� �

������ �

���� א���א���א��� ��א

� ��و�������א���� �� �� �� �F� ���Eא�� ���א� �

� �

�א%�$�א�#��" �� �

١٤٣٥�*�� Jم٢٠١٤

@ @

@ @

@ @

@ @

@ @

@ @

٨٧٧

� �� �� �

����א����א� ��� א�������א����������א���א�

٨٧٨

٨٧٩

� �

� �� �

� �

��א���א������א���� �#"! �אم����$�$%� د�א"

��� �*��א�(�)���'�א��א���א� �� �

���3א2����0001دق�א� �.�Lא,"!�ذ�א��*!�� ���4��5 ���<"!�ذ�א���9א��8=>�وא����م��:$��א���9א��64�7�.�8 �

٨٨٠

٨٨١

? $4� �جمال البـصمة الوراثيـة أو DNA تقنيات احلمـض النـووي اقتحمت

املختربات اجلنائية لتحليل اآلثار البيولوجية املرتبطة باجلرائم، للتمييز بني األفراد ألا بصمة متفردة ال تتكرر إال يف شخص واحد ، وبالتايل التعرف على اجلاين

ن اآلثـار م DNAوميكن استخالص احلمض النووي .كل عدة باليني من الناس املادية البيولوجية املرفوعة من مسرح اجلرمية أو من على اجلاين أو اـين عليـه

ويمكن بواسطة تلك التقنيات . كالدم واملين واللعاب والشعر واألنسجة وغريها وهذه ميزة ، فحص مجيع اآلثار البيولوجية القدمية جدا أو املتحللة والضئيلة جدا

. ت املرتبطة باجلرائم قد تكون متحللة أو ضئيلة جدا هامة حيث إن معظم العينا وقد مت إجراء هذه الدراسة التحليلية لعدد مناسب من األحباث والقضايا املتعلقة

الفقهاء قـرارات وتوصـيات بتطبيقات تقنيات البصمة الوراثية واالطـالع على ةمبنية علـى وتبني أن البصمة الوراثي ، واألطباء واخلرباءوامع الفقهي اإلسالمي

أسس علمية ثابتة قادرة على اإلثبات والنفي وتستخدم من قبل احملاكم كأدلـة يف جرائم القتل واالغتصاب والسرقة وثبات النـسب ) قرائن قاطعة (فنية قوية

كما أن الفقهاء أفادوا بأنه .وغريها...وصلة القرابة والتعرف علي جمهويل اهلوية البصمة الوراثية يف التحقيق اجلنائي واعتبارهـا ال مانع شرعا من االعتماد على

كما تـبني أن . وسيلة إثبات يف اجلرائم اليت ليس فيها حد شرعي وال قصاص تلك التقنية قد تتعرض لالنتحال والغش وتلوث العينات وهلا بعض الـسلبيات، ألا تتعلق باجلهد البشري، لذا نرى أن البصمة الوراثية كقرينة طبيـة تعطـي

ضي تصورا للوقائع قد يتفق أو خيتلف مع الدليل القويل املستمد من شهادة للقاالشهود أو االعتراف أو ادعاء املدعي مما يساعده على احلكم الـصحيح علـى

.الوقائع

٨٨٢

4��4� �إن تطبيق املنهج العلمي يف التحقيقات اجلنائية يمكننا من احلصول على أدلة

يعتمد عليها احملققون يف ) أدلة فنية أو قرائن (مادية مبنية على أسس علمية ثابتة وقد خلق اهللا . التعرف على ارمني وكشف النقاب عن غموض أعقد اجلرائم

اإلنسان متفرداخيتلف كل فرد عن اآلخر، سواء التفرد اخلاص يف بصمة األصابع أو بصمة األسنان أو بصمة الصوت أو الرائحة أو بـصمة الـشفاه أو بـصمة

أو ما يـسمى بالبـصمة DNAنفية وحديثا بصمة احلمض النووي اجليوب األ وقد استغل العلماء هذا التفرد يف اإلنسان يف جمـال . الوراثية أو البصمة اجلينية

الطب الشرعي والتحقيقات اجلنائية لتحديد األشخاص املشتبه فيهم يف جـرائم ـ يف الوقـت DNAوقد اعترب اخلرباء تقنيات احلمض النووي . العنف املختلفة

احلاضر ـ من أدق تقنيات العصر يف جمال مكافحة اجلرمية، باعتبار أا تقـدم البينة اجلينية اليت تدل على هوية كل إنسان بعينه أو شاهد يقيين على مـرتكيب

يعترب حامضا خلويا فريدا يف كـل شـخص DNAفاحلمض النووي . اجلرائمإال يف التوائم املتطابقة حمققا التفـرد وبصمة ال تتكرر من شخص إىل شخص

فسبحان اهللا اخلالق العظيم الذي يقول يف كتابه . والتميز لكل إنسان على حدة ويعترب تطبيـق ).٢١آية رقم : الذاريات (�ويف أنفسكم أفال تبصرون �: الكرمي

غايـة يف حل املسائل املدنية واجلنائية دراسة يف DNAتقنيات احلمض النووي األمهية، لذا تربز أمهية اختيار هذا املوضوع لتقدميه إىل أهل االختصاص يف شىت

.فروع املعرفة

٨٨٣

�א��A�א,ول �BCא��D���7>�وא�����א,���א��� �

ال شك أن العلم يعني احملققني والقضاة على معرفة مـاذا حـدث، وأيـن يف واقع األمـر هذا العلم . حدث، ومىت حدث، ومن هو الشخص املشتبه فيه

يشارك احملكمة باملعلومات واألدلة الفنية اليت تكشف غموض اجلرمية وتحـدد فاستخدام العلم يف احملاكم ال يقيم االام أو الرباءة باملعين الصحيح . املشتبه فيه

ويعترب الدليل املادي الركيزة األساسية يف . ألن ذلك من دائرة اختصاص القاضي . ت ووسيلة الوصول إىل احلقيقة وإثبات احلقـوق أمـام القـضاء عملية اإلثبا

ويمكن استنباط تلك األدلة من خالل إجراء التحليل الفين الشـرعي لآلثـار فاألثر املادي بطبيعته متعلق بظروف املنازعـة . املـادية حمل البحث يف املنازعة

كمة كدليل فـين واملسؤول عن حتليل األثر املادي وتقدميه للمح . ومستمد منها أو علمي هم خرباء التخصصات الفنية املختلفة، إال أن رأي احملكمـة يف هـذا

.الدليل هو الرأي السائد، وهلا أن تأخذ به أو ترفضه، مبعـىن أن "مـا يلزم من العلم به علم شيء آخر ":والدليل اصطالحا هو

ـ . الدليل هو ما ميكن التوصل به إىل معرفة احلقيقة ظ الـدليل يف ويستخدم لف، والبينة شرعا هي الشهود العدول، اليت تعـين "البينة"االصطالح الشرعي مبعىن

ويعرف القانون الدليل بأنه ما . بدورها احلجة أوالربهان يف االصطالح القانوين وبصفة عامة فإن مفهوم كلمة الـدليل ). م١٩٩٤هرجه، (يتحقق به اإلثبات

مسألة معينة سواء كان ذلك الشيء قوليـا هوكل شيء يفيد يف إثبات أو نفي ، أو كان ماديـا كالبـصمات )االعتراف(كشهادة الشهود واإلقرار ) معنويا(

ـ ١٤٢٢اجلنديواحلصيين، (إخل . . .وآثار الدماء واملين ويلجـأ خـرباء ). هـ

٨٨٤

مكافحة اجلرمية إىل التعامل مع اآلثار اليت جيدوا مبسرح احلادث مـن خـالل العلمية للحصول منها على دليل مادي أو قـرائن تـؤدي إىل فحصها بالطرق

.معرفة اجلاينوحقيقة األمر أن األثر املادي هو مصدر الدليل املادي، فقد يكون األثر دليال

كما أن األثر املادي . بعد الفحص العلمي أو الفين، وقد ال يكون شيئا له قيمة ت مشروعية صلة هذا األثر به وعدم قد تكون له داللة ولكن املتهم يستطيع إثبا

فالبقع الدموية مثال أثر مادي، وفحصها بواسطة تقنيات احلمض . تعلقه باجلرمية قد يقدم لنا دليال ماديا تنحصر قيمته يف إثبات وجود صـاحب DNAالنووي

وبصمة األصابع أيضا ). هـ١٤٢٢: اجلندي واحلصيين (الدم يف مسرح اجلرمية رنة البصمات تقدم لنا دليال ماديا على مالمسة صاحب البصمة أثر مادي ومقا

للجسم الذي حيملها، إال أا ال تثبث بالضرورة ارتكـاب هـذا الـشخص للجرمية، حيث إن املتهم يمكنه تربير وجوده يف مكان احلادث بسبب مشروع

ولذلك فإن وجود صلة إجيابية بـني األثـر املـادي ). م١٩٩٠: أبو القاسم (والشخص املشتبه فيه قد يكون دليال ماديا على عالقته باجلرمية، وعدم وجـود

. تلك الصلة دليل مادي على عدم عالقته باجلرميةوالقاضي أثناء الفصل يف القضايا ال يستطيع أن يفـصل بعلمـه إذا كـان موضوع الرتاع متعلقا بصحة أو حياة اإلنسان، أو كان األمر متعلقا بأمور فنية ليست مفهومة بالضرورة من قبل اهليئة القضائية املختصة بالفصل يف هذا النوع

فالقاضيال يـستطيع ).م١٩٩٣جمموعة من أساتذة الطب الشرعي، (من القضايا لذلك فهـو يـستعني . عمل مقارنة للبصمات أو فحص لآلثار املتعلقة بالواقعة عي أو خبري البصمات أو برأي اخلبري الفين يف جمال تلك األمور كالطبيب الشر

٨٨٥

وما يقدم . وهكذا… فين املختربات اجلنائية مثل خرباء فحص العوامل الوراثية هنا هو اخلربة، وهي إبداء رأي فين من شخص خمتص علميا أو فنيـا يف شـأن

).م٢٠٠٠املعايطةواملقذيل، (واقعة ذات أمهية يف الدعوى القائمـة املعاصر واملعروف لنا اليوم ـ على أوضح وقد ورد ذكر الدليل الفين باملعىن

صورة ـ يف القرآن الكـرمي يف سـورة يوســـف عليـه الـسـالم يف ��u��t��s��rq���p���o��n��m}�: املوضع األول يف قوله تعاىل .موضعني

��a��`��_����~��}���|{��z��yx��w��vz ) آيـة : سورة يوسف��l��r��qp��o��n��m}�: واملوضع الثاين يف قولـه تعـاىل ). ١٨رقم

��¢��¡�������~��}��|��{��z��y��x���������w��v��u������t��s��«��ª����©�� ��§���¦��¥��¤����������£z )٢٦: اآليتان: سورة يوسف ،

هكذا يعلمنا القرآن الكرمي مفهوم الدليل الفين وأمهية األخذ باألدلـة ). ٢٧عطي للقاضي تصورا للوقائع قد يتفـق فالدليل الفين ي . الفنية يف احلكم والقضاء

أو خيتلف مع الدليل القويل املستمد من شهادة شهود الرؤية أو االعتـراف أو .ادعاء املدعي، مما يساعده على احلكم الصحيح على الوقائع

وهذه األدلة . واإلثبات يف الشريعة اإلسالمية هو إقامة الدليل على صحة أمر إىل أمهيـة �وقد نبهنا الرسول .جج أو طرق القضاء تعرف باسم البينات أو احل

اللجوء إىل األدلة يف احلكم على األمور، فعن ابن عباس رضي اهللا عنـهما أن لو يعطى الناس بدعواهم الدعى رجال أموال قوم ودماءهم، : "قال�رسول اهللا

والطرق). رواه البيهقي وغريه " (لكن البينة على املدعي واليمني على من أنكر اليت ذهب إليها الفقهاء يف بيان طرق القضاء الشرعية اليت تثبت ـا الـدعوى

البينة أي الشهادة، واإلقرار، واليمني والنكوص عنه، والقسامة، والقرينـة : هي

٨٨٦

ويرى مجهور الفقهاء أنه ليس للقاضي أن يقضي ). هـ١٤٠٣الفائز، (القاطعة ، وقال أبو بكـر الـصديق ) وما بعدها ٨/٣٢٤نيل األوطار ج : انظر(بعلمه

" لو رأيت رجال على حد مل أحده حىت تقـوم البينـة عنـدي "رضي اهللا عنه ).١٩٩٠سابق، (

ويعترب النظام أو القانون عمل اخلبري عنصرا من عناصر اإلثبات، وذلك عـن طريق إبداء رأيه يف املسائل الفنية اليت يصعب على احملكمة ـ حبكـم تكـوين

وحتتاج احملكمـة إىل األدلـة . إليها واألخذ به كدليل فينأعضائها ـ الوصول الفنية كقرائن مادية ملموسة لتعزز وتؤكد األدلة القولية أو تنفيها، فهي مبثابـة شاهد صامت ال يعتريه التبديل أو التغيري بينما الـشهادة أواالعتـراف تتـأثر

لذلك قد . ل والتغيري باملؤثرات اخلارجية وختضع للعوامل النفسية ويعتريها التبدي : املهـدي (ال يعتمد عليها القاضي اعتمادا كليا حالة عدم مطابقتها للواقعـة

لذلك فإن األدلة الفنية هـي ). ١٩: هـ ١٤٢٢:م، اجلندي واحلصيين ١٩٩٣قرائن أو أدلة إقناعية، حيث إن وجودها يقنع القاضي بارتكاب املتهم للجرميـة

يقضي ا، من خالل تقديره هلذه اخلـربة الفنيـة أو مبزاعم اخلصم أو دفاعه، ف املقدمة من الشخص املختص فنيا يف شـأن واقعـة ذات أمهيـة يف الـدعوى

. يمكن اعتباره شاهدا فنياDNAلذا فإن خبري تقنيات احلمض النووي .القائمة وإذا حبثنا . مما سبق تتضح أمهية الدليل الفين كقرينة تفيد يف اإلثبات أو النفي

يف بطون الفقه اإلسالمي لوجدنا أن كثريا من األحكام تعتمد علـى القـرائن، فالقرينة هي دليل يقوم على استنباط أمر جمهول من . وذلك عند خمتلف املذاهب

وتنقسم إىل قسمني بناء على قوة الصلة أو الرابطة بني األمر الظاهر . أمر معلوم ، والقرائن القاطعة، وهذا التقسيم هـو القرائن غري القاطعة : وما يدل عليه، مها

٨٨٧

ويعرف الفقهاء القرينة القاطعة بأا األمارة البالغة . الذي أخذ به مجهور الفقهاء أما القرينـة .حد اليقني، أو األمارة الواضحة اليت تصري األمر يف حيز املقطوع به

عتماد عليها غري القاطعة فهي اليت ترتل داللتها إىل جمرد االحتمال، فال يصح اال وحدها يف ترتيب احلكم عليها، بل ال بد من اجتماعها مـع قـرائن أخـرى

وقد اعترب جملس امع الفقهي اإلسالمي ). هـ١٤٠٣: الفائز(لتكسب احلجية أن نتائج البصمة الوراثية تكاد تكون قطعية يف إثبات نسبة األوالد إىل الوالدين

اليت توجـد يف ) ن الدم أو املين أو اللعاب م(أو نفيهم عنهما، ويف إسناد العينة مسرح احلادث إىل صاحبها

يف جرائم االعتداءات على النفس تكون العناصر األساسية للجرمية مكونـة مسرح (اجلاين، واين عليه، واملكان الذي تتم فيه واقعة االعتداء أو اجلرمية : من

عرف باسم قاعدة لوكارد أو وحتكم العالقة بني هذه العناصر قاعدة ت ). احلادثنظرية تبادل املواد، اليت تعترب األساس العلمي للبحث عن اآلثار املادية يف مسرح

م، ١٩٢٨هذه النظرية العلميـة يف عـام " لوكارد"وقد وضع العامل . احلادثأي جسم يالمس أو حيتك جبسم آخر ال بد أن يتـرك كـل "وتنص على أن

وختتلف كمية وحجـم ". ه أو شكله على اآلخر منهما جزءا من مادته أو أثر هذه اجلزيئات املتبادلة حسب طبيعة كل جسم من حيث درجـة الليونـة أو

وملا كان هذا التالمس ال بد أن حيدث بني اجلاين ومسرح . الصالبة أو السيولة احلادث أو اين عليه أثناء ارتكاب اجلرمية، لذلك أمكن االستفادة مـن هـذه

يف جمال اجلرمية عن طريق البحث عن اآلثار املادية اليت يتركها اجلاين يف النظرية مكان احلادث مث رفعها وفحصها باملختربات اجلنائية إلجياد الصلة بينها وبـني

وبتطبيق هذه القاعدة جند أن املصدر الرئيسي لألثـر ) م١٩٩٣: املهدي(اجلاين

٨٨٨

كون اهلدف من مجع هذا األثر هو البيولوجي هو اجلاين أو اين عليه، وبذلك ي فاجلاين يتـرك آثـاره . احلصول على أدلة تفيد بوجود عالقة بني عناصر اجلرمية

على كل من اين عليه ومسرح اجلرمية، وكذلك اين عليه يترك آثاره علـى اجلاين ويف مسرح اجلرمية، وأخريا ما يتركه املسرح ذاته من آثار على كل مـن

ين عليهاجلاين وا. ويعترب األثر املادي البيولوجي الذي مصدره جسم اإلنسان أسـاس األدلـة

وملا كان اجلـاين . املادية والفنية اليت تساعد القضاء على حتديد شخصية اجلناة كائنا حيا تقوم أعضاء جسمه بوظائف فسيولوجية متعددة، هلذا فإنه يترك عادة

هذه اآلثار اليت تتخلف عـن اجلـاين . جرميةآثارا هامة تتعلق به أثناء ارتكابه لل البقع الدمويـة واملنويـة، : باعتباره كائنا حيا تسمى اآلثار البيولوجية وتشمل

وتتضمن هذه اآلثار الكثري من املعلومـات . إخل... واللعاب، والشعر، واجللد اليت توضح صفات هذا الكائن احلي حبيث تتدرج يف دالالا حـىت تـصل إىل

ة بتحقيق شخصية الفرد وذاتيته عن طريق حتديد بصمة احلمض النـووي القمDNA ذه اآلثار، فاألثر البيولوجي هو املصدر األساسـي للحمـض املوجود

.DNAالنووي

٨٨٩

<Eא����Aא��� ��א���א�����א,�Gض�א� �و��وא�� �

من اآليات العظيمة اليت كشف عنها العلم مؤخرا يف جمال خلـق اإلنـسان أسرار تكوينه وأسرار اخللية آية األمحـاض النوويـة، وقـد أثـارت تلـك و

االكتشافات طفرة علمية هائلة يف مجيع اـاالت، مما يدل على أن وراء ذلك خالق عظيم خلق كل شيء وقدره، فسبحان اهللا العظيم اخلالق البارئ املـصور

فاق وفي أنفسهم حتى يتبين سنريهم آياتنا في اآل �: الذي يقول يف كتابه الكرمي هيديء شلى كل شع هأن بككف بري لم أو احلق هأن مسورة فصلت، اآلية (�له

). ٥٣:رقماألمحاض النووية بشكل عام هي مركبات كيميائيـة معقـدة ذات أوزان

وتوجد بنوعني مها احلمـض . اجزيئية عالية ال يمكن استغناء الكائن احلي عنه ياسني، الـسلطاين، (ولكن بنسب خمتلفةRNA واحلمض النووي DNAالنووي هو احلمض النـووي الرايبـوزي منقـوص :DNAاحلمض النووي ).م١٩٩٩

هي اختـصـار لالســـم العلمـي DNAاألكسجني، واحلروف الثالثة )Deoxyribo Nucleic Acid .( ويوجد احلمض النوويDNAلية من يف كل خ

األول يف نواة اخللية اليت حتتـوي بـشكل : خاليا جسم اإلنسان يف موضعني وبـذلك (املكتسب من كل من األب واألم DNAأساسي على احلمض النووي

فإن خاليا كريات الدم احلمراء لإلنسان ال حتتوي عليه حيث إنه ال يوجد ـا خـارج النـواة يف أما املوضع الثاين فهو جسيمات الطاقة املوجـودة ). نواة

السيتوبالزم اليت تعرف بامليتوكوندريا وحتتوي على هذا احلمض النووي بشكل ). م١٩٩٩: ، ياسني والسلطاين١٩٩٧ :Inman &Rudin(خاص ومن األم فقط

٨٩٠

مبقدرته على التكاثر واالنتقال بدقة من ساللة ألخرى DNAويتمتع جزيء وهـو . أنواع أخرى من اجلزيئات ومن جيل إىل آخر، كما أنه قادر على إنتاج

مبا حيمله من صفات وراثية ومعلومات يكون مسؤوال عن نقل الصفات الوراثية املربجمة عليه عرب األجيال والشعوب واألجناس بكل أمانة، حمققا التفرد والتميـز ليس فقط لكل جنس من األجناس البشرية بل لكل إنسان على حدة مما جيعـل

و بصمته الوراثية اخلاصة به اليت متيزه عن غريه من النـاس، لكل إنسان شفرته أ . حيث إا ال تتطابق أبدا مع بصمة أي إنسان آخر

من وحدات متكررة بترتيب معـني DNAيتركب جزيء احلمض النووي على شكل سلسلة طويلة جدا تسمى نيوكليوتيدات قوامها سكر وفوسـفات

النيتروجينية اليت تترتب كـل منـها فـوق بالتبادل وتتصل ا جانبيا القواعد األخرى مثل األقراص املسطحة أو كاخلرزة يف خيط السبحة أو العقد، حبيـث

وقد يكـون ). ٠ .nm٣٤ ( اجنستروم ٤,٣ تبعد كل واحدة عن اليت تليها مبقدار واحـدا ومتمـاثال يف DNAاحملتوى النيوكليوتيدي جلزيء احلمض النـووي

ت إال أن تتابع النيوكليوتيدات لـيس متماثــــال نوعــني من الكائنا )Conner & Ferguson, ١٩٩١ .(

على هيئة سالمل حلزونية ملتفة حول نفسها، DNA يوجد احلمض النووي وتسلسل القواعد النيتروجينية على جزيء هذا احلمض النووي هو الذي يكون

ـ ديهما قابليـة قويـة درجات هذه السالمل، وكل درجة تتكون من قاعدتني لوحيدث ذلك . لالرتباط معا بواسطة روابط هيدروجينية، وتسمى زوج قاعدي

بالتفاف سلسلتني من السالسل متعددة النيوكليوتيد حول بعضهما على صورة ، حبيـث إن القواعـد DNAحلزون مزدوج لتكون جزيء احلمض النووي

٨٩١

يف إحدى السلسلتني يكون )A(النيتروجينية تكون داخل احللزون وإن األدينني واجلــوانني ) A=T(لتكوين رابطتني هيدروجينيتني بينهما ) T(مقابال للثاميني

)G ( مقابال للسيتوسني)C ( لتكوين ثالثة روابط هيدروجينية بينـهما)G ≡ C (وقد وضع العاملـان واطـسون ).١٩٩٧ ,Inman &Rudin(يف السلسلة األخرى

. ١٩٥٣ عام DNAوكريك هذا النموذج جلزييءوبناء على ذلك فإن كمية األدينني تساوي كمية الثاميني وكمية اجلـوانني

مبعىن أن عدد قواعد البيورين يف السلسلة الواحـدة . تساوي كمية السيتوسني وقـد ) A+G = T+C(يسـاوي عدد قواعـد البريميدين يف السلسـلة الثانية

واعد ختتلف من كـائن حـي املسماة بنسبة الق) A+T/ G+C(لوحظ أن نسبة وبذلك . لكائن حي آخر ولكن تكون ثابتة يف النوع الواحد من الكائنات احلية

املستخلص من خاليا أنسجة اجلسم املختلفة حيتوي على تراكيـب DNAفإن وهذه التراكيب ال تتغري مع تقدم العمر أو مـع تغـيري بيئـة . القواعد نفسها

اخلصوصية والفرديــة DNAي على جزيء اإلنسان أو طبيعة غذائه، مما يضف )Karp:كما أن إحــدى سلســليت احللزون تكون يف عكــس ). ١٩٨٤

. اجتاه السلسلة األخرى :األساس العلمي للبصمة الوراثية

يبدي تكرارا خاصا بني الناس عند مواقـع معينـة DNAاحلمض النووي يكون DNAمن % ٩٩ ,٥وحوايل . ويظهر اختالفا يسمح بالتمييز بني الناس

متماثال عند كل الناس ـ وهذا ما جيعلنا كائنات إنسانية ـ أمـا النـصف يف . املائة الباقية فهي اليت م العلماء يف جمال الطب الشرعي والتحقيقات اجلنائيـة

حيث إن هذا اجلزء خيتلف بدرجة عالية يف تكرار األزواج القاعدية بني األفراد،

٨٩٢

... مسات الشخص مثل العني والشعر واللون وفصائل الدم ويعرب عن نفسه يف ولقد استفاد العلماء من خاصية تغيري ترتيب تلك القواعد النيتروجينية على . إخل

DNA يف إثبات أن لكل شخص محـض نـووي DNAطول احلمض النووي وقد يتشابه عدد من الناس يف األمناط اجلينية لبعض . خيتلف عن غريه من الناس

.ات ولكن ال ميكن أن يشترك شخصان يف األمناط اجلينية جلميع اجليناتاجلينيف عـام " روى وايت، واليك جيفـري "وقد اكتشف العاملان اإلجنليزيان

م أن تكرار تسلسل أو تتابع مناطق من القواعد النيتروجينيـة املكونـة ١٩٨٤ين خيتلف من شخص إىل آخر يف اجلزء غري اجلـي DNAجلزيء احلمض النووي

من الكروموسوم، حيث إن عددها مليارات على كل شريط من هذا احلمـض لكـل DNAنيوكليوتيد يف احلمض النووي ٩ ١٠ × ٣يوجد حوايل (النووي

ووجدوا أن احتمال تطابق تسلسل تلـك القواعـد يف ). زوج كروموسومي شخصني غري وارد، وال يتطابق هذا التسلسل يف إنسان مع أي إنسان آخر على

ه األرض إال يف حاالت التوائم السيامية املتطابقة اليت أصـــلها بويـضة وجوهلـذا ). ١٩٩٧ ,Gill &Werrett(واحدة وحيـوان منـــوي واحـــد

أطـــلق على تســلسل القواعد النيتروجينية يف جزء من احلمض النووي DNA اســم بصمــة احلمض النووي أو البصمـــة الوراثيــــة

. رى البصمــة اجلينيةويف أحيان أخـوهذا االختالف يف التسلسل غالبا ال يظهر نفسه يف املظهر اخلارجي للجسد وال يرى بالعني اردة ألنه يلتف حول بعضه حىت يصبح واحد على املليون من

. املتر أو أقل من ذلك، ولذلك جيب فحصه باستخدام تقنيات معملية خاصـة لسل يف شخصني ال تربطهما صلة قرابـة فقد وجد أن فرصة وجود نفس التس

٨٩٣

هي واحد لكل مليون بليون شخص، بينما تصبح هذه النسبة أقل بكثري بـني ).١٩٨٩ :Ross & Harding(األشقاء

والبصمة الوراثية يف مجيع خاليا اجلسم للشخص الواحد متطابقة، ومعـىن ـ ع بـصمة ذلك أن البصمة الوراثية من خاليا كريات الدم البيضاء متطابقة م

وراثية من أي خلية يف أي جزء آخر من اجلسم مثل الشعر واجللـد والعظـام، ومتطابقة أيضا مع بصمة من أي سائل من سوائل اجلسم مثل اللعاب والـسائل

.املنوي واملخاط ونقط العرق والبول :أنواع العينات والكمية اليت ميكن فحصها

يف اخللية تسمى النـواة، يف منطقة صغرية جداDNAيوجد احلمض النووي وحتتوي خاليا مجيع سوائل اجلسم مثل الدم واملين واللعاب، وأنسجته مثـل

وبالرغم مـن . جذور الشعر والعظام واجللد ومجيع األعضاء الداخلية على نواة أن خاليا كريات الدم احلمراء ليستبها نواة إال أن خاليا كريات الدم البيـضاء

ميكن فحص الدم بسهولة جدا عن احلمـض النـووي حتتوي على نواة وعليه DNA . ،عترب السائل املنوي مصدرا مهما ألغراض كشف جرائم االغتصابوي

كما . بشكل رئيسي يف رؤوس احليوانات املنوية DNAويتوافر احلمض النووي أن اللعاب الرطب أو اجلاف حيتوي على مواد خلوية حتتوي علـى احلمـض

ستخالصه من كميات قليلة من اللعاب اليت قد تكـون ويمكن ا DNAالنووي أو أعقـــاب ) نتيجة العض أو التقبيل أو اللعق (متواجدة على اجللد اآلدمي

كمـا ميكـن ). ١٩٩٦ :Sweet et al(السجائر أو طوابع الربيـد أو العلكــة الـيت قـد ) املخاط( من كـل عينات اإلفرازات األنفية DNAاسـتخالص

ياء مثل املالبس اخلاصة بطفل مفقود أو املناديـل املوجـودة تتواجد على األش

٨٩٤

واألنسجة جبميـع ). ١٩٩٥ :Tahir et al(مبسرح اجلرمية املستعملة من قبل اجلاين أنواعها مثل اخلاليا اجللدية وغريها حتتوى على نوى يمكن منـها اسـتخالص

DNA على نـوى ، وحيثإن اخلاليا املوجودة يف الطبقة اخلارجية للجلد حتتوي فإن ذلك جيعل من الصعب أن حيدث تلوث ) أو قد ال حتتوي عليها (قليلة جدا

Inman(مبجرد ملس أو تـداول األشــياء DNAاألشياء بعينات حتتوي على

&Rudin: ١٩٩٧.( يف DNAوالشعر مصدر مهم أيضا، حيث يتواجد معظم احلمض النـووي

ولكي يـتم فحـص .لغالف احمليط بصيلة الشعر أي اجلذر واخلاليا املوجودة با الشعر عن وجود هذا احلمض النووي فإنه من الضروري عامة احلصول علـى

املرتوع حديثا rootوحيتـوي جذر الشـــعر . عينات حتتوي على اجلذور ، بينما جذع الـشعر ال حيتـوي إال DNA ميكروجرام من ٠ ,٥على حوايل

وبذلك ميكن استخالص . وحالتهاعلى كمية قليلة جدا يصعب حتديد كميتها DNA من النواة وامليتوكوندريا من جذر شعرة واحدة سواء متساقطة أو مرتوعة امليتوكوندريا من عينة عبـارة DNAأما جذع الشعر فيمكن استخالص . حديثا

).١٩٨٨ :PCR) (Higuchi et al(عن جذع شعرة واحدة بواسطة تقنية لعرق ـ حبد ذاا مصدر ضعيف للحامض واإلفرازات مثل البول والرباز وا

DNA ـ ولكن رمبا حتتوي أو ال حتتوي على خاليا ذات نوى كافية لتحليـل وقالمات األظـافر .احلمض النووي منها ـ ويعتمد ذلك على الظروف الفردية

ال ميكن فحص احلمض النووي منها بواسطة الطرق املستخدمة حاليا، ولكـن جلدية وذلك عندما خيدش شخص ما بأظافره أحد يمكن أن حتتوي على خاليا

وأحيانا توجد اخلاليـا . األشخاص بدرجة كافية خيرج معها الدم أو األنسجة

٨٩٥

اجللدية يف املالبس مثل القفازات املستعملة يف جرائم السرقة أو أغطية الرأس أو منطقة القميص الضاغطة على الذراعاليت قد حتتوى على خلـيط مـن العـرق

وأخـريا فـإن . DNAيا اجللدية اليت ميكن منها فحص احلمض النووي واخلال، وأفـضل العظـام DNAالعظام ميكن فحصها للحصول على احلمض النووي

)١٩٩٧ :Inmam&Rudin(لذلك هي األسنان ختتلف كمية العينة اليت حنتاجها للحصول على نتيجة مرضية وعموما فـإن

يعطي كمية كافية من احلمض النووي حجما ضئيال من بقعة دم حديثة سوف DNA للحصول على نتائج حامسة ومقنعة )Inmam&Rudin: كمـا أن ).١٩٩٧

فمثال كميـة الـسائل : نوع العينة ميكن أن يؤثر على الكمية املطلوبة للفحص املنوي اليت حنتاجها للفحص تكون أقل من كمية الدم للحصول علـى نتـائج

ا احليوانات املنوية يف السائل املنوي أعلى بكثري متساوية، وذلك ألن تركيز خالي أما األنواع األخرى من العينـات . من تركيز خاليا كرات الدم البيضاء بالدم

Inman(فتختلف الكمية اعتمادا على كثافة اخلاليا اليت ا نوىلكـل عينـة

&Rudin, ١٩٩٧.( ـ DNA وهنـاك خاصية فريدة أخرى تتعلق بنمط تـوارث دريا، امليتوكون

النواة يورث بنسبة متساوية من كـال DNAحيث يورث فقط من األم، بينما وحيث إن خلية البويضة أكرب بكثري من خلية احليوان املنـوي الـذي . األبوين

. يكتسب كل عضيات اخللية من األم ) البويضة املخصبة (خيصبها، فإن الزجيوت نوي موجودة يف منطقة بـني هذا باإلضافة إىل أن ميتوكوندريا خلية احليوان امل

رأس احليوان املنوي وذيله، وألن الرأس احملتوية على النواة هي اليت تدخل فقط . خلية البويضة فإن الذيل املشتمل على امليتوكوندريا ال يندمج داخل الزجيـوت

٨٩٦

وبناء على طريقة اإلخصاب هذه فإن املادة الوراثية يف امليتوكوندريا تورث فقط امليتوكوندريا يف شخص ما ال يمكن DNAمعىن ذلك أن . ضة األم من خلية بوي

وهذه خاصية مفيدة . أن يكون خمتلف األليل أو يظهر نوعني خمتلفني من األليل امليتوكوندريا يف شـخص مـا DNAيف تتبع أثر العائالت ، حيث إن تسلسل

).١٩٩٢ :Blake et al(ستكون متماثلة مع أقارب األم النواة، DNAمليتوكوندريا صغري نسبيا باملقارنة إىل اDNAوحيث إن حجم

كما يوجد العديد من امليتوكوندريا يف اخللية الواحدة، فإنه ميكن تصنيفه مـن وبذلك يكون من . العينات الصغرية والقدمية جدا أو أي عينات ال تعطي نتائج

بب النواة بـس DNAاألفضل االحتفاظ به للحاالت اليت ال جيدي فيها فحص يمكـن DNAكميته الضئيلة أو نوعيته الرديئة املتحللة، وبذلك يكون آخـر

امليتوكوندريا من اخلاليا DNAوقد أثبتت األحباث جناح فحص . فحصه يف العينة امليتة يف جذع الشعر وكذلك يف العظام واألسنان اليت مـضت عليهـا آالف

).١٩٩٢ :Handt et al(السـنني

٨٩٧

Aא���א����� ����D2���� ��������DNA���!��6ض��H4א,د��א��8=� �

لعل جمال الطب الشرعي والتحقيقات اجلنائية من أهم ااالت اليت يستخدم ، لتحديد األشخاص ومعرفة اجلنس بصورة DNAفيها تقنيات احلمض النووي

فاستغل العلماء هذا التفرد يف . أكثر قدرة من العوامل الوراثية التقليدية األخرى مة الوراثية للتعرف على األبوة وإثبات صلة القرابة، وللتحقق مـن هويـة البص

األشخاص يف الكوارث كحوادث الطائرات واحلرائق واملقابر اجلماعية حيـث يصعب التعرف على اجلثث يف هذه احلاالت من خـالل املالمـح الشخـصية

DNAكما تـستخدم تقنيـات . والعالمات الفارقة نظرا لتشوه اجلثث وتعفنها أيضا يف حتليل العينات اجلنائيةلتحديد الشخص املشتبه فيه يف جـرائم القتـل واالغتصاب، وذلك من خالل تطابق بصمته الوراثية مع البصمة الوراثية الـيت تنبثق من اآلثار البيولوجية املوجودة مبسرح احلادث أو من اين عليه مثل نقطة

وع جبذوره أو اللعاب واجللد والعظام أو دم أو بقعة لسائل منوي أو الشعر املرت .أي خاليا آدمية أخرى

:التحقق من هوية اجلثث اهولةيف احلوادث والكوارث اجلماعية قد يتعذر التعرف على شخـصية بعـض اجلثث بسبب ما يلحق ا من تشويه وتفحم وبتر كما يف احلرائق وحـوادث

والقبـور . عثور على قبور مجاعية الطائرات، وكذلك يف حالة اجلثث املتعفنة وال اجلماعية إما أن حتتوي على جثث مدفونة بواسطة جمرمي احلروب حيث يـتم الدفن عادة يف وقت واحد أو تضم رفات ضحايا جرائم عنف جنـائي قتلـوا

كما أن ارم قـد . ودفنوا يف وقت واحد، أو يف أوقات خمتلفة يف نفس املوقع

٨٩٨

صورة يصعب التعرف على صاحبها، بل قد يعثـر ميثل باجلثة وذلك بتقطيعها ب .على جزء أو أجزاء من اجلثة دون بقية اجلسد

متكننا بدقة متناهية من DNAيف مثل هذه احلاالت فإن تقنية احلمض النووي ويتم ذلك عن . التحقق من أصحاباجلثث املشوهة، واألشالء، وجمموعة العظام

ألمناط اجلينية هلا، مث االستدالل علـى طريق أخذ عينات منها وحتليلها ومعرفة ا تلك اجلثث من ذويهم مبقارنة األمناط اجلينية لألقارب وتلك اجلثث أو األشالء

ومت يف فترة ما ـ وال يزال يتم حاليا ـ تقطيع اجلثة .أو أجزاء اجلثث أو العظامإىل أشالء ووضع هذه األشالء يف أكياس من النايلون مث تفريقهـا يف أمـاكن

وقد عثرت الشرطة على جـذع . تلفة حىت ال يتم التعرف على شخصية اجلثة خمإنسان فقط مما يصعب التعرف على صاحبه، واملعروف أن معرفة صاحب اجلثة

وقد مت أخذ عينات من اجلـذع ملعرفـة . تفيد كثريا يف كشف غموض اجلرمية .ةأمناطه اجلينية ليتم مقارنتها مع من يبلغ عن مفقودين باملنطق

كما يمكن بتطبيق البصمة الوراثية حتديد شخصية اجلثة حـىت يف حـاالت اختفاء اجلثة ووجود آثارها فقط كالدماء أو العظام، بشرط وجود أشخاص قد

ففي . قاموا باإلبالغ عن مفقودين هلم حىت يمكن الرجوع إليهم وعمل املقارنة اط طائرته خالل حرب م بعد إسق ١٩٩١حالة الطيار السعودي املفقود منذ عام

يف معامل وخمتـربات DNAاخلليج حيث أفادت تقنيات فحص احلمض النووي سويسرية متخصصة بإشراف ومتابعة من الصليب األمحر الدويل لعينة الرفـات

اليت عثر عليها يف حقل ألغام بالعراق أـا تعـود ) جراما تقريبا ١٨(الصغرية ، ٢ ، ص ٨٠٨١وسـط، العـدد نقال عـن الـشرق األ (للطيار السعودي

كما متكن العلماء أيضا من التعرف على عظـام القيـصر ). م١٢/١/٢٠٠١

٨٩٩

). ١٩٩٧ :Inman &Rudin(م ١٩٩٣الروسي نيقوالس الثاين وعائلته يف عام :إثبات درجة القرابة بني األفراد

يمكن استخدام البصمة الوراثية إلثبات درجة القرابة يف األسـرة ومعرفـة ب من غري األقارب، وذلك يف حاالت ادعاء القرابة بغرض اإلرث بعـد األقار

وكذلك يف حاالت اهلجرة خاصة إىل دول أوروبا وأمريكا . وفاة أحد األثرياء إذ يدعي املهاجر الذي حيمل اجلنسية األوروبية أو األمريكيـة أن األشـخاص

لى اإلقامة الذين بصحبته هم أوالده ويطلب تسهيل دخوهلم البالد وحصوهلم ع وتطبق اجلوازات يف أوروبا وأمريكا تقنية احلمـض . الشرعية، ومن مث اجلنسية

ويتم ذلك بأخذ عينـة دم مـن . ملعرفة حقيقة هذه االدعاءات DNAالنووي .هؤالء األشخاص ومقارنة األمناط اجلينية هلم

اء ويمكن اللجوء إىل البصمة الوراثية أيضا يف حاالت القبض على جمرمي شر أو اختطاف األطفال ووجود عدد من األوالد لديهم، وذلك إلرجـاعهم إىل

. ذويهم :التعرف على ارمني يف اجلرائم املختلفة

تستخدم البصمة الوراثية يف حتديد شخصية صاحب األثر والتعـرف علـى ارمني يف العديد من القضايا اجلنائية، مثل حتديد شخصية صـاحب الـدم يف

ل، وحتديد شخصية صاحب املين أو الـشعر أو اجللـد يف جـرائم جرائم القت وكذلك معرفة شخصية صاحب اللعاب املوجود على بقايـا . االعتداء اجلنسي

املأكوالت وأعقاب السجائر يف جرائم السرقة والقتل، أو املوجود على العـضة ائل، اآلدمية يف جرائم االغتصاب، أو املوجود على طوابع الربيد ومظاريف الرس

وذلك يف حاالت الطرود امللغومة ورسائل التهديـد أو االختطـاف، حيـث

٩٠٠

اجلنـدي، (يستعمل الشخص أحيانا اللعاب يف لصق طوابع الربيد أو األظرف ).٢٢٩: م٢٠٠٠

يف مثل تلك اجلرائم ـ وطبقا لنظرية تبادل املواد أو مبدأ لوكارد ـ حيدث رح احلادث مما ينتج عنه وجود آثـار تبادل بني كل من اجلاين واين عليه ومس

مادية بيولوجية على أي من عناصر اجلرمية الثالثة مثل آثار الدماء، املين، الشعر، وميكن عمل بصمة احلمض النووي . إخل. …اللعاب، األسنان، أنسجة بشرية

DNAمن أي من هذه اآلثار البيولوجية ومقارنتها مع بصمة احلمض النـووي وبذلك ميكن الربط بني املتهم واجلرمية والتعرف علـى . عليهم للمتهمني واين

تعترب دليل نفي وإثبات DNAارمني بكل دقة، حيث إن بصمة احلمض النووي قاطع ألنه كما أسلفنا أن لكل إنسان بصمته الوراثية اخلاصــــة به واليت

). م٢٠٠٠اجلندي واحلصيين، (ال تتشـــابه مع أي إنســان آخر ن التعرف على املشتبه فيهم بدقة من خالل فحـص التلوثـات املنويـة ميك

املوجودة على مالبس اين عليها أو املأخوذة باملسحات املهبلية ومقارنة بصمة . للمشتبه فيهمDNA الناجتة مع بصمة احلمض النووي DNAاحلمض النووي

: حتديد اجلنسلطب الشرعي وعلـم اآلثـار حتديد اجلنس لآلثار البيولوجية مهم يف علم ا

ففي جمال . القدمية واألنثروبولوجيا اليت تبحث يف أصل اجلنس البشري وتطوره الطب الشرعي يعترب حتديد اجلنس لآلثار البيولوجية املتخلفة يف مسرح اجلرميـة

ويمكن معرفـة مـا إذا ). ١٩٩٥ :Lin et al(عنصرا مهما بالنسبة جلرائم القتل يف DNA ختص ذكرا أم أنثى وذلك بفحص احلمض النووي كانت تلك اآلثار

فـإن ) XY(فـإذا كانـت . الكروموسومات اجلنسية املوجودة يف نواة اخللية

٩٠١

وبذلك يمكـن . فإا ترجع إىل أنثى ) XX(اآلثار تعود إىل ذكر، وإذا كانت .من الناس% ٥٠استبعاد

وذا فائدة عظيمة قد يكون مهما ) PCR(كما أن حتديد اجلنس بواسطة تقنية واخلنثى شخص اشتبه يف أمره ومل يدر أذكر أم أنثـى، . يف حاالت إرث اخلنثى

إما ألن له ذكرا أو فرجا معا أو ألنه ليس له شيئا منهما أصال، كيف يرث؟ إن تبني أنه ذكر ورث مرياث الذكر وإن تبني أنه أنثى ورث مرياثهـا، وهـو يف

فإن مل يعرف أذكر هو أم أنثى بأن مل . خنثى غري مشكل هاتني احلالتني يقال له تظهر عالمة من عالمات الذكورة أو األنوثة أو ظهرت وتعارضت، فهو اخلنثى

يأخـذ : وقد اختلف الفقهاء يف حكمه من حيث املرياث، قال مالك . املشكلإنه يفرض أنـه ذكـر مث : املتوسط بني نصييب الذكر واألنثى، وقال أبو حنيفة

يعامل كل من : رض أنه أنثى ويعامل بعد ذلك بأسوأ احلالني، وقال الشافعي يفإن كان يرجى ظهور حاله يعامـل : الورثة واخلنثى بأقل النصيبني، وقال أمحد

كل منه ومن الورثة باألقل ويوقف الباقي وإن مل يرج ظهـور األمـر يأخـذ : سـابق ( هو األرجـح وهذا الرأي األخري . املتوسط بني نصييب الذكر واألنثى

هنا نرى أن أخذ عينة دم وحتديد النمط اجلـيين للكروموسـومات ). ١٩٩٠) Y(اجلنسية قد حيل املسألة، فإذا اتضح أن الـنمط اجلـيين حيتـوي علـى

كروموسوم فهو ذكر وإن مل حيتو على هذا الكروموسوم فهو أنثى، حيـث إن .هذا الكروموسوم هو الذي حيدد الذكورة

٩٠٢

٩٠٣

Aא���Hא��א�� ��א���א�����א��� �!���$�$%�I�JE

وجد العلماء أن البصمة الوراثية ال تتكرر إال يف شخص واحد كل عـدة وبذلك فهي قد تساعد العدالة غىب التعرف علـى اـرمني . باليني من الناس

وتكشف النقاب عن غموض الكثري من اجلرائم املختلفة، اليت مل يكن باإلمكان ود تلك البصمة الوراثية املبنية على أسس علمية ثابتة متكن القضاء حلها لوال وج

من أن يواجه ا املتهم كدليل إثبات قوي أو دليل نفي أمام احملاكمفي مقدمـة . األدلة الفنية اليت ميكن جلهات التحقيق أو احملكمة االعتماد عليها كقرائن قاطعة

ل امرأة يف بيتـها واـام وردت قضية من دولة عربية شقيقة بشأن قضية قت زوجها وأخيه بقتلها، وقد وردت مع القضية عينات مناديل ورقية عليها تلوثات منوية رفعت من مرتل القتيلة، وبأخذ عينات قياسية من الزوج وأخيـه ومـن

، تبني أن التلوثات املنوية ال تعود للزوج أو أخيه DNAالقتيلة وإخضاعها لتقنية تل كان بسبب وجودها يف خلوة غري شرعية مع شـخص مما قد يوحي بأن الق

.ماقضية أخري تتعلق بسرقات خزائن من شركات ومؤسسات وحمالت جتارية

متهما ا، وحينما مت رفع عينات دماء ضـئيلة مـن مـسارح ) ٢١(ووجود حوادث هذه السرقات، ومن مث إخضاعها للمقارنة بتقنية احلمـض النـووي

DNA خوذة من املتهمني، تبني تطابق أحد هذه العينـات مع عينات قياسية مأاملرفوعة من حوادث السرقة مع أحد املتهمني مما يؤكد أنه الذي قام بالـسرقة

.مبساعدة زمالئهلذا من الناحية العلمية تعترب البصمة الوراثية دليل نفي وإثبات تكاد تكـون

٩٠٤

ليـل بطريقـة قاطعة، وليس هناك أي سلبيات أو قيود ـ بشرط أن يتم التح سليمة ـ الستخدام البصمة الوراثية أمام احملاكم للفصل يف عديد من القـضايا

فالبصمة الوراثية هلا مميزات جتعلها تفوق كثريا األدلة التقليدية . املدنية أو اجلنائية فاحتمال التشابه بني البشر يف البصمة الوراثية . كبصمات األصابع وفصائل الدم

ومن أهم ما مييز تقنية البصمة الوراثية مـا . كل عدة باليني قد يصل إىل واحد :يليميكن تطبيق هذه التقنية على مجيع العينات البيولوجية السائلة كالدم واملين - ١

وهذه ميزة هامة يف حالـة . واللعاب أو األنسجة كالشعر واجللد والعظم يف عدم وجود بصمات أصابع للمجرم ووجود تلك اآلثار ممـا يـساعد

التعرف عليه يف القضايا اجلنائية املختلفة كالقتل واالعتـداءات اجلنـسية .والسرقة

ميتاز بقوة ثبات كبرية جدا يف أقسى الظروف البيئية DNAاحلمض النووي - ٢، إذإنه يقاوم عوامل التحلل والتعفن )حرارة ـ رطوبة ـ جفاف (املختلفة

. يلة يف العينات البيولوجيـة لفترات طويلة جدا، وبذلك يبقى لفترات طو وبذلك ميكن استخالصه من العينات البيولوجية الضئيلة جـدا واملتحللـة

وميكـن ختـزين احلمـض .أواجلافة، احلديثة أوالقدمية سواء السائلة منها . بعد استخالصه من العينات ولفترات طويلة جداDNAالنووي

نتائجهـا وعمـل تظهر قراءة تلك التقنياتفي صـورة يـسهل قـراءة - ٣اإلحصائيات الالزمة هلذه التقنيات وميكن حفظها وختزينها يف الكمبيـوتر

.حلني الطلب للمقارنةميكن معرفة اجلنس للعينات، أي هل العينة تعود لرجل أو ألنثى؟ وهـذه -٤

٩٠٥

نقطة مهمة يف حالة العثور على دماء يف جرائم القتل والسرقة حلصر املشتبه .فيهم

واسطة تلك التقنيات معرفة العينات املختلطة خاصة اآلثار املنوية ميكن ب - ٥املختلطة باإلفرازات املهبلية يف جرائم االغتصاب، وإرجاع كل عينـة إىل

.مصدرهاقوة التمييز هلذه التقنيات تزداد كلما زاد عدد اجلينات واملواقع اليت يـتم - ٦

%.٩٩، ٩٩٩٩ن إىل أكثر م% ٩٣فحصها، وتتراوح قوة التميز بني إثبات وقوع اجلرمية يف حـاالت اختفـاء DNAميكن بواسطة تطبيق تقنية - ٧

ووجود آثار منهاكالدماء أو العظام، إذ ميكن إرجاع ) اجلثة(جسم اجلرمية هذه اآلثار إىل اين عليه والتأكد من وقوع اجلرميـة، بـشرط وجـود

رجوع إليهم وعمل أشخاص قد قاموا باإلبالغ عن مفقودين حىت يمكن ال .املقارنة

إال أن هناك بعض السلبيات اليت قد تقلل من أمهية تقنيات احلمض النـووي DNA فنظرا لدقة هذه التقنيات، فإن احتمال اخلطأ والتشكيك يف النتائج وارد ،

مادام هناك تدخل من البشر وذلك من خالل تلوث العينة املشتبه فيها أو املراد أثناء مجع األثر أو نقله، أو بعينات حتت الفحص يف نفـس فحصها بعينة أخرى

الوقت، إما نتيجة عدم تغيري القفازات بعد مجع أو فحص كل عينة أو نتيجـة فحص عينات خمتلفة على طاولة واحدة يف نفس املعمل مما يؤدي إىل اخـتالط

ـ . احلمض النووي من عينة إىل أخرى ة أو تلوث العينة بالكائنات احليـة الدقيقوأيضا خلط . كالبكترييا والفطريات، حيث تقوم بتقطيع جزيء احلمض النووي

والنقطة ). م١٩٩٩: احلنيطي(العينات بني اجلاين واين عليه خاصة عينات الدم

٩٠٦

اهلامة هي وجود احتمال تبديل العينات عرضيا بواسطة الفاحص مما يـؤدي إىل كمـا ).١٩٩٧ :DNA) Inman &Rudinتصنيف غري صحيح للحامض النـووي

حيدث اخلطـــأ أيضا نتيجة وجود عيوب يف الطريقة أو اإلحصاء أو نقص : اجلندي واحلـصيين (املعدات العلمية يف املخترب الذي تجرى فيه عملية الفحص

كما يصعب التأكد مـن النتـائج يف حالـة التقـارب العـائلي، ). م٢٠٠٠ـ ة، ألن احلمـض النـووي ويتعــذر التفريق يف حــالة التوائم املتطابق

)DNA( فالتوأم املتطابق عبارة عن شخصني متطـابقني . متماثل يف تلك التوائمفلو افترضـنا أن أحـد . متاما يف صفاما الظاهرية ويف صفاما اجلينية اخلفية

التوأمني ارتكب جرمية فكيف يمكن للبصمة الوراثية أن متيز وتفرق بينـهما يف ساحة العدالة؟

لدول قد وضعت ضوابط ومقاييس للتأكد من إجراء التحليل بدقـة معظم ا متناهية، وتوحيد الطريقة اليت جيري ا التحليل واملواد املستخدمة يف التحليـل حىت تكون من أدق األدلة الفنية اليت ميكن للمحاكم االعتماد عليها كقـرائن

أن يأخذ بنتيجـة ومع ذلك فإن القاضي سيظل هو املرجع األخري الذيله . قاطعةأو ال يأخذ ا يف إصدار األحكـام، إذا اسـتطاع DNAتقنية احلمض النووي

الدفاع أن يأيت خببري علمي يستطيع أن يزعزع يقني القاضي من الناحية العلمية أو الفنية يف نتيجة التحليل فيستبعد البصمة الوراثية كدليل مادي لكي يـستريح

.ضمريهقصور أو السلبيات يف البصمة الوراثية، قد تـؤدي وقد يوجد بعض أنواع ال

أحيانا إىل اإلهدار الكامل لقيمتها كدليل فين، ويكون القـصور يف اجلوانـب بناء على ذلك حياول اخلصم أو دفاعـه . اإلجرائية أو يكون يف اجلوانب الفنية

٩٠٧

ـ تفنيد دليل البصمة الوراثية يف قاعة احملكمة ـ خاصة يف القـضايا اجلنائيـة لبيان أوجه قصور اجلوانب اإلجرائية أو الفنية بغرض التشكيك يف داللتها، ممـا

.يشكك القاضي يف قيمة البصمة الوراثية كدليل إثباتويكون قصور اجلوانب اإلجرائية يف األدلة الفنية معلوما لدى دفاع اخلـصم

ـ ستعني ـ حبكم طبيعة عمله القانوين ـ أما قصور اجلوانب الفنية فعادة مـا يالدفاع خبرباء واستشاريني لكشف ودراسة أوجه القصور املوجودة بالدليل الفين

األخطاء اليت قد حتدث أثناء : وتتلخص هذه اجلوانب يف . حمل البحث يف القضية التعامل مع العينات من حيث رفعها، وحتريزها، وحفظها، وطريقة إرسـاهلا إىل

رباء للعينات أثناء فحصها بـاملختربات، املختربات، والتداول اخلاطئ من قبل اخل وتداخل العينات بعضها مع بعض، أو تبديل العينات، وأخريا التفسري اخلـاطئ

.للنتائجال يقتصر األمر عند حد التشكيك يف نتائج التحليل، فبعد أن تناقلت وسائل

ـ ة اإلعالم قدرة البصمة الوراثية يف اإلدانة والتربئة وكشفت بعض األمور اخلاص وقدرته على التمييز بني األشخاص والتعرف علـيهم، DNAباحلمض النووي

، فحاولوا التوجـه DNAتزايد تفهم ارمني للمسائل املتعلقة باحلمض النووي بإبداعام الشريرة إىل االلتفاف حول تلك التقنيـة وإحبـاط اسـتخدامها يف

ة الوراثية علـى وبالفعل ساعدت البصم . الكشف عنهم وعن جرائمهم املدبرة تربئة كثري من األشخاص الذين متت إدانتهم باالغتصاب، إذ ثبـت بفحـص

للسائل املنوي الذي وجد مبسرح اجلرمية وداخل الضحية DNAاحلمض النووي ويف الواليات املتحـدة األمريكيـة .إن ذلك السائل املنوي ليس هلؤالء املتهمني

أن عددا كبريا مـن املـشتبهني الحظت الشرطة خالل الثالث سنوات املاضية

٩٠٨

باالغتصاب املقبوض عليهم كانوا جمهزين بقفازات وعازل واق طـيب، كمـا وجدت الشرطة أن بعضهم قد أرغموا ضحاياهم على االستحمام إلزالة أية أثار بيولوجية من على أجسامهم ميكن أن يتم منها احلصول على احلمض النـووي

DNA سائل منوي غريب علـى الـضحية أو للمغتصب، وبعضهم يقوم برش وكما حيدث يف جرائم االغتصاب حياول ارمون أيـضا . زرعه داخلها باحملقن

وممـا . يف جرائم السرقة لبس القفازات واألغطية الواقية على الوجه واألحذية يزيد من تعاظم حماوالت التحايل على البصمة الوراثية أن الـسجناء يقومـون

هم البعض حىت يتفادوا ربطهم جبرائم أخرى، كما أـم بأخذ عينات من بعض يعلمون بعضهم بعضا كيف يضعون عينات دم وسائل منوي مـن أشـخاص آخرين يف مسرح اجلرمية أو على الضحية لريبكوا فاحصي عينـات احلمـض

.DNAالنووي وإثر تزايد أعداد ارمني الذين متت تربئتهم بواسطة البصمة الوراثية كـان

من معرفة السر وراء تربئة املتهمني اخلاضعني الختبار احلمـض النـووي البدDNA . رمني الذين يقومون باالغتصاب حيـاولون تغطيـةإذ وجدوا أن ا

مع رش سائل منوي من شخص غريب على " واقي طيب "آثارهم بواسطة عازل سائل ليس هذا فحسب، بل يقومون أيضا بزرع ذلك ال . الضحايا بعد اغتصام

املنوي داخل الضحية بواسطة احملقن، وتعترب حماوالت التالعب بفحوص احلمض .النووي بعمر التقنية نفسها

لذا نستخلص من حتليل القضايا أن القاضي سيظل هو املرجع األخري لقبول البصمة الوراثية كدليل إدانة قوي أو عدم األخذ ا إذا شـكك الـدفاع ـ

.اء الفنيني ـ يف نتيجة التحليلبواسطة االستعانة باخلرب

٩٠٩

000K�Lא� � من اآلثار البيولوجية املتخلفة DNAتعترب عملية استخالص احلمض النووي

يف مسرح اجلرمية من أصعب املهام اليت قد تواجه خمتـربات فحـص العوامـل الوراثية، وذلك الحتمال تلوث العينة بعينة أخرى أو ألن كمية تلك اآلثار غالبا

أكثـر الطـرق DNAوتعترب تقنيات احلمض النـووي . ون ضئيلة جدا ما تك البيولوجية دقة لكشف اهلوية، إال أن هناك بعض األمور اليت قد تقلل من ذلك منها التقارب العائلي الذي يصعب التأكد من النتائج، وكذلك متاثل البـصمة

ارتكـاب أحـدمها الوراثية يف التوائم املتطابقة حيث يتعذر التمييز بينهم حال هذا باإلضافة إىل خلط العينات بني اجلاين واين عليه خاصة عينـات . اجلرمية

. الدم واحتمال تلوث اآلثار بالكائنات احلية الدقيقة كالبكترييـا والفطريـات ناهيك عن إمكانية تبديل العينات بصورة عرضية أو متعمـدة، باإلضـافة إىل

مما يزعزع يقني القاضي فيـستبعد البـصمة حماوالت التشكيك يف دقة النتائج، .الوراثية واعتمادها دليال

ومن املتوقع أن حماوالت الدفاع للتشكيك يف دقة نتـائج تقنيـة احلمـض ، وكذلك حماوالت ارمني للتالعب والتحايل على تلك التقنيـة DNAالنووي

م املستمر يف هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن التقد . لن تتوقف يف املستقبل علم اهلندسة الوراثية وتقنية علم البيولوجيا اجلزئية جيعل تقنية البصمة الوراثيـة يف مقدمة األدلة الفنية، وبذلك ميكن أن تعتمد عليها احملاكم كقرائن قاطعـة يف

احلديثـة DNAفقد أدت تقنيات احلمض النووي . احلكم الصحيح على الوقائع . لعينات املختلطة والضئيلة جـدا بـشكل دقيـق واحملسنة إىل إمكانية فحص ا

وبالتايل يصعب التشكيك يف النتائج ويصعب إخفاء األدلة بوضع آثـار مـن

٩١٠

ولذلك فإن خرباء تلك التقنيات يؤكدون أن ارم مهما احتاط . شخص آخر بواسـطة DNAفسوف يترك أثرا من جسمه ميكن منه فحص احلمض النووي

، اليت أصبحت القاعدة لتحليل كل عينات اجلـرائم PCRالتقنيات احلديثة مثل ).STRs(يف معظم املختربات اجلنائية العاملية خاصة مواقع

وخالصة األمر فإن البصمة الوراثية اليت تعتمد على تقنية احلمض النـووي DNA تعترب من أدق الطرق اليت تتبع عامليا ـ يف الوقت احلاضـر ـ للتعـرف

كمـا . رار اجلرائم وكذلك للتأكد من القرابة الوراثية على ارمني وكشف أس يمكن اللجوء إليها يف قضايا التنازع على البنوة، بشرط عدم تعارض تطبيقهـا

فالتقدم الكبري يف تلك التقنيـات جعـل . مع األدلة الشرعية اليت تثبت النسب لى األقـل البصمة الوراثية من أدق األدلة الفنية للوصول إىل نتيجة أكيدة أو ع

وبناء على ذلـك . أقرب إىل األكيدة، اليت ميكن االعتماد عليها كقرائن قاطعة أصبحت اآلثار املادية البيولوجية اليت ترفع من مسرح احلادث كالدم والـشعر واللعاب واملين واألنسجة والعظام من اآلثار اليت ميكن احلصول منها على أدلـة

ليها القضاء يف حل طالسم أكرب القـضايا فنية قوية وقاطعة، ميكن أن يعتمد ع وأعقدها وحتديد ارم عن طريق فحص تلك اآلثار ومقارنة البصمة الوراثية مع

ذلك ألن البصمة الوراثية ال تتكرر إال يف شخص واحد كل عدة . املشتبه فيهم .باليني من الناس

البصمة الوراثيـة إال أنه بتحليل بعض القضايا العاملية اليت مت فيها اللجوء إىل واستبعدها القاضي، وأيضا لكي تتحقق الفائدة الكربى من استخدام البـصمة الوراثية كدليل فين ـ نرى أن هناك توصيات عامة جيب االلتـزام ـا حـىت

يف القـضايا اجلنائيـة :نتجنب أوجه القصور يف اجلوانب اإلجرائية والفنية وهي

٩١١

جيب رفع العينات عن طريـق اخلـرباء كالقتل واالعتداءات اجلنسية والسرقة املدربني على رفع العينات، وجيب عدم رفع العينات بأيد مكشوفة إذ البد مـن

كما جيب أخذ . لبس قفازات معقمة وكمامة حىت ال يتسبب يف تلوث العينات وجيب على اخلبري أن يكـون . احليطة واحلذر حىت ال تتلوث عينة بعينة أخرى

جرائية لرفع وحتريز العينات ـ وهذا أمر يف غاية األمهية على علم باجلوانب اإلوجيب عليه أخذ كافة االحتياطات منعا لتبديل العينـة .ـ حىت ال در شهادته

ونرى إجـراء . بصورة عرضية أو حىت ال حيدث تبديل للعينات بصورة متعمدة يف حتليل مزدوج لكل عينة يف خمتربين خمتلفني أو عن طريق فاحصني خمـتلفني

املخترب نفسه لضمان صحة ودقة النتائج، وبالتايل زيادة قناعة القاضي ألن هؤالء الشهادة العلميـة أو شـهادة (اخلرباء هم يف واقع األمر شهود من نوع خاص

).اخلربة

٩١٢

H000007א��א� � :املراجع العربية أ ـالدليل اجلنائي املادي ودوره يف إثبـات ): م١٩٩٠(أبو القاسم، أمحد •

.القاهرة. ائم احلدود والقصاصجر). ٥(مسائل اإلمام أمحد بـن حنبـل ): هـ١٤٠٨(ابن حنبل، أمحد •

، اجلزء الثاين، الطبعة )هـ٢٦٦ ـ ٢٠٣(رواية ابنه أيب الفضل صاحل حتقيق ودراسـة فضل الرمحن دين حممد، الدار العلمية، دهلي، . األوىل .اهلند

دار الكتـاب العـريب، .٧املغـين، ج ): م١٩٨٣(ابن قدامة املقدسي • .بريوت

. الدليل الفين يف الطب الشرعي ): م١٩٩٦(التومي، عادل عبد احلفيظ • .جملة األمن والقانون ـ ديب

الطب الـشرعي يف التحقيقـات ): م٢٠٠٠(اجلندي، إبراهيم صادق •اجلنائية، أكادميية نايف العربية للعلوم األمنيـة، مركـز الدراسـات

.والبحوث ـ الرياضاألدلة ): هـ١٤٢٢(ي، إبراهيم صادق واحلصيين، حسني حسن اجلند •

.كلية امللك فهد األمنية، الرياض. اجلنائية ودورها يف اإلثبات اجلنائيالبصمة ): م٢٠٠١(اجلندي، إبراهيم صادق واحلصيين، حسني حسن •

. ١٩جملة البحوث األمنيـة، العـدد . الوراثية كدليل فين أمام احملاكم .لبحوث، كلية امللك فهد األمنية، الرياضمركز الدراسات وا

استخدام اهلندسة الوراثية يف التعرف ): م١٩٩٩(احلنيطي، عبد الرحيم •

٩١٣

حماضرة، أكادميية نايف العربية للعلـوم األمنيـة، معهـد . على اهلوية .التدريب، الرياض

الطبعة األخرية بدون سنة (الشــوكاين، حممد بن على بن حممــد •. وطار شرح منتقى األخبار من أحاديث سيد األخيـار نيل األ ): النشر

. مطبعة احلليب وأوالده، مبصر. تقنيات احلمض النووي الوراثي ): هـ١٤٢٠(العتييب، خالد عبد اهللا •

قسم فحوص العوامل الوراثية، شعبة املختربات، إدارة األدلة اجلنائية ـ .الرياض

ـ ): هـ١٤٠٣(الفائز، إبراهيم بن حممد • القرائن يف الفقـه اإلثبات ب .املكتب اإلسالمي، بريوت. اإلسالمي

. األدلـة اجلنائيـة ): م٢٠٠٠(املعايطة، منصور واملقذيل، عبد احملسن • .مكتبة امللك فهد الوطنية، الرياض

مسرح اجلرمية وداللته يف حتديد شخـصية ): م١٩٩٣(املهدي، السيد • .لرياضاملركز العريب للدراسات األمنية والتدريب، ا. اجلاين

دار الريان للتـراث، . فقه السنة، الد الثاين ) م١٩٩٠(سابق، السيد • .القاهرة

الـدورة . قرارات امع الفقهي اإلسالمي لرابطة العـامل اإلسـالمي • ٣١هـ املوافق ١٤١٩ رجب ١٥ ـ ١١اخلامسة عشرة يف الفترة من

.م ـ مكة املكرمة١٩٩٨ نوفمرب ٤أكتوبر ـ طب الشرعي يف كليات الطـب باجلامعــات جمموعة من أساتذة ال •

الكتـاب الطـيب . الطب الشرعي والـسموميات ): م١٩٩٣(العربية

٩١٤

املكتب اإلقليمـي لـشرق البحـر . اجلامعي، منظمة الصحة العاملية .املتوسط

املكتبة القانونيـة، . قانون اإلثبات ): م١٩٩٤(هرجة، مصطفى جمدي • .دار املطبوعات اجلامعية ـ اإلسكندرية

أساسـيات ): م١٩٩٩(ني، عقيل عيد والسلطاين، حيىي كـاظم ياس • .دار الفكر ـ عمان. الوراثة اخللوية الطبية

:املراجع األجنبية ب ـ

• Blake E. Mihalovich J., Higuchi, R. &Erlich H. (١٩٩٢): PCR

Amplification and HLADQ∝ Oligonucleotide Typing on Biological Evidence Samples: Casework Experience. Journal of Forensic Science, ٧٢٦-٧٠٠:(٣) ٣٧.

• Conner J. M. & Ferguson S. M. A. eds., (١٩٩١): Nucleic Acid Structure and Function, In: Essential Medical Genetics, ٣rd ed., Blackwell Scientific Publication, London & Edinburgh.

• Handt O., Krings M., Ward K. H. &Paabo S. (١٩٩٦): The Retrieval of Ancient Human DNA Sequences. Am. J. Hum. Genet., ٣٧٦-٣٦٨ : ٥٩.

• Higuchi R., Beroldingen C. H., Sensabaugh G. F. &Erlich H. A. (١٩٨٨): DNA Typing from Single Hairs. Nature, ٥٤٣ : ٣٣٢ – ٥٤٨.

• Inman K. &Rudin N., eds. (١٩٩٧): An Introduction to Forensic DNA Analysis, CRC Press, Inc., New York.

• Karp G. (١٩٨٤): Cell Biology, McGraw Hill Book Company, New York, Singapore.

• Lin Z., Kondo T., Minamino T. & Ohshima T. (١٩٩٥): Sex Determination by PCR on Mummies Discovered at Taklamakan Desert in ١٩١٢. Forensic Scie. Int., ٢٠٥-١٩٧ : ٧٥.

• McNally L., Shaler R. C., Giusti A. et al (١٩٨٩): The Effects of Environment and Substrata on DNA Isolated from Human Blood Stains Exposed to Ultraviolet Light, Heat, Humidity and Soil Contamination. J. of Forensic Science, ١٠٧٧-١٠٧٠ :(٥) ٣٢.

٩١٥

• Ross A. & Harding H. W. (١٩٨٩): DNA Typing and Forensic Science. Forensic Sci. International., ٢٠٣-٤١:١٩٧.

• Sweet D., Lorence M., Valenzuela A., Lorente J. A. & Alvarez J.C. (١٩٩٦): Increasing DNA Extraction Yield From Saliva Stains with a Modified Chelex Method. Forensic Scie. International, ١٧٧-١٦٧ : ٨٣.

• Tahir M.A., Caruso J. F., Hamby P. P., Sovinski S.M. and Tahir U. A. (١٩٩٥): RFLP Typing of DNA extracted from Nasal secretions. J. of Forensic Scie., ٤٦٣ – ٤٥٩ :(٣) ٤٠.

٩١٦

٩١٧

��� دو��א�����Dא��د.�אM��.�'�א��א���א���א�6����JE,א�<��� ��N!��2>ن���و�� �

�"����4(�=��א�:����א�K<��Mد ��א���=����Mא�� �وא�!��Q�Rא��S��T,א,"!�ذ�'�א� �

��6��������א�6$�م�א�����א�!������$*����=� �

�U�64�7Sא�� �

٩١٨

٩١٩

��א�!��� �

مقدمة

اجلنائي DNAاألسس البيولوجية والتقنية لدليل الـ : املبحث األول تعريف وتركيب احلمض النووي : أوال اإلطار التارخيي والعلمي للفحوص الوراثية اجلنائية: ثانيا التقنيات املستخدمة يف الفحوص اجلنائية للمادة الوراثية: ثالثا

جلرائم اجلنسيةا: املبحث الثاين تصنيف اجلرائم اجلنسية: أوالاألحكام الشرعية املتعلقة بإثبات الزنا واللواط ومشروعية اإلثبات : ثانيا

باستخدام الفحوص الوراثية اجلنائية

طبيعة اجلرائم اجلنسية : ثالثا اخلطوات املتبعة يف الفحوص اجلنائية للمادة الوراثية: رابعا

ع الوراثية للكروموسوم الذكري يف اجلرائم اجلنسيةاستخدام املواق: خامسا ضوابط اجلودة والداللة اجلنائية: املبحث الثالث

ضمان اجلودة يف خمترب الفحوص الوراثية: أوال الداللة اجلنائية والنسبة اإلحصائية: ثانيا

اخلامتة والتوصيات املراجع العربية

املراجع األجنبية

٩٢٠

٩٢١

4��4� � من أهم DNAاثية اجلنائية للحمض النووي الوراثي تعترب الفحوص الور

القرائن الطبية املعاصرة يف القرن احلادي والعشرين، اليت أحدثت نقلة نوعية يف األحكام القضائية لبعض دول العامل، ففي ظل وجود أثر مادي حيوي يف مسرح اجلرمية ملتهم مل يعد االعتراف أو شهود العيان الدليل الوحيد إلثبات

كدليل DNAجلرم بالنسبة لألنظمة القضائية اليت تعتمد دليل احلمض النووي ا، أما يف الدول اليت ال تعتمد ذلك (٢٠١٢ ،Nathan)قاطع يف النفي أو اإلثبات

كقرينة فقط، ساعد وجود هذا النوع من القرائن الطبية كذلك DNAوتعتمد يف DNAحلمض النووي يسمى دليل ا-على حماصرة املتهمني لإلدالء باالعتراف

إضافة إىل بيان العديد - (٢٠٠٨ ،M’charek)األوساط اجلنائية الشاهد الصامتمن احلقائق املتعلقة باجلرمية مثل معرفة أعداد اجلناة،أو ربط أكثر من مسرح جرمية لقضايا خمتلفة مع بعضها البعض، أو ربط متهم بقضايا سابقة،أو ربط

دانني املسجلني يف قواعد البيانات الوراثية اجلنائية عينة جنائية جمهولة بأحد امل ).٢٠١٠الدخيل، (

تسهم فحوص املادة الوراثية كدليل جنائي يف كشف مجيع أنواع اجلرائم على اإلطالق؛ نظرا لتنوع مصادر العينات احليوية، وكذلك ملا هلذه التقنية من

وللحصول على . يةقوة عالية يف التمييز بني األشخاص وحتديد اهلوية الفرداالستفادة القصوى من الدليل املادي احليوي،كان لزاما على مجيع العاملني يف األنظمة العدلية واجلنائية من منسويب القضاء ومنسويب هيئة االدعاء العام واحملققني اجلنائيني، كان لزاما على اجلميع االهتمام املستمر باالطالع على

وما يتعلق به من تساؤالت ومالبسات؛مما يسهل املستجدات يف هذا العلم،

٩٢٢

عليهم مجيعااختاذ القرار الصائب من أجل حتقيق العدالة، فمن هذا املنطلق تنشأ .الثقة بني النظامني القضائي واجلنائي وبني أفراد اتمع

وإميانا منا بذلك فسوف نستعرض فيما يلي مجيع املعلومات اليت حيتاج إليها بالقضايا اجلنائية من الفئات السابق ذكرها،ملقني الضوء على أصحاب العالقة كدليل مادي جنائيبشكل عام، موضحني كيفية DNAاحلمض النووي

.االستفادة منه يف اجلرائم اجلنسية على وجه خاص

٩٢٣

�א��A�א,ول �������Dא��0� ��א� ��>DNAא,"�Vא������7��وא�!� �

تعريف وتركيب احلمض النووي : أوالرف على أنه احلمض النووي منقوص ذرة األوكسجني وهو مركب يع

مبلمر؛ أي أنه يتكون من سالسل طويلة من الوحدات املترابطة مع بعضها باليني وحدة؛ حبيث أن ٦البعض، يف اإلنسان يقدر عدد هذه الوحدات حبوايل

). ١٩٩٦األعسر ، ( باليني وحدة تورث من أحد الوالدين ٣كل تسمى نيوكليوتيدات؛ وهي عبارة عن DNAنة لشريط الـ الوحدات املكو

سكر مخاسي منقوص ذرة أوكسجني يرتبط مع جمموعة فوسفات وقواعد أدنني، جوانني، سايتوسني، : نيتروجينية تكون على أربعة أنواع هي

، الترتيب احملدد واملتسلسل )(Adenine، Guanine ،Cytosine، Thymineوثاميني هو الذي يشكل الشفرة DNAنية على امتداد شريط الـ للقواعد النيتروجي

) ١شكل رقم (يف الشكل ثالثي األبعاد .الوراثية لدى األشخاص املختلفني من شريطني من النيوكليوتيدات متقابلني يلتفان حول DNAيتكون جزيء الـ

بعضهما بشكل حلزوين؛ حبيث يكون السكر اخلماسي منقوص ذرة وسفات إىل اخلارج وتكون القواعد النيتروجينية إىل األوكسجني وجمموعة الف

الداخل؛ حبيث ترتبط القواعد النيتروجينية املتقابلة من كل شريط بواسطة ).١٩٥٣ ،Watson and Crick(روابط هيدروجينية

داخل نواة كل خلية يف جسم الكائن احلي وحيتوي على DNAيوجد الـ سدية لإلنسان، حيث يبدأ تكون اجلنني الشفرة الوراثية اليت حتدد اخلصائص اجل

كروموسوما؛لذلك ٤٦من خلية واحدة وهي البويضة امللقحة اليت حتتوي على

٩٢٤

وهي السكر DNAيف اجلهة اليسرى يوضح الشكل مكونات الوحدات البنائية املؤلفة لشريط الـ : ١شكل رقم أما يف اجلهة اليمىن يوضح ، ذرة األوكسجني وجمموعة الفوسفات والقواعد النيتروجينية بأنواعها األربعةاخلماسي منقوص

ملتف بشكل حلزوين حيث تظهر القواعد النيتروجينية إىل الداخل وجمموعة DNAالشكل جزيء للحمض النووي الـ Lodish et al , Molecular Cellالصورة منقولة من كتاب . الفوسفات والسكر اخلماسي إىل اخلارج

تعد اخللية هي وحدة البناء يف أجسام الكائنات احلية،وبعد أن تنقسم البويضة امللقحة إىل جمموعة خاليا، تبدأ بدورها يف االنقسام وتصبح متخصصةلتكون

نسجة تكون األعضاء، وبالتايل فإن جمموعة األعضاء تكون األنسجة، واألأجهزة اجلسم املختلفة اليت يتألف منها جسم اإلنسان الكامل مثل اجلهاز

).٢٠٠٧ ،Nussbaum et al(العضلي أو اجلهاز اهلضمي أو اجلهاز العصيب

) النيوكليوتيدات(الوحدات البنائية DNAالشكل احللزوين لشريط الـ DNAاملكونة لشريط الـ

قاعدة نيتروجينية

سكر مخاسي منقوص ذرة أوكسجني

جمموعة فوسفات

٩٢٥

لوراثية اجلنائيةاإلطار التارخيي والعلمي للفحوص ا: ثانيا جنائية قام DNAيبدأ تاريخ الفحوص الوراثية اجلنائية مع أول قضية

من جامعة ليستر يف ) Sir. Alec Jeffreys(بفحصها العامل الشهريآليك جيفريز م، حيث كشف النقاب عن القاتل احلقيقي ملرتكب ١٩٨٥اململكة املتحدة عام

زمنيتني متباعدتني، فقد تطابقت جرمييت قتل مع اغتصاب وقعتا خالل فترتنياألمناط الوراثية للمشتبه فيه مع األمناط الوراثية اليت رفعت من مسرح احلادث

هذه القضية املميزة كانت الشرارة األوىل . لكل قضية، مما أدى إىل اعترافهألستخدامالفحوص الوراثية يف اال اجلنائيوبداية احتالهلا موقعامهما من بني

).٢٠٠٩،Butler( املستخدمة يف التحقيق اجلنائيخالل القرن العشرين األدواتاملادة الوراثية ملعظم الكائنات احلية مثل DNAميثل احلمض النووي الـ

اإلنسان واحليوان والنبات وكذلك البكترييا،هذه املادة هي اليت تصبغ كل فرد األعسر ، (لهمن أفراد تلك الكائنات خبصائص حيوية معينة، وتكون مميزة

، لذلك استخدمت هذه اخلصائص ومت االستفادة منها يف اال )١٩٩٦اجلنائي، ويف جماالت علمية خمتلفة، لتحديد هوية الكائنات احلية وعمل

.التصنيف احليوي بني األجناس واألنواعيوجد نوع من املادة الوراثية يف خاليا البشر يكون ملتفا داخل األنوية،

زوجا من الكروموسومات فيتلك ٢٣ كروموسوماأو ٤٦ شكل ومرتبا علىاخلاليا، لذلك يطلق عليه احلمض النووي، بينما يوجد نوع آخر من املادة الوراثية موجود داخل جزء آخر من مكونات اخللية، ولكنه خارج النواة

،وهذا mtDNAويسمى هذا اجلزء امليتوكندريا،ويرمز للمادة الوراثية فيه بـ يتم توارثه بآلية خمتلفة عن املادة الوراثية mtDNA من املادة الوراثيةالنوع

٩٢٦

، كما يتم التعامل معه خمربيا يف )Bandelt(٢٠٠٦ ،et alاملوجودة داخل نواة اخللية. سياق العمل اجلنائي بشكل مغاير عن احلمض النووي املوجود يف نواة اخللية

عدا اخلاليا اجلنسية واملمثلة يف كروموسوما ما ٤٦حتتوي مجيع اخلاليا على احليوانات املنوية لدى الذكور والبويضات لدى األناث،فهي حتتوي على نصف

كروموسوما فقط،وهذه الكروموسومات ٢٣العددمن الكروموسومات أي توجد يف بعض مراحل انقسام - عدا اجلنسية منها -املوجودة يف خاليا اجلسم

X Y فهو يتألف من كروموسوم ٢٣ الزوج رقم زوجا،أما٢٢اخلليةعلى شكل بينما يوجد X Yاحملددة للجنس، حيث يوجد لدى الذكر الطبيعيالكروموسومان

.XX أيXلدى األنثى الطبيعية نسختان من الكروموسوم إن الكروموسومات املستخدمة يف الفحوص الوراثية اجلنائية هي

تلف عن الكروموسوم احملدد ألن آلية توارثها خت٢٢ - ١الكروموسومات من للجنس، فهي تنتقل من جيل إىل آخر خمتلطة من كال الوالدين فينتج مزيج خمتلف من السمات الوراثيةعلى كروموسومات األبناء خيتلف عن املوجود يف كروموسومات الوالدين؛ مما يتيح وجود تنوع كبري جدا للتمييز بني األشخاص

ما جند أن الكروموسوم احملدد للجنس وخصوصا الختالف مسام الوراثية، بين ينتقل من األب إىل األبناء الذكور فقط كما هو من دون اي Yاحملدد للذكورة

، لذلك تكون االستفادة (٢٠٠٧ ،Decker et al) اختالف يف تسلسل املادة الوراثيةية اليت منه حمدودة جنائيا، ولكنها ذات أمهية كبرية يف العديد من احلاالت اجلنائ

ال تتوافر فيها عينات للمقارنة من كال الوالدين، وبالطريقةنفسها جند أن املادة تنتقل من األم إىل األبناء والبنات بشكل mtDNAالوراثية يف امليتوكوندريا الـ

٩٢٧

متماثل دون اختالف، وهلذا النوع من املادة الوراثية عديدا من االستخدامات ). ٢٠٠٧ ،Nussbaum et al(اجلنائية املهمة

عند عمل الفحوص الوراثية اجلنائية باستخدام املواقع ذات التكرارات سيأيت -وهي املستخدمة حاليا يف معظم املختربات اجلنائية العاملية STRالقصرية

