػتػػي ال يػػمػكػػن الوصػػوؿ إلػػيػها إال بػػواسطة اتذؼ، كقد حاكؿ السكاكي بدكره أف يقف على ىذا ا١تبحث مستثمرا ما توصلت إليو البحوث ب ىذا الشأف، كميقدمان مبلحظاتو الذاتية فيو.

ب مبتدأ حديثو عن اتذؼ إب حذؼ الفعل كما يتعلق بو، لكنو يستثت من يشت السكاكي ذلك الفاعل ب انفراده، كيشت إب أف حذؼ الفعل أك غته قد يكوف ألسباب كثتة منها أف تغت

، كأسلوب األسجاع بو القرائن السياقية عن ذلك، أك لبلختصار، أك اتباعا ألسلوب معت كالتقيدييعوضى معناه وف ميفسران تا بعده، أك أفكغته من ضوابط بعض األساليب، أك أف يك كالفواصل

باترؼ كما ب قوؿ القائل:" بسم اهلل" فإف ا١تقصود منو:" بسم اهلل أقرأ أك بسم اهلل أبدأ عملي" أك .غت ذلك من األفعاؿ كاتاجات

ثل لكل ذلك بأمثلة جزئية ال تتعدل ب الغالب اتيملة الواحدة، كىي طريقة كقد حاكؿ أف ٯتيإف أكضحت القاعدة؛ فإهنا ال تنمي ملكة ببلغية كفنية النعداـ ا١تثاؿ ا١تناسب، ألف ا١تثاؿ الػػميقدـ ـ ا١تعت، أك حىت مقطوع ة ييفتض فيو أف يكوف من جنس اإلبداع األديب كأف يكوف بيتا شعريا تا

عند اترجاين غالبا، كىذه مع األسف مثلبة أخرل كاف على نا ٧تد بعضوشعرية متكاملة، كالذم كي السكاكي أف يتجاكزىا، ككثتان ما ٧تده يذكر القاعدة أك ا١تبلحظة الببلغية كال يأب معها تثاؿ

موضح.

ب حديثو عن اتذؼ إب حذؼ ا١تبتدأ، كأف ذلك يكوف ب حالة ما إذا كاف كما أشػػػػػار تلقي عارفا بو كبالقصد الذم يرمي إليو ا١تتكلم، كقد يكوف اتذؼ بسبب ضيق ا١تقاـ، كما قد ا١ت

Page 183: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

175

تطهتا للسانو من النطق بو صود من كبلـ ا١ترسل، أكيكوف احتازا من أف يتوقع ا١تتلقي غت ا١تقاـ الكبلـ، أك احتاما للعرؼ االجتماعي أك األخبلقي، أك لغت ذلك من األحواؿ اليت يدؿ عليها مق

ثل لبعض ذلك بقوؿ الشاعر: السياؽ اللغوم الذم كرد فيو اتذؼ، كالسكاكي ٯتي

لي ػػػػػػػػػويػػػطى فه ز ػػػػػػػػكحي مه ػػػػائ دى ره ػػػػػهى ػىػػس له ػػػػيػػلػػعى تي ػػػلػػػقي تى ػػػأن فى ػػػي ػػاؿ ب كى ػػػػػق

ػػػ : أنا عليله... ، كمثلي ذلك كاحملذكؼ ىنا ىو ا١تبتدأ الػػػمي ػػقدر بعد فعل القوؿ، كتقدير الكبلـ:" قلتي أيضان ما كرد ب قوؿ اآلخر:

يع ر سى ل ب دى ي الن اع ى دى لى عى كليسى وي هى ج كى مي ط ل يػى م العى ن ى اب لى عى يعه ر سى

ع ػػػػػػيػػض ػػمي ػػػػب و ػػػت ػػي ػػا ب بى ػػمى ػػػػػل سى ػػػػػي ػػػلى كى و ػػػػػػين د ل يعه ض ا مي يى نػ ى الد لى عى يصه ر حى

كتقدير الكبلـ ب البيتت " ىو سريعه..." ك" ىو حريص..." ، كلكن السكاكي ب يقف على السبب يارم للغة، ب ذلك، كإف كاف أشار ب موضع سابق إب فوائد اتذؼ باعتبارىا خركجا عن النظاـ ا١تع

، فحذؼ على صفات ا١تنعوت فيهما كيبدك أف قائل ىذين البيتت أراد أف ييركز كبلمو كاىتمامو ا١تسند إليو ب البيتت كذكر الصفتت ا١تسندتت إليهما مباشرة، بل زاد على ذلك بأف بدأ البيتت بذكر

مباشرة ٦تا يزيد االىتماـ ما.الصفتت

د إليو )ا١تبتدأ( لدل بداية كل بيت لكاف اىتماـ ا١تتلقي يتوزع بت ا١تبتدأ ب حد كلو ذكر ا١تسن ذاتو، كبت الصفة ا١تذكورة لو ب ىذا البيت، كمن شأف ذلك أف ييقلص االىتماـ بالصفة اليت ىي ، مناط اىتماـ الشاعر، ألنو كاف حريصا على إبرازىا، كلكن السكاكي ب يقف على شيء من ىذا

كىذا الذم ذكرناه ىو ما تيزت بو منهجية التحليل لدل عبد القاىر اترجاين، كمثلي ذلك أيضا قوؿ الشاعر:

ت ػػػػػل ي جى ػػى كإف ن ػىػػػنػػم ػػتي م ػػل مى اد ػػػىػػػػأي ي ػػتػػػػي ن مى ت ػاخى رى تػى ف ران إ ػػػم عى ري ػػػػػكي ػأشػػسى

ت ػػػػػػػػػل زى لي ع ا النػ ل إذى وى ك الش رى ه ػػظ ػال مي كى و ػػػػػيق د صى ن ت عى الغ ٤تجوب ري يػ غى فىتن

Page 184: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

176

حيث أضمر ذكر الػػميسند إليو ب البيت الثاين، اعتمادا على فهم ا١تتلقي للمضموف، كالتقدير: ىو كن ك٫تو كاف منصرفا ب ىذه اتاؿ إب فىت... ، كب يكن الشاعر ىادفا ب ذلك إب اإل٬تاز فقط، كل

إبراز صفات ىذا الفىت، فاستغت عن ذكر الضمت، كصرح بنعت الفتوة مباشرة، كلكنا مع األسف ال نكاد ٧تد شيئان من ىذا القبيل من الشرح لدل السكاكي، ككل الذم ذكره ب شرحو للبيتت السابقت

د على ذلك شيئان .، كب يز 1"إذ ب يقل ىو فىتىو قولو:"

كفرؽ كبت بت ىذا الذم نراه ىنا عند السكاكي ب ىذا ا١توضع، كب غته أيضا، كبت ما كنا ، كما كنا ٧تده أيضا عند ٢تا أيضان نراه سابقا لدل اترجاين من شرح ميستفيض لؤلمثلة كتليل رائق

رجاين؛ فإنو أحسن التوظيف كالتطبيق، بل إننا الز٥تشرم الذم كإف ب ييضف شيئا كثتا ١تا جاء بو ات آليات القرآف الكرن. غية كاللغوية لدل تفسته البياينرأيناه يزيد أطرافا من النتائج الببل

كقد يقوؿ قائل إف السكاكي قد أتل فوائد اتذؼ كدكاعيو ب أكؿ الفصل الذم عقده ٢تذا صي األسباب الد اعية إليو، كعندما نقوؿ األسباب كالدكاعي فا١تقصود ا ا١تعاين الشأف، كحاكؿ أف ٭تي

اإلضافية الناتة عن اتذؼ، كيكوف اتواب ىنا بأف السكاكي كإف ذكر ذلك فعبل كحقان؛ إال أنو ب فوائدىا ا١تذكورة يربط بينها كبت أمثلتها من جهة ٦تا ٬تعل قارئو يتيو ب الربط بت ىذه األمثلة كبت

الحقان، ب إنو كثتان ما يكتفي بتعليق ميقتضب جدا لدل حديثو عن ىذه األمثلة من ا سابقان كإمػػػػاإم ال ٭تيمىدي لو صنيعيوي ىذا. جػهػػػػة ثانية، كب كلتا اتالػتػيػػن

ال تريد مثل ىذه ا١تبلحظات أف تكوف حيكم قيمة ضد السكاكي، مثلما أهنا ليست لصاب ه، كلكننا نثبتها ىنا من أجل استثمارىا ١تن يرـك البحث ب العلـو اللغوية كالببلغية، كمن شأف غت

مثل ىذه ا١تبلحظات إذا تواترت أف ترسم ا١تنهجية اليت قد تكوف كسيلة ناجعة لبحث الببلغة، بدؿ اتو من أجل أف يستمر ىذا الغموض الذم كثتا ما ثربنا السكاكي عليو، كلكننا ب نقف على سلبي

، ص. - 1 .176مفتاح العلـو

Page 185: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

177

كسبيل الناس عليو حينئذو ىو ، تاكزىا أك تقدن البديل عنها، كإذ ب نفعل ذلك فنحن نشاركو فيو سبيلهم علينا حذك النعل بالنعل.

ذىؼي الختصار الكبلـ، أك يتوقف السكاكي عند حذؼ ا١تفعوؿ بو، كيقوؿ إنو كثتان ما ٭تيػػػػػدـ قصر الفعل على مفعوؿ بعينو، أك بقصد ا١تبالغة ب الكبلـ، كقوؿ لقصػػػػػػػػد التعميم أم عػػػػػػ

، كقد توقف عند قولو تعاب:" كيقطع كيبت كيهدـ كيغت كيعدـ فبلف يعطى كٯتنع كيصلالقائل:

"1 .

اآلية بالطريقة نفسها اليت ألفيناىا عند اترجاين كالز٥تشرم ىذه كأخذ ب تفست اتذؼ ب ذؼ ىنا قد طاؿ ا١تفاعيل كأف تقدير الكبلـ ب اآلية:" ... يسقوف )مواشيهم(، تقريبا، فيذكر أف ات

... تذكداف )غنمهما(، ... ال نسقي )غنمنا أك إبلنا( ... ييصدر الرعاء )أغنامهم أك إبلهم( ..."2

كىي تقديرات كرد أغلبها لدل حديث الز٥تشرم كاترجاين ب حديثهما عن حذؼ ا١تفعوؿ.

لتأخير من منظور السكاكي:التقديم وا -

تنتظم اتيملة العربية كفق نظاـ معت تكميو القواعد ا١تعيارية اليت استنتجها كاضعوا اللغة ينة التاكيب اللغوية لفصحاء العرب ب عصر االحتجاج اللغوم، كانتظاـ ااألكائل، انطبلقا من مع

لطبيعي القاعدم، كما أنو قد ٮترج عن ىذا ا١تعيار، اتيملة كفق ىذا ا١تنظور قد يكوف كفق التتيب الكن خركجو ىذا ال ييعترب خركجا عن اللغة، كلكنو تصرؼ فيها، ٦تا ينتج عنو دالالت جديدة ب

لوال ىذا االستعماؿ اتديد للغة. تكن لتظهر

.23سورة القصص، اآلية: - 1، ص. - 2 .228يينظر: مفتاح العلـو

Page 186: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

178

متداكال عند العرب، تابعة ب إنشائها كتركيبها ١تا كاف لسابقةب كل اتاالت اتبقى اللغة ك كال بد لكل ٪تط من التكيب أف يكوف لو ما يشفع لو ب اتضور ب لغة العرب من األمثلة كالشواىد اموعة من فتة االحتجاج اللغوم، كاختبلؼ ترتيب العناصر ب اتيملة يؤدم غالبا إب تغيت ٤تتواىا

.1يو داللة إضافية جديدةمن ا١تعاين، فكل موقع يأخذه العنصر فإنو يكتسب ف

ناقش السكاكي تركيب اتيملة العربية كترتيبها كما ينتج عن انتهاؾ النظاـ ا١تعيارم ب ترتيبها من معاف إضافية، كأشار إب أف اتيملة قد تكوف اتية فتفيد الثبات كقد تكوف فعلية فتفيد حينئذو

كأما اتالة ا١تقتضية لكوف اتملة فعلية فهي إذا كاف ا١تراد يقوؿ ب ذلك:" فهو التجدد كاالستمرار،التجدد كقولك زيد انطلق أك ينطلق فالفعل موضوع إلفادة التجدد كدخوؿ الزماف الذم من شأنو التغت ب مفهومو مؤذف بذلك. كأما اتالة ا١تقتضية لكوهنا اتية فهي إذا كاف ا١تراد خبلؼ التجدد

، ككقف عند 2" وه منطلق فاالسم إف دؿ على التجدد ب يدؿ عليو إال بالعرضكالتغت كقولك زيد أبحاالت تقدـ ا١تسند عن ا١تسند إليو ب الكبلـ كدكاعي ذلك كنتائجو، كما أنو أشار إب كركد ا٠ترب

شبو تلة، كىو يسميها اتملة الظرفية.

كمو التقدن دكما، كىو يتقدـ إذا كاف كيشت إب أنو ليس من أحكاـ ا١تسند إليو أف يكوف حي ذكره أىم ب الكبلـ، كىناؾ حاالت تقتضي تقدن الػػػػميسػػػند كأف يكوف متضمنا لبلستفهاـ كقوؿ القائل: كيف زيده ، ك أين عمرك، أك أف يكوف ا٢تدؼ من الكبلـ تصيص ا١تسند با١تسند إليو، كقوؿ

ػػػيى دين" ، أك أف يسعى الػػػػػػميتكلم إب التنبيو على أنو خرب ال نعت، اهلل عز كجل :"لىكيم دينيكيم كىلػػ كقوؿ الشاعر:

ر ػػػػػى الد نى ػػم ل ػػجى ل أى رى ػػغ الص وي ػتي ػم ػػػػى كى ا ػػىى ار ػػػبى ػك ػػى ل ػػهى ػتى ػػن ػال مي مه مى ػػػى وي ػػػػلى

ـ، 1992سلسلة عاب ا١تعرفة، الس الوطت للثقافة كالفنوف كاآلداب، الكويت، صبلح فضل، يينظر: ببلغة ا٠تطاب كعلم النص، - 1 .131ص.

، ص.مفتاح العل - 2 .218ـو

Page 187: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

179

:كقػػػػػػػوؿ اآلخػػػػػػػػػر

سي ػػاج ػػػػىى كى ػػػب ػػل ػقى ػب ر ػػػطي ػػخ ػػػيى م ػػػػلى ؾى ادى ؤى ػػػػػػػفي وي ػػػنى ػيػض كى ف أى و ػػػلى قه ػػي ػػضى قه ػػػل ػػا حى ػهى ػػػػلى

:1ككػػقوؿ ا٠تنسػػػاء

اري ػػػػػػػػنى و ػػػػػػػػس أ ي رى ػػػف مه ػػػلى ػػػػعى وي ػػػػػػػػػن أى ػػػػكى و ػػػػػب اةي دى ػػػهي ػػػال م تىػػػػػأتىػػػػ جي ػػػػػلى ػػػػب أى ر ػػػػػػػػػػغى أى

كىو يشت إب أف النعت ال يتقدـ على ا١تنعوت كبالتاب فإف ما قيدـ على ا١تسند إليو فهو بالضركرة من تقدٯتو إحداث نوع من خرب ال نعت كما تقدـ، كمن حاالت تقدن ا١تسند أيضا أف يكوف ا٢تدؼ

التشويق لسماع ما بقي من الكبلـ، كقوؿ الشاعر:

ري ػػمى ػػالقى كى ؽى ػػاحى ػػػػػس إ و ػػػػػػبي أى ى كى ػػػػحى ػػػػض ػػػال سي ػػػم ػػػشى ا ػػػػػػػػهى ػػػت ػػػجى ػػػه ػػبى ػػػػا ب ػػػيى ػػػن د ػػال ؽي ر ػػػػػػػش ػػػػػتي ةه ػػػػػػػبلثى ػػػػثى

قوؿ الشاعر:كك

افي ػػػػػػػػػػػػػخى ا دي ػػػػػػهى ػػػلي ك أى ا كى ىى ري ػػػػػػػاخ كى أى ادو ػػػػػػمى ن رى ػػػم ػػفى اةي ػػػيى ػػػػحى ػػػػال ار ػػػػن ػػالػػػػػػكى كى

ع األصل ب تركيب اتملة العربية أف يتأخر ا١تفعوؿ عن الفعل كالفاعل، كلكنو يتقدـ لدكا ببلغية كفنية، ككثتا ما ييقدمونو لداعي الضركرة كاالىتماـ، أم أف ا١تتكلم يسعى إب تقدٯتو قصدا

يسعى إب إظهارىا كالوصوؿ إليها. دؼ إبرازه ألنو يرل ب ذلك أ٫تية ببلغية

كر أف يكوف فضلة كبعد الفاعل؛ كضرب زيد عمرنا، فإذا عناىم ذ فأصل الوضع ب ا١تفعوؿ" ا١تفعوؿ قدموه على الفاعل، فقالوا: ضرب عمرنا زيد، فإف ازدادت عنايتهم بو قدموه على الفعل الناصبو، فقالوا: عمرنا ضرب زيد، فإف تظاىرت العناية بو عقدكه على أنو رىب اتملة، كتاكزكا بو حد

، ب زادكه على ىذه الرتبة كونو فضلة، فقالوا: عمرك ضربو زيد، فجاءكا بو ٣تيئنا يناب كونو فضلة

، 1شرح ديواف ا٠تنساء، ا٠تنساء تاضر بنت عمرك بن اتارث، شرح كتقيق: عباس إبراىيم، دار الفكر العريب، بتكت، لبناف، ط. -3 ، كعلى أف البيت األكؿ قد كرد ب الديواف ىكذا: كإف صخران لتاب ا٢تداة بو كأنو علم ب رأسو نار 43ـ.ص.1994

Page 188: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

180

فقالوا: عمرك ضرب زيد، فحذفوا ضمته كنػىوىكه كب ينصبوه على ظاىر أمره؛ رغبة بو عن صورة الفضلة، كتامينا لنصبو الداؿ على كوف غته صاحب اتملة، ب إهنم ب يرضوا لو ذه ا١تنزلة حىت

الفاعل مظهرنا أك مضمرنا، فقالوا: ضيرب صاغوا الفعل لو، كبنوه على أنو ٥تصوص بو، كألغىوا ذكر . 1"عمرك

ككل ىذا الذم ذكره ابن جت إ٪تا ىو من مظاىر االىتماـ بالعنصر اللغوم ب اتيملة، كاألمر ال يقتصر على ا١تفعوؿ فقط؛ بل يشمل أكثر عناصر اللغة، كلكن دكاعي تغيت التػػػرتػػيػػب ال تػػنػػحػػصر

االىػتػمػػاـ؛ كلػكػنهػػا تػػتػػعػػدد بػػحسػػػب الػػعػػنػػصر مػػن جػػهػة، كبػػػحسب الػػهػدؼ مػن ىػػي أيػػضػػا ب الكبلـ مػن جػهػة ثػػانػيػػة.

يعرض السكاكي إب تقدن ا١تفعوؿ بو، كيقوؿ إف تقدـ العنصر اللغوم يكوف ب حالتت، أما كوف فيها العنصر حقو التقدن، كذلك كا١تبتدأ عندما يكوف ب األكب فهي اتاؿ األصلية، كىي اليت ي

اتيملة، كأما اتاؿ الثانية فتكوف عندما يكوف حق العينصر أف يؤخر، كلكنو يتقدـ كغالبا ما يكوف كالعناية التامة بتقدن ما يقدـ كاالىتماـ بشأنو نوعاف: ذلك لبلىتماـ كما ذكرنا، يقوؿ ب ذلك:"

أف يكوف أصل الكبلـ ب ذلك ىو التقدن كال يكوف ب مقتضى اتاؿ ما يدعو على العدكؿ أحد٫تا كثانيهما أف تكوف العناية بتقدٯتو كاالىتماـ ...، عنو كا١تبتدأ ا١تعرؼ فإف أصلو التقدن على ا٠ترب

ناع ا٢تجر نفسو نصب عينك كأف التفات ا٠تاطر إليو ب التزايد كما تدؾ إذا كارل ق بشأنو لكونو ب . 2"كجو من ركحك ب خدمتو، كقيل لك ما الذم تتمت تقوؿ كجو اتبيب أتت فتقدـ

" كيقوؿ إف التقدن ىنا فيو معت االختصاص مثلما أف ثل بقوؿ القائل: " زيدا عرفتي كٯتيا١تفعوؿ بو الثاين، كيذكر يكوف لو معت االىتماـ بالػػػميقدـ، كما أنو يشت إب تقدن ما التقدن غالبا

أف ذلك يكوف دؼ االىتماـ أيضا، كالعناية بالػػػميقدـ كذلك، كيستشهد بقولو تعاب:" كجعلوا هلل

ب تبيت كجوه شواذ القراءات كاإليضاح عنها، أبو الفتح عثماف بن جت،تح. علي النجدم ناصف، كعبد الفتاح اتاعيل احملتسب - 1 .65ـ، ص.1994ىػ، 1414شليب، طبع تنة إحياء التاث بالس األعلى للشؤكف اإلسبلمية، القاىرة، مصر،

، ص. - 2 .236مفتاح العلـو

Page 189: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم قبل الببلغيت عند التكيبية ا١تباحث الثاين:الفصل

181

ب ىذا السياؽ إب تقدن اتار كاركر عن ا١ترفوع بعد٫تا، كيقارف بت قولو ت، كيش شركاء اتن..."دينىة يىسعىىكىجىاءى رىجيله من أىقصىى ال تعاب:" دينىة رىجيله ، كقولو تعاب:" 1"مى كىجىاءى من أىقصىى المى، كيقوؿ إف تقدن اتار كاركر ب اآلية الثانية كتقدٯتو ب األكب تابع للسياؽ العاـ، ففي 2"يىسعىى

من أىل قصة رسل عيسى عليو السبلـ اشتمل الكبلـ على بياف سوء ا١تعاملة اليت تلقاىا الرسلخطا على أىل ىذه القرية، كلكن كاف ىنالك بقية صاتة منهم ا يولد ب نفس الػػػػميتلقي سالقرية، ٦ت

كىو ىذا الرجل، فذيكر متأخرا، ألف ا١تقاـ كاف مقاـ تثريب على أىل القرية، بينما ب يكن األمر ابك، أشبو تسائل كذلك ب آية القصص، كقد عرض السكاكي كل ذلك ب أسلوب غامض متش

ا١تناطقة كأصحاب علم الكبلـ، ٦تا ٬تعل قارئو ٬تدي صعوبة بالغة ب تفصيل ا١تسائل ا١تبثوثة كسل بعضها من بعض على ٨تو يتيح حيسن متابعتها، كقد ظهر ذلك كاضحان خصوصا بعد معاتتنا لكل

من اترجاين كالز٥تشرم آنفا.

.20سورة :القصص، اآلية: - 1 .20سورة: يس، اآلية: - 2

Page 190: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

امــــــثامث ل ــــطـــامف امؼلوي غيد امرتكيبية باحثامل

Page 191: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

183

تتميز اللغة العربية كغتىا من اللغات بنظاـ معت تقـو عليو اتملة باعتبارىا إحدل مراحل تشكيل النصوص، كىذا التكيب يقـو ب أصلو على مفهـو اإلسناد الذم يشتط أف تقـو اتملة

إلطار تتنوع اتيمل ب تركيبها، أم أف اتديث عن على دعامتت ٫تا ا١تسند إليو كا١تسند، كتت ىذا اا١تسند كا١تسند إليو ال يعت بالضركرة اتديث عن صيغة معينة ثابتة، كإ٪تا األمر ب التكيب قائم على التنوع ب ذلك تسب ما يقتضيو السياؽ، فاتملة قد تتكوف من فعل كفاعل أك من مبتدأ كخرب، أك

كغت ذلك من طرؽ التكيب ا١تعركفة.من ناسخ كاتو كخربه،

يتم تركيب اتملة كفق ما سلف ذكره باتباع قواعد كمعايت ٨توية معركفة تضبط طرؽ ىذا وقف ا١تالنظم، كتدد سيبيلو، كلكن ىذه الطرؽ كثتا ما يتم العدكؿ عنها إب صيغ أخرل يتطلبها

ياريا مضبوطا بقواعد النحو إب تراكيب جديدة عادة ما عت، كبالتاب يتحوؿ التكيب من كونو معا١ت .لعدكؿ عن مقتضى الظاىر ب الكبلـيفرضها السياؽ، كقد اصطيلح على ىذا التحوؿ عن ا١تعيار با

ك توصلت بعض الدراسات إب أنو يكوف على نوعت، نوع منو يكثر استعمالو حىت أصبح كليس تعيار، كىذا الضرب من العدكؿ ىو كل ما خرج عن يينظر إليو على أنو أصل ب الكبلـ

القاعدة النحوية األصيلة ب تركيب الكبلـ، كنوع آخر ىو ٣تاؿ التاكيب " ا١تشحونة، ا١تسننة بكيفية تلقي كتستدعي اىتمامو، نظرا لطابعها االنزياحي ا١تفرط الذم يدفع بالكبلـ إب أقصى ما

يتثت ا١ت

٣تاؿ التفاضل بت ، كىذا النوع الثاين ىو ا١تظنوف بالدراسة كاالىتماـ كىو 1تسمح بو كظيفة اللغة" النثر.إنشاء ك الشعر، نظم األدباء لدل

ـ 2007ـ/2006العدكؿ عن مقتضى الظاىر ب القرآف الكرن، عبد ا٠تالق رشيد، أطركحة دكتوراه)٥تطوط(، جامعة كىراف، اتزائر، - 1

.166، ص.

Page 192: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

184

:من منظور العلوي والوصل الفصل: أوال

مها كحديثها بأ٫تية الفصل كالوصل، كاعتباره أحد أىم مباحث ػػػأقرت البحوث اللغوية قدي ، فقد كرد عن اتاحظ أف الفارسي سيئل عن ماىية الببلغة فأجاب بأهنا معرفة الفصل من علم ا١تعاين

دقيق ارل، لطيف ، كأكد العلوم ىذا ب الطراز حيث يقوؿ بأف باب الفصل كالوصل " 1الوصلحدىا ا١تغزل، جليل ا١تقدار، كثت الفوائد، غزير األسرار، كلقد سئل بعض البلغاء عن ماىية الببلغة، ف

تعرفة الفصل، كالوصل، كجعل ما سواه تبعا لو، كمفتقرا إليو، كقاعدتو العظمى حركؼ العطف، ٯتيكن 2كينعطف عليها حركؼ اتر، كتكوف تابعة ٢تا، فإنو يتعلق بكل كاحد منهما أسرار كلطائف"

.ساس الذم تقـو عليو ببلغة الكبلـكىي األ ،للدارس أف يقف عليها

إال من ال يوفق للصواب فيو من أكثر ا١تباحث صيعوبة إذ " مبحث الفصل كالوصل يعتربكما أكتى قسطان موفوران من الببلغة، كطبع على إدراؾ ٤تاسنها، كريزؽ حظا من ا١تعرفة ب ذكؽ الكبلـ،

كقد أشار العلوم ابتداء ، 3كذلك لغموض ىذا الباب، كدقة مسلكو، كىعظيم خطره؟ ككثت فائدتو" أف الوصل قد يكوف باترؼ كقد يكوف بدكنو، كأف تينزؿ اتملة مع من قبلها منزلة الصفة من إب

كب مثل ىذه اتاالت يكوف ا١تعت ىو الكفيل بإ٬تاد التابط بت ا١توصوؼ أك النعت من ا١تنعوت ، من جهة أخرل قد يكوف تركؼ العطف أك تركؼ اتر. الوصل كما أف السابق كالبلحق،

عيرؼ الربط لدل البعض من الػػميحدثت بأنو " يشت إب العبلقات اليت بت ا١تساحات أك بت األشياء اليت ب ىذه ا١تساحات... كيشت الربط أيضا إب إمكاف اجتماع العناصر كالصور كتعلق

.91، ص. 1ىػ ، ج.1423البياف كالتبيت، اتاحظ عمرك بن تر بن ٤تبوب الكناين، دار كمكتبة ا٢تبلؿ، بتكت، لبناف، ط. - 1 .20، ص. 2الطراز، ج. - 2جواىر الببلغة ب ا١تعاين كالبياف كالبديع، أتد بن إبراىيم بن مصطفى ا٢تامشي، ضبط كتدقيق كتوثيق: د. يوسف الصميلي، ا١تكتبة - 3

.179العصرية، صيدا، بتكت، لبناف، د.ت. ،ص.

Page 193: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

185

ثل بعض ىذه العبلقات ىو حركؼ الع 1بعضها ببعض ب عاب النص" طف كاتر اليت ، كالذم ٯتيتضمن الربط بت ا١تفردات كاتيمىل، كال يعت ىذا أف الربط ال يتم بطرؽ أخرل، كلكن الذم يبدك ىو

. ركؼ ىي األكثر توظيفا لدل الربطأف ىذه ات

أشار القوؿ السابق إب مصطلحت ىامت من مصطلحات علم النص، ك٫تا التعالق كعاب بالتعالق إب تلك الشبكة من العبلقات اليت تكيمي عناصر النص فيما بينها، كىي النص، كىو يريد

تتوزع بت الشكلية )ا٠تطية( كا١تعنوية )الداللية( كالتداكلية )السياقية(، كال بد من اعتبار كل ىذه العبلقات، إذ ليس األمر ب النصوص من الوضوح كما ب اتملة.

تكوف مسألة التعالق ىذه ٤تسومة، كتكوف من ة )لسانيات اتيملة(فعلى مستول اتيمل الوضوح تكاف، تيث ٯتيكن للدارس بسهولة أف يقف على النمط التكييب كالدالب الذم تنهض عليو اتيملة، كلكن األمر ب النص ٮتتلف كثتان ألننا حينها سنكوف ضمن شبكة لغوية نصية تتفاعل فيها

لغوية، كال ٯتيكن تاؿ من األحواؿ أف تكوف ىنالك عبلقة كاضحة كمتقاربة بت طرؽ ا١تكونات ال التحليل ب لسانيات اتيملة كتلك الػػػميعتمدة ب تليل النصوص كفق مبدأ التعميم.

ب قولو السابق إب مصطلح ( Robert De Deaugrand) يشت ركبرت دم بوجراند ما من شأنو أف ييسهم ب تكوين النصوص، بدأن باألصوات اللغوية ب عاب النص كيقصد بو كل

كاملة، كليست ىذه انفصا٢تا )الفونيمات( كانتهاء بأكرب ا١تكونات النصية من فقرات كنصوص ا١تكونات كحدىا ىي اليت تنشئ النص؛ كلكنها تتفاعل ضمن سياؽ دالب كتداكب، من أجل

ند نفسو.افهـو ركبرت دم بوجر الوصوؿ إب مفهـو النصية ت

كنظران لطبيعة عاب النص ا١تعقدة فإننا ٧تد أكثر التصورات اليت أعطيت لو غت متطابقة، فنحن لسانيات اتيملة، كما كصلت إليو الدراسات ب إذا حاكلنا أف نقيم مقارنة بت ما كصلت إليو

ـ ، 1998ىػ ،1418، 1ساف، دار عاب الكتب، القاىرة، مصر، ط.النص كا٠تطاب كاإلجراء، ركبرت دم بوجراند، تر. تاـ ح - 1 . 346ص.

Page 194: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

186

صورات متقاربة لتحليل اتيملة، بينما ليس األمر انيات النص ب ىذا الشأف؛ فإننا نقف على تلسكذلك بالنسبة للسانيات النص، فا١تتابع ألكثر البحوث اليت حاكلت الوقوؼ على بياف خصائص

. 1النصوص كطرؽ تليلها يقف على ذلك التباين ب التصور

ة اليت يتابط ا البلحق مع بأنو " تديد للطريقالتابط ب النص ىاليدام كرقية حسن كييعرؼ متمثبل ب الوسائل اللغوية ب مؤلفو )نسيج النص( ، بينما جعلو األزىر الزناد 2السابق بشكل منظم"

اليت تربط بت الػػجيمل كلكن ليس على مستول اتيملة كلكن على مستول النص، كيتم على مستويت:

قة معنوية بت اتمل ا١تعطوفة، كىذا النوع من ربط خطي يفيد مطلق اتمع من دكف كجود عبل - الربط عادة ما يكوف ترؼ الواك ب اللغة العربية.

. 3ربط خطي يفيد كجود عبلقة بت اتملتت ا١تعطوفتت -

أف الزناد ب ىذا التعريف ٬تعل الربط مقتصرا على مستول النصوص دكف ىو كا١تبلحظ مل ا١تكونة للنصوص ال بت ا١تفردات ا١تكونة للجيمل، ك تعريف مثل ىذا اتمل، كىو ذا يتم بت اتي

يظل ب تقديرنا ناقصا ماداـ أنو ييقصي اتيملة من الدراسة، كىي اليت تيعتبػىري أساسا إلنشاء النص، كاألمثل ب مثل ىذه اتاؿ أف ينصب االىتماـ على النص بكل مكوناتو دكف االجتزاء بتكيب خاصمنو مهما بلغت قيمتو اللغوية كالفنية كالتعبتية، كخصوصا لدل اتديث عن ا١تعت ب النص كالذم ال

ىا إلنتاج ا١تعت النصي ٯتيكن الوصوؿ إليو إال بدراسة دالالت اتمل كمعاين الكلمات ب تظافر .الكلي

1٠ى أ مف ػ شء ره ثبشخع ئ اإفبد ازب١خ ثل: سثشد د ثخشاذ، صرس١سلف اسص١بن، خ١ب وش٠سز١فب، ولط -

ب أزذ إالء ئال سؼ ئ ضجظ افب١ ا١٢بد از رزسى ف ثش٠ىش، ففدبح ب٠ ب، د٠زش ف١ف١دش، وبسي د٠زش ثزح، ف

اظص، ىب ذ امبسخ ش ره ازجب٠ اسبط ث١ب، ب ٠ز ثبرسبع ػب اض رشؼج.انسجاـ ا٠تطاب، ا١تركز ، عن ٤تمد خطايب، لسانيات النص: مدخل إب 227االتساؽ ب اإل٧تليزية، ىاليدام كرقية حسن، ص. - 2

.23ـ، ص.2006، 2الثقاب العريب، الدار البيضاء، ا١تغرب، ط. . 37ـ ، ص.1998، 1يينظر: نسيج النص: تث ب ما يكوف بو ا١تلفوظ نصا، األزىر الزناد، ا١تركز الثقاب العريب، بتكت، لبناف، ط. - 3

Page 195: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

187

النص كبياف ا٠تصائص صحيح أف األزىر السناد قد خصص كتابو ا١تذكور للحديث عن التكيبية اليت تعلو كذلك، لكن ينبغي ىنا أف نؤكد على أف اتيملة ب حد ذاهتا ىي ميركب من ميركبات النص، كاتديث عن النص يشتط بالضركرة اتديث عن اتيمل ا١تكونة لو، فإذا اعتربنا أف

فإننا نستطيع أف ٨تتمل كجود نص يتكوف من دكد من اتيمل ذات ا١تضموف ا١تتقارب،النص تتابع ٤تل، كال بد لدل دراستها من الوقوؼ عليها تيعان كتبياف خصائصها التكيبية ثبلث أك أربع تي

كالداللية.

إف البعض يذىب إب أكثر من ىذا لدل الربط بت الكلمات كاتيمل بالعطف فتل ف كلذلك ميفرد كاتملة على اتملة ، كما ييعطف االسم على االسػػػػػم كالفعل بضركرة عطف " ا١تفرد على الػػكا١تاضي على ا١تاضي، لكنػػػػػػػػػػو يػػجػػػػػػػػوز عطف االسم على لػػػػػػميضػػػػػػػارععلى الفعل، بل ا١تضارع على ا

ػمعطوؼ كالػػػمعطوؼ الفعل، كا١تاضي على ا١تضارع كا١تفرد على الػػجػػيملة كبالعكس إذا صح اتاد الػ، فاألصل أف يكوف العطف بت ا١تتماثبلت، كلكن ىذا ال ٯتنع من عطف ا١تتباينات 1عليو بالتأكيل"

إذا كاف التأكيل الذم يسوغ العطف بينها صحيحان، كتأسيسا على ىذا فإف الرأم السابق الذم قاؿ بو الزناد يبقى نسبيان ال ميطلقا.

ليس ٣ترد تديد عبلقاهتا باتيمل األخرل، بل ىو " معت اتيملة طفى إب أفيشت تيدة مص ، فالربط من ىذا ا١تنظور ال يكوف شكليان فقط؛ بل 2يستلـز أيضان منطقية عبلقاهتا بالعاب ا٠تارجي"

ت ٬تب أف يكوف مع العاب ا٠تارجي أك ما ييعرؼ بالسياؽ العاـ كمبلبساتو، كلكن يبدك أف الدراسااللغوية قد بدأت تتخلى تدر٬تيان عن ىذا السياؽ كتتكم إب السياؽ اللغوم، كترل بأف من الشركط اليت ٬تب أف تتوفر ب ا١تعت أف ٭تتوم النص على تاسك داخلي يساعد ا١تتلقي على الفهم الصحيح

.100ـ، ص.2001، 1خضت، مكتبة األ٧تلو ا١تصرية، القاىرة، مصر، ط.اإلعراب كا١تعت ب القرآف الكرن، ٤تمد أتد - 1ـ، 1997، 1نظاـ االرتباط كالربط ب تركيب اتيملة العربية، تيدة مصطفى، الشركة ا١تصرية العا١تية للنشر، القاىرة، مصر، ط. - 2 .74ص.

Page 196: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

188

، كالشطط بالغةا١تن ، كالبنية التكيبية للجمل كالنصوص، كىي ب اتقيقة مسألة ال تلو م1للنص كخصوصان لدل اتديث عن الببلغة العربية اليت أعطت مفهـو مقاـ التخاطب أ٫تية كبتة.

يتنازع بناء النص من ىذا ا١تنظور جانباف: أحد٫تا نسقي يتعلق باتانب التكييب الصرؼ، كىو نب اآلخر سياقي تداكب يسعى فيو الذم يظهر عليو النص لدل كتابتو، أك ا٠تطاب لدل إلقائو، كاتا

منشيء النص إب أف يكوف نصو متوافقان مع العاب ا٠تارجي، كىو الذم ندعوه أحيانان بالسياؽ العاـ، كيبدك أف الذم يستدعي ضركرة ا١تبلءمة مع السياؽ ا٠تارجي ىو الداللة النصية، كذلك أف منشيء

وع ما، كىي التػػػػي يدعػػوىػػا الػبػعػض بػػاإلعػػبلمػػيػػػػة فػػي النص يسعى ب األخت إب تقدن داللة من ن النصوص.

إذا كانت مقولة احملايثة كالنسق ا١تغلق قد بدأ التخلي عنهما يزداد تركر الزمن، كقد أثبتت البحوث عدـ جدكا٫تا ب حدكد اتيملة

ل بعض التصورات تر ؛ فإف ذلك ب النص أكب كأكثر ألف 2بأف النصوص كحدات داللية بالدرجة األكب، كليس تعلق النصوص بالداللة بأقل من تعلق اتيمىل ا، كلكن ىذا ال يعت عدـ كجود آليات لغوية خطية تيقدـ النصوص كفق تصورات شكلية عامة

مستقلة عن الداللة، كلكنها ليست مستقلة بنفسها ب بناء النصوص.

كيب اللغوية حىت يتم االىتماـ ا، كمؤدل ذلك أف ا ا١تقابل من يشتط اإلفادة ب الت ٧تد ب على دارس اللغة أف يهتم بالتاكيب ذات الفائدة التواصلية، كىي التاكيب " اليت تعادؿ الكبلـ

ت آخره با١تفهـو االصطبلحي كالذم ىو اللفظ ا١تركب ا١تفيد فائدة ٭تسن السكوت عليها، كال يستغ

. 60ـ، ص.2011، السداسي األكؿ، 4لعدد ينظر: ا١تنطق كا١تعت عند فتغنشتاين، يسمينة غضباف، ٣تلة أيس، ا - 12ـ، 2007ىػ ، 1428، 1يينظر: القراءة النسقية: سلطة البنية ككىػم احملايثة، أتد يوسف، منشورات االختبلؼ، اتزائر العاصمة، اتزائر، ط. -

.555ص.

Page 197: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

189

، الذاتية اليت ال تتعلق بالتواصل، كلكن ىذا التصور يلغي كثتان من التاكيب ذات الداللة 1عن أكلو" كلكن خاصية ا١تعت تبقى ثابتة فيها ب كل اتاالت، كال ٯتكن االستغناء عنها تاؿ.

لعطف فقط؛ بل إف ذلك ليس شرطا أف يتم الوصل كالربط بت أجزاء النص بوساطة حركؼ ا تربط بت الشيئت اللذين يتم بكل تركيب لغوم يضمن ىذا الربط، كييشتط ب ىذه األدكات أف "

. كىي عبلقة ٢text worldتما نفس اتالة )ا١تكانة(؛ فكبل٫تا صحيح )موجود( ب عاب النػػػػػػػص تمع بينهما؛ إذ تكوناف متحدتت إضافة سابق لبلحق، تربط صورتت أك أكثر من صور ا١تعلومات با

–با١تثل –باإلضافة إب ذلك –كذلك -من حيث البيئة أك متشاتت. كمن تلك األدكات: )ك . 2ناىيك عن...( " –فضبل عن ذلك

ككفق ىذا الػػمنظور فإف أدكات الربط تتسع لتشمل كل ما من شأنو أف يساىم بشكل من يشت إب ا١تناسبة حساـ أتد فرجأف مكونات اتيمل كالنصوص، كا١تبلحىظ األشكاؿ ب الربط بت

ا١تعنوية اليت تيسوغ الربط كاليت كينا أشرنا إليها سابقا، كىو يسميها االتاد من حيث البيئة أك التشابو، ػػميصطلح ككاف األكب أف يسميها بالتناسب ا١تعنوم أك التشاكل ا١تعنوم أك السياقي كيما يكوف الػ

نقديا كحداثيان معان.

صل من طرؼ الدارست ليس ا٢تدؼ منو معرفة األحواؿ و يينبو العلوم إب أف معاتة الفصل كال اإلعرابية لؤلتاء ا١تعطوفة كبأهنا تكوف تابعة ١تا قبلها ب إعراا، أك أف اتركؼ اتارة تر االسم، كا

ف ىذا كلو ييعترب من تصيل اتاصل، كلكن األمر أىػػػػم من ذلك ، إنو تتعدل األفعاؿ البلزمة، أليتعلق با١تعاين اإلضافية الناتة عن الفصل كالوصل، كقد تاىا العلوم باألسرار الغريبة كاللطائف

ـ، 2008ـ، 2007ط(، جامعة كىراف، اتزائر، التاكيب النحوية كداللتها ب ا١تفضليات، ميلود منصورم، أطركحة دكتوراه )٥تطو - 1 .280ص.

نظرية علم النص: رؤية منهجية ب بناء النص النثرم، حساـ أتد فرج، تق. سليماف العطار ك٤تمود فهمي حجازم، مكتبة اآلداب، - 2 : Robert De Deaugrand & Dressler .ك٭تيل فرج ىنا إب :95ـ ،ص. 2009ىػػ ، 1430، 2القاىرة، مصر، ط.

introduction to text linguistics, p.71-72

Page 198: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

190

لعرب العجيبة، كقرر أف تثو ٢تا سيكوف ب كتاب اهلل تعاب، كما أنو سيشمل غته، مومئا إب كبلـ ا منظومو كمنثوره كما سنرل.

يتم الربط عن طريق العطف باترؼ على كجهت، إما عطف مفرد على مفرد أك عطف تلة على تلة، ففي اتاؿ األكب يكوف األمر على مستول اتملة، إذ ال يكوف الربط ب ىذه اتاؿ إال

صوص باعتبارىا تتابعا من اتيمل، كيستفاد على مستواىا، بينما يتم الربط بت اتيمل على مستول النف ذلك ب الصفات ألهنا ب عطف ا١تفرد على ا١تفرد أف يشارؾ الثاين األكؿ ب إعرابو ، بينما ال يكو

.ال تيعطف

لذلك بقوؿ القائل: "مررتي بزيد الكرن العاقل الفاضل" ، فقد امتنع أف يكوف ىنالك كٯتثل ألف الصفة تػينػىزؿي منزلة ا١توصوؼ فكأهنا ىو، كال ٯتكن كاتاؿ ىذه أف عطف بت ىذه الكلمات

نعطف شيئا على نفسو، كلكن ٬توز أف نعطف بينها تركؼ العطف باعتبار كاحد كىو ا١تعاين الدالة عليها، فتقوؿ: مررتي بزيد الكرن كالعاقل كالفاضل، كيكوف األمر ب ىذه اتاؿ كأننا نقوؿ: مررتي

جتمع فيو الكـر كالعقل كالفضل تيعا، كىو شيء يصعب تصوره كما نرل ألف األمر بشخص اسيصبح ىنا كأننا نتحدث عن ٣تموعة من األشخاص ال عن شخص زيد كحده، كىو ما ال يريده ا١تتكلم تسب ما تقدـ، كبالتاب فإف الفصل لدل تتابع الصفات ١توصوؼ كاحد يكوف ىو األكب .

متعددة كمتشابكة؛ قد تدفع بالدارس إب تالنظرة اتديدة للنص باعتباره ذا دالال كلكن التكيز على معانيو ا١تتشابكة، ألهنا الظاىرة األكثر حضوران ب النصوص، فقد أصبح يينظر إب النص

ليد، كذلك على على أنو "٤تاكلة دائمة لتعطيل خاصية القراءة األحادية االتاه كتريك فعالية التو مستويي الداؿ كا١تدلوؿ معان، تيث تبدك الكلمة داخل النص ككأهنا تيعرب عن أصوات متعددة أك على

. 1األقل تسعى ألف تكوف موقع لقاء ثقافات كمواقف متعددة"

.21، ص.2القراءة كتوليد الداللة: تغيت عاداتنا ب قراءة النص األديب، تيد تمداين، ا١تركز الثقاب العريب، الدار البيضاء، ا١تغرب، ط. - 1

Page 199: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

191

كلكن ىذا الرأم ال بيد لو من مستند تركييب يستند عليو، فليس التكيب ب األخت، بكل مظاىره سول البنية السطحية اليت يتمظهر فيها ا٠تطاب، بل إف من اآلراء اللغوية كالببلغية من ٬تعل التكيب أساسان أكالن كأختان للدراسات اللغوية، كال شيء بعد ذلك، كب ىذا الشأف يؤكد ركماف

ىو ـ( أف "البحث ب البنية اللفظية 1982 -ـ1896((Roman Jakobsonياكوبسوف )ا٢تدؼ ا١تمتاز للسانيات ا١تعاصرة بأنواعها كافة، كإف ا١تبادئى الرئيسىةى لمثل ىذا ا١تقتب البنيوم )أك دد بتعبت آخر ا١تقتب الشرعي( للغة، تلك ا١تبادئ ا١تشتكة لكل أشكاؿ ىذا البحث ٯتكن أف تي

. 1كأفكار موحدة عن الثبات كالنسبية"

بق مقولة النسق كالتكيب اللفظي للغة، كضركرة االحتكاـ إليو لدل معاتة يؤكد القوؿ السا كلكن األمر عندما يتعلق بالدراسات الببلغية؛ فإنو ٮتتلف كثتان، ألف السياؽ العػػػاـ الظواىر اللغوية،

مػثلما اتػػػػو السيػاقػػيػػةسب ىػػذه الػحاؿ سيفػػرض نفسػػػو، كاألمػػر كثيػػػػػػران ما يتعلػػق بالػخطػػػاب كمبلب، كيبدك أف فكرة احملايثة كالنسق الػػميغلق كاليت راجت خبلؿ أكاسط القرف يرتبط بالنص كبنيتو النسقية

ا١تاضي قد بدأت تنحسر كتنحصر تيعان، كبدأ أشياعها يعيدكف النظر فيما أتوا بو من نظريات التصور. كأفكار، كبدأ األمر فيما يبدك ٬تنح لبلعتداؿ ب

فهل ٯتيكن حقيقة أف ٨تتكم إب النسق اللغوم كحده باعتباره منظوران )شرعيان( كمقاربة ال بديل ٢تا ب معاتة الظواىر اللغوية كما يدعي ياكوبسوف؟

صحيح أف ذلك قد يساىم ب تديد آليات كمناىج البحث ب اللغة كذلك تحاكاة ا١تناىج الدقة كالصرامة، كالبحث ب التكيب كالبنية، كلكن ذلك ال ٯتيكن أف يتم بإقصاء السياؽ العلمية ذات

الذم يكوف موجها لطبيعة ىذه البنية ا١تدركسة، فقد رأينا سابقان أف اكثر الببلغيت العرب يركف .ه البنية ا١تدركسةبأسبقية ا١تعاين على األلفاظ، كىذا يعت أف السياؽ ىو ا١تتحكم األكؿ ب طبيعة ىذ

كحسن ناظم، ا١تركز الثقاب العريب، الدار البيضاء، ا١تغرب، االتاىات األساسية ب علم اللغة، ركماف ياكوبسوف، تر. علي حاكم صاب - 1 .16ـ، ص.2002، 1ط.

Page 200: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

192

كعندما يكوف األمر متعلقان بالسياؽ فمن الضركرم أف يتعلق با١تعت أكثر من غته، ألف ىذا اللغويت كالفبلسفة كعلماء النفس الدائم، ليس فقط معت كلمة أك أكثر ا١تعت قد كاف انشغاؿ "

لة، كلكن أيضان مطلق ا١تعت" عملية التواصلية، كبلوغو تاما كامبل يعت ٧تاح ىذه ، ألنو ىو ٤تور ال 1تي العملية.

لتت، كذلك بأف تكوف اتيملة فيرل صاب بلعيد أف ال صل ىو " إسقاط الواك العاطفة بت تي، كقد كردت صفات اهلل عز كجل ب القرآف الكرن بغت عطف غالبا، كمثل ٢تا 2الثانية توكيدان لؤلكب"

ولو تعاب:" العلوم بق "3 ،، كأما كركدىا موصولة باترؼ كما ب قولو تعاب:" ىو األكؿ 4كقولو تعاب: "ا٠تالق البارئ ا١تصور"

ف الصفات ىنا جاءت متضادة كليست متادفة، كعليو يكوف الشرط فؤل ، 5كاآلخر كالظاىر كالباطن"ب عطف ا١تفردات بالعطف أف تكوف متادفة، فإذا تضادت كجب الفصل بينها باترؼ كما تقدـ،

كمثالو أيضان قولو تعاب:"

"6 .

، عىابدىاتو ، تىائبىاتو ، قىانتىاتو فقد كردت الصفات األكب متتابعة )ميسلمىاتو ، ميؤمنىاتو( بدكف عطف، بينما كردت الصفتاف )ثيبات، أبكارا( معطوفتت ١تا بينهما من التضاد ،سىائحىاتو

كالتناقض، كلكن العلوم ىنا أشار إب اتالة اليت يكوف فيها ا١تعطوؼ صفة فقط، كب يشر إب اتاالت األخرل اليت قد يرد فيها توكيدا أك بدالن مثبل، كىي اتاالت اليت كقفنا عليها عند كل من

.379ـ، ص.1986، 1اللسانيات كاللغة العربية، عبد القادر الفاسي الفهرم، منشورات عويدات، بتكت، لبناف، ط. - 1 . 55ـ ، ص.2009، 3نظرية النظم، صاب بلعيد، دار ىومة، اتزائر، ط. - 2 .22رة اتشر، اآلية: سو - 3 .24سورة اتشر، من اآلية: - 4 .3سورة اتديد، اآلية: - 5 .5سورة التحرن، اآلية: - 6

Page 201: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

193

بشرح أمثلة كركد الصفات بدكف عطف قد شغىلو اترجاين كالز٥تشرم، كالظاىر أف اشتغاؿ العلوم . 1عن بقية اتاالت

يقف العلوم على العطف بت اتيمل كيورد ما ذكره اترجاين قبلو، من أنو يكوف على كجهت: لة ٢تا ٤تل من اإلعراب، فتكوف ىذه اتملة ا١تعطوفة ىي أيضا ٢تا أحدي٫تا أف يكوف العطف على تي

كالثاين أف ال يكوف للمعطوؼ عليها ٤تل إعرايب فتكوف الثانية كذلك، كمثل لذلك ٤تل من اإلعراب،بقوؿ القائل: مررتي برجل خىلقيو حسن، كخيليقيو قبيػػػػػػػػػػػػح، فتكوف اتيملة )خلقو حسن( كاقعة موقع

اتالة الثانية أف الصفة، كبالتاب فإف اتملة )خلقو قبيح( ٢تا ٤تل إعرايب كىي ب ٤تل جر، كمثاؿ ف األكب يقوؿ قائل: "زيد أخوؾ، كبشر صاحبك" فبل يكوف للجملة الثانية ٤تل من اإلعراب أل

.ابتدائية ال ٤تل ٢تا

كلكن العلوم يتساءؿ ب ىذه اتالة: ىل يكوف للواك فائدة ب مثل ىذه اتاالت؟ كيورد يرل بأنو ال فائدة للواك ب ىذه اتاؿ سول مطلق قولت أحد٫تا لعبد الكرن بن الزملكاين الذم

الوصل بت اتيملتت، أم أنو ال يتتب عن العطف ا أم معت إضاب سول معت العطف، كالرأم الز٥تشرم، الذم قاؿ بأف الواك ب ىذه اتالة تمع بت مضموين اتيملتت بن عمر الثاين ىو حملمود

ػرأم الػػػػذم أخػػػذ بػػػو الػػعػػلػػوم، فػػمػثػػلػػمػػا يػكػػوف ىػنػالػػك جػػػمعه بيػػػن حصػػوؿ ب اتيدكث، كىػػػػػو الػػػػػفػػرد فػػكذلك يكوف حيصو٢تما ب اتمل. الػػػمػعػطػوفيػػن ب الػػػػمي

اكؿ العلوم أف يكوف كفيا ١تا ذكره ب أكؿ حديثو عن الفصل كالوصل من أنو سيقف على ٭تي "اللطائف اللغوية كالببلغية اليت تنتج عنو، كيشرع ب بياف ذلك ب قولو تعاب

.21، ص.2يينظر: الطراز،ج. - 1

Page 202: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

194

"1 كىالراسخيوفى ب العلم" كيتساءؿ: ىل ىو عند قولو تعاب:" ، كيقفمعطوؼ عما قبلو فيكوف معت اآلية أف اهلل يعلم تأكيلو، كأف الراسخت ب العلم أيضا يعلموف ذلك؟

أـ أف ىذه الواك لبلستئناؼ؟

منهم من قاؿ بأهنا للعطف كيشت إب أف ىذه ا١تسألة قد كقع فيها خبلؼ بت العيلماء، كأف ، كمنهم من يرل بأف الواك 2كأف الرأم األكؿ ىو الصحيح، كمنهم جار اهلل الز٥تشرم ب الكشاؼ

ىنا لبلستئناؼ، كأف معت اآلية أف اهلل عز كجل كحده ىو العاب بتأكيلو، كيتوقف عند قولو تعاب:" أم ف ب ذلك كجوز األمرين تيعان، كالعلوم يأخذ بالر إال اهلل"، ب يستأنف القراءة، كمنهم من توق

عاطفة، كأف "الراسخوف" مرفوعة على االبتداء، كىو يأخذ ذا الرأم لعدة األكؿ القائل بأف الواك ىنااعتبارات منها أف الواك ب أصل كضعها أهنا تكوف للعطف فبل مدعاة لنفي ىذه الصفة عنها من غت

وز ذل ك، كإذا كجب ذلك ب حق الواك ىنا فإنو ال ٯتيكن تاؿ عطف )الراسخوف...( على دليل ٬تي .3)إال اهلل( ألف األكب تلة كالثانية مفرد، كىذا غت ٦تكن الوقوع

كمنها أف )الراسخوف( لو كاف معطوفا على لفظ اتبللة )اهلل( ب ٭تسن الوقوؼ على اسم اهلل ال ٭تسين الوقوؼ على ا١تعطوؼ عليو دكف ا١تعطوؼ، كأما ثالثا فالغالب ب عز كجل دكنو، ألنو

استعماؿ )أما( ىو التفصيل كبياف األقساـ، كلكن ب يسبق ب الذكر إال جنسه كاحده ىو )الذين ب قلوم مرض( ، كعلى ىذا كجب ذكر الصنف الثاين كىو الراسخوف ب العلم، كذا يكوف التقابل،

ب العلوم بأمثلة آليات قيرآنية للتقابل دليبل على ما ذىب إليو، كلكنو ينبو إب أف من حق كىنا يأ

.7آؿ عمراف، اآلية: - 1ولوف. كيفسركف ا١تتشابو تا كمنهم من يقف على قولو إال اللو، كيبتدئ كالراسخوف ب العلم يقيقوؿ الز٥تشرم ب تفست ىذه اآلية:" - 2

خت استأثر اللو بعلمو، كتعرفة اتكمة فيو من آياتو، كعدد الزبانية ك٨توه: كاألكؿ ىو الوجو. كيقولوف: كبلـ مستأنف موضح تاؿ الراساحد منو كمن احملكم من عنده، أك بالكتاب كل من تعت ىؤالء العا١توف بالتأكيل يػىقيوليوفى آمىنا بو أل با١تتشابو كيل من عند رىبنا أل كل ك

خت بإلقاء الذىن متشاو ك٤تكمو من عند اللو اتكيم الذم ال يتناقض كبلمو كال ٮتتلف كتابو كىما يىذكري إال أيكليوا األىلباب مدح للراسللو: إف تأكيلو إال عند اللو. كقرأ أىب: كيقوؿ الراسخوف".)الكشاؼ، كحسن التأمل. ك٬توز أف يكوف )يػىقيوليوفى( حاال من الراسخت. كقرأ عبد ا

(.339، ص.1ج .23، ص.2الطراز، ج. - 3

Page 203: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

195

)أما( التفصيلية أف تكوف مقتنة بالفاء، مثلما ىو اتاؿ ب قولو تعاب:" فىأىما الذينى ب قػيليوم زىيغه الفاء غت موجودة بعد العطف، أم أهنا غت موجودة ب قولو (يػىتبعيوفى ما تىشابىوى منوي" ، كلكن ىذهػػػػػ)فى

تعاب:" كىالراسخيوفى ب العلم )؟(يػىقيوليوفى" إذ كانت القاعدة النحوية تستدعي ذكر الفاء تكم ما سبق، فما السر الببلغي كراء ذلك؟

ا( مذكورة ب الكبلـ، كما كرد علل العلوم ذلك بأف كركد الفاء يكوف ضركريا إذا كانت )أميي ب اتزء األكؿ من اآلية أين أيثبتت الفاء ، أما ب اتزء الثاين فإف الفاء قد غابت لغياب )أما( ، كلكن عوضتها الواك ب ىذه اتالة، كييستفاد من قولو ىذا أف كركد الفاء يكوف ضركريا مع كركد )أما(

لدل غياا، كب ىذه اتالة تنوب عنها الواك كما سبقت ب أكؿ الكبلـ، لكنو ال يكوف كذلك اإلشارة.

كرد ب "التحرير كالتنوير" البن عاشور ب تفسته ٢تذه اآلية ما يلي:" قػىوليوي: كىالراسخيوفى ا العىطف تىشريفه عىظيمه: كىقىولو: "شىه لىة، كىب ىىذى دى اللوي أىنوي الى إلوى إال ىيوى مىعطيوؼه عىلىى اسم اتىبلى

، كى٣تيىاىده، كىالربيعي بني سيلىيمى ا التػفست مىاؿى ابني عىباسو افى، كىالقىاسمي بني كىالمىبلئكىةي كىأيكليوا العلم" كىإبى ىىذى، كىالشيخي أىتى دي القيرطييب، كىابني عىطيةى،... كىقيلى: الوىقفي عىلىى قػىولو: إال اللوي ٤تيىمدو، كىالشافعيةي، كىابني فػىورىؾو

ا مىركم عىن تيهيور السلىف، كىىيوى قػىوؿي ابن ، كىإف تيلىةى كىالراسخيوفى ب العلم ميستىأنػىفىةه، كىىىذى عيمىرىامع العيتبية، كىقىالىوي عيركىةي بني الزبػىت، كىعىائشىةى، كىابن مىسعيودو ، كىأييبى، كىرىكىاهي أىشهىبي عىن مىالكو ب جى

ين" ، كىاألىخفىشي كىالفىراءي، كىاتىنىفيةي، كىإلىيو مىاؿى فىخري الد كىالكسىائي1 .

بت القطع كاالستئناؼ، ٦تا يدؿ على أف ا١تسألة فقد انقسم أكائل ا١تفسرين بت الوصل ك خبلفية كب ييقطع فيها برأمو كاحد، فبل ٯتيكن كاتاؿ ىذه أف يكوف رأمه أصوب من رأم، كلكن ال بد من تعليل مقبوؿ ١تن يتخذ رأيان ميعينا، كا١تبلحظ أف عبد اهلل بن عباس من الصنف األكؿ الذم قاؿ

بالعطف.

.165، ص.3ج.ـ.ـ.س.التحرير كالتنوير، - 1

Page 204: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

196

فإننا ٧تديه ييعلل ذلك تعليبل لغويا، ؛اكلنا تبت التعليل الذم جاء بوجعنا إب العلوم كحإذا ر القطع كاالستئناؼ فإننا سنقرأ اآلية: "... كىما يػىعلىمي تىأكيلىوي بدؿفتضنا قياـ اآلية على الوصل ألننا لو ا

قف ىنا ألننا قلنا بالعطف، فإذا أردنا متابعة القراءة إال اللوي كىالراسخيوفى ب العلم" ، ككجب أف نتو قرأنا:" يػىقيوليوفى آمىنا بو كيل من عند رىبنا"، كىنا نتساءؿ: على من يعود الضمت ا١تتصل )الواك( ب الفعل )يقولوف(؟ ىل يعود على )الراسخوف( أـ على ) الذين ب قلوم زيغه(؟ كالظاىر ب ىذه اآليةأف الضمت يعود على الراسخت ب العلم، كلكنها ب األصل معطوفة عما قبلها، كحىت ٩ترج من ىذا

. ا نقوؿ بالعطف تسب ما سبقاإلشكاؿ فإنن

كعلى كل حاؿ فا١تسألة كما ذكر العلوم كابن عاشور خبلفية ، كال ٯتكن اتـز فيها برأم من الذين قالوا بالعطف كالوصل، كالذم نشت إليو آخر كاحد كخصوصا مع كجود رأم ابن عباس ض

األمر أف العلوم أقاـ حيجتو ب ذلك على أساس بياين كب يلجأ إب ركاية أك غتىا كحاكؿ تريج ما رآه كفق تعليبلت لغوية مثلما رأينا، كما أنو حاكؿ أف يستعمل ا١تقارنة بت اآليات ا١تتشاة ب نظمها

.1إب نتيجة معينةمن أجل الوصوؿ

اكؿ العلوم كعادتو ب تقدن ا١تبلحظات الببلغية، أف ييعلل رأيو ب ظاىرة لغوية معينة ٭تيتقارنتها تثيبلهتا، كلكننا ٯتيكن أف نقف ب أثناء ىذه ا١تبلحظات على إضافات جديدة ب تكن

على رأيو السابق الذكر بقولو تعاب:" ضمن مقصوده كىو يهم بالتمثيل كالتعليل، كمن ذلك استداللو "2 .

ألف فقد عيطف السقي على اإلطعاـ، بالواك للجمع بينهما، بينما عطف ) يشفت( بالفاء الشفاء يتعقب ا١ترض مباشرة، ب عيطف اإلحياء بعد اإلماتة بػثم، ألف اإلحياء كالبعث بعد اإلماتة ال ، كيشت العلوم أف العطف ىنا لو قاـ كلو على الواك اليت تفيد مطلق اتمع يكوف إال بعد فتة كتراخو

.24،ص.2ينظر: الطراز: ج. - 1 .81-79سورة الشعراء، اآليات: - 2

Page 205: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

197

يقوؿ –ب تركؼ متعددة، كىنا لكاف صحيحا ككاف ا١تعت مستقيما، لكن الذم كقع أف العطف يكمن اإلعجاز القرآين كتظهر ا١تعاين اإلضافية كاللطائف اللغوية. -العلوم

ك٦تا مثل بو أيضا ب ىذا السياؽ قولو تعاب:"

"1 فقد ،جاء قولو تعاب:" من نطفة خلقو" من غت عطف ألهنا على جهة التفست كالبياف، كيشت إب

دـ، على خبلؼ ا١تعتزلة اآلية السابقة معناه اإل٬تاد من عمبلحظة ب غاية األ٫تية، كىي أف ا٠تلق بوف بأنو من التقدير، كلو كاف األمر كما قالوا ١تا كرد بعده فعل التقدير )فقدره(، كيكوف لالذين يقو

. 2األمر حينئذو قائما على التكرار الزائد كىذا غت ٦تكن ب حق القرآف

ة أخرل ، كىي قولو تعاب:" كال يلبث العلوم أف ٯتثل بآي

"3 ،كيبت طرؽ العطف فيها ،كأهنا تتغت بتغت ا١تقامات كاألحواؿ، كقد أفاض ب شرحها شرحا بيانيا كاضحا، كلكن الذم يهمنا

ت نود ٨تن بدكرنا أف نناقشو فيها لكي نتبت رأيو فيها من أجل أف ىنا ىو ما أعقبها بو من تنبيها ٩تلص لبعض القواعد العامة ب ربط اتمل كالنصوص من كجهة نظره.

يرل ب التنبيو األكؿ أف من حق اتمل إذا تكررت متتابعة بعضها ب إثر بعض أف تربط فيما كأما إذا كقعت موقع الصفة أك الصلة فبل بد ٢تا من ضمت بينها بالواك حىت تكوف متسقة ذات نظاـ،

يعود على ا١توصوؼ أك على االسم ا١توصوؿ، كلكنو يقف على حاالت ب تتصل فيها اتيملتاف بالواك لة كاحدة، ال أف إحدا٫تا موضحة لؤلخرل، كذلك إذا كانتا دالتت على معت متطابق فكأهنما تي

.22-17سورة عبس، اآليات: - 1 .25ص.،2ج.يينظر: الطراز، - 2 .14-12سورة ا١تؤمنوف: اآليات: - 3

Page 206: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

198

ذلكى الكتابي ال رىيبى فيو ىيدلن للميتقتى "كذلك كقولو تعاب:" ، إذ ال كجود للوصل بت قولو 1

تعاب:)ذلك الكتاب( كقولو:)ال ريب فيو(، ألف اتملتت كأهنما تلة كاحدة من حيث ا١تعت، فما ، كمن ىذه كاف من القرآف فبل شك فيو كال ريب، ككذلك األمر بالنسبة لقولو تعاب:)ىدل للمتقت(

يتم كفق طريقتت: بأنو الربط بت اتيمىل تبت لنا أف العلوم ينظر إبا١تبلحظات ي

منو. األكب: أف الربط يتم بالواك بت اتيمل ا١تتتابعة، كىو أمر ال بد -

الثانية: أف تكوف اتيمل متتابعة كلكن الربط ال يكوف باترؼ بل يكوف معنويا، كىذا ال يكوف - سول ب اتمل ا١تتتابعة ذات ا١تعت ا١تتطابق مثلما رأينا ب األمثلة السابقة.

كلكننا نود أف نتوقف ىنا أيضا لكي نبلحظ على العلوم أنو قرر أف الربط بت اتيمل يكوف ف كاتر بالواك دكف غته، كىذا غت ٦تكن ألف الربط يتم بالواك كما أنو يتم بغته من حركؼ العط

أيضا، كىذا الذم ذكره العلوم من كوف الربط يتم فقط بالواك دكف غته ىو رأم ال ٮتلو من شطط، أما ربطو بت اتيمل بدكف حرؼ كإ٪تا بالتطابق ا١تعنوم فهو أمره كارد تدعمو األمثلة ا١تذكورة.

ها حرؼ من حركؼ العطف يتوقف العلوم عند اتيمل ا١تفصولة عن بعضها كاليت ال يربط بين تعطف إحدا٫تا على األخرل تكينا اشتطنا سابقا أف اتيملتبالرغم من كوهنا أجنبية عن بعضها، كقد

ف تاننا نرل ىنا أف اتيملتت مفصولباترؼ، كقد ال تعطفاف كإ٪تا يكوف اتامع بينهما ىو ا١تعت، كلكا ٨تىني مستهزئوف بالرغم من عدـ كجود معت ٬تمعيهيما، كمن ذلك اللوي يىستػىهزئي م ،قولو تعاب:" إ٪ت

، فاتملتاف السابقتاف مفصولتاف، كمسوغ الفصل ىنا ب نظر العلوم ىو القطع بتقدير السؤاؿ، 2"فكأف سائبل ١تا تع اتملة األكب تساءؿ: فمن يستهزئ م؟ فقيل: اهلل يستهزئ م، كىو غت

ذم أعطاه الز٥تشرم كاترجاين للفصل، ك٨تن نذكر أف اترجاين علل الفصل ىنا بأف الوصل التعليل ال

.2سورة البقرة، اآلية: - 1 .15-14سورة البقرة: اآليتاف: - 2

Page 207: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

199

ال يستقيم، ألف اآلية الثانية خرب من اهلل عز كجل عن الكفار، أما اتملة األكب فهي حكاية عن الكفار، كبذلك كجب الفصل.

ثل العلوم ب ىذا الشأف أيضا تا كاف اترجاين كا لز٥تشرم مثبل بو للفصل، كىو قوؿ ٯتي :1الشاعر

ليجى ن صىدىقيوا، كلكن غىمرىب ال تػى أىنت ب غىمرىةو، ؿي ذ واالعى مى عى زى

ييقدر السؤاؿ ب ىذه اتالة بت شطرم البيت، فكأف السامع لػػما تع ىذا الشطر األكؿ تساءؿ ، كتقدير ىذا السؤاؿ ىو 2ؿ ب ذلك؟ فقاؿ: صدقوا كلكن غمرب ال تنجلي٥تاطبان الشاعر: فما تقو

الذم حدا بالشاعر إب القطع كالفصل.

ينتقل العلوم ب التنبيو الثاين إب بياف شركط الوصل كأنو ٬تب أف يكوف بت اتملتت مناسبة نالك عبلقة بينهما، كقوؿ القائل: تاما، تيث ال تكوف ىتوع ما، كال ٯتكن أف تكونا أجنبيتمن ن

:3زيد قائم كعمرك قاعد، أك: زيد كاتب كعمرك شاعر، كلذلك عيب على أيب تاـ قولو

ريػػػػػػمي يػػػػن كى ال كىالذم ىيوى عىالػػمه أىف النػػػوىل صىبػػػػره كىأىف أىبىا الػحيسى

عد ككـر أيب اتست، كىو مثاؿ مر معنا لدل مناقشة مبحث الفصل إذ ال مناسبة بت مرارة البي كالوصل عند اترجاين، كلكن العلوم ال يلبث أف يأب بأمثلة تنقض ما سبق كمن ذلك قوؿ اهلل عز

كجل:"

"4 إذ ال ارتباط بت ،

، 3ب أقف على قائل ىذا البيت، كانظر: دالئل اإلعجاز، عبد القاىر اترجاين، تح. ٤تمود ٤تمد شاكر، مطبعػػة ا١تػدين، القاىرة، ط. - 1

.235ـ، ص.1992ىػ ،1413 .27الطراز، ص. يينظر: - 2 .146ديواف أيب تاـ، ـ.ـ.س.ص. - 3 .189سورة البقرة، اآلية: - 4

Page 208: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

200

بأف ذلك يرجع إب األىلة كمواقيت اتج كبت إتياف البيوت من ظهورىا أك أبواا، كقد أجاباحتماالت ثبلثة اجتهد العلوم ب بياهنا، كقد توزع بيانو ٢تا بت السياؽ اللغوم الوارد ب اآلية،

كالسياؽ العاـ الذم كردت فيو اآلية أيضا.

ـ فإنو ٯتتنع من دخوؿ بيتو من الباب كإ٪تا ر فقد كاف من عادات العرب أف الرجل منهم إذا أح مدخبل آخر غت الباب، كلذا نزلت اآلية السابقة موضحة، كأما االحتماؿ الثاين فهو أف يتخذ لو

"يكوف ذلك معطوفا على شيء ٤تذكؼ، كأنو قيل ٢تم عند سؤا٢تم: معلـو أف كل ما يفعلو اهلل تعاب علوهنا ا ب خصلة تففيو حكمة عظيمة، كمصلحة ظاىرة ب األىلة كغتىا، فدعوا ىذا السؤاؿ، كانظرك

من الرب ب كرد، كال صدر، كىى إتياف البيوت من ظهورىا، فليست برا، كلكن الرب ىو أنتم ٦تا ليس، كالثالث أف تكوف اآلية كاردة على جهة التأنيب ٢تم 1تقول اهلل تعاب كالتجنب حملارمو كمناىيو"

مثل من يتؾ الباب ك٭تاكؿ على أسئلتهم ا١تتعنتة، حىت ال يعودكا ١تثلها، ألف مثلهم ب ذلك كالدخوؿ من النافذة، كىنا نبلحظ خركج العلوم للسياؽ العاـ ب التعليل األكؿ، بينما حاكؿ أف

يستعت بالسياؽ اللغوم ب بقية التعليبلت.

ىناؾ حاالت خاصة ب الفصل كالوصل، كمن ذلك كركد الفعل )قاؿ( أف يشت العلوم إب ك٣تردا منو، فإذا كرد متصبل بو فإنو يكوف معطوفا على اتيملة قبلو، كإف كاف متصبل ترؼ العطف

٣تردا من حرؼ العطف فإنو يكوف إجابة عن سؤاؿ ميقدر، كمثاؿ كركده معطوفان قولو تعاب:" ىىل ، إذ دىخىليوا عىلىيو فىقاليوا سىبلمان ق اؿى سىبلـه قػىوـه مينكىريكفى"أىتاؾى حىديثي ضىيف إبراىيمى الميكرىمتى

2 .

فالفعل )قالوا( كرد مقتنا بالفاء، كبالتاب فجيملتو معطوفة على ما قبلها تسب ما سبق، بينما كرد الفعل )قاؿ( ٣تردا من العطف ألنو ب تقدير سؤاؿ تسب ما سبق أيضان، كالتقدير ب ىذه اتاؿ

( كأف سائبل سأؿ: فما قاؿ ىو؟ فكاف اتواب من اآلية:) قاؿ أنو لػػما قيل: )فقالوا سبلمان

.29، ص.2الطراز، ج. - 1 .25،24سورة الذاريات، اآلية: - 2

Page 209: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

201

رأم كنا قد رأيناه سابقا عند اترجاين ل لغوم قد اىتدل إليو العلوم، كسبلـ...(، كىو تعليكالز٥تشرم معا، كال نستبعد أف يكوف العلوم قد اطلع عليو من طريق الفخر الرازم، أك من الز٥تشرم

مباشرة.

علوم مثاال آخر عن كركد الفعل )قاؿ( ٣تردا من العاطف كىو قولو تعاب:" يورد ال

"1 :فقد كرد فعل القوؿ ىنا ٣تردا من العاطف، فكأف قائبل ١تا تع قولو تعاب ،تواب: )قاؿ أال تأكلوف؟( ، كيبدك أف )فقربو إليهم( تساءؿ: فما قاؿ بعد أف قربو إليهم؟ فجاء ا

ىذه القاعدة غت مطردة.

يؤكد العلوم ما كاف ذكره سابقا من أف اتيمل ب ارتباطها ببعضها كانفصا٢تا عن بعضها على ثبلثة أكجو:

مع األكؿ: أف تكوف اتيملة مع ما قبلها حاؿ الصفة مع ا١توصوؼ أك التوكيد مع ا١تؤكد أك البدؿ- الػػميبدؿ منو، فبل يكوف بت اتيملتت حينئذو عاطف، كإ٪تا يكوف ا١تعت ىو اتامع بينهما.

الثاين: أف يكوف حاؿ اتيملة مع ما قبلها حاؿ االسم الذم يشارؾ غته ب اسم ثالث تقع فيو -ع بينهما كأكجب ا١تشاركة، كقولنا: قاـ زيد كعمرك، فيقع القياـ من عمرك مثلما يقع من زيد كالذم ت

العطف ىو فعل القياـ، ككذلك إذا قلنا: قاـ زيده كقعد، فالفعبلف )قاـ( ك)قعد( اشتكا ب الفاعل )زيد( الذم أسند كل منهما إليو ك ىو الذم سوغ العطف بينهما ترؼ العطف.

مناسبة من الثالث: أف يكوف حاؿ اتملة مع ما قبلها حاؿ االنقطاع كاالنفصاؿ، فبل تكوف بينهما -نوع ما، كحقهما ىنا أف ال يكوف بينهما رابط شكلي ألف حا٢تما حاؿ االتت ال يربط بينهما شيء

:" ما، كقد مثل لو العلوم باآلية السابقة كىي قولو تعاب

.27سورة الذاريات، اآلية: - 1

Page 210: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

202

"1 ،ككجب ب ىذه اتالة ترؾ العاطف ألنو ال كجو لوجوده، كقد كنا أشرنا سابقا إب اآلية السابقة

كذكرنا كجو التكيب ب ذلك.

يقف العلوم على ذكر ما يتعلق باألحرؼ اتارة، كىو ييعرؼ حركؼ ا١تعاين مطلقا بأهنا ذات داللة على معت ب غتىا، كال تستقل بنفسها ب إنشاء معت مستقل، كييعرؼ حركؼ اتر بأهنا ما

كؼ، فالباء يفيد اتصاؿ معاين األفعاؿ باألتاء، كىو اتصاؿ ٮتتلف باختبلؼ معاين ىذه اتر لئللصاؽ ك )ب( للظرفية ك)على( لبلستعبلء ماديا كاف أك معنويا، كلكنو ال يتوسع أكثر من ذلك، كإ٪تا ٯتثل تجموعة من اآليات ٭تاكؿ من خبلؿ شرحها كتليلها أف يقف على ٣تموعة من خصائص

ىذه اتركؼ كخصوصا دكرىا ب الوصل كالفصل بت اتيمل2 .

تعاب:" اهلل ت اليت عرض ٢تا ب ىذا الشأف قوؿياكمن اآل

"3 فقد كرد ب ىذه اآلية حرفاف ،نفسيهما فقد اختلفت داللة كل منهما، فاترؼ )على( ٥تتلفاف من حركؼ اتر، كالختبلفهما ب

قد أفاد االستعبلء ا١تعنوم، ب حت أفاد اترؼ )ب( الظرفية ا١تكانية، كلكن العلوم ييركز على مناسبة معت كل حرؼ لسياؽ اآلية، إذ لػػما كاف ا١توقف متعلقا با١تؤمن استعمل اترؼ )على( الداؿ على

ف ىذا ا١تؤمن على ا٢تدل مثلما يكوف الفارس مستعليا على ظهر جواده ييصرفو كيف االستعبلء، فكأيشاء، بينما كرد حرؼ اتر تعت الظرفية فكأف صاحب الباطل ينغمس ب ظلمات جهلو كضبللو، فمثلو كمثل الذم ٮتبط ب الظلمات ال يدرم أين ىي الوجهة الصحيحة، كما ذلك إال لفرط قلقو

. 4فو كىواف نفسوكضعف موق

.15،14سورة البقرة، اآلية: - 1 .31،ص.2يينظر: الطراز، ج. - 2 .24سورة سبأ، اآلية: - 3 .31، ص.2طراز، ج.ينظر: ال - 4

Page 211: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

203

كمن ذلك أيضا قولو عز كجل :"

"1 ،تيصرؼ ٢تم الزكاة، لكن ا١تبلحىظ أف األصناؼ األربعة نفقد كردت ىذه اآلية مبينة ألصناؼ الذي

األكب قد اقتنت بالبلـ الدالة على ا١تلكية، أم الدالة على تليك ىذه الصدقات ٢تؤالء، ب عيدؿ عن كثر أحقيةن بنيل على الظرفية لؤلصناؼ األربعة الباقية داللة على أهنم األ البلـ إب اترؼ )ب( الداؿ

.ىذه الصدقات

فاترؼ الداؿ على الظرفية ىنا ٬تعل ىذه األصناؼ كأهنا كعاء للصدقات، ١تا ب ترير ىذه كمن ىذا الوجو استحقت ، الرقاب كسداد الدين من فك للذؿ كا٢تواف الذم يبلقيو العبد

األصناؼ أكلوية الصدقة دكف غتىا، كقد الحظ العلوم أف ىذا اترؼ قد تكرر مع )سبيل اهلل( ا ك)ابن السبيل( للداللة اإلضافية على أف ىذين الصنفت األختين ٫تا األكب بالصدقات من غت٫ت

. 2كذلك لعمـو معنا٫تا كمشو٢تما تميع القربات كا١تصاب الدينية

أف العلوم قد توصل إب ا١تبلحظات السابقة انطبلقا من السياؽ اللغوم أيضان ىو ػميبلحىظ كالػ الوارد ب اآلية كميكوناتو، كما نبلحظ من جهة أخرل تعدد األمثلة للخاصية الواحدة، لكن الذم

ككاف ب( ، -تر )علىنبلحظو با١تقابل أف ىذه األمثلة قد اقتصرت على حرفت فقط من حركؼ ا بكل أنواع اتركؼ، كلكن ىذا ب يكن. ىنا أف ٭تيطاألمثل

ك مػػن الػػػػػمبلحظػػػات ا٢تػػامػػػة اليت أشػػػػار إليها العلػػػوم ب ىذا الشأف قياـ أحد اتركؼ مقاـ ـى كىتىىلناىيم ب البػىر كىالبىحر "حرؼ آخر، كمن ذلك ما كرد ب قولو تعاب:" كىلىقىد كىرمنا بىت آدى

، فقد 3كرد حرؼ اتر )ب( الداؿ على الظرفية بدؿ اترؼ )على( الداؿ على االستعبلء، كاألصل ب ىذه

.60سورة التوبة، اآلية: - 1 .32، ص.2ينظر: الطراز، ج. - 2 .70سورة اإلسراء، اآلية: - 3

Page 212: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

204

اآلية لدل ذكر األرض كالبحر أف يوظف حرؼ االستعبلء، كلكن اآلية قد كرد فيها اترؼ الداؿ رؼ )على( يدؿ على االستعبلء، لكنو استعبلء من على الظرفية للمبالغة كالتمكن كاالستقرار، ألف ات

غت تكن كال استقرار، كٯتكن أف نستنتج ىنا بأف اترؼ الداؿ على الظرفية قد ينوب عن حرؼ االستعبلء من أجل تقوية ا١تعت كا١تبالغة فيو.

عبلء عن ٮتتم العلوم حديثو ب الوصل كالفصل ببياف حاالت ٮتتلف فيها معت حرؼ االست غته من اتاالت السابقة، كب ذلك أكرد قولو تعاب:"

"1 فعلى عكس بعض اآليات السابقة، يشت اترؼ )على( إب ،الختبلؼ تسب العلوم ىو الداللة ا٠تاصة اليت اب ىذا االستعبلء كىو معناه األصلي، كالسبب

٭تملها ىذا اترؼ ب ىذه اآلية دكف غتىا كاليت ال ٯتيكن الوصوؿ إليها من دكف استعماؿ ىذا اترؼ دكف غته من حركؼ كأدكات العطف كالربط، كب رأم العلوم فإف استعماؿ ىذا اترؼ ب

.كبل ا١توضعتعلى ا١تبالغة ب ىذا ا١توضع دؿ

و( أبلغ ب الداللة من غتىا، إذ ال توجد عبارة تصور الضبلؿ الذم يصيب هفقولو:) على كج اإلنساف ٦تن ٯتشي على كجهو ال يدرم أين يهتدم، ككيف يهتدم كىو ٯتشي على كجهو؟ ككذلك

وب من غته، فقد صور األمر تن )ٯتشي على صراط مستقيم(، فهذا التكيب أبلغ داللة على ا١تطلىذا ا١تهتدم كأنو مستعلو على ىذا الصراط ينظر إب استقامتو ، كلو جعلنا مكاف حرؼ االستعبلء اترؼ )ب( الداؿ على الظرفية ١تا استقاـ األمر ألف الذم ٯتشي ب الشيء قد ال يكوف على بينة من

.2طريقو، تبلؼ الذم ٯتشي عليو فإنو يرل سبيلو بوضوح

إف ا١تبلحظة العامة اليت قد تمع ا١تبلحظات السابقة ىو أف حركؼ العطف كالربط تستخدـ تسب السياؽ الذم ترد فيو، كليس شرطا أف تستعمل ب سياؽ دكف غته، كغالبان ما تكوف ب سياؽ

.22سورة ا١تلك، اآلية: - 1 .32ينظر: الطراز، ص. - 2

Page 213: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

205

ن اختبلفها ب ا١تبالغة ب الوصف، كقد كنا رأينا سابقا أهنا تستعمل ب مواضع متشاة بالرغم مالداللة األصلية، كما أف اترؼ الواحد منها قد ييستعمل ب سياقات ٥تتلفة، كقد تكوف متضادة

.أحيانا، كىذا يكوف أبلغ ب الوصف

غت أف الذم يعيب ا١تبلحظات السابقة ك٬تعلها تقف دكف الغرض منها ىو قصورىا عن ، فعهدنا تثل ىذه ا١تباحث عند اترجاين كغته أهنا تيبحىثي اإلحاطة بدقائق الوصل كالفصل كتفاصيلو

سىبي ٢تذه ا١تبلحظات ىو احتكامها تثان مستقصيان يشمل كل دقائقها كمناحيها، كلكن الذم ٭تي للجانب اللغوم اإلبداعي ال ا١تنطقي اتاؼ الذم رأينا أنو ساد منذ السكاكي كمن تبله.

باعتباره أىم مباحث – إب أف تصور العلوم ١تبحث الفصل كالوصل ب األخت ٯتكن أف ٩تلص كاف تصوران كاضحان، فقد أباف فيو عن مقدرة تليلية كاضحة، ككصل فيو إب أىم -علم ا١تعاين

اآلليات اليت تتحكم ب بناء النص كفق خاصية الوصل بت اتمل أك الفصل بينها، كما أنو كاف يشت أ٫تية ا١تعت ب ذلك، كجعل للسياؽ حضوران أيضان باعتباره يساىم ب اختبلؼ بشكل كاضح إب

التكيب.

Page 214: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

206

ثانيا: التقديم والتأخير:

يتبت العلوم ب الطراز الرأم القائل بأسبقية ا١تعاين على األلفاظ، أم أف األلفاظ تابعة ر الكبلـ النفسي كا١تعاين النفسية، كذلك للمعاين، كىو ب ذلك يأخذ برأم اترجاين الذم يقوؿ بأث

ا١تتكلم باأللفاظ الػػػػموضوعة أف ا١تلفوظات ىي ب أصلها معاف موجودة ب النفس قبل أف ييعرب عنها، كقد جعل العلوم تقدـ ا١تعاين على األلفاظ ضمن تس حاالت ىي: تقدـ العلة على معلو٢تا، ٢تا

شرؼ كالتقدـ با١تكاف كالتقدـ بالزماف، كيبدك أف العلوم ب ىذا التقسيم كالتقدـ بالذات كالتقدـ بالقد تأثر تباحث ا١تنطق ك أصوؿ الفقو، كذلك ظاىر من خبلؿ ىذه االصطبلحات اليت غالبا ما

.ل ا١تناطقة كالفقهاء كأصحاب علم الكبلـ٧تدىا لد

ساقها العلوم تدليبل على ذلك، ففي كلكن ىذه األقساـ ستتضح انطبلقا من الشواىد اليت عن التقدـ بالزماف يورد قولو تعاب:" وحديث

"1 أف عادان قد سبقت تود ب ، كذلك، 2"كىجىعىلى الظليمات كىالنورى ، كمن ذلك أيضا قولو تعاب:" وجود، كلذلك جاءت ىنا متقدمة عليػػػػػػػػهاال

كذلك أف الظلمة سابقة على النور، كلذلك جاءت ىنا قبلو، كإف كاف العلوم قد شرح ىذا األمر يقتصر األمر على األمور اتسية كلكنو يشمل األمور ا١تعنوية شرحا يوحي بأنو من علم الكبلـ، كال

أيضان، كمن ذلك قولو تعاب:"

"3 .

. 38سورة العنكبوت، اآلية: - 1 .1سورة األنعاـ، اآلية: - 2 .78سورة النحل، اآلية: - 3

Page 215: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

207

فقد تقدـ انعداـ العلم باعتباره ظلما معنويا على السمع كالبصر ك٥تتلف اتواس باعتباره نوران معنويان أيضان، كالتقدـ ب الزماف أك ا١تكاف قد ظهر ىنا ب العبارة من خبلؿ التقدـ ب السياؽ اللغوم،

اين اإلضافية الناتة عن ىذا التقدن كلكن العلوم ىنا يربر التقدن كالتأخت بالسياؽ العاـ ال با١تع كاليت يسعى ا١تتكلم عادة إب الوصوؿ إليها، كقد رأينا أطرافا منها لدل كل من الز٥تشرم كاترجاين.

كاف يتأثر بأحد 1صصو بت الببلغة كأصولو الفقودك أف العلوم الذم كاف ٬تمع ب تكيب لة من ب أمر التقدن كالتأخت كىي مسأ ف ٧تده يتحدثالعلمت لدل حديثو ب اآلخر، كإال كي

السكاكي الذم لي ثى العلوم ب ىذا مى لى ثى مسائل الببلغة بعيدة الفقيو ال بعيدة الببلغي، كيبدك أيضا أف مى لببلغة شيئا من مباحث علم كثتا ما ينعى عليو النقاد تأثره با١تنطق كمسائلو فيضفي على مباحث ا

كن ذلك مع األسف أضر بالببلغة من حيث سعى السكاكي أف ينفعها، فمسائل الببلغة كلا١تنطق، على انتخاب ىو أيضان ليل اللغوم القائم ٬تب أف تعاب تنهج ببلغي لغوم قائم على التذكؽ كالتح

مثلة ا١تناسبة، ال على الشرح الفقهي أك ا١تنطقي مهما بلغت درجة جودتو.األ

على ىذه الشاكلة ٯتثل ألنواع التقدن كالتقدـ بالذات كالتقدـ بالسببية، كالتقدـ كمضى العلوم للها تسب ما أسعفتو قدرتو بالرتبة كالتقدـ بالفضل كالشرؼ، كجعل لكل ذلك أمثلة حاكؿ أف ٭تي

اللغوية كالببلغية، كمن ذلك ما ذكره لدل اتديث عن التقدن ب قولو تعاب:"

"2 .

ف من فتقدن لفظ )رجاال( ييفسر بأحد كجهت: أما األكؿ فبحسب ا١تكاف ألف الرجالة يأتو لذلك قيدـ القريب على البعيد، كالوجو الثاين توف من األماكن البعيدة، ك األماكن القريبة كالركباف يأ

من الذم ٭تج راكبا للتفست أف يكوف قيدـ من أجل الفضل كذلك أف الذم ٭تج راجبل يكوف أفضل

ب أصوؿ الفقو. للعلوم "احملتسب" - 1 .27سورة اتج، اآلية: - 2

Page 216: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

208

١تا ٬تده من ا١تشقة كالتعب من أجل الوصوؿ إب مكاف اتج، ىنا كإ٪تا فضل الراكب كلكل فضل، ـ من أجل ذلك.د فبل جـر قي

ذلك، كأمثلة التقدن ب مثل ىذه اتاالت كثتة، كلكل مثاؿ تفسته ا٠تاص كسبب ب تقدٯتو، كلكن الذم ٬تمع كل ذلك ىو أف ىذه التفستات ال تكاد ترج عن ىذا النمط الذم رأينا أطرافا

م كبت ىذه ك حىت الز٥تشر بت ما كنا نراه لدل اترجاين أ منو ب األمثلة السابقة، كفرؽ بته التفستات اليت كإف كانت مقبولة إب حد بعيد؛ إال أهنا ال تكاد تقف على شيء من لطائف ا١تعاين

من اإلضافية للتقدن، فاألصل أف للجيملة العربية ترتيبا معينا كضحو أىل النحو كالببلغة ب كثت راض ببلغية يرمي إليها ا١تتكلم ، كأسباب مظاهنما، كلكن قد ييعدىؿ عن ىذا النظاـ كىذا التتيب ألغ

.1اهنان كالتأخت موضحة ىي أيضا ب مظىذا التقد

كلكن الذم قلناه سابقا ال ينفي كجود مبلحظات ىامة يقدمها العلوم بت يدم عرضو لبعض " أمثلة التقدن كالتأخت، كمن ذلك ب ىذا الشأف ما أكرده ب حديثو عن قولو تعاب:

"2 .

فقد رأل بأف اهلل عز كجل ١تا ذكر لفظ )اتيب( ب أكؿ اآلية ككاف احملبوب بعد ذلك متعدد ا١تراتب ٥تتلف الدرجات فإنو قيدـ تسب أ٫تيتو ككاف تقدٯتو ب ذلك تسب األكلوية، "فقدـ النساء

ى كل ٤تبوب كقدـ البنت على على البنت ١تا يظهر فيهن من قوة الشهوة كنزكع الطبع كإيثارىن علاألمواؿ لتمكنهم ب النفوس كاختبلط ٤تبتهم باألفئدة، كىكذا القوؿ ب سائر احملبوبات، فالنساء

ـ ، 1992ىػ ، 1413، 1يينظر: من ببلغة النظم القرآين، بسيوين عبد الفتاح فيود، مطبعة اتست اإلسبلمية، القاىرة، مصر، ط. - 1 . 75ص.

.14: سورة آؿ عمراف، اآلية - 2

Page 217: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

209

، كالبنوف أقعد ب احملبة من األمواؿ، كالذىب أكثر تكنا من الفضة، كا٠تيل 1)كذا(أقعد ب البيوت . 2ل من اترث"أدخل ب احملبة من األنعاـ، كا١تواشي أدخ

كالعلوم ذا يؤكد أف التقدن ب السياؽ اللغوم كاف ىنا من أجل األ٫تية، كىذا ىو السبب نفسو الذم كنا رأينا اترجاين كالز٥تشرم يقدماف بسببو ما كاف حقو التأخت.

ب قولو تعاب:" ػػما قدـ األمواؿ على األكالد كإنػػ

"3 ألف سياؽ اآلية جاءت ب معرض االفتتاف، كا١تاؿ ب ىذه اتاؿ أكثر فتنة من األكالد ١تا ، ٭تصل بو من اللذة العاجلة، كذلك تبلؼ اآلية السابقة، كىكذا فإف لكل سياؽ لغوم ما يربر

دن الوارد فيو.التقكمن ذلك أيضا ما كرد ب قولو تعاب:"

"4 ائمت ، فقد قيدـ الطائفوف على كل من الق كالراكعت كالساجدين ألف اآلية كردت ب سياؽ التعظيم لبيت اهلل اتراـ، ك١تا كاف األمر كذلك كاف الطائفوف ىم أقرب الناس للبيت اتراـ، كلذلك قيدموا على غتىم، ب كرد بعدىم القائموف ألهنم

ثلث بالركع السجود . يلوهنم ب الرتبة، بلعلوم مبلحظات على غاية من األ٫تية، فقد كردت األصناؼ السابقة كلها بلفظ كىنا يورد ا

عا تع ا١تذكر اتمع حىت تكوف دالة على العمـو ال على ا١تفرد ، كما أف )الطائفت كالقائمت( قد تيمثلو ب الساب ) كييسميو العلوم تعى السبلمة( ألف لفظ اسم الفاعل فيو معت التجدد كاتدكث

ذلك مثل الفعل الذم ٭تمل ىو أيضا معت التجدد، كالعلوم يرل بأنو قد عيدؿ عن استعماؿ لفظ

كذا باألصل، كلعل الصواب: أقعد ب القلوب. - 1 .36، ص.2ج.الطراز، - 2 .15سورة التغابن، اآلية: - 3 .26سورة اتج، اآلية: - 4

Page 218: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

210

الفعل إب استخداـ اسم الفاعل من أجل تريده عن الزمن كبذلك يكوف أكثر داللة كتصويرا للحدث من الفعل الذم قد ٭تمل مع اتدث داللتو على الزمن أيضان.

عا تع تكست كب يتبعا ب ذلك ما كلكننا ٧تد بعد ذلك أف لفظي )الركع( ك )السجود( قد تيعت تع ا١تذكر الساب كما مر بنا، كإ٪تا كاف ذلك االختبلؼ ألف كاف قبلهما من األتاء اليت تي

اف للبيت اتراـ، داللة اتمع ا١تذكر الساب فيها معت اتدكث كالتجدد كما مر بنا أيضان ك٫تا مبلزمكذلك تبلؼ تع التكست الذم ال يدؿ على التجدد، كما أهنما ال ٮتتصاف بالبيت ألهنما قد يكوناف فيو كما يكوناف ب غته، كب يتم الفصل بت )الركع( ك)السجود( ألهنما شيء كاحد فالراكع

لفصل ب حاالت النعت كالبدؿ ىو الساجد أك ىو ب حيكم الساجد، كقد رأينا سابقان أنو ٬تب ا كالتوكيد.عن سبب كركد لفظة )السجد( بدؿ -مشتان إب لطيفة معنوية -كيتساءؿ العلوم ىنا

)السجود( حىت تكوف مطابقة للفظة )الركع( السابقة ٢تا، كيعلل ذلك بكوف السجود يدؿ على ، كما يدؿ على ا٠تشوع أيضا، بينما تدؿ الوضع ا١تخصوص ب الصبلة كىو كضع اتبهة على األرض

كلمة )السجد( على السجود الظاىر دكف الداللة على ا٠تشوع ، كمن ذلك قولو تعاب:" تراىم ركعا إال يعلمو ال سيجدا" حيث تدؿ لفظة )سجدا( على ٣ترد الرؤية دكف ا٠تشوع الذم يبقى أمران باطنا

اهلل عز كجل.لطيفة قد نبو ٢تا العلوم كحاكؿ أف ٬تد ٢تا تفستات لغوية كببلغية مناسبة ، كىذه مبلحظات

ككثتا ما تصادفنا مثل ىذه ا١تبلحظات ا٢تامة ب الطراز، خصوصا عندما يكوف التربير مرتكزا على نا سابقا، كال يلبث العلوم أف ر أساس لغوم كببلغي ال على تفست فقهي أك منطقي مثلما كنا أش

صر مواضع التقدن كالتأخت ب الكبلـ حيث بدأ بذكر ما حقو التقدن كلو أيخر لفسد ٭تاكؿ ح معناه، كثت بذكر نقيضو كىو ماحقو التقدن كلو أيخر ب يفسد معناه.

ما حقو التقديم ولو أخر لم يفسد معناه: -1

Page 219: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

211

:1تها٬تعل العلوم ما ٬تب تقدٯتو على تس مراتب يذكرىا مع أمثل ، كإ٪تا قيدـ ا١تفعوؿ بو ىنا )زيدان( - أكال: تقدن ا١تفعوؿ على فعلو: كذلك كقوؿ القائل: زيدان ضربتي

لتخصيصو بالضرب دكف غته، كلو أخرتو ١تا خصصتو ألنك حينئذو ٯتكن أف توقع الفعل على أم أك غت ذلك من ا١تفاعيل دكف مفعوؿ شئت، فتقوؿ ب حاؿ التأخت: ضربتي زيدان أك عمران أك خالدان

تصيص أحدىا بالضرب مثلما قلنا، فإذا قيدـ فإف حقو التخصيص كما ذكرنا أيضان، كىنا يقف ( على الفعل )نعبد(، 2" إياؾى نػىعبيدي كىإياؾى نىستىعتي :" العلوم عند قولو تعاب ، فقد قيدـ ا١تفعوؿ )إياؾى

أك ىو لسبب آخر غته؟فهل كاف ذلك من أجل التخصيص ٬تيب العلوم بأف ب ىذه ا١تسألة رأياف: أحد٫تا ىو أف تقدن ا١تفعوؿ ىنا ىو من أجل

يأخذ بو الذم رأينا الز٥تشرم التخصيص، أم تصيص اهلل عز كجل بالعبادة دكف غته، كىو الرأمأكثر علماء الببلغة كالبياف، كعزز ، كقد ذكر العلوم ذلك، كما ذكر أف ىذا الرأم ىو رأم سابقان

بىل اللوى فىاعبيد كىكين منى الشاكرينى الرأم السابق بوركد عدة آيات على ىذه الشاكلة منها قولو تعاب:" "3 .

، ألنو لو كاف األمرةكلكن ىذا الرأم يرده العلوم، أم أنو ال يقوؿ باالختصاص ب ىذه اتال تاء ا١تفعوؿ مقدما ب كل آيات القرآف الكرن، كاألمر غت ذلك شأنان، ألننا نقف على كذلك؛

كىاعبيديكا اللوى بعض آيات العبادة ب ييقدـ فيها ا١تفعوؿ كإ٪تا كرد بعد فعلو، كمن ذلك قولو عز كجل:" اجبا أف يتقدـ ا١تفعػػػػوؿ ب ىػػػذه ، كلو كاف التقدن ىدفو االختصاص لكاف ك 4" كىال تيشركيوا بو شىيئان

اآليػػػة كب غيػػػرىػا مػػن اآليػػات كىػػي كثيػػرة، كألجػػل ىػػذا رد الػػعػػلػػوم الػػػرأم القػػائػػػػل باالختصاص عند التقدن كمنهم ٤تمود الز٥تشرم ب الكشاؼ.

.37، ص.2ينظر: الطراز: ج. - 1 .5سورة الفاتة، اآلية: - 2 .66، اآلية: سورة الزمر - 3 .36سورة النساء، اآلية: - 4

Page 220: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

212

ىو ا١تشاكلة لرؤكس اآليات، كمراعاة يورد العلوم ا١تذىب الثاين القائل بأف سبب التقدن حسن النظم الذم سارت عليو اآليات ااكرة، تيث تتفق فواصل اآليات مع بعضها بعض، كىذا الرأم قد أخذ بو بعض علماء البياف كمنهم ضياء الدين بن األثت، ألنو لو كردت اآلية بتقدن الفعل

" لزالت عذ بريقو كانتفت جزالتو، فبل جـر قدـ ا١تفعوؿ بو تبعا ٢تذا كبة النظم كذىبفقيل:" نعبد إياؾى االعتبار ب رأم البعض كما ذكرنا .

أما العلوم فإنو ال يرل بأسان من األخذ بالرأيت تيعا، إذ يقوؿ بأف التقدن ب مثل ىذه كال بد من اعتبار اتاالت ىدفو االختصاص ، كما أف من بت أىدافو أيضان مراعاة فواصل اآلية،

األمرين تيعا ألف األخذ ما معان ال تعارض فيو، كذلك أف االختصاص يتعلق با١تعت، بينما يتعلق حسن النظم باللفظ، كبالتاب فهما متكامبلف من ىذا الوجو، كال بأس ب األخذ ما معا كما مر

بنا. ثانيا: تقديم الخبر على مبتدئو: -

لك ب مثل قوؿ القائل: قائم زيده ، بدؿ: زيده قائمه، ألنك إذا أخرت ا٠ترب فقلت: كيكوف ذ كقد إضافية، قائم ال أكثر، دكف أف تعرض ١تعافزيده قائمه ، فإنك ب تزد على أف أخربتى بأف زيدان

دان قائمه ال غت :" فإنك إذا أخرت ا٠ترب فليس فيو إال اإلخبار بأف زيأشار العلوم إب ذلك حت قاؿمن غت تعرض ١تعت من ا١تعاين البليغة، تبلؼ ما إذا قدمتو كقلت: قائم زيد، فإنك تفيد بتقدٯتو أنو ٥تتص ذه الصفة من بت سائر صفاتو من األكل كالضحك كغتىا، أك تفيد تصيصو بالقياـ دكف

بلمان مع من يعرؼ زيدان كينكر قيامو فتقوؿ: غته من سائر أمثالو، كتفيد كجهان آخر كىو أنو يكوف ك . 1قائم زيد، ردان إلنكار من ينكره"

فهذه أكجو ثبلثة للمعاين اإلضافية ا١تستفادة من تقدن ا١تفعوؿ بو على فعلو، كالعلوم ذه لكامل ا١تبلحظات القيمة ٯتيسك با١تنهج الصحيح لدراسة علم ا١تعاين كالذم يقـو على االستقصاء ا

١تختلف الصيغ احملتملة للتاكيب كما ينتج عنها من معافو إضافية ناتة عن انتهاؾ نظاـ اللغة، كىذا

.38، ص.2الطراز، ج. - 1

Page 221: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

213

ا١تنهج ىو نفسو الذم كينا ألفيناه عند اترجاين كأمثالو، كىو ب نظرنا على األقل ا١تنهج ا١تناسب لدراسة علم ا١تعاين كغته من مباحث الببلغة العربية.

ي االستفادة من مثل ىذه ا١تبلحظات ب بناء منهجية متكاملة ب دراسة الببلغة دراسة ينبغ تقـو على الوصفية ا١تستقصية لتاكيب اللغة كما ينتج عنها من معاف، كمن شأف ذلك أف يساىم ب بناء نظرية متكاملة كثتا ما نسعى إليها كلكننا مع األسف ال نكاد ٨تصل على ا١تنطلقات الصحيحةلبنائها، فنحن كثتا ما ننعى على الببلغيت ا١تتأخرين من لدف السكاكي ىذا اتمود الذم أصاب الببلغة ب مقتل، كلكننا ننسى أننا جزء من ىذا اتمود، كذلك باتباعنا لؤلسبلؼ دكف نقدىم أك

اصلنا جهود مساءلة أعما٢تم، أم أننا غالبا ما تدنا نكتفي بالتقليد ١تا كصلوا إليو، فبل ٨تن ك عة السكاكي ككثتا ما تدنا ننعي لو اترجاين ك٨تن كثتا ما ننوه ذه اتهود، كال ٨تن أقلعنا عن متاب

بعده حاؿ الببلغة كما كصلت إليو من طريق مسدكد. ك١تن جاءلتحليل، كثتان ما كاف العلوم ؛إذف؛ يبلمس ا١تنهجية ا١تطلوبة اليت كاف اترجاين يست عليها ب ا

كلكنو غالبا ما كاف يعود إب مناقشة مسائل أك إبداء مبلحظات ترج بو عن ىذه ا١تنهجية، كليس كإ٪تا السعي ب مثل ىذه اتاالت ىو ،من أىداؼ ىذه الدراسة موقعة العلوم ب الدراسات الببلغية

ة، كال ٩تفي أننا ٨تاكؿ بياف الطريقة اليت عاب ا العلوم بعض مباحث الببلغة، كذلك بطريقة كصفيجهدان عمل العلوم ب الطراز من اليت تعل ل كنركز على ا١تبلحظات اتادة جهدنا أف نقف ب

يتصنف فعبل ضمن األعماؿ كالدراسات الببلغية اتادة ذات ا١تنهجية الصحيحة.هيم مانعىتػيهيم حيصيونػيهيم منى كىظىنوا أىنػ كمن صور تقدن ا٠ترب على مبتدئو ما كرد ب قولو تعاب:" ، فقد قيدـ ا٠ترب )مانعتهم( عن ا١تبتدأ )حصوهنم( للمبالغة كالداللة على شدة اعتقادىم 1" اللو

تصانة حصوهنم كقبلعهم، كشدة كثوقهم ا، كأهنم ال يبالوف كاتاؿ ىذه بأم عدك، ككل ىذا إ٪تا أخر فقيل:" حصوهنم مانعتهم" ١تا أفاد كما سبق الذكر كلو ىو من معت اآلية بسبب تقدن ا٠ترب

من التوكيد كا١تبالغة، كلىكاف األمر قائما على ٣ترد اإلخبار ال غت. ذلك شيئا ٦تا ذكرنا

.2سورة اتشر، اآلية: - 1

Page 222: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

214

قاؿى أىراغبه أىنتى عىن آ٢تىيت يا إبراىيمي ك٦تا سار على ىذه الشاكلة كىذا التكيب قولو تعاب:" د قيدـ ا٠ترب )راغب( على ا١تبتدأ )أنت( للداللة على إفراط تعجبو من ميل إبراىيم عن عبادة ، فق 1"

آ٢تتو، كا١تبالغة ب االىتماـ ا، كأف مثل ىذه اآل٢تة ال ينبغي ألحدو أف ييعرض عنها، كلو أخر ا٠ترب عت إب ٣تاؿ كاىتماـ آخر غت فقاؿ:" أأنت راغب..." ١تا أفاد شيئا من ىذه ا١تعاين، كلىكاف انتقل با١ت

الذم ذكرنا.كىاقػتػىرىبى الوىعدي اتىق فىإذا ىيى شاخصىةه أىبصاري ك٦تا ينتظم ضمن ىذه الشاكلة أيضان قولو تعاب:"

، فقد قدـ ا٠ترب الذم ىو )شاخصة( على ا١تبتدأ )أبصار( للداللة على شيئت: أك٢تما 2" الذينى كىفىريكاالداللة على أف ىذا الشخوص قد أصام كحدىم دكف غتىم من أىل احملشر، كقد تأكد ذلك باستعماؿ الضمت )ىم( كتقدٯتو أيضا، كثانيهما ىو اختصاص األبصار بالشخوص دكف سائر

تاب البصر ب مثل ىذه اتاالت، كال نالصفات من الذىوؿ أك اتتة أك غت ذلك من الصفات اليت تك ن الوصوؿ إب مثل ىذه ا١تعاين اللطيفة لو أعدنا اآلية إب تركيبها الطبيعي .ٯتي

كقد أجاد العلوم أٯتا إجادة كىو ٭تاكؿ الوقوؼ على ا١تعاين اإلضافية اليت نتجت عن انتهاؾ هنا بأه ا١تعاين اإلضافية فإننا نقوؿ النظاـ ا١تعيارم للغة ب ىذه اآليات، كإذا أردنا أف نلخص ىذ

ا١تبالغة ب الكبلـ كتوكيده، كاالختصاص أم اختصاص ا١تبتدأ با٠ترب ا١تقدـ عليو أك اختصاص ا١تفعوؿ بو ا١تقدـ بالفعل الذم يليو.

ثالثا: تقديم الظرف وتأخيره: -نقف ىنا على صور تقدن الظرؼ كتأخته من منظور العلوم كما ينتج عن ذلك من معاف

ثبات أك يكوف ب حالة كلو ب اتالة العامة كجهاف: فهو إما أف يكوف ب حالة اإلإضافية أيضا، ذا كاف ب حالة اإلثبات فالغالب فيو أنو يتقدـ لسببت: إما لبلختصاص أك ١تناسبة الفاصلة النفي، فإ

.46سورة مرن، اآلية: - 1 .97األنبياء، اآلية: سورة - 2

Page 223: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

215

فقد قدـ الظرؼ )إب اهلل( 1"أىال إبى اللو تىصتي األيميوري ١تا ٬تاكرىا، كمثاؿ النوع األكؿ قولو تعاب:" للداللة على االختصاص، فاهلل عز كجل ىو ا١تختص بتصيت األمور إليو، كىو ا١تختص بالفصل فيها حت تصت إليو دكف غته، كالذم أثبت ذلك ا١تعت ىنا ىو تقدن الظرؼ، كلو أيخر فقيل: "تصت

األمور إب اهلل" ، ١تا كاف ب ذلك شيء من االختصاص.يتمثل السبب الثاين لتقدن الظرؼ ب مناسبة لفظ اآلية ١تا ٬تاكرىا من آيات، كىو داعو لفظي

ا ناظرىةه ،كيجيوهه يػىومىئذو ناضرىةه كما نرل، كليس معنويا كاألكؿ، كمثالو قولو تعاب:" ، فليس 2" إب رىػا سػبػقػهػا مػن اآليػػات حػػىت تػػكػػوف فػواصػػلػػهػا ا٢تدؼ من تقدن الظرؼ ىنا سول مناسبة اآليػػة لػػم

متطابقة ، ألف مػػا سيػػأب مػػن آيات انتهػػى باأللفػػاظ: )باسرة( ك )فاقرة( على التواب، فبل بد من تقدن الظرؼ حىت تتفق الفواصل كما سبق الذكر.

يتأخر، كب كل حالة تفصيل سنشت أما إذا كاف الظرؼ منفيا فإنو قد يكوف مقدما كما قد ذلكى نو يفيد النفي مطلقا من غت تفصيل، كمثالو قولو عز كجل :" إليو. فإذا كاف منفيا مؤخرا فإ

، فقد أخر الظرؼ )فيو( إلفادة النفي ا١تطلق للريب عن ىذا 3" الكتابي ال رىيبى فيو ىيدلن للميتقتى ىذه اتالة قد التصق بالريب مباشرة فنفاه مطلقا )ال ريب( ، كذلك تبلؼ الكتاب، ألف النفي ب

لو قدـ الظرؼ فقيل: ال فيو ريب فإف ا١تعت ب ىذه اتالة أف ىذا الكتاب ٥تالف لغته من الكتب ب غته، كىذا غت ا١تعت األكؿ .بأنو ليس فيو ريب بل

، فأفاد النفي 4" ال فيها غىوؿه كىال ىيم عىنها يػينػزىفيوفى اب:" كقد كرد الظرؼ متقدما ب قولو تع اتزئي ا١تقتصر على الشيء الوارد بعد الظرؼ، أم أف " القصد ىنا تفضيلها على غتىا من تور الدنيا كا١تعت أنو ليس فيها ما ب غتىا من الغوؿ، كىو ا٠تمار الذم يصدع الرؤكس، أك يريد أهنا ال

.53سورة الشورل، اآلية: - 1 .23،22سورة القيامة، اآلية: - 2 .2سورة البقرة، اآلية: - 3 .47سورة الصافات، اآلية: - 4

Page 224: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

216

تا٢تم بإذىاب عقو٢تم كما ب تور الدنيا، )كال يينزفوف( أم ال يسكركف، من اإلنزاؼ كىو تغ .1السكر"

رابعا: تقديم الحال وتأخيرىا: -من صور التقدن كالتأخت ا١تولدة للمعاين اإلضافية: تقدن اتاؿ كتأختىا عن صاحبها، كغالبا

ختصاص صاحب اتاؿ ذه الصفة دكف غتىا، كمن ذلك أف ما تفيد ىذه اتالة االختصاص أم افإف ىذا التكيب يفيد بأف زيدا قد جاء متصفان بصفة الضحك دكف ، تقوؿ:" جاء ضاحكان زيده"

غتىا من الصفات، كلو قدمت فقلت:" جاء زيده ضاحكان" لىكاف ا١تعت ب ىذه اتالة أف زيدان قد من ٣تيئو على صفات أخرل غت ىذه الصفة كأف يأب راكبان أك جاء ضاحكان لكن ذلك ال ٯتنع

ماشيا أك غت ذلك من الصفات اليت ال تتناب مع صفة الضحك، كتقدن اتاؿ على صاحبها كما أكردنا ب ا١تثاؿ السابق قليل الوركد ب الكبلـ الفصيح كتبعا لذلك فإف الكبلـ فيو من الببلغيت كاف

ىو اآلخر قليبل. خامسا: التقديم في أسلوب االستثناء: -

ثل لو العلوم بقوؿ القائل: ما ضربت إال زيدان أحدان، فإف تقدٯتو يفيد اتصر ، أم حصر كٯتيا١تستثت ٦تا ىو بعده، كىو أنك ب تضرب سواه، كلكن ىذا األسلوب شاذ كب يرد ب كبلـ فصيح،

ة العادية أم حالة تأخت ا١تستثت كما ب قولنا: ما ضربتي كقد جعلو العلوم مساكيا ب ا١تعت للحالففي ىذه اتالة أيضا قد أفاد ىذا التكيب حصر الضرب ب شخص زيد دكف ، أحدان إال زيدان "

غته، كالذم ٮتالف ىذا ب ا١تعت ىو قوؿ القائل: ضربتي زيدان فإنو يفيد ضربو لزيد ، كال ينفي ب لغته، كاألسلوباف؛ كما نرل؛ ٥تتلفاف .الوقت نفسو عدـ ضربو

ما يجوز تقديمو ولو أخر لم يفسد معناه: -2تكوف ىذه اتالة عندما يكوف كل من اللفظت لو حق التقدن، فيكوف ا١تتكلم على ا٠تيار ب

تقدن أحد٫تا دكف اآلخر، كمن أمثلة ذلك قوؿ اهلل عز كجل:"

.40، ص.2الطراز، ج. - 1

Page 225: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

217

الذينى ٬تىيركفى ظا١توف ألنفسهم ىم "، فقد قيدـ الظاب لنفسو كذلك لكثرهتم قياسا بغتىم، كال 1"رء رىبوي ظيلمه لنػىفسو ألىنوي يػيوىرطيهىا ب العيقيوبىة الميعىيػنىة أىنػفيسىهيم إبى ارتكىاب المىعصيىة فىإف مىعصيىةى المى

ا إذ قىصرى ىا عىن شىيءو منى ا٠تىيػرىات للمىعىاصي عىلىى تػىفصيلهىا كىذىلكى ظيلمه للنػفس ألى اءه عىلىيػهى نوي اعتدىد جىزىاء ذىميمنا عىلىيو . 2" قىليلو أىك كىثتو، كىكىرطىهىا فيمىا تى

كجعل ا١تقتصدين ب مرتبة كسط ألهنم غالبا ما يكونوف أقل من الظا١تت ألنفسهم كأكثر من قت با٠تتات، كا١تقتصد ىو الذم ال يأب بالكبتة، كلكنو با١تقابل ال ييقدـ القربات بشكل الساب فهو ب مرتبة كسط بت ىؤالء كأكلئك، كلذلك كانت مرتبتو ب السياؽ اللغوم أيضان كسطان. 3كاملف ا١تذكورة، كعلى كقد ثلث اهلل عز كجل بالسابقت با٠تتات كىم األقل عددان من بت الطوائ

أكالتأخت ىو ىذا يكوف التتيب بتقدن األكثر عددا ب األكسط عددا فاألقل، كيكوف سبب التقدنكثرة العدد كقلتو، كلكن العلوم يرل بأف ىذا ا١تقياس ٯتيكن تغيته، إذ ٯتيكن ترتيب الطوائف السابقة

ب يكوف معكوسا، فيكوف السابقوف با٠تتات تسب الشرؼ كا١ترتبة ، كعلى ىذا األساس فإف التتيمقدموف ب الذكر على غتىم، ب من بعدىم ا١تقتصدكف ب مرتبة كسط، ب الظا١توف ألنفسهم أختان، كىذا ترتيب آخر رأل العلوم أنو ٯتيكن ترتيب اآلية عليو كال إخبلؿ ب ذلك با١تعت ألنو حينئذو يبقى

مستقيمان .لتتيبت ب ٨تن ىنا ال نوافق العلوم فيما يذىب إليو من أمر التساكم ب ا١تعت بت ا كلكننا

آلية، كال بد للتتيب الذم كردت عليو اآلية من خصوصية دكف غته، كلكننا مع شديد األسف اثلة نا عن الوقوؼ عليها ب الوقت اتاب، كلعلنا نشت إليها الحقا، كمثل ىذا ا١توضع من األمر قصي

.32سورة فاطر، اآلية: - 1 .312، ص.22ج.،ـ.ـ.س.التحرير كالتنوير - 2 نفسو. - 3

Page 226: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

218

كالشواىد ىو الذم يبعث على التأمل كالتفكت ك٤تاكلة استخراج ا١تعاين اإلضافية ا٠تاصة بتكيب معت.كمن أمثلة ذلك أيضا ما كرد ب قولو عز كجل:"

"1 ، فقد بدأ اهلل عز كجل بتقدن سقي األرض ، ب ثت بسقي األنعاـ كثلث بسقي البشر، كإ٪تا بدأ بتقدن

من اإلنساف كاتيواف، فهي مصدر ا١تعاش لكل منهما كىذا ىو سبب سقي األرض لفضلها على كل، 2تقدٯتها، كأما تقدن األنعاـ على الناس فهو ١تا فيها من ا١تعاش لئلنساف كقواـ تياتو كأحوالو

فاألساس ب ىذا التتيب ىو مراعاة الفضل، كلو قدـ سقي ا٠تلق على سقي غتىم ألهنم ٥تتصوف ـ سقي األنعاـ على سقي األرض أيضا لىكاف ٢تذا التتيب كجو من ا١تشركعية، ألف بالشرب، كقد

اإلنساف ىو أشرؼ ا٠تلق كاتيواف أشرؼ من غته من ا٠تلق، كال ٮتتل ا١تعت ذا التتيب اتديد.البد كلكن العلوم ب يتوقف ىنا ليحاكؿ تبت السبب كراء التتيب الذم كردت بو اآلية، إذ

من أسرار خفية كراء ىذا التتيب، كال بد أيضا من الوقوؼ عليها الستخبلص ا١تعاين الببلغية اإلضافية اليت نتجت عن ىذا التتيب دكف غته، كمن كجهة نظرنا فإف العلوم قد قصر ب متابعة

، كىو شأف كنا ىذه اآلية كالكشف عن أسرارىا، مثلما فعل مع كثت من اآليات السابقة كالبلحقةنراه أيضا مع الز٥تشرم كاترجاين اللذين كانا ييلحاف على ضركرة التنقيب عما ب آيات القرآف الكرن

من بديع النظم كعجيبو.ك٦تا يرد ىذا ا١تورد أيضا قولو تعاب:"

"3 فقد ،

.49،48ة: سورة الفرقاف، اآلي - 1 .41، ص.2ينظر: الطراز: ج. - 2 .45سورة النور، اآلية: - 3

Page 227: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

219

قيدـ من ٯتشي على بطنو من الكائنات على من ٯتشي على رجلت، كقيدـ من ٯتشي على رجلت على ف قدرة اهلل جل كعبل ، فإنو لػػػػما ذكر ب و التقدن ىنا ب ىذه اآلية ىو بيان ٯتشي على أربع، ككجم

أكؿ اآلية أف اهلل عز كجل قد خلق كل دابة ب األرض من ماء كىو أمر عجيب ، فقد عطف على قات، كاليت ريتبت ىي ذلك ما يؤكد ىذا العجب كىذه القيدرة، كىو ىذه األصناؼ الثبلثة من ا١تخلو

ب حد ذاهتا تسب داللتها على قيدرة اهلل عز كجل، فالذم ٯتشي على بطنو أعظم داللة على ىذه القدرة ٦تن ٯتشي على رجلت، كالذم ٯتشي على رجلت أعظم داللة من الذم ٯتشي على أربع،

ػػميقىدـ كقيدـ ا١تؤخر لكاف ذلك فالتقدن ىنا قائم من باب تقدن األعجب فاألعجب، كلو أيخر الػػػ . 1جائزان

كلكن ىذا اتواز الذم رآه العلوم ال ٯتكن أف يرتقي إب ا١تعت الذم عربت بو اآلية، ألف معناىا حينئذو سيختلف عما ىي عليو، كبالتاب فجواز تغيت التتيب ال يعت أف اآلية ستحافظ على

ا، كبالتاب فإنو ال ٯتيكن تاؿ من األحواؿ أف نغت نظم اآلية ك٨تصل ركعة نظمها كتالية إعجازىعلى الداللة نفسها، كمن ب ال ٯتيكن اتديث عن إعادة ترتيب اآلية مثلما فعل العلوم، كاألفضل ب مثل ىذه اتاؿ أف نبحث عن أمثلة من غت القرآف الكرن لكي يكوف ترتيبها اتديد ب مستول

قدن كرتا أحسن، أما ب القرآف الكرن فبل أرل بأف نظمان آخر غت نظمها الذم ىي عليو ترتيبها ال ٯتيكن أف يكوف معجزان.

يشت العلوم إب أف كبل من السياؽ اللغوم كالسياؽ العاـ لو دكر ب توجيو نظم اآلية على طريقة ٥تصوصة دكف غتىا، ففي قولو تعاب:"

"2 قد تقدمت األرض ب الذكر، كلكنا ٧تد أحيانان أف ،

.42، ص.2الطراز، ج. - 1 .61سورة يونس، اآلية: - 2

Page 228: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

220

السماكات تتقدـ ب الذكر ب آيات ٦تاثلة، كمن ذلك قولو تعاب:"

"1 . فقد قيدـ ذكر السماكات على ذكر األرض بالرغم من أف اآليتت كردتا ب سياؽ اتديث عن

باد كبتىا كصغتىا ، كالسبب ب ذلك من منظور العلوم قدرة اهلل عز كجل ب اإلحاطة بأفعاؿ العىو أف السياؽ الذم كردت فيو اآلية األكب ىو بياف قيدرة اهلل عز كجل ب ا٠تلق، فبل جـر قدـ ذكر السماكات ألهنا أكثر داللة على ىذه القدرة من ذكر األرض، ب ثت بذكر األرض ألهنا ىي أيضا

قيدرة، كلكن داللتها أقل شأنا من داللة السماكات كبالتاب أخرت ىنا، أما ذات داللة على ىذه الاآلية الثانية فإهنا ذيكرت ب سياؽ اتديث عن إحصاء اهلل عز كجل ألفعاؿ العباد، كال بد أف ىذه

ز كجل األفعاؿ قد كقعت على األرض تكم أف البشر يتواجدكف عليها، فتقدـ ذكرىا، ب ثت اهلل عفإف اهلل انوا سواء ب األرض أـ ب السماء؛بالسماكات لتأكيد اإلحاطة بأفعاؿ العباد، كأهنم أينما ك

صيها عليهم. تعاب ٤تيط م كبأعما٢تم ٭تيإف العلوم حينما جعل السياؽ العاـ كالسياؽ اللغوم يتحكم ب نظم اآلية، يكوف قد نبو إب

قرينة مبلئمة لتفست نظم الكبلـ على طريقة ٥تصوصة دكف غتىا، ف السياؽأ مبلحظة ىامة، كىيككثتان ما كينا ٧تد اترجاين كالز٥تشرم يلجآف إليها من أجل تربير نظم بعض آيات القرآف الكرن،

جعلو التقدن كالتأخت ب مثل ىذه اتاالت ب مستول كاحد، كأننا ن الذم ال ٨تمده للعلوم ىوكلكا قدمنا ما حقو التأخت أك أخرنا ما حقو التقدن ؛ فإف ذلك ال ٮتل بنظم اآلية كال تعناىا، كىذا إذ

غت ٦تكن، ألف نظم اآلية بالتكيب الذم كردت عليو يعطي معت مناسبان ال ييعطيو غته تاؿ من نفسو.األحواؿ، كبالتاب ال يكوف ٦تكنا تغيت نظم اآلية كاتصوؿ على ا١تعت

يينبو العلوم ب ٥تتتم حديثو عن التقدن كالتأخت إب مبلحظة ىامة يوصي ا قارئو، كىي أنو قد ٭تدث أف يكوف مطلع الكبلـ داال على معت من ا١تعاين ، ب تيذكر بعده معافو أخرل ىي منو

.3سورة سبأ، اآلية: - 1

Page 229: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

221

أ٫تية أكثر مناسبة ١تطلع بسبب، كلكنها ليست متساكية بل متفاكتة ب أ٫تيتها، كيكوف أدناىا الكبلـ، فيكوف لناظم الكبلـ الػػػػخػػػيىػػػػػػرىةي بت أف ييقدـ ا١تفضوؿ ١تا بينو كبت مطلع الكبلـ من ا١تناسبة، كلو أف ييقدـ الفاضل اعتباران لفضلو مثلما مر بنا ب اآليات السابقة، كلكننا عارضنا العلوم ب ىذا

و، كقلنا إف لكل نظم معت ٥تصوصا ككلما تغت النظم تغت ا١تعت، كا١تتحكم ب الرأم كذكرنا الوجو في ذلك ىو السياؽ اللغوم الذم ترد فيو اآلية باإلضافة إب السياؽ العاـ.

Page 230: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

222

ثالثا: اإليجاز والحذف:

ت بشأهنا الباحثوف كال يزالوف ييعتبػىري اتذؼ من بت ا١تباحث اللغوية كالببلغية ا٢تامة اليت عي كذلك، فهي خاصية مبلزمة للغة، كاللغة العربية مشهورة با١تيل إب اإل٬تاز، ك٨تن ىنا سنقف على

كخصوصا باعتبارىا خاصية من خصائص بناء ،ىذه الظاىرة من منظور العلوم كنبت أ٫تيتها عندهة ما يقع بت مصطلحي: اإل٬تاز كاتذؼ، النصوص، كنشت منذ البداية إب ذلك التداخل الذم عاد

كردا لكل خبلؼ فإننا سنراكح ىنا بت ىذين ا١تصطلحت ب االستعماؿ، أم أننا سنستعملهما تعت إب كونو ظاىرة لغوية كببلغية كاتذؼ إحدل كسائلو د ر ف كاف األصل فيهما أف اإل٬تاز يكاحد، كإ كأدكاتو.

ؼ الببلغيت مثلما ديرس عند النحويت القدماء منهم كاحملدثت على حد ديرسى اتذؼي من طر سواء، مع اختبلؼ ب ا١تنهج كالرؤيا كا٢تدؼ، كلكن بقيت دكما بت الفريقت تلك ا١تساحة ا١تشتكة ب الدراسة، كىذه ا١تساحة ىي ظاىرة اتذؼ ب عمومها كمشوليتها باعتبارىا خاصية من خصائص

باتذؼ، من أكائل الذين اىتموا ىػ(180)ت. كقد كاف سيبويو، يشتؾ ب دراستها اتميعاللغة اليت كاعلم أنو ليس هو يقوؿ ب ضركرة اتباع سنن العرب ب اتذؼ كاإلضمار:" فكأكلوا لو عناية خاصة،

العربي من كل حرؼ يىظهىري بعده الفعلي ٭تيذؼي فيو الفعلي، كلكنك تيضمر بعض ما أىضمرت فيوذفوف ىواضع، كتيظهري ما أظهركا، كتيرم ىذه األشياءى اليت ىي على ما يىستخفوف تنزلة ما ٭تى

اتركؼ كا١ت .1من نفس الكبلـ ك٦تا ىو ب الكبلـ على ما أىجرىكا، فليس كل حرؼو ٭تذؼ منو شيء كيػيثبىتي فيو"

اضع اليت ٬توز فيها اتذؼ كال ٯتتنع مؤكدان على أ٫تيتو، على ضركرة التقيد با١تو سيبويو ىنا يينبو كعلى أنو ليس من السهولة تكاف التعامل مع ىذه الظاىرة كاستعما٢تا دكف مراعاة ضوابطها، ألف اتذؼ ليس ٣ترد إسقاط الكلمة أك اتملة أك اترؼ من الذكر كإ٪تا ىو خاصية أسلوبية ٢تا مواقعها

ىػ، 1408، 3الكتاب، سيبويو عمرك بن عثماف بن قنرب، تح. عبد السبلـ ٤تمد ىاركف، مكتبة ا٠تا٧تي، القاىرة، مصر، ط. - 1

.265، ص.1.ـ، ج1988

Page 231: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

223

كمها، كينبغي ١تن يدرسها أك يستخدمها أف يكوف فطنان ١تثل ىذه القضايا ذكيا ب كضوابطها اليت تكبالسياؽ العاـ من تناك٢تا، كذلك ألهنا تتعلق با١تعت من جهة، كبالتكيب اللغوم من جهة ثانية،

كإذا أسيء استعما٢تا أك كردت ب غت موضعها فلرتا خرجت بالكبلـ عن مقصده، جهة ثالثة، بالتكيب عن حسن نظمو.ك

يلتبس اتذؼ لدل االصطبلح عند بعض الدارست كالببلغيت باإلضمار، كقد أشار الزركشي إب ىذه ا١تسألة، كقاؿ بأف كبل من اتذؼ كاإلضمار كاإل٬تاز لو معت ٮتتلف عن اآلخر، كأف الفىرؽ

: )كىاسأىؿ بػىتى اتذؼ كاإل٬تاز " أىف شىرطى اتىذؼ كى ، ٨تىوى اإل٬تىاز أىف يىكيوفى ]ب اتىذؼ[ بى ميقىدرهؼ اإل٬تىاز فىإنوي عبىارىةه عىن اللفظ القىليل اتامع للمعاين اتمة بنفسو. القرية( تبلى

ر بػىقىاءي أىثىر ار: أىف شىرطى الميضمى ضمى الميقىدر ب اللفظ "كالفرؽ بينو كىبػىتى اإل، فهذه اصطبلحات ثبلثة 1

تقتب ب مضامينها من بعضها بعض كلكنها ب ا١تعت العاـ كأهنا شيء كاحد، ٦تا حدا ببعض الببلغيت كالنقاد إب اعتبارىا شيئا كاحدا لدل الدراسة.

كطان كأسبابان كجب توفرىا حىت تدث عبد العظيم ا١تطعت عن اتذؼ كأ٫تيتو كرأل بأف لو شر أتعوا فقد الشرط أما، كسبب شرط من فيو بد ال" حذؼ كلف نتمكن من اتديث عنو كتوظيفو،

البياف يصبح ال حىت. احملذكؼ على تدؿ قرينة الكبلـ ب بقيت إذا إال إليو ييصار ال اتذؼ أف على ضركرل الشرط كىذا، الداللة كحسن لوضوحا األسلوب جودة شرط ألف، كالغموض التعمية من ضربان مد ال اللفظ على جارى -أحيانان كيعينو - احملذكؼ على يدؿ ما فيو يكن ب إذا اتذؼ ألف إغفالو، ٭تي

فليس األمر ، 2"الذكر على اتذؼ ترجيح إب ا١تتكلم يدعو الذم األمر فهو السبب كأما ... كا١تعتالبعض، بل إف لو ب ذلك أسبابان كدكاعي ببلغية يلجأ من خبل٢تا ب اتذؼ على السهولة اليت يراىا

ب الربىاف ب علـو القرآف، أبو عبد اهلل بدر الدين ٤تمد بن عبد اهلل بن ادر الزركشي، تح. ٤تمد أبو الفضل إبراىيم، دار إحياء الكت - 1

.102، ص.1ـ، ج. 1957ىػ، 1،1376العربية عيسى البايب اتليب كشركائو، القاىرة، مصر، ط.2 .6، ص.2ـ، ج.1992ىػ ،1413، 1الببلغية، عبد العظيم إبراىيم ا١تطعت، مكتبة كىبة، القاىرة، مصر، ط. خصائص التعبت القرآين كتاتو -

Page 232: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

224

ا١تتكلم )منشئ النػػػػػص( إب توظيف ظاىرة اتذؼ ، كالبد ١تن يوظفو أف يتؾ ما يدؿ على احملذكؼ، حىت يستعت بو القارئ ب تتبع مواضع اتذؼ، كبالتاب يتمكن من فهم النص.

ؼ، كمن دكاعيو أنو يستعمل إل٬تاز الكبلـ كتقدن ا١تعت كاضحا جليا بعد تتعدد دكاعي اتذ تريده من كل الزكائد اليت قد تعلق بو، كاليت من شأهنا أف تصرؼ النظر عن ا١تعت ا١تراد بإشغاؿ

ل متنوعة ككثتة، كلكن ال بد أف إحد ل ىذه ا١تتلقي ا، فا١تعت ا١تعت قد ييعرب عنو بعبارات كتيالذم يسعى لة أيضان بالنسبة للمتلقيالعبارات ىي األكثر داللة على مقصود ا١تتكلم كىي األكثر دال

إب استقباؿ الكبلـ ب الصورة األكثر كضوحان.

يؤكد الكبلـ السابق ما أكرده ٤تمد الصغت بناين الذم يذىب إب أف "حذؼ بعض العناصر كيضاعف من اإلحساس بالفكرة، ككأننا باتذؼ نتؾ ا١تعت ، نب الدالبمن الصياغة ييثرم اتا

تقدمػػػو للمتلقي، كال يعت ىذا أف إثراء اتانب 1يظهر كحده، كيربز للعياف بدكف اتاجة إب كاسطة"الدالب ىو كحده الذم يدفع إب استعماؿ اتذؼ كاإل٬تاز؛ كلكنو السبب األكثر كجاىة من بت

عند بعضهم، من قواعد التماسك ellipsisأك délétionألسباب األخرل " كاتذؼ بقية االنحوم اليت أشار إليها كتناك٢تا بالتوضيح كل من فاف ديك كرقية حسن كآخركف... كىو ال يقتصر لة كاملة، فيؤدم حذفها عند٫تا على كلمة أك مفردة أك ميركب اتي )مبتدأ( كإ٪تا قد يكوف حذؼ تي

. 2ربط أجزاء ا٠ترب" إب

ييعترب اتذؼ من الظواىر التكيبية اليت تيز اللغة العربية، بل تيز غتىا من اللغات اإلنسانية، تل صورة، كالعربية تيل إب أأجل تقدن ا١تعت ب أحسن كجو ك كتعلها ثرية بالظواىر اليت تتظافر من

١تراد ا١تتكلم أك تففان من كثرة بعض التاكيب، كلكن ىذا اإل٬تاز كاتذؼ استغناءن بفهم ا١تخاطبجتزاء ببعض التكيب من أجل إصابة بعض ا١تعت أك كلو؛ بل إنو غالبا ما يكوف االاتذؼ ال يعت

.273ـ، ص.1986، 1النظريات اللسانية كالببلغية عند العرب، ٤تمد الصغت بناين، دار اتداثة، بتكت، لبناف، ط. - 1 .234ـ، ص.2009، 2ا١تستة، عماف، األردف، ط. ب اللسانيات ك٨تو النص، إبراىيم ٤تمود خليل، دار - 2

Page 233: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

225

ضركرة للوصوؿ إب ا١تعت ا١تقصود، كذلك أف زيادة التكيب من حيث عدد الكلمات قد يؤدم عل ا١تتكلم ملزما باللجوء إب اإل٬تاز كاتذؼ.أحيانا إب الغموض ٦تا ٬ت

إف اتذؼ ذا ا١تفهـو ىو خاصية تركيبية كنظمية كغتىا من الظواىر التكيبية، كليست كسيلة لطلب السهولة كتفيف الكبلـ، بل ىي خاصية يفرضها السياؽ اللغوم كا١تقاـ الذم يقع فيو

ك٢تذا السبب ٧تد الذين درسوه يشعركف ذا ، ال ينفع الذكرالتخاطب، كا١تتكلم يلجأ إليو حتالغموض الذم يكتنفو، كيؤكدكف على أف من يرـك دراستو فعليو أف يكوف فطنا متنبها ١تواقعو، فبل

.أكب حظان كافرا من العلم باللغةيتصدل لدراستو كالكشف عنو إال من

أنو :" بابه دقيقي بعض ىذا حت يقوؿ عن اتذؼ كىذا عبد القاىر اترجاين يؤكد ب سلك، لطيفي ا١تأخذ، عجيبي األىمر، شبيوه بالسحر، فإنكى ترل بو تػىرؾى الذكر، أىفصىحى من الذكر،

ىا١ت

ديؾى أىنطىقى ما تكوفي إذا ب تػىنطق، كأىب ما تكوفي بيانان إذا ب كالصمتى عن اإلفادة، أىزيىدى لئلفادة، كتىلئلبانة عن ا١تعت، كعند اترجاين يقتف اتذؼ بالبياف، كىو كسيلة كثتا ما تكوف ضركرية ، 1تنب "

أف يتقدـ بالنطق كالذكر، ككثتان ما نسمع بالفراغ الباين الذم ٬تعل من عدـ يشتط فيوالذم ال الذكر أكثر داللة من الذكر.

ـو اتذؼ كأ٫تيتو ب اللغة، كىو يعرفو تا يلي:" يقاؿ: أكجز يقف العلوم ب الطراز على مفه ىو اندراج ا١تعاين ب كبلمو، إذا قصره، ككبلـ كجيز أل قصت، كمعناه ب اصطبلح علماء البياف:

"]اتجر: [ فهاتاف 94ا١تتكاثرة تت اللفظ القليل، كأصدؽ مثاؿ فيو قولو تعاب: "فىاصدىع تا تػيؤمىري . 2الرسالة كلها، كاشتملت على كليات النبوة، كأجزائها " قد تعتا معاينالكلمتاف

كاإل٬تاز كاتذؼ عنده تفهـو كاحد، كىو يورد ب ىذا السياؽ الرأم القائل بانقساـ الكبلـ إب قسمت: قسمه ٭تسن فيو اإل٬تاز كاتذؼ كيكوف مطلوبا فيو، كيكوف ب األشعار كا١تكاتبات

. 146دالئل اإلعجاز، ص. - 1 .49، ص.2الطراز، ج. - 2

Page 234: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

226

كيندرج تت ىذا النوع ، لتصانيف ب ٥تتلف العلـو كاآلداب، كقسم آخر ٭تسني فيو التطويلكأنواع ا . 1ا٠تطب كأنواع الوعظ ا١تلقى ب احملافل العامة، كعلى اتيملة كل ما يكوف خطابان ال نصا

ا٠تطب يرد العلوم الرأم الثاين القائل بوجوب التطويل ب ا٠تطب تجة اإلفهاـ ألف غالب عادة ما تكوف ب احملافل العامة، كىي تضم عامة الناس كخاصتهم، كىم ٭تتاجوف إب مزيد من التطويل من أجل فهم ا١تعاين، كىو رأم ب نظر العلوم ٣تانب للصواب كإف أخذ بو البعض من أىل

٥تبل با١تعاين الببلغة كعلماء البياف كما ذكر صاحب الطراز، كحجتو ب ذلك أف الكبلـ إذا ب يكنا١تطلوبة؛ فإف اإل٬تاز فيو أحسن من التطويل، كمن ىنا ٯتكن أف نقوؿ إف العلوم يرل بأف اإل٬تاز

كلكن من ، 2ضركرم ب بناء النصوص، كال بد من االكتفاء تا يفي با١تعت من دكف زيادة ب اللفظاليت ليست ضركرية ب الكبلـ كٯتكن دكف إخبلؿ با١تعت فا١تتكلم يسعى إب االستغناء عن العناصر

.3فهمها انطبلقان من السياؽ اللغوم كالسياؽ العاـ تيعان

تنهض أ٫تية اتذؼ ب ترابط النصوص كتاسكها على العبلقة الداللية اليت تربط بت احملذكؼ ذ تتحقق ا١ترجعية كا١تذكور، كفق االستدالؿ ا١تعنوم كاالنطبلؽ من ا١تذكور للوصوؿ إب احملذكؼ، " إ

من خبلؿ ا١تذكور كاحملذكؼ معان ب مثل قولو تعاب:" "4 ، فا١ترجعية ، كا٠تطاطة التالية ٯتكن أف توضح ذلك:5كاضحة بت مكاف احملذكؼ متأخران، كا١تذكور سابقان "

تاجان لذات تؤديو. )يينظر ب ىذا - 1 ييفرؽ بوؿ ريكور بت النص كا٠تطاب، فالنص ىو كل خطاب ثبتتو الكتابة، بينما يكوف ا٠تطاب ٤تيكيل، بوؿ ريكور، تر. ٤تمد برادة، حساف بورقية، عت للدراسات كالبحوث اإلنسانية كاالجتماعية، الشأف: من النص إب الفعل: أتاث التأ

(.105مصر، د.ت. ص. .49ص.، 2ج.ينظر: الطراز، - 2 .183ـ، ص.2004، 1يينظر: اللغة كأنظمتها بت القدماء كاحملدثت، نادية رمضاف النجار، دار الوفاء، اإلسكندرية، مصر، ط. - 3 .16سورة النحل، اآلية: - 4 .191، ص.2000، 1علم اللغة النصي بت النظرية كالتطبيق، صبحي إبراىيم الفقي، دار قباء، القاىرة، مصر، ط. - 5

Page 235: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

227

يشتط العلوم لدل توظيف اتذؼ ب إنشاء الكبلـ أف تكوف األلفاظ كجيزة فصيحة، بعيدة صاح كالبياف، إذ ليس من أىداؼ توظيف اتذؼ التقليل عن الوحشية كالتقعر، مع الوفاء لشرط اإلف

من ا١تعت بل التخفيف من اللفظ، ككثتكف ىم الذين يعتقدكف بأف كجود اتذؼ ب كبلـ معت ىدفو تقليل اللفظ فقط، كلكن ا٢تدؼ قد يكوف أيضان زيادة ا١تعت بدؿ اتفاظ عليو، إذ أف قلة اللفظ

١تعت، فكأف ا١تعت الذم كاف قبل اتذؼ يتكثف كيزيد بوجود اتذؼ ب تؤدم غالبا إب تكثيف ا الكبلـ.

فيو من غت داعو ىو أمر مناؼو للبياف، ستساؿأف بسط الكبلـ كاال با١تقابل يرل العلومك فالتطويل" نقيض اإل٬تاز، كىو ٥تالف تانب الببلغة، كتعزؿ عن مقاصد الفصاحة، كحاصلو أف توردألفاظا ب الكبلـ إذا أسقطت بقي على حالو ب اإلفادة، كأكثر ما يكوف ب األشعار فإهنا تورد من

. 1أجل االستقامة ب الوزف "

دافعو إقامة الوزف ال ييعترب منافيا للببلغة كالبياف ألنو شيء ال بد يكوف كلكن التطويل الذم ألكب ب ىذه اتالة أف يتخت الشاعر ا١تلفوظات ا١تناسبة اليت منو، كبدكنو ال يستقيم حاؿ الشعر، كا

تزيد عن ا١تعت كاليت ٭تاكؿ أف يتم ا كزف األبيات، كاألفضل من ذلك كلو أف يوظف كلمات ذات داللة مؤكدة للمعت ا١تطركح ب البيت أك األبيات، كبالتاب ال تكوف حشوان ال طائل منو.

ت السابقة أف هتدم إب القوؿ بأف العلوم ٭ترص ب بناء النصوص ب ىذا ٯتكن للمبلحظا قدر اإلمكاف، فهو ال يزاؿ يؤكد على ضركرة اإل٬تاز الذم ٬تعل العبارة رشيقة بالباب على اإل٬تاز

.50ـ.س. ص - 1

ختان [ ربنا أنزؿ]قالوا

سابقة داخلية مرجعية

ربكم أنزؿ ماذا

Page 236: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

228

خفيفة مؤدية للمعت ب أكجز صوره، كىي مسألة تدـ البياف، كلكننا عندما نتحدث عن الشعر فإف ط الوزف كالقافية كثتان ما تكوف عائقا ٭توؿ دكف استخداـ خاصية اتذؼ على الوجو ا١تطلوب، ضواب

ألهنا تستدعي ب بعض اتاالت زيادة ب عدد ا١تلفوظات كاليت كثتان ما تكوف من باب اتشو الذم فوظات اليت ال طائل منو، كلكنو ب كل اتاالت أمر مفركض، كال بد للشاعر من حسن االنتقاء للمل

ثل لبعض ذلك بقوؿ البحتم :1تفي بغرض اتشو، كىو ٯتي

ـى لوال أنػػػػػها ػػنى األيػػػػػا يا صىاحػػػبىػػػػػػي إذىا مىضىػػت لىػم تىرجع مىػػا أحسى

ول إقامة الوزف، فقوؿ الشاعر: )يا صاحيب( ىو ب نظر العلوم من باب اتشو الذم ال فائدة فيو سإذىا مىضىػػت لىػم تىرجع( لكاف ا١تعت صحيحا باإلضافة إب خفة لفظو كلو قاؿ: )إال أنػػػػػها

كإ٬تاز تركيبو، كلكن ىذا ال ٯتنع من كجود فائدة أخرل ىي تويد لفظ البيت كتسينو، كلكن لو قاـ و فإف حذفو يكوف أفضل من ذكره، كىذا األمر األمر على ا٠تيار بت حذؼ الكبلـ الزائد كترك

مقصور على الشعر دكف غته.

يرل العلوم إب أف من أ٫تية اتذؼ زيادة ا١تعت قوة ككضوحان، ألنو لو ظهر احملذكؼ لنزؿ قدر ؿ الكبلـ عما كاف عليو من الببلغة كالبياف، كلذىب ماؤه كركنقو، كالبد للكبلـ احملذكؼ من شيء يد

عليو، كإال كاف لغوان ال طائل منو، كغالبا ما يكوف ىذا الدليل ضمن السياؽ اللغوم الذم كقع فيو اتذؼ، كيكوف على كجهت: كجو اإلعراب ككجو ا١تعت.

فوجو اإلعراب أف يكوف احملذكؼ متممان إلعراب اتيملة اليت كقع فيها اتذؼ، كقوؿ القائل: ب أف تكوف مفعوال بو لفعل ٤تذكؼ، كتقدير الكبلـ ب ىذه اتالة: حللت اليت ٬ت، أىبلن كسهبلن

أىبل كنزلت سهبلن، كذا يكوف اإلعراب كإتامو دليبل على احملذكؼ، ألنو ال ييتصوري قياـ ا١تفعوؿ بو كحده من دكف فعلو كفاعل يكوف تابعان ٢تما كمتمما ١تعنا٫تا.

. 313ديواف البحتم، ـ.ـ.س.ص. - 1

Page 237: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

229

العاـ للجملة، كالذم يقتضي كجود حذؼ، كبدكف تقدير ىذا يتعلق الوجو الثاين با١تعت احملذكؼ فإف ا١تعت ال يتم، كمن ذلك قوؿ القائل: فبلف ييعطي كٯتنع، كيصل كيقطع، فإف " تقدير

من جهة إعرابو، كإ٪تا يكوف ظاىرا من جهة ا١تعت؛ ألف معناه فبلف يعطي ا١تاؿ، احملذكؼ ال يظهر . 1رحاـ، كيقطع األمور برأيو كيفصلها "كٯتنع الذمار، كيصل األ

كلكن الػػػػميتأمل ٢تذه ا١تسألة ٬تد أهنا تابعة ب أصلها للمسألة األكب، أم أف األمر يتعلق ىنا أيضا باإلعراب، ألف األفعاؿ: أعطى كمنع ككصل كلها متعدية تتاج إب مفعوؿ، بل إف منها ما

ؿ، كبالتاب فحاجة ىذه األفعاؿ إب مفاعيل ىي كجو إعرايب مثلما كاف األمر ٭تتاج إب أكثر من مفعو ب األكؿ، كليست ىذه اتاجة بأقل ضركرة من حاجة اتيملة إب تاـ معناىا، كيبدك أف ا١تسألة ىنا ىي مسألة ذات كجهت: كجو للمعت ككجو لئلعراب، كال ٯتيكن تاؿ أف نتحدث عن كجو دكف

بدك أيضان أف العلوم كاف يرل بفصل ا١تعت عن اإلعراب كىو أمر غت ٦تكن، كإف حدث اآلخر، كي .على الدراسات اللغوية كالببلغية فعبلن فإنو سيكوف ذا تأثت سليب

قد ب كأصبح ا١تذكور أف ىذا الفصل من لدف العلوم كمن جاء بعدها١تتابع للبحوث ٬تد ف متمايزاف، كمن ب دب الفساد ب البحوث اللغوية ئاكاإلعراب على أهنما شيب ا١تعت الناس ينظركف إ

كالببلغية خصوصا، كقد كنا رأينا اترجاين ال ينفك يبدئ كيعيدي ب التأكيد على أ٫تية النظم الذم م بأف ليس إال توخيان ١تعاين النحو، فكيف ييقاؿ بعد ذلك إف النحو شيء كا١تعت شيء آخر ككلنا نسل

نظرية النظم كانت ىي كاسطة العقد ب البحوث الببلغية على امتدادىا ب الزمن؟

يقرر العلوم بأف اإل٬تاز قد يكوف تذؼ اتمل كما قد يكوف تذؼ ا١تفردات كقد يكوف أيضان ببل حذؼ، كىذه أكجو ثبلثة جىهد العلوم نفسو ب بياهنا كبياف أ٫تيتها ب الكبلـ.

كال: اإل٬تاز تذؼ اتيمل كأ٫تيتو: أ

.51، ص.2الطراز، ج. - 1

Page 238: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

230

ينقسم اإل٬تاز تذؼ اتيمل إب أربعة أضرب:

يتعلق الضرب األكؿ تذؼ األسئلة الػػػػػميػػقدرة، كىو ما كينا رأيناه سابقان تت مصطلح القطع لصفات ا١تتقدمة، دة اكاالستئناؼ بتقدير السؤاؿ، كىو بدكره على كجهت: يتعلق األكؿ منهما بإعا

عز كجل :" اهلل كمن أمثلتو قوؿ

"1 ، كذلك أنو ١تا تقدـ ذكر صفاتسبيل اهلل كاإلٯتاف تا أنزؿ اهلل ا١تؤمنت من تقول كإٯتاف بالغيب كإقامة الصبلة، كمن اإلنفاؽ ب

يشتاركهنا من بعد من فائدةا نتيجة ىذه الصفات؟ كىل ٢تم كباليـو اآلخر، كأف سائبل يسأؿ: فم ؟ الصفات اتصافهم ذه

كىنا كاف اتواب أهنم على ىدل من اهلل كأهنم مفلحوف، ككاضح أف صيغة السؤاؿ كلها العلوم بعد ذكره ١تا سبق ب يقف على سبب اتذؼ كفائدتو، كالغالب ميقدرة، غت مذكورة، كلكن

أف تكوف الفائدة من حذؼ السؤاؿ السابق ىي تركيز الكبلـ على الصفات -تسب ما تقدـ–ا١تذكورة حىت تتم متابعتها بالشكل األحسن، ألف كركد السؤاؿ ضمن ٣تموع الصفات ا١تذكورة ٬تعل

تيعا منشغبل بالبحث عن إجابة لو كمن شأف ىذا البحث أف يصرؼ النظر ذىن ا١تتلقي كا١تتكلمعن التمعن ب الصفات اليت جاءت اآلية من أجل إثباهتا، كىنا نبلحظ جليا كيف ساىم اتذؼ ب تاسك نظم اآلية، كلنحاكؿ تصور اآلية بوجود السؤاؿ ا١تقدر كإظهاره، إف ذلك حتما سيؤدم إب

اختبلؿ معناىا.اختبلؿ نظم اآل ية كمن بى

يتعلق الوجو الثاين باالستئناؼ من غت تعداد للصفات، كذلك كقولو جل كعبل:"

.5 -2سورة البقرة، اآليات: - 1

Page 239: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

231

"1 ، فقد كقع االستئناؼبياف عند قولو تعاب:) قيل ادخل اتنة(، كىو سؤاؿ مقدر، كذلك أنو ١تا كرد حاؿ ىذا الرجل من

إٯتانو كعبادتو هلل عز كجل كعدـ اتاذه آ٢تة من دكف اهلل، كأف سائبل يسأؿ: فما كانت حالو بعد . ا١تقدر بأنو قيل لو ادخل اتنةذلك؟ كما كاف جزاؤه؟ كجاء اتواب ٢تذا السؤاؿ

ا١تعت الذم كصلت كلو أف أحدان أظهر ىذا السؤاؿ كجعلو داخبلن ب تركيب اآلية ١تا كصىلى إب إليو اآلية بنظمها الذم نزلت بو، ألف ذىن ا١تتلقي حينئذو سينصرؼ إب البحث عن جواب ٢تذا السؤاؿ، أك الفتاض جواب على األقل، كمن شأف ىذا البحث أك االفتاض أف يصرؼ النظر عن

ي كركد فعل القوؿ األخت ٣تردان لة لطيفة كىأو، كقد نىبوى العلوم ىنا إب مستلقي ا١تعت مباشرة كما ى( كالسبب ب ذلك تسب ةمن اتار كاركر، فورد: )قيل ادخل اتنة(، كب يرد: )قيل لو ادخل اتن

العلوم ىو السعي إب جعل القصد منصبا على القوؿ دكف غته، فلو قاؿ: ) قيل لو ادخل اتنة( رجل الذم كيجو إليو القوؿ، كاألمر كما نرل ٮتتلف.لتوزع القصد كاالىتماـ بت القوؿ كبت ىذا ال

يرجع الضرب الثاين من حذؼ اتيمل ب الكبلـ إب السبب كما ينتج عنو، ألنو لػػػما كاف السبب كنتيجتو متبلزماف، فبل جرىـى جاز حذؼ أحد٫تا كاالجتزاء باآلخر لداللة األكؿ عليو، كمن

ػػػػسىبب قوؿعلى الػػ شواىد حذؼ السبب كاإلبقاء تعاب:" اهلل ػػػػمي

"2 ، فقد ذكر اهلل عز كجل السبب كأخفىب لداللة السبب عليو، كالسبب ب ىذه اآلية ىو إرساؿ موسى عليو السبلـ كطوؿ ا١تدة اليت ا١تسب

من إرساؿ رسوؿ طالت ىذه ا١تدة كاف ال بد كانت بينو كبت النيب صلى اهلل عليو كسلم كأنو ١تا . كإنزاؿ الوحي عليو

.25-22سورة يس، اآليات: - 1 .45-44سورة القصص، اآلية: - 2

Page 240: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

232

فقد ذكر "سبب الوحى الذل ىو إطالة الفتة كدؿ بو على ا١تسبب كىو الوحى إب الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم كما ىو اتارم ب أساليب التنزيل ب االختصار، فعلى ىذا يكوف التقدير كلكنا

أنت منهم العمر، مكنا كثتة فتطاكؿ على القركف الذالوحى إب موسى إب زمانك قر أنشأنا بعد عهد، فوجب من أجل ذلك إرسالك أم أمد انقطاع الوحى فاندرست أعبلـ النبوة، كا٤تت آثار العلـو 1إليهم، فأرسلناؾ كعرفناؾ أحكاـ التحليل كالتحرن كأخربناؾ بقصص األنبياء كعلـو اتكم كاآلداب"

ها على فهذا كلو من بديع اتذؼ الذم جعل التاكيب كلها تطول لكي يدؿ ما بقي ظاىران من ، . القصد ب أحسن نظم كأاه

ك٨تن نرل كيف طالت تلة النتيجة اليت أيضمرى ذكرىا، كبقي السبب داال عليها، كال يعت إليو؛ كلكن االعتماد يكوف أيضا على فهم ىذا أف ما ذيكر ىو كحده الداؿ على احملذكؼ كا٢تادم

ا١تتلقي للمقصد، كمن شأف كل ذلك أف يتضافر لكي يصل إب ا١تقصود من اآلية، كلو أننا حاكلنا أف ه النتيجة جاىزة للمتلقي ٦تا ألننا حينئذو سنيقدـ ىذ ضربان من العبثك نيظهر النتيجة السابقة لىكىاف ذل

إب تعرؼ النتيجة.حرارة الشوؽ ب نفسو فيءيط

ذؼ أحيانان كيبقى ا١تسب مى ػل كبا١تقابل ب داال عليو، كمن ا سبق فإننا ٧تد السبب ىو الذم ٭تيشواىد ذلك قولو تعاب :" "2 ، كاألصل لدل

فقد حيذؼ السبب الذم ىو إرادة قراءة ، ؼ :) فإذا أردت أف تقرأ القرآف فاستعذ...(إظهار احملذك كرد ب قولو القرآف، كتيرؾ ما يدؿ عليو كىو نتيجتو أم القراءة الفعلية للقرآف الكرن، كمثلو أيضا ما

تعاب:"

.52، ص.2الطراز، ج. - 1 .98سورة النحل، اآلية: - 2

Page 241: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

233

"1 .

فقد ذكر اهلل عز كجل النتيجة اليت ىي القياـ الفعلي إب الصبلة، كحذؼ السبب الذم ىو ربكف ب اتقيقة على حذؼ لإرادة الصبلة كبقيت النتيجة دالة عليو، ك كننا ب مثل ىذه اتاالت ٣تي

ت تيعا، كال ييتصور ب اآلية السابقة أف السبب أك النتيجة ألف إظهار أحد٫تا سيفسد الكبلـ كا١تعنذكر إرادة الصبلة ب نذكر القياـ الفعلي بعد ذلك، فكأف األمر قائم ىنا على استبداؿ السبب بالنتيجة ال على حذؼ أحد٫تا كترؾ اآلخر، ككثتان ما يكوف اتذؼ ضركريا ب بعض ا١تواضع ٦تا

رد االخ تصار كتفيف الكبلـ ؛ كإ٪تا تقدن ا١تعت ب نظم حسن يدؿ على أف ا٢تدؼ منو ليس ٣تيكمظهر مقبوؿ، ألف االستغناء عن اتذؼ كاللجوء إب الذكر سيفسد النظم كا١تعت حينئذو كما ذكرنا

آنفان.

يتمثل الضرب الثالث من اتذؼ ب اتذؼ الوارد على جهة التفست، كذلك بأف " تذؼ كىذا الضرب نفسو ، 2ب يؤتى ب آخره تا لو تعلق بو، فيكوف دليبل عليو" تلة من صدر الكبلـ، ٬ترم على ثبلثة أكجو:

الوجو األكؿ: أف يرد على جهة االستفهاـ، كشاىده قولو تعاب:" -

"3 ، :فقولو تعاب)فويل للقاسية...( يشت إب كجود ٤تذكؼ قبلو، ألف األصل ب ىذه اآلية أف يقاؿ:) أىفىمىن شىرىحى اللوي

لبو قاسيان( كالذم دؿ على ىذا ىو تلة )فويل...( صىدرىهي لئلسبلـ فػىهيوى عىلى نيورو من رىبو كمن جعل ق

.6سورة ا١تائدة، اآلية: - 1 .53، ص.2الطراز، ج. - 2 .22سورة الزمر، اآلية: - 3

Page 242: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

234

ان ال طرف اثنت السابقة، باإلضافة إب االستفهاـ ا١توجود ب أكؿ اآلية كالذم يستدعي كجود طرفت ان فقط.كاحد

الوجو الثاين: أف يرد على جهة النفي كاإلثبات، كذلك بأف يذكر ب أكؿ الكبلـ ا١تنفي ما - ب بياف احملذكؼ كالكشف عنو، كمن عل للسياؽ اللغوم دكرحملذكؼ ب آخره، ك٬تيدؿ على ا

شواىده ب القرآف الكرن قولو تعاب:"

"1 .

تل، فقد بدأت اآلية بنفي التساكم بت فريقت ٫تا: الفريق الذم أنفق من قبل الفتح كقا كييقابلو الفريق الذم أنفق من بعد الفتح كقاتل، كلكن اآلية ب تذكر ىذا الفريق الثاين كإ٪تا اكتفت

من قػىبل الفىتح كىقاتىلى مع بداللة السياؽ السابق عليو ألف التقدير: )ال يىستىوم منكيم مىن أىنػفىقى من اتيملة احملذكفة النفي الوارد ب أكؿ اآلية كالذم يشت أنفق من بعد الفتح كقاتل(، كقد دؿ على ىذه

إب كجود ا١تقارنة بت فريقت، ذيكر أحدي٫تا كحيذؼى الثاين لداللة السياؽ عليو.

الوجو الثالث: كىو أف يرد اتذؼ على غت الوجهت السابقت، كمن شواىده ب القرآف - الكرن قوؿ اهلل جل كعبل: " "2 ، ففي ىذه

اآلية نيقدر ٤تذكفا ب الكبلـ، ألف التقدير : )كىالذينى يػيؤتيوفى ما آتػىوا من الصدقات كالقربات كسائر قد حيذفت كدؿ عليها السياؽ اللغوم الذم كردت أنواع الطاعات...( كلكن ىذه اتملة األختة

فيو، كلػػما حاكلنا إظهار احملذكؼ فإف ذلك كاف عبثان ألف ا١تعت ب يبق على دقتو ككضوحو كإعجازية : 3نظمو اليت كاف عليها ب اآلية، كمن ىذا الوجو أيضا نقرأ قوؿ الشاعر

.10سورة اتديد، اآلية: - 1 .60سورة ا١تؤمنوف، اآلية: - 2 .551ـ.ـ.س.ص. ،(فاعور علي شرح) اسديواف أيب نو - 3

Page 243: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

235

ػػػ ػػػػػنػػػػةي الػعيػػش ةه سي فىػػػػإذىا أىحػػبىػػبػػػتى فىػػاسػػتىػػػكػػػػػػن اؽ كىاحػػػػدى

لة موافقة ٢تا ب ا١تعت ب أكؿ فقد ذكر تلة ) فاستكن( ب آخر البيت للداللة على حذؼ تيػػػػػنػػػػةي الػعيػػش ػػػاؽ كىاحػػػػدىةه كىي أف البيت، ألف األصل ب تركيب الشطر األكؿ من البيت أف ييقاؿ: سي

يستكينوا كيتضرعوا حملبوم كيتوددكا إليو طمعان ب رضاه ككصالو، كيبدك أف ىذه اتيملة على طو٢تا قد . ب اختصارىا باتذؼ الذم ذكرنا

كإذا كاف من دكاعي اتذؼ ب البيت الشعرم السعي إب ضركرة توازف البيت؛ فإف اتذؼ ية دؿ على اإلعجازية، كىي إعجازية ب تكن لتوجد لوال كجود ىذا اتذؼ، الذم ىو فعبل ب اآل

مثلما ذكر اترجاين لطيف ا١تأخذ كشبيو بالسحر، ككيف ال يكوف كذلك كأنت ترل أننا كلما حذفنا و كل كاف التكيب أكثر داللة، حىت صار عدـ الكبلـ أدؿ من الكبلـ، مع أف من تعاريف الكبلـ أن

!1لفظ مفيد

أما الضرب الػػػػرابع فهو ما ليس من األضرب الثبلثة السابقة، أم أنو خارج عن التفست كالسبب كاالستئناؼ، كال كجود لضابط معت يضبطو، كىو كثت الوركد ب القرآف الكرن، كإ٪تا الذم

ر ألف ا١تسألة لطيفة ا١تأخذ كما ذكيساعد على الوقوؼ عليو ىو كثرة التأمل كالتدبر كالتقدير، :" اهلل عز كجل البلغاء، كمن شواىده قوؿ

"2 ، فقد حيذؼى من ىذه اآلية

.9ينظر ألفية ابن مالك، أبوعبد اهلل ٤تمد بن عبد اهلل، ابن مالك الطائي، دار التعاكف، د.ت. ص. - 1 .50-47سورة يوسف، اآليات: - 2

Page 244: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

236

مشهد كامل ىو مشهد الرسوؿ عندما تع مقالة يوسف عليو السبلـ ب ذىب إب قومو فأخربىم تا كإ٪تا حيذؼ ىذا ا١تشهد للتكيز على ، تع من يوسف، فقاؿ ا١تلك بعد ذلك:) ائػتيوين بو... (

: 1را١تشاىد األخرل األكثر أ٫تية، كمن أمثلتو قوؿ الشاع

ػػػػا ػػقىػػم ال أيبػػغػػػضى الػػػعػػيػػػسى لىػػكػػنػػػػػػػي كيقػػيػػتي بػػهى ػػػم أىك جػػػسػػمػػػػي مػػػػنى الػػػس قىػػلػػبػػػػػي مػػػػػنى الػػػهى

الػػػعػػيػػػسى لػػما ييصيبت فقد كقع حذؼه ب ىذا البيت، ألف األصل ب تركيبو أف ييقاؿ: )ال أيبػػغػػػضى جراءىا من أتعاب السفر كآالمو كمشقتو، كلكت كقيت ا...(، كقد أبدل العلوم إعجابو ذا

ت األفهاـ من العجب، كمن ىذا النوع أيضان قوؿ البحتم :2البيت كأنو ٭تي

بةى ب الػػػوىرىل كىحىبىػػاؾى بالفىضل الذم ال يػينكىري اهللي أىعطىػػاؾى الػػمىحى

يهمي ي ب العيييػػػوف لىدى ػػػل قىػػػدرنا ب الصػػديكر كىأىكبػىري كىألىنػػتى أىمػػػؤلى كىأىجى

ألف التقدير: )كألنػػت أمػػػؤل ب العيػػػوف من غتؾ... كأجل قدرا ب، ففي ىذين البيتت كقع حذؼالصدكر من غتؾ...(، كلكن ١تا كاف سياؽ األبيات ال يسمح بذكر ذلك كلو فإف الشاعر اكتفى

باللمحة الدالة .

قيود الشعر ٯتيكن أف نقرر ىنا بأف اتذؼ ب النثر ٮتتلف عن اتذؼ ب الشعر، كذلك ألف يريد، ففي الوقت الذم يتصرؼ من كزف كقافية تد من قدرة الشاعر على التصرؼ ب الكبلـ كما

الناثر ب تصريف نظم الكبلـ على الشكل الػػػػذم يريد؛ ٧تد أف الشاعر ينشغل بالقيود الشكلية، اليت بالشعر للتخلص يػػػػػريسعوف إب السيفرضها الشعر، كلبعض ىذا األمر نرل جيبلن من الشعراء كالنقاد

عر، كتد ب رأيهم من إبداعيتو، كلكن ليت شعرم، ىل كاف من ىذه القيود اليت تنهك كاىل الشا

.495ديواف أيب الطيب ا١تتنيب، ـ.ـ.س.ص. - 1 .21ديواف البحتم، ـ.ـ.س.ص. - 2

Page 245: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

237

الػػػػمتنيب مثبلن ٬تد ما قد ٬تده البعض اآلف كسابقان من ىذه القيود ؟ تبقى الػػػػػػمسألة قػػابػػلػػة لػػلػػمػػنػػاقػػشػػة، كقػػد يػػقػػاؿ فػيػػهػػا الكثت من الكبلـ.

تذؼ ا١تفردات، كىو أكسع ٣تاالن من حذؼ اتيمىل، كذلك يتعلق القسم الثاين من اإل٬تاز لسهولتو كخفتو ب االستعماؿ، كىو ب منظور العلوم ينقسم إب سبعة أقساـ:

النوع األكؿ: كيتعلق تذؼ الفعل كما يرتبط بو من فاعل كمفعوؿ، كتسب احملذكؼ فإننا ٧تد ىذا - رعية، ىي حذؼ الفعل، كحذؼ الفاعل كحذؼ ا١تفعوؿ.النوع بدكره ينقسم إب ثبلثة أقساـ أخرل ف

فإذا حيذؼ الفعل فإما أف يبقى الفاعل داال عليو، أك أف يبقى ا١تفعوؿ، فمن النوع األكؿ ٧تد كالتقدير: )كلو ثبت أهنم صربكا( فقد حيذؼ الفعل )ثبت( كبقي من ، قولو تعاب: " كىلىو أىنػهيم صىبػىريكا"

ا يدؿ عليو، كمنو أيضان قولو تعاب:" اتملة م

"1 ، كتقدير اآلية: ) كإف استجارؾ أحد منفقد حيذؼ الفعل )استجارؾ( كبقي ما يدؿ عليو من اآلية كىو الفاعل )أحده( الذم ا١تشركت...(

البد لو من فعل، كذا ليس فعلو سول الفعل احملذكؼ قبلو، كا١تبلحظ ىنا أف الذم ييفسر اتذؼ من ألننا ال نتصور كجود فاعل ، ليس السياؽ اللغوم كما كنا رأينا سابقان كإ٪تا ىو اتانب النحوم

دكف فعل، كىو ما فسر كجود الفعل احملذكؼ سابقان.

كمن النوع الثاين الذم يبقى فيو ا١تفعوؿ داال على الفعل احملذكؼ قوؿ اهلل عز كجل ب سورة احذركا إذ تقدير الكبلـ : )فقاؿ ٢تم رسوؿ اهلل ، 2الشمس: " فىقاؿى ٢تىيم رىسيوؿي اللو ناقىةى اللو كىسيقياىا"

ناقة اهلل كسيقياىا( فقد حيذؼى الفعل )احذركا( كدؿ عليو ا١تفعوؿ )ناقةى( إذ ال ٯتيكن تصور كجود

.6سورة التوبة، اآلية: - 1 .13آلية:سورة الشمس، ا - 2

Page 246: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

238

ا١تفعوؿ من دكف كجود فعل كفاعل لو، كعلى ىذا يكوف اتانب النحوم ىو الذم ييفسر اتذؼ، .1كاألمثلة ب ىذين النوعت كثتة كال يأب عليها اتصر

كحذفو ٮتضع أيضا ١تا كاف ٮتضع لو حذؼ الفعل من ، النوع الثاين تذؼ الفاعليتعلق ضركرة كجود لفظ يبقى داال عليو، كىنا يشتط العلوم ضركرة كجود داللة حالية أك مقالية تدؿ على

ق( كاف يرل تنع حذؼ 392كيشت إب أف أبا الفتح عثماف ابن جت )ت.، احملذكؼ كتنوب عنوىنا يعارضو الرأم كيرل تواز اتذؼ إذا دؿ عليو دليل، كمن شواىد ذلك قولو تعاب : الفاعل، كىو

اقيى " " كىبل إذا بػىلىغىت الت2 .

فقد كقع حذؼ الفاعل ب اآلية السابقة، كالتقدير: ) كبل إذا بلغت النفسي التاقي(، كالذم صوصنا، ألننا قد نتصور كجود فعل من دكف مفعوؿ ب دؿ عليو ىو الفعل كا١تفعوؿ معان، كالفعل خ

حالة األفعاؿ البلزمة، لكننا ال ٯتكن أف نتصور فعبلن من دكف فاعل، كالعلوم يرل بأف اتذؼ ىنا ال ا١تضمر كيدؿ عليو، كإ٪تا الذم يربر اتذؼ ىنا عليو يدخل باب اإلضمار، ألنو ال يوجد سابق يعود

فيو اآلية، ألننا إذا عيدنا لآليات السابقة فإننا ٧تد موضوعها ىو اتديث ىو السياؽ الذم كردت عن يـو القيامة ك ضركرة االستعداد لو ببذؿ العمل الصاب، كبالتاب فبل ييفسري بلوغ التاقي إال بالنفس

ألنو تذكت با١توت كمن شأف التذكت ا أف يدفع للعمل الصاب.

:3شعر قوؿ الشاعركمن أمثلتو ب ال

ػػػا الػػصػػػػدري أىمىػػػػػاكم مىػػا ييػػػغػػػنػػػي الػػػثػػػػػرىاءي عىػػػػن الػػفىػػتىػػػػػى ػػت يىػػومػنػا كىضىػػػػاؽى بػػػػهى ػػشػػرىجى إذىا حى

.55، ص.2يينظر: الطراز، ج. - 1 .26سورة القيامة، اآلية: - 2ديواف حاب الطائي، حاب بن عبد اهلل بن سعد الطائي، شرحو كضبط نصوصو كقدـ لو: عمر فاركؽ الطباع، شركة دار األرقم بن أيب - 3

. 46ـ، ص.2000األرقم، بتكت، لبناف،

Page 247: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

239

( كبقي كالتقدير ب البيت: )إذا حشرجت النفسي يوما كضاؽ ا الصدر(، فقد حذؼ الفاعل )النفسيف اتذؼ ب الشعر تتحكم فيو دكاعو أخرل أل )حشرج(، كٯتيكن أف نيقرر ىنا ما يدؿ عليو كىو الفع

غت ٤تاكلة إبراز ا١تعت كتاؿ النظم كجزالة التكيب، كىو الضركرة الشعرية، كذلك أف طبيعة الشعر اليت إذا ذيكرى ٬تعل الشاعر مضطرا إب حذؼ ما من شأنو تقـو على ضركرة متابعة كزف القصيدة الشعرية

٬تعل البيت موزكنان.ال أف

ذؼ ا١تفعوؿ، كحذفو ينقسم بدكره إب قسمت: قسم ال ييقدر فيو ا١تفعوؿ، أك ال يكاد كقد ٭تيعنيو ىو الفعل ال ييقدر إال قليبل كذلك ألف ا١تتكلم ال يعنيو أف يعرؼ ا١تتلقي ا١تفعوؿ بو، كإ٪تا الذم ي

غت، كالذم يدؿ على ىذا القسم ىو تناسي ا١تتكلم للمفعوؿ مع حذفو لو، كمثالو قولو عز كجل :" كىأىنوي ىيوى أىماتى كىأىحيا "، كىأىنوي ىيوى أىضحىكى كىأىبكى

1 .

كأحيا فقد حيذفت مفاعيل األفعاؿ الواردة ب ىذه اآلية، كالتقدير: )كأنو ىو أمات اإلنساف...(، كلكن ىذا التقدير يكوف مستبعدان من ذىن ا١تتلقي لدل تاع اآلية أك قراءهتا، كالذم يستبعد ذلك ىو سياؽ اآلية نفسها الذم ييركز على الفعل دكف غته، فنحن نبلحظ أف األفعاؿ قد

اف ا١تفعوؿ ىنا ذا أ٫تية لذيكرى تتابعت ىنا من دكف ذكر مفاعيلها، ٦تا ٬تعل الذىن مركزان عليها، كلو ك .2على األقل مرة كاحدة ٦تا سبق

ال ٮترج القسم الثاين من حذؼ ا١تفعوؿ على ما سبق، إال أف حذفو ال يعت تناسيو أك ٤تاكلة تناسيو، كإ٪تا يبقى السياؽ اللغوم أك السياؽ العاـ داال عليو داللة كاضحة، كمن شواىد ىذا النوع

و جل كعبل :" قول

.44،43سورة النجم، اآلية: - 1 . 56، ص.2يينظر: العلوم، ج. - 2

Page 248: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

240

"1 ، كقد كنا أشرنا إب اتذؼ ب ىذه اآلية لدل ىنا، كلكننا ننبو فقط إب أف ، حديثا ب علم ا١تعاين عند الز٥تشرم فبل مدعاة إلعادة ما قلناه ىناؾ

ا١تفعوؿ ب اآلية السابقة يسهيلي تقديره تبلؼ القسم السابق.

النوع الثاين: كىو حذؼ اإلضافة كقد يكوف تذؼ ا١تضاؼ نفسو، كقد يكوف تذؼ - ا١تضاؼ إليو، كاألكؿ كقوؿ اهلل عز كجل:"

"2 ، كتقدير اآلية: ) كاسأؿ أىل القرية...( فقد حيذؼى ا١تضاؼ )أىل( كناب عنو :3ا١تضاؼ إليو، كمن شواىده الشعرية قوؿ الشاعر

ػػفىػػى قىػػومػنػا إذىا القىػػيػػت قىػومػػػي فىػػاسػػأىلػيػهػػػػم بيػػرىاكى لػػصىاحبهم خى

إذىا عىثىػػػريكا كىأىقػػتىػطػػعي الػػصػػػػػػديكرىا ىىل أىعفيو عىن أيصيوؿ اتىق فيهم

كالتقدير ب ىذين البيتت ببل ريب: )... كأقتطع أحقاد الصدكر كضغائنها كدسائسها(، كلكن لػػما عي طلب حسن النظم كالتكيب من جهة، كلداعي ضوابط الشعر أيضا، كاف ذلك غت ٦تكن لدا

فإف الشاعر عدؿ عن ذكر ا١تضاؼ فحذفو كأناب عنو ا١تضاؼ إليو داال عليو لدل التقدير.

النوع الثالث: كىو حذؼ الصفة دكف ا١توصوؼ كإقامتها مقامو، أك حذؼ الصفة دكف - قولو تعاب:" كىعندىىيم قاصراتي الطرؼ أىترابه "ا١توصوؼ، كشاىده من القرآف الكرن

كتقدير القوؿ ، 4فقد حيذؼ ا١توصوؼ )اتور( كبقيت الصفة )قاصرات( دالة ، ب اآلية: )كعندىم حوره قاصرات...(

عليو، كمنو قولو تعاب أيضان: " كىآتػىينا تىيودى الناقىةى ميبصرىةن ": ) كآتينا تود الناقة كتقدير القوؿ ب اآلية، 5

.24-23سورة القصص، اآلية: - 1 .82سورة يوسف، اآلية: - 2البيتاف تثامة الليثي، ينظر: لساف العرب )كفى( ، مع تغيت ب صدر كعجز البيت األكؿ، كالبيت األكؿ قد ذكر ب سر صناعة - 3

.)احملقق(.1/328، ببل نسبة، ك٣تالس ثعلب: 1/36اإلعراب .52سورة ص، اآلية: - 4 .59سورة اإلسراء، اآلية: - 5

Page 249: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

241

آيةن مبصرة( ألف صفة )مبصرة( ال تعود على الناقة ألنو ال معت لكوف الناقة مبصرة، كإ٪تا ىي اآلية كا١تعجزة اليت جاء ا صاب عليو السبلـ.

كأما حذؼ الصفة كترؾ ا١توصوؼ داال عليها فهو قليل الدكراف ب الكبلـ، كمثالو قوؿ القائل: كما شئت من الصفات اتسنة صفات الرجولة، فقد ، " كاف كاهلل رجبل" أم رجبل جوادان كرٯتا مقداما

ذكر ا١توصوؼ )الرجل( كحذؼ الصفة )جوادان....( كذلك لداللة السياؽ عليها، إذ الغالب أف يكوف .السياؽ ىنا ىو سياؽ ا١تدح، فيكوف تقدير الصفة ب ىذه اتالة من السهولة تكاف

كقد ، كأما حذؼ اتركؼ فهو كثت، كأشكالو متعددة النوع الرابع: وىو حذف الحروف: - رأل العلوم أف اتذؼ يكوف ب حركؼ ا١تعاين فقط دكف غتىا، كىذا غت صحيح، فاتذؼ مثلما ب يكوف ب حركؼ ا١تعاين فإنو يكوف ب غتىا حذك النعل بالنعل، كمنو حذؼ اترؼ )ال( كما

:1قوؿ الشاعر

ا : يػىػمتي اهلل أىبػرىحي قىاعدن كىلىو قىطىعيوا رىأسي لىديك كىأىكصىاب فػىقيلتي

فقد حذؼ الشاعر اترؼ )ال( ب الشطر األكؿ من البيت ألف التقدير: )... ٯتت اهلل ال أبرحي قاعدان ؼ لضركرة الشعر كإقامة الوزف، كقد دؿ على ىذا اترؼ كالغالب أف الشاعر قد حذؼ ىذا اتر ، (

احملذكؼ ما بقي من الكبلـ.

كمن ىذا الضرب دكما قوؿ الشاعر:

اليمى اتى لى جي الر كي ل هتي بي اق نى مى كفيها اتةن صى رى م ا٠تى تي ي أى رى

اٯتى د ا نى ػػػػػػػدن بى ا أى ػػػػػهى ػػػي ب ػػق س ال أى كى ابػػيػػى ا حى ػػػهبي رى ش اهلل أى ػػػػػبل كى فى

أيب بن األرقم دار شركة الطباع، فاركؽ عمر: لو كقدـ نصوصو كضبط شرحو الكندم، حجر بن القيس امرؤ شرح ديواف امرئ القيس، - 1

.89ص..ت.د لبناف، بتكت، األرقم،

Page 250: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

242

، فقد حذؼ الشاعر اترؼ )ال( ب الشطر األكؿ من البيت الثاين، ألف التقدير: )كاهلل ال أشرا...(، كيبدك أف ضركرة الوزف الشعرم ىنا أيضا قد دفعت الشاعر إب االستغناء عن حرؼ النفي )ال(

كلكن ذلك ب يؤثر ب معت البيت لداللة كل من السياؽ اللغوم كالسياؽ العاـ على ما حيذؼ من الكبلـ، كأمثاؿ ىذا كثت مثلما ذكرنا سابقا.

ك٦تا يدخل ب ىذا الباب حذؼ الواك العاطفة، كىو أمر يكثر بت اتيمل، كىو من تات ، كمن شواىده قوؿ اهلل عز كجل :" الببلغة ب الكبلـ، كاتزالة ب النظم

"1 ، فقو حيذفت الواك ب موضعت على األقل، ألف التقدير بحذؼ ىذه الواك ىو إب لبغضاء من أفواىهم...(، كالدافع اآلية: )...ككدكا ما عنتم كقد بدت ا

ص اآلية، كنص تقدير إكساب التكيب ببلغة ب تكن موجودة بوجود الواك، كلنا أف نقارف بت نالواك إب حذفها اآلية، فإف بينهما بونا شاسعا، كفرقان كاسعا ال ييدرؾي إال بالعدكؿ عن توظيف

. كاالستغناء عنها

كا١تبلحظ ب ىذه اتالة أف انتباه ا١تتلقي يزداد ١تا يسمع أك يقرأ من اآلية، فكأف كل جزء من وه إب االلتزاـ بأمر ما، أك تربه خربان ما، كعلى العكس من ذلك فإف اآلية ىو آية قائمة بذاهتا تدع

استعماؿ الواك يشعر حيالو الػػػميتلقي بشيء من الفتور ب التلقي ألف ىذه اتيمل ا١تعطوفة كأهنا شيء ا قل اىتمامو بتقبل ميالسأـ ب نفسو فيفت انتباىو ك كاحد يتكرر كمن شأف ىذا التكرار أف يبعث يسمع، كىذا كلو نتيجة تذؼ الواك أك تركها.

ك٦تا يندرجي ضمن حذؼ اتركؼ، أف ٭تيذىؼى بعض الكلمة كييتؾ البعض، كىو أمر يدخل ب ذؼ األلفاظ اليت يكثر استعما٢تا السماع كال توجد قاعدة ميطردة ييقاس عليها، ككثتان ما ٯتس ىذا ات

وىا لكثرة استعما٢تا تنبوا ىذه الكثرة تذؼ بعض اللفظ، كإبقاء البعض ب الكبلـ، فكأهنم ١تا ألفي

.118سورة آؿ عمراف، اآلية: - 1

Page 251: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

243

عم صباحان" تذؼ ا٢تمزة من "، اآلخر داال عليو، كمن شواىده ا١تشهورة قو٢تم ب :"أنعم صباحان"، كالظاىر أهنم ٭تذفوف ىذا كأمثالو ألجل نفسها اللفظة األكب لفظ، ككاضح ٦تا بقي أهنا ىيأكؿ ال

التخفيف كفصاحة العبارة كلفظها، مثلما مر بنا ب العبارة السابقة، كقد يكوف مثل ىذا اتذؼ ذا أثرو ببلغي معنوم كما كرد ب قولو تعاب:" فػىلىم يىكي يػىنػفىعيهيم إٯتانػيهيم لىما رىأىكا بىأسىنا "

1 .

ىر أف ىذا اتذؼ قد جيء بو فقد حيذفت النوف من الناسخ )يكن( فأصبح )يك(، كالظا لكاف ، لو قيل: )فلم يكن ينفعهم...(ك ب أعلى مراتب الفصاحة اللفظية، من أجل االرتقاء باآلية إ

ب العبارة شيء من الثقل كاالستكراه لدل النطق ا، كتنبا لذلك حيذفت النوف فجاءت العبارة نا؛ ىو الداعي للحذؼ بل ىناؾ أيضا أحسن ما تكوف رشاقة كفصاحة، كليس ىذا كحده؛ ب نظر

داعو ببلغي لذلك، فاآلية قد كردت ب سياؽ تبكيت ا١تشركت بأهنم خاسركف بكفرىم، كأف إٯتاهنم لن ينفعهم شيئا قط، كللتعبت عن ذلك تركيبيا كمعنويان معان، حذفت النوف للداللة على أف إٯتاهنم

جيئو متأخران كاهلل أعلم.ػػمػػال قيمة لو لسييحذؼ من االعتبار كحذؼ ىذه النوف ألنو

النوع الخامس: اإليجاز بحذف األجوبة: -

ذؼ األجوبة لداللة السياؽ عليها، كذلك أف ذكر اتواب ا١تشهور بعد الشرط أك كثتان ما تيذؼ ل مىد، لذلك فهي غالبا ما تي يبقى ما يدؿ عليها، بعد السؤاؿ ىو من الزيادة اللفظية اليت ال تي

كاتذؼ من ىذا النوع ىو أحد أمثلة الكفاءة الببلغية كالرصانة األسلوبية ١تا فيو من اللمحة الدالة، كلو شواىد كأمثلة متنوعة منظومة ، كاإلشارة ا١تستغنية عن الكبلـ، كىو كثت الدكراف ب الكبلـ

:" كمنثورة، كمنها حذؼ جواب )لوال( كما كرد ب قولو تعاب

"2 ، كتقدير اآلية: )كلوال فضل اهلل عليكم كرتتو بكم تا ستكم كشرع لكم اتدكد اليت تقضي بينكم باتق...، كىذا كلو من مضموف اآلية كقد دؿ عليو اتذؼ السابق.

.85سورة غافر، اآلية: - 1 .10سورة النور، اآلية: - 2

Page 252: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

244

وف للحذؼ من كظيفة سول تقليل اللفظ لبلوغ القصد ب خفة كسرعة بديهة، كلكنو قد ال يك يفتح أحيانان أبوابا للتأكيل ال تتفق من حو٢تا اآلراء، فيضل ىذا اتذؼ أزمنة متطاكلة كالناس يسعوف حملاكلة تفسته كالوقوؼ على تأكيلو كملء الفراغ الناتج عنو، كلكنهم مع ذلك ال يقدموف سول

افتاضات غت مقطوعة الصحة ١تا ٯتيكن أف يكوف عليو.

كمن شواىد حذؼ األجوبة، قولو تعاب :"

"1 ، )فقد حيذؼ جواب )إذا كقد دؿ سياؽ اآلية على ىذا اتواب. ، ألف تقدير اآلية:) كإذا قيل...ترتوف، أعرضوا ...(

ذؼ جواب القسم لداللة ماسبق من القسم عليو كىو كثت كمنو قوؿ اهلل عز كجل :" كقد ٭تيكىالليل إذا يىسر "، كىالشفع كىالوىتر ، ياؿو عىشرو كىلى ، كىالفىجر

فجواب القسم ىنا غت موجود كإف كاف ، 2معناه سيتم تا بعده، كغالبا ما يكوف السياؽ اللغوم كالسياؽ العاـ ىو الداؿ على احملذكؼ، كا١تتلقي

يسعى إب تعويض ىذا اتذؼ باالستعانة ما.

: حذف المبتدأ وخبره:سادسالنوع ال -

ذؼ ا٠ترب تسب اتاجة إب حذؼ أحد٫تا، فمن ذؼ ا١تبتدأ من الكبلـ كما قد ٭تي قد ٭تييله" كالتقدير: )فهو صربه تيله( كمن أمثلة الثاين حذؼ خرب ، أمثلة األكؿ قولو تعاب:" فىصىبػره تى

قدير: )لوال الغيث موجوده ٢تلك الزرع(، كاألمثلة ب )لوال( كقوؿ القائل: " لوال الغيث ٢تلك الزرع" كالت ىذا تكثر كحسبنا ما ذكرنا.

يتعلق القسم الثالث من اإل٬تاز باإل٬تاز من غت حذؼ كىو ما ييسمى بإ٬تاز القصىر كإ٬تاز لة، كإ٪تا تكوف العبارة ب حد ذاهتا كأف ا ح ذفان كىو غت التقدير، فبل ييوجد فيو حذؼ مفرد كال تي

.46-45سورة يس، اآلية: - 1 .4 -1سورة الفجر، اآليات: - 2

Page 253: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

245

لكن معناىا ٯتتد كيطوؿ، تبلؼ بعض اتمل ك لعبارات عادة ما تكوف قصتةموجود، كمثل ىذه ا اليت يكوف مبناىا مساكيا ١تعناىا أك زائدان عليو.

يرل العلوم بأف إ٬تاز التقدير يتساكل فيو اللفظ كا١تعت، كلو حاكلنا أف نسقط شيئان من اللفظ ت، كب يقيم، كمن شواىده قوؿ اهلل عز كجل: " ال٩ترـى ا١تع

"1 ،لفظها على معناىا، فقولو فمثل ىذه اآليات ال يزيد معناىا عن لفظها كالقتل اإلنساف، أبلغ دعاء على اإلنساف، ١تا فيو من إذىاب الركح بسرعة كفجأة، كىو أعظم ب "

ط ب كفره لنعم اهلل، فبل يكاد يقرع السمع أسلوب الفجيعة كقولو ما أكفره، تعجب من شدة اإلفراأغلظ من ىذا الدعاء كالتعجب، كال أبلغ ب ا١تبلمة كال أقطع للمعذرة، كال أعظم داللة على السخط مع تقارب أطرافو كقصر متنو، ب أخذ ب صفة حالو من مبدأ حدكثو إب منتهى زمانو فقاؿ. من أم

التهكم كالتقرير، ب قاؿ من نطفة خلقو، كأنو قاؿ تأمل كانظر شيء خلقو؟ استفهاـ كارد على جهة . 2من أم شيء خلقتك على عظم ىذه ا١تخالفة ككفراف أنعمي عليك"

كأمثلة ىذا كثتة، كتسب العلوم فنحن ال نستطيع لن ٨تذؼ شيئان من العبارة السابقة كلو دم ا١تعت ا١تنوط ا، كإما أف تنزؿ ب ببلغتها عن أتينا شيئان من ذلك فإما أف تتل العبارة فبل تؤ

القدر األكؿ الذم كانت عليو، كالغالب ب مثل ىذه اتاالت أف ٮتتل ا١تعت نظران لقصر العبارة بشكل ال ٭تتمل اتذؼ.

:3كمن أمثلة ىذا النوع من ا١تنظـو قوؿ الشاعر

تػػػائػػػػػػػػبي لى ـ ألى ن ب س ك ب أى كإين إ ـي ػػػػػػػاد نػػػي لى ن لى ما كػػػػاف م عى إين كى

.23 -17سورة عبس، اآليات: - 1 .65، ص.2الطراز، ج. - 2 ب أقف على قائل ٢تذين البيتت، كقد كنت أعتقد أهنا من اعتذاريات األعشى أك النابغة، ينظر: ـ.س. - 3

Page 254: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

246

لراغػػػبي يتي نى ما جى عت كيصفحى ػػػػػػػػػيت رى ذ ػػػػػػل عي ػػبى ق يػى ل إب أكسو كإين

ػػبي اى كى تى ن ا أى مى ري يػ ها خى من ؾى ر س ب ػػمو ب حيػػػاب كاتيػػػاة لقائ فهػػػب

أنا كػػػػاذبي إذ سارى جاءو ى كتابى ؽه ػػػاد ا صى نى أى إذ فيكى حو و تد حي ػم أى سى

كقد راقت ىذه األبيات العلوم فنوه ا كتماؿ سبكها كحسن نظمها، كركعة إ٬تازىا، كىو أفه ٮترج بنا عن الرتابة اليت سادت شأف كثتا ما نلفيو يأتيو لدل معاتة األمثلة كالشواىد، كىو ش

على عهده حىت طغت، بل إهنا سادت منذ عهد السكاكي كمن سار ب ركابو، كلكننا مع األسف كثتان ما ٧تد العلوم إما أنو يكتفي تجرد التنويو بالشواىد، أك أنو ٬تتزئ بقليل من الغوص على

ا من الدرر، كيبدك أف أسرارىا، ب كقت يتمت قارئيو لو أنو استمر ب ىذا الغوص ليكشف لنا مزيدن التزامو بقراءة الكشاؼ كشرحو جعلو ؛ىو أيضان؛ يست ب الركاب.

يتمثل النوع الثاين من اإل٬تاز ب إ٬تاز القصر، كىو الذم تزيد فيو ا١تعاين عن األلفاظ، كىو ىو دليل على الببلغة كحسن النظم، ألف صاحبو كثت الوركد ب القرآف الكرن خصوصا كب غته، ك

يصل إب الكثت من ا١تعاين بأبسط لفظ كأقلو، كىذا ىو رأس الببلغة، كمن أمثلتو ب اتديث النبوم ، قوؿ النيب صل اهلل عليو كسلم:" ا١تعدة بيت الداء كاتمية رأس الدكاء، كعودكا كل جسم ما اعتاد "

يفيض با١تعاين الغزار، كينبجس باتكم الطبية الكثار، كحسبيك بو كصية فهذا اتديث على قصره، عن حكمة اتيكماء كطب األطباء.

: 1كمن شواىده الشعرية قوؿ السموأؿ

إبى حيسن الثػنىاء سىبيلي لىوي فػىلىيسى كىإف ىيوى لىػػم ٭تىمل عىلىى النػفس ضىيمىهىا

ففي ىذا البيت إشارة إب أف سبيل الثناء ىو ما ٬تعلها ب مشقة ألف مكاـر األخبلؽ تتاج دكما إب تضحية، إذ اتود كاإلقداـ كاإليثار كالصدؽ كتاية الذمار كما شئت من األخبلؽ ال بد لو

.66ـ، ص.1996ىػ، 1416، 1سموأؿ بن عاديا الغساين، دار اتيل، بتكت، لبناف، ط.ديواف السموأؿ، ال - 1

Page 255: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

247

ـ األخبلؽ اليت تؤدم إب من تن كىو يشق على النفس كلكن نتيجتو تيدة، كلو جئنا نعدد مكار حسن الثناء لكاف ب ذلك كبلـ كثت، ال تكفيو الصحائف الكثتة، كلكن ىذا البيت على قلة ألفاظو كإ٬تاز تركيبو قد حول كل ذلك كزاد عليو، كيبدك أف مثل ىذا البيت ىو من األكابد اليت قد ال تقع

ليل اللفظ كثت ا١تعاين، خفيف اتمل كاتفظ ثقيل ق فهو للشاعر إال ١تامان، كسبيلو سبيل اتكمة ا١تعت كا١تغزل، كلكن كركده ب القرآف كثت ١تن أراد أف يركمو.

إف ا١تبلحظة الفاحصة لظاىرة اتذؼ من منظور العلوم هتدم إب القوؿ بأنو حاكؿ أف ٭تيط ما رأيناه يقـو على الذكؽ كىو أمر يكاد ذه الظاىرة من خبلؿ تقدن األمثلة كتليلها تليبل غالبا

العلوم يتفرد بو ب زمن غاب فيو الذكؽ الناقد كاحتكم فيو الناس إب مناىج من خارج الببلغة، مناىج اعتمدت على كثت من التحديد ا١تنطقي اتاؼ الذم ال يسمح بالتوسع كاترية اإلبداعية،

د باتدكد الصارمة، فاألدب تفهومو الشموب ال ٯتكن تاؿ من األ حواؿ أف ييضبط بالضوابط ك٭تيكالوجو ب ىذا من كجهة نظرنا أف ييتؾ اإلبداع حيران يست على كجهو كيف يشاء، ب ٨تن نتبعو ب سته ك٨تاكؿ أف نصفو ب حركتو كسكونو، كب حلو كترحالو، دكف أف نقتب منو، فهو شديد

كإىابو كلما شعر بأف أحدان ما يراقبو أك يبلحظو. اتساسية، ال يلبث أف ييغت موضعو

كا١تبلحظ أيضان أف العلوم يرد اتذؼ؛ غالبا؛ إب اتانب ا١تعنوم، كاألمر كذلك، أم أف اإل٬تاز كاتذؼ يؤدم إب تركيز ا١تعت، كجعلو ينحصر ب قليل من اللفظ، كلكن العلوم ب يكن يرل

ٮتضع لضركرات الوزف الذم كثتان ما يكوف ضابطان ١تسألة الذكر كاتذؼ، بأف اتذؼ ب الشعر سب للعلوم ٤تاكلة تليلو لؤلمثلة ككقوفو على أىم دقائقها كأسرارىا. كلكن با١تقابل ٭تي

Page 256: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

248

رابعا: التعريف والتنكير:

يب مع ىذه لتعريف األتاء كتنكتىا دكر ب بناء النصوص، كذلك من منطلق أف تعامل األد األتاء ال يكوف كاحدان، فهو يوردىا نكرة حينان كييعرفها حينان آخر، كمن كاجب الناقد ىنا أف يتابع طريقة التعامل مع ىذه األتاء كاستخراج الدالالت اليت تشت إليها ب كل مرة، كربط كل حالة بغتىا

قة إذا تضافرت مع غتىا أف تيعطي من اتاالت، الستخراج عبلقة من نوع ما، كمن شأف ىذه العبل يت يتصورىا الناقد لبناء النصوص .صورة كاضحة عن الطريقة اليت يسعى ا األديب لبناء نصو، أك ال

كمسعانا ىنا ىو ٤تاكلة تتبع األمثلة اليت أكردىا العلوم دالئل على آرائو ب مناقشة مبحث ء ذاهتا ب ضوء األمثلة ا١تذكورة، من أجل ا٠تركج ب األخت التعريف كالتنكت، كمناقشة ىذه اآلرا

بالتصور الذم يراه مناسبان لبناء نص من النصوص، كال يعت ىذا أف ىذا التصور سيكوف متكامبل، كأنو صاب للتطبيق فيما بعد، كلكنو سيكوف كذلك إذا ب ضمو لبقية ا١تباحث كالتصورات األخرل

ليلي كاضح كرؤية متكاملة.لبناء منهج ت

تتلخص دراسة مبحث التعريف كالتنكت ب الوقوؼ على اآلثار ا١تعنوية كالعبلقات الناتة ب ك النكرة من األتاء، فاألمر ال يقـو على الكشف كاإلحصاء ملة أك النص لدل توظيف ا١تعرفة أات

ا يتعدل إب مساءلة ذلك كمناقشتو، ١تا استعملو الشاعر أك الكاتب من معارؼ كنكرات، كإ٪تكمقارنتو بغته، كخصوصان لدل خركجو عن مقتضى الظاىر، أم لدل انتهاكو لقاعدة التعريف كالتنكت، كأف ييعرؼ ما حقو التنكت أك العكس، إذ من شأف ىذه التساؤالت أف تكشف عن بعض

إليو اترجاين كسعى إليو غته دكف أف يهتدكا ا١تعاين ا٠تبيئة اليت ىي جوىر النظم با١تفهـو الذم دعا إليو السبيل.