لشخص ما، جند أن املوقع الوراثي الواحد حيتوي على مستني -تفصيلها الحقا من األم،تكونان متغايرتني أحيانا وراثيتني إحدامها من األب واألخرى

.ومتماثلتني يف حاالت أخرىيف املاضي كان هناك أعتقاد سائد بأن احلمض النووي الوراثيمختلف كليا بني مجيع األفراد ما عدا التوائم املتماثلة، لكن الدراسات العلمية املوثقة أظهرتأن

٠،٥ حيث تصل إىل بني البشر طفيفةDNAنسبة األختالف يف املادة الوراثية، كما )٢٠٠٩ ،Butler( ٪٩٩،٥٪، ومبعىن آخر فإن نسبة التماثل تصل إىل

أشارت الدراسات إىل وجود نسبة كبرية من التشافي تتابع املادة الوراثية بني إن هذه النسبة من االختالف بني البشر يف تتابع املادة . اإلنسان واحليوان

العمل اجلنائي، حيث إن مجيع التقنيات الوراثيةانعكستبشكل إجيايب على املستخدمة يف الفحوص الوراثية اجلنائية ال تفحص إال مواقع وراثية حمددة من

، ومع ذلك فإن االختالف بني البشر يف هذه )اجلينوم(كامل تتابع املادة الوراثية .املواقع كاف للتمييز فيما بينهم

الفحوص الوراثية اجلنائية هي عبارة إن املواقع الوراثية املستخدمة حاليا يف موجودة علىامتداد ) النيوكليوتيدات(عن سالسل قصرية من الوحدات البنائية

املادة الوراثية تكون على شكل تكرارات مترادفة وخمتلفة يف العدد من شخص هذه السالسل من املادة الوراثية مل تكن معروفة الوظيفة ولكن ظهرت .إىل آخر

٩٢٨

استدلت على وجود وظيفة هلذه املواقع تتمثلفي عملية ضبط دراسات أخريا إن املادة الوراثية يف . وتنظيم سرعة العمليات احليوية يف أثناء انقسام اخللية

اإلنسان قد حيدث هلا بعض التغريات البسيطة يف سالسلها نتيجة تعرض اخلاليا السائد هو أن إىل طفرات تسببها العوامل البيئية احمليطة، على الرغم من أن

ثابت ال يتغري ويكون متطابقا متاما يف مجيع اخلاليا DNAتركيب املادة الوراثية .للفرد الواحد

التقنيات املستخدمة يف الفحوص اجلنائية للمادة الوراثية: ثالثا إن التقنيات املستخدمة يف حتليل وإظهار األمناط الوراثية يف اال اجلنائي

ص تطورت بشكل متصاعد ومتوازن، من حيث الطريقة للتمييز بني األشخااملتبعةواألجهزة املستخدمة والربامج احلاسوبية املصاحبة حىت وصلت إىل ما هيعليه يف الوقت احلاضر من ثبات يف اآللية املتبعة يف الفحص، وبالتايل يف ثبات

عليها تفسري نتائج الفحص،مما أدى إىل إمكانية االستفادة من النتائج املتحصللتمييزهويات األشخاص بني املختربات اجلنائية املختلفة سواء على النطاق احمللي

.أو الدويل من أجل املقارنات اجلنائية وكذلك قواعد البيانات الوراثية يف الفحوص STRقبل انتشار استخدام مواقع التكرارات القصرية املترادفة

ات احليوية والوراثية قد استخدمت يف الوراثية اجلنائية جند أن عددا من التقنيالقضايااجلنائية، وتتفاوت هذه التقنيات من حيث قوة التمييز بني األشخاص، فبعضها ال يستخدم إال يف نفي العالقة بني عينة وأخرى، والبعض اآلخر قدم الدليل القاطع من حيث النفي واإلثبات يف خمتلف أنواع القضايا اجلنائية، كما

ه التقنيات يف سرعة التطبيق واحلصول على النتيجة، فبعد أن كان تفاوتت هذ

٩٢٩

الفحص يستغرق أسابيع يف بعض التقنيات أصبح اآلن ال حيتاج إال إىل ساعات . معدودة

وفيما يلي سوف أستعرض التقنيات احليوية املختلفة اليت استخدمت وذلك على فيالكشف عن هويات األشخاص وحتديد البنوة يف اال اجلنائي،

:النحو التايل : الوراثيةDNAما قبل ظهور فحوص مرحلة–أ

إن أول وسيلة علمية حيوية استخدمت للتمييز بني األشخاص وحتديد هويام قبل ظهور الفحوص الوراثية اجلنائية، هي اختبار حتديد فصائل الدم من

أربع الذي ميكن عمله يف غضون دقائق معدودة، لكن وجود ABOخالل نظامالسائدة بني البشر،جعل هذه الوسيلة قاصرة A، B، AB، Oفصائل فقط هي

وغري فاعلة فيما خيص العمل اجلنائي، ألا ذات قوة متييز منخفضة بني األشخاص، وخصوصا يف عملية إثبات تطابق عينة من مسرح احلادث مع عينة

Oصيلة الدمشخص مشتبه فيه،حيث إن النسبة العظمى من البشر يشتركون يف ف

، ومن مث الفصيلة A، ويلي ذلك نسبة كبرية من البشر تشترك يف فصيلة الدم B وأخريا الفصيلة ،ABهي األقل أشتراكا بني البشر )Reid and Lomas-

Francis، لذلك اقتصرت جدوى هذه الوسيلة يف نفي أو استبعاد أي )٢٠٠٤ ،ة اجلنائية بني العينة املرفوعة مشتبه فيه إذا اختلفت فصائل الدم عند عمل املقارن . من مسرح اجلرمية والعينة القياسية من الشخص املتهم

كما أمكن االستفادة من اختالف تتابع األمحاض األمينية املتباينة املوجودة ، )٢٠٠٤ ،Patzelt(يف بعض الربوتينات للتمييز بني األشخاص وحتديد هويام

يف الفحص DNAبل استخدام الـ أي ق-وذلك قبل منتصف الثمانينيات

٩٣٠

اجلنائي، حيث كانت ذات قوة متييز متواضعة، ففرصة تطابق عينتني لشخصني . ليس بينهما صلة قرابة تراوح تقريبا من واحد إىل عدة مئات من األشخاص

وقد اعتربت قوة التمييز للتقنيات املذكورة أعاله مقبولة ومقنعة آنذاك لكثري من تطبيقات اجلنائية، نظرا لعدم توافر وسيلة أخرى يستعان ا احلاالت يف جمال ال

.للفصل يف املقارنات اجلنائية لآلثار احليوية : الوراثيةDNA مرحلة فحوص الـ -ب

إن املستعرض لتاريخ التقنيات احليوية املستخدمة يف الفحوص الوراثية ء على نوع وعدد اجلنائية، جيد أا صنفت على عدة أوجه، فهناك من صنفها بنا

املواقع الوراثية املستخدمة يف الفحص، وصنفها آخرون بناء على املبدأ الذي تقوم عليه التقنية املستخدمة فيإظهار األمناط الوراثية، ويف هذه الورقة العلمية آثرت أن أصنفها من زاوية جتمع بني الفكرتني السابقتني بشكل موسع، حرصا

خدمت كان هلا أثر يف تطور الفحوص الوراثية على عدم إغفال تقنيات است .اجلنائية

إلظهار مواقع RFLP تقنية تباين أطوال قطع املادة الوراثية ازأة -١ :على املادة الوراثيةVNTRsالتتابعات املترادفة متباينة العدد

تعتمد هذه التقنية على مبدأ اختالف األطوال بني قطع املادة الوراثية احملددة زأة،حيث تستخدم أنزميات هلا القدرة على قطع املادة الوراثية يف مواقع أو ا

حمددة وجماورة للمواقع الوراثية املراد فحصها،ومن مث تعزل هذه القطع بواسطة الفصل الكهريب من خالل وسط جيالتينياعتمادا على الوزن اجلزيئيلكل قطعة،

DNAخرى صغرية من مث جن القطع مجيعها يف آن واحد بواسطة قطع أمصنعة خمربيا تقوم بدور الكاشف، لترتبط يف املواقع الوراثية موضع الفحص،

٩٣١

، ( Kirby ١٩٩٠ )بغرض جعلها مرئية حيث تظهر على شكل خطوط عرضية ، . وبالتايل ميكن استخدامها يف عملية املقارنة اجلنائية

RFLPتقنيةتسمى املواقع الوراثية يف اجلينوم البشري املستخدمة يف وهي عبارة عن تكرارات متتابعة عالية VNTRsبالتكرارات املترادفة متغرية العدد

التباين بني األشخاص، وتوجد يف مواقع متفرقة من اجلينوم، حبيث يراوح طول ونظرا لدرجة االختالف الكبرية . وحدة بنائية١٠٠و١٠التكرار الواحد بني

دة الوراثية هلذه املواقع، اعتربت هذه املوجودة بني األشخاص يف سالسل املاالفحوص مبثابة البصمة الوراثية املميزة لكل شخص، فأطلق عليها اسم البصمة

).٢٠٠٩ ،Butler(الوراثية أوجد صعوبة يف عملية ثبات النتائج مبعىن احلصول RFLPإن استخدام تقنية

الستفادة منها على النتيجة نفسها عند إعادة فحص العينة، مما أدى إىل عدم اعند تداوهلا بني املختربات اجلنائية ملقارنة النتائج، فاألنزميات القاطعة املستخدمة

هي عبارة عن أنزميات تستخرج من أنواع معينة من البكترييا، RFLPيف تقنية يف مواقع حمددة يتعرف عليها األنزمي من خالل DNAوتعمل على قطع سلسلة

، وهذا التسلسل قد يتكون من )النيوكليوتيدات(ة تسلسل معني للوحدات البنائيأربع أو مخس أو ست وحدات بنائية، ولكل تسلسل أنزمي قاطع خاص به،

الناجتة بعد عملية القطع بواسطة DNAوحيث إن الوزن اجلزيئياإلمجايل لقطع األنزميات يعتمد بالدرجة األوىل على نوعية األنزمي القاطع وعدد تسلسل

املستهدفة،جند أن األنزميات القاطعة للتسلسل حيتوي على أربع وحدات البناء أصغر من الناتج DNAينتج عنها قطع منHeaIIIوحدات بنائية مثل أنزمي

باستخدام أنزمي قاطع يستهدف تسلسل حيتوي على ست وحدات بنائية مثل

٩٣٢

ألوىل يف املوقع الوراثي نفسه،ألن عدد القطع يكون أكثر يف احلالة اPst Iأنزمي يف RFLPوبالتايل تكون أصغر حجما، لذلك جند أنه عندما شاع استخدام تقنية

اال اجلنائي استخدمت أنزميات قاطعة ختتلف عن بعضها البعض يف مواقع املستخدمة يف الفحوص الوراثية اجلنائية آنذاك، VNTRsالقطع لنفس مواقع

املورثات موضع الفحص، وبالتايل سجلت اختالفات كبرية عند حتديد أطوال مما أدى إىل عدم إمكانية مقارنة النتائج الصادرة من خمتربات جنائية خمتلفة

)Butler ٢٠٠٩.( لقد ظهرت يف بعض دول العامل املطبقة هلذه التقنية آنذاك مشاكل قضائية

كدليل مادي حيوي يستعان به يف احملاكم اجلنائية، وذلك DNAكبرية تتعلقبـ جودة اإلجراءات الفنية املتبعة يف الفحوص الوراثية اجلنائية، مع نظرا لضعف

عدم وجود معايري ثابتة لتفسري النتائج،وكذلك عدم وجود نسب إحصائية قوية اجلنائية يف بعض DNAتدعم التقارير الفنية، مما تسبب يف استبعاد فحوص

ملتبعة يف التحاليل القضايا، وذلك لعدم قناعة هيئة احملكمة باملعايري والضوابط ا . اجلنائية ومن صحة قراءة وتفسري النتائج

هي الوسيلة األمثل للفحوص الوراثية يف القضايا RFLPمل تكن تقنيةاجلنائية، حيث مل يكن باإلمكان التعامل مع العينات الضئيلة وذات اجلودة

، DNAاملنخفضة،أي العينات احليوية اليت حتتوي على سالسل متكسرة من السليم احملتفظ DNA نانو جرام من٥٠لفحص حيتاج إىل ما ال يقل عن فا

بكامل خصائصه احليوية، وهذا ال يكون متوافرا يف غالب العينات اجلنائية اليت ، ناهيك عن بعض املشاكل الفنية )٢٠١٠الدخيل، (ترفع من مسرح احلادث

احملاليل، ، واختالف القياسات املستخدمة يف DNAمثل عدم دقة قياس تركيز

٩٣٣

، إضافة إىل عامل DNAوزمن سريان التيار الكهريب يف أجهزة فصل جزيئاتالزمن الذي يستغرقه الفحص، واجلهد املبذول، فليس باإلمكان تطبيق التقنية

. بشكل آيل كما هو حاصل يف الوقت احلايلجانب آخر اعترب من سلبيات التقنية وهو التعامل مع املواد املشعة املوجودة

كواشف املواقع الوراثية، اليت تعد خطرا على صحة العاملني يف هذا اال، يفإن مجيع . وكذلك تعد خطرا على البيئة عند التخلص منها كنفايات مشعة

العوامل السابقة حثت العلماء والباحثني يف اجلامعات واملعاهد العلمية ومراكز للفحوص الوراثية اجلنائية األحباث إلجياد تقنية أكثر سرعة ودقة وحساسية

. وتقوم على معايري وضوابط قوية :PCR تقنية تفاعل سلسلة البلمرة -٢

م عندما بدأ استخدام ١٩٩٥ حىت عام RFLPاستمر االعتماد على تقنية، وهي )Kary Mullis(تقنية أخرى جديدة من ابتكار الدكتور كاري موليس

، ونتيجة PCRدأ تفاعل سلسلة البلمرةتقنية التدوير احلراري اليت تعتمد على مبهلذا االختراع الكبري الذي أدى إىل إحداث نقلة نوعية يف جمال الفحوص الوراثية اجلنائية حصل الدكتور موليس على جائزة نوبل يف الكيمياء عام

من حيث إمكانية RFLP العديد من عيوب تقنيةPCRلقد تالفت تقنية. م١٩٩٣املتحلل، إضافة إىل إمكانية حتليل املورثات DNAحتليل كميات ضئيلة من

وإظهارها بشكل أسرع، ولكن يف ذلك الوقت مل حتدد بعد جمموعة كافية من املواقع الوراثية لتكون أساسية يف الفحوص الوراثية اجلنائية حيث استخدم عديد

: وهي كالتايلPCRمن املورثات مع تقنية

٩٣٤

٢٨ت مسات وراثية أي الذي يشمل س): م١٩٩٠(HLA-DQA١مورث - .منطا وراثيا

مت تطوير استخدام هذه املورثات من أجل زيادة قوة : PM+DQA١مورثات -التمييز بني األشخاص، حيث أدخلت مخسة مواقع وراثية إضافة إىل

لتكون جمموعة واحدة تستخدم يف الفحص الوراثي HLA-DQA١مورث .اجلنائي

اع جتاريا معمقياس معياري حيتوي يب): م١٩٩٤(AMP-FLP D١S٨٠موقع -على السمات الوراثية اليت مت التعرف عليها واخلاصة ذا املوقع الوراثي، ويتم فصل السمات الوراثية يف وسط جيالتيين بواسطة جهاز الفصل

.الكهريب العامودي وإظهار السمات الوراثية بواسطة الصبغ بنترات الفضةنفة الذكر حىت التعرفعلىمواقع استمر استخدام هذه املورثات اآل

يف منتصف التسعينيات، وقد مت اختيار STRالتكرارات القصرية املترادفة هذا النوع من املورثات للتطبيقات اجلنائية، ملا هلا من مميزات سوف

:نوردها فيما يل : STRالتكرارات القصرية املترادفة على املادة الوراثيةالـ -

٪ من كامل املادة الوراثية يف جسم ٣ نسبته تشكل هذه املواقع مااإلنسان، وهي عبارة عن سالسل من املادة الوراثية تتضمن تكرارات مترادفة قصرية األطوال شديدة التباين بني األشخاص، وتوجد يف مواقع متفرقة من اجلينوم البشري ويطلق عليها امسمايكروستااليت

Microsatellite .أزواج من ٦ و٢واحد بني يراوح طول التكرار ال النيوكليوتيدات، وهي على أشكال؛ فمنها الثنائي والثالثي والرباعي

٩٣٥

واخلماسي والسداسي، كما أن حجم السمات الوراثية الواقعة ضمن يعد صغريا مقارنة بالسمات الوراثية التابعة للمواقع الوراثية STRمواقع

( مع العينات احليوية املتحللة املستخدمة سابقا، وذلك مالئم متاما للتعامل

Butler، ٢٠٠٧.( أدى إىل نقلة نوعية فيما يتعلق STRمع مواقع PCRإن استخدام تقنية

بقراءة وتفسري النتائج، وذلك من خالل استخدام كواشف الفلورسنت مع كما أن ). ٢٠٠٢ ،(Gill وإظهار النتائج على شكل أرقام DNAجزيئات

ة احلجممكن من تكبريها وفصلها كهربيا، أستخدام مسات وراثية صغريوإظهارها جبودة أعلى مما كانت عليه عند تكبري وفصل وإظهار مسات

من ١kbوراثية كبرية احلجم قد تصل أحيانا إىل أكثر من ألف وحدةالوحدات البنائية، مما أدى أىل تعيني األمناط الوراثية لألشخاص بشكل

تكرارا واحدا فقط يفصل بني السمة أكثر دقة،خصوصاإذا علمنا أن . STRالوراثية واألخرى يف املواقع الوراثيةلـ

يتم من PCRإن تكبري املادة الوراثية يف أثناء تفاعل سلسلة البلمرة الـ مراحل يف الدورة الواحدة، وعادة فإن جممل عملية التكبري تتم ٣خالل

أن يتضاعف PCRرة دورة، حيث يفترض نظريا أنه بعد كل دو٢٨عرب ، ٨ ، ٤، ٢: املكربة تضاعفا هندسيا على النحو التايلDNAعدد جزيئات

هذا األمر ال حيصل، - ويف حاالت عديدة - وهكذا،ولكن يف الواقع ١٦وعملية التكبري ال تتم بشكل كامل، وذلك يعود إما ألسباب تقنية أو

م الصغري ملواقع نفسه،لذلك فإن احلجPCRبيولوجية أي ملكونات تفاعلSTR التركيز املستهدف - نانو جرام ١ يعد أكثر مالءمة إلجناح تكبري

٩٣٦

احملتوي على هذه املواقع DNA من- نانو جرام ٣ -٠،٥عادة هو من الوراثية يف أثناء تفاعل سلسلة البلمرة، وهي بالتايل أكثر فاعلية للعينات

. ري سليمةاجلنائية اليت حتتوي على مادة وراثية متحللة وغيف التطبيقات اجلنائية تستخدم احملاليل التجارية اليت حتتوي على احملاليل

أي إنتاج نسخ عديدة -STRاخلاصة بتفاعل سلسلة البلمرة لتكبري مواقعاليت أصبحت رائجة على مستوى العامل، وهي كالتايل -من هذه املواقع

:مذكورة بأمسائها التجاريةوهي (Identifilier Plus PCR Amplification Kit)ري جمموعة حماليل التكب-

رباعية الوحدات البنائية STR موقعا لتكرارات١٦عبارة عن جمموعة وتتضمن املوقع احملدد للجنس، وتستخدم لتحديد األمناط ) النيوكليوتيدات(

،Users Manualالوراثية للذكور واإلناث، وهي ذات قوة متييز عالية

٢٠١٢) .( وهي عبارة عن (Minifilier PCR Amplification Kit)ة حماليل التكبري جمموع-

تتضمن املوقع احملدد للجنس ويكون حجم املواقع STR مواقع لتكرارات٩صغريا، حيث يستخدم لتحديد األمناط الوراثية للذكور واألناث يف

.)(٢٠١٢ ،Users Manualة العينات احليوية املتحللة وهي ذات قوة متييز عالي ١٧وهي عبارة عن (Yfilier PCR Amplification Kit) جمموعة حماليل التكبري -

Yموجودة على كروموسوم الذكورة الـ STRموقعا لتكرارات Usersكروموسوم، ويستخدم للعينات احليوية اليت مصدرها الذكور فقط

Manual، ٢٠١٢) .(

٩٣٧

<Eא����Aא��� ��� ��א��א���א� �

: ائم اجلنسيةتصنيف اجلر: أوال

تعد اجلرائم اجلنسية من اجلرائم الشائعة يف مجيع جمتمعات العامل، وبالرجوع ،Wardak(إىل التقارير الدوليةيصنف اتمع السعودي من اتمعات اآلمنة

، حيث تصنف اململكة العربية السعودية من الدول اليت تنخفض فيها )٢٠٠٥ئم اجلنسية مقارنة ببقية دول العامل نسبة اجلرمية بشكل عام وخصوصا اجلرا

Harrendorf et al،)٢٠١٠ .( تشمل اجلرائم اجلنسية نطاقا واسعا من األعمال اإلجرامية، ابتداء من التهديدات اجلنسية وانتهاء باالغتصاب اجلنسي، لذلك جند أا قدصنفت يف

اليت ينتمي عديد من املراجع العلمية إىل أكثر من وجه،ووفقا لثقافة الباحث إليها، فمنهم من صنفها بناء على خطورة اجلرم، ومنهم من صنفها بناء على أثرها يف اتمع،أما يف هذه الورقة العلمية فسوف نصنفها وفق احلاالت اجلنائية الشائعة، ويف سياق متوافق مع تعاليم الشريعة اإلسالمية،حيث لوحظ أن بعض

واطإن كان بالتراضيعلى أنه جرمية، نظرا ألن التعريفات التصنف فعل الزنا و الل : القوانني الوضعية يف بعض الدول جتيز ذلك، والتصنيف هو كالتايل

ويشمل ذلك الزنا واللواط، ويقصد به االتصال : جرائم جنسية بالتراضي -أاجلنسي والوطء مبوافقة مجيع األطراف، وعلى خالف ما شرعه الدين

.اإلسالمي من عقد النكاح

٩٣٨

ويشمل ذلك االغتصاب أي اإلكراه على الزنا : جرائم جنسية باإلكراه-ب أو اللواط، ويكون بني البالغني أو األطفال وكذلك يشمل التحرش

.اجلنسي

وال يهمنا يف هذا املقام تفصيل حاالت الزنا واللواط أو أنواع اإلكراه، قدر لية إثبات زنا احملارم من اهتمامنا بتصنيف اجلرمية اجلنسية وحتديدها، حيث إن آ

حيث الفحص املخربي هي نفسها اليت تستخدم إلثباتالزنا باملرأة األجنبية، بينما األدلة املادية احليوية املتوافرة يف حاالت الزنا باإلكراه ختتلف عنها يف حاالت

.الزنا بالتراضي وسوف نأيت على تفصيل ذلك الحقا

إثبات الزنا واللواط ومشروعية اإلثبات األحكام الشرعية املتعلقة ب: ثانيا باستخدام الفحوص الوراثية اجلنائية

وسآيت يف هذا اجلانب على أبرز ما ذكره أهل العلم من األحكام العامة يف إثبات الزنا واللواط، حيث أورد أهل العلم تفصيالت موسعة ختتلف باختالف

البحث متركزا على املذاهب الفقهية عند أهل السنة واجلماعة، وملا كاناجلوانب الفنية، لذا فإين سأدع حبث هذه التفصيالت وشرحها ألهل

.االختصاصلقد تكفلت الشريعة اإلسالمية حبفظ األعراض واألموال واألنفس والعقل والدين، وشرعت العقوبات الرادعة ملن يتعدى ويتجاوز ما أباحه اهللا تعاىل إىل

ختتلف اجلرائم اجلنسية يف . حلدوث اجلرميةما حرمه، صيانة للمجتمع ومنعاأنواعها، كما تتفاوت يف العقوبات املقدرة هلا شرعا، فمنها مايندرج حتت جرائم احلدود، ومنها ما تكون عقوبتها تعزيرية حسب حجم اجلرمية ونوعها، إن من مساحة الشريعة اإلسالمية أن جعلت حدي الزنا واللواط مغلظني

٩٣٩

قرب إىل الترهيب والتخويف أكثر منه إىل التنفيذ وإيقاع ومعظمني،مما هو أالعقوبة، مما حيد من اإلقدام على الفعل احملرم، خصوصا أن هذا اجلرم مرتبط

اخلزمي، (بغريزة اجلنس اليت تعد من الغرائز القوية يف ثورا لدى اإلنسان ا ، ويتبني ذلك من خالل الضوابط اليت جاءت يف إثبات اجلرم مم)٢٠٠١

يصعب حتقيقه للدرجة اليت تستوجب إقامة احلد الشرعي، فإقامة هذا احلد تكون مبنية إما على اإلقرار أو شهادة الشهود، حيث جند أن املقر إن تراجع عن إقراره سقط عنه احلد، أما شهادة الشهود فال تثبت إال بأربعة عدول من

املكحلة تصرحيا ال كناية، الرجال، يشهدون برؤية عملية الزنا نفسها كامليل يففإن مل يكن كأن يشهد الرابع خالف ما شهد به الثالثة أقيم عليهم حد القذف، كذلك جند أن الضوابط تتجلى يف شروط املقام عليه احلد وهي العقل

). ٢٠٠٤سابق، (والبلوغ واالختيار وأخريا العلم بالتحرمي رمية الزنا أو جرمية اللواط مما سبق تتضح صعوبة اإلثبات القطعي لفعل ج

وليس االستحالة، فالقرائن الطبية املعاصرة وحتديدا حتليل املادة الوراثية يف القضايا اجلنائية مكنت من إثبات التالمس واالتصال اجلنسي من خالل اآلثار احليوية املنتقلة من شخص إىل آخر، ويف ذلك داللة على حدوث الفعل كوجود

املرأة اليت ال حتل له، وذلك من خالل نتيجة إجيابية حمددة ماء الرجل يف فرجمبنية على أسس علمية اتفق املتخصصون على أا تكاد الختطئ يف حتديد اهلوية

.الفرديةلقد أقر امع الفقهي اإلسالمي يف دورته السادسة عشرة املنعقدة يف مكة

ادة الوراثيةيف هـ االعتماد على حتليل امل٢١/١٠/١٤٢٢املكرمة بتاريخ التحقيق اجلنائي، واعتبارها وسيلة إثبات للجرائم اليت ليس فيها حد شرعي وال

٩٤٠

، وذلك ألن احلد )املوقع اإللكتروين الرمسي للمجمع الفقهي اإلسالمي(قصاص والقصاص ال يثبت إال بالشهادة أو باإلقرار كما ذكرنا سابقا عند كثري من

. دود والقصاص تدرأ بالشبهاتالفقهاء، واستنادا إىل أن احلكذلك جند أن بعض الفقهاء ذهبوا إىل إثبات بعض احلدود والقصاص

، وذلك من خالل عدة مسائل )٢٠٠٢السبيل، (بالقرائن الدالة على موجبها :فقهية منها ما اختص بإثبات الزنا وذلك على النحو التايل

.اليعرف هلا زوج أو سيد إثبات الزنا يف حالة احلمل الظاهر للمرأة اليت -١ ).٢٠٠٤سابق، ( إثبات حد الزنا على املرأة املالعنة عند نكوهلا عن اللعان -٢

حيث يكون األخذ بنتيجة حتليل املادة الوراثية يف هذه احلالة قياسا على ما ، على أن تكون مجيع ظروف )٢٠٠٢السبيل، (ذكر من احلاالت السابقة

لة نتيجة حتليل املادة الوراثية، واليوجد ما وأحوال القضية متماشية مع داليعارض هذه القرينة العلمية مثل وجود دليل مادي آخر يشكك يف الداللة

. ويدخل الريبة يف نفس القاضيإن املقصد من هذا الطرح هو حث الفقهاء واملتخصصني يف العلم الشرعي

االستفادة الكاملة للوصول إىل رؤية شرعية عميقة لالستفادة من القرائن الطبيةاليت تؤدي إىل تطبيق األحكام الشرعية على الوجه األكمل وبالتايل حتقيق العدل

.بني الناس طبيعة اجلرائم اجلنسية : ثالثا

إن أكثر اجلرائم اجلنسية إثارة للرأي العام اليت يبلغ عنها لدى اجلهات ملا يصاحبه من الرمسية، هي اجلرائم اجلنسية باإلكراه أي االغتصاب، وذلك

أضرار نفسية وجسدية على اين عليه أو عليها، وغالبا ما يتسم بثالثة عوامل

٩٤١

رئيسية، هي القوة والغضب واجلنس،حيث تتفاوت يف هيمنة عامل واحد على .١٩٨٨ ،Swanson et al) (العاملني اآلخرين من جرمية إىل أخرى

ألطفال والذكور اآلخرين، عادة ما يقوم الذكور ذا الفعل ضد اإلناث واوغالبا ما يكون اجلاين شخصا معروفا للمجين عليه،ومن املؤشرات الدالة على االغتصاب حالة املالبس، واألدوات املوجودة يف مسرح احلادث مثل األدواتاحلادة، واجلروح الناجتة عن الدفاع عن النفس مثل العض أو خدوش

بات املباشرة يف األعضاء التناسلية للمجين األظافر أو السحجات،وأخريا اإلصا ).Janisch(٢٠١٠ ،et alعليهأو عليها

يوجد عديد من املوانع اليت جتعل اين عليه يف حاالت االغتصاب يتردد يف :إبالغ اجلهات املختصة، ومنها

. احلرج من مواجهة العامة من الناس واألقارب-أ . اخلوف من املعتدي-ب .باجلهات الرمسية يف القبض على اجلاين عدم الثقة -ج

. اإلجراءات املطولة املتبعة لدى اجلهات الرمسية-د

من اجلدير بالذكر أنه يوجد عديد من حاالت االدعاء الكاذب باالغتصاب واام شخص معني بذلك،إما بغرض املكيدة أو االبتزاز وخالفه، ويف مثل هذه

ة دورا كبريا يف بيان احلقيقة، إضافة إىل احلاالت تلعب األدلة املادية احليوي . التحقيق اجلنائي الدقيق يف القضية

اخلطوات املتبعة يف الفحوص اجلنائية للمادة الوراثية: رابعا : مجع ورفع العينات احليوية-أ

٩٤٢

يتركز البحث يف مسرح اجلرمية على الدليل املادي احليوي ذي األمهية ه كدليل حيوي ميكن التعامل معه خمربيا، إضافة إىل اجلنائية بناء على صالحيت

داللته اجلنائية يف القضية،ومن األمور املهمة اليت تؤخذ يف االعتبار عند رفع العينات احليوية، عدم إتالفها حىت ميكن االستفادة منها يف حتديد األمناط

ر الوراثية، وكذلك احملافظة على عدم تلوثها مع عينات حيوية أخرىفتظهالنتيجة خمتلطة ألكثر من شخص، وكذلك من املهم توثيق خطوات الرفع والنقل إىل املختربملراجعة اإلجراءات الفنية املتعلقة ذا الشأن إن دعت احلاجة

. إىل ذلك

كما ينبغي أن يراعى عند رفع العينة احليوية طبيعتها، فالعينات احليوية يف ا عن العينات اجلافة، ومثال على ذلكرفع حالتها السائلة ختتلف يف طريقة رفعه

عينات الدماء املوجودة على أجسام ثابتة أو متحركة عن تلك املوجودة يف حالتها الطبيعية، فقد يرفع اجلسم املتحرك كامال إن استلزم األمر، أو يقص

قطنية ) أعواد(مكان العينة احليوية لألجسام الثابتة، وعادة ما تستخدم مسابر .عينات السائلة، واألمواس أو املشارط املعقمة لكشط العينات اجلافةلرفع ال

وفيما يلي بيان ملصادر الدليل املادي احليوي يف اجلرائم اجلنسيةاليت قد :تشترك مع بعض أنواع اجلرائم األخرى يف ذلك

من املهم أن ترفع مسحات من عدة مواقع من جسد : اين عليه أو عليها-١و عليها مثل الفم والشرج واملهبل، حبثا عن أيتلوثات منوية اين عليه أ

- إن وجد -ميكن أن تكون موجودة،إضافة إىل متشيط شعر منطقة العانة اليت قد يوجد ا شعر منتقل من اجلاين، وأخريا فإنه ينبغي األخذ يف االعتباراحتمال وجود أي من سوائل اجلسم املنتقلة من اجلاين إىل اين

٩٤٣

يه، مثل اللعاب أو الدم أو األنسجة املتمثلة يف آثار العض أو األنسجة عل، وترفع هذه (٢٠٠١ ،Lee and Miller)اليت ميكن أن توجد حتت األظافر

العينات من قبل طبيب أو ممرض مدربني على هذا اإلجراء، وباستخدام تكاملة األدوات واحملاليل اخلاصة هلذا الغرض املتوافرة جتارياكأطقم رفع م

.هلذه العيناتوتعد املالبس من املصادر املهمة يف حاالت : مالبس اين عليه أو عليها-٢

اجلرائم اجلنسية،حيثيوجد احتمالية كبرية يف وجود أي من سوائل اجلسم .احليويةاملنتقلة السابق ذكرها

ويبحث عن اآلثار احليوية السابق ذكرها سواء كانت على : مسرح احلادث-٣التها الطبيعية، أو موجودة على أجسام ثابتة يف املوقع، مثل األرضيات أو ح

قطع األثاث الكبرية، أو كانت موجودة على أجسام متحركة ميكن رفعهاكما هي مثل املناديل وأعقاب السجائر وأغطية فرش النوم، وترفع هذه العينات عن طريق فريق جنائي مدرب على رفع هذا النوع من

.العينات

ولتمام الفائدة فإن من اجلدير بالذكر أن يشار إىل أن فريق مسرح اجلرمية مكون من أشخاص مدربني على رفع مجيع اآلثار املادية، من بصمات وأسلحة

. وغريها من األدلة املادية، ومن ضمنها األدلة املادية احليوية

: حتريز ونقل وحفظ العينات احليوية-ب ة يف أحجامها وطبيعتها، ففي بعض األحيان يستدعي ختتلف العينات اجلنائي

األمر حتريز ونقل قطع كبرية من األثاث كدليل جنائي، أو حتريز ونقل مالبس، أو عينات حيوية صغرية وجدت على حالتها الطبيعية يف مسرح اجلرمية، وختتلف

٩٤٤

يف طبيعة العينة احليوية من حيث خصائصها عن غريها من األدلة املادية األخرىاتباع أفضل طريقة لرفعها كما ذكرنا سابقا،ومن مث حتريزها ونقلها،فنجد أنه دائما ما يفضل بالنسبة للعينات احليوية مثل التلوثات املنوية واللعاب والدم أن تكون جافة، وحتفظ يف مكان بارد، مما يقلل احتمالية النمو البكتريي الذي

.(٢٠٠١ ،Lee and Miller)يؤدي إىل التعفن

وتتوافر أحراز خمتلفة املقاسات عبارة عن حاوياتبالستيكية أو ورقية أو زجاجية حسب احلاجة، حتفظ فيها املسابر القطنية أو األجسام احملتوية على آثار حيوية، وكذلك تتوافر أظرف ورقية تستخدم يف حفظ العينات املرفوعة من

ىل وجود صناديق ورقية مسرح اجلرمية وتساعد على إبقائها جافة، إضافة إمتعددة املقاسات وأكياس من النايلون ذات مقاسات كبرية صاحلة للتحريز

.صممت من أجل هذا الغرض : وصف العينات احليوية وعمل االختبارات املبدئية والتأكيدية-ج

عند وصول العينات احليوية من مسرح اجلرمية حمرزة تسلم ملخترب الفحوص للتأكد من وجود آثار حيوية عليها،وتصنف اآلثار احليوية الوراثية، حيث تفرز

من خالل الفحوص احليوية وهي اختبارات مبدئية تليها اختبارات تأكيدية للتحقق من ماهية العينة احليوية، مبعىن هل هي فعالدم أو تلوثات منوية أو لعاب

مكلفة وال أو إفرازات مهبلية، هذه االختبارات املبدئية سهلة التنفيذ وغري تستغرق وقتا طويال، ويؤخذ يف االعتبار عند تطبيقها عدم استهالك العينة

.اجلنائية أو إتالفها، كي يتسىن عمل الفحوص الوراثية يف خطوة الحقةمن خالل الفحوص احليوية يتمكن خرباء الفحوص الوراثية من حتديد ماهية

الشكل -ئص الفيزيائية العينة احليوية، حيث ال يعتمد الفاحص على اخلصا

٩٤٥

فقط يف تصنيف العينة وحتديد هويتها، بل البد من التحقق من -اخلارجي خصائصها احليوية، فنجد أن التلوثات املنوية جيرى عليهااختبار مبدئي يعطي داللة لونية فقط، لذلك يتم عمل اختبار تأكيدي يعتمد على رؤية احليوانات

وهكذا لباقي أنواع العينات احليوية مثل اللعاب املنوية حتت اهر بعد صبغها،والدم مع اختالف االختبارات املبدئية والتأكيدية حسب نوع العينة احليوية، وال يتم فحص املادة الورثية إال بعد التحقق من العينة احليوية والتأكد أن

ومن اجلدير بالذكر أن الفحوص احليوية يف بعض احلاالت . مصدرها بشري قرينة مفيدة يف إثبات الفعل، فإثبات أن عينة حيوية رفعت من جسم تكون

املتهم يف قضية اعتداء جنسي على أا تلوثات منوية يعطي داللة على حدوث . الفعل ولكنها ال تربط شخصا معينا بذلك الفعل

: استخالص املادة الوراثية من العينات احليوية- د جلنسية عن غريها من اجلرائم يف استخالص يف هذه اخلطوة ختتلف اجلرائم ا

املادة الوراثية،بسبب أن العينة احليوية املرفوعة غالبا ما تكون خمتلطة من . شخصني أو أكثر، ألن طبيعة اجلرم تستوجب االتصال اجلسدي الصريح

تستخلص املادة الوراثية عادة بطريقة تعتمد على فصل اخلاليا اجلسدية ا، عن احليوانات املنوية للجاين، وذلك نظرا الختالط العينة للمجين عليه أو عليه

احليوية يف هذا النوع من القضايا، مما يستلزم استخالص املادة الوراثية لكل من الذكر واألنثى طريف القضية مبعزل عن بعضهما حىت تظهر النتائج من مصدر

نهمابشكل واحد دون اختالط، وميكن بالتايل حتديد النمط الوراثي لكل ممنفرد، حيث يسهل ذلك عمل املقارنة اجلنائية بني األمناط الوراثية للعينات

٩٤٦

املرفوعة من مسرح احلادث أو من اين عليه مع األمناط الوراثية لعينة املتهم ).٢٠١١ ،Taylor(القياسية

توجد املادة الوراثية يف احليوان املنوي يف منطقة الرأس فقط، والتوجد مادة ية يف السائل املنوي، ومن اجلدير بالذكر أنه توجد طرق متعددة وراث

وهو املستهدف بالفحص -الستخالص املادة الوراثية من احليوان املنوي دون فصل اخلاليا اجلسدية املختلطة بالعينة احليوية اليت -بالدرجة األوىل

ة أنزميات مصدرها اين عليهأو عليها، منها على سبيل املثال ال احلصرإضافهاضمة للـمادة الوراثيةاملوجودة يف اخلاليا اجلسدية فتتبقى املادة الوراثية

.املوجودة يف احليوانات املنوية فقط وتستكمل باقي مراحل الفحص : مرحلة التقدير الكمي-ه

عن - مثل عينات الدم املرفوعة من املتهمني -ختتلف العينات القياسية رح اجلرمية بأا معلومة اجلودة، ومعلومة احملتوى من العينات اجلنائية من مس

املادة الوراثية، ففي العينات القياسية ترفع قطرات من الدم مباشرة من خاصة هلذا الغرض معاجلة مبواد كيميائية ) بطاقات(األشخاص على كروت

حلفظ الدم من التلوث، وإبقائه يف حالة جافة لفترات زمنية طويلة،بينما ال التحكم يف جودةالعينات اجلنائية، أو حمتواها من املادة الوراثية،فكل ما ميكن

يوجد من آثار حيوية يف مسرح اجلرمية أو من اين عليه يتم رفعه وحتريزه، فنجد أن العينات احليوية بعد االستخالص ختتلف عن بعضها من حيث سالمة

نة، لذلك يتم عمل ما املادة الوراثية أو حتللها، ومن حيث كميتها يف كل عييسمى بالتقدير الكمي بغرض التعرف على الكمية املوجودة من املادة الوراثية يف كل عينة حيوية، وهذه العملية خمصصة حتديدا لقياس املادة الوراثيةاليت

٩٤٧

مصدرها آدمي فقط، مما يعترب تأكيدا لنوعية العينة احليوية موضع الفحص بأا .حيواين أو بكتريي أو نبايتآدمية وليست من مصدر

تعترب هذه املرحلة من املراحل املهمة قبل مرحلة تفاعل سلسلة اليت دف إىل مكاثرة املادة الوراثية،ألن الكمية املستهدفة عادة يف (PCR)البلمرة

نانو جرام للحصول على أفضل نتائج ٣ و٠،٥تفاعلسلسلة البلمرة تراوح بني ، فإن زادت كمية املادة (STRs)يت يتم فحصهاممكنةمع جمموعة املواقع ال

الوراثيةعن التركيز املطلوب أدى ذلك إىل ظهور عوامل تؤثر يف قراءة وتفسري النتائج النهائية، وكذلك إن قل تركيز املادة الوراثيةفقد يؤدي ذلك إىل فقدان

.بعض السمات الوراثية وعدم ظهورها يف النتيجة النهائية :PCRلسلة البلمرة الـ مرحلة تفاعل س-و

هو تفاعل أنزميي يعمل على مضاعفة نسخ املواقع الوراثية احملددة يف العينة احليوية موضع الفحص، تضاعفا عدديا فينتج يف اية التفاعل وفرة من سالسل الوحدات البنائية املكونة لكل موقع وراثي حمدد، مما يسمح بإمكانية قراءا

.واقع يف اخلطوة التاليةوذلك بعد فصل هذه امل : مرحلة التحليل اجليين أو فصل األمناط الوراثية- ز

خليطا من (STRs)تشكل املواقع الوراثية املستخدمة يف الفحوص اجلنائية جمموعة مواقع وراثية صممت ذه الطريقة كي تعطي قوة متييز عالية بني

م فصلها عن بعضها يلز- بعد تكبري هذه املواقع -األشخاص،ولذلك فإنه البعض، ويكونذلك بواسطة جهاز التحليل اجليين الذي يقوم بفصل السمات الوراثية لكل موقع وراثي، والتعرف عليها بواسطة خاصية الفصل الكهريب اليت

٩٤٨

تظهر يف النتيجة النهائية يف رسم بياين يعرب عنه على شكل أرقام، حبسب تكرار . ةالوحدات البنائية لكل مسة وراثي

: قراءة وتفسري النتائج-ح إن اهلدف من تفسري النتائج هو التأكد من صحة األمناط الوراثية الناجتة من حتليل املادة الوراثية يف أجهزة احلقن، ومتييز النمط احلقيقي من غري

وتعتمدمرحلة تفسري النتائج للقضايا اجلنائيةعلى الرأي الفين املتخصص .احلقيقي .ئية، حيث إن بعض احلاالت ال تتبع قاعدة ثابتة ميكن التزامهاواخلربة اجلنا

يعد من املسلمات أن يؤسس كل خمترب جنائي معايري ثابتة مكتوبةتعتمد لديه يف حتليل النتائج، حىت يكون املختربمتوافقا مع املعايرياملتبعة عامليا مثل معايري

يري املتبعة يف استخدام وإنشاء تفسري وقراءة النمط الوراثي غري املكتمل، واملعا، وكذلك املعايري املتبعة حلاالت متييزاألمناط )٢٠١٠الدخيل، (قواعد البيانات

وهذه املعايري تثبت بناء على دراسات تقيم صالحية األجهزة .الوراثية املختلطةواحملاليل املستخدمة يف الفحصوتؤكد صحة النتائج الصادرة،إضافة إىل االستعانة

.اجع العلمية وأخريا اخلربة يف القضايا اجلنائيةباملر

: كتابة التقرير الفين-ط يقصد بذلك إجياد صياغات ثابتة وحمددة عند كتابة التقرير الفين، واعتماد القرار النهائي حيال القضية اجلنائية، وذلك بعد عمل املقارنة اجلنائية بني األمناط

وفيما . مع األمناط الوراثية معلومة املصدرالوراثية وحيدة املصدر أو املختلطة : يلي احلاالت الشائعة للنتيجة النهائية عند كتابة التقرير الفين،وهي كالتايل

ويعين ذلك عدم مطابقة األمناط الوراثية لعينة ): عدم املطابقة( االستبعاد -١حلالة حيوية مع األمناط الوراثية لعينة حيوية أخرى، والتفسري الوحيد هلذه ا

٩٤٩

أن العينتني من مصدرين خمتلفني، وهذه النتيجة التعين براءة املتهم، وإمنا .استبعاده بأن يكون مصدر لذلك األثر احليوي

ويعين ذلك تطابق األمناط الوراثية لعينة حيوية مع ): املطابقة( التضمني -٢ط األمناط الوراثية لعينة حيوية أخرى، حيث ال يوجدأي اختالف بني األمنا

ويف هذه احلالة غالبا ما تذكر النسبة اإلحصائية اليت . الوراثية للعينتنيتوضح مدى شيوع أو ندرة السمات الوراثية للعينة حمل الفحصمقارنة

.بقاعدة البيانات احملليةويعين ذلك أن األمناط الوراثية الناجتة من الفحص ال تؤكد : انعدام القطعية-٣

كل حاسم، وذلك بسبب أن العينة خمتلطة من التطابق أو االستبعاد بشأكثر من مصدرين، أو لعدم جودة العينة احليوية، مثل حتلالملادة الوراثية أو

.لضآلة كميتها فال يظهر النمط الوراثي كامال بالنسبة لألمناط الوراثية املختلطة لشخصني فقط فإنه ميكن االستفادة -٤

ملختلطة من خالل وجود عينات قياسية منها،إذا أمكن الفصل بني األمناط ا .ميكن الرجوع إليها

بالنسبة للنمط غري املكتمل فيستفاد من األمناط الظاهرة فقط وحتدد النسبة -٥ .اإلحصائية هلا

استخدام املواقع الوراثية للكروموسوم الذكري يف اجلرائم اجلنسية: خامسااألبوين ألوالدهم تنتقل السمات الوراثية من جيل اىل آخر خمتلطة من

ذكورا وإناثا، والسبب يف ذلك أن نصف السمات الوراثية للفرد مصدرها األم ، )١٩٩٦األعسر، (أما النصف اآلخر من السمات الوراثية فمصدرها األب

بينما تنتقاللسمات الوراثية على الكروموسوم الذكري عرب األجيال عن طريق يف أب واحد، وباملغايرة تنتقل السمات اآلباء فقط،وتكون متماثلة ملن جيتمعون

٩٥٠

عرب األجيال عن طريق األمهات وتكون (mtDNA)الوراثية على امليتوكندريا ). Bandelt(٢٠٠٦ ،et alمتماثلة ملن جيتمعون يف أم واحدة

يعد الكروموسوم الذكري ثاين أصغر كروموسوم يف اإلنسان، حيث يبلغ ،ويوجد العديد من التطبيقات )ليوتيدنيوك( مليون وحدة بنائية٦٠طوله حوايل

للكروموسوم الذكري منها التطبيقات اجلنائية، وقضايا البنوة، وتتبع السالالت تكمن القيمة . البشرية، وأخرياالدراسات التارخييةعن اهلجرات اإلنسانية القدمية

الفعلية فيكون هذا الكروموسوم ال يوجد إال يف الذكور فقط، ويتطابق يف ، إن مواقع السمات الوراثية (٢٠٠٧ )، l Decker et aب من الذكري األقار

على الكروموسوم الذكري تلعب دورا مهما يف التطبيقات اجلنائية وخصوصا وهم عادة من -يف اجلرائم اجلنسية، حيث ميكن حتديد األمناط الوراثية للذكور

اط الوراثية األنثوية، أو يف حالة اختالط العينات احليوية مع األمن-يكون اجلاين يف حاالت االغتصاب اجلماعي، حيث ميكن تعيني األمناط الوراثية ألكثر من شخص بواسطة الكروموسوم الذكري، مامل يكن بينهم صلة قرابةمن جهة األب، وإضافة إىل ما سبق تستخدم مواقع الكروموسوم الذكري يف حتديد

غي اإلشارة إليه أن استخدام مواقع ومما ينب. اجلنس لبعض احلاالت اجلنائيةالكروموسوم الذكري يظل حمدودا نظرا لتطابق هذه املورثات على امتداد السلسلة الذكورية من ناحية اآلباء واألبناء،حيث ال ميكن اجلزم بنسبة أثر معني إىل مصدره من خالل تطابق السمات الوراثية للكروموسوم الذكري لكوا ال

الدخيل، (عينه وإمنا تدل على كل من يلتقون يف أب واحد تدل على شخص ب٢٠١٠ .(

٩٥١

�א��A�א���� ���� ���Xא��Wא��د�Iوא��#��א� �

ضمان اجلودة يف خمترب الفحوص الوراثية: أوالالفحوص الوراثية اجلنائية عبارة عنفحوص خمربية أو معملية متعددة

هلة واملدربة، على أجهزة اخلطوات، حتتاج إىل أن يقوم ا الكفاءات املؤوتقنيات دقيقة، لضمان احلصول على نتائج صحيحة، وملا يترتب على هذه النتائج من أمهية يف إدانة شخص أو تربئته من فعل إجراميتوجب على العاملني يف هذا اال تقدمي العناية القصوى، واختاذ كافة اإلجراءات الالزمة لضمان

.سالمة الفحص من األخطاءن فحوص املادة الوراثية إذاأجريت بشكل صحيح فإا تكون أداة فاعلة إ

وقوية يف يد جهات التحقيق، لتقدم يف احملاكم الشرعية كدليل إثبات أو نفي،وذلك ال يتأتى إال بضماناجلودة واختاذ اإلجراءات الالزمةملراقبة اجلودة يف

. الدليلاملختربات اجلنائية مبا يكفل مصداقية االستداللبهذا ويقصد بذلك تلك اإلجراءات املخطط هلا مسبقا من : ضمان اجلودة-أ

أجل توفري الثقة الكافية بأن العمل املقدمينال الدرجة املطلوبة من :، وهذه اإلجراءات تشمل التايل(١٩٩٥ ،Budowle)اجلودة

وهي معايري عاملية صارمة تتعلق : صياغة واعتماد معايري ضمان اجلودة-١بيق اجلودة يف املختربات اجلنائية، وتصاغ عادة من جملس استشاري بتط

يتبع اجلهات التشريعية يف الدولة إلقرار هذه املعايريوالتمشي مبوجبها، حيث توضح اآللية املطلوبة يف إدارة العمل يف املختربات اجلنائية وكيفية

.التعامل مع القضايا اجلنائية املختلفة

٩٥٢

وهي شهادة رمسية من جهة معترف : مختربات اجلنائية شهادة االعتماد لل-٢ا من مراكز عاملية متخصصةيف اال اجلنائيوخمولة مبنح شهادات االعتماد اليت تفيد بأن املخترب اجلنائي قداستوىف املتطلبات الالزمة لتحقيق اجلودة يف

مما يعزز مصداقية النتائج الصادرة من DNAأداء الفحوص الوراثية لـ .ملخترب على الصعيدين احمللي والدويلا

ويقوم بذلكمدقق اجلودة،وهو من خرباء الفحوص : التدقيق الدوري-٣الوراثية اجلنائية،ويتبع اجلهة املاحنة لالعتماد،وقد يكون من داخل املخترب اجلنائي أو من خارجه، حيث يقوم بتقييم مجيع اإلجراءات املتبعة يف املخترب

، والتأكد من تطبيقها، وإذا وجد ما خيالف ذلك،اختذت املتعلقة باجلودة . اإلجراءات الالزمة لسحب االعتماد

وهو اختبار عادة ما يكون نصف سنوي يقيس أداء : اختبار كفاءة العاملني-٤العاملني يف جمال الفحوص الوراثية اجلنائية، يهدف لتقييم املهارات العملية

.لميةللفاحصيف الفحص املخربي والقدرات العوهي سلسلة : التحقق من كفاءة األجهزة وصحة الطرق املتبعة يف الفحص-٥

من اإلجراءات الفنية اليت تثبت أن النتائج الصادرة من خمترب الفحوص الوراثية ذات مصداقية، وليست متغرية عند تكرار الفحص،إضافة

ألداء إلىكفاءة الطرق املستخدمة يف الفحص، ويكون ذلك بعمل قياس لبشكل دوري لكل جهاز مستخدم، للتحقق من صحة ودقة القراءات الناجتة، والتأكد من ثبات درجات احلرارة لبعض األجهزة، كما تتم

. مراجعة الطرق املستخدمة سنويا، وجتربة واختبار طرق بديلة إن وجدت

٩٥٣

ويقصد ا العمليات التقنية واألنشطة املعمول ا : مراقبة اجلودة-ب شكل يومي روتيين للوفاء مبتطلبات اجلودة، ويتمثل ذلك يف عدة أوجه، ب

:منها تظل العينة اجلنائية اخلاضعة للفحص حتت املراقبة من بداية أول مرحلة يف -١

الفحص وحىت آخر مرحلة،وذلك من خالل إجراءات عديدة مثل يع استخدام عينة سلبية ال حتتوي على املادة الورثية بل حتتوي على مج

احملاليل املضافة إىل عينة املادة الورثيةوتستمر خالل مجيع مراحل الفحص حىت ظهور النتيجة، فاملتوقع هلذه العينة عدم ظهور نتيجة إجيابية فيها خللوها من املادة الوراثية،فإن أعطت نتيجة إجيابية فإن ذلك يكشف وجود

. حصأي تلوث حمتمل يف احملاليل املستخدمة خالل مراحل الف يف مرحلة التكبري تضاف عينة سلبية خالية من املادة الوراثية وأخرى إجيابية -٢

حتتوي على املادة الوراثية معلومة النمط مع العينات اجلنائية اخلاضعة للفحص، وذلك للتأكد من جودة حماليل مرحلة التكبري وعدم وجود

.تلوث من مصدر خارجي املكربة يف جهاز التحليل اجليين، يستخدم يف مرحلة فصل السمات الوراثية-٣

السمات الوراثية، الذي يعطينا مؤشرا واضحا ) مقياس(ما يسمىبمعيار جلودة فصل السمات الوراثية ووضوحها ومدى دقة حتديد حجم كل مسة

.وراثيةمتكن خرباء DNAإن مجيع هذه اإلجراءات الفنية املنظمة والضابطة لفحص

من مراقبة سري الفحص منذ البداية وحىت كتابة التقرير الفين، الفحوص الوراثية

٩٥٤

،Cormier(إضافة إىل إمكانية التدخل عند حدوث خلل وتقدمي احللول املمكنة ٢٠٠٥.( الداللة اجلنائية والنسبة اإلحصائية: ثانيا

يقوم خرباء الفحوص الوراثية اجلنائية بتحديد النمط الوراثي لعينة حيوية ولة املصدر موجودة يف مسرح اجلرمية أو مرفوعة من اين جنائية جمه

عليه،كمايتم حتديد النمط الوراثي من عينة حيوية للمدعى عليه،وتتم املقارنة اجلنائية من حيث تأكيد املطابقة أو االستبعاد ملعرفة مصدر العينة اجلنائية

.اهولةفإناملقصود بذلك يف حال وجود تطابق بني عينتني موضع مقارنة جنائية،

٪وليس أقل، وهذا مبين ١٠٠التطابق بني النمطني الوراثيني للعينتني أنه بنسبةعلى نتيجة فحوص علمية خمربية دقيقة، سبق التأكد من فعاليتها ومصداقيتها وصالحيتها، من خالل البحوث العلمية اليت نشرت ونالت التأييد من

. املتخصصني على مستوى العاملط الوراثية املستخدمة يف الفحوص الوراثية اجلنائية هي عبارة عن إن األمنا

موقعا وراثيا يف النمط الواحد، أو يف العينة احليوية للشخص الواحد،إضافة ١٥إن هذه املواقع الوراثية متفق عليها من قبل األوساط . إلىاملوقع احملدد للجنس

ولذا فقداختري كل موقع العلميةوصاحلة ألغراض الفحص واملقارنة اجلنائية،وراثي بناء على ما يتمتع به من قوة متييز مرتفعة للفرد الواحد، يف خمتلف

.األعراق البشرية مثل اآلسيويني والقوقازيني واألفارقةإن كل موقع وراثي حيتوي على مستني وراثيتني إحدامها من األم واألخرى

للعينات احليوية اهولة من األب،ولذلك فإعند تطابق األمناط الوراثية

٩٥٥

١٥ مسة وراثية متثل الـ ٣٠واألخرى اليت ختص املدعى عليه، فهذا يعين أن موقعا وراثيا املوجودة على خمتلف الكروموسومات يف اجلينوم البشري قد

.تطابقت متاما دون وجود أي تبايناط الوراثية لعينة عند تطابق األمناط الوراثية للعينة اجلنائية اهولة مع األمن

املدعى عليه،حتسب االحتماالت اإلحصائية للتطابق العشوائي،أي التعرف على إمكانية وجود شخص آخر من أفراد اتمعليس له عالقة باجلرمية أو بأطراف القضية وبشكل عشوائي مصادفة حيمل نفس األمناط الوراثية للعينة اجلنائية

ياضية مبنية على دراسات حبثية منشورة يف اهولة، وهي عبارة عن معادلة رجمالت عاملية متخصصة لكل مسة وراثية تتبع كل موقع وراثي مستخدم يف الفحوص الوراثية اجلنائية،وذلك ملعرفة مدى شيوع أو ندرة هذه السمة عند خمتلف األعراق يف اتمعني احمللي والعاملي، حيث إن ندرة السمة الوراثية يعد

ومن خالل هذه ). ٢٠١١ ،Butler(ة وقوية للتمييز بني األشخاص عالمة فارق .املعادلة ميكن التعرف على النسبة املئوية الحتمال التطابق العشوائي

إن السبب يف عمل احلساب اإلحصائي هو توثيق النتيجة وتأكيد الداللة ينا على التطابق بني منطيني وراثيني موضع املقارنة اجلنائية،حيث ال يوجد لد

.قاعدة بيانات لألمناط الوراثية جلميع سكان الكرة األرضية موقعا وراثياأدى إىل وجود قوة متييز مرتفعة جدا هلذه ١٥إن استخدام

باليني نسمة، فإن ٦املواقع، فإذا كان تعداد سكان الكرة األرضية يقدر حبوايل تمعة، تفوق عادة هذا قوة التمييز هلذه املورثات املستخدمة يف الفحص اجلنائي جم

العدد إحصائيا،مبعىن أنه ميكن القول إنه يف حالة تطابق األمناط الوراثية للعينة اجلنائية اهولة مع األمناط الوراثية لعينة املدعى عليه فإناحتمالية وجود شخص

٩٥٦

آخر مصادفة من سكانالكرة األرضية غري املدعى عليه ميكن أن حيمل نفس بليون ، حيث X : ١ اليت ظهرت يف العينة اجلنائية اهولة هي األمناط الوراثية

X بقيمة مرتفعة٦ عادة يتجاوز الرقم .

٩٥٧

��وא�!�1��K�Lא� �لقد استعرضت يف هذه الورقة العلمية ثالثة حماور رئيسية تطرقت فيها إىل

اجلنائي، ومن مث عرجت إىل احلديث DNAاألسس البيولوجية والتقنية لدليل اجلرائم اجلنسية وما يتعلق ا من تصنيف وأحكام شرعية وطرق للفحص عن

والتحليل، وفصلت أخريا فيما يتعلق بضمان اجلودة وحتقيقها يف خمتربات الفحوص الوراثية، وكذلك الداللة اجلنائية والنسبة اإلحصائية للفحوص الوراثية

: ومما سبق تناوله ميكن أن خنلص إىل اآليت . اجلنائية إن املادة الوراثية يف جسم اإلنسان تعد عالمة فارقة ميكن من خالهلا حتديد -١

.اهلوية الفردية والتمييز بني األشخاص إن التقنيات املستخدمة حاليا يف الفحوص الوراثية اجلنائية أثبتت كفاءا -٢

.من حيث الدقة يف النتائج والسرعة يف إجناز الفحصوراثية املستخدمة حاليا يف الفحوص الوراثية اجلنائية كاف إن عدد املواقع ال-٣

.إلعطاء قوة متييز كبرية بني األشخاص املختلفني إجازة بعض الفقهاء األخذ بنتيجة الفحوص الوراثية اجلنائية يف قضايا -٤

.احلدود والقصاص ما مل يبد للقاضي ما مينع من ذلكملادة الوراثية املتفق عليها يف األوساط إن ضوابط اجلودة املتبعة يف حتليل ا-٥

العلمية إن طبقت باملستوى املطلوب كفيلة باحلفاظ على سالمة نتائج .الفحوص الوراثية اجلنائية

ويف ختام هذا البحث البد من ذكر بعض التوصيات املهمة اليت ينبغي قضايا اجلنائية العناية ا لتحقيق االستفادة املثلى من تقنية الفحوص الوراثية يف ال

:املختلفة مبا فيها القضايا اجلنسية، وهي كما يلي

٩٥٨

تشكيل هيئة عليا تتبع وزارة العدل مكونة من متخصصني يف العلوم -١الشرعية والعلوم الطبية والعلوم اجلنائية لوضع استراتيجية عامة عن استخدام الفحوص الوراثية يف القضايا اجلنائية وقضايا النسب ومتابعة

:ملستجدات يف هذا اال، وذلك على النحو التايلا . حتديد جماالت استخدام الفحوص الوراثية والضوابط املنظمة للفحص-أ

حتديد املعايري الواجب توافرها يف خبري الفحوص الوراثية اجلنائية من -ب . حيث التخصص، واملؤهل العلمي، واخلربة العملية

لواجب العمل ا يف املختربات اجلنائية حتديد برامج تطبيق اجلودة ا-جوكذلك حتديد برامج اختبار كفاءة الفاحصني واملصادقة على هذه

.الربامج ومتابعة تنفيذها تطبيق برامج االعتماد من جهات حمايدة ذات هوية اعتبارية يف جمال -د

. الفحوص الوراثية سواء كانت على املستوى احمللي أو الدويلأحباث عن الفحوص الوراثية اجلنائية يف إحدى اجلامعات إنشاء كرسي -٢

. السعودية من أجل دعم البحوث النظرية والتطبيقية يف هذا اال جيب على الباحثني املتخصصني يف جمال العلوم الشرعية وكذلك الباحثني -٣

املتخصصني يف جمال العلوم الطبية تكثيف نتاجهم العلمي فيما يتعلق تجدة والتقنيات احلديثة اليت سخرت يف خدمة األنظمة بالعلوم املس

القضائية واجلنائية، من أجل إجياد التكامل بني هذه العلوم والتناغم الذي . يكفل االستفادة منها على أكمل وجه

٩٥٩

�א��א�H7א���6� �. أسس الكيمياء احليوية). م١٩٩٦ –ه ١٤١٦(األعسر، عبداملنعم حممد -١

.قاهرة، الد األول، الطبعة األوىلاملكتبة األكادميية، العقوبة الزىن وشروط ). م٢٠٠١ -ه ١٤٢١(اخلزمي، ناصر بن صاحل -٢

دار إبن اجلوزي للنشر والتوزيع، الدمام، اململكة العربية . تنفيذها . السعودية، الطبعة األوىل

أمهية الفحوص ). م٢٠١٠–ه ١٤٣١(الدخيل، عبدالعزيز بن عبداهللا -٣كلية امللك فهد األمنية، مركز . يا النسب والقضايا اجلنائيةالوراثية يف قضا

.البحوث والدراسات، الطبعة الثانية

دار الفتح لإلعالم العريب، . فقه السنة) م٢٠٠٤ -ه ١٤٢٥(سابق، السيد -٤ .الد الثاين

البصمة الوراثية ومدى ). م٢٠٠٢ –هـ ١٤٢٣(السبيل، عمر بن حممد -٥ .دار الفضيلة للنشر والتوزيع. ب واجلنايةمشروعية استخدامها يف النس

املوقع الرمسي اإللكتروين للمجمع الفقهي اإلسالمي التابع لرابطة العامل -٦ .الفعاليات، الدورة السادسة عشرة، القرارات والتوصيات. اإلسالمي

�� �א��א�H7א,7 �٧- Bandelt، H.-J.، Richards، M.، Macaulay، V. (٢٠٠٦). Human

Mitochondrial DNA and The Evolution of Homo Sapiens. Berlin/Heidelberg: Springer-Verlag.

٨- Budowle، B.، et al. (١٩٩٥) . Guidelines for A Quality Assurance

Program for DNA Analysis . Crime Laboratory Digest ، ٢٠ ، (٢)٢٢ -

٤٣ .

٩٦٠

٩- Butler، M، J. (٢٠١١). Advanced Topics in Forensic DNA Typing ;

Methodology . Acadimeic Press، Elsevier، ISBN ٢-٣٧٤٥١٣-١٢-٠-٩٧٨ .

١٠- Butler، M، J. (٢٠٠٩). Fundamentals of Forensic DNA Typing .

Acadimeic Press، Elsevier، ISBN ٤-٣٧٤٩٩٩-١٢-٠-٩٧٨ .

١١- Butler، J. M. (٢٠٠٧). Short Tandem Repeat Typing Technologies Used

in Human Identity Testing . BioTechniques، (٤)٤٣، Sii–Sv .

١٢- Cormier، K. L.، et al . (٢٠٠٥) . Evolution of The Quality Assurance

Documents for DNA Laboratories . Forensic Magazine،١٩–١٦ ،(١)٢ .

١٣- Decker، A. E.، et al. (٢٠٠٧). The Impact of Additional Y-STR Loci on

Resolving Common Haplotypes and Closely Related Individuals.

Forensic Science International : Genetics، ٢١٧ - ٢١٥ ،١.

١٤- Gill، P. (٢٠٠٢). Role of Short Tandem Repeat DNA in Forensic

Casework in The UK— Past ، Present ، and Future Perspectives .

BioTechniques ، ٣٧٢ - ٣٦٦ ، ٣٢ .

١٥- Harrendorf، S.، Heiskanen، M.، Malby، S. (٢٠١٠).International

Statistics on Crime and Justice. European Institute for Crime

Prevention and Control، Affiliated with the United Nations .

١٦- Identifilier PCR Amplification Kit Manual. (٢٠١٢). Applied

Biosystems by Life Technology Corporation .

١٧- Janisch، S.، Meyer، H.، Germerott، T.، Albrecht، UV.، Schulz، Y.،

Debertin، AS. (٢٠١٠). Analysis of Clinical Forensic Examination

Reports on Sexual Assault. Int J Legal Med ، ٢٣٥–٢٢٧:(٣)١٢٤.

١٨- Kirby، L. T. (١٩٩٠) . DNA Fingerprinting : An Introduction . New

York : Stockton Press .

٩٦١

١٩- Lee، H.، Palmbach، T.، Miller، M. (٢٠٠١). Crime Scene Handbook.

Acadimeic Press .

٢٠- M’charek، A. (٢٠٠٨). Silent Witness، Articulate Collective: DNA

Evidence and The Inference of Visible Traits. Blackwell Publishing

Ltd،Volume ٢٢ Number ٩ pp ٥٢٨–٥١٩.

٢١- Minifilier PCR Amplification Kit Manual. (٢٠١٢). Applied Biosystems

by Life Technology Corporation .

٢٢- Nathan، J. (٢٠١٢). DNA Testing in Criminal Justice; Background،

Current Law، Grants، and Issues. Congressional Research Services،

٥٧٠٠-٥ .

٢٣- Nussbaum، R.، Mclnnes، R.، Willard، H. (٢٠٠٧). Thompson and

Thompson Genetics in Medicine . Saunders Elsevier، ٧th Edition،

ISBN ٩٧٨١٤١٦٠٣٠٨٠٥ .

٢٤- Patzelt، D. (٢٠٠٤). History of forensic serology and molecular genetics

in the sphere of activity of the German Society for Forensic Medicine.

Forensic Science International، ١٩١–١٨٥ ،١٤٤.

٢٥- Reid، ME.، Lomas-Francis، C. (٢٠٠٤). The Blood Group Antigen

Facts Book. New York: Elsevier Academic Press، Second ed.

٢٦- Swanson، C.، Chamelin، N.، Territo، L. (١٩٨٨). Criminal

Investigation. Newbery Award Record، fourth edition .

٢٧- Taylor، T. (٢٠١١). Extending the Time to Collect

DNA in Sexual Assault Cases. NIJ JORNAL/ issue

no . ٢٦٧ .

٢٨- Watson، J. D.، Crick، F. H. C. (١٩٥٣). The Structure of DNA. Cold

Spring HarbSymp Quant Biol١٣١-١٢٣ :١٨ ١٩٥٣.

٩٦٢

٢٩- Wardak، A. (٢٠٠٥). Crime and Social Control in Saudi Arabia. in

Transnational and Comparative Criminology، Edited by J. Sheptycki

and A. Wardak، London: Cavendish.

٣٠- Yfilier PCR Amplification Kit Manual. (٢٠١٢). Applied Biosystems by

Life Technology Corporation .

٩٦٣

��������Yא�(�א����!Z#א�����3

T�]�C4\�ز.�Kد�

٩٦٤

٩٦٥

�א��A�א,ول ���������Yא�(�א����!Z#א�����3

:مقدمةوع هي كل فعل جنسي يقع على اإلنسان بطريق غري مشر اجلرائم اجلنسية

بغض النظر عن جنسه أو عمره، ولقد تعمدنا تسميتها باجلرائم اجلنسية خالفـا ملا يرد يف بعض املراجع العلمية والطبية بتسميتها باالعتداءات اجلنسية، إذ ليس كل جرمية جنسية حتدث باالعتداء فهناك الكثري من اجلرائم اجلنـسية تكـون

ر الشريعة والقانون جرميـة جتـب بالرضا بني الطرفني، ومع ذلك تعترب يف نظ وتعترب اجلرائم اجلنسية من أبشع اجلرائم الـيت تقـع يف اتمعـات . مالحقتها

وأخطرها،وتأيت خطورة هذا النوع من اجلرائم ألا بداية اعتداء على األعراض البشرية والشرفوالكرامة، وألا أيضا متس بنيـان النظـام األسـري وكيانـه

دثه من مفاسد وما جتره من احنطاط ديين وأخالقي يف اتمع، االجتماعي، ملا حت أو (كما أن ضررها ال يصيب مصلحة شخصية فقط تتمثل يف اـين عليهـا

، بل يتعدى ذلك ملا قد حتدثه من انتشار لألمراض القاتلة كاإليدز وغـريه )عليه .)١(من األمراض اليت تنتقل عن طريق االتصال اجلنسي

ع السماوية والقوانني الوضعية يف كثري من دول العامل على وتتفق الشرائ جترمي هذه األفعال، ولذا جند أن الشارع احلكيم قد أغلظ عقوبة الزنا وتطلـب شهودا أربعة إلثباا يف الشريعة اإلسالمية، وكذلك عقوبة االغتصاب، وألمهية

صول إىل احلقيقة يف هذه دور اخلربة الطبية يف تقدمي األدلة أو القرائن الالزمة للو اجلرائم، خصوصا يف حال تعذر إثباا بالشهود أو اإلقرار أو الوسائل األخرى لإلثبات، فإننا سنتناول يف هذا البحث دور الطب الشرعي يف اجلرائم اجلنـسية

٩٦٦

وخاصة دور اخلربة الطبية والفنية الشرعية يف تقدمي األدلـة املاديـة يف جرميـة .)١(االغتصاب والزنا

:األدلة اجلنائية ودورها يف اإلثبات القضائي. ١ :معىن الدليل. ١,١

.)٢(وما يستدل به ، وما به اإلرشاد، يعرف الدليل يف اللغةبأنه املرشد

وغايتـه أن ) بأنه ما يلزم العلم به علم شيء آخر (اصطالحا ويعرف الدليل أو ما ميكن التوصل يتوصل العقل إىل التصديق اليقيين مبا كان يشك يف صحته،

.)٣(به إىل معرفة احلقيقةاليت تعين بـدورها ، ويستخدم لفظ الدليل فياالصطالح الشرعي مبعىن البينة

ومن املتفق عليه لدى الفقهاء أن البينة اسم لكل ما يبني احلـق . احلجة والربهان :وهناك رأيان يف الفقه اإلسالمي يف معىن البينة. ويظهره

.نة معىن عاما يندرج حتته كل دليل يبني احلق ويظهرهيعطي للبي: األول .)٤(حيدد لكلمة البينة معىن خاصا ويقصرها على شهادة الشهود: الثاين

ويرى بعض اخلرباء أن الدليل يف املفهوم اجلنائي والتحقيق يعـين الربهـان القائم على املنطق والعقل يف إطار من الشرعية اإلجرائية إلثبات صحة افتراض

.)٣(أو لرفع درجة اليقني اإلقناعي يف واقعة حمل خالف :)٣(تصنيف األدلة اجلنائية. ٢,١

تعددت آراء الفقهاء يف وضع تصنيف وتقسيم معني لألدلة حىت ميكن اإلملام ا والسيطرة عليها والكشف عنها مبا يؤدي إىل االسـتفادة منـها يف عمليـة

فنظر البعض من اخلرباء إىل أن للدليل .كشف اجلرمية واإلثبات اجلنائي والقضائي وظيفة يؤديها وقام بتقسيم الدليل حسب الوظيفة اليت يؤديها واألثـر املترتـب

٩٦٧

، أدلة اام : وصنفت األدلة على هذا األساس إىل ثالثة أصناف هي ، على ذلك .أدلة حكم، أدلة نفى

وقام بتقسيم صلته بالواقعة املراد إثباا، حيث ونظر آخرون إىل الدليل من .أدلة مباشرة و أدلة غري مباشرة: األدلة على هذا األساس إىل

أدلـة : ونظر البعض إىل الدليل من حيث قيمته يف اإلثبات وصـنفها إىل ).ضعيفة(كاملة وأدلة غري كاملة

:)٥(تصنيف األدلة حسب قيمتها يف اإلثبات. ٣,١ا يف اإلثبات وربـط وضع التشريع الفرنسي تصنيفا لألدلة من حيث قيمته

بينه وبني العقوبة اليت ميكن للقاضي احلكم ا، وكان هذا التصنيف على النحو : التايل

و هي األدلة اليت من شأا أن جتعل املتـهم ): الضعيفة(األدلة غري الكافية يف وضع االشتباه، وهي تعين توافر دوافع للشك تسمح بفتح باب التحقيـق،

كون أدلة مكملة لغريها ختول للقاضي االستناد إليهـا يف ولكن من املمكن أن ت .احلكم

وهي األدلة اليت تلزم القاضي باحلكم بالعقوبة يف القـانون :األدلة الكاملة إذا توفرت، وذلك باعتبار أا كافية إلقناع القاضي والتأثري يف حكمه أيا كان

:اقتناعه الوجداين اخلاص، وهذه األدلة تشمل) أو أربعة شهود يف جرمية الزنا (جيب توافر شاهدي رؤية : هودشهادة الش .١

.يشهدان على الواقعة، على أن يكونا قد رأيا الواقعة بنفسيهما

٩٦٨

حىت يكون الدليل الكتايب كامال جيب أن يتـوافر : الدليل الكتايب .٢: أن يكون رمسيا أو يعترف به املتهم، والثـاين : فيه شرطان األول .جلرمية املرتكبةأن يكون متعلقا با

. االعتراف .٣

واضحة وتفيـد قاطعة ووهي تعد دليال كامال مىت كانت : القرينة .٤ .بالضرورة ارتكاب املتهم للجرمية

: القرائن.٢كـل أمـارة : وهي . مجع قرينة مبعىن املصاحبة واملقارنة واملالزمة -القرائن

.)٦(ظاهرة تقارن شيئا خفيا فتدل عليه األمارة اليت تدلنا على األمـر : د العال عطوة على أا وقد عرفها الشيخ عب

اهول استنباطا واستخالصا من األمارة املصاحبة واملقارنة لذلك األمر اخلفـي فالبعرة تدل على البعري، وأثر السري يدل . اهول، ولوالها ملا أمكن التوصل إليه

.)٧(على املسري : حتقق أمرينومن هذين التعريفني يفهم أنه ال بد من

.أن يوجد أمر ظاهر معروف يصلح أساسا لالعتماد عليه .١ .)٨(أن توجد صلة مؤشرة بني األمر الظاهر واألمر اخلفي .٢

) القرينـة الظـاهرة (تارة، و ) األمارات( وقد أطلق عليها اإلمام ابن القيم .)١٠(تارة أخرى ) شواهد األحوال(و)٩(تارة

فهي النتائج اليت يستخلـصها )رائن القضائية الق(أما تعريفها عند القانونيني القاضي وحيكم بثبوا من وقائع أو أمارات معلومة ومعروضة عليـه إلثبـات

٩٦٩

وهي إحدى طرق اإلثبـات مثلـها مثـل الكتابـة، أو .الواقعة املتنازع فيها .)١١(الشهادة

ومنه ميكن أن نقول إن القرائن هي األمارات والعالمات اليت يستدل ـا جود شيء أو نفيه، كما لو شوهد شخص خيرج من دار مذعورا وبيده على و

سكني ملطخة بالدماء وعند دخول الناس الدار وجـدوا شخـصا مـذبوحا، فيستدلون مبا رأوه من حال الشخص اخلارج من الدار على أنه هو القاتل الذي

سروق أو يوجد املتاع امل . باشر القتل بنفسه، مع أم مل يشاهدوا ذلك بأنفسهم يف بيت شخص، فيستدل بذلك على أن هذا الشخص هـو الـسارق، أو أن

وكذلك إذا رأينا .السارق أودعه إياه، أو أن صاحب البيت اشتراه من السارق وآخر هاربا قدامه بيده عمامة، – وليس ذلك عادته –رجال مكشوف الرأس

وال حنكم ا . )١٢(وعلى رأسه عمامة حكمنا له بالعمامة اليت بيد اهلارب قطعا لصاحب اليد اليت قد قطعنا وجزمنا بأا يد ظاملة غاصبة بالقرينة الظاهرة الـيت

وقد حكم أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب .هي أقوى بكثري من البينة واالعتراف برجم املرأة اليت ظهر ا محل، وال زوج هلا - رضي اهللا عنهم -والصحابة معه

.)١٣(وال سيد ع القرائنأنوا. ١,٢

:وهي حسب قوة داللتها يف اإلثبات إىل ثالثة أقسام القرينة تنقسم : القرينة القاطعة–أوال

: وقد عرفهـا الفقهـاء بأـا . ويسموا القرينة القوية أو األمارة الظاهرة األمارة البالغة حد اليقني أو األمارة الواضحة اليت تصري األمر يف حيز املقطـوع

٩٧٠

كون داللتها التقبل إثبات العكس، كالـدم يف بـدن القاتـل، فهي اليت ت .به .والسكني يف يده

��x��w��v��u���t���s}��:ومثاهلا أيضا ما جاء يف قوله تعاىل���i���h�� � � �g��f�� � � � � � �e���d��c��b��a��`��_��~��� }|��{��z��y��y��x���������w��v��u������t��s��r��qp��o��n��m��l��k��j

�}��|��{��z��ª����©��¨��§���¦��¥��¤����������£��¢��¡�������~���¼����������������»��º��¹¸��¶��������µ��´���³��²��±��°��¯��®��¬��«

��½z )٢٨ -٢٥: يوسف.( : القرينة غري القاطعة–ثانيا

وهي على العكس من النوع األول؛ فإن داللة القـرائن علـى مـدلوالا وإا قد تصل إىل درجة القطع وتكون . تا كبريا تتفاوت يف القوة والضعف تفاو

القرينة القاطعة، وقد تضعف حىت ترتل داللتها إىل جمرد االحتمال فتكون ضعيفة فال يصح االعتماد عليها وحدها يف ترتيب احلكم عليها، بل ال بد من ضـمها

.إىل الدليل أو اجتماعها مع قرائن أخرى لتكتسب احلجيةل مع امرأة غريبة عنه يف مكان مظلم، ومل ير أحد ممن ومثاهلا إذا وجد رج

شاهدمها حدوث ما يستوجب إقامة احلد عليهما، فإن جمرد وجودمها يف موضع . ريبة ال يكفي إلثبات احلد عليهما، وإمنا جيب التعزير مبا يناسب

وحـدها - رضي اهللا عنه -وهذه القرينة مل يعتمد عليها عمر بن اخلطاب كم عليها، فقد ثبت أنه عزر رجال وجد مع امرأة بعد العتمة يف يف ترتيب احل

.ريبة بضربه دون املائة جلدة . )١٤(فهي اليت تكون داللتها تقبل إثبات العكس

٩٧١

القرينة الكاذبة–ثالثا وأحيانا يسموا ومها أو القرينة املتومهة، وهي اليت ال تفيد شيئا من العلـم

.عليها حكم، فليست هلا داللة وال من الظن وال يترتب ��v��u��t��s��rq���p���o��n��m}��:ومثاهلا ما جاء يف قوله تعاىل

��b��a��`��_����~��}���|{��z��yx��wz )١٨: يوسف.( فإن وجود الدم على القميص قرينة على القتل يف حد ذاـا، لكـن ملـا

م ختريـق عارضتها قرينة أخرى أقوى منها تدل على عدم القتل وهـي عـد القميص، دل ذلك على أن القرينة األوىل قرينة كاذبة ال داللة هلا على القتـل،

���p���o��n��m}��:ولذلك ساغ التعبري عنها بالكـذب يف قولـه تعـاىل rqz.

هذا ونستبعد القرائن الضعيفة والكاذبة من طرق اإلثبـات فـال تقبـل يف القاطعة اليت تفيد ظنـا قويـا القضاء، ويقتصر يف اإلثبات على القرائن القوية

والقرائن تعتمد على ذكاء القاضي وفراسته واجتهاده مبالحظة .واحتمالا راجحا .)١٥(الظروف املقارنة للواقعة

:القرائن املادية. ٢,٢وختتلف حالة اآلثار . اآلثار املادية اليت يتركها اجلاين يف مكان اجلرمية و هي

ها وأسلوب تنفيذها ووسـائلها املـستخدمة يف باختالف اجلرمية من حيث نوع .)١٦(التنفيذ

:القرائن احلديثة. ٣,٢رجال الشرطة املتحرين يف قضايا القتل وهتك العـرض والـسرقة اعتمد

أو بـاألحرى ، يف السنوات األخرية على العمل بـالقرائن، وغريها من القضايا

٩٧٢

، فكم من جرميـة األمارات والعالمات اليت تساعدهم على الكشف عن اجلناة كشف فيها عن اجلاين عند فحص خصالت من شعره بيد اين عليه، أو رميـه سيجارة يف مسرح اجلرمية وا من لعابه املتبقي ما ميكن أن حيلل فيستكـشف

DNAعن بصمته الوراثية املتمثلة يف )١٧(.