سبيلنا ىنا أف نقف على مناقشة العلوم ١تبحث التعريف كالتنكت دكف أف نلتـز تناقشتو ب كل ما يعرضو، ألنو كثتان ما كاف ٮترج عن اإلطار الببلغي ليناقش ىذه ا١تسائل من كجهة نظر منطقية

ان ما كاف ييصرح بذلك، ك٭تيل على ا١تؤلفات الكبلمية ب ىذا الشأف، كلدل تثو ككبلمية، ككثت

Page 257: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

249

للتعريف كالتنكت، فإنو ٬تعل دراستو تنقسم إب قسمت: قسم عاب فيو النكرة على حدة كقسم ثافو عاب فيو ا١تعرفة، كال سبيل لنا ىنا إال متابعتو ب ذلك.

ة كالنكرة تقدمة لعلو رآىا مناسبة لذلك، ككقف فيها على حد كل يقدـ العلوم لبحث ا١تعرف من ا١تعرفة كالنكرة، كذكر ب ذلك أف ا١تعرفة ىي ما دلت على شيء بعينو، كعكسها النكرة اليت تدؿ على شيء ال بعينو، كقد نفى إمكانية تعريف حقيقة ا١تعرفة بأمر لفظي، ألف ذلك سيكوف عبثان تجة

الوقوؼ على حقيقة ا١تعرفة يعت بياف ا١تاىية كىو أمر ال ٯتكن حصولو إال باألمور ا١تعنوية ، كىذا أف كلو إضافة إب التداخل الذم قد يقع بت ا١تعرفة كالنكرة أحيانا فبعض ا١تعارؼ قد يكوف نكرة ب

.1أيضان صحيحان بعض اتاالت، كقد يكوف العكس

تتفاكت ب التعريف كتتتب ب قوة تعريفها من األعلى إب األدىن كاآلب: تتنوع ا١تعرفة، كىي الضمائر، االسم العلىم، اسم اإلشارة، كاالسم ا١توصوؿ، كا١تعرؼ باأللف كالبلـ، كا١تعرؼ باإلضافة

أقساـ كا١تنادل ، كقد أشار ابن ىشاـ إب ىذه األقساـ ب أكضح ا١تسالك، فكاف ٦تا ذكره أف " كالذم كاليت، ، عارؼ سبعة: ا١تضمر كأنا كىم، كالعلم كزيد كىند، كاإلشارة كذا كذم، كا١توصوؿا١ت

.2" ٨تو: "يا رجل" ١تعت لكالغبلـ كا١ترأة، كا١تضاؼ لواحد منها كابت كغبلمي، كا١تناد كذك األداة

كىي متفاكتة كذلك ، كييقاؿ األمري ذاتو على النكرة اليت ىي بدكرىا تنقسم إب عدة أقساـ، ككل نكرة ىي أعم من األخرل، فأنكر النكرات شيء، ب جسػػػػم ب حيواف ب إنساف، ب رجل، فهذه كلها نكرات لكنها ٥تتلفة ب داللتها على ذلك، كىنا يطرح العلوم مسألة إطبلؽ كلمة شيء على

، ىل ىو من اتقيقة أـ من ااز؟ كيرل بأف ىذه ا ١تسألة خبلفية كليس كراءىا كبت فائدة ب ا١تعدـك حقل الببلغة، فبل مدعاة ١تتابعتها.

.8، ص.2يينظر: الطراز:ج. - 1أكضح ا١تسالك إب ألفية ابن مالك، أبو ٤تمد تاؿ الدين بن ىشاـ ، تح. يوسف الشيخ ٤تمد البقاعي، دار الفكر للطباعة كالنشر - 2

.99كالتوزيع، بتكت، لبناف، د.ت. ص.

Page 258: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

250

من أحكاـ النكرة أهنا إذا أطلقت أيريدى ا إما الوحدة كإما اتنسية، فقوؿ القائل: أرجل ب ك الدار أـ امرأة؟ تساؤؿ من أجل بياف اتنسية، كحصىلى مع ذلك بياف الوحدة من غت قصد لذلك ألهنا من تصيل اتاصل، تبلؼ ما إذا قاؿ: أرجله عندؾ أـ رجبلف، فإف الغرض ىنا بياف الوحدة

دكف اتنسية كذلك كاضح، فتكيب اتملة ىو الذم يشي بنوع ا١تطلوب ب مثل ىذه اتاالت.

ليس شرطان أف تكوف ا١تعرفة أدؿ من النكرة، فا١تعرفة كإف كانت كذلك لدل اتديث عن الكلمات ب انفرادىا؛ فإهنا غت ذلك شأنان لدل اتديث عن التاكيب، ككثتا ما يكوف استخداـ

كىلىكيم ب القصاص حىياةه يا أيكب النكرة أدؿ بكثت من استخداـ ا١تعرفة، كمن أمثلتو قولو تعاب:" . 1" األىلباب لىعىلكيم تػىتػقيوفى

ياة( ىنا نكرة ١تقصد ببلغي ال ييدركو التعريف، ألف ىذه الكلمة ىنا تعت فقد كردت لفظة )ح طلب االزدياد من حياة جديدة ال من أصل اتياة األكب اليت يدؿ عليها تعريف الكلمة، كبياف ذلك أف القاتل حت يرتدع عن القتل بسبب معرفتو تد القاتل فإنو كأ٪تا أعطي فرصة جديدة للحياة، كىي ليست اتياة نفسها اليت كاف يعيشها، بل ىي حياةه كيىبت لو بعد أف كانت حياتو ستنتهي بقتلو،

فكل ىذه ا١تعاين ب نكن لنىصلى إليها لو أننا عرفنا كلمة )حياة(.

ياةو كمن ذلك أيضان قولو جل كعبل:" نػهيم أىحرىصى الناس عىلى حى لفظة ، فقد كردت 2" كىلىتىجدى)حياة( نكرة للداللة على أف ىؤالء يطلبوف حياة جديدة إضافة إب حياهتم األكب، كليس زيادة من أصل اتياة اليت ٭تيوهنا، كىناؾ تفست آخر ٢تذه ا١تسألة قد ال يكوف أقل ببلغةن من سابقتها، كىي أف

ا، ككل ىذا الذم ذكرنا إ٪تا ىؤالء يسعوف إب زيادة من حياة أم حياة مهما كانت، ال حياة بعينه كاف بوركد كلمة )حياة( نكرة غت ميعرفة، كلو عيرفت ١تا كاف لآلية كل ىذه الببلغة.

.179سورة البقرة ، اآلية: - 1 .96سورة البقرة، اآلية: - 2

Page 259: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

251

كلكن العلوم يينبو أثناء حديثو عن التعريف كالتنكت إب أمور ىامة منها كركد بعض اآليات أسباب ذلك، كىل يكوف لذلك داللة تتلف ب التعريف كالتنكت للكلمة نفسها، كيتساءؿ عن

كاحدة أـ أهنا تتلف؟ كىنا يورد قوؿ اهلل عز كجل:"

، فقد كردت كلمة )سبلـ( نكرة، بينما كردت معرفة ب قولو تعاب:" 1"

"2 فما ىو الفرؽ بينهما، أـ أف استعما٢تما ىو ب ا١توضعت بالداللة ، نفسها؟

ف السبلـ ب اآلية األكب كاف من قبىل اهلل عز كجل العلوم عن ىذه التساؤالت بالقوؿ بأ٬تيب كىو ، بل ىو بعضو فقط ، ليس كل السبلـ الصادر عن اهلل عز كجل وفجاء نكرة للداللة على أن

بالرغم من ذلك كثت على ٭تت عليو السبلـ ألنو من اهلل، كما كاف من اهلل فهو كثت قياسان بغته، كأما بذكر اهلل ب اآلية الثانية فقد كرد السبلـ ميعرفان ألنو من قبىل عيسى عليو السبلـ على نفسو ، كإشعاران

عز كجل الذم من أتائو تعاب )السبلـ(.

كأما كجو كركده منصوبا حينا كمرفوعان حينان آخر ب قولو تعاب:"

"3 فإنو ب األكؿ قد جاء منصوبا ؛إلشعار إبراىيم عليو السبلـ باألماف ألنو سبقو قولو تعاب:" فأكجس منهم خيفة" ، بينما كرد سبلـ إبراىيم مرفوعا ألنو كرد على جهة التحية ٢تم، كىذه كلها مسائل قد دفع إليها تعريف األتاء

ة الكلمات كاتيمل، كقد رأينا أف لذلك أعظم األثر ب توجيو كتنكتىا كما لذلك من أثر ب دالل .4الداللة كجهة معينة، مثلما مر بنا

.15سورة مرن، اآلية: - 1 .33سورة مرن، اآلية: - 2 .69سورة ىود، اآلية: - 3 .11، ص.2ينظر: الطراز، ج. - 4

Page 260: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

252

يشت العلوم إب أف معاتتو للمعرفة ستقتصر على ا١تعرؼ باأللف كالبلـ، كذلك ألهنا ٥تتلفة تكوف ب ا٠ترب مثلما تكوف ا١تعاين، كىي بذلك من أخصب األنواع للدراسة الداللية كالببلغية، كىي

على أربعة مراتب: 1ب ا١تبتدأ على السواء، كتكوف ب ا١تبتدأ

األكب: أف يكوف دخوؿ التعريف كاردان إلفادة تعريف اتنسية الواقعة ب الذىن، كمثالو قوؿ القائل: -لنوع، كال بياف أف أىلك الناس الدينار كالدرىم، فإف الغرض من التعريف ىنا ليس إفادة االستغراؽ ل

ىذا االسم قد سبق العهد بذكره، كلكن ا١تقصود ىنا ىو بياف جنس الشيء.

الثانية: أف تكوف كاردة إلفادة تعريف العهدية، أم لبياف أف ىذا االسم ا١تعرؼ باأللف كالبلـ قد -الثوب ب سبق العهد بذكره، فهو معركؼ من قبل، كىذا كقوؿ القائل: لبستي الثوب، فإف تعريف

ىذه اتالة يدؿ على أنو سبق العهد بو كتعرفتو من طرؼ ا١تتكلم كا١تتلقي تيعان.

الثالثة: أف يكوف التعريف داال على استغراؽ اتنس كلو من دكف استثناء، كىذا كقولك: جاءين - الرجاؿ، كا١تقصود ىنا نوع الرجاؿ كلهم من دكف استثناء كاحدو منهم.

أف تكوف داخلة من غت إفادة، أم أهنا تكوف زائدةن، كوركده ب أتاء األعبلـ مثبل. الرابعة: -

بػىري بو عن ا١تعرفة أم ا١تبتدأ، كلكن ىناؾ حاالت أما ا٠ترب فاألصل فيو أف يكوف نكرةن ألنو ٮتي خاصة يكوف فيها ا٠ترب معرفة كىي أربعة:

فتجعل ا١تعت كلو ٤تصوران ب ا٠ترب، كىذا كقوؿ القائل: زيده ىو أك٢تا: أف تفيد ا١تبالغة ب ا٠ترب ، -اتواد، فقد حصر اتود كلو ب زيد باستعمالو لؤللف كالبلـ ب تعريف ا٠ترب، إذ ال ييتصوري بعد ىذا

كيجود جواد ىو أكـر من زيد.

حاالت خاصة لبلبتداء بالنكرة فحاكلوا أف األصل ب ا١تبتدأ أف يكوف معرفة، ألف االبتداء بالنكرة ال يفيد غالبا، كلكن العلماء كجدكا - 1

يعطوا لذلك مسوغات توىا "مسوغات االبتداء بالنكرة" كىي مبثوثة ب كتب النحو، يينظر مثبلن: ٫تع ا٢توامع ب شرح تع اتوامع، عبد .218، ص. 1ج. الرتن بن أيب بكر، جبلؿ الدين السيوطي، تح. عبد اتميد ىنداكم، ا١تكتبة التوفيقية، مصر، د.ت.

Page 261: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

253

األكؿ، الغة كما فعلت بال على جهة ا١تبثانيها: أف يكوف ا٠ترب ا١تعرؼ باأللف كالبلـ مقصوران " -حكم ء ٮتصصو ك٬تعلو بيكلكن على معت أنو ال يوجد إال منو، كإ٪تا يكوف ذلك إذا قيد ا١تعت بش

نوع برأسو، كمثالو قولك: زيد الكرن حت يبخل كل جواد، كعمرك الشجاع حت يتأخر األبطاؿ، : 1ىحت ال تظن نفس بنفس ختا، كمن ىذا قوؿ األعش كبكر ىو الوب

اشارى ا كإما ع اضن إما ٥تى ةى فا طى ا١تص ا١تائةى و الواىبي ىي

مقصورا على ا١تبتدأ كمبالغان فيو، ا٠تربى ، فقد جعل التعريفي 2"أنو ال يهب ىذا العدد إال ا١تمدكح مأ بزيادة تقييدىا تا بعد ا٠ترب.كذلك بتقييده تا بعده، فكأف تقييد الصفة كحصرىا ب ا١تبتدأ ب تتم إال

كثالثها: أف تورده على حاؿ قد انكشف فيها أمر ا٠ترب على تلك الصفة فبل كجو لردىا، أم أف -ا١تبتدأ قد عيرؼ بتلك الصفة، كجاء ا٠ترب ميعرفان باأللف كالبلـ لبياف ذلك كتوكيده ال غت، كمن ذلك

الشجاعة من صفاتػػو التػػي عيػػرؼ بػػػها فػػبل يػنػػكرىػػا عليػو قوؿ القائل: زيد ىو الشجاع، إذا كانت :3أحػده، كال يػػحػتػاج ب ذلػػك إب أمػػارة تػدؿ عليو، كمن شواىده الشعرية قوؿ ا٠تنساء ب رثاء أخيها

يبلى اتم نى سى اتى ؾى كاءى بي رأيتي لو ػػػتيعلى قى اءي ػػكالبي حى ػػبي إذا قػى

من بت كل أنواع البكاء، كلكنها ب تكتف تيػػػػػػػػبلن ان فقد أرادت أف تؤكد تفرده بكوف بكائو حسػػػنبذلك حىت أكردت الصػػػػفة معرفة، كب ذلك مزيد تأكيد، كا١تبلحظ أف كلمة )اتسن( ب ترد ىنا خربان

اإلعراب.من الناحية اإلعرابية، كلكنها كذلك من حيث ا١تعت ال

، 3ديواف األعشى، األعشى ميموف بن قيس، شرحو كقدـ لو: مهدم ٤تمد ناصر الدين، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، ط. - 1

.76ىػ ، ص.1424ـ، 2003 .13، ص.2الطراز،ج. - 2راىيم، دار الفكر العريب، بتكت، لبناف، ديواف ا٠تنساء، ا٠تنساء تاضر بنت عمرك بن اتارث بن الشريد، شرح كتقيق: عباس إب - 3 . 77ـ، ص.1994، 1ط.

Page 262: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

254

كرابعها: أف يقصد بتعريف ا٠ترب كماؿ ا١تعرفة با١توصوؼ الذم عقلو ا١تتلقي ب ذىنو، بعد أف -لكل حقيقة، كىو ا١ترتى لكل ملمة، كىو الدافع يىو اتامتيعرفو لو ب الواقع، كمثالو قوؿ القائل "

ف كنت تعقل ذلك كتعرفو ، كا١ترتى كتسمع ما، فإيلكل كريهة، كأنك قلت: ىل تعقل اتامخربتو كجربتو فوجدتو على ىذه الصفة، فاشدد يديك بو، فإنو حقيقة معرفتو، فاعلم أنو فبلف، فإين

:1يتقصدىا، ك٦تا يؤيد ىذا ا١تعت كيقويو قوؿ ابن الركم تنشدىا، كبغيتك اليت ضالتك اليت

مدػتى ر ػجد مي ػمى ػػكال د ػػم ػحى ػػالػو ب ػػكن ػػكل و ػػػػال ػػم ل ػػجي ب ركؾي ػػش ػمى ػػال لي ػػجي ر ػػو الػػىي

األخذ كالتصرؼ، فإذا فهمت ذلك كعقلتو مالو ب : فكر ب رجل ال يتميز عن غته بكأنو قاؿ، فقد تظافر ا١تعطى العقلي مع ا١تعطى الواقعي الستكماؿ 2"كصورتو ب نفسك، فاعلم أنو فبلف

يت السابق، كالذم ساعد على ذلك كأتو ىو تعريف ا٠ترب باأللف كالبلـ.صورة ا١توصوؼ ب الب

يينبو العلوم إب مبلحظة ىامة ٮتطئ ب تصورىا الكثتكف كىي أف ا١تبتدأ كا٠ترب إذا كاف كبل٫تا بنيها، معرفة فإنو ٬توز اعتبار أم منهما مبتدأن كاآلخر خربان، كىي قاعدة خاطئة قد أخطأ بعضهم ب ت

كالوجو ب ىذه اتاؿ أف يينظر إب ا٠ترب على أنو ا١تسند، أم الػػػميخرب بو عن الصفة، ب حت أف ددىا ا٠ترب، كىذا ىو كجو التميػػيػػز بػيػنػهػمػا، كإذا ا١تبتدأ ىو ا١تسند إليو أم الػػػػميخرب عنو بالصفة اليت ٭تي

ة فػهػو أكب بػاالبػتػػداء، بػيػنػمػػا إذا كػػػاف الػخػبػػر داال عػلػى الػصػػفػػػة كػاف الػػمػبػتػدأ داال عػلػى الػذاتػيػػ فػػحػقػػو التأخت على ما ذكرنا.

كباتديث عن تعريف ا٠ترب يينهي العلوم اتديث عن التعريف كالتنكت كما يفيد من معاين ب يتوسع فيو كتوسعو ىو ب غته، ككتوسع إضافية، كىو حديث يبدك عليو االقتضاب، ألف العلوم

غته من الببلغيت ب التعريف كالتنكت نفسو، فهو ب ييشر ىنا مثبلن إب ضمت الشأف كأ٫تيتو ب

عدت إب ديواف ابن الركمي، لكنت ب أقف على ىذا البيت، كقد عثرت على بيت مشابو لو كىو ب مدح علي بن أتد يقوؿ فيو: - 1نظر: ديواف ابن الركمي، ابن الركمي أبو اتسن علي بن العباس بن تردل عليها تد حير كب تكن لتىكميلى إال كىو باتمد مرتىد )ي

(.437، ص.1ـ، ج.1994ىػ ،1415، 1جريج، شرح األستاذ أتد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، ط. .14،ص.2الطراز، ج. - 2

Page 263: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

255

تأكيد الكبلـ من طريق التكرير حيث يقوؿ ب ذلك:" كتلة األمر أنو ليس إعبلمك الشيء بغتة مثل لتقدمة لو، ألف ذلك ٬ترم ٣ترل تكرير اإلعبلـ ب التأكيد كاإلحكاـ، إعبلمك لو بعد التنبيو عليو، كا

فسر، كاف ذلك أفخم لو من أف يذكر من غت تقدـ إضمار" 1كمن ىنا قالوا: إف الشيء إذا أيضمر بي ، فمثل ىذه الرقائق كاف حريان بالعلوم أف يقف عندىا، كلكنو مع األسف ب يفعل.

لعلوم ب يعرض لبقية حاالت التعريف كإف كاف قد أشار إليها، كىو كإف أشار إب كما أف ا معاين تعريف ا١تسند إليو كتنكته، فإنو ب يستقص كل تلك ا١تعاين اليت منها اتث على فعل الشيء

كم ، كلسنا ىنا بصدد اتي 2أك معت اتبس أك العدد أك التقليل أك غت ذلك ٦تا أشار إليو الببلغيوفعلى العلوم كلكننا ننبو إب القضايا اليت ٯتيكن أف ييشار إليها كتيناقىش ب ىذا الشأف، كخصوصا مع

ما نعرؼ من قيدرة العلوم على التحليل كاستخراج دقائق ا١تعاين.

. 100دالئل اإلعجاز، ـ.ـ.س. ص. - 1 192، ص.١7تسائل علم ا١تعاين، ٤تمد ٤تمد أبو موسى، دار كىبة، القاىرة ، مصر،ط.يينظر: خصائص التاكيب: دارسة تليلية - 2

كبعدىا.

Page 264: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

256

: الطابع البنائي للشعر من منظور العلوي:خامسا

ة كاحدة؛ كإ٪تا كاف ظهورىا تدر٬تيا كفق مبدأ التاكم ب تنشأ النظريات العلمية كاللغوية نشأ ا١تعرب الذم يتيح للدارس تقدن تربتو للمتلقي ا١تتخصص لبلستفادة منها كاإلضافة إليها، كىذا ىو شأف النظرية الببلغية اليت ظهرت ب أكؿ أمرىا مبلحظات متفرقة، ب ب تلبث أف اشتد عودىا، ككثير

حىت استوت على سوقها نظرية كاملة األدكات، تامة ا١تنهج، كلكن ىذا الكماؿ ب أشياعها، فتطورتيكن مطلقا، ألف ستة العقل البشرم تكم القصور الذم يعتيو من جهة، ب تكم نسبية النتائج

العلمية اليت يػىتىوصل إليها من جهة ثانية؛ تعل ىذه النظريات دكما ب حالة تدد مستمر.

ينطبق ىذا الوصف تاما على ما ٨تن بصدد دراستو، كىو الطابع البنائي للنصوص بشكل عاـ، كالنصوص الشعرية؛ باعتبار أف ىذا الشعر كاف يستوب على القدر األكرب من االىتماـ؛ بشكل

فاؽ خاص، كىنا ٧تد أف ا١تصطلحات الببلغية ا١تستخدمة شأهنا شأف النظريات العامة، إذ ب يقع االتعلى اصطبلحات ٤تددة تؤطر ىذه الظاىرة، كقد ٧تد أحيانا أف لكل ناقد ككل ببلغي مصطلحاتو ا٠تاصة، كلكن الثابت ب كل ذلك ىو الظاىرة ا١تدركسة، كا١تدكنات اليت اشتغل عليها أكثر ىؤالء

.1الببلغيت

)ت. 2أشار إليو قدامة بن جعفركاف من بت اإلشارات األكب ١تسألة بنائية النصوص ىو ما ب كتابو "نقد الشعر" ، فقد حاكؿ أف يقف على طبيعة بناء الشعر باعتباره صنعة لغوية، ىػ( 337

٬تد ا١تتصفح ألكثر البحوث الببلغية أهنا اىتمت بإيراد أمثلة بأعياهنا، كلو كقع فيها التكرار، كىذه األمثلة قد تواترت بشكل الفت - 1

كحدىا دكف غتىا، كىذا ما كقفنا عليو عند العلوم الذم كرر كثتان من األمثلة اليت كردت للنظر، حىت كأف ا٠تصائص الببلغية تتعلق ا عود عند غته، كىناؾ مسألة أخرل ٯتيكن اإلشارة إليها، كىي أف العلوم كاف يهتم بإيراد أمثلتو من أشعار شعراء معركفت ك٤تدكدين، فالذم ي

يسلم بو بأف شعر ىؤالء ييعد من للطراز ٬تد أنو ركز على شعراء أمثاؿ: ا١تتنيب كأيب نواس كالبحتم، كرتا أبو تاـ بدرجة أقل، كإذا كاف ا١ت

أحسن الشعر العريب، فإنو ليس من الضركرم أف يكوف ا١تثاؿ منو دكف غته، إال أف يكوف العلوم يعتمد على ٥تزكنو احملفوظ من الشعر، كالذم كاف يقتصر على ىؤالء دكف غتىم.

كاف نصرانيا كأسلم على يد ا١تكتفي باهلل، ككاف أحد البلغاء الفصحاء ىو أبو الفرج قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادم، - 2رٮتو كالفبلسفة الفضبلء ك٦تن يشار إليو ب علم ا١تنطق، ككاف أبوه جعفر ٦تن ال يفكر فيو كال علم عنده. كذكر أبو الفرج ابن اتوزم ب تا

Page 265: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

257

مبينا األسس اليت يقـو عليها ىذا البناء، ك "أكؿ ما يبدك من عمل قدامة ىو أنو نظر إب الشعر نظرة يكونات كصفان كظيفيا بنائية: ىناؾ مكونات قائمة، كىناؾ صناعة ب

تقم بعد لعدـ كصف تلك ا١ت كما ذكرىا ىي: 1ا١تكوناتك )حسب كظيفة الشعر( كعدـ إدخا٢تا ب تفاعل.

العركض كالوزف. -1 القواب كا١تقاطع. -2 الغريب كاللغة )اللفظ(. -3 ا١تعاين كا١تقاصد. -4

... عناية تامة، فاستقصوا أمر ك ىذه ا١تكونات األربع قد عيتى الناسي بوضع الكتب]فيها[ العركض كالوزف، كأمر القواب كا١تقاطع، كأمر الغريب كالنحو، كتكلموا ب ا١تعاين الداؿ عليها الشعر،

كلكن يبدك أف اىتماـ قدامة ب ىذا ا١تبلحظات النقدية كاف منصرفا للشعر . 2كما يريد ا الشاعر"اب نفسو )نقد الشعر(، غت أف ىذه ا٠تصائص ا١تذكورة ال دكف النثر، كذلك انطبلقا من عنواف الكت

تقتصر كلها على صنعة الشعر؛ بل إف بعضها يصلح كصفا للنثر مثلما يكوف كصفا للنصوص النثرية

دامة بن جعفر بن قدامة أبو الفرج الكاتب، لو كتاب ب ا٠تراج كصناعة الكتابة، كقد سأؿ ثعلبا عن أشياء. مات ب سنة سبع كثبلثت قأبا حياف كثبلتائة ب أياـ ا١تطيع. كأنا ال أعتمد على ما تفرد بو ابن اتوزم ألنو عندم كثت التخليط، كلكن آخر ما علمنا من أمر قدامة أف

ذكر أنو حضر ٣تلس الوزير الفضل بن جعفر بن الفرات كقت مناظرة أيب سعيد الستاب كمىت ا١تنطقي ب سنة عشرين كثبلتائة . قاؿ ٤تمد بن إسحاؽ: كلو من الكتب: كتاب ا٠تراج تسع منازؿ كاف تانية منازؿ فأضاؼ إليو تاسعا .كتاب نقد الشعر . كتاب صابوف الغم. كتاب

كتاب جبلء اتزف. كتاب درياؽ الفكر. كتاب السياسة. كتاب الرد على ابن ا١تعتز فيما عاب بو أبا تاـ. كتاب حشو حشاء صرؼ ا٢تم. اتليس. كتاب صناعة اتدؿ. كتاب الرسالة ب أيب علي ابن مقلة كتعرؼ بالنجم الثاقب. كتاب نزىة القلوب كزاد ا١تسافر. كتاب زىر

، 5ـ ، ج.1993ىػ ،1414، 1معجم األدباء: ياقوت اتموم، دار الغرب اإلسبلمي، بتكت، لبناف، ط. الربيع ب األخبار. يينظر: 297: 3كالنجـو الزاىرة 363: 6كا١تنتظم 144، كانظر ترتتو أيضا ب: ترتة قدامة ب الفهرست: 2235ص.

بية: أصو٢تا كامتداداهتا" بطابعو ا١تختصر، إذ كثتا ما يقطع اتيمل يتميز أسلوب الكتابة النقدية حملمد العمرم ب كتابو "الببلغة العر - 1كيستأنف أخرل من غت كصل، حىت لكأنو بصدد اتديث مشافهة ال بصدد كتابة نقدية أكادٯتية، كلكن قارئو با١تقابل يستفيد من ىذا

االختصار حت يضع يده على ا١تعلومة العلمية مباشرة.، كانظر 2ىػ ، ص.1302، 1بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادم، مطبعة اتوائب، القسطنطينية، تركيا، ط. نقد الشعر، قدامة - 2

.306ـ، ص.1999، 1أيضا: ٤تمد العمرم، الببلغة العربية: أصو٢تا كامتداداهتا، دار إفريقيا الشرؽ، بتكت، لبناف، ط.

Page 266: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

258

الشعر كالنثر تيعا، كإذا كاف مفهـو 1، كمن ذلك حديثو عن الغريب كالنحو فإهنما من خواص بناءسنعرفو عند اترجاين خبلؿ القرف ا٠تامس للهجرة؛ فإف ىذا سيتقاطع النحو ىنا تعناه العاـ الذم مع مباحث علم ا١تعاين .

، 2قوؿ موزكف مقفى يدؿ على معت"كقد تع قدامة ا٠تصائص السابقة ب قولو بأف الشعر " د ، كقد أشار ٤تمميػػػػػزاهتا ن ىذه ا٠تصائص موضحا بعض كحاكؿ أف يقف على كل خاصية م

العمرم إب أف قدامة نذر ٣تهوده ب نقد الشعر إب كصف ىذه ا١تكونات النقدية كصفا كظيفيا، كما ، 3أنو حاكؿ أف يعرض إب تركيبها بوصف تركيبا تفاعليا ال تركيبا يقـو على الوصف ا١تستقل للعناصر

.بعد أف كانت جهود الببلغيت قبلو قد مهدت سبيل الدراسة ببياف ىذه ا٠تصائص

حاكؿ العلوم من جهتو أف يقف على أحواؿ التأليف، كبياف ظهور ا١تعاين ا١تركبة، حيث سعى ب خطوة كاضحة إب بياف الطريقة اليت يتم كفقها تأليف ا١تعاين الػػػميركبة كأحكاـ ذلك، أم أنو سعى

بذكر ٣تموعة من ب ىذا الشأف إب بياف طريقة تأليف اتيمل كالنصوص، كقد بدأ ىذا ا١تسعىالقواعد العامة اليت تؤطر بناء النصوص بشكل عاـ، كقد كانت ىذه ا١تبلحظات العامة نقطة انطبلؽ

حاكؿ من خبل٢تا تقدن تصور عاـ ١تا يراه لطبيعة بناء النص.

يىةن كبنايىةن، كابػتػىنىاهي كبػىناهي " )القاموس احمليط، البػىتى: نقيضي ا٢تى كرد ب القاموس احمليط أف :" - 1 ، بىناهي يػىبنيو بػىنيان كبناءن كبػينيانان كبنػ دـ

ـ، 2005ىػ ،1426، 8لبناف، ط. –الفتكزآبادم، تح. ٤تمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة للطباعة كالنشر كالتوزيع، بتكت بادم ب ييشر إب بناء القصيدة بالرغم من أهنا تندرج تت ىذا ا١تعت، كلكنو أشار إب معت قريب منو ، كمن الغريب أف الفتكزا1264ص.

ىوضعي: مىنسىجه كمىنسجه، كنسج الكبلـى: ب مادة "نسج" حيث يقوؿ:"عىتيو: النساجىةي، كا١ت نىسىجى الثػوبى يػىنسجيو كيػىنسيجيو، فهو نىساجه، كصىنػ

: ال نىظتى لو ب العلم كغىته، كزىكرىهي. ككمنربىو: أداةه ٯتيىد عليها الثػوبي ليػينسىجى، كػ من الفىرىس: أسفىلي من حاركو، ك" ىو نىسيجي كحده" ٠تىصىوي ة سىتىا. كذلك ألف الثػوبى إذا كاف رىفيعان ب يػينسىج على منوالو غتيه. كناقىةه نىسيوجه: ال يىض طىربي عليها اتملي، أك اليت تػيقىدميو إب كاىلها لشد

. كالنسيجي، بضم " كىي معاف أغلبها يشت إب كنىسجي الريح الربعى: أف يػىتىعاكىرىهي ر٭تاف طيوالن كعىرضان. كالنساجي: الزرادي، كالكىذابي تت: السجاداتي كيبية لؤلشياء.)يينظر: ـ. س. مادة: نسج(.الطبيعة الت

. 3نقد الشعر، ص. - 2 .307ص.ـ.ـ.س.غة العربية: أصو٢تا كامتداداهتا،الببل - 3

Page 267: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

259

كىو يشت بدايةن إب أف معاتة طرؽ بناء النصوص ال يعت استقبل٢تا عن خصائص ا١تفردات، إذ قد ٭تدث أف تتداخل خصائص كل منهما فنجد لدل معاتة بناء النص بعض خصائص ا١تفردات، كما ذلك إال ألف ىذه ا١تفردات ىي من بت مكونات النصوص، فيكوف اتديث عنها من

باب اتديث عن جزئيات النصوص كمكوناهتا، فذلك؛ إذف؛ ذلك.

كاجب األديب سواء أكاف شاعران أـ ناثران أف من إب أف يذىب العلوم ب القاعدة األكب يراعي ما تقتضيو معاين النحو، كأف يتابع أصو٢تا كفركعها لدل نظم الشعر كإنشاء النثر، كىو ىنا ييذكرنا بنظرية النظم اليت تعل تركيب الكبلـ خاضعا ١تعاين النحو من تعريف كتنكت ككصل كفصل

٦تا أشار إليو النحاة كالببلغيوف كمنهم اترجاين على كجو ا٠تصوص. كتقدن كتأخت كغت ذلك

كىو ذا ا١تنظػػػػػػػػػور يعيدنا إب ا١تراحل السابقة للببلغة العربية، ك٨تن نقصد ىنا ما كانت عليو يت سخر الببلغة عند اترجاين كمن سار ب ركابو، إذ إف مراعاة معاين النحو ىي صلب نظرية النظم ال

اترجاين كثتان من جهده لشرحها كالتكيج ٢تا.

ونو يىردي مرة يشتط العلوم على من يرـك نظم الشعر كإنشاء النثر مراعاة اللفظ من حيث ك ، لذا ٬تب التنبو الستعمالو كفق ا١تقامات كاألحواؿ، كتا أف ز أخػػػػرلمجاالػػ كعلى، على اتقيقة

ر حوؿ الببلغة كالفصاحة كالتفاضل فيهما؛ فإف الػػػميعوؿ عليو كثتا ىو االستعماؿ الكبلـ ىنا يدك اازم للكلمة، فهو أدخل فيهما كأكثر استعماالن من اتقيقة، ألف اللغة األدبية يكثر فيها ااز،

نراه الحقان أيضان كيشت العلوم إب أف تفست ذلك كلو قد مر شرحو كتفصيلو ٦تا رأيناه سابقان ك٦تا س ب باب البياف.

على ضركرة حسن استعماؿ البياف إلثبات األغراض اليت أنشيء من أجلها ا٠تطاب ب يؤكدك نفس ا١تتلقي، أم أنو ٬تب على منشئ ا٠تطاب )النص( أف يسعى إب حسن استعمالو لصور البياف

قي حىت كأنو يراىا، كىنا نراه يشت إب التخييل كا١تعاين ب تقدن الصورة كتقريبها إب ذىن ا١تتل

Page 268: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

260

كالتصور الذم ٯتارسو األديب ب نقل الصورة إب ا١تتلقي كضركرة أف ينقلها كما ىي إب ذىن ا١تتلقي نقبلن أمينان.

ر ينظر العلوم إب التصوير األديب على أنو نقل أمت للصور ا٠تارجية حىت لكأف ا١تتلقي ينظ إليها ماثلة أمامو، كىذا على العكس ٦تا كنا نراه سابقان لدل البعض ٦تن يركف بضركرة توير الصور من أجل بلوغ قدر من اإلثارة كالدىشة، فالعبارة اازية "تكسب اإلنساف عند تاعها ىزة كترؾ

ئش، كيبذؿ الكرن النشاط، كتايل األعطاؼ، كألجل ذلك يقدـ اتباف، كيسخو البخيل، ك٭تلم الطاهناية البذؿ، ك٬تد ا١تخاطب ا نشوة كنشوة ا٠تمر، حىت إذا قطع ذلك الكبلـ أفاؽ من تلك السكرة، كىب من سنة تيك النومة، كندـ على ما كاف منو من بذؿ ماؿ، أك ترؾ عقوبة، أك إقداـ

.1ء اتباؿ كالعصي"على أمر ىائل، كىذه ىي فائدة سحر لساف الفصيح اللوذعي، ا١تستغت عن إلقا

ب القاعدة الثالثة من قواعد بناء النصوص إب ضركرة ا١تناسبة بت مفردات النص يشتك لو كفقراتو، كمن شأف ىذه ا١تناسبة اللفظية كا١تعنوية أف تسهم ب التحاـ أجزاء النصوص الواحد كتي

، يقوؿ ب هؤ الذم تتماسك لبناتو كأجزاالبناء بعضها مع بعض، كقد شبو النص ب ىذه اتاؿ بذلك:" ٬تب مراعاة أحواؿ التأليف بت األلفاظ ا١تفردة، كاتمل ا١تركبة، حىت تكوف أجزاء الكبلـ متبلئمة آخذا بعضها بأعناؽ بعض، كعند ذلك يقول االرتباط، كيصفو جوىر نظاـ التأليف، كيصت

األجزاء، أك كالعقد من الدر فصلت أتاطو باتواىر حالو تنزلة البناء احملكم ا١ترصوص ا١تتبلئم .2كالآللئ، فخلص على أب تأليف، كأرشق نظاـ "

ب الفقرة السابقة إشارة كاضحة إب ا٢تيئة اليت ٬تب أف تكوف عليها النصوص من تاسك أنو أحاؿ على كترابط شكلي كمعنوم، كإف كاف العلوم ب ييفصل القوؿ ب طرؽ ىذا التابط ىنا، إال

.120، ص.2الطراز، ج. - 1 نفسو. - 2

Page 269: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

261

مباحث علم ا١تعاين كالبياف اليت درسها سابقان، كإشارتو إب الطابع البنائي للنصوص تيعترب مدخبل مناسبا من أجل بناء تصور كاضح حوؿ رؤيتو لكيفية تشكل النصوص كبنائها.

ثل ١تا سبق بأبيات شعرية يراىا مثالية ل توضيح ما ذكره سابقا ٭تاكؿ العلوم ب ىذا ا١تقاـ أف ٯتيمن ضركرة تبلحم أجزاء النصوص كتاسكها حىت تبدك كأهنا البناء الواحد ا١تتكامل، كقد مثل ىنا

:1بقوؿ الشاعر

ػػا إف رىأىيػػنىػػػا لػػفىػتػػحو ضىػػريػبػىػا بىػػػلىونىػػا ضىػػػرىائػػبى مىػػن قىػػػد مىػضىػػى فػىػمى

ػرءي أىبػػدىت لىػػوي اتىػػػػػػػػػػػػػادثىا ػػػوى الػػػمى تي عىزمنا كىشيكان كىرىأيان صىليبىا ىي

ػػػػػػػػػػػؤديدو ػػػػليػػقىػػػػي سي ػػػػػمىاحنا ميرىجى كىبىأسنا مىه تىػػػػػػنىػػػػقػػػػػػػػػلى فػػػػػي خي يبػىػاسى

يػػػػػػف إف جػػئػػتىػػػػوي صىػارخػنػا البىحر إف جئتىػػػوي ميػسػتىػثػيػبػىػػػػػػا فىػكىالس كىكى

يقف العلوم على ا٠تصائص التكيبية اليت جعلت ىذه األبيات )النص( ٪توذجان للنص شيء يلفت انتباه ا١تتلقي ب ىذا النص ىو انتقاؤه ا١تفردات ا١تتماسك ا١تتابط ، فتل بأف أكؿ

ا١تناسبة، ب حسن التأليف بينها، فهي ب تاكرىا كتانس معانيها تثابة األصباغ اليت تيعمل منها النقوش، كىو تشبيو موفق اىتدل إليو العلوم، كذلك أننا ال ٧تد ب بت ىذه الكلمات نشازان كال

ا أننا ال ٧تد ب األصباغ سوء تبلـؤ ، فاألصباغ عادةن ما ال نستطيع أف نقف على سوء تركيب مثلمحدكد فاصلة بينها كذلك لشدة التحامها حىت لىكىأىهنا الصباغ الواحد، ككذلك ىذه األبيات قد

التحمت حىت لىكىأىهنا البيت الواحد أك الكلمة الواحدة.

، إذ كاف ما قالو ال يعدك أف يكوف مبلحظة عامة أىم ما ػػػػره ذكػػػيفصل العلوم القوؿ فيما فيها قد يكوف اعتبار النص كحدة كاحدة ال ٯتيكن التمييز بت أجزائها لشد التحامها، كىو ىنا يشت

ـ، 1996، 1، ط.شرح ديواف البحتم، البحتم، أبو عبادة الوليد بن عبيد، شرح: إيليا حاكم، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف - 1 .230، ص.1ج.

Page 270: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

262

إب أنو من تفصيل ذلك أف الشاعر أحسن ابتداء الوصف بقولو :)ىو ا١ترء( فكأنو قاؿ: )فتح( ىو مل األخبلؽ، كا١تبلحظ ىنا أف الشاعر ب يتؾ فرصة من فيرص توظيف أدكات ا١تدح الرجل الكا

كتركيبها إال ككظفها، كمن ذلك توظيفو لضمت الشأف )ىو( تهيدان لذكر ا١تمدكح، كقد كينا ذكرنا سابقان أف اترجاين ذكر أف تقدن ضمت الشأف كذكره قبل ذكر ا١توصوؼ من شأنو تفخيم ا١توصوؼ

الرفع من شأنو.ك

ك٦تا ساىم ب تاسك األبيات السابقة كترابطها كبالتاب ببلغتها أف الشاعر قد جاء تيقوـ )سؤدد( نكرة غت ميعرؼ، كأضاؼ إليو )ا٠تلقت(، كمن شأف ىذا التنكت أف ٬تعل ىذا السؤدد

ؤدد متجدد غت متناهو، كمن شأف مطلقان غت ٤تدكد، فبل ٯتيكن حصره ب ٣تاؿ معت ، كمن ب فهو ساإلضافة أف تضفي مزيدان من التابط تعل ا١تضاؼ كا١تضاؼ إليو كأهنما شيء كاحد، إذ ال يتم معت

فليس « كليس كل آذاف تسمع القيل»أحد٫تا إال باآلخر، ب جاء بالتشبيو الذم " أحسن ب صوغو ذاؾ على حسب االنتظاـ، كمأخذ السياؽ يفوؽ إذا راؽ التنكت ب موضع يركؽ ب كل موضع، بل

كيزداد إعجابا كحسنا، فأنت إذا فكرت ب ىذه األبيات كجدهتا قد اشتملت على هناية ا١تدح مع ما حازتو من جودة السبك كحسن الرصف ب أسهل مأخذ كأعجبو، كىكذا يكوف اإلعجاب ب القلة

.1كالكثرة تسب ما ذكرناه"

ىنا إب مسألة تلقي النصوص، كأف للمتلقي دكران بارزان ب خلق انسجاـ النص يينبو العلوم كفهمو كالوقوؼ على ببلغتو كأسرار تالو، كيظهر ذلك ب قولو:) ليس كل آذاف تسمع القيل( تعت

لنص، أنو ٬تب أف يتوفر ب ا١تتلقي اتد األدىن من شركط التلقي كي يتمكن من الوقوؼ على ببلغة اكىذا ما تؤيده ٥تتلف القراءات اليت ٮتضع ٢تا النص، فمنها ما يكوف كامل اإلجراءات فتقف على

دقائقو كسر تاليتو، كمنها تكوف قراءة انطباعية ليس إال.

إف ا١تسألة من منظور العلوم ال تقف على عاتق صاحب النص فقط؛ كلكنها تتعلق با١تتلقي ره عنصران فعاال كمشاركا ب بناء النص كتذكقو كفهمو، ككفقا ٢تذا التصور يشتط العلوم أيضان باعتبا

توفر ا١تتلقي ا١تثاب من أجل اتيكم على البناء اتيد للنص، كليس شرطان أف يكوف النص ب حد ذاتو

.121، ص.2الطراز، ج. - 1

Page 271: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

263

بل يستطيع قراءة النص متماسك البناء، فقد يكوف كذلك، كلكن ا١تتلقي تنقصو ا٠تربة ككفاءة التلقي ف بالشكل ا١تنتظر بالرغم ٦تا قلنا من تاسك النص كإحكاـ بنائو.

على أف كبل من الذكؽ األديب للمتلقي ك السياقت اللغوم كالعاـ، ىي من بت العوامل يؤكدك تئناؼ ٦تا كيجدى ا٢تامة ا١تتحكمة ب بناء النص، فليس ما راؽ من تنكت كتعريف كإضافة كقطع كاس

كراؽ ب النص السابق يركؽ ب بقية النصوص، إذ األمر يقـو ىنا كب كل النصوص على ما يطلبو السياقاف العاـ كاللغوم أكالن، ب الذكؽ كالتلقي بعد ذلك، كال يعت التتيب ىنا أنو ترتيب لؤلفضلية

يتها تسب النصوص كاألغراض كا١تتلقت.كلكنو للذكر فقط، فهذه العوامل ىي نفسها تتتب ب أ٫ت

إذا عيدنا إب آخر ا١تبلحظات اليت ذكرىا العلوم سابقا ككقفنا عند قولو:) فأنت إذا فكرت ب ىذه األبيات كجدهتا قد اشتملت على هناية ا١تدح مع ما حازتو من جودة السبك كحسن الرصف ب

القلة كالكثرة تسب ما ذكرناه(، كىي إشارة أسهل مأخذ كأعجبو، كىكذا يكوف اإلعجاب بكاضحة منو إب ضركرة االىتماـ توضوع النص كالسعي إب استيفائو كامبل غت منقوص ألنو أصل بناء النص كمن أجلو أنشيء الكبلـ، كالنص اتيد ب نظر العلوم تسب ما تقدـ ىو الذم يصل

و، كىو الذم عرب عنو عندما قاؿ بأف األبيات )اشتملت إب أقصى اتد من تقدن ا١توضوع كإيضاحعلى هناية ا١تدح( ، فقد بلغت بتكيبها السابق شأك ا١تدح بل قمتو، كيكفي ب ىذا ا١توضع شهادة

العلوم على ذلك باعتباره متلقيان مثاليان.

٬تب أف يظهر عليو كما أنو أشار إب ضركرة جودة السبك كحسن الرصف، كىو الوجو الذم ا١تعت السابق، فا١تعت إذا كاف شريفان ال بد لو من لفظ شريف أيضان، كحسن النظم ب مثل ىذه اتاالت ضركرم الستمالة ا١تتلقي من أجل اإلقباؿ على النص كالتفاعل معو كتذكقو، كىذا يعود إب

عاين مبتذلة، كلكن الكاتب أك الشاعر معرفة معاين النحو كقوانينو كالست عليها، ككثتان ما رأينا ما يشد انتباه ا١تتلقي بل يأسره كيدعوه جن رى خ ػيتلطف ب تقدٯتها تسن نظمو كجودة سبكو، فيخرجها مي

للتفاعل معها بشكل إ٬تايب يبعث على اإلعجاب، كقد أكردنا سابقان بييت أيب عمرك الشيباين كتعليق

Page 272: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

264

رل أيضان ما كرد عن عنتة بن شداد ب كصفو للذباب حيث اتاحظ عليهما، ك٦تا ٬ترم ىذا ا :1قاؿ

ػػػتىػػػػرىنػػػػػػػ ارحو ػػػػػػكىخىبلى الذبابي ىا فػىلىيسى ببى ػػػارب الػػػمي فعػػػػػل الش ػم ػػػػػػػغىػػػػردنا كى

ػػػك ذرىاعىػػػوي بػػ ػػػا يىػػحي ـ ػػػنلىى الز ػػب عى ػػك ػػػدحى المي ػػػػقى و ػػػػػػػػػػذرىاعػػػػػػىىزجن اد األىجذى

فبالرغم من ابتذاؿ موضوع األبيات كىو اتديث عن الذباب إال أف الشاعر تيسن تصرفو ب رج )نصو( ٥ترج ان حسنان، كقد علق ا١تعاين، كجودة تركيبو بت ملفوظات األبيات قد استطاع أف ٮتي

اتاحظ على ىذا بأف الشعراء قد ب يتحدثوا ب ىذا ا١توضوع البتذالو كخشية السقوط فيو كلكن عنتة ٧تح ب اتديث عنو كأتى فيو بالعجب.

ذكر العلوم ب حديثو عن األبيات السابقة )سهولة ا١تخرج( كىي إشارة منو إب ضركرة السبك لو كفقراتو، فسهولة ا١تخرج تعت؛ ىنا؛ جودة السبك كحيسن اتيد لدل التأ ليف بت كلمات النص كتي

النظم، كلكن ليس من حيث ا١تعاين كإ٪تا من حيث اللفظ ا١تستعمل، إذ ٬تب أف يكوف عذبان سلسا يسهل أخذه فيخف على األلسنة كاألتاع تيعان، كذلك يشمل الكلمات اليت ٬تب أف ال تكوف

شية ٦تا كنا شرحناه ب باب الدراسة الصوتية، كما ال ٬تب أف يكوف خارجان عن مألوؼ غريبة كح االستعماؿ، كال مبتذالن سخيفان، كإ٪تا يكوف كسطا بت ذلك كيلو.

تؤكد ا١تبلحظات السابقة على السهولة، أم سهولة األلفاظ كالتاكيب ا١تستعملة ب إنشاء إب ضركرة االىتماـ با١تعت، ألف األمر لو كاف قائما على اللفظ لوحده النصوص كنظمها، كىي إشارة

لكاف ىذا اللفظ أكب بأف يكوف غريبا غت مألوؼ حىت يبعث على التأمل فيو لكشف معانيو، كلكن لػما كاف األمر يقـو على تقدن ا١تعت كاالىتماـ بو كانت سهولة ا١تخرج أكب بالبحث كالتوظيف، كال

اىتمامو بتقدن ا١تعت، فقد ىو ىذا أف العلوم ال يعت اللفظ اىتمامان، كلكن الذم نعنيو ىنا يعت الحظنا إشادتو باأللفاظ ا١تنتقاة كحسن التصرؼ ب سبكها كجودة نظمها.

ـ، 1998، 2شرح ديواف عنتة بن شداد، عنتة بن شداد العبسي، شرح كتعليق: عباس إبراىيم، دار الفكر العريب، بتكت، لبناف، ط. - 1

.132ص.

Page 273: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

265

أختان إب ضركرة أف يكوف النص ب طولو تابعان ١توضوعو كمقامو، فيطوؿ إذا كاف ا١تقاـ كيشت يتطلب ذلك، كيقصر إذا كاف ا١تقاـ أيضان يدعو إب القصىر كاإل٬تاز، فليست اإلطالة عبلمة على جودة النص أبدان ، كما أنو ليس القصىري دليبل على رداءتو، فاألمر قائم؛ إذف؛ على مدل مبلءمة

النص ١توضوعو كمقامو.

سىوؽ مثاؿ آخر، كنعتقد أنو إ٪تا فعل يسعى العلوم إب تأكيد ا١تبلحظات السابقة من خبلؿ ىذا من أجل إضفاء الشرعية على ىذه القواعد اليت قدمها على أهنا أسس لبناء النص اتيد، إذ كلما كانت ىذه القواعد تصلح للتطبيق على نصوص كثتة؛ كاف ذلك دليبل على صحتها كفعاليتها

:1كمشو٢تا، كىو يورد قوؿ الشاعر

ػػلػبىػػهيمي قىػػػػػاليػػػوا أليمػػهػػػػػم بيػػولػػي عىػلىػقى ى النػػػػػػػػػار ػػػػػػػوـه إذىا اسػتىػنػبىػػػػػحى األىضيػىػػاؼي كى

أف يقف على أىم ا٠تصائص اليت جعلت ىذا )النص( ب تليل ىذا ا١تثاؿ٭تاكؿ العلوم ظم كجودة ا١تعاين، كأكؿ ما شد انتباىو ب ذلك ىو البناء العاـ للبيت فهو ٪توذجان تسن السبك كالن

بناء أشد ما يكوف التحامان حىت كأنو كلمة كاحدة، كالبيت بذلك من أشد ما يكوف الشعر ىجاءن ، .فيو ىي من ا٢تجاء تكافألف كل كلمة

كامل، النص كا١توضوع كىي عبلقة تاهو كىنا ٯتيكن أف نقف على تصور العلوم للعبلقة بت فالنص ٬تب أف يذكب ب ا١توضوع ، كا١توضوع ٬تب أف يكوف ذائبا ب النص تيث من العست أف نتصور إمكانية الفصل بينهما، كىو يشت إب ذلك بقولو:" فتأليف ىذا البيت مشتمل على هناية

. 2ب الذـ كالنقص ٢تؤالء"ا٢تجاء حىت ال تكاد لفظة من ألفاظو إال ك٢تا حظ

الكلمة" ، فكأف البيت أك النص بريمتو -ٯتكن أف نطلق على ىذه ا٠تاصية مصطلح "النص عبارة عن كلمة كاحدة تشت إب صفة كاحدة أك إب ذات كاحدة ىي موضوع النص، كىذه الكلمة

، 2ار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، ط.ديواف األخطل، األخطل غياث بن غوث، شرحو كقدـ لو: مهدم ٤تمد ناصر الدين، د - 1

.166ـ، ص.1994ىػ ، 1414 .121،ص.2الطراز، ج. - 2

Page 274: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

266

" ال تكاد لفظة من ألفاظو : ىي ملخص موضوع النص نفسو، كذلك ىو ما يشت إليو قوؿ العلومـ كالنقص ٢تؤالء" . إال ك٢تا حظ ب الذ

٭تاكؿ العلوم بياف ا٠تصائص اللغوية كالتكيبية اليت كانت كراء ىذا البيت )النص( حىت جعلتو ( اليت تعل ٪توذجي التكيب مثاب السبك كالنظم، فيشت ابتداءن إب توظيف الشاعر لكلمة )قـو

ف خاصان بالرجاؿ دكف غتىم، كأهنم ال ٯتيكن أف ييشكلوا قبيلة أك حىت بيتا)تمعان( كاحدان، فهم الوص٣ترد ٣تموعة من الرجاؿ كىم ذه الصفة ال ٯتكن أف يكونوا ٪توذجا للحياة، ككضعهم ىذا ىو ٪توذج

ي اتياة ا١تتكاملة اليت ناقص ١تا ٬تب أف تكوف عليو اتياة اليت يسعى كل إنساف إب أف يعيشها كىفيها الرجاؿ كالنساء كاألطفاؿ كا٠تدـ ككل مظاىر اتياة، ال أف تكوف ٣تتزأة ب ٣تموعة من الرجاؿ

!حىت لىكىأهنم ذا الشكل ا١توصوؼ على ظهر سفر

رتبط يشت توظيف أداة الشرط )إذا( ب أكؿ البيت إب أف ما بعدىا ليس دائمان بل ىو مؤقت م بالشرط، فهؤالء األضياؼ ال يأتوف القـو إال ١تامان ، كب األكقات القليلة، بينما يشت دخوؿ الست الزائدة على الفعل )استنبح( إب أف ىذا الكلب قليل النباح كإ٪تا يكوف ذلك منو على الندرة ألف

جو الضيف إلنكاره لو، فهو ال يراه األضياؼ كما قلنا قليلو الطركؽ ٢تم، ب إف ىذا الكلب ينبح ب ك إال نادران، كالعرب ب يعاير بعضهم بعضان مثلما تعايركا بالبخل كعدـ إكراـ الضيف، كب يكن أشد

عليهم من ذلك.

كقد تع الشاعر األضياؼ تع قلة كب يقل )الضيوؼ( للداللة على قلتهم، فهم على قلة ض الغياب الطويل، كقد عرؼ ىؤالء األضياؼ باأللف كالبلـ اليت طركقهم ليس ب عددىم كثرة تعو

تشت إب أف ىؤالء القـو على عهدو ؤالء األضياؼ فبل يقصدىم كل أحد، كىذا من فرط تلهم ( مفردان ليدؿ على أنو كلب كحيد ال يوجد ٢تم سواه كما ذلك إال ألهنم ال ، أيضان، كقد قاؿ )الكلبى

.ؤنتو، كىذا من فضيع ا٢تجاء أيضان موف بو غته فجعلوه كاحدان حىت تػػػخف م٬تدكف ما يطع

كقد بالغ ب ىجائهم بأف أضاؼ الكلب لػػػػػػهػػػػم )كلبهم(، ب أمعن ب الشطر الثاين ب ىذا ـ ينوب ا٢تجاء فوظف الفعل )قالوا( للداللة على أهنم يباشركف أعما٢تم بأنفسهم كأنو ال كجود ٠تاد

عنهم كيقـو ذه األعماؿ، ككاف ىذا األمر موجو إب أمهم مباشرة ٦تا يعت أف ال خادـ ٢تم ينوب . أمهم ب مرتبة األمىة كا٠تادمةعنها ب أعماؿ البيت، فجعلوا

Page 275: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

267

ب أتى بالفعل )بوب( كىو فعل مستنكر ب ىذا ا١تقاـ ١تا يشت إليو من ذكر ٥ترجو من العورة خصوصان لػػما كاف األمر لؤلـ، ب ذكر النار كأهنا نار قليلة تيطفئها بولة كاحدة، كما ذلك إال لقلة ك

زادىم، كقد أمركا أمهم بأف تبوؿ على النار لكي ال يهتدم إليهم األضياؼ.

ان سا٫تت ٥تتلف ا١تقومات ب ىذا البيت ب بناء )النص( شكبل كمضمونان، كقد تضافرت تيع ب البناء ا١تعمارم كالدالب للبيت، كيبدك أف العلوم كاف ينطلق من ا١تلفوظات أم من الشكل لكي يصل إب ا١تعت أك ا١تضموف، لكي يؤكد مرة أخرل بأف األصل ىو بلوغ ا١تعت الكامل من ذىن

نتقاؤىا، فجاءت ا١ترسل إب ذىن ا١تتلقي، مع اإلشارة إب أف ىذه ا١تلفوظات ا١تستعملة قد حسين امن 1كأحسن ما تكوف سبكان كجودة نظم، كا١تبلحظ أيضان أف العلوم قد حاكؿ أف ال يتؾ مقوما

البيت إال كاعتصر منو داللة ببلغية سا٫تت ب الستكرة الداللية للبيت، كىي داللة ا٢تجاء، فكاف ىجاءن أيضان. البيت ب تركيبو الكلي ىجاءن مثلما كاف ب مفرداتو على انفرادىا

يعتؼ العلوم بأف الوصف السابق ال ٯتيكن لؤلديب أك الناقد أف يتوصل إليو إال بعد أف يتمكن من استيعاب فصوؿ أخرل تكوف كالتتميم لو، كقد اجتهد ب بسط اتديث ب ىذه الفصوؿ

ذه الفصوؿ من أجل استنباط بعد أف بوا تسب ما رآه مناسبان، ك٨تن ىنا بصدد متابعتو ب قراءة ى ٥تتلف شركط بناء النص ، ك٨تاكؿ ا٠تركج ب األخت بضوابط منهجية بناء النص عند العلوم.

قسم العلوم تثو ١تعايت بناء النص إب ٣تموعة من الفصوؿ كا١تباحث كاألقساـ، فبدأ الفصل اإلطناب خاصية ىامة من خصائص النصوص، األكؿ بذكر اإلطناب كبياف معناه، كقد أشار إب أف

كىو ال ٮتتص با١تفردات كإ٪تا بالكبلـ ا١تؤتلف أم بالنصوص، كقد بدأ الكبلـ فيو بالتعريف اللغوم أطنب ب كبلمو إطنابان، إذا بالغ فيو كطوؿ ذيولو إلفادة ا١تعاين، كاشتقاقو الذم أكرد أنو مصدر من "

طاؿ مقامو فيو، كفرس مطنب إذا طاؿ متنو، كمن أجل ذلك تيي من قو٢تم: أطنب ب ا١تكاف إذا ، كإ٪تا أكردنا األصل اللغوم لئلطناب من 2حبل ا٠تيمة طنبان لطولو، كىو نقيض اإل٬تاز ب الكبلـ"

منظور العلوم من دكف أصحاب ا١تعاجم الػػميختصة ألف األمر ٮتص العلوم دكف غته، كٯتيكن ٢تذا ا على شيء من تصور العلوم لبناء النص.التعريف أف يدلن

نستعمل لفظ الػػمقوـ أحيانا تعت اللفظ الذم يقـو بو البيت أك اتيملة. - 1 .123، ص.2الطراز، ج. - 2

Page 276: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

268

ييقسمي العلوم حديثو ب اإلطناب إب ٣تموعة من ا١تباحث كاف األكؿ منها ب بياف ماىيتو كالفرؽ بينو كبت التطويل، كقد ذىب إب أف معناه عند علماء البياف " ىو زيادة اللفظ على ا١تعت

يشرع ب بياف ىذه التحديدات، ك٦تا ذكره أف اإلطناب ٮتتلف ، ب 1لفائدة جديدة من غت ترديد"عن ٣تموعة من ا١تصطلحات اليت تقتب من مفهومو كتلتبس بو كىي: التطويل كالتكرير كالتادؼ، كحاكؿ أف يبت كجو الفرؽ بينها، كمن ذلك أف التطويل ىو مزيد من غت فائدة، كأف التادؼ ىو

عت لفائدة لغوية، كلكنها ليست جديدة.زيادة ب اللفظ على ا١ت

بشكل خاص على كجو الفرؽ بت اإلطناب كالتطويل، كإ٪تا خص التطويل باتديث كقفك من دكف غته من ا١تصطلحات اليت تلتبس باإلطناب للتشابو البت بينهما لدرجة أف الكثت من

بو ىبلؿ العسكرم الذم أشار العلوم إب أنو رأل العلماء قد أكرد رأيو ب التفريق بينهما، كمنهم أبأف اإلطناب كالتطويل شيء كاحد كال فرؽ بت االثنت سول ب التسمية، كىو رأم قد رده العلوم، بينما أيد رأم ابن األثت ككثت من علماء الببلغة، كىو الرأم القائل بأف كجو التفريق بت التطويل

صفة ٤تمودة ب الببلغة، تبلؼ التطويل، فإنو صفة مذمومة ب الكبلـ، اإلطنابكاإلطناب ىو أف " .2كما ذاؾ إال ألف اإلطناب ٬تيء من أجل الفائدة تبلؼ التطويل، فإنو يكوف من غت فائدة"

ثل للمصطلحات الثبلثة )اإل٬تاز التطويل( تن سلك طريقان لطلب -اإلطناب-كال يلبث أف ٯتيىذا الطريق ذا ثبلث شيعب إحداىا قصتة فهو اإل٬تاز، كالطريقاف األخرياف مقصدو ما، ككاف

متساكياف فهما التطويل كاإلطناب، كلكنهما ٮتتلفاف ب أف إحدا٫تا تتميز عن أختها بكوهنا ذات ميتػىنػىزه تيل، أك تياه عذبة جارية، أك بزيارة صديق، كاألخرل خلو من ىذا، كىنا ينظر السالك أيها

تار، كىو تثيل طريف من العلوم، كلكنا نقف عليو ىنا لبياف الرموز ا١توجودة فيو كربطها بالنص، ٮتفقولو بأف طريق اإلطناب ذات متنزه تيل يشت إب تلك ا١تميزات اليت تيز اإلطناب من نسج تيل

كم كمعاف جليلة، تبلؼ التطويل الذم يسعى غالبان إب تقدن ا١تعت كيفما اتفق، أم أنو ال كنظم ٤تييسعى إب تويد معانيو كتزيينها كيما تظهر ب مظهر حسن كحلػػػػػة تيلة، كأسلوب أنيق، كشتاف بت

الطرفت.

ـ.س. - 1 .124نفسو، ص. - 2

Page 277: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

269

٬تعل العلوم اإلطناب؛ كفق ما سبق؛ ٥تصوصا باألدبية الرفيعة اليت ال ترضى أف تقدـ معاين بلوغ الكماؿ البياين، فا١تتنزه اتميل كا١تياه العذبة كزيارة النصوص ب أم ىيئة كانت، كإ٪تا تسعى إب

الصديق ا١تذكورة سابقان ىي خصائص األدبية اليت ٬تب أف تتوفر ب النص األديب، بدأن من ا١تفردات العذبة اإلرساؿ كالتلقي، إب التاكيب اتسنة النظم ، إب الصور الواسعة ا٠تياؿ، كإب غت ذلك من

ئص األدبية كشركطها، كقد كاف العلوم كثتان ما يهتم تثل ىذه النصوص فيتوقف لدل أمثلتها خصا مبديان إعجابو ا، ككثتان ما ال ييفسر ىذا اإلعجاب سول بالذكؽ، كاتماؿ الذم ٬تده فيها.

ى ماىية يسعى العلوم ب خطوة موالية إب بياف أقساـ اإلطناب، فهو بعد أف كقف سابقان عل : أحدي٫تا خاص باتيمل، كاآلخر اإلطناب كخصائصو؛ حاكؿ أف يبت أقسامو، كقد جعلو قسمت

لنصوص، ك٨تن ىنا سنجاريو ب ىذا التقسيم، ك٨تاكؿ استخراج خصائص كل نوع ، مع متمحض لعليها ذكر مبلحظة أف العلوم قد فصل بت األنواع كاألمثلة، إذ بدأ بذكر األنواع أكال، ب عطف

األمثلة، كلكننا ىنا سنحاكؿ أف ٧تمع بت التعريف كا١تثاؿ حىت تكوف الصورة أكثر كضوحان، كألف الفصل بت التعريف كا١تثاؿ قد ال يوضح ا١تاىية بشكل جيد ألف الربط بينهما حينئذو سيكوف صعبان.

ملة الواحدة على كجهت، فقد يكوف أكالن: اإلطناب ب اتملة الواحدة: يرد اإلطناب ب اتي - حقيقة كقد يكوف ٣تازان، كال فرؽ بت االثنت إال ب نوع العبارة اليت ترد حقيقية أك ٣تازية، فمن أمثلة

ذىلكيم قػىوليكيم بأىفػوىاىكيم "اإلطناب اتقيقي ب اتملة الواحدة قولػػػػو تعاب:" ، فالقوؿ ال يكوف إال 1

اهلل عز كجل أراد التأكيد على ذلك كا١تبالغة فيو، فقد كردت ىذه اآلية لتحرن الظهار، بالفم، كلكن كىو قوؿ الزكج لزكجتو:) أنت عىلىي كظهر أمي(، فلما كاف ذلك من ىؤالء أمران عظيمان جاءت اآلية

. دة على أصحابوأيضان مؤكدة لعظمة ىذا األمر كمشد

يقوؿ تعاب ذكره ىذا القوؿ كىو قوؿ الرجل المرأتو: أنت ت ىذه اآلية:" يقوؿ الطربم ب تفس علي كظهر أمي، كدعاؤه من ليس بابنو أنو ابنو، إ٪تا ىو قولكم بأفواىكم ال حقيقة لو، ال يثبت ذه

.4سورة األحزاب، اآلية: - 1

Page 278: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

270

1الدعول نسب الذم ادعيت بنوتو، كال تصت الزكجة أما بقوؿ الرجل ٢تا: أنت علي كظهر أمي" ل بأف ىذا ا١تثاؿ حقيقي كليس ٣تازيان.ك٨تن نر

ولو تعاب:" إذ تػىلىقونىوي بأىلسنىتكيم"قكمن األمثلة اليت ساقها ب ىذا الشأف أيضان ، كالتلقي ال 2

يكوف باللساف فقط كإ٪تا قد يكوف بفعل آخر غت الكبلـ، كلكننا نرل بأف اإلطناب ىنا غت كاضح ، كما قالو بعضهم ب الطاىرة 3، فقد نزلت ىذه اآلية ب حادثة اإلفك ؿ السابقكضوحو ب ا١تثا

عائشة رضي اهلل تعاب عنها، كتا أف ىذا الذم قالوه بالرغم من كونو ٤تض افتاء كاف عظيمان ألنو ه من ٯتس شخص النيب صلى اهلل عليو كسلم؛ فإف الرد عليو من القرآف العظيم كاف عظيمان ب مستوا

عدة أكجو منها الوجو الببلغي الذم ٨تن بصدد دراستو كا١تتمثل ب اإلطناب اتقيقي، ككجو الذم قلنا من كوف اإلطناب ىنا غت كاضح ىو أننا ال نستطيع أف نكتفي من اآلية السابقة تزء منها، فبل

ل كاف بالقوؿ أـ بالفعل.نستطيع أف نقوؿ مثبلن:) إذ تلقونو( دكف بياف رد فعل التلقي ككيف كاف، ى

وفو " ك٦تا ساقو ب ىذا الشأف أيضان قوؿ اهلل تعاب:" مىا جىعىلى اللوي لرىجيلو من قػىلبػىت ب جى4 ،

فقد ذكر اهلل عز كجل القلبت كذكر أيضان أهنما ب اتوؼ، كالقلب ال يكوف إال ب اتوؼ، كا٢تدؼ كبلـ باإلطناب فيو، أم ا١تبالغة ب اإلنكار على ىذا اإلنساف الذم ال من ذلك ىو ا١تبالغة ب ال

يستطيع أف يتحمل أكثر ٦تا يتحملو قلبو الوحيد الذم بت جنبيو، فكيف يسعى إب تمل أكثر من . ذلك

ب )ب أف اهلل قد جعل لو قلبان كاحدان ب جوفو ال قلبت مثلما يدعي، فزيادة التكيىو كالواقع جوفو( ب يكن من باب التطويل الذم ال فائدة فيو أك اتشو الذم يؤتى بو غالبا ١تلء الفراغ؛ كلكنو كاف إطنابان مؤديان للمبالغة ب الكبلـ، كلو جئنا بشرح مستفيض أك تكرار كثت للعبارة ١تا كصلنا درجة

ا١تبالغة اليت كصلنا إليها باإلطناب.

مع البياف ب تأكيل القرآف(، ٤تمد بن جرير بن يزيد الطربم ، تح. ٤تمود ٤تمد شاكر، طبع مؤسسة الرسالة، بتكت، تفست الطربم )جا - 1

.206، ص.20ـ، ج.2000ىػ ، 1420، 1لبناف، ط. .15سورة النور، اآلية: - 2كإبراىيم األبيارم كعبد اتفيظ الشليب، شركة ينظر: الستة النبوية البن ىشاـ، تاؿ الدين عبد ا١تلك بن ىشاـ، تح. مصطفى السقا - 3

.297، ص.2ـ، ج.1955ىػ، 1375، 2مكتبة كمطبعة مصطفى البايب اتليب كأكالده، مصر، ط. .4سورة األحزاب، اآلية: - 4

Page 279: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

271

ا كرد ب قولو تعاب:" كمن ذلك أيضان م

"1 كالسقف ال يكوف إال ،أراد أف يبالغ ب الرد على مكرىم تا ىو أشد منو فجاء ببياف أف السقف فوقهم، كلكن اهلل عز كجل

قد خر، كأف ذلك كاف من فوقهم، كلبياف ذلك لنا أف نتصور اتالت، أم أف نتصور ا١تشهد من دكف ذكر عبارة )من فوقهم(، ب ٨تاكؿ أف نتصورىا من جديد باعتبار قولو تعاب: )من فوقهم(، كحينئذو

يتبت لنا كجو الفرؽ بت العبارتت، كسيشعر ا١تتلقي ب العبارة الثانية ذات اإلطناب كأف ا١تشهد س ماثل أمامو، يراه عيانان، كيظهر ذلك خصوصان لدل تلقيو قولو:)من فوقهم(.

مىلي يتمثل الوجو الثاين من أكجو اإلطناب ب اإلطناب اازم كىو صنو اتقيقي سول أنو ٭تي على عبارة ٣تازية، كمن األمثلة اليت ساقها العلوم ب ىذا الشأف قوؿ اهلل عز كجل:"

"2 كالعمى الذم يصيبها ، ، فقد ذكر اهلل عز كجل ب ىذه اآلية أف األبصار ال تعمىىو شيء بسيط كعادم، كإ٪تا يكوف العمى للقلوب، فهو العمى الػػػميهلك، كلكن التعبت ىنا كرد

لغوم للبصر، كىو توقف العت عن على جهة ااز، فاتقيقة أف العمى موضوع ب أصل الوضع الأداء كظيفتها، كلكن اهلل عز كجل قد جاء بالتعبت ىنا على جهة ااز، ب أضاؼ قولو: )ب الصدكر(

ب ذلك قد جاء تا يفيد كالقلوب ب األصل ال تكوف إال ب الصدكر، كلكن اهلل عز كجل مبالغة . اإلطناب

ذلك بالقوؿ:" فالفائدة بذكر الصدكر ىهنا كإف كانت القلوب حاصلة كقد عرب العلوم عن ب الصدكر على جهة اإلطناب بذكر ااز، كبيانو ىو أنو ١تا علم كتقق أف العمى على جهة اتقيقة إ٪تا يكوف ب البصر، كىو أف تصاب اتدقة تا يذىب نورىا كيزيلو، كاستعمالو ب القلوب إ٪تا يكوف

لتجوز بالتشبيو، فلما أريد ما ىو على خبلؼ ا١تتعارؼ من نسبة العمى إب القلوب كنفيو على جهة اعن األبصار، ال جـر احتاج األمر فيو إب زيادة تصوير كتعريف، ليتقرر أف مكاف العمى ىو القلوب،

.26سورة النحل، اآلية: - 1 .46سورة اتج، اآلية: - 2

Page 280: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

272

تلف اإلطناب ، فثبت ٦تا تقدـ أف خاصية اإلطناب ىي غالبان ا١تبالغة ب ا١تعت، كال ٮت 1ال األبصار"اازم عن اتقيقي إال ب نوع العبارة من حيث اتقيقةي كااز، مع ما ب ااز أحيانان من زيادة ب

دقة التصوير للعبارة.

ثانيان: اإلطناب ب النص: كىو ما اصطلح عليو العلوم تا يرد ب اتيمل ا١تتعددة، كحاكؿ أف - ا٠تصائص اليت ترد فيو، كب اتقيقة إف العلوم كاف يسعى دائما ٬تعلو ضمن أضرب ٥تتلفة تسب

إب أف يكوف عملو ٦تنهجان ٦تا ساعده كثتان على توضيح ما يريد، كقد عقىد الضرب األكؿ لئلطناب الذم يكوف كاردان على جهة النفي كاإلثبات، أم أف يذكر ا١تتكلم معت من ا١تعاين كاردان على جهة

، ب ييتبعو با١تعت نفسو لكنو كارد على جهة النفي أك العكس، مع زيادة أحد٫تا ب ا١تعت اإلثبات مثبلعن اآلخر إذ ال يعت أف قولنا )با١تعت نفسو( أف يكوف ا١تعنياف متطابقت، كلكن ا١تقصود أف صيغة

تلف، كنتيجة الػمعت تتلف من اإلثبات إب النفي ٦تا ٬تعلنا نستبعد ظاىرة التكرار، ألف التكيب ٥تيذلك أف يكوف الكبلـ ب اتالة الثانية كاردان على جهة التأكيد كا١تبالغة، ألنو ٭تمل معت إضافيان ىو

معت ا١تبالغة كما ذكرنا.

كمن شواىد ذلك ب القرآف الكرن قوؿ اهلل عز كجل: "

"2 فقد كرد ا١تعت األكؿ كىو عدـ استئذاف ،ا١تؤمنت للنيب صلى اهلل عليو كسلم ب اتهاد ب سبيل اهلل باألمواؿ كاألنفس، كلكن ىذا ب يكن كافيان لتوضيح ا١تعت كتأكيده كا١تبالغة فيو، فجيء بعكسو من حيث الصيغة على جهة اإلطناب، فكاف

ف النيب صلى اهلل عليو كسلم إ٪تا ىػػػػػػػػػػػم الذين ال يؤمنوف باهلل كباليـو ا١تعت العكسي أف الذين يستأذنو . ، فهم باقوف ب قيده ال يتحركوفاآلخر، كىم أنفسهم الذين أصام التدد

كىنا نبلحظ أنو أكرد ا١تعت األكؿ كىو عدـ االستئذاف للجهاد ب أكرد ا١تعت الثاين كىو ك٫تا كما نرل متعاكساف صيغةن، فإذا تثنا عن فائدة ذلك كجدناىا تأكيد ا١تعت كا١تبالغة االستئذاف،

فيو، كتفصيل ذلك أنو ١تا ذكر عدـ استئذاف ا١تؤمنت النيب للجهاد، كأف أمر غتىم بقي عليو شيء

.126، ص.2الطراز، ج. - 1 .45-44سورة التوبة، اآلية: - 2

Page 281: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

273

أننا فجاءت اآلية موضحةن ٢تم، كاألصل ؟الذين يستأذنوف أـ ىم فريق آخرمن الغموض، فهل ىم إذا اكتفينا بذكر الفئة األكب من ا١تؤمنت الذين ال يستأذنوف استنتجنا مباشرة أف غتىم يستأذنوف،

كلكن اآلية جاءت على جهة اإلطناب لتأكيد ىذا ا١تعت كما ذكرنا.

كمن ىذا القبيل أيضان قولو تعاب:"

"1 ففي ىذه اآلية إطناب كقع على ،جهة التأكيد أيضان، فقد ذكر قولو تعاب:) ... ال يعلموف( ب عقب ذلك بقولو:) يعلموف

....كىم عن اآلخرة ىم غافلوف(، فالذين يعلموف ظاىران من اتياة الدنيا ) كب يقل: ظاىر ظاىران اتياة الدنيا، فقد جاء باترؼ )من( للداللة على البعضية ال الكلية(، ال يعت أهنم يعلموف شيئا من

الثاين تأكيد ، فالقوؿ أمر اآلخرة، ألف أمر الدنيا ب اآلخرة ال يساكم شيئا لدل قياس أحد٫تا باآلخر . لؤلكؿ كمبالغة فيو

: )كىم عن اآلخرة ىم غافلوف( إطناب آخر، ألف العلم باتياة الدنيا بعد ذلك ب قاؿ كشؤكهنا كاالىتماـ ا دليل على اتهل باآلخرة كشؤكهنا، كلو اىتموا باآلخرة لىقل احتفا٢تم بالدنيا،

ػميبالغ ا كالذم كصل إب درجة التكالب، كيبدك أف لدينا ىنا نوعت من كتدىن عن درجة االىتماـ الػاإلطناب، نوع كارد على جهة النفي كىو األكؿ، كالثاين قد كرد على جهة اإلثبات لؤلصل، ككبل٫تا

قد كرد على جهة ا١تبالغة ب ا١تعت كالزيادة فيو.

ب أكؿ كبلمو بذكر ا١تعت كامبل، ب يعطف يتمثل الضرب الثاين ب أف يأب صاحب النص :2عليو الكبلـ بذكر التشبيو على جهة التوضيح كالبياف، كمن أمثلتو الواضحة قوؿ الشاعر

ا ذىاتي حيسػنو لىو استػىزىادىت منى الػحيسػػػػػ ف إلىيػػػػػػو لىػػػمىا أىصىابىت مىزيدى

ا ػػػ ػػكىالشمس بػىهجىةن كىالقىضيب اللػػػ فىهيى دف قىدا كىالرئم طىرفنا كىجيػػػػػػػدى

، اآلية: - 1 .7-6سورة الرـكـ، 1966، 1شرح ديواف البحتم، البحتم أبو الوليد بن عبيد الطائي، تق. إيليا حاكم، الشركة العا١تية للكتاب، بتكت، لبناف، ط. - 2 .63، ص. 2ج.

Page 282: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

274

٬تد ا١تتلقي للبيت األكؿ موصوفا ال مزيد على حيسنو، ك٦تدكحان ال مزيد على مدحو ىنا ب ىذا عليو لو أنو أراد أف يزيد إب حسنو شيئا البيت، فهو لكماؿ صفاتو، كهنايتها إب اتد الذم ال مزيد

ػػػا كىجىدى إب ذلك سبيبل، للسبب ا١تذكور كىو أف حيسنو الذم ىو عليو اآلف ىو آخر من اتيسن لىػػمىحيسن كامل ال مزيد عليو تاؿ، كلكن الشاعر ب يكتف بأف ساؽ لنا ىذا ا٠ترب، فأراد أف ييثبت ذلك

لثاين كضمنو من األكصاؼ ما يؤكد البيت األكؿ ك٬تعلو ب مرتبة ا١تقطوع كصفان فعليان، فذكر البيت ابصحتو، فهذه ا١ترأة ا١توصوفة ب البيت األكؿ ىي ب البيت الثاين كالشمس ا١تشرقة جة، ككالقضيب

يدىا، كىي مثلو أيضان ب ج، اللدف الطرم ب تثنيها، كىي أثناء ذلك كلو كالغزاؿ ب نظرهتا كعينيها كاتق أنو ال مزيد على تاؿ ىذا ا١توصوؼ فعبل، فلو أخذنا البيت الثاين تيفرده لكاف كافيان لينبئنا بأف

، كلنا أف نتصور ذكرىا ا٢تا تاؿ، كذلك لؤلكصاؼ اليت قدىذه ا١ترأة كاملة اتماؿ كال مزيد على ت كجيده، أفبل يكوف ذلك كذلك؟امرأة ب إشراؽ الشمس كطراكة القضيب كتاؿ عيت الغزاؿ

ال ينبغي أف يكونا تمن اإلطناب من تعريف؛ فإف البيت تسب ما قدمو العلوم ٢تذا النوع متكاملت، بل ٬تب أف يكوف الثاين لؤلكؿ كاإلضافة كالتوضيح كالتمثيل، كىو كذلك، فقد رأينا أف

اء البيت الثاين كالتوكيد كليس بتوكيد، فهو قد البيت األكؿ يستقل تعناه، كىو معت كامل، بينما جقدـ تشبيها للموصوؼ ييفصل صفاتو بعد أف أتلها البيت الذم قبلو، كقد اشتط العلوم ب ىذا

النوع من اإلطناب أف يكوف شطره الثاين تشبيها ال شيئان آخر، كقد تقق ذلك تا قدمنا.

رب من اإلطناب، ك٨تن نورده ىنا العتقادنا بأف ما كرد فيو يورد العلوم مثاالن آخر ٢تذا الض ٮتتلف كلو قليبل عن السابق مػػمػػا يػجعلو مناسبا الستخػػبلص مزيػػد مػػن الػػمبلحظات حػػوؿ بنػػاء

:1النصوص من منظور العلوم، كالػمثاؿ الػػمذكور ىو قوؿ البحتم ب ا١تدح

ػػػا مىػػهػػػيػػػػتىػػػػػػػػػػػػػرىددى فػػػػػػػػ ػػػػا ميػػػرىجػػػػى كىبىػػػػػػأسن ػػػػاحن ػػمى ػػػػػػػػػؤدىدو سى ػػػػػليػػػػػػػػقىػػػػػػي سي ػػبػػىاي خي

ػػػالػػػػبىػػحػػػػر إف جػػػػػئػػػتىػػػوي ػػػا كىكى ػػػػػيػػف إف جػػػػئػػػػتىػػػوي صىػارخن ػالػػػس ميػػػسػػػتىػػػػثػػػيػػػػبػىػػػػا فىكى

قل" بدؿ "تردد"، ينظر اإلحالة ، كقد كرد البيت األكؿ ب الطراز كما ىو مثبت، بينما كرد ب شرح الديواف قولو:" تن230ـ.س. ص. - 1

السابقة.

Page 283: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

275

يندرج ىذا البيت كسابقو ضمن اإلطناب بالتشبيو، فقد عىمىدى الشاعر ب البيت األكؿ إب كصف ٦تدكحو بصفيت التسامح الذم يرتيو منو كل إنساف، كالبأس الذم ٬تعل ا١تهابة منو تؤل نفس

ىذين الثوبت كيرفل فيهما كما ترفل اتسناء ب ثياا كل إنساف أيضان، كىذا ا١تمدكح يتدد ب اتساف، كلكن الشاعر ب يكتف ذا الوصف ١تمدكحو بالرغم من أنو كصف كامل بدليل أنو أعطى صورة كاملة ال مزيد عليها من اتسن للموصوؼ، فأضاؼ البيت الثاين الذم أكرد فيو تشبيها ٬تعل

هذا ا١توصوؼ سيف يقطع الرقاب ١تن جاءه صارخان مستغيثان، كىو ىذه الصفات تتجسم أمامنا، فبا١تقابل تره من العفو كالتسامح كاتود ١تن جاءه قاصدان عفوه كصىفحىوي كثوابو، فالصورتاف تقدماف

ن لكل صورة أف تستقل بو عن األخرل، ك ا١توصوؼ ب صورة كىيئة معينة، كلكن ىذا التقدن ٯتيى د صورة ا١تمدكح لدل اتمع بت الصورتت ىي غت الصورة اليت ٧تدىا لو عند انفصاؿ كل كبا١تقابل ٧ت

كاحدة عن األخرل.

ٯتيكن أف نبلحظ من جهة أخرل أف العلوم يهتم كثتان بالتمثيل من أشعار شعراء بأعياهنم مثيل من شعره كثرة الفتة كالبحتم صاحب ا١تثالت السابقت، كا١تتنيب الذم أكثر العلوم من الت

للنظر، ككذلك أبو نواس الذم ٧تد العلوم كثت اإلعجاب بشعره بالرغم من حديثو الكثت ب ا٠تمريات، كلنا أف نتساءؿ عن السبب الذم ٬تعل العلوم ٯتثل بأشعار ىؤالء دكف غتىم، كالظاىر

ر الذم ٬تود سبكو كيكثػيري ماؤه، فشأنو ب ذلك أف العلوم كاف مياال تيكم تثو ب الببلغة إب الشعب ذلك شأف اتاحظ كاترجاين اللذين كاف يركقهما اللفظ اتيد كالسبك اتسن، كب يكونا يهتماف

كثتان با١تعاين ألف أكثرىا مطركح ب الطريق.

ا١تتبلحقة، يتمثل الضربي الثالث من اإلطناب ب ذكر ا١توصوؼ منعوتان تجموعة من الصفات كلكن ىذه الصفات ٥تتلفة فيما بينها ألف كل كاحدة منها ٢تا خاصية تيزىا عما سواىا، فكأف ىذه الصفات شيء كاحد كلكن صاحب النص ٬تعل كل صفة تتميز عن أختها تصيصة معينة تعلها

:1تتفرد عن غتىا، كقد مثل العلوم لذلك بقوؿ الشاعر

جل٤تي ر غى اف أى سى ح إ كى رو ك ب ةو يعى ن ة كصى هورى مش نةو ن م م

ب ينسب العلوم البيتت لقائل معت. - 1

Page 284: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

276

يصف الشاعر ب ىذا البيت )النص( رجبلن تجموعة من الصفات ىي أنو ذك منة كصنيعة كإحساف، كتبدك ىذه الصفات كما ذكرناىا ىنا كأهنا صفة كاحدة، فا١تنة ال تكوف إال بصنيع حسن فكأهنا ىو،

لصنيعة ذاهتا ىي أحد أبواب اإلحساف، فكأهنا أيضا ىو ذاتو، كلكن الشاعر ال يقصد إب التكرار؛ كاكإ٪تا إب اإلطناب الذم تزيد معانيو بزيادة لفظو، فقد جعل ا١تنة مشهورة طائرة الذكر كليست ٣تردى

لها، أما اإلحساف فقد كاف أغر منة عادية، بينما كانت صنيعتو بكران ب ييسبىق إليها كب ٭تدث مثلها قب ٤تجبل ظاىران كليس ذلك إال لكثرتو كتعدد مظاىره.

:1كمن ذلك أيضا قوؿ الشاعر

و لي ائ أؿ سى س يو كيي ج رى ى مي ضرجكيي وي وفي يي ضي يفي ض تى جاياهي سى كي ذى

اه ذكية ليست كغتىا، إذ ضيوفو تضيف يصف الشاعر ب ىذا البيت ٦تدكحان بأف سجاي ر القرل بشكل ٬تعل كث غتىا، كما ذلك إال لكثرة عطائو، كعظم سخائو فهو يضيف الضيوؼ كيي

نفسهم يضيفوف غتىم من ىذا القرل نفسو، كالشيءي ذاتيو ييقاؿ بالنسبة ١تن يأتيو راجيان أوؼ ىم الضييرجوف منو ما كاف ىو يرجوه من ا١تمدكح، كما ذلك إال نوالو، فإنو يعود من عنده كقد أصبح الناس

لكثرة ما ناؿ من عنده، ككذلك السائل الذم يأب إليو طالبان عطاياه، فإنو يعود من عنده كقد لقيو الناس يسألونو بعد أف أغناه ا١تمدكح من فضلو، كىذا ىو معت ذكاء السجايا ا١تذكور ب أكؿ البيت.

النص كفق ما رأيناه سابقان، ككفق ما تراه البحوث اللغوية اتديثة انطبلقان من نواة يتم تكوين أساسية ىي الفكرة األكب اليت يقـو عليها النص، أك لنقل ببساطة: ىي موضوع النص، ب يتم بعد ذلك توسيع ىذه النواة تسب مقصدية صاحب النص كالوجهة اليت يسعى إب بلوغها من النص،

ينطلق" عند تشكيل النص من موضوع أساسي يتم توسعتو فهو تبان ااألديب سواء أكاف شاعران أـ كفبطرؽ شىت اعتمادان على ا١تقصد كاتالة، كتيساعديهي ب ذلك إجراءات التعبت ا١توجودة ب ثقافتو"

2 .

ب ينسب العلوم البيتت لقائل معت. - 1نظرية علم النص: رؤية منهجية ب بناء النص النثرم، حساـ أتد فرج، تق. سليماف العطار، ٤تمود فهمي حجازم، مكتبة اآلداب، - 2

. 128ـ، ص.2009ىػ ،1430، 2ط.القاىرة، مصر،

Page 285: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

277

إننا سنجد أف كإذا حاكلنا أف نبحث عن طريقة التشكيل ىذه ب البيت )النص( السابق ف الشاعر قد انطلق من موضوع مدح ا١توصوؼ، فبدأ بذكر صفتو األكب كىي ذكاء السجايا، ب استسل ب اتديث لييعدد ىذه السجايا ب اختبلفها عن غتىا، كب اختبلفها ىي نفسها فيما بينها،

ا داـ أنو يفي بالغرض من كالبيت ىنا ٪توذج ميبسط للنص، كقد يكوف التطبيق عليو أسهل تناكال متليلو كىو استخراج ضوابط النصية من جهة، كما داـ قاببل للتحليل النصي دكف إخبلؿ تنهجية التحليل من جهة ثانية، كخصوصان عندما يتعلق األمر با١تعاين النصية اليت تتفرع كتتشابك ب

ن غته من ا١تباحث.النصوص، ٦تا ٬تعل ا١تبحث الدالب فيها مسيطران أكثر م

يقف العلوم على الضرب الرابع من ضركب اإلطناب ميعتفان بأنو أكثر األنواع غموضان كأدقها مسلكان كأضيقها جريانان، كىو ميداف التبارز بت األدباء كمضمار التفاكت بت الكيتاب كالشعراء، كفيو

يب أفق انتظ ار ا١تتلقي عندما يشت إب صيعوبة اإلمساؾ ذا يتفاضل الفصحاء، كلكن العلوم ٮتيالنوع، كيكتفي إب اإلشارة إب أف ما كاف منو قليل اللفظ كثت ا١تعت فهو من باب اإل٬تاز، كما كثرت ألفاظو مع زيادة ب ا١تعاين فهو اإلطناب على تعدد أضربو اليت رأيناىا سابقان، كما كاف منو كثت اللفظ

.أيضان ا١تعت فهو التطويل كما مر بنا سابقان دكف زيادة ب

أف يقف على أىم مبحث ب منهجية بناء النص، كىو 1كاد العلوم ب ىذا ا١توضع من الطراز كيفية تشكيل النص األكثر تشعبان ٦تا سبق، كقد افتضنا أف يكوف النص أكثر تشعبان من سابقو ألف

كلو كاف بسيطان يسهل ا٠توض فيو لىكىاف قد فعل، ،ر ٦تا خاضالعلوم أحجم عن ا٠توض فيو أكثكانطبلقان ٦تا سبق من حديث العلوم فإننا نفتض أيضان أف ىذا النوع من اإلطناب يتعلق بنصوص طويلة نسبيان قد تكوف قصائد كاملة، كقد تكوف خيطبا كاملةن أيضان، كمن ىنا فإف اتديث عنها كعن

حة كاسعة ب يكن العلوم ب ىذا ا١تقاـ مهيأ ٢تا، ففوت علينا فرصة عظيمة خصائصها سيتطلب مسا قد ال تيعوض أبدان.

نتوقع أف العلوم قد حلل نصوصا من اتجم ا١تذكور سابقان أين تتفرع ا١تعاين كتتعدد القضايا ها كطرؽ تركيبها، كلكن عدـ ا١تطركحة كتتشابك اتيمل كالفقرات، أك أنو على األقل قد فكر ب تليل

تقييدىا بالكتابة يكوف قد فوت علينا ختان كثتان قد ال نتداركو، كقد يقوؿ قائل: إف لكم كفاية فيما

.130، ص.2يينظر: الطراز، ج. - 1

Page 286: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

278

قدمو ب ا١تبلحظات السابقة أك ب ما سيأب من مبلحظات، كسيكوف اتواب أف ذلك صحيح كأف ؽ بناء النصوص، كلكنو ب كل اتاالت ال يرقى ما قدمو مفيد جدا كقد يعطي صورة كاضحة عن طر

إب ما نتطلع إليو من تليل كامل لنص كامل تتوفر فيو كل معايت النصية من حجم كتعدد للقضايا ٯتيكن مثلما كتفرع للمعاين كتشابك للمعطيات، ك٨تن ىنا ٯتكن أف نيقدـ خيطاطة ٢تذا األمر، كلكنها

ٯتيكن أف تكوف غت ذلك. فإنػػػهار العلوم، ف تكوف مقاربة ١تنظو أ

كب غياب رأم شخصي للعلوم ب مثل ىذه القضايا فإننا ال ٯتيكن إال أف نفتض الفركض لنتوقع الطريقة اليت كاف العلوم ينظر ا إب منهجية بناء النصوص، كىي رؤية صحيحة من منظورنا

ت ذلك، كعلى كل حاؿ ال ٯتيكن أف تكوف ىذه الرؤية بعيدة ب غياب نص صريح للعلوم يشت إب غ عما نفتضو ألننا ننطلق من مقدمات قد ساقها العلوم نفسو على أهنا من خصائص بناء النص.

اكؿ أف يقف على شيء كلو قليل ٦تا ذيكرى سابقان كذلك حت يعقد كمع ذلك فإف العلوم ٭تي، فيشت إب اإل٬تاز كاإلطناب كالتطويل، كلكن مبلحظاتو ب ىذا الشأف مبحثان لذكر أمثلة اإلطناب

كانت مقتضبة إذا ما قارنا بينها كبت األمثلة ا١تذكورة، كخصوصان ب باب اإلطناب، ب إذا قارناىا ك٨تن ىنا أيضان بالتحليبلت اليت جاء ا تعليقان على األبيات ا١تنفردة كاليت اعتربناىا ؛٣تازان؛ نصوصان،

نورد جانبان من ىذه األمثلة كجانبان آخر من تعليقات العلوم على ىذه األمثلة نفسها، لنخرج بصورة أكثر كضوحان ١تا كاف يراه من منهجية بناء النص، ك٨تن ب ذلك تيعو سنتبع األمثلة الػػميقدمة

كحة.كالتعريفات ا١تنتقاة تبلحظات موضحة كأخرل مستنبطة للقواعد ا١تطر

ننبو ىنا إب أف العلوم قد أكرد أمثلة عن اإل٬تاز ىنا بالرغم من أف حديثو يتعلق باإلطناب، كيبدك أنو قد استعاف ب حديثو عن اإلطناب باتديث عن اإل٬تاز من باب التعريف بالضد، ك٨تن

" ىنا سنقف على أمثلة اإلطناب دكف غتىا، كقد أكرد منها قولو تعاب:

Page 287: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

279

"1 .

يعلق العلوم على ىذه اآليات كغتىا بالقوؿ:" كىكذا القوؿ ب اإلٯتاف كالكفر، كصفة ا١تؤمنت كالكفار، فإنو قد كرد ب حقهم اإل٬تاز كاإلطناب، كىو ظاىر ال ٭تتاج فيو إب التكثت، فأما

اب اهلل تعاب منزه عنو، لكونو تكثتا من غت فائدة مستجدة، كمثالو لو أريد كصف التطويل، فكتبستاف يتضمن فواكو، لقيل فيو الرماف الذل كرقو أخضر مستطيل كلو قضباف لدنة ٢تا شجوف كفنوف مشتملة على حب مدكر ب كسطها أعطاؼ مشحونة ببنادؽ تر إب غت ذلك، فما ىذا حالو يعد

. 2الذل ال ترة لو كال فائدة تتو" من التطويل

لكن ىذا التعليق ب يكن كافيا ١تثل ىذه النصوص على طو٢تا النسيب، كرتا كاف حديث العلوم ب معت بيت شعرم من األبيات السابقة يفوؽ حديثو ىنا، مع فارؽ الطوؿ بت النصت، ىذا

تكوف إب ا١تبلحظات الذكقية ليس إال، كمع ذلك باإلضافة إب أف ىذه ا١تبلحظات ىي أقرب مافنحن ملزموف بتتبعها من أجل استخراج أىم النتائج اليت ٯتكن أف تنتج عنها، فا١تبلحظة مهما كانت

مبتذلة، فإهنا با١تتابعة كا١تقارنة كاالستدالؿ ٯتكن أف توصلنا إب شيء ما.

ضركرة استبعاد ما ال يفيد من القوؿ، فنحن ٯتيكن أف نبلحظ ذلك اترص من العلوم على كثتان ما ٧تده ٯتيل إب اإلطناب، لكنو با١تقابل يرفض التطويل كيدعو إب تنبو بالرغم من أف ااؿ ٣تاؿ الكبلـ ب األدب كالنصوص األدبية اليت تتمل التطويل، كرأينا أف العلوم إ٪تا ٯتيل إب اإلطناب

اف يراه يقع من تكرار ب األعماؿ األدبية من دكف أف يكوف فيها إبداع، كىي اتاؿ دكف التطويل ١تا ك اليت دعتو إب أف يهتم باإلطناب باعتباره إبداعان ب ا١تعت.

تؤكد ا١تبلحظات السابقة اليت أكردىا العلوم تعليقان على أمثلتو، ما كنا قررناه من أنو ب ييقدـ للنص الكامل تيختلف مكوناتو، كذلك بالرغم من أنو قد أكرد من األمثلة ما يرقى أك تصوران كيليا

ٯتكن أف يرقى إب مستول النص الكامل األدكات، ك٨تن نقصد بالنص الكامل ىنا إب ذلك النص

.19-12سورة اإلنساف: اآليات: - 1 .131، ص.2الطراز، ج. - 2

Page 288: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

280

ز لتحليل من طرؼ النػقاد كالببلغيت، كليس شرطان أف يتمي كاالعادم الذم ٮتضع عادة للقراءة قاالف بالطوؿ، كلكن با١تقابل يشتط أف يكوف فيو اتد األدىن من الطوؿ، فبل يكوف بيتان أك بيتت يي

نتهى األمر، كلكننا ىنا ميلزىموفى دكمان بالسعي إب ٤تاكلة تكوين صورة عن يب مناسبة من ا١تناسبات ك ، أم تعميم النتائج ا١تتوصل منهجية بناء النصوص انطبلقان ٦تا لدينا كذلك من خبلؿ خاصية التعميم

إليها على النصوص باختبلؼ أحجامها كمواضيعها، ألف األمر يرتد ب كثت من األحياف إب ضوابط شكلية تكوف قابلة للتطبيق على النصوص ب اختبلفها، كما صلح للجزء لدل انفراده قد يصلح

للكل لدل تركيبو من ىذه األجزاء.