االغتصاب :) (Rapeاالغتصاب. ٣

ته من خالل الفرج رغم إرادا هو مواقعة ذكر ألنثى آدمية حية غري زوج .ودون رضاها

ويف الشريعة اإلسالمية فإن أي مواقعة بني غري زوجني تعترب زنا و لو كانت بالرضا، فالشريعة اإلسالمية تعترب كل وطء حمرم زنا وتعاقب عليه سواء حدث

ويقصد باملواقعة عملية الوطء الطبيعي أو اجلمـاع، .من متزوج أو غري متزوج الج الذكر عضوه التناسلي يف فرج األنثى اين عليهـا سـواء أكـان وهي إي

اإليالج جزئيا أو كامال، وكذلك إذا بلغ اجلاين شهوته أو مل يبلغها، وتعد أدىن درجات املواقعة هي تغييب حشفة أصلية يف فرج أصلي، واألنثى املعتدى عليها

غري (واقعة مع أنثى متوفاة جيب أن تكون حية وعلى قيد احلياة، أما إذا حدثت امل وال يـشترط . فإن هذه اجلرمية ال تعد اغتصابا، بل انتهاك حلرمة امليـت ) حية

وإمنا يتم توافر جرمية االغتـصاحبيثما مت .لتتم اجلرمية ) االستفراغ املنوي (اإلمناء .)١٨(الفعل بدون رضا اين عليها ورغما عنها

:)١٩(رب رضا األنثى صحيحاالشروط الواجب توافرها كي يعت. ١,٣فإذا متت مواقعه جنسية بني ذكر وأنثى . عاما ١٨أن يكون عمر األنثى -١

.ا عاما، تعترب احلالة اغتصاب١٨برضاها، وكان عمرها أقل من

٩٧٣

أن تكون األنثى عاقلة، فإذا متت املواقعة اجلنسية مع أنثى بلهاء أو جمنونة، -٢ .صاباال تعد ذا رضا وتعترب احلالة اغت

فـاإلكراه أال تكون األنثى واقعة حتت ديد أو تأثري مادي أو معنوي، -٣والتهديد مها أحد أسباب انعدام الرضا يف جرمية االغتـصاب، ويكـون اإلكراه إما ماديا باستخدام القوة والضرب والعنف، ويستهدف عـادة

م إلحباط مقاومة األنثى كما يظهر من عالمات العنف واملقاومة يف جس اين عليها أو أحيانا قد يظهر يف جسم اجلاين من خالل مقاومة اـين عليها له، وقد يكون اإلكراه معنويا بالتهديد، كالتهديد بالقتل أو بفضح أو إفشاء سر يتعلق باألنثى اين عليها وغريها مـن صـور التهديـد

.األخرى .سكر أو خمدرأن تكون األنثى يف وعي تام، وأال تكون حتت تأثري م -٤ .أال تتم املواقعة باخلداع وذلك بأن يتقمص اجلاين شخصية الزوج -٥

و قبل أن نتطرق إىل إثبات االغتصاب أو الزنا بالقرائن الطبيـة ال بـد أن .نتطرق إىل العذرية وعالماا

العذرية؟. ٤العذرية هي حالة فسيولوجية تعين عدم ممارسة اجلنس من قبل مع سـالمة

مع العلم بأنه من املمكن أن حتدث مواقعه جنسية ويظل غـشاء . رةغشاء البكا .)٢٠(البكارة سليمافيما يسمى بالعذرية الكاذبة )٢١(ما العالمات اليت تثبت عذرية الفتاة؟

:عالمات األعضاء التناسلية - أ . وجود غشاء البكارة ويكون سليما يف مكانه-

٩٧٤

ببعضهماحبيث يغلقان فتحـة الشفران الكبريان يكونان مسيكني وملتصقني - .املهبل

الشفران الصغريان يكونان رقيقني وحساسني ومغطيني بالكامل بالشفرين - .الكبريين

.البظر يكون صغريا و مغطى بالشفرين الكبريين - .القناة املهبلية تكون ضيقةومغضنة -

اجلهاز التناسلي لألنثى): ١(شكل عالمات الثدي - ب

. نصف كروي ذا حلمة صغرية حماطا الة وردية، ن صغرياالثدي يكو

)٢٣،٢٢،٢١( غشاء البكارة. ج - ت

٩٧٥

غشاء البكارة هو ثنية من غشاء املهبل وهو عبارة عن نسيج حلمي غشائي ، يضم بني دفتيه نسيجا ليفيا مرنا مع أوعية دموية دقيقـة وايـات أعـصاب

خاليا ظهارية مسطحة متعـددة والظهارة اليت تكسو غشاء البكارة مؤلفة من سم تقريبا من سطح الفرج، ويقارب مسـك ٣-٢ويقع على عمق . الطبقات

واألغلبية العظمى . ملم ويغطيه الشفران الغليظان والصغريان ٢-١هذا الغشاء ملرور دماء الطمـث، ) أو فتحات صغرية (من أغشية البكارة ذات فتحة طبيعية

وتكون سعة فتحة الغشاء يف العادة . سدا تاما ويندر جدا وجود أغشية مسدودة معتدلة، حبيث تسمح مبرور اإلصبع اخلنصر من خالهلا دون أن يتمزق الغشاء، وبعض احلاالت القليلة قد تكون الفتحة واسعة، حبيث قد تسمح مبرور إصبعني

:ويف غشاء البكارة ميكن متييز. من خالهلا دون متزق الغشاء

قاعدة )١ .ي يؤلف الفتحة املهبليةطرف حر الذ )٢

وتكون مطاطية غشاء البكارة كبرية يف مرحلة البلوغ وتقل مع تقدم سـن .وتكون املطاطية أقل ما تكون يف مرحلة الطفولة، األنثى

):٢شكل رقم(لغشاء البكارة عدة أشكاألمهها و .اهلاليل-٢ . البيضاوي-١ .الغربايل-٤ . املشرشر-٣ ). شفتني الذو(حاجز وسطي ذو -٥

).املصمت(غري املثقوب -٦ :الطرف احلر لغشاء البكارة ممكن أن يكون و

٩٧٦

ناعم، منتظم- ١ :و حبسب عددها وعمقها ميكن متيز، طبيعية) ثلم( حيتوي أثالم -٢

.املشرشر أو املسنن عندما تكون األثالم سطحية -أ . الشراعي أو بشكل ستارة عندما تكون األثالم عميقة-ب

بعض أنواع غشاء البكارة):٢(شكل رقم

:العالمات الطبية الشرعية يف جرمية االغتصاب. ٥ االغتصاب واقعة مادية حيتاج إثباا إىل دليل يؤكدها، ويعتـرب الطـب -

الشرعي أحد أهم وسائل اإلثبات الفنية يف حال تعذر وجود طـرق اإلثبـات من خالل اخلربة الطبيـة ويهدف الطب الشرعي ). الشهود، اإلقرار (األخرى

املتخصصة إىل احلصول على أدلة إثبات أو نفي للواقعة موضوع البحـث مـن .خالل مجع األدلة والعالمات واآلثار املشاهدة يف مثل تلك اجلرائم

٩٧٧

كي تشخص جرمية االغتصاب،البد من فحص كل من اجلاين واـين - إىل أن املواقعة اجلنسية قـد عليها فحصا دقيقا حبثا عن عالمات وأعراض تشري

وكي تتم املواقعة اجلنسية دون رضا األنثى البد من . متت دون رضا اين عليها والبد هلـذه املقاومـة أن . أن تقاوم الذكر بكل ما أوتيت من قوة ومن وسائل

وهذهاآلثار ال توجد فقط على جـسم . تترك آثارها يف كل من األنثى والذكر .د أيضا يف مالبسهماكل منهما، ولكن توج

ختتلف اآلثار والعالمات النامجة عن حوادث االغتصاب من حيث الشدة -والوضوح تبعا لعوامل متعددة، منها على سبيل الذكر ال احلصر درجة العنـف املستخدم من قبل اجلاين ومدى التباين بني قوة اجلاين واين عليهـا، ومـدى

عليها، وكذلك مدى التباين بني حجم العضو التباين بني سن اجلاين وسن اين الذكري وهو يف حالة االنتصاب وسعة فتحة غشاء البكارة لألنثى وكون األنثى

ونرى يف هـذا اجلانـب أن أهـم . بكرا أو ثيبا وغريها من العوامل األخرى العالمات والدالئل الطبية الشرعية اليت تشري إىل وقوع فعل االغتـصاب هـي

:اآليت :فحص اين عليها: أوال

)٢٤(:فحص املالبس -أ

جيب أن تفحص املالبس والبحث عن آثار املقاومـة، مثـل التمزقـات كما تفحص التلوثات املشتبه فيهـا، سـواء .والقطوع أو فقدان األزرار

وتفحص أيضا املالبس ويبحث فيها عـن .أو تلوثامتنوية كانت تلوثاتدموية .ان وقوع اجلرمية، كبقع الطني أو احلشائشالتلوثات اليت قد تشري إىل مك

٩٧٨

)٢٤و٢٣(جسم اين عليها - ث

: يقوم الطبيب الشرعيبالكشف على اين عليها بعد أخذ موافقتـهاإذا -

أو موافقـة ويل أمرهـا إذا كانـت ) سـنة ٢١فـوق (كانت بالغة وتفحص اين عليها حبثا عـن عالمـات املقاومـة العامـة .قاصرا

لعالمات املوضعية لالغتـصاب يف أعـضائها كما تفحص ا .جبسمها . التناسلية اخلارجية

حتدث عالمات العنف عادة نتيجة العنف الذي يـستخدمه اجلـاين و -باألنثى اين عليها، أو يف أثناء مقاومة األنثى للجاين إذا كانت قـادرة على املقاومة والدفاع عن نفسها ومحاية عرضها و كرامتها، وهي غالبا

. على عدم الرضا يف هذا النوع من اجلرائمما تدل

وتبدو عالمات املقاومة العامة على هيئة سـحجاتظفرية، وكـدمات -صغريةبالوجه، وخاصة حول الفم، يف حماولة اجلاين ملنع اين عليها من

كما قد توجد حول العنق وبالـساعدين وحـول .الصراخ واالستغاثة ومن البديهي أن تقاوم .دينيوقد تشاهد بالصدر حول الث .رسغ اليدين

. األنثى ملنعه مناالقتراب منها واغتصاا بضم الفخذين بكل قوة هلا

ولكي يقوم اجلاين بالوصول إىل غرضه، البد مـن أن يقـوم بإبعـاد -الفخذين حىت يصل إىل فرجها، وكلما كانت مقاومة اـين عليهـا

ن بواسـطة شديدة،اضطر اجلاين إلىاستخدام العنف يف إبعادالفخـذي يديه، مما يتوقع معه وجود سحجاتظفريةأو كدمات علـى الـسطح

.الداخلي للفخذين

٩٧٩

وقد جند هذه السحجات والكدمات حول فرج اين عليهـا حـول -والصغريين والبظر نتيجة حملاولة اجلاين إيالج قضيبه يف الكبريينالشفرين

.فتحة الفرج

االغتصاب قد تغيـب ولكن نود أن نشري هنا إىل أنه يف بعض حاالت -هذه العالمات وخصوصا يف حاالت اإلناث غري القادرات على إبـداء املقاومة اجلسدية للجاين كما هو يف حاالت األنثى املـصابة بعجـز جسدي أو مرض مقعد أو األنثى اليت يف حالة غيبوبة أو اليت حتت تأثري

ت الـسن، مادة خمدرة أو مسكرة أو منومة، أو يف حالة اإلناث صغريا ولذلك ينبغي عمل حتليل ومسح شامل ملعرفة هل يوجد آثار ألدوية أو

.مواد خمدرة من عدمه

ويف حالة األنثى العذراء، فقد جند متزقا حديثا بغشاء البكارة، وهذا ما -: ولذا فإن القاعدة العامـة ).الثيب(ال جنده يف حالة األنثى غري العذراء

ين عليها تكون أكثر وضـوحا عـن إن عالمات املقاومة يف جسم ا ).متزق غشاء البكارة( العالمات املوضعية يف الفرج

)٢٧،٢٦،٢٥():متزق أو افتضاض غشاء البكارة( فحص غشاء البكارة -جيعترب وجود التمزقات احلديثة يف غشاء البكارة من أهم أدلة اإلثبات الفين يف -

. غتصاب يف األنثى البكر الطب الشرعي اليت تساعد على تشخيص جرمية اال واألصل أال ينفض غشاء البكارة إال عن طريق النكاح الشرعي، وخـالف ذلك يكون نتيجة مواقعة غري مشروعة ما مل تكن هناك أسـباب أخـرى

.مرضية أو إصابة يكشف حقيقتها اخلرباء عندما يطلب حتديد ذلك

مجـاع، حيدث متزق غشاء البكارة عادة عند األنثى البكر عنـد أول -) السفلي اخللفي (وحيدث متزق الغشاء غالبا يف متوسط اجلزء العجاين

والتمزق . من الغشاء، وقد حيدث يف بعض احلاالت يف أكثر من موقع غالبا يكون مكتمال وشامال حيث ميتد من احلافة احلرة للغشاء حـىت

٩٨٠

جزئيا قاعدة الغشاء مبكان اتصاله جبدار املهبل، ونادرا ما يكون التمزق ويظهر التمزق مشرشر احلواف ليدل . حبيث ال يصل إىل جدار املهبل

على طبيعته الرضية، وتكون حواف التمزق احلديث متورمة وحممـرة .ومؤملة أو نازفة عند اللمس

فهي ميكـن ، التمزقات جزئية كانت أم كلية ال تنتج دائما عن اجلماع -داعبة باأليدي أو إيـالج أن تكون نتيجة لألفعال املنافية للحشمة كامل

يف حاالت نادرة حيصل متزق غشاء البكارة ، جسم صلب ما يف املهبل كما ميكن مالحظـة ، نتيجة إصابة رضية لألعضاء التناسلية اخلارجية

متزق غشاء البكارة عند عدد من اللوايت ميارسن أو حتترفن بعض أنواع ).كركوب الدراجات اهلوائية وغريه(الرياضة

غشاء البكارة يف العذراء وبعد املمارسة اجلنسية وبعد الوالدة): ٣(شكل

ويترافق التمزق احلديث يف غشاء البكارة عادة مع نزف دموي بـسيط -وحمدود، لذا جيب البحث عن آثار الدم عادة علـى املالبـس الداخليـة

٩٨١

عـادة أمل أما بالنسبة إىل األمل فهـو . للمجين عليها أو على فراش الواقعة .بسيط

مبرور يومني بعد التمزق يبدأ بالظهور تليف يف األطـراف ومـن مث -الندب . يتشكل نسيج حتبيب وبعدها تتشكل ندوب يف الطرف املمزق

بالعني اردة يصعب متيزه عن بقية أقسام ، زهري مبيض ، عادة ناعم .الغشاء

يومـا ١٢ و ٧عملية االلتئام هلذه األطراف تستغرق مدة تراوح بني -ميكن أن متتد ملدة أكثر من ذلك حبسب مساكـة الغـشاء ودرجـة

. التهابههذه العملية تشكل األساس يف احلكم على حداثة التمـزق والـيت -

لألسف ال ميكن حتديدها إال خالل الفترة الوجيزة املذكورة أعـاله .اليت تلي التمزق

ا ال يوجـد التمزقات امللتئمة األطراف تدل على قدم حدوثها وحالي - . متكن من البت يف مدة قدم التمزق من خالهلاريأي مقياس أو معاي

التمزق اجلزئي الشايف يف غشاء البكـارة يوجـب دائمـا تفريقـه -بعض العالمات اليت يبني ) ١(جدول تشخيصيا عن الثلم الطبيعي، و

.)٢١(متيزمها عن بعضهما البعض

٩٨٢

.جلزئي الشايف عن الثلم الطبيعيبعض العالمات اليت متيز املزق ا): ١(جدول الثلم الطبيعي التمزق اجلزئي الشايف العالمة

غالبا القسم اخللفي لغشاء مكان وجودها البكارة

غالبا القسم األمامي أو اجلانيب

العالقة مع قاعـدة غـشاء البكارة

يصل (ال يصل إىل القاعدة إىل القاعدة عندما يكون

)كامال

ال يصل إىل القاعدة

يف أكثرية األحيان نادر التوازي يف التوضع

صالبة غشاء البكارة صلب الصالبة

كثافة غشاء البكارة كثيف كثافتها

زهري لونه كلون بقية الغشاء مبيض زهري اللون

رقيق مسيك السماكة

غالبا متعرج شبه منتظم االنتظام

واضح متاما غري موجود الشكل اهلاليل

أملس ناعم مربغل-حمبب حالة السطح

غري متطابقة تترك متطابقة تطابق األطراف نسيجازائداعند الزوايا

اإلنارة باألشعة مـا فـوق البنفسجية

غالبا ما يظهر بعض االبيضاض عنده

ال يوجد تغري باللون

قد حيصل أن حتدث املواقعة اجلنسية مع األنثى البكر دون أن تفـضي إىل -

ويعزى هذا األمر من الناحيـة ) العذرية الكاذبة (متزق الغشاء أو افتضاضه :الطبية والفنية الشرعية إىل عدة أسباب نذكر منها اآليت

٩٨٣

وجود املرونة الزائدة يف طبيعة نسيج الغشاء لدى بعض اإلناث وهو مـا •يسمح للغشاء بالتمدد الكايف عند اإليالج، وعادة يطلق على هذا النـوع

.راجع الطبية الشرعية بالغشاء املطاطيمن أغشية البكارة يف بعض املاتساع فتحة الغشاء لدى بعض اإلناث أكثر من احلد الطبيعي مع صـغر •

حجم القضيب الذكري عند الذكر حبيث يكون قطره مقاربا لقطر فتحـة .غشاء البكارة لدى األنثى

عدم حصول املواقعة بصورا الكاملة، كون املواقعة قد حـصلت دون أن • .ج تام للقضيب الذكري داخل املهبل عرب غشاء البكارةحيصل إيال

و يف هذا اجلانب نود أن نشري إىل أن هذا األمر جيـب أن يأخـذه -اخلبري أثناء معاينته األنثى بقدر من التدقيق، وخصوصا فيمـا يتعلـق بطبيعة نسيج غشاء البكارة واتساع فتحته، وذلك ملا له من أمهية يف

أن الواقع العملي والدراسـات تـشري إىل تقدير احلالة، وخصوصا إمكانية حصول املواقعة التامة دون أن تتسبب يف حدوث متـزق أو

وقد . افتضاض يف غشاء البكارة لدى األنثى البكر يف بعض احلاالت ذهب بعض الباحثني يف دراسام هلذا املوضوع إىل أنه قد ال حيدث

أن ،ماع، ويضاف إىل هذا متزق غشاء البكارة أحيانا رغم تكرار اجل سهولة متدد الغشاء لدى بعض اإلناث قد تسمح ليس فقط باإليالج الكلي التام للقضيب الذكري، بل أيضا قد تسمح بإخراج األجنة يف

.بعض حاالت اإلجهاض املبكر

٩٨٤

: )٢٥(فحص اجلاين: ثانيا

كمـا . تفحص مالبس اجلاين عن آثار مقاومة من جانب اـين عليهـا - أ البقع املشتبه فيها عن آثار دم اين عليها نتيجـة فـض غـشاء تفحص .البكارة

وتبـدو . يفحص عموم جسم اجلاين عن آثار مقاومة اين عليها - بهذه اآلثار عامة على هيئة سحجاتظفرية أو كـدمات أو آثـار

.لعضةفحص خاليا خماطية عائدة لألعضاء التناسلية األنثوية اخلارجيـة - ج

ضو التناسلي الذكري وداخـل اـرى البـويل واملهبل على الع للذكر، اليت يتم احلصول عليها بواسطة مسحة طبيـة بإدخـال سدادة قطنية إىل جمرى البول عرب الفتحة اخلارجيـة ونقلـها إىل زجاجة خمربية لفحصها وإجراء دراسة تطابق عرب الصبغة الوراثية

.لتحديد عودا ألنثى معينةـ - د ات األمـراض الـسارية كالـسيالن يفحص اجلاين عن عالم

.والزهري ومرض نقص املناعة اإليدز

:)٣٤و٣٣و٣٢و٣١و ٣٠و٢٩و ٢٨(فحص وجود التلوثات املنوية: ثالثايعترب الكشف عن التلوثات املنوية سواء مبالبس اين عليها أو على فـراش -

تا، حيث األعضاء التناسلية لألنثى، وخاصة إذا كان شعر العانة ناب املواقعة أو وحتدث هذه التلوثات عندما تتحرك شهوة الـشخص تتعلق به املواد املنوية

.البالغ عند القذف

٩٨٥

من القرائن املهمة يف إثبات وجود احليوانات املنوية يف مهبل املرأة ويعد - هذه احليوانات املنوية حتافظ على بنيتها يف مـدة عادةجرمية االغتصابو

إذا مل تستعمل أية إجراءات خاصة ( اع أيام بعد اجلم ٥ و ٣تراوح بني يقوم الطبيب الـشرعي حيث وهلدف إجياد احليوانات املنوية ، )إلزالتها

أثناء كشفه بواسطة سدادة قطنية أو شاشة نظيفة معقمة مبسح جدران وإرسـاهلا إىل معمـل املهبل والقبو اخللفي ونقلها على زجاجة خمربية

.السريولوجي لفحص املين فيها

العثور على املادة املنوية من أهـم األمـور الفنيـة يف قـضايا ويعترب -االغتصاب حيث ميكن من خالهلا حل معضلة حتقيق قد يتعذر كشفها بالعني اردة، ويعد ثبوت وجود املادة املنوية داخل املهبل من القرائن املهمة على حصول اجلماع، وخصوصا إذا ما كانت الواقعـة تتعلـق

ن الناحية الطبية الشرعية إذا ثبت خمربيا وجود املـين يف وم. بأنثى ثيب العينات املأخوذة من املهبل يف الوقت املناسب، فإن ذلك يعـد دلـيال مهما على وقوع فعل اجلماع عند األنثى الثيب ويف الوقت نفسه يعزز

. افتضاض األنثى البكر، ال بل يؤكد افتضاضها نتيجة مجاع جنسي

ل التشخيص نظرا للزوجته ورائحته النفاذة، ويف حالـة واملين عادة سه -جفافه فإنه يسبب يف املالبس أو القماش املتلوث قواما نشويا ويعطـي

. لونا مصفرا إذا مل تكن تلك املالبس داكنة اللون

وإضافة إىل أمهيةالتلوثات املنوية يف إثبات فعل االغتصاب يف كثري من -حتديد هوية املعتدي مـن خـالل قهااحلاالت، كذلك ميكن عن طري

:أمرين

٩٨٦

للمين املكتشف داخل املهبل ودم ) DNA(مقارنة الصبغة الوراثية - أاملشتبه فيه أو مسحة فموية لعابية منه وهذا الفحص هو فحـص قطعي ونتيجته حتميةإذا أخذ يف االعتبار االحتياطـات الالزمـة

.)٣٥(ية الدقيقة وفحصه يف ثالثة معامل خمتلفة تراعي املعايري العلم للمين املكتشف داخل ABOمقارنة االنتماء الفئوي حبسب نظام - ب

املهبل ودم املشتبه فيه هذا الفحص هو فحص ترجيحـي إجيابيـا .وقطعي سلبيا

و هنا فيما يتعلق بالتلوثات املنوية نود التنويه من الناحية الطبية الشرعية -رة عـدم وقـوع فعـل إىل أن عدم العثور على املين ال يعين بالضرو

االغتصاب، إذ يف بعض احلاالت قد حيصل اإليـالج دون أن يرافقـه إهراق منوي لسبب ما، كأن يستخدم اجلاين ما يسمى بالواقي أثنـاء الفعل أو أن املين قد ينعدم ألسباب أخرى منها إزالته بوسـيلة مـا أو

ن حيصل مرور وقت طويل قبل أن تتم املعاينة الفنية وأخذ العينات أو أ .اإليالج دون حدوث القذف املنوي

:)٣٦(فحص حصول احلمل لدى األنثى: رابعاقد يفضي االغتصاب يف بعض احلاالت إىل حصول احلمـل عنـد األنثـى -

فيجب دائما يف حاالت االغتصاب البحث والتحري عن عالمات . املغتصبة فترة على احلمل السريري واملخربي عند األنثى املدعية، خصوصا بعد مضي

فوجود احلمل يعد من الدالئل الطبية الـشرعية والقـرائن . حصول اجلرمية املهمة يف إثبات جرمية االغتصاب، وخصوصا عند املرأة غري املتزوجـة، ويف

٩٨٧

حال ثبوت احلمل جيب على الطبيب أن يقدر الفترة الزمنية حلدوث احلمل ).مدة احلمل(

:اين من خاللو ميكن يف حالة احلمل حتديد هوية اجل -للمولـود واملـشتبه فيـه ) DNA(فحص الصبغة الوراثيـة : فحص األبوة -أ

.ونتيجة هذا الفحص هي حتمية وقطعية. ومقارنتها، ABOمقارنة االنتماء الفئوي لدماء األب واألم واملولود حبـسب نظـام - ب

.ونتيجة هذا الفحص ترجيحيةإجيابيا وقطعية سلبيا :)٣٩،٣٨،٣٧(ألمراض اجلنسية التناسليةفحص وجود عدوى ا: خامسا

قد يكون االغتصاب أحيانا سببا يف حصول عدوى األمراض اجلنسية عنـد األنثى إذا كان الرجل مصابا بأحد هذه األمراض اليت تنتقل عن طريق االتصال اجلنسي، واألمراض اليت ميكن انتقاهلا من املصاب باملواقعـة اجلنـسية تـشمل

ولو شخصت هذه اآلفة املرضية عند األنثى . إضافة إىل اإليدز السيالن والزهري فإا تشري بطريق أو بأخرى إىل إصابتها من خالل املواقعة أو االتصال اجلنسي

إذا أثبت الفحص أن األنثى تعاين من مـرض : على سبيل املثال غري املشروع، فإن هذا يعد السيالن احلاد، وتبني من فحص اجلاين أنه مريض مبرض السيالن،

. ألنه أحد الطرق الرئيسة يف انتقال هذه األمـراض .قرينةعلى املواقعة اجلنسية قد يتمكن الطبيب من إجياد الرابطة أو العالقة فيما بني تلـك ويف الوقت نفسه

العدوى وبني االدعاء حبدوث االغتصاب بوقت معني يتفـق وفتـرة ظهـور لذا جيب على الطبيب يف مجيـع وقـائع األعراض لتلك اآلفة املرضية التناسلية،

االغتصاب أن يتحرى عن العالمات الدالة على وجود تلك األمراض سـريريا .وخمربيا عند األنثى املغتصبة

٩٨٨

٩٨٩

<Eא����Aא��� ��ERא��� �

:التعريف. ١ : تعريفه يف اللغة١,١الـزىن : "األلف ميد ويقصر، قال اجلوهري واحلرف املعتل ، والنون، الزاي

وعلى هذا يكون فيهـا .)٤٠(قصر ألهل احلجاز، واملد ألهل جند ويقصر، فال ميد :لغتان

الزنا، وهي لغة أهل جند، وقيل لبين متيم منـهم : اسم ممدود فيقال : األوىل .خاصةالزىن، وهي لغة أهل احلجاز، وا ورد القرآن : اسم مقصور، فيقال : الثانية

وعليه جرى الرسم يف ألف مقصورة، الكرمي، واألصل أن تكتب هكذا الزىن ب أن تكتب هكـذا وجيوز لغة }وال تقربوا الزىن { يف قول اهللا تعاىل ، القرآن

.)٤١(الزنا بألف ممدودة وطء املرأة من غري عقد شرعي، وهذا هو املعىن املراد منه ويطلق الزىن على

ذا جـاءك املؤمنـات يا أيها النيب إ { كما يف قول اهللا تعاىل ، يف القرآن الكرمي ، )٤٢( اآلية }... على أن ال يشركن باهللا شيئا وال يسرقن وال يزنني يبايعنك

وعلـى هـذا . اآلية }...وال تقربوا الزىن إنه كان فاحشة { :وقوله تعاىل .)٤٣( املعىن عامة نصوص الوعيد على الزىن يف السنة

:تعريفه يف االصطالح. ٢,١من غري عقـد شـرعي، واالخـتالف ، وطء املرأة :تعريف الزىن لغة بأنه

.إمنا هو من حيث القيود الواردة شرعا، احلاصل يف التعاريف

٩٩٠

.ما هو مطلوب حتققه يف الفاعل: فمنها .ما هو مطلوب حتققه يف الفعل نفسه: ومنها

.)٤٤(أو عدم مشوله، من رجل أو امرأة، ومن حيث مشوله للوطء يف الدبر :عند املذاهب األربعة تعريفات الزىنوفيما يأيت أبرز

:تعريفه عنداحلنفيةوطء يف : عرف الزىن عند احلنفية بعدة تعريفات متقاربة، ومن أشهرها أنـه

.)٤٥(خال عن ملك وشبهة، قبل :تعريفه عند املالكية ، باتفاق، ال ملك له فيه ، وطء مكلف مسلم فرج آدمي : "عرفه خليل بأنه

.)٤٦("تعمدا، يف فـرج آخـر ، مغيب حشفة آدمي: "ريب منه تعريف ابن عرفة بأنه وق

.)٤٧("دون شبهة حله :تعريفه عند الشافعية

.)٤٨("املشتهى طبعا، إيالج الفرج يف الفرج احملرم قطعا: "عرفه الغزايل بأنه خـال ، لعينه، بفرج حمرم ، إيالج الذكر : "وقريب منه تعريف النووي بأنه

.)٤٩("ى طبعامشته، من الشبهة :تعريفه عند احلنابلة

حرامـا ، أو دبـر ، يف قبـل ، تغييب حشفة : "فقال، عرفه اد ابن تيمية .)٥٠("حمضا

.)٥١("يف قبل أو دبر، فعل الفاحشة" :وقريب منه تعريف البهويت بأنه

٩٩١

:التعريف املختار. ٣,١

:ميكن تقسيم التعاريف السابقة إىل قسمني .هورتعريف اجلم .١الذين جعلوا الزىن شـامال للـوطء يف ، واحلنابلة، والشافعية، من املالكية ).اللواط(ويف الدبر ، القبل

.تعريف احلنفية .٢الذين خصوا الزنا بالوطء يف القبل، وعندهم أن اللواط اليدخل يف معـىن

.الزناوال ، غةالل، اليسمى زنا ، واألقرب هو تعريف احلنفية؛ ألن الوطء يف الدبر

كما أمجـع ، القتل بكل حال : فهو، وحكمه مغاير للزنا ، )٥٢( وال عرفا ، شرعابينما ، )٥٣( وإن اختلفوا يف صفة القتل - رضي اهللا عنهم –على ذلك الصحابة

وهلذا فـالتعريف ، )٥٤(لغري احملصن، والرجم للمحصن ، والتغريب، اجللد: الزىن . وشبهة، خال عن ملك، قبلوطء يف :وهو، املختار هو تعريف احلنفية

نفس مـا : الشروط الواجب توافرها كي يعترب رضا األنثى صحيحا . ٢ ذكر سابقا يف مبحث االغتصاب

:الكشف الطيب حلاالت االشتباه يف الزنا. ٣فإذا ثبت الرضا بالفعل فهو ، تتبع نفس اإلجراءات كما يف حالة االغتصاب

الحظة أن وجود املادة املنوية داخل املهبل مع م . زنا وإن مل يثبت فهو اغتصاب وليس ) وطء خارج الفرج (من أهم األدلة والعالمات على حصول فعل جنسي

ولذلك قـال .الزنا، و خصوصا إذا ما كانت الواقعة تتعلق بأنثى ثيب ومتزوجة

٩٩٢

بعض العلماء إن احلمل ليس قرينة قاطعة على الزنا بل هو قرينة تقبـل الـدليل جوز إثبات أن احلمل حدث من غري زنا؛ وهنا يـأيت دورالبـصمة العكسي، في

وكذلك إذا كان هناك احتمال بأن احلمـل . يف إثبات النسب DNA)(الوراثية حدث دون إيالج لبقاء البكارة، إذ قد حتمل املرأة من غري إيالج بأن يدخل ماء

.)٥٥(رجالرجل يف فرجها إما بفعلها أو بفعل غريها أو نتيجة وطء خارج الف

٩٩٣

1^Lא� ����Y<م�#؟!Z#א�H`و�D2� �

لإلجابة عن هذا التساؤل املهم جيب على الطبيب الفاحص حتـري مجيـع العالمات والدالئل ذات العالقة بوقائع االغتصاب، ومع ذلك نقول إنه ليس من السهل عادة الوصول إىل إجابة قاطعة حول ذلك، ألن كثريا من احلـاالت ال

ت واضحة أو آثار لفعل االغتصاب، حيث إن كثريا من احلاالت ترافقها عالما يف واقع األمر تكون بالرضا وال تصل إىل مرحلة التحقيق والكشف الطـيب إال بعد مرور فترة زمنية ليست قصرية غالبا، وذلك عندما تنفضح األمور لسبب ما

رة الزمنية وتدعي األنثى حصول واقعة االغتصاب عليها، وعادة تكون هذه الفت اليت انقضت على وقوع الفعل كافية لطمس كثري من اآلثار املادية املهمة يف مثل

.تلك اجلرمية :القرائن املهمة على حصول اغتصاب هي إحدى القرائن اآلتية

.وجود احليوانات املنوية يف مهبل املرأة .١ الذي يؤكده الفحص الطيب وحتديد هوية اجلاين -حصول محل .٢

).DNA(ص األبوة باستخدام الصبغة الوراثية من خالل فحوجود خاليا خماطية عائدة لألعضاء التناسلية األنثوية اخلارجيـة .٣

واملهبل على العضو التناسلي الذكري وداخـل اـرى البـويل .للذكر

:غري املباشرة حلصول عملية مجاع القرائنل مهبـل جود شعرمن العانة أوأسفل البطن أوأعلى الفخذين للجانيداخ و .١

.املرأةجود مواد عائدة خليوط نسيجية أو قماشية من الثيـاب الداخليـة و .٢

.للجاين داخل مهبل املرأة

٩٩٤

وهذان األمران يشخصان بعد دراسة جمهرية حملتوى املهبل ومقارنة الشعر واملواد النسيجية والقماشية مع بنية قماش ، الذي وجد مع شعر املشتبه به

فيه، ولكن جيب التنويه هنا إلىأنإدخال الـشعر األلبسة الداخلية للمشتبه واملواد النسيجية والقماشية يف املهبل ميكن أن يكون بأي طريقة ميكانيكية أخرى غري إيالج العضو اجلنسي، األمر الذي يضع دائما عالمات استفهام

.حول هذين الدليلنيثل دليلـا متزق غشاء البكارة واألعضاء التناسلية اخلارجية هو كذلك ال مي .٣

فهذا التمزق ميكن أن حيصل ، طبيا شرعيا حلصول عملية اجلماع أواملواقعة نتيجة إلفراط يف متدد غشاء البكارة الذي سببه ولوج أي جسم صلب يف

كما أن التمزق ميكن أن حيصل أثناء املداعبة باأليدي وكـذلك يف ، املهبل .ت كما سبق ذكرهلألعضاء اجلنسية وغريه من احلاال اإلصابات الرضية

وهذا االحتمال ترتفع مقوماتـه باألمراض اجلنسية التناسلية؛ العدوى .٤خصوصا إذا اكتشف أن املشتبه فيه يعاين املرض نفسهالذي مرضـت

.به اين عليها

وخالصة القول أن القرائن سالفة الذكر تعتـرب مـن القـرائن غـري

. والضعف تفاوتا كـبريا القاطعة،ومدلوالت هذه القرائن تتفاوت يف القوة فال يصح االعتماد عليها وحدها يف ترتيب احلكم عليها، بل ال بـد مـن ضمها إىل الدليل أو اجتماعها مع قرائن أخرى لتكتسب احلجيـة،والقرائن تعتمد على ذكاء القاضي وفراسته واجتهاده مبالحظة الظـروف املقارنـة

.للواقعة

٩٩٥

H7א��א� � -الطب الشرعي يف خدمة األمن والقضاء . )٢٠٠٧. (منصور، املعايطة .١

جامعة نايف العربيـة للعلـوم ، دور الطب الشرعي يف اجلرائم اجلنسية .٢٤٤-٢٣٥الرياض ص، األمنية

.دار الكتاب: بريوت، املعجم الفلسفي). ١٩٧٩. (مجيل، صليبا .٢

الدليل اجلنائي املادي ودوره يف إثبات ). هـ١٤١٤. (أمحد، أبو القاسم .٣ .١٨٤-١٧٩ ص١الرياضج، ود والقصاص جرائم احلد

جملة احلقـوق ، طرق اإلثبات الشرعية ). م١٩٤٣(الشيخ أمحد ، إبراهيم .٤ .١العدد األول ص، للبحوث القانونية واالقتصاد

، القـاهرة ، النظرية العامة لإلثبات ). م١٩٨٤.(أمحد، عبدالعال، هاليل .٥ .٣٥٢ص

دار : عمان. املقارنمسائل يف الفقه ). م١٩٩٧. (عبد الناصر ، أبو البصل .٦ .٢٨٣ص : النفائس

اإلثبـات بـالقرائن يف الفقـه ). م١٩٨٣. (بن حممد ، إبراهيم، الفائز .٧ .٧٠-٦٧ص : املكتب اإلسالمي : بريوت. اإلسالمي

دار : دمـشق . ٣ ط .الفقه اإلسالمي وأدلته ). م١٩٨٩. (وهبة، الزحيلي .٨ .٣٩١ ص٦ج. القلم

. يف الـسياسة الـشرعية الطرق احلكمية ). م٢٠٠٢. (ابن قيم اجلوزية .٩ .٩ص . دار احلديث: القاهرة. ١ط. سيد عمران: حتقيق

دار الكتب : ، بريوت ١إعالم املوقعني، ط ). م١٩٩٩.( ابن قيم اجلوزية .١٠ .١٥ ص ٣العلمية، ج

٩٩٦

أدلة اإلثبات يف القانون املدين اجلزائري والفقه . م)١٩٨٩. (حيىي، بكوش .١١ .١٩٥ص . ر والتوزيعالشركة الوطنية للنش: اإلسالمي، اجلزائر

. نظام القضاء يف الشريعة اإلسـالمية . )م ٢٠٠٠. (عبد الكرمي ، زيدان .١٢ .١٨٥ص : مؤسسة الرسالة : بريوت

. الطرق احلكمية يف الـسياسة الـشرعية ). م٢٠٠٢.( ابن قيم اجلوزية .١٣ .١٢ص. دار احلديث: القاهرة. ١ط. سيد عمران: حتقيق

دار : بـريوت . ١ ط ،هـاء معجم لغة الفق ).م١٩٩٦. (قلعة جي، رواس .١٤ .٣٣٠ص . النفائس

دار : دمـشق . ٣ ط .الفقه اإلسالمي وأدلته ). م١٩٨٩. (وهبة، الزحيلي .١٥ .٧٨٣ ص ٦ج. القلم

-الطب الشرعي يف خدمة األمن والقضاء ). ٢٠٠٧. (منصور، املعايطة .١٦، جامعة نايف العربية للعلوم األمنيـة ، األدلة اجلنائية ودورها يف القضاء

.٤٩-٢٩الرياض ص

١٧. YawerQazalbash,(٢٠٠٦). DNA Evidence and its Admissibility,

Modern Law House, Edn, p ٣٠

جمموعة من أساتذة الطب الشرعي يف كليـات الطـب يف اجلامعـات .١٨ املكتب اإلقليمي لشرق . الطب الشرعي والسموميات .)م١٩٩٣.(العربية

.١٠٦ ص .منظمة الصحة العاملية:املتوسط

١٩. Aggrawal, Anil.(٢٠٠٩). Rape. In: Forensic and Medico-legal

Aspects of Sexual Crimes and Unusual Sexual Practices. Taylor &

Francis Group, LLC. USA: CRC Press, p٢٠١. ٢٠. Cook RJ, Dickens BM. (٢٠٠٩). Hymen reconstruction: ethical and

legal issues. Int J GynaecolObstet, ٢٦٩-١٠٧:٢٦٦.

٩٩٧

٢١. Hegazy, .A.A and Al-Rukban M.O. (٢٠١٢). Hymen: facts and

conceptions. the Health, ١١٥-١٠٩:(٤)٣.

٢٢. Adams JA, Botash AS, Kellogg N. (٢٠٠٤). Differences in hymenal

morphology between adolescent girls with and without a history of

consensual sexual intercourse. Arch PediatrAdolesc Med,١٥٨:٢٨٠-٢٨٥.

٢٣. Leveno KJ, Bloom SL, Hauth JC, Rouse DJ, Spong CY. (٢٠١٠).

Williams Obstetrics(٢٣rd edition). McWGraw-Hill Companies.

٢٤. Cook RJ, Dickens BM. (٢٠٠٩). Hymen reconstruction: ethical and

legal issues. Int J GynaecolObstet, ٢٦٩-١٠٧:٢٦٦.

٢٥. Gahr B, Kleemann WJ. (٢٠٠٤). Examinations of surviving victims

and aggressors of physical violence. Presented at the European Colloquium of Forensic Medicine at the Centre of Health Care Responses to Violence, Bordeaux, France.

٢٦. McNair SM, Finigan AB. (١٩٩٦). The examination and

assessment of female victims of acute sexual assault. Canadian

Society of Forensic Science Journal, ٢٤٨–٢٩:٢٣٩.

٢٧. Du Mont J, et al. (٢٠٠٠). Predicting legal outcomes from

medicolegal findings: an examination of sexual assault in two

jurisdictions. Journal of Women’s Health and Law, ٢٣٣–١:٢١٩.

٢٨. Mein JK, et al. Management of acute adult sexual assault (٢٠٠٣).

Medical Journal of Australia, ٢٢٨–١٧٨:٢٢٦.

٢٩. Raveenthiran V (٢٠٠٩). Surgery of the hymen: from myth to

modernization. Indian J Surg, ٢٢٦-٧١:٢٢٤.

٣٠. Cantu M, Coppola M, Lindner AJ. (٢٠٠٣). Evaluation and

management of the sexually assaulted woman.

EmergencyMedicine Clinics of North America, ٧٥٠–٢١:٧٣٧.

٣١. Salud C, Lopez JP. (٢٠٠٤). Situational analysis of medico-legal and

health services for victims of sexual violence: Philippines[draft]. Prepared for the World Health Organization, Geneva.

٣٢.McNair SM, Finigan AB. (١٩٩٦). The examination and assessment of

female victims of acute sexual assault. CanadianSociety of

Forensic Science Journal, ٢٤٨–٢٩:٢٣٩.

٩٩٨

٣٣. Martin LJ. (٢٠٠٢). Forensic evidence collection for sexual assault: a

South African perspective. International Journalof Gynecology &

Obstetrics, ١١٠–١٠٥:(١)٧٨.

٣٤. Du Mont J, et al. (٢٠٠٠). Predicting legal outcomes from medicolegal

findings: an examination of sexual assault intwo jurisdictions.

Journal of Women’s Health and Law, ٢٣٣–١:٢١٩.

٣٥. Buckleton, J.S., Walsh, K.A.J. and Evett, I.W. (١٩٩١). 'Who is

"random man"?', Journal of the Forensic Science Society, vol. ٣١:

٤٦٨-٤٦٣.

٣٦. Klopstein U, et al. (٢٠٠٤). The integration of the forensic medicine in

the local gynaecological hospital by the examination of victims after sexual assault in Berne and Basel, Switzerland. Presented at the European Colloquiumof Forensic Medicine at the Centre of Health Care Responses to Violence, Bordeaux, France.

٣٧.Wiese M, et al. (٢٠٠٥). Emergency care for complainants of sexual

assault. Journal of the Royal Society of Medicine,٥٣–٩٨:٤٩.

٣٨. Grisurapong S. (٢٠٠٤). Health sector responses to violence against

women in Thailand. Journal of the Medical Association of

Thailand, ٢٣٤–٢٢٧:(٣)٨٧.

٣٩. Jones JL and Whitworth JM. (٢٠٠٢). Emergency evaluation and

treatment of the sexual assault victim. Topics in Emergency

Medicine, ٦١–٢٤:٤٧.

اإلحكام يف أصـول ).هـ١٤٠٤. (األمدي،بن حممد ، علي، حلسنأبو ا . ٤٠: حتقيق األوىل،: دار الكتاب العريب،بريوت ، الطبعة : دار النشر ، األحكام

.سيد اجلميلي. د

. إحكام األحكام شرح عمدة األحكام ). م١٩٦٠. (تقي الدين ، أيب الفتح . ٤١ .دار الكتب العلمية ــــ بريوت: دار النشر

ــر. ٤٢ ــد اهللا، يوســف، طيبالق ــن عب ــرب، ب ــد ال ــن عب ــري ، ب النمدار : دار النـشر . االستذكار اجلامع ملذاهب فقهاء األمـصار ).م٢٠٠٠(

٩٩٩

سامل حممد عطـا ـــ : األوىل، حتقيق : بريوت، الطبعة ، الكتب العلمية .حممد علي معوض

أسىن املطالـب يف شـرح ). م٢٠٠٠ -هـ ١٤٢٢.(زكريا، األنصاري. ٤٣األوىل، : بريوت، الطبعـة ،دار الكتب العلمية : النشر دار. روض الطالب

.حممد حممد تامر. د: حتقيقاإلنصاف يف معرفـة ).هـ (١٣٧٥.بن سليمان. علي،أبو احلسن، املرداوي. ٤٤

دار : دار النـشر . الراجح من اخلالف على مذهب اإلمام أمحد بن حنبل .حممد حامد الفقي: بريوت، حتقيق، إحياء التراث العريب

األوسـط يف )م١٩٨٥.(حممد بن إبراهيم ، أيب بكر ، ابن املنذر النيسابوري . ٤٥: الريـاض، الطبعـة ،دار طيبة : دار النشر : السنن واإلمجاع واالختالف

.أبو محاد صغري أمحد بن حممد حنيف. د: األوىل، حتقيقالبحر الرائق شـرح )م١٩٩٧ -هـ١٤١٨(.بن جنيم ، احلنفي زين الدين . ٤٦

.الثانية: بريوت، الطبعة، دار املعرفة : دار النشر. قكرت الدقائدار . بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع ). م١٩٨٢. (عالء الدين ، الكاساين. ٤٧

.الثانية: بريوت، الطبعة، دار الكتاب العريب: النشرـ ١٤٢٠. (القرطيب أبو الوليد حممد بن أمحد بن حممد بـن رشـد . ٤٨ -هـ

. بريوت دار الفكر،: دار النشر. اية املقتصدبداية اتهد و) م١٩٩٩ـ ١٤١٥.(أمحد، الصاوي. ٤٩ لغة السالك ألقـرب ). م١٩٩٥ هـ ـــ

: بـريوت، الطبعـة -لبنـان ، دار الكتب العلمية : دار النشر املسالك، .حممد عبد السالم شاهني: ضبطه وصححه: األوىل، حتقيق

١٠٠٠

ج العروس مـن جـواهر تا) هـ١٤١٤.(احلسيين الزبيدي حممد مرتضى . ٥٠ .جمموعة من احملققني: دار اهلداية، حتقيق: دار النشر. القاموس

ـ ١٣٩٨.(بن يوسـف ، حممد، ابن أيب القاسم العبدري أبو عبد اهللا . ٥١ ) هـ: دار الفكر، بـريوت، الطبعـة : دار النشر. التاج واإلكليل ملختصر خليل

.الثانية، دار )م١٩٩٢ -هـ ١٤١٢.(دشهاب الدين أمح،ابنمحمد اهلائم املصري . ٥٢

فتحـي : األوىل، حتقيق : دار الصحابة للتراث بطنطا، مصر، الطبعة : النشر .أنور الدابلوي

تبيني احلقائق ).هـ١٣١٣.(بن علي ، عثمان، فخر الدين ، الزيلعي احلنفي . ٥٣ . القاهرة .دار الكتب اإلسالمي: شرح كرت الدقائق، دار النشر

حتفـة . بـن عبـد الـرحيم ، عبد الرمحن ، حممد، املباركفوري أبو العال . ٥٤ .دار الكتب العلمية، بريوت: دار النشر. األحوذي بشرح جامع الترمذي

التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون ). م١٩٩٣. (عبد القادر ، عودة. ٥٥ .٤٤١ص ١ج: مؤسسة الرسالة : بريوت. الوضعي

١٠٠١

� �� �

� �� �� �

��������Yא�(�א�6!Z#א�a�7�����3I�1�� �� �

b��Kc�F��4�م��5�C��2א����eو�I�1�6א���Eא���א�(�א���� ��������ض�4^"g�6د�א"�)����h�4م�gא�64�iم����"�.jא�� �

� �� ��3=�אد �

���"�h�)��l���(���3א2���א��5س�Lد �6�mא�64�i�V���!א��Q�2���=� �

١٠٠٢

١٠٠٣

4��4� � علـى الظـاملني، احلمد هللا رب العاملني، والعاقبة للمتقني، وال عدوان إال

والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني، نبينا حممد وعلى آله وصـحبه :أمجعني، أما بعد

فإن اإلسالم دعا إىل العدل وإقامته بني الناس ، وجعل ذلك من املقاصد ��m����Î��Í :الشرعية املعتربة يف اإلسالم ، قال تعاىل �Ì��Ë��� � �Ê� �É

��Ô��Ó��Ò�����Ñ��Ð��Ï��à��ß��Þ����Ý��Ü��Û��ÚÙ��Ø��×��Ö��Õ

���è��ç��æ��å��ä��ã��â��ál)١( .

القضاء من أجل الواليات، فهو : " ولذلك فقد قرر الفقهاء رمحهم اهللا أن الـدين والـنفس : مقام علي ومنصب نبوي، حتفظ به الضرورات اخلمس من

اخلـصومات، والعقل والنسب واملال، وبه ينصر املظلوم ويقمع الظامل، وتفصل .)٢("وتوصل احلقوق إىل أصحاا

ومن أهم أبواب القضاء واحلكم بالعدل أدلة اإلثبات، والتحري يف إظهـار احلق، وهذا ما أكدت عليه الشريعة اإلسالمية، ومن ذلك العناية بأدلة اإلثبـات من إقرار وشهادة وبينات موصلة وقرائن ودالئل تظهر احلق وتبينه، ولذلك فإن

أن أدلة اإلثبات ليست حمددة بل متجددة ومتنوعة، وكذلك البينـات الصحيحالبينة اسم لكل ما يبني احلـق " ليست قاصرة على اإلقرار والشهادة مثال ، بل

ويظهره ومن خصها بالشاهدين أو األربعة أو الشاهد مل يوف مسماها حقـه،

٢٦آية : سورة ص ) ١( ).١/٨( ، وتبصرة احلكام، البن فرحون ١١/٣٧٣املغين، البن قدامة املقدسي ) ٢(

١٠٠٤

ت مـرادا ـا احلجـة ومل تأت البينة قط يف القرآن مرادا ا الشاهدان وإمنا أت . )١("والدليل والربهان مفردة وجمموعة

وسأقتصر يف هذا البحث على إثبات جرمية االغتصاب بـالقرائن الطبيـة البصمة الوراثية و اجلينات، واآلثار املنوية، والشعر، والـدماء، : (املعاصرة، مثل

ناهية بـسبب ، وهي قرائن غري مت )إخل....واجللد، واملضاهاة الطبية لإلصابات .تطور الطب الشرعي والتطور التقين والعلمي املتسارع يف هذا الباب

أختم مقدميت بكالم نفيس البن قيم اجلوزية دبج به كتابه املهـم يف فقد سألين أخي " : فقال رمحه اهللا - الطرق احلكمية –باب القرائن والقضاء

ن اليت يظهـر لـه فيهـا احلـق، عن احلاكم أو الوايل حيكم بالفراسة والقرائ واالستدالل باألمارات، وال يقف مع جمرد ظواهر البينات واإلقرار حىت إنه رمبا يتهدد أحد اخلصمني إذا ظهر منه أنه مبطل، ورمبا ضربه، ورمبا سأله عن أشياء تدله على صورة احلال، فهل ذلك صواب أم خطأ؟ فهذه مسألة كبرية عظيمـة

إن أمهلها احلاكم أو الوايل أضاع حقا كثريا، وأقام باطال النفع، جليلة القدر، كثريا، وإن توسع فيها وجعل معوله عليها دون األوضاع الـشرعية، وقـع يف

.)٢("أنواع من الظلم والفساد . أسأل اهللا العون والتوفيق

.١/٢٥ الشرعية ، البن قيم اجلوزية ، الطرق احلكمية يف السياسية) ١( ) .٤: ص ( الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية ، البن قيم اجلوزية ، ) ٢(

١٠٠٥

���5K

.ويشمل التعريف مبصطلحات عنوان البحث واصطالحاتعريف اإلثبات لغة : أوال -

: اسم مصدر من ثبت الشيء ثباتا وثبوتا، أي :اإلثبات لغة .١إقامة الثبت وهو احلجة : فهو . وثبت األمر إذا حتقق وتأكد . دام واستقر

وتثبت يف األمر واستثبت . ال أحكم إال بثبت ، أي حجة : ، يقول القائل )١(.صحيح : أي تأىن فيه ومل يعجل وفحصه، وقول ثابت أي :

وهنا نريد التعريف الذي خيدم حبثنا، وإال : اإلثبات اصطالحا .٢فهناك تعريفات متنوعة عند الفقهاء والقانونيني ، ومن خالل اطالعي على

إقامة : عدة تعريفات رأيت أن من املناسب تعريف اإلثبات اصطالحا بأنه ـ ق أو احلجة أمام اجلهات القضائية بالطرق الشرعية والنظامية إلثبات ح

)٢( .واقعة

تعريف االغتصاب لغة واصطالحا : ثانيا -. أخذ الشيء ظلما : والغصب . افتعال من غصب : االغتصاب لغة . ١

.)٣(قهره : وغصب فالنا على الشيء . يقال غصبه منه وغصبه عليه

وتكرر يف احلديث ذكـر الغـصب، : ( وقال ابن منظور يف لسان العرب أراد أنـه : ويف احلديث أنه غصبها نفسها . ري ظلما وعدوانا وهو أخذ مال الغ

.)٤() واقعها كرها، فاستعاره للجماع . )٥(إذا وطئت مقهورة غري طائعة " اغتصبت فالنة نفسها : " ويقال

١/١٤٤ ، القاموس احمليط ١/٧٨ ، املصباح املنري ١/٣٩٩ ، مقاييس اللغة ١/٣٤٦لسان العرب ) ١( ، اإلثبات بالقرائن يف الفقه ١/٢٣٢تية ، املوسوعة الفقهية الكوي ١/٢٣وسائل اإلثبات حملمد الزحيلي ) ٢(

.٤٧إبراهيم الفايز ص /اإلسالمي للدكتور ١٥٤القاموس احمليط ص) ٣(

.١/٦٤٨لسان العرب ) ٤(

.٢/١٠٥املغرب يف ترتيب املعرب ، للمطرزي ، ) ٥(

١٠٠٦

غصب الرجل املرأة نفسها إذا زىن ا كرها واغتصبها نفسها كـذلك، " .)١("املرأة نفسها " اغتصبت"يبىن للمفعول فيقال وهو استعارة لطيفة و

ويتضح مما سبق من نقول من معاجم اللغة أن االغتصاب يعين األخذ قهرا .وظلما، سواء كان املغصوب ماال أو عرضا

والذي شاع استعماله لدى جهات التحقيق والقضاء حىت أصبح عرفا بأن .صابااإلكراه على الزىن احملرم يسمى اغت

أكثر ما يرد االغتصاب يف اصطالح الفقهـاء : االغتصاب اصطالحا . ٢هو بأخذ املال قهرا وظلما، ولكن بعضهم نص على أنه يدخل فيه اغتـصاب

: قلـت : ( الشرف والعرض، فمن ذلك ما ذكره اإلمام مالك يف مدونته بقوله ز أة أورام بال غصجأن ر ت لوأيأر ة أووننجى بمنز أو عامجا ية مثلهبيى بصن

أتى نائمة، أيكون عليه الحد والصداق جميعا في قول مالك؟. إن الحد والصداق يجتمعان علـى الرجـل : قال مالك في الغصب : قال .)٢() والنائمة بمنزلة المغتصبة . لمجنونة التي ال تعقلفأرى ا

: من خالل التعريفات اللغوية والعرف السائد يتبني أن االغتـصاب هـو .)٣(اإلكراه على الزىن واللواط

.تعريف القرائن لغة واصطالحا : ثالثا -

قرن الشيء بالشيء ، أي شده مجع قرينة ، مأخوذة من : القرائن لغة . ١. إليه ووصله به، كجمع البعريين يف حبل واحد أو كالقرن بني احلج والعمـرة

قارنه مقارنـة . تالزما: وتأيت املقارنة مبعىن املصاحبة واملالزمة ، وتقارن الشيئان �}�:ومبعىن املالزمة جاء يف القرآن ومنه قوله تعاىل . )٤(صاحبه واقترن به : وقرانا

٢٣٢املصباح املنري، للفيومي ، ص) ١(

م١٩٩٤ -هـ ١٤١٥ العلمية ، الطبعة األوىل ، ، دار الكتب٤/٥٠٩املدونة ، لإلمام مالك ، ) ٢( ، و ٧٨فؤاد عبداملنعم ، ص / د.البصمة الوراثية ودورها يف غإلثبات اجلنائي بني الشريعة والقانون ، أ )٣(

.١هاين اجلبري ، ص / االغتصاب أحكام وآثار ، د .٢/٦٨٦ ، املصباح املنري ٣/٣٣٦لسان العرب البن منظور ، ) ٤(

١٠٠٧

��`��_���^���]�����\��[��Z��Y��X�����W��Vz)١(�

:القرائن اصطالحا . ٢

عرفها الفقهاء باألمارات والدالئل وهي قد تكون من مترادفات القـرائن، هي اليت يلزم من العلم ا الظن بوجود املـدلول، : ومن تعريفهم لألمارة بأا

)٢(. بوجود املطر كالغيم بالنسبة للمطر، فإنه يلزم من العلم به الظن

.)٣(أمر يشري إىل املطلوب : لكن اجلرجاين يف تعريفاته، عرف القرينة بأا .)٤(وعرفها بعضهم بأا ما يدل على املراد من غري كونه صرحيا

ومن أوجه التعاريف اليت ارتأيتها تعريف الشيخ مصطفى الزرقـاء حيـث . " )٥( رة تقارن شيئا خفيا تـدل عليـه كل أمارة ظاه " :عرف القرينة بأا

كمن خرج من البيت وبيده سكني وفيها أثر الدم ، وفي الحال وجد في البيت .الذي خرج منه رجل مقتول بالسكني ، حيكم بالقرينة بأنه القاتل

).٣٦(آية : الزخرف سورة) ١(

حممـود عبـداملنعم ، / ، ومعجم املصطلحات واأللفاظ الفقهية ، د ١٨٩قواعد الفقه ، للربكيت ، ص ) ٢(١/٢٧٩

١٥٢التعريفات ، للجرجاين ، ص ) ٣(

.٣٣/١٥٦املوسوعة الفقهية الكويتية ، . ١٧٨قواعد الفقه ، للربكيت ، ص ) ٤(

.٢/٩٣٦ى الزرقاء ، املدخل الفقهي العام ، ملصطف) ٥(

١٠٠٨

��Dא,ول�Cא�� ����84و=��א����������Sא�(� �

هل العلم على مر العصور جيد أن كثريا منهم اعتمدوا إن الناظر يف كتب أ على القرائن، وأخذوا ا يف مسائل مجة، واستندوا إليها، و بنوا عليها األحكام،

.وجعلوها من بني األدلة املعتربة يف الترجيح

وعلى هذا جرى مجهور العلماء على جواز القضاء بالقرائن، واعتربوها من هم حكى اإلمجاع على ذلك استنادا إىل فعل الـصحابة وسائل اإلثبات بل بعض

، و لذا جاء فقهاء املذاهب األربعة )١(.وأقضيتهم وغريها من األدلة اليت سأوردها ـ )٢(" ابن الغرس"ليقرروا ذلك، مثل حممد بن حممد بن حممد احلنفي، املعروف ب

ن جنيم زيـن ، واب )٣(، والطرابلسي علي بن خليل أبو احلسن عالء الدين احلنفي ، و إمام احلنفية يف زمانه ابـن )٤(الدين إبراهيم بن حممد بن حممد الفقيه احلنفي

، وابن العريب حممد بن )٦(، وإبراهيم بن علي بن فرحون الفقيه املالكي )٥(عابدينوالقرطيب حممد بن أمحـد بـن أيب بكـر ، )٧(عبد اهللا املالكي صاحب املصنفات

وابن أيب دم إبراهيم بن عبـد اهللا ،)٩( بن أمحد املالكي ، وابن جزي حممد )٨(املالكي

ينظريف هذا ما قرره ابن قيم اجلوزية يف كتابه الطرق احلكمية وكذلك ما كتب من رسائل علمية )١(عبداهللا العجـالن ، والقـرائن املاديـة : القضاء بالقرائن املعاصرة ، د : متينة يف هذا الباب ومنها

.زيد القرون : املعاصرة ، د: ص(لبحث عن أطراف القضايا احلكمية ، أليب اليسر حممد بن الغرس احلنفي الفواكه البدرية يف ا )٢(

٨٣.(

).١٦٦: ص(معني احلكام )٣(

).١٤٧: ص(األشباه والنظائر )٤(

).٢/١٢٨(حاشية رد احملتار على الدر املختار ، البن عابدين )٥(

).٢/١٠٢(تبصرة احلكام )٦(

).١/٢٥٤( أحكام القرآن )٧(

).٩/١٣٠(ألحكام القرآن اجلامع )٨(

).١٩٤: ص(القوانني الفقهية )٩(

١٠٠٩

، و العالمة ابن قيم )٢(، والعز بن عبد السالم الفقيه الشافعي )١(القاضي الشافعي .) ٣(اجلوزية احلنبلي

واستدل مجاهري أهل العلم على حجية القرائن بأدلة من الكتاب، والـسنة، : ا يليفمن أدلة الكتاب م. واإلمجاع ، واملعقول

�m��w��v��u��t��s��rq���p���o��n��m :قوله تعـاىل : أوال��b��a��`��_����~��}���|{��z��yxl)٤(

. أن إخوة يوسف جعلوا الدم على القميص؛ ليكون عالمـة : ووجه الداللة

وقرينة على صدق دعواهم بأن الذئب أكل أخاهم، ولكن أباهم يعقوب عليـه وجود قرينة أقوى مما ادعوه، وهي سالمة ثوبه من السالم مل يلتفت إىل دعواهم ل

. )٥(التمزيق ، ووجود احلسد والكيد منهم ألخيهم يوسف ����m��v��u :قوله تعاىل: ثانيا � � �t��s��r��qp��o��n��m��l

��§���¦��¥��¤������ � ���£��¢���������~��}��|��{��z��y��x����� �� ��w��´���³��²��±��°��¯��®����«��ª����©��¨��º��¹¸��¶���� � � � �µ

����¼����������������»l)٦(. أن اام نيب اهللا يوسف عليه الـسالم، : ووجه االستدالل من هذه اآليات

واام امرأة العزيز باملراودة فصلت فيه القرائن واألمارات؛ حيث كـان شـق القميص على صدق أحد املتنازعني، فإن العادة قد جرت أن القميص إذا أمسك

من اخللف متزق من تلك اجلهة، وإذا أمسك به وشد من اإلمام متـزق به وشد من هذه اجلهة كذلك، وال ميسك القميص ويشد من اخللف إال والبسه مدبر يف

.األغلب

).١/١٨٧( أدب القضاء)١(

).٢/١٢٦( قواعد األحكام )٢(

).١/٧١(، وإعالم املوقعني) ١/٢٠: ( الطرق احلكمية)٣(

).١٨(آية : سورة يوسف )٤(

).٢/١٠٢(، و تبصرة احلكام ) ٩/١٣٠( اجلامع ألحكام القرآن)٥(

).٢٧-٢٦(ية آ: سورة يوسف )٦(

١٠١٠

وقد جعل اهللا تبارك وتعاىل قد القميص أمارة وسببا للحكم بذلك، وهـذا . )١(إىل اإلماراتدليل على مشروعية العمل بالقرائن، واالستناد يف احلكم

إن ذلك من بـاب : ومن هنا قالوا : " قال األلوسي معلقا على هذه اآليات من يرى احلكم مـن : اعتبار األمارة، ولذلك احتج باآلية كما قال ابن الغرس

العلماء باألمارات والعالمات فيما ال حتضره البينـات كاللقطـة، والـسرقة، .)٢(" غري ذلكوالوديعة، ومعاقد احليطان، والسقوف و

اآليات واآليات يف هذا الباب كثرية واملقام ليس موطن بسط هلا، ومن تلك���m��KJ��I :قوله تعاىل: �H��G��FE��D���C��B�� �A

� �N�� � � � �M� �Ll)وقوله تعاىل )٣ ،: �m��n� �m��l��k��x��w�����v��u��t��s��r���q���p��o��¥� �¤��£� � ¢¡�����~��}� � �|��{��z��y

� ��§���¦��ª��©�l)٤(�

: فكثرية، ولكن نشري إىل بعض منها على النحو اآليتأما األدلة من السنةكانت امرأتان معهما ابنامها، جاء : "قال� عن النيب �ما رواه أبو هريرة -١

إمنا ذهب بابنك، وقالـت : الذئب فذهب بابن إحدامها، فقالت لصاحبتها اود عليه السالم فقـضى بـه إمنا ذهب بابنك، فتحاكمتا إىل د : األخرى

: للكربى، فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السالم فأخربتاه، فقـال

، وتفسري القرآن ) ٩/١٧٢(، و اجلامع ألحكام القرآن )١٩٦-١٢/١٩٥(جامع البيان للطربي : ينظر )١(، والقـضاء بـالقرائن )٦: ص(، والطـرق احلكميـة البـن القـيم )٢/٤٧٥(العظيم البن كثري

).١/١٠٠(املعاصرة

).٦/٤١٤( تفسري روح املعاين لأللوسي)٢(

) . ٣٠(آية : سورة حممد)٣(

) .٢٧٣(آية : سورة البقرة ) ٤(

١٠١١

ال تفعل يرمحـك اهللا هـو : ائتوين بالسكني أشقه بينهما، فقالت الصغرى .)١("ابنها فقضى به للصغرى

أن نيب اهللا سليمان عليه السالم اعترب امتناع الصغرى عـن : وجه الداللة قرارها بأنه للكربى قرينة على أا أمه ؛ ألن الظاهر من حال شق الولد وإ

األم أا أكثر شفقة على ولدها من أي أحد، وهلذا يقول العالمة ابن القيم فأي شيء أحسن من اعتبار هذه القرينـة الظـاهرة ؟، : " رمحه اهللا تعاىل

فاستدل برضا الكربى بذلك، وبشفقة الصغرى عليه، وامتناعها من الرضا بذلك على أا هي أمه، وأن احلامل هلا على االمتناع ما قام يف قلبها مـن الرمحة والشفقة اليت وضعها اهللا تعاىل يف قلب األم، وقويت هذه القرينـة

هو ابنها، وهذا : عنده حىت قدمها على إقرارها، فإنه حكم به هلا مع قوهلا .)٢("هو احلق

مل يكن مراده أن يقطعه : "ا احلديث وقال النووي رمحه اهللا معلقا على هذ حقيقة، وإمنا أراد أن يتيقن شفقة األم، فلما متيزت واتضحت له مبا ذكـر

.)٣("عرفها فحكم هلا: سأله رجل عن اللقطة، فقـال �، أن النيب � عن زيد بن خالد اجلهين -٢

اعرف وكاءها، أو قال وعاءها، وعفاصها، مث عرفها سنة، مث استمتع ا، "فضالة اإلبل؟ فغضب حىت امحرت وجنتاه، : قال" جاء را فأدها إليه فإن

وما لك وهلا، معها سقاؤها وحذاؤها، ترد املاء :"أو قال امحر وجهه، فقال

��p��on��m��l��p��on��m��l��p��on��m��l��p��on��m��l}�}�}�}�� متفق عليه، أخرجه البخاري يف كتاب أحاديث األنبياء، باب قول اهللا تعاىل )١(��u���t�����s��rq��u���t�����s��rq��u���t�����s��rq��u���t�����s��rqzzzz تهدين برقم ،)٣٤٢٧(برقمومسلم يف كتاب األقضية، باب بيان اختالف ا

)١٧٢٠.(

).٦: ص( الطرق احلكمية)٢(

).١٢/٦٨(سلم، للنووي شرح صحيح م)٣(

١٠١٢

لك، أو : "فضالة الغنم؟ قال : قال" وترعى الشجر، فذرها حىت يلقاها را .)١("ألخيك، أو للذئب

لصاحبها على وصف العفـاص، رتب رد اللقطة �أن النيب : وجه الداللة والوعاء و الوكاء، فجعل وصفه هلا قائما مقام البينة، وهذا دليـل علـى

.)٢(مشروعية القضاء بالقرائنال تنكح األمي حـىت تـستأمر، وال : "قال� أن النيب � ما رواه أبو هريرة -٣

أن : "يا رسول اهللا، وكيف إذا؟ قـال : قالوا" تنكح البكر حىت تستأذن .)٣("»تسكت

سكوت البكر أمارة وقرينة دالـة علـى � فقد اعترب النيب :وجه الداللة رضاها بالنكاح، وذلك ألن حياءها مينعها من التصريح بالقبول، وال مينعها من التصريح بالرفض، والسكوت قرينة على الرضـا، وهـذا ظـاهر يف

من أقـوى وهذا : "قال ابن فرحون . )٤(الداللة على جواز األخذ بالقرائن .)٥("األدلة على احلكم بالقرائن

قدم ناس من عكل وعرينـة، فـاجتووا : " قال � ما رواه أنس بن مالك -٤ بلقاح وأن يشربوا من أبواهلا وألباا فانطلقوا، فلما �املدينة، فأمرهم النيب

و استاقوا النعم، فجاء اخلـرب يف أول النـهار، �صحوا قتلوا راعي النيب

متفق عليه ، أخرجه البخاري كتاب العلم، باب الغضب يف املوعظة والتعليم إذا رأي ما يكره بـرقم )١(( ، ومسلم يف كتاب األقضية، باب استحباب إصالح احلاكم بـني املتخاصـمني بـرقم ) ٩١(

١٧٢٢.(

).١٣٣: ص( احلكام للطرابلسي، ومعني)٢/١١٤(، و تبصرة احلكام)١٣:ص(الطرق احلكمية : ينظر)٢(

متفق عليه ، أخرجه البخاري يف كتاب النكاح، باب ال ينكح األب وغريه البكر والثيب إال برضاها )٣(، ومسلم يف كتاب النكاح، باب استئذان الثيب يف النكاح بـالنطق، والبكـر ) ٥١٣٦: (برقم

).١٤١٩: (بالسكوت برقم

.صاحل السدالن / د.، حبث أ)٤٦: ص(يف الشريعة اإلسالمية القرائن ودورها يف اإلثبات )٤( ).٢/١٠٣( تبصرة احلكام)٥(

١٠١٣

يف آثارهم، فلما ارتفع النهار جيء ـم، فـأمر فقطـع أيـديهم فبعث .)١("وأرجلهم، ومسرت أعينهم، وألقوا يف احلرة يستسقون فال يسقون

أنه أخذ إقرارهم أو مسع شهادات آخرين � مل ينقل عن النيب :وجه الداللة عليهم، بل اكتفى بقرينة حيازم لإلبل وهروم خارج املدينة، وحكم علـيهم

فعل بالعرنيني ما فعل بنـاء �إن النيب : "د احلرابة، ولذلك قال ابن فرحون حب .)٢("على شاهد احلال، ومل يطلب بينة مبا فعلوا، وال وقف األمر على إقرارهم

حكم مبوجب اللوث يف القسامة ، وجوز للمـدعني أن �ومنها أن النيب ة مقتل عبداهللا بن سـهل حيلفوا مخسني ميينا، ويستحقوا دم القتيل كما يف قص

� .)٤( ، وهذا حكم بالقرائن؛ إذ ال بينة وال اعتراف)٣(

اعترب الشبه يف إحلاق النسب، وهذا عمل بالقرينة ؛ �ومنها أيضا أن النيب ألن احلكم بالشبه ما هو إال حكم بالقرائن، فدل على مشروعية االعتماد علـى

. )٥(األمارات، وشواهد احلال، واحلكم بالقرائنواألدلة يف هذا الباب كثرية يف السنة، وال ميكن استيعاا يف هذا البحـث

.القصري فإن الصحابة رضوان اهللا عليهم، والتابعون من بعـدهم :أما دليل اإلمجاع

أمجعوا على االحتجاج بالقرائن وشواهد احلال، واحلكم مبوجبـها يف مواضـع مع أن االحتراز فيها –ا يف احلدود كثرية، وال سيما يف احلدود، وإذا عملوا

واحد فعملهم ا يف غري احلدود من باب أوىل، وقد حكى اإلمجاع غري -أشدحكم عمر بن : " من أهل العلم، منهم ابن فرحون املالكي رمحه اهللا حيث قال

) ٦٨٠٢: ( متفق عليه ، أخرجه البخاري يف كتاب احلدود، باب احملاربني من أهل الكفر والردة برقم )١( : ( ، ومسلم يف كتاب القسامة واحملاربني والقصاص والديات، باب حكم احملاربني واملرتدين برقم

١٦٧١.(

).٢/١٠٣( تبصرة احلكام)٢(

، ومسلم يف كتاب ) ٦٨٩٨: ( متفق عليه ، أخرجه البخاري يف كتاب الديات، باب القسامة برقم )٣( ).١٦٦٩: ( القسامة واحملاربني والقصاص والديات، باب القسامة برقم

).٨: ص(، والطرق احلكمية)٢/١٠٢( تبصرة احلكام)٤(

).٤/١١٦(، وزاد املعاد )٢٢١: ص( الطرق احلكمية)٥(

١٠١٤

اخلطاب، وابن مسعود، وعثمان بن عفان رضي اهللا عنهم ، وال يعلم هلم خمالف من وجد فيه رائحة اخلمر، أو قاءها اعتمادا علـى القرينـة بوجوب احلد على

.)١("الظاهرةهذا من أدل الدالئل علـى : "... ومنهم ابن قيم اجلوزية رمحه اهللا، فقال

اعتبار القرائن واألخذ بشواهد األحوال يف التهم، وهذا يشبه يف إقامة احلـد يف د يف الزنا باحلبل كما نـص الرائحة والقيء كما اتفق عليه الصحابة، وإقامة احل

وقال أيضا . )٢("عليه عمر، وذهب إليه فقهاء أهل املدينة، وأمحد يف ظاهر مذهبه بوجوب احلد برائحـة - وال يعرف هلما خمالف -وحكم عمر وابن مسعود : "

.)٣("اخلمر من الرجل، أو قيئه مخرا اعتمادا على القرينة الظاهرةيـا أيهـا : أنه قال �وروي عن علي : " ومنهم ابن قدامة رمحه اهللا فقال

زنا سر وزنا عالنية، فزنا السر أن يـشهد الـشهود، : إن الزنا زناءان : الناس فيكون الشهود أول من يرمي، وزنا العالنية أن يظهـر احلبـل أو االعتـراف،

وهذا قول سادة الصحابة، ومل يظهـر هلـم يف فيكون اإلمام أول من يرمي، .)٤("كون إمجاعا عصرهم خمالف، في

فإنه من املستقر علما وواقعا بأن إمهال القرائن وعـدم :وأما دليل املعقول إعمال القوي منها كوسيلة من وسائل اإلثبات املعتـربة واملـؤثرة يف احلكـم القضائي ؛ فإنه يؤدي إىل ضياع الكثري من احلقوق، ووقوع الظلم بني النـاس،

سهلت اجلرمية، ومترس أهل اإلجرام واإلفـساد يف وال سيما يف هذه األيام اليت جرائهم، وهلم من الطرق واملهارات واحليل، مع التطور التقين والعلمي، ما بسببه تضيع كثري من احلقوق، وتعطل كثري من احلدود والتعازير، بسبب عدم وجود

.إقرار وال شهود

).٢/١٠٤( تبصرة احلكام)١(

).٣/١٦( إعالم املوقعني)٢(

).٩: ص( الطرق احلكمية)٣(

).١٢/٣٧٧( املغين)٤(

١٠١٥

يف مجيـع املواضـع فإن الشارع : " ويف هذا يقول ابن القيم كالما نفيسا يقصد ظهور احلق مبا يكون ظهوره من البينات اليت هي أدلة عليه وشواهد لـه،

.... وال يرد حقا قد ظهر بدليله ابدا، فتضيع حقوق اهللا وعبـاده ويعطلـها، فالشارع ال يهمل مثل هذه البينة والداللة، ويضيع حقا يعلم كل أحد ظهـوره

ضيعوا طريق احلكم ، فضاع كثري من احلقوق وحجته، بل ملا ظن هذا من ظنه؛ لتوقف ثبوا عندهم على طريق معني، وصار الظامل الفاجر ممكنا مـن ظلمـه

ال يقوم بذلك شاهدان اثنان، فضاعت كـثرية : وفجوره، فيفعل ما يريد ويقول .)١(..."هللا ولعباده

) .١/٧١( إعالم املوقعني)١(

١٠١٦

<Eא����D�Cא�� �Mא�4�`3�'�I�1�6א���א,������jnא�(�א�����\Tود��� �

جاءت الشريعة مؤكدة على االحتاط يف إقامة احلدود، وجعل أمرها مبنيـا على احلظر؛ لكوا حق خالص هللا تعاىل وحقوق اهللا مبنيـة علـى املـساحمة،

ادرؤوا : " �واألصل فيها الستر والعفو منه سبحانه، وهلذا جاء حديث الـنيب وا سبيله، فإن اإلمـام إن احلدود ما استطعتم، فإن وجدمت للمسلمني خمرجا فخل

.)١("خيطئ يف العفو خري من أن خيطئ يف العقوبة ومع ذلك فقد رجح بعض أهل العلم األخذ بالقرائن يف إثبات احلـدود، وأقاموا احلدود ا واعتمدوها، إال أن األكثر خالف يف ذلـك، ورأوا املنـع يف

:ولني مشهورين حجيتها، وكانت أقوال العلماء حيال هذه املسألة على ق، مثـل احلبـل يف الزنـا، أن احلدود تثبت بالقرائن القوية : القول األول

والرائحة يف اخلمر، والعثور على الشيء املسروق عند شخص متـهم، وهـذا وقد انتصر هلذا القول ابن قـيم .)٣(، واحلنابلة )٢(القول قال به بعض أئمة املالكية

، )٤(ن احلدود تقام مبجرد القرائن الظاهرة اجلوزية وقرره يف عدة مواضع وأكد أ البصمة الوراثية يف الـدماء واآلثـار : وتدخل فيها القرائن الطبية املعاصرة مثل

.املنوية وغريها : واستدلوا على وجاهة قوهلم بأدلة منها

، برجم املرأة اليت ظهـر � استدلوا حبكم عمر بن اخلطاب :الدليل األول إن يكـن : � غائب ، فلما هم برمجها قال معاذ بن جبل ا احلمل ، وزوجها

، وغريه واللفظ )١٤٢٤: (أخرجه الترمذي يف أبواب احلدوب، باب ما جاء يف درء احلدود برقم )١(زياد الدمشقي ضعيف يف احلديث، وضعفه الشيخ األلباين كما يف : الترمذي وقال للبيهقي، وضعفه

، والصحيح أنه موقوف كما ذكر ذلك الترمذي والبيهقي ، انظر جـامع ) ٢٣٥٥: (اإلرواء برقم ) .٦/٣٥٨(، ومعرفة السنن واآلثار للبيهقي ) ٣/٨٣(الترمذي

) .٢/٩٧(، و تبصرة احلكام ) ٢/٤٤٠ ( بداية اتهد واية املقتصد ، البن رشد ، )٢(

مـن ١٤٨والقضاء بالقرائن واألمارات ص ) ١٢: ص(، والطرق احلكمية ) ١٢/٣٧٧( املغين )٣( .جملة العدل

.٧٠ احلدود والتعزيرات عند ابن القيم ، لشيخنا بكر أبو زيد ، ص )٤(

١٠١٧

احبسوها حىت : �لك عليها سبيل، فال سبيل لك على ما يف بطنها، فقال عمر ابين، فبلغ ذلـك عمـر، : تضع، فوضعت غالما له ثنيتان ، فلما رآه أبوه قال

.)١("عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ: فقالإين : "يمن شم منه رائحة اخلمـر، فقـال ف �حكم عمر : الدليل الثاين

وجدت من فالن ريح شراب، فزعم أنه شراب الطالء، وأنا سائل عما شرب، .)٢(، فجلده عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه احلد تاما"فإن كان مسكرا جلدته

: ما رواه مسلم عن احلصني بن املنذر، أبو ساسـان قـال : الدليل الثالث : بالوليد قد صلى الـصبح ركعـتني، مث قـال شهدت عثمان بن عفان وأيت "

أزيدكم، فشهد عليه رجالن أحدمها محران أنه شرب اخلمر، وشهد آخر أنـه يا علي، قم فاجلده، فقال : إنه مل يتقيأ حىت شرا، فقال : رآه يتقيأ، فقال عثمان

وحلارها من توىل قارها، فكأنه وجـد : قم يا حسن فاجلده، فقال احلسن : علييا عبد اهللا بن جعفر قم فاجلده، فجلده وعلي يعد حىت بلغ أربعني، : قالعليه، ف

، وجلد أبو بكر أربعني، وعمـر " أربعني �جلد النيب : "أمسك، مث قال : فقال .)٣("وكل سنة، وهذا أحب إيل" مثانني،

، أنه قرأ سورة يوسف فقـال �ما ثبت عن ابن مسعود : الدليل الرابع " أحـسنت : " فقـال �قرأت على رسول اهللا : قال ما هكذا أنزلت، : "رجل

أجتمع أن تكذب بكتاب اهللا وتـشرب اخلمـر : ووجد منه ريح اخلمر، فقال .)٤("فضربه احلد

وابن أيب شـيبة يف مـصنفه بـرقم ،)١٣٤٥٤: ( هذا األثر أخرجه عبد الرزاق يف املصنف برقم )١(عن أيب سفيان : ،،وهذا األثر موقوف على عمر ، ويف سنده مبهم حيث قال األعمش ) ٢٨٨١٢(

. ، عن أشياخ هلم، فال ندري منهم

: أخرجه النسائي يف كتاب األشربة، باب ذكر األخبار اليت اعتل ا من أباح شراب السكر برقم )٢()٥٧٠٨. (

).١٧٠٧: (لم يف كتاب احلدود، باب حد اخلمر ، برقم أخرجه مس )٣(

، )٥٠٠١: ( بـرقم �أخرجه البخاري يف كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب الـنيب )٤(ومسلم يف كتاب صالة املسافرين وقصرها، باب فضل استماع القرآن، وطلب القراءة من حافظـه

).٨٠١ : (لالستماع والبكاء عند القراءة والتدبر برقم

١٠١٨

ومل تـزل : "دليل عقلي ذكره ابن القيم رمحه اهللا فقـال : الدليل اخلامس قرينة األئمة واخللفاء حيكمون بالقطع إذا وجد املال املسروق مع املتهم، وهذه ال

أقوى من البينة واإلقرار، فإما خربان يتطرق إليهما الصدق والكذب، ووجود )١("املال معه نص صريح ال تتطرق إليه شبهة

بل ال بد من االعتراف أن احلدود ال تثبت بالقرائن عموما، : القول الثاين ،)٤(حنابلة، وهو قول لل )٣(، والشافعية ) ٢(أو الشهود، وهذا القول قال به احلنفية

: واستدلوا بأدلة منها ما يليلو كنت رامجا أحدا : " � قال قال رسول اهللا �حديث ابن عباس : أوال

بغري بينة لرمجت فالنة فقد ظهر منها الريبة يف منطقها وهيئتها، ومـن يـدخل .)٥("عليها

.هاتوألن القاعدة النبوية القضائبة تنص على أن احلدود تدرأ بالشب: ثانيا امـرأة متعبـدة �بلغ عمر بن اخلطاب : " ما جاء يف األثر من أنه : ثالثا

أراها قامت من الليل تصلي فخشعت فسجدت، فأتاها غاو مـن : محلت فقال .)٦("الغواة فتجثمها، فأتته فحدثته بذلك فخلى سبيلها

ذ حنن إنا لبمكة إ : قال: " ما رواه البيهقي بسنده عن الرتال بن سربة : رابعازنت زنـت، : بامرأة اجتمع عليها الناس حىت كادوا أن يقتلوها، وهم يقولون

، وهي حبلى، وجاء معها قومها، فأثنوا عليها خبري، �فأيت ا عمر بن اخلطاب يا أمري املؤمنني كنت امرأة أصيب مـن : أخربيين عن أمرك، قالت : فقال عمر

رجل بني رجلي، فقذف يف مثل هذا الليل، فصليت ذات ليلة مث منت، وقمت و : لو قتل هذه مـن بـني اجلـبلني، أو قـال : �الشهاب مث ذهب، فقال عمر

).١٢: ص( الطرق احلكمية)١(

.٧/٥٩ بدائع الصنائع ، للكاساين ، )٢(

.١٣/٤٠٩ احلاوي ، للماوردي ، )٣(

١٢/٥٠١ املغين )٤(

، قال اهليثمي يف زوائده )٢/٨٥٥/٢٥٥٩( أخرجه ابن ماجه يف كتاب احلدود، باب من أظهر الفاحشة )٥( .إسناده صحيح ورجاله ثقات :

).٥/٥١١/٢٨٤٩٥"(مصنفه"، وابن أيب شيبة يف)٧/٤٠٩/١٣٦٦٩"(مصنفه"د الرزاق يف أخرجه عب)٦(

١٠١٩

أن ال : األخشبني، شك أبو خالد، لعذم اهللا، فخلى سبيلها وكتب إىل اآلفاق .)١("تقتلوا أحدا إال بإذين

ذا أنه يتصور محال بال زنا يبيح احلد، كما يف حال اإلكراه، وكما إ : خامساحتملت ماء رجل، وقد حدثت خصوصا مع وجود بنوك املين يف البالد الغربيـة

.)٢(وغريهايوسف قد توجد املسروقات عند بريء كما يف قوله تعاىل يف قصة : سادسا

�m��L��K��J����I��H��G��F��E��D��C��B��A :وأخيه��O��N��Ml�)٣(

راه أو االضـطرار، فـال وأما اخلمر فيحتمل اخلطأ يف شربه يف اإلك : سابعاحيكم باحلد أو مبجرد الرائحة أو القيء ؛ ألنه قد يكون معذورا الختالف أمساء

.)٤(اخلمر أو اجلهل بإسكاره بأنه يؤخذ بالقرائن الطبية القطعية كتقـارير البـصمة والراجح واهللا أعلم

قـضية الوراثية وغريها يف إقامة احلدود، بشرط توافق هذه القرائن مع واقـع ال واجلرمية كيفا وزمنا، وبشرط قناعة القاضـي واطمئنانـه إىل تلـك القـرائن

، ولكـن )٥(ومدلوالا، وقد قرر العلماء بأن القرينة الظاهرة ترتل مبرتلة الشهادة يتشدد ويتحرى فيها عند إقامة احلدود أكثر من غريها ؛ لكوا تدرأ بالشبهات،

توافقت مع احلال فقد زالت الشبهة الـيت ولكن مع وجود القرينة القاطعة واليت . ) ٦(تدرأ ا احلدود

).١٧٠٤٨: ( أخرجه البيهقي يف السنن الكربى برقم )١(

)..١٥١:ص(القضاء بالقرائن واألمارات )٢(

) .٧٠(آية : سورة يوسف )٣(

).١١١: ص( دور األثر املادي يف اإلثبات اجلنائي، ملعجب احلويقل )٤(

)٢/٣٠٤( عني احلكام فيما يتردد بني اخلصمني من األحكام، أليب احلسن الطرابلسي احلنفي ، م)٥(

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنـة –عبداهللا بن خنني / انتصر هلذا من املعاصرين معايل شيخنا )٦(ئي له يف حماضرته ، وذكر ذلك واستشهد بتطبيق قضا-الدائمة لإلفتاء حاليا ، وقاضي التميز سابقا

من تنظيم اجلمعية العلمية القضائية السعودية بتاريخ " جتربيت القضائية : باملعهد العايل للقضاء بعنوان .هـ ١٤٣٥ / ١ / ٢١

١٠٢٠

جيوز االعتماد على البصمة الوراثية يف " : قال الشيخ عمر السبيل رمحه اهللا قياسا على ما ذهب إليـه بعـض – ومنها الزنا واالغتصاب –قضايا احلدود

بالقضية ما جيعل العلماء من جواز إثبات ذلك بالقرائن الدالة عليها عندما حيف .)١(" القرينة شبه دليل ثابت لدى احلاكم الشرعي

ومما يؤكد وجاهة هذا القول الذي رجحته، زياريت ملركز الطب الـشرعي ، )مستـشفى الشميـسي (الرئيس مبدينة امللك سعود الطبية مبدينـة الريـاض

:ومناقشايت العلمية مع كل من .-لشرعي استشاري الطب ا–حسني باحشوان / الطبيب .١ .- استشاري الطب الشرعي –مشهور الوقداين / الطبيب .٢

والذان أكدا يل أن هناك قرائن ودالالت طبية تظهر على اين عليه أو على اجلاين، ميكن اجلزم ا وتكون مبثابة الدليل القطعي، وذلك إذا توافقـت تلـك

ويف وقـت العالمات والقرائن مع كيفية ووصف وقوع اجلرمية بشكل دقيـق، وليـد / حديث وقريب، كما أكد يل ذلك احملقق اجلنائي املتميز مبنطقة الرياض

من واقـع جتربتـه – عضو هيئة التحقيق واالدعاء العام –بن عبداهللا احلسن .الطويلة يف التعامل والتحقيق يف القضايا اجلنائية، واهللا أعلم

لقرائن الطبية املعاصـرة، بعد أن قررنا أن جرمية االغتصاب جيوز أن تثبت با ويقام على مرتكبها أحد احلدود اليت حدها اهللا كعقوبات لبعض اجلرائم ، فمـا

هو احلد الذي يطالب املدعي العام إقامته على مرتكب هذه اجلرمية الشنيعة؟ أقول ال شك بأن كل من اغتصب رجال أو امرأة صغريا أو كـبريا فهـو

���k}� :رض بالفساد وهو داخل يف قوله تعـاىل حمارب هللا، وممن يسعى يف األ ��x��w��v��u��t���s��r��q��p��o��n��m��l

فؤاد بن عبداملنعم أمحد ، يف حبثه / د.ورجح ذلك أيضا شيخي واملشرف على رساليت للماجستري أ .٨٢اجلنائي بني الشريعة والقانون ، ص البصمة الوراثية ودورها يف اإلثبات عبداحملسن الزامل ، يف أثناء شرحه لكتاب احلدود من سنن أيب / كما رجح هذا القول فضيلة شيخنا

.واهللا أعلم . هـ ١٢/١/١٤٣٥ بالرياض بتاريخ �داود ، جبامع عثمان بن عفان .٦٠عمر السبيل ، ص . اجلناية ، د البصمة الوراثية ، ومدى مشروعية استخدامها يف النسب و)١(

١٠٢١

��e���d��cb��a��`��_��~��}��|���{��z��y���n��m��l��k��j��ih��g��fz )١(

وهذا هو ما تضمنه قرار هيئة كبار العلماء باململكة العربية السعودية رقـم إن جرائم اخلطف والسطو النتهاك (:هـ ومما جاء فيه ١١/١١/١٤٠١ يف ٨٥

حرمات املسلمني على سبيل املكابرة وااهرة من ضروب احملاربة والـسعي يف األرض فسادا املستحقة للعقاب الذي ذكره اهللا سبحانه يف آية املائدة سواء وقع ذلك على النفس أو املال أو العرض وال فرق يف ذلك بني وقوعـه يف املـدن

حارى والقفار كما هو الراجح من آراء العلماء رمحهم اهللا تعاىل، والقرى أو الص دفع إيل قوم خرجوا حماربني إىل رفقـة : قال ابن العريب حيكي عن وقت قضائه

فأخذوا منهم امرأة مغالبة على نفسها من زوجها ومن مجلة املسلمني معه فيهـا من كان ابتالين اهللا به فاحتملنها مث جد فيهم الطلب فأخذوا وجيء م فسألت

ليسوا حماربني ؛ ألن احلرابة إمنا تكـون يف األمـوال ال يف : من املفتني فقالوا أمل تعلموا أن احلرابة يف الفـروج ! إنا هللا وإنا إليه راجعون : الفروج فقلت هلم

أفحش منها يف األموال، وأن الناس كلهم لريضون أن تذهب أمواهلم وحترب من وال حيرب املرء من زوجته وبنته ولو كان فوق ما قال اهللا عقوبـة بني أيديهم،

. )٢( )لكانت ملن يسلب الفروج

)٣٣آية : ( سورة املائدة )١( ) .٧٥: ص١٢: العدد( جملة البحوث اإلسالمية، )٢(

١٠٢٢

��Dא�����Cא�� �����3�o$=�����`��������� �

I�1�6א����������Yא�(�א����!Z#א�a�7�� �إن الدراسة التطبيقية هي الثمرة املرجوة من وراء هذه الدراسـة النظريـة،

لفصل عرضا لعدد من القضايا التطبيقية املعاصرة اليت مت النظر وسأتناول يف هذا ا فيها وصدرت أحكام ضد املدعى عليهم يف قضايا اغتصاب، وذلـك مبدينـة الرياض، واملنهج الذي سأسلكه يف دراسيت هلذه القضايا وحتليل مـضموا يف

:ضوء ما كتبته يف هذه الدراسة العلمية على النحو التايل

.كييف اجلرمي للقضية الت: أوال .وقائع القضية : ثانيا .إجراءات القضية : ثالثا .احلكم وتسبيبه : رابعا

.حتليل املضمون : خامسا وحرصت أن تكون القضايا قريبة العهد منا ؛ لنرى مدى حرص أصحاب

. الفضيلة القضاة بالتصريح بالقرائن الطبية املعاصرة أثناء تسبيبهم ألحكامهم :قضية األوىلال •

هـ ٣/٧/١٤٣٤ بتاريخ ٠٠٠٠٦١١ انتهت مبوجب الصك الشرعي رقم .)أ .ع.ح( ورموز امسه ) ١(صادر من احملكمة العامة بالرياض ، عدد املتهمني

: التكييف اجلرمي للقضية : أوالخطف طفلة عمرها ست سنوات، واغتصاا، وضرا بوحشية، وتعـاطي

.املسكر

:قضية وقائع ال: ثانيا عاما، خبطف طفلة صماء بكمـاء، ٢٩، عمره )أ .ع.ح( تتلخص يف قيام

عمرها ست سنوات، أثناء ذهاا مع شقيقها الذي يصغرها سنا، وذهب ا إىل

١٠٢٣

مكان جمهول، ومت العثور على الطفلة يف نفس اليـوم يف إحـدى حاويـات .النفايات، وا آثار عض يف ظهرها وساعديها وجبهتها

:إجراءات القضية: ثالثاجرى التحقيق فيها من قبل اجلهة ذات االختصاص وهي هيئـة التحقيـق .١

واالدعاء العام، مث رفعت إىل احملكمة العامة بالرياض مبطالبة املدعي العـام .بإقامة حد احلرابة على املتهم

وهو جـار للمتـهم يف - مت التعرف على املتهم من خالل أحد الشهود .٢ند باب بيتهم، شاهد املتهم وهـو أنه أثناء جلوسه ع حيث ذكر –سكنه

حيمل طفلة بكلتا يديه بشكل مسرع وأدخلها يف بيته، وكان يرتدي فنيلـة .صفراء اللون وبنطال أسود

مت القبض على املتهم يف نفس يوم اجلرمية، وهو حبالة سكر، وقد قام بتغـيري .٣الطفلة وتنظيفها، كمـا مالبسه وقت ارتكابه للجرمية، وتبني بأنه قام بغسل

. قام بغسل فنيلته وبنطاله ؛ إلخفاء آثاره املنوية وغريها

بالتحقيق مع املتهم أنكر ما نسب إليه مجلة وتفصيال ، وادعى وجود عداوة .٤ .بينه وبني والد الطفلة، ووجد مضاربة سابقة بينهما

صها وتـبني لألدلة اجلنائية لفح ) الفنيلة و البنطال ( مت بعث مالبس املتهم .٥( عدم وجود أي آثار ختدم يف القضية، كما ورد تقرير األدلة اجلنائية رقـم

وهو عبارة عن جمموعة من ) هـ ١٤٣٣/ فحوص وراثية / ١١ – ٠٠٠٠ ، وتبني مـن خـالل - اين عليها –املسحات الطبية أخذت من الطفلة

– ٠٠٠٠(رقـم التقرير أن مجيعها سلبية، كما ورد تقرير األدلة اجلنائية وهي عبارة عن عينة من املتـهم ، مل ) هـ ١٤٣٣/ حوص وراثية ف / ١١

.يتبني هلا أي تطابق جنائي يف القضية

مت بعث اين عليها للطب الشرعي للكشف عليها، وورد تقريرهم الطـيب .٦هـ بأنه بالكشف على اين عليها تـبني ١٤٣٣ ط ش لسنة ٠٠٠رقم

:يلي ما

١٠٢٤

طباعية لعضات آدمية، تشري تطوراا اإللتئامية حلدوثها وجود تكدمات ان ( سـحجات –يف غضون بضع ساعات سابقة على توقيت الكشف عليها

ظفرية حدثت من اخلدش جبسم رفيع خشن كأظافر اليد، تشري تطوراـا اإللتئامية حلدوثها يف غضون بضع ساعات سابقة على توقيت الكـشف

ء بكارا طفـويل عليها تبني أن غشا وبالفحص املوضعي للمجين . عليها –املظهر، به متزق كامل مقابل الساعة السادسة يصل للعويكشة اخللفيـة

اإلصابات املشاهدة موضوعا بفتح الشرج تشري حلدوث إيـالج حـديث بدبر اين عليها، تشري التطورات اإللتئامية لتلك اإلصابة املوضعية حلدوثها

وقد أوصـى ). يهاعلى توقيت الكشف عل يف غضون بضع ساعات سابقة استشاري الطب الشرعي بضرورة عرض اين عليها على استشاري طب األسنان لعمل قالب من العظات اآلدمية املتواجدة على جسد اين عليها

. قبل زواهلا؛ ليتم مقارنتها بأسنان املتهم حال القبض عليه

هـ املتضمن ١٢/٧/١٤٣٣خ ورد تقرير مركز طب األسنان بالرياض بتاري .٧ .%٨٠املرفقة للمجين عليها بنسبة وجود تطابق يف عضة املتهم مع الصور

:احلكم وتسبيبه : رابعا – ثالثة قضاة –صدر احلكم باإلمجاع من أصحاب الفضيلة ناظري القضية

، وحكموا بتعزيره مخس عشرة )أ .ع.ح( على درء حد احلرابة عن املدعى عليه وجلده ألف ومخسمائة جلدة مفرقة على ثالثـني من تاريخ توقيفه، سنة ابتداء

.مرة وقد كانت حيثيات احلكم وتسبيباته متعددة ولكن من أبرزها ما نص عليه

والتقارير الطبية وخصوصا تقرير مركز طب : (... أصحاب الفضيلة من قوهلم حلرابـة إال أـا وإن مل ترق يف إثبات حد ا ..... األسنان املذكور نصه بعاليه

).توجب الشبهة القوية فيما نسب للمدعى عليه

١٠٢٥

:حتليل املضمون : خامساباالطالع على القضية وتكييفها اجلرمي فهي صورة من صور احلرابة الـيت توجب القتل حدا أو القتل تعزيرا، ولكن لعدم وجود أدلة وقرائن موصلة لليقني

جود قرائن قاطعة مثل إثبـات حتليـل وخاصة مع إنكار املدعى عليه، وعدم و DNA لتلوثاته املنوية وغريها، ومع ضعف األدلـة إال أن أصـحاب الفـضيلة

استندوا يف حكمهم إىل التقرير الطيب من مركز طب األسنان، وحكموا حبكـم .فيه قوة وزجر للمدعى عليه

اعـة فتبني أمهية هذه التقارير الطبية يف إثبات جرمية االغتصاب، وتكوين قن قضائية لدى أصحاب الفضيلة ناظري القضية أثناء حماكمتـهم يف مثـل هـذه

. القضايا :القضية الثانية •

بتــاريخ ٦/٠٠٠٠/١٩ انتــهت مبوجــب الــصك الــشرعي رقــم ) ١(هـ صادر من احملكمة العامة بالرياض، عدد املتـهمني ١٣/١/١٤٢٩

.)ش .م.ح( ورموز امسه : التكييف اجلرمي للقضية : أوال

اختطاف طفل، وإركابه يف سيارته، وفعل فاحشة اللواط به بالقوة، وشربه .للمسكر، وقيادته للسيارة حتت تأثريه

:وقائع القضية : ثانيا عاما، خبطف طفل، عمره مثانيـة ٢٤، عمره )ش .م.ح( تتلخص يف قيام

أعوام، أثناء تواجد الطفل بالقرب من مرتهلم بعد صالة الفجـر، حيـث م، وسأله عن شـخص ٢٠٠٦ بسيارة هوندا موديل )ش .م.ح( حضر

يدعى فايز القحطاين، فأجابه الطفل بعدم معرفته به، مث قام بالرتول عليـه وكان يف حالة سـكر –ووضع يده على فمه ومحله بالقوة داخل السيارة

، مث انطلق بالسيارة إىل مكان مرتو، وجرد الطفل من مالبسه داخـل - بالقوة بإيالج حىت أنزل عليه املين، وقد سقطت ه الفاحشة السيارة وفعل ب

١٠٢٦

على فنيلة الطفل، فقام بتـرك الطفـل يف )ش .م.ح( قطرة دم من أنف .مكان اجلرمية وهرب بسيارته

:إجراءات القضية: ثالثاجرى التحقيق فيها من قبل اجلهة ذات االختصاص وهي هيئـة التحقيـق .١

كمة العامة بالرياض مبطالبة املدعي العـام واالدعاء العام، مث رفعت إىل احمل .بإقامة حد احلرابة وحد املسكر على املتهم

م ، واسـتطاع ٢٠٠٦مت القبض على املتهم وهو يقود السيارة اهلونـدا م .٢الطفل التعرف على املتهم بعد عرضه ضمن الطـابور النظـامي ألنـاس

لى الـسيارة يشاونه يف الشكل والطول، كما استطاع الطفل التعرف ع . اهلوندا

بالتحقيق مع املتهم أنكر ما نسب إليه مجلة وتفصيال، وبعد مواجهته بنتائج .٣ .التقارير اجلنائية والطبية اعترف جبرميته وصدق اعترافه باحملكمة

فنيلته اليت ا قطرة الدم حيث وجدت داخل سيارة + بعثت مالبس الطفل .٤( رد تقرير األدلة اجلنائية رقـم ، لألدلة اجلنائية لفحصها، وو )ش .م.ح(

املتضمن تطابق األمنـاط ) هـ ١٤٢٨/ فحوص وراثية / ١١ – ٠٠٠٠ مع األمناط الوراثية املرفوعة من مالبس الطفل )ش .م.ح(الوراثية لعينة دم

هو مـصدر تلـك )ش .م.ح( مما يثبت بأن املتهم ) آثار منوية –دم ( .العينات

لشرعي للكشف عليه، وورد تقريرهم الطيب رقم مت بعث اين عليه للطب ا .٥هـ بأنه بالكشف على اين عليـه تـبني ٧/٧/١٤٢٨ يف ١٩/٣٠٩٨

.إخل....) وجود سحجة بالشفة العليا للمجين عليه

:احلكم وتسبيبه : رابعا – ثالثة قضاة –صدر احلكم باإلمجاع من أصحاب الفضيلة ناظري القضية

، وأن ما قام به من جرمية )ش .م.ح( ليه املدعى ع على إثبات حد احلرابة على املنصوص عليها يف آية املائدة يعد ضربا من ضروب احلرابة واإلفساد يف األرض

١٠٢٧

���s��r��q��p��o��n��m��l���k}� :عند قوله تعـاىل ��`��_��~��}��|���{��z��y��x��w��v��u��t

���n��m��l��k��j��ih��g��f��e���d��cb��az

. واقترح أصحاب الفضيلة بأن تكون عقوبته القتل .٣٣: ملائدةسورة ا متعددة ولكن من أبرزها مـا نـص وقد كانت حيثيات احلكم وتسبيباته

جرى االطالع على تقرير األدلة اجلنائيـة : ( عليه أصحاب الفضيلة من قوهلم هـ بشأن العينة املأخوذة من اين عليه، ١٤٢٨/فحوص وراثية /١١-٠٠٠رقم

هـ بشأن العينة املأخوذة من ١٤٢٨/فحوص وراثية /١١-٠٠٠٠لتقرير رقم واوالنتيجة النهائية املتضمنة تتطابق العينتني، كما جرى ، )ش .م.ح( املدعى عليه

).إخل ...... االطالع على تقرير طيب الصادر حبق اين عليه :حتليل املضمون : خامسا

فهي صورة من صور احلرابة الـيت باالطالع على القضية وتكييفها اجلرمي توجب القتل حدا ، وقد أنكر املدعى عليه ارتكابه للجرمية يف أول األمر، ولكن بعد صدور التقارير الطبية واليت تعد قرينة قوية ومؤثرة، متت مواجهته بنتائجهـا وحماصرته باألسئلة من قبل حمقق القضية، ونتج عن ذلك اعتراف املدعى عليـه

وحبمد اهللا مت إقامة حـد . تفصيال جبرميته وصادق على ذلك يف احملكمة اعترافا .هـ١٤٢٩احلرابة على املدعى عليه بقتله مبدينة الرياض عام

فتبني أمهية هذه التقارير الطبية يف إثبات جرمية االغتصاب، وأثرها الكبري يف مراحل التحقيق تغيري مسار القضية من اجلهالة إىل املعلومة الصحيحة والدقيقة يف

.ومراحل احملاكمة :القضية الثالثة •

ــم ــشرعي رق ــصك ال ــب ال ــهت مبوج ــاريخ ٠٠٠٠٧٢٧ انت بت) ٢(هـ صادر من احملكمة العامة بالرياض، عـدد املتـهمني ٢٤/١٢/١٤٣٤

.)د .س.ن( ، ورموز اسم الثاين )ش .م.ح( ورموز اسم األول

١٠٢٨

: التكييف اجلرمي للقضية : أوال واغتصابه، وشرما للمسكر، وقيادة األول للـسيارة خطف حدث قاصر،

.حتت تأثري املسكر، وتسترمها على شركائهم اهلاربني

:وقائع القضية : ثانيا عاما، خبطـف حـدث هنـدي ٢٩ عمره )ش .م.ح( تتلخص يف قيام

عاما، والذهاب به إىل أربعة أشخاص يـشربون املـسكر ١٤اجلنسية، عمره عرضوا عليه فلما إباحيا، مث فعل به الفاحشة اثنان منهم، ويتعاطون احلشيش، و

بسيارته، وتوجه به إىل )ش .م.ح( وبعد وقت أشربوه املسكر بالقوة، مث أركبه حي الشفاء ، وكان به أربعة أشخاص، وأشربوه املسكر هناك، مث فعل الفاحشة

)د .س.ن( ين ، مث أعطاه الثا )سكني(به ثالثة منهم حتت ديد السالح األبيض .مائة ريال، وأركبه سيارة أجرة إليصاله ملرتل احلدث

:إجراءات القضية: ثالثاجرى التحقيق فيها من قبل اجلهة ذات االختصاص وهي هيئـة التحقيـق .١

واالدعاء العام، مث رفعت إىل احملكمة العامة بالرياض مبطالبة املدعي العـام .بإقامة حد احلرابة على املتهم

عرف على املتهمني من خالل احلدث حيث استطاع الداللة علـى مت الت .٢ .مرتهلم والتعرف عليهم وعلى سيارم

بالتحقيق مع املتهمني أقرا بأما كانا يف حالة سـكر وأحـدمها يقـود .٣السيارة، واستوقفهما احلدث املبلغ يف الشارع مث ركب معهما واجتهـوا

ج احلدث يف الشارع بعـد ، مث قام أحدمها بإخرا )د .س.ن( إىل مرتل مشاهدما للحدث وهو ميارس العادة السرية، وقد أنكرا ما نسب إليهما

.من فعل الفاحشة باحلدث

مت بعث احلدث اين عليه للطب الشرعي للكشف عليه، وورد تقريرهم .٤بأنه بالكشف على : (هـ ١٤٣٣ ط ش لسنة ٠٠٠الطيب الشرعي رقم

من دبر مل يتبني ما يشري إىل إتيان املـذكور اين عليه وبفحصه موضعيا

١٠٢٩

لواطا بإيالج حديث أو قدمي، كما مل يتبني من كشفنا عليه مثـة آثـار ).إصابية تشري إىل حدوث عنف أو مقاومة

وجد ت تلوثات منوية على بنطلون احلدث اين عليه مت حتريزها وإرساله .٥ أخذها من املتهمني فورد تقرير لألدلة اجلنائية ؛ ملضاهاا لعينة الدم اليت مت

) هــ ١٤٣٣/ فحوص وراثيـة / ١١ – ٠٠٠٠( األدلة اجلنائية رقم ، مما يثبت بأنه )د .س.ن( املتضمن تطابق األمناط الوراثية لعينة دم املتهم

.هو مصدر تلك التلوثات املنوية

مت تدوين حمضر من قبل ضابط الشرطة الذي باشر القضية منذ بدايتـها .٦، " اسم احلدث اين عليـه "مت إثبات حالة املدعي : ( فيه ما نصه وجاء

واتضح بأنه يرتدي قميصا أسود، وبنطلونا أسود ، متسخة فقط الغـري، ).وال يوجد به أية آثار ضرب أو عنف وخالفه

:احلكم وتسبيبه : رابعا – ثالثة قضاة –صدر احلكم باإلمجاع من أصحاب الفضيلة ناظري القضية

، وحكموا )د .س.ن( و )ش .م.ح( لى درء حد احلرابة عن املدعى عليهما عبصرف النظر عن طلب املدعي العام إقامة حد احلرابة وحد املسكر على املدعى

بـسجنه ثـالث )ش .م.ح( عليهما لعدم قيام موجبه، وحكموا بتعزير األول جنه سبع سنوات بس .)د .س.ن( سنوات وجلده ثالمثائة جلدة، وتعزير الثاين

.وجلده سبعمائة جلدةوقد كانت حيثيات احلكم وتسبيباته متعددة ولكن من أبرزها ما نص عليه

: أصحاب الفضيلة من قوهلم وبناء على ما ورد يف تقرير األدلة اجلنائية من أن مصدر عينة التلوثـات ( .١

)د .س.ن( املنوية املوجودة على مالبس اين عليه تعود للمدعى عليه ؛ مما يعد قرينة قوية تقوي دعوى املدعي العام حيث القرائن املفيدة لغلبة

.... ).الظن معمول ا يف إثبات احلقوق وبناء على ما ورد يف تقرير الطب الـشرعي املتـضمن أنـه ( ...... .٢

١٠٣٠

بالكشف على اين عليه مل يتبني حصول إيالج حديث أو قـدمي ممـا ) .ى املدعى عليهما يستدعي ختفيف العقوبة عل

:حتليل املضمون : خامساباالطالع على القضية وتكييفها اجلرمي فهي صورة من صور احلرابة الـيت توجب حد احلرابة، وهي داخلة يف قرار هيئة كبار العلماء باململكـة العربيـة

إن جرائم : ( هـ ومما جاء فيه ١١/١١/١٤٠١ يف ٨٥السعودية الصادر برقم و النتهاك حرمات املسلمني على سبيل املكابرة واـاهرة مـن اخلطف والسط

ضروب احملاربة والسعي يف األرض فسادا املستحقة للعقاب الـذي ذكـره اهللا ، ....)سبحانه يف آية املائدة سواء وقع ذلك على النفس أو املـال أو العـرض ليهمـا ولكن لعدم وجود أدلة وقرائن موصلة لليقني وخاصة مع إنكار املدعى ع

فعل الفاحشة، ولشبهة الرضا من احلدث لقرينة حمضر الـضابط الـذي باشـر القضية، وملا نص عليه أصحاب الفضيلة القضاة من أن تقرير الطب الـشرعي يستدعي ختفيف العقوبة على املدعى عليهما؛ فإن احلكم صدر بدرء حد احلرابة

.ليقنيواإلكتفاء بالتعزير لوجود قرائن ولكنها ال ترتقي لنالحظ يف هذه القضية بالذات األثر الواضح واملؤثر للتقرير الطيب الشرعي لصاحل املدعى عليهما، فكان التقرير سببا من أسباب ختفيف العقوبة كما نـص

.على ذلك أصحاب الفضيلة القضاة فنخلص إىل أن القرائن والتقارير الطبية هلا أثر يف تشديد العقوبات، كما أن

.واهللا أعلم. يف ختفيف العقوباتهلا أثر

١٠٣١

�و�!��(�K�Lא� ��F���Eא� !���pوא�!�1�� �

وبعد هذا العرض العاجل والقصري ملبحث مهـم يف القـضايا اجلنائيـة يف :عدة نتائج مهمة مرحليت التحقيق واحملاكمة انتهيت إىل

.اإلكراه على الزنا واللواط: التعريف املختار لالغتصاب هو:أوال كل أمارة ظاهرة تقارن شيئا خفيا تـدل : التعريف املختار للقرينة بأا :ثانيا

.عليه رأي مجهور العلماء يف املذاهب الفقهية األربعة علـى جـواز القـضاء :ثالثا

، واعتربوها مـن وسـائل - ومنها القرائن الطبية املعاصرة -بالقرائن دا إىل فعل الـصحابة اإلثبات بل بعضهم حكى اإلمجاع على ذلك استنا

وأقضيتهم رضي اهللا عنهم، واستدلوا بأدلة كثرية من الكتـاب والـسنة .واإلمجاع واملعقول

انتهيت يف هذا البحث إىل ترجيح القول إنه يؤخـذ بـالقرائن الطبيـة :رابعا :القطعية كتقارير البصمة الوراثية وغريها يف إقامة احلدود، بشرطني

.ع واقع القضية واجلرمية كيفا وزمناتوافق هذه القرائن م - أ

.قناعة القاضي واطمئنانه إىل تلك القرائن ومدلوالا - ب

. قرر العلماء أن القرينة الظاهرة ترتل مبرتلة دليل الشهادة: خامسا

انتهيت إىل أن حد احلرابة الوارد يف آية املائدة هو احلد الذي ينطبـق : سادسا .امرأة صغريا أو كبرياعلى كل من اغتصب رجال أو

من خالل التطبيقات القضائية ألحكام يف جـرائم اغتـصاب ثبتـت : سابعا بالقرائن الطبية املعاصرة اليت مت عرضها وحتليلها، تـبني أن القـرائن والتقارير الطبية هلا أثر يف تشديد العقوبات، كما أن هلا أثرا يف ختفيف

. إليها املختصون يف ذلكالعقوبات، حبسب النتيجة اليت توصل : ومن التوصيات املهمة بعد هذا البحث ما يلي -

١٠٣٢

إقامة دورات متخصصة وزيارات ميدانية ألصحاب الفـضيلة القـضاة : أوال وكذلك أعضاء هيئة التحقيق واالدعاء العام، يف الطب الشرعي واألدلة اجلنائية ، بشكل متواصل ومستمر ؛ للوقوف على مستجدات القـرائن

. الطبية املعاصرة طلب مساع شهادة األطباء الشرعيني يف قضايا االغتصاب لدى اجلهـات :ثانيا

.القضائية إجياد عنصر طيب نسائي يف الطب الشرعي ؛ للكشف علـى مـدعيات :ثالثا

االغتصاب من النساء، لكون كثري من النساء الاليت يتعرضن لالغتصاب .يرفضن الكشف من قبل طبيب رجل

دعم الطب الشرعي بكوادر طبية مميزة، وبأعـداد تـستوعب التزايـد :رابعا امللحوظ يف قضايا جنائية كثرية ومن ضمنها االغتصاب، ومبزايـا ماليـة مغرية ، نظرا لعزوف كثري من األطباء عن ختصص الطب الشرعي بسبب

.طبيعة العمل فيهقق اجلنائي والطبيب الـشرعي أمهية التواصل املباشر والسريع بني احمل :خامسا

.أثناء الكشف على اجلاين أو اين عليه أو اين عليهاواحلمد هللا الذي بنعمته تتم الصاحلات، وصلى اهللا وسلم على نبينا حممـد

.وعلى آله وصحبه أمجعني� �� �� �� �� �� �

� �

١٠٣٣

H7د��وא��א���א����`� � املكتب اإلسالمي، ابراهيم الفايز، /د.اإلثبات بالقرائن يف الفقه اإلسالمي، أ .١

.هـ١٤٠٣بريوت، الطبعة الثانية أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، : إحكام الفصول يف أحكام األصول .٢

عبدايـد تركـي، دار : م، حتقيق ١٩٨٦ -هـ ١٤٠٧الطبعة األوىل .الغرب اإلسالمي، بريوت

أمحد بن علي املكىن بأيب بكر الرازي اجلصاص احلنفـي، . أحكام القرآن .٣حممد الصادق قمحاوي، دار إحياء التراث العريب، بريوت، لبنـان : حتقيق

.م ١٩٨٥ -هـ ١٤٠٥الـشيخ : علي بن حممد اآلمدي، علق عليه : اإلحكام يف أصول األحكام .٤

–م، دار الـصميعي ٢٠٠٣ -هـ ١٤٢٤عبدالرزاق عفيفي، ط األوىل الرياض

الدينية بـالعراق، أدب القضاء، البن أيب الدم، وزارة األوقاف والشؤون .٥١٩٧٤.

إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل، حملمد ناصر الدين األلبـاين، .٦ .هـ١٣٩٩املكتب اإلسالمي، الطبعة أألوىل

األشباه والنظائر على مذهب أيب حنيفة النعمان، لزين الدين ابن جنيم، دار .٧ .هـ١٤٠٠الكتب العلمية، بريوت، طبعة

العاملني، البن قيم اجلوزية، دار الكتـب العلميـة، إعالم املوقعني عن رب .٨ .هـ١٤١٤بريوت ، الطبعة الثانية،

.هاين اجلبري، حبث علمي منشور إلكترونيا/ االغتصاب أحكام وآثار، د .٩سيف الـدين : اإلكليل يف استنباط الترتيل، جالل الدين السيوطي، حتقيق .١٠

.عبدالقادر الكاتب، دار الكتب العلمية، بريوتلإلمام عالء الدين أيب بكر بن مـسعود . ائع الصنائع يف ترتيب الشرائع بد .١١

.هـ١٤٠٦الكاساين، دار الكتب العلمية، لبنان، بريوت، الطبعة الثانية

بداية اتهد واية املقتصد، حملمد بن أمحد بن رشد القرطيب، دار الكتـب .١٢

١٠٣٤

.هـ١٤٠٨العلمية، بريوت، الطبعة العاشرة،

/ د. ودورها يف اإلثبات اجلنائي بني الشريعة والقـانون، أ البصمة الوراثية .١٣ .اإلسكندرية. فؤاد عبداملنعم، املكتبة املصرية

عمر . البصمة الوراثية، ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلناية، د .١٤السبيل، حبث علمي مقدم للمجمع الفقهي اإلسالمي التابع لرابطة العـامل

.ة عشراإلسالمي، يف دورته السادس

مجال مرعشلي، دار عامل الكتـب، : تبصرة احلكام، البن فرحون، حتقيق .١٥ .هـ١٤٢٣الرياض، السعودية، طبعة خاصة،

التعريفات ، أليب احلسن علي بن حممد اجلرجاين احلنفي ، وضع حواشـيه .١٦/ هـ ١٤٢١حممد السود، دار الكتب العلمية، الطبعة األوىل : وفهارسه

.م٢٠٠٠ .هـ١٤٠٥عظيم، البن كثري، دار املعرفة، بريوت، ط تفسري القرآن ال .١٧تفسري روح املعاين، لشهاب الدين حممود األلوسي، دار إحيـاء التـراث .١٨

.العريب، بريوت

حممد بن جرير الطربي، مؤسـسة : جامع البيان يف تأويل القرآن، لإلمام .١٩ . هـ١٤٢٠الرسالة ، الطبعة األوىل،

القرطيب، دار الشام للتراث، بـريوت، اجلامع ألحكام القرآن، أليب عبداهللا .٢٠ .هـ١٣٧٢الطبعة الثانية

أليب احلسن علي بن حممد بن حبيب املاوردي البصري، . احلاوي الكبري .٢١علي حممد معوض، والشيخ عادل أمحد عبـداملوجود، دار : حتقيق الشيخ

.هـ١٤١٤الكتب العلمية، لبنان، الطبعة األوىل

قيم ، لبكر أبو زيد، دار العاصمة، الرياض، احلدود والتعزيرات عند ابن ال .٢٢ . هـ ١٤١٥الطبعة الثانية

معجب احلويقـل، مطبوعـات .دور األثر املادي يف اإلثبات اجلنائي ، د .٢٣ .هـ١٤١٩جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، الطبعة األوىل

روضة الناظر وجنة املناظر يف أصول الفقه على مذهب اإلمام أمحـد بـن .٢٤عبـدالكرمي النملـة، دار .د.أ: وفق ابن قدامة املقدسي، حتقيـق امل. حنبل

١٠٣٥

.هـ١٤١٩العاصمة، الطبعة السادسة سنن ابن ماجه، أليب عبداهللا حممد بن يزيـد القـزويين، حتقيـق حممـد .٢٥

.عبدالباقي، دار الفكر، بريوتسنن الترمذي، وهو اجلامع الصحيح، حملمد بن عيـسى الترمـذي، دار .٢٦

.هـ١٤٠٣نية الفكر، بريوت، ط ثا

.سنن الدارقطين، لعلي بن عمر الدارقطين، دار احملاسن، القاهرة .٢٧

.السنن الكربى، أليب بكر أمحد بن حسني البيهقي، دار الفكر، بريوت .٢٨

سنن النسائي، أليب عبدالرمحن بن شعيب النسائي، دار الكتاب العـريب، .٢٩ .بريوت

مية، اسـتانبول صحيح البخاري، حملمد إمساعيل البخاري، املكتبة اإلسـال .٣٠ .م١٩٨١طبعة

حممد فؤاد عبدالباقي، : صحيح مسلم، ملسلم بن احلجاج القشريي، حتقيق .٣١نشر وتوزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشـاد

.هـ١٤٠٠باململكة، طبعة

نـايف : الطرق احلكمية يف السياسية الشرعية، البن قيم اجلوزية، حتقيق د .٣٢ .هـ ١٤٢٨عة دار عامل الفوائد، الطبعة األوىل احلمد ، طب

الطاهر أمحد الزواوي، الطبعـة : القاموس احمليط ، للفريوزآبادي، وترتيب .٣٣ .الثانية، عيسى البايب احلليب وشركاه

زيد القرون، رسالة دكتوراه : القرائن املادية املعاصرة وأثرها يف اإلثبات، د .٣٤اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية، من قسم الفقه بكلية الشريعة من جامعة

.هـ١٤١٨عام

صاحل الـسدالن، / د.القرائن ودورها يف اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية، أ .٣٥ .هـ ١٤١٨دار بلنسية ، الطبعة الثانية

عبداهللا العجالن ، رسالة دكتوراه من قسم : القضاء بالقرائن املعاصرة ، د .٣٦من جامعة اإلمام حممد بن سـعود الفقه املقارن ، باملعهد العايل للقضاء ،

.هـ١٤١٢اإلسالمية، عام

القضاء بالقرائن واألمارات يف الفقه اإلسالمي، لعبد العزيز الدغيثر، حبث .٣٧

١٠٣٦

.٢٨منشور يف جملة العدل الصادرة من وزارة العدل، عدد قواعد األحكام يف مصاحل األنام، لعزل الدين ابن عبدالسالم، دار البـاز، .٣٨

.مكة كراتشي ، الطبعة األوىل، –قه ، للربكيت، دار الصدف ببلشرز قواعد الف .٣٩

. هـ ١٤٠٧

حممـد : أليب القاسم حممد بن أمحد بن جزي ، حتقيـق . القوانني الفقهية .٤٠ .هـ١٤٢٧الضناوي، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، الطبعة الثانية

لسان العرب، جلمال الدين ابن منظـور، دار صـادر، الطبعـة الثالثـة، .٤١ .م٢٠٠٤

الفواكه البدرية يف البحث عن أطراف القضايا احلكمية، أليب اليسر حممد .٤٢ .بن الغرس احلنفي ، مطبعة النيل ، القاهرة

: حاشية رد احملتار على الدر املختار؛ البن عابدين، حممد بن أمني، حتقيـق .٤٣عادل عبداملوجود وعلي حممد معوض، دار عـامل الكتـب، الريـاض،

.هـ١٤٢٣السعودية،طبعة جملة البحوث اإلسالمية، الرئاسة العامة إلدارات البحوث العلمية واإلفتـاء .٤٤

.والدعوة واإلرشاد، الرياضاملدخل الفقهي العام، ملـصطفى الزرقـاء، دار القلـم، الطبعـة األوىل .٤٥

.هـ١٤١٨

-هــ ١٤١٥املدونة، لإلمام مالك، دار الكتب العلمية، الطبعة األوىل، .٤٦ م١٩٩٤

لإلمام أيب حامد الغزايل، ومعه كتاب فواتح . علم األصول املستصفى من .٤٧الرمحوت لعبدالعلي األنصاري، دار الكتب العلميـة، بـريوت، لبنـان،

هـ ١٣٢٢يوسف الـشيخ حممـد، : املصباح املنري، ألمحد الفيومي املقري، اعتىن به .٤٨

. م١٩٩٧/هـ١٤١٨املكتبة العصرية، الطبعة الثانية حبيب الـرمحن : بكر عبدالرزاق الصنعاين، حتقيقأليب. مصنف عبدالرزاق .٤٩

.هـ١٤٠٣األعظمي، املكتب اإلسالمي، بريوت، الطبعة الثانية

١٠٣٧

كمـال : أليب بكر بن أيب شـيبة، حتقيـق . املصنف يف األحاديث واآلثار .٥٠ .هـ ١٤٠٩احلوت، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة األوىل

دالرمحن عبداملنعم ، دار حممود عب /معجم املصطلحات واأللفاظ الفقهية د .٥١ .الفضيلة

عبدالـسالم : معجم مقاييس اللغة، أليب احلسني أمحد بن فارس، حتقيـق .٥٢ .هارون، دار الكتب العلمية، بريوت

معني احلكام فيما يتردد بني اخلصمني من األحكام، لعالء الدين الطرابلسي .٥٣ .هـ١٣٩٣احلنفي، مطبعة مصطفى البايب احلليب، ط ثانية

ترتيب املعرب، للمطرزي، مكتبة أسامة بن زيد، حلب، الطبعة املغرب يف .٥٤ .هـ١٣٩٩األوىل

املغين، البن قدامة املقدسي، حتقيق التركي واحللـو، طبعـة دار هجـر، .٥٥ .هـ١٤١٠القاهرة، طبعة أوىل

املوسوعة الفقهية ، وزارة الشؤون اإلسالمية بالكويت، الطبعـة الثانيـة .٥٦ .هـ ١٤٠٤

شريعة اإلسالمية، حملمد الزحيلي، مكتبة دار البيـان، وسائل اإلثبات يف ال .٥٧ .هـ١٤٠٢دمشق ، الطبعة األوىل

١٠٣٨

� �� �

١٠٣٩

��������Yא�(�א����!Z#א�����3� �� �

�3�Lq�T=�אد�א��*!����=���!r���=� �

�א,"!�ذ�א���=��'�`���א�6��8 ��א�6��8�و<�1ل�א���(�$*� Jאن�t�64�7�� �

١٠٤٠

١٠٤١

�א���4 �لعاملني، والصالة والسالم على نبينا حممد وآله وصحبه ومن احلمد هللا رب ا

:تبعه بإحسان إىل يوم الدين، أما بعد فإن اإلسالم قد عمل على حتقيق املصاحل الضرورية ومحايتها بكل الـسبل املمكنة، حىت تستقيم حياة الناس وتنتظم، ولذلك جعل النفـوس واألعـراض

ما يؤدب املعتدين ويزجـر اآلخـرين واألموال مصونة، وشرع من العقوبات ومن ذلك ما شرعه اهللا عز وجل من حد الزنا ملن اعتـدى علـى . ويردعهم

الفروج، كما شرع إلثباته من الطرق والوسائل ما جيعل العقوبة ترتل مبن تيقن وقد كثرت يف هذه األزمان حوادث االغتصاب؛ . أو غلب على الظن أنه فعلها

يقع االغتصاب بعيدا عن األعني ويف أمـاكن نائيـة لظروف كثرية، وغالبا ما وأطراف بعيدة، كما أن املغتصب يريد أن يفلت جبرميته النكراء، ومـن وقـع عليها االغتصاب واتمع الذي وقع فيه ذلك، يريدون أن ينال املغتصب جزاءه العادل حىت يتحقق الردع والزجر، وحتمى األعراض واألنساب يف اتمع، وقد

ث تطور كبري يف القرائن الطبية ، فهل ميكن إثبـات االغتـصاب بتلـك حد .القرائن؟ هذا ما حياول الباحث أن يعاجله

وهذا جهد املقل فما كان من توفيق فمن اهللا وحده، وله املنة والفضل، وإن . كان من خطأ فمني ومن الشيطان

.وجههواهللا أسأل السداد والتوفيق وأن جيعل هذا العمل خالصا ل

١٠٤٢

١٠٤٣

�א�!�5��� �Aאن�א��� =���Kא�!�Cu�l��6دא �

ومن هنـا ... االغتصاب مادته غصب، أي أخذه قهرا وظلما، فهو غاصب .إذا زنا ا كرها، واغتصبها نفسها: غصب الرجل املرأة نفسها: قيل

وعلى ذلك ميكن تعريف االغتصاب اصطالحا بأنه الزنا باملرأة مـن غـري .رضاها

كراهها وحالة انعدام رضاها فال تعبر عن إرادا تعـبريا فيشمل ذلك حالة إ صحيحا مقبوال، كانونة والسكرى واملنومة واملغمى عليها، أو بطريق الغـش واالحتيال، كما إذا جاء رجل إىل امرأة يف خمدعها فظنت أنه زوجها مث اتضح

.هلا أنه ليس بزوجهاما يدل على املراد من غـري : أما القرائن فمفردها القرينة، وهي اصطالحا

.١كونه صرحياأو هي األمارة اليت تدلنا على األمر اهول استنباطا واستخالصا من األمارة

.٢املصاحبة أو املقارنة لذلك األمر اخلفي اهولواملقصود بالقرائن الطبية هي العالمات واألمارات احليوية الطبية اليت يستفيد

فحـص : بط اجلنائي وغريمها، ومن هذه العالمـات منها الطب الشرعي والض البصمة الوراثية لبعض العينات احليوية كالشعر والدم واللعاب وغريها، ومنـها

.٣٩٤، ومعجم لغة الفقهاء ص ٣٣/١٥٦، واملوسوعة الفقهية ٤٢٨قواعد الفقه للربكيت ص . ١مد الفائز، املكتب اإلسالمي، بريوت، إبراهيم حم : دراسة مقارنة : اإلثبات بالقرائن يف الفقه اإلسالمي . ٢

دراسـة : ، نقال عن أصول التحقيق اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية ٦٣م، ص ١٩٨٣=ه١٤٠٣، ٢ط .٥٠٣م، ص ٢٠٠٨=ه١٤٢٩، ١حممد راشد العمر، دار النوادر، دمشق، ط. د: فقهية مقارنة

١٠٤٤

حتليل الدم للكشف عن السموم واملخدرات واخلمور، باإلضـافة إىل فحـص .١البصمات وفصيلة الدم والتشريح وغريها

حجية تللك القـرائن وعلى ذلك يكون املقصود بعنوان البحث هو مدى هل يعتد ا إلثبات االغتصاب وإحلـاق العقوبـة : الطبية يف إثبات االغتصاب

املقررة شرعا باملغتصب، أو ال ترقى إىل ذلك وتظل يف جمال االسـتئناس ـا ويعتمد عليها يف التعزير ال إقامة احلد؟

نقـال عـن موقـع الفقـه اإلسـالمي تعريف جلنة مؤمتر القرائن الطبية املعاصرة وآثارها الفقهية، . ١Islamfeqh.

١٠٤٥

�א��A�א,ول� �N�$=�vC!4��2��u�Y��!Z#א�����3�� �

ء على أن االغتصاب يثبت باإلقرار أو بالشهود ، قال ابن عبـد أمجع الفقها قد أمجع العلماء على أن على املستكره املغتصب احلد إن شهدت البينـة : "الرب

عليه مبا يوجب احلد أو أقر بذلك، فإن مل يكن فعليه العقوبة وال عقوبة عليهـا راخها واسـتغاثتها إذا صح أنه استكرهها وغلبها على نفسها، وذلك يعلم بص

وصياحها وإن كانت بكرا فيما يظهر من دمها وحنوها مما يفصح به أمرها، فإن مل يكن شيء من ذلك وظهر ا محل وقالـت اسـتكرهت، فقـد اختلـف

.١"العلماءوقد جاءت الرواية بأن النيب، صلى اهللا عليه وسلم، قد أقام احلد على مـن

أن امـرأة : لك، فعن وائل بـن حجـر استكره امرأة على الزنا، واعترف بذ خرجت على عهد رسول الله ،صلى اهللا عليه وسلم، تريد الـصالة، فتلقاهـا

ل فقالـتجا رهليع رمو طلقفان ،تاحا فصهمن هتاجى حا فقضللهجل فتجر : الر كذا إن ذاكل بى كذا ول فعج . فقالت اجرينهالم ة مناببعص ترمإن : و

فانطلقوا فأخذوا الرجل الذى ظنت أنه وقـع . ذاك الرجل فعل بى كذا وكذا أتوا به رسول الله ،صلى اهللا عليه وسلم، ف. نعم هو هذا : فقالت . عليها وأتوها

يا رسـول اللـه أنـا : فلما أمر به ليرجم قام صاحبها الذى وقع عليها، فقال سنا وقال وقال للرجل قوال ح . »اذهبى فقد غفر الله لك «: فقال لها . صاحبها

.٤/٢٢١بداية اتهد : ، وينظر ٧/١٤٦االستذكار . ١

١٠٤٦

لقد تاب توبة لو تابهـا أهـل «وقال . »ارجموه«: للرجل الذى وقع عليها مهة لقبل مندين١»الم.

، "»ارجمـوه «: وقال للرجل الذى وقع عليها : " ووجه الداللة يف قوله ف باغتصاب املرأة والزنا ا إكراها، أقام عليه النيب ،صـلى اهللا أي أنه ملا اعتر

.عليه وسلم، احلد

.حديث حسن غريب صحيح: ، وقال ١٤٥٤، والترمذي ٤٣٧٩أخرجه أبو داود . ١

١٠٤٧

�<Eא����Aא��� ��D�M���5אJ��Y��!Z#א�����3�� �

اختلف الفقهاء يف املرأة اليت يظهر منها احلمل وال زوج هلا وقد أنكـرت الزنا وادعت أن احلمل كان عن اغتصاب، فهل يقبل قوهلا يف ذلك أو ال؟

إىل قبـول دعواهـا ٣ واحلنابلة ٢ والشافعية ١احلنفية: ذهب مجهور الفقهاء وإن مل تـأت بـدعوى : "قال ابن رشد . االستكراه، وأنه ال يقام عليها احلد

. ٤"االستكراه بأمارة :ومن أدلتهم

، إذا )أي ابن اخلطـاب (بينما حنن مبىن مع عمر : عن الرتال بن سربة قال -١تبكي، قد كاد الناس أن يقتلوها مـن الزحـام، امرأة ضخمة على محارة

ما يبكيك؟ إن املـرأة رمبـا : فلما انتهت إىل عمر، قال . زنيت: يقولون كنت امرأة ثقيلة الرأس، وكان اهللا يرزقين من صالة : استكرهت، فقالت

الليل، فصليت ليلة مث منت، فواهللا ما أيقظين إال الرجل قد ركبين، فنظرت لـو قتلـت هـذه : فقال عمر . دري من هو من خلق اهللا إليه مقفيا ما أ

أال تقتـل نفـس : مث كتب إىل األمـصار . خشيت على األخشبني النار .٥دونه

. ط دار إحياء التراث العريب٥/٤شرح فتح القدير. ١ .١٣١-٤/١٣٠طالب حاشية الرملي الكبري على أسىن املطالب يف شرح روض ال. ٢ .٤٣-٢٤/٤٢، واملوسوعة الفقهية ١٢/١٥٤فتح الباري : ، وينظر ٨٠-٩/٧٩املغين . ٣ .٤/٢٢٣بداية اتهد . ٤ .٢٩٠٩٣ رقم ٩/٥٦٩أخرجه ابن أيب شيبة يف املصنف . ٥

١٠٤٨

قد جاء يف عدة قضايا أن عمرا درأ : قال ابن عبد الرب : "وقال ابن حجر .١"احلد بدعوى اإلكراه وحنوه

قول علي بن أيب طالب، رضي اهللا عنه،لشراحة ملـا محلـت -٢لعل زوجك جاءك، أو لعـل أحـدا :"وكان زوجها غائبا

فسك؟ قالتلى نك عهكرتا. ال: اسنبالز تأقر٢"و. ميكن أن تكون املرأة فيما ادعته من النكاح أو االسـتكراه، " -٣

.٣"صادقة، واحلدود ال تقام إال باليقني، بل تدرأ بالشبهات

د املالكية فال تقبل دعوى املرأة احلامل وال زوج هلا، أا اسـتكرهت أما عن إال بالبينة أو أمارة على صدقها، كأا جاءت تستغيث وهى تدمى أو حنو ذلك

.٤من فضيحة نفسها، فإن مل يكن ذلك أقيم عليها احلد

اب وإن الرجم فى كت : "ومن أدلتهم قول عمر بن اخلطاب، رضي اهللا عنه الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة أو كـان

افتراالع ل أوب٥"الح.

.٤/٢٢٣، وبداية اتهد ٢٣/٩٧، والتمهيد ٧/٤٨٦االستذكار : ، وينظر ١٢/١٥٤فتح الباري . ١، والبيهقي يف السنن الكـربى ٧/١٤٣، وعبد الرزاق يف املصنف ١٢١٠، رقم ٢/٣٨٦ أمحد أخرجه. ٢

. ط الرسالة٢/٣٨٦، وضعفه خمرجو املسند ٨/٢٢٠ .١٢/١٥٥، وفتح الباري ٤/٢٢٣بداية اتهد : ، وينظر ٧/٤٨٦االستذكار . ٣، ٢٣٢ الفقهيـة ص ، والقـوانني ٤/٢٢٣، وبداية اتهـد ٢٣/٩٧، والتمهيد ٧/٤٨٦االستذكار . ٤

.٢٤/٤٣، واملوسوعة الفقهية ٤/٣١٩وحاشية الدسوقي .١٦٩١، ومسلم ٦٨٣٠، ٦٨٢٩أخرجه البخاري . ٥

١٠٤٩

يف حديث عمر هذا التسوية بني البينـة واالعتـراف : "قال ابن عبد الرب أة إذا وجدت حامال وال زوج هلا وال وفيه أن املر : "وقال ابن حجر . ١"واحلبل

.٢"سيد، وجب عليها احلد إال أن تقيم بينة على احلمل أو االستكراهوفرق ابن القاسم من املالكية وعثمان البيت بني املرأة الغريبة وغريها، قـال

إذا كانت طارئة فال حد عليهـا وإال أقـيم : وقال ابن القاسم : "ابن عبد الرب .٣"و قول عثمان البيتوه. عليها احلد

ومجع بعضهم بأن من عرف منها خمايـل الـصدق يف : "وقال ابن حجر دعوى اإلكراه قبل منها، وأما املعروفة يف البلد اليت ال تعرف بالدين وال الصدق

.٤"وال قرينة معها على اإلكراه فال، وال سيما إن كانت متهمة

.٢٣/٩٧التمهيد . ١ .١٢/١٥٤فتح الباري . ٢ .٧/٤٨٦، واالستذكار ٢٣/٩٧التهميد .٣ .١٥٥-١٢/١٥٤فتح الباري . ٤

١٠٥٠

١٠٥١

�א��A�א����� ���������Yא�(�א!Z#א�����3������ �

:يشمل إثبات االغتصاب بالقرائن الطبية ما يلي :إثبات االغتصاب بالبقع املنوية -١

ذكر ابن القيم يف الطرق احلكمية أنعمر بن اخلطاب ،رضي اهللا عنـه، أيت بامرأة قد تعلقت بشاب من األنصار وكانت واه، فلما مل يساعدها احتالـت

اض على ثوا وبني فخذيها، مث فأخذت بيضة فألقت صفرا وصبت البي : عليه هذا الرجل غلبين على نفـسي وفـضحين يف : جاءت إىل عمر صارخة فقالت

فهم . إن ببدا وثوا أثر املين : فسأل عمر النساء فقلن له . أهلي وهذا أثر فعاله يا أمري املؤمنني تثبت يف أمري،فواهللا مـا : بعقوبة الشاب فجعل يستغيث ويقول

يا : فقال عمر . مهمت ا، فلقد راودتين عن نفسي فاعتصمت أتيت فاحشة وما إىل ما على الثوب مث دعا مبـاء حـار أبا احلسن ما ترى يف أمرمها؟ فنظر عليشديد الغليان فصب على الثوب فجمد ذلك البياض، مث أخذه واشتمه وذاقـه

.١وزجر املرأة فاعترفت. فعرف طعم البيض

ن اخلطاب وعلي بن أيب طالب رضـي اهللا وهذا األثر يدل على أن عمر ب عنهما، كانا يقضيان بالقرائن، ومنها قرينة وجود املين علـى مالبـس اـين

.٢عليها

حممد مجيـل . د: ، حتقيق )ه٧٥١(مد بن أيب بكر حم: ابن القيم : الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية . ١ .٧٠غازي، مطبعة املدين، القاهرة، ص

.٥٥٦أصول التحقيق اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية، ص : ينظر . ٢

١٠٥٢

وتربز أمهية البقع املنوية املوجودة يف مسرح اجلرمية، واليت يتم العثور عليها "ـ ه، يف نطاق اجلرائم اجلنسية يف إمكان نسبة هذه البقعة إىل الشخص املـشتبه ب

، وهو االختبار ذاالذي جيرى علـى DNAويتم ذلك من خالل إجراء اختبار خاليا الدم ، حيث ميكن إجراؤه على احليوانات املنوية أيضا وعلى أي خملفات حيوية صادرة عن جسم اإلنسان، حيث ميكن عن طريق هذا االختبـار نـسبة

ـ . هذه املخلفات على وجه اجلزم واليقني ى اسـتخالص ويقوم االختبـار علالبصمات اجلينية املوجودة يف نواة اخللية ومن مث مقارنتها بالبـصمات اجلينيـة خلاليا حيوية يتم أخذها من املشتبهبه لتقرير ما إذا كان املصدر واحـدا مـن عدمه، أي بني خاليا مقارنة بصمة احلمض النووي املأخوذة من املشتبه به، مع

الذي مت العثور عليه يف مسرح اجلرمية، أما بصمة احلمض النووي للسائل املنوي األمر الذي ميكن تثبيته يف هذا اال هو أن املقارنة ميكن أن جتري بني بـصمة احلمض النووي املوجود يف السائل املنوي الذي يتم العثور عليـه يف مـسرح اجلرمية ببصمة احلمض النووي للمشتبه به من خالل إجراء الفحص علـى دم

به، حيث إن هذه البصمة ميكن التعرف عليها من كل ناتج حيوي مـن املشتبه .١"جسم اإلنسان، حىت ولو كانت خلية معلقة بشعرة، أي بويصلة

: والسائل املنوي يف اجلرمية يكون غالبا فيما يأيت يف األعضاء التناسلية وما حوهلا وبني الفخذين واملالبس الداخلية للمجـين -١

.عليه أو عليها .لعضو الذكري للفاعل أو مالبسه الداخليةعلى ا -٢

، ١حممد محاد اهلييت، دار املناهج للنشر والتوزيع، عمان، األردن، ط : التحقيق اجلنائي واألدلة اجلرمية . ١ .٢٢٢-٢٢١م، ص ٢٠١٠=ه١٤٣١

١٠٥٣

.١يف مكان احلادث على السرير واألغطية وفراش السيارة وما إىل هنالك -٣

خرق وأدوات تنظيف أو مسح التلوثات كاملناشف ومناديل القمـاش أو -٤ورق كلينكس، وعادة ما توجد ملقاة على األسـرة أو حتتـها أو علـى

. ٢األرض أو سالل املهمالت

بت التحليل الطيب أن البقع املنوية املوجودة على فرج امـرأة تـدعي فإذا أث اغتصاا، هي للشخص الذي تتهمه باغتصاا، هل تكون هذه القرينة كافيـة

إلثبات االغتصاب؟

إن وجود هذه املادة املنوية هلذا الشخص املتهم قرينة قوية تدعو إىل التحقيق مله على االعتراف إذا عرف بـالفجور مع املتهم واختاذ اإلجراءات الالزمة حل

والفساد ودلت قرائن أخرى على تورطه يف مة االغتصاب وميكن تعزير املتهم .حىت لو مل يعترف، ألن التعزيز يثبت ذه القرينة

أما إذا عرف عن الشخص املتهم الصالح والتقوى وقد نفى أي اعتداء على يف معاقبته وال جيوز اختاذ أي إجـراء معـه الفتاة املدعية فإنه ال أثر هلذه القرينة

.حلمله على االعترافويستطيع احملقق التمييز بني صدق هذه الدعاوى أو كذا باإلضافة إىل هذه القرينة عن طريق السرية الذاتية للمدعى عليه وعالقته ذه الفتاة وعن سـلوك

ادثة كما جرى مـع الفتاة نفسها، مث بالنظر إىل قرائن األحوال اليت تكتنف احل

ويف الغالب . ، وينظر مراجعه ومصادره ٥٥٦-٥٥٥أصول التحقيق اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية، ص . ١توجد البقع املنوية على اجلزء األمامي لقميص أو لباس أو بنطلون املتهم، على اجلزء اخللفي لقمـيص

، نقال عـن ٢٦٨اح مراد، ص عبد الفت .د: التحقيق اجلنائي الفين . اين عليها على واجهته األمامية .٢١١التحقيق اجلنائي واألدلة اجلرمية، ص

.٢١١التحقيق اجلنائي واألدلة اجلرمية، ص. ٢

١٠٥٤

يوسف عليه السالم يف الدعوى اليت رفعتها عليه امرأة العزيز ومت كشف زيـف .١الدعوى عن طريق القميص

:إثبات االغتصاب عن طريق البصمة الوراثية -٢عرفت ندوة الوراثة واهلندسة الوراثية اليت عقدت بالكويت برعاية املنظمـة

ه، املوافق ١٤١٩ مجادى اآلخرة ٢٥-٢٣اإلسالمية للعلوم الطبية يف الفترة من نسبة إىل اجلينـات أي (البنية اجلينية : م، البصمة الوراثية بأا ١٥/١٠/١٩٩٨

.٢اليت تدل على هوية كل فرد بعينه) املورثات

: أما عن ميزات البصمة الوراثية فهي إذا مت حتليل احلمض بطريقة سليمة % ١٠٠تعد دليل نفي أو إثبات بنسبة . أ

%.٩٩البعض أن هذه النسبة ويرى ، )مين أو دم أو لعاب (ميكن عمل هذه البصمة من أي خملفات آدمية سائلة . ب

، وهذه ميزة مهمة يف حالة عدم وجـود )حلم أو عظم أوشعر (أو أنسجة .بصمات أصابع للمجرم

احلمض النووي يقاوم عوامل التحلل والتعفن والعوامل اجلوية املختلفة من . تاف لفترات طويلة، وميكن عمل البصمة من اآلثـار حرارة ورطوية وجف

.احلديثة والقدمية

على هيئة خطوط عرضـية يـسهل ) DNA(تظهر بصمة احلمض النووي . ثقراءا وحفظها وختزينها يف احلاسب حلني طلب املقارنة، بعكس بصمات األصابع اليت ال ميكن حفظها يف احلاسب اآليل، وقد بدأت بعض الـدول

.٥٥٧-٥٥٦أصول التحقيق اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية، ص: ينظر . ١ القضايا على حميي الدين القره داغي، ضمن كتاب فقه . د: البصمة الوراثية من منظور الفقه اإلسالمي . ٢

.٣٣٩م، ص ٢٠٠٨=ه١٤٢٩، ٣الطبية املعاصرة، دار البشائر اإلسالمية، بريوت، ط

١٠٥٥

اعدة بيانات للحمض النووي للمواطنني مجيعـا، أو علـى بإنشاء بنك لق .١األقل للمشتبه فيهم حىت يكون لديهم يف حالة االشتباه

أما عن حجية البصمة الوراثية إلثبات احلدود ومنها االغتـصاب،ألنه زنـا باإلكراه، فال يثبت ا حد، وقد جاء يف قرار جممع الفقه اإلسالمي التابع لرابطة

سالمي مبكة املكرمة بشأن البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منـها، العامل اإل ال مانع شرعا من االعتماد على البصمة الوراثية يف التحقيق اجلنائي : "جاء فيه

واعتبارها وسيلة إثبات اجلرائم اليت ليس فيها حد شرعي وال قـصاص، خلـرب ن للمجتمع ويـؤدي إىل وذلك حيقق العدالة واألم ". ادرأوا احلدود بالشبهات "

.٢"نيل ارم عقابه وتربئة املتهم، وهذا مقصد مهم من مقاصد الشريعة

وعلى ذلك فإن وجود البصمة الوراثية يف مسرح اجلرمية أو على الضحية أو أحد أدوات اجلرمية، شبهة تدفع احملقق ألن يستجوب صاحب تلك البصمة من

بب وجود هذا األثـر، وإذا مل أجل تفسري سبب منطقي يدفع عن نفسه يف س يذكر سببا يربر وجود هذا األثر، فإنه ميكن أن يتخذ حياله نتيجة هذه الشبهة، العقوبة إذا كان هناك من القرائن األخرى ما يقوي هذه البصمة يف التدليل على

كعداوة مع الضحية أو سوابق مشاة للفعل اجلرمي الذي مت، وميكن أن : املتهم .١وبة تعزيرية إذا مل تتعاضد القرائن املادية على إدانتهيتخذ معه عق

: إثبات االغتصاب بفض غشاء البكارة -٣غشاء البكارة هو ثنية خماطية دقيقة تتمزق بسهولة يف مدخل املهبل، وهـو

سم، له فتحـة أو ٢-١سم، ومسكه من ٤-٣يوجد يف مدخل املهبل على بعد

.، وينظر مصادره ومراجعه٥٥٩-٥٥٨أصول التحقيق اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية، ص . ١ .٣٦٨نقال عن البصمة الوراثية من منظور الفقه اإلسالمي ، ص . ٢

١٠٥٦

منعدم الفتحات، ونستطيع حتديـد فتحتان إلخراج البول ودم احليض أو يكون عنها العلـم ويطبقهـا القـضاء أحكام افتضاض غشاء البكارة واليت كشف

: يلي حسبما

ال تثار حالة االفتضاض إال إذا كان اين عليها عذراء مل يسبق االتـصال . أ .اجلنسي ا من قبل أو تدعي ذلك

يكـون ال أثر لوجوده عند القاصرات حتت سن السابعة عموما، حيـث . بموغال يف الغور، فإن حدث اإليالج رغم تعذره فالذي يتمزق هو العجان

.وقد يتمزق املستقيم فيحدث نزيفا يؤدي إىل وفاا

ومن الشائع لدى رجال الطب الشرعي أن االفتضاض ليس قرينـة علـى . تاالغتصاب، فقد حيدث االفتضاض دون اغتصاب وقد حيدث االغتـصاب

هناك غشاء من النوع اهلاليل قـد يفـتض : وتفسري ذلك . دون افتضاض ألبسط احتكاك ومن مث يكثر افتضاضه ألسباب عرضية أو عمديـة مـن صاحبته أي برضاها مىت كانت بالغة ، وذلك ألسباب تتعلـق بإرضـاء

وهناك غشاء من النوع ذي احلاجز ال يتأثر باإليالج ولو . شهوا اجلنسية .لد الطفل األولكان اإليالج كامال ومتكررا، إال مبو

.٢وما يعنينا جنائيا عدم الركون إىل الغشاء وحده بل ومعه قرائن أخرى . ث

.٥٦٢-٥٦١أصول التحقيق اجلنائي ص . ١، ١حممد نصر حممد، مكتبة القـانون واالقتـصاد، الريـاض، ط .د: الوسيط يف علم األدلة اجلنائية .٢

.مراجعه ومصادره: ، وينظر٢٢٥-٢١٨م، ص ٢٠١٢=ه١٤٣٣

١٠٥٧

:إثبات االغتصاب باألمراض اجلنسية -٤من آثار االتصال اجلنسي نقل األمراض اجلنسية املعدية من أحد طرفيـه إىل اآلخر، سواء أكان املصاب هو الرجل أو املرأة، وتلك قرينة لالام مىت أثبـت

. احملقق تعاصر بني تاريخ املرض وتاريخ االغتصاب

ومن تلك األمراض وأكثرها انتشارا مرض السيالن والزهـري والقرحـة الرخوة ومرض اإليدز والورم اجلييب األريب، واألمراض اجللدية مثل قمل العانـة

.واجلرب والتينياـ ا، قرينـة واملعول عليه أن وجود هذه األمراض على اجلاين أو اين عليه

علمية يستفاد منها حدوث جرمية االغتصاب مىت سامهتمعها قـرائن أخـرى تعززها، فقد يكون املرض من شخص آخر له بـاين عليهـا عالقـة غـري

.١مشروعة

.مراجعه ومصادره: ، وينظر٢١٨-٢١٧الوسيط يف علم األدلة اجلنائية ، ص . ١

١٠٥٨

K�Lא� � :يف ختام هذا البحث املتواضع املختصر جدا، أذكر النتائج التالية

يعمل على منعها بـشىت االغتصاب جرمية شنعاء جيب على كل اتمع أن -١السبل املمكنة، فإذا وقعت عمل على معرفة اجلاين وإيصاله للقضاء ليأخذ

.جزاءه العادلاالغتصاب يثبت باالعتراف والشهادة بإمجاع الفقهاء مـع اخـتالفهم يف -٢

. شروط اإلقرار والشهادة

.املرأة احلامل اليت ال زوج هلا يقبل قوهلا باالغتصاب عند مجهور الفقهاء -٣

الراجح أن القرائن الطبية ال يثبت ا حد الزنا، وال مانع من أن يؤخذ ا -٤ .يف العقوبة التعزيرية

١٠٥٩

�א��א�H7وא���د� � ابن عبد الرب: االستذكار -١. د: دراسة فقهية مقارنة : أصول التحقيق اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية -٢

.م٢٠٠٨=ه١٤٢٩، ١حممد راشد العمر، دار النوادر، دمشق، ط

ابن رشد: بداية اتهد -٣

على حميي الدين القـره . د: البصمة الوراثية من منظور الفقه اإلسالمي -٤داغي، ضمن كتاب فقه القضايا الطبية املعاصرة، دار البشائر اإلسالمية،

.م٢٠٠٨=ه١٤٢٩، ٣بريوت، ط

حممد محاد اهلييت، دار املناهج للنـشر : التحقيق اجلنائي واألدلة اجلرمية -٥ .م٢٠١٠=ه١٤٣١، ١والتوزيع، عمان، األردن، ط

حاشية الدسوقي على الشرح -٦

حاشية الرملي الكبري على أسىن املطالب يف شرح روض الطالب -٧ سنن أيب داود -٨

سنن الترمذي -٩ البيهقي: السنن الكربى -١٠

ابن اهلمام: شرح فتح القدير -١١

صحيح البخاري -١٢ صحيح مسلم -١٣حممد بـن أيب بكـر : ابن القيم : الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية -١٤

.حممد مجيل غازي، مطبعة املدين، القاهرة. د: ، حتقيق)ه٧٥١(

.ابن حجر: فتح الباري -١٥

١٠٦٠

قواعد الفقه للربكيت -١٦ القوانني الفقهية -١٧ احلاكم: املستدرك -١٨ .أمحد بن حنبل: املسند -١٩ ابن أيب شيبة: املصنف -٢٠ .عبد الرزاق الصنعاين: املصنف -٢١ .حممد رواس قلعه جي : معجم لغة الفقهاء -٢٢ ابن قدامة: املغين -٢٣ املوسوعة الفقهية الكويتية -٢٤ .Islamfeqhموقع الفقه اإلسالمي -٢٥

حممد نصر حممد، مكتبـة القـانون .د: الوسيط يف علم األدلة اجلنائية -٢٦ .م٢٠١٢=ه١٤٣٣، ١واالقتصاد، الرياض، ط

١٠٦١

� �

I�1�6א����������Yא�(�א����!Z#א�����3� �� �

�<G���(�"$���ن�א��6���Kد �

١٠٦٢

١٠٦٣

�א���4 �إن احلمد هللا، حنمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ باهللا من شـرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده اهللا فال مضل له، ومن يضلل فال هادي

بـده له، وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له،وأشـهد أن حممـدا ع ورسوله، صلوات اهللا وسالمه عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إىل

:يوم الدين، أما بعد فإن الفقه اإلسالمي بأدلته العامة وقواعده وضوابطه يتسع ليـشمل حيـاة املكلفني جبميع جوانبها، فمهما حدث من مسائل ونوازل ومستجدات فسيجد

. جيلى حقائقها ويبني أحكامها الباحث املتأمل توصفيا شرعياوقد رغبت يف هذاالبحثأن أتكلم عن مسألة مهمة من املسائل املـستجدة، وهي هل يثبت االغتصاب بالقرائن الطبية املعاصرة أم ال؟ وما يتعلق ـا مـن مسائل وأحكام، وبيان ما يترتب عليها من آثار فقهية وقضائية، أسأل اهللا تعاىل

.وجهه الكرمي، إنه ويل ذلك والقادر عليهأن جيعله خالصا لالـسعودية للدراسـات وإنين يف مقدمة هذا البحث أشكر اجلمعية العلمية

على اختيار مثل هذه املواضيع املستجدة، اليت تالمس حياة الناس، الطبية الفقهية وتعاجل ما يستجد ا من مشكالت، خصوصا مع تعدد القرائن الطبية احلديثـة،

.ب عليها من أحكام، فلهم أجزل الشكر وأوفاهوما يترتوصلى اهللا وسلم وبارك على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم تـسليما

.كثريا

١٠٦٤

Aא����n� � .قسمت عملي يف هذا البحث إىل مقدمة، وستة مباحث، وخامتة، وفهارس

وتشتمل على االفتتاحية، ـوأمهية البحث، وخطة البحث، ومنهج : املقدمة .ثالبح

.تعريف القرائن: املبحث األول .تعريف االغتصاب:املبحث الثاين

.املعاصرة يف اال اجلنائي أمهية القرائن: املبحث الثالث .أنواع القرائن الطبية املعاصرة: املبحث الرابع

.حكم االغتصاب: املبحث اخلامس .إثبات االغتصاب بالبصمة الوراثية: املبحث السادس

.ل على أهم النتائج والتوصياتوتشتم: اخلامتة . الفهارس

١٠٦٥

Aא���p5 4� � :سلكت يف كتابة هذا البحث، ومجع مادته العلمية املنهج التايل

. مجعت األقوال العلمية من مصادرها األصلية، ونسبتها إىل أصحاا )١ .رقمت اآليات القرآنية وعزوا إىل سورها ) ٢السنة املعتدة، فإن كان احلـديث يف خرجت األحاديث النبوية من كتب ) ٣

الصحيحني أو أحدمها اكتفيت بتخرجيه منـهما، وإن كـان يف غريمهـا اجتهدت يف خترجيه من كتب السنة، مع بيان درجته صحة وضعفا مستعينا

.يف ذلك بأقوال أهل االختصاص قدميا وحديثامـدة يف كـل وثقت أقوال املذاهب الفقهية بالرجوع إىل املـصادر املعت ) ٤

.مذهبشرحت الكلمات الغربية الواردة بالرجوع إىل املعاجم اللغويـة وغريـب ) ٥

.احلديثمل أترجم لألعالم الواردين يف البحث، لعدم مناسبة ذلك يف مثـل هـذه ) ٦

.البحوث املختصرةأرفقت يف آخر البحث ثبتا باملصادر واملراجع اليت ورد ذكرهـا يف ثنايـا ) ٧

.البحث أسأل أن جيعل عملي خالصا لوجه الكرمي، وأن ينفعين به يوم الـدين، واهللا

.وأن يغفر يل ولوالدي وجلميع املسلمني األحياء منهم وامليتني .وصلى اهللا وسلم على املبعوث رمحة للعاملني، وعلى آله وصحبه أمجعني

١٠٦٦

١٠٦٧

�א��A�א,ول �����l��6א���א�( �

: القرائن لغةاقترن به وصاحبه، وقارنتـه : قارنه مقارنة وقرانا مجع قرينة، قارن الشيء ي

امرأته، ومسيت الزوجة قرينة ملقارنة الرجل إياها، : صاحبته، وقرينة الرجل : قرانااملصاحب، ومسيـت : ما يصاحبه ويدل على املراد به، والقرين : وقرينة الكالم

يستدل ـا القرينة ذا االسم؛ ألن هلا نوعا من الصلة بالشيء أو األمر الذي .)١(عليه

:القرائن اصطالحا، ونقل العالمة ابـن )٢(بأا أمر يشري إىل املطلوب : عرف اجلرجاين القرينة

الدالة : من مجلة طرق القضاء القرائن : "جنيم املصري احلنفي عن ابن الغرس قوله ، )٣("على ما يطلب احلكم به داللة واضحة حبيث تصريه يف حيز املقطـوع بـه

القرينة القاطعة هي األمـارة البالغـة حـد : " جملة األحكام العدليةأن وجاء يف .)٤("اليقني

فهذه التعريفات وإن اختلفت كلماا إال أا تتفق على أن القرينة أمـر أو أمارة أي عالمة تدل على أمر آخر وهو املراد، مبعىن أن هناك واقعة جمهولة يراد

عة العالمات بالداللة عليها، وهي ال ختتلف معرفتها فتقوم هذه العالمة أو جممو

).٣٥/٥٤٢(،تاج العروس )١٣/٣٤١(، لسان العرب )٦/٢١٨٢(الصحاح ) ١( .١٧٤التعريفات للجرجاين ص ) ٢( ).٢٠٥/ ٧(البحر الرائق ) ٣( .٣٥٣ص ) ١٧٤١(جملة األحكام العدلية املادة ) ٤(

١٠٦٨

عن املعىن اللغوي ألن هذه العالمات تصاحب األمر اهول فتـدل عليـه، أي .)١(تدل عليه ملصاحبتها له

هي العالمات واألمـارات والـدالئل الـيت : فالقرائن الطبية املعاصرة إذا القرائن على أمـر استجدت يف العصر احلديث يف ااالت الطبية،حبيثتدل هذه

.آخر، فيكون هذا األمر يف حيز املقطوع به

عوض عبد اهللا أبو بكر، حبث لة اجلامعة اإلسالمية : نظام اإلثبات يف الفقه اإلسالمي للدكتور) ١( .١٢٦ص ) ٦٢(العدد

١٠٦٩

<Eא����Aא��� �Y��!Z#א�l��6�

أخذ الـشيء ظلمـا، : افتعال من غصب، والغصب : االغتصاب يف اللغة غـصب قهره،و: غصبه منه وغصبه عليه، وغصب فالنا على الـشيء : يقالغـصبها : اجلماع، يقـال مث استعري لإلكراه على أزال عنه شعره نتفا، : اجللد

.)١(أي واقعها كرها: نفسهاوهذا املعىن األخري هو الذي شاع استعماله، حىت غلب يف العرف فـصار

.)٢(اإلكراه على اجلماع أو اللواط يسمى اغتصاباولكن ملا كان مجاع الرجل امرأته ولو بالكره، ليس فيه اعتداء وال ظلم هلا

هلا االمتناع عنه إال ملوجب شـرعي؛ فقـد خـص إذ اجلماع حق له ال جيوز .االغتصاب باإلكراه على الوقاع احملرم

بأنه اإلكـراه علـى الزنـا : وعليه ميكن أن نعرف االغتصاب اصطالحا .)٣(أواللواط

).٣/٤٨٤(، تاج العروس )١/٦٤٨) (غصب(لسان العرب ) ١( .١٧-١٦ص ) رسالة ماجستري(أحكام جرمية اغتصاب العرض يف الفقه اإلسالمي ) ٢( .١٧ص ) رسالة ماجستري(، أحكام جرمية اغتصاب العرض يف الفقه اإلسالمي ٤/٥٠٩املدونة ) ٣(

١٠٧٠

١٠٧١

�א��A�א���� ��<�� �א���א� ���I�1�6'�א�mل�א���2>� �

مي، فهو أصل مـن أصـول القضاء بالقرائن له أمهية كبرية يف الفقه اإلسال الشرع، وذلك سواء يف حال وجود البينة أو اإلقرار، أم يف حال فقد أي دليل

.)١(من دالئل اإلثباتاهللا سبحانه وتعاىل أرسل رسله، وأنزل كتبه ليقوم : (يقول العالمة ابن القيم

الناس بالقسط، وهو العدل الذي قامت به األرض والسماوات، فإذا ظهـرت عدل، وأسفر وجهه بأي طريق كان فثم شرع اهللا ودينـه، واهللا عـز أمارات ال

وجل أعلم وأحكم وأعدل أن خيص طرق العدل وأماراته وأعالمه بشيء مث يفي ما هو أظهر منه، وأقوى داللة وأبني أمارة، فال جيعله منـها وال حيكـم عنـد

من الطـرق وجودها، وقيامها مبوجبها، بل قد بني اهللا سبحانه وتعاىل مبا شرعه أن مقصوده إقامة العدل بني عبادة، وقيام الناس بالقسط، فأي طريق اسـتخرج

.)٢()ا العدل والقسط فهي من الدين، وليست خمالفة لهوقد كان اعتماد اإلثبات اجلنائي على تقدمي أدلة ارتكاب جمرم ما جلرمية ما

ئل اإلثبـات ومت يعتمد على الوسائل التقليدية للبحث اجلنائي مث تطورت وسـا .استخدام البصمات كبصمة العني وبصمة األذن وغريها

ومع تقدمتكنولوجيا احلامض النووي بدأ العلماء يتعرفون علـى تتابعـات .النواة املميزة للفرد وهو ماعرف ببصمة احلامض النووي

.٨/٢٥٧الفقه اإلسالمي وأدلته ) ١( .١٥-١٤ص: لطرق احلكمية، ابن القيم، ا٤/٢٨٤ابن القيم، : إعالم املوقعني) ٢(

١٠٧٢

، وحتليـل الـدم، )DNA(البصمة الوراثيـة : فالقرائن احلديثة،ومن أمهها الوسائل املهمة إلثبات اجلرائم أو نفيها، فعند حدوث جرمية مثل والتشريح، من

االغتصاب، أو الزنا، أو القتل، أو السرقة ميكن مجع أي أثر من اجلاين أو اجلناة؛ كبقايا الدم، أو املين، أو الشعر، أو األنسجة اللحمية، مث حتلل وتقارن باملـدعى

د ارمني، وإنزال العقوبـة ـم؛ عليهم أو املشتبه فيهم، ورمبا قادت إىل حتدي . محاية لدماء الناس، وأعراضهم

وهكذا يصبح من احملال على اجلاين أن يدفن الدليل الذي يؤدي للتعـرف . )١(عليه؛ ألنه البد أن تسقط عينة من اجلاين تدل عليه يف مكان اجلرمية

، حبث لة ٥-٣عمر السبيل ص . البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلناية د) ١(جممع الفقه اإلسالمي، والبصمة الوراثية يف ضوء اإلسالم وجماالت االستفادة منها يف النسب واجلرائم

، حبث لة جممع الفقه اإلسالمي، والبصمة ١٥٠ سعيد ص عبد الستار فتح اهللا. وحتديد الشخصية دأمحد إمساعيل عمر، حبث منشور يف جملة الشريعة . الوراثية وأثرها يف إثبات جرائم القصاص د

.٢٦٧والدراسات اإلسالمية ص

١٠٧٣

Hא��א��Aא��� �I�1�6א����<�Eאع�א���א�(�א���� �

الطبية احلديثة تنوعا كبريا، وسأشري يف هذا املبحث إشـارة تتنوع القرائن خمتصرة إىل أهم أنواع القرائن الطبية احلديثةاليت ميكن أن يستدل ا يف اـال

:اجلنائي، ومن هذه القرائنوهي القرينة القائمة على معرفـة ): احلمض النووي ( قرينة البصمة الوراثية -١

ري، وقد عرفت ندوة الوراثة واهلندسة الوراثية الصفات الوراثية للجنس البش اليت عقدت بالكويت برعاية املنظمة اإلسالمية للعلوم الطبية يف الفترة مـن -

البنية اجلينيـة : (هـ البصمة الوراثية بأا ١٤١٩ مجادى اآلخرة ٢٥-٢٣، وأقر )اليت تدل على هوية كل فرد بعينه " نسبة إىل اجلينات أي املوروثات "

ع الفقهي لرابطة العامل اإلسالمي يف دورتـه الـسادسة عـشرة هـذا ام .)١(التعريف

ينصرف إىل بصمات األصابع وهي األثر الـيت : ولفظ البصمة عند اإلطالق تتركها األصابع عند مالمستها األشياء وتكون أكثر وضوحا يف األسـطح

مات من مسرح الناعمة وهي اليوم تفيد كثريا يف معرفة اجلناة عند أخذ البص . احلادث حيث ال يكاد يوجد بصمة تشبه األخرى

وقد تطورت األحباث يف جمال الطـب، ومت اكتـشاف حمتويـات النـواة والصفات الوراثية اليت حتملها الكروموسومات واليت يتعذر تشابه شخصني

وهي أكثر دقة، وأكثر توفرا من –عدا التوائم املتشاة –يف الصفات الوراثية

الدورة السادسة . قرارات جممع الفقه اإلسالمي، القرار السابع بشأن البصمة الوراثية: انظر) ١( . مكة املكرمة١٤٢٢م٢٦/١٠-٢١شرةع

١٠٧٤

ت األصابع، حيث ميكن أخذ املادة احليوية األساسية لنستخرج منـها بصما : البصمة الوراثية من األجزاء التالية

البول – ٦ اللعاب – ٥ العظم – ٤ جذر الشعر – ٣ املين – ٢ الدم – ١ خلية من – ٩ خلية البيضة املخصبة – ٨) للجنني(السائل األمينوسي – ٧

حجم الـدبوس تكفـي ملعرفـة البـصمة اجلسم، والكمية املطلوبة بقدر .)١(الوراثية

فيمكن التأكد من ثبوت مة االغتصاب بطريق بصمة احلمـض النـووي للمين مثال، ويف حالة توافق بصمة احلمض النووي للتلوثات املنوية مع بصمة احلمض النووي ملين املتهم فهذا مما يؤكد إدانة املتهم، فإن بصمة احلمـض

.يا وإثباتا من الفصائل األخرىالنووي أقوى نفولكن قد يتفق بعض األشخاص يف فصيلة احليوان املنوي مما جيعل االحتمال يتطرق إىل نتائج الفحص املخربي مما يضعف األخذ ذه القرينة يف إثبـات

.جرمية الزناأما يف حال نفي التهمة فيكون التحليل املنوي قرينة قوية على براءة املتهم مما

. )٢(ب إليهنسقد ثبت أن استعمال األسلوب العلمي احلديث بأعداد : "يقول أحد األطباء

كثرية من الصفات الوراثية كدالالت للبصمة الوراثية يسهل اختاذ القـرار باإلثبات أو النفي لألبوة والنسب والقرابة باإلضافة إىل خمتلـف القـضايا

لسارق ، أو الزاين من عقـب التعرف على وجود القاتل أو ا : اجلنائية مثل

، البصمة الوراثية ٥البصمة الوراثية وتأثريها على النسب لنجم عبد اهللا عبد الواحد ص : انظر ) ١( .عبد الرشيد قاسم. د) هـ١٤٢٥(عام ) ٢٣(وحجيتها، حبث يف جملة العدل العدد

.راهيم بن ناصر احلمودالقضاء بالقرائن املعاصرة،حبث منشور يف اإلنترنت للدكتور إب) ٢(

١٠٧٥

السيجارة ، حيث أن وجود أثر اللعاب أو وجود بقايا من بشرة اجلـاين أو شعرة من جسمه أو من مسحات من املين مأخوذة من جسد املرأة تـشكل مادة خصبة الكتشاف صاحب البصمة الوراثية من هذه األجزاء، ونـسب

نه يف حالة الـشك يـتم النجاح يف الوصول إىل القرار الصحيح مطمئنة؛ أل .)١("زيادة عدد األمحاض األمينية، ومن مث زيادة عدد الصفات الوراثية

فالنتيجة يف هذه احلاالت قطعية أو شبه قطعيـة وال سـيما عنـد تكـرار التجارب، ودقة املعامل املخربية، ومهارة خرباء البصمة الوراثية، فالنتائج إذا

ية أو شبه قطعية الداللة على أن املتهم مع توفر هذه الضمانات قد تكون قطع كان موجودا يف حمل اجلرمية، لكنها ظنية يف كونه هو الفاعل حقيقة، والشبه يف البصمة الوراثية ظاهرة؛ ألا إمنا تثبت بيقني هوية صاحب األثر يف حمـل اجلرمية، أو ما حوله، لكنها مع ذلك تظل ظنية عند تعدد أصحاب البصمات

الواحد، أو وجود صاحب البصمة قدرا يف مكان اجلرمية قبل أو علي الشيء .)٢(بعد وقوعها، أو غري ذلك من أوجه الظن احملتملة

فلكل إنسان صفات وميزات يف دمه ختتلف عن : قرينة فصائل الدم الرئيسية -٢اآلخر، بدليل أنه لو خلط نوعان من الدم خمتلفني مل ميتزجا إذا كانـا مـن

.فتنيفصيلتني خمتلوفصيلة الدم اليت حتددت فإا تبقى ثابتة لكل شخص وتنتقل من الوالـدين

.إىل الولد

. ٥جنم عبد الواحد ص / البصمة الوراثية وتأثريها علي النسب إثباتا أو نفيا، للدكتور ) ١( . ٢١ملحق أعمال احللقة النقاشية حول حجية البصمة الوراثية ص : انظر ) ٢(

١٠٧٦

ويف حال توافق الفصائل بني الطفل ومدعيه فإن هذا ليس قطعيا يف إثبـات نسبه؛ ألن الفصيلة الواحدة قد يشترك فيها أناس كثريون حيتمل أن يكـون

. أبو الطفل واحدا منهمدت امرأتان يف مستشفى واختلط الولدان وتعذر متييزمهـا لو ول : مثال ذلك

فيمكن عن طريق حتليل الدم معرفة نسب الولد الصحيح، ويف حال اختالف الفصائل يكون التحليل قاطعا يف نفي النسب أما يف حال التوافق بإحلاقه من

. )١(باب االحتمال فقطوط والنتوءات البارزة هي تلك اخلط : البصمة: قرينة آثار بصمات األصابع -٣

وما يصيبها من قنوات صغرية تشكل معا أشكاال خاصة توجد يف أصـابع اليدين والقدمني وراحة اليدين وباطن القدمني، وتترك آثارا عند مالمـستها

. السطوح املصقولةالصينيون، ومل تكن يف : وأول من استخدم البصمات يف التحقيقات اجلنائية

م تعددت الدراسـات ١٨٥٨لى دراسةعلمية ويف عام ذلك الوقت مبنية ع والبحوث يف علم البصمات وتطورت على مرور الزمن حىت ظهرت للوجود

. وأثبتت جناحا باهرا يف جمال التحقيق اجلنائيويعثر على وجود البصمات غالبا على األشياء اليت المسها اجلاين بيـده أو

و الدوالب، أو اخلزانة اليت فتحها، قدمه كزجاج النافذة، أو مقبض الباب، أ أو على اآلالت اليت كان حيملها وتركها يف موقع احلادث، وحتتاج معرفتها

زياد عبد احلميد : للطالب) اجستريرسالة م. (دور القرائن احلديثة يف اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية) ١( .٧٤أبو احلاج ص

١٠٧٧

إىل خرباء متخصصني ملعاينة مكان اجلرمية لرفع آثار البصمات ويؤخـذ يف . االعتبار اختالف هذه اآلثار من حيث الوضوح وعدمه

الشك يف إثبـات اجلرميـة إذا لقد أصبحت البصمات دليال قويا ال حيتمل توفرت اخلربة يف التعامل معها فهي قرينة قوية يف اإلثبات أو النفي يف حـال

. )١(التطابق أو عدمهوهو شق جلد اإلنسان امليت، وفتح جثته، والنظر يف أعـضاءه : التشريح -٤

.)٢(الداخلية، دف الكشف عن سبب مرض، أو ملصلحة التعليم أو القضاء : يح ثالثة أغراضوللتشر

وهو قيام الطبيب املختص بتشريح اجلثـة املتوفـاة : التشريح اجلنائي -أملعرفة التغريات اليت طرأت عليها، ملعرفة سبب وفاته هل هي طبيعيـة أم ناجتة عن جرمية اعتداـء مما يعني عند التحقيق على توجيه التهمة

. للفاعل، ومعرفة نوع السالح املستخدمملعرفة نوع املرض الذي مات بـسببه إذا كانـت : املرضي التشريح -ب

.الوفاة غري جنائية، من أجل الوقاية منه وعالجه يف املستقبلفعلم التشريح له باع واسع يف كليات الطب وهو : التشريح التعليمي -ج

من العلوم النافعة والضرورية يف وقتنا احلاضر حيث ال ميكن االقتصار .)٣(ص السريري يف بعض احلاالتيف التشخيص على الفح

.٣٣املرجع السابق ص ) ١( . ١/٥٥٦كشاف اصطالحات الفنون للتهانوي ) ٢(، اخلربة اجلنائية يف مسائل الطب الشرعي للشواريب ص ١٩٢الوجيز يف الطب اإلسالمي ص : انظر) ٣(

٤٢.