انا لدل قراءتو لبعض األمثلة كخصوصا لدل قراءة اآليات القرآنية تبدأ ٭تتمي العلوم أحي ، بوإشارتو لئل٬تاز كذلك تقارنتو الضد، فكثتان ما كجدناه يشت إب اإلطناب أك التطويل انطبلقان من

فقد يشرح معت اإلطناب كيقدـ مثالو، لكن ذلك ٭تتاج أحيانا إب مزيد من التوضيح، فيكوف تقدن اإل٬تاز مع أمثلتو باعتباره مقاببلن لئلطناب كفيبلن ببلوغ الفكرة ا١تبلغ ا١تناسب، كب يكن ىذا لدل

ب مواقعها من الطراز. سي مى تى ل اتديث عن اإلطناب فحسب كلكنو كاف ب مواضع أخرل تػي

ن اتديث النبوم ب يكتف العلوم بإيراد األمثلة القيرآنية كلكنو قدـ أمثلة كشواىد أخرل م ككبلـ أمت ا١تؤمنت علي بن أيب طالب رضي اهلل عنو ، كمن كبلـ البلغاء أيضان، كلكن تعليقو على رد مبلحظات عابرة، ب يقف فيها على اآلليات اليت قامت ا النصوص األحاديث النبوية كاف ٣تي

سبيل التمثيل لئلطناب قوؿ النيب صلى اهلل أكرد على دالػػػميقدمة، كلنيشر من ذلك إب مثاؿ كاحدو، فقال يكمل إٯتاف العبد باهلل، حىت يكوف فيو تس خصاؿ، التوكل على اهلل، كالتفويض عليو كسلم:"

إب اهلل، كالتسليم ألمر اهلل، كالرضا بقضاء اهلل، كالصرب على ببلء اهلل، إنو من أحب هلل، كأبغض هلل، تكمل اإلٯتاف" ، ب أتبعو بالتعليق اآلب:" فانظر إب ذكره تلك ا٠تصاؿ كأعطى هلل، كمنع هلل فقد اس

ا٠تمس اليت جعلها أصبل ب كماؿ اإلٯتاف كيف أردفها تا ىو كالثمرة ٢تا، كا١تصداؽ ألمرىا بقولو: إنو من أحب هلل، ألف كل من كملت فيو تلك ا٠تصاؿ فبل شك ب كوف أعمالو تكوف هلل من حب أك

. 1طاء أك منع"بغض أك إع

.132، ص.2الطراز، ج. - 1

Page 289: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

281

ك٨تن إذا حاكلنا أف نقف على أىم ا١تبلحظات اليت تشت إب تصور العلوم للطابع البنائي ٢تذا النص، فإننا ٧تده يتحدث عن معت اإلرداؼ كىو أف يأب ا١تتكلم بكبلـ معت، ب يردفو تا يزيده

ف، حىت إذا توفرت ىذه الشركط ب ا١تسلم أكؿ اتديث شركط اإلٯتا ب كضوحان كتأكيدان، فقد ذكراستكمل اإلٯتاف، فإذا استكملو فإف خصائص أخرل ميكملة لؤلكب ٬تب أف يكوف عليها ا١تسلم كىي تاـ اإلٯتاف كاكتمالو، كىنا ٯتكن أف نقف على مبدأ التدرج ب العرض، كذلك إذا اعتربنا أف ىذا

موجها إب ٣تموعة من ا١تسلمت، إذ ب يكن عرض اتديث للفكرة اتديث نوعه من ا٠تطبة، باعتباره ان من ىذا أـ كاف ج، كال ندرم ىل كاف العلوم يقصد باإلرداؼ شيئيمباشران، بل كاف على التدر

؟يقصد شيئان آخر

أكرد العلوم أمثلة من خيطىب اإلماـ علي رضي اهلل عنو، كا١تبلحظ أنو أكثر من التمثيل من ذه ا٠تطب حىت جعلىها تتوزع ب شكل مواضيع التوحيد كاإلٯتاف كا٠تلق كغت ذلك، حىت بلغت ى

عشران لدل العد، ك٨تن ىنا أيضان سنورد مثاالن منها لنقف على أىم مبلحظاتو عليها، كىو مثاؿ عن ه الفهم، أك اإل٬تاز ال اإلطناب فقد أكرد من خطب اإلماـ علي ب شأف التوحيد قولو:" كل ما حكا

. 1تصوره الوىم فاهلل تعاب تبلفو"

بالقوؿ:" فهذه الكلمة على قصرىا كتقارب أطرافها قد تعت ٤تاسن ى ذلكعلق علقد ك التنزيو لذات اهلل تعاب عما ال يليق ا من مشاة ا١تمكنات ك٦تاثلة احملدثات، ألف الوىم إ٪تا يتصور

هلل تعاب ليس لذاتو ٦تاثل، كال يعقل لو مشابو، ككبلمو ىذا داؿ على أف ما لو نظائر ب الوجود، كامعلومة للبشر، ك٢تذا قاؿ: كل ما حكاه الفهم، يشت بو إب أف العقوؿ قاصرة عن تحقيقة ذاتو ليس

. 2تصور تلك ا١تاىية كتعقل أصل تيك ا١تفهومية"

لو با١تعت، بل إف كثتان من الكبلـ ىو من بت يؤكد العلوم على أف إ٬تاز الكبلـ ال يعت إخبل اإل٬تاز كلكنو استوب معانيو غاية االستيفاء، كمن ذلك الكلمة السابقة لئلماـ علي، فبالرغم من قلة لفظها لدل القراءة كالعد ، إال أهنا قد استوفت ا١تعت تاما غت منقوص، كلسنا ىنا بصدد اتكم على

.د حرصو على سبلمة ا١تعت كتاموإشارة العلوم إب ما سبق يؤك ىذه الكلمة، كلكن

.133ـ.س.ص. - 1 نفسو. - 2

Page 290: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

282

كقد كينا رأيناه سابقان ٯتيل إب اإلطناب، كلكن ميلو ذلك ال يعت أنو ينفي اإل٬تاز ماداـ مستوفيان للمعت، كإذا أردنا أف ٩ترج تبلصة ىنا، فإننا سنجد العلوم ب ا١تقاـ األكؿ ٯتيل إب

ب الذم تكوف معو جودة السبك كإشراؽ األسلوب ككضوح العبارة، كقد أشاد بو ب كثت من اإلطناا١تواضع، فإذا اختل شرط اإلشراؽ، كجودة السبك كالنظم، ككضوح ا١تعت، فاألكب أف يقتصر صاحب

، أما التطويل فهو النص على اإل٬تاز، ألنو قد يناسبو ب تقدن ا١تعت، ما داـ أف اإلطناب ب ينػقىد لو عند العلوم من مثالب البناء ب النصوص، كقد أشار إب ذلك سابقان.

ٯتكن أف نبلحظ من جهة أخرل بأف العلوم ال يستسل ب شرح ما يعرض من أمثلة ىنا، فهو اكؿ إبداء رأيو فيو من خبلؿ إبد اء اإلعجاب ب الغالب يعرض ا١تثاؿ مهما كاف طويبلن ٦تتدان، ب ٭تي

بلفظو كسبكو أكالن، ب معانيو ثانيان، كلكن ىذا ال يكاد يتجاكز القراءة االنطباعية ليس إال، ب حت ٨تن نسعى إب الوقوؼ على مواطن ٯتيكن أف تدلنا على ا١تزيد من رؤيتو ١تنهجية بناء النص، كلذلك

علي رضي اهلل عنو؛ كقد بلغت زىاء ست فإننا نتجاكز األمثلة اليت ساقها من كبلـ أمت ا١تؤمنت؛ لننتقل إب الفصل الثاين الذم صفحات من الطراز، كىي مدكنة كبتة لو أهنا شيفعت بتحليل كاؼو

.عقده للمبادئ كاالفتتاحات

بدايات النصوص ككيف ٬تب أف تكوف، ألنو من ا١تعلـو أف النص مبت على بذلك كيقصد ان ما نرل النص ييرد بسبب سوء افتتاحو، كأكؿ ما يشتطو ب ذلك أف يكوف ا١تفتتح افتتاحو، ككثت

مبلئما ١تضموف النص بعده، كيكوف داال عليو كذلك، كىو أمر ينطبق على الشعر مثلما ينطبق على حات القبيحة النثر، كحىت يتضح األمر ب ذلك فإنو ييقدـ أمثلة لبلفتتاح اتسن ب ييتبعو باالفتتا

ليتأكد معت األكب.

بدأ العلوم ب ذكر االفتتاحات اتسنة بالقرآف الكرن، كما فيو من بديع االفتتاح، كاتق أف القرآف الكرن كلو افتتاحات حسنة، ككاف األكب اإلشارة إب ذلك كترؾ ا١تتلقي ٮتتار ما يشاء، كمن

تح:"ذلك قوؿ اهلل جل كعبل ب سورة الف

"1 فهذا من أبدع ،

.3-1سورة الفتح، اآلية: -1

Page 291: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

283

٢تذه اتالة، كأشد 1يقوؿ العلوم:" فانظر إب ىذه اآلية ما أعجب مبلئمتها)كذا( االفتتاح، كفيوتصر٭تها با١تقصود من أكؿ كىلة، فصدر اآلية بذكر الفتح إظهارا للمنة، كتكملة للنعمة، ب أردفو

قة كشدة بذكر ا١تغفرة إعظاما تالو، كرفعا من منزلتو، كتقريرا لنفسو كتسلية ١تا كابد قبلو من عظم ا١تشاحملنة، ب كجو التعليل با١تغفرة إب الفتح، إيذانا بأنو إ٪تا استحق الغفراف ١تا كاف منو من الصغائر من

. 2أجل ما استحق على العناية ب الفتح كمكابدة شدائده"

أشار العلوم إب أ٫تية االفتتاح ب النصوص، كضركرة أف يكوف مناسبا كموافقا ١تضموف النص، ذلك ألنو يشد انتباه ا١تتلقي ك٭تثو على مواصلة تلقي النص، كبا١تقابل فإف االفتتاح الغت ا١تناسب ك

للنصوص قد ٬تعل ا١تتلقي ينفر من النص ابتداء دكف أف يعلم بباقي ٤تتواه، ألنو ب يستسغ بدايتو بغزؿ كالنسيب ١تا لو من دكر ئ بالفعىدىؿى عن تيعو، كلذلك فإف غالبية الشعر القدن كانت تبتد

شد النفس إب النص، فإذا ب ذلك فإف الشاعر ينتقل إب ذكر موضوعو ألف ا١تتلقي قد هتيأ لذلك.

يؤكد العلوم ب تعليقو السابق على أ٫تية العبلقة بت االفتتاح كالسياؽ العاـ للنص، كيرل بأف من أكؿ كىلة، ألف ا١تقصود ب ىذه اتالة كاف على جهة البشارة، اآلية السابقة قد صرحت با١تقصود

فوجب اإلسراع ب تقدٯتو، ب أردفو بذكر ا١تغفرة زيادة ب ا١تنة كالتعظيم، كرفعان للمنزلة، كتقريران للنفس ىي كتسلية ٢تا، كالعلوم ىنا ٮتتلف مع الز٥تشرم حوؿ عد البلـ ب قولو: )ليغفر لك اهلل...( ، ىل

الـ التعليل أـ ال، إذ يراىا العلوم للتعليل، بينما يراىا الز٥تشرم كاردة على جهة التعديد للنعمة ال ذه اآلية قولو:" فإف قلت: كيف جعل فتح مكة علة للمغفرة؟ قلت: ب ٢تغت، كقد أكرد ب تفست

ة كإتاـ النعمة كىداية ٬تعل علة للمغفرة، كلكن الجتماع ما عدد من األمور األربعة: كىي ا١تغفر الصراط ا١تستقيم كالنصر العزيز، كأنو قيل: يسرنا لك فتح مكة، كنصرناؾ على عدكؾ، لنجمع لك

.3بت عز الدارين كأغراض العاجل كاآلجل"

كأما من قاؿ بأهنا الـ العاقبة فهو ب رأم العلوم ٦تن ب يؤتوا حظا من الببلغة أبدان، ألف تلها ىذا ا١تعت سيخرج ا عن معناىا ا١تنوط ا ب ىذه اآلية، كلكننا نقف ىنا على رأيت للعلوم، على

كذا باألصل، كلعل الصواب: مبلءمتها. - 1 .141،ص.2الطراز، ج. - 2 .332، ص.4ج. ـ.ـ.س.الكشاؼ، - 3

Page 292: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

284

ذكره ب أكؿ حديثو عن الذم أحدي٫تا يرل بضركرة مناسبة االفتتاح ١تضموف النص، كىو الرأم السابقة حيث االفتتاح، كالثاين ىو أف يرد االفتتاح ضمن النص فيكوف جزءان منو كما ىو ب اآليات

تدثت اآليات ب ا١توضوع مباشرة دكف مقدمات، كب ىذه اتالة ىل نعترب ما تدثت بو اآليات الظاىر ٦تا سبق أف االفتتاح إذا كاف على جهة البشارة فإنو ييقدـ ذكره على ك افتتاحان أـ موضوعان؟

ذكره. غته، أما إذا ب يكن كذلك فاألكب أف ييقدـ لو بشيء آخر قبل

كٯتكن ىنا أف نورد مثاالن آخر على االفتتاح اتسن كمبلءمتو للموضوع، كىو قوؿ اهلل عز كجل:"

"1 ":كقولو أيضان ،

"2ا بينهما من ، فقد اختلفت اآليتاف ب االفتتاح بالرغم مالتشابو ب بداية كل منهما، فقد بدأ كبل٫تا بذكر التقول كاتث عليها ككجوب التزامها، كلكن لػػػما كاف ا١توقفاف ٥تتلفت، فإف افتتاح كل آية سيختلف عن األخرل، إذ كاف سياؽ سورة النساء يتحدث

من األحكاـ، بػػيػػنػػمػػا كػػاف مػػوضػػوع عن بياف األحكاـ الشرعية للنساء من طبلؽ كمتاث كغت ذلك، كالػػنػعػي لػػػػها ػعػقػػاب كاالحػتػجػػاج سػػورة اتػػج ىػػو الػحػديػػث عػػن الػبػعػث كالػنػشػػور كالػحسػػاب كال

علػى من أنكر شيئان منها.

، كذلك ف٭تاكؿ العلوم أف يتعرؼ أكثر على االفتتاح ككيف يكوف حسنا ككيف ال يكو كألجل ذلك يسوؽ مزيدان من األمثلة، من الػحديث النبػػػػػوم كخيطب اإلماـ علي رضي اهلل عنػػػػو، ك

:3أشعار العرب، كمن ىػػػذه األخيػػػرة نسوؽ أمثلػػػػة ساقها، كمنها قوؿ الشاعر

ه الػػب ب حى السيػػػػػػفي أىصػػػػػدىؽي أىنػبىػػػػػاءن مػػػػػنى الكيتيػػػػػ جد كىاللعب ػد بػىتى الػحى ػػػد

ائف ب ػػػػح ال سي ػػػضي الصفىائ ػػػػبي ػػػػػك كىالريىػػػػػػب ودي الصحى ميتيونػػػػهن جػىػػػػػػبلءي الش

.1سورة النساء، اآلية: - 1 .1سورة اتج، اآلية: - 2 .18ـ، ص.2009، 4ديواف أيب تاـ، أبو تاـ حبيب بن أكس الطائي، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، ط. - 3

Page 293: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

285

ليفة كالناس تيعان تا قالو ا١تنجموف من كيفقى الشاعر ىنا ب افتتاح قصيدتو، كذلك بتذكت ا٠ت أف فتح عمورية لن يكوف ب ىذا الوقت، كلكن رد ا٠تليفة عليهم جاء بقوة السبلح، ككاف سيفو أصدؽ من أقواؿ ا١تنجمت ككتبهم، فكاف افتتاحو نصران من اتهتت: نصران على العدك اتقيقي كىو

، كنصران آخري ىو النصر عل ى ا١تنجمت كما ادعوه من علم للغيب، كقد كاف الناس تدثوا ترب الرـكا١تنجمت كأف ا٠تليفة فعبلن لن يستطيع فتح الببلد ا١تستلبة، كيبدك لنا أف االفتتاح ٬تب أف يتناسب مع

نفسية ا١تتلقي، فيتضمن من ا١تعاين ما تقر بو نفسو.

:1قوؿ الشاعر ك٦تا استحسنو العلوم من االفتتاحات

ػػديكري ػػػػفىػػعىػػلىػػيػػو دىائػػرىةي الػػبىػػوىار تىػػػػ نىػػقىػضى الػػذم أىعػػطىػػيػػتىػوي يىػػعػػفيػػػوري

ػػؤمػػنػػيػػنى فىػػإنػػػػػػػػػأىبػػػػشػػػػر أىمػػي بػػيػػ فىػػػػتػػػحه أىتىػػػػاؾى ػوي ػػػػػػػػػرى الػػػمي ري ػػػبػػو اإللىػػػوي كى

ـي فىجىاىله مىغ ػػػػػػػػػػيػىعفيوري إنكى حتى تػىغدري إف نى ريكري ػػػػػػػأىل عىنكى اإلمىا

بػىلىتكى أيمكى مىا ظىنػىنتى غيريكري أىظىنػىنتى حتى غىدىرتى أىنكى ميفلته ىى

ا تنهي إب علم ا١تتلقي خربان غت سار إال أف الشاعر احتاؿ ب فهذه األبيات بالرغم من أهن األمر حىت جعل خرب نقض العدك للعهد بشارة ييبشر ا أمت ا١تؤمنت، كذلك أف الذم حدث ىو أف " ىاركف الرشيد غزا يعفور ملك الرـك ككاف نصرانيا فخضع لو كبذؿ اتزية، فلما عاد ىاركف كاستقر

لرقة، كسقط الثلج، نقض يعفور الذمة كالعهد فلم ٬تسر أحد على إعبلـ ىاركف ألجل ىيبتو تدينة اب صدكر الناس، كبذؿ ٭تت بن خالد للشعراء األمواؿ النفسية على أف يقولوا أشعارا ب إعبلمو،

ة نظىمى األبيات السابق 2فكلهم أشفق من لقائو تثل ذلك إال شاعرا من أىل جدة يكت أبا ٤تمد" كضمنها خرب نقض العهد كلكنو جعلو ب شكل بشارة كاستفتاح.

يؤكد ىذا الذم قلتو ما كنا ذكرناه سابقان من أف على صاحب النص أف ييراعي لدل استفتاحو طبيعة االستفتاح ككيف فو السياؽ العاـ ، كنفسية ا١تتلقي ، ك٫تا العينصراف اللذاف قد يوجهانص

.2/145ا، كينظر ىنا: الطراز:ب ينسب ٤تقق الكتاب ىذه األبيات لشاعر معت، كب نقف ٨تن على نسبة ٢ت - 1 .2/45الطراز، - 2

Page 294: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

286

و إذا ب يكن مناسبان لنفسية ا١تتلقي فإف عملية التلقي غالبا ما تكوف فاشلة، كىذا ما يكوف، ألن ٭تدث ب االستفتاح ا١تستقبح، كاألمثلة ب ىذا الشأف كثتة ٦تا سنعرض لو ب حينو.

:1ك٦تا استساغو العلوم من االستفتاح اتسن قوؿ ا١تتنيب

ـي عي عيقبى اليىمت عىلىى امكى القىسىمي قبى الوىغىى نىدى مىػػػػػاذىا يىزيديؾى ب إقدى

كىب اليىميػػػػػػن عىلىى مىػػػا أىنػػػػتى كىاعػػػديهي مىػػػا دىؿ أىنػػػػػػكى ب الػػمػػيػػعىاد ميتػهىمي

تاـ قد افتتح بو، فذكر اندحار العدك كفراره تا أقر فقد استفتح ا١تتنيب ىنا تثل ما كاف أبو نفس ا١تمدكح كطيب نفسو، كب ذلك عظيم األثر ما ديمنا قلنا بأف نفسية ا١تتلقي ىي اليت تساىم ب طريقة بناء االستفتاح، كا١تتنيب ب ىذين البيتت ييقر نفس ا١تمدكح بأف عدكه أضعف من أف ييقسم ،

بقسمو ىذا ما داـ قادمان إب قتاؿ سيف الدكلة. ألنو لن يرب

يسعى العلوم من جهة أخرل إب طرح ٣تموعة من االفتتاحات ا١تستقبحة، كذلك من أجل توضيح ما سبق، ألف بياف ىذه األختة ىو بالضركرة بياف لؤلكب من باب التأكيد بالضد، كقد قف

اليت اختلت فيها، كعلى صاحب النص أف ٬تتنبها لدل بناء على ا١تردكد من االفتتاح لبياف الشركط نصو، كنعتقد ابتداءن أف ىذه الشركط قد ال تتلف عما كنا قررناه سابقان ب شأف االفتتاح اتسن،

كتعلقو بالسياؽ كبا١تتلقي.

:2د، كىو قولوك٦تا ساقو ب ىذا الشأف قوؿ أيب نواس ب معرض هتنئتو لؤلمت بن ىاركف الرشي

ـي ػػػةه تيػػسػػتىػػػػا ػػاشى ـي لىػػم تىػػبػػقى فػػيػػك بىػشى يػػىا دىاري مىػػا فىػػػعىػػلىت بػػػػػك األىيػػػػا

سن االبتداء، فبدؿ أف يذكر ما يشرح النفس كييسعد ا١تمدكح إذا بو يسوؽ حديث كلكنو ب ٭تيكما تستدعيو من الفراؽ كالزكاؿ، فأساء من حيث كاف ينبغي أف ٭تيسن ألف ا١تقاـ الديار كاألطبلؿ

مقاـ هتنئة كسركر ال مقاـ حزف كأسف كأب، كىذا ييذكرنا بشرط ا١تبلءمة الذم كنا قررناه، حيث قلنا حالة سركر بضركرة ا١تبلءمة بت ا١توضوع كنفسية ا١تتلقي أك ا١تمدكح، فا٠تليفة ىنا فيما يبدك ب

.419ديواف ا١تتنيب، ا١تتنيب أتد بن اتست اتعفي الكندم، دار اتيل، بتكت، لبناف، د.ت. ص. - 1 .490ديواف أيب نواس، ـ.ـ.س. ص. - 2

Page 295: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

287

زف مثلما فعل النواسي كانتشاء، كاألصل ب مثل ىذه اتاالت ١تن ييهنئو أف ييهنئو تا ييسعد ال تا ٭تي ىنا.

تو اليتمدح عبد ا١تلك بن مركاف ب قصيد كقريب من ذلك ما كرد عن ذم الرمة حت أراد :1مطلعها

ػػػػػػػػمىػػا بىػػػػاؿي عىػػيػػػنػػػكى مػػػػن ػػػأىنػػػػػػوي مػػػػػن كػػػػلىػػػى مىػػػفػػػريػػػػػةو سى ػػكػػػبي كى ػػػاءي يىػػػنػػسى ػػا الػػمى ػػػػربي ػػهى

فقد أراد ذك الرمة أف ٯتدح ا٠تليفة، فبدأ بذكر األطبلؿ كالديار على عادة الشعراء، فذكر البيت د ا١تلك بن مركاف ال تزاؿ تدمع من مرض أب ا، فاعتقد أنو ييعرض بو، السابق، ككانت عت عب

كعنفو على ذلك، كىو على حق، إذ ب ييراع الشاعر ىنا سياؽ الكبلـ، ككاف عليو أف يكوف على علم تاـ بسياؽ الكبلـ كبا١تمدكح، فقد" قاؿ بعض الكتاب: أحسنوا معاشر الكتاب االبتداءات

البياف، كقالوا: ينبغي للشاعر أف ٭تتز ب أشعاره، كمفتتح أقوالو؛ ٦تا يتطت منو، فإهنن دالئلـ كيستجفى من الكبلـ كا١تخاطبة كالبكاء ككصف إقفار الديار كتشتيت األالؼ كنعي الشباب كذالزماف؛ ال سيما ب القصائد اليت تتضمن ا١تدائح كالتهاين، كيستعمل ذلك ب ا١تراثي، ككصف

مثلما كاف اتاؿ ، 2طوب اتادثة؛ فإف الكبلـ إذا كاف مؤسسا على ىذا ا١تثاؿ تطت منو سامعو"ا٠ت . ع عبد ا١تلك بن مركاف كذم الرمةم

كتبقى مراعاة السياؽ ضركرية ١تعرفة نوع االبتداء الذم ييفتض أف يكوف، كال يعت ىذا أف حبة ىو ابتداء مستقبح، كلكن ا١تستقبح فيو ىو عدـ مبلءمتو االبتداء بذكر األطبلؿ كالزكاؿ كفراؽ األ

للموضوع كللحالة النفسية للمتلقي مثلما ذكرنا، حىت إذا كاف ا١توقف ىو موقف عزاء بفقد حبيب أك تذكت بزكاؿ النعم؛ فإف ما كاف من قبيح االستفتاحات سييصبح من أحسنها كأفضلها ١تبلءمة

ذكر ما ييطرب النفس ب ىذه اتالة من ميستقبح االفتتاح. السياؽ، كبالعكس يصبح

.1ديواف ذم الرمة، ـ.ـ.س. ص. - 1ن بن عبد اهلل العسكرم، تح. علي ٤تمد البجاكم ك٤تمد أبو الفضل إبراىيم، ا١تكتبة الصناعتت: الكتابة كالشعر، أبو ىبلؿ اتس - 2

.431ىػ ، ص.1419العصرية، صيدا، بتكت،

Page 296: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

288

أف منظور العلوم ب بناء االفتتاح اتسن يقـو على إب كٯتكن أف نستخلص أختان ٦تا سبق مراعاة ا١توضوع أكالن تيث يكوف االفتتاح تابعان للموضوع كمشتان إليو، كىو أمر ضركم، كمن جهة

راعاة الشاعر للسياؽ العاـ كاتالة النفسية للمتلقي، بأف ييػػػػػػجاريو ب شعوره، فييهنئو أخرل ال بد من مإف كاف الػػػػمقاـ مقاـ هتنئة، ك ييعزيو ب مػػػقػػػػػاـ الػػػػحػيػزف، كعلى الػػػجيملة فإنو يكوف تابعان لو ب كل

أحوالو.

كيب اللغوم ب النصوص إب االستدراجات، يشت العلوم ب معرض حديثو عن طبيعة الت فيحاكؿ تعريفها ببياف ماىيتها، كيقدـ أمثلة لذلك مع بياف دكرىا ب بناء النصوص، كسنحاكؿ ىنا أف نقف على شيء من ذلك، ففي بداية حديثو حاكؿ أف يقف على التعريف اللغوم لبلستدراج ألنو

استفعاؿ من قو٢تم: استدرجتو إب كذا إذا نزلتو اج "صطبلحي، كاالستدر ا١تدخل ا١تناسب للمعت االدرجة درجة حىت تستدعيو إليك كينقاد ١تا قلتو من ذلك... كىذا اللقب إ٪تا يطلق على بعض أساليب الكبلـ، كىو ما يكوف موضوعا لتقريب ا١تخاطب كالتلطف بو كاالحتياؿ عليو باإلذعاف إب

.1ق كالعبارة الرشيقة"ا١تقصود منو كمساعدتو لو بالقوؿ الرقي

يتبت ٦تا سبقى أف االستدراج ىو كسيلة التكلم ليبلغ من السامع مبلغو، كىو كسيلة استدالؿ إلقناع الػػػػميخاطىب، كالعلوم مثلما نرل يدعو إب أف يكوف صاحب النص دقيقان ب اختيار الصيغة

ا١تان بو، كتا يستهويو من األلفاظ كاألمثاؿ اليت يستدرج ا ا١تتلقي، كىذا يستدعي أف يكوف ع كا١توضوعات، كحىت يتضح األمر يسوؽ العلوم أمثلة لذلك، كمنها قوؿ اهلل عز كجل:"

"2 .

.2/148الطراز، - 1 .28سورة غافر، اآلية: - 2

Page 297: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

289

كلكن ذلك ٬تب أف يتم كفق فقد حاكؿ ىذا الرجلي أف يصل إب نصرة موسى عليو السبلـ، مراحل حىت تكوف لو فاعليتو، لذا بدأ ب خطابو ٢تم بإنكار ما جاؤكا بو من فعل شنيع باإلقداـ على ٤تاكلة قتل موسى )عليو السبلـ( ، كقد دفعو إب ىذا االستنكار أمراف اثناف: أك٢تما أنو موحده هلل عز

عبادة كجبى قتلو؟ كثانيهما أنو قد جاءىم با١تعجزات الباىرة اليت كجل مثلو، كىل كل من كحد اهلل بال ال ٯتيكن ردىا، كىذه ىي بداية االحتجاج الذم قدمو ىذا الرجل كليس كلو.

حاكؿ ب مرحلة ثانية أف يواصل استدراجو تزيد من اإلقناع، فقدـ االحتماالت ا١تمكنة اليت ك : فإما أف يكوف اثنت موسى )عليو السبلـ(، فحالو ال ٮتلو من احتمالتٯتيكن أف يكوف عليها أمر

كاذبان فيكوف كذبو كباالن عليو كحده، كإما أف يكوف صادقان كب ىذه اتاؿ سييصيبكم بعض ما . ىنا ترؾى ٢تم ا٠تيار بت األمرينكعدكم بو، ك

ليو السبلـ كاذبان ألمور منها أف يكوف كقد الحظ العلوم أنو قدـ احتماؿ أف يكوف موسى ع ذلك على جهة "التقدير مبلطفة كاستنزاال للخصم عن ٩توة ا١تكابرة كدعاء لو إب اإلذعاف كاالنقياد

، كمن ذلك أيضان أنو 1للحق، كقدمو على كونو صادقا داللة على كونو صادقا داللة على ذلك"د من صدقو، كذلك أيضان على سبيل استمالتهم، كلو و متأك نصدؽ موسى ميفتضان بالرغم من أ جعل

كاجههم بصدقو ككذم مباشرة لىكىاف ذلك سببا ب عنادىم، كمنو أيضان أنو عىقب على ذلك بأنو و، كىذا أيضان للسبب سيصيبهم بعض الذم ينتظرىم ال كيلو، كاتقيقة أنو سيصيبهم كل ذلك ال بعض

. الذم ذكرنا

كظف الشرط لكي ٬تعل أمر الصدؽ ٤تتمبل ال مقطوعان بصحتو، حىت يشعر ا٠تصم ب إنو تطئو ب إرادة ىضم حق موسى عليو السبلـ، كختم أختان ببياف أف اهلل عز كجل ال يهدم من ىو

، كىذا كلو على سبيل استدراج قـو 2مسرؼ كذاب، كلو كاف موسى كذلك ١تا ىداه اهلل عز كجل ي يقتنعوا بقوؿ الرجل، كا١تبلحظ ىنا ىو تدرجو كتلطفو ب عرض ما يريد، كعدـ أخذىم موسى لك

بالقوة كا١تواجهة، ألف ذلك قد ال يفيد، بل بالعكس قد يزيدىم عنادان ككفران كذلك ما ال يريده.

2/148الطراز: - 1 ـ.س.ينظر: - 2

Page 298: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

290

: 1كمن تيل االستدراج ب الشعر ما أكرده العلوم من شعر ا١تتنيب حيث يقوؿ

ػػكىإ ػػػػا تىػػػػػخػػجى ـى بػػهى ػػػػػػػرىفنا بىػػػػػاذخػػنػػػػػػػػػا كىإف الػػػخػػيىػػػػا ػػػػا شى لي ػػػػػف لىػػػػػػهى

لي ػػػػػػفػػىػبلى تيػػنػػكػػرىف لػىػهػػا صىػػرعىػػػػػػػػػػػػةن فىػػمػػن فىػػرىح الػػنػفػػس مىػػا يىػقتيػػػ

ػلي ػػػػػػػػػكى ال تىػػػػػػػػػػرحى ػػػا أيشػػػػػػيػػػػػػػعى بػػػػػػأىنػػطػنػػػػػيػػػػبػػػػهى كىلىػػػمػػػػػػػا أىمىػػرتى بػتىػػ

ػ ػػػػػارى بػػمػػػػا تىػف ػفىػػػػمى ػػدى اهلل تىػقػػويػضىػػهػػا كىلىػػػػػػػكػػػػػػن أىشى لي ػػػعى ا اعػػتىػمى

ػػػػػػػػػػو كأىنػػػػكى فػػػػي نىػػصػػػػره تىػػػػػرفيػػػػػػػػػ ػػم ػػػػػلي ػػػػكىعىػػػػػػرؼى أىنػػػػػكى مػػػػن ىى

ػاسػػػديكفى كىمىػػا قىػػوليػػػا الػػعػىػػانػديكفى كىمى فىػػػمى ػػواػا أىمػػػػليػػػػػػػوا كىمىػػا الػػحى

ػػػم يىػػػكػػذبيػػػػوفى فىػػػػػمػن يىػقػبىػػػلي ىيم يػىػػػطػلىػبيػ ػػػػػػػػػوا كىىي ػػن أىدرىكي ػوفى فىػػمى

ػػم ػػػػ كىىي ػػنػػػوفى مىا يىػػػشػتىػػهي ػػقػػبػلي فى كىمػػػن ديكنػػو جػىػػػو يىػػتىػػمى دؾى الػػػمي

ستطاع ا١تتنيب بذكائو الشعرم كقر٭تتو ا١تتوقدة أف ييطيب نفس ٦تدكحو )سيف الدكلة( لقد ا بالرغم ٦تا تق بو، فقد نظم ىذه األبيات بعد سقوط خيمة سيف الدكلة نتيجة الرياح الشديدة فتطت

كاحتاؿ لو، ا١تتنيب إب تسكت النفوس بشعره الرائق، فلقد تلطف ب ذلك ب عالناس لذلك، ٦تا دفكجعل سقوطها إ٪تا كاف من شدة فرحتها بو كبدخولو إليها، كمن فرح النفس ما قتل، ككاف قبل ذلك قد ذكره بشرفو كما ىو عليو من السؤدد كشرؼ النفس، فبل ينبغي لو أف يلتفت إب حالة عابرة

كسقوط ا٠تيمة.

عليها ا١تتنيب ب استدراجو ىذا، كىي إذا حاكلنا أف نقف ىنا على أىم النقاط اليت اعتمد بالضركرة اليت يراىا العلوم، فإننا نقف أكالن على مدح ا١تمدكح تا ىو أىل لو من الرفعة كالسمو تطييبا ٠تاطره، ب عاد إب اتديث عن حادثة سقوط ا٠تيمة، كيبدك أنو جعل اتديث عن سقوطها

اـ، كلو فعل ذلك ألخذ ىذا األمر أبعادان أخرل ككاف من ثانويان لكي يؤكد على أنو ليس باألمر ا٢ت

. 306ديواف ا١تتنيب، ـ.ـ.س. ص. - 1

Page 299: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

291

فإف ذلك ابتداءن اىتمامات سيف الدكلة ٦تا سيؤثر حتمان عليو كعلى نفسيتو، كلكنو ١تا جعلو ىامشيان . سيخفف من أثره

قوؿ: ب ذكر ا٠تيمة كب يذكر سقوطها، كإ٪تا ذكر صفاهتا، كأهنا من الشرؼ مكاف، فكأنو ي كيف تنسوف شرؼ ىذه ا٠تيمة كىيبتها ب النفوس كعظمتها، كهتتموف لسقوطها كىو حدث عابر؟ كبعد ذكر صفاهتا اتسنة اليت أكشكت أف تنسي الناس أثر السقوط، عاد لذكر حادثة السقوط،

د يبكي ف اإلنساف قمن شدة الفرحة، مثلما أكاف كلكنو ألبسها لبوسان طريفان كىو أف ىذا السقوط ، فكيف ال تسقط ىي من أثر الفرحة؟ ب أرجع أمر ذلػػػػك ، بل إنو قد ٯتوت من أثر سركر من أثر ال

السقوط ب األخت إب اهلل عز كجل كأنو ىو الذم أشار إليها بالسقوط، كب يكن ذلك عقوبة منو، ب ختم ب األخت جاء العدك كأهنم لن ينالوا من آما٢تم شيئان.

كيبدك أف كل من يطلع على حادثة سقوط خيمة سيف الدكلة، ب يقرأ ىذه األبيات ب تسلسلها سيشعر بذلك التحوؿ النفسي الذم يلحقو، كذلك بتحويل التأسف إب ابتهاج كسركر، أك

النفس قل إف ىذه األبيات باستدراجها ا١توفق توؿ ا٢تزٯتة إب نصر تسن استدراجا ب مواساة كتذكتىا بقوهتا ك٣تدىا، كأهنا أىل للنصر ال للنكوص، كالنفس فعبلن قد تتأسف؛ لكنها عندما تتذكر تارٮتها كما ىي عليو من السؤدد فإهنا تستجمع قوهتا كال تؤثر فيها الضربات، بل إهنا كثتان ما تكوف

مصدر قوة كإ٢تاـ ٢تا.

يكوف تصوران للعلوم ب شأف بناء النصوص من خبلؿ إيراده ٢تذه ىذا ىو بعض ما ييفتض أف األبيات، كإف كنا نرل أف العلوم ب يهتم ذه األبيات تسن استدراجها فقط؛ كلكن تماؿ معانيها، كدقة استدال٢تا، كحسن سبكها، كىذا كلو إضافة إب ما اشتملت عليو من معاين ا١تواساة

ب تويلها من النقيض إب النقيض كما كنا ذكرنا سابقان، مع مبلحظة أف العلوم كثت اليت بػىرىع ا١تتنيب االستشهاد بأشعار ا١تتنيب لؤلسباب اليت ذكرنا آنفان.

عقد العلوم فصبل للحديث ب االمتحاف، كيقصد بو درجة الوفاء للمعت، فهل تكوف العبارة األمر على ثبلثة مراتب: األكب أف يكوف على جهة االقتصاد مؤدية للمعت أـ ال، كب ذلك يكوف

كىو أف يبلغ ا١تتكلم ا١تعت من دكف زيادة ب الكبلـ أك ا١تبالغة فيو، كال تفريط فيو كتقصت عن بلوغ الغاية منو، كالثانية أف يكوف األمر على جهة التفريط، كىو أف يقصير الكبلـ عن استيفاء ا١تعت الذم

Page 300: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

292

ن أجلو، كالثالث أف يكوف على جهة اإلفراط كىو أف يبالغ ا١تتكلم ب كبلمو فيزيد عن أنشيء محاجة ا١تعت، كذا يكوف اإلفراط نقيضان للتفريط كتكوف مرتبة االقتصاد كسطان بينهما كىي أحسن

لدل ا١تراتب، كالعلوم إذ يصف ىذه ا٠تصائص ب بناء النصوص فإنو يدعو ضمنيان إب اتباع أحسنها النظم كالنثر، كاتذر من الوقوع ب ما ال ييستىحسىني منها.

كال بيد من التنبيو ىنا إب الفرؽ بت ىذه ا١تراتب كبت التطويل كاإلطناب كاإل٬تاز، إذ تبدك االصطبلحات متشاة فيما بينها، ككجو الفرؽ بينها أننا ب اإل٬تاز كاإلطناب كالتطويل نتعامل مععترب ب ذلك ىو طوؿ التكيب الػػػميعرب عن ا١تعت باإلضافة إب ا١تعت

يطوؿ التكيب كقصىره، أم أف ا١ت

طبعان، بينما يتعلق األمر ب االمتحاف با١تعت ب نفسو، كطريقة التعبت عنو بطريقة مناسبة، كىل عيرب ه مبالغان فيو، كىذا من دكف النظر إب طوؿ عنو بطريقة مبلئمة أـ أف ا١تتكلم كاف ميغاليان ب معنا

التكيب أك قصىره ألف ا١تعت ال يتعلق بو، فهذا كجو الفرؽ بت ىذه ا١تصطلحات.

كحىت يتبت األمر كيتوضح ا١تقصود فإننا نشت إب ٣تموعة من األمثلة اليت أكردىا العلوم ىنا، من "القصد كىو العدؿ الذل ال ٯتيل إب أحد الطرفت، قاؿ كقد بدأىا بذكر االقتصاد، كىو مأخوذ

[ ، فوسطو بت قولو: فىمنػهيم ظابه لنػىفسو كىمنػهيم ميقتىصده 32اهلل تعاب: فىمنػهيم ميقتىصد]لقماف: اد [، فظلم النفس، كالسبق با٠تتات ٫تا طرفاف، كاالقتص32كىمنػهيم سابقه با٠تىتات]فاطر:

بت اإلفراط كالتفريط كىو أحسن ا١تراتب، كفيو يصل ى، فاالقتصاد ىو ا١ترتبة الوسط 1أكسطهما"لة، كىو ا١تتكلم إب بلوغ ا١تعت من غت زيادة ٦ت ، كمن أمثلة كما ذكرنا ا١تراتب أفضللػػة كال قلة ٥تي

االقتصاد ب القرآف الكرن، قوؿ اهلل عز كجل:"

"2 .

.2/157الطراز، - 1 .5-2قرة، اآليات: سورة الب - 2

Page 301: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

293

فهذه اآليات ىي من أمثلة االقتصاد كالتوسط، كالعلوم يشت ىنا إب أهنا جاءت من غت ة اليت أسهمت ب ذلك، إفراط كال تفريط، كلكنو ب يزد على ذلك، كب يقف على األسس التكيبي

كالظاىر أف االقتصاد يتبع السياؽ العاـ كأحواؿ ا١تتلقي أيضان، كتسبو يكوف التأكيد على ا١تعت أك ال يكوف، كالقرآف الكرن كلو اقتصاد، فبل كجود إلفراط فيو كال تفريط، كاألكصاؼ اليت جاء ا كلها

اط كال تفريط، كىكذا القوؿ ب تيع علـو القرآف "جارية على جهة االعتداؿ كالتوسط من غت إفر كأصولو من األكامر، كالنواىي كالوعد، كالوعيد، كالقصص، كاألمثاؿ، فإهنا جارية على جهة التوسط

.1"كاالعتداؿ ال ترج عن حد فيما تناكلتو من مدح كال ذـ كال غته كما يكوف ا٠تركج ب غته

يث النبوم على االقتصاد، كىو قوؿ النيب صلى اهلل عليو يسوؽ العلوم شاىدان من اتد كسلم:" أال أحدثكم بأحبكم إب كأقربكم مت ٣تالس يـو القيامة، أحاسنكم أخبلقا ا١توطؤكف أكنافا الذين يألفوف كيؤلفوف، أال أخربكم بأبغضكم إب كأبعدكم مت ٣تالس يـو القيامة، الثرثاركف

ث ىو من األمثلة العجيبة للتوسط ب التعبت، كمن ذلك اعتداؿ النيب صلى ا١تتفيهقوف" ، كىذا اتدياهلل عليو كسلم ب حيبو كبغضو، حيث جعل حيبو مبذكال للجميع إذ ال يستدعي كجود دينار كال درىم، كإ٪تا األمر عنده يقـو على األخبلؽ كىي عماد اتمع، كما أف بغضىو يقـو أيضان على أمر

نبو بسهولة كييسر، كبا١تقابل تسهل مودتو صلى اهلل عليو كسلم أيضان، معنو م، ٦تا ييتاح للجميع أف يىتجىكليس األمر ىنا يقـو على ا١تعت ب حد ذاتو، كال على التكيب الػػميعرب عن ىذا ا١تعت أيضان، كلكنو

أك تالة يكوف: ىل أحسن الشاعر )يقـو على مدل ا١تبلءمة بت العبارة كا١تعت، كالسؤاؿ ب ىذه االكاتب( التعبت عن ىذا ا١تعت؟ أـ أنو قصر ب حقو، أك تاكز اتدكد ب ذلك؟ ككفقان لئلجابة عن

ىذا السؤاؿ تكوف موقعة التكيب.

كمن األمثلة اليت رآىا العلوم تضرب ب االقتصاد بسهم كافر ما أيثرى عن اإلماـ علي رضي اهلل نو ب صفة ا١تنافقت حيث قاؿ فيهم:" أكصيكم عباد اهلل بتقول اهلل، كأحذركم أىل النفاؽ، فإهنم ع

الضالوف ا١تضلوف، كالزالوف ا١تزلوف، يتلونوف ألوانا، كيفتنوف افتنانا، كيعمدكنكم بكل عماد، هم دكاء كيرصدكنكم بكل مرصاد، قلوم دكية، كصفاهتم نقية، ٯتشوف اتفا، كيدنوف الضرا، كصف

كقلوم شفاء، كفعلهم الداء العياء، حسدة الرخاء، كمؤكدك الببلء، كمقنطو الرجاء، ٢تم بكل طريق

.2/157الطراز، - 1

Page 302: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

294

صريع، كإب كل قلب شفيع، كلكل شجو دموع، يتقارضوف الثناء، كيتاقبوف اتزاء، إف سألوا أتفوا، م مائبل، كلكل حي كإف عذبوا كشفوا، كإف حكموا أسرفوا، قد أعدكا لكل حق باطبل، كلكل قائ

قاتبل، كلكل باب مفتاحا، كلكل ليل صباحا، فهم ١تة الشيطاف، كتة النتاف، أكلئك حزب . 1الشيطاف، أال إف حزب الشيطاف ىم ا٠تاسركف"

فهذه العبارات ٦تا دؿ على ا١تعاين من غت إخبلؿ كال إمبلؿ كال إفراط كال تفريط، كمن من اإلماـ علي على نصيحة الناس لبلبتعاد عن النفاؽ كمظاىره يسمعها يستشعر ذلك اترص

من غت توضيح ١تصدر ىذا اإلعجاب، ذه العباراتب يزد على بياف إعجابو كأىلو، كلكن العلومكيبدك أنو كاف يرل بأف األمر قائم على الذكؽ ال غت، فهو ا١تتحكم ا١تباشر ب اتكم على التاكيب

االت.ب مثل ىذه ات

ال يتضح األمر ب مبحث االمتحاف حىت ييستدؿ عليو من منثور كبلـ العرب كمنظومو، ألنو ثل التاث الببلغي ٢تم، كفيو يكوف التفاكت كاضحان ٦تا ييقرب الصورة أكثر، ك٦تا ساقو العلوم مثاالن ٯتي

: 2ب ىذا الشأف قوؿ الشاعر

ػػػذا الذم تػى ـي ءي كىطأىتىوي عرؼي البىطحاىى كىالبػىيتي يػىعرفيوي كاتل كىاتىرى

ا ابني خى ا التق ت عبىاد اهلل كيلهمي ىىذى مي ػػلى ػعى ػػري الػػػاى ػػػط ػي الػػي النق ػػػىىذى

مىا جىاءى يىستىلػػػػػػػػػػػػػػمي ريكني اتىطيم إذىا و ػػػت ػػافي رىاحى ػػػرفى وي ع ػػيىكىادي ٯتيسكي

نعتقد أف العلوم كاف يرل ب ىذه األبيات مثاالن لبلقتصاد، كلكنو ب ييعلق عليها، كيبدك لنا أهنا كذلك، كقد يبدك للبعض أف ا١تدح السابق مبالغ فيو، كلكننا ٧تيب بأف األمر ال يتعلق بنوع ا١تدح

ترتبة ا١تمدكح، فا١تمدكح ب األبيات السابقة ىو زين العابدين بن اتست بن كأ٫تيتو، كلكنو يتعلق علي رضي اهلل عنو، فهو ابن حفيد النيب صلى اهلل عليو كسلم، كال ينبغي أف يستكثر عليو ذلك مستكثر، كلو كاف األمر يتعلق بإنساف عادم لكاف ذلك رتا من باب اإلفراط، كٯتكن أف نستنتج

.2/160الطراز، - 1، 2ـ، ج.2006ىػ ، 1427ديواف الفرزدؽ، الفرزدؽ ٫تاـ بن غالب، قدـ لو كشرحو: ٣تيد طراد، دار الكتاب العريب، بتكت، لبناف، - 2

.238ص.

Page 303: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

295

األمر قائم لدل اتديث عن االقتصاد كاإلفراط كالتفريط على ا١توضوع كالسياؽ، فإذا كاف ىنا أف ا١توضوع شريفان كجب على الشاعر )الكاتب( أف يكوف حديثو كفق مقاـ ا١توضوع، كىكذا تسب

ا١تواضيع كاألحواؿ.

كمن أمثلة االقتصاد ب كليس األمر ىنا قائمان على ا١تدح فقط، بل ىو يشمل كل أنواع الشعر، :1ا٢تجاء قوؿ الشاعر

لىقىد صىبػىرىت ب الذؿ أىعوىادي منربىو تػىقيوـي عىلىيػهىا ب يىدىيكى قىضيبي

فقد ىجا الشاعر ٥تاطبو ىجاءن معتدالن، فوصفو بأف األعواد اليت يقـو عليها ىي ب نفسها تصرب على يلحقيها منو، كما ذلك إال من ذيلو ب حد ذاتو، كحىت يتضح األمر ب ىذه ا١تسألة ال بد الذؿ الذم

من إيراد أمثلة عن اإلفراط كالتفريط، كنبدأ بالقوؿ ب التفريط، كىو كما ذكرنا قصور اللفظ كالتكيب :2عن الوفاء للمعت، كمنو قوؿ الشاعر

ػػػفػىيىا لىػػػيػػتىػػنىا كي ػػػػػػػػػلو إال نػيػشى ػػذىؼي ػػػل كىنيػػقػػػػػػػػػػػػػػنػػا بىػػعػػيػػرىيػػن ال نىػػػػػػػػػرد عىػػػػلى مىػػػػػػنػػػػهى

ػ نػىػػػػا بػػػػو عىػػػػر ييػػػػػخى اعر أىخشىفي ػمسى ػػلي الػػػط ػػاس مى ػػػلىى الن ػػعى ػػػاؼي قرىافيػػػػػػوي كػػػػبلى

فمثل ىذا الشعر ىو من التفريط تكاف، فقد أراد الشاعر أف يتمت أمنية، كلكنها كانت أمنية كبعتين قد أصاما اترب، فبل ٬ترؤ أحد على االقتاب توفهو قد تت أف يكوف ىو ك٤تبوب سخيفة،

ان إال تعرضا للطرد من سوء ما ٭تمبلف من ا١ترض، ك" كعيفة منهما توقيان لشر٫تا، كال يقرباف أحد١تقاربتهما، ١تا فيهما من العر، كىو داء يصيب اإلبل ب مشافرىا، كاألخشف با٠تاء كالشت ا١تعجمتت. البعت الذل ٬تتمء على ا١تست بالليل، كالقراؼ: ا١تداناة كالقرب، كغرضو من ذلك كلو

من بو داء عظيم يتأفف منو كيبعد عنو، كلقد كاف لو مندكحة عن مثل ىذه البعد عن الناس تنزلة . 3األماين السخيفة البعيدة"

ب ينسب العلوم البيتت لقائل معت. - 1 .75، ص. 2ديواف الفرزدؽ،ـ.ـ.س. ج. - 2 .2/161الطراز، - 3

Page 304: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

296

كحىت يبلغ العلوم ا١تراد من شرحو ىذا فإنو يورد مثاال مقاببل لذلك، كىو مثاؿ من األماين :1الرقيقة، كىو قوؿ الشاعر

رتىػػػػػػػػيػىػػػػػػػػارىب إف قىػػ ػػػقىػػػػػػبػػػػػػػػػد لو غىػيػػػػرم فىػػلػػلػػمػسوىاؾ أىك لؤلىكػػػػػػػػػػػػػؤيس ػػػػػػوي لػػػػػمي

ب الدىر فػىلتىكي من عيييوف النػرجس ن ميرىاقبو ػػػي ػعى ػػا ب ػػػػػكىإذىا حىكىمتى لىنى

ذا كمثالو من األماين الرقيقة اليت ييعجب ا كل من يسمعها، كىنا نبلحظ ذلك اترص الواضح فهمن العلوم على ضركرة ا١تناسبة بت ا١توضوع كالشعر، فإذا كاف ا١توضوع ب الغزؿ فبل بد أف يكوف

البعت يذكر معت الشعر كتراكيبو من النوع الذم ترؽ حواشيو، كيسلس أخذه، ال أف يكوف كحشيان ب كما سول ذلك من حوشي الكبلـ.كاتىر

:2ك٦تا أكرده العلوم ب ىذا الشأف قوؿ الشاعر

ػػيػػطىػػافو رىجػػيػػ ػػا بػػشى ػػربى مػػنػػوي حػيػػػنى تىػػغػػلػػػي مىػػػػرىاجػػليػػهى ػم يىػػػتػػػقػػي الػػحى

رأم العلوم ٦تا ينزؿ درجات كثتة عن ا١تدح ا١تطلوب، كقد علق عليو بالقوؿ:" فما فهذا ا١تدح بىذا حالو ب ا١تديح، من التفريط كاإل٫تاؿ كالتضييع الذل ال ٯتدح تثلو تاؿ، ١تا فيو من مقابلة

ترب ، كلكن العلوم ب يبلحظ أف مقاـ ا١تديح ىنا ىو مقاـ حديث عن ا 3ا١تمدكح بأقبح األتاء "ال عن شيء آخر، كب مقاـ اترب ٯتكن أف تستساغ مثل ىذه ا١تلفوظات كالتاكيب، فبل تثريب على الشاعر فيما أتى بو ، فذكر الشيطاف الرجيم ىنا ىو مثل ذكر ملفوظ اترب، ألف الشاعر ال

ظات تنتمي ٯتيكن أف يذكر األلفاظ الرقيقة ب معرض اتديث عن اترب، كاألكب لو أف يذكر ملفو إب اتقل الدالب للحرب، ك قد كينا ذكرنا ضركرة مبلءمة ا١تلفوظات للمواضيع.

:4ك٦تا يندرج ضمن التفريط أيضان قوؿ الشاعر

نسب العلوم ىذين البيتت للبحتم، لكننا رجعنا إب الديواف كب نقف عليهما. - 1ىػ 1427شرح ديواف أيب تاـ للخطيب التربيزم، قدـ لو ككضع ىوامشو كفهارسو: راجي األتر، دار الكتاب العريب، بتكت، لبناف، ط. - 2 . 147، ص.2ـ، ج.2007، .2/162، الطراز - 3 . 147/ـ.ـ.س.شرح ديواف أيب تاـ، - 4

Page 305: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

297

ػػػىت ظىػػػػنىػػػػنػػػػا أىنػػػػػػػ ػػواىػػػػػب دىائبان مىػػا زىاؿى يىػػهػػػػذم بػػػػالػػػػمى ػػػػػػػػػػػػػوـي حى ػػػػوي مىػػػػػحػػػػمي

فما ىذا حالو ىو من ا١تعاين السخيفة كما ذكرنا، فبل ٬توز ١تن ٯتدح أف يذكر ا٢تذياف ب حق ا١تمدكح مثبلن ، أك أف يذكر اتيمى، ألف كبل من ىذين اللفظت لو سياقو ا٠تاص كال ٯتيكن تاؿ من

ات الدالة على الػػػػمدح، فإ٪تا الناس ٯتدحوف بالشجاعة كاإلقداـ، أك األحواؿ أف نعتربه من ا١تلفوظبالقوة كالبأس، أك بالكـر ككثرة اتود، أك بدماثة ا٠تلق كلت اتانب كحسن اتوار، ككل ما ذكره الشاعر ب البيت السابق ال يرتبط توضوع ا١تدح من قريب أك بعيد، كلكن يبدك أف الشاعر قد أساء

ث كاف يسعى إب اإلحساف، كلكنو ب ييوفق إب ذلك.من حي

ييقابلي التفريطى ب ذكر ا١تعاين اإلفراطي ب ذكرىا، كذلك أف الشاعر ب اإلفراط يبالغ ب ا١تعاين ىنا يأب تعافو مبالغو فيها تتجاكز ض أف تبلغو، فالناظم أك الناثركيشتط فيها إب اتد الذم ال ييفتى

طور ا١تألوؼ، كلكنها با١تقابل تيعجب ا١تتلقي ١تا تتضمنو من مبالغة، كقد رأل العلوم بأف رأم الوزهي كاعتربه من نقائص التكيب اللغوم، البلغاء فيو ينقسم إب قسمت اثنت: قسػػػػػػػم جوزه، كقسم ب ٬تي

قىو، فالذين جوزكه كمنهم العلوم ٭تتجوف بأف بالقوؿ: إف أعذب ال بىو أصدى بىوي، بل إف أكذى شعر أكذى كالشعر ال يكوف تيبلن رائقان ماب يكن ميبالىغان فيو، ك٭تتجوف أيضان بأنو كرد ب التنزيل قولو تعاب:"

" :[ فظاىر اآلية كإف كاف كاردا على جهة 226]الشعراءدليل ما قبلها، لكنو ٤تتمل لئلباحة كأنو جعل ذلك من دأم كمن عادهتم، كأنو ال شاعر الذـ ٢تم ب

يوجد إال كىذه صفتو كما قاؿ تعاب: :[ ، كأنو صار متابعة 224]الشعراءل معجب ٦تا ٮتجل الغاكين ٢تم من تلة أكصافهم، كقد هتالك الشعراء ب ذلك كأتوا فيو بك

.1األذىاف، كيصم اآلذاف لغرابتو، ك٭تت األفهاـ لشدة اإلعجاب بو"

نستنتج انطبلقان ٦تا سبق أف العلوم يرل تواز ا١تبالغة ب ا١تعاين إب اتد الذم يصل إب ذا الػػػػميصطلح؛ اإلفراط ب نظر علماء الببلغة، لكننا ننبو ىنا إب أف العلوم ال ييسمي اإلفراط

كلكنو ييطلق عليو مصطلح ا١تبالغة ب ا١تعاين، ألف قولنا إفراط يعت زيادة الشيء عن حده، كإذا زاد الشيء عن حده انقلب إب ضده كما ييقاؿ، كإذف فلم يعد اإلفراط عند العلوم مغمىزىةن ب الكبلـ

.2/163الطراز، - 1

Page 306: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

298

ةن، كيورد لذلك أمثلة كثتة، منها ما كرد ب القرآف الكرن، كلكنو على العكس من ذلك قد يػيعىد ٤تىمىدى كمنها ما كرد ب السنة النبوية، كمنها ما كرد ب كبلـ البلغاء نظمو كنثره.

يدؿ كركد )اإلفراط( ب القرآف الكرن على أنو خاصية ترد ب األحسن من الكبلـ، كذلك ، كمن ذلك قوؿ اهلل عز كجل :" باعتبار أف القرآف الكرن ىو سقف البياف العريب

"1 ففي ىذه اآلية يشت اهلل عز كجل إب ،اتباؿ كما ذلك إال عظمة مكر الذين ظلموا أنفيسهم من الكفار، كقد صور ىذا ا١تكر بأنو تزكؿ منو

مبالغةن ب تصويره.

كقد أكرد العلوم رأم من قاؿ بأف اإلفراط من مثالب التكيب كا١تعاين، كحيجتهم ب ذلك " أف األمور ٢تا حدكد كهنايات ٦تا يدخل تت اإلمكاف، فأما ما كاف من األمور ما ال يدخل تت

، 2ذمـو من اإلفراط ما ال يدخل لو ب الوجود على حاؿ"اإلمكاف كال يعقل كجوده فبل كجو لو، كا١تكلكن العلوم يرد على ذلك بأف ا١تبالغة ب ا١تعت تعو إب اإلعجاب بو، كىو أمر مشركع، " ألنو إذا كاف جائز الوجود فهو معجب ال ٤تالة، الشتمالو على ا١تبالغة ب ا١تدائح كأنواع الذـ، كإف ب يكن

. 3عجاب بو أشد، كا١تبلحة فيو أدخل، كقد كرد مثل ذلك ب كتاب اهلل تعاب"جائز الوجود فاإل

كتبدك اتجج اليت قدمها العلوم منطقية إب حد بعيد، كىذا يؤدم بنا إب القوؿ بأف اإلفراط بو، ب ا١تعت من األمور ا١تشركعة من منظور العلوم، كال تثريب على الشاعر أك الكاتب إذا جاء

أف ال يتقصد اإلفراط ب ا١تعاين، هة القصد، أم أف األديبكلكننا نرل بأف ذلك ال يكوف على ج كما جاء منها دكف قصد فبل بأس بو.

ثل لئلفراط من الشعر، ألف ذلك أمر ضركرم، فإنشاد الشعر كنقده كال يلبث العلوم أف ٯتيد، فكاف من غت ا١تمكن أف ييشار إب مبلحظة ببلغية دكف كاتيكم عليو كاف رائجان على ذلك العه

التمثيل منو، بل إننا ٧تد ا١تفسرين أنفسهم لدل تفست القرآف الكرن ييعولوف ب البحث عن بعض ا١تعاين على الشعر، كمنهم الز٥تشرم من القدامى، كالطاىر بن عاشور من الػػػميحدىثت.

.46سورة إبراىيم، اآلية: - 1 .2/63الطراز، - 2 نفسو. - 3

Page 307: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

299

: 1ىذا الباب قوؿ عنتة كمن األمثلة الشعرية ب

ػػػ ػػػػػػائػػقي اآلجى ػػنػػيػػػػػةي حت تىشتىجري القىنا كىالػػطػػعػػني مػػنػػػي سى ػػػػػػػػػاؿ كىأىنىػػػػػػا الػػػػمى

، فقد بالغ عنتة ب االعتداد بنفسو، كلكنو اعتداد مقبوؿ خصوصان ب حالة اترب كمقارعة ا٠تصـوكقد شهدت لو الوقائع الفعلية بأنو كاف فعبلن من الفركسية تكاف، ٦تا ٬تعل حديثو السابق مقبوالن، كىنا نعود لنؤكد أف مراعاة السياؽ ضركرية للحكم على معت من ا١تعاين، كلو كاف حديث عنتة

ذا القبيل أيضان قوؿ بشار بن السابق ب غت اتديث عن اترب كالشجاعة لىكاف مردكدان عليو، كمن ى :2برد ب ا١تدح

طري الدمىا نىا غىضبىةن ميضىريةن ىىتىكنىا حجىابى الشمس أىك تي إذىا مىػػا غىضبػ

كىذا ييعد من ا١تبالغة ب ا١تدح، كلكنو ال ييعد تاؿ من األحواؿ ب ا١تردكد من الشعر، بل إف منا١تعاين ما ىو أكثر منو مبالغة، كلكنو ال يكادي يػيعىد من قبيح اإلفراط، كمن ذلك ما قالو أبو نواس ب

: 3ا١تدح

مىػػػػػاء سيػػييػػػػػوفىػػػػػػػػوي فىػػػلىػػقىػػػل مىػػػػػػا تىتىازيىىا األى ثيػػػرىت ميػػنىػػػادىمىػػةي الػػػد جفىافي كى

ػػوفػػػػو خػػفىػػقىػػػػػافي ورىةن ػػػػػػػحىىت الذم ب الرحم بى يىكي صي لفيػػػػػػؤىاده مػن خى

كىذا من غريب ا١تدح كأطرفو، كىو على غلوه ب تصوير ا١تمدكح كمبالغتو ب ذلك، فإننا ترانا نستسيغ كخصوصان لدل تصويره األجنة ب بطوف أمهاهتا كىي بعدي ب ذلك بل نػيعجىبي بو كنػىعجىبي منو،

ـ ا٠تلقة إال أهنا من فرط خوفها من ا١تمدكح تفق قلوا، فهذا ٦تا ييعد من طريف تتكوف تكوينا تا ا١تدح كمن اإلفراط الذم ال ييعابي صاحبي تىسىب العلوم.

إب مبلحظات يراىا ىامة، كىي تص طرؽ يشت العلوم ب ٥تتتم حديثو عن االمتحاف التكيب اللغوم، كمنها أف الغرض الشعرم إذا كاف مدحان فإنو يتعت على الشاعر أك الكاتب أف

. 109شرح ديواف عنتة بن شداد، ـ.ـ.س. ص. - 1، ص. 4سية للتوزيع، تونس، د.ت. ج.ديواف بشار بن برد، بشار بن برد، تقدن كشرح كتكميل: ٤تمد الطاىر بن عاشور، الشركة التون - 2

184. .550ديواف أيب نواس، ـ.ـ. س. ص. - 3

Page 308: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

300

يتجنب صيغة األمر ب ٥تاطبتو للممدكح كخصوصان إذا كاف ذا مرتبة مرموقة، كالوجو ب ذلك أف رجىوي " ٥ترج االستفهاـ، إعظاما للممدك ح كإجبلال لو، عن أف يكوف مأمورا، كما حالو إذا فعل فإنو ٮتي

:2، ك٦تا يرد مثاال لذلك قوؿ البحتم 1يكسب الكبلـ تاال كيزيده أة كيعطيو كماال"

ين ميػخىتمي بيى رؽي ػػػػػػش ػػي كىتي ػلى ػي عى ػه ػػةو تػىب ػػػوتى ػػاقي ػػػفػىهىل أىنتى يىا ابنى الراشدى

فقد ترؾ استعماؿ صيغة األمر إب استعماؿ صيغة اسم الفاعل، كب ذلك من التلطف األثر البالغ، :3ك٦تا أكرده العلوم مثاال أيضان ما كرد عن النابغة الذبياين ب ا١تدح كاالعتذار

الليل الذم ىيوى ميدركي كىإف خلتي أىف الػػمينتىأىل عىنكى كىاسعي فإنكى كى

فهذا من بديع االعتذار كأرقو، كإنا ال ندرم كيف جعل العلوم ىذا ا١تثاؿ ضمن أمثلة التلطف ب األمر بغت صيغتو، كبالرغم من ذلك، فإف بيت النابغة ىذا لرقة معانيو كلطافة اعتذاره، كدقة حواشيو

ل ذلك من نعوت اتماؿ كالكماؿ اليت ٯتكن أف يوصف ا ، كتيل سبكو، كببلغة ٤تتواه كما سو كل شعر بلغ من اتماؿ كمالو كمن الببلغة ذركهتا، كمن ا١تعاين أجلها كأفضلها، ألجل ذلك كلو ثل بو ب غت ىذا الوجو، فالنابغة كاف مطلوبان للقتل ، ثل بو ىنا كما ٯتيكن أف ٯتي فإنو يصلحي أف ٯتي

ان مثل ىذا قد فعل فعلوي ب نفس طالبو فعفا عنو ، كىذا ىو الشعر كإال فبل.كلكن يبدك أف شعر

من بت ا٠تصائص التكيبية اليت يراىا العلوم ذات أ٫تية ب بناء النصوص األدبية ما ييعرؼ باإلرصاد، كىو أف يدلك بعض التكيب على البعض اآلخر، أم أنك تستدؿ ٦تا تسمع من الكبلـ

ما بقي منو، كىو ب األصل اللغوم من " أرصد الشيء، إذا أعده، كمنو قولو تعاب: إف رىبكى على[ ، كىو مفعاؿ، من رصده، كا١تيقات، من كقتو، كالغرض أف اهلل تعاب أعد 14لىبالمرصاد]الفجر:

و ب لساف علماء العقاب للعصاة من غت أف يفوتوه رب كال امتناع، كأرصدت السبلح للحرب، كىالبياف مقبوؿ ب ا١تنظـو كا١تنثور على أف يكوف أكؿ الكبلـ مرصدا لفهم آخره، كيكوف مشعرا بو،

، كذا يكوف اإلرصاد من بت 4فمىت قرع تع السامع أكؿ الكبلـ فإنو يفهم آخره ال ٤تالة"

.2/165الطراز، - 1 .145، ص. 1ـ، ج.2000ىػ ، 1421ديواف البحتم، البحتم أبو عبادة الوليد بن عبيد، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، - 2 .84ـ، ص.1993، 1بن معاكية، تح. علي فاعور، دار الفكر العريب، بتكت، لبناف، ط.ديواف النابغة الذبياين، النابغة الذبياين زياد - 3 .2/168الطراز، - 4

Page 309: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

301

ب نص القرآف العظيم، كب ا٠تصائص التكيبية ا١تطلوبة ب بناء النصوص، كالدليل على ذلك كركدىا . ة، كب منظـو كبلـ العرب كمنثورهالسنة النبوية الشريف

كمن ذلك قوؿ اهلل جل كعبل:"

"1 فما إف يسمع ا١تتلقي أك يقرأ قولو تعاب:" كما كاف ،الناس... لقيضيى بينهم" حىت يعرؼ أف تتمة اآلية تكوف ب ٨تو قولو تعاب:" فيما فيو ٮتىتىلفيوفى" ،

شطره الثاين كىذا كثت كخصوصان ب الشعر، إذ كثتان ما نسمو شطران من بيت شعرم فنتوقع ابتداءن نا قيلناه سابقان من ميل العلوم إب اإل٬تاز ب فيكوف التوقع غالبان ب ٤تلو، كيؤكد ىذا األمر ما كي التاكيب اللغوية، إذ ٯتيل األمر ىنا إب اختصار الكبلـ تعل ا١تتلقي ييساىم بنفسو ب تركيب الكبلـ.

طاب، حيث يأخذ بعض النص بتبلبيب البعض اآلخر، يتعلق اإلرصاد بالتابط الداخلي للخ و كانسجاـ أجزائو، كىي ميزة قد عيرفت ب الشعر كيدؿ بعضيو على بعض، كىو دليل على تبلتيالعريب على امتداده الطويل، كلكن يبدك أف اتديثى منو قد بدأ يفقد ىذه ا٠تاصية كيلقي بتبعاهتا

أكثر من أم كقت مضى بفك شيفرات ا٠تطاب، كأصبحت داللة على ا١تتلقي الذم أصبح مطالبان بعض النص على بعضو أثران بعد عت.

كمن أمثلة اإلرصاد اليت أكردىا العلوم من اتديث النبوم قوؿ النيب صلى اهلل عليو كسلم:" كشاىد مصدؽ من فإذا التبست عليكم األمور كقطع الليل ا١تظلم فعليكم بالقرآف، فإنو شافع مشفع

جعلو أمامو قاده إب اتنة، كمن جعلو خلفو ساقو إب النار، كىو أكضح دليل إب خت سبيل، من قاؿ بو صدؽ، كمن عمل بو أجر، كمن حكم بو عدؿ" ، فجيملي ىذا اتديث ببل ريب يدؿ بعضيها

ع ا١تعلى بعض، كٯتسك ب من اتيمل السابقة ١تا لقي كل جزء من تلة تعضها بالبعض اآلخر، كلو تى . صعيبى عليو أف يهتدم إب بقيتها

كلنيمىثل لذلك بقولو صلى اهلل عليو كسلم:)كمن جعلو خلفىو( فإهنا ببل ريب دالة على أف ما لداللة ما سبق عليو، كقل مثل ذلك ب بقية اتيمل، كقد علق العلوم (بعدىا ىو قولو:)قاده إب النار

فانظر إب ىذا الكبلـ ما أعجب تبلؤمو كأعظم تناسبو، فكاف بعضو آخذا بأعناؽ لك بقولو:"على ذ

.19سورة يونس، اآلية: - 1

Page 310: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

302

بعض، فلو سكت على كل كلمة لكانت معربة بأختها قبل ذكرىا، كىذا ىو شأف اإلرصاد كحقيقة ألف « كقطع الليل ا١تظلم»ألفهم بقولو « فإذا التبست عليكم األمور»أمره، فلو سكت على قولو

داؿ على « شافع»ىو أف ال يهتدل فيو لؤلمر، كما أف الظلمة ال يهتدل فيها للطريق كقولو اللبس .1القبوؿ ألنو ب معرض ا١تدح، كإعبلـ بكونو مشفعا"

:2كمن أمثلة اإلرصاد من ا١تنظـو قوؿ الشاعر

لػػػت دىم كىحى ػػػػر جي ػػػػن غىي ػػػي م ػػػػأىحى ػػػػيقىاء كىبلمػػػػػػػػػػػػػػػبػػػبلى سىبىبو يػىوـى الل ت ػػػػرمى ػػػػرـو

ػلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػلو ػػػػلػػػلػػتىػػػػوي بػميػحى ـ فىػػػػػػلىػػػػػيػػػسى الػػػػػػػذم حى ػػػػػػػػػػرمػػتىػػوي بػػػػػػػحىرىا كىلىػػػيػػػػػػسى الػػػػػػذم حى

لقي ٢تذين البيتت يستطيع لدل تاعو البيت األكؿ كشطر البيت الثاين أف ييكملى البيت الثاين فا١تتألف ما سبق يدؿ عليو، كلكن لنا أف نتساءؿ عن الفائدة اليت ٯتيكن أف نستفيد منها عند استخدامنا

ظاىر األديب على لئلرصاد، كىل ىي فائدة تركيبية تتعلق باتانب النظمي أـ ىي فائدة داللية تي مر يتعلق ىنا باتانب ا١تعنوم، فالذم ييستفاد ىنا إ٪تا ىو االنسجاـ ألريد؟ كلعل اتقدن الداللة اليت يي

ا١تعنوم بت أفكار النص الواحد، فبل تكوف الفكرة الػػػػػميقدمىة بعيدة عن أختها، ألف ذلك سييشوش ب نقل فكرتو، كلكن استعماؿ اإلرصاد ييقدـ سىلىفان ذىن ا١تتلقي ٦تا ييصعب من مهمة األديب

إشارات للمتلقي لكي يستبت طريقو الدالب، فيشارؾ ب تتبع ا٠تيط الدالب للتكيب.

عقد العلوم فصبلن سادسان لبلقتضاب كالتخلص، كذكر بأهنما من أكدية الببلغة، ك٦تا يتفاضل ا كسيلة من كسائل الكشػػػػػػػػف عن مدل براعة الكاتب كالشاعر ب بناء فيو األدباء كالشعراء، أم أهنم

نصو، كاالقتضاب كثت الوركد ب القرآف الكرن، أما التخلص فقد كقع من حولو االختبلؼ، ىل ييعد القرآف من الببلغة أـ ال، كىل يرد ب القرآف الكرن أك أنو ال يرد، كالعلوم مع الرأم القائل بوركده ب

الكرن، ألنو ما من كادو من أكدية الببلغة إال كىو آخذ منو بطرؼ.

أف يسرد الناظم كالناثر كبلمهما ب مقصد من ا١تقاصد غت ييعرؼ العلوم التخلص بأنو " قاصد إليو بانفراده، كلكنو سبب إليو، ب ٮترج فيو إب كبلـ ىو ا١تقصود، بينو كبت األكؿ علقة،

.2/170الطراز، - 1 .386ديواف البحتم، ـ.ـ.س. ص. - 2

Page 311: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

303

مناسبة كىذا ٨تو أف يكوف الشاعر مستطلعا لقصيدتو بالغزؿ، حىت إذا فرغ منو خرج إب ا١تدح على ك ٥ترج مناسب لؤلكؿ، بينهما أعظم القرب كا١تبلئمة تيث يكوف الكبلـ آخذا بعضو برقاب بعض

. 1كأنو أفرغ ب قالب كاحد"

على أف يكوف ا١توضوع الثاين ىو كذا يكوف التخلص ىو االنتقاؿ من موضوع إب آخر األصل كالغرض كا١تطلوب، كإ٪تا يكوف ا١توضوع األكؿ للثاين كالتوطئة كالتمهيد كاإلشارة، مع اشتاط أف يكوف بت ا١توضوعت مناسبة من نوع ما، فإذا ب يكن بينهما مناسبة فليس بتخلص، أك أف

سن تلصىو. الشاعر أك الناثر ب ٭تي

ك، كإف حاؿ الناثر ب التخلص أيسر من حاؿ الشاعر، كقد أرجع العلوم ذلك الشتغاؿ ذل الشاعر بضوابط الوزف كالقافية ٦تا ٬تعل اىتمامو تيسن التخلص أقل، ب حت أف الناثر ينصرؼ

قافية، اىتمامو كلو إب ما ىو بصدده من إ٬تاد ا١تناسبة بت ا١تواضيع فبل يشغلو ب ذلك قيدي كزف كالبل ىو حر يضع رجلىو حيث شاء، فتنقاد لو التاكيب كتسلس ب يده ا١تواضيع، فييصرفها كيف

، كلكن يبدك أف براعة التخلص تظهر ب الشعر أكثر من ظهورىا ب النثر، ألف الشعر صعبي 2يشاءسن التخلص كيف يش اء، ب حت ال ييوفق للتخلص ا١تراس كما قيلنا، تبلؼ النثر، فكأف كل ناثر ٭تي

ب الشعر إال األفراد، كذا قد ال يكوف التخلص ب النثر مقياسان جيدان للتفاضل بت األدباء.

يكثػيري كركد التخلص ب األعماؿ األدبية، كقد أثبتت البحوث الببلغية كركده ب نص القرآف جل:" العظيم، كمن ذلك ما كرد ب قوؿ اهلل عز ك

"3 .

.2/173الطراز، - 1 يينظر، نفسو. - 2 .81-69سورة الشعراء، اآليات: - 3

Page 312: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

304

ففي ىذه اآليات الكثت من التخلصات، أشار العلوم إليها تيعان كلكننا ٧تتزئ بذكر اثنت لى البقية، إذ ليس ىدفنا ىنا أف نبحث التخلص ب حد ذاتو؛ كلكن ا٢تدؼ منها لتكوف دالة ع

إثبات أ٫تية التخلص ب بناء النصوص من منظور العلوم، كأكؿ ىذه التخلصات أف اهلل عز كجل قد فبت بدأ اآليات بأمره لنبيو صلى اهلل عليو كسلم أف يتلو قصة إبراىيم عليو السبلـ تسلية لنفسو،

األمر بالتبلكة كبت القصة مناسبة، كىي التكيح عن النيب صلى اهلل عليو كسلم كالتخفيف عنو ٦تا . ن أمر الدعوة إب اهلل جل كعبلييصيبو م

بينما يتجسد التخلص الثاين ب أف ا١تشركت حت أجابوا إبراىيم على تساؤلو، " أراد أف ٭تقق ال يكوف ٢تم سبيل إب اتحود، فخرج عن ذلك إب إبطاؿ ما قالوه من عبادة عليهم األمر حىت

آ٢تتهم كأ٨تى عليها من الربىاف جرازا مقضبا، كمن اإلفحاـ كبلما منظما مهذبا، فصدره باالستفهاـ تأدبا منو كمبلطفة ٢تم، كب يأت تجتو على جهة القطع منو ا، كمن ينكر اتدكث ب العاب فتقوؿ

ىل ٬توز عليو التغت، كب يقل من أكؿ كىلة إف قولكم ىذا باطل ال حقيقة لو، ب أكرد ب إبطاؿ لو ، األكب أهنا تاد ال حياة فيها، كالثانية أهنا ال تنفع فبل كجو لتعظيمها، كالثالثة 1إ٢تيتها أدلة ثبلثة "

شى؟ أهنا ال تضر فكيف تي

ان من بت كل عبارتت اثنتت ب اآليات السابقة، ٦تا يدؿ كقد حاكؿ العلوم أف يستخرج تلص على اىتمامو تحاكلة الغوص إب أدؽ الدالالت ب النص، كمن الغريب أنو ب يكن يأب ذلك ب الكثت من ا١تواضع اليت كانت تتطلب مثل ىذا الغوص ب دقائق اآليات، كالسور، كلو جاء ذلك

ثته، كاستطعنا أف نبت تصوران أكثر دقة ١تا كاف يراه من طرؽ بناء النصوص لىكافى جاءنا معو خته ك كخصائصها التكيبية.

كيبدك أف شأف التخلص ب القرآف الكرن دقيق ا١تسلك ، كلذلك سنشت إب أمثلة أخرل من ـ أمت ا١تؤمنت علي هل مأخذان كأيسر تناكالن، كمن ذلك ما أكرده العلوم من كبلسالنظم كالنثر ىي أ

بن أيب طالب رضي اهلل عنو حت يقوؿ:" أرسلو على حت فتة من الرسل كانقطاع من الوحى كطوؿ ىجعة من األمم كاعتزاـ من الفنت كانتشار من األمور كتلظ من اتركب، كالدنيا كاسفة النور، ظاىرة

ن مائها، قد درست أعبلـ ا٢تدل، الغركر، على حت اصفرار من كرقها، كإياس من ترىا، كإغوار م

.2/174الطراز، - 1

Page 313: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

305

كظهرت أعبلـ الردل، فهي متجهمة ألىلها، عابسة ب كجو طالبها، ترىا الفتنة كطعامها ا٠تيفة، كشعارىا ا٠توؼ، كدثارىا السيف، فاعتربكا عباد اهلل كاذكركا تيك اليت آباؤكم كإخوانكم ا مرهتنوف،

. 1كعليها ٤تاسبوف "

دنيا ككيف ضل الناسي فيها كتعلقوا ا، تهيدان لتذكت الناس بآخرهتم، كحثهم فقد بدأ بذكر ال على العمل ٢تا، كىنا نرل تلك ا١تناسبة بت ا١تعنيت، كىذا ٦تا ٭تث الناس على االلتزاـ تا يسمعوف،

طبيق.ألنو لو بدأ الكبلـ باألمر مباشرة لكاف ثقيبلن على النفس ال يدفع لبلستماع بلو الت

:2كمن أمثلة ا١تنظـو ب ىذا الشأف قوؿ الشاعر

ليػلىي إين ال أىرىل غىيػرى شىاعرو فىلم منػهيمي الدعوىل كىمت القىصىائدي خى

كلىة اليػىوـى كىاحػػػػ بىا إف السييوؼى كىثتىةه كىلىكن سىيفى الد ػػدي ػػػػػػػفىبل تػىعجى

يرل ٭تت بن تزة العلوم بأف ا١تتنيب قد أحسن أٯتا إحساف ب التخلص من البيت األكؿ إب فانظر كيف تلص من الغزؿ إب ا١تديح بأحسن خبلص كأعجبو. كما ترل، الثاين، يقوؿ ب ذلك:"

الدكلة ب بيت كمن عجيب ما جاء بو ب كبلمو ىذا، ىو أنو تع بت مدح نفسو كمدح سيف، ك٨تن ال ندرم أين موقع الغزؿ ب البيتت 3كاحد، كىو من بدائعو ا١تأثورة عنو ب غت موضع"

السابقت، إال أف يكوف ب ذكر ا٠تليلت تذكت باألطبلؿ كديار األحبة كأياـ األنس كالغزؿ، ٦تا ييذكرنا ؽ.ىػ.( اليت يقوؿ 80ر الكندم )ت. ٨تو:با١تقدمات الغزلية، كخصوصا معلقة امرئ القيس بن حيجي

:4فيها

ومىل بيبو كىمىنزؿ بسقط اللوىل بػىتى الدخيوؿ فىحى قفىا نػىبك من ذكرىل حى

كلكن ىذا غت ظاىر ألف الشاعر انتقل بسرعة إب ذكر نفسو، كب ييدعم الطرح السابق، ٦تا نصرؼ النظر عن كونو قد تغزؿ ب ىذا البيت، كقد أشار العلوم إب أف ا١تتنيب قد أحسن ٬تعلنا

.2/179الطراز، - 1 .319ديواف ا١تتنيب، ـ.ـ.س. ص. - 2 .2/180الطراز، - 3 . 9ـ، ص.1994، 1شرح ديواف امرئ القيس، امرؤ القيس بن حيجير الكندم، دار الفكر العريب، بتكت، لبناف، ط. - 4

Page 314: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

306

ا٠تركج من الفخر إب ا١تدح كىذا من أصعب التخلصات، إذ يصعب على الشاعر أف يفتخر بنفسو بقر٭تتو ب ٯتدح ٥تاطبو كخصوصا إذا كاف من علية القـو كسيف الدكلة، كلكن يبدك أف ا١تتنيب

الوىقادة، كتكنو من ناصية الشعر قد استطاع أف يفعل ذلك برباعة، فجعلنا نستسيغ ذلك االنتقاؿ، كىو من أعاجيبو على كل حاؿ.

كمن عجيب التخلص كطريفو ما أكرده العلوم ألحد الشعراء، فقد ركل أف "قركاشا ا١تلقب أنو كاف جالسا مع ندمائو ب ليلة من لياب الشتاء، بشرؼ الدكلة ملك العرب صاحب ا١توصل، اتفق

كب تلتهم رجاؿ منهم الربقعيدم ككاف مغنيا كسليماف بن فهد، ككاف كزيرا، كأبو جابر، ككاف ، فأنشد األبيات التالية 1حاجبا، فالتمس شرؼ الدكلة من ىذا الشاعر أف يهجو ىؤالء كٯتدحو"

ارتاال على البديهة:

ػػوىجو الػػبىػػرقىػػعػػيدم ميػظػلػمه كىبىػػرد أىغىػػانػػيػػو كىطيػػوؿ قيػػريكنػػػػػػػػ ػػػػػػػػػػو كىلىػػيػػػلو كى

ػعىػػقل سيلىػػيمىافى بن ػػػػػػػػػػردو كى ػرىيػػتي كىنىػػومػػي فػػيػػو نىػػػوـي ميػػشى فػىهدو كىديػػنو سى

ػػنيػػون ػػبطػػو كىجي ابػػرو ب خى ػػأىنػػػػػػػػػػػوي أىبيػػو جى ػػػػػػػو عىػػلىػػى أىكلىػػقو فػػيػػو الػػتػػفىػػاته كى

ػػأىنػػػػػػػػػػوي ا كىجػػػوي الػػصػػبىػػاح كى ػػبينػػػػػو إب أىف بىػػػػػػدى ػػنىا كىجوي قركىاشو كىضىوءي جى سى

كيبدك أف الشاعر قد كاف حاضر البديهة، فعلى ىوؿ ا١توقف استطاع تا كيىب من قر٭تة أف بينهما من تناقض ظاىر، فأحسن التخلص، كجعل بت الغرضت اإب ا١تدح مع ميتحوؿ من ا٢تجاء

ىي كصفيو لليل ا١تظلم الذم عاىن الشاعر منو كمن ىولو، إب أف جاءه )ا٢تجاء كا١تدح( مناسبة الصباح مبشران بالسبلمة كالظفر، فجعل الصباح ببشارتو كأنو ا٠تليفة مستعمبلن ب ذلك التشبيو

ا١تعكوس، بينما جعل الليل كظلمتو مشاان لبقية اتلساء من الوزير كاتاجب على ما مر بنا.

عرؼ العلوم االقتضاب بأنو نقيض التخلص، كىو أف ينتقل الشاعر أك الكاتب من موضوع يي إب آخر من غت أف تكوف بينهما مناسبة، أم أنو يقطع الكبلـ ب ا١توضوع األكؿ ب يستأنف كبلمان

١تتقدمت جديدان ال تكوف بينو كبت األكؿ عبلقة، كقد رأل العلوم بأف االقتضاب يكثر ب أشعار ا

.2/180الطراز، - 1

Page 315: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

307

، كأيضا عند زىت بن أيب سلمى، كالنابغة الذبياين 1كلبيد بن ربيعة كامرئ القيس كطرفة بن العبدق.(، كغتىم، كعلى العكس من ذلك فإف حسن 07ؽ.ق.(، كاألعشى ميموف )ت. 18)ت.

. جاء بعدىم كا١تتنيب كأيب تاـ التخلص يكثر عند من

واؿ أف االقتضاب من ٤تاسن الشعر، كلكن حيسن االقتضاب يبقى كال يعت ىذا تاؿ من األح دائمان ٦تا يستكت إليو ا١تتلقي كيستيح لو، بينما يكوف االقتضاب ٦تا يهز النفس ك٬تعلها تضطرب أحيانان تثان عن ا٠تيط الدالب الرابط بت ا١تواضيع ا١تتتابعة، كلكن االقتضاب يكوف ضركريان أحيانان ١تا يستدعيو ا١تقاـ من التحوؿ إب موضوع ما من دكف مقدمات تا ب ذلك من إشعار توقف معت ال

يكوف إال باالقتضاب، ك٦تا يؤكد ذلك كركده ب القرآف الكرن، كمنو قولو تعاب:"

"2 .

:3كمن االقتضاب ب ا١تنظـو قوؿ البحتم ب قصيدة لو

ا طىلىله، قػىف ، أىك بىدى حى بػىرؽه زري ػػػػػي، كىالى نى ػػػػل ال بىك ػػػػرىل ميستىه ػػػري جى ػػػػػػمىىتى الى

ىػػػػرى بػىيػػػػػنى ربىػػاعػ ػػػضػ ػو ػػػفػىتنػى الى يػػىزىاؿي الد ، كىأىفػػنػػػيىػػػػػةه، خي ػػػػػػري ػػػػػػأىيىادو لىػػػوي بػػيػػػضه

ا إذىا بىق مػريؾى مىػػػلىػػعىػ نػػيىػػا بػنىاقصىة اتىػػػػدى ري ػػػػحي بني خىاقىافى كىالقىط ػػيى الفىت ػػػػػا الػػػد

رأل العلوم بأف الشاعر قد انتقل من ذكر الغزؿ ب البيت األكؿ إب مدح الفتح بن خاقاف ب البيتت الباقيت من دكف مناسبة بت الغرضت، كلكن األمر غت ذلك شأنان، إذ من شأف الغزؿ أف

سمع، فإذا أىنسىت النػفسي ذا الغرض انتقلت إب تاع ا١تدح تبعة كاألنس تا النفس إب ا١تتايستميل فبل يكوف ذلك جديدان عليها، كبالتاب فإف ىذا ا١تثاؿ ال ٯتكن أف يندرج ب االقتضاب بوجو من

كف الوجوه، ك٢تذا ٯتيكن أف نعلل السبب ب بداية أكثر قصائد الشعر القدن بالغزؿ كذكر األطبلؿ د

.2/181نفسو، - 1 .50-45سورة ص، اآليات: - 2 .85لبحتم، ـ.ـ.س.ص.ديواف ا - 3

Page 316: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

العلوم عند التكيبية ا١تباحث الثالث:الفصل

308

غتىا من األغراض الشعرية، ألف ذكر الغزؿ كاألطبلؿ ٬تعل النفس تأنس تا تسمع، فتتابع ما ييقاؿ، فإذا اطمأنت ١تا ييقاؿ فإف الشاعر ينتقل إب ذكر الغرض من قصيدتو من مديح كصف كغته.

Page 317: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

عــــرابـــامل ـــــطـــامف امؼلوي غيد وامبديؼية امبياهية امطورة بياء

اميطوص بياء يف وأأثرهام

Page 318: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

310

أوال: علم البيان قبل العلوي:

النشأة: . أ

أليب عثماف 1(البياف كالتبيت)لعل من أقدـ األثار الببلغية اليت عينيت تسألة البياف ىو كتاب ، نو قد أيلف ب البياف كأحكامو؛ كىو كذلكفظاىر الكتاب يوحي بأ، ىػ (255)ت. 2اتاحظ

كلكن اتاحظ قد تع مع حديثو عن البياف فيو كثتا من اآلراء النقدية كاللغوية ا١تبثوثة ب غت نظاـ، كما أنو تع فيو كثتا من األشعار كا٠تطب العربية القدٯتة، حىت لييصبح الكتاب بذلك مصدرا من

كقد أفادنا اتاحظ كثتا تا أكدع فيو من ىذه ا٠تطب كاألشعار إذ لواله مصادر التأريخ للشعر العريب،لضاع أكثرىا، كلعل أحسن كصف يصدؽ على كتاب البياف كالتبيت ىو ما ذكره أبو ىبلؿ العسكرم

يينظر: البياف كالتبيت، أبو عثماف عمرك بن تر اتاحظ،تح. حسن السندكيب، منشورات دار ا١تعارؼ للطباعة كالنشر، سوسة، تونس، - 1

ـ.1990احظ خاؿ أمي. أبو عثماف اتاحظ موب أيب القلمس عمرك بن قلع الكناين ب الفقيمي أحد النساؾ. قاؿ ٯتوت بن ا١تزرع: اتىو - 2

ككاف جد اتاحظ أسود يقاؿ لو فزارة، ككاف تاال لعمرك بن قلع الكناين. كقاؿ أبو القاسم البلخي: اتاحظ كناين من أىل البصرة. ككاف اتاحظ من الذكاء كسرعة ا٠تاطر كاتفظ تيث شاع ذكره كعبل قدره كاستغت عن الوصف.

ثت من رأل اتاحظ يبيع ا٠تبز كالسمك بسيحاف. قاؿ اتاحظ: أنا أسن من أيب نواس بسنة، قاؿ: حد« 1»قاؿ ا١ترزباين، حدث ا١تازين كلدت ب أكؿ سنة تست كمائة ككلد ب آخرىا. مات اتاحظ سنة تس كتست كمائتت ب خبلفة ا١تعتز كقد جاكز التسعت . تع من

خفش أيب اتسن ككاف صديقو، كأخذ الكبلـ عن النظاـ، كتلقف الفصاحة أيب عبيدة كاألصمعي كأيب زيد األنصارم، كأخذ النحو عن األمن العرب شفاىا با١تربد. كحدثت أف اتاحظ قاؿ: نسيت كنييت ثبلثة أياـ حىت أتيت أىلي فقلت ٢تم: مب أكت؟ فقالوا: بأيب عثماف.

فإنو ب يقع بيده كتاب قط إال استوب قراءتو كائنا ما كحدث أبو ىفاف قاؿ:ب أر قط كال تعت من أحب الكتب كالعلـو أكثر من اتاحظ أخرج كاف حىت إنو كاف يكتم دكاكت الوراقت كيبيت فيها للنظر، كالفتح بن خاقاف فانو كاف ٭تضر السة ا١تتوكل فإذا أراد القياـ تاجة

كإتاعيل بن إسحاؽ القاضي فإين ما دخلت إليو إال رأيتو كتابا من كمو أك خفو كقرأه ب ٣تلس ا١تتوكل إب حت عوده إليو حىت ب ا٠تبلء،ينظر ب كتاب أك يقلب كتبا أك ينفضها.) ينظر: معجم األدباء، ياقوت اتموم، تح. إحساف عباس، دار الغرب اإلسبلمي، بتكت، لبناف،

: 12كتاريخ بغداد 230ر القبس: كنو 208( ، كانظر ترتتو أيضا ب: )الفهرست: 2102، ص. 5ـ ، ج.1993ىػػ ، 1414، 1ط.كميزاف 456: 1كعرب الذىيب 526: 11كست الذىيب 470: 3كابن خلكاف 194: 1كأماب ا١ترتضى 132كنزىة األلباء: 212

265كبغية الوعاة: 355: 4كلساف ا١تيزاف 19: 11كالبداية كالنهاية 136كالواب بالوفيات )خ( كسرح العيوف، 247: 3االعتداؿ (.121: 2كالشذرات

Page 319: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

311

كثت الفوائد، جم ا١تنافع؛ ١تا اشتمل عليو من الفصوؿ الشريفة، كالفقر اللطيفة، بأنو " 1ىػ(395)ت.ب الرائعة، كاألخبار البارعة، كما حواه من أتاء ا٠تطباء كالبلغاء، كما نبو عليو من مقاديرىم ب كا٠تط

الببلغة كا٠تطابة؛ كغت ذلك من فنونو ا١تختارة، كنعوتو ا١تستحسنة، إال أف اإلبانة عن حدكد الببلغة، ضالة بت األمثلة، ال توجد إال كأقساـ البياف كالفصاحة مبثوثة ب تضاعيفو، كمنتشرة ب أثنائو؛ فهي

. 2بالتأمل الطويل، كالتصفح الكثت"

ينبغي ١تن يدرس اتاحظ أف يتسلح بكثت من الصرب كاألناة لكي يتمكن من استخراج اآلراء الببلغية كاللغوية كسل بعضها من بعض، فاتاحظ كاف موسوعيا يتحدث ب مواضيع شىت ب ا١تؤلف

كىذا ال يظهر ب البياف كالتبيت فقط بل يظهر أيضا ب كتاب اتيواف الذم ٧تد فيو الكثت الواحد، من اآلراء النقدية كالببلغية القيمة مبثوثة ب تضاعيفو من غت نظاـ، فهو كثتا ما يستطرد من موضوع

سبب ىذا كقد كاف ىو نفسو يستشعر ىذا االستطراد فيعتذر إب القارئ أحيانا، كيعلل ، آلخرديد نشاط السامع االستطراد أحيانا أخرل ك٬تعل السبب ب ذلك سياقيا يستدعيو عادة ٤تاكلة ت

آخر، كحاكؿ بعضهم أف يرتب ىذه اآلراء كينظمها كيما يسهل االطبلع عليها إب بنقلو من موضوع ع ليشمل البياف األديب كمناقشتها، كإذا عدنا إب مفهـو البياف ب كتاب "البياف كالتبيت" كجدناه يتس

كغته.

بن مهراف، أبو ىبلؿ اللغوم العسكرم: قاؿ أبو طاىر السلفي: ككاف أليب أتد ىو اتسن بن عبد اهلل بن سهل بن سعيد بن ٭تت - 1

ديب، فهو تلميذ كافق اتو اتو، كاسم أبيو اسم أبيو، كىو عسكرم أيضا، فرتا اشتبو ذكره بذكره إذا قيل اتسن بن عبد اهلل العسكرم األأبو ىبلؿ اتسن بن عبد اهلل بن سهل بن سعيد بن ٭تت بن مهراف اللغوم العسكرم؛ سألت الرئيس أبا ا١تظفر ٤تمد بن أيب العباس

صبل فيو فاألبيوردم، رتو اهلل، مذاف عنو فأثت عليو ككصفو بالعلم كالعفة معا كقاؿ: كاف يتبزز احتازا من الطمع كالدناءة كالتبذؿ، كذكر ىو ب سؤاالب عنو، ككاف الغالب عليو األدب كالشعر، كلو كتاب ب اللغة كتو بالتلخيص كتاب مفيد. ككتاب صناعيت النظم كالنثر كىو م أيضا كتاب مفيد جدا. كمن تلة من ركل عنو أبو سعد السماف اتافظ بالرم، كأبو الغنائم ابن تاد ا١تقرلء إمبلء باألىواز، كأبو حكي

. كانظر أيضا : ترتة 918، ص. 2تد بن إتاعيل بن فضبلف اللغوم بالعسكر، كآخركف.)ينظر ب ترتتو: معجم األدباء، ـ.ـ.س. ج.أكطبقات 10كطبقات ا١تفسرين للسيوطي: 506: 1كبغية الوعاة 78: 12كالواب 506: 1أيب ىبلؿ العسكرم ب: دمية القصر

.72: 3كركضات اتنات 96كاشارة التعيت 134: 1الداكدم ىػ ، 1419علي ٤تمد البجاكم ك٤تمد أبو الفضل إبراىيم ، ا١تكتبة العصرية، بتكت، لبناف، ط. الصناعتت، أبو ىبلؿ العسكرم، تح. - 2

.05ص.

Page 320: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

312

جعل اتاحظ مسألة البياف تتلخص ب تسة أشياء ىي: اللفظ كا٠تط كاإلشارة كالنصبة كىنا يدخل اتاحظ ٣تاؿ علم ،كىو بذلك ٬تمع ب معناه كل ٯتكن من تبليغ ا١تعت، 1كالعقد

كىو ،ين أم كل ما يدؿ على ا١تعاينالعبلمات من بابو الواسع كقد تاه صنوؼ الدالالت على ا١تعاكلكنو يركز ب األخت على البياف األديب ألنو ىو موضوع الكتاب، ، ما ٧تده ب علم العبلمات

كبالرغم من انعداـ ا١تنهجية العلمية ب ا١تعاتة؛ إال أف اتاحظ حاكؿ أف يعطي مفهوما معينا للبياف أنو جعل اإلفهاـ أساسا ينطلق منو لتعريف البياف تفهومو كأف يبت بعض حدكده كأحكامو كا١تبلحظ

العاـ، كما جعل البياف باللفظ أحسن أنواع البياف ألنو ميداف التفاضل ك٣تاؿ التفاكت بت أصحاب البياف كالببلغة.

( أف يقف على مفهـو البياف الذم جعلو بأنو " اإلحضار ١تا يظهر ىػ 386حاكؿ الرماين)ت. و تيز الشيء من غته، كأقسامو أربعة : كبلـ، كحاؿ، كإشارة، كعبلمة، كالكبلـ على كجهت: كبلـ ب

يظهر بو تيز الشيء من غته فهو بياف، ككبلـ ال يظهر بو تيز الشيء فليس ببياف كالكبلـ ا١تخلط ل أنو قد يكوف على كاحملاؿ الذم ال يفهم بو معت كليس كل بياف ييفهم بو ا١تراد فهو حسن، من قب

. 2عي كفساد"

كىنا نبلحظ ذلك التقارب بت مفهـو البياف عند اتاحظ كعند الرماين، كال ندرم ب غياب اا١تعلومة العلمية كالتارٮتية ىل أخذ الرماين ىذا ا١تفهـو عن اتاحظ باعتباره األقدـ زمنا؛ أـ أف ىذ

كما ٯتكن أف نبلحظ ، ناس فكاف من قبيل ا١تفاىيم العامة ا١تتداكلةا١تفهـو كاف شائعا كمشهورا بت الأنو ب ٬تعل ٣ترد اإلفهاـ شرطا تسن البياف، ألف الكبلـ قد يصدر عن شخص موصوؼ بالعي كلكنو مع ذلك ينجح ب تبليغ رسالتو إب سامعو، كإفهاـ ا١تقصود من كبلمو، فهل يػيعىد كبلمو ىذا

كالنشر، سوسة، تونس، يينظر: البياف كالتبيت، أبو عثماف عمرك بن تر اتاحظ،تح. حسن السندكيب، منشورات دار ا١تعارؼ للطباعة - 1

.87ـ، ص.1990النكت ب إعجاز القرآف، من ثبلث رسائل ب إعجاز القرآف، تح. كتع. ٤تمد خلف اهلل ك٤تمد زغلوؿ سبلـ، دار ا١تعارؼ، مصر، - 2 .106ـ(، ص.1956ىػ ، 1376، د.ت.) مقدمة الطبعة مؤرخة ب: 2ط.