١٠٧٨

V4�Lא�Aא��� �Y��!Z#א��:T� �

االغتصاب إكراه على الزنا، والزنا حرام من احملرمات الظاهرة املعلومة ����K�����J��I������H��G���F��E��D��C���B��A}�بالضرورة، قال تعاىل

��[����Z��Y��X��W����V��U����T��S��RQ���P��O�����N��M��L

_� �^� �]��\���h� �g��f��e��d� �c� �b� �a� � � � � � � �

��s��r���q��p��o��nm��l��k����j��iz )١(

: ويف الزنا من الشرور واملفاسد الشيء الكثري،يقال ابن القيم رمحـه اهللا والزنا جيمع خالل الشر كلها من قلة الدين وذهاب الورع وفساد املروءة وقلة "

على ممارسة الزنا أو اللواط فهـو ويزيد االغتصاب بأنه إكراه ).٢..."(الغرية ��C��B��A}�: أشد حرمة من جمرد الزنا، أما املكره فإنه ال إمث عليه؛لقوله تعاىل

��U��TS��R��Q��P��O��N��M��L����K��J��I��H���G��F��E��D

���a�� ��_��^��]��\��[Z����Y��X������W����������Vz )وقــــد )٣ ، عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فدرأ عنها أن امرأة استكرهت على :"روي .)٤("احلد

).٧٠ - ٦٨الفرقان ) (١( .٣٦٠صروضة احملبني ) ٢( )١١٩من اآلية: األنعام) (٣(،وضعفه األلباين ٢/٨٦٦) ٢٥٩٨(،وابن ماجه يف سننه ٣/١٠٧) ١٤٥٣(أخرجه الترمذي يف سننه ) ٤(

.٧/٣٤١يف إرواء الغليل

١٠٧٩

أن امرأة استسقت راعيا، فأىب : وروي عن عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه : أن يسقيها إال أن متكنه من نفسها، ففعلت، فرفع ذلك إىل عمر، فقال لعلـي

.)١("إا مضطرة، فأعطاها عمر شيئا وتركها:"ما ترى فيها؟ قال"

، وصححه األلباين يف )٨/٤١١(،والبيهقي يف الكربى )٧/٤٠٧(أخرجه عبد الرزاق يف مصنفه ) ١( .٧/٣٤١إرواء الغليل

١٠٨٠

١٠٨١

��A�א���دسא� ��א���א���������Y��!Z#א�����3�� �

اتفق الفقهاء على إثبات االغتصاب علـى الزنـا أو اللـواط بالـشهادة ، واختلفوا يف إثباته بناء على نتائج القرائن الطبية احلديثة، كالبـصمة )١(واإلقرار

أم ال؟الوراثية، فهل يقام احلد على املتهم بناء على نتائج حتليل البصمة الوراثية :اختلف الفقهاء يف إثبات االغتصاب بالبصمة الوراثية على قولني

)٤(، واحلنابلة )٣(، والشافعية )٢(ذهب مجهور الفقهاء من احلنفية : القول األول فقـد : إىل عدم إثبات الزنا واللواط إال باإلقرار أو الشهادة، وبناء على ذلـك

يف حـال -مة حدالزنا، واللواط ذهب أكثر العلماء املعاصرين إىل عدم جوز إقا وهذا ،)٥( بناء على القرائن الطبية املعاصرةكالبصمة الوراثية -االغتصاب وغريه

.)٦(القول هوما أقره امع الفقهي التابع لرابطة العامل اإلسالمي

، روضة الطـالبني ٧/٤٦، بدائع الصنائع للكاساين ٩/٦٩املبسوط : ، وانظر ٥٣راتب اإلمجاع ص م) ١(، واإلنصاف للمـرداوي ٢٨٥، ١٠/١٦٠، املغين البن قدامة ٤/٤٦١، مغين احملتاج للشربيين ١٠/٩٥١٢/٧٨.

.٧/٤٦، بدائع الصنائع للكاساين ٩/٦٩ املبسوط )٢( .٤/٤٦١تاج للشربيين ، مغين احمل١٠/٩٥روضة الطالبني ) ٣( .١٢/٧٨، واإلنصاف ٢٨٥، ١٠/١٦٠املغين البن قدامة )٤(، البصمة الوراثيـة ٣٠علي حميي الدين القرهداغي، ص / د. البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها )٥(

، البـصمة ٢/٥٩٧ناصر عبـد اهللا امليمـان / وحكم استخدامها يف جمال الطب الشرعي والنسب،د / ،البصمة الوراثية وعالئقها الـشرعية، د ٤٤نصر فريد واصلص / د. جماالت االستفادة منها الوراثية و

.٤٣٤ص: سعد الدين مسعد هاليلهــ، وكـذلك ٢٦/١٠/١٤٢٢-٢١يف دورته السادسة عشر املنعقدة مبكة املكرمة يف الفترة من )٦(

.الندوة الفقهية املنبثقة عن املنظمة اإلسالمية للعلوم الطبية

١٠٨٢

: أدلة القول األولات االغتصاب بـالقرائن الطبيـة استدل أصحاب هذا القول على عدم إثب

:يلي مبا :من القرآن الكرمي: أوال

��H��G����F��E��D��C��B��A}�: قوله تعاىل

��V��U��T��S��R��Q��P��O���� � � �N��M��L��K��JI

��X����Wz )١(. دلت هذه اآلية على أن الزنا ال يثبت إال بأربعة شهداء، فإن : وجه الداللة

ى مـاعز إال أضيف إىل ذلك عدم إقامة النيب صلى اهللا عليه وسلم حد الزنا عل ، تبني أن هذا احلد ال يقام إال بشهادة الشهود أو اإلقرار، وال )٢(بعد إقراره أربعا

.)٣(جيوز إقامته بالقرينة أو البصمة الوراثيةال يوجد يف اآلية واحلديث ما يدل على حصر : ونوقش هذا االستدالل بأنه

يفيد هذا االسـتدالل طرق إثبات جرمية الزنا يف اإلقرار والشهادة، بل غاية ما .هو أن الشهادة واإلقرار من وسائل إثبات الزنا

:من السنة النبوية: ثانيا :استدل أصحاب هذا القول بالسنة من وجهني

قال رسول اهللا صلى اهللا عليـه : ما روي عن عائشة رضي اهللا عنها قالت -١م ادرءوا احلدود عن املسلمني ما استطعتم، فإن وجـدمت للمـسل : "وسلم

.١٥: لنساءا )١(بـرقم ) باب الشهادة تكون عند احلاكم يف واليته (أخرجه البخاري يف صحيحه يف كتاب األحكام ) ٢(

. ٣/١٣١٩) ١٦٩٢( ، ومسلم يف صحيحه برقم ٩/٦٩) ٧١٧٠( .٤٤٠عبد الرمحن أمحد الرفاعي، ص. ، البصمة الوراثية، د١٠/١٨٧املغين البن قدامة) ٣(

١٠٨٣

خمرجا لفلوا سبيله، فإن اإلمام ألن خيطئ يف العفو خري من أن خيطـئ يف .)١("العقوبة

دل هذا احلديث على درء احلـدود بالـشبهات احملتملـة، : وجه الداللة واحتمال الشبهة يف البصمة الوراثية قائم، ليس يف ذاا، وإمنا فيما يالبسها

فاحتمال اخلطـأ وارد )٢(اأو خيالطها من شبهات تتعلق بظروف حميطة ،إما من خالل تلوث العينات املستخدمة، أو وجود عيب يف طريقة التحليل أو يف اإلحصاء أو غري ذلك، وال شك أن كل واحدة من هاتني الشبهتني

.)٣(تكفي لدرء احلد عن املتهمقال رسول اهللا صـلى اهللا عليـه : ما رواه ابن عباس رضي اهللا عنهما قال -٢

لو كنت رامجا أحدا بغري بينة لرمجت فالنة، فقد ظهر منها الريبة ": وسلم .)٤("يف منطقها وهيئتها ومن يدخل عليها

، )٨/٢٣٨(والبيهقيفي الكربى ) ٤/٤٢٦(واحلاكم يف املستدرك ) ٣/٨٥(أخرجه الترمذيفي سننه )١(إمجاع العلماء ٥/٢٤٩الكمال ابن اهلمام يف فتح القدير وقد حكى .٨/٢٥وضعفه األلباين يف اإلرواء

أمجع فقهاء األمصار على أن احلدود تدرأ بالشبهات، : (على درء احلدود بالشبهات، حيث قال، ٤املبسوط للسرخسي، ج: وانظر أيضا)تفق عليه، وتلقته األمة بالقبولواحلديث املروي يف ذلك م

، ١٤٥، ص٤، مغين احملتاج للشربيين اخلطيب، ج١٧٦، ص٢، تبصرة احلكام البن فرحون، ج٨٩ص .١٨٧، ص١٠املغين البن قدامة، ج

.١٨-١٧وهبة الزحيلي ص/ البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها، د) ٢(، ٢ناصر عبـد اهللا امليمـان، ج / ، البصمة الوراثية د ١٨-١٧وهبة الزحيلي، ص / وراثية د البصمة ال ) ٣(

.٤٤٢عبد الرمحن أمحد الرفاعي، ص/ ، البصمة الوراثية د٥٩٧ص: أخرج شطره األول البخاري يف صحيحه يف كتاب الطالق، باب قول النيب صلى اهللا عليه وسـلم ) ٤(

، ومسلم يف صحيحه يف كتـاب الطـالق بـرقم ٧٥٤) ٥٣١٠(، برقم »لو كنت رامجا بغري بينة «، باب مـن ٢٥٥٩، حديث رقم ٢/٨٥٥، وأخرجه بتمامه ابن ماجه يف سننه ٢/١١٣٥) ١٤٩٧(

.أظهر الفاحشة

١٠٨٤

هلذا احلديث على أن النيب صلى اهللا عليه وسلم مل يقم احلـد :وجه الداللة على املرأة اليت ظهر منها قرائن تفيد وقوع الزنا، وهي ظهور الريبة يف منطقهـا

خول األجانب عليها، وذلك ألن احلد ال جيب على أحد بغري بينـة وهيئتها، ود .)١(أو إقرار) وهي الشهادة(

احلديث دل على أنه ال جيوز إقامة احلد بدون : ويناقش هذا االستدالل بأن بينة، والبصمة الوراثية بينة، وأن عدم إقامته صلى اهللا عليه وسلم حلد الزنا على

مارات اليت ظهرت عليها، واليت ال ترقى إىل القـرائن هذه املرأة كان لضعف األ .)٢(القطيعة حبيث حيكم ا احلد

شهادة الشهود، وهـو : بأن معىن البينة : وميكن أن جياب عن هذه املناقشة املراد ا عند اإلطالق، ومسيت بذلك؛ ألن األغلب يف البينات الشهادة؛ لوقوع

.)٣(البيان بقول الشهود وارتفاع اإلشكالإىل إقامة حد الزنا : )٥(، واإلمام أمحد يف رواية )٤( ذهب املالكية :القول الثاين

على املرأة اخلالية من الزوج أو السيد بقرينة احلمل، واختار هذا القول شـيخ ، وبناءعلى ذلك فقدذهب بعـض الفقهـاء )٧(، وابن القيم )٦(اإلسالم ابن تيمية

.١٢/١٨٨ فتح الباري )١( .٢/٥١٠وسائل اإلثبات للدكتور حممد الزحيلي )٢( .٤٤١ن أمحد الرفاعي، صعبد الرمح/ ، البصمة الوراثية، د٤/٤٦١ج: مغين احملتاج) ٣( .١/٢٤٢، تبصرة احلكام ٤/٣١٩حاشية الدسوقي على الشرح الكبري ) ٤( .١٠/١٩٩، واإلنصاف للمرداوي ٧/٤٠٠املبدع البن مفلح ) ٥( .٨٤السياسة الشرعية البن تيمية ص )٦(الطرق احلكمية : نظرا. وقد عمم ابن القيم رمحه اهللا األخذ بالقرائن يف إثبات احلدود بكل قرينة قوية ) ٧(

.٢٢١-٣/٢٢٠، إعالم املوقعني البن القيم ٨ص

١٠٨٥

لى الزنا أو اللواط مبقتـضى القـرائن إلىجواز إثبات االغتصاب ع : املعاصرين .)١(الطبية القوية، كقرينة البصمة الوراثية

: أدلة القول الثايناستدل أصحاب هذا القول على إثبات االغتصاب مبقتضى القرائن القوية مبا

:يلي :من السنة النبوية املطهرة: أوال

:استدل أصحاب هذا القول بالسنة من وجهنيأن رجال من أصحاب النيب صـلى اهللا عليـه : د بن املسيب حديث سعي -١

وسلم تزوج بكرا يف سترها فدخل عليها فإذا هي حبلى، فقال النيب صلى هلا الصداق مبا استحللت من فرجها، والولد عبد لـك، : "اهللا عليه وسلم

. )٢("فإذا ولدت فاجلدها، ويف رواية فاجلدوها أو قال فحدوه الدليل واضح يف داللته على اعتبار ظهور احلمل قرينـة هذا: وجه الداللة

وهذا يدل على أن القرائن يعتمد عليهـا يف إثبـات يثبت ا حد الزنا، .)٣(الزنا

، الدليل اجلنائي ودوره يف إثبات جـرائم ٥٥البصمة الوراثية للدكتورعمر بن حممد السبيل،ص : انظر) ١( .٣٤٣أمحد أبو القامسص/ احلدود والقصاص، د

، ٤/٣٦٨لدارقطين يف سـننه ، وا ٢/١٩٩، واحلاكم يف املستدرك ٣/٤٦٧أخرجه أبو داود يف سننه ) ٢(روى هذا احلديث قتادة، عـن : "، وهو حديث ضعيف، قال أبو داود ٧/٢٥٤والبيهقي يف الكربى

سعيد بن يزيد، عن ابن املسيب، ورواه حييي بن أيب كثري، عن يزيد بن نعيم، عن سعيد ابن املسيب، فهذا احلديث، إمنـا أخـذه ابـن : "هقي، وقال البي "وعطاء اخلراساين عن سعيد بن املسيب، أرسلوه

".جريج، عن إبراهيم بن أيب حيىي، عن صفوان بن سليم، وإبراهيم خمتلف يف عدالته .٧١، الطرق احلكميةالبن القيم، ص٣/٢٠إعالم املوقعني ) ٣(

١٠٨٦

: بأنه حديث ضعيف، قال اخلطـايب : وأجيب عن االستدالل ذا احلديث هذا احلديث ال أعلم أحدا من الفقهاء قال به، وهو مرسـل، وال أعلـم "

من العلماء اختلف يف أن ولد الزىن حر إذا كان من حرة، فكيـف أحدا .)١("يستعبده

ما روي عن علقمة بن وائل الكندي عن أبيه، أن امرأة خرجت على عهد -٢، )٢(رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم تريد الصالة، فتلقاها رجل، فتجللـها

إن ذلك : لفقضى حاجته منها، فصاحت، وانطلق، فمر عليها رجل، فقا مـن املهـاجرين، ) أي مجاعة (الرجل فعل يب كذا وكذا، ومرت بعصابة

إن ذاك الرجل فعل يب كذا وكذا، فانطلقوا، فأخذوا الرجل الذي : فقالتنعم هو هذا، فأتوا به رسول اهللا : ظنت أنه وقع عليها، وأتوها به، فقالت

وقـع عليهـا، صلى اهللا عليه وسلم فلما أمر به لريجم قام صاحبها الذي وقال " اذهيب فقد غفر اهللا لك : "يا رسول اهللا أنا صاحبها، فقال هلا : فقال

لقـد : "مث قال " ارمجوه:"للرجل قوال حسنا، وقال للرجل الذي وقع عليه .)٣("تاب توبة لو تاا أهل املدينة لقبل منهم

مر دل هذا احلديث على أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أ :وجه الداللة برجم الذي أغاث املرأة بناء على القرينة الظاهرة، وهي أم أدركوه يشتد هربا

.٣/٢١٨معامل السنن : انظر) ١( .١١/١١٧لسان العرب : انظر. أي تغشاهاووطئها: جتللها) ٢(، وقال ٣/١٠٨) ١٤٥٤(، والترمذي يف سننهربقم ٤/١٣٤) ٤٣٧٩( أبو داود يف سننه برقم أخرجه) ٣(

".هذا حديث حسن غريب: "الترمذي

١٠٨٧

وقول املرأة إنه هو هذا الذي فعل ا، وهذا –)١( كما جاء يف بعض الروايات – .)٢(يدل على أن القرائن يعتمد عليها يف إثبات الزنا

ديث مضطرب ميكن مناقشة هذا االستدالل بأن هذا احل : مناقشة هذا الدليل يف متنه، فبعض الروايات صرحت بأنه صلى اهللا عليه وسلم امتنع عـن رجـم

، وبعضها صرحية يف رمجه، وهذا يورث ضـعفا يف )٣(الذي اعترف بالزنا لتوبته .)٤(احلديث، فال يستدل به

ما ثبت يف الصحيحني من مراجعة الزاين لرسول :ومما يعارض هذا احلديث لم عندما اعترفعلى نفسه بالزنا، وإعراضه عنه حىت أقـر اهللا صلى اهللا عليه وس

.)٥(أربع مرات، فال يستقيم ذلك مع إقامة احلد على املنكر يف هذه الواقعة :من األثر: ثانيا

: استدل أصحاب هذا القول باآلثار من وجهنيقال عمر بن اخلطاب رضـي : ما روي عن ابن عباس رضي اهللا عنهما قال -١

ان فيما أنزل اهللا آية الرجم، فقرأها وعقلناها ووعيناها، ورجم ك: "اهللا عنه

.٨/٤٩٤أخرج هذه الرواية البيهقي يف السنن الكربى ) ١( .٧١، الطرق احلكميةالبن القيم، ص٣/٢٠إعالم املوقعني ) ٢(يا رسول اهللا أنا هـو : مر النيب برمجه قال الذي وقع عليها ملا أ ): ٦/٣٩٩(جاء يف مسند اإلمام أمحد ) ٣(

لقد : (اذهيب فقد غفر اهللا لك، وقال للرجل قوال حسنا، فقيل يا نيب اهللا أال ترمجه؟ فقال (فقال للمرأة ).تاب توبة لو تاا أهل املدينة لقبل منهم

يد مذهبه، ذكر أن هذا احلديث فيـه أن ابن القيم عندما ذكر هذا احلديث لتأي : يضاف إىل ما تقدم ) ٤(: اضطراب يف سنده، وذلك أن اإلمام مسلما تركه هلذا االضطراب مع أن احلديث على شرطه، انظر

.٧٠الطرق احلكمية، صبـاب سـؤال (البخاري يف صحيحه يف كتاب احلدود : أخرجه من حديث أيب هريرة رضي اهللا عنه ) ٥(

، ومسلم يف صحيحه يف كتـاب احلـدود ٧٨٢٥رقم ، حديث ٨/١٦٧) اإلمام املقر هل أحصنت .١٦٩١، حديث رقم ٣/١٣١٨

١٠٨٨

رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ورمجنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان واهللا ما جيد الرجم يف كتاب اهللا تعاىل، فيضلوا بترك فريضة : أن يقول قائل

أحصن مـن أنزهلا اهللا تعاىل، والرجم يف كتاب اهللا حق، على من زىن إذا .)١("الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان احلمل أو االعتراف

دل هذا األثر على احلكم بإقامة حد الزنا بالقرينة الظـاهرة :وجه الداللة وهي احلبل للمرأة اخلالية من الزوج أو السيد، إذ جعل عمر رضي اهللا عنه

لبينة أو االعتـراف،ومل جمرد وجود احلبل موجبا إلقامة حد الزنا كإجيابه با .)٢(ينكر على عمر رضي اهللا عنه أحد من الصحابة، فيرتل مرتلة اإلمجاع

: بأن املستفاد من قول عمر رضـي اهللا عنـه :ونوقش االستدالل ذا األثر أن احلبل إذا كان من زنا وجـب فيـه ...": والرجم حق على من زىن "

زىن، وال ترجم املرأة الرجم، وهو كذلك ولكن ال بد من ثبوت كونه من أنه روي عن عمر رضي اهللا عنه : مبجرد احلبل مع قيام االحتمال فيه، بدليل

إا زنت، وهـي تبكـي، : فإنه ملا أيت بامرأة حبلى، وقالوا : خالف ذلك فسأهلا ما يبكيك؟ فأخربت أن رجال ركبها وهـي نائمـة فـدرأ عنـها

.)٣("احلد يرى بأن جمرد احلبـل مـع قيـام فهذا يدل على أن عمر رضي اهللا عنه

.)٤(االحتمال ليس من زىن حمقق، وأن حد الزنا يدفع بالشبهة

، ٨/١٦٨) باب رجم احلبلى يف الزنـا إذا احـصنت (أخرجه البخاري يف صحيحه يف كتاب احلدود ) ١( .١٦٩١، حديث رقم ٣/١٣١٧، ومسلم يف صحيحه يف كتاب احلدود ٦٤٤٢حديث رقم

.٥/٥٥٦على صحيح مسلم ج، شرح النووي١٢/١٤٨فتح الباريالبن حجر ) ٢( .٨/٣١، وصححه األلباين يف اإلرواء ٨/٢٣٦أخرجه البيهقي يف السنن الكربى ) ٣( .١٢/١٥٥فتح الباري البن حجر) ٤(

١٠٨٩

أيها الناس أميا امرأة جيء ا وا : "ما روي عن علي رضي اهللا عنه أنه قال -٢حبل أو اعترفت، فاإلمام أول من يرجم مث الناس، وأميا امرأة جيء ـا أو

.)١("هود أول من يرجم مث الناسرجل زان فشهد عليه أربعة فالش :وجه الداللة من هذا األثر

دل هذا األثرعن علي رضي اهللا عنه على أن ظهور احلمل يعد دليال علـى .)٢(الزنا، فهو دليل على إثبات الزنا بالقرينة أو البصمة الوراثية

يناقش االستدالل به مبا نوقش به أثر اخلليفة عمر بن اخلطـاب رضـي اهللا إذا كـان : "مث إنه قد روي عن علي رضي اهللا عنه ما يعارضه، حيث قال عنه،

، وال شك أن ظهور احلمل من املرأة اليت ال )٣("يف احلد لعل وعسى فهو معطل زوج هلا، أو وجود آثار للسائل املنوي على ثيـاب اـين عليهـا، وإجـراء

تورثان الـشبهة اختبارات البصمة الوراثية عليه، ال خيلو من لعل وعسى اللتان .)٤(امع على درء احلد ا

استدل أصحاب هذا القول على إثبات االغتصاب بـالقرائن :القياس: ثالثاوهو أنه جيوز إقامة حد الزنا مبوجب قرينـة البـصمة الوراثيـة : بدليل القياس

.)٥(بالقياس على جواز إقامة حد الشرب بقرينة الرائحة

.٨/٣٨٤أخرجه البيهقي يف السنن الكربى) ١( .١٠/١٨٧املغين البن قدامة) ٢( .٧/٤٢٥أخرجه عبد الرزاق يف املصنف ) ٣( .٤٤٧ص. عبد الرمحن أمحد الرفاعي/د. البصمة الوراثية) ٤( .٥٦-٥٥عمر بن حممد السبيل، ص: البصمة الوراثية، للدكتور) ٥(

١٠٩٠

ح؛ ألن من شروط صحة القياس، أن يكون هذا القياس ال يص : ونوقش بأن حكم األصل املقيس عليه ثابتا بنص أو اتفاق، وهو ما مل يتحقق يف املقيس عليه

.)١(هنا :استدل أصحاب هذا القول باملعقول منوجهني: من املعقول: رابعا

أن وجود احلمل ال يكون قطعا إال من زنا، وما يتطرق إىل داللـة : األولحتماالت، يتطرق مثله إىل داللة البينة وأكثر، فيثبت احلد بـذلك احلمل من اال

.)٢(إال أن تدفعه املرأة بوجود شبهة كاإلكراهإذا وجب شرعا إقامة حد الزنا بشهادة الشهود فإن إقامتـه علـى : الثاين

احلامل يكون من باب أوىل؛ ألن احتمال كذب الشهود، أو غلطهم أقرب إىل .)٣( احلمل من غري زناالعقل من احتمال كون

وجود أو ظهور احلمل على امرأة : ميكن مناقشة استدالهلم من املعقول بأن ال زوج هلا وال سيد، ليس قاطعا يف أركان وشروط جرمية الزنـا، الحتمـال الوطء بشبهة، أو وجود نكاح فاسد، وحيتمل أنه حصل احلبل بإدخـال مـاء

ها، فإذا كان احلـد يـدرأ بالـشبهة الرجل يف فرجها إما بفعلها أو بفعل غري والشبهة هنا واردة، فصار وجود احلبل قرينة ضعيفة ال تقوى إىل إجياب احلـد،

.)٤(فلزم الدرء

.٣٢٤للشيخ حممد األمني الشنقيطي، ص: مذكرة يف أصول الفقه) ١( .٤/٣١٠إعالم املوقعني البن القيم) ٢( .٨الطرق احلكمية ص) ٣( .٧/٤٠٠املبدع يف شرح املقنع البن مفلح: انظر)٤(

١٠٩١

بعد عرض أقوال الفقهاء، وأدلتهم، واملناقشات اليت وردت على : الترجيحر القول األول، وهو ما ذهب إليه مجهو : -والعلم عند اهللا تعاىل -األدلة، يترجح

:القائلني بعدم إثبات االغتصاب بالقرائن أو البصمة الوراثية؛ ملا يلي: الفقهاء .)١(قوة األدلة اليت استدلوا ا، وخطورة احلدود وعظم أمرها -١ أن القرينة حتفها الكثري من االحتماالت، وحتوم حوهلا الشبهات، واحلدود -٢

نتيجـة البـصمة تدرأ بالشبهات،وهذه االحتماالت والشبهات ليست يف ذاا، وإمنا فيما يالبسها أو خيالطها، من شبهات تتعلق بظروف حميطة ا، من الطبيب واآللة وحنومها، كتلوث العينات املستخدمة يف التحليـل، أو وجود عيب يف طرق التحليل واإلحصاء، أو غري ذلك، ومن الشبهة الـيت

وطء رجل واقعهـا يف أن يكون الوطء بشبهة، وحيتمل أنه من :تدرأ احلد نومها وهي ثقيلة النوم، وحيتمل أنه حصل احلبل بإدخال مـاء الرجـل يف

.)٢(فرجها إما بفعلها أو بفعل غريهاأن عدم إثبات حد الزنا بالقرائن،ودرء احلدود بالـشبهات هـو قـضاء -٣

فقد روي عن عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنـه : الصحابة رضي اهللا عنهم خل سبيلها، : "ة حامل، فادعت أا أكرهت على الزنا، فقال أنه أيت بامرأ

.)٤)(٣("وكتب إىل أمراء األجناد أال يقتل احد إال بإذنه

.٤٧٠عبد الرمحن الرفاعي، ص. دالبصمة الوراثية وأحكامها يف الفقه االسالمي والقانون الوضعي)١( .٧/٤٠٠املبدع يف شرح املقنع البن مفلح: انظر)٢( .٨/٣٠، وصححه األلباين يف اإلرواء ٨/٢٣٦أخرجه البيهقي يف السنن الكربى ) ٣( .١٠/١٨٧املغين ) ٤(

١٠٩٢

وروي أن امرأة رفعت إىل عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه ال زوج هلا وقد إين امرأة ثقيلة الرأس، وقد وقع علي رجل وأنـا : محلت، فسأهلا، فقالت .)١("فدرأ عنها احلد" حىت فرغ، نائمة، فما استيقضت

فدل هذان األثرانعلى أن عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه مل يقم احلد على املرأة اليت ال زوج هلا، إن وجدت حبلى،إذا ادعت اإلكراه أو االغتصاب،

.)٢(فدل ذلك على أن حد الزنا ال يقام مبجرد القرينة أو البصمة الوراثية

عود، ومعاذ بن جبل، وعقبة بن عامر رضي اهللا وروي عن عبد اهللا بن مس .)٣("إذا اشتبه عليك احلد فادرأه ما استطعت: "عنهم، أم قالوا

فدل ذلك على أن احلدود تدرأ بالشبهات، والقرائن مهما قويت فإـا ال .)٤(تنفك عن الشبهة واالحتمال

ا ثبت عن الـنيب أن القول بأن القرينة أقوى من البينة واإلقرار منتقض مب -٤أنه مل يقم احلد على املرأة مبا ظهر منها من أمـارات : صلى اهللا عليه وسلم

لو كنت : "، حيث قال الرسول الكرمي صلى اهللا عليه وسلم )٥(وقوع الزنا رامجا أحدا بغري بينة لرمجت فالنة، فقد ظهر منها الريبة يف منطقها وهيئتها

.)٦("ومن يدخل عليها

.٨/٣١، وصححه األلباين يف اإلرواء ٨/٢٣٦ربى أخرجه البيهقي يف السنن الك) ١( .٤٤٣عبد الرمحن أمحد الرفاعي، ص/ دالبصمة الوراثية وأحكامها، ، ١٠/١٨٧املغين ) ٢( .٨/٤١٤، والبيهقي يف الكربى ٤/٦٣أخرجه الدارقطين يف سننه ) ٣( .١٠/١٨٧املغين البن قدامة) ٤( .١/٨٧إعالم املوقعني ) ٥( .٢/٥٠٩. زحيليوسائل اإلثبات لل)٦(

١٠٩٣

البصمة الوراثية تـنري الطريـق للعدالـة، وترشـدهم إىل ومع ذلك؛ فإن األشخاص الذين مروا بالفعل على مسرح اجلرمية أو جسم الضحية، وللعدالـة برؤيتها الثاقبة أن تقرر مؤاخذة املتهم املتشبه فيهم تعزيرا، على أساس اسـتبعاد

.تطبيق احلدود الرعية مع وجود أدىن شبهةن القول الثاين قوي، وله حظ من األثر والنظـر، وال بد من اإلشارة إىل أ

والقول به خمصوص بالقرائن القطعية اليت تقرب إىل حد اليقني، وسالمتها مـن االحتماالت والشبه الواردة، وإن كان ما تطمئن له النفس هو القول األول، ال سيما مع إمكان التعزير عند عدم ثبوت احلد، يقول العالمة ابن القيم مرجحـا

ومل يزل األئمة واخللفاء حيكمون بالقطع إذا وجد املال املسروق : "القول الثاين مع املتهم، وهذه القرينة أقوى من البينة، واإلقرار فإما يتطرق إليهما الـصدق

.)١("والكذب، ووجود املال معه نص صريح ال يتطرق إليه شبهةأنزل كتبه ليقوم الناس اهللا سبحانه وتعاىل أرسل رسله، و : "ويقول رمحه اهللا

بالقسط، وهو العدل الذي قامت به األرض والسماوات، فإذا ظهرت أمارات العدل، وأسفر وجهه بأي طريق كان فثم شرع اهللا ودينه، واهللا عز وجل أعلم وأحكم وأعدل أن خيص طرق العدل وأماراته وأعالمه بشيء مث يفي مـا هـو

ال جيعله منها وال حيكم عند وجودهـا، أظهر منه، وأقوى داللة وأبني أمارة، ف وقيامها مبوجبها، بل قد بني اهللا سبحانه وتعاىل مبا شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة العدل بني عبادة، وقيام الناس بالقسط، فأي طريق استخرج ـا العـدل

.)٢("والقسط فهي من الدين، وليست خمالفة له

.٨الطرق احلكمية ص) ١( .١٥-١٤، الطرق احلكمية ص٤/٣٠٩إعالم املوقعني ) ٢(

١٠٩٤

يبني احلق ويظهـره ومـن خـصها البينة اسم لكل ما : "ويقول رمحه اهللا بالشاهدين أو األربعة أو الشاهد واملرأتني مل يوف مسماها حقهـا، ومل تـأت البينة قط يف القرآن مرادا ا الشاهدين، وإمنا أتت مرادا ا احلجـة والـدليل

والبينة والداللة واحلجة والربهان واآلية والتبـصرة ... والربهان مفردة وجمموعة األمارة متقاربة يف املعىن، ولفظ البينة يشمل مجيع البينات، ومل يقيـد والعالمة و

.)١("بنوع دون آخرفلو قيست البصمة الوراثية على هذه املسائل : "عمر السبيل : يقول الدكتور

اليت أثبت بعض العلماء فيها احلد والقصاص من غري شهود وال إقـرار، وإمنـا األخذ عندئذ بالبصمة الوراثيـة واحلكـم أخذا بالقرينة وحكمها ا، مل يكن

مبقتضاها يف قضايا احلدود والقصاص بعيدا عن احلق وال جمانبا للصواب فيمـا يظهر قياسا على تلك املسائل، السيما إذا حف بالقضية أو احلال مـن قـرائن األحوال ما يؤكد صحة النتائج قطعا لدى احلاكم، كمعرفته بأمانة ومهرة خرباء

الوراثية، ودقة املعامل املخربية، وتطورها، وتكرار التجارب ال سيما يف البصمةأكثر من خمترب، وعلى أيدي خرباء آخرين يطمئن احلاكم إىل أمانتهم، وخربم املميزة، وغري ذلك من القرائن واألحوال اليت حتمـل احلـاكم الـشرعي إىل

عنده بالبصمة الوراثية، االطمئنان إىل صحة النتائج، وترجح ظهور احلق وبيانه .)٢("إذ البينة ما أسفرت عن وجه احلق وبينته بأي وسيلة

.١/٩٠، إعالم املوقعني، ١١ص=الطرق احلكمية ) ١( .٥٦-٥٥عمر السبيل ص. البصمة الوراثية، د) ٢(

١٠٩٥

K�Lא� �يف ختام هذا البحث املتواضع، أذكر أهم ما توصـلت إليـه مـن نتـائج

:وتوصيات :النتائج: أوال

هيالعالمات واألمارات والدالئل اليت استجدت يف العصر : أن القرائن الطبية -١ االت الطبية، حبيث تدل هذه القرائن على أمر آخر، فيكـون احلديث يف ا

.هذا األمر يف حيز املقطوع بههو اإلكـراه علـى الزنـا أو : أن تعريف االغتصاب يف اصطالح العلماء -٢

.اللواط أنالقضاء بالقرائن له أمهية كبرية يف الفقه اإلسالمي، فهو أصل من أصـول -٣

أو اإلقرار، أم يف حال فقد أي دليل من الشرع، وذلك يف حال وجود البينة . دالئل اإلثبات

أن البصمة الوراثية هي البنية اجلينية التفـصيلية الـيت تـدل عنـد ذوي -٤االختصاص علي هوية كل فرد بعينه ، وهي من الناحية العلمية وسـيلة ال

.تكاد ختطيء يف التحقق من الوالدية البيوجلية والتحقق من الشخصية، وحتليل )DNA(البصمة الوراثية : ومن أمهها -ة القرائن الطبية احلديثة أمهي -٥

خصوصا يف اال اجلنائي، وحتديـد -الدم، وبصمات األصابع، والتشريح هوية ارم بدقة، سواء كان ذلك يف قـضايا االغتـصاب، أو القتـل، أو

و السرقة، أو اخلطف، أو غري ذلك، وسواء كان ذلك يف إثبات اجلـرائم أ .نفيها

١٠٩٦

أن نتيجة البصمة الوراثية يف إثبات االغتصاب نتيجة شبه قطعية، إال أنـه -٦قدر يرد عليها بعضالشبهات واالحتماالت، وهذه االحتماالت والشبهات ليست يف نتيجة البصمة ذاا، وإمنا فيما يالبسها أو خيالطها، من شـبهات

ا، كتلـوث العينـات تتعلق بظروف حميطة ا، من الطبيب واآللة وحنومه املستخدمة يف التحليل، أو وجود عيب يف طرق التحليل واإلحصاء،أو غري

.ذلك، فالبصمة تتطلب خربة عالية، وخمربا دقيقا جداهو عدم إثبـات االغتـصاب يف الزنـا : أن الصحيح من أقوال أهل العلم -٧

تمـاالت واللواط بالقرائن املعاصرة؛ ملا قد حيتف ذه القـرائن مـن اح .وشبهات،واحلدود تدرأ بالشبهات

أن خالف الفقهاء يف إثبات االغتصاب بالقرائن خالف قوي، فللقاضـي -٨إذا ترجح عنده األخذ بالقرائن يف أبواب احلـدود، ال : العمل بالقول الثاين

سيما إذا حف بالقضية أو احلال من قرائن األحوال ما يؤكد صحة النتائج كمعرفته بأمانة ومهرة خرباء البصمة الوراثيـة، ودقـة قطعا لدى احلاكم،

املعامل املخربية، وتطورها، وتكرار التجارب ال سيما يف أكثر من خمتـرب، وعلى أيدي خرباء آخرين يطمئن احلاكم إىل أمانتهم، وخـربم املميـزة، وغري ذلك من القرائن واألحوال اليت حتمل احلاكم الشرعي إىل االطمئنـان

النتائج، وترجح ظهور احلق وبيانه عنده بالبـصمة الوراثيـة، إذ إىل صحة .البينة ما أسفرت عن وجه احلق وبينته بأي وسيلة

أن القرائن احلديثة قد يـستفاد منـها يف نفـي التهمـة عـن املتـهم -٩باالغتصاب،فيكون التحليل املنوي مثال قرينة قوية على براءة املتـهم ممـا

.نسب إليه

١٠٩٧

ائن احلديثة قد يستفاد منها يف التحقيقمع املتـهم لالعتـراف، ال أن القر -١٠ .سيما يف حال قوة القرينة، ألن البصمة الوراثية عامل دامغ، وإثبات قوي

أن القرائن الظنية ال يثبت ا احلد على كال القولني، وكذا القرائن القوية -١١بـات احلـد؛ اليت ال تنفك عن االحتمال، فال يصح أن تكون حجة يف إث

لالحتمال الوارد عليها، وهو شبهة يدرأ ا احلد، وهذا ال ينفي التعزيز إذا .قويت التهمة

أن القرائن احلديثة تنري الطريق للعدالة، وترشد إىل األشخاص الذين مروا -١٢بالفعل على مسرح اجلرمية أو جسم الضحية، وللعدالة برؤيتها الثاقبـة أن

تشبه فيه بالعقاب التعزيري، على أسـاس اسـتبعاد تقرر مؤاخذة املتهم امل .تطبيق احلدود الشرعية مع وجود أدىن شبهة

: التوصيات: ثانيا ضرورة االهتمام بالقرائن احلديثة وتطوير العمل فيها، مع العناية مبا تتطلبـه -١

منخربة عالية، وخمرب دقيق جدا، مع التأكيـد علـى سـرية نتائجهـا، . املخربيةوفحوصاا

ضرورة إجياد قنوات للتعاون العلمي بني املعامل اجلنائية واجلهات البحثيـة -٢ .املتخصصة يف حتليل احلامض النووي

وضع إطار تشريعي لإلثبات باحلامض النووي يتضمن حتديد شروط ممارسة -٣املعامل حتليل البصمة الوراثية، وشروط أخذ العينات واالحتفاظ ا، حىت

.القطع بصحة النتائج اليت تسفر عنهاميكن

١٠٩٨

االهتمام باجلوانب الفنية جلمع األدلة، وذلك بعمل دورات تدريبية للقائمني -٤على سلطات التحري والتحقيق واحلكم، وتوعيتهم باألساليب املتطـورة

.واملستحدثة .وصلى اهللا وسلم وبارك على نبينا حممد، وعلى آله وصحبه وسلم

١٠٩٩

�א��א�5xH7س�א���د��و �

)رسالة ماجـستري (أحكام جرمية اغتصاب العرض يف الفقه اإلسالمي •إبـراهيم بـن : الطالب: إعداد. من جامعة نايف العربية للعلوم األمنية

. هـ١٤٢٥صاحل اللحيدان، عام لعلي بن أيب علي بن حممد بـن سـامل : اإلحكام يف أصول األحكام •

ر الكتب العلمية، بريوت، ، طبعة دا )هـ٦٣١: املتوىف(الثعليب اآلمدي .م١٩٨٥/هـ١٤٠٥لبنان، عام

حممـد ناصـر : إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل، املؤلف •: زهري الشاويش، الناشر : ، إشراف )هـ١٤٢٠: املتوىف (الدين األلباين

. هـ١٤٠٥الثانية : بريوت، الطبعة–املكتب اإلسالمي حممد بن أيب بكر بن أيوب بن : ؤلفإعالم املوقعني عن رب العاملني، امل •

حممـد : ، حتقيق )هـ٧٥١: املتوىف(سعد مشس الدين ابن قيم اجلوزية : بريوت، الطبعـة –دار الكتب العلمية : عبد السالم إبراهيم، الناشر

.هـ١٤١١األوىل، عالء الـدين أبـو : اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف، املؤلف •

: املتـوىف (وي الدمشقي الصاحلي احلنبلي احلسن علي بن سليمان املردا .الثانية: دار إحياء التراث العريب، الطبعة: ، الناشر)هـ٨٨٥

زين الدين بن إبـراهيم بـن : املؤلف، البحر الرائق شرح كرت الدقائق •: ويف آخـره ، )هـ٩٧٠: املتوىف(حممد، املعروف بابن جنيم املصري

الطوري احلنفي القادري تكملة البحر الرائق حملمد بن حسني بن علي

١١٠٠

ـ ١١٣٨ت بعد ( : الناشر، منحة اخلالق البن عابدين : وباحلاشية، ) ه . بدون تاريخ-الثانية : الطبعة، دار الكتاب اإلسالمي

عالء الـدين أيب بكـر بـن :بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع، تأليف • م ١٩٨٢/هـ ١٤٠٢دار الكتاب العريب، :مسعود الكاساين، بريوت

.ة الثانيةالطبعالبصمة الوراثية يف ضوء اإلسالم وجماالت االستفادة منها يف النـسب •

حبث لـة . عبد الستار فتح اهللا سعيد . واجلرائم وحتديد الشخصية د .جممع الفقه اإلسالمي

إبـراهيم صـادق .البصمة الوراثية كدليل فين أمام احملاكم اجلنائية، د • البحوث األمنية، كلية امللك اجلندي، وحسني بن حسن احلصيين، جملة

ـ ١٤٢٢، شعبان ١٩فهد األمنية، الد العاشر، العدد نـوفمرب -هـ .م ، الرياض٢٠٠٠

علي حميي الدين القـره . البصمة الوراثية من منظور الفقه اإلسالمي، د •داغي، ضمن أعمال وحبوث الدورة السادسة عشر للمجمع الفقهـي

.٣/١٥ م، ٢٠٠٢/ هـ١٤٢٢اإلسالمي مبكة املكرمة، أمحـد إمساعيـل . البصمة الوراثية وأثرها يف إثبات جرائم القصاص د •

١٥ العـدد عمر، حبث منشور يف جملة الشريعة والدراسات اإلسالمية . ه١٤٣١صفر

البصمة الوراثية وأحكامها يف الفقه االسالمي والقـانون الوضـعي، •مقدمـة ) توراهرسالة دك (عبد الرمحنالرفاعي، . دراسة فقهية مقارنة، د

.م٢٠٠٥-اىل كلية الشريعة والقانون جامعة االزهر

١١٠١

عـام ) ٢٣(البصمة الوراثية وحجيتها، حبث يف جملة العـدل العـدد • .، للدكتور عبد الرشيد قاسم)هـ١٤٢٥(

البصمة الوراثية وحكم استخدامها يف جمال الطب الشرعي والنـسب، • .ناصر عبد اهللا امليمان. د

سعد الدين /ئقها الشرعية، دراسة فقهية مقارنة، د البصمة الوراثية وعال • .م٢٠٠١-ه١٤٢١مسعد اهلاليل، طبعة الكويت، عام

ضـمن -وهبة الزحيلـي / د: البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها •أعمال وحبوث الدورة السادسة عشر للمجمع الفقهي اإلسالمي مبكة

.٣/١٥ م، ٢٠٠٢/ هـ١٤٢٢املكرمة، نصر فريد واصل مفـيت / ية وجماالت االستفادة منها، د البصمة الوراث •

، ١٧مجهورية مصر العربية سابقا، جملة امع الفقهي اإلسالمي، العدد .م٢٠٠٣/ هـ١٤٢٥، ١٥السنة

. البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النـسب واجلنايـة د • .عمر السبيل، حبث لة جممع الفقه اإلسالمي

حممد بن حممد بـن عبـد : من جواهر القاموس، املؤلف تاج العروس •: املتـوىف (الرزاق احلسيين، أبو الفيض، امللقب مبرتـضى، الزبيـدي

حممد بن مكرم : املؤلف، لسان العرب اهلدايةدار : ، الناشر )هـ١٢٠٥ـ يبن على، أبو الفضل، مجال الدين ابن منظور األنـصاري الرويفع

-الثالثـة : الطبعة، بريوت –دار صادر : الناشر، )هـ٧١١: املتوىف( . هـ١٤١٤

١١٠٢

إبراهيم بن : تبصرة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام، تأليف •املطبعة العامرة الـشرفية عـام : اإلمام مشس الدين بن فرحون، مصر

. تصوير بريوت، دار الكتب– الطبعة األوىل- هـ ١٣٠١ الزين الشريف اجلرجـاين علي بن حممد بن علي : التعريفات، املؤلف •

ضبطه وصححه مجاعـة مـن العلمـاء : ، احملقق )هـ٨١٦: املتوىف(: لبنان، الطبعـة –دار الكتب العلمية بريوت : بإشراف الناشر، الناشر

.هـ١٤٠٣األوىل حاشية الدسوقي على الشرح الكبري، لشمس الدين حممدعرفة الدسوقي •

.، طبعة دار الفكر)هـ١٢٣٠املتوىف عام (حممد بن عيسى بن سورة بن : سنن الترمذي، املؤلف -امع الكبري اجل •

: ، احملقق )هـ٢٧٩: املتوىف(موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى بـريوت، سـنة –دار الغرب اإلسالمي : بشار عواد معروف، الناشر

. م١٩٩٨: النشردار / حجيةالقرائن يف الشريعة اإلسالمية، عدنان حـسن عزايـزة، ط •

.م١٩٩٠، الطبعة األوىل، عام عمار أمحد أبو / الدليل اجلنائي ودوره يف إثبات جرائم احلدود والقصاص، د •

القاسم، املركز العريب للدراسات األمنية والتدريب بالريـاض، عـام .هـ١٤١٤

دور القرائن احلديثة يف اإلثبات يف الشريعة اإلسـالمية وتطبيقاـا يف •من كلية الـشريعة ) رسالة ماجستري (. احملاكم الشرعية يف قطاع غزة

.زياد عبد احلميد أبو احلاج: هـ، للطالب١٤٢٦:باجلامعة غزة، عام

١١٠٣

أبو زكريا حميي الدين حيىي بن : روضة الطالبني وعمدة املفتني، املؤلف •: زهري الشاويش، الناشـر : ، حتقيق )هـ٦٧٦: املتوىف(شرف النووي

.هـ ١٤١٢الثالثة، : املكتب اإلسالمي، الطبعةحممد بن أيب بكر بن أيوب بن : روضة احملبني ونزهة املشتاقني، املؤلف •

ـ ٧٥١: املتوىف(سعد مشس الدين ابن قيم اجلوزية دار : ، الناشـر )هـ .هـ١٤٠٣: الكتب العلمية، بريوت، لبنان، الطبعة

سنن أيب داود، أليب داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن •شعيب األرنؤوط، : ، احملقق )هـ٢٧٥: املتوىف(شداد بن عمرو األزدي

. هـ١٤٣٠األوىل، : دار الرسالة العاملية، الطبعة: الناشرابن ماجه أبو عبد اهللا حممد بن يزيد القزويين، : سنن ابن ماجه، املؤلف •

دار إحياء : حممد فؤاد عبد الباقي، الناشر : ، حتقيق )هـ٢٧٣: املتوىف( .لبايب احلليب فيصل عيسى ا-الكتب العربية

حممد بن عيسى بن سورة بن : سنن الترمذي، اجلامع الكبري،ـ املؤلف •: ، احملقق )هـ٢٧٩: املتوىف(موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى

بـريوت، سـنة –دار الغرب اإلسالمي : بشار عواد معروف، الناشر . م١٩٩٨: النشر

موسى اخلراساين، أمحد بن احلسني بن علي بن : السنن الكربى، املؤلف •حممد عبد القادر عطـا، : ، احملقق )هـ٤٥٨: املتوىف(أبو بكر البيهقي

الثالثـة، : لبنـان، الطبعـة – دار الكتب العلمية، بـريوت : الناشر .هـ١٤٢٤

١١٠٤

السياسة الشرعية، أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن •اين احلنبلـي الدمـشقي عبد اهللا بن أيب القاسم بن حممد ابن تيمية احلر

وزارة الشئون اإلسالمية واألوقاف والدعوة : ، ط )هـ٧٢٨: املتوىف( .هـ١٤١٨األوىل، : اململكة العربية السعودية، الطبعة-واإلرشاد

أبو نصر إمساعيل بن محاد : الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، املؤلف • الغفور عطار، أمحد عبد : ، حتقيق )هـ٣٩٣: املتوىف(اجلوهري الفارايب

. هـ١٤٠٧الرابعة : بريوت، الطبعة–دار العلم للماليني : الناشرصحيح البخاري، اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول اهللا •

حممـد بـن إمساعيـل : مه، املؤلـف صلى اهللا عليه وسلم وسننه وأيا ـ ٢٥٦املتوىف (عبداهللا البخاري اجلعفي أبو بن حممد زهري : ، احملقق ) ه

مصورة عن السلطانية بإضافة (دار طوق النجاة : ناصر الناصر، الناشر .هـ١٤٢٢األوىل، : الطبعة)/ ترقيم حممد فؤاد عبد الباقي

صحيح مسلم، املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عـن العـدل إىل •مسلم بن احلجاج أبو احلسن : رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، املؤلف

حممد فـؤاد عبـد : ، احملقق )هـ٢٦١: املتوىف(ري القشريي النيسابو . بريوت–دار إحياء التراث العريب : الباقي، الناشر

مشس الدين حممد بن قيم : الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية، تأليف •ـ ٧٥١املتوىف عام (اجلوزية مطبعـة اآلداب واملؤيـد، : مـصر ) ه . الطبعة األوىل-هـ، ١٣١٧

١١٠٥

أمحد بن علي بن حجـر : البخاري، تأليف فتح الباري بشرح صحيح •/ عبد العزيز بن عبـد اهللا بـن بـاز، ط : العسقالين، تصحيح وحتقيق

.املطبعة السلفية ومكتبتها: القاهرةكمال الدين حممد بن عبد الواحـد الـسيواسي : فتح القدير، املؤلف •

.دار الفكر: ، الناشر)هـ٨٦١: املتوىف(املعروف بابن اهلمام وهبة بن مـصطفى الزحيلـي، . د. أ: سالمي وأدلته، املؤلف الفقه اإل •

كليـة -أستاذ ورئيس قسم الفقه اإلسالمي وأصوله جبامعة دمـشق .الرابعة: دمشق، الطبعة-دار الفكر : الشريعة، الناشر

املبدع يف شرح املقنع، إلبراهيم بن حممد بن عبد اهللا بن حممـد ابـن •ـ ٨٨٤: املتوىف(لدين مفلح، أيب إسحاق، برهان ا دار : ، الناشـر )هـ

. هـ١٤١٨األوىل، : لبنان، الطبعة–الكتب العلمية، بريوت حممد بن أمحد بن أيب سهل مشس األئمة السرخسي : املبسوط، املؤلف •

: بريوت، تـاريخ النـشر –دار املعرفة : ، الناشر )هـ٤٨٣: املتوىف( .ـه١٤١٤

ونة من عدة علماء وفقهـاء يف جلنة مك : املؤلف، جملة األحكام العدلية •نور حممد، كارخانـه : الناشر، جنيب هواويين : احملقق، اخلالفة العثمانية

.جتارت كتب، آرام باغ، كراتشيللشيخ حممد األمني الشنقيطي، الطبعة اخلامسة : مذكرة يف أصول الفقه •

.هـ مكتبة العلوم واحلكم باملدينة املنورة١٤٢٢عام أبو عبد اهللا احلاكم حممد بن عبد : ني، املؤلف املستدرك على الصحيح •

اهللا بن حممد بن محدويه بن نعيم بن احلكم النيسابوري املعروف بـابن

١١٠٦

: مصطفى عبد القادر عطا، الناشـر : ، حتقيق )هـ٤٠٥: املتوىف(البيع . هـ١٤١١األوىل، : بريوت، الطبعة–دار الكتب العلمية

أبو عبد اهللا أمحد بن حممد بـن : مسند اإلمام أمحد بن حنبل، املؤلف •أمحـد : ، احملقـق )هـ٢٤١: املتوىف(حنبل بن هالل بن أسد الشيباين

١٤١٦األوىل، : القاهرة، الطبعة –دار احلديث : حممد شاكر، الناشر .هـ

أبو بكر عبد الرزاق بن مهام بن نافع احلمريي اليماين : املصنف، املؤلف •: حبيب الرمحن األعظمي، الناشر :، احملقق )هـ٢١١: املتوىف(الصنعاين

بـريوت، –املكتـب اإلسـالمي : اهلند، يطلب من -الس العلمي .هـ١٤٠٣الثانية، : الطبعة

معامل السنن، وهو شرح سنن أيب داود، أليب سليمان محد بن حممد بن •ـ ٣٨٨: املتـوىف (إبراهيم بن اخلطاب البسيت املعروف باخلطايب ، )هـ

. هـ١٣٥١األوىل : حلب، الطبعة– املطبعة العلمية: الناشرحممـد الـشربيين : مغين احملتاج إيل معرفة معاين ألفاظ املنهاج، تأليف •

.م١٩٩٥.بريوت-دار إحياء التراث العريب / ، ط.اخلطيب هــ، ٦٢٠عبد اهللا بن أمحد بن قدامة املقدسي املتوىف : املغين، تأليف •

. الرياض–مكتبة الرياض احلديثة: دار النشر الطبعة -ئل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية، الدكتور حممد الزحيلي وسا •

.الناشر دار البيان بدمشق-م١٩٩٤/ هـ١٤١٤الثانية عام

١١٠٧

� �� �

� �� �� �

� �� �

�ERא����א���א�(�א�����א��I�1�6و<�����3�'��2 �

>�KدLY��n��4�T����א��)�T� �Yدאyא��$*�D�*وو��4^"gא���<"!�ذ�א���א"� J�x� 64�7�א��� �

١١٠٨

١١٠٩

سم اهللا الرمحن الرحيم

والصالة والـسالم ، امللك احلق املبني ، الفتاح العليم ، احلمد هللا رب العاملني ، وخامت النبيني ،سيد األولني واآلخرين، وحبيب رب العاملني، على إمام املرسلني

. سيدنا حممد وآله وصحبه وسلم

،، وبعدا توصل إليه العلمـاء يف فقد سبق الفقه اإلسالمي منذ أكثر من ألف عام م

، فوضع قواعد وضوابط مهمة إلعمال القرائن فيما تدل عليه ، ...)الوراثة(جمال ويف ، مما ال يتوافر يف القوانني احلديثة ، وينفي الظلم ، مبا حيقق العدل ، أو إلغائها

جانب مـن هـذه "القرائن الطبية املعاصرة وأثرها يف إثبات الزنا "هذا املوضوع اليت تتميز مبرونتها ومشوهلا وتطورها؛ ملالحقة التطور ، لضوابط الفقهية القواعد وا

ومسايرة وسائل العلم احلديثة؛ حيث تقـدم املختـربات ، العلمي يف كل وقت تساعد على إظهار احلقيقة لكثري مـن اجلـرائم ، اجلنائية احلديثة وسائل متعددة

مسرح اجلرميـة أو مـا كما يف حتليل اآلثار البشرية اليت توجد يف ، املستعصيةأو يوجد معه من آثارها، وهي أمـور تـساعد ، يتركه اجلاين يف موقع اجلناية

ومن مث يعد موضوع القرائن الطبية املعاصـرة ، القضاء على الوصول إىل احلقيقة وأثرها يف إثبات الزنا، من األمور املهمة اليت حتتاج إىل دراسات فقهية متوالية؛

وفصيلة الدم والتحليل ، ثرها يوما بعد يوم، كالبصمة الوراثية لتطور القرائن وتكا ممـا مل ، وحنوها مما مل يكن متاحا يف املاضي ، والفحص الطيب والتقاط الصور

. يتوصل إليه العلم إال يف اآلونة األخريةهل تعد هذه االكتشافات العلمية قرائن يستطيع : وهنا تثار تساؤالت كثرية

ا إثبات الدعاوي حبيث حتل حمل البينات املعتمدة؟ أم أـا ال القاضي من خالهل

١١١٠

ترقى إىل مرتبة الشهادة يف اإلثبات؟ ومن مث يصبح االستشهاد ـا فقـط يف وهل حتتاج البينة إليها أم ال؟ وهل يقام حد الزنـا ، احلكم كمؤيد من املؤيدات

ـ دود ممـا تـدرأ عملا بالبينة بالرغم من وجودها؟ أم يترك وتعد شبهة، واحلبالشبهات؟ وهل كل القرائن يف ذلك سواء؟ سوف أتناول هذه القـضية وآراء

أثر القـرائن : الفقهاء فيها مبا جيمع بني القدمي واحلديث يف هذا البحث بعنوان .)١(الطبية يف إثبات الزنا يف الفقه اإلسالمي

:وترجع أسباب اختياري هذا املوضوع إىل ما يليحيث ، وع من املوضوعات اليت جتمع بني األصالة واملعاصرة هذا املوض : أوال

كاجلينـات : ميكن من خالله تكييف القرائن املعاصرة من اآلثار البشرية احلديثة يف ضوء أحكام القـرائن الـيت ، وحنوها، واملين، والشعر، وحتليل الدم ، الوراثية

والسنة النبوية واليت نص عليها القرآن الكرمي ، �كانت موجودة منذ عهد النيب وحنـو ، ووجود أثر اجلاين يف حمل اجلرمية ، إثبات النسب بالقيافة : الشريفة مثل

.وأثرها يف إثبات اجلرائم سواء باإلثبات أو النفي، ذلكدراسة هذا املوضوع تبني مدى قدرة الفقه اإلسالمي على مواجهـة : ثانيا

قـضايا علـى مـر و، واستيعابه كل ما يستجد من مسائل ، التطور احلضاري . الزمان

م آثـاره، واألثر بفتحتني ما بقي من رسم الشيء، وضربة السيف، وسنن النيب عليه الصالة والـسال -١ األثرة بفتحتني، واستأثر اهللا بفالن إذا مات ورجي لـه الغفـران، واستأثر بالشيء استبد به، واالسم

واملأثرة بفتح الثاء وضمها املكرمة ألا تؤثر، أي يذكرها قرن عن قرن، وآثره على نفسه من اإليثار، : خمتار الصحاح ج ---- والتأثري إبقاء األثر يف الشيء وأثارة من علم بقية منه، وكذا األثرة بفتحتني

.٢: ص١

١١١١

من هذا املوضوع يتبني كيفية معاجلة الفقـه اإلسـالمي مـشكالت : ثالثاإىل أن يرث اهللا ، ويف كل زمان ومكان ، أو العاملي ، اتمع على املستوى احمللي

.ومن عليها، األرض .مقدمة ومتهيد وثالثة مطالب وخامتة: وتقتضي خطة البحث تقسيمه إىل

.اب اختيار املوضوع وخطة البحث ومنهجهأسب: املقدمة يفويشمل تعريف القـرائن لغـة : يف التعريف مبصطلحات البحث : التمهيد . وحصر القرائن اليت يتناوهلا البحث، تعريف الزنا لغة واصطالحا-واصطالحا

.مشروعية القضاء بالقرائن: املطلب األول .أثر قرينة احلمل يف إثبات الزنا: املطلب الثاين

.أثر قرينة البصمة الوراثية يف إثبات الزنا: املطلب الثالث : وقد وضعت هلذا البحث منهجا علميا أوجزه فيما يلي: منهج البحث

مجع املسائل الفقهية املتعلقة بأثر القرائن على حد الزنا مـن كتـب : أوالئن الطبية ودراستها دراسة مقارنة مث دراسة أثر القرا ، املذاهب األربعة املشهورة

كواحدة من أهم ، املعاصرة كالبصمة الوراثية يف إثبات جرمية الزنا وإقامة احلد .القرائن الطبية املعاصرة لبيان وجه الترابط بني األحكام الفقهية قدميا وحديثا

نسبة كل رأي إىل قائله من مصدره من الكتب الفقهية املعتمـدة يف : ثانيا .كل مذهب من املذاهب األربعة

.وبيان الراجح منها بالدليل، مناقشة األدلة: ثالثامع نسبة ، كتابة اآليات القرآنية املستدل ا يف البحث خبط املصحف : رابعا

.كل آية إىل سورا ورقمها باهلامش .ختريج األحاديث النبوية حسب املنهج املعروف يف التخريج: خامسا

١١١٢

.تاج إىل توضيحشرح املصطلحات واأللفاظ اليت حت: سادسا يف التعريف مبصطلحات البحث : التمهيد

.معىن القرينة يف اللغة: الفرع األول .معىن القرينة يف االصطالح: الفرع الثاين

. الزنا لغة وشرعامعىن: الفرع الثالث . اليت يتناوهلا البحث حصر القرائن: الفرع الرابع

معىن القرينة يف اللغة: الفرع األول

: يف اللغةالقرينة

.ما يدل على الشيء من غري االستعمال فيه: القرينة هي .)١(صاحبه : واقترن الشيء بغريه، وصله به: يقال قرن الشيء بالشيء .)٢(تالزما : وتقارن الشيئان، والقرينة ما يدل على املراد

صـاحبك : ومنه القـرين ، وصاحبه، اقترن به : ء مقارنة وقرانا يوقارن الش .)٣ (واجلمع قرناء، نك وال يفارقكالذي يقار

معىن القرينة يف االصطالح: الفرع الثاينومنـها ، تعريفـات للفقهـاء : للقرينة يف االصطالح تعريفات كثرية منها

:ومن هذه التعريفات، تعريفات للقانونيني : أوال تعريف القرينة عند الفقهاء

ألمـارة البالغـة حـد ا: القرينة القاطعة هـي : يف جملة األحكام العدلية -١ .)١(اليقني

.٥٣٣ خمتار الصحاح ص – ٢ املعجم الوسيط ج -٣٣٦ ص ١٣ لسان العرب ج -١ .٢٥٨ ص ٤القاموس احمليط ج -٢ .٣٣٧ص٣٣٦ص١٣لسان العرب ج -٣

١١١٣

٢،وتدل عليه ، تقارن شيئا خفيا ، كل أمارة ظاهرة : القرينة: تعريف الزرقا -٢ .املوافقة واملصاحبة: وهي مأخوذة من املقارنة مبعىن

. ٣أمر يشري إىل املطلوب: هي: تعريف اجلرجاين-٣أمر خـص األمارة اليت تدل على : هي: تعريف الشيخ عبد العال عطوة -٤

.بصاحب هلا بواسطة نص أو عرف أو سنة أو غريها، األمارة اليت تدلنا على األمر اهول اسـتنباطا : وعلى هذا فإن القرينة تعين

ولوالها ملـا ، واملقارنة لذلك األمر اخلفي ، واستخالصا من األمارات املصاحبة . على املسريوأثر السري يدل ، فالبعرة تدل على البعري، أمكن الوصول إليه

وقد تكـون القرينـة ، يعين األمارة اليت ترجح أحد اجلوانب عند االشتباه ٤.قطعية يقوم دليل: عرف علماء القانون القرينة بأا : تعريف القرينة يف القانون : ثانيا

. على استنباط أمر جمهول من أمر معلومالنتائج الـيت : هي القرائن: " من القانون املدين الفرنسي ١٣٤٩ ففي املادة

مثل اعتبار تصرف " يستخلصها القاضي من الواقعة املعلومة؛ ملعرفة واقعة جمهولة .٥املريض يف مرض املوت وصية

.١٧٤١جملة األحكام العدلية مادة رقم - ١ .٩٠٤ ص ٢املدخل الفقهي العام ج - ٢ .١٢٢٨ص٣ كشاف اصطالحات الفنون ج١٥٢ التعريفات ص - ٣ ص ٥ الكويت ج – املوسوعة الفقهية ٢٣١ ص١ عدة الصابرين ج ٩ ص١ الطرق احلكمية ج - ٤

٣٦٦. .٣٢٨ص٢ الوسيط للسنهوري ج- ٥

١١١٤

مع ، والنتيجة املترتبة عليها ، القانون عرف القرينة بأثرها : ومن املالحظ أن : هذا فإن عناصر القرينة ثالثةىوعل، ١أن نتيجة الشيء غري الشيء

. مر جمهولأ -١

. أمر معلوم-٢٣-هول من األمر املعلوم الذي يفيد قيام األمر ا٢هول استخالص األمر ا .

.الزنا لغة وشرعا معىن: الفرع الثالث

، الزنا يف اللغة مصدر زنا يزين بالقصر لغة أهل احلجاز : يف اللغة ٣معىن الزنا :ويطلق على معان منها، باملد لغة متيم

.دنا بعضه من البعض: زنا الظل مبعىن: يقال. نه يطلق على الدنوأ] أ [ .صعد: يقال زنا اجلبل مبعىن، ويطلق على الصعود] ب[ ٤.جلأ إليه: يقال زنا إليه أي، ويطلق على اللجوء] ج[

:الزنا يف االصطالح :تعريف الفقهاء جرمية الزنا املوجبة للحد

.٩٠٤ ص ٢املدخل الفقهي العام ج - ١ .ه املكتب اإلسالمي الرياض١٤٠٣ية إبراهيم حممد الفائز الطبعة الثان٦٤اإلثبات بالقرائن ص - ٢كما يطلـق ، حيجز بني شيئني ما: وأصل احلد ، املنع: واحلد لغة ، الزنا من احلدود واحلدود مجع حد - ٣

فيطلـق : عند الفقهاء وأما) ١٩٤ص١خمتار الصحاح مادة حد املصباح املنري ج . (على نفس املعاصي .والسرقة، الزنا: مثل، اجلرائم اليت هلا عقوبة مقدرة شرعا: على

، القـذف أو عقوبة ، أو عقوبة السرقة ، كعقوبة الزنا مثال : كما يطلق على كل عقوبة مقدرة شرعا ٥فتح القـدير ج . وقد يراد ا العقوبة فقط ، ويراد ا اجلرمية فقط ، احلدود قد تطلق : وهذا يعين أن

. ١١٨ص١١لي ج احمل ٤ص٣ص١٠ اموع للنووي ج ٢١١ص١ هامش الفروق للقرايف ح ٢١٢ص أثر القرابة على اجلـرائم، د حـسن خطـاب ط األوىل – ٢٨٥األحكام السلطانية للماوردي ص

).م دار ايتراك بالقاهرة٢٠٠١

.٢٤٩ املعجم الوجيز ص -١/٩٠ لسان العرب فصل الزاي - ٤

١١١٥

وكان السبب يف اختالفهم يف ، لفة عرف الفقهاء جرمية الزنا بتعريفات خمت أو ، األعم األغلب يرجع إىل اختالفهم يف ذكر األركان والشروط الواجبة فيها

:ومن هذه التعريفات، يف الشبهة املانعة من وجوب احلد، وطء مكلف طائع يف قبل مشتهاة خال عـن ملكـه : عرفها احلنفية بأا •

١. متكينهاوشبهته يف دار اإلسالم أو متكينه من ذلك أووطء مكلف مسلم خرج آدمي ال ملك فيه : وعرفها املالكية بأا •

٢.بال شبهة عمداإيالج ملتزم عامل بالتحرمي حشفة أو قدرها : وعرفها الشافعية بأا •

.٣بفرج حمرم لعينه خال عن الشبهة مشتهى طبعا

.٤فعل الفاحشة يف قبل أو دبر: وعرفها احلنابلة بأا •

الزنا جرمية من اجلرائم االجتماعية اخلطرية اليت حرمها اإلسالم :حكم الزنا فلـم ، وقد اتفقت الشرائع السماوية على حترمي الزنا ، وجعلها كبرية من الكبائر

٥.حيل يف شريعة قط

:وقد ثبتت حرمته بالكتاب والسنة واإلمجاع

�����a}�: فقولـه تعـاىل : أما الكتـاب ������_�����~��}|��{��z

bz)٣٢: سراءاإل(

.١٤٢ -٣/١٤١ حاشية ابن عابدين - ١ .٥/٣١٦ حاشية اخلرشي -٤/٣١٣ حاشية الدسوقي - ٢ .٣٠٩ص٧ روضة الطالبني للنووية ج – ١٤٤-١٤٣ص٤غين احملتاج ج ـ م٣ .٨٩ص٦ كشاف القناع ج - ١٨١ص٨ املغين البن قدامة ج - ٤ فتح الباري شرح صحيح البخاري ج – ط دار الكتب العاملية ٨ص٢ املوافقات للشاطيب ج - ٥

.٥ص١٠ اموع للنووي ج -٩٠ص١٢

١١١٦

قلـت يـا « : قال �ما رواه البخاري عن عبداهللا بن مسعود : ومن السنة مث « :قلت. »أن جتعل هللا ندا وهو خلقك « :رسول اهللا أي الذنب أعظم؟ قال

. »مث أي؟ « :قلـت .. »أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معـك «:قال. »أي؟ ١. »أن تزين حبليلة جارك « :قال

إىل يومنا هذا �األمة اإلسالمية من لدن الرسول فقد أمجعت : أما اإلمجاع ٢.ومل خيالف يف هذا أحد، على حترمي الزنا وأنه من الكبائر

حصر القرائن اليت يتناوهلا البحث : الفرع الرابعتتنوع القرائن وتتعدد وختتلف من زمن إىل آخر حبسب التقدم العلمي الذي

النصوص الشرعية بالقاعـدة وقد جاءت ، اآلخر من وقت إىل آخر خيتلف هو ، واالعتماد عليها كـدليل ، العامة اليت ينبين عليها هذا األصل يف احلكم بالقرائن

: وقد مثل الفقهاء بالقرائن اليت كانت موجودة يف وقتهم مثل ، أو مساعد دليل أنواع كثرية وقد توصل العلم اليوم إىل ، وظهور رائحة اخلمر ، واحلمل، القيافة

وتـسجيل ، والتقاط الـصور ، وحتليل الدم ، بصمات األصابع : مثلمن القرائن ـ ، والبصمة الوراثية ، الصوت ، الـسفر ى جـوازات والصورة الشخـصية عل

واالعتماد يف بعـض ، وكذلك التوقيعات اخلطية ، والبطاقات الشخصية وحنوها ، التليفـون : وتسجيل الصوت ا مثـل ، وسائل االتصال احلديثة ىاحلاالت عل

. والتلكس وحنوها، والرسائل اإللكترونية، تروالكمبيو

، ٤٤٨٣[ بأرقام متعددة ١٦٢٦ ص٤ج، سورة البقرةتفسري، كتاب التفسري، أخرجه البخاري- ١

أخرجه مسلم يف اإلميان باب كون الشرك أقبح ، ]٧٠٩٤، ٧٠٨٢، ٦٤٦٨، ٦٤٢٦، ٥٦٥٥ .٨٦الذنوب وبيان أعظمها بعده رقم

شرح مسلم للنووي امش إرشاد -١٦٢ص٣ أسهل املدارك ج – ٥ص٢٠ اموع للنووي ج - ٢ .٢١٧ج ص٧الساري

١١١٧

: وهي، أثر أهم هذه القرائن اليت حبثها الفقهاء قدميا : ويف هذا البحث أتناول مث أتناول أثر إحدى القرائن الطبية املعاصرة ، ثبات الزنا إوأثرها يف ، قرينة احلمل

د يف الـسابق فقد كان االعتما . أثر البصمة الوراثية يف الزنا بصفة خاصة : وهييف إثبات النسب على القيافة يف حال تعذر اإلقـرار أو الـشهادة ويف العـصر

وحتليـل ، احلاضر مت اكتشاف العالمات الوراثية عن طريق حتاليل الدم املخربية :املين والبصمة الوراثية وغريها فمن القرائن الطبية املعاصرة إلثبات الزنا ما يلي

فلكل إنسان صفات وميزات يف دمه ختتلـف عـن : فصائل الدم الرئيسية -١اآلخر بدليل أنه لو خلط نوعان من الدم خمتلفان مل ميتزجا إذا كانـا مـن

هذه هلـا خـصائص A - B- AB- O فصيلتني خمتلفتني وهي أربع فصائل .يعرفها األطباء

فالدم يشتمل على العديد من تلك الصفات الوراثية املوروثـة مـن األب ث يأخذ الولد نصف الصفات من أبيه احلقيقي والنصف اآلخـر واألم حبي

.من أمه عن طريق احليوان املنوي للرجل، والبويضة لألنثىوفصيلة الـدم الـيت - بواسطة امليكروسكوب: طريقة حتديد فصيلة الدم

.حتددت فإا تبقى ثابتة لكل شخص وتنتقل من الوالدين إىل الولد :بصمة احلمض النووي-٢

ت متيز إنسان عن آخر ميكن بواسطة احلمض النووي الذي يوجـد يف إلثبا .خاليا اجلسم ما عدا كرات الدم احلمراء حيث ليس هلا نواة

: حتليل املين-٣ إذا مل يثبت الزنا باإلقرار أو الشهادة وقويت الشبهة يف حصوله فمن القرائن

ديد فصيلتها فـإذا املعاصرة حتليل اآلثار املنوية على اللباس أو البدن، وحت .ثبتت مطابقتها بفصيلة املتهم كانت قرينة يف إثبات حصول الزنا منه

١١١٨

وقد يتفق بعض األشخاص يف فصيلة احليوان املنوي مما جيعـل االحتمـال يتطرق إىل نتائج الفحص املخربي مما يضعف األخذ ذه القرينة يف إثبات جرمية

.الزناليل املنوي قرينة قوية على براءة املتـهم أما يف حال نفي التهمة فيكون التح

.مما نسب إليهبـصمة : لذلك فإن أفضل الطرق اليت ميكن ا التأكد من ثبوت التهمـة

ويف حالة توافق بصمة احلمض النووي للتلوثات املنويـة . احلمض النووي للمين ة حيث إن بصم . مع بصمة احلمض النووي ملين املتهم فهذا مما يؤكد إدانة املتهم

؛ ولذا سوف أقتـصر ١احلمض النووي أقوى نفيا وإثباتا من الفصائل األخرى . عليها يف البحث كمثال للقرائن الطبية املعاصرة

إبراهيم بن . إعداد د–القضاء بالقرائن املعاصرة : حبث بعنوان-البحوث واملقاالت العلمية موسوعة - ١

.٢ ص– ٠٥/١٠/٢٠٠٥ -٢/٩/١٤٢٦]. األستاذ املشارك باملعهد العايل للقضاء[ناصر احلمود

١١١٩

�א���9$א,ول ���84و=��א����������Sא�( �

: اختلف الفقهاء يف مشروعية القضاء بالقرينة على رأيني

والعز بن عبد السالم ٢ةواملالكي١ يرى ابن عابدين من احلنفية :الرأي األول .جواز العمل بالقرائن: ٤ واحلنابلة٣من الشافعية

عـدم : ٧ واحلنابلة يف وجه ٦ والشافعية يف رواية ٥يرى احلنفية : الرأي الثاين .جواز العمل بالقرائن

: استدل اوزون للعمل بالقرائن مبا يلي:األدلة : أما ما استدلوا به من الكتاب ايد ففيما يلي

� قوله تعاىل–أ ��{��{� �z� �y� �x��� � � � � � �w��v� �u��� � � �t� �s��r��ª� � � �©� � � �§� � �¦� �¥� �¤�� � � � � � � � �£� �¢� �¡� ���� � �~� �}� �|

«z ) ٢٧ -٢٦سورة يوسف آية( فيما ، هذه اآلية حيتج ا من يرى احلكم باألمارات والعالمات : وجه الداللة

. يرد ناسخوشرع من قبلنا شرع لنا ما مل ٨.ال حيضره البينات

. ط الثانية مصطفي احلليب القاهرة٢٦ص٤ وج-٣٤٦ ص ٧حاشية ابن عابدين ج - ١ .٢٥١ – ٢٥٠ ص ١٦املدونة ج - ٢ . ١٢٦ ص ٢ قواعد األحكام ج - ٣ .٤٠٣ ص ١ القواعد البن رجب ج ٦٧٦ ص ٣بدائع الفوائد ج . ٩٤ ص ١إعالم املوقعني ج - ٤ .٣٥٠ ص ١ اهلداية ج ٢٠٥ ص ٧ البحر الرائق ج٤٩٦ ص ٥ ج ٢٧٧ ص ٤ بدائع الصنائع ج - ٥ .٨٥ ص ١ مغين احملتاج ج - ٦ .١٢٩ ص ٣د ج زاد املعا٨٤ ص ٤ الكايف ج - ٧ .١٢٦ ص٣ قواعد األحكام ج١٦٩ ص ٤ذيب الفروق ج - ٨

١١٢٠

).٧٥: يوسف (� من وجد في رحله فهو جزاؤه �: قوله تعاىل–ب وثبوت التهمـة ، علق إخوة يوسف اجلزاء على ثبوت التهمة : وجه الداللة

ووجود الصواع يف الرحل قرينـة علـى ، يكون بوجود الصواع داخل الرحل . ١وعية العمل بالقرائن السرقة يف حق من وجد يف رحله، فدل ذلك على مشر

��KJ��I���H��G��FE��D���C��B���A}�: قولــه–ج

��O��N������M��Lz )٣٠: سورة حممد.( علـى -� -جعل اهللا العالمة الدالة طريقا يتعرف منه النيب : ٢وجه الداللة

وما انطوت عليه نفوسهم من خبث وحقد علـى ، املنافقني؛ ليكشف خباياهم .ن القول عالمة وقرينة على كشفهم أمام الناسكما جعل حل،�الرسول �: قوله تعاىل–د {���q� � � p� �o� �n� �m� �l� �k

��z��y��x��w��� � �v��u��t��s��r���|��{z ) ٢٧٣سورة البقرة آية.( واإلعـراض ، وتركهم السؤال ، جعل اهللا التعفف من الفقراء : وجه الداللة

. أغنياءعنه مع القدرة قرينة جتعل اجلاهل حباهلم حيسبهمأن للـسيما : دليل على� تعرفهم بسيماهم�: يف قوله تعاىل: قال القرطيب

، حىت إذا رأينا ميتا يف دار اإلسالم وعليـه زنـار ، أثرا يف اعتبار من تظهر عليه ٣.ويقدم ذلك على حكم الدار، وهو غري خمتون ال يدفن يف مقابر املسلمني

.١٩١ص١ الوجيز ج- ١ .١٧٤ص٩ القرطيب ج١٩٦ص١تفسري البيضاوي ج. - ٢ - ١٩٠ ص ١سبل السالم ج - .٣٤١ ص ٣ تفسري القرطيب ج -١٧٦ ص ٣أحكام القرآن ج - ٣

. ١٢٩ ص ٣ زاد املعاد ج ٦٧٦ ص ٣بدائع الفوائد ج

١١٢١

��]��\��[�}� : قوله تعاىل– ه ��_�� ��z ) ٧٥سورة احلجر آية.( جعل اهللا آثار تلك الظاهرة على أهل تلك البالد نتيجة سـوء : وجه الداللة

ومواقفهم مع أنبيائهم جعلها آيات وعالمات ملن تأمل ذلك وتومسـه ، أفعاهلم ١.وتدبره؛ ليستنبط مغزاه ويعترب به

: واستدلوا من السنة الشريفة مبا يلي � -لقيت أيب بن كعـب «:بخاري عن سعيد بن عقلة قال ما أخرجه ال -أ

عرفهـا « : فقـال -� -فأتيت النيب ، أصبت صرة فيها مائة دينار « : فقال -عرفهـا حولـا « : مث أتيته فقـال ، فلم أجد من يعرفها ، فعرفتها حولا ، حولا

ن فإ، احفظ وعاءها وعددها ووكاءها « : فقال، فلم أجد مث أتيته ثالثا ، فعرفتهاال « :فقـال ، فلقيته بعد مبكة ، فاستمتعت ا ، وإال فاستمتع ا ، جاء صاحبها

٢. »أدري ثالثة أحوال أو حولا واحدا أو ،نزل الوصف يف اللقطة من قبـل الواصـف -�-أن النيب : وجه الداللة

صحة قـول مـدعي والعدد دليل على مدعيها مرتلة البينة؛ إذ إن معرفة الوكاءوهو دليـل علـى ،تقوم مقام البينة، ف اللقطة قرينة مصاحبة هلاووص، اللقطة

.٣مشروعية العمل بالقرائن أن ابـين � ما أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الرمحن بن عـوف -ب

هل مسحتما سـيفكما «:-�-فقال النيب ، عفراء تداعيا قتل أيب جهل يوم بدر . »كالكما قتله « :ليهما قال فلما نظر إ ، أرياين سيفكما « : فقال. »ال « : فقاال

.١١١٩ص٣ أحكام القرآن البن العريب ج٧٥ ص ١٤ح املعاين ج رو - ١ ٢ج) ٢٢٩٤(رقـم ، باب وإذا أخربه رب اللقطة بالعالمة دفع إليه ، أخرجه البخاري كتاب اللقطة - ٢

.١٧٢٣وأخرجه مسلم يف أوائل كتاب اللقطة رقم ، ٨٥٥ص .١٦٦ معني احلكام للطرابلسي ص - ١٢-١١الطرق احلكمية ص - ٣

١١٢٢

معاذ بن عمـرو بـن :والرجالن مها، وقضى بسلبه ملعاذ بن عمرو بن اجلموح ١. ومعاذ بن عفراء، اجلموح

قضى بالسلب اعتمادا على أثر الدم على السيف -�-أن النيب : وجه الداللة ، يافأثر الدم قرينة رتب الشارع عليها حكما شـرع ، يف متييز السابق بالقتل له

٢.وهو دليل على مشروعية العمل بالقرائن، وهو القضاء بالسلبفالدم يف النصل ، وأحقها باالتباع ، وهذا من أحسن األحكام : قال ابن القيم

.٣شاهد عجيبانظروا فإن جاءت «:٤يف قضية اللعان المرأة هالل بن عومير -�- قوله -ج

فال أحسب عوميرا إال قد ، قنيعظيم األليتني خدجل السا ، به أسحم أدعج العينني فال أحسب عـوميرا إال قـد ، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة . صدق عليها

مـن -�-فجاءت به على النعت الذي نعت بـه رسـول اهللا . »كذب عليها ٥. »تصديق عومير فكان بعد ينسب إىل أمه

باب من مل خيمس األسالب ومن قتل قتيال فله سلبه من غـري أن ، خرجه البخاري كتاب اخلمس أ - ١

أخرجه مسلم يف اجلهاد والـسري بـاب ، ١١٤٤ص - ٣ج ) ٢٩٧٢(خيمس وحكم اإلمام فيه رقم .١٧٥٢استحقاق القاتل سلب القتيل رقم

. ١٩٠ ص ١سبل السالم ج . ٢٦٣ص٤ بداية اتهد ج- ٢ .١٥ ص ١احلكمية ج الطرق - ٣ -كتاب الطالق ،١٧٧١ص ، ٤ج ) ٤٤٦(سورة النور رقم ، أخرجه البخاري يف كتاب التفسري - ٤

.١٨٠ ص ١٢فنح الباري ج ، ٢٠٣٢ص ٥باب يبدأ الرجل بالتالعن ج) خدجل الساقني . ( ضخم العجز مثىن ألية ) عظيم األليتني . ( أكحل أو شديد سواد العينني ) أدعج ( - ٥

دويبة تترامى علـى اللحـم ) وحرة . ( تصغري أمحر أي شديد الشقرة ) أحيمر. ( اقاه ممتلئتان حلما س إمام املتقني للدمـشقي ى فتاو – ٢٨٠ ص ٣والطعام فتفسده وهي من أنواع الوزغ معامل السنن ج

.٩٩ص٩٨ اإلثبات بالقرائن ص١٦٨ ص ١ج

١١٢٣

علـى الشبه القائم بني الولد، وشبهه قرينة ودليل -�-جعل : وجه الداللة . وهذا اعتماد على القرائن واألمارات وشواهد احلال .صدق الرمي بالزنا

الولد للفـراش وللعـاهر : "فيما روته عائشة رضي اهللا عنها -�- قوله -د ١"احلجر

، جعل الفراش قرينة على املخالطة املشروعة بـني الـزوجني : وجه الداللة . لكفيكون الولد من الزوج حبكم الغالب يف الفراش كذ

واستدلوا من اآلثار بأن اخللفاء وكثريا من الصحابة والتـابعني عملـوا : ثالثا :ومن أهم ذلك ما يلي ،بالقرائن

فلما مل ،وكانت واه، بامرأة قد تعلقت بشاب من األنصار�أتى عمر -١وصبت بياضـها ،فأخذت بيضة وألقت صفارها ،يساعدها احتالت عليه

هذا : فقالت، صارخة�جاءت على عمر مث ، وبني فخذيها ،على ثوافسأل عمر "وهذا أثر فعله ،وفضحين يف أهلي ،الرجل غلبين على نفسي

، بعقوبة الـشاب �فهم عمر . إن ببدا وثوا أثر املين : النساء فقلن له فو اهللا ما أتيـت ،فجعل يستغيث ويقول يا أمري املؤمنني تثبت يف أمري

.راودتين عن نفسي فاعتصمتفلقد . وال مهمت ا ،الفاحشة، يا أبا احلسن ما ترى يف أمرها؟ فنظر علي إىل ما على الثوب : فقال عمر

مث ، فصب على الثوب فجمـد البيـاض ، مث دعا مباء حار شديد الغليان .وزجر املرأة فاعترفت، أخذه ومشه وذاقه فعرف طعم البيض

وأخرجه مسلم يف الرضـاع ٧٢٤ ص ٢هات ج أخرجه البخاري يف كتاب البيوع باب تفسري املشب - ١

. ١٠٧٩ ص - ٢ ج ١٤٥٧باب الولد للفراش وتوقي الشبهات رقم

١١٢٤

ة املاء الذي على استطاع أن يتوصل إىل معرف -�-أن عليا : وجه الداللة ومن قرينـة ، بأنه ليس منيا بقرينة مجوده بعد صب املاء احلار عليه ، ثوا

�وقد وافقـه عمـر ،وذوقه وأنه بياض بيض ،رائحته وطعمه بعد مشه ١.وأقره على ذلك

حكم عمر وابن مسعود وعثمان رضي اهللا عنهم بوجوب احلد على مـن -٢عتمادا على جعل الرائحة أو القـيء أو قاءها ا ، رائحة اخلمر وجدت منه

.٢باخلمر قرينة على شرا : ومن أقوال الصحابة الدالة على العمل بالقرائن

لقد : �قال عمر : ما أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي اهللا عنهما قال -١خشيت أن يطول بالناس زمان حىت يقول قائل ما جند الرجم يف كتـاب

أال وإن الرجم حق على من زىن وقـد ، اهللا فيضل بترك فريضة أنزهلا ، اهللا .٣أحصن إذا قامت البينة أو كاحلمل واالعتراف

احلبل أو احلمل قرينة قوية على الزنا يف حـق �اعترب عمر : وجه الداللة .املرأة اخللية عن زوجها أو سيد

احلف باهللا لقد بعت العبد وما بـه : � البن عمر �قال عثمان بن عفان -٢ومل يرد اليمني يف هذه الصورة إىل ، فحكم عليه بالنكول . فأىب. داء علمته

وكتمه مع علمه ، فجعل النكول قرينة على أنه كان عاملا بالعيب . املدعي .٤فحكم اعتمادا على القرينة،به

.٦٧٦ ص ٣ بدائع الفوائد ج ١٢٩ ص ٣زاد املعاد ج ، من أحكام علي. ٧الطرق احلكمية ص - ١ .٨الطرق احلكمية ص - ٢ .٢٥٠٣ ص ٦ باب رجم الثيب ج - ٤أخرجه البخاري ك احلدود - ٣ .١٢٩ ص ٣زاد املعاد ج . ٨الطرق احلكمية ص - ٤

١١٢٥

زنا سـر وزنـا : يا أيها الناس إن الزنا زنيان : أنه قال �روي عن علي -٣وزنا ، فيكون الشهود أول من يرمي ،فزنا السر أن يشهد الشهود . عالنية

. ١العالنية أن يظهر احلبل أو االعتراف

أن إمهال القرائن القوية اخلالية من املعارض يعتـرب إضـاعة : ومن املعقول يف اوتقـصري ، وهدما للعدل وتفشيا للباطل بني الناس ، وإقامة للظلم ، للحقوق

، فإذا ظهرت أمارات العدل : موكما قال ابن القي ، ومعرفة الواقع ، فهم الشريعة ٢.فثم شرع اهللا ودينه، وأسفر وجهه بأي طريقة كان

: أدلة املانعني من السنة الشريفة

لو كنت رامجا أحدا بغري بينة لرمجت فالنة فقد ظهر منها الريبـة -�- قوله -١ . ٣يف منطقها وهيئتها ومن يدخل عليها

.٤ مشروعية العمل بالقرينةدل احلديث مبنطوقه على عدم: وجه الداللةوال منضبط فال يصح ، بأن العمل بالقرائن غري مطرد : واستدلوا من املعقول

.بناء احلكم عليهاوإمنا عندما تكون القرينة ، بأن العمل بالقرائن ليس على إطالقه : ويرد عليه

فعندئذ تكون القرينـة أقـوى ، وال يتمارى يف داللتها ، قوية ال يشك يف قوا وغريها من طرق اإلثبات؛ ولذا جند الفقهاء ينـصون ، لة من شهادة الشهود دال

اإلثبات بالقرائن - لبنان– بريوت -دار الكتاب العريب -٤٢٢ ص٢ فقه السنة للسيد سابق ج- ١

.١١٢ص .٥١٥ص٥١٤ اختالف الفقهاء للحصري ص– ١٧ - ١٦الطرق احلكمية ص - ٢يه وسلم لو كنت رامجا بغري بينة، ومسلم أخرجه البخاري كتاب الطالق باب قول النيب صلى اهللا عل - ٣

. ١١٣٤ ص ٢كتاب اللعان ج .١٠٩ ص ٢ نيل األوطار ج ١٣٠ ص٠ شرح النووي ج٢٨ ص١٢ فتح الباري ج- ٤

١١٢٦

فبانـت ، أو اتهمت امرأة بالزنـا ، لو ادعي على رجل جمبوب بالزنا : على أنه أو اعترف بقتل شخص هو على قيد ، أو آخر لنسب جمهول أكرب منه سنا ، بكرا .فترد الدعوى ذه القرائن القوية، احلياة

وال ينقضي احلكم ا إذا تغريت بعـد ، لقرائن القوية وقت القضاء فالعربة با .أنه ال ينقض احلكم بعد صدوره برجوع الشهود: ذلك قياسا علىذهب إليه اجلمهور من مشروعية العمل بالقرائن لقوة ما: سبق والراجح مما

ـ ، وألنه قد تدعو احلاجة إىل العمل ا يف حاالت كثرية ، أدلتهم ا قد يعجز فيهمما جيعـل ، و ال يوجد من يقر له به ، صاحب احلق عن إثبات البينة على حقه

على أـا ، الرجوع إىل القرائن أمرا مهما؛ لضرورة وصول احلقوق إىل أرباا وهي ضـرب مـن ضـروب ، بل هي وجه من وجوهها ، ليست مباينة للبينة ا ما يتبني بـه وإمن، كما أن البينة ليست حمصورة يف الشهادة .السياسة الشرعية

كما أن القرينة ال ، أو قرينة ، وجه الصواب والعدل سواء كان شهادة أو إقرارا .١ر عن وجه احلقفتس، بينة إال إذا كانت قويةىتسم

وضـعه فينبغي مراعاة ما ، ولذا فإنه ال يؤخذ بالقرينة مطلقا أو بكل قرينة االعتماد عليهـا يف فليس كل قرينة جيوز ، الفقهاء من ضوابط وشروط للقرينة

: وإمنا يشترط يف القرائن شروط حىت يصح االعتماد عليها من أمهها، احلكموهو ، وبني األمر الذي يؤخذ منها ، أن توجد صلة بني األمر الظاهر الثابت -١

وذلك يكون بالتأمل واسـتخراج ، اهول بادئ األمر يف عملية االستنباط والتفكر الناشئ عن عمق الذهن وقوة املعاين من النصوص والوقائع بالتأمل

.١٩٠ ص ١، سبل السالم ج ١٢٩ ص ٣ زاد املعاد ج ٦٧٤ ص٣ بدائع الفوائد ج - ١

١١٢٧

فإذا مل تكن العالقة قوية بأن كانت الصلة ومهية تعتمد على جمـرد ، الفكر .يترتب عليها أثر الوهم واخليال فال حتصل املقارنة وال

أن يوجد أمر ظاهر معروف وثابت؛ ليكون أساسا العتمـاد االسـتدالل -٢علوم أن ومن امل ،١رات عليه ولتوفر األما ، منه؛ لوجود صفات وعالمات فيه

القرائن ختتلف يف داللتها على األحكام قوة وضعفا حبسب قوة املـصاحبة أو بط إىل درجة االحتمال البعيـد ، فقد ترقى إىل درجة القطع ، وضعفها

. جدا وأحيانا تصل إىل حد الكذب، على أكل الذئب له ، داللة الدم يف قميص يوسف عليه السالم : ومن ذلك

، قوة الذهن والفطنـة ، واملرجع يف حتديد القرينة .فهي داللة قوية على الكذب واحلاكم إذا مل يكـن فقيـه : ويف هذا يقول ابن القيم ،وامللكة الفقهية الراسخة

ويف القـرائن احلاليـة ، ومعرفة شـواهده ، ودالئل احلال ، النفس يف األمارات حقوقـا كـثرية علـى واملقالية كفقهه يف جزئيات وكليات األحكام أضاع

وال يشكون فيه اعتمادا منه على نوع ، وحكم مبا يعلم الناس بطالنه ، أصحاا ٢.وقرائن أحواله، ظاهر مل يلتفت إىل باطنه

-٦٦إبراهيم الفائز ص / إلسالمي د اإلثبات بالقرائن يف الفقه ا-٦٧٦ ص ٣بدائع الفوائد ج - ١

. ١٩٠ ص ١ سبل السالم ج - ١٢٩ ص ٣ زاد املعاد ج -٥١٧اختالف الفقهاء للحصري ص .٤الطرق احلكمية ص - ٢

١١٢٨

<Eא���9$א���� �� ��`���>FD�Mא�E�ERא������3�'� �

كما لـو محلـت ،اختلف الفقهاء يف أثر قرينة احلمل يف إثبات جرمية الزنا : وال سيد على رأيني، ال زوج هلاامرأة خلية

أن للقرينة أثرا يف إثبـات جرميـة ٢واحلنابلة، ١يرى املالكية : الرأي األول .الزنا

وال يعرف هلـا ، ليست بغريبة ، وإن ظهر احلمل حبرة بلدية : ففي التبصرة فإـا ، وسيدها منكر وطئها ، وكذلك األمة اليت ال زوج هلا . فإا حتد ، زوج

.٣ ا محل؛ ألن ذلك شاهد على الزناحتد إذا ظهرظهـور ، البينة، اإلقرار: واألسباب اليت يثبت ا الزنا ثالثة : ويف التلقني .٤احلمل

٨والظاهريـة ، ٧ واحلنابلة يف رواية ٦ والشافعية ٥يرى احلنفية : الرأي الثاين . ال أثر للقرينة على حد الزنا :أنه

.٤٩٧ ص ١ التلقني ج -٩١ ص ٢ تبصرة احلكام ج - ١ .١٨٦ ص ١٠ املغين ج - ٢ .٩١ ص ٢تبصرة احلكام ج - ٣ .٤٩٧ ص ١ التلقني ج - ٤ .٣٥٠ ص ١اية ج اهلد-٥ .١٥٣ ص ٦ األم ج - ٦ . ٨٤ ص ٤ الكايف ج - ٧ .٣٩٥ ص ٩ احمللى ج - ٨

١١٢٩

بذلك، وج هلا وال سيد مل يلزمها احلد إذا حبلت املرأة ال ز : قال ابن قدامة أو وطئت بشبهة، أو مل تعترف بالزنا مل حتـد، ، وتسأل فإن ادعت أا أكرهت

والرجم واجب على كل من زىن من الرجال والنساء إذا كـان : �لقول عمر .١حمصنا، إذا قامت بينة أو كان احلبل أو االعتراف

:ة الزنا بالسنة واآلثار فيما يليواستدل املثبتون ألثر القرينة على جرمي : قال �أما استدالهلم من السنة ففيما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس

�فقد اعتـرب عمـر ٢....... لقد خشيت أن يطول بالناس زمان �قال عمر اليت مل تدع إكراها قرينة على الزنا جيـب بـه ، احلبل أو احلمل من املرأة اخللية

٣.احلد٢- فيكون اإلمام ، إن زنا العالنية أن يظهر احلبل أو االعتراف : "� قول علي

٤"أول من يرمي

: ما روي أن : دلت اآلثار على أن للقرينة أثرا يف إثبات حد الزنا ومن ذلك وال زوج ، أمر برجم املرأة اليت ظهر منها محل �أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب

٥.ومل ينكر عليهم أحد، وال سيد واشتهر ذلك بني الصحابة، هلاوال سيد حدت إن مل تـدع ، وإن محلت امرأة ال زوج هلا : وقال ابن رشد

. ٦الشبهة

.١٨٦ص١٠املغين ج - ١ .١٢سبق خترجيه ص -٢ــاري ج - ٣ ــتح الب ــام ج – ١٣٧ ص ١٢ ف ــصرة احلك ــة - ٩١ ص ٢ تب ــرق احلكمي الط

.١١٨ص١١٤ص٢ج .٥٢١ ص ٣ الفتاوى الكربى ج – ١٨٦ ص ١٠املغين ج - ٤ .٨ احلكمية ص الطرق - ٥ .٣٤٠: ص٢: بداية اتهد ج -٦

١١٣٠

واستدل املانعون ألثر القرينة يف إثبات الزىن بالكتاب والسنة سورة (�...فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت �: أما الكتاب فقوله تعاىل

).١٥النساء آية فإذا مل يكتمل ، جه الداللة أن اآلية قصرت إقامة احلد على شهادة الشهود و

.نصاب الشهادة فال يقام عليها احلد ال سيما أن احلدود مما تدرأ بالشبهات

:على نفي أثر القرينة يف إثبات الزنا ففيما يلي استدالهلم من السنة وأماامجا أحدا بغري بينـة لو كنت ر « : قال - � -ما أخرجه ابن ماجه أنه -١

١. »فقد ظهر منها الريبة يف منطقها وهيأا، لرمجت فالنةوقصر إقامة حد الـزىن علـى ، مل يعمل بالقرينة - � -أنه: وجه الداللة

٢.أو اإلقرار، وهي شهادة الشهود، البينةوال إقرار من أدل القرائن على اعتبار أثر ، قضية رجم املغيث من غري بينة -٢

وهـي ، امرأة وقع عليها يف سواد الصبح : وهي أن . ٣ينة يف حد الزنا القروفـر ، فاستغاثت برجل مر عليها ،تعمد إىل املسجد مبكروه على نفسها

فأدركوا الرجل الـذي ، فاستغاثت م ، مث مر عليها ذوو عدد ، صاحبهاأنا : فقال، وسبقهم اآلخر فجاؤوا به يقودونه إليها ، استغاثت به فأخذوه

فأخربته أنه - � -فأتوا به النيب : قال، وقد ذهب اآلخر ، أغثتك الذيإمنا كنت أغيثها : فقال. وأخرب القوم أم أدركوه يشتد ، الذي وقع عليها

كذب هو الذي وقـع : فأخذوين فقالت ، على صاحبها فأدركين هؤالء

).٢٥٥٩( رقم - ٨٥٥ص/٢أخرجه ابن ماجه يف سننه ج - ١ ٩١. ص٢ تبصرة احلكام ج - ٥١٦احلصري ص / اختالف الفقهاء د- ٢ .٢٧٨ مسائل يف الفقه املقارن ص - ١٢ ص ٣يراجع إعالم املوقعني ج - ٣

١١٣١

: فقام رجل من الناس وقال . انطلقوا به فارمجوه - � -فقال النيب . علي .رمجوه وارمجوين فأنا الذي فعلت، فاعترفال ت

والذي أغاثهـا واملـرأة ، الذي وقع عليها: - � -فاجتمع ثالثة عند النيب وقـال للـذي ، ويف رواية اذهيب فقد غفر لك ، أما أنت فقد غفر لك : "فقال

. أغاثها قوال حسنانه قد ال، إ : وقال - � -فأىب النيب ، ارجم الذي اعترف بالزنا : فقال عمر

١.تاب إىل اهللا، أمر برجم املغيث اعتمادا على القرينة الظـاهرة - � -أنه : وجه الداللة

وقـد . هو الذي فعـل يب : وقالت املرأة ، وهو يشتد هربا ، فهذا الرجل آنذاك وادعى أنه كان مغيثا ال مريبا وملا كان يف مـوطن الريبـة ، اعترف أنه دنا منها

. املرأة وكذبهكانت قرينة دالة على صدقبرجم املغيث من غري بينة وال - � -فإن قيل كيف أمر النيب : قال ابن القيم

واألخذ بشواهد األحوال ، هذا من أول الدالئل على اعتبار القرائن : إقرار؟ قيل وإن قيل كيف أسقط النيب ، وهذا يشبه إقامة احلدود بالرائحة والقيء ، يف التهم

أنه قد ثبت زناها؟ وكذلك الرجـل مـع اعترافـه احلد عن املرأة مع - � - : وإقراره؟ فاجلواب فيما يلي

وال يقبل قول املرأة أا غصبت أو أكرهـت ، أن املرأة كانت مكرهة : أوالوما ، أو استغاثة ، أو صياح ، بأن يرى منها أثر الدم ، إال أن تظهر أمارة تصدقها

.٢٣٥ ص ٥وذي ج حتفة األح-٥٤٢ ص ٤سنن أيب داود ج - ١

١١٣٢

وقوهلا نعـم ، ضح يف استغاثتها وهنا اإلكراه وا .أشبه ذلك مما يدل على صدقها . ١هو هذا وصياحها

-أما إسقاط احلد فقد علله النيب ، فكل هذه قرائن تؤيد صدقها يف اإلكراه وال ريب أن احلسنة اليت جاء ا من اعترافه ، عن املعترف أنه تاب إىل اهللا - �

وتقـدمي ، وإنقاذا للرجل املسلم من اهلالك ، طوعا واختيارا خشية من اهللا وحده واستسالمه للقتل أكرب من السيئة اليت فعلها؛ فقاوم هذا ، حياة أخيه على حياته

وعاد القلب إىل حـال ، فزال املرض ، وكانت القوة صاحلة ، الداء ذلك الدواء فإذا تطهرت بغـريه ، وإمنا جعلناه طهرة ودواء ، الصحة فقيل ال حاجة لنا حبدك

واحلكمة ، كم وأشد مطابقة للرمحة فأي حكم أحسن من هذا احل . عفونا عنك .٢واملصلحة

ما روي من آثار تدل على أن احلمل من املرأة اخللية عن الـزوج يثبـت -٣وقد وضـع ، وغريمها -رضي اهللا عنهما -وعلي، يف قول عمر ، جرمية الزنا

:العلماء للحمل عالمات حىت تكون قرينة موجبة للحد من أمهها . ة أشهر فأكثرظهوره وال يكون إال بثالث - ١ . احلركة وال يكون يف أقل من أربعة أشهر - ٢وإن كان ميكـن االقتـصار ، وال يكون إال بالوضع ، حتققه ومشاهدته -٣

على واحدة منها

.١٢ ص ٣إعالم املوقعني ج - ١ . ١٣ ص ٣ إعالم املوقعني ج – ٢٥٥اإلثبات بالقرائن ص - ٢

١١٣٣

، أنه لو ادعت املرأة محلا بسبب مين أشربته فرجها مثلـا : ويتفرع من ذلك وهي من أهـل ، ذراءكوا ع : أو من وطء جين ال تقبل دعواها إال لقرينة مثل

١.العفة

: استدل املانعون ألثر القرائن على حد الزنا من اآلثار مبا يلي

فسأهلا عمر ، وليست بذات زوج � ما روي أن امرأة محلت يف عهد عمر -١فما استيقظت ، وأنا نائمة ، وقع علي رجل ، إين امرأة ثقيلة الرأس : فقالت

٢.فدرأ عنها احلد، حىت فرغ .٣فادعت أا أكرهت فخلى سبيلها، أة قد محلت بامر�أتى عمر -٢

أن هذه اآلثار واضحة الداللة على أن القرائن ال أثر هلا على حد :وجه الداللة : فلم يقم عمر احلد على احلامل من الزنا مع وجود قرينـة وهـي ، الزنا

. احلمل : وجياب على ذلك مبا يلي

وهي ، ومرفوع عنها القلم ، ئمةأن املرأة يف األثر األول غري مكلفة؛ ألا نا -١واإلكراه يسقط احلـد ، وأما الثانية فقد كانت مكرهة ، يف حكم املكرهة

.ففي احلالني مل تتوافر شروط تطبيق العقوبةوإمنا هي دالـة علـى أن ، أن هذه اآلثار ال تدل على عدم إعمال القرائن -٢

ثقيلة الرأس وكانت وهنا القرينة اليت عمل ا هي أا امرأة ، القرينة هلا أثر .وكذلك يف حالة اإلكراه، نائمة؛ ولذا مل يطبق عليها العقوبة

.٩١ ص ٢تبصرة احلكام ج - ١ .٢٢٥ ص٢٢٤ ص٦٥ جملة البحوث الفقهية العدد - ١٢ ص ٣إعالم املوقعني ج - ٢ .٢٥٥ص٢٥٤اإلثبات بالقرائن ص - ٣

١١٣٤

فإنه يعمل ا بدليل ، أما عندما تكون القرينة قوية وظاهرة الداللة على احلد .١"أو كان احلبل أو االعتراف" يف األثر السابق �قول عمر

مل مـع دعـوى وأما اختالفهم يف إقامة احلدود بظهور احل : قال ابن رشد فإن طائفة أوجبت احلد على ما ذكره مالك يف املوطأ من حـديث ، االستكراه

أن : وبه قال مالك، إال أن تكون قد جاءت بأمارة على استكراهها مثـل ، عمروكذلك عنده ، أو تفضح نفسها بأثر االستكراه ، فتأيت وهي تدمي ، تكون بكرا

فإن ابـن ، ما عدا الطارئة ، على ذلك األمر إذا ادعت الزوجية إال أن تقيم البينة ، وقال أبـو حنيفـة ، إذا ادعت الزوجية وكانت طارئة قبل قوهلا : القاسم قال وكذلك مع ، ال يقام عليها احلد بظهور احلمل مع دعوى االستكراه : والشافعي

وال يف دعـوى ، وإن مل تأت يف دعوى االسـتكراه بأمـارة ، دعوى الزوجية ومن احلجة هلم ما جاء يف ٢رتلة من أقر مث ادعى االستكراه الزوجية ببينة؛ ألا مب

فلعـل رجلـا : قال. ال: استكرهت؟ قالت : قال هلا �حديث شراحة أن عليا وروى اإلثبات عن عمر أنه قبل قول امرأة ادعت أـا : قالوا. أتاك يف نومك

خـالف وال،ومل تدر من هو بعد ، فمضى عنها ، وأن رجال طرقها ، ثقيلة النوم وإمنا اختلفوا يف وجوب الصداق ، بني أهل اإلسالم أن املستكرهة ال حد عليها

فمـن قـال ، أو هو حنلة ، وسبب اخلالف هل الصداق عوض عن البضع ، هلاومن قال إنه حنلة خـص . عوض عن البضع أوجبه يف البضع يف احللية واحلرمية

.٣اهللا به األزواج مل يوجبه

.٢٨٠ مسائل يف الفقه املقارن ص -٢١١ص٨ين ج املغ- ٥١٦اختالف الفقهاء ص - ١ .٢٦٣: ص١١: احمللى ج - ٢ .٢٥١ ص ١٦ املدونة ج - ٣٢٩: ص٢: بداية اتهد ج- ٣

١١٣٥

مر ـا عثمـان أن أ بامرأة ولدت لستة أشهر، ف وروي أن عثمان أيت وقد وحملـه وفـصاله �: ليس لك عليها سبيل، قال اهللا تعاىل : ترجم، فقال علي

وهذا يدل على أنه كان يرمجها حبملها، وعن ) ١٥: األحقاف ( �ثلاثون شهرا : زنـاءان إن الزنا : يا أيها الناس : أنه قال �وروي عن علي ، عمر حنو من هذا

زنا سر وزنا عالنية؟ فزنا السر أن يشهد الشهود فيكون الشهود أول من يرمي، وزنا العالنية أن يظهر احلبل أو االعتراف، فيكون اإلمام أول من يرمي، وهـذا

. فيكون إمجاعا، ومل يظهر هلم يف عصرهم خمالف، قول سادة الصحابة

ولنا أنه حيتمل أنه مـن وطء :وهذا هو الراجح وقد اختاره ابن قدامة وقال واحلد يسقط بالشبهات، وقد قيل إن املرأة حتمل من غري وطء، ، إكراه أو شبهة

بأن يدخل ماء الرجل يف فرجها، إما بفعلها أو بفعل غريها، وهلذا تصور محـل وأما قول الصحابة فقد اختلفت الرواية عنهم، فـروى . البكر فقد وجد ذلك

ة رفعت إىل عمر بن اخلطاب أة حدثنا هاشم أن امر سعيد حدثنا خلف بن خليف إين امرأة ثقيلة الرأس وقـع : ليس هلا زوج وقد محلت، فسأهلا عمر فقالت �

١.علي رجل وأنا نائمة فما استيقظت حىت فرغ، فدرأ عنها احلدخـل : وروى عن عمر أنه أيت إليه بامرأة حامل، فادعت أا أكرهت فقال

وابن ، وروي عن علي . مراء األجناد أال يقتل أحد إال بإذنه سبيلها، وكتب إىل أ .إذا كان يف احلد لعل وعسى فهو معطل: أما قاال� عباس

رضـي اهللا -وروى عن عبد اهللا بن مسعود ومعاذ بن جبل وعقبة بن عامر وال خالف يف أن ، إذا اشتبه عليك احلد فادرأ ما استطعت : أم قالوا -عنهم

. ٢بهات، وهي متحققة ههنااحلد يدرأ بالش

.٢١١ ص٨املغين ج - ١ ٢١٢ص٢١٠ ص٨املغين ج - ٢

١١٣٦

وشهد أربعة نـسوة ، أنه لو شهد أربعة بالزىن على امرأة :ويتفرع من ذلك : ينيأفقد اختلف الفقهاء يف ذلك على ر، أا عذراء

وبه يقول ، وأصحابه إال زفر ، وهو رأي أيب حنيفة . ال حد عليها : األولعة رجال عدول شـهدوا روي عن الشعيب أنه قال يف أرب ، والشافعي، الثوري

أقيم عليها احلد وعليهـا : وشهد أربع نسوة بأا بكر فقال ، على امرأة بالزنا .خامت من را

فقد روى ابن وهب ، وزفر بن اهلذيل ، أا حتد وهو قول مالك : والثاين: إا عذراء قـال :فقلن، ونظر النساء إليها ، يف أربعة شهدوا بالزىن على امرأة

. وأقيم عليها احلد، وأترك شهادة النساء، رجالآخذ بشهادة القد صحت البينة عليهـا : يقول، فمن رأى إجياب احلد عليها : قال ابن حزم

ومـا ، بشيء فال جيوز أن يعارض أمر ربه تعاىل ، مبا يوجب احلد بنص القرآن إنه ال خالف أنـه إذا صـح أن : فعارضهم اآلخرون بأن قالوا . نعلم هلم هذا

وال حيـل ، فإن الشهادة ليست حقا بل هي باطل ، أو وامهون ، كاذبونالشهود وإمنا أمر اهللا تعاىل بإنقاذ الشهادة إذا كانت حقـا عنـدنا يف ، احلكم بالباطل

فال جيوز احلكم ، وهذه قد صح عندنا بطالا ، ظاهرها ال إذا صح عندنا بطالا .١ا

.٢٦٣: ص١١: احمللى ج - ١

١١٣٧

�א���9$א���� ����3�'��א���א������א����ER<���א��� �

البصمة الوراثية يف اللغة :أوالوهو فوت ما بني طرف اخلنصر إىل طـرف ، البصمة لغة مشتقة من البصم

. ١إذا ختم بطرف إصبعه والبصمة أثر اخلتم باإلصبع: وبصم بصما ،البنصراألثـر : وهي، بصمات األصابع : ولفظ البصمة ينصرف عند اإلطالق إىل

وتكون أكثر وضوحا يف األسطح ، د مالمستها األشياء الذي تتركه األصابع عن .الناعمة

البصمة الوراثية عند الفقهاء :ثانيااختلفت عبارات املعاصرين يف حتديد املراد بالبصمة الوراثية علـى النحـو

:التايل: املادة املوروثة املوجودة يف خاليا الكائنات احلية مثل : عرفها الزحيلي بأا

أو الشعر واألنسجة اليت تـبني ، أو املادة املنوية ، بصمات األصابع حتليل الدم أو .٢أو االختالف بينهما، مدى التشابه والتماثل بني الشيئني

تعين تعيني هوية اإلنسان عن طريق حتليل :سعد الدين هاليل بأا / وعرفها د الدنا املتمركز يف نواة أي خلية مـن خاليـا (dna )جزء أو أجزاء من محض

. ٣نساناإل

.٦٠ املعجم الوسيط ص -٩٧٤ القاموس احمليط ص – ٥٠ ص ١٢لسان العرب ج - ١ .٥٧وهبة الزحيلي / د/البصمة الوراثية ومدى االستفادة منها - ٢ .٣٥سعد الدين مسعد هاليل ص. حبث بعنوان البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية د - ٣

١١٣٨

ويظهر يف هذا التحليل صورة شريط من سلسلتني ا تدرج علـى شـكل وهي (dna)وفقا لتسلسل القواعد األمينية على محض ، خطوط عرضية مسلسلة

ويف املسافة ما بـني اخلطـوط ، خاصية لكل إنسان متيزه عن اآلخر يف الترتيب ومتثل السلـسلة ، بومتثل إحدى السلسلتني الصفات الوراثية من األ . العرضية

.١األخرى الصفات الوراثية من األمالبينة اجلينية نسبة إىل اجلينات أي : وعرفها امع الفقهي مبكة املكرمة بأا

٢.املوروثات اليت تدل على هوية كل إنسان بعينهمصادر البصمة الوراثية موجودة يف النواة : ومن املعلوم عند املتخصصني أن

، واجلسم حيتوي على تريليونات من اخلاليـا ، جسم اإلنسان من كل خلية يف ووظيفتها وكـل نـواة ، وكل خلية حتتضن نواة هي املسؤولة عن حياة اخللية

أو بـني ، حتتضن املادة الوراثية بداية من اخلواص املشتركة بني البشر مجـيعهم بق فـرد فال يطا ، ومتيزه، وانتهاء بالتفصيالت اليت ختص الفرد ، سالالت متقاربة

تـسمى dnaومصدر البصمة موجود على شكل أمحاض أمينية . آخر من الناس ويطلق عليهـا احلمـض . بالصبغيات؛ ألن من خواصها أا تلون عند الصبغ

وهي موجـودة يف الكروموسـومات وهـذه ، النووي؛ ألا تسكن يف اخللية ن األم ومنها ما هو موروث م ، الكروموسومات منها ما هو موروث من األب

والصفات الوراثيـة ، new mutationومنها ما هو مستجد بسبب النواة اجلديدة تنتقل من اجلينات وهذه اجلينات توجد يف الكروموسومات وهناك حنـو مائـة

.ألف جني موروث يف كل كروموسوم واحد

.٣٥البصمة الوراثية وعالقتها الشرعية ص - ١ه ١٤٢٥ لسنة ٢٣ العدد قرارات امع الفقهي اإلسالمي برابطة العامل اإلسالمي نقال عن جملة العدل - ٢

.٥٦ ص٥٥عبد الرشيد حممد أمني ص. حتت عنوان البصمة الوراثية وحجيتها د

١١٣٩

ولذلك لو درس كروموسوم واحد بطريقة عشوائية ألمكن متابعـة عـدد وألصـبح اجلـواب . لوراثية يف هذين الكروموسومني كبري من هذه الصفات ا

٩٩،٩لألبوة والبنوة بنسبة جناح تصل إىل ، الصحيح يف موافقة البصمة الوراثية .لعدم تطابق اثنني من البشر يف هذه الصفات الوراثية%

وهلذا يرى كثري من الفقهاء املعاصرين أن جماالت االستفادة مـن البـصمة وحتديد الشخصية أو نفيها ، أو نفيه ، إثبات النسب : ذلك ومن، الوراثية متعددة

والتحقق من شخـصيات ، التحقق من شخصيات املتهربني من عقوبات : مثل .١واحلوادث وحنو ذلك ، األفراد املشوهة يف احلروب

٢أمهية البصمة الوراثية: ثالثاومعرفة ترتيب عناصرها املشتركة واخلاصـة ، إن اكتشاف البصمة الوراثية

:وكيفية االستفادة منها يعترب يف حاالت متعددة من أمههاإثبات النسب أو نفيه مثل متييز املواليد يف املستشفيات حال االشـتباه يف -١

. والتنازع بني الزوجني، وعند االختالف، األطفال

التحقق من هوية اإلنسان وحتديد الشخصية كما هو احلـال يف حـاالت -٢ . نسبودعوى ال، واحلروب، احلوادث

، إثبات اجلرائم أو نفيها كما يف دعوى االغتصاب والزنا والسرقة والقتل -١وقد كان لفظ البصمة ينصرف عند اإلطالق ، وحنوها، وخطف األوالد

ويعد . األثر الذي تتركه عند مالمستها األشياء : إىل بصمات األصابع أي

عبد الرشيد حممد أمني . ه حتت عنوان البصمة الوراثية وحجيتها د١٤٢٥ لسنة ٢٣ جملة العدل العدد - ١ .٥٦ص٥٥ص

لسنة ٦٥لفقهية املعاصرة العدد مصلح النجار جملة البحوث ا. البصمة الوراثية يف الفقه اإلسالمي، د - ٢ .٦٥ - ٥٥نصر فريد واصل ص . د، البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها-ه ١٤٢٥

١١٤٠

تطور األحباث يف جمال الطب واكتشاف حمتويـات النـواة والـصفات واليت يتعذر تـشابه شخـصني يف ، لوراثية اليت حتملها الكروموسومات ا

أصبحت البصمات الوراثية . ١تلك الصفات الوراثية عدا التوائم املتشاة وتستخرج املادة احليوية للبصمة الوراثية ، أكثر دقة من بصمات األصابع

املين والدم وجذر الشعر والعظم واللعـاب والبـول والـسائل : مما يلي أو من خلية البيـضة ، أو من أي خلية من اجلسم " للجنني" األمينوسي

والكمية املأخوذة تكفي إذا كانت بقدر حجـم . املخصبة بعد انقسامها .رأس الدبوس

أو العثور على ، يكفي أخذ عينة من املين : ويقرر املتخصصون يف الوراثة أنه أو بقايا مـن ، الدم أو أثر ، أو وجود أثر اللعاب عقب شرب السيجارة ، شعرة

.٢بشرة اجلاين

ة بيل كلينتون حفضي: ومن أشهر القضايا اليت استعملت فيها البصمة الوراثية ويعتـذر ، حيث مل يعترف ، يف قضيته املشهورة مع ليونسكي يالرئيس األمريك

الفحص املعملي اجلنائي أثبت وجود بـصمته الوراثيـة : للجمهور إال بعد أن .٣على فستان ليونسكياملأخوذة من املين

ميزات بصمة احلمض النووي عن غريها: رابعا

. أا من وسائل اإلثبات احلديثة-١ .أا قرينة نفي وإثبات خبالف فصائل الدم فهي وسيلة نفي فقط --٢

.ـ ه١٤٢٥رجب ٢٣ة العدل العددل جم٥٣أمني ص عبد الرشيد حممد. البصمة الوراثية وحجيتها، د -١- ٥١لوراثية وحجيتها ص البصمة ا– ه السنة السادسة ١٤٢٥رجب لسنة ٢٣جملة العدل العدد - ٢

٥٤. . ١٤٢٥ رجب ٢٣ جملة العدل العدد٥٦عبد الرشيد حممد أمني ص . البصمة الوراثية وحجيتها، د -٣

١١٤١

واجلافة، والقدمية؛ إذ -السائلة–ميكن تطبيقها على كافة التلوثات الدموية --٣ .لظروف اجلوية املختلفةثبت أن هذا احلمض يقاوم ا

.تظهر آثارها بواسطة خطوط يسهل قراءا وختزينها يف احلاسب اآليل-٤ بصمة احلمض النووي هي أصل كل العالمات الوراثية، ومىت حـصل أي -٥

.١خلـل يف احلمـض النـووي فإنـه يظهـر علـى صـورة مـرض

صـلى – ومما يدل على االستدالل بالدم يف التعرف على القاتل قول النيب ) ال: هل مسحتما سيفيكما؟ قاال ( ملن ادعيا قتل أيب جهل -اهللا عليه وسلم

كالكما قتله، وهذا فيـه توجيـه ضـمين إىل : فنظر يف السيفني مث قال .االستفادة من بقع الدم يف التحقيق اجلنائي

: القضاء بقرينة آثار املين يف إثبات الزنا-:خامساو الشهادة وقويت الشبهة يف حصوله فمن القرائن إذا مل يثبت الزنا باإلقرار أ

املعاصرة حتليل اآلثار املنوية على اللباس أو البدن، وحتديد فصيلتها فإذا ثبتـت .مطابقتها بفصيلة املتهم كانت قرينة يف إثبات حصول الزنا منه

قد يتفق بعض األشخاص يف فصيلة احليوان املنوي ممـا جيعـل االحتمـال ج الفحص املخربي مما يضعف األخذ ذه القرينة يف إثبات جرمية يتطرق إىل نتائ

.الزناأما يف حال نفي التهمة فيكون التحليل املنوي قرينة قوية على براءة املتـهم

لذلك فإنه ميكن التأكد من ثبوت التهمة بطريق بصمة احلمـض مما نسب إليه؛لوثات املنوية مع بصمة ويف حالة توافق بصمة احلمض النووي للت . النووي للمين

إبراهيم بن ناصر . د-القضاء بالقرائن املعاصرة: حبث بعنوان–موسوعة البحوث واملقاالت العلمية - ١

.٦ص ٢/٩/١٤٢٦. ]األستاذ املشارك باملعهد العايل للقضاء[احلمود

١١٤٢

فـإن بـصمة احلمـض . احلمض النووي ملين املتهم فهذا مما يؤكد إدانة املتهم .النووي أقوى نفيا وإثباتا من الفصائل األخرى كما تقدم

قصة طريفة حـصلت يف ) الطرق احلكمية (وقد ذكر ابن القيم رمحه اهللا يف أة أن شـابا اغتـصبها حني ادعت امر -رضي اهللا عنه –عهد عمر بن اخلطاب

–ووضعت على ثوا وفخذيها بياض البيض، وبعد معاينة النساء هلا هم عمـر التثبت من -� - بعقوبة الشاب إال أن الشاب طلب من عمر -رضي اهللا عنه

إىل �أمره وأقسم أنه مل يرتكب الفاحشة فسأل عمر عليا يف أمرمها فنظر علي صب عليه فجمد البيض مث مشه فعرفه، فشدد عمر ما يف الثوب فدعاء مباء حار ف

١. على املرأة حىت اعترفت-�- :األدلة من الشرع على حجية البصمة الوراثية: سادسا

يريد نفـي ولـده لوجـود ) �(حديث الرجل الفزاري الذي جاء للنيب -١هل . إن امرأيت ولدت غالما أسود فقال « : اختالف بينهما يف اللون فقال

هل فيها من أورق؟ : ما ألواا؟ قال محر، قال : نعم قال : بل؟ قال لك من إ فلعل ابنك هذا : قال. لعله نزعة عرق : فأىن هلا ذلك؟ قال : نعم، قال : قال

.»نزعة عرق كذلك اتفق مجهور الفقهاء على العمل بالقيافة يف إثبات النسب بناء علـى -٢

يف حديث جمزز املـدجلي كما ورد . العالمات الظاهرة اليت يعرفها القائف .يف قصة أسامة بن زيد، وزيد بن حارثة

.٤٨ الطرق احلكمية ص - ١

١١٤٣

.أثر البصمة الوراثية يف إثبات الزنا: سابعاوأا من االكتـشافات ، بالرغم من تأكيد العلماء على أمهية الوسائل التقنية

العلمية إال أم اختلفوا يف اعتبار البصمة الوراثية دليال إلثبات احلدود ومنـها : وكانت آراؤهم على النحو التايل،الزنا

١)نصر فريد مفيت مجهورية مصر العربيـة . د( يرى البعض : الرأي األول خاصة يف ، البصمة الوراثية ال تقوى أن تكون دليال منفردا من أدلة اإلثبات : أن

وتدعو القاضي إىل ، حد الزنا؛ ملا يرد عليها من مطاعن تضعف االعتماد عليها :إليها يف حاالت كثرية ومن ذلكعدم االستناد

.واختالطها يف املعامل، إمكانية تبديل العينات -١ .التشكيك يف دقة النتائج -٢ .٢متاثل البصمات يف التوائم املتطابقة -٣ ٣.تلوث العينات اليت تقوم عليها حتاليل البصمة الوراثية عمدا أو سهوا -٤

: سادسة عشرة إىل ومن أجل ذلك دعا امع الفقهي اإلسالمي يف دورته ال وكل ما يتعلق باجلهد البشري يف حقل املختربات ، وجوب منع االنتحال والغش

ولكي تبقى البصمة ، حىت تكون النتائج مطابقة للواقع ، املعملية للبصمة الوراثية : الوراثية معتربة يف اإلثبات وضع العلماء شروطا الزمة لصحتها من أمهها

عدم األخذ بالكـشف العلمـي يف : مبعىن القبول العام ألهل االختصاص -١ ١.مرحلة التجريب إال بعد مرحلة الثبوت والتطبيق

جملة اجلمع الفقهـي ٩٦ص٩٤ص ٠نصر فريد واصل . / د ستفادة منها، ال البصمة الوراثية وجماالت ا - ١

.ه٢٠٠٤اإلسالمي لرابطة العامل اإلسالمي العدد السابع عشر .٢٠٩د اخلامس والستني ص البصمة الوراثية يف الفقه اإلسالمي، جملة البحوث الفقهية املعاصرة، العد-٢ . ٢٠٩د مصلح النجارص. املرجع السابق - ٣

١١٤٤

أن تتحقق اخلربة والدراية والدقة يف الذين يقومون بـإجراءات البـصمة -٢وعـدال يف ، فاخلبري يف هذا اال ال بد أن يكون عاملا بطرقهـا ، الوراثية

.خربهأو تعـدد ، بل ال بد من تعدد اخلرباء ، أال يكون القائم ا شخصا واحدا -٣

.املخترباتأال يؤخذ بالبصمة الوراثية يف احلاالت اليت ال جييز فيها الـشرع اخلـوض -٤

فال جيـوز إجـراء ، الشخص الثابت النسب بالفراش الصحيح : مثل، فيهاالبصمة الوراثية؛ لنفي النسب يف تلك احلالة؛ ألنه ال ينفى يف الـشرع إال

. باللعان

إثبات نسب األطفـال غـري : يتم ا التوصل إىل أمر غري شرعي مثل أال -٥فال جنعل من زناه ، والزاين ال يستحقها ، الشرعيني للزناة؛ ألن النسب نعمة

.سببا يف نسب الطفل إليه

وهذا يتطلب أن يقوم بالفحص خرباء متخصصون ، أن تكون النتائج يقينية -٦ويتأكد من سـالمة املعامـل ، وتتكرر التجربة يف أكثر من معمل ، عدول

.واألجهزة

ظهور النتـائج حىت خطوات حتليل البصمة الوراثية توثيق كل خطوة من -٧ . النهائية

والضوابط املعتربة عامليا وحمليـا يف هـذا ، أن تتوافر يف املعامل املواصفات -٨ .اال

: يلي كما يشترط إلجراء حتليل البصمة الوراثية شروط أمهها ما

.٩٥نصر فريد واصل . البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها، د - ١

١١٤٥

. أو تصريح من اجلهات املختصة، تم التحليل إال بإذن قضائيأال ي -١

. ميكن اإلشراف عليها قضائياحىت، أن تكون املختربات تابعة للدولة -٢ومع ذلك ، ١ويكون معترف ما ، أن جيري التحليل يف خمتربين على األقل -٣

:يف احلدود: فإن البصمة الوراثية ميكن أن يستفاد منها يف أمرينيف التحقيق اجلنائي يف جرائم احلدود عن طريق حتليل اآلثار البشرية : أوهلما

واملين وحنوها، ال سيما أن يف األخذ ا مزيـد مـن ، والشعر، كالدم واللعاب .٢وحتر لتحقيق العدل، الضمانات للمتهمني

أا ميكن اعتبارها وسيلة من وسائل اإلثبات يف غري جرائم احلدود : ثانيهماجمرد قرينة تساعد القـضاة : والسبب يف ذلك أا ) د فيه وال قصاص فيما ال ح (

وعلى هـذا تظـل . وليست وحدها دليال لتطبيق حد الزنا ، على إثبات اجلرمية هي األسـاس يف ، واليمني، واإلقرار، الشهادة: طرق اإلثبات املقررة شرعا هي

حد الزنـا علـى فال يثبت بالبصمة الوراثية ، تطبيق العقوبات الشرعية املقدرة : سبيل االنفراد ملا يلي

والشبهة يف إثبات البـصمة ، أن الزنا من احلدود وهى مما تدرأ بالشبهات -١أو ، الوراثية قائمة؛ ألا إمنا تثبت بيقني هوية صاحب األثر يف حمل اجلرمية

حوله لكنها مع ذلك تظل ظنية عند تعدد أصحاب البصمات على الشيء

رجـب ٢٣، جملة العدل العدد ٦٥ ص ٦٤أمني ص عبد الرشيد حممد البصمة الوراثية وحجيتها، د - ١

البصمة الوراثيـة وعالئقهـا ٢١٢مصلح النجار . د ه، البصمة الوراثية يف الفقه اإلسالمي، ١٤٢٥ .٤٢ص٤٠سعد الدين مسعد هاليل ص .الشرعية، د

.٩٥نصر فريد واصل ص/ البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها، د - ٢

١١٤٦

ب البصمة قدرا يف حمل اجلرمية قبل أو بعد حدوثها أو وجود صاح ، الواحد . ١أو غري ذلك من االحتماالت

مع أن البصمة الوراثية يف حقيقتها قرينة قطعيـة : نصر فريد واصل . يقول د قوية إال أا ال ترقى إىل درجة دليل اإلدانة وترتيب عقوبة عليها خاصة بالنسبة

؛ ٢" ادرؤوا احلدود بالـشبهات ": �له جلرائم احلدود اليت تدرأ بالشبهات لقو ولذلك فإنه جيب إعمال السلطة التقديرية يف قبوهلا حبسب ما يطمئن إليه قلـب

ولكن ميكن استخدامها يف االستدالل على مرتكب اجلرمية يف جـرائم ، القاضيالسرقة والقتل واالغتصاب والزنا واللواط واجلرائم اجلنسية اليت من احملتمـل أن

على جسم اين عليـه أو، اين أي خمالفات آدمية منه يف مسرح اجلرمية يترك اجل أو ، بسبب العنف أو عند حماولته اهلرب ، نتيجة جلرح ، يف صورة تلوثات دموية

أو آثـار شـعر ، أو أعقاب السجائر ، أو لعابية على األكواب ، ملوثات منوية . وحنوها

لكنـها ، اجلرمية بواسطتهاو، فيمكن من خالل تلك اآلثار الربط بني املتهم أو املشارك فيها؛ الحتمال وجوده يف حلظة اجلرمية ، ال تثبت أنه الفاعل للجرمية

. أو قبلها، أو بعدهاقرينة نفي وإثبات : وقد أخذت احملاكم األوربية واألمريكية البصمة على أا

ى أـا تقبل الشك يف جرائم السرقة والقتل واجلرائم اجلنسية وليس عل قوية ال وعلى هذا فإن نصوص ومبادئ الفقه ال متنـع ، دليل مترتب عليه وحدة العقوبة

نصر فريد . ، البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها، د٢٢٤جملة البحوث الفقهية املعاصرة ص - ١

البصمة ، ٢٧٢سعد الدين مسعد هالليص. لبصمة الوراثية وعالئقها الشرعية، د، ا٩٤واصل ص .٢٢١مصلح النجار ص. الوراثية يف الفقه اإلسالمي، د

.سبق خترجيه - ٢

١١٤٧

، ففيها مزيد مـن الـضمانات للمتـهم ، االعتماد عليها كقرينة نفي أو إثبات ١. وحتقيق للعدالة يف اتمع

يرى البعض مشروعية األخذ بالبصمة الوراثية يف قضايا احلدود :الرأي الثاين عمر السبيل يف حبث بعنوان البـصمة الوراثيـة . ذهب إىل ذلك د .ومنها الزنا

: وحجته يف ذلك ما يلي. ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلنايةقياس جواز األخذ بالبصمة الوراثية يف احلدود على جواز إثبـات بعـض

ر احلدود بالقرائن واألمارات الدالة على موجبها، وإن مل تثبت بالشهادة واإلقرا .جبامع وجود القرينة يف كل منها

: ومن تلك املسائل ما يلي . ومل تكن غريبة ،وال زوج هلا وال سيد، رجم املرأة اليت ظهر ا احلمل -١ . وجوب حد اخلمر بالرائحة أو القيء -٢باعتبـار أن ، إقامة حد السرقة مبجرد وجود املال املسروق عند املتـهم -٣

.ه شبهةيرقة ال يتطرق إلوجود املال عنده كنص صريح على السفلو قيست البصمة الوراثية على هذه :عمر السبيل معلقا على ذلك . وقال د

املسائل اليت أثبت العلماء فيها احلد و القصاص من غري شهود وال إقرار وإمنـا قياسا عليهـا ال ، وال جمانبا الصواب، أخذا بالقرينة مل يكن ذلك بعيدا عن احلق

القضية بقرائن وأحوال تؤكد صحة النتائج املعمليـة للبـصمة سيما إذا حفت ها على درجة من املهارة والعلم والعدالة ودقـة ئالوراثية ككون اخلرباء يف إجرا

جملة امع الفقهي اإلسالمي ٩٤نصر فريد واصل ص. البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها، د - ١

.١٧العدد

١١٤٨

وعلى أيدي أمنـاء ، وتكرار النتائج يف أكثر من خمترب ، املعامل املخربية وتطورها .١لقاضيمما يوفر األمانة واالطمئنان بصحة النتائج لدى ا، آخرين

لقد ساعدت البصمة الوراثية على التعـرف : وقالوا أيضا دفاعا عن رأيهم وإثبات النـسب أو نفيـه ، والتوصل إىل اكتشافات علمية يف جماالت األسرة

أو إلثبات ارتكاب جرمية ، والتحقيق اجلنائي للتعرف على الشخصيات اهولة ونـصرة ، إظهار احلـق أو على األقل عامل مساعد على ذلك، يف ، من اجلرائم

ورد البصمة الوراثية وعدم االعتراف ا خمـل بالعـدل . وردع اجلاين ، املظلومالذي قامت السموات واألرض من أجله مع ما فيه من تشجيع أهل الفساد على

حيث يأمنون عادة من وجود الشهود الـذين يـشهدون ، اإلفساد يف األرض ، ل بصمام الوراثية أم هم ارمـون مع علمنا اليقيين بواسطة حتلي ، جرائمهم

، وأن البصمة الوراثية ذا تعد من أقوى القرائن احلالية يف جمال إثبات اجلـرائم وهي وسيلة حلمل املتهم علـى ، وتساعد القضاة على التحقيق يف إثبات اجلرائم

. االعتراف باحلق

وتـدل بـاليقني ،أننا لو سلمنا بأن البصمة قرينة قوية : ويرد عليهم مبا يلي لكن ال تقطع بأنه اجلاين، فلرمبـا ، على صاحب األثر املتروك يف مسرح اجلرمية

كان وجوده مصادفة يف مسرح اجلرمية قبلها أو بعدها دون أن يكون هو اجلاين وهلذا مل تأخذ احملـاكم . وهذا يعين أا ال تفيد بالقطع من هو اجلاين يقينا . يقينا

، بالبصمة الوراثية على أا دليل اإلثبات يف جرائم الـسرقة األوربية واألمريكية وإمنا اعتربوا أن األخذ ـا فيـه مزيـد مـن ، واجلرائم اجلنسية ، واالغتصاب

ه، البـصمة الوراثيـة وعالئقهـا ١٤٢٥ لسنة ٦٥ العدد ٢٢٤قهية املعاصرة ص جملة البحوث الف - ١

أمحـد احلـصري ص اختالف الفقهاء، د - ٢٧٦ص٢٧٣ص سعد الدين مسعد هاليل الشرعية، د ٥١٦ .

١١٤٩

وهذا هـو مـا . ١وتقليل للسلطة التقديرية يف يد القضاء ، الضمانات للمتهمني مـانع ال: م عندما قرر أنـه ٢٠٠٢/ ٢٦/١٠قرره جممع الفقه املنعقد جبدة يف

علـها وسـيلة جو، شرعا من االعتماد على البصمة الوراثية يف التحقيق اجلنائي وأن ذلك حيقق العدالة واألمـن يف ، إثبات يف اجلرائم اليت ليس فيها حد مقدر

يصعب إقامة حد الزنا وغريه مبجرد البصمة الوراثيـة؛ : وعلة ذلك أنه ، اتمعـ وإمنا فيما يال ، لبصمة ذاا لوجود احتماالت أو شبهات ال يف نتيجة ا سها أو ب

.خيالطها كالطبيب واملعمل وحنومها :والسبب يف عدم اعتبارها يف الزنا أمرين

أو إقرار عند مجهور الفقهاء كمـا ، أن احلدود ال تثبت إال بشهادة : أوهلما .سبق

والشبهة يف البصمة قائمة؛ ألا وإن . أن احلدود مما تسقط بالشبهة : ثانيهمالكنها ال تدل ، أو ما حوله ، لت بيقني على هوية صاحب األثر يف حمل اجلرمية د

واحلـدود ، ومع االحتمال بتحقق الشبهة ، قطعا على أنه الذي ارتكب اجلرمية . ٢تدرأ بالشبهات كما سبق

فيما سبق القول باعتماد البصمة الوراثية يف جمـاالت التحقيـق : والراجحوال ، جعلها وسيلة إثبات يف اجلرائم اليت ال حد فيهـا و، اجلنائي يف جرائم الزنا

، حتقيقا للعدالة واألمـن يف اتمـع " ادرؤوا احلدود بالشبهات : "قصاص، خلرب وهذا ما أقره كثري من العلماء املعاصرين واختـاره ، ودفعا للريبة والظنون عنه

ملكرمـة يف امع الفقهي اإلسالمي يف دورته السادسة عشرة املنعقدة مبكـة ا

البصمة الوراثية يف الفقه - ١٧٩سعد الدين مسعد هاليل ص .البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية، د - ١ .٢٢٥ص٢٢٤لح النجار صمص. اإلسالمي، د

.٢٢٥ص١٤٢٥ لسنة ٦٥ عدد ١٧ جملة البحوث الفقهية، السنة - ٢

١١٥٠

باعتبار أا جمـرد ٢وأخذت به دار اإلفتاء املصرية ، ١ ـ ه ١٤٢٢شوال لسنة فليست نصا صرحيا يف إثبـات اجلرميـة ، واحتمال الشبهة ما زال قائما ، قرينة

.كالشهادة أو اإلقرارأو إثبات ، من أن بعض الفقهاء أثبت جرمية الزنا بقرينة احلمل وأما ما ذكر فهو قياس مع الفارق؛ إذ ختتلف البصمة الوراثيـة عـن ، بالقيءجرمية الشرب

إذا ، احلمل، فالتهمة ثابتة على املرأة احلامل اليت ال زوج هلا وال سـيد باحلمـل ثبت عدم اإلكراه، خبالف البصمة الوراثية فالشبهة قائمة معها حيـث حيتمـل

، يف اخلمر أو الرائحة ، وكذلك القيء ، تعدد الصفات املوجبة من شخص آلخر ، فهنا الشبهة يف الفاعل قوية على ارتكابه اجلرمية إذا ثبت عدم اإلكـراه أيـضا

فهي ال تنهض أن تكون حجة قويـة علـى الفعـل؛ ، خبالف البصمة الوراثية :الحتماالت متعددة، من أمهها ما يلي

.واشتباهها من شخص آلخر، تعدد الصفة املوجبة-١ . احتمال التزوير-٢ة املعامل وحنوها على أن ما ثبت من إعمال البصمة الوراثية إمنا هو عدم دق -٣

والنسب يثبت مع وجود الشبهة خبـالف ، أو نفيه ، يف جمال إثبات النسب ٣.احلدود فإا مما تدرأ بالشبهةإن جاءت به أصيهب أريضخ أسبج : قال -� -ويف قصة هالل بن أمية أنه

ه أورق جعدا مجاليا خدجل الساقني سابغ وإن جاءت ب . محش الساقني فهو هلالل فجـاءت بـه أورق خـدجل " شريك بن سحماء"األليتني فهو للذي رميت به

.٩٦ - ٩٥جملة امع الفقهي اإلسالمي العدد السابع عشر ص - ١ .٥١٦أمحد احلصري ص .اختالف الفقهاء، د - مرجع سابق ٢٢٧جملة البحوث الفقهية املعاصرة ص -٢ .٦٤ة السادسة عشرة ص جملة جممع الفقه اإلسالمي الدور - ٣

١١٥١

لـوال األميـان : "-� -الساقني، أي شبيها لشريك الذي رميت به فقال النيب ".١لكان يل وهلا شأن

وولد الطفـل شـبيها ، حىت لو متت املالعنة بني الزوجني:فأفاد احلديث أنه وال ينفى عنه؛ ألن النص جاء بنـسبه ، فإنه ينسب له ، لزوج صاحب الفراش با

-� -إليه ؛ألنه أقوى بكثري من جمرد التشابه الظاهري الذي أخذ به الرسـول .ويدرأ احلد عن الزوج؛ لوقوع األميان، يف إثبات النسب

.١٤٥٧البخاري ك الفرائض باب الولد للفراش رقم : احلديث سبق خترجيه ويراجع - ١

١١٥٢

Aא���p��!E�'�K�Lא

: خنلص مما سبق إىل ما يليالقرائن بصفة عامة وسيلة لإلثبـات يف جـرائم احلـدود عدم اعتبار :أوال

بيان بالرمحة اإلهلية من املشرع احلكيم بـاخللق ، بالرغم من خطورا حىت ال يقام حد على إنسان رد الشبهة فهي وإن مل ترق إىل مرتبـة

فهـي ، األدلة لكن جيوز استعماهلا كوسيلة مساعدة للوصول للحقيقة وال تكـون الـدليل ، التحقيق مع أدلة أخرى دليل مكمل يفيد أثناء

.الوحيديف القول باعتبار القرائن على اختالف أنواعها دليال مساعدا للقضاة يف : ثانيا

وحث علـى ، إعمال للتقدم العلمي ، الوصول إىل حتديد اجلاين وارم ودحض ، واملفيدة يف إقامة العدل ، املزيد من االكتشافات العلمية اهلادفة

.مالظلواألجهـزة ، جيب وضع ضوابط للبصمة الوراثية للتأكد من الفحـص : ثالثا

والقائمني عليها حىت ال يكون للطرق غري املـشروعة مـن التزويـر .والتالعب بأساليبه املختلفة سبيل إلقامة عقوبة على شخص مظلوم

جيب أن توضع عقوبات على من يقوم بالتزوير يف املعامـل اجلنائيـة : رابعاما يثبت التزوير يف الفحص أو التالعب يف نتائج املعامل وحنوهـا عند

حىت ال تضيع احلقوق وتتعطـل ، حىت نضمن سالمة الوصول إىل احلق . األحكام

١١٥٣

وعـدم ، من معاجلة الفقهاء ألثر قرائن متعددة على جـرائم احلـدود : خامساعملـوا وإمنا ، اعتبارهم تلك القرائن يف إثبات الزنا على سبيل االنفراد

تبين أن الفقه اإلسالمي ليس ، ا على سبيل املعاونة يف بعض احلاالت وأا إن تغريت يف مسمياا ، عاجزا عن تقييم هذه املكتشفات العلمية

وحدودها إال أن أصوهلا وقواعدها موجود يف الفقه اإلسالمي منذ أمد . بعيد

١١٥٤

H7��2א��א>� �

إبراهيم حممد الفائز ط املكتب / مي اإلثبات بالقرائن يف الفقه اإلسال • م توزيع مكتبة ١٩٨٣ – ـ ه١٤٠٣اإلسالمي بريوت الطبعة الثانية

.أسامة بالرياض

األشباه والنظائر يف قواعد وفروع فقه السادة الشافعية لإلمام جالل الدين • هـ ط دار الكتب العلمية بريوت من دون ٩١١السيوطي املتوىف سنة

.تاريخ

معرفة الراجح من اخلالف لعلي بن سليمان املرداوي املتوىف اإلنصاف يف • . اإلصدار الرابع- موسوعة طالب العلم ـه ه٨٨٥

حسن خطاب / د -أثر القرابة على اجلرائم والعقوبات يف الفقه اإلسالمي • .م دار إيتراك بالقاهرة٢٠٠١ الطبعة األوىل

حممد ـه٣٧٠أحكام القرآن أليب بكر أمحد بن علي اجلصاص املتوىف • .الصادق قمحاوي الطبعة الثانية بالقاهرة

هـ تقدمي ٤٥٨أحكام القرآن لإلمام الشافعي مجع احلافظ البيهقي املتوىف • . م١٩٨٠ -هـ ١٤٠٠حممد زاهد الكوترى ط بريوت سنة

. ١٩٩٤أمحد حممد احلصري الطبعة األوىل سنة / اختالف الفقهاء د • -ي حممد بن عبد الرمحن العقيل أدلة اإلثبات يف الفقه اإلسالم-١١ •

.الطبعة األوىل بالرياض

هـ ط دار ٧٥١ إعالم املوقعني عن رب العاملني البن قيم اجلوزية املتوىف • .الكتب العلمية من دون سنة طبع

١١٥٥

. سعد الدين مسعد هاليل/ البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية د •

. نصر فريد واصل/البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها د •

.وهبة الزحيلي/ البصمة الوراثية ومدى االستفادة منها د •

اجلامع ألحكام القرآن حملمد بن أيب بكر بن فرج القرطيب املتوىف سنة • الطبعة الثانية حتقيق أمحد ١٣٧٢ دار الشعب القاهرة سنة - طـه٦٧١

.هـ١٤٠٩ طبعة دار الغد بالقاهرة -عبد العليم الربدوين

وحاشية الدسوقي املتوىف عيسى احلليب بالقاهرة -لكبري للدردير طالشرح ا •هـ على خمتصر سيدي خليل ط دار أحياء الكتب العربية بالقاهرة ١٢٣٠

.من دون تاريخ

الفتوحات اإلهلية بتوضيح تفسري اجلاللني للدقائق اخلفية لسليمان بن عمر •لكتب العربية هـ ط دار أحياء ا١٢٠٤العجيلي الشهري باجلمل املتوىف

.لفصيل احلليب القاهرة من دون سنة طبع

. ط دار الفكر بريوت٧٤١القوانني الفقهية البن جزي املالكي املتوىف سنة •

الطبعة الثالثة ـه٦٣٠الكايف يف فقه اإلمام أمحد البن قدامة املتوىف سنة • .ـه١٤٠٢بريوت سنة

ار اهلجرة املتوىف سنة املدونة الكربى لإلمام مالك بن أنس األصبحي إمام د • .ـه١٧٩

ـه١٤٠٥املرافعات الشرعية د ناصر بن عقيل بن جاسر الطبعة األويل • .م١٩٨٥

.ـ ه٦٢٠سنة املغين لعبد اهللا بن أمحد بن حممد بن قدامة املقدسي املتوىف •

١١٥٦

ط –ـ ه٥٨٧بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع لإلمام الكاساين املتوىف • .ـه١٣٩٤ الطبعة الثانية –ت دار الكتاب العريب بريو

ط دار –القرطيب احلفيد بداية اتهد واية املقتصد لإلمام ابن رشد • .ـه١٤٠١ الطبعة اخلامسة -املعرفة بريوت

تبصرة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام البن فرحون وامشها •ة دار الكتب العلمية بريوت سن-العقد املنظم للحكام البن سلمون ط

.م١٩٨٦ ط مكتبة الكليات األزهرية ـ ه١٣٠١

حتفة األحوذي بشرح جامع الترمذي حملمد عبد الرمحن بن عبد الرحيم • . دار الكتب العلمية ب بريوت: دار النشر١٣٥٣املباركفوري املتوىف سنة

تفسري البيضاوي لعبد اهللا بن عمر بن حممد بن علي الشريازي املتوىف سنة • .ـه٧٩١

قود ومعني القضاة واملوقعني والشهود للعالمة مشس الدين أمحد جواهر الع •األسيوطي من علماء القرن التاسع اهلجري حتقيق مسعد عبد احلميد

. هـ١٤١٧السعدين ط دار الكتب العلمية بريوت سنة

ه ١٣١٦حاشية اخلرشى على خمتصر سيدي خليل الطبعة األوىل سنة • .ه اهللا كالمها على خمتصر خليلـوامشة حاشية العالمة العدوي رمح

حاشية رد احملتار على الدر املختار البن عابدين طبعة دار إحياء التراث • .مصطفي احلليب القاهرةـ ه١٤٠٧العريب بريوت الطبعة الثانية سنة

- طـ ه١٢٧٠روح املعاين لتفسري القرآن العظيم لأللوسي املتوىف سنة • .مكتبة التراث بالقاهرة

.ـه١٣٩٢د البن القيم اجلوزية ط الثانية سنة زاد املعا •

١١٥٧

هـ ١١٨٢سبل السالم شرح بلوغ املرام حملمد بن إمساعيل اليمىن املتوىف • .حتقيق إبراهيم عصر ط دار احلديث بالقاهرة من دون سنة طبع

هـ حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي ط فيصل ٢٧٥سنن ابن ماجه املتوىف • .عمن دون سنة طب، احلليب القاهرة

اململكة العربية ـه١٤٢٥ لسنة ٦٥جملة البحوث الفقهية املعاصرة العدد • .مصلح النجار/ السعودية حبث د

السنة السادسة اململكة ـ ه١٤٢٥ رجب لسنة ٢٣جملة العدل العدد • .عبد الرشيد حممد أمني/ العربية السعودية حبث د

اململكة ١٧د جملة امع الفقهي اإلسالمي الدورة السادسة عشرة والعد • .نصر فريد/ العربية السعودية حبث د

هـ الناشر مكتبة ابن ١٤٠٠جمموع فتاوى ابن تيمية الطبعة الثانية سنة • .تيمية بالقاهرة

١١٥٨

١١٥٩

� �

� �� �

� �� �

��<���א���א�(�א���� ����3��א���ERوא�$�אط�'� �

� �

�3=�אد� ��=���א��G(��(�=���א}��(�=���א��G(�א���(�Kد �

���,S��T<"!�ذ�א��N�Cא���=���4^"gא���א�6��8�وא���א"��$*�'� �� �

� �

� �

١١٦٠

١١٦١

4��4� �أمحد اهللا، اللهم إين أعوذ برضاك من سخطك، ومبعافاتك من عقوبتـك، وأستكثر من محدك وشكرك، فقد أوضحت السبيل وشفيت الغليل مبا أنزلتـه علينا يف حمكم الترتيل، فأقمت احلجة، ومل تدع دقيقا وال جلـيال، ونقـريا وال فتيال إال أوضحته أمت إيضاح، وأبنته أكمل بيان، تعاىل جدك، وتضاعف شكرك

فسبحانك ما أوضح برهانك وأمت بيانك وأحكم حكمتك، وكملت -ومحدك احلجة بإرسال رسول إليهم من أنفسهم يفهمون عنه، ويأنسون إليه، فقام فيهم

وفعل احلرام مقامات، وفتق مسامعهم بكلمات بعد كلمات، حيذرهم من الظلم ، ويقرن هلم بني الدماء واألموال واألعراض، ويبني هلم حرمتها، ويؤكد ذلـك عليهم تأكيدا أوضح من الشمس، ويكرر ذلك عليهم يف املواقـف واـامع،

إمنا أموالكم ودماؤكم وأعراضـكم : " حىت كان من مجلة ما قاله عند توديعهم ه وصحبه وسلم، وجزاه عـن أمتـه ، فصلى اهللا عليه، وعلى آل ١"عليكم حرام

:أما بعد.٢أفضل ما جزى نبيا عن أمتهفقد أكمل اهللا لنا الدين وأمت علينا النعمة، وجعل لنا شريعة كاملة، وأنـزل علينا الكتاب تبيانا لكل شيء، وجاء الفقه اإلسالمي ليتسع بقواعـده الكليـة

سائل العلم احلديثـة؛ ومسايرة لو ،ملسايرة التقدم والتطور العلمي يف كل وقت تساعد يف إظهار احلقيقة ،حيث تقدم املختربات اجلنائية احلديثة وسائل متعددة

، ومسلم يف كتاب ] ١٧٤٢[ برقم ١٧٧/ ٢أخرجه البخاري يف كتاب احلج، باب اخلطبة أيام مين ١عمـر من حديث ابن ] ١٦٧٩[ برقم ١٣٠٥/ ٣القصاص والديات، باب تغليظ الدماء واألعراض

.رضي اهللا عنهما

حبث يف القرائن منشور ضمن الفتح الرباين مـن : هذه املقدمة مستفادة من مقدمة الشوكاين لرسالته ٢ ).٤٦١٥/ ٩(فتاوى اإلمام الشوكاين

١١٦٢

كما يف حتليل اآلثار البشرية اليت توجد يف مسرح ، لكثري من اجلرائم املستعصية أو يوجد معه من آثارها وهي أمور ،اجلرمية أو ما يتركه اجلاين يف موقع اجلناية

ومن مث يعد موضوع أثـر القـرائن يف ، يف الوصول إيل احلقيقة تساعد القضاء واليت حتتاج إىل دراسات فقهية متوالية؛لتطور القرائن ،اإلثبات من األمور املهمة

، وفـصيلة الـدم ،يف العلم احلديث وتكاثرها يوما بعد يوم،كالبصمة الوراثية .وحنوها، والفحص الطيب،والتقاط الصور،والتحليل

هل تعد هذه االكتشافات العلميـة قـرائن : ز تساؤالت كثرية وهنا ترب يستطيع القاضي من خالهلا إثبات الدعاوي؟ حبيث حتل حمل البينات املعتمدة أم أا ال ترقى إىل مرتبة الشهادة يف اإلثبات؟ ومن مث يصبح االستشهاد ا فقط يف

احلكم كمؤيد من املؤيدات؟ ئن املعاصرة ؟ أم يترك وتعد شبهة ؟ واحلـدود وهل يقام احلد عمال بالقرا

تدرأ بالشبهات؟ ضـمن "أثر القرائن الطبية يف إثبات الزنا واللواط "فجاء هذا البحث يف

: تنظمه اجلمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية بعنـوان املؤمتر الذي عة اإلمام حممـد بـن املنعقد يف جام ) القرائن الطبية املعاصرة وآثارها الفقهية (

مجـادى األوىل /١١-١٠يومي الثالثاء واألربعـاء (سعود اإلسالمية بالرياض .م٢٠١٤ مارس ١١-١٠هـ املوافق ١٤٣٥

: وترجع أسباب اختياري هلذا املوضوع ملا يلي، هذا املوضوع من املوضوعات اليت جتمع بني األصـالة واملعاصـرة :أوال

: ن املعاصرة من اآلثار البـشرية احلديثـة حيث ميكن من خالله تكييف القرائ يف ضوء أحكام ، وحنوهم ، واملين ، والشعر ، وحتليل الدم ، كاجلينات الوراثية

١١٦٣

وجـاءت يف قـضاء ، �القرائن اليت كانت موجـودة منـذ عهـد الـنيب .أو النفي ،الصحابة،وبيان أثرها يف إثبات جرمية الزنا واللواط سواء باإلثبات

قرائن هلا ارتباط وثيق مبسرح اجلرمية، وقد تطورت تبعا للتطـور أن ال :ثانياالعلمي الذي يشهده العامل اليوم، وقد ابتليت اتمعات بـضعف يف الـوازع الديين، مما أثر على وسائل اإلثبات الشرعية احملكمة كالشهادة واليمني، فأفقدها

ثـوب الكـذب الكثري من صدق الواقع، وألبست اإلقرارات وأقوال الشهود واخلديعة يف حاالت عديدة، ونزع عن احللف هيبته، فأصبح احلالفون ال يبالون

وقد واكب ذلك ما حتقـق مـن .جبرم اليمني الغموس يف الدنيا وال يف اآلخرة منحت بأحد احلدين للجناة الوسـيلة : طفرات علمية، كانت سالحا ذا حدين

منحت باحلـد الثـاين القاضـي اليت تتيح هلم اهلروب من القضاء والعدالة، و وجهات التحقيق املكنة يف التعرف على العصاة واملخالفني وتتـبعهم وإنـزال

.العقوبة الشرعية م أن دراسة مثل هذا املوضوع تبني مدى قدرة الفقه اإلسالمي علـى :ثالثا

وقضايا على ، واستيعابه لكل ما يستجد من مسائل ، مواجهة التطور احلضاري . ان مر الزم

:وقد تشكل هذا البحث من متهيد ومخسة مباحث وخامتة

.متهيد يف تعريف القرائن وأنواعها اليت ميكن ا إثبات الزنا واللواط .إثبات الزنا باحلمل: املبحث األول .إثبات الزنا واللواط بآثار املين: املبحث الثاين

.إثبات الزنا واللواط بالبصمة الوراثية: املبحث الثالث .إثبات الزنا واللواط للمصاب باألمراض اجلنسية: املبحث الرابع

١١٦٤

.إثبات الزنا للبكر باكتشاف عدم عذريتها: املبحث اخلامس أما اخلامتة فقد تركزت يف بعض ما خلصت إليه الدراسة مشرية إىل ما قد -

.يصلح نواة للتوصياترزقنا التوفيـق واهللا أسأل أن جيعل هذا العمل خالصا لوجهه الكرمي، وأن ي

.والسداد

١١٦٥

'���5K��5=א�E>א���א�(�و�l��6�� ����3��5��א���ERوא�$�אط��):a�|א��� �

:تعريف القرائن • مأخوذة من املقارنة فهي فعيلة مبعىن املفاعلة، :لغةوهي . القرائن مجع قرينة

تالزمـا : وتقارن الشيئان ، ما يدل على املراد :والقرينة مؤنث القرين، والقرينة وقارنتـه . قرنت الشيء بالشيء وصلته به، واقترن الشيء بغري صاحبه : يقالو.