Page 321: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

313

م يريد إليو الرماين؟ ليس ىذا صحيحا ألف ا١تقصود بالبياف عنده ىو العبارة الفنية من قبيل البياف الذاتميلة ا١توقرة با١تعاين النبيلة، كا١تعركضة ب ثوب لفظي أنيق، كىي كما ذكرنا سابقا ٣تاؿ التفاضل

بت األدباء كالبلغاء.

ف ىو الفصاحة كالببلغة ىػ( أف موضوع علم البيا637يرل ضياء الدين بن األثت )ت. داللة ب ينظر النحوم أف ب يشتكاف كالنحوم كىو كا١تعنوية، اللفظية أحوا٢تما عن يسأؿ "كصاحبو فضيلة ب ينظر البياف علم كصاحب عامة، داللة كتلك اللغوم، الوضع جهة من ا١تعاين على األلفاظالبياف أف يكوف متمكنان من ٣تموعة كقد رأل بأف على صاحب، 1خاصة " داللة كىي الداللة، تلك

من العلـو من ٨تو كصرؼ كحفظ للقرآف الكرن كغت ذلك.

كمن جهة أخرل ٯتكن أف نرل بأف ابن األثت ٬تعل الوصف السابق للبياف ٦تا ٬تب على عاب كوف على علم البياف تتبعو ب اإلبداع األديب، كتعت آخر ينبغي ١تن يريد دراسة علم البياف أف ي

د األعماؿ األدبية كاتيكم عليها .بالوجوه السابقة لكي ٬تعلها أسسا لنق

كعلى اتيملة فإف العمل األديب اتيد من منظور ابن األثت كفق ما يشت إليو التصور السابق كلما اشتمل ىو أف ٬تمع من كل شيء بطرؼ، فيكوف جيد السبك، ميتىخت اللفظ، بديع ا١تعاين، ك

على أحسن ىذه الصفات كاف أفضل كأجل، كىذا ىو مفهـو النقد الذم ساد على ذلك العهد، كالذم قاـ على مبدأ ا١تفاضلة بت األعماؿ األدبية، كإطبلؽ أحكاـ القيمة على كل عمل أديب، مع

الوقوؼ على بعض مواضع اتيسن فيو.

علم البياف( فإننا سنجده غت مضبوط، ألف أكثر العلماء لتطور مصطلح ) كإذا ٨تن قمنا تسح ب يتفقوا على مفهـو كاحد ٢تذا ا١تصطلح، كلكن ٤تتواه قد كقع فيو بعض االتفاؽ منذ زمن اترجاين، كالذم يتتبع ىذا الػػػميصطلح سيجد أف مفاىيم كثتة تتنازعو، كمفهـو الببلغة كالفصاحة كا١تعاين كغت

ىػ، 1420ثت نصر اهلل بن ٤تمد ضياء الدين، ا١تكتبة العصرية، صيدا، بتكت، لبناف، ا١تثل السائر ب أدب الكاتب كالشاعر، ابن األ - 1

. 26ص.

Page 322: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

314

لذم سوغ التداخل بت ىذه ا١تفاىيم، ىو أف مصطلح البياف ب مفهومو العاـ يعت ذلك، كلعل اثل الفصاحة كالببلغة كا١تعاين تقدن ا١تعاين بصورة كاضحة كب معرض حسن، كبذلك كانت مفاىيم م

بو. تتنازعو كتتصل

احثت، إذ ال تكاد تلو أشرنا سابقان إب أف مباحث علم البياف كثتان ما كانت مشتكة بت الب دراسة من الدراسات الببلغية من تث االستعارة أك الكناية أك التشبيو، بل إف األعماؿ األدبية نفسها قد ال تلو من بعض ىذه الصور البيانية، كقد يكوف من الفائدة أف نشت ب ىذا ا١تقاـ إب

ود بعد ذلك إب مباحث البياف عند العلوم ىذه ا١تباحث عند أىم الببلغيت العرب قبل العلوم، لنع نفسػػػػػػػو.

Page 323: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

315

علم البيان عند الجرجاني: -ب

، كجعلوا ىذه 1حد بعض العلماء اللغة بأهنا " أصوات ييعرب ا كل قـو عن اغراضهم" أك الذكات تعبتا األصوات معربة إما عن ا١تعاين كإما عن الذكات، فإذا كانت معربة عن ىذه ا١تعاين

مباشرا موافقا ١تسماىا ب أصل الوضع اللغوم كانت حقيقة، كإال كانت ٣تازا ، كقد حاكؿ اترجاين أف يدرس مباحث علم البياف ضمن كتابو "أسرار الببلغة"، الذم جعلو كلو خالصا ٢تذا الشأف، ب

-يعا، كقد كنا رأينا أف مفاىيم :البيافحت أنو مزج ب كتابو "الدالئل" بت مباحث البياف كا١تعاين تكانت كلها تكاد تكوف تت ميسمى كاحد ىو مصطلح "الببلغة" ب عمومو -ا١تعاين -البديع

كمشوليتو، ك٧تد الببلغيت قبل السكاكي ب ىذا الشأف ب يضبطوا ٢تذه ا١تصطلحات حدكدا نظرية نهم.صارمة؛ كإف كنا ال نعدـ بعض التمييز لدل البعض م

يرل بعض الباحثت أف عبد القاىر اترجاين ىو أكؿ من كضع علم البياف كأسسو تأسيسا ، قبل ىذا ، كحقا لقد ديرسىت مباحث علم البياف كما ىي عند اترجاين ب األسرار2نظريا كامبل

ن ليس إب كلكنو تعمق فيها تعمقا ب يكن لدل سابقيو، كاتق أف مثل ىذا الرأم صحيح كلكالدرجة اليت يذىب إليها شوقي ضيف، كإف كاف الفضل األكؿ لتأسيس صاـر لعلم البياف يعود للجرجاين، ألف من جاء بعده ب يزد على أف رتب ما جاء بو عبد القاىر من مباحث بيانية، كضبط

كلن يكوف مصطلحاهتا، كلكن تصورا كالذم يراه ضيف سيجعلنا أسارل ١تا جاء بو اترجاين ، ىنالك تفكت ب تطوير نظرية البياف، ك٨تن نعلم أف كل ما توصل لو العلم ىو أمر نسيب دكما،

فكيف يقوؿ قائل: إف نظرية علم البياف قد اكتملت؟

ينبغي أف تنهض القراءة السليمة الواعية للفكر الببلغي العريب اإلسبلمي على التأين كالتأمل كوف ٣ترد "٣تازفة ب التعميمات كإرساؿ األحكاـ ب ٣تمل ىذا الفكر، كما عودنا الطويل، كأف ال ت

.34، ص.1، د.ت. ج. 4ا٠تصائص، ابن جت أبو الفتح عثماف، ا٢تيئة ا١تصرية العامة للكتاب، ط. - 1 .190دار ا١تعارؼ، مصر، د.ت. ص.شوقي ضيف، الببلغة: تطور كتاريخ،يينظر: - 2

Page 324: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

316

بعض الباحثت ا١تعاصرين، كإ٪تا بالوقوؼ عند مسائلو، كالتحليل الػػػػميفصل ٢تا كاحدة كاحدة، ها، مع االحتفاظ تق مراجعتها كمعاكدة النظر ب كاالستخراج التدر٬تي للقوانت اليت تضبط كبل من

، كمن شأف مثل ىذه 1نتائجها، عند مقارنة ىذه ا١تسائل بعضها ببعض ب األحكاـ كا١تقتضيات"ا١تنهجية أف تكشف عن خبيئات القضايا كالظواىر اللغوية كالببلغية، فا١تعركؼ عن كثت من البحوث

ا العلمية، اللغوية القدٯتة أهنا تت من دكف ترتيب كال تبويب متقن، كلكن ىذا ال ٭تد من قيمته ك٬تب على الدارس أف يعاكد البحث كالتنقيب ب كل مرة.

ارتبط مفهـو البياف عند عبد القاىر اترجاين كعند غته من الببلغيت تفهـو التخييل، كذلك أف الصورة البيانية ب عمومها تنهض على تقدن الكبلـ على غت حقيقتو، كلكن عبد القاىر باعتباره

ا أشعريا كاف كثتا ما يقع ب ا٠تلط كاترج لدل اتديث عن التخييل ألنو كاف يعتربه مرادفا متكلمللكذب كالتزييف، ككاف يراه نقيضا للحقيقة، على العكس ٦تا كاف يراه غته من ا١تتكلمت، كخصوصا

الذم للتعبت اازم من ا١تعتزلة الذين كانوا أكثر تررا من عبد القاىر، فكانوا ٬تعلوف التخييل مرادفا . ال يرادؼ الكذب أك التزييف

كلكن عبد القاىر كأنو قد كجد ٥ترجا من ىذا اترج الذم كقع فيو ، فعاب مسألة الصورة البيانية على أهنا من ا١تبالغة ب الكبلـ كالتوكيد لو، كقد أكد على أ٫تية ااز كفق ىذا ا١تنظور ب تنقية

قدح ب ااز كىم بأف يصفو بغت الصدؽ فقد خبط ا قد يعلق ا من الشبهة، فمن "العقيدة ٦تب البحث عن حقيقة ااز صل خبطا عظيما كيهدؼ ١تا ال ٮتفى، كلو ب ٬تي كالعناية بو حىت تي

ن ضركبيو كتيضبط أقسامو إال للسبلمة من مثل ىذه ا١تقالة كا٠تبلص ٦تا ٨تا ٨تو ىذه الشبهة لكاف م . 2حق العاقل أف يتوفر عليو، كيصرؼ العناية إليو"

1 .5ـ، ص.3،2007أصوؿ اتوار كتديد علم الكبلـ، طو عبد الرتن، ا١تركز الثقاب العريب، الدار البيضاء، ا١تغرب، ط. ب -

.361أسرار الببلغة، عبد القاىر اترجاين، تح. ٤تمود ٤تمد شاكر، مطبعة ا١تدين القاىرة، مصر، د.ت.ص. - 2

Page 325: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

317

كالراجح أنو ألف ىذا كانت أغلب مباحث البياف عند اترجاين ضمن كتابو "أسرار الببلغة"، كقد استهل اتديث فيو بالكبلـ ب اتناس، الكتاب بعد تأليفو للدالئل ألف مباحثو أكثر ضبطا،

الف من سبقو، إذ ٧تده يرد الفضل كا١تزية الببلغية للتجنيس للمعاين ك٧تده لدل معاتتو للج ناس ٮتيالنفسية اليت تصل للمتلقي الذم يشعر بنوع من ا٠تداع النفسي، ألنو يعتقد أف اللفظ الوارد ب اتناس ىو لفظ ميكرر، لكنو سرعاف ما يتفطن إب أف األمر غت ذلك شأنا، كأف األمر ال يتعلق دث بتكرار لفظي؛ كإ٪تا بلفظ جديد ٥تتلف ب ا١تعت تاما، كمن شأف ىذا التفطن للفظ اتديد أف ٭تيأثرا نفسيا للمتلقي الذم يسعى إب استكشاؼ ا١تعت اتديد للفظ الذم كاف يعتقد أنو يتكرر، كقوؿ

:1أيب تاـ

تىصيوؿي بأىسيىاؼو قػىوىاضو قػىوىاضب ٯتىيدكفى من أىيدو عىوىاصو عىوىاصمو

يشعر ا١تتلقي ٢تذا البيت أف كلمة "عواصم" كأهنا ىي نفسها كلمة "عواص" كذلك قبل تلقي حرؼ ا١تيم من كلمة "عواصم" ، فا١تستمع لكلمة "عواصم" من دكف حرؼ ا١تيم يعتقد أف األمر

اتقيقة يتعلق بلفظت اثنت ٥تتلفت ال بلفظ كاحد، كىنا يتعلق بتكرار اللفظ بعينو، كلكن األمر ب يسعى إب البحث عن معت اللفظ اتديد بعد أف اعتقد سابقا بأف األمر يتعلق تعت كاحد ميكرر،

كذلك أنك كىذا االنتقاؿ ىو الذم جعلو اترجاين سببا ب أ٫تية اتناس، كىو يقوؿ ب ذلك:" آخري الكلمة كا١تيم من عواصم كالباء من قواضب، أهنا ىي اليت مىضىت، كقد تػىتىوىم قبل أف يردى عليك

ةن، حىت إذا تكن ب نفسك تاميها، ككعى تعيك آخرىىا، أرادت أف تيئىك ثانيةن، كتعودى إليكى مؤكدىانصرفتى عن ظنك األكؿ، كزيلتى عن الذم سبق من التخيل، كب ذلك ما ذكرتي لك من طلوع

.2دة بعد أف ٮتالطك اليأس منها، كحصوؿ الربح بعد أف تيغالىطى فيو حىت ترل أنو رأس ا١تاؿ"الفائ

اـ أكس بن حجر الطائي، قدـ لو ككضع ىوامشو كفهارسو: راجي األتر، دار الكتاب شرح ديواف أيب تاـ للخطيب التربيزم، أبو ت - 1

. 114، ص.1ـ، ج.2007ىػ ، 1427العريب، بتكت، لبناف، . 18ص.ـ.ـ.س.أسرار الببلغة، - 2

Page 326: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

318

كعلى أف اترجاين ب يقتصر ب حديثو عن التجنيس على ىذا ا١تثاؿ؛ بل أكرد أمثلة شعرية :1أخرل كثتة، منها قوؿ البحتم

ؼ اد الصوى جيوه الوي كى تل بى صىوادو إ سو في نػ ريبتى أى نا فػى صىدىفت عى ن ئ لى

كسبيل ىذا البيت ىو سبيل من قبلو، إذ ٬تد ا١تتلقي لو شعورا ب أكؿ أمره بتكرار لفظ "صواد" كذلك لدل النطق بلفظ "صوادؼ" ب آخر البيت كلكن دكف حرؼ الفاء األختة، كلكنو سرعاف ما يتفطن

بلفظ جديد، فيسعى إب تعرفو كتبت معناه، كىو ما تاه اترجاين بالفائدة، لكأف إب أف األمر يتعلق ا١تتلقي ب يكن ينتظر مثل ىذه الزيادة ا١تعنوية ا١تتمثلة ب اللفظ اتديد العتقاده بأف األمر ينحصر ب

ضاؼ إب ا١تعت نمعت كاحد ىو معت اللفظ األكؿ، على حت أف األمر يتجاكزه إب معت جديد ي القدن، كىنا تظهر ا١تزية كالفائدة تيعا، كمثل ذلك قوؿ الشاعر:

عىاين ا أىكدى مى ػػػػميت ب اين أى ك دىعى أى اهي اظرى ا جىتى نى يمى ف اهي اظرى نى

مرو يرجع كاستحسنتى تنيس القائل: ناظراه...)البيت(...أل كقد علق عليو اترجاين بقولو:" ب الثاين؟ كرأيػتىك ب يزدؾ تىذىب الفائدة ضىعيفىت عن األكؿ كقويتإب اللفظ؟ أـ ألنك رأيتى

كميذىب على أف أىتىعىكى حركفان مكررةن، ترـك فائدة فبل تديىا إال ٣تهولةن منكرةن، كرأيتى اآلخر قد كيو٫تك كأنو ب يىزدؾ كقد أحسن الزيادة أعىادى عليك اللفظةى كأنو ٮتدعيك عن الفائدة كقد أعطاىا،

يتػفىقى ب الصورة -ككفاىا، فبهذه السريرة صار التجنيس من حيلىى الشعر، -كخصوصان ا١تستوبى منو ا١ت

. 2كمذكوران ب أقساـ البديع"

يطلق على مفهـو اتناس مصطلح "البديع" -كما سبق القوؿ-كىنا نبلحظ أف اترجاين العهد بو ب كثت ٦تا أكرد من مفاىيم، كاتق أف ىذه ا١تبلحظة ال تقتصر عليو فحسب بل تنسحب ك

" على أكثر الببلغيت الذين عيرفوا حىت القرف السابع للهجرة، كيبدك أف ظهور كتاب "مفتاح العلـو

.354ديواف البحتم، ـ.ـ.س.ص. - 1 .7ص. ـ.ـ.س.أسرار الببلغة، - 2

Page 327: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

319

ت ال للسكاكي كاف إيذانا بضبط ا١تصطلحات الببلغية كجعل كل ميصطلح منها يتمحض تقل معيعدكه، كمن شأف ىذا الضبط أف يساعد الدارست على ضبط ا١تسائل الببلغية كتيست تناك٢تا من جهة، كما يساىم ب تسهيل قراءة أعماؿ الببلغيت أنفسهم بضبط أعما٢تم ضبطا نظريان صارما من

ألكؿ ب جهة أخرل، كإف كنا ال نعدـ من ييثرب على السكاكي ىذا الصنيع، بل ك٬تعلو السبب ا غموض الببلغة كتود مباحثها.

ك٨تن ب ىذا ا١تقاـ ال ندعي بأف السكاكي ب يكن كذلك، كلكن منهجية البحث القائمة على الوصفية، دكف االنزالؽ إب فخ األحكاـ تنأل بنا عن مثل ىذا اتكم الذم قد ال ييقدـ كال

ة موضعا من ىذا البحث ىو غت ىذا ا١توضع، كإ٪تا يؤخر من ا١تسألة شيئا، كعلى أف ٢تذه القضيأشرنا إليو لداعي الضركرة، ألف مثل ىذه القضايا كثتا ما تتشابك كيشتؾ فيها الببلغيوف، فيكوف من العست على الدارس أف يفصل بينها أك بت آراء الدارست ٢تا، كيكوف كجو التدبت ب مثل ىذه اتاؿ

كلة مناقشة اآلراء كاألعماؿ كا١تقارنة بينها ك٤تاكلة الفصل بينها كسل بعضها أف يعمل الدارس على ٤تا من بعض كيما يسهيلى تناك٢تا ليس إال.

يينبو اترجاين على أف اتناس بالرغم من عده من ألواف البياف )إذا جارينا اترجاين ب تقسيمو( ان، إذ ىناؾ مواضع ال يصلح فيها كذلك إذا كرد على إال أف كركده ب الكبلـ ال يكوف ٤تمودا دكم

جهة التكلف كإعنات النفس، كبا١تقابل فإف احملمود منو ىو ما يرد منو على القر٭تة دكف تكلف، كيشيد ب ىذا الشأف تا كاف يأتيو اتاحظ ب مفتتح كتبو كفصو٢تا، كمقدمات رسائلو كبداياهتا ، فقد

ا يفي بغرضو كدكف تكلف، كذلك خوفا من أف يكوف لذلك تأثت على معاين كاف ال يأب منو إال ت الكبلـ.

انتقل اترجاين بعد حديثو عن اتناس كأ٫تيتو كشركطو إب ذكر الطباؽ كاالستعارة، كقد أدرجهما معا ضمن البديع، كلكن متعلقهما ا١تعت ال اللفظ، ألف االستعارة مثل الطباؽ تيدرؾ

االستعارة ل، كلكن اترجاين صرؼ ٫تو ب ىذا ا١توضع إب معاتة االستعارة كقد عرفها بقولو:"بالعق

Page 328: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

320

أف يكوف للفظ أصله ب الوضع اللغوم معركؼه تدؿ الشواىد على أنو اختيص بو حت ب اتملة، فيكوف كيضع، ب يستعملو الشاعر أك غت الشاعر ب غت ذلك األصل، كينقلو إليو نقبلن غتى الزـو

. 1ىناؾ كالعارية"

كىنا ٧تد أف اترجاين قد جعل االستعارة تتعلق باأللفاظ، أم أهنا تندرج ضمن ااز اللغوم الشيء تشبيوى تيريدى أف " ه ييعرؼ االستعارة بأهنا، كإذا عدنا إب كتابو "دالئل اإلعجاز" فإننا سنجد

. عليو كتيريىو ،الػػػمشبو فتعيتىه بو، ا١تشبو اسم إب كتيءى كتيظهرىه، بالتشبيو فصحى تػي أف فػىتىدعى بالشيء، رأيتي : )كتقوؿ ذلك، فتىدىعي سواء، بطشو كقوة شجاعتو ب كاألسد ىو رجبلن رأيتي : تىقوؿ أف تريد :2قولو ٨تو كاف ما كىو االستعارة، من آخري كضىربه ( أسدان

زماميها الشماؿ بيد أىصبىحت إذ

ب أنكى كذاؾ سىواءن؛ فليسا االستعارة، يذكركف حيث األىكؿ، إب يىضمونو الناس كاف كإف الضربي ىذا: قلت إذا أنك ىذا تفستي . لو الشيءى للشيء، تعل الثاين كب بو، ليس الشيءى الشيءى، تعلي األكؿ،

ا اإلنساف يكوف كال إياه، كجعلتو أسده أنو إنسافو ب تادعي فقد ،(أسدان رأيتي ) ، كىذا 3"أىسىدنالتعريف األخت يهدم إب القوؿ بأف اترجاين يعيد االستعارة من باب ااز العقلي، كيظهر ذلك تديدا ب قولو: )ادعاء معت االسم لشيء(، كذلك أف لفظ االدعاء يتعلق بعمل العقل، ألف العقل

مثل ىذه اتاالت ىو الذم يقـو ذا االدعاء الذم يقـو على التخييل، كقد أشرنا سابقا أف ب التخييل ىو من كظائف العقل.

ددنا لبلستعارة؛ فجعلها ب كتبعا ٢تذا ىل نستطيع القوؿ بأف اترجاين ب يضبط تعريفا ٤تي ئل" تتصنف ضمن ااز العقلي؟"األسرار" من ااز اللغوم، بينما جعلها ب "الدال

.30ـ.س.ص. - 1بيعة العامرم كىو شطر من بيت ب معلقتو، كصدره: كغداة ريح قد كشفت كقرة ، ينظر: ديواف لبيد بن ربيعة، لبيد بن القوؿ للبيد بن ر - 2

.176ربيعة العامرم، دار صادر بتكت، د.ت. ص. .67دالئل اإلعجاز، تح. ٤تمود شاكر، ـ.ـ.س.ص. - 3

Page 329: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

321

لقد أحس شوقي ضيف ذا ا٠تلط الذم كقع فيو عبد القاىر اترجاين، كذلك حت عد االستعارة ب )األسرار( "٣تازا عقليا، كإف كاف قد ردد الكبلـ بت عدىا من ىذا ااز أك ااز

از العقلي... كيبدئ كيعيد ب ىذا ا١تعت ميكرران اللغوم، غت أنو ب مواطن كثتة ٭تاكؿ نظمها ب ادائما أف ااز عمل عقلي كأف حيسنو يرجع قبل كل شيء إب ا١تعاين اإلضافية"

1 .

كأشت ىنا إب أف اترجاين ب يتحدث عن االستعارة ب "دالئل اإلعجاز" لدراستها ب حد ظهرا من ا١تظاىر التكيبية اليت تظهر فيها أ٫تية النظم، ألنو ب األصل ذاهتا؛ كإ٪تا عىرىضى ٢تا باعتبارىا م

، كتا أف مفهـو النظم الذم يقيم عليو علم ا١تعاين قد جعل كتاب الدالئل للحديث عن علم ا١تعاينكاف يتسع ليشمل كل الظواىر التكيبية؛ فإف اترجاين قد حاكؿ أف يدرس بناء االستعارة كأكجو

تسب ما يقتضيو علم النحو كمعانيو، كقد كاف ىذا األمر من عبد القاىر مينتظرا حىت ييثبت تركيبها . أ٫تية نظرية النظم كمشوليتها

يشت اترجاين إب أف للتشبيو ضربت: أحدي٫تا يكوف بضرب من التأكيل، كاآلخر يكوف من التشبيو معنويان كاآلخر حسيان أك العكس، دكف تأكيل، كىو يقصد بالنوع األكؿ ما كاف فيو أحد طرب

بينما يقصد بالنوع الثاين ما كاف فيو طرفا التشبيو حسيت، كىو يبدأ بذكر النوع الثاين حيث يقوؿ بأنو ال ٭تتاج إب تأكيل كأف ييشبو الشيء بغته من جهة الصورة أك الشكل أك اللوف أك أم خاصية

تيشبو ا٠تدكد بالورد كالشعر بالليل ، أك أف تشبو الوجو بالنهار أك حسية أخرل، كمن ذلك مثبلن أفتاج فيها إب تأكؿ .بالشمس أك القمر، أك غت ذلك من التشبيهات اتسي ة اليت ال ٭تي

أما النوع الثاين فهو التشبيو الذم ٭تتاج إب تأكيل كأف تشبو اتيجة القاطعة بالشمس ب ظهورىا، جهة من بالشمس اتجةى شبهت كقد الظهور، ب كالشمس حيجةه وؿ "ىذهالظهور، فتق

تعلم أنك إال غت٫تا، أك صورة أك لوف من أردت ما جهة من بالشيء الشيء مىضىى فيما شبهتى كما أف األجساـ من كغتىا الشمس ظيهور حقيقة: تقوؿ أف كذلك بتأكؿ، إال لكى يتم ال التشبيو ىذا أف

.186ـ، ص.1965، 2الببلغة: تطور كتاريخ، شوقي ضيف، دار ا١تعارؼ، مصر، ط. - 1

Page 330: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

322

يكن ب إذا لك الشيءي يظهر كلذلك رؤيتها، كبت العت بت ٭توؿ ٦تا ك٨تويه، حجابه دكهنا يكوف ال، كبينو بينك . 1حجاب" كراء من كنت إذا لك يظهر كال حجابه

يشت اترجاين إب الفرؽ بت التشبيو كالتمثيل كيقوؿ إف التشبيو عاـ كالتمثيل أخص منو، شبيو تثيبل بالضركرة، كلكن ليس كل تثيل ىو بالضركرة تشبيو، كلتوضيح ذلك كبذلك يكوف كل ت

يقوؿ إف التمثيل ىو تشبيو صورة بصورة، أك ىو تشبيو متعدد، كليس تشبيو شيء بشيء، كحىت يتضح ذلك فإنو يورد ٣تموعة من األمثلة، كمن ذلك قوؿ الشاعر:

قاتليػػػػػػػػو صىبػرىؾ فىإف د الػػحىسيو مىضىض عىلىى اصرب

ػػػػلي فىػػػػػالػػػػػػنػػػػاري ػػػػػػػػػػػا تىػػأكي ػػهى د بى إف نىػفػػسى و ػػػػػػػػػػػتىأكيلي مىا تى

ا بالنار اليت تأكل ففي ىذا ا١تثاؿ قد شيبو اتسود عندما ال ٬تدم صاحبو شيئا فيموت غيظ ا ككمدنبعضها كتمد عندما ال تد ما تأكلو، كقد انتهى حطبها، كا١تتمعن ٢تذا التمثيل ٬تد أف كبل من ا١تشبو كا١تشبو بو عبارة عن صورة، أم أف كبل منهما متعدد، كليس شيئان كاحدا، فالشاعر قد أكرد

٬تد صاحبو ما يفعل للمحسود كقد صرب عليو صفة اتسد، كلكن ليس مطلق اتسد، كإ٪تا عندما الكتلد، كما أنو أكرد صورة النار كلكن ليس مطلق النار كإ٪تا النار اليت قد نفد حطبيها فلم تد ما تتقدي

اتسود عندما يصربي احملسود عليو .بو، فهي تميدي كما ٮتمد حسد

ديثو عن التشبيو كالتمثيل، كٯتيكن أف نيبسطو كىذا ىو الفرؽ الذم أشار إليو اترجاين لدل ح فنقوؿ إف التشبيو يكوف فيو كجو التشبيو كاحدان، بينما يكوف كجو التشبيو ب التمثيل ميتعددان ، كال يعت ىذا أننا ٧تمع ٣تموعة من التشبيهات إب بعضها بعض لنيشكل تثيبلن ألف ذلك ال يعدك أف

.92ص.ـ.ـ.س.أسرار الببلغة، - 1

Page 331: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

323

ا الشأف ب التمثيل أف يكوف كجو الشبو عبارة عن صورة ال ٯتكن الفصل بت يكوف تشبيهان مركبا، كإ٪ت :1مكوناهتا، كإال اختلت، كقوؿ امرئ القيس

ا العينابي كىاتىشىفي البىاب كىأىف قػيليوبى الطت رىطبنا كىيىابسنا لىدىل كىكرىى

ىامة ب بناء التشبيو كىي ضركرة التباعد بت ا١تشبو كا١تشبو بو، أشار عبد القاىر إب مبلحظة ثل لذلك بقوؿ إذ كيلما كاف طرفا التشبيو متباعدين كاف ذلك أدعى لطرافة التشبيو كحيسنو، كٯتي

الشاعر:

ػػػو كالزىكىرديػػػػػػػػػةه ػػػػا تىػػػػػػزىي اليػىوىاقيت تير عىلىى الريىاض تى بى بػػزيرقىػػػتػػػػػهى

ا كربيػػػػػػػت أىطرىاؼ ب النار أىكىائلي ا ضىعيفنى قامىاتو فػىوؽى كىأىهن

تشبيو من كأجدرى بالوىليوع كأحق كأعجبى ففي ىذين البيتت نرل تشبيو البنفسج بالنار " أغربى ، غىض لنبات شبهان أراؾ ألنو عقيق، حشوىن دير تداىن: النرجس منها ترل ا١تاءى رطبةو كأكراؽو يىرؼ، ، عليو ميستػىوؿو جسمو ب نارو بلهىب يشف اتبلة، كموضوعي الطباع كمىبػتى . الكىلىف فيو كبىادو اليبسي كانت لو، تعدفو سلي موضعو من كخرج منو، ظهوره يػيعهىد ب مكاف من ظهر إذا الشيء أف على ركعة إب كإخراجك التعجب، إثارة ب فسواءه أجدر، منها بالشغىف ككاف أكثر، بو النفوس صىبىابةي

، 2أصلو" من ييعرىؼ كب ييوجىد ب شيءو ككجودي أمكنتو، من ليس مكاف من الشيءى كيجوديؾ ا١تستغرب،ألوؼ، كإال خرج بنا إب الغموض، كىو أمر كلكن ينبغي ٢تذا التباعد أف ال ٮتريجى عن الطور ا١ت

يتعارض مع كظيفة التشبيو اليت تقـو على البياف كالتبيت ال على إضفاء الغموض على العبارات كالنصوص.

ديواف امرئ القيس، امرؤ القيس بن حجر الكندم، شرحو كضبط نصوصو كقدـ لو: الدكتور عمر فاركؽ الطباع، دار األرقم، بتكت، - 1

.127لبناف، د.ت. ص. .130أسرار الببلغة، ص. - 2

Page 332: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

324

ت.ىػ( ما كقع فيو بعض الببلغيت من خلط بت 392ينكر علي بن عبد العزيز اترجاين ) كاضحة ال ينبغي ١تن يعيها أف يقع ب مثل ىذا اا١تفهومت حدكدن االستعارة كالتشبيو، كيرل أف بت

رتا جاءى من ىذا الباب ما يظنو الناس استعارةن كىو تشبيو أك مثىل؛ فقد رأيت ا٠تلط، كذلك أنو " :1بعض أىل األدب ذكر أنواعان من االستعارة عد فيها قوؿ أيب نواس

افى رى صى ان وي انى تى عنى ف رى ا صى ذى إ فى بيوي اك رى تى ن هره أى ب ظى حى ػػػالكى

كلست أرل ىذا كما أشبهىو استعارة، كإ٪تا معت البيت أف اتب مثل ظهر، أك اتب كظهر تيديره كيف شئتى إذا ملكتى عنانو؛ فهو إما ضرب مثىل أك تشبيو شيء بشيء؛ كإ٪تا االستعارةي ما اكتيفي

.2ار عن األصل، كنقلت العبارة فجعلت ب مكاف غتىا"فيها باالسم ا١تستع

يوضح علي بن عبد العزيز اترجاين ب القوؿ السابق الفرؽ بت االستعارة كالتشبيو كىو فرؽ كاضح كما نرل، فإذا كاف كل من ا١تشبو كا١تشبو بو موجودان ب العبارة مذكوران فإف األمر يتعلق حينئذو

الستعارة، كإف كاف أحد طرب التشبيو )ا١تشبو أك ا١تشبو بو( غت موجود أم أنو ٤تذكؼ؛ بالتشبيو ال با فإف األمر حينئذو يتعلق بالتشبيو.

حاكلت كثت من البحوث العربية اتديثة أف تعرض للصورة الفنية من حيث خصائصها العامة ية كالفكرية اليت انبثقت عنها، كجوانب التأثت كا٠تاصة، كا١تاىية كاألنواع كاألثر، كاألصوؿ الفلسف

كالتأثر لدل التأسيس ٢تا، خصوصا كأف العبلقة قد بدت كاضحة بت ماىية الصورة الفنية ب الببلغة العربية من جهة كالببلغة اليونانية من جهة ثانية، خاصة فيما يتعلق تفهـو التخييل لدل توليد

الصورة.

. 360.س.ص.ديواف أيب نواس، أبو نواس اتسن بن ىانئ، ـ.ـ - 1دالئل اإلعجاز ب علم ا١تعاين، أبو بكر عبد القاىر بن عبد الرتن اترجاين، تح. ياست األيويب، ا١تكتبة العصرية، صيدا، بتكت، - 2

. 403ىػ ، ص. 1428ـ ، 2007لبناف، ط.

Page 333: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

325

ية البحث، كانطبلقا ٦تا سبق ذكره أف نقف على مفهـو التخييل، كىو تفرض علينا منهج ا١تفهـو الذم قد يشكل جزءا ىاما من مفهـو الصورة بشكل عاـ، ك٨تن نشت ابتداء إب أننا سنعتمد

قد –ب نظرنا على األقل -، ألنو لصورة الفنية"اعض ما أكرده جابر عصفور ب مؤلفو "على بن أغلب البحوث التاثية اليت تثت ب مفهـو التخييل كما يتصل بو من أعطى خبلصة كاضحة ع

ككظائفها كعبلقة الصورة ية للصورة الفنية، مباحث كطبيعة ا٠تياؿ كعبلقتو بالصورة، كاألنواع الببلغا١تقاربة من بت با١تعت، كأ٫تية الصورة، ككظائفها ب الشعر، كغت ذلك من ا١تباحث اليت جعلت ىذه

١تقاربات .أىم ا

فهو لدل حديثو عن مفهـو التشبيو مثبل، يتوصل إب أنو "عبلقة مقارنة تمع بت طرفت، التاد٫تا أك اشتاكهما ب صفة أك حالة، أك ٣تموعة من الصفات كاألحواؿ. ىذه العبلقة قد تستند

ارنت، دكف أف يكوف من إب مشاة ب اتكػم أك ا١تقتضى الذىت، الذم يربط بت الطرفت ا١تق، كىذا يعت أف 1الضركرم أف يشتؾ الطرفاف ب ا٢تيئة ا١تادية، أك ب كثت من الصفات احملسوسة"

التقسيم األكب للتشبيو ٬تعلنا ننظر إليو من حيث كونو ٬تمع بت ا١تاديات أك ا١تعنويات أك بينهما معا وهنا منتمية إب ٣تاؿ كاحد.كعلى العمـو فهو يؤلف بت ا١تختلفات حىت ب حاؿ ك

يوقع االئتبلؼ "يتساءؿ جابر عصفور من موقع كجهة النظر ا١تنطقية لؤلشياء، فإذا كاف التشبيو بت العناصر ا١تختلفة، فما ىو األساس الذم ٬تعل األشياء تتجمع كتتآلف معا؟، ك إذا كاف ىذا

. 2ذا التشابو؟ كما درجاتو؟"األساس يرجع إب طبيعة التشابو ا١تنطقي فما حدكد ى

ينطلق التساؤؿ السابق من معاينة طبيعية التشبيو اليت تنهض على اتمع بت ا١تختلفات، إذ لو أيسر كأىوف، لكن اتاؿ أف –رتا -كاف األمر يقـو على التأليف بت ا١تتشاات لكاف تفسته

، 1992، 3العريب، بتكت، لبناف، ط. الصورة الفنية ب التاث النقدم كالببلغي عند العرب، جابر عصفور، ا١تركز الثقاب - - 1 .172ص.

.175نفسو،ص. - 2

Page 334: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

326

تا متناقضات، خصوصا عندما يتعلق األمر با١تاديات اتمع ىنا إ٪تا يقـو على تأليف بت ٥تتلفات، كر كا١تعنويات، كىو كثت الوركد ب الكبلـ، بل إف بعض اآلراء الببلغية كالنقدية ترل أف جودة التشبيو

تزداد، كقيمتو تعلو ألنو يوقع االئتبلؼ بت ا١تتباعدات حىت ٮتيل للقارئ أهنما من جنس كاحد.

ىػ(، 174لطبيعة العبلقة بت ا١تتشاات عند عبد القاىر اترجاين)ت قد ٧تد تعليبل أكليا كخاصة مبدأ التأثت الذم ٭تدثو التشبيو، كذلك أف "الشيء إذا ظهر من مكاف ب يعهد ظهوره منو، كخرج من موقع ليس تعدف لو؛ كانت صبابة النفوس بػو أكثر، ككاف الشغف بو أجدر، فسواء ب إثارة

جو إب ا١تستغرب، كجودؾ الشيء ب مكاف ليس من أمكنتو ككجود شيء ب يوجد كب التعجب كإخرا . 1يعرؼ من أصلو ب ذاتو كصفتو"

فاتمع إذف بت أشياء ب يعهد العقل كا١تنطق اجتماعهما ىو الذم يبعث ا١تتأمل على التفكت ا، كىو الرأم نفسو الذم يصدر عنو احملموؿ على اإلعجاب ذا التكيب اتديد الذم ب يعهده سابق

أف التشبيو" يقرب بت البعيدين حىت تصت بينهما بىػ( ب العمدة كذلك حت يرل 164ابن رشيق)ت ، كىذا التقريب بن ا١تختلفات ىو الذم يسعى الشاعر إليو، كلكن سعيو ىذا كثتا 2مناسبة كاشتاؾ"

ما ٭تده العقل كا١تنطق كما سنرل.

ابر عصفور ضمن ىذا ا١تسعى أف يتساءؿ عن ىذه الظاىرة ، فإذا كاف األمر على ما ٭تاكؿ ج ذكرنا سابقا " فما ىي العلػة اليت تعل ا١تتلقي يعجب بالتشبيػو الذم يوقع االئتبلؼ بت عناصر شديدة االختبلؼ؟، كما ىو السبب الذم ٬تعل الشاعر نفسو قادرا على إيقاع مثل ىذا االئتبلؼ؟

.118، ص.1991، 1أسرار الببلغة، عبد القاىر اترجاين، تح.٤تمود شاكر، شركة القدس، مصر، ط. - 1كت، لبناف، بت ،دار اتيلدين عبد اتميد، بن رشيق، تح. ٤تمد ٤تيي ال علي اتسن سن الشعر كآدابو كنقده، أبوالعمدة ب ٤تا - 2 .289ـ، ص.1981ىػ ، 1401، 5ط.

Page 335: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

327

، كلعل ا١تبلحظة ا١تتأنية ٢تذه 1يرجع ىذا السبب إب الشاعر نفسو أـ إب األشياء ذاهتا؟" ، كىل و ا١تعت بالضركرة تودة التشبيو .يكوف ى –غالبا -التساؤالت هتدم إب القوؿ بأف الشاعر

من كدليل ذلك أنا ٧تد شاعرين مثبل قد يعرضاف للمعت نفسو، كلكن أحد٫تا يفوؽ اآلخر حيث حسػن التشبيو كجودتو، بالرغم من أهنما ينطلقاف من معت كاحد، كلكن اتاؿ أف أحد٫تا يكوف أكسع خياال كأرحب تثبل، على حت أف اآلخر كاف خيالو ضيق العطن مستغلق الفضاء، فبل

ف البياف ب بقية ألوا -إف شئت -جـر قصيػرى دكف بلوغ الغاية اليت انتهى إليها صنوه، كقل ىذا ا١تعركفة، ألف كثتا منها، إف ب نقل أغلبها يقـو على التخييػل، كعلى قدرة الشاعر ب اتمع بت

ا١تختلفات.

كلكن اترجاين ال يستعمل ب ىذا ا١تقاـ مصطلح التخييل، كلكنو يستعمل مصطلح ا الضرب كإف كاف الناس "االدعاء"، يقوؿ كىو يشرح الفرؽ بت التشبيو البليغ كاالستعارة:" ىذ

يضيفونو إب األكؿ، حيث يذكركف االستعارة، فليسا سواء، كذاؾ أنك ب األكؿ، تعل الشيء الشيء ليس بو، كب الثاين تعل للشيء الشيء لو. تفست ذلك أنك إذا قلت:"رأيت أسدا" فقد ادعيت ب

ت: إذ أصبحت بيد الشماؿ زمامها، إنساف أنو أسد، كجعلتو إياه، كال يكوف اإلنساف أسدا، كإذا قل . 2فقد ادعيت أف للشماؿ يدا، كمعلـو أنو ال يكوف للريح يد"

داء تكوف كظيفتو عند اترجاين إيضاح ا١تعت كتقريبو، كا١تبلحظ لدل تعريفو ىذا، أنو كىذا األ لثالث الصورة الفنية حاكؿ التخفيف من غلواء النظرة الصارمة اليت ضبط ا الببلغيوف خبلؿ القرف ا

كابن طباطبا ب عيار الشعر، كاتاتي ب حلية احملاضرة، كاآلمدم ب ا١توازنة، كابن قتيبة ب نقد .الشعر

.185الصورة الفنية، ص. - 1 .114، ص.2007دالئل اإلعجاز، عبد القاىر اترجاين،تح. ياست األيويب، ا١تكتبة العصرية، صيدا ،بتكت، - 2

Page 336: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

328

ىػ( يذىب مثبل إب أف " 127تؤيد بعض اآلراء الفلسفية كجهة النظر السابقة، فابن سينا )ت ، كىو االستغراب الذم ينتج عن عدـ 1تغراب كالتعجب"الركنق ا١تستفاد باالستعارة كالتبديل سببو االس

التقبل األكب ٢تذه العبلقات اتديدة اليت تقـو بت األشياء لدل تركيب االستعارة أك التشبيو، كىي عبلقات ب يألفها العقل ب أصل األشياء بل ىي طارئة عليو أك عليها، كليس ىذا فحسب؛ بل إف

ر إ٪تا يكوف ب أصلو نابعا من طبيعة اتمع ذاهتا.ىذا االستغراب كالتعجب ا١تذكو

إف ىذا الذم ذكرتو سابقا ال يعت تاؿ من األحواؿ أف الشاعر أك الكاتب ينشئ الصورة الفنية من عدـ، أك يأب ا إب الوجود دكف أف يكوف ٢تا أصل ب العقل، كلكن األمر قائم ب حقيقتو

يزة ا١تطلب، فليس اتذؽ ب إ٬تاد االئتبلؼ بت ا١تختلفات ب األجناس على تثبلت دقيقة ا١تسلك عز أنك تقدر أف تدث ىناؾ مشاة ليس ٢تا أصل ب العقل، كإ٪تا ا١تعت أف ىناؾ مشاات خفية "

يدؽ ا١تسلك إليها فإذا تغلغل فكػرؾ فأدركها فقد استحققت الفضل، كلذلك يشبو ا١تدقق ب ا١تعاين . 2لدر"بالغائص على ا

ككفق ىذه النظرة تقريبا يؤكد جابر عصفور على أف اكتشاؼ الشاعر للعبلقات ا٠تفية بت األشياء ال يعت أنو ٮتتع عبلقة ب تكن موجودة من قبل، إذ إف ىذه العبلقات قائمة منذ األزؿ، ب

ف اختاعا أك خلقا ٢تذه إف اتمع بت ا١تختلفات قد يكوف كشفا لعبلقة خفية بينهما، لكنو ال يكو على مدل الرباعة ب الوقوؼ على –كب كل أشكاؿ الصور -، فاألمر قائم ىنا 3العبلقة من عدـ

ىذه العبلقات بالرغم من خفائها كدقة مسلكها، ككلما كاف سبيلها أدؽ، كغورىا أعمق كانت أحق ف أكثر تأثتا كلما كاف ىامش باإلشادة كالتنويو، أك قل إف شئت بتعبت حداثي إف ىذه الصور تكو

23، ص.1966، 1، القاىرة، مصر، ط.الشفاء، ا١تنطق، الشعر: ابن سينا، تح. عبد الرتن بدكم، الدار ا١تصرية للتأليف كالتتة - 1

كبعدىا. .139أسرار الببلغة، ص. - 2 195ينظر: الصورة الفنية، ص. - 3

Page 337: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

329

التخييل فيها أكسع كأرحب، كىذا التمثل ىو ما كاف سائدا بت الببلغيت حىت القرف ا٠تامس، مع اإلشارة ىنا إب أف عبد القاىر قد حاكؿ أف يكوف متميزا ب طرحو .

ا١تقصود من إذا كاف ا١تبدأ األساس الذم تقـو عليو الصورة الفنية ىو اإليضاح، إيضاح الكبلـ؛ فإهنا تستعت ب ذلك تجموعة من اآلليات اليت تظاىرىا على كظيفتها، كقد ردىا جابر عصفور إب جانبت على األقل، ففي معرض حديثو عن مفاىيم التخييل كما يتصل بو كالتصوير

ل فصى خلت، يي كالتمثيل؛ يرل أف الداللة العملية الستخداـ ىذه ا١تصطلحات تشت إب جانبت متدابينهما رد التوضيح، أما أك٢تما فهو متصل بتقدن ا١تعنوم ارد من خبلؿ اتسي العيت، كىذا أمر يتم عن طريق إحبلؿ طائفة من الصور اتسية ٤تل طائفة من ا١تعاين اردة، تثيبل لتلك األختة،

انب الثاين فهو متصل تا نسميو اآلف كتكينا ٢تا من أف تتصور كتتخيل ب ذىن ا١تتلقي، ...كأما اتبالتشخيص، كىو يقـو على خلع اإلنساين، أك إضفاء ا٠تصاؿ البشرية على أشياء أك كائنات غت

.1إنسانية سواء كانت حية أك جامدة

٭تاكؿ عصفور أف يقف على األسس اليت تقـو عليها الصورة لدل بنائها، كىو كما نرل قد اثنت: تويل ا١تعنوم إب العيت احملسوس، كالتشخيص، كىنا قػد يعن لنا تساؤؿ أرجعها إب أساست

آخر يتعلق تصدر ىذا التخييل: ىل ىو يعود إب الشاعر من حيث قدرتو على التخييل أـ يعود إب أف ببلغيا أك ناقدا عربيا قد استطاع أف ٭تقق ذلك، الشعر ب حد ذاتو؟ كب ىذا اإلطار ال ييظن "

كينظر إب التصوير، أك التمثيل، أك التخييل، على أهنا عناصر ىامة ترتبط أكثق االرتباط بطبيعة الشعر كحقيقتو الذاتية اليت تيزه عن غته من األنشطة كتكشف عن العناصر اتسية اليت يتميز الشعر

فيما -كاالستثناء الوحيد باستغبل٢تا كالتوسل ا، ٦تا ٬تعلو متميزا كل التميز عن العلم أك ا١تنطق... أف ٭تقق -على قدر طاقتو -ىػ( الذم حاكؿ ٢681تذا اتكم ىو حاـز القرطاجت )ت -أعلم

.268ينظر:ـ.س. ص. - 1

Page 338: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

330

، كىذه ا١تبلحظة قد هتدم إب القوؿ بأف أغلب الببلغيت كانوا ينظركف إب التصوير 1شيئا من ذلك" إب الشاعر ال إب الشعر. -كب أ٫تيتو كجودتو أيضا -على أنو نشاط ذاب تابع ب نشأتو

حاكؿ عبد القاىر أف يقف على مباحث السرقات الشعرية، كلكنو قبل أف يتحدث عنها حاكؿ أف يتحدث عن ا١تعاين كقاؿ بأهنا تنقسم إب قسمت: قسم عقلي كقسم تييلي، ككل منهما

كالشعر كا٠تطابة كىو أكثر حضوران ب يتفرع إب أقساـ أخرل، كالعقلي منها ىو ما ٧تده ب الكتابة األحاديث النبوية الشريفة، ككبلـ الصحابة كالتابعت، كمن قوؿ الشاعر:

ػػػػ أىكفىاءي التشبيو صيورىة ب الناسي ـه مي ػػػػػػػػأىبيػػػػػػػػػوىي ػػػػػػػػػػػػػػػػػواءي كاأليـ آدى حى

اأىصل ب ٢تيم يىكين فىإف اءي ػػػػػػػػػػػػمػػػكىال ني ػػػػػفىالطي بو يػيفىاخريكفى شىرىؼه هى

مي العلم ألىىل إال الفىضلي ما أىدالءي استػىهدىل ١تن ا٢تيدىل عىلىى إهن

اءي لم الع ألىىل اىليوفى ػػػى جػػػػػكىال ٭تيسنيوي كىافى مىا امرئ كيل كىكىزفي أىعدى

فهذه األبيات من ا١تعاين العقلية الصر٭تة اليت ال يتطرؽ إليها ا٠تياؿ بشكل من األشكاؿ، كمعانيها مباشرة ال تتاج إب تأكيل.

إنو يقاؿ أف ٯتكن ال يتعلق النوع الثاين من ا١تعاين با١تعاين التخييلية، كا١تعت التخييلي ىو "الذم ، صىر يكاد ال ا١تسالك، كثت ا١تذاىب، مفنت كىو منفي، نفاه كما ثابت أثبتىو ما كإف صدؽه إال ٭تياط كال تقريبان، ، ٬تيء إنو ب كتبويبان، تقسيمان بو ٭تي ، على كيأب طبقاتو مصنوعان ٬تيء ما فمنو درجاتو

الصدؽ، من رىكنىقان كغيشي ،اتق من شىبىهان أيعطىي حىت كاتذؽ، بالرفق عليو كاستعت فيو، تػيليطف قدكتػيعيملى" فيو تيصينع كقياسو تييحل، باحتجاج

:1، كذلك كقوؿ أيب تاـ الطائي 2

.297الصورة الفنية، ص. - 1 . 267أسرار الببلغة، ص. - 2

Page 339: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

331

العىاب للمىكىاف حىربه فىالسيلي الغتى منى الكىرن عىطىلى ال تػينكرم

ضاعف كرمو فيمسي فقتان بعد غت كميعدمان بعد فالشاعر قد صور الكرن عندما يكثري عطاؤه كيتكسب ب صورة ا١تكاف العاب الذم لفرط علوه ال يصلو ا١تاء اتارم، كإ٪تا كاف ذلك من جهة علو ، كقد استعاف الشاعر ب ذلك بالتخييل كل منهما، ىذا علوه ب ا١تكاف كذاؾ علوه ب ا١تكانة كالكـر

ب، بنية التوضيح كالتمثيل.كقرف بت الصورتت من ىذا البا

يشت اترجاين ب حديثو عن السرقات األدبية إب أف اتفاؽ الشاعرين ب ا١تعاين كاألغراض ، أك تسن الوجو كاتماؿ العامة ال ييعتىبػىري من السرقات، كأف يصف الشاعر ٦تدكحو بالشجاعة كالكـر

من ا١تعاين العامة اليت اشتهرت بت الناس حىت أصبح أك أف يصف فرسىو بالسرعة كاألصالة كغت ذلك لكل كاحدو من الشعراء اتق ب استعما٢تا، كتشبيو الفارس باألسد ب الشجاعة، كتشبيهو بالبحر ب

اتود كبالبدر كالشمس ب اتماؿ.

ألف كيقابل ذلك ا١تعاين ا٠تاصة اليت تتاج إب فضل تدبر كتعن، كىي عكس السابقة رقو إب ٭تتاج استخراجها ٭تتاج إب متابعة كمعاينة كإجالة النظر، ألنو من دكنو "حجابه بالنظر، خى

ب ك٦تتنعان عليو، الغىوىص تكلف من لوي بد ال تر قىعر ب ديران ككاف بالتفكت، شىقو إب يفتقر كم كعليو لغته كميشابكان تقتدحو، حىت يظهر ال الزند، ب كالنار منان ككا إليو الصعود بتجشم إال يناليو ال شاىقو التمكن طلب ب اتبت كتعريق عنها باتىفر تيناؿ بل با٢تيوىيػنىا، صىفحتها تيبدم ال اليت الذىب كعيريكؽ ىييدع أف ٬توز الذم فهو إمكانو، يكوف الشرط كذا مكانو كىاىنا شأنيو، ىذا كاف إذا نعم. منهاعىل كأف كاألكلية، كالتقدـ كالسبق االختصاصي فيو ، سىلىفه فيو ٬تي ، كمثل ىذه 2كمستفيد" كميفيد كخىلىفه

. 38، ص.2ديواف أيب تاـ، ـ.ـ.س.ج. - 1 .340أسرار الببلغة، ص. - 2

Page 340: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

332

ا١تعاين ىي اليت ٯتكن أف ييقاؿ عن صاحبها إنو أخذىا من عند غته، ألهنا ليست من قبيل ا١تعاين :1العامة اليت تنتشر بت الناس، كىذا كقوؿ الشاعر

فيها تا فقاستو نىداؾ إب نىظىرت إذا لىتىستىحيي السحابى إف

إف ا١تتأمل ٢تذا البيت ٬تد أف الشاعر قد شبو ا١تمدكح بالسحاب ب الكـر ، كىو معت عاـ يلتقي فيو دكح تود ا١تم اقيس جودىالشاعر أبدع فيو حت جعل السحاب تستحيي حت تأكثر الشعراء، كلكن

، كىي صورة طريفة قد اىتدل إليها الشاعر فصورىا تشبيهان بديعا ب ييسبىق إليو، كمن ذلك أيضان قوؿ :2الشاعر ب ا١تدح

ابةو ذم إب قػيربو من فىأفضيتي و ػػػػػػػأقابلي حت األيفق بىدرى أيقابلي مىهى

يو حاتان أف ول اتود ب ميسرؼو إب عاذليو كىو حابه ألىمسىى لىدى

رجوف القبيح من األشياء ب معرض اتسن ييظهري عبد القاىر إعجابو من بعض الشعراء الذين ٮتياتميل، كيوردكف ا١تعت ا١تستذؿ ب صورة اتيد، كىو من بديع ٥تيبلهتم، كدليل على تكنهم من

شعر كبديع ا١تعاين، فقد يقلب الشاعر ما عيرؼى عند الناس بأنو مستكره مرذكؿ ب صورة نواصي الا١تقبوؿ احملبوب، كمن ذلك أف صورة ا١تصلوب ىي من أبشع الصور ب النفوس، كلكن شاعران مثل أيب

اتسن األنبارم قد حوؿ صورة ابن بقية حت صيلب إب أحسن صورة كأتلها، كذلك حت يقوؿ:

ياة ب و ػػػلػػعي ا١تعجزىات إحدىل أىنتى تىق ات ػػالػػػػممى كىب الػػػػحى

ولىك الناسى كىأىف ـى ػػػػػػأىي نىدىاؾى كيفػػػػػودي واػػػقىامي نى ػػػػحي حى بلت الصػػ ا

ػػػػػػػػػػػػأىنكى ـه ككػػػػػػلػهيمي ان ػػػػػػػػػخىطيب م ػػػػػفيه قائمه كى للصػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػبلة قيػػػػا

.584ـ.ـ.س.ص. ديواف أيب نواس، - 1 ب ينسب العلوم ىذين البيتت لقائل معت، كب أقف على قائل ٢تما. - 2

Page 341: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

333

٫تىا اءن ػػػػػػػػػػاحتفى ٨تىوىىيمي يىدىيكى مىدىدتى ػػػػػمىد ات بىػػػػػػػػػػػػػػػػبا٢ت إلىيهم كى

ات ا١تمى بػىعد من عيبلؾى يىضيم أف عىن األىرض بىطني ضىاؽى كىلىما

افيات الس ثوبى األكفاف عن ػػػػػابيواكاستػىنىػػػػػػػػػػػ قربىؾ اتو أصىاركا

ػػػػػػػات ػػػػػػػاظو ثقػػػػػػػػػػػػػػػكحيفػػػػػػػػػ تيراس تيرعىى تبيتي النفوس ب لعيظمك

ـى تى ػػػػػػػكن كػػػػػكذل لػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػيبلن لنتافي ا عندؾ كتيشعىلي اتػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػياة أيا

لة ا١توصوفات أنو ال أشنع منظران ، كال نكاؿ " أبلغ بأف أحق كمىنظره كأفظع، فاألصل ب تي سيوء من باالستعاذة األلسنةى كيػيغرم ،كاستنكاران لو استفظاعان القلوبى كيػيزعج إنكاران، النفوس ٯتؤل

األنبارم اتسن أيب مىرثيةى تػىرىل قىد ب اتذع، ب كيشبح ا١تقتوؿ ييصلىب أف من الشقاء، كدىرىؾ القضاء،لةى قػىلىبى حىت السحر، من فيها صىنىع كما صيلب، حت بقية البن ا١تصلوب أحواؿ من ييستنكر ما تيالعجىب" منو تقضي ما كا فيها أراؾ تأكيبلت فيها كتأىكؿى خبلفها، إب

1 .

فقد جاء با١تنبوذ من الصور ب صورة احملبوب ا١ترغوب، كصور ا٢تزٯتة ب ثوب العزٯتة، كجعل ىذا ا١تصلوب كأنو عاد إب اتياة فهو بت قومو كأشرؼ ما كاف أياـ اتياة، كىذا من بديع ما يأب بو

كل الشعراء قد يأب تثل ىذا، ألف ذلك ال يقع لبعضهم إال ١تامان، كمن أجل الشعراء ، كلكن ليس في ما سن ذلك كٮتي ىذا نرل بعضهم يأخذ معاين البعض اآلخر، فييحور ما أخذه، فمنهم من ٭تي

يجانبو التوفيق، فيقع دكف ا١تراـ.أخذه، كمنهم من يكوف ٤تركمان ف

.346ص. ـ.ـ.س.أسرار الببلغة، -1

Page 342: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

334

علم البيان عند الزمخشري: -ج

مثلما استثمر الز٥تشرم جهود عبد القاىر اترجاين ب مباحث علم ا١تعاين فإنو حاكؿ كذلك أف يستفيد ٦تا درسو اترجاين أيضان ب علم البياف، ٤تاكال تطبيق ما توصل إليو ب بياف إعجاز القرآف

قد راح الز٥تشرم الكرن، كىو تطبيق قد كشف عن ملكة لغوية كبيانية كبتة، كعن ذكؽ فت مرىف، ف علم البياف تطبيقان فائق الدقة . يطبق ما توصل إليو اترجاين ب

كال ٯتيكن أف نقوؿ إف الز٥تشرم كاف ب تطبيقو تابعا للجرجاين كلكنا نقوؿ إنو كاف ميكمبل ١تا اؼ كاف تطبيقان ١تا قاـ بو من توث ببلغية، كإذا كنا قد قررنا بأف أكثر عمل الز٥تشرم ب الكش

توصل إليو اترجاين ب مباحث البياف كالبديع؛ فإف ذلك يدعونا إب أف نيقرر بأف اآلراء النظرية للز٥تشرم فيما ٮتص مباحث البياف ىي نفسها آراء اترجاين مع فركؽ بسيطة، كينا أشرنا إب بعضها

سابقان.

كىديسيرو" أىلوىاحو ذىات عىلىى ؿ ب قولو تعاب: " كىتىىلنىاهي يذكر الز٥تشرم مفهـو الكناية، ك يقو 1 ،

كتؤدم مناا فتنوب ا١توصوفات مقاـ تقـو اليت الصفات من كىي السفينة، أف اهلل عز كجل " أراد، فصفة كوف الشيء ذا ألواح كديسيرو قد نابت عن الشيء ب حد ذاتو كىو السفينة، كلكن 2مؤداىا"

٥تشرم ب ييصرح بلفظ الكناية ىنا، كإ٪تا تدث عنها تفهومها، كقد ذكر لفظ الكناية ب تفسته الز ، حيث يقوؿ بأف " اتنب: 3لقولو تعاب:" أف تقوؿ نفس يا حسرتا على ما فرطتي ب جنب اهلل"

قالوا: فرط ب جنبو اتانب، ييقاؿ: أنا ب جنب فبلف كجانبو كناحيتو، كفبلف لت اتنب كاتانب، ب كب جانبو يريدكف ب حقو، قاؿ سابق الرببرم:

بده حىرل عىلىيك تػىقىطػػػػػػػػػػػػعي نب كىامقو لىوي كى أىمىا تىػػػتػػػػػقػػيػػػػنى اهلل ب جى

.13سورة القمر، اآلية: - 1 .434، ص.4الكشاؼ، ـ.ـ.س. ج. - 2 .13سورة القمر، اآلية: - 3

Page 343: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

335

:1فقد أثبتو فيو، أال ترل إب قولو كىذا من باب الكناية، ألنك إذا أثبت األمر ب مكاف الرجل كحيزه

إف السمىاحىةى كىالػػػميريكءىةى كىالندىل ب قػيبةو ضيربىت عىلىى ابن اتىشرىج

، كىو ما ييعرؼ بالكناية عن نسبة، فقد 2كمنو قوؿ الناس: ١تكانك فعلتي كذا، يريدكف ألجلك"ابق ا٠تبلؿ اتميدة من تاحة ككـر كمركءة منسوبة إب القيبة، كلكن جعل الشاعري ب البيت الس

ليست مطلق القيبة، كإ٪تا القيبة اليت ىي مبنية على ابن اتشرج ٦تدكح الشاعر، كىذا من بديع الوصف كا١تدح معان.

الذينى أيكلئكى يتوسع الز٥تشرم ب اتديث عن الكناية، فهو يورد مثبلن قوؿ اهلل عز كجل :" ميهتىدينى " كانيوا كىما تارىتػيهيم رىتىت فىما با٢تيدل الضبللىةى اشتػىرىكيا

، كيقوؿ إف اآلية السابقة قد بلغت 3من الغاية ذركهتا، فقد ذكر الضبللة كا٢تدل ب معرض البيع كالشراء استعارة ٢تما، ب أتبع ذلك تا

ر الربح كالتجارة، كىو ذا ييذكرنا تا تاه اترجاين بتناسي التشبيو، يقوؿ يزيد الصورة ببلغة فذك فما االستبداؿ، معت ب ٣تازان كقع با٢تدل الضبللة شراء أف ىب: قلت الز٥تشرم ب ذلك:" فإف

تبلغ اليت البديعة الصنعة من ىذا: قلت. اتقيقة على مبايعة ب كأف كالتجارة؟ الربح ذكر معت ب تبلحقن إذا كأخوات، ٢تا بأشكاؿ تقفى ب ااز، مساؽ كلمة تساؽ أف كىو العليا، الذركة بااز: البليد ب العرب قوؿ ٨تو كذلك. ا١ترشح ااز كىو كركنقا، ماء كأكثر ديباجة منو أحسن كبلما تر

لقلبو فادعوا دة،الببل لتحقيق ركما ذلك رشحوا ب كاتمار، جعلوه كإف خطبل، قلبو أذين كأف . 4معاينة " مشاىدة اتمار بببلدة يلحقها تثيبل الببلدة ليمثلوا ، ا٠تطل ٢تما كادعوا أذنت،

نيسابور، كقد استشهدت بو أغلب كتب الببلغة، ينظر: علـو الببلغة: البيت لزياد األعجم ب مدح عبد اهلل بن اتشرج ككاف أمت - 1

. 304ص.ـ.ـ.س.البديع، أتد بن مصطفى ا١تراغي، البياف، ا١تعاين، .31، ص. 3الكشاؼ، ج. - 2 .16سورة البقرة، اآلية: - 3 .70، ص.1الكشاؼ، ج. - 4

Page 344: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

336

فقد ذكر لفظيت ا٢تدل كالضبلؿ، ب أتبعهما بذكر الربح كالتجارة تأكيدان للمعت األكؿ كزيادة يت ١تا كاف ٢تما ىذا التأثت.ب ببلغتو، كلو اكتفى بذكر معت كاحد أك فصل بت ا١تعن

ك٦تا يندرجي ب ىذا السبيل أيضان قوؿ الشاعر 1:

ػػةو أىدىلػػػػػػػػػػػػت كإف الػػػػػرديػػػػػػن أيـ فمػػػا ـ بػػأىخػػبلؽ بػػعػػالػػمى الػػػكػػػػػػػػػرىا

ػػػػػبيػػػل تىػػنػػفػػقػػنػػػػػاهي قىػػفىػػػاىػػا ب عى قىصػػػػ الشيطػػػػافي إذىا ـ بػػػالػػػػػحي التػوىا

فقد ذكر بأف ىذه ا١ترأة ال حظ ٢تا من أخبلؽ الكراـ فهي بعيدة عنها، كلكنو ب يكتف ببياف ف إذا دخل إب قفاىا فزين ٢تا ذلك كإ٪تا أتبعو بذكر ما يؤكده كيزيدهي ببلغة كحيسنان كىو أف الشيطا

القبيح كقبح إليها اتسن؛ فإننا ال نستطيعي إخراجو إال تبل مفتوؿ على قوتت، كذلك من شدة تكن ىذا ا٠تلق السيء منها كمن أخبلقها، ك٨تن نرل أف ب تتابع مثل ىذه ا١تعاين مع داللتها على معت

كاحدو يزيد ب ببلغتها.

ز٥تشرم أيضان إب االستعارة ا١ترشحة كاردة أك ما عيرؼ فيما بعدي باالستعارة ا١تكنية أشار ال م من ىيدلن عىلى كالتصر٭تية، كمن ذلك قوؿ اهلل عز كجل: " أيكلئكى الميفلحيوفى " ىيمي كىأيكلئكى رى

2 ،٢تدل، فهم قد استوكا عليو مثلما يستوم فقد ذيكر اترؼ )على( للداللة على تكن ا١تؤمنت من ىذا ا

عىلى: )قولو ب االستعبلء الراكب على راحلتو كيتمكن منها، يقوؿ الز٥تشرم ب ىذا الشأف:" كمعت اعتلى من تاؿ حا٢تم شبهت. بو كتسكهم عليو، كاستقرارىم ا٢تدل، من لتمكنهم مثل( ىيدلن مركبان، الغواية جعل: قو٢تم ب بذلك صرحوا ل كقدالباط كعلى اتق على ىو: ك٨توه. كركبو الشيء . 3ا٢تول" غارب كاقتعد اتهل، كامتطى

قف على قائل للبيتت، انظر: ـ.س.أب - 1 .5، اآلية:سورة البقرة - 2 .44، ص.1، ج.كشاؼال - 3

Page 345: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

337

كقد تدث الز٥تشرم ب الكشاؼ عن التشبيو مطبقان لو على آيات الذكر اتكيػػػػػم، ك ىو ال ذم يشفع يكاد يضيف شيئان جديدان عما كاف عند اترجاين سول بعض مبلحظات بسيطة، كلكن ال

لو ب ذلك كيلو ما برعى فيو من دقػػػػػػػػة تطبيق، فكأف تطبيقو كاف من قبيل اتديد، كمن ذلك ما أكرده الشيىاطت " ريءيكسي كىأىنوي ب تفسته لقولو عز كجل:" طىلعيهىا

، فقد قاؿ بأف التشبيو الوارد ىو تشبيو 1 ىت.تييلي، أم أنو يقـو على التخييل الذ

كما أنو أشار إب ااز ا١ترسل كالعقلي كعبلقاهتما، كمن ذلك ما أكرده ب تفسته لقولو المىوت " حىذىرى الصوىاعق منى آذىاهنم ب أىصىابعىهيم تعاب:" ٬تىعىليوفى

: قلت ، فقد أشار إب أنو " إف 2 اليت اللغة ب االتساعات من ىذا: قلت أناملهم؟ لقي فهبل ، األذف ب ٬تعل الذم ىو األصبع رأس البعض أراد( أىيديػىهيما :(كىأىيديىكيم(، )فاقطعوا كيجيوىىكيم فىاغسليوا) كقولو: ٭تصرىا، اتاصر يكاد ال

3األنامل" ذكر ب ليس ما ا١تبالغة من األصابع ذكر ففي كأيضا. الرسغ إب كالذم ا١ترفق إب ىو الذمستسل ب ذكر عبلقات ااز ا١ترسل موضحان العبلقات اليت تكوف فيها من سببية كمسببية ، كقد ا

كزمانية كمكانية كاعتبار ما كاف كما سيكوف عليو الشيء كغتىا من العبلقات.

ا قاؿى كمن ذلك ما ذكره ب تفسته لقولو عز كجل :" ، فقد 4تىران " أىعصري أىراين إين أىحىدي٫تيتى العنب تا سيؤكؿ إليو كىو ا٠تمر، كاألصل أف العنب ىو الذم ييعصىر ال ا٠تمر، كلكن ١تا كاف

تسمية عنبان، يعت تىران ىذا العنب يؤكؿ إب ا٠تمر تيي بو، يقوؿ الز٥تشرم ب تفست ذلك:" أىعصري . 5إليو " يؤكؿ تا للعنب

.65سورة الصافات، اآلية: - 1 .19سورة البقرة، اآلية: - 2 .85، ص.1الكشاؼ، ج. - 3 .36سورة يوسف، اآلية: - 4 .2/468الكشاؼ، - 5

Page 346: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

338

علم البيان عند السكاكي: -د

تلفة بالزيادة ب كضوح الداللة يعرؼ السكاكي علم البياف بأنو إيراد ا١تعت الواحد بطرؽ ٥تي، كلكن ىذا اإليراد ال يتم بالدالالت الوضعية االصطبلحية؛ كإ٪تا باستعماؿ 1عليو كبالنقصاف

كاف قائما بالدالالت الدالالت العقلية )التخييلية كاازية(، فقوؿ القائل: )خد يشبو الوردة( إذاالوضعية؛ فإنو ال تفاكت فيو مع غته من التاكيب إذا كانت ىي أيضان كضعية، فإما أف يفهم ا١تتلقي

شيئا كاحدان من كل ىذه التاكيب أك أف ال يفهم شيئان مطلقان.

لعقلية ، كىي يينبو السكاكي أننا إذا اعتربنا ما سبق؛ فإف الكبلـ سيكوف حوؿ الدالالت ا االنتقاؿ بت ا١تعاين ا١تتبلزمة، أم أف العقل ينتقل من معت إب معت آخر انطبلقا من كجود عبلقة عقلية من نوع ما، كالتبلـز الدالب ا١توجود بت طوؿ القامة كتالة السيف، أك بت العلم كاتياة، أك

ال يقتصر على الدالالت العقلية من حيث بت األسد كالشجاعة، كالسكاكي يشت إب أف األمر ىنا ىي مرتبطة بالتأكيل العقلي كلكن مىت صح االنتقاؿ من داللة إب أخرل حىت لو كانت عيرفية فإف األمر حينئذو يتعلق بالبياف، " كإذا ظهر لك أف مرجع علم البياف ىاتاف اتهتاف )يقصد االنتقاؿ من

اب علم البياف على التعرض للمجاز كالكناية فإف ااز ينتقل الـز إب ملزـك أك العكس( علمت انصبفيو من ا١تلزـك على البلـز كما تقوؿ رعينا غيثا، كا١تراد الزمو كىو النبت، كقد سبق أف اللزـك ال ٬تب

. 2أف يكوف عقليان بل إف كاف اعتقاديان إما لعرؼ أك لغت عرؼ صح البناء عليو"

، كاالنتقاؿ من يشت السكاكي إب ال كناية كيقوؿ إف االنتقاؿ فيها يكوف من البلـز إب ا١تلزـكطوؿ النجاد إب طوؿ القامة، كىو انتقاؿ منطقي يقـو بو العقل لعلمو بوجود عبلقة بت ا١تعنيت، كلكن السكاكي ال يتوسع ب شرحو لبلستعارة؛ كإ٪تا يؤجل ذلك إب حت دراسة االستعارة كالتشبيو،

، السكاكي أبو يعقوب سراج الدين يوسف بن ٤تمد، ضبطو ككتب ىوامشو كعلق عليو: ن - 1 عيم زرزكر، دار الكتب ينظر: مفتاح العلـو

.329ـ ، ص. 1987ىػ، 1407، 2العلمية، بتكت، لبناف، ط. .330نفسو، ص. - 2

Page 347: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

339

ا تنزؿ من ااز منزلة ا١تركب من ا١تفرد، كىو يشت إب االستعارة كيقوؿ إهنا ال تتحقق " تجرد ألهنحصوؿ االنتقاؿ من ا١تلزـك على البلـز بل ال بد فيها من تقدمة تشبيو شيء بذلك ا١تلزـك ب الـز لو

و الذم إذا مهرت فيو تستدعي تقدن التعرض للتشبيو فبل بد من أف نأخذه أصبلن ثالثا كنقدمو فه . 1ملكت زماـ التدرب ب فنوف السحر البياين"

يعرض السكاكي ١تفهـو التشبيو، كييعرفو تعريفان فيو كثت من التعقيد كااللتواء، ك٨تن نورده ىنا أىننا بصدد للتدليل على األسلوب الصاـر الذم كاف السكاكي يعاب بو ا١تسائل الببلغية حىت لىكى

ئل فقهية ال بصدد دراسة مباحث الببلغة، يقوؿ ب بعض تعريفو للتشبيو:" ال ٮتفى عليك أف مساالتشبيو مستدع طرفت مشبهان كمشبهان بو كاشتاكان بينهما من كجو كافتاقا من آخر مثل أف يشتكا ب

ا، كالثاين اتقيقة كٮتتلفا ب الصفة أك بالعكس. فاألكؿ كاإلنسانت إذا اختلفا صفة طوال كقصر كالطويلت إذا اختلفا حقيقة إنسانان كفرسان كإال فأنت خبت بأف ارتفاع االختبلؼ من تيع الوجوه حىت التعت يأىب التعدد فيبطل التشبيو ألف تشبيو الشيء ال يكوف إال كصفا لو تشاركتو ا١تشبو بو ب

كجو من الوجوه ٯتنعك ٤تاكلة أمر كالشيء ال يتصف بنفسو كما أف عدـ االشتاؾ بت الشيئت بالتشبيو بينهما لرجوعو على طلب الوصف حيث ال كصف كأف التشبيو ال يصار إليو إال لغرض كأف

. 2حالو تتفاكت بت القرب كالبعد كبت القبوؿ كالرد"

ىذا ٪توذج ألسلوب السكاكي كىو كما نرل شديد التعقيد، كقد كجدنا صعوبة بالغة ب و ب بعض ا١تسائل، ٦تا كاف ٭تدكنا ب الغالب إب أخذ الفكرة كإعادة صياغتها بأسلوب آخر متابعت

طلبان للتيست.

يقسم السكاكي التشبيو إب أربعة أقساـ باعتبار طبيعة الػػػػميشىبو كالػػػػميشبو بو، فإما أف يكوف ف كبل٫تا إما عقليان كإما حسيان فهذه أنواع ا١تشبو حسيان كا١تشبو بو عقليان، أك العكس، كإما أف يكو

. 331ص. ـ.ـ.س. - 1 .332نفسو، ص. - 2

Page 348: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

340

أربعة، فأما أف يكوف ا١تشبو حسيان كا١تشبو بو عقليان فكتشبيو العطر تيليق الكرن، كأما أف يكوف ا١تشبو عقليا كا١تشبو بو حسيا فكتشبيو ا١تنية بالسبع، كتشبيو الشيء اتسي باتسي كتشبيو ا٠تد بالوردة،

لعقلي كتشبيو العلم باتياة.كالعقلي با

يذىب السكاكي إب ضركرة كجود تقارب بت طرب التشبيو )الػػػميشبو كالػػميشبو بو( كال بد ب كجو الشبو أف يكوف منطقيان ، بأف ال يتباعد طرفا التشبيو تباعدان ٮترج بالتشبيو عن أصلو ككظيفتو،

يعود إب ذكر تفريعات بأسلوب ييفقد ا١تتابعة ذكقها، ٦تا ٬تعل كلكنو لدل شرحو ألنواع أكجو الشبو كوف تدكد األصوليت كأىل القارئ يستنكف عن متابعتو، فقد جاء تدكد كضوابط أشبو ما ت

.ا١تنطق

يقوؿ ب بعض حديثو عن كجو الشبو: " فوجو الشبو مع ا١تشبو متعت فيمتنع أف يكوف ىو بو بو المتناع حصوؿ احملسوس ا١تعت ىهنا مع كونو بعينو ىناؾ تكم ضركرة بعينو موجودا مع ا١تش

العقل كتكم التنبيو على امتناعو إف شئت كىو استلزامو إذا عدمت ترة ا٠تد دكف ترة الورد أك بالعكس كوف اتمرة معدكمة موجودة معا كىكذا ب أخواهتا بل يكوف مثلو مع ا١تشبو بو لكن ا١تثلت

فيلـز أف يكوف أمران كليا مأخوذا ان،اف شيئان كاحدان ككجو الشبو بت الطرفت كما عرفت كاحدال يكونمن ا١تثلت بتجريد٫تا عن التعت لكن ما ىذا شأنو فهو عقلي كٯتتنع أف يقاؿ فا١تراد بوجو الشبو

. 1حصوؿ ا١تثلت ب الطرفت فإف ا١تثلت متشااف "

ق على الدارس متابعتو، كليت شعرم كيف استطاع بعضيهم أف كىو أسلوب كما نرل يش يستسيغو حىت أبدل إعجابو بو فأنشأ لو التلخيصات كالشركح، بل نظم منو ا١تنظومات الشعرية؟

.335نفسو، ص. - 1

Page 349: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

341

كالسكاكي ب يستطع أف ييقدـ تعريفان بسيطان كاضحان كالذم قدمو ا٠تطيب القزكيت بأف التشبيو ىو " ، بالرغم من أف القزكيت ىو أحد ميلخصي ا١تفتاح. 1مر آلخر ب معت"الداللة على مشاركة أ

تث السكاكي التمثيل ضمن تثو للتشبيو، فقد أشار إب أف التمثيل ىو أف يكوف للتشبيو كجو غت حقيقي أم أف يكوف كصف التشبيو منتزعان من متعدد كال ييػػػمكػػن بػػػحػػاؿ مػػن األحػػواؿ أف

، كىػػو يػػػيمػثػػل لػػػو بػػقػػػوؿ بػػشػػار بن بيرد2ػحصره ب شيء معت ن3:

كىأىف ميثىارى النػقع فػىوؽى ريؤيكسنىا كىأىسيىافػينىا لىيله تىػػػهىاكىل كىوىاكبيو

بارة عن صورة، فقد شبو الغبار ففي ىذا ا١تثاؿ نبلحظ أف صورة كل من الػػػميشبو كا١تشبو بو ع ا١تتطاير من جراء ركض ا٠تيوؿ ب ا١تعركة مع صورة السيوؼ تلمع فيو بت اتت كاتت بصورة الليل اتالك تتهاكل كواكبو بت اتت كاآلخر أيضان، كال ٯتكن تاؿ من األحواؿ أف نقوؿ إف الشاعر أراد

واكب، ألننا إذا فعلنا ذلك فإننا ننزع أىم شيء ب التمثيل أف ييشبو مثار النقع بالليل كالسيوؼ بالك كىي ببلغتو الناشئة عن اتمع بت الصور ا١تتعددة ب صورة كاحدة.

:4ك٦تا ذكره السكاكي ب ىذا القبيل أيضان قوؿ الشاعر

ا الػػػػػمىريخي كىالػػميشتىم قيد أىنػػػػػػمى امىوي ب شىامخ الرفػعىػػػػػػػػػػػػػػػػػػوكى

مينصىرؼه بالليل عىن دىعػػػػػوىةو قىد أيسرجىت قيدامىوي مشىعىػػػػػػػػػػػو

اين، بتكت، اإليضاح ب علـو الببلغة، اإلماـ ا٠تطيب القزكيت، شرح كتعليق كتنقيح: ٤تمد عبد ا١تنعم خفاجي، دار الكتاب اللبن - 1

.328ىػ، ص.1405ـ، 1985، 6لبناف، ط.، ص. - 2 .336يينظر: مفتاح العلـوديواف بشار بن برد، بشار بن برد بن بػىهمىن، تقدن كشرح كتكميل: ٤تمد الطاىر بن عاشور، الدار التونسية للنشر، تونس، د.ت. - 3 .335، ص.1ج. ، كب نكد نقف على قائل ٢تما.ب ينسب السكاكي ىذين البيتت لقائل بعينو - 4

Page 350: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

342

د فالػػػمقصود ىنا تشبيو ىيئة الػػػمريخ عندما يكوف الػػػػمشتم أمامو با١تنصرؼ عن دعوة كاف فيها، كق جاء من يسرج لو شػػمػػعػػػػة يست ب ضوئها.

ب معرض حديثو عن التشبيو إب مصطلح آخر ىو "التشابو" كىو يرل بأنو " إذا يشتك تساكل الطرفاف الػػػػميشبو كا١تشبو بو ب جهة التشبيو فاألحسن ترؾ التشبيو إب التشابو ليكوف كل

. 1ان بو تفاديان من ترجيح أحد ا١تتساكيت"كاحدو من الطرفت مشبهان كمشبه

يعرض السكاكي ١تبحث االستعارة كيقوؿ بأهنا "ىي أف تذكر أحد طرب التشبيو كتريد بو الطرؼ اآلخر مدعيا دخوؿ ا١تشبو ب جنس ا١تشبو بو داال على ذلك بإثباتك للمشبو ما ٮتص ا١تشبو

الشجاع مدعيان أنو من جنس األسود فتثبت للشجاع ما بو كما تقوؿ ب اتماـ أسد كأنت تريد بو، كا١تبلحظ على ىذا 2ٮتص ا١تشبو بو كىو اسم جنسو مع سد طريق التشبيو بإفراده ب الذكر"

التعريف ىو إسرافو ب الطوؿ، كىو يشمل نوعي االستعارة: التصر٭تية كا١تكنية، كمن األمثلة اليت :3ية باتيواف ا١تفتس مشتان بذلك إب قوؿ الشاعرأكردىا ب ىذا الشأف أف تشبو ا١تن

نيةي أىلفىيتى كيل تىػػميمىةو ال تػىنػفىعي أىنشىبىت أىظفىارىىىا إذىا الػػػػمى

فقد شبو ا١تنية باتيواف ا١تفتس، كلكنو ب يذكره، كإ٪تا ذكر خاصية من خصائصو كالزمة من لوازمو ألظفار اليت ال تكوف إال ب اتيواف ا١تفتس، كىذا ا١تثاؿ كثت الدكراف ب الدراسات، كىي ا

كالسكاكي ب يشتغل على االستعارة ا١تكنية كاليت سبقت؛ كإ٪تا تدث أيضان عن االستعارة التصر٭تية رشحة كاردة، ككلها كفركعهما، كالتحقيقية كالتخييلية، كالقطعية كاالحتمالية، كاألصلية كالتبعية، كا١ت

أقساـ قد تتلف قليبل أك كثتان.

، ص. - 1 . 165مفتاح العلـو، ص. - 2 .369مفتاح العلـو ـ،1965 ، ىػ1384 مصر، القاىرة، كالنشر، للطباعة القومية الدار ٤ترث، بن خالد بن خويلد ذؤيب أبو ا٢تذب ا٢تذليت، ديواف - 3 .3.ص

Page 351: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

343

كقف السكاكي عند االستعارة التصر٭تية التحقيقية مع القطع، كتكوف عندما يكوف ىنالك كصف مشتؾ بت شيئت، لكن ىذا الوصف يكوف ب أحد٫تا أقول من اآلخر، كا١تتكلم يريد أف

ا ب األقول، حىت يكوف ىنالك تساكو بينهما، كمثالو أنك تريد أف ٬تعل ىذه الصفة ب األضعف مثلهتلحق شجاعة شخص ما بشجاعة األسد كجرأتو كقوتو، فتدعي لو األسدية بإطبلؽ اسم األسد عليو حىت ال تكوف شجاعتو دكف شجاعة األسد كجيرأىتو ، ككأف ترل كجهان تيبلن فتيد أف تلحق تالو

رتو كإشراقو ككضوحو، فتقوؿ: رأيتي بدران يبتسم، فتلحقو بالبدر مع إفراده ب تماؿ البدر ب استدا . 1الذكر فكأنو ىو على اتقيقة

يعرض السكاكي للمجاز ا١ترسل، كييعرفو بأنو نقل الكلمة عن حيكمها األصلي إب حكم بك( ، فاألصل ب كلمة )ربك( غته، كٯتثل لذلك بقولو تعاب:" كجاء ربك" تقديره: )كجاء أمري رى

اتر، كرفعهػػػػا ىنا ٣تاز، كمثالو أيضان قولو علت كلمتو:" كاسأؿ القرية" تقديره: )كاسأؿ أىل القرية(، كا١تبلحظ أف السكاكي ىنا ٭تتكم إب اإلعراب أيضان، فهو عندما يقوؿ اتيكم فإ٪تا يقصد اتيكم

. 2للقرية ب ا١تثاؿ السابق ىو اتر، كالنصب ىنا ٣تازاإلعرايب، كىو يقوؿ بأف اتكم األصلي

كما أشار السكاكي إب ااز العقلي كعرفو بأنو "الكبلـ ا١تفاد بو خبلؼ ما عند ا١تتكلم من اتكم فيو لضرب من التأكيل إفادة للخبلؼ ال بوساطة كضع كقولك أنبت الربيع القبل كشفى

الكعبة كىـز األمت اتند كبت الوزير القصر كإ٪تا قلت خبلؼ ما عند الطبيب ا١تريض ككسا ا٠تليفة، كيتعلق األمر ىنا باإلسناد، ألف إسناد 3ا١تتكلم من اتكم فيو دكف أف أقوؿ خبلؼ ما عند العقل"

الفعل يكوف لغت فاعلو اتقيقي، كإ٪تا يكوف لفاعل ٣تازم أك ما ينوب عنو.

، ص. - 1 .374ينظر: مفتاح العلـو .392 يينظر: نفسو، ص. - 2 .393نفسو ، ص. - 3

Page 352: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

344

:1قها ب ىذا الشأف قوؿ الشاعركمن األمثلة اليت سا

اة ػػػػػػػر الػػػػغىػػػػدى ػػبػػيػػػػػػػػػػػػ رى كى ػػػػػػػػابى الػػػصػػغػػيػػػػػرى كىأىفػػنىػػػػى الػػػػكى كىمىػػػػػػػػػر الػػػػعىػػػشػػػػػػػي أىشى

ىو ليس بفاعلهما اتقيقي كإ٪تا األصل ب فقد أيسندى فعل اإلشابة كاإلفناء إب كر الغداة كالعشي ك ذلك للمادة اليت قدر فيها اهلل عز كجل أف تتحوؿ تركر الزمن.

:2كمنو أيضان قوؿ الشاعر

ػػػػلػػػوي لىػػ عػػػى عىػػػلىػػػي ذىنػػػبنػػػا كي ػػػػت أيـ الػػػخػػيىػػار تىػػػد ػم أىصػػػنىػػػػػػػػػػػػع قىػػػػػد أىصػػػبىػػػػحى

ػػػرىأس األىصلىػػػع مىػػػػيػػػػػػػػزى عىػػػنػػػػوي قىػػػػػنػػػػزىعػػنػػػا عىػػ ػن قىػػنػزىع مػػػػن أىف رىأىت رىأسػػي كى

ػػذبى الػػلػػيىػػاب أىبػػطػػئػػي أىك أىس ػػرعػػػػػػػػػػي جى

ػػمػػػس اطػػلػػعػػػي أىفػػنىػػػػاهي قػػػيػػػلي اهلل لػػلػػ ػػػتػػػػى إذىا كىارىاؾ أيفػػػقه فىػػارجػػػعػػػػػػػػػػػػي ػش حى

حقيقي.فقد جعل جذب اللياب ب إبطائها كإسراعها ىو الذم جعل رأسو أصلعان، كىو فاعل غت

ب ينسب السكاكي ىذا البيت لقائل بعينو، كب نكد نقف على قائل لو. - 1 ب ينسب السكاكي ىذه األبيات لقائل بعينو، كقد أعيانا أف ٧تد ٢تا قائبلن. - 2

Page 353: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

345

ثانيا: علم البيان عند العلوي:

تأثيل المصطلح: -أ

موزع -كانطبلقان من مصادره اليت ذكرىا العلوم-يذىب بعض الباحثت إب أف كتاب الطراز بت طريقة ابن األثت كطريقة الفخر الرازم كالسكاكي كمن سار ب ركاما، ككاضح أف االتاه األكؿ

ه األديب تا فيو من كثرة األمثلة كالشركح األدبية، بينما تتجو الطريقة الثانية اتاىان منطقيان ىو االتاصارمان لدل الشرح كالتوضيح مع قلة األمثلة كغموض طريقة شرحها، كقد رأينا أطرافان من ىذا الشرح

عاـ الػػػػميعدؿ الصياغة.فيما سبق، ككثتان ما كينا نتجانف عن ذكر ىذه الشركح كنكتفي تضموهنا ال

عرض العلوم ١تباحث البياف ب آخر اتيزء األكؿ كبعض اتزء الثاين، كلكن اتيزء الثاين لػم يعرض فيو إال ١تبحثت ٫تا: التمثيل، كبياف أف ااز ب االستعماؿ أبلغ من اتقيقة، كا١تتصفح للطراز

ث البياف مع بداية حديثو ب القسم الثاين من كتابو كالذم تاه ٬تد أف العلوم قد بدأ ب ذكر مباح"ا١تقاصد البلئقة" كىو ٤تور الكتاب كعموده، فقد جعل الكتاب قائمان على مقدمات كمقاصد الئقة كتكمبلت كما مر بنا لدل اتديث عن خيطة الكتاب، كأكؿ حديثو ب ا١تقاصد كاف عن ا١تعاين

أف ىذا أمر يتعلق بالبناء الدالب للنصوص، كقد عرضنا لبعض ذلك ب موقعو ككيفية حصو٢تا، كيبدك من ىذا البحث.

يبتدئ العلوم حديثو بذكر ااز، كأشار إب أف ا١تقصود من الكبلـ )كالكبلـ ىنا عند العلوم ف العلوم ب ييشر قد يكوف داال على ا٠تطاب ا١توجو للمتلقي مباشرة، كقد يكوف النص ا١تكتوب، أل

باعتباره كذلك، كإ٪تا تدث عن األلفاظ كتأديتها للمعاين، كىذا 1ىنا إب مبلبسات اتدث الكبلمي٬تعل األمر خاصا با٠تطاب كالنص معان( ىو إفادة ا١تعت، كىي على كجهت: لفظية كمعنوية، كيقصد

لفاظ الوضعية اليت يشت فيها كل لفظ إب باإلفادة اللفظية داللة ا١تطابقة، كاألمر يتعلق ىنا باأل

.2006، 1ر األديب، كىراف، اتزائر، ط.ب ىذا الشأف: البنية التكيبية للحدث اللساين، ابن عيسى عبد اتليم، منشورات دا يينظر- 1

Page 354: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

346

مسمى معت، كما ىذا حالو فإنو ال تتطرؽ لو الزيادة كالنقصاف ب ا١تعت، ألف العاب بالداللة الوضعية ١تسمى معت إما أف يعلم ىذه الداللة كاملة على حقيقتها كبتمامها، كإما أف ال يعلم شيئان قط، كال

اؿ أف تكوف الداللة الوضعية دالة على مسماىا داللة ناقصة.ٯتيكن تاؿ من األحو

، كاللواـز ىنا ىي ا١تعاين يشت العلوم إب اإلفادة ا١تعنوية، كيقوؿ إهنا تكوف من جهة اللواـزا١تتابطة، كاليت يلـز من اتديث عن بعضها اتديث عن البعض اآلخر، أم أف بعضها يستلـز البعض

تلفة، كيكوف اآلخر كيستدعي ا ىو الذم ٬تعل ا١تعاين تؤدل بطيرؽو ٥تي و، كاختبلؼ ىذه اللواـز قيربان كبيعدنبعضها أكمل من البعض اآلخر، كانطبلقان من ىذا جاز أف تتطرؽ ٢تا الزيادة كالنقصاف كالكماؿ،

لفاظ األتبلؼ الدالالت الوضعية، كىذا الذم ذكرناه من أمر اإلفادة ا١تعنوية قد يكوف طريقو . الػػػميفردة أك التاكيب

كٯتثل العلوم لذلك ىنا إب أنك إذا أردت كصف زيد بالشجاعة من طريق اللواـز تيث ٬توز أف تتطرؽ لو الزيادة كالنقصاف ب ا١تعت؛ فإف ذلك يكوف على ثبلثة أكجو، فإما أف تيعرب عن ذلك من

من طريق التشبيو فتقوؿ: زيده كاألسد، أك من طريق الكناية طريق االستعارة فتقوؿ: رأيت أسدان، أك فتقوؿ: فبلف يكفل األبطاؿ بري٤تو.

ٯتكن أف نبلحظ أف العلوم ىنا قد أشار إب مصطلحات الكناية كاالستعارة كالتشبيو كتدث الحقان، عنها، كأكرد أمثلتها من دكف أف يسبق ذلك بتعريف لغوم أك اصطبلحي، كىو سيأب ذلك

ككاف األكب ب مثل ىذه اتاالت أف يبدأ بذكر التعريفات اللغوية كاالصطبلحية للمصطلحات اليت يستخدمها، حىت يكوف قارئو على بينة ٦تا يقرأ، ألف عدـ تديد ا١تصطلحات الببلغية كاللسانية كثتان

أنو عرض لذلك الحقان.ما يؤدم إب غموض العبارات كضبابية ا١تعاين، كقد ال يشفع للعلوم

Page 355: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

347

لىة كغتىا. كبافى الشيءي بىيانان: ى بو الشيءي منى الدالى كرد ب لساف العرب أف البياف ىو" مىا بػيتو كأىىيناء، كىكىذىلكى أىبافى الشيءي فػىهيوى ميبته، كالت بيتي: اتضىح، فػىهيوى بػىته، كىاتىمعي أىبيناءي، مثلي ىىت

اإليضاح. كالتبيت أىيضان: الويضوحي؛ قىاؿى النابغىةي 1:

إال األىكارم أليان مىا أيبػىيػنيها، كالنػؤمى كاتىوض بالمىظليومىة اتلىد

كىاءو. كالبػىت منى الرجىاؿ: كالبىيافي: الفىصىاحىةي كاللسىن، ككبلـه بت فىصيح. كالبىياف: اإلفصاح مىعى ذى ـ القىليلي : البػىت منى الرجىاؿ السمح اللسىاف الفىصيحي الظريفي العىاب الكىبلى الرتىج. الفىصيحي. ابني مشيىيلو

ه: فىصيحه منا. كىرىجيله بػىت فو أىم أىفصح منوي كأىكضح كىبلى ، كىاتىمعي أىبيناء،.... كالبىياف: كفبلفه أىبػتى من فيبلى ، ، كىو من الفىهم كذكاء القلب مىعى اللسىن، كأىصليو الكىشفي كالظهوري إظهىاري المىقصيود بأىبلغ لفظو

ـي تيجتو من خىصمو، فيػىقلبي اتق ببىيانو إبى نػىفسو، كىقيلى: مىعنىاهي إف الرجيلى يكوفي عىلىيو اتق، كىىيوى أىقػوىياف ألىف مىعتى السحر قػىلبي الشيء ب عىت اإلنساف كىلىيسى بقىلب األىعياف، كىقيلى: مىعنىاهي إنو يػىبػليغ من بى

دىح اإلنسافى فييصدؽ فيو حىىت يىصرؼى القلوبى إبى قولو كحيبو، ة أىنو ٯتى بي يذيمو فييصدؽ فيو ذم الفىصىاحى" حىىت يىصرؼى القلوبى إبى قػىولو كبػيغضو، فكأىنو سىحىرى السامعتى بذىلكى

2.

يتضح ٦تا سبق أف مصطلح البياف يشت ب عمومو إب الظهور، كلكننا إذا رجعنا إب أغلب لم البياف ا١تعركؼ كعلم ا١تعاين أيضان، فالعلوم مثبلن البحوث الببلغية فإننا ٧تد أهنا تقصد بالبياف إب ع

يذىب إب أنو "يقاؿ فيو علم ا١تعاين، كيقاؿ علم البياف، كيقاؿ لو علم ا١تعاين كالبياف تيعا، فكل . 3ىذه اإلضافات جارية على ألسنة علمائو ب االستعماؿ ب أثناء احملاكرة"

رابان كاضحان لدل التعريف، فيفصل بت ا١تعنيت بعد كلكن العلوم يضطرب بعد ذلك اضط جعلهما شيئان كاحدان، كىو يعود ب ذلك إب السكاكي كيتابعو، فتل بأف "علم ا١تعاين ىو العلم

.36ديواف النابغة الذبياين، النابغة الذبياين زياد بن معاكية، دار القلم للطباعة كالنشر كالتوزيع، بتكت، لبناف، د.ت.ص. - 1، 13ىػ، ج.1414، 3يينظر: لساف العرب، ابن منظور أبو الفضل تاؿ الدين ٤تمد بن مكرـ، دار صادر، بتكت، لبناف، ط. - 2 .67ص.

.1/9الطراز، - 3

Page 356: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

348

بأحواؿ األلفاظ العربية ا١تطابقة ١تقتضى اتاؿ من األمور اإلنشائية كاألمور الطلبية كغت٫تا، كأف علم ا١تعت الواحد بطرؽ ٥تتلفة ب كضوح الداللة عليو كاالستعارة كالكناية كالتشبيو البياف حاصلو إيراد

.1كغتىا"

كإذا أردنا أف ٩تلص من ىذه التعاريف بشيء ما فإننا نعترب أف العلوم قد تابع السكاكي ب البياف كا١تعاين إال تديد علمي ا١تعاين كالبياف، كما تلك التقسيمات اليت كاف يشت إليها من كوف علم

نظرة خاصة تنظر للببلغة ب عمومها كمشوليتها، كىي نظرة قد ال تساعد الدارس ب تث القضايا ، ألف األمر حينها سيتفرع بشكل ٬تعل من الصعب متابعتو، كالعلوم نفسو الببلغية بشكل مستقصو

. ريف الذم أخذ بو أكثر الببلغيتعقد عاد ب األخت ليشت إب تعريف السكاكي كغته، كىو الت

غت أننا نشت ىنا إب أف فصل العلوم كغته من الببلغػػيػيػػػن بيػػػن مػبػػاحػػث الػػبػبلغػػة ىػػػو فػػصػػل إجػػرائػػي فػػقػػط الػػهػػدؼ مػػنػػو تػػيػػسػت تث القضايا الببلغية كتسهيل متابعتها لدل الػمعاتػػة،

أف نبلحظ ىنا بأف االصطبلحات الببلغية السابقة مأخوذ أكثرىا من األصل اللغوم كٯتكن للمصطلح، سنرل بأف العلوم سينطلق ب تعريف ا١تفاىيم الببلغية انطبلقان من التعريف اللغوم،

. فيكوف االصطبلح تابعان دكمان للتعريف اللغوم كىو منهج مازالت البحوث تست عليو إب اليـو

.10نفسو، ص. - 1

Page 357: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

349

ناء االستعارة عند العلوي:ب -ب

لقد حاكؿ العلوم مثلما حاكؿ غته من النقاد كالببلغيت العرب أف يقف على ٣تموع اتوانب اتسية اليت تقـو عليها الصورة الفنية متجاكزا بذلك حصرىا ب اتوانب البصرية فحسب، فقد

اىم تيعا ب تشكيل الصورة الفنية، كجدت بعض اإلشارات إب أ٪تاط اإلحساس ا١تختلفة كاليت تس"كلكن ىذه اإلشارات ال تتجاكز ب األغلب حدكد اتديث عن التشبيو، كال تصبح أساسا شامبل ب النظر إب العناصر اتسية اليت يقـو عليها التصوير اتسي ... كتزداد ىذه اإلشارات عند الببلغيت

.1اـ، كما ٧تد عند السكاكي ، كالقزكيت كالعلوم"ا١تتأخرين، كتستحوذ على قدر ملحوظ من االىتم

يرل جابر عصفور أف الناقد القدن كاف يرل ب الصورة الفنية كسيلة ييتوىسل ا التأثت ب ا١تتلقي كتوجيو سلوكو أك إقناعو، كعلى العمـو كاف يرل فيها اتانب النفعي احملض ، كلكن ىذه النظرة

أسلوبا جامدا من أساليب اإلثبات، كنوعا من قد انتهت ا إب أف تصبح " الضيقة للصورة الفنيةالذم قصاراه ٤تاكلة توصيل الفكرة كما ىي من ذىن الباث )الشاعر( إب 2أنواع االستدالؿ ا١تنطقي"

ا١تتلقي كال شيء بعد ذلك.