.١قرانا صاحبته، والقرين الصاحب :اصطالح الفقهاءويف

.٢هي أمر يشري إىل املطلوب: عرفها اجلرجاين بقوله .وهذا التعريف فيه إمجال إذ ليس مقصورا على القرينة الشرعية عند الفقهاء

كل أمارة ظاهرة تقارن شيئا خفيا : (بأا: ء املعاصرين وعرفها بعض الفقها .٣)تدل عليه

:ومنه يفهم أنه ال بد يف القرينة من حتقق أمرين . أن يوجد أمر ظاهر معروف يصلح أساسا لالعتماد عليه- ١ .٤ أن توجد صلة تربط بني األمر الظاهر واألمر اخلفي- ٢

:ة الزنا واللواط أنواع القرائن اليت ميكن ا إثبات جرمي •

.٢٤٦/ ٥ ، لسان العرب ١٦٠٨/ ٢القاموس احمليط : ينظر١ ).١١٧ص(للجرجاين " التعريفات " ٢، )٥٨٠٣/ ٧(، الفقه اإلسالمي وأدلتـه للزحيلـي )٢/٩١٨( الفقهي العام مصطفى الزرقاء يف املدخل ٣

.٤٨٩/ ٢وسائل اإلثبات للزحيلي .٤٨٩/ ٢، وسائل اإلثبات للزحيلي )٢/٩١٨(مصطفى الزرقاء يف املدخل الفقهي العام : ينظر٤

١١٦٦

لقد جاءت الشريعة بتحرمي الفواحش، ومنع مقاربتها، وسدت الذرائع إليها، وقرنت الشريعة بني النهي عن قتل النفس بالنهي عن الزنا، ومن ذلك

���É��È��Ç��ÆÅ��Ä��Ã��Â��Á}�: قوله تعاىل � � �À��¿��¾

Î������Í��Ì��Ë�����Ê �z]وقوله تعاىل] ١٥١: األنعام:�{�B��A��E��D��C���

����V��U����T��S��RQ���P��O�����N��M��L����K���� �J��I����� �H��G���F

��Wz ]وهذا يدل على أنه ليس بعد الكفر ذنب أعظم من قتل ] ٦٨: الفرقان .النفس بغري حق، مث الزنا

.١وطء يف قبل خال عن ملك وشبهه: عرفه الفقهاء بأنهوالزناإيالج حشفة في دبـر :عرفه الفقهاء بأنه فهو عمل قوم لوط، و :اللواطوأما

.٢ذكر

، واجلمهور على أنـه هذا القدر من تعريف الزنا متفق عليه بني الفقهاء، واختلفوا يف الوطء يف الدبر ١، والقبلة، كاملباشرة، خيرج به مادون الوطء وطء:زنا، واحلنفية يرون أنه ال يسمى زنا، ومعىن التعريف

زناهـا : زنامها النظر، واألذنان : العينان(( :كما يف احلديث ، وحنوها، وإن كانت قد تسمى زىن لغة إال أا ال تـدخل يف )) زناها اخلطى : الرجلزناها البطش، و : االستماع، واللسان زناه الكالم، واليد

كمـا ، خيرج به الوطء يف الدبر، وهو اللواط، فـال يـسمى زىن يف قبل .الزىن مبعناه االصطالحي أو .أو ملـك ميـني ،ميلك به الزوج حق االستمتاع بـاملرأة ، عن نكاح : أي خال عن ملك .سبق، كما لو وطئ امرأة بعقد نكاح .مى ذلك زىن فال يس ، أو شبهة ملك اليمني ، شبهة النكاح : أي شبهة

فال يعد هذا من ، فوطئها، أو جاريته ، ظنها زوجته ، مث تبني أا أخته من الرضاع، أو زفت إليه امرأة .وإمنا هو وطء بشبهة، الزىن، شـرح ١٤٣/ ٤، مغين احملتاج ٣١٣/ ٤، الشرح الكبري للدردير ١٠٠/ ٢اهلداية للمرغيناين : ينظر

.٣٤٢/ ٣رادات للبهويت منتهى اإلوقد اختلف الفقهاء يف الوطء يف دبر املرأة هل يعد زنا أو لواطا، مع اتفاقهم على أنه حمرم وفاحشة، ٢

. فذهب احلنفية واحلنابلة يف رواية إىل أنه لواط، وذهب مجهور الفقهاء إىل أنه زنا / ٧، اية احملتاج ٣١٣ / ٤سوقي ، الشرح الكبري مع حاشية الد )٧٧/ ٩(املبسوط للسرخسي : ينظر

، املوسوعة الفقهية ٢٣٧، كتاب ذم اللواط لآلجري )٩٤/ ٦(، كشاف القناع عن منت اإلقناع ٤٠٣ ).٣٣٩/ ٣٥(الكويتية

١١٦٧

وقد رتب الشارع احلكيم على مرتكب جرمية الزنا واللواط عقابا معينا بعد .ثبوا عليه باإلقرار أو بالشهادة

ورمبا ال يقر املدعى عليه بارتكابه اجلرمية، وال تثبت عليه الـشهادة، وإمنـا .بقرائن وأمارات

هلا ارتباط وثيق مبسرح اجلرمية، وقد تطورت تبعـا للتطـور وهذه القرائن وهي تقوم على أساس أسلوب االستـشارات .العلمي الذي يشهده العامل اليوم

.الفنية والبحوث واخلربة يف جمال اإلثبات والبحث اجلنائي :، وأمهها ما يلييتم اكتشاف الزنا واللواط بقرائن وأماراتوميكن أن

ن معرفة طبيعة السائل األمحر املوجود يف مسرح اجلرمية، وهل الدم، إذ ميك -١هو دم أم صبغة، فإن كان دما فهل خيص إنسانا أم حيوانا، وميكن متييـز صاحب الدم إذا كان هناك عدة متهمني وذلك باستخدام بصمة احلمض

كما ميكن معرفة زمن انبعاث الدم مما %. ١٠٠ الدقيقة بنسبة Dnaالنووي . إخراج من ثبت أنه وقت خروجه يف غري مسرح اجلرميةيساعد على

.بأنه ميكن فحص املتهم بالزنا بتحليل دمه: وأفاد الطب احلديثكما أن باإلمكان حتديد فصيلة الدم ومقارنتـها بفـصائل دم الوالـدين للوصول إىل مدى صحة النسب، أو مبقارنتها بدماء اين عليه أو املتـهم،

موية عن طريق األشعة فوق البنفـسجية أو بـالفحص أو حتليل البقع الد .امليكروسكويب لالستفادة بذلك يف اإلثبات اجلنائي أو املدين

بقايا الشعر، وميكن عن طريق فحص الشعر يف املخترب اجلنائي متييز الـشعر -٢اآلدمي من غريه، وهل هو لذكر أم أنثى، ومن أي مواضع اجلسم هـو،

كما ميكن متييز صاحب الشعر إذا . التمويه وهل مرتوع أم مقصوص لقصد

١١٦٨

اليت Dnaكان هناك عدة متهمني وذلك باستخدام بصمة احلمض النووي %.١٠٠أثبتت االختبارات أا دقيقة بنسبة

ويف جمال الفحص البيولوجي والفين، أثبت العلم أن يف اإلمكان االستدالل ستخدام التحليـل على الشخص من شعرة واحدة، جتري عليها املضاهاة با

.اإلشعاعي املين، ولتحديده أمهية كربى يف إثبات جرائم االغتصاب واجلرائم اجلنـسية -٣

وميكن حتديد صاحب البقع املنوية بواسطة علـم البـصمات . بشكل عام .الوراثية

. اللعاب، وميكن حتديد شخصية صاحبه بتحليله-٤ـ -٥ زر حـساسة لتمييـز العرق املظهر للبصمات، وقد مت تطوير أجهـزة لي

البصمات مما يساعد على معرفة اجلاين، وقد كشف العلم عـن إمكانيـة حتديد شخصية الفرد عن طريق مضاهاة بصمات أصابع اليـد، أو راحـة اليد، أو آثار األقدام أو بصمة األسنان، أو األذن، أو بـصمات فتحـات

.العرق، أو بصمة الركبة أو الشفتني متييز صوت الرجل من املرأة ومعرفـة صـاحب بصمة الصوت، إذ ميكن -٦

ولذا تعمد املصارف إىل ربط جهاز تسجيل على . الصوت جبهاز أوروس .خطوط اهلاتف لالستعانة ا عند احلاجة

.١ التصوير سواء كان ثابتا أو متحركا-٧

القضاء بالقرائن املعاصرة للدكتور عبد اهللا العجالن، حبث القضاء بالقرائن واألمارات : ينظر فيما سبق ١عبد العزيز بن سعد الدغيثر، نشر يف جملة العدل الصادرة عن وزارة العدل / بهيف الفقه اإلسالمي، كت

حممد احلـاج الناصـر، . د/ للباحثهـ، حبث القرائن يف الفقه اإلسالمي، ١٤٢٦السعودية شوال إبراهيم بـن ناصـر . ، القضاء بالقرائن املعاصرةد ) ٩٢٥/ ١٢(منشور يف جملة جممع الفقه اإلسالمي

.نشور يف عدد من املواقع الفقهيةاحلمود حبث م

١١٦٩

وألن جمال البحث يف القرائن الطبية، فسأقتصر على دراسة أبـرز مـا أراه ع البحث يف جرمية الزنا واللواط خاصة، وسأتناول هذه املـسائل مرتبطا مبوضو

:يف مخسة مباحث .إثبات الزنا باحلمل: املبحث األول .إثبات الزنا واللواط بآثار املين: املبحث الثاين

.إثبات الزنا واللواط بالبصمة الوراثية: املبحث الثالث .اض اجلنسيةإثبات الزنا واللواط للمصاب باألمر: املبحث الرابع

.إثبات الزنا للبكر باكتشاف عدم عذريتها: املبحث اخلامس

١١٧٠

١١٧١

�א��A�א,ول �D�M����ERא������3� �

رتب الشارع احلكيم على مرتكب جرمية الزنا عقابا معينا بعد ثبوا عليـه .باإلقرار أو بالشهادة

، وإمنـا ورمبا ال يقر املدعى عليه بارتكابه اجلرمية، وال تثبت عليه الـشهادة .١بقرينة احلمل المرأة ال زوج هلا وال سيد

:وقد وقع اخلالف بني أهل العلم يف إثبات الزنا بقرينة احلمل على قولنيأن الزنا يثبت بالقرائن القوية الدالة على وقوعه، كحمـل : القول األول

. املرأة اليت ال زوج هلا وال سيد، وقال به بعـض فقهـاء ٣بلة، ورواية عند احلنا ٢وهذا هو مذهب املالكية

الزيلعي وابن الغرس والطرابلسي من احلنفية، وابن عبد :املذاهب، ومن أشهرهم .٢، ونصره ابن تيمية وابن القيم من احلنابلة١السالم من الشافعية

زوجا أنكر أبوته حلمل زوجته وامهـا أن: ومن التطبيقات القضائية اليت نظرت يف احملاكم املصرية ١باحلمل السفاح، ألنه عقيم وال ينجب، فماؤه خال من احليوانات املنوية وفقا لفحوص سابقة، ومـع

ي خلو مائه من احليوانات املنوية ومـن اخلـصوبة، إعادة الفحوص تأكدت نفس النتائج السابقة وه ).٤٥٣: ص(النظام القضائي يف الفقه اإلسالمي : ينظر.فأدينت املرأة حبمل سفاح

األمر عندنا يف املرأة توجد حامال وال زوج هلا فتقول قد : (قال مالك . ٤/١٧٢٨بداية اتهد : ينظر ٢ها، وإمنا يقام عليها احلد، إال أن يكون هلا على ما استكرهت، أو تقول تزوجت، إن ذلك ال يقبل من

ادعت من النكاح بينة أو على أا استكرهت، أو جاءت تدمي إن كانت بكرا، أو استغاثت حـىت أتيت وهي على ذلك احلال، أو ما أشبه هذا من األمر الذي تبلغ ا فضيحة نفسها، فـإن مل تـأت

.٤/١٥: املوطأ مع شرح الزرقاين). منها ما ادعت من ذلكبشيء من هذا أقيم عليها احلد، ومل يقبل .١٩٢/ ١٠املغين : ينظر ٣

١١٧٢

وهذا هو املـأثور عـن اخللفـاء : (قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهللا وهو مـذهب أهـل املدينـة، فـإن الراشدين، وهو األشبه بأصول الشريعة

.٣)االحتماالت النادرة ال يلتفت إليها، كاحتمال كذا وكذب الشهود صلى اهللا عليه -ولقد حد أصحاب النيب : "وقال ابن قيم اجلوزية رمحه اهللا

يف الزنا مبجرد احلبل، ويف اخلمر بالرائحة والقيء، وهذا هو الصواب، -وسلم واحلبل على الشرب والزىن أوىل من البينـة قطعـا، فإن دليل القيء والرائحة

هـ، . ا٤" فكيف يظن بالشريعة إلغاء أقوى الدليلني :تقييد هذا القول

والفقهاء ايزون إلثبات حد الزنا بالقرينة مل يذكروا إال قرينة احلمل ممـا لقاضي يدل على أم مل يطلقوا العمل بالقرائن، ومل يتركوا إثبات الزنا القتناع ا

فلو دلت قرائن أخرى غري قرينة احلبل على الزنا مل يأخذ ا، كما إذا وجدا يف حلاف واحد، وكانت حالتهما تدل على أما ارتكبا موجـب احلـد، أو إذا احتملها وغاب ا وادعت أنه وطئها وأنكر هو ال يثبت احلد ولو اقتنع القاضي

.٥بداللة هذه القرائن على الزنا

،تبـصرة ٣٤٦ / ٧ ، حاشية ابن عابـدين ٢٢٩/ ٣تبيني احلقائق شرح كرت الدقائق للزيلعي : ينظر ١، وأدب ١٢٠-١١٥، ص ٢، وقواعد األحكام للعز بن عبـد الـسالم، ج )٩١ - ٨٨/ ٢" (احلكام

.١٨٧، ص١أيب الدم، جالقضاء البن

، ٣/٦١ ، ذيب سنن أيب داود ٣/٢٠، إعالم املوقعني ١١١السياسة الشرعية البن تيمية، ص : ينظر ٢ .٤/٤، زاد املعاد ٩والطرق احلكمية البن القيم، ص

.١١١السياسة الشرعية البن تيمية، ص ٣

) .٤/٣٧٤(إعالم املوقعني ٤ .٢/١٣٤: تبصرة احلكام البن فرحون: ينظر ٥

١١٧٣

يعلم أن هذا القول ليس على إطالقه عند من حكاه عنهم، بـل وينبغي أن :هو مقيد بأمرين

.أن ال يكون من ظهر ا احلمل ذات زوج وال سيد: األولأن ال تذكر شبهة موجبة لدرء احلد كدعوى أا مكرهـة بأمـارة : الثاين

.ظاهرة كأن تأيت مثال تدمي مستغيثة عند نزول األمر اقيدان كان احلمل حينئذ قرينة ظاهرة موجبة إلقامة حـد فإذا حتقق هذا ال

. على هذا القول–الزنا :أدلة هذا القول

تزوجت امـرأة بكـرا يف سـترها، : (حديث بصرة رضي اهللا عنه، قال )١هلا الصداق : فدخلت عليها فإذا هي حبلى، فقال النيب صلى اهللا عليه وسلم

: ولدت فاجلدها، أو قـال مبا استحللت من فرجها، والولد عبد لك، فإذا .١)فحدوها

فقد نص احلديث على احلد بالقرينة الظاهرة وهي احلمـل، إذ لـيس يف احلديث ذكر لشهود أربعة، وال أن املرأة أقرت بذلك، فظهر أن موجـب

.٢احلد احلمل

:ونوقش هذا احلديثبأنه ضعيف، وفيه علل إسنادية تقدح فيه، وقد اختلف يف وصله وإرساله،

وعليه فال يكـون . ي عليه األكثر روايته مرسال، وهذا هو املعروف والذ .١حجة

، وضعفه األلبـاين يف ٢/٢٤١رواه أبو داود يف كتاب ، باب يف الرجل يتزوج املرأة فيجدها حبلى ١ ].٢١٣١[ضعيف سنن أيب داود برقم

.٤/٤ ، زاد املعاد ٣/٦١ ، ذيب سنن أيب داود ٣/٢٠إعالم املوقعني ٢

١١٧٤

الرجم حق على من زىن إذا أحصن من الرجال : (قول عمر رضي اهللا عنه )٢ .٣) أو االعتراف٢والنساء إذا قامت البينة أو كان احلبل

: فقد دل هذا األثر نصا على احلكم بإقامة حد الزىن بالقرينة الظاهرة وهي جمرد وجود احلمل موجبا إلقامة حد : مل؛ إذ جعل عمر رضي اهللا عنه احل

.٤الزىن كإجيابه بالبينة أو االعترافأن هذا كما ثبت من قول عمر رضي اهللا عنه فقد ثبت أيضا من حكمـه )٣

وقد حكـم أمـري : "قال ابن القيم رمحه اهللا تعاىل .وقضائه رضي اهللا عنه : عنه والصحابة رضي اهللا عنهم معـه املؤمنني عمر بن اخلطاب رضي اهللا

.٥"برجم املرأة اليت ظهر ا محل وال زوج هلا وال سيد :وجياب عن قول عمر وفعله من وجهني

أن ما روي عن عمر رضي اهللا عنه من إقامة احلد باحلبل قـد روي عنـه -١خالفه كما سيأيت يف أدلة القول الثاين، على أنه ميكن اجلمع يف ذلك بـني

بترتيل حكم اإلجياب حيث صار . نه من اإلجياب للحد والدرء ما روي ع خاليا من موجبات الدرء وهذا هو األظهر وبه جتتمع اآلثار ويلتئم مشلـها

٦وتعمل السنن.

كالم ابن القيم عن علل هذا احلديث يف وانظر . عبد احلق األشبيلي، واخلطايب : وممن حكم بإرساله ١ .٣/٦١ذيب السنن

. وجدت املرأة اخللية من زوج أو سيد حبلى ومل تذكر شبهة وال إكراهـا : أي . أي احلمل : احلبل ٢ .١٢/١٨١فتح الباري

). مع الفتح١٦٥/ ١٢] (٦٨٢٩[أخرجه البخاري يف كتاب احلدود، باب االعتراف بالزنا، برقم ٣

.٦٢/ ٣ذيب السنن : ينظر ٤

.٤الطرق احلكمية ص ٥ ١٥٧، احلدود والتعزيرات عند ابن القيم ١٢/١٨٩، فتح الباري ١٩٣/ ١٠املغين : ينظر ٦

١١٧٥

أن هذا قول عمر رضي اهللا عنه، وأقوال الصحابة خمتلف فيها هل تـصلح -٢مـر أن تكون حجة أم ال، فال يؤخذ بقول عمر يف إثبات مثـل هـذا األ

العظيم الذي يفضي إىل هالك النفوس، وكون عمر قال هذا مبجمع مـن الصحابة ومل ينكر عليه أحد ال يستلزم أن يكون إمجاعا؛ ألن اإلنكـار يف

غـري الزم للمخـالف، وال -اليت ختتلف فيها اآلراء -املسائل اتهد فيها ر الصحابة سيما إذا كان القائل بذلك عمر، وهو مبرتلة من املهابة يف صدو

.وغريهم

وجود احلمل أمارة ظـاهرة علـى : استدلوا له بقياس األوىل، حيث قالوا )٤الزىن أظهر من داللة البينة، وما يتطرق إىل داللة احلمل يتطرق مثلـه إىل

.١داللة البينة وأكثر : وجياب عن هذا

د الرتاع يف تسليم جواز القياس يف احلدو : بأن قياس احلمل على البينة يعتريه ويف حال التسليم تكون داللة احلمل أقوى من البينة إذا سلمت من . ٢من عدمه

دعوى استكراه وحنوه من وجوه الدفع فيؤول األمر إىل احلكم باالعتراف لكنه ٣مع وجود احلمل أقوى وأظهر بكل حال من جمرد اعتراف بال محل أو بينة

. زنـا بغـري اإلقـرار عدم إقامة احلد باحلمل، فال يثبت ال : القول الثاين

.والشهود

.٦٣/ ٣ذيب سنن أيب داود : ينظر١

.٧٣/ ١٢فتح الباري : وينظر . ٤/٢٢٠شرح الكوكب املنري: تبسط هذه املسألة يف كتب أصول الفقه٢ ١٥٧احلدود والتعزيرات عند ابن القيم : نظر ي٣

١١٧٦

فإذا محلت امرأة ال زوج هلا وال سيد، وسئلت فادعت إكراها أو أا ذات زوج أو حنو ذلك من وجوه الدفع مل حتد مبجرد احلمل ولو مل تأت ببينة علـى

.ذلك . ١وهذا مذهب احلنفية، والشافعية، واملعتمد يف مذهب احلنابلة

:أدلة هذا القولوالـشبهة هنـا . درء احلد بالشبهة باإلمجاع : ريعة املطردة أن قاعدة الش )١

فيحتمل أنه من وطء إكراه واملستكرهة ال حد : متحققة من وجوه متعددة عليها، وحيتمل أنه من وطء رجل واقعها يف نومها وهـي ثقيلـة النـوم، وحيتمل أنه من وطء شبهة، وحيتمل أنه حصل احلمل بإدخال ماء الرجـل

ورمبا يكون قد وطئها يف غري الفرج . علها أو بفعل غريها يف فرجها إما بف فدخل ماؤه يف الفرج فحبلت، واإلمجاع أن احلد ال يكون عـن وطء يف الفرج احملرم، أو رمبا يف مكان فيه امرأة واقعت زوجهـا فـسرت إليهـا

.النطفة، أو رمبا محلت بواسطة املصل املستعملة لنقل نطفة الرجلصار وجود احلمل قرينة : والشبهة هنا واردة . بالشبهة فإذا كان احلد يدرأ

.٢ضعيفة ال تقوى على إجياب احلد، فلزم الدرءوقد ثبت أن احلدود تدرأ بالشبهات وإن مل يصح حديث يف النص علـى هذا، لكن هذا مما تضافرت النصوص مبقتضاه، وجاء النص عليه عن مجع

، سـبل ١٩٢/ ١٠ ، املغين ٤٣١/ ٢، بداية اتهد ٣/١٩٨: الدر املختار وحاشية ابن عابدين : ينظر ١ .٨/ ٢السالم

؛ الدر املختـار ١٢/١٣٠: ؛ فتح الباري١١/٣٣٩: ؛ احمللى البن حزم ٨/٢١١: املغين البن قدامة : ينظر ٢ .٣/١٩٨ :وحاشية ابن عابدين

١١٧٧

بن جبل، وعقبة بن عـامر من الصحابة، فعن عبد اهللا بن مسعود، ومعاذ .١)إذا اشتبه عليك احلد فادرأ ما استطعت: (أم قالوا

أقضية الصحابة رضي اهللا عنهم يف درء احلد عمن وجدت حبلى وال زوج )٢ :منها ما يلي. هلا وال سيد وقد ادعت االستكراه وحنوه

أن عليا أتى بامرأة مـن مهـدان : فقد روى عبد الرزاق :قصة شراحة - أ :قد زنت، فقال هلا علي رضي اهللا عنه . شراحة: يقال هلا وهي حبلى

فلعل الرجل قد وقع عليـك : قال.ال: لعل الرجل استكرهك، قالت فلعل لك زوجا من عدونا هؤالء وأنت : قال.ال: وأنت راقدة، قالت

فحبسها حىت إذا وضعت، جلدها يوم اخلمـيس .ال: تكتمينه، قالت ر فحفرت هلا حفرة بالـسوق، مائة جلدة، ورمجها يوم اجلمعة فأم

ليس هكـذا : مث قال . فضرم بالدرة : فدار الناس عليها، أو قال ا إنكم إن تفعلوا هذا يفتك بعضكم بعضا، ولكـن صـفوا . الرجم

يا أيها الناس، أن أول النـاس يـرجم : كصفوفكم للصالة، مث قال : الزىناإلمام إذا كان االعتراف، وإذا شهد أربعة شهداء على : الزاين

مث .الشهود بشهادم عليه، مث اإلمـام، مث النـاس : أول الناس يرجم : ارمـوا، مث قـال : رماها حبجر وكرب، مث أمر الصف األول فقـال

.٢انصرفوا وكذلك صفا صفا حىت قتلوها

.٤/٦٣رواه االدارقطين ١وأخرج هـذا . ٢٢٠/ ٨السنن الكربى ، والبيهقي ٧/٣٢٦رواه ذا اللفظ عبد الرزاق يف مصنفه ٢

صحيح البخاري مع فتح البـاري [األثر اإلمام أمحد ، والنسائي، وأصله خمتصرا يف صحيح البخاري / ٤احلافظ بن حجر يف التلخيص احلـبري ، واحلديث بطوله صحيح اإلسناد كما حرره ]١١٧/ ١٢٥٢.

١١٧٨

فـإن شـراحة : هو أن هذا األثر نص يف حمل الرتاع :وجه االستدالل ا علي رضي اهللا عنه عـن اليمانية اعترفت بالزىن وهي حبلى فسأهل

فرمجهـا . موارد الشبه فنفت تلك الواردات وأصرت على اعترافها فصار موجب الرجم االعتراف ال احلبل، وهلذا . علي رضي اهللا عنه

صار أول من رجم ألن احلد - وهو اإلمام -فإن عليا رضي اهللا عنه إذا وجب باالعتراف صار اإلمام أول من يرجم كما ذكـره علـي

.اهللا عنهرضي أنه بلغ عمر رضي اهللا عنه أن : (روى عبد الرزاق .قصة املرأة املتعبدة -ب

أراها قامت مـن الليـل تـصلي : فقال عمر . امرأة متعبدة محلت خشعت فسجدت فأتاها غاو من الغواة فتجشمها فأتتـه فحدثتـه

.١)بذلك سواء فخلى سبيلهاإن احلبل مل يكن وهو ظاهر بداللة نص األثر عليه ف :وجه االستدالل

.موجبا للحد الحتمال الشبهة وهلذا خلى سبيلها رضي اهللا عنهأن أبا موسى كتب إىل عمـر : (روى عبد الرزاق : قصة املرأة اليمانية -ج

إن رجـال : رضي اهللا عنه يف امرأة أتاها رجل وهي نائمة، فقالـت . رفواهللا ما علمت حىت قذف يف مثل شهاب النـا . أتاين وأنا نائمة

قد يكون مثل هذا، وأمر أن يدرأ عنها . امية تنومت : فكتب عمر .٢)احلد

.٤٠٩/ ٧ أخرجه عبد الرزاق يف مصنفه ١ .٤١٠/ ٧ أخرجه عبد الرزاق يف مصنفه ٢

١١٧٩

:االختيار والترجيح هو ترجيح القول الثاين وأنه ال يثبت احلـد -الذي يظهر واهللا تعاىل أعلم

درء احلدود بالـشبهات : باحلمل؛ ألنه أجرى على قاعدة الشريعة املطردة وهي املسلمون على أنه ال حيل إقامة حد مع وجـود وقد أمجع . والشبهة هنا حمتملة

.أقضية الصحابة رضي اهللا عنهم: شبهة، وعلى هذا دلتأن القرينة لو كانت طريقا إلثبات احلدود فليس هنـاك : ويقوي هذا القول

أقوى من شهادة ثالثة من الرجال برؤية الزنا رؤية كاملة للفعل مث يشهد الرابع ما يدل عليه من أرجل مرفوعة وغري ذلك، ومع هـذا بأنه مل ير الفعل إمنا رأى

، ١مل حيد عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه من ام به بل حد الشهود حد القذف .فهذه قرينة ظاهرة مل يأخذ ا عمر

.ومع سقوط حد الزنا باحلمل فإن هذا ال ينفي التعزير إذا قويت التهمة

.١/٢٣٥: السنن الكربى للبيهقي١

١١٨٠

١١٨١

<Eא����Aא��� ����3��א���ERوא�$�אط��{����Bא�� �

رتب الشارع احلكيم على مرتكب جرمية الزنا واللواط عقابا معينـا بعـد .ثبوا عليه باإلقرار أو بالشهادة

ورمبا ال يقر املدعى عليه بارتكابه اجلرمية، وال تثبت عليه الـشهادة، وإمنـا بتحليل اآلثار املنوية املعثور عليها على جسم اين عليه، أو لباسـه، وحتديـد

تها، فإذا أثبتت مطابقتها بفصيلة املتهم، فهل يعد ذلك قرينة على ارتكاب فصيل اجلرمية؟

:وهذا ما يتبني يف هذا املبحث، وذلك يف مطلبني .طريقة حتليل اآلثار املنوية وحتديد فصيلتها: املطلب األول .مدى قوة قرينة آثار املين على إثبات الزنا واللواط: املطلب الثاين

١١٨٢

�ولא���9$א, ��5!$��x����%و��� �%$��Dא����yא����(� �

يف مسرح اجلرمية باالستعانة بـاخلبري ١يقوم احملقق بالبحث عن البقع املنوية املختص، فيعني أكثر األماكن احتماال لوجود التلوث بالبقع املنويـة مث يقـوم

:بفحصها، ومير هذا بثالث مراحل :ه يف منويتهاحتديد األماكن املشتب: املرحلة األوىل

:وطريقة البحث عن األماكن املشتبهة بكوا بقعا منوية هي .الفحص باللمس -١

البقع املنوية تسبب عادة تيبسا بأنسجة املالبس، وميكن اإلحـساس ـذا . التيبس باللمس باليد

.الفحص بالعني اردة -٢

ـ ال للمين لونه املميز، وخيتلف الرجل عن املرأة، فصفة مين الرجـل يف حالصحة أبيض غليظ، وأما مين املرأة فلونه أصفر رقيق، وقد بني ذلـك الـنيب

. ٢))إن ماء الرجل غليظ أبيض، وماء املرأة رقيق أصفر: (( بقولهملسو هيلع هللا ىلص

عبارة عن جمموع النطف، واملصورة املنوية، واخلاليا املتوسطة من الغـدد امللحقـة باجلهـاز : املين ١جزء خلوي، وجزء سائل، واجلزء اخللوي يتـضمن احليوانـات : من جزأين التناسلي، ويتكون املين

) بالزمـا املـين (املنوية، وخاليا بشرية، وبللورات مكونة من مادة الكولني واللستني، واجلزء السائل عبارة عن خملوط من إفرازات بربخ اخلصية، والقناة الناقلة واحلويصالت املنوية، والربوستاتا، وغـدد

صالح الدين مكـارم وآخـرون : الطب الشرعي يف خدمة األمن والعدالة : ينظر. دد ليتر كوبر، وغ ٤٩٦.

. جزء من حديث أخرجه مسلم، يف كتاب احليض، باب وجوب الغسل على املرأة خبروج املين منـها ٢ .٣/٢١٢) ٧٠٨(برقم

١١٨٣

.الفحص حتت األشعة فوق البنفسجية -٣

يفيد فحص العينة حتت األشعة فوق البنفسجية يف كثري مـن األحيـان يف ويفيد يف تسهيل البحث عن البقع متهيـدا إلجـراء حتديد مواضع البقع املنوية،

.االختبارات الكيميائية

وينبغي التحفظ على عينات املين املوجود علـى اللبـاس، أو اجلـسم، أو األدوات، حىت ال تتلف احليوانات املنوية، ويلحظ عدم تعريضها لالحتكـاك؛

ـ ياع حيث إن االحتكاك يف حالة جفاف البقع يسبب تكـسري التلـوث، وض .التعرف على احليوانات املنوية

:االختبارات التمهيدية: املرحلة الثانيةملا كان الفحص بطريقة العني اردة، واللمس، والفحص حتت األشعة فوق البنفسجية غري دقيق يف حتديد البقع املنوية، فإنه يلجأ إىل االختبـار التمهيـدي

.الذي يتميز بسهولته، وسرعة نتائجهتائج االختبارات التمهيدية إما أن تظهر إجيابية، أو سـلبية، فـإن ذلك أن ن

ظهرت سلبية علم بان البقعة غري منوية، أما إذا ظهرت نتيجة االختبارات إجيابية .وجب التأكد من طبيعة تلك البقعة

:االختبارات التأكدية: املرحلة الثالثةية، وعلى هذا فيعـد تعتمد االختبارات التأكدية على وجود احليوانات املنو

العثور على احليوان املنوي كامال بالبقعة عالمة مؤكدة على أن البقعة منويـة، ويتم ذلك بفحصها حتت اهر، ورمبا ال يعثر أحيانا على حيوانات منوية، إمـا بسبب أن بعض الذكور ليس لديهم حيوانات منوية، أو بسبب انفصال رؤوس

١١٨٤

، وهلذا فعدم وجود احليوانات املنوية يف عينة مـا ال احليوانات املنوية من ذيوهلا .يعين عدم كوا منيا

وأما معرفة الشخص صاحب البقعة املنوية فيسري على ج البقـع الدمويـة .متاما، وذلك أن األنزميات املوجود بكريات الدم توجد أيضا يف السائل املنوي

معينة، فإن اختلفت فـصيلة فإذا حللت البقعة الدموية وثبت أا من فصيلة دم اين عليه، أو املتهم عن فصيلة دم البقعة، فإن هذا دليل أكيد على أن اين

.عليه أو املتهم ليسا مصدرهاأما إذا توافقت الفصيلتان فال ميكن اجلزم بأن البقعة الدموية للمجين عليـه،

س حيتمـل أن يكـون أو املتهم؛ ألن الفصيلة الواحدة يشترك فيها كثري من النا .اين عليه، أو املتهم واحدا منهم

وقد دأب العلماء على البحث والتجربة واختراع األجهزة الطبية لـيمكن التعرف على صاحب البقعة الدموية، وقد وجد العلماء أن الربوتني املوجود يف

.اثلةبالزما الدم خيتلف من شخص آلخر، وال يتشابه فيه اثنان إال التوائم املتمسـم . ٠٢واختبار الدم ال حيتاج إال إىل مقدار ضئيل من الدم ال يتجاوز

وهذا يصور أمهية هذه الوسيلة يف حتقيق شخصية الفرد عن طريق بقع الـدم أو .املين

وميكن أيضا معرفة صاحب البقعة املشتبه فيها بعمل بصمة احلمض النووي قع الدموية؛ ألن فرصـة التـشابه يف والربط بني املتهم واجلرمية بواسطة آثار الب

بصمة احلمض النووي غري واردة، وهذا سر قوة هذه البصمة؛ ألن كل إنـسان له صفات وراثية خاصة به من نشأته وتبقى معه حىت مماته، وال تتـشابه مـع

.شخص آخر حىت ولو كان أخاه، ما عدا التوائم املتماثلة

١١٨٥

:آليتوتتمثل طريقة عمل بصمة احلمض النووي يف اتؤخذ العينات، أو اآلثار املرفوعة من مكان احلادث، ويتم حتـضري هـذه العينات وإضافة مواد كيميائية خاصة إلظهار احلمض النووي املوجـود علـى الكروموزومات، واملوجودة داخل نواة اخللية وتقطيعها، وبعد إمتـام عمليـة

حـساس، تكسي احلمض النووي يفرد على عشاء خاص، وينقل على فـيلم .ويصور حتت جهاز األشعة السينية

وتظهر البصمة اخلاصة بكل شخص على صورة خطـوط ختتلـف هـذه اخلطوط يف السمك واملسافة بينهما من شخص آلخر، وتصبح مميزة لكل إنسان

فسبحان اهللا . ١وخاصة به، وهي ثابتة ال تتغري يف مجيع سوائل اجلسم وأنسجته �{x��w��v���u��t z٢.

مة الوراثيـة وحجيتـها وما بعدها، البص ١٦٧البصمة الوراثية وأحكامها للرفاعي : ينظر فيما سبق ١، القـضاء بـالقرائن ١٧٠ وما بعدها، الفحوص الطبية الشرعية لغنيمي واحلصيين ٢٥ملصطفى أمحد

.٦٨٩-٦٨٣/ ٢املعاصرة للعجالن ].٧: سورة السجدة[ ٢

١١٨٦

�א���E>א���9$ ����3��א���ERوא�$�אط�o$=�Bא�����e� ��`�I�`�~�4� �

أمجع أهل العلم بأن الزنا يثبت باإلقرار، أو بشهادة أربعة رجال عـدول، وعلى هذا فمن زىن امرأة فإنه يثبت عليه احلد باإلمجاع إذا أقر بالزنا ، أو شهد

.عليه بذلك أربعة شهود عدول، فقد اختلف أهل العلم هل يثبـت الزنـا فأما إذا مل يكن إقرار وال شهود

بداللة القرائن عليه، كآثار املين؟ وقد تقدم أن فصائل املين تسري على ج البقع الدموية فقد ختتلـف مـن شخص آلخر، وقد يتفق بعض األشخاص يف فصيلة معينة، وعلى هـذا فمـن

. غريهاحملتمل أن تكون البقعة املنوية املعثور عليها من املتهم، أو من يعـد - اعتمادا على فصائل الدم يف املين–وبناء على ذلك فالتحليل املنوي

.قرينة ضعيفة على إثبات التهمة لوجود التشابه بني الفصائلوأما نفي التهمة فيكون التحليل املنوي قرينة قوية على براءة املتهم مما نسب

إذ إن الفصيلة لشخص ما إليه عند اختالف الفصائل بني البقعة وفصيلة املتهم؛ .ال تتغري، كما قرر ذلك األطباء

وهلذا فعند تشابه فصائل كل من البقع املنوية، أو املين املوجـود يف مهبـل املرأة، وفصائل دم املتهم فإن هذا يدفعنا للتأكد وإرجاع األثـر إىل أصـله أو

ملتـهم، صاحبه، ويتم هذا بعمل بصمة احلمض النووي لكل من البقع املنوية وا ويف حالة اتفاق بصمة احلمض النووي للبقعة املنوية مع بصمة احلمض النـووي

١١٨٧

، وهذا دليل إثبـات ١للمتهم فهذه قرينة قوية على أن املين يرجع إىل هذا املتهم .٢ونفي، خالفا لفصائل املين فهي دليل نفي، وليست دليل إثبات

ابني عفراء لمـا أن: ((ولفحص الدم أصل يف الشرع، يدل لذلك ما روي هل مسحتما سيفيكما؟ : - صلى الله عليه وسلم -تداعيا قتل أبي جهل، فقال

هـذا قتلـه : فلما نظر فيهما، قال لأحدهما . لا، قال فأرياني سيفيكما : قالا. قضلبه وبس كالكما قتله، وسلبه ملعاذ بن عمرو بن : أنه قال : ويف رواية )) ى له

.اجلموحوهذا من أحسن الأحكام، وأحقها بالاتباع، فالـدم فـي : "قال ابن القيم

جيبع اهدل شصاستدل بوجود الدم يف سيفيهما علـى ملسو هيلع هللا ىلصفالنيب . ٣"الن ألحدمها دون اآلخر، يدل على أنه ملسو هيلع هللا ىلصشتركا يف قتله، ولكن قضاؤه أما ا

.أكثر إثخانا، وأعمق ضربا بالسيف، وعرف ذلك بأثر الدم يف النصلوهذا الفحص وإن كان جمرد استدالل بوجود الدم يف نصل السيف على أن صاحب السيف هو القاتل، إال أنه يعد بذال للجهد، والتحري يف سبيل البحث

ن الدم ومظانه، وذلك يعد أوىل طرق اإلفادة من بقـع الـدم يف التحقيـق ع .٤اجلنائي

ة بيل كلينتون يف قضيته املشهورة مـع حفضي: ومن أشهر القضايا اليت استعملت فيها البصمة الوراثية ١أثبت الفحص املعملي اجلنائي وجود بصمته : حيث مل يعترف ويعتذر للجمهور إال بعد أن ، يليونسك

، ١٦٧البصمة الوراثية وأحكامها للرفـاعي : ينظر. الوراثية املأخوذة من املين على فستان ليونسكي . ١٤٢٥ رجب ٢٣ جملة العدل العدد٥٦عبد الرشيد حممد أمني ص / البصمة الوراثية وحجيتها د

.٦٩٠/ ٢ ، القضاء بالقرائن املعاصرة للعجالن ١٦٧البصمة الوراثية وأحكامها للرفاعي : ينظر ٢ .٥٠الطرق احلكمية ٣ .٦٧٩/ ٢القضاء بالقرائن املعاصرة للعجالن : ينظر ٤

١١٨٨

مـا رواه : ما وقع يف عهد اخللفاء الراشـدين : ومن لطائف حتليل آثار املين أيت عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه بامرأة قـد تعلقـت : قال ١جعفر بن حممد

ـ ذت بيـضة فألقـت بشاب من األنصار، فلما مل يساعدها احتالت عليه فأخصفارها وصبت بياضها على ثوا وبني فخذيها، مث جاءت إىل عمر صـارخة

هذا الرجل غلبين على نفسي وفضحين يف أهلي وهذا أثر فعاله، فسأل : فقالتإن ببدا وثوا أثر املين، فهم بعقوبـة الـشاب فجعـل : عمر النساء فقلن له

أمري، فواهللا ما أتيت فاحـشة ومـا يا أمري املؤمنني تثبت يف : يستغيث ويقول يا أبا احلـسن مـا : مهمت ا، فلقد روادتين عن نفسي فاعتصمت، فقال عمر

ترى يف أمرمها؟ فنظر علي إىل ما على الثوب مث دعا مباء حار شـديد الغليـان فصب على الثوب فجمد ذلك البياض مث أخذه واشتمه وذاقه، فعـرف طعـم

.٢)البيض وزجر املرأة فاعترفتويشبه هذا قول اخلرقي وغريه عن أمحد أن املرأة إذا : قلت: "قال ابن القيم

: ادعت أن زوجها عنني وأنكر ذلك وهي ثيب فإنه خيلى معها يف بيت ويقال له أخرج ماءك على شيء فإن ادعت أنه ليس مبين جعل على النار، فإن ذاب فهو

م باألمارات الظاهرة مين وبطل قوهلا، وهذا مذهب عطاء بن رباح، وهذا حك فإن املين إذا جعل على النار ذاب واضمحل، وإن كان بيـاض بـيض جتمـع

. ٣"ويبس

هــ ، ٨٠هو جعفر بن حممد الباقر بن علي بال احلسن اهلامشي القرشي امللقب بالصادق، ولد سنة ١ أئمة التابعني، له مرتلة رفيعة يف العلم، أخذ عنه مجاعة، منهم اإلمامان أبو حنيفة، ومالك، تـويف من

١٠٥/ ١وفيات األعيان . هـ١٤٨باملدينة سنة . ومل أعثر على من خرجه من كتب اآلثار٤٨الطرق احلكمية البن القيم ٢

.٥٥الطرق احلكمية، ص ٣

١١٨٩

:إثبات احلدود بالقرائن •ميكن أن خترج هذه املسألة الفقهية املعاصرة على مسألة إثبـات احلـدود

:بالقرائن ، وقد اختلف أهل العلم فيها على قولني، كإثبـات قرائن القوية الدالة على وقوعه أن الزنا يثبت بال : القول األول

الزنا بوسائل العلم احلديثة، وذلك من خالل فحص مين الرجـل وبـصماته يف . املعامل اجلنائية، أو من خالل تصوير وقائع اجلرمية بآالت التصوير احلديثة

وهو مذهب املالكية، وميكن خيرج هذا القول ملن رأى إثبات الزنا بالقرائن، وهو قول بعض احلنفية والعز بن عبد السالم من الـشافعية . د احلنابلة ورواية عن

١واختاره ابن تيميةوابن القيم.

- صلى اهللا عليه وسلم -ولقد حد أصحاب النيب : "قال ابن القيم رمحه اهللا يف الزنا مبجرد احلبل، ويف اخلمر بالرائحة والقيء، وهذا هو الصواب، فإن دليل

احلبل على الشرب والزىن أوىل من البينة قطعا، فكيف يظـن القيء والرائحة و .٢" بالشريعة إلغاء أقوى الدليلني

،تبـصرة ٣٤٦ / ٧ ، حاشية ابن عابـدين ٢٢٩/ ٣الدقائق للزيلعي تبيني احلقائق شرح كرت : ينظر ١، وأدب ١٢٠-١١٥، ص ٢، وقواعد األحكام للعز بن عبـد الـسالم، ج )٩١ - ٨٨/ ٢" (احلكام

، وما بعدها، وحماضرات يف ٩، والطرق احلكمية البن القيم، ص ١٨٧، ص ١القضاء البن أيب الدم، ج ، والقرائن ودورها يف اإلثبات ٤٤، ٣٢ عبد العال عطوة، ص علم القاضي، والقرائن وغريمها للدكتور

، النظام القضائي يف الفقه اإلسالمي ص ٢٥يف الفقه اجلنائي اإلسالمي للدكتور أنور حممود دبور ص ٤٦١.

) .٤/٣٧٤(إعالم املوقعني ٢

١١٩٠

باألدلة اليت وردت يف اعتبار القرائن الكتـاب والـسنة وأقـوال واستدلوا :ومنها ما يلي.١الصحابة وسننهم يف القضاء

ما روي عن علقمة بن وائل الكندي عن أبيه، أن امرأة خرجت على عهد )١ تريد الصالة، فتلقاها رجل، فتجللها فقـضى حاجتـه ملسو هيلع هللا ىلصرسول اهللا

منها، فصاحت، فانطلق ومر عليها رجل فقالت إن ذاك الرجل فعـل يب إن ذاك الرجل فعـل يب : كذا وكذا، ومرت جبماعة من املهاجرين فقالت

كذا وكذا، فانطلقوا، فأخذوا الرجل الذي ظنت أنه وقع عليها، وأتوها به فلما أمر به لريجم قـام ملسو هيلع هللا ىلص هو هذا، فأتوا به رسول اهللا نعم: فقالت

: يا رسول اهللا أنا صـاحبها، فقـال هلـا : صاحبها الذي وقع عليها فقال ، وقال للرجل قوال حسنا، وقال للرجل الـذي "اذهيب فقد غفر اهللا لك "

لقد تاب توبة لو تاا أهـل املدينـة لقبـل : "، وقال "ارمجوه"وقع عليها .٢"منهم أمر -صلى اهللا عليه وسلم -أن رسول اهللا : االستدالل ذا احلديث وجه

برجم الذي أغاث املرأة بدون شهادة على الزنا أو اإلقرار به، وإمنا بنـاء على القرينة الظاهرة، وهي أم أدركوه يشتد هربا كما جـاء يف بعـض

.الروايات أن القوم أخربوا أم أدركوه وهو يشتدذا من أدل الدالئل على اعتبار القرائن، واألخذ بشواهد ه: "قال ابن القيم

األحوال يف التهم، وهو يشبه احلدود بالرائحة والقي كمـا اتفـق عليـه

فاقتصرت على ما يطول تفصيل هذه األدلة اليت يستدل ا على العمل بالقرائن يف اإلثبات واألحكام، ١ .دل على اعتبارها يف احلدود

/ ٤] ١٤٥٤[أخرجه الترمذي ، كتاب احلدود ، باب ما جاء يف املرأة إذا استكرهت على الزنا برقم ٢ .هذا حديث حسن غريب صحيح: وقال٨٤٣

١١٩١

الصحابة، وإقامة حد الزنا، كما نص عليه عمر، وذهب إليه فقهاء أهـل املدينة، وأمحد يف ظاهر مذهبه، وكذلك أنه يقام احلد على املتهم إذا وجد

١". ندهاملسروق ع

:مناقشة هذا الدليلأجيب عن هذا احلديث بأنه مضطرب يف متنه، فبعض الروايات صـرحت بأنه امتنع عن رجم الذي اعترف بالزنا لتوبته، وبعضها صرحية يف رمجـه،

.وهذا يورث ضعفا يف احلديث فال يقوى على االحتجاج به الرجال الرجم حق على من زىن إذا أحصن من : (قول عمر رضي اهللا عنه )٢

. ٣) أو االعتراف٢والنساء إذا قامت البينة أو كان الـحبل

حكم بإقامة حد الزنا على امـرأة - رضي اهللا عنه -أن عمر بن اخلطاب )٣ . ٤ظهر محلها وال زوج هلا اعتمادا على القرينة الظاهرة

:وجه االستدالل منهماإذ .احلمل: ظاهرة وهي اآلثار على احلكم بإقامة حد الزىن بالقرينة ال هذه تدل

جمرد وجود احلمل موجبا إلقامة حد الزىن كإجيابه : جعل عمر رضي اهللا عنه

وكاين الفتح الرباين من فتاوى اإلمام الـش : ، وانظر )١٠ - ٩/ ٣(كالم ابن القيم يف إعالم املوقعني ١)٢٠٣٣/ ٤(

. وجدت املرأة اخللية من زوج أو سيد حبلى ومل تذكر شبهة وال إكراهـا : أي . أي احلمل : احلبل ٢ .١٢/١٨١فتح الباري

، ) مع الفـتح ١٦٥/ ١٢] (٦٨٢٩[أخرجه البخاري يف كتاب احلدود، باب االعتراف بالزنا، برقم ٣ ومسلم

/ ٢" (تبصرة احلكام " ، )٦ص" (الطرق احلكمية : " األول، وينظر هذه املسألة سبق حبثها يف املبحث ٤٩١ - ٨٨.(

١١٩٢

، فيلحق باحلمل غريه من القرائن كداللة اآلثار املنويـة ١بالبينة أو االعتراف .على املتهم

:وجياب عن قول عمر وفعلهعنـه أن ما ورد عن عمر رضي اهللا عنه من إقامة احلد باحلبـل قـد روي

خالفه، على أنه ميكن اجلمع يف ذلك بني ما روي عنه من اإلجياب للحـد بترتيل حكم اإلجياب حيث صار خاليا من موجبات الدرء وهذا هو . والدرء

٢األظهر وبه جتتمع اآلثار ويلتئم مشلها وتعمل السنن.

كنت حبمص، فقرأ ابن مسعود سورة يوسف، فقـال : ما رواه علقمة قال )٤صـلى -واهللا قرأا على رسول اهللا : ذا أنزلت، فقال عبد اهللا ما هك : رجل

فبينما هو يكلمه إذ وجد منه ريح اخلمر، " أحسنت: "اهللا عليه وسلم، فقال . ٣أتشرب اخلمر وتكذب بالكتاب؟ فضربه احلد: فقال

أن ريح اخلمر قرينة على شرا، وقد أقام عبـد : وجه االستدالل ذا األثر د الشرب على من وجد منه رحيها، فدل ذلك على أن القرينة اهللا بن مسعود ح

.وسيلة من وسائل إثبات احلدود : ونوقش هذا االستدالل من وجهني

.٦٢/ ٣ذيب السنن : ينظر ١

١٥٧، احلدود والتعزيرات عند ابن القيم ١٢/١٨٩، فتح الباري ١٩٣/ ١٠املغين : ينظر ٢] ٥٠٠١[ بـرقم ملسو هيلع هللا ىلصأخرجه البخاري يف كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب الـنيب ٣

، ومسلم ، باب فضل استماع القرآن، وطلب القراءة من حافظه للاستماع والبكاء ) مع الفتح ٩/٥٧( ).٣٢٩/ ٦] (١٨٦٧[عند القراءة والتدبر برقم

١١٩٣

أنه ميكن أن يقال إن القرينة هنا وصلت إىل درجة من القوة حبيث يقطـع -١معها بنفي االحتمال، وهي هذيان الرجل وختليطه حيث كذب بكتاب اهللا

.١عز وجلوحيمل على أن الرجل اعترف بشرب اخلمـر : "له النووي رمحه اهللا مبا قا -٢

بغري عذر، وإال فال جيب احلد مبجرد رحيها؛ الحتمال النسيان، واالشتباه، .٢"واإلكراه وغري ذلك

. أن الزنا ال يثبت بغري اإلقرار والشهود: القول الثاينتاره القرايف من وهو املشهور من مذهب احلنفية، والشافعية، واحلنابلة، واخ

. ٣املالكية :واستدلوا مبا يلي

والـشبهة هنـا . درء احلد بالشبهة باإلمجـاع : أن قاعدة الشريعة املطردة )١صارت اآلثار : والشبهة هنا واردة . متحققة، فإذا كان احلد يدرأ بالشبهة

.٤املنوية قرينة ضعيفة ال تقوى على إجياب احلد، فلزم الدرء

).٩/٦٠(فتح الباري ١ ).٣٢٩/ ٦(شرح النووي على صحيح مسلم ٢

، بـدائع ٣٠٨، وص ٢١٣، ص ٥، فتح القـدير، ج ١٧١، ص ٣م القرآن للجصاص، ج أحكا: ينظر ٣، ١٤٩، ص ٤، مغين احملتاج، ج ١١٠، ٦٥، ص ٤ ، والفروق للقرايف ج ٢٧٧ ص - ٤الصنائع ج

حيث صـرحوا ١٩٠وص، ، حيث حصر الشافعية وسائل إثبات جرمية الزنا يف البينة واإلقرار ١٥٠وإمنا حيد باإلقرار أو الشهادة، شرح النووي على صـحيح ، القيءو، والسكر، بأنه ال حيد بريح اخلمر

والقـرائن .١٦٠، ص ٦، ، ونيل األوطار، ج ٣٠٩، ص ١٩١، ص ٨املغين، ج : ، وانظر ٦/٣٢٩مسلم ، النظام القضائي يف الفقـه اإلسـالمي ٢٩، ٢٨ودورها يف اإلثبات للدكتور أنور حممود دبور، ص

٤٦٢.

؛ الدر املختار ١٢/١٣٠: ؛ فتح الباري ١١/٣٣٩: ؛ احمللى البن حزم ٨/٢١١: املغين البن قدامة : ينظر ٤ .٣/١٩٨: وحاشية ابن عابدين

١١٩٤

الصحابة، فعن عبد اهللا بن مسعود، ومعـاذ بـن وجاء النص عن مجع من إذا اشتبه عليـك احلـد فـادرأ مـا : (جبل، وعقبة بن عامر أم قالوا

.١)استطعتلو كنت رامجا أحدا : (ملسو هيلع هللا ىلصحديث ابن عباس رضي اهللا عنهما أن النيب )٢

بغري بينة لرمجت فالنة فقد ظهر منها الريبة يف منطقهـا ومـن يـدخل . ٢)عليها

أن القرينة لو كانت وسيلة تثبت احلد ألقام : من هذا احلديث وجه الداللة حد الزنا على هذه املرأة اليت ظهر من حاهلا قرائن تفيـد ملسو هيلع هللا ىلصالرسول

مل يفعل هذا، ويقاس على ذلك كل حـد ملسو هيلع هللا ىلصوقوع الزنا منها، لكنه .لعدم الفارق بني حد الزنا وسائر احلدود

.٤/٦٣ رواها الدارقطين ١ادرءوا احلدود عن املسلمني مـا : "صلى اهللا عليه وسلم-قال رسول اهللا : وقد روي عن عائشة قالت

ئ يف العفو خـري مـن أن خيطـئ يف استطعتم، فإن كان له خمرج فخلوا سبيله، فإن اإلمام إن خيط ، وهذا احلديث أخرجه الترمذي، كتاب احلدود، باب مـا جـاء يف درء احلـدود، بـرقم "العقوبة

ادرءوا احلدود عن املـسلمني مـا : "، ولفظه ٧٨٩/ ٤من حديث عائشة رضي اهللا عنها ) ١٤٢٤(من ) ٢٥٤٥(رقم " السنن"وأخرجه ابن ماجه يف . وهو حديث ضعيف كما قال الترمذي ". استطعتم

ادفعوا احلدود ما وجـدمت هلـا : "- صلى اهللا عليه وسلم -قال رسول اهللا : حديث أيب هريرة قال عن علي رضي اهللا عنـه ) ٢٣٨/ ٨(رقم " السنن"وأخرجه البيهقي يف .وهو حديث ضعيف ". مدفعا .وهو حديث ضعيف". ادرءوا احلدود بالشبهات: "ولفظه

كان فيه مقال إال أنه روي من طرق أخرى تعضده موقوفا ومرفوعا، فيكون صـاحلا واحلديث وإن لالحتجاج به على أن احلدود تدرأ بالشبهات احملتملة ال مبطلق الشبهة، إضافة إىل أن العلماء تلقـوه

.٧٩١/ ٤حتفة األحوذي : ينظر. بالقبول، وهذا يعترب تصحيحا لهويف الزوائـد . ٨٥٥/ ٢] ٢٥٥٩[ب فيمن أظهر الفاحشة برقم أخرجه ابن ماجة، كتاب احلدود، با ٢

. صحيح وشطره األول متفق عليه: وقال األلباين يف صحيح ابن ماجه. إسناده صحيح ورجاله ثقات

١١٩٥

:ونوقش هذاعيفة ال يعتمد عليها يف إثبات احلد ألا بأنه حيمل على أن تلك القرائن ض

. ١جمرد مة وشك، واحلدود تدرأ بالشبهاتأقضية الصحابة رضي اهللا عنهم يف درء احلد بالشبهة، فجاء عنهم درء حد )٣

الزنا عمن وجدت حبلى وال زوج هلا وال سيد وقد ادعت االسـتكراه .٢وحنوه

هو قبيح يف العقل والـشرع، إقامة احلد إضرار مبن ال جيوز اإلضرار به، و )٤فال حيوز منه إال ما أجازه الشارع كاحلدود والقصاص وما أشبه ذلك بعد حصول اليقني؛ ألن جمرد احلدس، والتهمة، والشك، مظنة للخطأ والغلط،

.٣وما كان كذلك فال يستباح به تأليم املسلم وإضراره بال خالف

لتعزير عند عدم ثبوت احلـد، القول الثاين، وال سيما مع إمكان ا : والراجح .وقوة التهمة

فعلى هذا فإن الزنا ال يثبت إال باإلقرار أو الشهود، فال يثبت بالقرائن ولو كانت قوية ترجح وقوعه، كإثبات الزنا بوسائل العلم احلديثة، كما يف مـسألة

.فحص مين الرجل وبصماته يف املعامل اجلنائية، وأخذ ذا الـرأي اللجنـة ٤سالميوعلى هذا صدر قرار جممع الفقه اإل

. الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء، ودار اإلفتاء املصرية

.١٦٨، ص٧نيل األوطار، ج ١

. سبق ذكرها يف املبحث األول من هذا البحث ٢

.١١٧، ص٧نيل األوطار، ج ٣

لوراثية وجماالت االستفادة منها، صادر من امع الفقهي اإلسالمي التابع لرابطة قرار بشأن البصمة ا ٤ ).٧(العامل اإلسالمي، يف الدورة السادسة عشرة، رقم القرار

١١٩٦

ال يصح إثبات جرمية الزنا مبا ذكـر مـن : " جاء يف فتاوى اللجنة الدائمة التقرير الفاحص الكيماوي، وتقرير أخصائي يف بصمات األصـابع وشـهادة

لطة، ويثري التهمـة، ويبعـث ريبـة يف ظرفية، فإن ذلك إمنا يفيد اجتماعا وخما النفوس، وال ينهض إلثبات اجلرمية املوجبة للحـد حـىت يقـام احلـد علـى

.١..."مرتكبيهااألمور املستحدثة والوسائل العلمية اليت ":وجاء يف فتوى دار اإلفتاء املصرية

ظهرت وميكن االستعانة ا يف هذا الباب مثل حتليل البصمة الوراثية والتـصوير املرئي والتسجيل الصويت ال تعدو أن تكون قرائن ال ترقى ألن تستقل باإلثبات يف هذا الباب الذي ضيقه الشرع، بل إن حتليل البصمة الوراثية الذى يعد مـن أقوى هذه الوسائل يرى اخلرباء القانونيون أنه دليل غري مباشر على ارتكـاب

صحيح ألن هذه التحاليل يعتريها اجلرمية، وأنه قرينة تقبل إثبات العكس، وهذا اخلطأ البشرى احملتمل حىت لو دلت البصمة نفسها على نفى النسب أو إثباتـه .يقينا، ذلك أن تسرب السائل املنوي لـرحم املـرأة ال يعـين وقـوع الزنـا

وغاية ما ميكن أن يقال ىف الوسائل العلمية أا أقيمت مقام الـشهود األربعـة ثبات الشرعية، وما أقيم مقام الغري ال يوجب اإلثبات، ألن واملقرر ىف قواعد اإل

اليقني هو عدم الزنا، وال يزول اليقني بأدلة ظنية أو ترجيحية، فاألصل هو عدم ٢"الزنا

. وميكن بعد كل ما سبق من الكالم عن أثر القرائن يف إثبات احلـدود أن *

:هذه النتائج والثمرات الفقهيةخنلص إىل

.)٣٣٣٩( فتاوى اللجنة الدائمة، الفتوى رقم ١

.٢٠٠٩ لسنة ٥٤فتوى منشورة يف موقع دار اإلفتاء املصرية، مقيدة حتت رقم ٢

١١٩٧

روضة على القضاء ليست نوعا واحدا، وكل نـوع منـها الدعاوى املع - :خيتلف يف إثباته عن غريه

احلدود ال تقام إال بعد ثبوت موجبها ببينة قاطعة ال يتطرق هلـا الـشك، - أومن القواعد املقررة أن احلدود تدرأ بالشبهات، فال مـدخل للقـرائن يف

.إثبات حد شرعي على القول الراجحكفي فيها وجود مة قوية متجهة على احملكوم عليه، كاالام التعزيرات ي -ب

.حبد دفعه وجود الشبهةوأما احلقوق املالية إذا حصلت فيها خصومة فإا أوسع جمـاال، فيكفـي -ج

رجحان أحد جانيب اخلصومة يف االعتضاد باليمني الستحقاق املدعى به أو .نفيه

ص بالقرائن القطعية اليت تقـرب إىل أن القول جبواز القضاء بالقرائن خمصو .١حد اليقني

البصمة الوراثية، وقد صدر فيها قرار امـع : ومن القرائن القوية املعاصرة أن ال مانع شرعا : الفقهي اإلسالمي مبكة يف دورته السادسة عشرة، وتضمنت

ـ ات من االعتماد على البصمة الوراثية يف التحقيق اجلنائي، واعتبارها وسيلة إثبيف اجلرائم اليت ليس فيها حد شرعي وال قصاص، وال جيوز االعتمـاد علـى

أنه قال يف إثبات القـصاص )٧/٢٠٥( بذلك ابن الغرس فيما حكاه عنه ابن جنيم يف البحر الرائق مثل ١ إما البينة أو اإلقرار، أو اليمني أو النكـول عنـه، أو - يعين يف القضاء -واحلجة : "بالقرائن ما نصه

حلكـم بـه داللـة القسامة، أو علم القاضي مبا يريد أن حيكم به، أو القرائن الدالة على ما يطلب ا لو ظهر إنسان من دار ومعه سكني بيده وهـو : واضحة، حبيث تصري يف حيز املقطوع به، فقد قالوا

متلوث بالدماء، سريع احلركة، عليه أثر اخلوف، فدخلوا الدار يف ذلك الوقت على الفور، فوجدوا ا ري ذلك الرجل الـذي وجـد إنسانا مذبوحا لذلك احلني، وهو متضمخ بدمائه، ومل يكن يف الدار غ

".بتلك الصفة، وهو خارج من الدار، فإنه يؤخذ به، إذ ال ميتري أحد يف أنه قاتله

١١٩٨

البصمة الوراثية يف نفي النسب، لكن يعتمد عليها يف حاالت التنـازع علـى .جمهول النسب، وضياع األطفال واملواليد يف املستشفيات

إذا تعارضت القرائن القوية القاطعة مع القواعد الشرعية الثابتة كالفراش -وأميان اللعان، فإن العمل يكون حبسب هذه القواعد وتلغى القرائن؛ ألا صارت مع هذه القواعد مبرتلة أضعف الدليلني مع أقوامها، وأما إذا خلت

.هذه القرائن عن املعارض القوي فتبقى على أصلها يف العمل واالعتبار

وال إن القرائن الضعيفة ال يعمل ا وال تعترب حجة من حجج الـشرع -وكذا القرائن القوية اليت ال ، على كال القولني وسيلة من وسائل اإلثبات

تنفك عن االحتمال، ومن ذلك الصور اليت ميكن تزويرها أو تركيـب بعضها مع بعض، فهذه وحنوها ال يصح أن تكون حجة يف إثبات احلد؛

وإن كان ميكن جعل ، ١لالحتمال الوارد عليها، وهو شبهة يدرأ ا احلد .القرائن دليال أوليا يرجح ا جانب على جانب ال دليال قويا مستقال

وال جيوز االستدالل عليها شرعا بالقرينة املستفادة من جمرد وجود الرجـل .واملرأة عرايا يف غرفة النوم مثال

وهلذا ملا حكى ابن حجر رمحه اهللا اخلالف يف وجوب احلد مبجرد الرائحة حة وحدها، بل ال بد معها من قرينة كأن يوجد سكرانا أو اختار أال حيد بالرائ

أن توجد مجاعة شهروا بالفسق وتوجد معهم مخر، ويوجد من : يتقيأها، وحنوه

وكنا نقول يف املاضي جبواز العمـل بالـصورة امللتقطـة ": - رمحه اهللا-قال الشيخ العثيمني : فائدة ١كن أن تدبلج وهذا سهل، فاآلن ملا للزانيني، لكن تبني لنا أنه حىت الصورة ال ميكن العمل ا؛ ألنه مي

إذا وجدت الصورة بأن هـذا : تقدم العلم يف هذه األمور صار كل شيء ممكنا فكنا نقول يف األول لقاءات البـاب "."الرجل يزين بامرأة فهذه بينة من أقوى البينات لكن تبني اآلن أن املسألة فيها شك

).٣٧(املفتوح

١١٩٩

أحدهم رائحة اخلمر، وحكى ابن املنذر عن بعض السلف أن الذي جيب عليـه .١احلد مبجرد الرائحة من كان مشهورا بإدمان شرب اخلمر

. بالدالئل والقرائن بل ال بد من الرؤية أو الشهودال يكتفى يف اللعان -

حيرم على املسلم أن يقذف املسلم إال إذا قامت عنده البينة على ذلـك، وال - .يكفي يف ذلك القرائن املتومهة كوجود أثر املين على ثوبه

إن اشتبه الزوج أو ويل األمر يف حال موليته ومل تكن الفاحـشة معلومـة -فتبقى العقوبة والتعزير ملا ظهر منها بالقرائن، مثل اخللـوة، : بإقرار، وال بينة

.والنظر، وحنو ذلك من األسباب اليت ى اهللا عنها

وإن مل يثبت بالقرائن احلد فهذا ال ينفي أن حيكم القاضي بالتعزيز إذا قويت - .التهمة

.٦١/ ٩فتح الباري : ينظر١

١٢٠٠

١٢٠١

�א��A�א���� ��א���א�������3��א���ERوא�$�אط������ �

م على مرتكب جرمية الزنا واللواط عقابا معينـا بعـد رتب الشارع احلكي .ثبوا عليه باإلقرار أو بالشهادة

ورمبا ال يقر املدعى عليه بارتكابه اجلرمية، وال تثبت عليه الـشهادة، وإمنـا بتحليل البصمة الوراثية املأخوذة من اخللية سواء أخذت من الدم أو من اللعاب

.أو املين، أو البول أو غريهفإذا أثبتت مطابقتها بفصيلة املتهم، فهل يعد ذلك قرينة علـى ارتكـاب

اجلرمية؟ :وهذا ما يتبني يف هذا املبحث، وذلك يف مطلبني

.معىن البصمة الوراثية وطريقة أخذها وحتليلها: املطلب األول .مدى قوة قرينة البصمة الوراثية على إثبات الزنا واللواط: املطلب الثاين

١٢٠٢

��א,ولא��9$ ��א���א���و)����<��2jnو%$��5$��64 �oא��� �

، الـيت )نسبة إىل اجلينات، أي املورثات (هي البنية اجلينية : البصمة الوراثية . تدل على هوية كل إنسان بعينه

وقد أفادت البحوث والدراسات العلمية أا من الناحية العلمية وسيلة متتاز ) بـشرية (رعي، وميكن أخذها من أي خليـة بالدقة، لتسهيل مهمة الطب الش

. )١(مـن الدم، أو اللعاب، أو املين، أو البول، أو غريهويظهر يف هذا التحليل صورة شريط من سلسلتني ا تدرج علـى شـكل

وهي (dna)وفقا لتسلسل القواعد األمينية على محض ،خطوط عرضية مسلسلة ويف املسافة ما بـني اخلطـوط ،خاصية لكل إنسان متيزه عن اآلخر يف الترتيب

ومتثل السلـسلة ، ومتثل إحدى السلسلتني الصفات الوراثية من األب . العرضية ) ٢(األخرى الصفات الوراثية من األم

أن نتائج البصمة الوراثية تكاد تكون : "وقد أكد قرار جممع الفقه اإلسالمي ما، ويف إسناد العينـة قطعية يف إثبات نسبة األوالد إىل الوالدين، أو نفيهم عنه

اليت توجد يف مسرح احلادث إىل صاحبها، فهـي )من الدم أو املين أو اللعاب (اليت هي إثبات النـسب بوجـود الـشبه (أقوى بكثري من القيافة العاديــة

منشور ٥٤- ٥١ وما بعدها، البصمة الوراثية وحجيتها ص ٤٤البصمة الوراثية وأحكامها للرفاعي -١ – ه السنة السادسة ١٤٢٥رجب لسنة ٢٣ جملة العدل العدد يف

. وما بعدها١٦٥ البصمة الوراثية وأحكامها للرفاعي -١

١٢٠٣

، وأن اخلطأ يف البصمة الوراثية ليس واردا مـن )اجلسماين بني األصل والفرع . ١"لبشري أو عوامل التلوث وحنو ذلكحيث هي، وإمنا اخلطأ يف اجلهد ا

مع الفقهي اإلسالمي التابع لرابطة قرار بشأن البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها، صادر من ا ١ ).٧(العامل اإلسالمي، يف الدورة السادسة عشرة، رقم القرار

١٢٠٤

<Eא���9$א���� ����3��א���ERوא�$�אط�o$=��א���א�����א�� ��`�I�`�~�4� �

وتأثريهـا ،بالرغم من تأكيد الفقهاء املعاصرين على أمهية الوسائل التقنيـة على كثري من القضايا الفقهية، إال أم اختلفوا يف اعتبار البصمة الوراثية دلـيال

:وقد اختلفوا على رأيني، من طرق اإلثبات للحدود أن البصمة الوراثية ال تقوى أن تكون دليال منفردا من أدلة :الرأي األول

.خاصة يف جرائم احلدود، اإلثبات، وأقره امع الفقهي برابطة العامل ١وذهب إىل هذا أكثر الفقهاء املعاصرين

.ة عن املنظمة اإلسالمية للعلوم الطبيةاإلسالمي، والندوة الفقهية املنبثقوتـدعو ، مبا يرد عليها من مطاعن تضعف االعتماد عليهـا :وعللوا لذلك

:القاضي إىل عدم االستناد إليها يف حاالت كثرية ومن ذلك .واختالطها يف املعامل ،إمكانية تبديل العينات - .التشكيك يف دقة النتائج - .ابقةمتاثل البصمات يف التوائم املتط -

)١ (تلوث العينات اليت تقوم عليها حتاليل البصمة الوراثية عمدا أو سهوا - .

كمـا يف حبثـه البـصمة -مفيت مجهورية مصر العربية السابق -د نصر فريد : وممن يرى هذا الرأي - ١ي لرابطة العامل منشور يف جملة امع الفقهي اإلسالم ٩٦ص٩٤ستفادة منها ص الالوراثية وجماالت ا

علي القره . ، د - مفيت تونس األسبق –حممد خمتار السالمي . ه، د ٢٠٠٤اإلسالمي العدد السابع عشر البصمة الواثيـة : وهبة الزحيلي. ، د٣٠البصمة الوراثية من منظور الفقه اإلسالمي ص: داغي يف حبثه

وحكم استخدامها يف جمال الطب البصمة الوراثية : ناصر امليمان . ، د ١٩وجماالت االستفادة منها ص . وما بعدها٥٣٦البصمة الوراثية وأحكامها للرفاعي : ينظر. الشرعي والنسب

١٢٠٥

والشبهة يف البصمة قائمة،واحلدود تدرأ بالشبهة، واستدلوا باألدلـة : قالوا . )٢(اليت تثبت عدم اإلثبات للحدود بالقرائن

: ومن أجل ذلك دعا امع الفقهي اإلسالمي يف دورته السادسة عشرة إىل وكل ما يتعلق باجلهـد البـشري يف حقـل ، وجوب منع االنتحال والغش

ولكـي ، حىت تكون النتائج مطابقة للواقع ، املختربات املعملية للبصمة الوراثية تبقى البصمة الوراثية معتربة يف اإلثبات وضع العلماء شروطا الزمة لـصحتها،

: من أمهها دم األخذ بالكـشف العلمـي يف ع:القبول العام ألهل االختصاص مبعىن -١

.مرحلة التجريب إال بعد مرحلة الثبوت والتطبيقوالدقة يف الذين يقومون بإجراءات البـصمة ،والدراية ، أن يتحقق اخلربة -٢

.وعدال يف خربه،فاخلبري يف هذا اال البد أن يكون عاملا بطرقها ،الوراثية

أو تعـدد ، تعدد اخلـرباء بل البد من ، أال يكون القائم ا شخصا واحدا -٣ .املختربات

أال يؤخذ بالبصمة الوراثية يف احلاالت اليت ال جييز فيها الشرع اخلوض فيها -٤فال جيوز إجراء البصمة ،الشخص الثابت النسب بالفراش الصحيح : مثل،

.الوراثية ؛لنفي النسب يف تلك احلالة؛ألنه ال ينفى يف الشرع إال باللعان

إثبات نسب األطفـال غـري : صل إىل أمر غري شرعي مثل أال يتم ا التو -٥فال جنعل من زناه ،والزاين ال يستحقها ،الشرعيني للزناة؛ ألن النسب نعمة

.سببا لنسب الطفل إليه

وما بعدها، البصمة الوراثية يف الفقـه اإلسـالمي جملـة ٣٤٨ البصمة الوراثية وأحكامها للرفاعي -٢ ٢٠٩البحوث الفقهية املعاصرة العدد اخلامس والستني ص

. دلة يف املبحث الثاينسبق ذكر األ -٢

١٢٠٦

وهذا يتطلب أن يقوم بالفحص خرباء متخصصون ،أن تكون النتائج يقينية -٦مة املعامـل ويتأكد من سال ، وتتكرر التجربة يف أكثر من معمل ،عدول

.واألجهزة

ظهـور النتـائج توثيق كل خطوة منخطوات حتليل البصمة الوراثيةحىت -٧ . النهائية

والضوابط املعتربة عامليا وحمليا يف هـذا ،أن تتوافر يف املعامل املواصفات -٨ .اال

: كما يشترط إلجراء حتليل البصمة الوراثية شروطا أمهها مايلي

. أو تصريح من اجلهات املختصة ، بإذن قضائيأال يتم التحليل إال .١ ميكن اإلشراف عليها قضائيا حىت،أن تكون املختربات تابعة للدولة .٢

)١(.ويكون معترفا ما،أن جيري التحليل يف خمتربين على األقل .٣

يرى البعض مشروعية األخـذ بالبـصمة الوراثيـة يف قـضايا :الرأي الثاين .والقصاص ،احلدود

.٢ ذلك بعض الفقهاء املعاصرينوذهب إىلقياس جواز األخذ بالبصمة الوراثية يف احلدود : وحجتهم يف ذلك ما يلي

واألمارات الدالة ،والقصاص على جواز إثبات بعض احلدود والقصاص بالقرائن ،

، البـصمة ٢٣جملة العدل العدد ٦٥ ص ٦٤عبد الرشيد حممدأمني ص .البصمة الوراثية وحجيتها د -١سـعد الـدين . البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية د ٢١٢مصلح النجار .د.الوراثية يف الفقه اإلسالمي

.٤٢ص٤٠مسعد هاليل ص

البصمة الوراثية ومدى مـشروعية : رمحه اهللا يف حبث بعنوان عمر السبيل / ومن ذهب إىل هذا الشيخ د ٢ .٥٣٨، البصمة الوراثية وأحكامها للرفاعي ٥٥استخدامها يف النسب واجلناية

١٢٠٧

وإن مل تثبت بالشهادة واإلقرار جبامع وجود القرينة يف كل منها . على موجبها : يلي ومن تلك املسائل ما.