للصورة، حاكؿ أف يقف على شيء من اتانب اآلخر -بالرغم من ذلك -كلكن عصفورا كنقصد بو اتانب الذم ال يقـو على النفع ا١تباشر" كال يقصد بو توجيو سلوؾ ا١تتلقي كمواقفو، بقدر

؛ كىنا 3ما يقصد بو تقيق نوع من ا١تتعة الشكلية، ىي غاية ب ذاهتا، كليست كسيلة ألم شيء آخر"ارجي نقبل أمينا، كفق ٯتكن أف نقف عند شعر الوصف الذم ٭ترص فيو أصحابو على نقل العاب ا٠ت

ما يعرؼ باحملاكاة، فقد كاف الشاعر الػػميجيد ىو الذم يتقن الوصف الدقيق ١تا كاف يراه من العواب ا٠تارجية، حيث تورد ا١تصادر ب ذلك أف الكميت عارض قصيدة لذم الرمة ب الوصف، فلما تقاببل

.308ص. ـ.ـ.س.الصور الفنية، - 1 .297نفسو، ص. - 2 .363نفسو، ص. - 3

Page 358: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

350

إذا شبهت الشيء ليس تيء بو جيدا، كاستمع إليو ذك الرمة قاؿ لو:" ما أحسن ما قلت، إال أنككلكنك تقع قريبا فبل يقدر إنساف أف يقوؿ: أخطأت كال أصبت، تقع بت ذلك، كب تصف كما كصفت أنا كال كما شبهت" فقاؿ لو الكميت:" كتدرم ب ذاؾ؟...ألنك تشبو شيئا قد رأيتو بعينك،

، فنحن نبلحظ كيف أف 1ت ىو ذاؾ"."كأنا أشبو ما كصف ب كب أره بعيت" فقاؿ ذك الرمة:" صدقالشاعرين قد تفاضبل ب جودة الوصف كاحملاكاة، ككيف اتفقا على أف أحسنهما ىو أكثر٫تا مطابقة

١تا كصف كشبو كنقل ما شاىد نقبل أمينا ال يشوبو توير قليل أك كثت.

نتشارا مع الزمن، كقد زاد كلكن ىذه النظرة إب كظيفة الصورة الفنية كالشعر عموما؛ قد زادت ا من حدة انتشارىا انتشار التتة، كخصوصا ترتة أفكار أرسطو ب كتابيو:" ا٠تطابة" ك "فن الشعر" ، فأصبحت "الصورة الوصفية الناجحة ىي اليت تنقل العاب ا٠تارجي لتعكس ب خياؿ ا١تتلقي مشاىده

.2حضرة ا١تشهد نفسو كيعاينو" احملسوسة، إب الدرجة اليت تعل ا١تتلقي يشعر أنو ب

، 3كقد عرب ابن رشيق بدكره عن ىذا ا١تعت نفسو بقولو:" أبلغ الوصف ما قلب السمع بصرا" كىي أقواؿ كلها تسد مفهـو احملاكاة األرسطية كتتمثلها، كلكنو ب اتقيقة تثل حرب ساذج، كعلى

من االستعارة من حيث التمثل كالتشكيل، ألف ىذا األساس أصبح ينظر إب التشبيو على أنو أصعباالستعارة ال تتطلب أكثر من التوافق ا١تنطقي فيما بت ا١تتشاات تبلؼ التشبيو الذم يستدعي

. 4التطابق اترب بينهما

أدت ىذه النظرة إب اعتبار الشعر خصوصا كاألدب عموما كسيلة نقل أمينة للواقع من إبداعية الشاعر، كتعل منو ٣ترد ناقل للموجودات أك –ب اتقيقة –نظرة تد ا٠تارجي، كىي

.307، ص1965، 1ا١توشح ب مآخذ العلماء على الشعراء، ا١ترزباين، تػح. علي ٤تمد البجاكم، دار هنضة مصر، ط. - 1 .366الصورة الفنية، ص. - 2، 1955دة ب ٤تاسن الشعر كآدابو كنقده، ابن رشيق القتكاين، تح. ٤تمد ٤تيي الدين عبد اتميد، ا١تطبعة التجارية القاىرة، العم - 3 .226، ص.2ج. .372ينظر: الصورة الفنية، ص. - 4

Page 359: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

351

اتركات كاألفعاؿ، ال مبدعا ييضفي عليها من خيالو كتصوره، إذ ما فائدة أف ينقل الشاعر الصورة للصورة؛ نقبل أمينا كما ينقلها الرساـ أك النحات؟، كإذا كاف دكر الشاعر يتمثل ب ٣ترد النقل األمت

هد نفسو ب ذلك؟، كىبل ترؾ الناسى يطلعوف على الصورة ب حقيقتها الواقعية ككفى؟ . إف فلماذا ٬تيكانت ٦تا ٬تيش ب أنفس بعض النقاد بالرغم من أف فكرة احملاكاة –ب اتقيقة –مثل ىذه األسئلة

و٢تا كثت من اآلراء النقدية ب التصوير كالتشبيو كاالستعارة كانت قد ذاعت كانتشرت، كاتفقت من ح كالببلغية، كالقت قبوال حسنا لدل طائفة كبتة من الدارست كما رأينا سابقا.

كانت األسئلة السابقة كغتىا "تراكد بعض النقاد القدماء، كتؤرقهم كتدفعهم إب التشكك ب ، كابن 2ب طيف ا٠تياؿ، كمن ىؤالء ٧تد: الشريف ا١ترتضى 1ا١تسلمات الشائعة حوؿ فن الوصف"

، فما من أحد من ىؤالء 4، كحاـز القرطاجت ب منهاج البلغاء كسراج األدباء3األثت ب ا١تثل السائرإال كحاكؿ أف يشكك ب أ٫تية الصورة انطبلقا من اعتبارىا ٣ترد ناقل للمشاىد كا١توجودات، كىي

أف تمد جانب اإلبداع الذم ييفتض أف نظرة جريئة حاكؿ ا ىؤالء كسر الرتابة اليت سادت فكادت ٭تملو أم إنتاج أديب.

يتعلق مفهـو الشعر انطبلقا من ىذه النظرة تعلقا كاضحا تا عرؼ فيما بعد تفهـو التخييل كىو ا١تفهـو احملور الذم حاكؿ البعض أف يقيم عليو تفستا منطقيا ١تاىية الشعر انطبلقا من اعتباره

ا١تتلقي ، فقد توصل العرب بعد ألم، كبعد أف اطلعوا على أفكار أرسطو اطبلعا ظاىرة مؤثرة بكاعيا ال تثبل حرفيا ساذجا؛ إب أف " العلة الصورية ب الشعر ليست إال حسن تأليفو. كيقتف حسن غة تأليف الشعر بالتخييل، ذلك أف التخييل ليس إال طريقة خاصة ب صياغة ا١تعاين ، أك األفكار صيا

.377الصورة الفنية، ص. - 1ح.٤تمد سيد كيبلين، شركة مصطفى البايب اتليب، مصر، طيف ا٠تياؿ، علي بن اتست بن موسى ا١تلقب بالشريف ا١ترتضى، تيينظر: - 2 88ـ، ص.1955ىػ، 1374، 1ط.ينظر: ا١تثل السائر ب أدب الكاتب كالشاعر،تح. ٤تمد ٤تيي الدين عبد اتميد، مكتبة كمطبعة مصطفى البايب اتليب، مصر، - 3

.لكتابـ، ٣تازات ٥تتلفة من ا1939 -ىػ1358 ٣تازات ٥تتلفة من الكتاب. ـ.ـ.س.سراج األدباء، حاـز بن ٤تمد بن حسن بن حاـز القرطاجت،ينظر: منهاج البلغاء ك - 4

Page 360: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

352

مؤثرة، أم أف اتقيقة الذاتية للشعر ال تكمن ب مادة ا١تعاين ، كإ٪تا ب طريقة الصياغة اليت تيل للمتلقي أمرا من األمور، ييفضي بو إب اتاذ كقفة سلوكية بعينها، تتجلى ب فعل أك انفعاؿ"

1 .

شعر أزمنة متطاكلة باعتباره كذا ا١تفهـو نتجاكز النظرة التقليدية اليت سيطرت على مفهـو ال إما حامبل للمعت أك ٤تاكيا للموصوفات كالعاب ا٠تارجي، كلكن ىذه النظرة بالرغم من أهنا غتت

.التخييل الشعرم كجهة النظر السائدة للصورة الشعرية؛ إال أهنا ب تكد تعطي تفستا مقنعا لطبيعة

ن الوقوؼ على طبيعة التخييل ب الشعر كمدل التأثت كب يتمكن كثت من النقاد كالببلغيت م الذم تدثو الصورة الفنية ب نفس ا١تتلقي، كىم كإف استطاعوا الوصوؿ إب شيء من أ٫تية ىذه

عن تفست طبيعة تأثتىا ككيف يكوف، كىل ٢تذا التأثت عبلقة -ب اتقيقة –الصورة؛ إال أهنم عجزكا كوف ذلك على كجو التحديد؟ كىي األسئلة ا١تشكلة اليت كاف يفتض أف با١ترسل أـ با١تتلقي؟ ككيف ي

يثتىا ىؤالء كيقفوا على إجابات ٢تا.

يشت جابر عصفور إب أف أقلية ىم الذين تكنوا من الوصوؿ إب ذلك كمنهم كشاجم لذذ بو )بدؿ الشعر، ىػ( الذم أشار إب توقاف النفس إب تفهم الغناء كالت360الشاعر العباسي)ت

كإف كنا سنرل أف األمر سيينقل إب الشعر، كعلى كل حاؿ أليس الغناء نفسو شعرا؟ ( ، يقوؿ:" إف اح ػتػفػتػا إب اسػوقػا كشػهػضػامػة غػرفػعػحرصا على م توؽ إب معرفة مضموف ىذا الغناءالنفس ت . 2منغلقها"

النقل كاحملاكاة كالتصوير اترب إب التأثت ب ا١تتلقي كىكذا ينتقل مفهـو دكر الصورة من ٣ترد انطبلقا من ٤تاكلة إدخالو ب العملية اإلبداعية كمشاركتو فيها بسعيو إب فك رموزىا كفتح منغلقها، كىذا ا١تفهـو الذم ذكره كشاجم عن الغناء سرعاف ما سينتقل إب الشعر كيرتبط بو ارتباطا كثيقا ،

.316الصورة الفنية، ص. - 1أبو الفتح ٤تمود بن اتست بن السندم بن شاىك ا١تعركؼ بكشاجم، تح. عبد الواحد شعبلف، مطبعة التقدـ، مصر، أدب الندن، - 2 .96، ص.1987، 1ط.

Page 361: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

353

تاج إب إخراجو، بغوص حىت أصبح " ا١تثل العجيب كالبيت النادر كلما دؽ معناه كلطف ، حىت ٭تيالفكر عليو كإجالة الذىن فيو ، كانت النفس تا يظهر ٢تا منو أكثر التذاذا ، كأشد استمتاعا، ٦تا

تاج فيو إب نظر كفطنة، كليس ذلك إال لشرفها كبعد غايتها" . 1تفهمو ب أكؿ كىلة، كال ٭تي

كقد تلقف عبد القاىر اترجاين ىذه األفكار أك بعضها، كيبدك أنو استفادىا من ا١تصادر نفسها اليت استقاىا منها كشاجم، كلكن اترجاين حاكؿ أف يطبعها بطابعو العقدم كيسمها تيسمو

لطباع األشعرم، كيضفي عليها مسحة من عقليتو ا١تتفردة ب التحليل، فقد رأل أنو " من ا١تركوز ب اكالراسخ ب غرائز العقوؿ أنو مىت أريد الداللة على معت ، فتؾ أف ييصرح بو ، كيذكر باللفظ الذم ىو لو ب اللغة ، كعمد إب معت آخر فأشت بو إليو ، كجيعل دليبل عليو، كاف للكبلـ بذلك حسن كمزية

دخل ب الكناية كالتعريض ، كىذا ٦تا ي 2، ال يكوناف إذا ب يصنع ذلك ، كذكر بلفظو صر٭تا". خصوصا، كب باب الصورة على العمـو

كأما حديثهم عن الصورة كأ٫تيتها ب الكبلـ فقد ذىبوا ب ذلك كل مذىب، ٤تاكلت بياف األ٫تية اليت تتبوؤىا الصورة، كل تسب ما يراه ، كلعل رأم ابن األثت ب كتابو "ا١تثل السائر ب أدب

" يلخص ذلك حت يقوؿ:" كأعجب ما ب العبارة اازية أهنا تنقل السامع عن خلقو الكاتب كالشاعرالطبيعي ب بعض األحواؿ، حىت إهنا ليسمح ا البخيل ، كيشجع ا اتباف ، ك٭تكم ا الطائش ا١تتسرع ، ك٬تد ا١تخاطب ا عند تاعها نشوة كنشوة ا٠تمر حىت إذا قطع عنو ذلك الكبلـ، أفاؽ

، كب ىذا إشارة 3ـ على ما كاف منو من بذؿ ماؿ ، أك ترؾ عقوبة ، أك إقداـ على أمر مهوؿ"كندكاضحة إب أف أ٫تية الصورة تكمن ب إقناع ا١تتلقي بأمر ما من جهة ، كالتأثت ب سلوكو من جهة

واقع.ثانية ، كىي ذا تتجاكز تاما التصور التقليدم الذم كاف يرل ب الصورة كسيلة لنقل ال

ـ.س. - 1 .289دالئل اإلعجاز، ص. - 2ىػ، 1358ا١تثل السائر ب أدب الكاتب كالشاعر، تح. ٤تمد ٤تيي الدين عبد اتميد، مكتبة كمطبعة مصطفى البايب اتليب، مصر، - 3

. 63، ص.1ـ، ج.1939

Page 362: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

354

أدت التحوالت السابقة ١تفهـو الصورة الفنية إب اعتاض بعض احملدثت على اختبلؼ كجهات النظر للمفهـو الواحد، فقد حاكؿ صبحي البستاين أف يقف على مفاىيم الصورة لدل نفر

أف ، كقد توصل إب1من علماء اللغة العرب كقدامة كالعسكرم كابن رشيق كاترجاين كابن خلدكفمفهـو الصورة لدل هناية األمر مفهـو فضفاض " فعندما يغوص الباحث ب ٯتها ، يضيع بت ا١تفاىيم ا١تتنوعة، ال بل ا١تتناقضة أحيانا كثتة، كرتا يصل إب التعمية مع ىذه الكلمة اليت أصبحت تفتقر إب

. 2حدكد دقيقة ك٤تددة"

الزماف كا١تكاف كثتا ما تغت ا١تفاىيم كتؤثر ب الرؤل ، كلكن البستاين ب يكن يعلم أف شركط كقد كجدنا علماء اللغة أنفسهم ييقركف ذا االختبلؼ بل كيسعوف إليو طلبا منهم لشيء من التجديد ، فالعلوم مثبل ، كثتا ما كاف يرد أقواؿ سابقيو كمعاصريو ، تجة أف تديداهتم ب تكن موفقة ب

رة لغوية أك ببلغية ، بل إنو كثتا ما كاف يرد تديدات عبد القاىر اترجاين نفسو، اإل١تاـ بتعريف ظاى، كلكن ىذا التنويو ب يكن ليمنع ا١تبلحظة 3كىو الذم نوه بو كتجهوداتو تنويها منقطع النظت ا١تتفحصة ا١تتأنية من ٤تاكلة إثبات مفاىيم جديدة.

لتربير اختبلؼ كجهات النظر ١تفهـو الصورة الفنية كدكرىا ب كاف مبدأ التاكم ا١تعرب كجيها ببلغة الكبلـ ككظيفتو، كلكن ذلك ب ٯتنع الدراسات النقدية من تصنيف الرؤل النقدية ضمن نظريات عامة يتفق ب كل نظرية منها فئة معينة من النقاد كالببلغيت ، كيكوف ذلك غالبا بغض النظر

ليت ٯتكن أف تفرؽ بت رأم نقدم كآخر.عن بعض الفركؽ البسيطة ا

يؤكد التصور اتديث ١تفهـو الصورة الفنية ما كاف قد طرحو صبحي البستاين ب الرأم السابق ، فقد اختلفت تعريفات النقاد العرب ١تفهـو الصورة الفنية تبعا الختبلؼ اتاىاهتم الفكرية كالنقدية

بعدىا.ما ك 24، ص.1986 ينظر: الصورة الشعرية: األصوؿ كالفركع، صبحي البستاين،دار الفكر اللبناين، بتكت، لبناف، - 1 .06نفسو، ص. -2

.06.ص ،1ج.ينظر : الطراز، - 3

Page 363: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

355

١تفهـو قد ٮتتلف لدل الناقد الواحد من فتة إب أخرل ، غت أف كمرجعياهتم الفلسفية، بل إف ىذا اىذا االختبلؼ ال يكاد يصل إب درجة التعارض أك التناقض ، كٯتكن أف نذكر ىنا مثاال عن مفهـو الصورة ، كىو التعريف الذم أكرده أتد الشايب ب كتابو " أصوؿ النقد األديب" حيث يرل بأهنا "

، كعلى أف أتد 1ا األديب نقل فكرتو كعاطفتو معا إب قرائو أك سامعيو" الوسائل اليت ٭تاكؿ، كىو األمر 2الشايب يقرر تعريفا آخر للصورة الفنية يكاد ٮتتلف كل االختبلؼ عما ذكره سابقا

، كال نريد أف ننزلق ىنا إب لبحث ىذه اآلراء النقدية ألف 3الذم نعاه عليو بعض من قرأه من النقادـ ال يسمح، كإ٪تا اكتفينا باإلشارة الدالة ، كقد درس كثت من النقاد العرب مبحث الصورة متأثرين ا١تقا

.4بالنقاد الغربيت ب ىذا الشأف، فاتذكا " نظراهتم مصدرا لبحث الصورة الفنية"

نو ينكر كامل حسن البصت على ٤تمود زكي العشماكم تطبيقو ١تفهـو الصورة الفنية، كيرل بأ جعل ٢تا مفهوما بسيطا أفرغها من ٤تتواىا ، كجعلها ال تتلف " عما انتهت إليو الببلغة العربية على 5أيدم بعض الببلغيت ا١تتأخرين كأصبحت قواعد جامدة تقتصر على الكشف عن عناصر الصورة"

غة كاصفة بدؿ البحث ب أكجو اإلبداع كالتخييل الناتج عن ىذه الصورة ، كبدؿ أف تصبح الببللئلبداع عن طريق تتبع الصورة الفنية فيو؛ أصبح اإلبداع تابعا للببلغة من حيث سعيو لتجسيد الصورة

.ا تليو عليو ا١تعايت الببلغية كفقا ١ت

قد أصاب الببلغة ب مقتل منذ سعي السكاكي كأضرابو إب علمنة الببلغة ذا الذمكى رغم من أف الكثتين قد نعوا عليو ذلك نعيا شديدا كمنهم العلوم الذم كمنطقتها كمعتة أساليبها ، بال

رد على السكاكي كاستغرب إقحامو ا١تقاييس الفلسفية ب األدب، يقوؿ كىو يتحدث عن بياف

.242، ص.ـ1994، 10ينظر: أصوؿ النقد األديب، أتد الشايب، مكتبة النهضة ا١تصرية، ط. - 1 .259نفسو، - 2، 1987، 1ي، بغداد، العراؽ، ط.ينظر: بناء الصورة الفنية ب البياف العريب، كامل حسن البصت، مطبعة امع العلمي العراق - 3 .149ص.

.158نفسو، ص. - 4 .160نفسو، ص. - 5

Page 364: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

356

خصائص ا١تسند إليو : " كلقد كقفت على كبلـ لغته من علماء البياف ب تقرير ىذه القاعدة بناه و على منهاج السالبة ا١تهملة كا١تعدكلة فأكرث فيو دقة كأكسبو ذلك توشة على قانوف ا١تنطق كنزل

كغموضا ، من جهة أف مبت علم البياف كعلم ا١تعاين على معرفة اللغة كعلم اإلعراب ، فبل ينبغي أف .1ٯتزج بعلم ب ٮتطر للعرب كال ألحد من علماء األدب على باؿ كال يشعر بو "

رى ظ نى ا١تبلحظات كغتىا حاكؿ العلوم )عن كعي فت أك عن غت كعي( أف يػي كانطبلقا من ىذه للمسائل الببلغية بعيدا عن ا١تعايت ا١تنطقية اليت غالبا ما كانت ناتة عن دراسة الفلسفة اليونانية

بعيدة عن خصائص الببلغة كليست من حقلها ، كىذه -كما ذكر العلوم -كالعلـو األجنبية ، كىي ئل ا١تنطقية ا١تقحمة كإف كانت صاتة لدل اليونانيت ب ببلغتهم كعلومهم فإهنا غت ذلك شأنا ا١تسا

ب العربية ،كيعوؿ من جهة أخرل على الذكؽ الفت، إذ كثتا ما ٧تده يلجأ إب التعليل عن طريق .2الذكؽ عندما تعوزه اتجة الببلغية الصر٭تة

، كعلى ىذا يكوف للتخييل حضور بارز 3"أكثر اللغة ٣تاز"يرل العلوم رأم ابن جت ب أف ب الكبلـ، كقد عرض العلوم لتعريفو بقولو:" ىو اللفظ الداؿ بظاىره على معت، كا١تراد غته على

، كىو بتعريفو ىذا يقع كسطا بت تعريفت ساقهما تهيدا لتعريفو، ك٫تا تعريف الشيخ 4جهة التصوير"بياف الذم ذىب فيو إب أف التخييل ىو" تصوير حقيقة الشيء حىت يتوىم أنو عبد الكرن صاحب الت

، كالثاين ىو تعريف ا١تطرزم الذم قاؿ فيو بأف التخييل 5ذك صورة تشاىد، كأنو ٦تا يظهر ب العياف"ىو " أف تذكر ألفاظا لكل منها معنياف، أحد٫تا قريب كاآلخر بعيد، فإذا تعو اإلنساف سبق فهمو

.1/157 الطراز، - 1 .125، 77، ص.1ر مثبل: الطراز، ج.ينظ - 2ـ، 2003ىػ، 1424، 2ا٠تصائص، أبو الفتح عثماف بن جت، تح. عبد اتميد ىنداكم، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف،ط. - 3 .112، ص.2ج. .4، ص.3الطراز، ج. - 4 نفسو. - 5

Page 365: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

357

، كذا يتسع مفهـو التخييل ليشمل مفهـو التورية الذم نراه 1لقريب كمراد ا١تتكلم فهم البعيد"إب ا يتطابق مع مفهـو التخييل لدل ا١تطرزم ا١تذكور سابقا.

ينطلق العلوم ب تديد مفهـو الصورة ككظيفتها من حيث كوهنا أداة للتوسع ب الكبلـ، فهي قوؿ، كالذىاب ب التعبت بو كل مذىب، كىذا التوسع ىو الذم ٮترجنا كجو من أكجو التصرؼ ب ال

من اللغة ا١تعيارية إب الببلغة، كاللغة ا١تعيارية ىنا ىي "قصر الكبلـ على حقيقتو من غت خركج عنها، ، كىو يرل بأف ا١تفهـو الببلغي لبلستعارة مأخوذ من 2كالتوسع شامل ١تا ذكرناه من أنواع اازات"

فهـو اللغوم، فهو مأخوذ من االستعارة اتقيقية، كييشتىط فيها ما يشتط ب االستعارة اتقيقية من ا١ت كجود معرفة سابقة كمعاملة بت ا١تستعت كا١تستعار منو.

حاكؿ العلوم من جهة أخرل أف يقف على تعاريف من سبقو باعتبار ذلك تهيدا لذكر أك تعاريف الرماين كابن األثت، كابن ا٠تطيب الرازم، كحاكؿ لدل إيراده استخبلص تعريفو ىو، فقد ذكر

لكل تعريف منها أف يقف على أكجو النقصاف كالفساد فيها، كارتضى ب األخت تعريفا نسبو لنفسو، ك٨تن نذكره ىنا من أجل مناقشتو كىو أف االستعارة ىي" تصيتؾ الشيء الشيء كليس بو، كجعلك

، كىو تعريف كما نرل 3لو تيث ال يلحظ فيو معت التشبيو صورة كال حكما" الشيء للشيء كليسقد أكثر فيو من القيود، حىت لكأننا بصدد مفاىيم منطقية ال مسائل ببلغية، كىذه القيود ىي ب

اتقيقة ما أغفلو غته من الببلغيت تسب زعمو.

عارة ٧تدىا " أنك تريد تشبيو الشيء بالشيء ، فإذا ٨تن عدنا إب تعريف اترجاين ١تفهـو االست ، كىو تعريف 4فتدع أف تفصح بالتشبيو كتظهره، كتيء إب اسم ا١تشبو بو فتعته ا١تشبو كتريو عليو"

قد يكوف األصلح كاألنسب للداللة على مفهـو االستعارة من تعريف العلوم اآلنف الذكر، الذم

ـ.س. - 1 .104،ص. 1ج. نفسو، - 2 .106نفسو، ص. - 3 .114ص. ـ.ـ.س.دالئل اإلعجاز، - 4

Page 366: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

358

سبو غموضا من حيث ال يدرم، كيبدك أف العلوم قد كاف يبدك أنو حاكؿ بو إيضاح ا١تطلوب فأكمتأثرا ىنا بتعاريف علم أصوؿ الفقو اليت تضبطها الصرامة ب التحديد، كقد عرفنا من ستتو العلمية أف لو مؤلفات عديدة ب ىذا الشأف، كما يبدك أف ظاىرة اإليبلع بالتدقيق ب التعريفات كاليت راجت

ىي األخرل ب منهج العلوم ب التعريف كالتحديد فنحت بو ىذا ا١تنحى.ب تلك الفتة قد أثرت

كىاىنا نقطة أخرل ٬تب اإلشارة إليها كىي أف العلوم بعد إيراده تعريفو السابق حاكؿ أف يفسر الشركط اليت كضعها ب تعريفو، فكأف ىذا التعريف قد كاف غامضا ، ما أدل بو إب عقد فقرة

الشركط الواردة فيو، على حت أف اترجاين قد أتبع تعريفو السابق تثاؿ توضيحي، بعده يشرح فيهاكىنا نرل كجو الفرؽ بت الرجلت كبت ا١تنهجت، كنتبت بعض ا١تسار الذم اتذتو الببلغة من

اترجاين إب العلوم.

:1مثل لو بقوؿ الشاعرذكر العلوم من تعريف االستعارة أنك تيصت الشيء الشيء كليس بو، ك

ػػػػػػػػػر ػػال تى لىػػتػػػو قىػػػد زىر أىزرىارىهي عىػػلىػػػى الػػقىػػمى ػػبيػػػوا مػػػن بػػلىػػى غػػػبلى عػػجى

كقد أكرد ىذا ا١تثاؿ لدل اتديث عن التفرقة بت االستعارة كالتشبيو، كالظاىر من إيراد ىذا ا١تثاؿ ىوإبراز التداخل اتاصل بت ا١تشبو كا١تشبو بو ىنا، فقد شبو الشاعر ٦تدكحو ب ىذا البيت بالقمر، حىت كأنو ىو، كلكنو لدل التمعن ليس بو على كجو التحديد، بل على كجو التقريب فقط، كالذم

ت طػػػػرب الػػتػػشػػبػػيػػو، ٬تعلنا نقوؿ ذا ىو السياؽ اللغوم للبيت الذم ٭توؿ دكف ا١تطابقة التامة بالطرفت لػػكػػن ىػػذا الػػسيػػػاؽ نػفػػسػػو ىػػو الػػػذم يػػػػجػػعػػلػػنػػػا نػػتػػػػوىػػم ذلػػك الػتػػقػػارب الػػشػػديػػد بت ىذين

حىت لكأنػػػهما شيء كاحػػػػػد.

البيت ٣تهوؿ القائل، كقد أعيانا أف ٧تد لو قائبلن. - 1

Page 367: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

359

أم أنك تستعت شيئان من كما أنو ذكر ب التعريف أنك تعل الشيء للشيء كليس لو، الػػػػػميشبو بو فتجعلو للمشبو، كلكنو يبقى دكمان من خصائص ا١تشبو بو بالرغم من ىذه االستعارة، كمن

:1ذلك قوؿ لبيد بن ربيعة

ػػت بػػيىػػد ػػفػػتي كىقىػػػرةو إذ أىصػػبىػػحى ػػشى اةى ريػػػحو قىػػػد كى الػػشػمىاؿ زمىػاميػهىا كىغىػػػػدى

فقد جعل الشاعر لليد زمامان كىو ليس من خصائصها، كلكنو سلك ب ذلك مسلك التشبيو، فقد أراد " السحابة كما قالوا نشبت أظفار ا١تنية بفبلف، فهذا ال خفاء بكونو مستعارا كما ترل، كما كاف

. 2من صريح التشبيو فبل مقاؿ فيو"

:3على الفرؽ بت االستعارة كالتشبيو ب قوؿ الشاعر يقف العلوم

ػػت عىػػنػػبىػػػػرنا كىرىنىػػت غىػػػػػػػػزىاال ػػػوطى بىػػػافو كىفىػػػاحى ػػرنا كىمىػػالىػػت خي بىػػػدىت قىػػمى

اف ، فاحت عنربان يتساءؿ العلوم عن الصورة الواردة ب ىذا البيت )بدت قمران ، مالت خوط ب تػيعىد من االستعارة أك من التشبيو، كىو ال ييقرر شيئان -كىي متطابقة–، رنت غزاالن( ىل ىذه الصور

ب ىذا الشأف، كلكنو يورد ٣تموعة من آراء الببلغيت ٤تاكال توضيح مضامينها، كا٠تركج بتعريف خاص بو سنشت لو ب حينو.

كؿ إب أف األمثلة السابقة ليست من باب االستعارة، كإ٪تا ىي من يذىب أصحاب الرأم األ باب التشبيو ا١تضمر األداة )التشبيو البليغ(، كىو رأم ٣تموعة من علماء الببلغة كابن ا٠تطيب الرازم كأبو ا١تكاـر صاحب التبياف، كحجتهم ب ذلك أف من شركط االستعارة أف تقع الصفة من ا١تستعت

ا١تستعار منو، كذلك كمن يأخذ سوقيان معلـو السوقية كييلبسيو تاج ا١تملكة، مع بقاء ما موقعها من

ار األرقم بن أيب األرقم، بتكت، شرحو كضبط نصوصو كقدـ لو: عمر فاركؽ الطباع، د ديواف لبيد بن ربيعة، لبيد بن ربيعة العامرم، - 1 .150ـ، ص.1997ىػ ،1417، 1لبناف، ط.

.107، ص.1الطراز، ج. - 2 . 140ديواف ا١تتنيب، ا١تتنيب أتد بن اتست اتعفي الكندم، دار اتيل، بتكت، لبناف، د.ت.ص. - 3

Page 368: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

360

يشت إب سوقيتو كضىعة مكانتو، فهل ييقاؿ لو ملك ب ىذه اتالة؟ إف ذلك ال يكوف طبعان، ككذلك .ا١تثاؿ السابق ال يكوف استعارة لبقاء ما يدؿ على أف ا١تستعت باؽو على أصلو األكؿ

كما أف ا١تقصود من االستعارة ىو أف ٭تصل للمستعت من الفائدة ما كاف ٭تصل للميستعار منو ، كإال ب تكن استعارة، فالذم يستعت ثوبان ال بد أف ٭تصيل لو من ا١تنافع ما كاف ٭تصل لصاحب

بيت السابق، أم أف كقوع الثوب نفسو من ا١تنافع، كلكن ىذا ب يكن متوفران على الوجو األكمل ب الالصفة كانتقاؿ الفائدة من ا١تستعار منو إب ا١تستعت ب يكن تاما، فبل جـر ال ييعد ذلك من االستعارة

ب شيء.

يتمثل الرأم الثاين ب القوؿ باالستعارة ب البيت السابق، كىو رأم ٣تموعة من علماء الببلغة كاآلمدم، كابن سناف ا٠تفاجي، كحجتهم ب ذلك أف آية التشبيو كأيب ىبلؿ العسكرم كالغا٪تي،

كجود األداة من حرؼ أك فعل أك اسم، كماب تكن األداة موجودة فبل ٯتيكن اتديث عن التشبيو، كيضيفوف حجة أخرل ٭تتكموف فيها إب ا١تعت فيقولوف إف ا١تفهـو من قولنا: )زيده أسده( ىو نفسو

ليتي أسدان( كإذا اعتربنا القوؿ الثاين استعارة فبل بيد أف نعترب القوؿ األكؿ استعارة ا١تفهـو من قولنا:) ق كفقا ١تا سبق.

يشت العلوم إب رأيو الشخصي، كيقوؿ إف ما كاف من قبيل التشبيو ا١تضمر األداة؛ كقوؿ القائل: زيد األسد، ك زيد أسد، فلو قسػػػػػػػػػمػػػاف:

ىو الذم يرد على جهة االستعارة، كلو قدرنا فيو ظهور أداة التشبيو لنزلت قيمتو القسم األكؿ: -الببلغية، كما ىذا حالو فإنو ييصنف بالضركرة ضمن االستعارة، ألنو ال يصلح أف يكوف تشبيها كفق

ما سبق، كمن ىذا القبيل قوؿ الشاعر :

ػػقىػػت كىردنا كىعىػػضػػػػت عىػػلىػػى الػػعيػنػاب بػػالػػبىػػػػرىد فىػػػػأىمػػطىػػرىت ليػػػؤليػػػؤنا مػن نىػ ػرجػػػػسو كىسى

Page 369: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

361

فهذا البيت كأمثالو من بديع االستعارة كرقيقها، كلو أنك " أظهرت التشبيو فيو كقلت فأمطرت دمعا اب بأسناف كالربد، كاللؤلؤ من عت كالنرجس، كسقت خدا كالورد، كعضت أنامل ٥تضوبة كالعن

. 1لكاف غثا من الكبلـ فضبل عن أف يكوف بليغا"

يتميز القسم الثاين بأف إدخاؿ أداة التشبيو على االستعارة ال يؤثر ب ببلغتو، إذ تبقى ببلغة - :2الكبلـ ب مستواىا األكؿ الذم كانت عليو، كمنو قوؿ الشاعر

ػػػػفىػػػػرىت أىضىػػػػػػاءى ػػػمػػػػسى دىجػػػػػػنو كىمىػػػػالىػػػػػت ب الػػػػتػػػعىػػػطػػػف غيػػصػػػػنى بػىػػاف إذىا سى ت شى

يرل العلوم بأف إدخاؿ أداة التشبيو ب الصورة السابقة ال يؤثر ب ببلغتها، فلو قلت :"سفرت ، كيبدك أف 3ٮترج الكبلـ عن ببلغتو"مثل ضوء الشمس كمالت ب التعطف مثل غصن الباف، ب

الف كثتان من اآلراء الببلغية العلوم ىنا ٬تعل التعبت باالستعارة ب مرتبة التعبت بالتشبيو، كلكن ىذا ٮتياليت سنقف عليها ب حينها، كلعل أكؿ ىذه اآلراء ىو رأم اترجاين ب نظريتو نظرية النظم، اليت

. تتغت بتغت النظمف ا١تعاينيذىب فيها إب أ

ىػ( قد قرر أف زيادة ا١تبت ىي زيادة ب ا١تعت، 392كما أف أبا الفتح عثماف بن جت )ت. لكن ذلك بالنسبة للمفردات، كلعل الذم ٯتيكن استنتاجو من قولو ىذا بالنسبة للتاكيب ىو أف تغت

كرة زيادة أك نقصانان.ا١تيت ىو تغت ب ا١تعت دكف أف يكوف بالضر

يوافق العلوم ٤تمودان الز٥تشرم ب أف التشبيو الػػميضمر األداة ييعد من باب االستعارة كما ب قولو تعاب:" خىتىمى اللوي عىلى قػيليوم كىعىلى تىعهم كىعىلى أىبصارىم غشاكىةه "

، مشتان إب أف ما قرره 4على ىذه اآلية، كٮتلص لدل هناية األمر إب التقرير بأف " االستعارة ال تفتقر إب أداة سابقان ينطبق

.1/109الطراز، - 1ـ، 2000ىػ ، 1421خ ٤تمد، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، ديواف البحتم، البحتم أبو عبادة، شرح. يوسف الشي - 2 . على أف البيت ىو ب الديواف ىكذا: إذا انصرفت أضاءت مشس دجن كماؿ من التعطف غصن باف202ص.

.1/109الطراز، - 3 .7سورة البقرة، اآلية: - 4

Page 370: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

362

التشبيو كأف التشبيو البد فيو من ذكر األداة، كىى الكاؼ ككأف، كمثل، ك٨تو، كما شاكلها، فكلما االستعارة، ازداد التشبيو خفاء ازدادت االستعارة حسنا كرشاقة، ككلما ظهر معت التشبيو تعفت آثار

. 1كا٤تت رسومها كأعبلمها، كاتضح أمر ا١تشاة كما تشهد لو األمثلة اليت ذكرناىا "

كيبدك أف العلوم ب التقرير السابق ٭تتكػػػػػػم إب كجود أك غياب أداة التشبيو من أجل اتيكػػػػػػػػم كس التشبيو الذم ال بد فيو من على الصورة، فاالستعارة ال تفتقر إب كجود أداة تشبيو، على ع

ظهور األداة ، كىو يرل كذلك بأنو كلما ازداد التشبيو خفاءن ازدادت االستعارة حسنا كتاالن، ككأنو ٬تعل ظهور مبلمح التشبيو كخفاءىا معياران للتفريق بت التشبيو كاالستعارة.

بت اازية تؤدم كظيفتها الداللية أكثر ٦تا يػيقىرر العلوم أف ااز أبلغ من اتقيقة، كأف التعا " تؤديها التعابت اتقيقية، كىو يقوؿ بأف قوؿ القائل ب االستعارة:" لقيت األسد" ك" جاءين البحريفيو توزه من جهة ا١تعاين ال من جهة األلفاظ، فاأللفاظ ىنا قد كيضعت تعانيها الوضعية كلكن كبل

ي ٭تاكؿ أف يقف على دالالهتا اازية، أم أنو ال يفهمها تقيقتها الوضعية كإ٪تا من ا١ترسل كا١تتلق ٭تاكؿ فهمها من طريق ااز، كالذم يدعو إب ذلك ىو إما السياؽ اللغوم أك السياؽ العاـ الذم يقع فيو التخاطب، كمن أجل ذلك " قاؿ أىل التحقيق من علماء ا١تعاين: إف استعماؿ اازات

وف أبلغ ب تأدية ا١تعاين من استعماؿ اتقائق، ك٢تذا فإنو يقاؿ عند ذاؾ جعلو أسدا كترا كما يقاؿ يك ، كالعلوم يتبت ىذا القوؿ كيأخذ بو. 2جعلو أمتا"

ثل للظاىرة اللغوية بأمثلة آنية ٭تاكؿ من خبل٢تا بياف ماىية يبلحظ قارئ العلوم أنو عادةن ما ٯتيائصها، كلكنو غالبان ما ال يكتفي بذلك؛ بل يسعى إب تقدن أمثلة مستقلة متتابعة الظاىرة كخص

للظاىرة نفسها، كىذا دكف أف يسعى إب شرحها غالبان، ألنو شرح الظاىرة سابقان، كيكتفي ب ىذه حديثو عن األمثلة ا١تتتابعة با١تبلحظات العابرة اليت كثتان ماب تكن تتجاكز العفوية كاإلعجاب، كب

.1/109الطراز، - 1 .1/110الطراز، - 2

Page 371: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

363

االستعارة قد سلك ىذه السبيل، حيث خصص جانبان من جهده ب إيراد األمثلة فيما قدـ من تعاريف االستعارة كشركحها، كجعل ىذه األمثلة تتوزع بت آم القرآف الكرن كأحاديث السنة النبوية،

سنكتفي بأىم األمثلة اليت ، كما أيثرى عن البلغاء من ا١تنظـو كا١تنثور، ك٨تن ىنا 1كخطب اإلماـ علي أكردىا، ألهنا كثتة كال ٯتيكن عرضها تيعان، كإف كاف ب ذلك أبلغ الفائدة.

يشت العلوم لدل إيراده للشواىد القرآنية ب االستعارة أف من أحكاـ االستعارة أف يكوف كأنو كلما ازداد خفاؤه، ا١تستعار لو مطوم الذكر، كباالصطبلح ا١تعاصر أف يكوف ا١تشبو ٤تذكفان،

، ك٨تن إذا عيدنا إب تثو لبلستعارة فإننا سنجدي أنو 2كلطيفى الوقوؼ عليو ازدادت االستعارة حسنان يرل بأف التشبيو البليغ معدكد ب االستعارة، كقد أشرنا إب ذلك سابقان، كىو ذا ٮتالف السكاكي

من غت أداة كال كجو شبو فهو تشبيو بليغ، بل إف العلوم كمن يرل رأيو، ٦تن يركف أف التشبيو إذا كافا، رأيتي رجبلن يرل ب ىذا الشأف أف االستعارة أبلغ من التشبيو، كأنك إذا قلت ب قولك: رأيتي أسدنكاألسد، فإنك قد كضعت عن االستعارة أسباب ببلغتها، كمن أ٫تها خفاءي التشبيو، كإذا سلمنا ذا

شركط البناء اتيد للنص أف يوظف االستعارة بدؿ التشبيو. جدالن؛ فإف من

ثل العلوم ١تا سبق بقولو تعاب:" ٯتي

"3 فقد ،

د ميربران علميان لتكرار استشهاد العلوم تيطب اإلماـ علي رضي اهلل عنو، كلكننا ب نكد نقف على شيء من ذلك، كال حاكلنا أف ٧ت - 1ب يكن أحد يينكر ما أثبتو العلوم من أف اإلماـ علي رضي اهلل عنو قد بلغ من البياف غايتو، كمن الببلغة ذركهتا، كلكن يبدك أف ىذا األمر

طرؼ اتميع، أك أف العلوم كاف يعتقد أف األمر ليس ميسلمان بو من طرؼ اتميع، كمن ذلك أنو قد أكرد ب الطراز ٣تموعة ميسلمان بو منمن األمثلة تبلىا بقولو:" فعلى الناظر إعماؿ فكرتو الصافية، كشحذ عزٯتتو ا١تاضية، فإذا فعل ذلك كعزؿ عن نفسو سلطاف اتمية، كتى

بأىداب العصبية علم قطعا ال ريب فيو، كيقينا ال رد لو أنو كبلـ من أحاط با١تعاىن ملكو، كنظم عقود الببلغة كآللئها جانبو عن التمسك، كاإلعبلـ بأف أحدا من البلغاء .سلكو، كما قصدت بنقل طرؼ من كبلـ أمت ا١تؤمنت إال لغرضت: الغرض األكؿ التنبيو على عظم قدره

إف عظم خطره شأك كبلمو، كال يستوب على أغواره، كيقصر عن اإلتياف تثالو كما ذاؾ إال ألنو قد سبق كقصركا، كأىل الفصاحة ال يبلغ ك (، فا١تسألة إذف ال تعود إب خلفية علمية، كإ٪تا إب صراع مذىيب يبدك أنو قد 115، ص. 1كتقدـ كتأخركا........") ينظر: الطراز، ج.

ابر العلمية. استخدمت فيو كل ا١تنابر حىت ا١تن ينظر: نفسو. - 2 .112سورة النحل، اآلية: - 3

Page 372: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

364

احتوت ىذه اآلية ٣تموعة من اازات البليغة كاالستعارات الرشيقة، كىي أربع استعارات " األكب رابعة منها القرية لؤلىل، كالثانية استعارة الذكؽ ب اللباس، كالثالثة استعارة اللباس ب اتوع، كال

استعارة اللباس ب ا٠توؼ، فهذه االستعارات كلها متبلئمة، كفيها من التناسب ما ال خفاء بو، فلما ذكر األمن، كالرغد من الرزؽ أردفو تا يبلئمو من اتوع، كا٠توؼ، كاإلذاقة، ١تا ب ذلك من

لذم تتبع فيو االستعارة ، كىي كلها من باب االستعارة ا١تكنية، كالعلوم ييسمي ىذا النوع ا1الببلغة"استعارة أخرل باالستعارة ا١ترشحة، حيث يشتط أف تكوف بت كل استعارتت مناسبة معنوية حىت

نستطيع أف نسميها كذلك.

: 2كمن األمثلة اليت ساقها العلوم من ا١تنظـو قوؿ الشريف الرضي

امل الذكر إذىا أىنػػػػتى أىفػػنىػػيػػػتى الػػعىػػرىانػ ػيػػػنى كىالػذرىل رىمىػتػػكى الػػلػيىػػػاب مػػن يػىد الػخى

ػيػػثي الى تىدرم كىىىبكى اتػقىيتى السهمى من حىيثي ييتػقىى فىمىن لىيىػػدو تىػرمػػيػكى مػن حى

م من بديع االستعارة:كمنو أيضان ما قالو الشاعر، كقد عده العلو

ؿ أىيػػػاـو مىػػضىػػى لىػػم يىػسػػتىػػػػػػػدر ػػل لػػوىقػػػػت سىرىار كىىػػػػػػبلى بىػػدرنا كىلىػػم ييػػمػػهى

ػػػػاهي قىػػػػبػػػػػلى مػىػ ػػػحى ػلى الػكيػسيػوؼي عىػلىػيػو قىػبػلى أىكىانػو فىػػػمى ار عىػجى ظىػػنػػػػػة اإلبػػػػػػدى

ػػقػػلىػػة اسػتي ػالػػػمي اتػػػػػػػػػػػػػػػػو كى ػػلػػت مػنى األىشفىار كىاسػػػػتيػػػػػػػػػػل مػػػػػػن أىتػػػػرىابػػػػػػو كىلػػػػػػػدى

هلو لكي يكوف فىت يافعان فهو من شبو الشاعر ابنو ب ىذه األبيات با٢تبلؿ لسرعة أفولو، فالقدر ب ٯتىذا الوجو كا٢تبلؿ يدركو الكسوؼ قبل أف يستحيل بدران مستديران كامل التكوين، كما أنو شبهو ب

.1/111الطراز، - 1ديواف الشريف الرضي، الشريف الرضي، الشريف الرضي ٤تمد بن أيب أتد اتست، شرحو كعلق عليو كضبطو كقدـ لو: ٤تمود - 2

، كعلى أنو كرد ب الديواف ب 552، ص.1ـ، ج.1999ىػ ، 1419، 1مصطفى اتبلكم، دار األرقم بن أيب األرقم، بتكت، لبناف، ط. البيت األكؿ: )الػػغمر( بدؿ )الذكر(.

Page 373: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

365

البيت األخت كقد استل من بت أترابو كأقرانو بالعت تيستىل من بت األشفار كقد كانت مبلزمة ٢تا، اين السابقة كما عرب عنها الشاعر باالستعارة، كبت التعبت عنها كلنا ىنا أف نقارف بت التعبت عن ا١تع

تعبتان حقيقيان دكف استعماؿ ااز، ال بد حينئذو أف يكوف ا١تعت مبتذالن جدا، كال ٯتكن أف يرقى إب . متو االستعارة من ببلغة الصورةشيء ٦تا قد

ب ىذا الشأف، قوؿ أحدىم يصف كاتبان كىو كمن تيل االستعارة ٦تا مثل بو العلوم أيضان يدبج صحائفو:

ػػوالى ػػصي ني اد ػػدى الػػم ػػل ػػلى ػػن حي م ا كى ػػيػػػشن ر ػػػػػػػو ػػان ػػنى بى كس ؤي ري ػػن ػػػا م ػػػاىى ػػبى حى ػػػله ػػب نى

ػػػػػػػػػػػػػػوالى ػػػضي ػػف مى ػػػلو ػػض ػػفى مي ػػػػػػل كي فى د دى رى كى لو ػك ػػش مي ػػرو م أى ل كي ػلى اك ػوى شى ت ػرى ػفى فى

ػػيػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػبلى ػػه صى ػػػػػن ىي يػػػري ػػر صى كى ػػػػوي ػػبلمي ق ا أى ىى ادي يى ج كى ةن بى ل حى ةى ػػيػػفى ػح ل الػػص ػػػرى تى كى

بالنباؿ، كقد أحاطها الكاتب بأصابعو فكأنو كساىا ريشان كما يكسو صاحبي فقد شبو األقبلـالنباؿ نبالو ريشان حىت تكوف أسرع لدل الرمي، كقد منحها من مداده نصوال كنصوؿ النباؿ، فلما كانت ىذه ىي صفاهتا؛ أشار ب البيت الثاين أهنا فرت كل مشكل يستعصي على اتل، كجعلت

كناية على تكنها من الببلغة كأهنا مىت أرادت أف ترفع قيمة شيء رفعتو، كمىت كل مفضل مفضوال . كما ذلك إال لببلغتها كبراعتها أرادت كضع آخر كضعتو، فهي تقلب ا١توازين كما تشاء،

ب يصور ب األخت الصحيفة كأهنا حلبة، كجيادىا األقبلـ، كصرير ىذه األقبلـ كأنو صهيل ياد، كىي صورة بديعة جىهدى الشاعر ب إخراجها، كيلكن العلوم أكرد ىذه األبيات كأشار لبعض ات

، كذكر بأف ىذا من بديع التوشيح لبلستعارة، كىو ايء باالستعارة عقب االستعارة، تيث 1ما سبق تكوف بينهما مناسبة داللية كما ذكرنا.

1/118يينظر: الطراز، - 1

Page 374: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

366

تعارة، حيث جعلها منقسمة باعتبار ذاهتا إب حقيقية كخيالية، ذكرنا سابقان تقسيم العلوم لبلس ردة كموشحة، كباعتبار حيكمها إب حسنة كقبيحة، كغت ذلك من التقسيمات، كباعتبار الزمها إب ٣تيكسنحاكؿ ىنا أف نقف على ىذه التقسيمات، كنبت خصائص كل قسم، كسنحاكؿ أيضان أف نقف

كأم ىذه األساـ يكوف األصلح لبناء نص ٪توذجي، كبتعبت آخر: ما على رأم العلوم ب كل قسم ىي خصائص االستعارة اليت ٬تب توظيفها للحصوؿ على بناء نص جيد.

يذكر العلوم أف االستعارة باعتبار ذاهتا تنقسم إب حقيقية كخيالية، كيقصد باالستعارة اتقيقية ٭تية، كىي اليت ييذكر فيها الػػميستعار )ا١تشبو بو( مطلقان، سواءه أىذيكرى ما ييسمى أيضان باالستعارة التصر

بعده ما يؤكده أك ب ييذكر، كمثاؿ األكؿ أف تقوؿ: رأيتي أسدان، كأنت تقصد رجيبلن شجاعان، كقد بابو تذكر بعد ذلك ما يؤكده فتقوؿ: رأيتي أسدان على سرير ميلكو، كبدران على فرس أبلق، كتران على

الوفاد، كتر علم ال ٭تيف ب قضائو كحيكمو، كىي كلها استعارات حقيقية قد ذيكرى فيها ا١تشبو بو صراحة، مع ذكر ما يؤكده من القرائن اللغوية أك اتالية، كىنا يكوف الفرؽ بت االستعارة ا١تطلقة

ما يؤكده كما سبق، كا١تػػجردة ما ذيكرى فيها كالػػميجردة، فالػػميطلقة ما ذيكرى فيها الػميشبو بو من دكف ذكر ما يؤكد أمر ا١تستعار لو، ك٦تا ساقو العلوم تدليبل على االستعارة اردة قوؿ الشاعر:

ػػاػػيػػػػػهى ػػل ػػب ػػيي فى ػػاػػانن ػػيى ح أى ر ػػد الػػبى ػػنى م ػػوره ا ني هى ػػػحي ػمى ػػل يى ػػاف ت ػػالػػك نى م ػابى ػػيػى ل الػػث رى تػػى

اػػى ػػيهف ػعه ػػالػ طى ػػتو ق كى ػػل كي ب ري ػػد الػػبى كى ػػػػػا ىػى ػػري ػػاج ػػعى ػػى مى ػلى ػػب تى ف أى ػػػري ػػك ػػن تي ػػفى ػػي ػػكى فى

فقد استعار البدر للوجو ا١تليح، كعقب ذلك بذكر الثياب الدالة على ا١تستعار لو.

يذكر العلوم أف االستعارة ا٠تيالية الو٫تية أف " تستعت لفظا داال على حقيقة خيالية تقدرىا ب ، كىو ما ييسمى أيضان باالستعارة 1الوىم، ب تردفها بذكر ا١تستعار لو، إيضاحا ٢تا كتعريفا تا٢تا"

.1/120الطراز، - 1

Page 375: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

367

ذؼ فيها ا١تشبو بو، كيتؾ ما يدؿ عليو من لوازمو، كمن أمثلتها ا١تشهورة، قوؿ أيب ا١تكنية، ألهنا ٭تي :1ذؤيب ا٢تذب

كإذا الػػمػػنػػيػػة أنػػشػػبػػػت أظػػفػػارىػػا ألػػفػػيػػت كػػل تػػمػػيػػمػػة ال تػػنػػفػػػػػػػػع

ليو من صفاتو، فقد شبو ا١تنية باتيواف ا١تفتس، كلكنو ب يذكر ا١تشبو بو، كإ٪تا أشار إليو تا يدؿ عكىي الفعل )أنشب(، كأيضان صفة )أظفارىا( ألف األظفار من صفات اتيواف ا١تفتس، كذلك من

أجل بياف ىوؿ ا١تستعار )الػػميشبو(.

ردة كموشحة، فإذا " استعت لفظ ١تعت آخر، فليس تنقسم االستعارة باعتبار البلـز ٢تا إب ٣تيمعو الـز ا١تستعار لو، أك يذكر الـز ا١تستعار نفسو، فإف كاف األكؿ فهو ٮتلو اتاؿ، إما أف يذكر

، كحىت يتضح األمر يسعى العلوم إب التمثيل 2التجريد، كإف كاف الثاين فهو التوشيح "كاالستشهاد، كمن أمثلة التجريد قوؿ القائل: )رأيت أسدا ٬تدؿ األبطاؿ بنصلو، كيشك الفرساف

لفظ األسد من خصائصو ا١تعركفة كاليت كانت تعلو من فصيلة األسود، بر٤تو( ، حيث جيرد كعيوضت تصائص ا١تستعار لو من تديل األبطاؿ بالنصاؿ، كشك الفرساف بالرماح، كىذه الصفات احملولة ىي من صفات األبطاؿ، كقد دلت على أف ا١تستعار لو ىو الفارس الشجاع دكف أف يذكره

النوع من االستعارة ىو ما ييسمى لدل البعض باالستعارة ا١تكنية، كقد ديعيىت ىنا ا١تتكلم، كىذاردي فيها من صفاتو، فييصبحي غت نفسو، ألف صفاتو توؿ تلقاء بالتجريدية ألف ا١تستعار منو )ا١تشبو( ٬تي

ا١تستعار لو.

بأف خصائص ا١تستعار منو ا١تشبو بو( تتميز االستعارة ا١توشحة ب مقابل االستعارة اردة تصاحبو لدل االنتقاؿ إب كصف ا١تستعار لو )ا١تشبو( ، كذلك كقوؿ القائل: )رأيت أسدا كافر

ـ، 1965ىػ ، 1384ديواف ا٢تذليت، ا٢تذب أبو ذؤيب خويلد بن خالد بن ٤ترث، الدار القومية للطباعة كالنشر، القاىرة، مصر، - 1 .3ص.

.1/122الطراز، - 2

Page 376: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

368

األظفار منكر الزئت دامي األنياب( ، كىنا تكوف قد ذكرتى لفظ لواـز ا١تستعار منو، كذكرتى أف االستعارة ا١توشحة مأخوذة من التوشيح، خصائصو، فكأنك قد كشحتو ا، كقد ذكرنا سابقان

كىو ترصيع اتلد باتواىر كالآللئ كتملو ا١ترأة من عاتقها إب كشحها، كىو ييسمى الوشاح، كقد اشتق منو اصطبلح التوشيح لبلستعارة، فكأف االستعارة ا١توشحة تصائص ا١تستعار منو ىي امرأة قد

ر ىذه اتواىر يزينها ب أعت الرجاؿ ككل من يراىا؛ فكذلك تزينت باتواىر، فكما أف مظهاالستعارة اليت ييوشح فيها اللفظ ا١تستعار ببعض خصائصو فإهنا تسر كل من رآىا من أىل الببلغة

كمن غتىم أيضان.

: 1كمن أمثلة التوشيح ب ا١تنظـو قوؿ عمر بن أيب ربيعة

ر ضي يى م ػػػلى لي ح الكي وي يشي ر مو ه سى ت ب ت مى رى

كمن ذلك أيضان قولو:

ااظى قى يػ أى اف فى ج األى ب ـي و ل النػ رى ا سى ذى إ ةن رى ى ز مي ف ز اتى ياضى ر ياحي الر لرى ق تػى

فقد ذكر األزىار مع الرياض، كذكر الريش مع السهم، كىذا كلو من االستعارة ا١توشحة.

كتنقسػػػػػػػم االستعارة باعتبار حيكمها إب حسنة كقبيحة، كلكن العلوم ب ىذا التقسيم ٮتلط مباحث االستعارة بالتشبيو، كىو يقرر شركطان لبلستعارة يرل بأهنا تتحكم ب ببلغتها كحسنها كىي:

ذؼى منها أداة التشبيو، كىو ىنا ٬تعل التشبيو من االستعارة، - ألننا نستطيع القوؿ ىنا: إف أف تياالستعارة تكوف قبيحة إذا كيجدىت فيها ألداة التشبيو، كلكنها على قيبحها تبقى استعارة ب كل اتاالت، كيبدك أف ىذا الشرط ٮتلق إشكاالن كاضحان لدل معاتة االستعارة كالتشبيو معان، ككاف

بيو بشكل كاضح ب معاتة كل منهما على حدة.األفضل بياف اتدكد الفاصلة بت االستعارة كالتش

رجعتي إب الديواف كب أقف عليو. - 1

Page 377: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

369

كلما زاد التشبيو خفاءن ازدادت االستعارة حيسنان، كىو أمر منطقي، ألننا كنا قررنا مع العلوم سابقان -أف ااز أبلغ من اتقيقة كبالتاب فإف التشبيو الذم تقـو عليو االستعارة كلما كاف أخفى كانت ىي

ف التشبيو الظاىر قريب من اتقيقة، كالغامض أكثر إيغاالن ب ااز، كالنفس تيل إب أحسن كأبلغ، أل اكتشاؼ الغريب فيدفعها الفضوؿ إب اكتشاؼ الغامض كأسباب غموضو.

بل با١تعت كالببلغة، كىنا ٯتيكن أف نستنتج - أف تكوف أميل إب اإل٬تاز، دكف أف يكوف ىذا اإل٬تاز ٥تيٯتيل إب اإل٬تاز عمومان كليس ب االستعارة فقط، كىو يراه من ببلغة الكبلـ، كبالتاب ٯتكن أف العلوم

أف نقرر أنو يرل أف اإل٬تاز من شركط بناء النص اتيد.

أف تكوف جيدة النظم حسنة السياؽ اللغوم، كلكن العلوم ىنا ب يستسل ب شرح ىذا الشرط -ذاتو، بالرغم من أ٫تيتو، كال بد لنا ىنا من أف نعود إب نظرتو لتكيب ليبت كصف ىذا النظم ب حد

الكبلـ، كقد كنا كقفنا على آرائو ب ىذا الشأف، كما كقفنا على آرائو ب الدراسة الصوتية اليت ىي . 1بدكرىا تدخل ضمن النظم

ارة، كإف كاف الشرط األكؿ ىذه ىي الشركط األربعة اليت جعلها العلوم معياران تودة االستع قدمة ترتد ب

يغت ميسلم بو ألنو ييدخلنا ب إشكالية اتدكد بت التشبيو كاالستعارة، كىذه الشركط ا١ت

األصل إب بعض ما كينا عاتناه سابقان لدل اتديث عن علم ا١تعاين ، كما أف بعضها يتعلق تا سنراه ذا الشكل ىنا من باب اإلشارة اليت تيل إب غتىا، فقد كاف الحقان، كقد كاف سرد ىذه الشركط

العلوم بسط اتديث ب أكثر ىذه الشركط، فلم يشأ أف يكرر فيها القوؿ.

:2يرل العلوم أف من بديع االستعارة قوؿ الشاعر

ػػػػػػػػػػػحي ػػاس مى ػػوى ىي ػػن مى ػػاف كى ر ػػاألى ب ػػحى ػس مى كى ػػةو ػػاجى حى ػػل كي ػػتن م ػػن ػػا م ػنى ػي ػػضى ػػا قى ػػم لى كى

ا١تتعلق بالدراسة الصوتية، كمباحث ا١تعاين عند العلوم ب الفصل الثالث، كخصوصان مبحث: الطابع البنائي للشعر كؿينظر: الفصل األ - 1 ها نظم النصوص من منظور ٭تت بن تزة العلوم.من منظور العلوم، أين كقفنا على أىم ا٠تصائص اليت ٯتيكن أف يكوف علي

نسب العلوم ىذه األبيات لعمر بن أيب ربيعة، كلكت عدتي إب الديواف كب أقف عليهما. - 2

Page 378: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

370

حي اط بى األى ػػي ػػط الػػػمى ػػاؽ ػػنى ع ػػأى ب ػػت ػػالى سى كى ػػػػػػا ػػنى ػػنى ػػي بى يػػث ػػاد حى األى اؼ ػػرى ط ػػأى ػا ب نػى ػػذ خى أى

ة كسبلسة كانسجاـ فيما بينها بالسيوؿ اتارية على فقد صور اإلبل كقد سارت ستان حثيثان مع خف األباطح، كىو من بديع االستعارة، كقد عرض ٢تذه الصورة غت كاحد من الببلغيت، كمنهم عبد القاىر اترجاين، كيبدك أف الببلغيت بعده قد تلقفوا ىذا الشاىد الببلغي كتداكلوه مشتين إب

ببلغتو.

تعارة حسنة رشيقة؛ فإهنا تكوف مستكرىة قبيحة، كذلك إذا ب تتبلءـ كمثلما تكوف االس أجزاؤىا فيما بينها، كب تتبلءـ ىي نفسها مع سياقها كغرضها، أك ب يتحقق شرط من الشركط

السابقة اليت جعلها العلوم أساسان كمعياران تيسن االستعارة، مع استبعاد الشرط األكؿ لؤلسباب اليت ، كاالستعارة القبيحة تكوف عكس اتسنة، كقد ٠تصها العلوم بأهنا اليت ال تكوف فيها ذكرنا سابقان

بت ا١تشبو كا١تشبو بو مناسبة، أم أف ا١تشاة بينهما ال تكوف مبنية على أساس صحيح، فبل يكوف التشبيو غامضا؛ بل يكوف كاضحا ظاىرا للعياف، كما أف تركيب نسجها ال يبعث على اإلعجاب ،

:1ن ذلك قوؿ أيب نواسكم

ػػػػػػو كىيىػػػػص ػػػػػػا مػػػنػػػػػػػػكى يىػػػػػػشػػػػػكي ػػػػاؿ مػػػػػم ػػػػػيػػػػػػػػح بىػػػػػػػح صىػػػػػػوتي الػػػمى

ت ال من فالشاعر ىنا ب مقاـ ا١تدح، كلكن توظيفو ٢تذه االستعارة ذا الشكل جعلها من عيوب البيصوره البيانية، فقد صور ا١تاؿ ب صورة ا١تبحوح ا١تعلوؿ الذم يسعى إب الكبلـ فبل يستطيع، فهو هدي نفسو ب الكبلـ فبل يستطيع، ب ييصوره ب الشطر الثاين كىو يشكو ا١تمدكح ٦تا تقو كيصيح ٬تي

صياح ( ال تتبلءـ مع ما كاف ال -الشكول الناتة عن أب عضوم -بو، كلعل ىذه الصورة )البحةالشاعر يسعى إب تصويره، ألف الظاىر أف أبا نواس كاف يسعى إب بياف كثرة ما أنفق ا١تمدكح من

ىػ 1423، 3ديواف أيب نواس، أبو نواس اتسن بن ىانئ، شرحو كضبطو كقدـ لو: علي فاعور، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، ط. - 1 . 140ـ، ص.2002،

Page 379: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

371

ا١تاؿ كال يزاؿ حىت أصبح ا١تاؿ يشكو من ذلك، كلكن يبدك أف الصورة قد خانتو فلم يتمكن من توظيفها التوظيف ا١تناسب.

منظور العلوم باعتبار استعما٢تا إب أربعة أكجو، كىذه األكجو ترجع ب تنقسم االستعارة من األصل إب طبيعة ا١تستعار لو، كا١تستعار منو، كىل يكوف معقوالن أك ٤تسوسان، فالوجو األكؿ ىو استعارة احملسوس للمحسوس، أم أف كبل من ا١تشبو كا١تشبو بو يكوف ٤تسوسان، كىذا كقولو تعاب:"

أىرسىلنا عىلىيهمي الريحى العىقيمى "إذ ، فقد استعار عدـ اإل٧تاب من ا١ترأة العقيم للريح باعتبار أنو ال 1

يصلح معها شيء من النبات، أما الوجو الثاين فهو استعارة ا١تعقوؿ للمعقوؿ، أم أف ا١تشبو كا١تشبو بو يل قولو تعاب:" كىلىما سىكىتى عىن ميوسىى كبل٫تا يكوف معقوال غت ميدرؾ باتواس، كمن ىذا القب

. 2الغىضىبي "

3فقد استعار صفة السكات للغضب كاألصل أنو لئلنساف، كىنا ٧تد أف كيبل من السكات كالغضبي معنوياف، كإذا جارينا العلوم فيما كاف ذىب إليو من أف أحسن االستعارات ما كاف خافيا؛

لنوع من االستعارة، كالذم يكوف فيو ا١تشبو كا١تشبو بو معنوياف، ىي أحسػػػػػن فإننا ٧تعل ىذا ااالستعارات كأبػػلػػغػػهػػا، نظران لػػػػخفػػػاء أمػػرىػػا، كالػػنػػفس مػػجبػػولػػػة دائمان على تعرؼ الػػػجديد كالػػميل إب

معرفة الغامض كالتشوؽ إليو.

أكجو االستعارة ب استعارة احملسوس للمعقوؿ، أم أف يكوف ا١تشبو يتمثل الوجو الثالث من عقليان بينما يكوف ا١تشبو بو حسيان، كمن ىذا القبيل ٦تا مثل بو العلوم ب ىذا الشأف قوؿ اهلل جل

كعبل:" بىل نػىقذؼي باتىق عىلىى الباطل فػىيىدمىغيوي"فات ، فالقذؼ كالدمغ أمراف مأخوذاف من ص4

.41سورة الذاريات، اآلية: - 1 .154سورة األعراؼ، اآلية: - 2: خبلؼي النطق؛ كىقىد سىكىتى يىسكيتي سىكتان كسيكاتان - 3 كرد ب لساف العرب ب مادة )سكت( ما يلي: " سكت: السكتي كالسكيوتي

: ضىرىبػتيو حىىت ، ......، كىيػيقىاؿي ، كىقىد أىسكىتىت حىرىكىتيو، فإف طاؿى سيكوتيو من شىربة أىك داءو، قيلى: بو سيكات" كسيكوتان، كأىسكىتى أىسكىتى (.2/43.)لساف العرب،

.18سورة األنبياء، اآلية: - 4

Page 380: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

372

األجساـ احملسوسة، بينما اتق كالباطل من األمور ا١تعنوية، كاتامع بينها ىو اإلفناء كاإلعداـ، كمن فائدة االستعارة ىنا أهنا تعل ا١تعقوؿ ب صورة احملسوس، ألف النفوس ٣تبولة على معرفة احملسوسات

ل ا١تعقوالت لتكوف ب صورة احملسوسات أكثر من معرفتها لؤلشياء ا١تعقولة لذلك يػيلجىاي عادةن إب توي حىت يسهيلى تثػليها.

يتعلق الوجو الرابع من أكجو استعماؿ االستعارة باستعارة ا١تعقوؿ للمحسوس فهو عكس الوجو السابق، كمن ىذا القبيل قوؿ اهلل عز كجل:" تىكادي تىىيػزي منى الغىيظ "

ز ، فقد استعت الغيظ ك التمي 1من اإلنساف كأصبحا من صفات النار داللة على شدة استعارىا، كتوقاهنا ألكل تـو 2كىو التقطع

البشر، كمثل ىذا التصوير ييقرب ا١تعت، بأف يتصور ا١تتلقي صورة إنساف كىو يتقطع غضبان.

ف ا١تستعار ىو يشت العلوم ب بعض أحكاـ االستعارة أهنا تكوف ب ا١تعت ال اللفظ، أم أ ا١تعت ال اللفظ، ألنو " ال يقاؿ ١تن تى إنسانا باسم األسد، أنو صته أسدا، كجعلو تقيقة اآلساد

، كىو ٬تعل ااز اللغوم كالعقلي من باب االستعارة، ك٨تن لن نناقشو ب ذلك ىنا ألننا سنعود 3" إب اازين: العقلي كا١ترسل ب مبحث مستقل.

رر العلوم أف أكثر ما تدخل فيو االستعارة ىو أتاء األجناس، أما أتاء األعبلـ فبل ييق تدخلها بوجو من الوجوه، كقد تدخل ب أتاء اإلشارة، كذلك كما ب قولو تعاب:" ىذا كىإف للطاغتى

لىشىر مىآبو "كىي ليست إشارة ، فقولو )ىذا( ىو إشارة ١تا سبق من الكبلـ كالوصف كاألحكاـ، 4

حقيقية بل معنوية ٣تازية، كقد يكوف باسم اإلشارة )ذلك(.

.8سورة ا١تلك، اآلية: 1كىب التػنزيل العىزيز: تىكادي تىىيػزي منى الغىيظ." )ينظر: لساف العرب، كرد ب لساف العرب، مادة )ميز( ما يلي: " كتىىيػزى منى الغىيظ: تػىقىطع. - 25/412.) .1/128الطراز، -3

.55سورة ص، اآلية: - 4

Page 381: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

373

يشت العلوم إب أف أحسن االستعارة ما كانت فيها ا١تبالغة إب الدرجة اليت ييظن أهنا حقيقة ع كليست تجاز، كيصبح الوصف باالستعارة ب ىذه اتالة كأنو ىو األصل كالطبيعة، كغتىا ىو الفر

كااز، كمن ذلك قوؿ الشاعر:

وري كي ذي يى ى كى ـ و م القى د ي أى ب يضي ػػػػػا تى نى القى كى ـى ار وى الص ف أى بو جى عى ن م كى

وري ػػحي ػػبػي ػػػػػػف كػي األى ا كى رن ػػػػػانى ػػػػجي ج ػػػأى م تى ه ف كي أى ا ب هن ا أى ذى ن م بي جى ع أى كى

فقد صور السيوؼ كالرماح تسيل دمان فكأهنا نساء تيض بالرغم من كوهنا ذكوران، كلوال شدة ىذه الصفة كتكنها من ا١توصوؼ لىػػمىا كاف ىنالك تعجب ، كأصبح األمر الغت الطبيعي أف ال تسيل ىذه

السيوؼ كتتنع عن ذلك.

تشبيو ا١تضمر األداة )التشبيو البليغ( يػيعىد من قبيل يرجع العلوم عن رأيو القائل بأف ال االستعارة، كقد ذكر ىذا الرأم سابقان، كىو ىنا يقوؿ بأنك قد " تد فرقا بت قولنا: زيد األسد، كبت قولك جاءين األسد، ب كوف األكؿ ينجذب إب التشبيو ألنو يشت إليو. كالثاين استعارة مع اتفاقها

أداة التشبيو، فهذا ىو الذل يفتقر إب التفرقة بينو كبت االستعارة، فأما ما كاف من تيعا ب إضمار، كىنا نراه يعيد التشبيو البليغ إب دائرة 1االستعارة ال يفهم منو التشبيو فبل ٭تتاج إب التفرقة تاؿ "

أساسا للتفريق بت التشبيو بعدما صنفو سابقان ضمن االستعارة، كجعل حضور أداة التشبيو كغياا التشبيو كاالستعارة.

غت أف الذم ٯتكن تسجيلو ىنا ىو أف العلوم بالرغم من اجتهاده ب ٤تاكلة التفرد بتصور ما إال أنو ب يتمكن من ا٠تركج من دائرة تأثت من قبلو، كخصوصا عبد -كلغتىا من القضايا -لبلستعارة

من ا١تتأثرين كثتا بالز٥تشرم كالرازم، ككبل٫تا قد اعتمد كثتا على القاىر اترجاين، ألف العلوم كاف ما جاء بو اترجاين ب الدالئل كاألسرار، بل إننا قد ال ٧تانب الصواب إذا قلنا إف العلوم قد أخفق

.1/133الطراز، - 1

Page 382: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

374

رؽ ب تتبع اترجاين ب كثت من ا١تسائل اليت عرض ٢تا اترجاين كأبدع فيها، كب يستطع العلوم أف ٯتي من دائرة ىذا التأثت، ألننا رأيناه ييصرح ب مقدمة الطراز بأنو قد ألفو بطلب من بعض تبلمذتو شرحان ١تا استغلق عليهم من مسائل تفست " الكشػػػػػػػاؼ" للز٥تشرم، كتا أف "الكشاؼ" كاف ب أصلو

للمسائل كىذا التقاطع الذم نراه بت تطبيقان ١تا جاء بو اترجاين ؛ فإننا ٯتكن أف نتوقع ىذا التكرار العلوم كالز٥تشرم من جهة، كبينو كبت اترجاين من جهة أخرل.

Page 383: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

375

بناء الكناية عند العلوي: -ج

يستهل العلوم حديثو ب الكناية بتقرير أهنا كادو من أكدية الببلغة، كركن من أركاف ااز، كىي رجة الغموض أحيانان، كذلك لدقة مسلكها، كلطيف مأخذىا، تتميز بشيء من اللطافة يصل ا إب د

كىي مصدر " كت يكت، ككنيتو تكنية حسنة، كالمها كاك كياء، يقاؿ. كناه يكنيو، كيكنوه، كالكنية ، كأما ب االصطبلح فهي 1باألب، أك باألـ، كفبلف يكت بأيب عبد اهلل، كفبلنة تكت بأـ فبلف "

:2اإلنساف، كيريد بو غته، كأنشد اتوىرم أليب زياد تطلق على "ما يتكلم بو

كىإين ألىكنيو عىن قىذيكرو بغىيػػػرىىا كىأيعربي أىحيىاننا ىا كىأيصىارحي

كالكناية بالضم، كالكسر ب فائها، كاحدة الكت، كاشتقاقها من الست، يقاؿ: كنيت الشيء، ا أجرل ىذا االسم على ىذا النوع من الكبلـ، ألنو يست معت كيظهر غته، فبل جـر إذا ستتو، كإ٪ت

. 3تيت كناية، فالعرؼ متناكؿ للعبارة كما ترل"

يشت العلوم إب ٣تموعة التعاريف اليت أكردىا بعض الببلغيت للكناية، كمنها تعريف اإلماـ كناية ىي " أف يريد ا١تتكلم إثبات معت من ا١تعاين فبل عبد القاىر اترجاين، كحاصل تعريفو أف ال

يذكره باللفظ ا١توضوع لو ب اللغة، كيأب بتاليو كجودا، فيوميء بو إليو، ك٬تعلو دليبل عليو، كمثالو 4قولنا: فبلف كثت رماد القدر، طويل ٧تاد السيف، فنكت باألكؿ عن جوده، كبالثاين عن طوؿ قامتو"

ريف اترجاين ا١تنقوؿ عن العلوم دكف الرجوع إب األصل حىت نقف على تصوره ب ، كقد أكردنا تع ذلك.

.1/185الطراز، - 1 ب أقف على قائل البيتت، انظر اإلحالة ا١توالية. - 2 .186نفسو، ص. - 3 .1/186الطراز، - 4

Page 384: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

376

كلكن العلوم يرد ىذا التعريف كلكن األسباب اليت برر ا ىذا الرد ليست ب اتقيقة ذات ت أساس علمي حقيقي؛ كلكنها ب أكثرىا ٣ترد ٦تاحكات لفظية كحذلقة فرضها مسار الدراسا

، متناسية أف الببلغية على ذلك العهد، كاليت كاف يقـو أكثرىا على الضبط ا١تنطقي كا١تعيارم الصاـرالظواىر اللغوية كالببلغية تتميز بكثت من ا١تركنة اليت ال ٯتيكن تاؿ من األحواؿ أف نضبطها ضبطان

ساقو اترجاين ىو تعريف منطقيان صارمان، كعلى ىذا األساس ٯتكن أف نعترب أف التعريف الذم كاضح، كال داعي ١تثل ىذه التحديدات اليت تزيد األمر غموضان أكثر ٦تا توضحو.

يورد العلوم تعريف ابن سراج ا١تالكي للكناية، كحاصل تعريفو للكناية ىو أهنا "ترؾ التصريح " ، لينتقل منو إب ا١تلزـك لعلوم ا١تالكي ب ىذا التعريف، ، كقد كافق ا 1بالشيء إب مساكيو ب اللزـك

كلكنو أضاؼ إليو بعض الشركح اليت رأل أهنا ضركرية، كأف ا١تالكي قد أغفلها، ب يورد تعريف ابن األثت الذم كاف حاصلو أف الكناية "اللفظ الداؿ على الشيء بغت الوضع اتقيقي بوصف جامع بت

و، اللمس، كاتماع، فإف اتماع اسم موضوع حقيقي الكناية كا١تكت عنو، كزعم أف مثاؿ ما قالو ى١تعناه، كاللمس كناية عنو، كبينهما الوصف اتامع، ألف اتماع ١تس كزيادة، فكاف داال عليو بالوضع

. 2اازم"

كيبدك أف العلوم ب يرتض ىذا التعريف؛ كإ٪تا حاكؿ أف يعتض عليو تجموعة من الردكد اليت ها، فيها من قصد االعتاض أكثر ٦تا فيها من ا١توضوعية النقدية، ك٨تن ىنا ال نسلم كانت كسابقت

البن األثت كال لغته بكل ما يقوؿ، كلكن يبدك أف ا١تسألة ال تتحمل كل ىذا التضييق ب التحديد، حيث كاف يعتقد كيبدك أف الطابع الفقهي الذم عيرؼى بو العلوم قد أثر ب توثو الببلغية، فأساء من

أنو ٭تسن.

.187ص. ـ.س. - 1 .1/187الطراز، - 2

Page 385: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

377

يقتح العلوم تعريفان لبلستعارة، كىو أهنا " اللفظ الداؿ على معنيت ٥تتلفت، حقيقة ك٣تاز من ، كقد أتبع العلوم ىذا التعريف ببياف القيود ا١توضوعة فيو، كىو 1غت كاسطة، ال على جهة التصريح"

كثر علماء الببلغة ب عدـ عده الكناية من ااز، كقد يػىعجىبي من ابن ا٠تطيب الرازم الذم خالف أحاكؿ العلوم أف يبت خطل رأم ابن ا٠تطيب كخطأه ب ذلك، بالرغم من أنو عد االستعارة من

ااز.

يعقد العلوم مقارنة للتفريق بت الكناية كالتعريض، كيبدأ بذكر ماىية التعريض، حيث ذىب لغوم " خبلؼ التصريح، يقاؿ: عرضت لفبلف أك بفبلف إذا قلت قوال كأنت إب أنو ب الوضع ال

أرادكا أف « إف ب ا١تعاريض ١تندكحة عن الكذب»تعنيو، كمنو ا١تعاريض ب الكبلـ، كب أمثا٢تم ا١تعاريض فيها سعة عن قصد الكذب كتعمده، كاشتقاقو من قو٢تم عرض لو كذا، إذا عن، ألف

، بينما ىو ب اصطبلح علماء البياف 2أمر خبلؼ التصريح فيؤثره كيقصده" الواحد منا قد يعرض لوعاـ يدخل تتو لفظ اتقيقة، « اتاصل عند اللفظ»" ىو ا١تعت اتاصل عند اللفظ ال بو، فقولنا:

ٮترج منو تيع ما ذكرناه، ألف « ال بو»كما يندرج تتها من النص كالظاىر، كلفظ ااز،... كقولو: يقة كما يندرج تتها، كااز كما يندرج تتو، كلها مستوية ب داللة اللفظ عليها، كأهنا حاصلة اتق

. 3عند اللفظ، كيدخل تتو التعريض فإنو حاصل بغت اللفظ، كىو القرينة كما مر بيانو "

بو كاضحان يدفعنا التعريف السابق إب بياف العبلقة بت الكناية كالتعريض، ألننا نرل التشا بينهما، كقد حاكؿ العلوم نفسو أف يقف على ىذا الفرؽ، كرأل بأف ذلك يظهر ب ثبلثة أكجو:

أك٢تا أف الكناية معدكدة ب ااز، تبلؼ التعريض الذم ال يػيعىد من ااز، كذلك لكونو يتعلق - .بالسياؽ العاـ فبل عبلقة لو باللفظ، كال يدخلو ااز من ىذا الوجو

.1/189الطراز، - 1 .192نفسو، ص. - 2 .194نفسو، ص. - 3

Page 386: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

378

كثانيها ىو أف الكناية كما تكوف ب ا١تفرد فإهنا تقع ب الػػػػميركب، كذلك على عكس التعريض - الذم ال يقع ب ا١تفرد كما سبقت اإلشارة إب ذلك.

كالفرؽ الثالث ىو أف التعريض أكثر خفاءن من الكناية اليت تبدك أكضح لدل ا١تعاينة، كذلك راجع - .1السياؽ العاـ تبلؼ الكناية اليت أساسها لفظيإب كوف التعريض يفهم من

٭تاكؿ العلوم أف يبسط الكبلـ ب الكناية، فيعقد فقرة لسرد طائفة من أمثلة الكناية كالتعليق عليها، كقد رأل بأف تكوف أمثلتو متنوعة ا١تصادر فكانت موزعة بت الذكر اتكيم كاتديث النبوم

رضي اهلل عنو، كمنظـو الشعر كمنثوره، ك٨تن ٧تتزئ ىنا تجموعة ٦تا أكرد الشريف ككبلـ اإلماـ علي ألننا ب غنية عن إيراد األمثلة تيعان لداللة بعضها عن بعض.

مى أىخيو مىيتان ب أىحىديكيم أىف يىأكيلى تى فمن بديع الكنايات القرآنية قوؿ اهلل عز كجل :" أى٭تي، فقد جعل اهلل عز كجل الغيبة "تنزلة أكل اإلنساف تم غته، ١تا ب ذلك من شدة 2"فىكىرىتيميوهي

ا١تبلءمة للمعت، كعظم ا١تناسبة فيو، كذلك أف الغيبة إ٪تا تكوف بذكر معايب الناس، كبياف مثالبهم للحم كتزيق أعراضهم، كال شك أف تزيق العرض ٦تاثل ألكل اإلنساف تم من يغتابو، ألف أكل ا

تقطيع لو، كتزيق ألكصالو، كمن كجو آخر، كىو أف الناس يولعوف بالغيبة، كيشتد شوقهم إليها كما . 3يولع اإلنساف بأكل اللحم، كيعظم شوقو إليو، كألجل ىذا شبهو بأكل اللحم"

كقد يكوف ا٢تدؼ من الكناية ىو بياف بشاعة أف يغتاب اإلنساف أخاه، ألف أكل اإلنساف م إنساف آخر كىو حي من فظيع ما ٯتكن أف يتصوره اإلنساف، كلذلك أشت بو إب الغيبة ليكونا ت

معان من األفعاؿ اليت يقبح على اإلنساف اإلتياف ا.

.201ينظر: نفسو، ص. - 1 .12سورة اتجرات، اآلية: - 2 .1/203الطراز، - 3

Page 387: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

379

:1الشعرية ٦تا أكرده العلوم ب ىذا الشأف قوؿ الشاعر ب ا٢تجاء كناياتكمن ال

ي إذىا مىا كينتى جىارى أى بلح ػػػػػػػفػىنىم كىيىدىاؾى ب طىرىؼ الس ن ػػػػػػػػػػيب حيسى

ػػػػارقىػػػػاتو ػػػػػػاءن سى ػػاح ػػػػػػػػػػػإذىا مىػػػػا بػػتػػػػػػػػنى أىطػػػػرىاؼى الرمى فىػػػػػػػإف لىػػػػػػػػػوي نػػػػسى

ػػػرىقػػػ اح ػػػػػػػػػػػفىػػلىػػػم أىظػػفىػػر بػػو حىىت الػػصبىػ ػنى كىقىػػػد نػىزىلػػػنى عىلىيو أىيػػػرىل سى

ػػػانػػبىػػػػػاهي ػػػاءى كىقىػػػد تىىػػػػدشى جى ػػرىاح ػػػػػػػػػػػيػىػئػػػن إبى مػػػػػن أىلىػػػػػػم الػػػػػػج فىػػجى

كمن ذلك أيضان ما قالو حساف بن ثابت كىي أبيات إذا تأملناىا مليان فيها من الكناية الشيء الكثت، :2األنصارم

نىا فىأىعيىا الناسى أىف يػىتىحىوال بػىتى الػػمىجدي بػىيتنا فىاستػىقىرت عمىاديه عىلىيػ

ان للمجد، كنسب اد إب نفسو كقومو من طريق الكناية، كىو ما يعرؼ فقد جعل البيت منسوببالكناية عن نسبة، حيث ال ٬تعل الشاعر الصفة منسوبة إب صاحبها مباشرة كإ٪تا يستعمل ب ذلك

الكناية كالنسبة الغت ا١تباشرة.

كىو يبتدئ ذلك ٮتتم العلوم حديثو ب الكناية ببياف أقسامها، كبعضو من أحكامها، باإلشارة إب أف الشيخ عبد القاىر اترجاين يرل مع غته من علماء الببلغة بأف الكناية أبلغ من التصريح، كأعظم مبالغة ب تثبيت ا١تعت ب نفس القارئ، كيرل العلوم بأف من أسباب ذلك أف

كناية عن القرل، يكوف قد قدـ صاحب الكناية ييقدمها مع دليلها، فالذم يقوؿ: فبلف كثت الرماد صفة الكـر اليت يتميز ا ىذا الرجل مع الدليل ا١تثبت لذلك كىو كثرة الرماد، إذ مع كثرتو ال يبقى

ب أقف على قائل للبيتت، ككنتي أعتقد أهنما أليب نيواس. - 1ىػ 1412، 1د حساف بن ثابت األنصارم، شرح يوسف عيد، دار اتيل، بتكت، لبناف، ط.ديواف حساف بن ثابت، أبو الولي - 2 . 335ـ، ص.1992،

Page 388: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

380

٣تاؿ للشك ب كرمو كسخائو، تبلؼ التصريح، فإذا قيل: فبلف كرن؛ فإف ذلك ال يعت بالضركرة أنو ب األكؿ. كرن لعدـ كجود دليل مثلما كاف اتاؿ

كيشت إب أقساـ الكناية، كيقرر بأهنا كثتة تسب االعتبارات اليت ٯتكن التأسيس عليها لدل التقسيم، كلكنو يركز على ثبلثة منها كىي:

القسم األكؿ: باعتبار ذاهتا إب مفردة كمركبة، فا١تفردة ما كانت ب كلمة كاحدة، كمنو قوؿ اهلل عز -ةه "كجل :" إف ىذا أىخي لىوي تسعه كىتسعيوفى نػىعجىةن كىبى نػىعجىةه كاحدى

، فقد كت بالنعجة ب ىذه اآلية 1 عن ا١ترأة، كاتامع بينهما ما ٫تا عليو من التذلل كالضعف كالرتة ككثرة األلفة.

الوصوؿ إب ا١تقصود منها القسم الثاين: باعتبار حا٢تا إب قريبة كبعيدة، كييقصد بالقريبة ما كاف -سهبلن أم أف ا١تتلقي يسهل عليو الوصوؿ إب ا١تعت ا١تقصود، بسهولة كييسر، بينما ٭تتاج ذلك ب الكناية البعيدة إب طوؿ تأمل كإجالة الفكر، كمن الكنايات القريبة قوؿ القائل: "فبلنة بعيدة مهول

قائل:" فبلف كثت الرماد" فإف ىذه الكناية تتاج إب القرط" كناية عن طوؿ العنق، كمن بعيدىا قوؿ الفضل تأمل كتفكر، كذلك كأف تقوؿ: إف كثرة الرماد دليل على كثرة إشعاؿ النار، كىذا دليل على ، كىكذا كثرة طهو الطعاـ، كىذا ب حد ذاتو دليل على كثرة الضيوؼ، فهو؛ إذف؛ دليل على الكـر

بعد طوؿ تأمل كتدبر. نتوصل إب النتيجة، كلكن

القسم الثالث: باعتبار حكمها إب حسنة كقبيحة، فاتسنة ما مر ذكره من الكنايات السابقة، - :2كمػػن الػػكػػنػػايػػة الػػقػبػيػػحػػة قػػوؿ الػػشػػريػف الػػرضػػي ب رثاء امرأة

ػػػن نىػػصػبلن فىػػغػػمػػدى نػػصىػػػػاؿ إف لىػػػم تىػػكي

.23سورة ص، اآلية: - 1ىػ 1419، 1رجعتي إب ديواف الشريف الرضي )تق. ٤تمود مصطفى حبلكم، دار األرقم بن أيب األرقم، بتكت، لبناف، ط. - 2 ، كالعلوم قد أشار إب أنو من شعر الشريف الرضي. ـ( كب أقف على ىذا البيت1999،

Page 389: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

381

فهذا كمثلو من ركيك الكناية كرديئها، " فإنو ال يعطى الفائدة ا١تقصودة من الكناية، بل رتا سبق . 1الوىم ب ىذا ا١توضوع إب ما يقبح ذكره من التهمة بالريبة "

: 2كمن ذلك أيضان ما كرد ب قوؿ ا١تتنيب

هتىاإين عىلىى شىغىفي بػػمى ػػمرىىا ألىعيف عىما ب سىرىاكيبلى ا ب خى

فقد أراد ا١تتنيب أف يتحدث عن عفتو كيبديها، كلكنو أساء التعبت من حيث كاف يعتقد أنو أحسن، :3كقد عرض الشريف الرضي ٢تذا ا١تعت نفسو فأجاد فيما قصر فيو ا١تتنبػػػػػػي، كذلك حت قاؿ

اف ا١تآزر أى حن إبى مىا يىضمىني ا٠تىمرى كىاتلىى كىأىصدىؼى عىما ب ضىمى

يشت العلوم إب أ٫تية الكناية كأهنا مثل غتىا من ااز، فهي تدين القريب كتوضح الغامض، اف ىجاءن كاف استعما٢تا فإذا كاف ا١توضوع مدحان كاف توظيف الكناية أرفع للمدكح كأشهر، كإف ك

أىجى كأكجع، كإف كاف ا١توضوع حجاجان كانت بالربىاف أسطع كللحق أظهر، كىكذا ب كل موضوع، فإهنا تناؿ السهم ا١تعلى من الببلغة كالتعبت اتسن عن ا١تطلوب، كذلك ألف النفس مشغوفة

ذلك موجود ب الكناية، كبذلك بالغريب يستهويها أف تبحث ب الكبلـ قبل الوصوؿ إب مقصوده، ك ٮتتم العلوم اتديث ب الكناية، كبو أيضان ٮتتم اتزء األكؿ من الطراز.

.1/218الطراز، - 1، كقد كرد ب الديواف 185ديواف ا١تتنيب، ا١تتنيب أبو الطيب أتد بن اتست اتعفي الكندم، دار اتيل، بتكت، لبناف، د.ت. ص. - 2

كلمة:)سرابيبلهتا( بدؿ: )سراكيبلهتا(. الشريف الرضي ٤تمد بن أيب أتد، تق. ٤تمود مصطفى حبلكم، دار األرقم بن أيب األرقم، بتكت، لبناف، ديواف الشريف الرضي، - 3 .481، ص.1ـ، ج.1999ىػ ، 1419، 1ط.

Page 390: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

382

بناء التشبيو عند العلوي: -د

ىػ( إب 285يعترب التشبيو من أكثر الصور البيانية استعماالن ب الكبلـ، كقد ذىب ا١تربد )ت. . 1ئبلن يقوؿ: إنو أكثر كبلمهم ب يكن ذلك بعيدان من اتقيقةأف العرب قد كلفت بو حىت لو أف قا

ا١تبلحظ على العلوم أنو جعل داللة التشبيو داللة كضعية، على حت أخرج الداللة الوضعية ك من الدراسات الببلغية، ألنو ال تفاكت فيها، ب أدخل بعد ذلك التشبيو ضمن مباحث البياف، يقوؿ

لكبلـ ال ٬توز أف تكوف راجعة إب الدالالت الوضعية لسببت:ب ذلك: " ٤تاسن ا

ألف الكلمة قد تكوف فصيحة إذا كقعت ب ٤تل، كغت فصيحة إذا كقعت ب ٤تل آخر، فلو كاف -األمر ب الفصاحة كالببلغة راجعا إب ٣ترد األلفاظ الوضعية ١تا اختلف ذلك تسب اختبلؼ

ا١تواضع.

و كالكناية من أعظم أبواب الفصاحة كأبلغها، كإ٪تا كانت كذلك باعتبار ألف االستعارة كالتشبي - . 2داللتها على ا١تعاين، ال باعتبار ألفاظها"

أشار ب موضع آخر إب أنواع الدالالت، كقسمها قسمت اثنت، إحدا٫تا الداللة الوضعية، ك ب ىي داللة اللفظ على مسماه داللة مطابقة، كالداللة العقلية كيسميها أحيانا الداللة ا١تعنوية، فاألك

كىذه كما ذكرنا ال تفاكت فيها، ألهنا داللة ثابتة، على حت جعل الداللة الثانية ىي الداللة العقلية، كىذه بدكرىا تكوف إما داللة تضمن أك داللة التزاـ، كقد عرؼ مفهـو الداللة العقلية بقسميها بأف "

ن من مفهـو اللفظ إب ما يبلزمو سواء أكانت تلك البلزمة على جزء حاصلهما ىو انتقاؿ الذىأك على معت ييصاحب ا١تفهـو كىي الداللة ا٠تارجية، أك داللة االلتزاـ"، ا١تفهـو كىي "التضمنية"

3 ،

ىػ، 1417، 3ينظر: الكامل ب اللغة كاألدب، ا١تربد أبو العباس، ٤تمد أبو الفضل إبراىيم، دار الفكر العريب، القاىرة، مصر، ط. - 1

.30، ص.3ـ، ج.1997 . 414، ص.3الطراز، ج. - 2 نفسو. - 3

Page 391: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

383

ما ذىب إليو العلوم من أف أف بت ىذين التعريفت؟ كىل حقيقة أف ٧تمع -إذف–فكيف ٯتكن فعبل داللة كضعية؟داللة التشبيو ىي

إذا سلمنا جدال بأف داللة التشبيو ىي من الدالالت الوضعية؛ فإننا ٩ترجو من دائرة ااز، كب ىذا اإلطار يتساءؿ ، فهي داللة حقيقية، كىذا غت ٦تكنألف الداللة الوضعية ال ٣تاز فيها

ب ىذا الكبلـ يناقض نفسو حت ٮترج ط ب ا١تفاىيم حت يقوؿ:" كالعلوم لبدكم طبانة عن ىذا ا٠تالدالالت الوضعية من ميداف البحث البياين، ب الوقت الذم ٬تعل فيو التشبيو أحد ا١تباحث ا٢تامة

كلكن اإلشكاؿ رتا أكرب ٦تا تساءؿ ، 1اليت يدرسها صاحب الفصاحة، كداللتو كضعية كما سبق"تداركو بتوحيد النظرة إب التشبيو كتصنيفو، كلكن ٯتكن لذم كقععنو بدكم طبانة، ألف مسألة ا٠تلط ا

يبقى العائق األكرب ىو تصنيف العلوم للتشبيو ضمن الدالالت الوضعية كإخراجو لو من حقل البياف، فهل ٯتكن أف يكوف ذلك ٦تكنا؟

وم اتقيقة إنو ال ٯتكننا الفصل بشيء ما دكف الرجوع إب التنظتات الببلغية اليت سبقت العل ك٤تاكلة تصنيفها كسل بعضها من بعض للخركج بوجهة نظر مبلئمة، كيبدك أف اشتغاؿ العلوم تجاالت غت ٣تاؿ الببلغة كعلم الكبلـ كأصوؿ الفقو قد أثر ب طريقة معاتتو للببلغة، تيث جعلها

بلغتها.تيل للضبط الصاـر للتحديدات، ب كقت كاف األمر يتطلب كصفان تا تليو اللغة كب

يؤكد العلوم على أ٫تية التشبيو باعتباره كاديان من أكدية الببلغة، فهو ٦تتد اتواشي، فسيح ا٠تطو، كلكنو ب مقابل ذلك غامض ا١تدرؾ، متوعر ا١تسلك، كقد نبو على أ٫تيتو أكثر الببلغيت،

تطاعت االستغناء عنو، سواء من فأبو ىبلؿ العسكرم يرل بأف من أ٫تيتو أف ال أمة من األمم قد اسالعرب أك العجم، كىو يزيد ا١تعت كضوحان كييكسبيوي تأييدان كتأكيدان

كىي خصائص تعلو مطلوبا ، 2

.36، ص.1967، 2مكتبة األ٧تلو ا١تصرية، القاىرة، ط.بدكم طبانة، ب أصوؿ الببلغة العربية، علم البياف: دراسة تارٮتية فنية -1

، تح. علي ٤تمد البجاكم ك٤تمد إبراىيم ينظػػػر: كتاب الصناعتت: الكتابة كالشعر، أبو ىبلؿ اتسن بن عبد اهلل بن مهراف العسكرم - 2 .243ىػ، ص.1419أبو الفضل، ا١تكتبة العصرية، صيدا، بتكت، لبناف، ط.

Page 392: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

384

لدل إنشاء النثر أك نظم الشعر، فهو كسيلة من كسائل البياف، كالعلوم ٬تعلو من مواقع ااز ب اللغة . 1غة، كقد عجب ١تن أخذ بذلك كقاؿ بورادا بذلك رأم من أخرجو من دائرة الببل

يبتدئ العلوم حديثو ب التشبيو بالتعريف اللغوم، كىي خطوة ضركرية قد نىبوى ٢تا العلوم، فا١تدخل اللغوم ىو من أىم ا١تداخل لتعريف ا١تصطلحات كتديدىا، ككثتان ما كنا نراه ينطلق من

منو إب التعريف االصطبلحي، كقد رأل بأف لفظ التعريف اللغوم اتقيقي للمصطلح لكي يصلالتشبيو مأخوذ من قو٢تم: شبهتو بكذا، إذا تعتى بينهما بوصف جامع، كأما ب التعريف االصطبلحي فقد أشار إب أف تعريفات التشبيو قد اختلف فيها الببلغيوف، لكنو ينتخب منها ثبلثان

بو. يوردىا ٤تاكال نقدىا للخركج بتعريف خاص

يعود التعريف األكؿ للمطرزم، كفيو يذىب إب أف التشبيو ىو على اشتاؾ شيئت ب كصف ىو من أكصاؼ الشيء ب نفسو، كقد رده العلوم تجة أف الشيء ال يدؿ على نفسو، كمن حق

بعض أنواع االستعارة الدليل أف يكوف مغايران ١تدلولو، كإال ب يكن داال، ب إنو ذا التعريف ٬تعل كقولنا: ) جاءين األسد( من باب التشبيو كىي ليست كذلك.

أكرد العلوم تعريف الشيخ عبد الكرن السماكي )صاحب التبياف( للتشبيو، كالذم رأل فيو كلكن ، 2بأف التشبيو " ركن من أركاف الببلغة، إلخراج ا٠تفي إب اتلي كإدنائو البعيد من القريب"

لعلوم يرد ىذا التعريف، كذلك تجة أنو بياف لفائدة التشبيو كليس بيانان ١تاىيتو اليت تتطلب الوقوؼ اعلى أىم ا٠تصائص كأدؽ التفاصيل، كقد تع بت التشبيو الػػميظهر األداة كا١تضمر األداة، ب حت أف

د ذلك ىنا.، كقد أك 3العلوم قد صنف مضمر األداة ضمن االستعارة ال التشبيو

.1/135ينظر: الطراز، - 1 .1/136نفسو، - 2فو أحيانا ضمن يضطرب العلوم اضطرابان كاضحان ب مسألة تصنيف التشبيو ا١تضمر األداة، إذ يعيده مرة ضمن االستعارة، بينما ييصن - 3

ب التشبيو، كب يكد يقف ب ذلك على رأم كاحد، كيبدك أف رأيو ب يستقر ألنو كاف يعاكد النظر فيو ب كل مرة، كيكوف الختبلؼ األمثلة .فيهاعض آرائو ١تا ٬تد من جديد كل مرة ما يثنيو عن ب

Page 393: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

385

يقتح العلوم تعريفان خاصا بو يرتضيو للتشبيو، كىو أف ييقاؿ "ىو اتمع بت الشيئت، أك يدخل فيو التشبيو ا١تفرد « ىو اتمع بت الشيئت»األشياء تعت ما بواسطة الكاؼ ك٨توىا، فقولنا:

ى أكصافو كمراتبو كما سنقرره ليدخل فيو التشبيو ا١تركب عل« أك األشياء»كقولك: زيد كاألسد، عاـ تميع األكصاؼ كلها العقلية كاتسية، ا١تفردة كا١تركبة « تعت ما»كنصف حالو ك٪تثلو، كقولنا:

. 1ٮترج العطف ألنو تع بت الشيئت، أك األشياء لكن بغت الكاؼ"« بواسطة الكاؼ»كقولنا

ة التشبيو، كىل ىو يػيعىد من ااز أك ال، كىنا ٭تاكؿ العلوم أف يقف على مسألة تتعلق بطبيع فمنهم من يقوؿ بأنو معدكد من ااز، كحيجتهم ب ذلك أنو إذا كاف ، يورد ٣تموعة من آراء العلماء

قوؿ القائل: ) زيد أسد( )إذا ٨تن جارينا العلوم ب رأيو ب عد التشبيو البليغ استعارة(، فيجب أف سد ب الشجاعة( معدكدنا من ااز أيضان، ألنو ال فرؽ بينهما إال ب األداة، يكوف قولو: )زيد كاأل

ككجود ىذه األداة ال يزيد التكيب إال قوةن ب ا١تعت، كحذفها ال يكاد يؤثر ب ٣تازيتو، كىنا كجب أف . يكوف التشبيو من ااز كفقان ١تا ذيكرى

و من ااز، كذلك ألف األصل ب ااز أف يستعمل اللفظ ينكر الرأم الثاين أف يكوف التشبي ب غت ما كيضعى لو ب أصل اللغة، كقوؿ القائل: )زيد كاألسد( مستعمل تعناه األصلي الذم كيضعى

لو، ك٢تذا فهو ليس معدكدان ب ااز.

معلقان كلو إب حت، ككل ب يكد العلوم ييقرر شيئان ب شأف ىذه ا١تسألة، ككأف األمر يبقى الذم رآه ىو أف التشبيو معدكد ب الببلغة، كىو ييكسبي التكيب ببلغة كحيسنان كرشاقة، كىو يدين البعيد كيزين القريب، كٮترج ا٠تفي إب اتلي، فهو إذف من غيرر الببلغة، كلذلك فإف البحث ب

غناء، كىو صمت غريب من العلوم ب مسألة مسألة كونو من ااز أك ال قد ال تكوف مسألة ذات كهذه، ككاف عهدنا بو أنو يناقش أكثر ا١تسائل اليت يوردىا، كرأيناه يرد أكثرىا.

.1/136الطراز، - 1

Page 394: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

386

من بت الشركط اليت يشتطها العلوم ب التشبيو لكي يكوف حسن البناء، مؤىد لدكره ب بناء شبو بو، ك٬تب أف تكوف ىذه الصفة دالة على النص؛ أف تكوف ىنالك صفة جامعة بت ا١تشبو كا١ت

االجتماع كإشارة للمبالغة، كال بد ب ىذه اتالة أف يكوف ا١تشبو بو أكثر اتصافان ذه الصفة من ا١تشبو حىت تكوف ىنالك مبالغة، كىو ٬تعل ىذه الصفات على ستة أقساـ، ىي األكصاؼ

كصاؼ العقلية، كاألكصاؼ الوجدانية من النفس، احملسوسة، كاألكصاؼ التابعة للمحسوسات، كاأل كالصفات ا٠تيالية، كأختان الصفات الو٫تية.

يقف العلوم على بياف أ٫تية التشبيو، كذكر بأف ثبلثة فوائد على األقل:

تكاد أنو يفيد ببلغة ب الكبلـ، كتاالن ب ا١تعت، كلذلك أشار أكثر الببلغيت إب أ٫تيتو، كأنو ال -، كذلك يظهر ب أكثر مواضع 1تستغت عنو أمة من األمم فيما تنظم من شعر، كتنشئ من نثر

استعماؿ التشبيو، حيث ييكسبي الكبلـ ببلغة ال تكوف ب غته، كمن ذلك ما كرد ب حديث النيب أنو غافل عن أكثر كذلك إشارة إب "، " ػػؤمػػػػن كػػخػػامػػػة الػػػزرعصلى اهلل عليو كسلم: " الػػػم

الػػػمداخل، مشغوؿ تا ىو فيو من أمر الدين عن التفطن لؤلمور كالزرعة بت الزرع الكثيف، فإنو إذا غلظ عليها ب تكن بارزة للريح كالشمس فتحصل ٢تا الصبلبة، فتاه ب تيع ٣تاريو البد من إفادتو

.2للببلغة كمراعاهتا فيو"

ظاىر ب أكثر التشبيهات إذ ىي تعلنا نقف على خبلصة ا١تعاين، كمن أنو يفيد اإل٬تاز، كىو أمر -كأنت تقصد أف زيدان يشبو األسد ب القوة كالباس ، ذلك أنك تقوؿ ب التشبيو: " زيد كاألسد"

كالشجاعة كاإلقداـ، كالفتك باألعداء... إب غت ذلك من الصفات اليت تيز األسد فتجعلو متفردنا لفرؽ كاضح بت األمرين، بت إيرادؾ ا١تعت من طريق التشبيو، كإيرادؾ لو من طريق بالشجاعة، كا

اتيمل العادية، كىذا ىو شأف أغلب التشبيهات.

.1/143 ـ.ـ.س.ينظر: الصناعتت، - 1 .1/143ز، الطرا - 2

Page 395: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

387

أنو يفيد البياف كالتوضيح للمعاين، كقد تى العلوم ىذه الفائدة بفائدة التشبيو الكربل، كىي -ا١تبهم، كلذلك عيد من أدكات البياف، كالبياف اإليضاح، كذلك، ألف التشبيو ىنا ييقرب البعيد كيوضح

كمن بليغ األمثلة ب ىذا الشأف قوؿ اهلل جل كعبل:" أىك كىصىيبو منى السماء فيو ظيليماته كىرىعده كىبػىرؽه يطه ( يىكادي البػىرؽي ٮتىطىفي 19بالكافرينى ) ٬تىعىليوفى أىصابعىهيم ب آذاهنم منى الصواعق حىذىرى المىوت كىاللوي ٤تي

أىبصارىىيم كيلما أىضاءى ٢تىيم مىشىوا فيو "فقد كردت ىاتاف اآليتاف ب معرض اتديث عن حاؿ أىل ، 1

رج كأكضحو، كمن أمثلة الكيفار، فكاف أفضلي سبيل لذلك ىو التشبيو الذم أخرج ا١تعت أحسن ٥تي :2البحتمذلك من ا١تنظـو قوؿ

ػػػػػػػ ػػػػػػػا ب كيل مىعركىةو ميتيوفى نػىهى ػػاء ػػػػػػػػػػيىػػػمشيوفى ب زيغيفو كىأىف ميتيونىػػهى

اء اة فىضيو٢تيىا سىيلي السرىاب بقىفرىةو بػىيػػػػػػػػػػدى بيضه يىسيلي عىلىى الكيمى

يىاؿي كىوىاكبو ب مىاء فىػػػػػػ ػا خلتػىهىا فيهىا خى ػػالىػػطىػتػػهى إذىا األىسػػنػػػػةي خى

فقد كصف ب ىذه األبيات كتيبة من الفرساف، كاعتمد ب ذلك على التشبيو، كنراه قد كظف ب كل ية، فهذه ا٠تصائص ٦تا جعل معاين األبيات تبدك كاضحة جل، بيت من األبيات السابقة تشبيهان

الثبلث ىي أىم الفوائد اليت ٯتيكن أف تيستفاد من التشبيو، كما ٯتيكن أف نستفيد من التشبيو ب بياف الغرض من الكبلـ، كالتعظيم كاإلعجاب، أك التهكم كالسخرية، كغت ذلك من األغراض الببلغية

ا١تعركفة.

التشبيهات ليست كلها ب مرتبة كاحدة، كلكنها يشت العلوم إب مراتب التشبيو، كذلك أف ا، كظهوران كخفاءن، كزيادةن كنقصان تسب قدرة األديب على التخييل، كتسب ا١تعت تتلف قربان كبػيعدنالذم يريده، فقد يسعى شاعراف إب معت ما، ٭تاكالف معاتتو كتقدٯتو، فيحصل أف أحد٫تا يكوف

.20-19البقرة، اآلية: - 1ـ، 2000ىػ، 1421ديواف البحتم، البحتم أبو عبادة الوليد، شرح: يوسف الشيخ ٤تمد، دار الكتب العلمية، بتكت، لبناف، - 2 .331، ص.2ج.

Page 396: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

388

صيلي لو من ذلك أف ييقدـ تشبيهات تتعمػػػػػػػقي ا١تعت، ب حت يكوف كاسع ا٠تياؿ بعيد اإلدراؾ فيحاآلخر ضيق األفق مستغلق الفضاء كالتخييل، فبل جـر يقصر عما كصل إليو صاحبو من كاسع ا٠تياؿ كبديع التشبيو، كالعلوم يرل بأف أفضل التشبيهات ما كاف أبعد ب الوقوع، كأدخل ب ا١تبالغة، ألنو

على اإلعجاب كمتابعة ما فيو من بديع ا٠تياؿ كركعة ا١تعاين. ٭تمل

كتا أف التشبيهات تتلف ب قرا كبعدىا؛ فإهنا تتلف تبعان لذلك ب ببلغتها، كمن التشبيهات اليت يقرب مأخذىا، كتعارؼ الناسي عليها تشبيو الرجاؿ باألسود، كتشبيو الوجو اتميل

:1الرماح بالكواكب ب ١تعاهنا، كمن ذلك أيضان ما قالو علي بن جبلةبالقمر، كتشبيو أطراؼ

عي ار وى الش احى مى ى الر مى د تى اس كى ض ر ا األى شى حى ت دى عى ر أى ب ر اتى ةى ل ألمى د رى ا تػى ا مى ذى إ

عي اط سى ػػل ػػي الػػل ػػة ػػمى ػػل ػػى ب ظي ػػشى مى ػػاحه ػػبى صى ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػوي ن أى ػػػػ كى ىت حى ع ق النػ تى ح ػػتى رى فى س أى كى

فهذه من التشبيهات اليت يسهل مأخذىا، كىي تقـو ب أغلبها على ا١تشاة بت األشياء اليت تقع على اتواس، كىذا ىو السبب األكؿ ب سهولتها، ألف التشبيو القائم على ا١تشاة بت األشياء

صعبي تيلو، ككذلك التشبيهات اليت تكوف على جهة التكيب حىت لو كاف التكيب بت ا١تعنوية ي أشياء ٤تسوسة فإنو يصعب تصوره.

كمن التشبيهات البعيدة تشبيو الفحم إذا كاف فيو تر ببحر من ا١تسك موجيوي من ذىب، :2لو علي بن جبلةككتشبيو الدماء السائلة بنهر من الياقوت األتر، كمن ذلك ما قا

االػػػػػتػػرل فػػوقػػهػػا نػػػمشا للمػػػػزاج تقارب ال تتصلن اتص

على كل ناحية منو خاال ركس إذا خططػػػت كوجو الع

:1ىػػ( يصف رجبل بالشجاعة208كمنو أيضان ما قالو مسلم بن الوليد )ت.

.1/145يينظر: الطراز، - 1 .1/146ينظر: نفسو، - 2

Page 397: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

389

ود مي ل ا تي ودن مي ل جي ؼي ذى ق يػي ل ػػي ػػالػػس ػػا كى ػػهى ت ػػد عي ػػاؿ ػػثى م ب أى ػػةى ػػي ػػن ػػى الػػمى ػػقى ػل يػى

فهذا من بديع التشبيو كغريبو، كالوصوؿ إليو ٭تتاج فضبلن من ذكاء كخياؿ، كىو قد ال يتيسر إال ١تسلم كأمثالو ٦تن أكتوا حظان من التصرؼ ب فنوف القوؿ.

يرل العلوم بضركرة كجود صفة جامعة بت ا١تشبو كا١تشبو بو، كينبغي ١تن يريد عقد ا١تشاة بت أمرين أف يرل إب شيء ما ٬تمعهما، كليس شرطان أف يشتكا ب صفات كثتة، كمن ذلك ما قالو

، كييطبقو أخرلالبحتم حت شبو الربؽ ب ١تعانو حينان بعد حت كأنو مصحف يفتحو قارئو مرةن 2:

احاتى ف ان كى ةن ر ا مى اقن بى ط ان فى ارو قى في حى ص مي ؽى ر ػػػالبى ف أى كى كى

يعرض العلوم ألقساـ التشبيو، كىو يشت إب أهنا كثتة، كلكنو يكتفي منها بذكر أربعة يرل إب اإلفراد كالتكيب، كىو يقصد با١تفرد ما كاف بأهنا كافية با١تطلوب، حيث ٬تعل القسم األكؿ راجعا

التشبيو فيو مقتصرا على تشبيو صورة بصورة من غت زيادة كال نقصاف، كيقصد بالتشبيو ا١تركب أف تشبو شيئان أك شيئت بشيئت آخرين أك أكثر، كتبعان ٢تذا؛ فإف ىذا النوع من التشبيو تندرج تتو أربعة

مفرد تفرد، كتشبيو مفرد تركب، كتشبيو مركب تركب، كتشبيو مركب تفرد، أنواع فرعية ىي: تشبيو كقد حاكؿ العلوم أف ٬تعل لكل نوع من ىذه األنواع األربعة مثاال خاصان بو، ك٨تن ىنا سنقف على بعض ىذه األمثلة كسنركز على أ٫تها ب نظر العلوم، كذلك من أجل استنتاج رؤيتو ب أ٫تية التشبيو

ذم يساىم ب بناء النص، إذ من غت ا١تمكن أف تكوف األنواع كلها ب مرتبة كاحدة. ال

:3يذكر العلوم من تشبيو ا١تفرد با١تفرد قوؿ زىت بن أيب سلمى

م فى ل ل د اليى كى س م الر اد وى ل ن هي فػى ةو رى ح سي ب فى ر حى تى اس ا كى ورن كي بي فى ر كى بى

.159د األنصارم، تح. كتع. سامي الدىاف، دار ا١تعارؼ، مصر، د.ت. ص.شرح ديواف مسلم بن الوليد، مسلم بن الولي - 1 عيدتي إب ديواف البحتم كب أقف على البيتت كقد أشار العلوم سهوان إب أف البيتت للبحتم. - 2ىػ، 1413، 1لبناف، ط. ديواف زىت بن أيب سلمى، صنعة األعلم الشنتمرم، تح. فخر الدين قباكة، دار الكتب العلمية، بتكت، - 3

.12ـ، ص.1992

Page 398: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

390

:1ذلك أيضان ما قالو امرؤ القيس بن حيجير كمن

ل ػػػػػػل ذى مي ػػػػال ي ق الس نبوب أي كى اؽو ػػػػسى كى رو ص ٥تيى ل يد اتى كى يفو ط لى حو ش ككى

ل ح س إ يكي اك سى مى ك أى يبو ظى يعي ار سى أى وي ن أى كى نو ث شى رى يػ غى صو خ رى و ب طي ع تػى كى

ل ػػػػػػػػػػجى ػن ػجى ػالس ػكى ةه ػػػػولى ػػقي ػػص ػػا مى ػػهى ػبي ائ رى تػى ةو ػػػػػاضى فى مي ري ػػػػػػػػػي غى اءي ضى ي بػى ةه فى هى ف هى مي

كقد كاف امرؤ القيس من أكثر شعراء اتاىلية تشبيهان، كمن يعود ١تعلقتو ٬تد ذلك كاضحان ب .2قة البديعةالتشبيهات ا١تتبلح

يتمثل الضربي الثاين ب تشبيو الػػميركب بالػػػميركب، كالتكيب ا١تقصود ىنا ىو أف الشيء كما أف ا١تشبو بو ليس كاحدان أيضان، كىذا بدكره ينقسم إب عدة أقساـ تسب ، الػػميػػشبو ليس كاحدان

:3و تسة أشياء تمسة أشياء دفعة كاحدةعدد األشياء ا١تشبهة، كمن ذلك قوؿ الشاعر حت شب

د رى البػى ب اب ن ى العي لى عى ت ض عى ا كى دن ر كى ت قى سى كى سو ج ر ن نػى ا م ؤن لي ؤ لي ت رى طى م أى فى

ديواف امرئ القيس، امرؤ القيس بن حيجير الكندم، شرحو كضبط نصوصو كقدـ لو: عمر فاركؽ الطباع، دار األرقم بن أيب األرقم، - 1

.105بتكت، لبناف، د.ت. ص. من ذلك مثبل ما ٧تده ب األبيات التالية: - 2

ػل بػػػػػػػػميعىطػػػػػػ ػػػي نىػػػػػػصتػػػػػػػػػػػوي كىالإذا ىػػػػػػػػػػ شو ػػػالرئم ليسى بفاح دو كىجيد ػػػػكىجي ػػػػػػػقنػػػػػػػػػػػػػػػػػػني المىنتى أىسوىدى فىاح ػػػرعو يىزيػػػػػكىفى ػػل ػػػو النخلة الميتػىعىثك مو أثػػػيػػػػػػػػتو كىلػػػػػػكىساؽو كأنبوب السقػػػػػػ رو ػػػػػػحو لطيفو كاتديل ٥تيىص ػػػػػػكىكىش ػػػػذى ػػػػل ػػػػػػػػي المي ل ػػػػػعى كجلمود صخرو حطو السيلي من ا ػػػػػعن ػػرو مى ػػػدب ػػػػلو مي ػػػر ميقب ػػػػػػػػػر مفى ػػػػػمكى ػػػػػزؿ بػػالميتػىنىػػػػػػػػػكما زىلت الصفػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػواءي و ػػػػػنػػتػػكيمىيتو يىزؿ اللبدي عن حاؿ م بل جىياشو ك ػػػػػػػػل ػػاشى فيو تييػإذا جػػػػػػػػػػػػػػ وي ػػػػػػتزامى ػػأف اىػػػعلى الذ ػػػوي غىليي مرجى ػػػػػػل ػػػػػػػػػػػميػػػػػػػػوىصػػػػػػػػػػػػػػطو ػو تىيػػػػػػػعي كىفيػػػػػػػػػرهي تتابيػػػػػػػػػػػػػد أمى ػػػػوليػػػذركؼ الػػػػػػخي ػػدىريرو كى نػىت منوي إذا انػتىحى ػػمى ػػكأف على ال ػػػػل ػػػػػبليػػػػػػػػػةى حػنػػظمىداؾى عػػػػػركسو أك صى ى تػ

كا١تبلحظ أف ىذه األبيات كما جاء بعدىا كانت كلها ب كصف شيئت اثنت فقط ٫تا: صاحبة امرئ القيس كفرسو. )ينظر، ـ.س.(. البيت للوأكاء الدمشقي. - 3

Page 399: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

391

كال يعت ىذا تاؿ من األحواؿ أف كثرة األشياء ا١تشبهة دليل على جودة التشبيو؛ فاألمر ىنا قائم ليس إال، كال عربة بكثرة كال قلة.على تييز النوع

يتعلق األمر ب النوع الثالث بتشبيو ا١تفرد با١تركب، كا١تبلحظ أف العلوم ب ييعرؼ ىذا النوع ابتداء؛ كإ٪تا انتقل مباشرة إب ذكر األمثلة، كالظاىر أف ىذا التشبيو يقـو على تشبيو شيء كاحد

قوؿ اهلل جل كعبل: " اللوي نيوري السماكات كىاألىرض مىثىلي نيوره كىمشكاةو بأشياء متعددة، كمثالو الواضح ا كىوكىبه ديرم ييوقىدي من شىجىرىةو ميبارىكىةو زىيػتيونىةو ال شىرقيةو فيها مصباحه المصباحي ب زيجاجىةو الزجاجىةي كىأىهن

كىال غىربيةو " ـ قوؿ الشاعر:كمن ا١تنظو ، 1

ػػػود ػػػػػػػػػني كى ري ػػػػي غى اء ػػػػمى ع النػ غ ػػػػاب وى ػػسى ب ا ػػػػػػػػػػػػػػػهى ب رى اب وى القى ةى فى ق ثػى ػػا مي ىى ػػػػذ خي

كد ر ػػػػػال اة تى فى ال ق ني عي ب ر ذ ػػػالش ا كى هى مي ظ نى فى ل أي اف جى ر مى ػػالكى ر الد كى

فقد شبو قصائده تشبيهات ٥تتلفة ككلها ميركبة، كنذكر ىنا بأف مسألة التكيب كاإلفراد ال عبلقة ٢تا بببلغة التشبيو كتالو، إذ قد يكوف مفردان بليغان كقد ال يكوف، كالشأف ذاتو ييقاؿ على التشبيو ا١تركب

كال يكوف كذلك ب مواطن أخرل.الذم قد يكوف حسنان بليغان ب مواطن،

يتعلق الضرب الرابع بتشبيو ا١تركب با١تفرد، كيشت العلوم إب أف ما ىذا شأنو فهو يكوف على الندرة كالقلة، كيرل بأف ذلك راجع إب أنو ال مبالغة ب تشبيو األشياء ا١تتعددة بشيء كاحد، كلذلك

حد ذاتو إب قسمت: األكؿ: تشبيو شيئت مشتكت ب أمر فهو قليل االستعماؿ، ب ىو ينقسم ب :2معنوم بشيء كاحد، كمن ىذا قوؿ الشاعر ب كصف الربيع

ري و صى تى فى ي كى ض ر األى وهى جي ا كي يى رى ا تػى مى كي ي رى ظى ا نى يى ص قى تػى يبى اح ا صى يى

.35سورة النور، اآلية: - 1تاـ للخطيب التربيزم، أبو تاـ حبيب بن أكس الطائي، قدـ لو ككضع ىوامشو كفهارسو: راجي األتر، دار الكتاب شرح ديواف أيب - 2

.333، ص.1ـ، ج.2007ىػ، 1427العريب، بتكت، لبناف،

Page 400: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

392

ػػري ػم ػػق مي ػػوى ا ىي ػػػػمى ن أى كى ػػا فى بػى الػر ػػػػري ى زى وي ابى شى د ا قى سن م ش ا مي ارى هى ا نػى يى رى تػى

فقد شبو النهار ا١تشمس مع الزىر األبيض بضوء القمر، كالعلوم يرل بأف ىذا من عجيب التشبيو .1كبليغو

:2أما القسم الثاين فهو تشبيو شيئت ليس بينهما جامع بشيء ثالث، كذلك كقوؿ الشاعر

مي يى ش م ه وس في نػي ا ب هن أى م كى هي هي جي ك أى كى م هي اضي رى ع أى ؽي ر ش تي

يقف العلوم على حيسن التشبيو كقبحو، ك يرل بأف أكثر التشبيهات ىي تشبيهات حسنة، فإف خاصية كلعلو يعتمد ب ذلك على خاصية التبيت اليت يتميز ا التشبيو، فهو مهما كاف مبتذالن

إيضاح ا١تعت تبلزمو ب أغلب أحوالو، كىو يشت ابتداءن إب أنو إذا كاف الوجو اتامع بت ا١تشبو كىذا ، كا١تشبو بو بعيد التصور أك ب يكن موجودنا أصبلن؛ فإف التشبيو حينئذو يكوف قبيحان مذمومان

ريبان كاف أكغل ب الببلغة كاتيسن، كال ندرم بالرغم من أنو كاف يرل سابقان بأف التشبيو كلما كاف غ . لعلوم على ىذا التناقض ب الرأمما الذم ٭تمل ا

كلكننا بعد طوؿ التأمل كقفنا على أف مسألة الغموض ا١تشار إليها ليست ىي نفسها ب لكن مع معرفة صورة الطرفت، ألف ا١تقصود بالغموض ب التشبيو اتسن ىو بيعد طرفيو لدل ا١تعاينة، ك

التشابو كإدراؾ طرب التشبيو؛ فإنو ٭تصل من اللذة كالفهم ماب يكن موجودان من قبل، كىذا بعكس الغموض ب التشبيو القبيح الذم يقـو على الغموض من أساسو، نتيجة لعدـ التناسب بت ا١تشبو

كا١تشبو بو.

يو راجع ىنا إب ما قلنا من بعد التبلـؤ بت طرب ٯتثل العلوم للتشبيو القبيح )كقبح التشب :1التشبيو( بقوؿ أيب نواس ب كصف ا٠تمر

.1/152يينظر: الطراز، - 1 . 95ـ.ـ.س.ص.ديواف أيب الطيب ا١تتنيب، أبو الطيب ا١تتنيب أتد بن اتست اتعفي الكندم، - 2

Page 401: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

393

ؿ زى الغى نى م بلن ك شى ت رى هى ظ ا أى هى عى اقػى كى اءي مى ػػا الا مى ذى إ كى

ل ػػػػػػػػػبى جى ن م ر الػػذ دار ػح ن اا كى ػػػػهى ػب فى ر د حى ن يػى اتو ؤى لي ؤ لي

فالغريب ب ىذا التشبيو ىو البعد الواضح بت ا١تشبو كا١تشبو، فأين الذر من اتبل، ككاف األكب أف يقوؿ )الصخر( بدالن من الذر، حىت تكوف ىنالك مناسبة بت ا١تتشاات.

تىا من القبيحة، كمنها قوؿ الشاعر ب تشبيو يقرر العلوم أف التشبيهات اتسنة غالبة على غ :٣2تلس اللهو با١تعركة

ػػػػػػػػػػػػػاري بى ها غي ػػػػػيف د ػػػػػػػػػلن ل ارى ػػػػػثى د قى كى ت رى جى له ي خى رى اام ف أى كى

ػػػػػػػػػػػػػػػػػاري عى تػى س مي وي ػػػػػػػلى وؽه بي امي ػػػػػػػػػػػالن كى ياف الق واؿ ن ط م ةه بى باد دى

ار دى ػػػػػػػػػػػػػا ب هى يػ لى ى إ امى دى الن ف ح زى ل ت جى ىى ر أى ةه مى و ا حى نى سي ل ج ػمى كى

و من التناسب كا١تبلءمة ما فمثل ىذا التشبيو ىو ب نظر العلوم ٦تا ٭تسيني كقعيو، كتظهر ببلغتيو، إذ في :٬3تعل النفس تأنس بو كتستمتع، كمن بديع ذلك أيضان ما قالو ا١تتنيب ب كصف سيف الدكلة كابنو

ػػػػػػكي ػػػبي ػػا حي ػػػػػهى ػػػػػا لى ػػػػمى ػػاءو ػػػػػمى ػػػػػ سى ػػا ب ػنى ػػػػػػػن ػأى كى كي ل ا الػمى هى يػ أى اهي رى ػػػػػػا أى ل مى ػػػػػرى ػػػا تى مى أى

كي ػػػػػػػػلى الفى سي ل ج ػمى ػالى كى جى الد ري د بى تى ن أى كى وي ػػػػػػػبي اح صى احي بى ص م ػالكى كى ني ابػ دي قى ر الفى

يظهر التناسب كاضحان بت أطراؼ التشبيهات الواردة ب ىذين البيتت، كيبدك أف ا١تتنيب قد كيفق إب رة من اتزالة كالرصانة، ٦تا دعم معنا٫تا، فجمعا حسن ا١تظهر كا١تخرب معان، نظمهما ب أحسن صو

كٯتكن أف نبلحظ ىنا اىتماـ العلوم بشعر ا١تتنيب بشكل كاضح، فهو كثت االستشهاد بو، كثت

.432ديواف أيب نواس، ـ.ـ.س.ص. - 1 (1/155األبيات للصايب، )العلوم: - 2 .57ديواف ا١تتنيب، ـ.ـ.س.ص. - 3

Page 402: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

394

اإلعجاب بو، ٦تا ٬تعلنا نعتقد بأف شعر ا١تتنيب ٯتكن أف يكوف مثاالن لبناء النص النموذجي من منظور لعلوم.ا

ييقسم العلوم التشبيو من كجهة نظر أخرل إب مطرد كغت مطرد، كيقصد بالػػػميطرد أف ييشبو األدىن باألعلى، كاألقل باألكثر، كالفاضل باألفضل، كاتقت باألحقر، كىكذا كل صفة حسنة تا ىو

لة ب ىذا كثتة، كمنها قوؿ عمرك بن ، كاألمث1أحسن منها، ككل صفة سيػػػػػػػػئة تا ىو أسوأ منها :2كلثـو

اػػػػػػى ينس البلم ف كي أى ن ا م صانن ا حى صن خ ري العاج ق ل حي ث ا م ين د ثى كى

اػػيػػنى ػػػػن ج ػػدى ػػػػػا مي ػػػػاسػن نى أي ه ػد ػػػػػػػػػعى س ػػأى ب اب كى ر د البى ء ػػو ضى ػػلى ػث ا م ػرن ػػح نى كى

فقد شبو الشبو الشيء اتصت تا ىو أكثر حصانة منو مبالغة ب التشبيو، كاطرادان للصفة اتامعة بت طرب التشبيو، كما شبو ٨تر ىذه ا١ترأة ب بياضو كحسنو بضوء البدر، كال شك أف البدر يكوف أكثر

ىذه اتاالت، كمن ىذا القبيل ما قالو ابن دريد: ١تعانان تبعان الطراد الصفة ب مثل

اذى اتى يو ت ف لى ك أى دا تى أى تى ف مي و ب ر غى كى ه ت عى تى بػى ف أى كػػى

يقرر العلوم بأف التشبيو ا١تنعكس قليل الوركد ب الشعر، كقد تي بذلك ألف الصفة فيو تكوف ب :3ول منها ب ا١تشبو بو، كمن ذلك قوؿ ذم الرمةا١تشبو أق

سي اد نى حى ػػال اتي مى ل ظ مي ػػال وي ت لى ل ا جى ذى إ وي تي ع طى ل قى ارى ذى العى داؼ ر أى كى لو م رى كى

.1/156يينظر: الطراز، - 1، شرحو كضبط نصوصو كقدـ لو: عمر فاركؽ الطباع، دار القلم، بتكت، لبناف، دزت.ص - 2 ، عمرك بن كلثـو .62.ديواف عمرك بن كلثـو . 318ـ. ص.1919ىػ، 1337ديواف ذم الرمة، عت بتصحيحو كتنقيحو: كارليل ىنرم ىيس مكارتت، طبع كلية كمربيج، بريطانيا، - 3

Page 403: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

395

فقد شبو كثباف الرمل بأرداؼ النساء عكسان للتشبيو، إذ ا١تعركؼ أف تيشبو األرداؼ بالكثباف جريان عادة أكثر الشعراء ب ىذا الشأف، كلكن ذا الرمة أراد ا١تبالغة ب األمر، فعكس التشبيو جاعبلن على

األصل فرعان كالفرع أصبلن.

ىػ(: 296كمن ذلك أيضان ما قالو عبد اهلل بن ا١تعتز )ت.

ر في الظ نى م ت ص قي ذ إ ة بلمى القي لى ث ا م نى حي ضى ف يػى ادى كى بلؿو ى وءي ضى الحى كى

فا١تطرد ب الشعر أف تيشبو القبلمة با٢تبلؿ ب استدارهتا كدقتها، كلكن ابن ا١تعتز قد عكس ذلك باعتباره كاصفان للهبلؿ، فجعلو شبيها للقبلمة من باب التشبيو ا١تعكوس.

كاـ عامة ٮتتم العلوم اتديث ب التشبيو ببياف بعض أحكاـ التشبيو، كىي عبارة عن أح حاكؿ من خبل٢تا أف يقف على أىم خصائص التشبيو، كبعض خصائصو، ك٨تن نذكرىا ىنا ألهنا تبت عن شيء من منظور العلوم فيما ٮتص بناء التشبيو، كبالتاب بناء النصوص بشكل عاـ،

ٮتلو منو خصوصان كأننا أشرنا إب تأكيد أكثر الببلغيت على أ٫تية التشبيو ب الكبلـ، كأنو ال يكاد شعر أك نثر، كبالتاب فإف تركيبو يشي بشيء من طرؽ تركيب النصوص كبنائها.

يشت العلوم ب اتكم األكؿ من أحكاـ التشبيو إب ضركرة رعاية جهة التشبيو، " ك٬تب أف ال عليو كسلم يتعدل ب التشبيو عن اتهة ا١تقصودة، كإال كقع ا٠تطأ ال ٤تالة، كمثالو قولو صلى اهلل

فالغرض من كبلمو عليو السبلـ ب تشبيو الكمأة باتدرم ىو أهنا مفسدة 1«الكمأة جدرم األرض»٢تا كما أف اتدرم يفسد الوجو كالبدف، كليس ا١تقصود من التشبيو ىو االتصاؿ، فإف مثل ىذا ال

٠شد زا اسذ٠ث ف اظسبذ، ى سد ل ط هللا ػ١ س:" اىأح ا، بؤب شفبء ؼ١" ، طس١ر -1

، 1ابطش، داس طق ادبح، دشك، سس٠ب، ط. بطش ث ص١ش ئسبػ١، رر. سذاجخبس، اجخبس سذ ث

.116، ص. 9ـ، ج.1111

Page 404: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

396

، كتبعان ٢تذا فبل بد من 1"فائدة فيو كال ترة تتو، فإف االتصاؿ، غرض حقت ال يقصد التشبيو ألجلو مراعاة ا١تقصود من التشبيو، كعدـ ا٠تركج بو عن جهتو.

يتعلق اتيكم الثاين بالتشبيو ا١تفرد كا١تتعدد، كيقصد بذلك أف من التشبيو ما ٯتيكن تقسيمو إب ما يقابلو كيشاو ٣تموع أجزائو، أم أنو يكوف متعددان ك٨تن بإمكاننا أف نرد كل جزء من ا١تشبو إب

ب ا١تشبو بو، كىو ما يسمى بالتشبيو ا١تتعدد أك الػػميركب، كمن ذلك من ا١تنظـو قوؿ الشاعر:

ـى رى ج أى ف أى كى كى ؽ رى ز أى اطو سى ى ب لى عى فى ر ث ني ره رى ا دي عن ام وى لى اء مى الس ا

١تفرد فنقوؿ:" كأف النجـو ب ضوئها درر، ككأف ففي ىذا ا١تثاؿ ٯتكن أف ٧تعل التشبيو من قبيل االسماء ب زرقتها بساط أزرؽ، فهذا مقوؿ على انفراده، كإف شئت جعلتو من باب ا١تركب فقلت: ب يكن التشبيو تطلق الدرر، كال تطلق البساط، كإ٪تا الغرض النجـو ب ضوئها كتؤللئها إب زرقة أدن

رر صافية، كنظت ىذا القسم، عقد من در كياقوت، فهو إذا فصل السماء، كبساط أزرؽ نثرت عليو دكاحدة كاحدة، فهو على حظ من اإلعجاب، كىو إذا نظم ب سلك كاحد، فهو على حظ كافر من

. 2الزينة كاتسن كالنضارة"

بت فصل كالعلوم يرل ىنا بأنو ال فرؽ بت التشبيو ا١تتعدد لدل قراءتو ب كليتو كمشوليتو، ك فكبل٫تا لو ببلغتو، كال تفاضل بت النوعت ب الببلغة كاتسن، كاتق أف ، أجزائو بعضها عن بعض

ىنالك فرقان إف ب يكن معتربان فهو موجود على كل حاؿ، ألنو يتولد من تركيب ٣تموعة من دة.التشبيهات ب صورة كاحدة من اتماؿ ما ال يوجد ب التشبيهات متفرقة كمتعد

ٯتثل العلوم للتشبيو ا١تركب الذم ال ٯتيكن فصل أجزائو بعضها عن بعض بقوؿ الشاعر:

ػػػػػػػػػو ػػعى ف الػػػػر ػػػػػخ ػػػام شى ب ػػػػػػػوي امى ػػػد م قي ػػر ػػتى ػػش الػػػمي كى يػػػخي ػػر ػػا الػػػمى ػػػػمى ن ػػػػأى كى

. 1/180الطراز، - 1 .181ص. ـ.س. - 2

Page 405: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

397

و عى ػػػم شى ػػػػػوي امى ػػػد قي ػػػػت جى ػػػر س أي ػػػػػد قى ةو ػػوى ع دى ػػن عى ػػل ػػي ػػالػػل ب ؼه ػػر ػػصى ػػن مي

ال ٯتكن تاؿ من األحواؿ أف نفصل بت أجزاء التشبيو الوارد ب ىذين البيتت، ألف الصورة حينئذو شاعر قد صور ا١تشبو ب تعدده ال ب انقسامو، ككذلك صور ا١تشبو بو، فالتشبيو ىنا ب ستتشوه، كال

يكن " للمريخ على انفراده، كلكن إ٪تا حصل لو من جهة اتالة اتاصلة لو من كوف ا١تشتل قدامو، ٯتكن إفرادىا ك٢تذا كانت الواك ب قولو كا١تشتل قدامو، كاك اتاؿ، فهي كالصفة ب كوهنا تابعة ال

بالذكر، بل تذكر ب ضمن األكؿ على طريق التبعية، فلو أبطلت التكيب قائبل كأ٪تا ا١تريخ منصرؼ . 1عن دعوة، كاف خلفا من الكبلـ فضبل عن أف يكوف بليغا"

كما ىذا حالو من التشبيو الذم يتعذر على التقسيم ىو ما ييعرؼ بالتمثيل أك التشبيو التمثيلي ذم تؤخذ فيو الصورة كاملة على أهنا مشبو أك مشبو بو، كال ٯتيكن الفصل بت أجزائها، ألف ذلك ال

سيؤدم إب غموض ا١تعت كضبابية الصورة، بينما يتعلق األمر ب اتالة السابقة اليت ٯتيكن فيها تقسيم يت يسهل فصل بعضها عن التشبيو إب أقساـ بصور جزئية، أك تجموعة من التشبيهات ا١تتتابعة ال

بعض.

يتعلق اتيكم الرابع بالتشبيو من حيثي قربيو كبعده، إذ من التشبيهات من يكوف قريب ا١تأخذ سهل التمثل، يتيسر الوقوؼ عليو من الوىلة األكب، كمنو من يكوف غامض الفكرة متوعر ا١تسلك

، كال يتم لو ذلك إال بعد إطالة التأمل كإجالة صعب التمثل، يتعسر على القارئ اإلمساؾ بو سريعان الفكر، كال يعت ىذا أف ىذا الضرب من التشبيو مستكره مستذؿ، بل على العكس من ذلك؛ إذ يرل العلوم كغته من أىل الببلغة أف التشبيو كلما كاف موغبلن ب الغموض ككاف أبعث على التفكت

فضل، ككقعو ب النفوس أشد كأعجب.كالتأمل ؛ كاف حظو من الببلغة أ

.1/182الطراز، - 1

Page 406: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

398

يشت العلوم ب اتكم ا٠تامس إب أف أركاف التشبيو أربعة كىي: ا١تشبو كا١تشبو بو ككجو الشبو ككيفية التشبيو قربان كبعدان كندرة ككثرة، كب يشر إب أف أداة التشبيو ركن من أركاف التشبيو، بل جعل

تشبيو، بالرغم من أف غموض التشبيو ككضوحو ىو من تصيل اتاصل، بد٢تا ما سبق من حاالت الكيشت ضمن ىذا اتيكم إب إفراد التشبيو كتركيبو ٦تا ، كال ندرم كيف غاب على العلوم ذلك؟

ذكرناه سابقان فبل جدكل من تكراره، كىنا نرل أف تكراره ١تثل ىذه القضايا متتابعة ىو أمر غريب ال كيف يشت إب خاصية القرب كالبعد كيفصل فيها القوؿ مثلما رأينا سابقان، ب يعود ٯتكن تفسته، إذ

إب اتديث عنها ىنا، بالرغم من أنو كاف ب غت عن ذلك، ب ألف ا١تقاـ يتطلب اتديث ب أركاف أف يكوف التشبيو كتفصيل الكبلـ فيها، كلكنو ب يفعل بل كرر ما كاف تدث فيو سابقان، اللهم إال

األمر متعلقان بتأكيد ما سبق من كبلـ، كىذا أمر كارد كمشركع، كلكن ال ٬تب أف يكوف ىذا التكرار على حساب قضايا أخرل ىي أكب بالبحث كا١تناقشة.

يتعلق اتيكم ا٠تامس من أحكاـ التشبيو بالتكيب كاإلفراد ب التشبيو، إذ يرل العلوم بأف من ١تركبة ما ٯتيكن تفكيكها إب ٣تموع التشبيهات ا١تشكلة ٢تا من دكف أم خلل ب ا١تعت، التشبيهات ا

أم أننا ٯتكن أف نرد كل مشبو فرعي ب التشبيو الكلي إب ا١تشبو بو الفرعي أيضان ب التشبيو الكلي، :1كمثاؿ ذلك قوؿ امرئ القيس

اب البى في شى اتى كى ابي ن ا العي ىى ر ك ل كى دى لى سان اب يى كى بان ط رى ت الط وبى لي قػي ف أى كى

ففي ىذا ا١تثاؿ ال ٭تصل " من أجل ضم الرطب من القلوب إب اليابس، ىيئة تب مراعاهتا، كيعت تبلزمتها، كال الجتماع اتشف الباب، مع العناب غرض تب فيو ا١تضامة كا١تبلصقة، كلو فرقت ىذه

ىناؾ إخبلؿ با١تعت ا١تقصود، فلو قلت: كأف الرطب من القلوب عناب، ككأف التشبيهات ب يكن اليابس حشف من الطت ب ككر العقاب، ب يكن أحد التشبيهت موقوفا ب إفادتو ١تا يفيده على

.127ديواف امرئ القيس، امرؤ القيس بن حيجير، ـ.ـ.س.ص. - 1

Page 407: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

399

كيبدك أف األمر يتعلق ىنا بتكرار ٣تموعة من التشبيهات ا١تتتابعة، كال يتعلق بتشبيو كاحد، ، 1اآلخر"ال ٯتكن أف نستفيد شيئان لدل اتمع بت التشبيهت معت جديدان سول مطلق اتمع، كال يتعلق إذ

األمر ىنا بتشبيو تثيلي، كقد أشار العلوم إب ىذه القضية سابقان كيبدك أنو سعى إب تكرارىا من باب التأكيد ليس إال.

.1/184 الطراز، - 1

Page 408: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

400

:المجاز المرسل والمجاز العقلي عند العلوي -ىـ

مع أىل الببلغة أف التعبت بااز أبلغ من استعماؿ اتقيقة، كقد رأكا بأف للغة ٣ترياف لدل ٬تياالستعماؿ فإما أف يكوف استعما٢تا تسب أصل الوضع اللغوم األكؿ الذم كضعت لو اللغة لدل

للغوم األكؿ إب أكؿ استعماؿ، كإما أف يكوف استعما٢تا ٣تازيان يتم بنقل الكلمة من أصل كضعها اكضع جديد ب تكن كيضعت لو ب أكؿ استعماؿ، كىذا ارل الثاين بدكره ينقسم إب ٣تارو أخرل فرعية، فقد يكوف ااز لغويان ، كقد يكوف عقليان يقـو على إسناد الفعل أك ما ب حيكمو إب غت

ـ على ا١تشاة كما ىو الشأف ب فاعلو اتقيقي لعبلقة بت االثنت، كااز اللغوم نفسو قد يقو االستعارة كالتشبيو، كقد ال يقـو عليها، فيػيعىد من باب ااز الػػػميرسل، ك٨تن ىنا سنقف عند اازين:

العقلي كا١ترسل، كنرل أ٫تيتهما ب بناء النصوص من منظور العلوم.

الراجع على ا١تعت ا١تفيد ا٠تاب يصطلح السكاكي على ااز ا١ترسل مصطلح "ااز اللغوم عن ا١تبالغة ب التشبيو" ، كيقصد بذلك أف ااز ا١ترسل غت ميقيد بعبلقة ا١تشاة، كييعرفو بأنو:" ىو أف تعدم الكلمة عن مفهومها األصلي تعونة القرينة على غته ١تبلحظة بينهما، كنوع تعلق ٨تو أف

لجارحة ا١تخصوصة لتعلق النعمة ا من حيث أهنا تصدر عن اليد، تراد النعمة باليد، كىي موضوعة لكمنها تصل على ا١تقصود ا، ككذا إذا أردت القوة أك القدرة ا ألف القدرة أكثر ما يظهر سلطاهنا

، كىنا نبلحظ أف العلوم قد تى ااز ا١ترسل ذا االسم كجعلو ضمن دائرة ااز ألنو 1ب اليد"االستعارة كالتشبيو، فهو ينقل العبارة عن أصل كضعها اللغوم إب غت ما كيضعن لو ب يقتب من

أصل اللغة.

1 - ، .365ص. ـ.ـ.س.مفتاح العلـو

Page 409: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

401

ييقصد بااز ا١ترسل "ىو ما كانت العبلقة بت ما استعمل فيو كما كضع لو مبلبسة كمناسبة دكرىا عن اتارحة، كبواسطتها غت ا١تشاة كاليد إذا استعملت ب النعمة، ١تا جرت بو العادة من ص

تصل إب ا١تقصود بو ك٬تب أف يكوف ب الكبلـ داللة على رب تلك النعمة كمصدرىا بنسبتها إليو كمن ب ال تقوؿ: اقتنيت يدا، كال اتسعت اليد ب ا١تد، كما تقوؿ: اقتنيت نعمة، ككثرت النعمة ب

، أك ما شابو ذلك، كمن ىذا قولو عليو البلد، كإ٪تا تقوؿ: جلست يده عندم، ككثرت أياديو لدم . 2إذ ا١تراد بسط اليد بالعطاء كالبذؿ" 1السبلـ ألزكاجو: "أسرعكن توقان يب أطولكن يدا"

يصطلح العلوم على ااز ا١ترسل بااز ب ا١تفرد، كمن ذلك تسمية الشيء " باسم الغاية اليت مر ١تا كاف يصت إليها، كالعقد بالنكاح، ١تا كاف موصبل يصت إليها، كىذا ٨تو تسميتهم العنب با٠ت

إليو، فؤلجل تو٫تهم ا١تبالغة أطلقوا ىذه األلفاظ على ما ذكرناه كإف ب تكن حاصلة على ما ذكرناه ، كىذه ىي إحدل عبلقات ااز ا١ترسل، كقد تي ىذا ااز مرسبلن ألنو ١3تا كانت غايتها إليها"

قة ا١تشاة كالتشبيو كاالستعارة، كإ٪تا لو عبلقات أخرل ذكرىا أىل الببلغة كفصلوا فيها غت ميقيد بعبلالقوؿ، كمنها العبلقة السابقة، كىي تسمية الشيء تا سيؤكؿ إليو ب ا١تستقبل، كمن ذلك قوؿ اهلل

ا سيكوف عليو ب ، فقد تى اهلل عز كجل العنب ت 4جل كعبل: " قاؿ أحد٫تا إين أراين أعصر تران " ا١تستقبل كىو ا٠تمر.

يعود أصل التسمية للمجاز ا١ترسل بااز ا١تفرد إب كونو يتعلق تفردة كاحدة ال ٣تموعة من ا١تفردات كما ىو الشأف ب التشبيو أك االستعارة، أم أف ا١تتكلم يسعى إب استبداؿ كلمة بكلمة

بت الكلمتت مناسبة من نوع ما، كقد أشار إب ٣تموعة من أخرل على سبيل ااز، على أف تكوف العبلقات اليت تكم ااز ا١ترسل )ااز ا١تفرد باصطبلح العلوم( كحاكؿ أف يبت أكجو ا١تناسبة بت

1خزظش طس١ر س )أث اسس١ س ث اسدبج امش١ش ا١سبثس(، اسبفع صو اذ٠ ػجذ اؼظ١ ازس اذشم، رر. سذ بطش -

.118، د.د. ص.1اذ٠ األجب، شساد دخ ئز١بء اسخ، أس١ط، ظش، ط. ـ.س. - 2 .1/39الطراز، - 3 .36سورة يوسف، اآلية: - 4

Page 410: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

402

االستعماؿ اتقيقي كاالستعماؿ اازم فيها، كمن ىذه العبلقات أف ييسمى الشيء با١تكاف الذم وا ا١تطر بالسماء ألف ا١تطر قبل نزكلو يكوف ب السماء، كىنا تكوف العبلقة ىي يكوف فيو، كما ت

عبلقة اتاؿ باحملل، أم أف ا١تتكلم يستعمل ا١تكاف بدؿ الشيء الذم يكوف فيو، كذلك لعبلقة االحتواء اليت ٯتكن أف تكوف بت الطرفت.

علوم تسمية الشيء باسم سببو، أك باسم ما يكوف من عبلقات ااز ب ا١تفرد اليت أشار ٢تا ال سببان فيو، كىو ما ييسمى بالسببية كذلك كقوؿ اهلل عز كجل ؾ" يىدي اهلل فػىوؽى أىيديهم"

، فقد تى 1القدرة باليد ألهنا سبب فيها، كيد اهلل " أم قدرتو، كقو٢تم: يد فبلف على غته قاىرة ككجو ااز من

٤تل للقدرة، أك من جهة أف اليد آلة ب الفعل، كالفعل ال ٯتكن حصولو إال بواسطة جهة أف اليد، كمن ذلك أيضان أف ييسمى الكل باسم جزئو، 2القدرة، فؤلجل ىذا توزكا ب تسمية اليد بالقدرة "

. 3"أك أف ييسمى اتيزءي باسم كلو، فاألكؿ كقوؿ اهلل عز كجل :" ... فتحرير رقبة مؤمنة...

رر تكفتان عن الذنب بالرقبة، كالرقبة جزء من العبد، فقد تى اهلل عز كجل العبد الذم ٭تيكا١تقصود ىنا العبدي كيلو ال رقبتو فقط، كالسبب ب ذكر الرقبة دكف غتىا من أعضاء اتسد أف الرقبة

بتحرير رقبتو، من باب تسمية الشيء باسم ىي مكاف كضع اتبل لدل اقتياد العبد، فريمز إب تريره جيزئو.

كأما النوع الثاين كىو تسمية اتزء باسم الكل، أك ما ييعرؼ باتزئية؛ فهو أف تيسميى الشيء باسم كلو إذا كاف ىذا الشيء جيزءنا من الكل، كمثالو قوؿ اهلل عز كجل:" ... ٬تىعىليوفى أىصىابعىهيم ب

افرينى "آذىاهنم م يطه بالكى نى الصوىاعق حىذىرى المىوت كىاللوي ٤تي، فاإلنساف ال يستطيع أف ٬تعل أصابعو 4

كلها ب أذنو، كإ٪تا الذم يقع ب اتقيقة ىو أف ٬تعل اإلنساف طرؼ إصبعو فقط ب أذنو، كلكن اهلل

.10سورة الفتح، اآلية: - 1 .1/39الطراز، - 2 .92سورة النساء، اآلية: - 3 .19سورة البقرة، اآلية: - 4

Page 411: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

403

ا١تبالغة، فلهوؿ ا١توقف كشدتو، فإف اإلنساف عز كجل أنزؿ اآلية بلفظ "األصابع" ١تا فيها من التهويل ك يكاد يضع كل أصابعو ب أذنو، من باب تسمية اتزء باسم الكل.

كمن ذلك أيضان إطبلؽ الصفة أك االسم على الشيء تسب ما كاف عليو ىذا الشيء ب من ذلك قوؿ اهلل عز ا١تاضي ، بالرغم من أف حالو الراىنة ال تشت إب شيء من ذلك ميطلقان، ك

إنوي مىن يىأت رىبوي ٣تيرمان فىإف لىوي جىهىنمى ال ٯتىيوتي فيها كىال ٭تىت " كجل: "، فقد تى اهلل عز كجل 1

الكافر يـو القيامة بأنو ٣تـر بالرغم من أنو يـو القيامة ال كجود ـر كال لصاب، ألف الناس حينئذو اسبوف ت ا فعلوا ب الدنيا، كال كجود يومئذو للعمل، فهناؾ حساب ال عمل، مثلما أف ب ىذه الدنيا ٭تي

عمل كال حساب، كلكن اهلل عز كجل تاه بذلك االسم باعتبار ما كاف عليو ب ا١تاضي، أم تا كاف يعمل ب الدنيا.

ميو العلوم بااز بالنقصاف، كىو أف كمن عبلقات ااز ا١ترسل أيضان ا١تكانية، كىو ما ييس يذكيرى ا١تتكلم ا١تكاف كيقصد من ٭تل فيو، كقوؿ اهلل جل كعبل:" كاسأؿ القرية اليت كنا فيها"

، فقد 2ذكر اهلل عز كجل القرية، كأراد أىل القرية، ألهنم ىم من ٭تلوف فيها كىم من ييسأؿ، كال ٯتكن تاؿ

ب حد ذاهتا. من األحواؿ أف نساؿ القرية

ال يتعلق ااز ا١تركب باأللفاظ؛ كإ٪تا بالتكيب، ألف األلفاظ فيو تيستعمل تسب أصل كضعها اللغوم، كإ٪تا يكوف ااز لدل تركيبها، كىذا ااز ىو ما يصطلح عليو البعض بااز العقلي، كإ٪تا

سابقان بإسناد الفعل أك ما ب حيكمو إب غت فاعلو ىو ييدرىؾ لدل تركيب الكبلـ، كىو يتم كما ذكرنا كيقع ب الببلغة اتقيقي، لعبلقة بت األكؿ كالثاين، كقد أشار العلوم إليو كقرر بأنو " ٭تسن موقعو،

أحسن ىيئة، كيكسب الكبلـ ركنقا كطبلكة، كيعطيو رشاقة كيذيقو حبلكة، كمثالو قولك ١تن تراعيو: فإنو قد استعمل لفظ اإلحياء ب غت موضوعو باألصالة، كأسند « لعتكأحياين اكتحاب بط»

.74سورة طو، اآلية: - 1 .82سورة يوسف، اآلية: - 2

Page 412: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

404

االكتحاؿ إب اإلحياء، مع أنو ب اتقيقة غت منتسب إليو، فقد حصل ااز ب اإلفراد كالتكيب معا .1كما ترل"

من ااز العقلي ىو الكبلـ ا١تفاد بو خبلؼ ما عند ا١تتكلم كقد عرفو السكاكي بقولو:" اتكم فيو لضرب من التأكيل إفادة للخبلؼ ال بوساطة كضع كقولك أنبت الربيع القبل كشفى الطبيب ا١تريض ككسا ا٠تليفة الكعبة كىـز األمت اتند كبت الوزير القصر كإ٪تا قلت خبلؼ ما عند

أما ا١تفهـو العاـ ، فا١تبلحظ ىنا أف الفرؽ إ٪تا كقع ب االصطبلح ليس إال، 2ا١تتكلم من اتكم فيو"للمصطلح فهو مشتؾ لدل االثنت، كخبلصة كل تعريف ىو أف الفعل ييسند إب غت فاعلو اتقيقي لعبلقة بت الفاعلت، ففي قولو:) شفى الطبيب ا١تريض( قد أيسندى الفعل إب غت فاعلو اتقيقي، إذ

ه، كإ٪تا كاف الطبيب ىنا سببان ب الفاعل اتقيقي ىو اهلل عز كجل فهو الذم يشفي الناس ال غت الشفاء ألنو أخذ بأسباب العبلج.

كعند العلوم كذلك ٧تد ب قولو:) أحياين اكتحاب بطلعتك(، قد أسند فعل اإلحياء إب االكتحاؿ بطلعة الػػػػػػػػميخاطب، كىو ليس الفاعل اتقيقي، ألف الفاعل اتقيقي ىو اهلل عز كجل، فهو

٭تيي كٯتيت ، كإ٪تا كاف ذلك من باب ااز، كلعل الذم يدفع با١تتكلم إب استعماؿ ااز الذم :3ا١ترسل كالعقلي أمور كثتة، حاكؿ العلوم أف يقف على بعضها كمنها

التوسع ب الكبلـ: إذ إف استعماؿ ىذا النوع من ااز ىو توسع ب الكبلـ، كتكثت لؤلساليب -اعر أك الكاتب أف يكتيبى ا كينظم، فليس من الضركرم أف ٭تصيرى ا١تتكلم نفسو ب اليت ٯتكن للش

فضاء ٣تازم ٤تدكد، كفضاء االستعارة أك الكناية أك التشبيو، كىذه اازات )االستعارة، الكناية، ب الكبلـ التشبيو( حىت كإف كاف ٣تاؿ استعما٢تا كاسعان؛ إال أهنا قد ال تكوف كافية، كيكوف التوسع

مفيدان أكثر على كل حاؿ.

.1/42الطراز: - 1، ص. - 2 .393مفتاح العلـو .1/43يينظر: الطراز، - 3

Page 413: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

405

قد يكوف استعماؿ لفظ ااز أخف على ا١تتكلم من استعماؿ اتقيقة، لذلك ييلجىأ إليو طلبان -لذلك، فا١تعركؼ أف األلفاظ تتلف خفةن كثقبلن، ككثتان ما يكوف " اللفظ الداؿ على ااز أخف من

اتو أك تسن تعديل تركيبو، أك ٠تفة كزهنا، أك لسبلستو، أك لغت اتقيقة على اللساف، إما ٠تفة مفرد . 1ذلك من األمور اليت تقتضى السهولة فيعدؿ إب ااز ١تا ذكرناه

من أسباب العدكؿ عن استعماؿ اتقيقة إب لفظ ااز أف تكوف اللفظة اازية صاتة للقافية إذا -صاتة إلقامة التشاكل الصوب ب السجع إذا كاف الكبلـ منثوران، كاف الكبلـ شعران منظومان، أك تكوف

كقد تكوف الكلمة اازية صاتةن لبلستعماؿ بدالن من اتقيقية، كذلك بأف تكوف مألوفة، بينما تكوف اتقيقة غريبة كحشية.

األقيسة كمن أسباب استعماؿ ااز أيضان بدؿ اتقيقة، أف تكوف اللفظة اازية جارية على - الصحيحة، ب تصريفها كاشتقاقها، على عكس اتقيقة، كألجل ذلك ييعدىؿي عن اتقيقة إليها.

كقد يكوف استعماؿ ااز راجعان من جهة ا١تعت إب ا١تبالغة ب الشيء مدحان أك ذما، فيقاؿ: " -از تعظيما تاؿ سبلـ على اتضرة العالية كالس الكرن، فيعدؿ عن اللقب الصريح إب ا

.ا١تخاطب، كتشريفا لذكر اتو عن أف ٮتاطب بلقبو فيقاؿ: سبلـ على فبلف

كأما ثانيا: فؤلجل التحقت كما يعرب عن قضاء الوطر من النساء بالوطء كعن االستطابة بالغائط كيتؾ . 2لفظ اتقيقة استحقارا لو، كتنزىا عن التلفظ بو ١تا فيو من البشاعة كالغلظ "

كمن فوائد ااز اللغوم كالػػميرسىل: التشويق: كىو تىلي الػػػميخاطب على أف يتشوؽى ١تعرفة تاـ ا١تعت -ا١تقصود من الكبلـ، ألف معرفة شطر الكبلـ فيو تفيز للسامع على معرفة ما بقي من الكبلـ، كدفع

ل مثبلن نذكر الكبلـ، لكن ا١تتلقي ال لو إب استشراؼ الباقي من ا١تعاين، كذلك ألننا ب ااز ا١ترسيتبت كجو ا١تعت كمعرفة العبلقة إال بعد تأمل، فيحصيلي لو من ذلك فضل لذة كتشوؽ ال يكوف لدل

.1/44 ـ.س. - 1 .45نفسو، ص. - 2

Page 414: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

406

استعماؿ اتقيقة، كالشأف ذاتو ييقاؿ بالنسبة للمجاز العقلي )أك ا١تركب باصطبلح العلوم( حذك النعل بالنعل.

از ا١ترسل )أك العقلي( من أجل التوضيح، أم توضيح ا١تعت كتقويتو، كقد عرب كقد يكوف ذكر ا -العلوم عن ىذا بالقوؿ بأف صاحب ااز ا١تفرد كا١تركب يأب بو " ألجل تقوية حاؿ ا١تذكور فإذا قلت رأيت أسدا كاف أقول من قولك رأيت رجبل يشبو األسد كما سنورد الفرؽ بت االستعارة

. 1فبل جـر عدؿ إب ااز ١تكاف ىذه القوة" كالتشبيو،

كلعل فائدة التوضيح ىي أكثر الفوائد اليت ٯتكن أف يستفيد منها ا١تتكلم لدل توظيفو ٢تذا النوع من ااز، كلكن ا١تبلحظ ىنا ىو عدـ اعتماد العلوم على ا١تصطلح الذم عيرؼ عند

مصطلح ااز ا١ترسل كالعقلي كاف ىو األست بت الناس على السكاكي كغته من الببلغيت، كلعل ذلك العهد.

ـ.س. - 1

Page 415: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

407

أىمية البديع في بناء النص عند العلوي: -و

ب يعرؼ فن البديع دراسة مستقلة هتتم بو فتجعلو ٤توران للدراسة قبل ٤تاكلة عبد اهلل بن ا١تعتز ق أف الذم يعود إب الدراسات الببلغية ب ىػ( الذم حاكؿ أف يقف على بعض مباحثو، كات296)

بعض مراحل نشأهتا األكب سيقف على ذلك الصراع احملمـو الذم قاـ بت دعاة التجديد كاحملافظت من الببلغيت كاللغويت، ككاف ذلك نتيجة ١تا اطلع عليو العرب من ثقافات األمم األجنبية، كخصوصان

ىبت رياح من تلقاء ىذه األمم، كاف بعضها نافعان من اللواقح بينما كاف الفارسية منها كاليونانية، فقد البعض اآلخر ضاران من اتوائح، كىو ما أسفرت عنو تلك ا٠تصومات اليت قامت بت احملافظت

كاددين.

كقد سلك الشعراء أنفسهم ىذه السبيل، فافتقوا إب طائفتت، فكاف منهم من تأثر بالفلسفة كالفكر اليوناين كا١تنطق، كمنهم أبو تاـ الذم عيرؼ تيلو إب التجديد كا١تبالغة ب توظيف البديع، كاإليغاؿ ب الغموض، على حت ٧تد اتاه احملافظت قد رفض ىذا االتاه، كحاكؿ أف يبقي قرض

عمة على الشعر كعلى الشعر على أصولو التقليدية األكب، ككقع بت الفريقت صراع يبدك أنو كاف نالدراسات اللغوية كالببلغية تيعان، فقد نشطت اتركة النقدية، كاتقدت جذكهتا، كاحتفلت كل طائفة

.اتا كانت تظن أهنا السبيل األفضل اليت ٬تب على الشعر كالنقد أف يسلكه

رأت بضركرة اإلفادة من ككاف بت الطائفتت السابقتت طائفة ثالثة توسطت بت االتاىت، ك ىذا الوافد األجنيب، كلكن دكف االنغماس فيو إب درجة الذكباف تيث تضمحل فيو كل مبلمح لة من يرل ىذا الرأم كيأخذ بو أبو عثماف اتاحظ اإلبداع العريب األصيل، كلعل من تي

تكلمان على مذىب ىػ( الذم كاف مولعان باالطبلع على آثار األمم األجنبية، فقد كاف م255)ت.ا١تعتزلة، كلكنو كاف يسم ىذا الوافد األجنيب تيسمو ا٠تاص، كيطبعو بالطابع العريب األصيل، كما ذلك إال لتمكنو الكبت كاطبلعو الواسع على الثقافة العربية، ككذلك الطبلعو الواعي كا١تتبصر على ثقافات

ن لغتها.األمم األجنبية، كخصوصان الفارسية اليت كاف يتق

Page 416: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

408

يذكر عبد اهلل بن ا١تعتز أنو كاف قد ألف كتابو "البديع" ليقف على أىم أنواع البديع، كليثبت أف ىذا البديع الذم يتشدؽ بو البعض ىو موجود ب األصل ب القرآف الكرن، بل حىت ب األشعار

كتابنا ىذا بعض ما كجدنا ب القرآف العربية ب عمومها، كىو يقوؿ ب ا١تقدمة :"قد قدمنا ب أبوابككبلـ الصحابة كاألعراب كغتىم كأشعار -صلى اهلل عليو كسلم-كاللغة كأحاديث رسوؿ اهلل

ا١تتقدمت من الكبلـ الذم تاه احملدثوف البديع؛ ليعلم أف بشاران ، كمسلمان، كأبا نواس، كمن تقيلهم، ي ذا كسلك سبيلهم ب يسبقوا إب ىذا الفن؛ كلكن و كثر ب أشعارىم فعرؼ ب زماهنم حىت تي

االسم فأعرب عنو كدؿ عليو، ب إف حبيب بن أكس الطائي من بعدىم شيعفى بو حىت غلب عليو . 1كتفرع فيو كأكثر منو فأحسن ب بعض ذلك كأساء ب بعض، كتلك عقب اإلفراط كترة اإلسراؼ"

بكتابو البديع )البديع( يريد أف يفتح للناس ٣تاالن جديدان كيبدك أف عبد اهلل بن ا١تعتز كاف للبحث ب يسبق ألحد أف درسو كأحد مباحث الببلغة دراسة مستقلة بنفسها، كالذم كاف ٭تدث رد مبلحظات عابرة ال تقـو على االستقصاء كا١تتابعة الكاشفة من ىذا القبيل ب يكن يعدك ٣تي

أشار بأنو قد فتح باب البديع كترؾ ١تن بعده أف يضيف ما يشاء من للظاىرة اللغوية كالببلغية، كقد ألواف البديع، ألنو ب يستقصو تيعان ب كتابو؛ بل اكتفى بذكر أىم ما ٯتيكن ذكره.

ٮتتلف أثر احملسنات البديعية باختبلؼ أنواعها، فمنها ما يكوف ظاىر األثر، كاضح التأثت، فبل يقف الدارس على أثره إال بالتمعن، كقد يكوف الطباؽ كا١تقابلة من بت كمنها من يكوف خفيان

أىم احملسنات اليت ٯتكن أف تساىم بشكل جلي ب بناء النص كىندستو، كقد عرفو ابن رشيق ىػ( بالقوؿ:" الػػػمطابقة ب الكبلـ: أف يأتلف ب معناه ما يضاد ب فحواه 463القتكاين )ت.

، كىذا التضاد الذم 2عند تيع الناس: تعك بت الضدين ب الكبلـ أك بيت الشعر" الػػػمطابقة٭تدثي ب الطباؽ ىو الذم يؤدم ب اتقيقة إب بياف ا١تعت كتوضيحو، كالشأف ب ا١تقابلة ال ٮتتلف

. 73ـ، ص.1990ىػ ،1419، 1البديع ب البديع، أبو العباس عبد اهلل بن ا١تعتز، دار اتيل، بتكت، لبناف، ط. - 1العمدة ب ٤تاسن الشعر كآدابو كنقده، أبو علي اتسن بن رشيق القتكاين األزدم، تح. ٤تمد ٤تيي الدين عبد اتميد، دار اتيل، - 2

.5، ص.2ـ، ج.1981ىػ ، 1401، 5بتكت، لبناف، ط.

Page 417: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

409

اىر التكيبية عنو ب الطباؽ، بل لعلو ب ا١تقابلة أكضح كأظهر، ألنو حينئذو يكوف أكثر تعلقان با١تظ الدالة على النصية.

تطرؽ عبد اهلل بن ا١تعتز ١تفهـو الطباؽ، كلكن تعريفو لو ب يقم على بياف حده بيانان تاما، كإ٪تا على إيراد كم معترب من الشواىد، كقد ذكر ب -كالعهد بو دائمان ب كتابو )البديع(–عوؿ ب ذلك

أتد الفراىيدم، فقاؿ:" قاؿ ا٠تليل رتو اهلل: "طابقت بت الشيئت: إذا تعريفو ما ذكره ا٠تليل بن تعتهما على حذك كاحد". ككذلك قاؿ أبو سعيد. فالقائل لصاحبو: أتيناؾ لتسلك بنا سبيل التوسع

فأدخلتنا ب ضيق الضماف، قد طابق بت السعىة كالضيق ب ىذا ا٠تطاب"1 .

يفو باتانب اللغوم من ا١تصطلح كىو شيء ضركرم للتعريف ا١تاىيات، كا١تبلحظ أنو بدأ تعر غت أنو أدخل مصطلح الطباؽ ضمن تعريف الطباؽ نفسو، كىذا يتناب مع مبدأ التعريف الذم يشتط أف ال يكوف لفظ ا١تصطلح الػميعرؼ ضمن التعريف، كلكن يبدك أف مثل مصطلح الطباؽ أك

كاف، تيث ب يكن يستدعي أكثر ٦تا قيل فيو.التطبيق كاف من الوضوح ت

أشارت ٥تتلف شركح كتاب )ا١تفتاح( ١تفهـو الطباؽ، فهذا عبد ا١تتعاؿ الصعيدم يذىب إب أنو ييسمى الطباؽ كييسمى " التضاد أيضا؛ كىي: اتمع بت ا١تتضادين؛ أم: معنيت متقابلت ب

. 2اتملة"

ؽ كا١تقابلة على مفهـو ا١تباينة، كذلك تا تساىم بو ب "رسم تباينات يرتكز كل من الطبا الصورة الشعرية ا١تتعددة ب اتملة الشعرية الواحدة، كىذا ما يفيدنا ب إبراز ا١تبلمح ا٠تاصة كالعامة

.124البديع ب البديع، ـ.ـ.س.ص. - 1ـ، 2005ىػ ،1426، 17بغية اإليضاح لتلخيص ا١تفتاح ب علـو الببلغة، عبد ا١تتعاؿ الصعيدم، دار اآلداب بتكت، لبناف، ط. - 2

.573ص.

Page 418: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

410

، كلعل أكثر ىذه الطرؽ فعالية أف يقابل 1للشيء من خبلؿ بسطو ١تيزاتو كمظاىره من طرؽ كثتة" الشاعر أك الكاتب بت ا١تعنيت ا١تتضادين، ليستخلص من ذلك مزيدان من تأكيد ا١تعت كتنويعو.

عرض العلوم ١تباحث علم البديع ضمن الباب الرابع من الطراز، كقد أشار ب مستهل حديثو ليفو، ال من ب ذلك إب تعريف علم البديع كرأل بأنو " ما يعرض توىر اللفظ من األلقاب تسب تأ

جهة داللتو على معناه، كإ٪تا داللتو على معناه تابعة لذلك، كىذا ىو الذل يلقب بعلم البديع ب ألسنة علماء البياف، كينقسم إب ما يكوف متعلقا بالفصاحة اللفظية، كإب ما يكوف متعلقا بالفصاحة

. 2ا١تعنوية"

ا جعل ذلك ضمن حديثو عن األمثلة كشرحها، كلكن العلوم ب يفصل اتديث ب ذلك، كإ٪ت فكاف يقف لدل كل ٤تسن بديعي ليبت ماىيتو كيقف على أ٫تيتو ب الكبلـ، كقد رأينا أنو قسم البديع إب قسمت: قسم يتعلق باللفظ، كىو الذم قاؿ عنو بأنو الذم يتعلق بالفصاحة اللفظية، كىنا

شأف الفرؽ بت الفصاحة كالببلغة، بأف الفصاحة تتعلق باأللفاظ، ذكر تا كاف قد قرره سابقان منكالببلغة تتعلق با١تعاين، رادا بذلك رأم اترجاين الذم تع الببلغة كالفصاحة تت مسمى كاحد، كال يبدك أف مثل ىذا االختبلؼ ب االصطبلح سيكوف لو تأثت ب قيمة الدراسة الببلغية، كلكن

كما ىو معلـو على طريقة ا١تعاتة، كمنهج تليل القضايا، لتبقى مسألة ا١تصطلحات من األمر قائم ا١تسائل الفرعية اليت ال يكاد ٣تاؿ من ٣تاالت البحوث ٮتلو منها.

يقف العلوم ب مبتدأ تثو أللواف البديع على احملسنات البديعية على ما يرجع إب اللفظ منها، ؽ، كيسميو العلوم بالتطبيق، كأشار إب أنو يسمى أيضان بالتضاد كالتكافؤ، كمن ذلك مبحث الطبا

ثتان كيعرفو بأنو " أف يؤتى بالشيء كبضده ب الكبلـ كقولو تعاب: " فػىليىضحىكيوا قىليبلن كىليىبكيوا كى

ـ، 2011توراه )٥تطوط(، جامعة كىراف، اتزائر، ديواف ترتاف األشواؽ البن عريب: مقاربة أسلوبية، حاكمي ٠تضر، أطركحة دك - 1

.360ـ، ص.2012 .2/184الطراز، - 2

Page 419: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

411

بل تخالفو، كمرة ...]كالشيء[ رتا قوبل بضده لفظا، كرتا قوبل بضده من جهة ا١تعت، كتارة يقا1"، كيشرع ب بياف كل ضرب من ىذه الضركب األربعة، كيبدأ 2يقابل تا ٯتاثلو، فهذه ضركب أربعة"

بذكر مقابلة الشيء بضده، كىو أشهر أنواع التطبيق )نسميو التطبيق جريان على ما اصطلح عليو " إف اللوى يىأميري بالعىدؿ العلوم(، كالتضاد ىنا يكوف من جهة لفظو كمعناه، كذلك كقولو تعاب:

كىاإلحساف كىإيتاء ذم القيرىب كىيػىنهى عىن الفىحشاء كىالمينكىر كىالبػىغي"3 .

كلكن يبدك أف العلوم قد كاف مولعان بإيراد األمثلة من دكف تعليق عليها، أك أنو كاف يعلق الظاىرة حقها، كلكنو كاف بت اتت كاآلخر يشت من طرؼ خفي إب عليها تعليقان بسيطان قد ال يفي

بعض ا١تسائل ذات األ٫تية، كمن ذلك أنو أكرد مثاالن عن الطباؽ ب قوؿ اإلماـ علي رضي اهلل عنو حت يقوؿ:" اتمد هلل الذل ب يسبق لو حاؿ حاال، فيكوف أكال قبل أف يكوف آخرا، كيكوف ظاىرا

باطنا، كل مسمى بالوحدة غته قليل، ككل عزيز غته ذليل، ككل قول غته ضعيف، قبل أف يكوف ككل مالك غته ٦تلوؾ، ككل قادر غته يقدر كيعجز، ككل تيع غته يصم عن لطيف األصوات، كيصمو كثتىا، ككل بصت غته يعمى عن خفى األلواف كلطيف األجساـ، ككل ظاىر غته غت باطن

. 4ه غت ظاىر"ككل باطن غت

علق العلوم على ىذا القوؿ بأنو قد تع مقاببلت تانية، كأنو فيها من السبلسة كجودة السبك الشيء الكثت، كما أنو أكرد قوالن آخر لئلماـ علي كعلق عليو بالقوؿ بأنو قد أناؼ على كل

ه النعوت اليت نعت ا العلوم غاية ب ببلغتو، كرقة لفظو كسبلستو، كنريد أف نتوقف عند ىذالطباؽ، لكي نتبت كجهة نظر العلوم ب أ٫تية البديع، كأكؿ شيء ٯتكن الوقوؼ عنده ىو كصفو

.82سورة التوبة، اآلية: - 1 .2/197الطراز، - 2 .90سورة النحل، اآلية: - 3 .2/198الطراز، - 4

Page 420: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

412

الطباؽ السابق الذكر بأنو بلغ الغاية ب ببلغتو، كإذا عيدنا إب مفهومو للببلغة فإننا نػجدىا تتعلق الػمعاين الػمطلب ا١تقصود.بالػػمعاين، أم أف الطباؽ السابق قد بلغ ب

كإذا كاف األمر كذلك؛ فإف أ٫تية الطباؽ ىنا تكوف تابعة للمعاين ال للتكيب كاألسلوب، كمن إف الطباؽ لو دكر ب بناء النص -كىذا ميستخلص ٦تا كرد من تعليق العلوم–ىنا ٯتكن أف نقوؿ

لذم يسعى ا١تتكلم إب إببلغو للمتلقي، كىو أثر كيتمثل ىذا الدكر ب الوصوؿ إب ا١تعت التاـ ا ضركرم، ألف تبليغ ا١تعت ىو ٤تور العملية التواصلية.

كحىت إف ب يكن ا١تقاـ مقاـ تواصل، كتداكؿ للخطاب؛ فإف الطباؽ ا١تذكور قد بلغ الغاية ب ػػالت، كالشأف ذاتو قد ييقاؿ بالنسبة إيضاح ا١تقصود ٦تا أكرده اإلماـ علي، كال فرؽ فيما يبدك بت اتػػػ

للحديث عن ا١تقابلة، ألف العلوم يعترب ا١تصطلحت شيئان كاحدان، كلكن الشيء الذم ٯتيكن أف ننبو عليو ىنا ىو ذلك التقسيم الذم يشت إليو العلوم ، كىو تقسيم ال يشت ب اتقيقة إب شيء

بلح ليس إال.جديد، كإ٪تا ا١تسألة فقط مسألة تفريع كاصط

مثل العلوم للطباؽ الذم يكوف من جهة ا١تعت دكف اللفظ بقولو تعاب:" فىمىن ييرد اللوي أىف يػىهديىوي يىشرىح صىدرىهي لئلسبلـ كىمىن ييرد أىف ييضلوي ٬تىعىل صىدرىهي ضىيقان حىرىجان"

، فقد قوبل قولو تعاب 1لو )يضلو( كىو من الطباؽ اللفظي، بينما قوبل قولو تعاب ) يشرح صدره( بقولو )٬تعل )يهديو( بقو

صدره ضيقان حرجا( كىو من ا١تقابلة ا١تعنوية، ألف ا١تقابل اتقيقي لقولو ) ضيقان( ىو )كاسعان( كلكن ١تا كاف ا١تعنياف متادفت جيء بالثاين دكف األكؿ لغاية ببلغية.

:2ب ىذا الشأف من ا١تنظـو قوؿ دعبل بن علي ا٠تػػػػػػػزاعػػػػػػػي ك٦تا يندرج

بػػػػػػػي يىا سىلمي من رىجيلو ضىحكى الػػمىشيبي برىأسو فػىبىكىى ال تػىعجى

.125سورة األنعاـ، اآلية: - 1ـ، 1998، 1ي، شرح: ٣تيد طراد، دار اتيل، بتكت، لبناف، ط.ديواف دعبل بن علي ا٠تزاعي، دعبل بن علي بن رزين ا٠تزاع - 2 . 118ص.

Page 421: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

413

فقد تع بت الضحك كالبكاء، كقد ٬تمع الشاعر بت أكثر متضادين ب البيت الواحد، مثلما ٧تد ند البحتم الذم تع طباقت ب بيت كاحد كىو قولػػػػػػػػو:ع

أىمىا كىالذم أىبكىى كىأىضحىكى كىالذم أىمىاتى كىأىحيىا كىالذم أىمريهي األىمري

فقد تع بت البكاء كالضحك ب الشطر األكؿ من البيت، كتع بت اإلماتة كاإلحياء ب ، كا١تتمعن ٢تذه اموعة من الطباؽ سيقف حتمان على تأثتىا الواضح ب معت النصوص الشطر الثاين

اليت كردت فيها، كىذا باإلضافة إب دخو٢تا ب تركيب الكبلـ.

تشت بعض الدراسات إب أف ا١تطابقة "عبلقة تربط بت عنصرين من عناصر الكبلـ، غت أف تتعدل القوؿ أك البيت الشعرم إب ا٠تطاب بريمتو، أك معظمو ب ال -بوصفها عبلقة –كظيفتها

. 1األقل. فهي كسيلة لربط جزء من ا٠تطاب بعضو ببعض، كليس لربط األجزاء تيعان"

تشت كثت من الدراسات اليت أجريت ب ىذا الشأف إب أ٫تية االلتفات باعتباره عدكال كما دد نشاط ا١تتلقي، كاألسلوب اتكيم يرشده بالتفاتة ذكية إب ما عن مقتضى الظاىر، إذ ىو " ٬ت

٬تب أف يستعي اىتمامو، إب غت ذلك ٦تا أسهب ب استنباطو الببلغيوف من استنطاقهم للقرآف كإلبداعات العرب. كب يهتدكا إب القاسم الدالب ا١تشتؾ الذم تنتظم تتو ىذه األساليب ا١تختلفة

دة من حيث اإلجراء ب الصميم، أال كىو أف مثل ىذا العدكؿ ال ييعتمد إال إذا كاف ب الظاىر، ا١توح .2السياؽ ا١تعدكؿ ينطوم على أمر يراه ا١تتكلم على جانب كبت من األ٫تية"

مثلتها، رد األعجاز من بت أنواع البديع اليت عرض ٢تا العلوم، ككقف على أطراؼ منها كمن أ إب أنو مشابو لبلشتقاؽ، خبل أف االشتقاؽ أخص منو، كىو يرد فيما أشاركقد ،كر على الصد

اللسانيات النصية ب الدراسات العربية اتديثة: تث ب األطر ا١تنهجية كالنظرية، خالد تيد صربم، منشورات ضفاؼ، بتكت، لبناف، - 1 . 183ـ، ص.2015، 1ط.مقاربة أسلوبية، عبد ا٠تالق رشيد، أطركحة دكتوراه، ٥تطوط، جامعة كىراف، اتزائر، العدكؿ عن مقتضى الظاىر ب ا٠تطاب القرآين: - 2

ـ، ص. ج.2007-ـ2006

Page 422: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

414

رد ػػػا يػػمػظ كػفػلػف الػػػختلػػيرد ب م قاؽ، كرد العىجيز على الصدراختلف لفظو كبينهما جامع ب االشتب الػػميتساكم

1.

ز متفقىت ب الصورة، كشاىده كىو يرل بأنو على عدة أضرب منها أف يكوف الصدر كالعجي ل" ذبان فػىييسحتىكيم بعىذابو كىقىد خابى مىن افػتى قوؿ اهلل عز كجل:" ال تػىفتػىريكا عىلىى اللو كى

، فقد جعل 2آخر السورة مناسبان ألك٢تا، إذ ١تا ذكر ب األكؿ عدـ االفتاء على اهلل عز كجل، كهنى عن االفتاء

يب ذلك بالتأكيد.عليو، جاء عق

لدل اتديث عن خاصية رد األعجاز على الصدكر بأف " أكؿ ما ينبغي أف يقوؿ العسكرم تعلمو أنك إذا قدمت ألفاظا تقتضى جوابا فا١ترضى أف تأتى بتلك األلفاظ باتواب، كال تنتقل عنها

قعا جليبل من الببلغة، كلو ب إب غتىا ٦تا ىو ب معناىا... ]ك[ لرد األعجاز على الصدكر مو ، كذلك تا يكوف فيو من تاسك يكوف لفظيان حينان، كيكوف معنويان حينان 3ا١تنظـو خاصة ٤تبل خطتا"

آخر، كيكوهنما معان حينان ثالثان، كذلك أف العلوم يضيف أنواعان أخرل من رد العجز على الصدر، ا١تعت، كمن ىذا القبيل قوؿ الشاعر:منها أف يتفق اتزآف صورة كٮتتلفا من حيث

ا اليىسىاري نىايىا كىيػيمت من عىطيتهى يىسىاره من سىجيتهىا الػمى

فاليسار األكؿ ىو اتارحة، كاليسار الثاين من الييسر كىو ضد اإلعسار كنقيضو، كمن أنواعو أيضان أف رة، كمن ىذا الضرب قوؿ عمر بن أيب ربيعة:يتفق اتزآف معت كٮتتلفا صو

ة إ٪تىا العىاجزي مىن ال يىستىبد كىاستىبىدت مىرةن كىاحدى

–فقد بدأ بذكر االستبداد كختم بو فكاف لذلك أثر لفظي كمعنوم خاص ال يكوف بدكنو، فا١تتلقي كؿ، كيتابع تاع الشطر الثاين أك قراءتو، فإذا كصل آلخره يسمع الشطر األ -قارئان كاف أك سامعان

.2/205يينظر: الطراز، - 1 .61سورة طو، اآلية: - 2 .385ص. ىػ ،1419الصناعتت: الكتابة كالشعر، العسكرم أبو ىبلؿ اتسن بن عبد اهلل ، ا١تكتبة العصرية، بتكت، لبناف، - 3

Page 423: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

415

تذكر ما كاف منو ب أكؿ البيت ٦تا ٬تعل التكيب متابطان، آخذان بعضيو بتبلبيب بعض، كقد ب ذلك التابط شكليان كدالليان معان.

لنا ببعضها بلغ عدد ضركب رد االعجاز على الصدكر عند العلوم عشرة، ك٨تن ىنا إ٪تا مث ألننا نرل أف الغرض ينجيزي ا، كالتمثيل تا سبق قد ييعطينا صورة كاضحة كتثبلن كامبلن ٢تذا النوع من

البديع.

عاب العلوم مسألة االلتفات كلكن من منطلق أنو خاصية تركيبية ب النصوص ال باعتباره نوعان ث البديع ردا لو إب أصلو، كعلى كل حاؿ فا١تسألة ب من أنواع البديع، ك٨تن ىنا نعاتو ضمن مباح

مبتدأ األمر كهنايتو تتعلق بنظرة العلوم لطريقة بناء النصوص سواء أكاف ذلك ب الظواىر التكيبية . لم ا١تعاين أك ب البديع كأنواعوكع

بلغة كىو أمت جنودىا، كقد أكد العلوم على أ٫تية االلتفات كرأل بأنو " من أجل علـو الب كالواسطة ب قبلئدىا كعقودىا، كتى بذلك أخذا لو من التفات اإلنساف ٯتينا كمشاال، فتارة يقبل بوجهو كتارة كذا، كتارة كذا، فهكذا حاؿ ىذا النوع من علم ا١تعاين، فإنو ب الكبلـ ينتقل من صيغة

غت ذلك من أنواع االلتفات، كما إب صيغة، كمن خطاب إب غيبة، كمن غيبة إب خطاب إب ، كىو كعادتو ب الطراز، يورد بعضان من آراء الببلغيت ب 1سنوضحو، كقد يلقب بشجاعة العربية"

أ٫تية االلتفات، كلكنو يرد أكثرىا، كيورد رأم الز٥تشرم كيوافقو فيو ، بل كيعجب من ابن األثت حت رده.

لقرآف الكرن، كىو موجود أيضان ب الشعر، فمما كرد من االلتفات ب كللعدكؿ أمثلة كثتة ب ا القرآف الكرن قوؿ اهلل عز كجل :"

"2 ،

.2/71الطراز، - 1 .6-1سورة الفاتة، اآليات: - 2

Page 424: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

416

فقد ب االلتفات من ضمت الغائب حيث كاف اتديث كصفان هلل عز كجل، إب ضمت ا١تخاطب، كا١تخاطب ىنا ىو اهلل عز كجل أيضان، كيظهر ذلك ب األفعاؿ )نعبد(، )نستعت(، كما يظهر ب

ضمت )إياؾ(.ال

:1ك٦تا أكرده العلوم ب ىذا الشأف من ا١تنظـو قوؿ امػػػػػػػػرئ القيس

ـى كى د م ػث اإل ب كى لي يػ لى ؿى اكى طى تى ػػػػد قي ػػر تى ػػػػػػم لى كى ي ل ا٠تى نا

د ػػػػمى ر األى ر ائ م العى ذ ة لى يػ لى كى ةه ػػػلى يػ لى وي لى ت باتى كى باتى كى

د وى ػػػػػس األى يب أى ن عى وي تي ر بػ خي كى ين أ جاءى بى نػى ن م كى ل ذى كى

، حيث كانت األفعاؿ مػػػسنػػػػػػدة ب البيت ة فقد التفت امرؤ القيس مرتت ب ىذه األبيات الثبلثيتحوؿ اإلسناد ب البيت الثاين إب ا١تاضي ا١تفرد، ليتحوؿ امرؤ القيس للحديث األكؿ إب ا١تخاطب، ل

عن نفسو ب البيت األخت، كىذا من عجيب االلتفات كبارعو، كقد ال يتفق ىذا إال لؤلفراد من الشعراء ٦تن أكتوا نصيبان من ناصية الشعر.

دليل على ثبوت أمثلة االلتفات كال تعريفاتو، كلكن الذم ٨تن معنوف بو ب ىذا الشأف ليس الت فذلك كاضح كمعركؼ، كال ٭تتاج أكثر من تصفح كتب التاث ليقف الدارس على ما يريد من التعريفات كالشواىد كاألمثلة، كىو يست متاح، كإ٪تا األمر الذم ٬تب أف نتوقف عنده ىو نظرة

ص، ألف ذلك ىو ما نود الوصوؿ إليو.العلوم إب أ٫تية االلتفات كدكره ب بناء الن

أشرنا سابقان إب أف العلوم يأخذ برأم الز٥تشرم ب بياف أ٫تية االلتفات، رادا بذلك رأم ابن األثت كغته، كقد ذىب العلوم إب أف من بت فوائد االلتفات ب الكبلـ أف " يكوف إيقاظا للسامع

.37ديواف امرئ القيس، ـ.ـ.س.ص. - 1

Page 425: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

417

من خطاب إب خطاب آخر، فإف السامع رتا مل من أسلوب فينقلو إب عن الغفلة، كتطريبا لو بنقلو . 1أسلوب آخر، تنشيطا لو ب االستماع، كاستمالة لو ب اإلصغاء إب ما يقولو"

تشت ىذه ا١تبلحظات إب أف االلتفات يتعلق با١تتلقي مثلما يتعلق تنشئ النص، فلو إذف انتباه ا١تتلقي كجعلو دائمان ب متابعة دائمة ١تا ب النص أك ا٠تطاب، كظيفة تداكلية تتمثل ب شد

كذلك أف متابعة ا١تتلقي للنص ليست ب مستول كاحد من اتاىزية كاترص، فيكوف االلتفات ذا لفتور الشكل نوعان من التنبيو ا١تتواصل الذم ييعزز العبلقة بت النص كا١تتلقي، فبل يشعر ا١تتلقي بذلك ا

الذم عادة ما يلحقو جراء ا١تتابعة كالقراءة ا١تتواصلة.

تشت كثت من الدراسات اليت أجريت ب ىذا الشأف إب أ٫تية االلتفات باعتباره عدكال عن مقتضى الظاىر، إذ ىو " ٬تدد نشاط ا١تتلقي، كاألسلوب اتكيم يرشده بالتفاتة ذكية إب ما ٬تب أف

إب غت ذلك ٦تا أسهب ب استنباطو الببلغيوف من استنطاقهم للقرآف كإلبداعات يستعي اىتمامو،العرب. كب يهتدكا إب القاسم الدالب ا١تشتؾ الذم تنتظم تتو ىذه األساليب ا١تختلفة ب الظاىر،

ياؽ ا١توحدة من حيث اإلجراء ب الصميم، أال كىو أف مثل ىذا العدكؿ ال ييعتمد إال إذا كاف الس . 2ا١تعدكؿ ينطوم على أمر يراه ا١تتكلم على جانب كبت من األ٫تية"

كىنا ٯتكن أف نقوؿ إنو ليس لبللتفات دكر تركييب ب النص بقدر ما لديو دكر تداكب سياقي، كلكن مع اعتبار ا٠تاصية التكيبية األساسية كىي ضركرة االنتقاؿ من إسناد معت إب آخر، كإف كاف

ا من تصيل اتاصل ألنو داخل ب أصل تعريف االلتفات ككجوده، كلكننا باإلشارة إليو نشت إب ىذالطبيعة التكيبية اليت يكوف عليها النص عند اشتمالو على االلتفات، كلكننا ال ندرم كيف صنف

من البديع؟ كىذا العلوم االلتفات ضمن ا١تباحث التكيبية مع أنو معدكد عند الكثت من الببلغيت ض

.2/72الطراز، - 1 ص. ج.ـ.ـ.س.العدكؿ عن مقتضى الظاىر ب ا٠تطاب القرآين: مقاربة أسلوبية، - 2

Page 426: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

418

التصنيف الذم جاء بو العلوم لبللتفات ىو الذم حدا بنا إب الوقوؼ عليو من بت بقية أصناؼ البديع األخرل على كثرهتا.

كىي األ٫تية، من غاية على تركيبية خاصية إب كا١تقابلة الطباؽ عن حديثو لدل العلوم يشت بأهنا اللفظية ا١تؤاخاة عرؼ كقد كذلك، ا١تعاين يب كا١تؤاخاة بينها، فيما األلفاظ بت با١تؤاخاة تاه ما

كغت كاتمع كالتثنية كاإلفراد" التكيب، منها يتألف اليت الكلمات كخصائص أحواؿ مراعاة ضركرة كىكذا مثلو، مفردا يكوف أف مقابلو ب استحب مفردا األكؿ كاف فإذا اللفظية، األحكاـ من ذلك : 2قولو تاـ أيب على عيب ذلك أجل كمن ، 1"موعا٣ت كاف إذا

ا العيربى سىلىنبى ميثػىقفىاته القىصفىا كىالعىاشقى زيرقػىتػىهىا كىالركـى سيػػمرىتػىهى

الكبلـ أف لو األكب ككاف ذلك، بعد أفرد ب البيت، أكؿ ب باتمع جاء ألنو ذلك عليو عيب كقد ذكر" ١تا الشاعر ألف العلوم، رأم ىو كىذا كيلو، تعان ٬تعلو أف كإما تيعان يفرده أف فإما حدان كا

١تا ككذلك كلها، توعا كوهنا ب األكؿ ليوافق «كالعشاؽ» يقوؿ أف بو األخلق كاف الرـك العرب . 3"ذلك من سبق ما ليطابق «قصفها» يقوؿ أك «دقتها» يقوؿ أف األكب كاف كالسمرة الزرقة ذكر

القرآف ب كردت ألهنا كذلك ا، مقطوعان مسألة كليست فيو، ٮتيتػىلىفي ٦تا ا١تسألة ىذه كلكن يبعث كما التوافق مدل على تقوـي ا١تسألة بأف يرل كالعلوم االتفاؽ، ال االختبلؼ جهة على الكرن قػيليوم عىلى اللوي خىتىمى :" كجل عز اهلل قوؿ نالكر القرآف ب منو كرد ك٦تا كاإلعجاب، اتيسن من ذلك الكلمات توحيد ضركرة مسألة ىي إذف ا١تسألة فليست ، 4" غشاكىةه أىبصارىم كىعىلى تىعهم كىعىلى

أمر كاف كلو العبارة، عليو تكوف الذم اتيسن مدل على يقـو األمر كلكن العدد، حيث من ا١تذكورة .العريب البياف سقف كىو الكرن، القرآف ب ذكره كرد ١تا الكبلـ ركيك من معدكدان كورا١تذ اختبلؼ

.2/203الطراز، - 1 .145ديواف أيب تاـ، ـ.ـ.س.ص. - 2 .2/203الطراز، - 3 .7سورة البقرة، اآلية: - 4

Page 427: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

419

بت التكييب التشاكل أم اللفظية، ا١تشاكلة مفهـو على السابقة ا٠تصائص قامت البلتشاكل رصد ضركرة، عنو، ينشأ النسجية عبلقاتو ب التشاكل رصد" أف كا١تبلحظ ا١تلفوظات،

مقومات بت ا١تتماثلة، أك ا١تتقاربة، العبلقات يرصد التشاكل كاف كإذا"(. التباين" أك" التقابل" أك) اليت ا١تتعارضة، ا١تتناقضة أك ا١تتنافرة، العبلقات يرصد( التباين أك) التقابل فإف النصوص؛ من نص

النص نسيج ب منصهران كونو حاؿ للمقوـ السيمائية العبلقة تديد إب األمر، حقيقة ب تفضي، أنو كما ا١تفردة، ا١تلفوظات بت يقـو أنو أم إفراديان التشاكل ىذا يكوف كقد ، 1"للتحليل ا١تطركح .الدارس باىتماـ كأكب التحليل، لدل خصوبة أكثر كىو اتيمل، بت فيكوف تركيبيان، يكوف أف ٯتكن

تكوف أف ٯتكن األلفاظ أف أم معنويان، كذلك يكوف فإنو لفظيان، التشاكل يكوف كمثلما كاردة فهي ا١تعنوية ا١تؤاخاة كأما:" قولو ب ذلك إب العلوم أشار كقد أيضان، ا١تعاين حيث من متشاكلة

2"اآلية معت من سبق ما على مطابقة تأتى فإهنا اآلم، فواصل ب يكوف إ٪تا كىذا كثتا، القرآف ب اللوى إف ٥تيضىرةن األىرضي فػىتيصبحي ماءن السماء منى أىنػزىؿى اللوى أىف تػىرى أىبى :" جل ك عز اهلل قوؿ ذلك كمن ،

. 3" خىبته لىطيفه

قاحلة جافة كوهنا من األرض حوؿ تعاب أنو أكرد ١تا أنو كذلك أك٢تا، اآلية آخري شاكل فقد اللطف لو من إال ذلك يستطيع ال كأنو ا٠تربة لطيف من عليو يدؿ تا ذلك شاكل نضرة، خضراء إب

متشاكبلف الوجو ىذا من فا١تعنياف اإلعجاز، غاية ب يكوف ىذا مثل أمران ألف التامة، كا٠تربة ا١تطلق . كأبلغو التشاكل يكوف ما كأحسن

تىرم كىالفيلكى األىرض ب ما لىكيم سىخرى لوى ال أىف تػىرى أىبى :" تعاب اهلل قوؿ أيضان القبيل ىذا كمن ففي ، 4" رىحيمه لىرىؤيؼه بالناس اللوى إف بإذنو إال األىرض عىلىى تػىقىعى أىف السماءى كىٯتيسكي بأىمره البىحر ب

.120ـ، ص.2009األدب اتزائرم القدن: دراسة ب اتذكر، دار ىومة، اتزائر العاصمة، اتزائر، - 1 .2/204الطراز، - 2 .63سورة اتج، اآلية: - 3 .65سورة اتج، اآلية: - 4

Page 428: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

420

كلها ككانت نعمو جبلئل عدد ١تا نوأل «رحيم برؤكؼ» فصلها" قد كجل عز اهلل أف ٧تد اآلية ىذه كاآلفات البحرية األىواؿ من عظيمة ١تتالف بصددىا متعرضت رتتو لوال ككانوا مدبرة مسخرة

كماؿ على لينبو كالرتة الرأفة بذكر عقبها األمور ٢تذه متعرضة أنفسها ب كانت فلما السماكية، .1"با٠تلق رتتو كعظيم لطفو

كا١تعاين كالتاكيب األلفاظ بت التوليف ب كا١تعنوية اللفظية ا١تشاكلة خاصية نم ييستفاد تركيب ب يبدأ النص منشئ إف إذ النصي، التنامي ظاىرة كفق النص بناء لتسلسل سبيل كىي تيعان، متناسقة نيوكمعا كتراكيبو ملفوظاتو تكوف أف ضركرة اتسباف ب آخذان األكب اتيملة من انطبلقان نصو بدكره يؤدم ما كىو الغموض، إب حتمان سيؤدم( ا١تشاكلة) التناسق ىذا مثل انعداـ ألف بينها، فيما الشعر من النصوص بعض لدل نشاىده ما بعض ىو كىذا كالنصي، اللغوم التلقي عملية عرقلة إب

ا١تتخصص، الغت للقارئ بالنسبة التلقي عملية يصعب ٦تا ا١تعاين، بتكثيف أكثره يتميز الذم اتديث بو ٮترج تريدم بأسلوب ينظم أنو 2البحوث بعض أثبتت فقد مثبلن، أدكنيس عند ٧تده قد ىذا كمثل من كثت ب تجب قد كثافة ذات الشعرية تراكيبو من ليجعل الشعر، نظم ب ا١تألوؼ الطور عن

ا١تتخصص، للدارس بالنسبة مستساغان كاف كإف مالنظ من النوع كىذا كراءىا، ا٠تبيئة ا١تعاين األحياف .الشعر قراءة من مطلوبو إب العادم القارئ كصوؿ دكف توؿ عقبة يكوف فإنو

يقـو النص أف كذلك النص، بناء ا ٯتيكن اليت الوحيدة ا٠تاصية ىي ليست ا١تشاكلة كلكن التشاكل أمر ب البحث من ييفهم أف" ينبغي كال ،كا١تعاين األلفاظ بت كاالختبلؼ ا١تباينة على أيضان ة أنو أساس على من ا١تتقاببلت رصد من ييفهم أف ينبغي ال كما بالضركرة؛ األديب، النص ب ٤تىمىدى

ىنا األمر فإ٪تا تيشكر، كال فيو تينكر اليت ا١تغامز من مغمزة أنو على النصوص من نص ب ا١تقومات عن الكشف أجل من كتركيبيان، إفراديان الكبلـ، لعناصر احملايد صيفالتو من شيء على ينهض

.2/204الطراز، - 1 .249، ص.ـ1998، 1قباء، القاىرة، مصر، ط. يينظر: أساليب الشعرية ا١تعاصرة، صبلح فضل، دار - 2

Page 429: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

421

للوصوؿ يسعى العلوم كاف ٦تا ىذا أف كيبدك ، 1" نسجو معاب كتديد النص ب الكامنة العبلقات أف حاكؿ ذلك من بالرغم كلكنو فيو، نتابعو أف لنا يتيح كامبلن بسطان فيو القوؿ يبسط ب كلكنو إليو، .الببلغية ا٠تاصية ىذه أ٫تية إب مشتان كيناقشها ذلك ضوء ب أمثلة يقدـ

( للمشاكلة ا١توافق ا١تفهـو كىو) بينها فيما األلفاظ بت ا١تبلءمة أمر بأف الباحثت من أف على ا١تطابقة كىي أخرل نظر كجهة من يكوف أف ٬تب ثانية، جهة من ا١تعاين كبت كبينها جهة، من

جزالن ا١تعت كاف" ذلك كمن ا١تعاين، من لو اختت ١تا مناسبان لفظ كل يكوف أف ٬تب إذ ة،الصوتي ا١تعت كاف كإذا تيبلئمو، رقيقة ألفاظ لو اختتت رقيقان ا١تعت كاف كإذا تيبلئمو جزلىةه ألفاظه لو اختتت الدراسة باب ب كلكن ذلك إب العلوم أشار كقد ، 2"تيبلئمو خىشنةه ألفاظ لو اختتت خىشنان بت التناسب بضركرة رأل قد فهو حاؿ كل كعلى البديع، باب من اعتباره حيث من كليس الصوتية بالرتة، كاإليذاف ا١تبلطفة مواقف ب رقيقة األلفاظ ىذه فتكوف الكبلـ، من كالغرض ا١تنتقاة األلفاظ .كالتهديد الوعيد مواقف ب ذلك عكس كتكوف

تطرقت اليت احملاكاة نظرية مع يتوافق قد ٦تا ىي ا٠تاصية ىذه مثل أف إب ىنا نشت فأ ٯتيكن ٦تا ، 3الطبيعة أصوات ٤تاكاة ٤تاكلة إب أصلو ب يعود اللغة أصل بأف ترل كاليت اللغوية، النظريات ٢تا

" ا٠ترير" لفظ كاستعماؿ عليو يدؿ الذم اللغوم كالصوت ا١توصوفة الظاىرة بت التوافق إب يؤدم ىنا فا١تبلحظ األفعى، صوت إب بو يشار الذم" الفحيح" ككلفظ اتارم، ا١تاء صوت على للداللة

.عنها التعبت ا١تراد كالظاىرة ا١تستعملة الكلمة تركيب بت التطابق ذلك ىو

بقية معو تتظافر إذا إال الداللة ناحية من تامة فائدة ذا يكوف ال التناسب ىذا مثل كلكن ب احملورية التكيبية للبنية الوظيفية بالعبلئق يرتبط" ألنو للغة التكييب اتانب كمنها اللغوية، ا٠تصائص

.120األدب اتزائرم القدن: دراسة ب اتذكر، ـ.ـ.س.ص. - 1 .520، ص.2ـ، ج.1996ىػ ، 1416، 1الببلغة العربية، عبد الرتن بن حسن ا١تيداين، دار القلم، دمشق، سوريا، ط. - 2 .15ـ، ص.2007، 3اف ا١تطبوعات اتامعية، اتزائر العاصمة، اتزائر، ط.يينظر: اللسانيات: النشأة كالتطور، أتد مومن، ديو - 3

Page 430: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

422

كنسقو نسجو معاينة تكوف أف يفتض الذم ، 1"التاكيب بعلم يينعت فرعي علم كلو ما، لساف .عنو ا١تتحدث ا١توضوع إب بآخر أك بشكل تشت أف ٬تب داللة كىي ما، نوع من داللة إب مفضية

أيضان، العبارات بت تكوف كإ٪تا ا١تفردات؛ بت فقط تكوف ال التشاكل خاصية أف كعلى معانيها، حيث من كمتناسبة متناسقة فتكوف معناىا، أك لفظيها حيث من متشاكلة تكوف فا١تفردات

التشاكل كيكوف إليو، كتشت النص موضوع تؤطر ةالداللي الستكرة ٬تعل كاحد، اتاه ب تتظافر تيث إب تراكيبو خبلؿ من يسعى كاحد كدالب تركييب نسق ضمن أيضان تظافرىا خبلؿ من التاكيب بت

كا١تدلوؿ، الداؿ بت معينة تضايف عبلقة" الداللة باعتبار كذلك للنص، الدالب ا٢تدؼ إب الوصوؿ .2"ا١تذكورة العبلقة ب اختبلفات ادإ٬ت تسب تتعدد الداللة فأنواع

كالببلغية اللغوية الدراسات منظور من كىذا النصية، الداللة دراسة إب األخت ب األمر يؤكؿ ب تابعة األلفاظ كأف األلفاظ، على الوجود ب سابقة ا١تعاين بأف ترل حت كذلك األقل، على القدٯتة مبلحظة ىنالك كلكن معان، األلفاظ كطبيعة الطريقة ىذه تدد اليت لمعاينل تركيبها كطريقة اختيارىا الداللة إب بالضركرة يؤدم أف ٬تب ا١تذكور التكيب تليل أف كىي إليها اإلشارة تب ىامة

٭تيل" كىو أصلو، ب دالب مفهـو كىو اللغة، ب االنسجاـ مفهـو إب نشت أف ٯتكن كىنا ا١تقصودة،مل ال ىنا ك٨تن ، 3"كنص تدده اليت النص داخل القائمة ا١تعت اتعبلق إب النقدية النصوص ٨تي

ضمن يصب السابقة الببلغية للقضايا العلوم تليل أف يبدك كلكن تتمل، ما فوؽ القدٯتة الببلغية .العربية الببلغية للنظرية التأصيل قبيل من يكوف قد إذف فاألمر ارل، ىذا

كىو ا٠تاص، منظوره من العربية القصيدة بناء إب ،(ىػػ322.ت) العلوم طباطبا ابن أشار ٥تىضى " قصيدة بناء راـ إذا الشاعر بأف يرل فهو ليتأملو، الباحث عنده يتوقف بأف جدير منظورعتى تيطىابقيوي، اليت األىلفىاظ من إياهي يػيلبسيوي امى لىوي كأعىد نػىثران، فكره ب عىلىيو الشعر بنىاءى ييريد الذم ا١ت

.16ـ، ص.1999مباحث ب اللسانيات، أتد حساين، ديواف ا١تطبوعات اتامعية، اتزائر، - 1 .13ـ، ص.2004، 3علم الداللة عند العرب، عادؿ فاخورم، دار الطليعة، بتكت، لبناف، ط. - 2 .461ـ، ص.2009، 1بت النظرية كالتحليل، صفاء جبارة، دار أسامة للنشر كالتوزيع، األردف، ط.ا٠تطاب اإلعبلمي - 3

Page 431: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

423

ىعتى ييشىاكلي بيته لىوي اتػفىقى فىإذا عىلىيو، القىوؿي لىوي سىلىسى الذم كالوىزف توافقيوي، اليت كالقواب يركميوي الذم ا١ت

القىوؿ لفينوف كتػىرتيبو للشعر تػىنسقو غت على المعىاين من يو تػىقتىض تىا القواب شيغل ب فكرىهي كأعمىلى أثػبىتىوي نىوي مىا تػىفىاكيت على نىظميوي لىوي يػىتفقي بيتو كل يػيعىلقي بل فيو ىعىاين، لىوي كىميلىت فىإذا قبلىوي، مىا كبػىتى بػىيػ

ا١ت، ككىثيرت . 1" منػهىا تشىتت ١تا جىامعا كسلكان ٢تىىا، نظامان تكوفي بأبياتو بىينهىا كىفقى األبياتي

عنو يصدر رأم كىو كالتاكيب، األلفاظ على الوجود ب سابقة ا١تعاين أف إب ابتداء يشت فهو قصيدتو تكوف لكي الشاعر على طباطبا ابن كيشتط الطراز، صاحب العلوم كمنهم الببلغيت، أكثر الفكر ب عنها اتديث ا١تراد ا١تعاين معاتة عن كناية كىي فكره، ب تا١تع ٯتخض أف ا١تعاين حسنة فإذا القصيدة، ب إليراده أحسنها كاختيار كتبويبها، ترتيبها تقتضي الفكر ب كمعاتتها أكالن، كالنفس ب يبحث بأف كذلك اللفظ، لبوس من يناسبو ما لو ٬تد أف موالية خطوة ب ٭تاكؿ فإنو ذلك لو تيسر

قد كاف اليت كاألفكار ا١تعاين يناسب ما منها فيأخذ اللغوية ككفاءتو ذاكرتو تستوعبها اليت ا١تلفوظات كانت دقيقان كاف فكلما سليمان، يكوف أف ٬تب االختيار ىذا أف إب سابقان أشرنا كقد سابقان، تثلها

بت الػػػػػػػػػمشاكلة ضركرة يػػعػػت كىػػذا ػػان،جػػمػػيػػعػ معانيها ك تركيػػبيػػهػػا حيث من كأتل أحسن القصيدة .ثانية جهة من الػػػػػمعاين كبت كبينها جهة، من بينها فيما األلفاظ

ك٨تن للموضوع، ا١تناسبت كالوزف القافية عن يبحث أف ٣تددان حاكؿ ذلك، لو استقاـ فإذا اتماسة ١توقف يصلح فما اختبلفها، على واضيعللم صبلحيتها ب متفاكتة الشعرية األكزاف أف نعلم

كزف ذات القصيدة تكوف أف ييفضل األكؿ ففي مثبلن، كالنسيب الغزؿ ١تواقف يصلح ال كالنفت، البحور الثاين للموقف يصلح حت على مثبلن، كا١تتدارؾ االندفاع حركة كصف ب يساىم خفيف إب يشت طباطبا ابن أف إب ىنا اإلشارة من كالبد ، 2مثبلن كالطويل الرصينة، ا٢تادئة األكزاف ذات

.8عيار الشعر، ٤تمد بن أتد بن طباطبا العلوم ، تح. عبد العزيز بن ناصر ا١تانع، دار ا٠تا٧تي، القاىرة، مصر، د.ت.ص. - 1، 2مد العيد آؿ خليفة، عبد ا١تلك مرتاض، در الغرب، كىراف، اتزائر، ط.ياء: تليل مركب لقصيدة: أين ليبلم حمل -ينظر: ألف - 2

.239ـ، ص.2004

Page 432: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

424

٭ترف تر اختيار ب نفسو ييعنت ال أف عليو إذ الشاعر، ٮتتاره الذم الوزف ب كالسهولة السبلسة شرط .انقيادان ا١تعاين بو لو تنقاد كزنان يكوف أف عليو كإ٪تا عليو، ا١تعاين كجرياف انقياده عليو

الشاعر، ييشكلها اليت كاألبيات ا١تطركحة، امعاين بت ا١تشاكلة ضركرة على طباطبا ابن يؤكد أف دكف كذلك طلب، الذم كالوزف أراد الذم للمعت كفقان بيت كل ٬تعل فإنو كلو، ذلك لو ب فإذا

سابقان ورةا١تذك األبيات بت فألف عاد تيعو، ذلك لو ب فإذا بينها، فيما األبيات تشاكل إب يلتفت ب ذلك كيظهر السابقة، األبيات بت كالتبلـؤ االلتحاـ إل٬تاد الشاعر ا يأب جديدة، أخرل بأبيات اتديدة األبيات فهذه ،" منػهىا تشىتت ١تا جىامعا كسلكان ٢تىىا، نظامان تكوفي بأبياتو بىينهىا كىفقى :" قولو

كىي ا١تعاين، متبلئمة غت كانت أهنا أشرنا اليت قةالساب األبيات معاين بت الوصل منها ا٢تدؼ جامع ٬تمعها يكاد ال كاأللفاظ ا١تعاين متناثرة القصيدة تاءت لوالىا إذ القصيدة، لبناء ضركرية .كاحد معنوم

على العربية القصيدة بناء شأف ب طباطبا ابن أكردىا اليت السابقة ا١تبلحظات أغلب قامت جهة، من الواحدة القصيدة أفكار بت ا١تبلءمة بضركرة يرل كالذم سابقان، إليو ا١تشار كلةا١تشا مفهـو من نبلحظ أف كٯتكن ثانية، جهة من ٢تا ا١تؤدية كاأللفاظ ا١تعاين كبت ثانية، جهة من ألفاظها كبت مثلما ٣تموعان إليو يشر ب لكنو الطراز، ضمن العلوم أكرده قد ا١تبلحظات ىذه أكثر أف أخرل جهة لعمل ا١تتتبع أف غت كاحد، مبحث ضمن القصيدة بناء عن تدث حت ىنا، طباطبا ابن فعل

طباطبا ابن عكس على لغوم شاىد أك تثاؿ يوردىا مبلحظة كل يشفع العلوم أف ٬تد الرجلت، .كالتمثيل االستشهاد من تلو تكاد نظرية دراسة القصيدة بناء شركط درس الذم

كأبياتو معانيو ب يتصرؼ أف بإمكانو الشاعر أف إب دكمان البناء فكرة ضمن طباطبا ابن يشت أسس على بناءه ليعيد البيت بناء ينقض أف مثبلن فلو للقصيدة، اتيد البناء على يساعد ما كفق

مشاكلة كمعانيو فاظوأل تكن ب أك ا١تذكورة، للمعاين تصلح قافيتو أك كزنو يكن ب إذا كذلك جديدة، القصيدة بناء إتاـ إب هتدؼ إجراءات كلها كىي تلحقو، اليت أك سبقتو اليت األبيات كألفاظ ١تعاين

Page 433: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

425

إلىيو أداه قد مىا يتأملي ب :" الشأف ىذا ب يقوؿ. كاضحة كمعاين حسن، كشكل مقبوؿ، معيار كفق سىهلةن لىفظىةن ميستكرىىةو لىفظىةو بكيل كىيػيبدؿي منوي، كىىىى مىا كيػىريـ انتقادىهي، صيفػىيىستػىق فكرىتيوي كنػىتىجىتوي طىبػعيوي، .نىقيةن

األكؿ، للمعت ميضىاده آخر مىعتن لىوي كاتػفىقى المعىاين من مىعتن ب شىغىلىهىا قد قافيةه لىوي اتػفىقىت كإف عت ب قىعى أك القىافيةه تىلك ككانىت

ىعت ب منػهىا الثاين ا١ت

ىعت إبى نػىقىلها األكؿ ا١ت

ى ىيوى الذم الميختىار، ا١ت

اتاذؽ كالنساج كيىكوف تيشىاكليوي قافيةن ١تعنىاهي كطىلىبى بعضىوي نػىقىضى أىك البػىيت، ذىلك كأبطىلى أحسىني،يو تػفويفال بأحسىن كىشيىوي يػيفىوؼي الذم هي، كييسىد لهلي كىالى كيينتي يئا يػيهى .1"فػىيىشينوي منوي شى

كلها، ا١تراحل ذه ٯتركف قصائدىم نظم لدل كانوا الشعراء من ا١تفلقت أف نعتقد ال كلكن م٢ت فانقادت الشعر ناصية من تكنوا ٦تن الشعراء من أف كذلك ا، األخذ ب إذف نسيب فاألمر ما كأحسن فيكوف البديهة على كينظمو ارتاالن الشعر يقوؿ من منهم القواب، ٢تم كذلت األشعار

كل ب يقولو فكاف" الشعر، على طيبع قد العتاىية أبا أف تذكر كا١تصادر الشعر، من الناس قاؿ شئتي لو:" قاؿ كقد جهد، دكف ا١تبت لو فينقاد ا١تعت يتناكؿ كاف أنو على كقت، كل كب موضوع

يلعب ككاف:" البصرم ابن عن ا١تربد عن ا١تعتز ابن قاؿ كفيو ،"لفعلت شعران، كلو كبلمي أجعل أف .2"يشاء كيف يأخذ لعبان، بالشعر

كا١تشهود ا١تعلقة صاحب سلمى أيب بن زىت فحىت الشعراء، بت قلة العتاىية أيب أمثاؿ كلكن ٦تتدة، كأكقاتان متطاكلة، أزمنة قصيدتو يتؾ كاف أنو ا١تصادر ذكرت قد ثان كحدي قدٯتان بالشاعرية لو

كمظهر حسنة صورة ب ترج حىت تغيته، ٯتكن ما فيها كيغت نظره، فيها كييقلب رأيو فيها ٬تيل .مقبوؿ

.8عيار الشعر، ـ.ـ.س.ص. - 1ديواف أيب العتاىية، أبو العتاىية أبو إسحاؽ إتاعيل بن القاسم بن سويد، قدـ لو كشرحو: ٣تيد طراد، دار الكتاب العريب، بتكت، - 2

.13ـ، ص.2004ىػ ، 1425لبناف،

Page 434: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

426

بت ةا١تنافر بياف كىو البديع، أصناؼ من عشر الرابع للصنف أفردىا خاصة فقرة العلوم يعقد تقتضي ا١تشاكلة أف خبل ا١تشاكلة، مفهـو من قريب مبحث كىو مواقعها، حيسن كمراعاة األلفاظ اللفظة" بإيراد تكوف األلفاظ بت ا١تنافرة أف حت على كا١تعاين، األلفاظ بت كا١تناسبة التأليف حسن بت كبعرة در، عقد ب نواة تنزلة كتكوف تنافرا، الكبلـ ب فتورث فيو كردت اليت توضعها الئق غت

قبلو ١تا مبلئم غت الكبلـ كقوع معناىا أف ا١تنافرة ب األمر فحاصل ا١تباينة، من ذلك غت إب آلبء .1"لو مناسب كال

غت مطمئنة مكاهنا، ب مستقرة األلفاظ تكوف أف اتسن التأليف شركط من أف كذلك ال ىذا كلكن معان، كاللغة الشعر ناصية من كتكنو الشاعر حذؽ بإ األصل ب يعود كذلك نابية، الشأف ىذا ب أكرد قد العلوم أف ذلك كمن ىذا، مثل ب يقعوف ال قد الشعراء من الكبار أف يعت :ا١تتنيب قوؿ

اللي ىيوى الذم األىمرى يػيربـي ال يػيربـي ىيوى ذمال األىمرى ٭تىليل كىالى حى

فأما لفظها؛ ألجل الئقة غت لكوهنا عنها الفهم" ينبو( حالل) ا١تتنيب قوؿ أف العلوم ذكر فقد الذل األمر ينقض كال ناقض ىو الذل األمر يرـب فبل بقولو أبد٢تا لو فإنو ك٢تذا مستقيم، فهو معناىا كىو صيغتها أجل من كاف إ٪تا عنها النفار أف قررناه ات فظهر نافرة، غت صحيحة لكانت يرـب ىو

ب الفك جاء فإنو «تالل» ٥تالف «٭تلل» لفظة فإف ك٢تذا غت، ال فيها كاف الذل اإلدغاـ تفكيك .2"ا١تضارع الفعل

ا١تبلءمة ب الكاتب أك الشاعر بو ٭تضى الذم التوفيق مدل على تقـو ؛إذف؛ فا١تسالة ذلك يتجاكز األمر إف بل فحسب، ذلك كليس قصيدتو، كينظم أبياتو، يػيرىكبي ا اليت لفاظاأل بت عن خارجة تكوف فبل مناسبة، صرفية صياغة ذات تكوف أف ٬تب كاليت ذاهتا حد ب اللفظة إب

.3/34الطراز، - 1 نفسو. - 2

Page 435: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

427

قد األلفاظ بعض ألف 1الصرفية الناحية من صحيحة كانت لو حىت ا١تألوؼ العريب االستعماؿ كاحد تركيب ب غته كبت بينو اتمع كلكن ذاتو؛ ب النطق على سهبلن نفسو ب صحيحان فيكو استعمل الذم ا١تتنيب على الحظنا مثلما قبل، ذم من فيو يكن ب ما الصوتية العيوب من فيو ييظهر من مناسبة اللفظة تكوف كيما( ٭تلل) ا١تضارع الفعل يستعمل أف لو األكب ككاف( حالل) لفظة

.كبوة جواد لكل أف يبدك كلكن معان، كالصرفية الصوتية الناحية

بت التناسب تستدعي ا١تشاكلة رأينا أننا كذلك ا١تشاكلة، مبحث تقابل ا١تسألة ىذه أف كيبدك ب مستقران يكوف ال الذم باللفظ ا١تعاظلة ب األمر يتعلق بينما ٢تا، تيساؽ اليت كا١تعاين التاكيب ا١تعاين، ال باأللفاظ متعلقان عادةن يكوف كىذا ا١توضع، متمكن غت مستوحشان، قلقان فيكوف مكانو، عن حديثو لدل ىذا من شيء إب أشار قد نفسو كالعلوم السابق، ا١تتنيب بيت مع رأينا مثلما

.اتركؼ بت ا١تبلءمة كضركرة الفصاحة

االئتبلؼ، كىو النصوص تركيب ب دخوالن البديع اؼأصن أىم أحد لبحث فقرة العلوم يعقد قو٢تم من افتعاؿ كىو:" بالقوؿ عرفو كقد تيعان كا١تعاين األلفاظ بت النص ب التناسب بو كيقصد ا، ييلم أف العلوم حاكؿ أقساـ أربعة إب ينقسم كىو ، 2"تعها إذا بعض إب بعضها ا٠ترز ألف جزال، لو ا١توضوع اللفظ كاف فخما ا١تعت كاف" فإذا منو، ا١تقصود ا١تعت عم اللفظ يتآلف أف كأك٢تا ا١تخرج ىذا على خرجا إذا ك٫تا أحوالو، كل ب فيطابقو رقيقا، اللفظ كاف رقيقا ا١تعت كاف كإذا

نظاـ، أكفق ب كانتظما شكل أحسن على كتألفا موقع، أحسن الببلغة من كقعا ا١تبلئمة ىذه كتبلءما . 3" البديع علم ب عظيم باب كىذا

لفظة )حالل( صحيحة االشتقاؽ، كىي اسم فاعل من الثبلثي )حل( فيكوف اسم الفاعل منو على كزف )فاعل(، يينظر ب ىذا الشأف: - 1

ا، بتكت، شذا العىرؼ ب فن الصرؼ، أتد اتمبلكم، ضبطو كشرحو ككضع فهارسو: ٤تمد أتد قاسم، ا١تكتبة العصرية، صيد. كانظر أيضان: ا١تفتاح ب الصرؼ، أبو بكر عبد القاىر اترجاين، تح. كتق. علي توفيق اتمد، مؤسسة 85ـ، ص.2012ىػ ،1433لبناف،

.62ـ، ص.1987ىػ ، 1407، 1الرسالة، بتكت، لبناف، ط. .3/80الطراز: - 2 نفسو. - 3

Page 436: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

428

ا١توقف كاف لػػما إذ الضحى، سورة ب كرد ما كمنو كثتة، الكرن القرآف ب كأمثلة ذلك كىالليل ، كىالضحى:" تعاب قولو ب ذلك على دالة السورة ألفاظ كانت بالرتة كإيذاف مبلطفة موقفيػره كىلىآلخرىةي قىلى ماكى رىبكى كىدعىكى ما ، سىجى إذا 1"فػىتػىرضىى رىبكى يػيعطيكى كىلىسىوؼى ، األيكبى منى لىكى خى .التناسب يكوف ما كأحسن كا١تعاين األلفاظ بت تاما التناسب جاء فقد ،

٢تذه مناسبة األلفاظ فتأب كهتديد، كعيد موقفى ا١توقفي يكوف فقد ذلك، من العكس كعلى كا١تنافقت ا١تشركت خطاب لدل كخصوصان كثتة، الكرن القرآف ب ىذا كأمثلة ٢تا، كمشاكلة ا١تعاين

تػيليوا اتيريـي األىشهيري انسىلىخى فىإذىا:" تعاب قولو ذلك كمن عنهم، كاتديث كىجىدتييوىيم حىيثي الميشركتى فىاقػ . 2" مىرصىدو كيل ٢تىيم كىاقػعيديكا كىاحصيريكىيم كىخيذيكىيم

كانت ا١تستعملة األلفاظ أف أيضان ك٧تد كجل، عز اهلل من الشديد الوعيد ٧تد اآلية ىذه ففي : سلمى أيب بن زىت قوؿ ا١تنظـو من ذلك أمثلة كمن ، ا١تقصودة للمعاين جدا مناسبة

يىػػػػتىػػثػىلم لىػػػػػم اتىوض كىجذـ كىنػيؤينا مرجىلو ميعىرس ب سيفعنا أىثىاب

ا قػيلتي الدارى عىرىفتي فػىلىما كىاسلىم الربعي أىيػهىا صىبىاحنا انػعىم أىالى لرىبعهى

جزال الػػػمقصود ػػمعتالػ كاف لػػػػػما" غريبة ألفاظ من تألف قد أنو ٬تد األكؿ للبيت فا١تبلحظ كحسنو اللفظ رقة من ا١تعت يبلئم تا الثاين البيت ب أتى عرفو فلما حالو، ٣تهوال معركؼ غت لكونو من تتاج فإنػػػػػها الػػػمعاين، كل كىكذا ، 3"االستعماؿ ككثرة كالظهور البياف من فيها ١تا كرشاقتو .كأتػػمػػها الوجػػػػوه أحسن على كيؤديها يوافػقػهػػا ما اللفظ

قد معت معت على الدالة كالتاكيب فاأللفاظ اللفظ، مع اللفظ يأتلف أف االئتبلؼ أنواع كمن " تريد فقد اآلخر، البعض من أحسن بعضها فيكوف عليو، الداللة ب تتفاضل كلكنها كثتة، تكوف

.5-1سورة الضحى، اآليات: - 1 .5ية:سورة التوبة، اآل - 2 .3/80الطراز: - 3

Page 437: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

429

بعده ما مناسبة من فيو ٭تصل ١تا منها كاحدا ارتت كلكنك كثتة بألفاظ تأديتو تصح ا١تعاين من معت ا١تبلءمة كلكن كا١تلفوظات، التاكيب اختيار ب الوحيد السبب ىي ا١تعت تأدية فليست ،" كمبلئمتو ب ليس كلكن بعضان، بعضها يناسب قد ا١تلفوظات بعض أف كذلك لذلك، ضركرية أيضان اللفظية التكيب . حاالت كل

الشاعر كعلى آخر، موضع ب يصلح كال موضع، ب يصلح ما ا١تلفوظات نم كىناؾ حساسة ذاهتا حد ب فاللغة كا١تعاين، ا١تلفوظات من ٮتتار ١تا حساسان نبهان يكوف أف( أيضان كالكاتب)

تده بينما موضعو، ب فصاحتو على مزيد ال مقبوالن مأنوسان ما موضع ب اللفظ تد فقد ١تواضعها، عن نابيان مكانو، ب قلقان فتاه دمامة، كالػػػػػجماؿ كحشة األنس انقلب كقد آخر موضع ب فسون ىو

.البعت ركبة فكأنو موضعو،

Page 438: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

430

أنواع البديع عند العلوي: -ز

ييقسم العلوم البديع إب نوعت كبتين ٫تا: ما يتعلق بالفصاحة اللفظية، كما يتعلق بالفصاحة ، كجعل ما يتعلق بالفصاحة اللفظية ينقسػػػم بدكره إب عشرين قسمان جاء على ذكرىا، موردان 1ا١تعنوية

تعريفو ٢تا مع تعريفات غته، كقد رد كثتان من ىذه التعاريف ألسباب بسيطة أحيانان ككجيهة أحيانان ؿ فيها، كأشار إب أخرل، كما أنو جعل احملسنات البديعية ا١تعنوية تسة كثبلثت قسمان، فصل القو

أمثلتها، ك٨تن ىنا سنعرض ١تا قدمو ب ىذا الشأف دكف أف نلتـز بالوقوؼ على ىذه احملسنات ألف ذلك قد ب ب ا١تبحث السابق.

يبدأ العلوم حديثو ب احملسنات البديعية اللفظية بذكر التجنيس، كيقوؿ إنو يسمى أيضان ، 2اف ب كجو من الوجوه كٮتتلف معنا٫تا، كىو نوعاف: تاـ كناقصبالتماثل، كىو أف تتفق اللفظت

فالتاـ ىو ما اتفقت فيو الكلمتاف ب اللفظ كالوزف كاتركة، فبل يكوف الفرؽ بينهما؛ إذف؛ إال ب يػرى ساعىةو "ا١تعت، كمن بليغو قوؿ اهلل جل كعبل:" كىيػىوـى تػىقيوـي الساعىةي يػيقسمي الميجرميوفى ما لىبثيوا غى

3 ،فالساعة األكب ييقصىدي ا يـو القيامة، كالساعة الثانية ىي اؿ مدة الزمنية ا١تعركفة، كما ٯتكن اإلشارة إليو ىنا ىو تأكيد العلوم على أ٫تية اتناس ب اللغة فقد رأل بأنو " من ألطف ٣تارل الكبلـ كمن

. 4س"٤تاسن مداخلو، كىو من الكبلـ كالغرة ب كجو الفر

ػػنا أشرنا ب بداية ىذا البحث إب أف العلوم قد جعل الفصاحة من عوارض األلفاظ، بينما جعل الببلغة من عوارض ا١تعاين - 1 ، كلكننا كي ٬تعل الفصاحة من خواص ا١تعاين.ىنا نراه

.2/185: الطراز، يينظر - 2، اآلية: - 3 .55سورة الرـك .1/185 الطراز، - 4

Page 439: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

431

كلكنو ب يوضح مصدر ىذه األ٫تية، كمن أين جاءت، فهل كانت من قبيل التكيب كجرس الكبلـ، أـ جاءت من جهة ا١تعت كا١تضموف؟ كب اتقيقة إف العلوم كثتان ما يبدم إعجابو بالظاىرة

قي كراء إعجابو ا، فكأف الببلغية؛ كلكنو ال ييكلف نفسو عناء متابعتها، كالوقوؼ على السبب اتقي األمر يكوف عاما تيث ال ٭تتاج إب توضيح.

كيقف عند التصيع، كيرل بأنو ما كاف من ا١تنظـو كا١تنثور متساكم الفواصل، كمتفق األكزاف كاألعجاز، كىو على ضربت: تاـ كناقص، فالتاـ منو ما كانت فيو ألفاظ الفصل األكؿ مساكية

ل الثاين ب عددىا كموافقة ٢تا ب تركيبها كهنايتها، كىو قليل الوركد ب الكػػػػبلـ لصعوبػػة أللفاظ الفصمػأخػػذه كدقػػػة مػػسلػػكػػو، كأما الناقص فهو اختبلؼ الفاصلتيػػػػن ب شيء مػػػػما سبق، كمنو من الػػػمنثور

:1قوؿ ا٠تنساء ب الرثاء

قيقىة مى ليقىة نػىفاعه، كىضىراري حامي الػحى ػػحميودي الطريقىة مىهدم الػخى

ػػيػػل ػػػػػػػػػػػػػػػزازي نىػػاصػيىػػػةو عىػػقػػادي أىلػػويىػػػةو لػلػػخى ػػػػوابي قىػػػاصػػيىػػةو جى ػ جى ػػراري ػػػػػػػجى

الثالث ب الطباؽ كقد سبقت اإلشارة إليو، كاألمر نفسو للصنف الرابع ا١تتمثل يتمثل الصنف ، الذم يسمى أحيانان ب رد العجز على الصدر، بينما يتمثل الصنف ا٠تامس ب لزـك ما ال يلـزاإلعنات، كىو يرد ب ا١تنظـو كا١تنثور تيعان، كقد ختم العلوم اتزء الثاين من الطراز بذكر اللف كالنشر، كىو عبارة عن " ذكر الشيئت على جهة االجتماع مطلقت عن التقييد ب يوب تا يليق بكل كاحد منهما اتكاال على أف السامع لوضوح اتاؿ يرد إب كل كاحد منهما ما يليق بو، كىو ب

رقها، كمنو قولو اتقيقة تع ب تفريق، كاشتقاقهما من قو٢تم: لف الثوب إذا تعو، كنشر الثياب إذا فتعاب: كىيػىنشيري رىتىتىوي"

أم يفرقها ب عباده على قدر ما يعلمو من الصبلح، كمثالو من التنزيل قولو 2

رجعت إب ديواف ا٠تنساء، لكت ب أقف على ىذين البيتت، بل كجدتي بيتان مشاان للبيت الثاين كىو قو٢تا: - 1 تاؿ ألوية ىباط أكدية شهاد أندية للجيش جػػػػػرار

.28سورة الشورل، اآلية: - 2

Page 440: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

النصوص بناء ب كأثر٫تا العلوم عند كالبديعية البيانية الصورة بناء : الرابعالفصل

432

تعاب: "كىمن رىتىتو جىعىلى لىكيمي الليلى كىالنهارى لتىسكينيوا فيو كىلتىبتػىغيوا من فىضلو"،أضافو إب النهار، ألف 1

، كىذا احملسن البديعي قد يكوف من بت أىم 2ء األرزاؽ إ٪تا يكوف هنارا بالتصرؼ كاالضطراب"ابتغالة تقاؿ ا١تظاىر التكيبية ب النصوص، ألنو ٬تمع بت اتيمل ا١تتابطة من حيث ا١تعت، فبل بد لكل تي

من تلة أخرل مقابلة ٢تا.

ب التخييل، كقد أشار العلوم إب أنو كثت الدكراف ب يتمثل الصنف السابع من البديع ا١تعنوم القرآف الكرن كالسنة النبوية الشريفة، كقد جعل العلوم الصنف الثامن خاصا باالستطراد، كىو ا٠تركج عن ا١توضوع ب الرجوع إليو ٣تددنا، كقد اشتهر اتاحظ كثتان باستطراداتو، فهو يػػخرج من موضوع

بأف ذلك أنشط لذىن السامع، ألف االستمرار ب موضوع كاحد مدعاة للكسل آلخر، ككاف يرل كفتور ا١تتابعة.

٬تعل العلوم الصنف التاسع للتسجيع، كقد فصل القوؿ فيو فذكر تعريفو كحكمو ب االستعماؿ، كبياف شركطو، كأقسامو، كأمثلتو، بينما خصص الصنف العاشر للتصريع كدرجاتو كأمثلتو،

عل بقية اتديث ١تا بقي من احملسنات البديعية ا١تعنوية، كىي: ا١توازنة، كتويل األلفاظ كاختبلفها كجباإلضافة إب كيفية استعما٢تا، كا١تعاضلة، كبياف ا١تنافرة بت األلفاظ كمراعاة حيسن موقعها، كالتورية،

تديد ينهي الكبلـ ب الػػػػػميحسنات كالتوشيح، كالتجريد، كالتدبيج، كالتجاىل، كالتديد، كتديثو عن ال اللفظية، لينتقل إب ذكر احملسنات البديعية ا١تعنوية كما يتصل ا.

حاكؿ العلوم أف يقف على بقية احملسنات البديعية اللفظية كىي التصريع كا١توازنة، كتويل كاإللغاز ك التوشيح، كالتجريد كالتدبيج، األلفاظ، كا١تعاظلة، كا١تنافرة بت األلفاظ، كالتورية كا١تغالطة،

كالتجاىل كالتديد، بينما عرض للمحسنات ا١تعنوية ب بقية ا١تبحث كأشرنا أهنا كانت تسة كثبلثت ضربان من البديع ب يزد فيها على ذكر ما كاف مشهوران معركفان بت الباحثت ب الببلغة.

.73ية: سورة القصص، اآل - 1 .2/212الطراز، - 2

Page 441: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

433

اخلامتـــــــــــــة

Page 442: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

ا٠تاتػػػػػػػة

434

لدل هناية البحث ٯتكن أف ٩تلص إب ٣تموعة من النتائج ٧تملها ب ما يلي:

٭تتاج كتاب )الطراز( للعلوم ١تزيد من البحوث اتادة اليت ٯتكن أف تكشف عما فيو من قضايا -1 أف األمر -ب كل مرحلة نشعر فيها أننا تثنا الكثت ٦تا كرد فيو-ببلغية ىامة، فقد كاف يتبت لنا

يزداد تشعبان ، كأف ما كشفنا عليو من قضايا كاف نسبيان جدا، فكل قضية ببلغية يدرسها العلوم ان، كلكن قد كانت توحي با١تزيد من البحث ٦تا ٬تعل األمر فوؽ طاقة تث كاحد كباحث كاحدو أيض

الطريقة اليت ٯتيكن ا دراسة العلوم كطرازه. تبت با١تقابل

ؿ متابعتنا للعلوم ب الطراز، كغته من الببلغيت الذين جاؤكا بعد اترجاين أنو الحظنا من خبل -2كثتا ما يفصل بت ا١تثاؿ كالفائدة اللغوية كالببلغية اليت تنتج عنو، فإما أف تيذكىر ٣تموعة ا١تعاين

مثبلن ( أك من ا١تفتاح 176اإلضافية ب أكؿ الفصل ب تيتبىع باألمثلة من دكف شرح أك بشرح قليل)ص.تيذكىر األمثلة ب النتائج، كب كلتا اتالتت يتيو القارئ لدل تتبع خيط التحليل الذم كاف يست عليو الدارس، كيتجلى ىذا بشكل أكثر كضوحان عند السكاكي، كبصورة أقل عند العلوم، كإف كاف

العلوم كثتان ما يتؾ ا١تثاؿ ا١تطركح من دكف معاتة تيذكىر.

رس لسانيات النص عند النقاد )القدامى( أفضل من دراستها عند الببلغيت ألف أمثلتهم ٣تتزأة تيد -3من نصوص أصلية كانت ىي األكب بالدراسة كالتحليل، ألهنا تعطي صورة متكاملة عن ا١تدكنة اليت

من األبيات ٯتيكن االشتغاؿ عليها، بينما كانت أغلب األمثلة اليت اشتغل عليها الببلغيوف ٣تموعة ا١تنتزعة من نصوصها، أك مقتطفات من نصوص نثرية أكرب .

تثل مباحث علم ا١تعاين أكثر ا١تباحث عبلقة بلسانيات النػػػص، فظواىر الفصل كالوصل كالتقدن -4كالتأخت، كاتذؼ كالذكر، كغتىا من ظواىر التكيب كعلم ا١تعاين تشكل أساسان ىاما لدراسة

منظور لساين نصي، كال يعت ىذا أف الظواىر اللسانية النصية تنحصر ب ىذه النصوص من ا١تباحث، كلكن يبدك أهنا ىي األكثر داللة كاألكثر خصوبة.

Page 443: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

ا٠تاتػػػػػػػة

435

ثل مفهـو ا١تشاكلة مفهومان ىاما ب الدراسة اللسانية النصية العربية، كقد رأينا كيف أنو يي -5 ظهر ٯتية العربية، كىو ييشكل مع ظاىرة التباين ب اللغة مسائل ىامة قد للغبشكل كاضح الطبيعة التكيبية

يكوف من ا١تفيد جدان البحث فيها.

تتاج اتهود اللسانية النصية العربية إب مزيد من البحث كالتنقيب للكشف عنها، فهي مبثوثة -6ب بلورة رؤية كاضحة ب تضاعيف الكثت من ا١تؤلفات، كنعتقد بأف تعها ب مؤلف كاحد سييسهم

٢تا، كما أنو سيساىم ب توضيح ا١تسار الذم سارت عليو، ككانت للغويت كالببلغيت العرب مبلحظات ىامة ب ىذا الشأف، كلكنها تنتظر من يكشف عنها.

رأينا من خبلؿ ىذا البحث أف العلوم كثتان ما كاف يهتم با١تثاؿ الذم يورده ، كيسعى إب -7و، على عكس السكاكي، كلسنا ىنا بصدد ا١تفاضلة بت عملي الرجلت، كلكن مثل ىذه التوضيح ب

ا١تبلحظة ساعدتنا ب موقعة عمل العلوم ب الطراز ضمن سلك خاص من الدراسة الببلغية، كاف متميزان عما كاف سائدان على عهد السكاكي كمن سار ب ركابو.

حا لغته ، فهو قد ذكر بصريح العبارة أف دافعو لتأليف إف العلوم ب األصل قد ألف الطراز شر -8الطراز ىو شرحو لكشاؼ الز٥تشرم، كبالتاب فإنو كاف تابعا ب ذلك لغته، كمن ىنا ييفتض أف الكثت من القضايا اليت أثارىا كعاتها كاف قد عاتها الز٥تشرم قبلو، كب يكن ب ذلك مبدعا، كلكن

كشاؼ ٬تد أف العلوم ب يكن ب اتقيقة تابعان للز٥تشرم ب كل القضايا اليت ا١تتصفح للطراز كالعاتها، بل كثتان ما ينطلق إب معاتة قضايا طرحها ببلغيوف آخركف كتدثوا عنها، غت أف ما ٯتكن

تفي تسجيلو ىنا ىو أف العلوم كانت تستهويو بعض القضايا الببلغية فيتوقف عندىا كثتان، بينما يك بعرض البعض اآلخر عرضان مباشران بتحليل قليل أك رتا من دكف تليل ييذكر.

ب يدرس العلوم األصوات ب حد ذاهتا، كلكن دراستو ٢تا كانت لدكاعو ببلغية، فقد أشار لدل -9حديثو عن مفهـو الفصاحة إب موقعيات اتركؼ، كجعلها تتصنف ضمن ٣تموعات ثبلث، كلكن

Page 444: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

ا٠تاتػػػػػػػة

436

ة كىذا التصنيف كاف ىدفو الوقوؼ على شركط الفصاحة ب الكبلـ كتنب الثقل ىذه الدراس كاالستكراه الناتج عن تقارب ٥تارج اتركؼ لدل النطق ا.

كاف العلوم تابعا للز٥تشرم، كلكن كانت تليبلتو بديعة كفيها من متعة ا١تتابعة الشيء الكثت، -10ساد ب تلك الفتة، كلكنو ب يكن ٮترج عما كرد عن الغت ككاف أسلوبو ب ذلك ٥تتلفان كثتان عما

كعند الز٥تشرم خصوصا، كنتوقع أف خركجو عن ربقتهم قد يكوف لو أثر حسن.

كاف العلوم أمتان للمؤمنت باليمن، كنتوقع أف ذلك صرفو عن التأمل الكثت ب القضايا الببلغية -11فرغ التاـ للبحث الببلغي، ككاف يظهر ذلك من خبلؿ طرحو للعديد ألنو فيما يبدك ب يكن متفرغان الت

من القضايا ذات األ٫تية البالغة ب الببلغة العربية كلكنو ب يكن يستسل ب شرحها الشرح ا١تطلوب، كب كثت من األحياف يكتفي تجرد طرح الفكرة دكف مناقشتها، كأف داعيان كاف يدعوه إب تركها

كذلك.

، أكبػػػر حجمان يات كب يتعد ذلك إب نصوص حديث العلوم عن بناء النصوص كاف يتعلق بأب -12ككاف داعي ا١تقاـ ىو الذم ثناه عن ذلك، ألف األمر كاف يتعلق بقضايا ببلغية جزئية، كاف يكفيها

ية كفق مبدأ البيت كالبيتاف، كلكن ىذا ال ٯتنع من بناء نظرة شاملة عن رؤيتو لبعض القضايا النص التعميم، إذ إف ىناؾ من القضايا ما يكوف صاتان للحديث عن البيت الواحد مثلما يكوف صاتان

للحديث عن ٣تموعة األبيات )النص(.

غالبا ما كاف العلوم يبدم إعجابو بالنص لكنو ال ييربر ذلك تربيرا ببلغيان ميقنعان، فقد كقفنا -13العلوم ا١تثاؿ، كلكنو يكتفي بإبداء إعجابو بو دكف أف يبت مصدر ذلك على حاالت كثتة يورد فيها

اإلعجاب أك سببو، كىو أمر ب اتقيقة ال يتبلءـ مع طبيعة البحوث اللغوية كالببلغية اليت تقـو على التربير، كإف كنا ال نعدـ بعض ا١تواضع اليت ييكتفى فيها بالذكؽ ب الكشف عن مواطن األدبية

.كاتماؿ

Page 445: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

ا٠تاتػػػػػػػة

437

ٮتلط العلوم بت احملسنات البديعية كغتىا من الظواىر الببلغية كمثاؿ ذلك اإلرصاد كحيسن -14التخلص، كاالقتضاب، اليت جعلها ضمن دراستو للصور البيانية، كيبدك أف ىذا ا٠تلط ب يقتصر على

، كليس العلوم دكف غته من الببلغيت، ألف الذم يعود ألكثرىم سيقف على شيء من ذلكاإلشكاؿ ب ىذا ا٠تلط ب حد ذاتو؛ بل ىو ب ا١تتابعة الشبو ا١تطلقة لدل معاتة ا١تفاىيم كتليل القضايا، فقد سار أكثر الببلغيت ب ركاب البعض اآلخر، كقليل منهم حاكؿ جهده أف يكوف متميزان

إليو اترجاين كتأسف عليو كضاؽ ب طرحػػػػػو كمعاتتو للقضايا كالظواىر الببلغية، كىو شأف قد أشار ذرعان بو.

كقفنا ب ىذا البحث على فرؽ كبت بت أسلوب العلوم ب الطراز كبت أسلوب السكاكي ب -15ا١تفتاح، فأسلوب العلوم يذكرنا كثتان باترجاين ككتابيو )الدالئل كاألسرار(، فهو أسلوب مستسل

٧تد أف أسلوب السكاكي كثت التعقيد، يصعب على قارئو أف سهل ا١تتابعة، كاضح ا١تعاب، ب حت الب، كما ذلك إال إليبلع غة ب الكتابت كانت نفسها ب اليتابعو، بالرغم من أف القضايا ا١تعات

السكاكي بالتقسيم، كتانف العلوم عن ذلك، كقد أشار العلوم نفسو إب التعقيد الذم جاء عليو ، كثر ب السكاكي عليو .كتاب مفتاح العلـو

٬تعل العلوم التشبيو البليغ من باب االستعارة، فهو يقوؿ إف التشبيو الػػمضمر األداة ٯتيكن -16عده تشبيها كما ٯتيكن أف نعيده استعارة، كب يقف ب ذلك موقفان صارما للتفريق بت الظاىرتت، من

االستقبللية اليت تيز ا العلوم ب تقدن الناحية الشكلية على األقل، كىنا ٯتيكن أف نشت إب تلك آرائو الببلغية، فهو كثتان ما كاف يعتض على اآلراء اليت يعرضها، كقليبل ما كنا نراه يوافق على اآلراء

اليت يوردىا، كلو أف يشت إب مبلحظة بسيطة.

ت يقدـ أمثلة كثتة يقدـ العلوم للظاىرة كيشرحها معتمدان على أمثلة معدكدة، ب ب األخ -17للظاىرة دكف شرح غالبان كلو شرح األمثلة كلها لكانت الفائدة عظيمة جدان، كلكن يبدك أنو كاف يتؾ

للقارئ )لتبلمذتو ب األصل( مهمة متابعة األمثلة اإلضافية كمناقشتها.

Page 446: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

ا٠تاتػػػػػػػة

438

شيئان ذا باؿ، كما امنه بالرغم من كثرة ما درس الناسي من ببلغة القرآف الكرن لكنهم ب يبلغوا -18توصلوا إليو كاف نزران قليبل جدان ٦تا ب يصلوا إليو، كقد كصلنا إب ىذه اتقيقة بعد متابعتنا لكثت من البحوث الببلغية ب ىذا الشأف كخصوصان تلك التفاست اليت تقـو على أساس ببلغي كتفست

الز٥تشرم، كتفست ٤تمد الطاىر بن عاشور.

بناء النص ييفضل العلوم االستعارة على التشبيو، كيقوؿ إهنا أبلغ منو، كتأسيسان على ىذا لدل -19٬تب أف نوظف االستعارة بدؿ توظيفنا للتشبيو، كلكن مثل ىذا الرأم ٭تتاج إب مزيد من التأمل

لب البحوث تشت كاالستثناء، فا١تسألة ىنا تتعدد بتعدد ا١تواضيع كاألغراض، كا١تواقف، كإذا كانت أغإب أف االستعارة أبلغ من التشبيو؛ فإف استعما٢تا قد ال يكوف أفضل من التشبيو دكمان، كما ذلك إال ألف الظاىرة اللغوية ليست ثابتة، بل إهنا متعددة األكجو كاتوانب كما ذكرنا، كبالتاب ال يكوف

ثابتان كإ٪تا متعددان. -غالبان –تركيبها

لوم أف اإل٬تاز من شركط بناء النص اتيد على عكس التطويل كاإلطناب، كىذا قياسا يرل الع -20على رؤيتو بأف االستعارة اليت فيها إ٬تاز أفضل من غتىا من الصور كالتشبيو مثبلن، كلعلو كاف يرل

ذلك من منطلق أف الببلغة ىي الوصوؿ إب ا٢تدؼ من الكبلـ باللفظ ا١توجز.

العلوم ب مسألة التشبيو، ىل ييعد من ااز أك ال ، كاكتفى بالقوؿ بأنو كادو من ب يفصل -21أكدية الببلغة، كذلك بعد أف قاـ بإيراد ٣تموعة من آراء الببلغيت قبلو، كال ندرم ما الذم صرفو عن

ليبل كتثيبلن الوقوؼ موقفان معينان من تصنيف التشبيو، كخصوصان أنو قد أكاله عناية خاصة شرحان كتتيعان، كلكن ظهر لنا بعد تأمل أنو كاف يكتفي با١تناقشة من دكف إبداء الرأم لدل التصنيف ألنو

كاف يقوؿ بأف بعض القضايا ال توجد كبت فائدة من كراء متابعتها.

يضطرب العلوم ب بياف معيار اتسن ب التشبيو، فهو يرل أحيانان بأف التشبيو كلما كاف -22غريبان غامضان كاف حسنان بليغان، بينما يرل حينان آخر بأنو كلما كاف كذلك كاف قبيحان مردكدان، فقد

ن ا١توقفت، كيبدك أف السياؽ )العاـ كاللغوم( الذم كاف يفنا عليو ب الطراز يضطرب بت ىذكق

Page 447: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

ا٠تاتػػػػػػػة

439

العلوم أف الشاعر التشبيو يرد فيو ىو الذم كاف يتطلب كضوح التشبيو أك غموضو، فكاف ٦تا يراهالف السياؽ، فيجعل التشبيو غامضان ب مقاـو ٬تب أف يكوف فيو كاضحان، ك٬تعلو )كالكاتب( كاف ٮتي

كاضحان ظاىران ب حت كاف ٬تب أف يكوف غامضان موحيان.

ييظهر العلوم ميبلن كاضحان لبلستشهاد بأشعار ا١تتنيب قياسان بغته، ٦تا ٬تعلنا نقوؿ بإمكانية -23عتبار شعر ا١تتنيب مثاالن لبناء النص النموذجي ا١تطلوب، ككثتان ما كاف العلوم ييكرر إعجابو بشعر ا

ا١تتنيب، كيبالغ ب الثناء عليو، كذلك ب أكثر ا١تباحث الببلغية اليت عرض ٢تا، ككاف ىذا االىتماـ ٮتص بدرجة أقل نصوص أيب نواس كالبحتم كأيب تاـ.

شبيو على أربعة أقساـ ىي: ا١تشبو كا١تشبو بو ككجو الشبو كاختبلؼ التشبيو قربان يبت العلوم الت -24أكثر الببلغيت كمنهم السكاكي الذم ٬تعل بذلك كبعدان ، كال يعد أداة التشبيو من األركاف ٥تالفان

األداة ركنان، كانطبلقان من بعض ىذا عد التشبيو ا١تضمر األداة من االستعارة.

تض العلوم على كثت ٦تا أكرد من آراء اترجاين كابن األثت، تبلؼ غت٫تا، كخصوصان ب يع -25شيء ٦تا قالو اترجاين لىة الببلغة، كإف بدا منو اعتاض ععبد القاىر، فكأنو كاف يسلم ٢تما بإمامي

و الذم فإنو ال يعدك أف تكوف مبلحظات إضافية فيها من اإلعجاب أكثر ٦تا فيها من العتاب، كى كاف كثت التنويو باترجاين ككتابيو ب أكثر من مناسبة.

ب التعريف يبدك أف الطابع الفقهي الذم عيرؼى بو العلوم قد أثر ب توثو الببلغية، فأساء من -26حيث كاف يعتقد أنو ٭تسن، كذلك تا أكغل فيو من كثرة التقسيم أحيانان، فكاف ٭تلل حدكد التعريف

، ال بصدد مباحث ببلغية كاضحة، ككبلمية بأنو بصدد مسائل فقهيةكأنو بطريقة توحي كيشرحهاكلكن يبدك أف مسألة التقسيم ىذه ب تكن عند العلوم كحده فحسب، بل كانت قد انتشرت على

تذل. ذلك العهد، حىت أصبحت مثاالن ٭تي

اضل كأخرل بالنحرير، كلكن األمر يبدم العلوم إعجابان كاضحان باترجاين، إذ يصفو مرة بالف -27ال يعدك ىذا اإلعجاب، ألف العلوم ب يسعى إب متابعتو لدل التأليف، ككاف األكب لو أف يهتم بو

Page 448: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

ا٠تاتػػػػػػػة

440

كبنظرياتو الببلغية ك٭تاكؿ االستمرار ب تطويرىا كتديثها، كقد تأملنا ما كتب الرجبلف، فظهر لنا أف ب منافسة اترجاين الذم بلغت شهرتو اآلفاؽ آنذاؾ، كيظهر العلوم بكتابو )الطراز( كاف يسعى إ

)الطراز ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو حقائق نفسو ذلك كاضحان من خبلؿ عنواف الكتاباإلعجاز(، فا١تقارف بت ىذا العنواف كعنوانىػػػي كتابىػػػػػي اترجاين )دالئل اإلعجاز( ك )أسرار الببلغة(

ة الواضحة بينهما، كلعلها مشاة مقصودة من العلوم، لكي ٬تعل الدالئل يقف على تلك ا١تشاكاألسرار متضمنىػػػػػػػةن ب الطراز، فيصبح كتابو " الطراز ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو حقائق اإلعجاز"

يتابعو ب ك٫تا كتابا اترجاين ا١تذكورين، كلكن العلوم مع األسف تابع اترجاين ب العنواف لكنو ب احملتول كا١تضموف.

يشت بعض الباحثت إب األسلوب األديب الذم يوظفو العلوم أحيانان، كالذم ييغطي على نقصو -28ب التحليل، فقد كقفنا على شيء من ىذا الرأم الذم ييثرب على العلوم ذلك، كاتق أف ىذه

، فهل على الناقد أف يكتب بأساليب الكيتاب فيتأنق ب ا١تسألة ال تزاؿ قائمة ب مكاهنا إب اليـوأسلوبو كيتألق ب نظم عباراتو كتركيبها، أـ أنو يكتب بلغة مباشرة خالية من األدبية؟ ، كقد أشرنا لدل معاتة ىذه القضية إب ضركرة التوسط ب األمر، كالذم يرجع إب الطراز ٬تد العلوم فعبلن يتميز

سلوب كلكنها ليست أدبية طاغية. بشيء من األدبية ب األ

يورد العلوم الكثت من األشعار اليت ب نتمكن من الوقوؼ عليها لدل الرجوع إب الدكاكين، -29كمن ىنا فإف الطراز قد ييعد مصدران جديدان للكثت من األشعار اليت كردت فيو، كقد أشار بعض

ما كاف يعود للدكاكين كال يعثر على البيت ا١تشار احملققت إب ذلك كمنهم ٤تمود شاكر الذم كثتان إليو ب ا١تصدر الببلغي، كيبدك أف الشفوية اليت كاف األدباء كالركاة يتعاملوف ا كانت توؿ دكف

تدكين بعض األشعار.

حاكؿ العلوم أف يرد كثتان من اآلراء الببلغية، كلكن ردكده كثتان ماكانت تتعلق بأمور -30حية، أم بتعريفات كتديدات ببلغية ال تسائل جوىرية، كمن الذين رد عليهم: اترجاين مع اصطبل

Page 449: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

ا٠تاتػػػػػػػة

441

إعجابو الشديد بو، كأغلب ما رد بو ىذه التعريفات كاف نابعان من حرصو الشديد على ٤تاكلة الضبط ع أحيانان الذم كاف يطبصوب كالكبلمي تعود ب أصلها إب الطابع األالصاـر للمفاىيم، كىي مسألة

أعمالو.

٭تاكؿ العلوم أف تكوف معاتتو للظواىر األكثر كركدان ب كبلـ البلغاء، كقد ثبت تأكيده -31لذلك، فقد صرح بأف كثتان من الظواىر الببلغية اليت أشار إليها غته من الببلغيت ب يعرض ٢تا ىو

لبلغاء، فهو ىنا يستند ب إمكانية دراستو بالدراسة كال حىت باإلشارة، ألنو ب يقف عليها ب كبلـ اللظاىرة الببلغية على مدل شهرهتا بت األدباء كالببلغيت، ككذلك األمر بالنسبة للتمثيل

كاالستشهاد، فقد كاف ٭ترص على أف يكوف ما يستشهد بو من بليغ النظم كجيد النثر.

كقد أشار النص كىو الكبلـ كالقوؿ،ب يفرؽ العلوم بت ا٠تطاب كالنص، فا٠تطاب عنده ىو -32اإلطناب، حيثي ذكر مصطلح )اتيمل ا١تتعددة( كىو عرضان إب مفهومو للنص لدل حديثو عن

يقصد بذلك إب النصوص اليت تتجاكز ب طو٢تا حدكد اتيملة، كلكنو ب يذكر مصطلح نص با١تفهـو البيت، اآلية مثبلن أك نص ا٠تطبة، أك ٤تتولا١تتعارؼ عليو حاليان، كىو إف ذكره فإ٪تا يقصد بو نص

مسألة االصطبلح ب مثل ىذه القضايا ٦تا يعرض لو الببلغي، كقد تكن فلم بغض النظر عن الطوؿ،قررنا ب منت البحث أف ذلك يرجع غالبان إب أف مثل ىذه األمور كانت من الوضوح تكاف، تيث

من العبث كمضيعة للجهد كالوقت ليس إال. ييعترب الرجوع إليها كالبحث فيها ضربان

فإنو -كىو ما أشار إليو ب مقدمتو –بالرغم من حرص العلوم على حسن التتيب كالتنظيم -33كثتان ما كاف ٮتلط ا١تسائل )معاتتو االلتفات ضمن ا١تعاين، كمعاتتو للمسألة الواحدة ب أكثر من

التحليبلت ا١تقدمة، فكاف يعود للمسألة الواحدة تزيد موضع(، كقد يعود ذلك إب عدـ رضاه على من البسط كالشرح، ككاف ىو نفسو يشعر بشيء من ىذا التكرار كيشت إليو، فيكتفي أحيانان

باإلحالة، كأحيانان أخرل باإلضافة.

Page 450: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

ا٠تاتػػػػػػػة

442

ؿ كثتان ما ٧تد العلوم يرد بعض التعاريف كاآلراء ألسباب بسيطة قد ال ترقى لدرجة اإلخبل -34إب عودفيو كالذم ي كاألصوب كالكبلمي بالتعريف، كيبدك أف ذلك راجع إب تأثت ا١تنهج الفقهي

التحديد الصاـر للمفاىيم، كلكن ا١تسألة غت ذلك شأنان لدل اتديث عن ا١تباحث الببلغية، كخصوصان لدل التفريق بت ا١تفاىيم العامة.

بالظاىرة الببلغية؛ كلكنو ال ييكلف نفسو عناء متابعتها، إف العلوم كثتان ما يبدم إعجابو -35كالوقوؼ على السبب اتقيقي كراء إعجابو ا، فكأف األمر يكوف عاما تيث ال ٭تتاج إب توضيح، كيكثر ذلك منو لدل معاتة بعض األشعار، أين نراه يشيد تميل نظمها، كحسن سبكها كبديع

كوف كراء ذلك من طرؽ التكيب كأساليب البناء.تركيبها من دكف أف يعلل ما ي

ىي، كلكن من كب األخت أقوؿ إين قد كضعتي القلم عن البحث، كب النفس حاجات إليو كما الدىػػػر ما حانت كال حاف حينها، كعسى أف ييسعفنا الزمن بلحظات رخيات نتم فيها ما أمػػػػػػػػاين

، كعليو فليتوكل قصرنا عن إتامو ىنا، كاهلل كحده ا١توفق للصواب، كعليو كحده االعتماد، عليو توكلتي ا١تتوكلوف، كآخر دعوانا أف اتمد للو رب العا١تت.

Page 451: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

امئة املطادر واملراجعـــق

Page 452: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

444

ػػػػػػػػػػػاصم.القػػػػػػػػػػػػػػػػػرآف الكريػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػم، بركاية حفػػػػػػػػػػػػػػػػص عن عػػػػػػ

قائمة ا١تصػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػادر كا١تراجع:

،أبنية العربية: دراسة ب علم التشكيل الصوب، عبد الغفار ىبلؿ، دار الكتاب اتديث .ـ2009ىػ، 1430، 1اتزائر، ط.

،تح. ، أبو الفتح ٤تمود بن اتست بن السندم بن شاىك ا١تعركؼ بكشاجمأدب الندن .1987، 1ط.، مصر، مطبعة التقدـ، حد شعبلفعبد الوا

تر. علي حاكم صاب كحسن ناظم، ركماف ياكوبسوف، االتاىات األساسية ب علم اللغة ، .ـ2002، 1ط.، ا١تغرب، الدار البيضاء، ا١تركز الثقاب العريب

،ـ1119األدب اتزائرم القدن: دراسة ب اتذكر، دار ىومة، اتزائر العاصمة، اتزائر.

ألف ياء: تليل مركب لقصيدة: أين ليبلم حملمد العيد آؿ خليفة، عبد ا١تلك مرتاض، دار .ـ2004، 2الغرب، كىراف، اتزائر، ط.

.ألفية ابن مالك، أبوعبد اهلل ٤تمد بن عبد اهلل، ابن مالك الطائي، دار التعاكف، د.ت

ـ1994 ة،ا١تصري النهضة مكتبة الشايب، أتد األديب، النقد أصوؿ.

ـ1998 ،1.ط مصر، القاىرة، قباء، دار فضل، صبلح ا١تعاصرة، الشعرية أساليب.

دار الكتاب ، عبد ا٢تادم بن ظافر الشهرم، استاتيجيات ا٠تطاب: مقاربة لغوية تداكلية .ـ2004، 1ط.، لبناف، بتكت، اتديد ا١تتحدة

القاىرة، مطبعة ا١تدين، ود ٤تمد شاكرتح. ٤تم، أبو بكر عبد القاىر اترجاين، أسرار الببلغة ، د.ت.، مصر

مصر، القاىرة، مكتبة األ٧تلو ا١تصرية، ٤تمد أتد خضت، اإلعراب كا١تعت ب القرآف الكرن ، .ـ2001، 1ط.

لبناف، بتكت، دار الثقافة، تح. عبد الستار أتد فرج، األصفهاين أبو فرج، األغاين ، ىػ .1379، ـ1960

Page 453: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

445

تح. يوسف الشيخ ، أبو ٤تمد تاؿ الدين بن ىشاـ، ب ألفية ابن مالكأكضح ا١تسالك إ د.ت. ، لبناف، بتكت، دار الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع، ٤تمد البقاعي

شرح كتعليق كتنقيح: ٤تمد عبد ا١تنعم ، اإلماـ ا٠تطيب القزكيت، اإليضاح ب علـو الببلغة .ىػ1405، ـ1985، 6ط.، فلبنا، بتكت، دار الكتاب اللبناين، خفاجي

،بديع التاكيب ب شعر أيب نواس، أشرؼ فوزم جبلؿ، مؤسسة حورس الدكلية، اإلسكندرية ـ.2011، 2مصر، ط.

ىػ1419، 1ط.، لبناف، بتكت، دار اتيل، أبو العباس عبد اهلل بن ا١تعتز، البديع ب البديع ، .ـ1990

تح. ، الدين ٤تمد بن عبد اهلل بن ادر الزركشيأبو عبد اهلل بدر ، الربىاف ب علـو القرآف، القاىرة، دار إحياء الكتب العربية عيسى البايب اتليب كشركائو، ٤تمد أبو الفضل إبراىيم

.ـ1957، ىػ1376، 1ط.، مصر

دار اآلداب بتكت، عبد ا١تتعاؿ الصعيدم، بغية اإليضاح لتلخيص ا١تفتاح ب علـو الببلغة ، .ـ2005، ىػ1426، 17ط.، لبناف

تح. ٤تمد إبراىيم أبو ، جبلؿ الدين السيوطي، بغية الوعاة ب طبقات اللغويت كالنحاة د.ت.، لبناف، بتكت، صيدا، ا١تكتبة العصرية، الفضل

ـ1965 ،2.ط مصر، ا١تعارؼ، دار ضيف، شوقي كتاريخ، تطور: الببلغة. كالفنوف للثقافة الوطت لسا ا١تعرفة، عاب سلسلة صبلح النص، كعلم ا٠تطاب ببلغة

.ـ1992 الكويت، كاآلداب،

1ط.، لبناف، بتكت، دار إفريقيا الشرؽ، ٤تمد العمرم، الببلغة العربية: أصو٢تا كامتداداهتا ، .ـ1999

دار الصحوة للنشر كالتوزيع، حست عبد اتليل، الببلغة العربية: ا١تعاين كالبياف كالبديع ، .ـ2012، ىػ1433، 1ط.، مصر، القاىرة

ىػ1116، 1ط.، سوريا، دمشق، دار القلم، عبد الرتن بن حسن ا١تيداين، الببلغة العربية ، ـ.1996

Page 454: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

446

1ط.، العراؽ، بغداد، منشورات مكتبة النهضة، أتد مطلوب، الببلغة عند السكاكي ، .ـ1964

العراقي، بغداد، بناء الصورة الفنية ب البياف العريب، كامل حسن البصت، مطبعة امع العلمي .ـ1987، 1العراؽ، ط.

كىراف، منشورات دار األديب، ابن عيسى عبد اتليم، البنية التكيبية للحدث اللساين ، .2006، 1ط.، اتزائر

اتزائر ، دار ىومة، عبد اتليل مرتاض، البنية اللسانية ب رسالة الضب للبشت اإلبراىيمي .ـ2014، اتزائر، العاصمة

بدكم ، لعريب: دراسة ب تطور الفكرة الببلغية عند العرب كمناىجها كمصادرىا الكربلالبياف ا د.ت. ، مصر، ا١تطبعة الفنية اتديثة، طبانة

1ط.، تونس، دار ا١تعارؼ، أبو عثماف عمرك بن تر بن ٤تبوب، اتاحظ، البياف كالتبيت ، ـ.1990

نشر دار ، تح. ٣تموعة من احملققت، ٤تمد مرتضى الزبيدم، تاج العركس من جواىر القاموس .ا٢تداية

.ىػ، 1404، 4تاريخ النقد األديب عند العرب، إحساف عباس، دار الثقافة، بتكت، لبناف، ط ـ .1983

٤تمد ، «ترير ا١تعت السديد كتنوير العقل اتديد من تفست الكتاب ايد»التحرير كالتنوير .ـ1984، تونس، ونسية للنشرالدار الت، الطاىر بن عاشور التونسي

دار ، ٥تتار لزعر، التصور اللغوم ب الفكر االعتزاب: مقاربة تأكيلية ب مشكبلت ا١تعت .ـ2006، 1ط.، اتزائر، كىراف، األديب للنشر كالتوزيع

)تح. ٤تمود ، ٤تمد بن جرير بن يزيد الطربم، تفست الطربم )جامع البياف ب تأكيل القرآف .ـ2000، ىػ1420، 1ط.، لبناف، بتكت، طبع مؤسسة الرسالة، ر٤تمد شاك

تح. عبد الرتن ، عبد الرتن بن ناصر السعدم، تيست الكرن الرتن ب تفست كبلـ ا١تناف . ىػ1420، ـ2000، 1ط.، نشر مؤسسة الرسالة، بن معبل اللو٭تق

Page 455: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

447

ضبط كتدقيق ، م بن مصطفى ا٢تامشيأتد بن إبراىي، جواىر الببلغة ب ا١تعاين كالبياف كالبديع د.ت. ، لبناف، بتكت، صيدا، ا١تكتبة العصرية، كتوثيق: د. يوسف الصميلي

اتيواف، اتاحظ أبو عثماف عمرك بن تر بن ٤تبوب، تح. عبد السبلـ ٤تمد ىاركف، دار ـ.1969ىػ، 1388الكتاب العريب، بتكت، لبناف،

دار كىبة، ٤تمد ٤تمد أبو موسى، ئل علم ا١تعاينخصائص التاكيب: دارسة تليلية ١تسا ، ـ.1980، 3ط.، مصر، القاىرة

د.ت. ، 4ط. مصر،،ا٢تيئة ا١تصرية العامة للكتاب، ابن جت أبو الفتح عثماف، ا٠تصائص

دار الكتب العلمية، تح. عبد اتميد ىنداكم، أبو الفتح عثماف بن جت، ا٠تصائص ، .ـ2003، ىػ1424، 2ط.، لبناف، بتكت

األردف، دار أسامة للنشر كالتوزيع، صفاء جبارة، ا٠تطاب اإلعبلمي بت النظرية كالتحليل ، .ـ1119، 1ط.

ا٠تطيئة كالتكفت: من البنيوية إب التشر٭تية، نظرية كتطبيق، عبد اهلل الغذامي، ا١تركز الثقاب .ـ2006، 6العريب، الدار البيضاء، ا١تغرب، ط.

ـ،2006 ،2.ط مصر، ا١تختار، مؤسسة فيود، الفتاح عبد ينبسيو ببلغية، دراسات .ىػ1426

تح. ٤تمود ، اترجاين أبو بكر عبد القاىر بن عبد الرتن، دالئل اإلعجاز ب علم ا١تعاين .ـ1992، ىػ1413، 3ط.، مطبعة ا١تدين القاىر، ٤تمد شاكر أبو الفضل

لبناف، بتكت، األنصارم للطبعشركة أبناء شريف ، تح. ياست األيويب، دالئل اإلعجاز ، .ىػ1428، ـ2007

شرح األستاذ أتد ، ابن الركمي أبو اتسن علي بن العباس بن جريج، ديواف ابن الركمي .ـ1994، ىػ1415، 1ط.، لبناف، بتكت، دار الكتب العلمية، حسن بسج

ـ لو: علي شرحو كضبطو كقد ، أبو نواس اتسن بن ىانئ بن عبد األكؿ، نواس ديواف أيب .ـ2002، ىػ1423، 3ط.، لبناف، بتكت، دار الكتب العلمية، فاعور

Page 456: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

448

قدـ لو كشرحو: ، أبو العتاىية أبو إسحاؽ إتاعيل بن القاسم بن سويد، ديواف أيب العتاىية .ـ1111، ىػ1118، لبناف، بتكت، دار الكتاب العريب، ٣تيد طراد

ـ. 2007، ىػ1428، لبناف، بتكت، تاب العريبدار الك، أبو العتاىية، ديواف أيب العتاىية

4ط.، لبناف، بتكت، دار الكتب العلمية، أبو تاـ حبيب بن أكس الطائي، ديواف أيب تاـ ، .ـ2009

دار ، شرحو كقدـ لو: مهدم ٤تمد ناصر الدين، األخطل غياث بن غوث، ديواف األخطل .ـ1994، ىػ1414، 2ط.، لبناف، بتكت، الكتب العلمية

دار ، شرحو كقدـ لو: مهدم ٤تمد ناصر الدين، األعشى ميموف بن قيس، ديواف األعشى .ىػ1424، ـ2003، 3ط.، لبناف، بتكت، الكتب العلمية

دار ، قدـ لو ككضع ىوامشو كفهارسو: حنا نصر اتيت ، ديواف اتطيئة بشرح ابن السكيت .ـ2007، ىػ1428، لبناف، بتكت، الكتاب العريب

دراسة كتبويب: ، بركاية كشرح ابن السكيت، اتطيئة جركؿ بن أكس بن مالك، واف اتطيئةدي .ىػ1424، ـ2003، 3ط.، لبناف، بتكت، دار الكتب العلمية، مفيد ٤تمد قميحة

شرح كتقيق: عباس ، ا٠تنساء تاضر بنت عمرك بن اتارث بن الشريد، ديواف ا٠تنساء .ـ1994، 1ط.، لبناف، كتبت ، دار الفكر العريب، إبراىيم

ىػ1416، 1ط.، لبناف، بتكت، دار اتيل، السموأؿ بن عاديا الغساين، ديواف السموأؿ ، .ـ1996

شرحو ، الشريف الرضي ٤تمد بن أيب أتد اتست، الشريف الرضي ، ديواف الشريف الرضي، بتكت، ألرقمدار األرقم بن أيب ا، كعلق عليو كضبطو كقدـ لو: ٤تمود مصطفى اتبلكم

.ـ1999، ىػ1419، 1ط.، لبناف

دار ، حققو كشرحو: صبلح الدين ا٢تادم، الشماخ بن ضرار الذبياين، ديواف الشماخ ـ.1968، مصر، ا١تعارؼ

دار الكتاب العريب، قدـ لو كشرحو: ٣تيد طراد، الفرزدؽ ٫تاـ بن غالب، ديواف الفرزدؽ ، .ـ2006، ىػ1427، لبناف، بتكت

د.ت. ، لبناف، بتكت، دار اتيل، ا١تتنيب أتد بن اتست اتعفي الكندم، تنيب ديواف ا١ت

Page 457: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

449

دار الفكر العريب، تح. علي فاعور، النابغة الذبياين زياد بن معاكية، ديواف النابغة الذبياين ، .ـ1993، 1ط.، لبناف، بتكت

لقومية للطباعة كالنشرالدار ا، ا٢تذب أبو ذؤيب خويلد بن خالد بن ٤ترث، ديواف ا٢تذليت ، ـ.1965، ىػ1384، مصر، القاىرة

شرحو كضبط نصوصو كقدـ لو: عمر ، امرؤ القيس بن حجر الكندم، ديواف امرئ القيس د.ت.، لبناف، بتكت، شركة دار األرقم بن أيب األرقم، فاركؽ الطباع

الشركة ، اشورتقدن كشرح كتكميل: ٤تمد الطاىر بن ع، بشار بن برد، ديواف بشار بن برد د.ت.، تونس، التونسية للتوزيع

دار ، تح. علي ذك الفقار شاكر، ثابت بن جابر بن سفياف بن عميثل، ديواف تأبط شرا ـ.1984، 1ط.، بتكت لبناف، الغرب اإلسبلمي

شرحو كضبط نصوصو كقدـ لو: عمر ، حاب بن عبد اهلل بن سعد الطائي، ديواف حاب الطائي .ـ2000، لبناف، بتكت، كة دار األرقم بن أيب األرقمشر ، فاركؽ الطباع

دار اتيل، شرح يوسف عيد، أبو الوليد حساف بن ثابت األنصارم، ديواف حساف بن ثابت ، .ـ1992، ىػ1412، 1ط.، لبناف، بتكت

ضبط كتصحيح: عبدالرتن الربقوقي، حساف بن ثابت األنصارم، ديواف حساف بن ثابت ، د.ت. ، لبناف، بتكت، دار األندلس

دار اتيل، شرح: ٣تيد طراد، دعبل بن علي بن رزين ا٠تزاعي، ديواف دعبل بن علي ا٠تزاعي ، .ـ1998، 1ط.، لبناف، بتكت

طبعة ثانية سنة ،بتكت ،مؤسسة اإلٯتاف، ديواف ذم الرمة: تقيق د. عبد القدكس أبو صاب .ـ1982

عت بتصحيحو كتنقيحو: كارليل ، بن حارثة عيبلف بن عقبة بن مسعود، ديواف ذم الرمة ىػػ.1337، ـ1919، بريطانيا، طبع كلية كمربيج، ىنرم ىيس مكارتت

دار الكتب ، تح. فخر الدين قباكة، صنعة األعلم الشنتمرم، ديواف زىت بن أيب سلمى .ـ1992، ىػ1413، 1ط.، لبناف، بتكت، العلمية

Page 458: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

450

شرحو كضبط نصوصو كقدـ لو: عمر فاركؽ الطباع، عمرك بن كلثـو، ديواف عمرك بن كلثـو ، د.ت.، لبناف، بتكت، دار القلم

د.ت. لبناف،،بتكت ،دار صادر، لبيد بن ربيعة العامرم، ديواف لبيد بن ربيعة

شرحو كضبط نصوصو كقدـ لو: عمر فاركؽ ، لبيد بن ربيعة العامرم، ديواف لبيد بن ربيعة .ـ1997، ىػ1417، 1ط.، لبناف، بتكت، األرقمدار األرقم بن أيب ، الطباع

تح. ٤تمد خلف اهلل، ب ثبلث رسائل ب إعجاز القرآف، النكت ب إعجاز القرآف، الرماين ، .ـ1968، ىػ1387، 2ط.، القاىرة، دار ا١تعارؼ، ك٤تمد زغلوؿ سبلـ

تب العلميةدار الك، ابن سناف ا٠تفاجي أبو ٤تمد عبد اهلل بن ٤تمد بن سعيد، سر الفصاحة ، ـ . 1982، ىػ1402، 1ط.، لبناف، بتكت

1ط.، لبناف، بتكت، دار الكتب العلمية، أبو الفتح عثماف بن جت، سر صناعة اإلعراب ، .ـ2000، ىػ1421

الستة النبوية البن ىشاـ، تاؿ الدين عبد ا١تلك بن ىشاـ، تح. مصطفى السقا كإبراىيمركة مكتبة كمطبعة مصطفى البايب اتليب كأكالده، مصر، األبيارم كعبد اتفيظ الشليب، ش

.ـ1955ىػ، 1375، 2ط.

ضبطو كشرحو ككضع فهارسو: ٤تمد أتد ، أتد اتمبلكم، شذا العىرؼ ب فن الصرؼ .ـ1111، ىػ1144، لبناف، بتكت، صيدا، ا١تكتبة العصرية، قاسم

عبد ا١تنعم أتد ىريدم، نشر شرح الكافية الشافية، ٤تمد بن عبد اهلل، بن مالك الطائي ،جامعة أـ القرل مركز البحث العلمي كإحياء التاث اإلسبلمي كلية الشريعة كالدراسات

.اإلسبلمية، مكة ا١تكرمة، ا١تملكة العربية السعودية، د.ت

دار الغد اتديد، تح. أتد أتد شتيوم، الشنقيطي ٤تمد بن األمت، شرح ا١تعلقات العشر ، ـ.2007ىػ ،1428، 1ط.،مصر، القاىرة

دار الكتب ، شرح: إيليا حاكم، أبو عبادة الوليد بن عبيد، البحتم، شرح ديواف البحتم .ـ1996، 1ط.، لبناف، بتكت، العلمية

Page 459: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

451

بتكت، دار القلم، أبو زكريا، ٭تت بن علي بن ٤تمد الشيباين التربيزم، شرح ديواف اتماسة ، د.ت.، لبناف

دار ، شرح كتقيق: عباس إبراىيم، ا٠تنساء تاضر بنت عمرك بن اتارث، اءشرح ديواف ا٠تنس ـ.1994، 1ط.، لبناف، بتكت، الفكر العريب

دار ، تح. كتع. سامي الدىػػاف، مسلم بن الوليد األنصارم، شرح ديواف صريع الغواين د.ت. ، مصر، ا١تعارؼ

دار الفكر ، رح كتعليق: عباس إبراىيمش، عنتة بن شداد العبسي، شرح ديواف عنتة بن شداد .ـ1998، 2ط.، لبناف، بتكت، العريب

دار ، تح. كتع. سامي الدىاف، مسلم بن الوليد األنصارم، شرح ديواف مسلم بن الوليد .د.ت، مصر، ا١تعارؼ

ىػ1423ط.، مصر، القاىرة، دار اتديث، ابن قتيبة، الشعر كالشعراء .

الدار ا١تصرية للتأليف كالتتة، تح. عبد الرتن بدكم، سينا الشعر: ابن، ا١تنطق، الشفاء ، ـ .1966، 1ط.، مصر، القاىرة

صحيح البخارم، البخارم ٤تمد بن إتاعيل، تح. ٤تمد زىت بن ناصر الناصر، دار طوؽ .ىػ1422، 1النجاة، دمشق، سوريا، ط.

تح. علي ٤تمد ، عسكرمأبو ىبلؿ اتسن بن عبد اهلل ال، الصناعتت: الكتابة كالشعر .ىػ1419، بتكت، صيدا، ا١تكتبة العصرية، البجاكم ك٤تمد أبو الفضل إبراىيم

إعداد ، تقدن: مبارؾ حنوف، جوف سوغي، الصواتة ا١تعرفية كا١تسارات الذىنية لئل٧تاز اللغوم .ـ2013، 1ط.، األردف، إربد، دار عاب الكتب اتديث، كترتة: مصطفى بوعناين

الشعرية: األصوؿ كالفركع، صبحي البستاين، دار الفكر اللبناين، بتكت، لبناف، الصورة .ـ1986

ا١تركز الثقاب العريب، جابر عصفور، الصورة الفنية ب التاث النقدم كالببلغي عند العرب ، ـ.1992، 3ط.، لبناف، بتكت

Page 460: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

452

تح. ٤تمود ٤تمد ، تاج الدين عبد الوىاب بن تقي الدين السبكي، طبقات الشافعية الكربل، 2ط.، نشر دار ىجر للطباعة كالنشر كالتوزيع، عبد الفتاح ٤تمد اتلو، الطناحي .ىػ1413

دار ، تح. ٤تمود ٤تمد شاكر، ٤تمد بن سبلـ بن عبيد اهلل اتمحي، طبقات فحوؿ الشعراء د.ت. ، جدة، ا١تدين

تح. عبد ، ن تزة العلوم٭تت ب، الطراز ا١تتضمن ألسرار الببلغة كعلـو حقائق اإلعجاز . ىػ1423، ـ2002، 1ط.، بتكت، صيدا، ا١تكتبة العصرية، اتميد ىنداكم

،طيف ا٠تياؿ، علي بن اتست بن موسى ا١تلقب بالشريف ا١ترتضى، تح.٤تمد سيد كيبلين .ـ1955ىػ، 1374، 1شركة مصطفى البايب اتليب، مصر، ط.

دار الوعي، ا١تربكؾ زيد ا٠تت، راسة ٨توية ببلغيةالعبلقات اإلسنادية ب القرآف الكرن: د ، . ـ2011، 1ط.، اتزائر، اتزائر العاصمة

مكتبة األ٧تلو ا١تصرية، بدكم طبانة، علم البياف: دراسة تارٮتية فنية ب أصوؿ الببلغة العربية ، ـ.1967، 2ط.، القاىرة

ـ1111، 4ط.، لبناف ،بتكت، دار الطليعة، عادؿ فاخورم، علم الداللة عند العرب.

مصر، القاىرة، دار قباء، صبحي إبراىيم الفقي، علم اللغة النصي بت النظرية كالتطبيق ، ـ.2000، 1ط.

تح. ٤تمد ٤تيي ، أبو على اتسن بن رشيق القتكاين، العمدة ب ٤تاسن الشعر كآدابو كنقده .ـ1982، ىػ1401، 5ط.، لبناف، بتكت، دار اتيل، الدين عبد اتميد

دار ا٠تا٧تي، تح. عبد العزيز بن ناصر ا١تانع، ٤تمد بن أتد بن طباطبا العلوم، عيار الشعر ، د.ت.، مصر، القاىرة

ط، لبناف، بتكت، دار اآلفاؽ اتديدة، أبو منصور عبد القاىر البغدادم، الفىرؽي بت الفرىؽ. .ـ1977، 2

1ط. ، مصر، اإلسكندرية، دار ا١تعرفة اتامعية، عبده الراجحي، فقو اللغة ب الكتب العربية ، .ـ1993

Page 461: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

453

لبناف، بتكت، منشورات ضفاؼ، سعيد يقطت، الفكر األديب العريب: البنيات كاألنساؽ ، .ـ2014، ىػ1435، 1ط.

2ط.، األردف، عماف، دار ا١تستة، إبراىيم ٤تمود خليل، ب اللسانيات ك٨تو النص ، .ـ2009

تح. مكتب تقيق ، لدين أبو طاىر ٤تمد بن يعقوب الفتكزآبادم٣تد ا، القاموس احمليطمؤسسة الرسالة للطبع كالنشر ، التاث ب مؤسسة الرسالة بإشراؼ: ٤تمد نعيم العرقسوسي

.ـ2005، ىػ1426، 8ط.، لبناف، بتكت، كالتوزيع

منشورات ، أتد يوسف، القراءة النسقية كمقوالهتا النقدية : سيلطة البنية ككىم احملايثة ـ . 2007، 1ط.، اتزائر، اتزائر العاصمة، االختبلؼ

ا١تركز الثقاب ، تيد تمداين، القراءة كتوليد الداللة: تغيت عاداتنا ب قراءة النص األديب ـ. 2،2007ط.، ا١تغرب، الدار البيضاء، العريب

ك مرتاض، دار القدس قضايا الشعريات: متابعة كتليل ألىم قضايا الشعر ا١تعاصرة، عبد ا١تل .ـ2009، 1العريب، كىراف، اتزائر، ط.

،الكامل ب اللغة كاألدب، ا١تربد أبو العباس، ٤تمد أبو الفضل إبراىيم، دار الفكر العريب .ـ1997ىػ، 1417، 3القاىرة، مصر، ط.

مكتبة ا٠تا٧تي، تح. عبد السبلـ ٤تمد ىاركف، سيبويو عمرك بن عثماف بن قنرب، الكتاب، د.ت.، القاىرة

مكتبة ا٠تا٧تي، تح. عبد السبلـ ٤تمد ىاركف، سيبويو عمرك بن عثماف بن قنرب، الكتاب ، .ـ1988، ىػ1408، 3ط.، مصر، القاىرة

.كتاب الصناعتت: الكتابة كالشعر، أبو ىبلؿ اتسن بن عبد اهلل بن مهراف العسكرم، تحكتبة العصرية، صيدا، بتكت، لبناف، ط. علي ٤تمد البجاكم ك٤تمد إبراىيم أبو الفضل، ا١ت

.ق1419

Page 462: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

454

أبو القاسم ٤تمود بن ، الكشاؼ عن غوامض حقائق التنزيل كعيوف األقاكيل ب كجوه التأكيل .ىػ1407، 3ط.، لبناف، بتكت، دار الكتاب العريب، الز٥تشرم جار اهلل، عمرك بن أتد

ا١تشهور تاجي خليفةمصطفى بن عبد اهلل، كشف الظنوف عن أسامي الكتب كالفنوف ، .ـ1941، بغداد، مكتبة ا١تثت

لبناف، بتكت، دار صادر، ابن منظور تاؿ الدين ٤تمد بن مكرـ بن علي، لساف العرب ، .ىػ1414، 3ط.

ا١تغرب، الدار البيضاء، ا١تركز الثقاب العريب، لسانيات النص: مدخل إب انسجاـ ا٠تطاب ، .ـ2006، 2ط.

خالد تيد ، ب الدراسات العربية اتديثة: تث ب األطر ا١تنهجية كالنظريةاللسانيات النصية .ـ2015، 1ط.، لبناف، بتكت، منشورات ضفاؼ، صربم

مػ2014، 1ط.، األردف، عماف، دار غيداء، اللسانيات كالصوتيات: رياض عبود الدليمي ، .ىػ1435

لبناف، بتكت، منشورات عويدات، عبد القادر الفاسي الفهرم، اللسانيات كاللغة العربية ، .ـ1986، 1ط.

اتزائر، اتزائر العاصمة، ديواف ا١تطبوعات اتامعية، أتد مومن، اللسانيات: النشأة كالتطور ، .ـ1119، 4ط.

ـ2004، مصر، القاىرة، دار عاب الكتب، تاـ حساف، اللغة العربية معناىا كمبناىا.

مصر، اإلسكندرية، دار الوفاء، نادية رمضاف النجار، دثتاللغة كأنظمتها بت القدماء كاحمل ، .ـ2004، 1ط.

مكتبة األ٧تلو ، طارؽ النعماف، اللفظ كا١تعت: بت األيديولوجيا كالتأسيس ا١تعرب للعلم .ـ2013ط.، ا١تصرية

ـ1999، اتزائر، ديواف ا١تطبوعات اتامعية، أتد حساين، مباحث ب اللسانيات.

أتد ، ضياء الدين بن األثت نصر اهلل بن ٤تمد، ر ب أدب الكاتب كالشاعرا١تثل السائ، مصر، الفجالة ػ القاىرة، دار هنضة مصر للطباعة كالنشر كالتوزيع، بدكم طبانةتح. ، اتوب د.ت.

Page 463: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

455

تح. ٤تمد ٤تيي الدين عبد ، ضياء الدين بن األثت، ا١تثل السائر ب أدب الكاتب كالشاعر .ىػ1420ط.، لبناف، بتكت، صيدا، تبة العصريةا١تك، اتميد

تح. علي ، أبو الفتح عثماف بن جت، احملتسب ب تبيت كجوه شواذ القراءات كاإليضاح عنهاطبع تنة إحياء التاث بالس األعلى ، كعبد الفتاح اتاعيل شليب، ناصف، النجدم فضل

.ـ1994، ىػ1414، مصر، القاىرة، للشؤكف اإلسبلمية

تصر صحيح مسلم )أبو اتست مسلم بن اتجاج القشتم النيسابورم(، اتافظ زكي ٥تيالدين عبد العظيم ا١تنذرم الدمشقي، تح. ٤تمد ناصر الدين األلباين، منشورات تنة إحياء

.، د.ت2السنة، أسيوط، مصر، ط.

تب العلمية، بتكت، ا١تدارس الصوتية عند العرب: النشأة كالتطور، عبلء جرب ٤تمد، دار الك .ـ2006، 1لبناف، ط.

دار ، يوسف أبو العدكس، علم البديع، علم البياف، مدخل إب الببلغة العربية: علم ا١تعاين .ىػ1430، ـ2010، 2ط.، األردف، عماف، ا١تستة للنشر كالتوزيع كالطباعة

ـ.1979، 1ط.، سوريا، دمشق، دار ا١تأموف، ٤تمد علي سلطاين، مع الببلغة ب تارٮتها

ـ2011، 5ط.، األردف، عماف، دار الفكر، فاضل صاب السامرائي، معاين النحو ، .ىػ1432

1ط.، لبناف، بتكت، نشر دار الغرب اإلسبلمي، ياقوت اتموم، معجم األدباء ، .ـ1993، ىػػ1414

ضبطو ككتب ، السكاكي أبو يعقوب يوسف بن أيب بكر بن ٤تمد بن علي، مفتاح العلـو، ىػ1407، 2ط.، لبناف، بتكت، دار الكتب العلمية، شو كعلق عليو: نعيم زرزكرىوام

.ـ1987

مؤسسة ، تح. كتق. علي توفيق اتمد، أبو بكر عبد القاىر اترجاين، ا١تفتاح ب الصرؼ .ـ1959، ىػ1119، 1ط.، لبناف، بتكت، الرسالة

Page 464: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

456

زرزكر، نعيم. تح األشعرم، إسحاؽ بن إتاعيل بن علي اتسن أبو اإلسبلميت، مقاالت .ـ1118 ىػ،1116 ،1.ط لبناف، بتكت، صيدا، العصرية، ا١تكتبة

مطبعة مصطفى ، أبو الفتح ٤تمد بن عبد الكرن بن أيب بكر أتد الشهرستاين، ا١تلل كالنحل د.ت. ، مصر، القاىرة، البايب اتليب

تست اإلسبلمية، القاىرة، مصر، من ببلغة النظم القرآين، بسيوين عبد الفتاح فيود، مطبعة ا .ـ1992ىػ، 1413، 1ط.

عت ، حساف بورقية، تر. ٤تمد برادة، بوؿ ريكور، من النص إب الفعل: أتاث التأكيل د.ت. ، مصر، للدراسات كالبحوث اإلنسانية كاالجتماعية

الكتاب دار ، تح. عبد اتليم ٤تمود، أبو حامد ٤تمد الغزاب الطوسي، ا١تنقذ من الضبلؿ د.ت. ، مصر، القاىرة، اتديث

،منهاج البلغاء كسراج األدباء، حاـز بن ٤تمد بن حسن بن حاـز القرطاجت، دار الفكر .بتكت، لبناف، د.ت

تح. أتد صقر كعبد اهلل ، أبو القاسم اتسن بن بشر اآلمدم، ا١توازنة بت أيب تاـ كالبحتم .ـ1994، 1ط.، مصر، القاىرة، مكتبة ا٠تا٧تي، احملارب

دار هنضة مصر، تػح. علي ٤تمد البجاكم، ا١ترزباين، ا١توشح ب مآخذ العلماء على الشعراء ، ـ.1965، 1ط.

،نسيج النص: تث ب ما يكوف بو ا١تلفوظ نصا، األزىر الزناد، ا١تركز الثقاب العريب، بتكت .ـ1998، 1لبناف، ط.

القاىرة، دار عاب الكتب، تر. تاـ حساف، اندركبرت دم بوجر ، النص كا٠تطاب كاإلجراء ، .ـ 1998، ىػ1418، 1ط.، مصر

الشركة ا١تصرية العا١تية للنشر، تيدة مصطفى، نظاـ االرتباط كالربط ب تركيب اتيملة العربية ، .ـ1997، 1ط.، مصر، القاىرة

Page 465: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

457

لبناف، بتكت، داثةدار ات، ٤تمد الصغت بناين، النظريات اللسانية كالببلغية عند العرب ، .ـ1986، 1ط.

اتزائر، كىراف، دار القدس العريب، نظرية الببلغة: متابعة تماليات األسلبة إرساال كاستقباال ، ـ.2010، 2ط.

ـ1980، مصر، القاىرة، مكتبة ا٠تا٧تي، عبد اتكيم راضي، نظرية اللغة ب النقد العريب. ـ2009، 3ط.، زائرات، دار ىومة، صاب بلعيد، نظرية النظم.

تق. سليماف العطار، حساـ أتد فرج، نظرية علم النص: رؤية منهجية ب بناء النص النثرم ، .ـ2009، ىػ1430، 2ط.، مصر، القاىرة، مكتبة اآلداب، ٤تمود فهمي حجازم

القسطنطينية، مطبعة اتوائب، قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادم، نقد الشعر ، .ىػ1302، 1ط. ،تركيا

تح. عبد ، جبلؿ الدين السيوطي، عبد الرتن بن أيب بكر، ٫تع ا٢توامع ب شرح تع اتوامع د.ت.، مصر، ا١تكتبة التوفيقية، اتميد ىنداكم

:المجالت والدوريات ،ىورست إيزنربج، نقلو إب العربيةإسهامات أساسية ب العبلقة بت النص كالنحو كالداللة:

.ـ2010ىػ ، 1431، 2تم، مؤسسة ا١تختار، القاىرة، مصر، ط.سعيد حسن ت 1، كىراف، اتزائر، ط.تليل ا٠تطاب كقضايا النص، عبد القادر شرشار، دار األديب ،

.ـ2006 التحليل اللغوم للنص: مدخل إب ا١تفاىيم األساسية كا١تناىج، كبلكس برينكر، ترتو كمهد

ىػ ، 1431، 2مؤسسة ا١تختار، القاىرة، مصر، ط.لو كعلق عليو: سعيد حسن تتم، ..ـ2010

علم اللغة النصي بت النظرية كالتطبيق: دراسة تطبيقية على السور ا١تكية، صبحي إبراىيم ..ـ2000ىػ ،1421، 1قاىرة، مصر،ط.الفقي، دار قباء للنشر كالتوزيع، ال

حسن تتم، مؤسسة ا١تختار، ا١تدخل إب علم اللغة، كارؿ ديت بونتنج ، تر. كتع. سعيد .ـ2010ىػ ، 1431، 2ىرة ، مصر، ط.القا

Page 466: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

458

من لسانيات اتملة إب علم النص، بشت ابرير، ٣تلة التواصل: ٣تلة علمية ٤تكمة، جامعة ..ـ2005، جواف 14باجي ٥تتار، عنابة، اتزائر، العدد:

األكؿ، السداسي ،4 العدد أيس، ٣تلة غضباف، يسمينة فتغنشتاين، عند كا١تعت ا١تنطق .ـ،2011

علمية جامعية ٣تلة: األفق ٣تلة ملياين، ٤تمد كتاسكو، النص انسجاـ ب اتذؼ كظيفة العدد اتزائر، غليزاف، لغليزاف، اتامعي با١تركز كاللغات اآلداب معهد عن تصدر ٤تكمة، .ـ2012 جويلية األكؿ،

ـة:الرســــائـــــل الـــجــــامــعــيـــــــ (٥تطوط) ماجستت رسالة شاحطو، علي النصية، الدالالت بناء ب التكييب ا١تستول أثر،

.ـ2011/2012 اتزائر، كىراف، جامعة

كىراف، جامعة ،(٥تطوط) ماجستت رسالة بولعشار، مرسلي الطراز، ب البياين اإلعجاز .ـ2007/ـ2006 اتزائر،

جامعة ،(٥تطوط) دكتوراه أطركحة منصورم، ميلود يات،ا١تفضل ب كداللتها النحوية التاكيب .ـ2008 ـ،2007 اتزائر، كىراف،

دكتوراه أطركحة ٠تضر، حاكمي أسلوبية، مقاربة: عريب البن األشواؽ ترتاف ديواف .360.ص ـ،2012 ـ،2011 اتزائر، كىراف، جامعة ،(٥تطوط)

اين، أطركحة دكتوراه، ٥تطوط، جامعة ظاىرة اتذؼ ب الدراسات اللسانية اتديثة، ٤تمد ملي ـ.2006/2007كىراف، اتػػػػػػػػػػػػػػػػزائر،

أطركحة رشيد، ا٠تالق عبد أسلوبية، مقاربة: القرآين ا٠تطاب ب الظاىر مقتضى عن العدكؿ ـ.2007-ـ2006 اتزائر، كىراف، جامعة ٥تطوط، دكتوراه،

:المواقع اإللكترونية

Page 467: يولؼ $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب - Univ Oran 1يول $ا íزحم نبا ðيغ üي $ا ءايب "ة صن ة ناسل ةباقم ":فارشإ تحت :بلاطلا

قائمة ا١تصادر كا١تراجع

459

ثقافية أدبية ٣تلة: نزكل ٣تلة يوسف، أتد السيميائيات، إب ياتاللسان من: ا٠تطاب تليل -06-26: ا١تقاؿ صدكر تاريخ عشر، الثاين العدد فصلية، (. (WWW.nizwa.comـ،2009