ومل تكـن ، وال زوج هلـا وال سـيد ، رجم املرأة اليت ظهر ا احلمل - .مكرهة . وجوب حد اخلمر بالرائحة أو القيء -باعتبـار أن ،إقامة حد السرقة مبجرد وجود املال املسروق عند املتهم -

.)١(ه شبهةيال يتطرق إل،وجود املال عنده كنص صريح على السرقة

فلو قيست البصمة الوراثيـة علـى هـذه :"هللاعمر السبيل رمحه ا / قال د وال إقرار وإمنـا ، املسائل اليت أثبت العلماء فيها احلد والقصاص من غري شهود

قياسا عليها ال ، وال جمانبا للصواب ،أخذا بالقرينة مل يكن ذلك بعيدا عن احلق يؤكد صحة النتائج املعمليـة للبـصمة ،سيما إذا حفت القضية بقرائن أحوال

والعدالـة ، والعلـم ،ها على درجة من املهارة ئالوراثية ككون اخلرباء يف إجرا وعلى أيدي ، وتكرار النتائج يف أكثر من خمترب ،وتطورها،ودقة املعامل املخربية ،

)٢(".مما يوفر األمانة واالطمئنان بصحة النتائج لدى القاضي،أمناء آخرين

وتدل بـاليقني ،صمة قرينة قوية بأن لو سلمنا بأن الب :ويرد عليهم مبا يلي لكن ال تسلم أا تقطع بأنه اجلاين ،على صاحب األثر املتروك يف مسرح اجلرمية

فلرمبا كان وجوده مصادفة يف مسرح اجلرمية قبلها أو بعدها دون أن يكون هو . وهذا يعين أا ال تفيد بالقطع من هو اجلاين يقينا. اجلاين يقينا

، البصمة الوراثية وأحكامها ٥٥البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلناية : ينظر -١ .٥٣٨للرفاعي

منـشور يف جملـة ٢٧٦ص٢٧٣وعالئقها الشرعية دسعد الدين مسعد هاللـيص البصمة الوراثية -٢ .ه ١٤٢٥ لسنة ٦٥ العدد ٢٢٤البحوث الفقهية املعاصرة ص

١٢٠٨

:تبارها يف إثبات احلدود أمران والسبب يف عدم اعأو إقرار عند مجهور الفقهاء كما ، أن احلدود ال تثبت إال بشهادة :أوهلما

.سبقوالشبهة يف البصمة قائمـة ؛ألـا وإن . أن احلدود تدرأ بالشبهة :ثانيهما

لكنها ال تدل ، أو ما حوله ، دلت بيقني على هوية صاحب األثر يف حمل اجلرمية ـ فيقع اخلطأ فيمـا يال ، أنه الذي ارتكب اجلرمية قطعا على أو خيالطهـا ،سهابواحلـدود تـدرأ ،ومع االحتمال تتحقق الـشبهة . واملعمل وحنوها ،كالطبيب . )١(بالشبهات

فيما سبق القول باعتماد البصمة الوراثية يف جماالت التحقيـق : والراجح، ئم اليت ال حد فيهـا وجعلها وسيلة إثبات يف اجلرا ، اجلنائي يف جرائم احلدود

وال قصاص، وأما الزنا واللواط فال يثبت ا وال يقام ذه القـرائن احلـد؛ألن ودفعا للريبة والظنون ، احلدود تدرأ بالشبهات،وحتقيقا للعدالة واألمن يف اتمع

وحرصا على الستر على من اشتبه يف وقوعه يف الفاحشة، ومل يتحقق منه ، عنه . ذلك

أقره كثري من العلماء املعاصرين واختاره امع الفقهي اإلسـالمي وهذا ما ، )٢(ـ ه ١٤٢٢يف دورته السادسة عشرة املنعقدة مبكة املكرمة يف شوال لسنة

جملة البحوث الفقهية املعاصرة ٩٤نصر فريد واصل ص / البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منهاد -١البـصمة ، ٢٧٢د الدين مسعد هاللـيص سع. ، البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية د ٢٢٤ص

.٢٢١مصلح النجارص.د. الوراثية يف الفقه اإلسالمي

٩٦ -٩٥ جملة امع الفقهي اإلسالمي العدد السابع عشر ص -٢

١٢٠٩

واحتمال الشبهة مـا ، باعتبار أا جمرد قرينة )١(وأخذت به دار اإلفتاء املصرية .أو اإلقرار، كالشهادةفليست نصا صرحيا يف إثبات اجلرمية ، زال قائما

ومع ذلك فإن البصمة الوراثية ميكن أن يستفاد منها يف جمـال احلـدود يف :أمرين

يف التحقيق اجلنائي يف جرائم احلدود عن طريق حتليل اآلثار البشرية : أوهلما واملين وحنوها وال سيما أن يف األخذ ا مزيدا مـن ، والشعر، واللعاب،كالدم

.٢وحتريا لتحقيق العدل ، نيالضمانات للمتهم

أا ميكن اعتبارها وسيلة من وسائل اإلثبات يف غري جرائم احلدود :ثانيهما جمرد قرينة تساعد القـضاة :والسبب يف ذلك أا ) فيما ال حد فيه وال قصاص (

. وليست وحدها دليال لتطبيق احلد أو القصاص، يف إثبات اجلرمية :فقه اإلسالمي ألمهيتهوأنقل هنا نص قرار جممع ال

ال مانع شرعا من االعتماد على البصمة الوراثية يف التحقيق اجلنـائي، : أوال"واعتبارها وسيلة إثبــات يف اجلرائم اليت ليس فيها حد شـرعي وال

وذلك حيقق العدالة واألمن ". ادرؤوا احلدود بالشبهات : "قصاص؛ خلرب رم عقابه وتربئة املتهم، وهذا مقصد مهم للمجتمع، ويؤدي إىل نيل ا

.من مقاصد الشريعة إن استعمال البصمة الوراثية يف جمال النسب البد أن حيـاط مبنتـهى :ثانيا

احلذر واحليطة والسرية، ولذلك البد أن تقدم النـصوص والقواعـد .الشرعية على البصمة الوراثية

منشور يف جملة البحـوث ٢٧٢سعد الدين مسعد هالليص . البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية د -٣ .٢٢٧الفقهية املعاصرة ص

.٩٥نصر فريد واصل ص/ د. البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها - ٤

١٢١٠

صمة الوراثية يف نفي النسب، وال جيوز ال جيوز شرعا االعتماد على الب :ثالثا . تقدميها على اللعان

ال جيوز استخدام البصمة الوراثية بقصد التأكد من صحة األنـساب :رابعاالثابتة شرعا، وجيب على اجلهات املختصة منعه وفـرض العقوبـات

١"الزاجرة؛ ألن يف ذلك املنع محاية ألعراض الناس وصونا ألنسام .

قرار بشأن البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها، صادر من امع الفقهي اإلسالمي التابع لرابطة ١ ).٧(العامل اإلسالمي، يف الدورة السادسة عشرة، رقم القرار

١٢١١

�Aא��Hא��א�� ��� ���3��א���ERوא�$�אط��$������Y,�4אض�א�� �

لم تظهر ": قال ملسو هيلع هللا ىلصجاء يف حديث ابن عباس رضي اهللا عنهما، أن النيب التي لـم اعجالأوون والطاع ا فيهما إلا فشوا بهلنعى يتم قط حة في قوالفاحش

في أس تضم كناتوضم الذين لافهم"١.

وقد تعالت النذر يف العامل من جراء األمراض الذي انتشرت بسبب هـذه . الفواحش

فالزنا واللواط تسبب لفاعلها اإلصابات بـاألمراض الفتاكـة، كمـرض .٢)اإليدز(الزهري، والسيالن، واهلربس، ومرض فقد املناعة املكتسبة

سيما إذا مل يكن متزوجا أو أصـيب فإذا ظهرت األمراض يف شخص وال وهو غائب عن زوجته غيبة طويلة، أو ظهرت يف رجل اشتهر أنه من الـشواذ

.جنسيافقد يغلب على الظن أن اإلصابة كانت نتيجة ملمارسة جنسية حمرمة، فـال يثبت بذلك الزنا واللواط، وال جيوز إقامة احلد عليه حمصنا أو غري حمصن، ملـا

:يليمراض قد تنتقل بغري املواقعة اجلنسية احملرمة كالتقبيل وحنـوه، أن هذه األ -١

. ١وقد تنتقل بنقل دم ملوث إليه

وحسنه األلبـاين يف صـحيح ] ٤٠١٩[ برقم ٢/١٣٣٢قوبات أخرجه ابن ماجه يف سننه، باب الع ١ ].٣٢٤٠[برقم ) ٦١٦/ ١(اجلامع الصغري وزيادته

منـشور يف جملـة . عبد اهللا بن حممد بن إسحاق آل الـشيخ / للباحث. أضرار فاحشة الزنا : حبث ٢ .بن علي البارحممد / األمراض الزهرية للدكتور: حبث البحوث اإلسالمية، العدد الثالث والعشرون،

١٢١٢

أنه وإن أمجع كل أطباء الدنيا على أن اإلصابة كانت من ممارسة منـه، -٢وليست بعدوى من غريه من طريق غري الطريق اجلنسي املباشر، كالتقبيل

ن أولئك األطباء امعـون ال وما شابه ذلك، فال يثبت بذلك الزنا؛ أل يعتربون شهودا يف الشريعة االسالمية، إذا مل يشهدوا العملية عند وقوعها ومل يصفوها وهي واقعة كيف شهدوها ومل يثبتوا أا وقعـت وقوعـا

.٢كامال موجبا للحد

وليس أمام احلاكم املسلم والقاضي الشرعي يف مثل هذه احلال، إال تعزيـر بعد أن يشفى إن كتب له الشفاء، أما قبل شفائه، فـال يعـزر املريض، لكن

٣املريض، ألن التعزير قد يزيد من مرضه.

أن بعض األطباء إذا وجد فحـص : "أكد الدكتور حممد بن علي البار يف حبث له عن مرض الزهري ١

VDRL إجيابيا اعترب ذلك دليال كافيا لإلصابة مبرض الزهري اجلنسي، وبعضهم يصل به الشطط إىللـيس VPRL هذا الفحـص م؛ فوهو أمر خطري وحمر. اام املريض بالزنا أو العالقات اجلنسية احملرمة

.دليال على اإلصابة مبرض الزهري وقد حيدث من أمراض أخرىالزهـري (وحىت الفحوصات املصلية اليت تثبت وجود اللولبيات ال ميكن أن تفرق بني مرض بيجـل

وكلها تسببها لولبيـات مـشاة متامـا Yaws ومرض يوز Pintaومرض بنتا) العريب غري اجلنسي: مـن حبـث ". ال عالقة هلا باألمراض اجلنسية ) بيجل وبنتا ويوز (وهذه الثالثة .. لزهريللولبيات ا

حممد بن علي البار منشور يف موقع هيئة اإلعجـاز العلمـي يف القـرآن / األمراض الزهرية للدكتور .والسنة

مـع الفقـه منشور يف جملـة جم . حممد احلاج الناصر . د/ للباحث" القرائن يف الفقه اإلسالمي : "حبث ٢ .١١٧٦/ ١٢اإلسالمي

على األطباء واخلرباء الذين يثبت لديهم إصابة شخص مبرض جنسي، أن يكتموا ذلك عن غري املريض ٣ما استطاعوا، حفاظا على مسعة األسرة وصيانة ملوقعها االجتماعي وإكراما للمجتمع اإلسالمي مـن

.إشاعة الفاحشة فيه

١٢١٣

V4�Lא�Aא��� ��5!��j=م�����8=!*����:�$���ERא������3� �

إذا زفت البنت إىل زوجها على أا بكر، فتبني أا ليست عذراء، وأثبـت أو اشـتبه . . ما ادعاه عليها الطبيب أو اخلبري أو اخلبريات أن زوجها صادق يف

.١ويل األمر يف ابنته فلما فحصت طبيا تبني أا ليست عذراءفاألصل يف هذه أا قرينة ضعيفة ال يعمل ـا يف إثبـات الفاحـشة؛ ألن العذرة قد تزول من غري ممارسة جنسية، فلو سقطت البكر على قـدميها مـن

قدام أو النصف األسفل كلـه، مكان مرتفع أو مارست رياضة تستعمل فيها األ أو ادخلت يف فرجها أصبعا أو عودا وحنوه، فقد تزول عذرا، كما ميكـن أن تزول عذرا مبمارسة جنسية، لكن مل تبلغ مواصفاا احلد املوجـب إلقامـة

.٢احلدود

فإذا شهد أربعة بزىن امرأة، ، لبكارة مسقط حلد الزىن عند مجهور الفقهاء فإن بقاء ا : ويف مقابل ذلك ١وشهد أربع من النسوة بأا عذراء، فإا ال حتد لشبهة بقاء العذرة الظاهرة يف أا مل تزن، ألا شبهة

ادة امرأة ومذهب احلنفية واحلنابلة أنه تكفي شه ، تدرأ احلد، حيث إن الظاهر من حاهلا أا مل توطأ : وعند الشافعية أربع نسوة أو رجالن أو رجل وامرأتان، وخالف املالكيـة وقـالوا ، واحدة بعذرا

. يثبت احلد وال تدرؤه هذه القرينة

/ ٤ ، مغين احملتـاج ٣١٩ / ٤، وحاشية الدسوقي ٣/١٩٨: الدر املختار وحاشية ابن عابدين : ينظر، املوسوعة ١٢/١٣٠: ؛ فتح الباري ١١/٣٣٩: لى البن حزم ؛ احمل ٨/٢١١: ، املغين البن قدامة ١٥١

.٤٥/ ٢٤الفقهية الكويتية حممـد . د/ للباحث" القرائن يف الفقه اإلسالمي : "حبث ، ٤٥/ ٢٤املوسوعة الفقهية الكويتية : ينظر ٢

.١١٧٦/ ١٢منشور يف جملة جممع الفقه اإلسالمي . احلاج الناصر

١٢١٤

ـ : "قال ابن قدامة رمحه اهللا ثبـاع، كالور جميا بغهتذرع تبإن ذهو ة، أو .١"شدة حيضة، أو بإصبع أو عود ونحوه، فحكمها حكم الأبكار

إشـهار : وهنا ينبه على عادة قبيحة منتشرة يف بعض بالد املسلمني، وهي .دم غشاء البكارة للزوجة يف ليلة زفافها للتأكد من براءة املرأة

:ات، وفيها عدة مساوئ، منهافهذه العادة من أقبح العاد استعجال دخول الرجل بزوجته من أول ليلة؛ ألن أهلـه ينتظـرون دم .١

.البكارة، فإن تأخر عنهم شاع الكالمالتهمة حىت تثبت براءـا، وهـذا : أن فيه اام اللمرأة، وأن األصل فيها .٢

خبالف الشرع الذي جعل األصل يف املرأة الرباءة، وشدد يف هذه املـسألة على وجه اخلصوص فاشترط فيها أربعة من الشهود الثقات، وجعل حـد من قذفها يف عرضها بغري تبني أن جيلد مثانني جلدة، وأنه ال يقبـل منـه

إن الـذين : (شهادة أبدا، هذا يف الدنيا، أما يف اآلخرة فقد قال اهللا تعاىل م عـذاب يرمون احملصنات الغافالت املؤمنات لعنوا يف الدنيا واآلخرة وهل

.)عظيم، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم مبا كانوا يعملون

أن هذا الفعل فيه إظهار ما ال ينبغي إظهاره، وفيه دنـاءة يـترته عنـها .٣أصحاب الفطر السليمة، واألصل الستر ملا يكون بني الزوجني من أمـور

.العشرة

ن املرأة غري معصومة أن مثل هذا الفعل فيه سد لباب من تريد أن تتوب؛ أل .٤من أن تقع يف الفاحشة، لكنها إذا تابت تاب اهللا عليهـا، مث إذا تابـت، ويسر اهللا هلا زوجا يسترها وحيفظها، ويرعاها فيكون يف هذا خـري هلـا،

).٤٦/ ٧(املغين البن قدامة ١

١٢١٥

ومبثل هذه املمارسات متتنع املرأة من الزواج، ولعل هذا أن يعيـدها مـرة .أخرى إىل الفاحشة، والعياذ باهللا

د يكون فيه ظلم للمرأة، فليس كل امرأة يظهر منها الدم عند فـض أنه ق .٥البكارة، وقد تكون البكارة قد انفضت بغري الفاحشة، فيكون فيه ظلـم للمرأة؛ ألا ستتهم يف مثل هذه احلاالت بالزنا وهي بريئة منه، ولذلك مل جيعل الشرع احلنيف عدم وجود غشاء البكارة دليال على الزنا، ومل يقـم

١على فقدان البكارة أي حكم شرعي.

منشور يف جملة جممع الفقه . حممد احلاج الناصر . د/ للباحث" القرائن يف الفقه اإلسالمي : "حبث: ينظر ١ .١١٧٦/ ١٢اإلسالمي

١٢١٦

K�Lא� �احلمد هللا، وبعد هذا البحث يف القرائن الطبية وأثرهـا يف إثبـات الزنـا

: واللواط، خنلص إىل ما يليأن الشريعة جاءت بتحرمي الفواحش، ومنع مقاربتها، وسـدت الـذرائع -

للواط عقابا معينا إليها، ورتب الشارع احلكيم على مرتكب جرمية الزنا وا .بعد ثبوا عليه باإلقرار أو بالشهادة

تطورت القرائن يف العلم احلديث وتكاثرت يوما بعد يوم،ومن أبرز القرائن -وفصيلة ،البصمة الوراثية : اليت ميكن أن يستدل ا على جرمية الزنا واللواط

ثبـوت و، وحتليل اآلثار املنوية، والفحص الطيب، والتقاط الـصور ، الدماحلمل يف امرأة غري ذات زوج، واإلصابة بأمراض جنسية، أو اكتـشاف

. البكر أا ليست عذراء، وغريها

ختتلف قوة هذه القرائن فبعضها قرائن قوية يف اإلثبات كالبصمة الوراثية، -وبعضها قرائن ضعيفة ال تقوى على اإلثبات كاإلصابة باألمراض اجلنسية،

.وكون البكر ليست عذراء

-ومنـها الزنـا واللـواط -اشتهر اخلالف بني الفقهاء يف إثبات احلدود -احلدود ال تقام إال بعد ثبوت موجبها ببينـة أن : بالقرائن القوية، والراجح

وقد أكدت الشريعة على أن احلدود ال تثبـت قاطعة ال يتطرق هلا الشك، بالـشبهات، ومن القواعد املقررة أن احلدود تدرأ إال باإلقرار أو الشهود،

.فال مدخل للقرائن يف إثبات حد شرعي على القول الراجح

درء احلدود : أنه ال يثبت احلد باحلمل؛ ألنقاعدة الشريعة املطردة : الراجح -وقد أمجع املسلمون على أنه ال حيل إقامة . بالشبهات، والشبهة هنا حمتملة

١٢١٧

فـي حد مع وجود شبهة، ومع سقوط حد الزنا باحلمل فإن هـذا ال ين .التعزير إذا قويت التهمة

أنه ال تثبت الزنا واللواط بالقرائن الطبية احلديثة، كما يف مـسألة : الراجح -فحص مين الرجل وبصماته يف املعامل اجلنائية، وعلى هذا صدر قرار جممع

.الفقه اإلسالميحيرم على املسلم أن يقذف املسلم إال إذا قامت عنده البينة على ذلك، وال -

.يف ذلك القرائن املتومهة كوجود أثر املين على ثوبهيكفي

إن اشتبه الزوج أو ويل األمر يف حال موليته ومل تكن الفاحـشة معلومـة -فتبقى العقوبة والتعزير ملا ظهر منها بالقرائن، مثل اخللوة، : بإقرار، وال بينة

.والنظر، وحنو ذلك من األسباب اليت ى اهللا عنها

هي البنية اجلينية اليت تدل على هوية كل إنسان بعينـه، : البصمة الوراثية -وهي وسيلة متتاز بالدقة، لتسهيل مهمة الطــب الشرعي، وميكن أخذها

مـن الدم، أو اللعاب، أو املين، أو البول، أو غريه، ) بشرية(من أي خلية ونتائج البصمة الوراثية تكاد تكون قطعيـة يف إثبـات نـسبة األوالد إىل

مـن الـدم أو املـين أو (الدين، أو نفيهم عنهما، ويف إسناد العينـة الواليت توجد يف مسرح احلادث إىل صاحبها، واخلطـأ يف البـصمة )اللعاب

الوراثية ليس واردا من حيث هي، وإمنا اخلطــأ يف اجلهد البـشري أو ومبا أن الشبهة يف البصمة قائمة فال يثبت ا حد .عوامل التلوث وحنو ذلك

.لزنا واللواط؛ ألن احلدود تدرأ بالشبهاتا

إن مل يثبت بالقرائن احلد فهذا ال ينفي أن حيكم القاضي بالتعزيز إذا قويت - .التهمة

١٢١٨

ال يثبت الزنا واللواط باكتشاف الشخص أنه مصاب مبرض جنـسي؛ وال -ألن وهـي قرينـة ضـعيفة ؛ جيوز إقامة احلد عليه حمصنا أو غري حمصن؛

ل بغري املواقعة اجلنسية احملرمة كالتقبيل وحنوه، وقد تنتقل األمراض قد تنتق .، وحنو ذلكبنقل دم ملوث إليه

قرينـة ال يثبت الزنا باكتشاف البكـر أـا ليـست عـذراء؛ ألـا -كما ميكـن أن تـزول جنسية، ضعيفة،فالعذرة قد تزول من غري ممارسة

وجـب إلقامـة عذرا مبمارسة جنسية، لكن مل تبلغ مواصفاا احلـد امل .احلدود

يف عدم اعتبار القرائن بصفة عامة وسيلة إثبـات يف جـرائم احلـدود إن -بيان للرمحة اإلهلية من املشرع احلكيم باخللق حىت ال ،بالرغم من خطورا رد الشبهة، فهي وإن مل ترق إىل مرتبة األدلة لكن ، يقام حد على إنسان

فهي دليل مكمل يفيد ،للحقيقة جيوز استعماهلا كوسيلة مساعدة للوصول .وال تكون دليال مستقال يوجب احلد،أثناء التحقيق مع أدلة أخرى

يف اعتبار القرائن على اختالف أنواعها كدليل مـساعد للقـضاة يف إن -إعمال للتقدم العلمي، وحث على املزيد ،وارم، الوصول إىل حتديد اجلاين

فيدة يف إقامة العدل، ودحض الظلـم، وامل،من االكتشافات العلمية اهلادفة . ومحاية اتمع املسلم من اجلرائم

جيب وضع ضوابط للبصمة الوراثية للتأكد مـن الفحـص، واألجهـزة -والقائمني عليها حىت ال يكون للطرق غري املشروعة من التزوير، والتالعب

ـ سان بأساليبه املختلفة سبيال إلقامة عقوبة على شخص مظلوم، أو اام إن . بريء

١٢١٩

جيب أن يوضع عقوبات على من يقوم بالتزوير يف املعامل اجلنائية عنـدما -أو التالعب يف نتائج املعامل وحنوها حىت نضمن ، يثبت التزوير يف الفحص . حىت ال تضيع احلقوق وتتعطل األحكام، سالمة الوصول إىل احلق

واحلمد هللا رب العاملني واهللا أعلم وأحكم

١٢٢٠

أهم املراجعإبراهيم حممـد الفـائز ط املكتـب / اإلثبات بالقرائن يف الفقه اإلسالمي .١

م توزيـع مكتبـة ١٩٨٣ – ـ ه ١٤٠٣اإلسالمي بريوت الطبعة الثانية .أسامة بالرياض

حسن السيد /أثر القرائن يف إثبات احلدود واجلنايات يف الفقه اإلسالمي ، د .٢ الصادر ٦٤ية العدد حامد خطاب، حبث منشور مبجلة كلية اآلداب باملنوف

. م ٢٠٠٦يف يناير

ـ ٣٧٠أحكام القرآن أليب بكر أمحد بن علي اجلصاص املتوىف .٣ حممـد ـه .الصادق قمحاوي الطبعة الثانية بالقاهرة

١٣٨٧ الطبعة الثانيـة ـ ه ٥٤٣أحكام القرآن أليب بكر بن العريب املتوىف .٤ . عيسي احلليب ت حممد علي البجاويـه

حتقيق حممـد ٦٤٢أدب القضاء إلبراهيم ابن أيب الدم احلموي الشافعي ت .٥ . ١٣٩٥الزحيلي، ط

الطبعـة -أدلة اإلثبات يف الفقه اإلسالمي حممد بن عبد الرمحن احلقيـل .٦ األويل بالرياض

. عبد اهللا بن حممد بن إسـحاق آل الـشيخ / للباحث. أضرار فاحشة الزنا .٧ -سالمية ، العـدد الثالـث والعـشرون حبث منشور يف جملة البحوث اإل

هـ١٤٠٩هـ ١٤٠٨من ذو القعدة إىل صفر لسنة : اإلصدار

هــ ط دار ٧٥١ إعالم املوقعني عن رب العاملني البن قيم اجلوزيةاملتوىف .٨ .الكتب العلمية

حممد بن علي البار منـشور يف موقـع هيئـة / األمراض الزهرية للدكتور .٩ .نةاإلعجاز العلمي يف القرآن والس

اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف لعلي بن سليمان املرداوي املتـوىف .١٠ .دار هجرـه ه٨٨٥

١٢٢١

- ط ـ ه ٩٧٠البحر الرائق شرح كرت الدقائق البن جنيم احلنفي املتوىف سنة .١١ .دار املعرفة بريوت

. البصمة الوراثية وأحكامها يف الفقه اإلسـالمي والقـانون الوضـعي د .١٢ .م ٢٠١٣نشورات احلليب عبدالرمحن الرفاعي، م

.البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية د سعد الدين مسعد هاليل .١٣

.نصر فريد واصل/ البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها د .١٤

.وهبة الزحيلي/ د/البصمة الوراثية ومدى االستفادة منها .١٥

عمـر .البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلنايـة د .١٦لسبيل وهذه البحوث السابقة منشورة يف جملة جممع الفقـه اإلسـالمي يف ا

. دورته السادسة عشرة

حترمي اللواط للحافظ أيب بكر حممد اآلجري، حتقيق خالد علـي، مكتبـة .١٧ .١٤٠٩الصفحات الذهبية

احلليب سنة - ط ـ ه ٨١٦التعريفات للسيد الشريف اجلرجاين املتوىف سنة .١٨ .م ١٩٣٨

القرآن حملمد بن أيب بكر بن فرج القـرطيب املتـوىف سـنة اجلامع ألحكام .١٩ . دار الكتاب العريب- طـه٦٧١

احلدود والتعزيرات عند ابن القيم دراسة وموازنة، بكـر أبـو زيـد، دار .٢٠ .١٤١٥العاصمة، الطبعة الثانية

حممد احمليذيف الطبعـة . درء العقوبات بالشبهات دراسة تأصيلية تطبيقية د .٢١ . ١٤١٤األوىل

السنن الكربى لإلمام احلافظ أيب بكر أمحد بن احلـسني البيهقـي املتـوىف .٢٢ .هـ ط ، دار الفكر القاهرة بدون سنة طبع٤٥٨

و حاشية الدسوقي املتوىف عيسى احلليب بالقاهرة -الشرح الكبري للدردير ط .٢٣هـ على خمتصر سيدي خليل ط دار أحياء الكتب العربية بالقـاهرة ١٢٣٠

.بدون تاريخ

١٢٢٢

رق احلكمية يف السياسة الشرعية البن قيم اجلوزية حتقيق حممد حامـد الط .٢٤ .الفقي، دار الكتب العلمية

. دار املعرفة بريوت بدون سنة طبع-الفروق للقرايف ط .٢٥

. دار إحياء التراث العريب-القاموس احمليط للفريوز أبادي ط .٢٦

لكليات مكتبة ا ٦٦٠قواعد األحكام ومصاحل األنام للعز بن عبد السالم ت .٢٧ .األزهرية

. ط دار الفكر بريوت٧٤١القوانني الفقهية البن جزي املالكي املتوىف سنة .٢٨

الطبعة الثالثـة ـه٦٣٠الكايف يف فقه اإلمام أمحد البن قدامة املتوىف سنة .٢٩ .ـه١٤٠٢بريوت سنة

ـ ه١٢٩٨اللباب شرح الكتاب لعبد الغين الغنيمي امليداين املتوىف سنة .٣٠

هـ وهو شـرح كتـاب ٤٨٣ئمة السرخسى املتوىف املبسوط لشمس األ .٣١ هـ ١٤٠٩الكايف أليب الفضل املروزي ط دار املعرفة بريوت سنة

حتقيق أمحد حممد شـاكر ـ ه ٤٥٦احمللى البن حزم الظاهري املتوىف سنة .٣٢ . دار التراث القاهرة -ط

ة املدونة الكربى لإلمام مالك بن أنس األصبحي إمام دار اهلجرة املتوىف سن .٣٣ .ـه١٧٩

دار ٣٦٠ املعجم األوسط أليب القاسم سليمان بن أمحد الطـرباين املتـوىف .٣٤عبـد ، ت طارق بن عوض اهللا بن حممـد ١٤١٥احلرمني القاهرة سنة

.احملسن بن إبراهيم احلسيين

ـ ٦٢٠املغين لعبد اهللا بن أمحد بن حممد بن قدامة املقدسي املتوىف سنة .٣٥ ـ ه . العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشادتوزيع رئاسة إدارة البحوث

دار -ط،املنتقي لإلمام الباحي شرح موطأ اإلمام مالك رضـي اهللا عنـه .٣٦ـ ١٣٣١الكتاب العريب بريوت وهي مصورة عن الطبعة األوىل لسنة ـ ه

.ملطبعة السعادة جبوار حمافظة مصر

ـ ٥٨٧بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع لإلمام الكاساين املتوىف .٣٧ ط – ـ ه .ـه١٣٩٤ الطبعة الثانية –دار الكتاب العريب بريوت

١٢٢٣

ط دار ابـن – القرطيب احلفيد بداية اتهد واية املقتصد لإلمام ابن رشد .٣٨ .ـه١٤١٦حزم بريوت الطبعة األوىل

تبصرة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام البن فرحون وامـشها .٣٩ار الكتب العلمية بـريوت سـنة د -العقد املنظم للحكام البن سلمون ط

.م ١٩٨٦ ط مكتبة الكليات األزهرية ـ ه١٣٠١

لفخر الدين عثمان بـن علـي الزيلعـي ، تبيني احلقائق شرح كرت الدقائق .٤٠ ــــ . ــــ القاهرة .دار الكتب اإلسالمي : احلنفي، دار النشر

.هـ١٣١٣

الـرحيم حتفة األحوذي بشرح جامع الترمذي حملمد عبد الرمحن بن عبـد .٤١دار إحياء التـراث العـريب ب : دار النشر١٣٥٣املباركفوري املتوىف سنة

بريوت

تفسري البيضاوي لعبد اهللا بن عمر بن حممد بن علي الشريازي املتوىف سـنة .٤٢ .ـه٧٩١

جواهر العقود ومعني القضاة واملوقعني والشهود للعالمة مشس الدين أمحـد .٤٣جري حتقيق مـسعد عبـد احلميـد األسيوطي من علماء القرن التاسع اهل

هـ١٤١٧السعدين ط دار الكتب العلمية بريوت سنة

١٠٦٩حاشيتا اإلمامني شهاب الدين أمحد بن سالمة القليويب املتوىف سنة .٤٤ على شرح ـه٩٥٧ والشيخ أمحد الربلسي امللقب بعمرية املتوىف سنة ـه

. مصطفى احلليب-جالل الدين احمللي على املنهاج للنووي ط

هــ ١٣١٦حاشية اخلرشي على خمتصر سيدي خليل الطبعة األوىل سنة .٤٥ .وامشه حاشية العالمة العدوي رمحه اهللا كالمها على خمتصر خليل

حاشية رد احملتار على الدر املختار البن عابدين طبعة دار إحيـاء التـراث .٤٦ . مصطفى احلليب القاهرة ـ ه١٤٠٧العريب بريوت الطبعة الثانية سنة

.ـه١٣٩٢ املعاد البن القيم اجلوزية ط الثانية سنة زاد .٤٧

سبل السالم شرح بلوغ املرام حملمد بن إمساعيل الصنعاين الـيمين املتـوىف .٤٨ .هـ حتقيق إبراهيم عصر ط دار احلديث بالقاهرة١١٨٢

١٢٢٤

هـ حتقيق حممد فؤاد عبد البـاقي ط فيـصل ٢٧٥سنن ابن ماجة املتوىف .٤٩ .احلليب القاهرة

٢٧٥د لسليمان بن األشعث السجستاين األزدي املتوىف سـنة سنن أيب داو .٥٠ .ـه

اجلامع الصحيح سنن الترمذي حملمد بن عيسى أبـو : سنن الترمذي كتاب .٥١ نشر دار إحياء التراث العـريب ط ٢٧٩عيسى الترمذي السلمي املتويف

.بريوت

س شرح فتح القدير املسمى نتائج األفكار يف كشف الرموز واألسرار لشم .٥٢الدين أمحد بن قودر املعروف بقاضي زاده أفندي وهي تكملة شرح فـتح القدير للمحقق الكمال بن اهلمام احلنفي على اهلداية شرح بداية املبتـدي

هـ ومعه شرح العناية علـى ٥٩٣لشيخ اإلسالم برهان املربغيتاين املتوىف املفيت الشهيد هـ وحباشيته حاشية احملقق عيسى ٧٨٦اهلداية للبايريت املتوىف

.هـ ط دار الفكر بريوت٩٤٥بعدى حليب ومسعدي أفندي املتوىف

.١٤٢١ دار املعرفة الطبعة السابعة -شرح مسلم للنووي ط .٥٣

مطبعة أنصار السنة احملمدية بالقـاهرة -شرح منتهى اإلرادات للبهويت ط .٥٤ .م ١٩٧٤سنة

خـرون صالح الدين مكارم وآ : الطب الشرعي يف خدمة األمن والعدالة .٥٥ .١٤٠٤الطبعة الثانية

فتح الباري شرح صحيح البخاري لإلمام أمحد بن حجر العسقالين املتوىف .٥٦ .هـ ١٤١٠ هـ دار الكتب العلمية الطبعة األوىل ٨٥٢سنة

الفتح الرباين من فتاوى اإلمام الشوكاين، حبث يف القرائن منـشور ضـمن .٥٧ .ءالفتاوى حتقيق صبحي حالق، دار اجليل اجلديد صنعا

الفحوصات الطبية الشرعية لعبد اهللا غنيمي وسند احلصيين، وزارة الداخلية .٥٨ .، إدارة األدلة اجلنائية

الفروق للقرايف مع إدرار الشروق على أنواء الفروق لقاسم بـن عبـد اهللا .٥٩ .، دار املعرفة، بريوت١١٠، ٦٥، ص٤األنصاري، ج

١٢٢٥

منـشور يف . الناصر حممد احلاج . د/ للباحث" القرائن يف الفقه اإلسالمي " .٦٠ .جملة جممع الفقه اإلسالمي يف العدد الثاين عشر

القضاء بالقرائن املعاصرة للدكتور عبد اهللا العجالن، مطبوعـات جامعـة .٦١ .١٤٢٧اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية،الطبعة األوىل

إبراهيم بن ناصر احلمود حبث منشور يف عـدد . القضاء بالقرائن املعاصرةد .٦٢ .ع الفقهيةمن املواق

عبد العزيز بـن / القضاء بالقرائن واألمارات يف الفقه اإلسالمي، حبث كتبه .٦٣سعد الدغيثر، نشر يف جملة العدل الصادرة عن وزارة العدل السعودية شوال

هـ١٤٢٦

ـ ه ٦٦٠قواعد األحكام يف مصاحل األنام للعز بن عبد السالم املتوىف سنة .٦٤ .١٩٩٠ بريوت سنة -ط

.يط للعالمة ابن منظور دار صادرلسان العرب احمل .٦٥

اململكة العربية ـه١٤٢٥ لسنة ٦٥جملة البحوث الفقهية املعاصرة العدد .٦٦ .البصمة الوراثية:السعودية حبث د مصلح النجار

هـ السنة الـسادسة اململكـة ١٤٢٥ رجب لسنة ٢٣جملة العدل العدد .٦٧ .وراثية وحجيتهاالعربية السعودية حبث د عبد الرشيد حممد أمني البصمة ال

اململكـة ١٧جملة امع الفقهي اإلسالمي الدورة السادسة عشر و العدد .٦٨ .العربية السعودية حبث د نصر فريد البصمة الوراثية

هـ الناشر مكتبـة ابـن ١٤٠٠جمموع فتاوى ابن تيميه الطبعة الثانية سنة .٦٩ .تيمية بالقاهرة

هو شرح لسنن أىب داود ط هـ و ٣٨٨معامل السنن لإلمام اخلطايب املتوىف .٧٠ . هـ ١٤٠١املكتبة العلمية ، الطبعة الثانية سنة

هـ ط ٩٧٧مغىن احملتاج إىل معرفة ألفاظ املنهاج للخطيب الشربيين املتوىف .٧١ . هـ ١٣٧٨احلليب سنة

١٢٢٦

وزارة األوقاف والشئون اإلسـالمية : املوسوعة الفقهية الكويتية، صادر عن .٧٢ ). هـ١٤٢٧ - ١٤٠٤من : ( الكويت، الطبعة–

اية احملتاج إىل شرح املنهاج لشمس الدين حممد بن أيب العباس أمحد بـن .٧٣هـ ط مصطفى احلليب بالقاهرة ١٠٠٤محزة الشهري بالشافعي الصفري املتوىف

.بدون تاريخ،

نيل األوطار شرح منتقى األخبار من أحاديث سيد األخبار لإلمام الشوكاين .٧٤ .١٤١٠دار الكتب العلمية

ئل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية للدكتور حممد الزحيلي، مكتبة املؤيد وسا .٧٥ .١٤١٤الطبعة الثانية

١٢٢٧

� �� �

� �� �

I�1�6א�����3��א�!�Aش�א� �>������א�(�א����� �?��(��5�x��?د�א" �

Aא�����h� �F��� �Eא����א�����א��א���א����������א���א� �

�3=�אد ��Kد�T�x���"��G>�o$=� ��א��N�Cא���=�������א�6��8<"!�ذ� �

64�7��tאن� �

١٢٢٨

١٢٢٩

�א���4 �احلمد هللا الذي وفق من أراد به خريا للتفقه يف الدين ، وهدى بفـضله من شاء إىل طريقه املستقيم ، وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له ، وأشهد أن حممدا عبده ورسوله ،وصفيه من خلقه وخليله ورضي اهللا تعـاىل

.صحابه وأزواجه وآل بيته والتابعني بإحسان إىل يوم الدين عن أ ،...أما بعد

من أفـضل و فإن علم الفقه له مكانته الراسخة بني العلوم الشرعية ، فه العلوم ، ومن أجلها باالتفاق ، به تتبني األحكام ، ويعرف احلالل واحلرام،

اهلالك، بـه أرسـلت وبه يعلم ما يرضى اهللا رب األفالك ، وما يودي إىل من أجل ما تقضى فيه األوقات ، وتنفـق والرسل، وأنزلت الكتب ، لذا فه

.فيه الساعات، وتنصرم فيه السنوات والشريعة اإلسالمية مل تضق يوما عن تلبية حاجات الناس كافة ، وال وقفت عقبة ىف سبيل حتقيق مصلحة ، بل إن نصوصها قد وسعت مجيـع

اختالفهم ىف البيئات واألعراف ، وعلى مدى قـرون عديـدة الناس على وجد فقهاء املسلمني احللول لكل مشكلة ونازلة ، وما وقفوا عاجزين عن

.تقدمي احللول الفقهية على ضوء قواعد الشريعة وروحها السمحة ومن املعلوم أن التحرش اجلنسي جرمية قبيحة حمرمة يف كافة الـشرائع

كما تنكرها العديد . مجيع العقالء وأصحاب الفطرة السوية السماوية، وعند من النظم والقوانني األرضية وتوقع عليها عقوبات مشددة، نظرا ملـا قـد

.تفضي إليه من جرائم جنسية أشد خطورة كاالغتصاب

١٢٣٠

الكشف عـن هويـة ويتطلب التحرش اجلنسي وسائل معينة إلثباته، ومتنوعـة وث اكتشاف وسائل متعددة، قد أمكن يف العصر احلدي و. مرتكبيه

مـن هـذه . التوصل إىل احلقيقـة وميكن من خالهلا الكشف عن اجلرمية، هنا يثور التساؤل حول إمكانية و. الوسائل ما يسمى بالقرائن الطبية املعاصرة

إثبات بعض صور التحرش اجلنسي بالقرائن الطبية املعاصرة،ومدى حجيـة إثبـات (بعنـوان واول حبثنا هذا والـذي ه لذا حي . هذه القرائن يف اإلثبات

واملقدم ملؤمتر القـرائن الطبيـة ) التحرش اجلنسي بالقرائن الطبية املعاصرة .آثارها الفقهية واملعاصرة

مدى وإلقاء الضوء على مسألة إثبات التحرش اجلنسي بالقرائن الطبية، ـ و. حجيتها يف اإلثبات : ة هـى يتفرع عن هذه املسألة ثالث مسائل فرعي

حكمه يف الفقه اإلسالمي، وتتعلق مبفهوم التحرش اجلنسي، : املسألة األوىل أقـسام القرينـة وتتعلق مبفهوم اإلثبات بالقرائن الطبية، : املسألة الثانية و

تتعلـق بـأهم : املسألة الثالثـة وحكم العمل ا ىف جمال اإلثبات، والطبية، مدى حجيتـها كوسـائل و نسي،القرائن الطبية ىف جمال إثبات التحرش اجل

:جيرى استعراض ذلك ىف ثالثة مباحث هيو. لإلثبات .حكمه يف الفقه اإلسالميومفهوم التحرش اجلنسي، : املبحث األول

أقسام القرينة الطبيـة، ومفهوم اإلثبات بالقرائن الطبية، : املبحث الثاين .حجيتها يف اإلثباتو

.يف جمال إثبات التحرش اجلنسيأهم القرائن الطبية : املبحث الثالث :فيما يلي تناول ذلك بشيء من التفصيلو

١٢٣١

�א��A�א,ول ��،<� ��N�:T'�א��N�Cאg"^4>و�5C4م�א�!�Aش�א� �

يتعرض املبحث احلايل لتحديد مفهوم التحرش اجلنسي يف اللغـة، كما يتعرض لبيان حكم التحرش اجلنـسي يف . االصطالح الشرعي و

:رى تناول ذلك يف مطلبني مهاجيو. الفقه اإلسالمي�א���9$א,ول �

�<� ���5C4م�א�!�Aش�א� � تعريفـا مباشـرا – على حد علم الباحث –مل يرد يف كتب اللغة والفقه

هذا ال يعىن أن أهل اللغة والفقهاء مل يتكلموا عـن وملصطلح التحرش اجلنسي، ت كثرية من هذه املسألة، بل إن العكس من ذلك صحيح، إذ إم ذكروا حاال

إن مل يذكروا ذلـك وقرروا هلا العقوبات املناسبة، وحاالت التحرش اجلنسي، )١(.صراحة حتت مسمى التحرش اجلنسي

:مفهوم التحرش اجلنسي يف اللغة: أوال). اجلنسي(و، )التحرش: (التحرش اجلنسي مصطلح مركب من كلمتني مها

: التحـريش ومصدره احلرش وش، حر" فالتحرش لغة مأخوذ من الفعل الثالثي أغـرى بعـضهم وأفسد : حرش بينهم و. األسد ليقع بقرنه وإغراؤك اإلنسان

)٢(" .ببعض

.يراجع حكم التحرش اجلنسي املطلب الثاين )(١ ، دار إحياء التراث٣ط: بريوت(لسان العرب،، حتقيق أمني عبد الوهاب،و حممد الصادق العبيدى،) ( ٢

)حرش.(١٢٣، ص ٣، ج)١٩٨٦العريب،

١٢٣٢

الضرب مـن كـل : " اجلنس يف اللغة له معنيان؛ أحدمها أن اجلنس هو واتصال شهواين : " أن اجلنس هو : الثاينو. )١(" جنوسواجلمع أجناس، وشيء،

).٢ ("اجلنسي املنسوب إىل اجلنسو. نثىاألوبني الذكر وبناء على املعىن الثاين للجنس ميكن القول بأن التحرش اجلنسي يف اللغـة

التعرض من أحد الطرفني لآلخر حلمله علـى إتيـان والتحريض، واإلغراء، وه .الزنا :مفهوم التحرش اجلنسي يف االصطالح الشرعي: ثانيا

متعمد من قبل املتحـرش )٣(سلوك جنسي " فيعرف التحرش اجلنسي بأنه نفـسيا، وغري مرغوب به من قبل ضحية املتحرش، حيث يسبب إيذاء جنسيا، أ

)٤ (.حىت أخالقيا للضحيةوبدنيا، أوأ

حممود : وخمتار الصحاح، حممد بن أىب بكر عبد القادر الرازي، ترتيب. ٣٨٣، ص ٢لسان العرب، ج) (١و املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري للرافعى، أمحد . ١٣٠، ص)دار احلديث: القاهرة(خاطر، ط

ص ١ج ) دار الفكر: بريوت( السقا، طمصطفى: بن حممد بن على املقري الفيومي، تصحيح١٢١.

ص ) م٢٠٠٤ –ه ١٤٢٥مكتبة الشروق الدولية، : املعجم الوسيط، جممع اللغة العربية، ط القاهرة) (٢١٤٠.

يراد بالسلوك اجلنسي هنا كل فعل ذو اتصال باحلياة اجلنسية سواء كان يف صورة اتصال جنسي ) ٣(ياء اجلنسى كالعبث بعورات إنسان، أم كان يف صورة كاملواقعة، أم كان يف صورة جرح للح

خدش للحياء اجلنسي و يتضمن األفعال اليت ال تستطيل إىل جسم الضحية، كأن يكشف شخص و يدخل . عن أعضائه التناسلية أمام الغري، أو يباشر أمامه ممارسة جنسية حىت و لو كانت مشروعة

إشارات أو حمررات حتتوى على مضمون جنسي ىف ذلك كل ما ميس احلياء العام من أقوال أو القاهرة الراعى ( ، ٢اجلرائم اجلنسية، إدوار غاىل الدهىب، ط: انظر تعريف اجلنس. مناف للحياء

.٨، ص)١٩٩٧للطباعة و النشر، غيوم ىف مساء مصر، التحرش اجلنسي من املعاكسات الكالمية حىت االغتصاب، دراسة سوسيولوجية، ) ٤(

. ٤ص) ٢٠٠٨: دراسة أجريت باملركز املصري حلقوق املرأة،القاهرة(سن، رشا حممد ح

١٢٣٣

ذكر مكلف عامل خمتار ألنثى ال حتل له عن )١(مراودة : " بأنه ويعرف أيضا .)٢(" اختيار منها ونفسها الرتكاب الزنا دون رضا أ

اإلشـارات، واحلركات، و وتتمثل صور التحرش اجلنسي يف األلفاظ، - االلتصاق جبسد األنثى بغية استثارا جنسيا واللمس، واالحتكاك، واإلمياءات، و

.)٣(بدون رغبة منها يف الغالب األعم ال يوجد مكان معـني :مواطن ارتكاب التحرش اجلنسي

تتعرض له األنثى يف أي مكان سواء لكي ترتكب فيه هذه اجلرمية لكن غالبا ما الـشارع، واملؤسـسة التعليميـة، وكان يف األماكن العامة مثل مكان العمل،

داخل حميط األسرة وحىت يف األماكن اخلاصة مثل املرتل، أ واملواصالت العامة، أ و ).٤(" الزمالءواألقارب، أوأ

إذا حاول كل واحد من : راود فالن جاريته عن نفسها، و راودته عن نفسه: " املراودة يف اللغة )(١". فعل هلا ، ، فجعل ال*﴿ تراود فتاها عن نفسه ﴾ : صاحبه الوطء و اجلماع؛ و منه قوله تعاىل

).٣٠: سورة يوسف، من اآلية. *(٣٦٨، ص٥لسان العرب ج: انظرجرمية التحرش اجلنسى حممد جرب السيد عبد اهللا مجيل، . ٤غيوم ىف مساء مصر، التحرش اجلنسى ص ) (٢

، )م ٢٠١٣ -ه ١٤٣٤جامعة املدينة العاملية، كلية العلوم اإلسالميةـ، : رسالة ماجستري ماليزيا( .٥٤ص

آليات املواجهة، دراسة مقارنة بني القوانني الوضعية و الشريعة .. التحرش اجلنسي، أبعاد الظاهرة )(٣، ص )٢٠٠٨إيتراك للطباعة و النشر و التوزيع، : القاهرة( ، ١اإلسالمية، حممد على قطب، ط

٣٤. . ٤غيوم يف مساء مصر، التحرش اجلنسي ص) ٤(

١٢٣٤

<Eא���9$א���� �<4^"gא�N�Cא��'�<� �T:��א�!�Aش�א� �

مسها بـشهوة وعانقها أ وأمة أ ورجل قبل أجنبية أ ):"الفتاوى اهلندية (ء ىف جا "جامعها فيما دون الفرجويعزر كما ل

تضاحك معها ضرب ومن تغامز مع أجنبية أ و): " تبصرة احلكام (وجاء يف إن مل وعشرين، يريد إذا كانت طائعة، فإن قبلها طائعة ضربا مخسني مخـسني،

من جس امرأة ضرب أربعـني، فـإن ومخسني، وبيله ضرب ه تكن طائعة ىف تق جـسها والتغامز، واملس بشهوة، والعناق، و فالتقبيل، )١("طاوعته ضربت مثله

. بغري اختيار منها تعد صورا من صور التحرش اجلنسييف هذا داللة على أن الفقهاء تعرضوا هلذه املسألة، إال أم مل يتناولوهـا و

.ش اجلنسىحتت مسمى حكم التحر

يعد التحرش اجلنسي باإلناث األجنبيات حمرما يف الشريعة اإلسـالمية، -ذلك على اعتبار أنه يشتمل على جوانب عدة حمظورة شرعا تعترب مقـدمات و

لفتاوى العاملكريية، فخر الدين حسن بن منصور األوزجندى الفرغاىن الفتاوى اهلندية املسماة با ) (١تبصرة احلكام ىف أصول األقضية . ١٦٩، ص)دار إحياء التراث العرىب: بريوت(، ٤، ط٢احلنفى، ج

) ه١٣٠١دار الكتب العلمية، : بريوت(، ١و مناهج األحكام، البن فرحون اليعمرى املالكى، ط .٢١٠،ص٢ج

١٢٣٥

التحدث معها لغـري حاجـة و، كالنظر إىل امرأة ال حيل النظر إليها ، )١(للزنا .رأة أجنبيةالم اللمسواملس واخللوة ا، وضرورة، وأ

.اإلمجاعوالسنة، و وقد ثبت حترمي التحرش اجلنسي بالكتاب، -ــه تعــاىل �����a}�: فمــن الكتــاب قول ������_�����~��}|��{��z

bz)٢(. �﴿ :" يف قوله تعاىل :دلت اآلية الكرمية �}|��{��z مبباشرة مباديه : ﴾، أى

لى خالف مـا سـبق النهى عن قربانه ع والبعيدة فضال عن مباشرته، والقريبة أ : قوله تعاىل و. ألن قربانه داع إىل مباشرته ولحق للمبالغة ىف النهى عن نفسه، و ، "إنه كان فاحشة "

بئس السبيل و: ، أى " ساء سبيال و: "قوله تعاىل و. فعلة ظاهرة القبح : أىمي اآلية الكرمية تدل على حتر و. هيجان الفنت وسبيال ملا فيه من اختالل األنساب

حيث . متمثلة ىف التحرش اجلنسى تعد من قبيل الزنا، و هو يشكل جرمية مستقلة مقدمات الزنا )(١يتضمن أفعاال يأتيها الرجل على املرأة ينتهك به عوراا، و هو بذلك قد اعتدى على مصلحة

صحيح مسلم بشرح النووى، أبو زكريا حيىي بن شرف : انظر. جديرة باحلماية و هى العرضباب قدر على ابن آدم حظه من الزنا و ) املطبعة املصرية و مكتبتها، : قاهرةال(النووى الدمشقى ط

، و فتح البارى بشرح صحيح البخارى أمحد بن على بن حجر العسقالىن، ٢٠٦،ص١٦غريه، ج، )ه١٤٣٢مكتبة امللك فهد الوطنية، : الرياض( ، ٣، ط١١عبد القادر شيبة احلمد، ج: حتقيق

ناث ىف الفقه اإلسالمى مقارنا بالقانون الوضعى، حممد الشحات ، و جرمية اغتصاب اإل٣٠ص .٢١٩، ص )م١٩٩٠- ه ١٤١٠دار النهضة العربية، : القاهرة(اجلندى،ط

).٣٢: (سورة اإلسراء، اآلية ) ٢(

١٢٣٦

مباشـرة : البعيـدة، أى والتحرش اجلنسى باعتباره مباشرة ملبادئ الزنا القريبة، .)١(ملقدماته

سلم وعن أىب هريرة رضى اهللا عنه أن رسول اهللا صلى اهللا عليه : من السنة وإن اهللا كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك ال محالة، فزنـا : " قال

الفرج يصدق ذلـك وتشتهى، والنفس تمىن وزنا اللسان املنطق، ور، العني النظ .)٢(" يكذبهوكله أ

الزنا ال خيتص إطالقه بالفرج، بل يطلق على مـا " على أن : دل احلديث ).٣(" غريه ودون الفرج من نظر

يعد مباشرة ملا ىف ذلك داللة على حترمي التحرش اجلنسى استنادا إىل كونه و .غريهودون الفرج من نظر،

فقد أمجعت األمة علـى أن : كما ثبت حترمي التحرش اجلنسى باإلمجاع -خلوة بأجنبية هـى وحديث بغري ضرورة، ومقدمات الزنا من من نظر بشهوة،

عبد السالم على شاهني : أحكام القرآن، أبو بكر أمحد بن على الرازى اجلصاص، ضبط و ختريج ) (١، وروح املعاىن ىف تفسري ٢٦٠ ص٣، ج)م١٩٩٤-ه١٤١٥ الكتب العلمية، دار: بريوت(، ١ط

القرآن العظيم، و السبع املثاىن، أبو الفضل شهاب الدين السيد حممود األلوسى البغدادى، ضبط و ٨، ج)م١٩٩٤-ه١٤١٥دار الكتب العلمية، : بريوت(، ١على عبد البارى عطية، ط: تصحيح

. ٦٦ص مكتبة فياض، : املنصورة(بو عبد اهللا حممد بن إمساعيل بن إبراهيم البخارى ط أ: صحيح البخارى ) (٢

. ٩٩٨ص ) ٦٢٤٣(كتاب االستئذان، باب زنا اجلوارح دون الفرج، حديث رقم ) ٢٠١١ .٣٠،ص١١فتح البارى ج ) (٣

١٢٣٧

الزنـا حمـرم ومن الزنا،بغرض استثارة املرأة جنسيا حمرمة ألا من قبيل الزنا، .)١(باتفاق

لذا فإمجاع األمة على حترمي مقدمات الزنا يدل داللة قاطعة علـى حتـرمي .التحرش اجلنسى باتفاق

من ذلك يتضح أن التحرش اجلنسى باإلنـاث يعـد جرميـة ىف الـشريعة حيـث .ذلك النطوائه على العديد من اجلوانب احملظـورة شـرعا و اإلسالمية

باألنثى األجنبية بغية ارتكـاب يستهدف حتقيق غرضا حمرما يتمثل ىف اإليقاع يتوسل ىف سبيل ذلك بالعديد من احملرمات الـشرعية و. مقدماتهوجرمية الزنا أ

اخللوة باملرأة األجنبيـة واحلديث معها لغري ضرورة، وكالنظر بشهوة ألجنبية، فضال عما يترتب على ذلك من حمظورات مجة تتمثـل ىف . ملراودا عن نفسها

.ترويعهمواإلخالل بأمن املسلمني ومسعة ذويها، والضحية اإلضرار بسمعة

: بريوت(، .ط. املبسوط، مشس الدين أبو بكر حممد بن أىب سهل السرخسى: يراجع يف اإلمجاع ) (١، و بداية اتهد و اية املقتصد، بن رشد القرطىب ٣٨ ص ٥، ج)م١٩٨٦ –ه ١٤٠٦دار املعرفة،

: بريوت(، ١على حممد معوض، و عادل أمحد عبد املوجود، ط: األندلسى، الشهري باحلفيد، حتقيق، و الذخرية، شهاب الدين أمحد بن إدريس ١٠٧ ص٦، ج)م١٩٩٦- ه١٤١٦دار الكتب العلمية،

، ٤٧ ص١٢، ج)١٩٩٤دار الغرب اإلسالمى، : بريوت( ، ١حممد أبو خبزة، ط: القراىف، حتقيقطه : ومغىن احملتاج إىل معرفة ألفاظ املنهاج، مشس الدين حممد بن حممد اخلطيب الشربيىن، حتقيق

، واملغىن، البن قدامة٤٥٦ ص ٥ج.) ت. املكتبة التوفيقية، د: القاهرة. ( عبد الرؤوف سعد،، ١عبد اهللا بن عبد احملسن التركى، و عبد الفتاح حممد احللو، ط: املقدسى احلنبلى، حتقيق

، و احمللى، أبو حممد على ٣٠٧،ص ١٢، ج)م١٩٩٠-ه١٤١٠هجر للطباعة و النشر، : القاهرة(،ص ١١، ج )دار التراث،: القاهرة. (ط.أمحد حممد شاكر: بن أمحد بن سعيد بن حزم، حتقيق

٢٢٧.

١٢٣٨

<Eא����Aא��� ��������א�(�א�������g�5م�אC4�

�א����،�و� ��و<`��م�א�������g��5'�א!�\T� �فيتنـاول مفهـوم . يتعرض املبحث احلايل ملسألة اإلثبات بالقرائن الطبيـة

كما يتعرض آلراء الفقهـاء يف .أنواع القرائن الطبية واإلثبات بالقرائن الطبية، :اآليتوميكن تناول ذلك يف ثالثة مطالب على النحو. حجيتها يف اإلثبات

�א���9$א,ول ��������א�(�א�������g�5م�אC4� �

مفردة : مصطلح مركب من ثالثة مفردات هى ) اإلثبات بالقرائن الطبية ( رى بيان مفهوم هـذه جيو). الطبية( مفردة و، )القرائن( مفردة و، )اإلثبات(

:اآلتىواالصطالح على النحواملفردات ىف اللغة، :مفهوم اإلثبات: أوال

أقامهـا : أثبت حجتـه و. البينةواحلجة وهومن الثبت : " اإلثبات ىف اللغة . )١(" أوضحها و

وسائل اإلثبات هى الطرق الىت يـتم و. إقامة احلجة وإذن اإلثبات ىف اللغة ه .انة ا إلقامة احلجةاالستع

)مادة ثبت .(٨٢، و خمتار الصحاح، ص٤٦٨لسان العرب ص) (١

١٢٣٩

تثبت من يـسند حقـا لنفـسه : " اإلثبات ىف االصطالح الشرعى معناه ويغلب على الظن أنه املظهـر ولغريه يقره الشارع بناء على دليل يتأكد منه، أ وأ .)١(" املبين هلذا احلق ملن يدعيه وأ

:مفهوم القرائن: ثانيا

: و) قارن(مأخوذة من الفعل الرباعى ) القرينة( و. القرائن لغة مجع قرينة . املصاحب: القرينو. صاحبهوقرانا، اقترن به وقارن الشىء بالشىء مقارنة " .يصاحبهوإذن فالقرينة ىف اللغة ما يالزم الشىء . )٢("

األمـارات، : " تعـرف القـرائن بأـا : القرينة ىف االصطالح الشرعى . )٣(" نفيه وستدل ا على وجود الشىء، أالعالمات الىت يو

نتيجتها يكـون وصلة بني واقعة معينة : " إذن ميكن القول بأن القرينة هى : " اإلثبات بالقرينة هـو و. )٤(" ثبوت الواقعة فيها دليال على حدوث نتيجتها

.)٥(" استنتاج الواقعة املطلوب إثباا من واقعة أخرى قام الدليل على إثباا : مفهوم الطب: ثالثا

: طبه طبا من بـاب قتـل " و" . النفس وعالج اجلسم، : " الطب لغة ). ١(" النسبة طبى وبالكسر، : االسم الطبو. داواه

دار اجلامعة : اإلسكندرية(وسائل اإلثبات ىف الفقه اإلسالمى، عبداملطلب عبدالرازق محدان ط ) (١ .٥، ص)٢٠٠٧اجلديدة،

.١٤١- ١٣٩، ص١١لسان العرب ج (٢)

ه ١٤٠٩مؤسسة الرسالة، : ريوتب(، ٢نظام القضاء ىف الشريعة اإلسالمية، عبد الكرمي زيدان، ط (٣) .٢١٩، ص )م١٩٨٩ –

دار الفكر اجلامعى، : اإلسكندرية( ، ١آلية إثبات املسئولية اجلنائية، حممد على سكيكر، ط (٤) .١٦٥، ص )٢٠٠٨

.١٦٧ آلية إثبات املسئولية اجلنائية ص )(٥

١٢٤٠

بناءا على ذلك، ميكن القول بأن اإلثبات بالقرائن الطبية يعىن إقامة احلجـة . العالمات املستمدة من اال العالجىأمام اجلهة الفضائية باالستعانة ب

اجلسد البشرى، فإن القرائن الطبية وواستنادا إىل أن مرتكز اال العالجى ه هى ما يتخلف عن اجلسد البشرى من آثار مادية ميكن االستعانة ا ىف جمـال

األظـافر، وآثـار األسـنان، واألقدام، وآثار األصابع، : تتمثل ىف واإلثبات، العرق، والرباز، والبول، وبقع اللعاب، والبقع املنوية، والدم، والشعر، و، العظامو .أنسجة اجلسموأشالء اجلسد، و

قد شاع إطالق مصطلح القرائن الطبية ىف كثري من الكتابات العلمية وهذا ليدل على الوسائل املستخدمة لتحليل اآلثار املادية النامجة عن اجلسد البـشرى

بصمات األصـابع، والبقع املنوية، واللعاب، والرباز، وول، البوكتحاليل الدم، . )٢(التشريح والبصمة الوراثية، و

ونظرا ألغراض هذه الدراسة، فإن البحث سيستخدم مصطلح القرائن الطبية عـن وعن اآلثار املادية النامجة عن اجلـسد البـشرى، : ليعرب عن املعنني، أى

.رالوسائل املستخدمة لتحليل هذه اآلثا

).مادة طبب. (١٤، ص ٢ ،املصباح املنري ج١١١، ص ٨ لسان العرب ج )(١اإلثبات اجلنائى بالقرائن، دراسة مقارنة، عبد احلافظ عبد اهلادى : يراجع على سبيل املثال ال احلصر ) (٢

و طرق احلكم املتفق عليها و املختلف . ٤١٧، ص )١٩٨٩دار النهضة العربية،: القاهرة( عابد،ط ر النصيحة، دا: مكة املكرمة( ، ٤فيها ىف الشريعة اإلسالمية، سعيد بن درويش الزهراىن، ط

.٣٠١-٢٩٧ص) م٢٠١٠ -ه ١٤٣١

١٢٤١

oEא���9$א���� ��א���� �<`��م�א���� �

هناك كتابات عديدة تناولت جمال اإلثبات بالقرائن الطبية، إال أنه مـن إمنا وردت هـذه القـرائن و. املالحظ أا مل تفرد القرائن الطبية بتصنيف معني

جـه على و)٢(الىت تعرضت للقرائن العلمية ) ١ (متناثرة ىف ثنايا الكتابات املعاصرة تعرضت هلا بعض و. )٣(العموم

املالحظ على بعض هذه الكتابات أا اعتمدت ىف تناوهلا للقرائن الطبية على مراجع ثانوية، و )(١ .غري متخصصة، و منقولة ىف غالبيتها من نصوص مترمجة ملراجع أجنبية األصلية العربية، و األجنبية و جتدر اإلشارة إىل أن البحث احلاىل قد رجع إىل العديد من املراجع

. املتخصصة ىف جمال القرائن الطبية، و دورها ىف اإلثبات اجلنائى، و ذلك سعيا حنو التأصيل العلمىالىت ثبتت أصوهلا اليقينية باإلمجاع ىف األوساط العلمية املتخصصة، و " القرائن العلمية هى القرائن ) (٢

ال وجها واحدا، و هى ىف جماالت العلوم، و الطب، و التحاليل هى قرائن قطعية الداللة ال حتتمل إو . املعملية، و الفحوص اجلنائية املتعلقة بالبصمات، و فحص اآلثار و املخلفات، و غري ذلك

اجلرائم اجلنسية و إثباا : يراجع". يستعان فيها باألجهزة العلمية املتطورة، و ال جمال للخطأ فيها دار : الرياض( األدلة اجلنائية ىف جمال إثباا، أبوبكر عبداللطيف عزمى مع مبادئ أصول علم

.١٥٩، ص )م١٩٩٥-ه١٤١٥املريخ، فيشري البعض إىل أن القرائن العلمية . فقد وردت القرائن الطبية ىف معرض تناول القرائن العلمية (٣)

و يشري . و التسجيالت الصوتيةالبصمات، و حتاليل الدم، و الفحص الطىب للبقع املنوية، : تتمثل ىفحتاليل الدم، و بصمات األصابع، و البصمة الوراثية، : البعض اآلخر إىل أن القرائن العلمية تتمثل ىف

: يراجع. و التشريح، و الفحوص الفنية املتعلقة باآلثار املادية كقطع السالح، و الطلق النارىجلرائم اجلنسية و إثباا مع مبادئ أصول علم ،ا٤١٧اإلثبات اجلنائى بالقرائن، دراسة مقارنة ص

. ١٦٠ -١٥٩األدلة اجلنائية ىف جمال إثباا، ص قرينة الفحص الطىب كفصائل -٢، . قرينة املستندات اخلطية-١: ويقسم البعض القرائن العلمية إىل

.الدم، و البصمة الوراثية

١٢٤٢

. )٢( يف جمال اإلثبات اجلنائي )١(الكتابات ىف معرض تناوهلا لألدلة املادية

، و القرائن املادية .مثل آثار الشعر: الظاهرة القرائن املادية: تنقسم إىل قسمني مها: القرائن املاديةمثل آثار البصمات، و بقع الدم، و بقع املىن، و الروائح،قرينة التصوير الفوتوغراىف، و : اخلفية

. التسجيالت الصوتية

اإلسالم ( القضاء بالقرائن املعاصرة، ابراهيم بن ناصر احلمود، مقال منشور مبوقع شبكة : يراجع .م٢٠٠٩ إبريل ١٩/ ه١٤٣٠ ربيع اآلخر ٢٣ريخ األحد بتا) اليوم

Islamtoday.net/bohooth/artshow-٦٢٧١-٨٦.htm ويشري البعض إىل أن القرائن العلمية تتمثل البصمات، التشريح، و التحاليل املخربية للبقع الدموية، و املنوية، و الصور الفوتوغرافية، و : ىف

كم املتفق عليها و املختلف فيها ىف الشريعة اإلسالمية، طرق احل: يراجع. التسجيالت الصوتيةو املالحظ على هذه التقسيمات أنه ال يوجد معيار واضح ميكن االحتكام إليه ىف . ٣٠١- ٢٩٧ص

.تقسيم القرائن العلمية على النحو املشار إليه سالفا

ادث أو ذات صلة باحلادث، و عبارة عن املواد، و األجسام الىت توجد مبكان احل" األدلة املادية ) ١ (الطب الشرعى اجلنائى، جالل اجلابرى، : يراجع". ميكن إدراكها، و إحساسها بإحدى احلواس

.٥١، ص)٢٠٠٠دار الثقافة، : عمان( ، ١طحيتاج ىف استخراجه إىل خربة فنية مثل اخلربة ىف جمال " ويسمى الدليل املادى بالدليل الفىن ألنه

و ذلك مقارنة بالدليل املعنوى و هو الدليل الذى ال حيتاج ىف استخراجه إىل ". تزوير اخلطوط شرح القواعد العامة لإلجراءات اجلنائية : يراجع. خربة فنية كاالعتراف ، و الشهادة ، و التلبس

، عبد ٢٠٠٧ لسنة ١٥٣ و ٧٤ و القانونني رقمى ٢٠٠٦ لسنة ١٤٥ىف ضوء أحكام القانون و اجلرائم اجلنسية و إثباا . ١٦٢٤، ص)٢٠١١دار النهضة العربية، : لقاهرةا( الرءوف مهدى ط

.٣٩٨مع مبادئ أصول علم األدلة اجلنائية ىف جمال إثباا، ص: فيشري إىل أن األدلة املادية تتمثل ىف. فقد أورد البعض القرائن الطبية ىف ثنايا تعرضه للقرائن املادية )(٢

قدام، و آثار األسنان، و أجزاء من األظافر، و العظام، و الشعر، و آثار األصابع، و آثار األالعجالت، و اآلالت، و التراب، و قطع الزجاج، و الدم، و البقع املنوية، و بقع اللعاب، و البول،

.٩٥-٥٣الطب الشرعى اجلنائى، ص : يراجع. و الرباز، و العرق، و أنسجة اجلسمسالح نارى، و شظايا نارية، جثة آدمى، صور فوتوغرافية، : كما تتمثل األدلة املادية ىف

:متت ترمجة هذه الفقرة من كتاب. ( تسجيالت صوتية حملادثات هاتفية

١٢٤٣

هذا فضال عن أن هذه الكتابات قد اختلفت ىف حتديد ما يعد قرينة طبيـة، كما أن هناك كثريا من اخللط بني ما يعد قرينة، وما يعد .)١(ما ليس كذلك و

. )٢(خالص القرينة وسيلة الستولعل ذلك يرجع إىل اختالف مدلول القرائن الطبية باختالف التخصصات،

لذا كان من األمهية مبكان الرجوع إىل الكتابات الـىت . باختالف زوايا النظر وتناولت أقسام القرينة الستلهام تقسيم موضوعى ميكن أن يساعد على تـصنيف

ات عديدة للقرينة، فتقسم باعتبار مصدرها توجد تقسيم وهذا . القرينة الطبية : )٣(إىل ثالثة أنواع هى

أن اهللا تعاىل : منهاو. السنةو قرائن منصوص عليها ىف القرآن :النوع األول الدنيوية كمعرفة وقد نصب العالمات الىت يهتدى ا الناس ىف أمورهم الدينية

George D. Lee, Practical Criminal Evidence, ( New Jersey, Pearson Prentice Hall, ٢٠٠٧),

pp. و قد متت ترمجة )ملادية ىف إثبات اجلرميةاألدلة ا: ( هذا املرجع هو كتاب بعنوان.١٦٢-١٦١ ،هذه الفقرة من النسخة املطبوعة بقسم املراجع األجنبية، مبكتبة كلية احلقوق، جامعة املنصورة،

.مصرفآثار الشعر، و البقع املنوية تعد من قبيل القرائن الطبية عند البعض، على حني ال يعتربها البعض ) (١

رائم اجلنسية و إثباا مع مبادئ أصول علم األدلة اجلنائية ىف جمال إثباا، اجل: يراجع. اآلخر كذلك .، و القضاء بالقرائن املعاصرة١٥٩ص

فبقع الدم املتناثرة ىف مكان احلادث تعد قرينة إثبات بينما حتليل فصيلة هذه البقعة الدموية يعد ) (٢ الكتابات أا ختلط بني األمرين، أى ما و املالحظ على كثري من. وسيلة الستخالص هذه القرينة

اجلرائم : يراجع على سبيل املثال ال احلصر. بني هو قرينة، و ما هو وسيلة الستخالص القرينة .١٥٩اجلنسية و إثباا مع مبادئ أصول علم األدلة اجلنائية ىف جمال إثباا، ص

دار : الرياض(، ١احل بن غامن السدالن، طالقرائن و دورها ىف اإلثبات ىف الشريعة اإلسالمية، ص ) (٣-٢٣ص : ملزيد من التفاصيل حول تقسيمات القرائن، يراجع. ٢٢-١٩، ص )ه١٤١٦بلنسية،

٣٣.

١٢٤٤

��P��O��NM}�: تعـاىل أمور السفر، فقال و – القبلة –جهة الصالة

���Qz )١( . بطـالن بيـع : منها. قرائن نص عليها الفقهاء من اجتهادهم :النوع الثاىن

املريض مرض املوت لوارثه ألن هذا التصرف قرينة على إرادته اإلضرار ببـاقى .مجيعهموالورثة أ

هـذا النـوع خيتلـف و. قرائن استنبطها القضاة اتهدون : النوع الثالث .ما يكتنفها من ظروف معينةو القضايا املطروحة باختالف

بناءا على هذا التقسيم، ميكن القول بأن القرائن الطبية املعاصـرة تنـدرج وذلك ألا ليست ).٢(القرائن القضائية وهوحتت النوع الثالث املشار إليه آنفا،

قبيـل كما أا ليست من . السنةومن قبيل القرائن املنصوص عليها ىف الكتاب، إمنا هى من قبيل األدلة الىت يستنبطها و. القرائن الىت نص عليها الفقهاء اتهدون

.القضاة من األدلة املطروحة باالستعانة بأهل اخلربة ىف اال الطىبآثار قدميـه ومن أمثلة ذلك أن يعترب القاضى وجود بصمة أصبع املتهم، " و

)٣(" تكاا ىف مكان اجلرمية قرينة على مسامهته ىف ار

). ١٦: (سورة النحل، اآلية )(١تسمى القرائن القضائية بالقرائن الفعلية ألا ليست قرائن منصوص عليها، بل هى من استنتاج (٢)

استنتاج القاضى حدوث واقعة معينة من واقعة آخرى ثبتت لديه " ئن الفعلية هى فالقرا. القاضىاإلثبات اجلنائى بالقرائن، دراسة مقارنة، عبد احلافظ : يراجع". مىت كان االستنتاج متفقا مع املنطق

.٧٨٠، ص )١٩٩١دار النهضة العربية، : القاهرة( عبد اهلادى عابد، ط .٧٨٠، ص )١٩٩١دار النهضة العربية، : القاهرة( رائن، دراسة مقارنة، اإلثبات اجلنائى بالق )(٣

١٢٤٥

من تقسيمات القرينة أيضا، تقسيمها باعتبار قوة داللتـها ىف اإلثبـات، و :)١(فتنقسم القرينة ذا االعتبار إىل ثالثة أنواع هى

ىف وخرج رجل مـن دار وهى الىت بلغت حد اليقني، كما ل : قرائن قوية -١. خـائف مـضطرب وهوثوبه ملطخ بالدم، ويده سكني ملوثة بالدماء،

مل يكـن ىف الـدار ووجه وجد الناس ىف الدار رجال مقتوال، بعد خر و .القاتلوفهذه قرينة على أن ذلك الرجل ه. غريمها

هى الىت تقبل إثبات عكسها، فال يصح االسـتناد إليهـا : قرائن ضعيفة -٢احلال إذا وكما ه . وحدها، بل حتتاج إىل دليل آخر لترتب احلكم عليها

ال بينـة، وت، كل يدعيـه لنفـسه، وقع نزاع بني زوجني ىف متاع البي كالمها صاحب يد، فريجح قول كل منهما فيما يـصلح لـه بقرينـة و

.للزوجةوما يناسب النساء هوللزوج، واملناسبة، فما يناسب الرجال ه

هى الىت يتطرق إليها احتمال الكذب، فال يعول عليهـا ىف : قرائن كاذبة -٣ يوسـف أن الـذئب أقوى منها كدعوى إخوة واإلثبات ملعارضتها ما ه

قد جاءوا بالدم على قميصه كقرينة على صدق قوهلم لكن أباهم وأكله، يسلم القمـيص مـن واكتشف كذم ألنه ال ميكن أن يفترسه الذئب،

هى القـرائن ويؤخذ على هذا التقسيم إغفاله للقرائن الظنية، و. التمزقصـة عنـد خاوالراجحة الىت ميكن االعتماد عليها وحدها ىف اإلثبات،

.تعذر األدلة اآلخرىوعلى ذلك ميكن تقسيم القرائن الطبية باعتبار قوة داللتها ىف اإلثبـات

:إىل أربعة أنواع هى

. القضاء بالقرائن املعاصرة(١)

١٢٤٦

ميكـن االسـتناد وهى القرائن الىت بلغت حد اليقني، : قرائن طبية يقينية - ١ .عليها وحدها ىف اإلثبات

لكن تبلغ درجة وهى القرائن الىت مل تبلغ حد اليقني، : قرائن طبية ظنية -٢كبرية من الرجحان متكن من االستناد إليها وحدها ىف اإلثبات ال سيما

.عند غياب األدلة اآلخرى

هى القرائن الضعيفة الىت ال ميكن االسـتناد إليهـا : قرائن طبية احتمالية -٣ .وحدها ىف اإلثبات، بل البد من توافر دليل آخر لترتب احلكم عليها

لذا ال يعول وئن الىت يتطرق إليها احتمال التزوير، هى القرا : قرائن ومهية -٤ .عليها ىف اإلثبات مطلقا

جتدر اإلشارة إىل أن حتديد مدى قوة القرينة كدليل ىف اإلثبات يرجع إىل و. األمانة املهنيةوتقدير أهل اخلربة ممن يتسمون بالكفاءة،

١٢٤٧

��א���9$א��

����gא�ox��א���א�(�א�����\T� �فذهب أكثرهم إىل جواز العمل . اختلف الفقهاء ىف جواز القضاء بالقرائن

).٢(ذهب البعض إىل عدم جواز العمل ا و. )١(ا كوسيلة من وسائل اإلثبات .)٣(ومع هذا فإم جممعون على األخذ بالقرائن ىف اجلملة

. احلـدود ولقرائن ىف جمال جرائم القصاص عدم جواز القضاء با :الراجحوقـد يترتـب وذلك من باب االحتياط للدماء، ألن القرينة يكتنفها الغموض، و

هذا ال يتفق مـع مقـصد و على االستناد إليها ىف اإلثبات إراقة دماء األبرياء،

ممن جوز العمل بالقرائن صراحة ىف اإلثبات ابن تيمية، و ابن القيم من احلنابلة، و بدر الدين بن (١)فرحون، و ابن جزى، و عبد الغرس، و الزيلعى، و ابن عابدين، و الطرابلسى من احلنفية، و ابن

. املنعم بن الفرس من املالكيةحاشية رد املحتار على : انظر ىف تفصيل جواز العمل بالقرائن ىف جمال اإلثبات، و أدلة القائلني به

دار : بريوت(الدر املختار شرح تنوير األبصار فقه أىب حنيفة،، ابن عابد حممد عالء الدين أفندى ط ، واخلرشى على خمتصر ٩٣ص ٢،و تبصرة احلكام ج٢٩٧ص٤، ج) م٢٠٠٠ –ه ١٤٢١الفكر،

، )دار الكتاب اإلسالمى، : القاهرة( خليل، حممد بن عبد اهللا اخلرشى املالكى أبو عبد اهللا، ط : الرياض(، ١جمموعة الفتاوى، تقى الدين أمحد بن عبد احلليم بن تيمية احلراىن، ط. ١٧٩ ص٧ج

،و الطرق احلكمية ىف السياسة الشرعية، ٣٥٧،ص١٠، ج)م١٩٩٨ –ه ١٤١٩ان، مكتبة العبيك: بريوت( ، ١زكريا عمريات، ط: مشس الدين أىب عبد اهللا حممد بن أىب بكر بن قيم اجلوزية، ختريج

. ١٩ -٧، ص)م١٩٩٥ -ه ١٤١٥دار الكتب العلمية، انظر ىف تفصيل هذا القول، و أدلته، . ائنصرح ابن جنيم، و اخلري الرملى بعدم جواز العمل بالقر) (٢

البحر الرائق شرح كرت الدقائق، زين الدين بن ابراهيم بن حممد املعروف بابن نجيم املصرى، ، و اية احملتاج إىل شرح املنهاج، مشس ٢٠٥ص ٧، ج)بريوت دار الكتاب اإلسالمى،(،٢ط

دار الفكر، : بريوت( ن الرملى، ط الدين حممد بن أىب العباس أمحد بن محزة بن شهاب الدي .٣٩١-٣٩٠،ص ٧، ج)م١٩٨٤ -ه ١٤٠٤

.١٩ -١٧، و الطرق احلكمية ىف السياسة الشرعية، ١٢١ص ٢تبصرة احلكام ج )(٣

١٢٤٨

احلـدود وهذا فضال عن أن القرينة مبنية على الشبهة، . الشريعة ىف إقامة العدل لذا يعول علـى وذلك خبالف التعزير، فإنه يثبت مع الشبهة، و. لشبهاتتدرأ با

ىف ظـل وىف ظل مشروعية القرائن مجلة، و).١(القرائن ىف إثبات دعاوى التعزير رأى كثري من الفقهاء القائلني جبواز العمل بالقرائن كوسيلة من وسائل اإلثبات،

. )٢(قائمة عليها ويات جتىء القرائن الطبية املعاصرة متفقة مع هذه احليث :)٣(خيتلف حكم القرائن حبسب أنواعها وهذا

، ٥١، و الطرق احلكمية ىف السياسة الشرعية، ص٣٥٤ص٥حاشية رد املحتار على الدر املختار ج )(١جملة الشريعة و القانون، كلية الشريعة و (سالمى، حممد رأفت عثمان، والقضاء بالقرائن ىف الفقه اإل

، )م١٩٨٨ مايو - ه ١٤٠٨القانون، جامعة اإلمارات العربية املتحدة، العدد الثاىن، رمضان ، و وسائل اإلثبات ىف الشريعة اإلسالمية ىف املعامالت املدنية و األحوال الشخصية، حممد ٤٧ص

، و مدى ٥١١، ص)م١٩٩٤ -ه ١٤١٤دار البيان، : بريوت- دمشق(، ٢، ط١الزحيلى، جحجية الشهادة و القرائن و ضوابط مشروعيتهما ىف اإلثبات، دراسة مقارنة بني النظم اإلسالمية و

دار : اإلسكندرية( ، .النظم الوضعية، خالد عبد العظيم أمحد أبو غابة، و كمال حممد عواد عوضط .١٣٥-١٣٢، ص )٢٠١٣الفكر اجلامعى،

فاملطلوب ىف اإلثبات هو إقامة العدل، و حتققه؛ فإذا ظهرت أمارات العدل بأى شكل كان فثم ) (٢الطرق احلكمية ىف : يراجع. إقامة العدل و إثباته أوىل من إمهاله و إضاعته: شرع اهللا، و ذلك، أى .١١السياسة الشرعية، ص

ق، و يطمئن له القاضى، و ذلك ملا ىف تشمل كل ما يثبت به احلفوسائل اإلثبات ىف الشريعة ذلك من التيسري، و حتقيق العدل، و إىل فعل النىب صلى اهللا عليه و سلم، و إىل فتح اال أمام ما

فالشريعة . " يستجد من وسائل صاحلة لإلثبات مما يعكس مرونة الشريعة و صالحيتها لكل العصورىف أصول : يراجع" حلقيقة و الفصل ىف اخلصومة تقر كل طريق من طرق اإلثبات صاحلة إلظهار ا

.٣٠٠النظام اجلنائى اإلسالمى، دراسة مقارنة، ص-٥١٦، ص ١وسائل اإلثبات ىف الشريعة اإلسالمية ىف املعامالت املدنية و األحوال الشخصية، ج ) (٣

٥١٨.

١٢٤٩

عدم وفالقرائن الىت نص عليها الشارع جيب على القاضى احلكم مبوجبها، -١اخلروج عليها ككون الفراش الصحيح يعد قرينة شـرعية علـى ثبـوت

. النسبلـزم القرائن القطعية الىت نص عليها الفقهاء إذا ثبتت عند القاضـى، في و -٢

عدم اخلروج عليها أيضا، ألن القرينة القاطعة الىت تبلـغ واحلكم مبوجبها حد اليقني توجد عند القاضى علما كافيا بالواقعة تعد وحدها بينة ائيـة

يتمثل هذا النوع ىف أنه إذا زفت املرأة إىل الرجل ليلـة و. كافية للقضاء و .العرس، فإن ذلك يعد قرينة قاطعة على أا زوجة

القرائن القضائية الىت تعتمد على اجتهاد القاضى، فإا تعتـرب دلـيال ىف و -٣يتمثل هـذا و ).١(غلب على ظنه صحتها واإلثبات مىت اقتنع ا القاضى،

النوع ىف اعتبار مظاهر الغىن من املوظفني قرينة على ارتشائهم إذا مل يعرف . لثرائهم مصدر آخر

هى من شـاكلة القـرائن القـضائية، فـإن وبالنظر إىل أن القرائن الطبية اطمئنانـه واالستدالل ا ىف جمال اإلثبات يعتمد على اقتناع القاضى ا،

.لصحتها

باشرة كشهادة الشهود و دليل إثبات غري مباشر مقارنة بأدلة اإلثبات امل" فالقرينة القضائية تعد )(١فال يلجأ القاضى . و لذا تظل القرينة وسيلة احتياطية لإلثبات عند فقد األدلة اآلخرى". االعتراف

إىل القرائن إال عندما يفقد األدلة و احلجج الظاهرة أمامه، أو تكون األدلة املقدمة لديه غري مقنعة، : بدون بلد النشر( ، ٢ائية، حممد عيد الغريب، طشرح قانون اإلجراءات اجلن: يراجع.أو غري كافية

، و وسائل اإلثبات ىف الشريعة اإلسالمية ىف املعامالت ١٤٢٧ص ٢، ج)١٩٩٧بدون دار النشر، .٥١٨-٥١٦، ص ٢املدنية و األحوال الشخصية، ج

١٢٥٠

١٢٥١

�א��A�א���� ���<��2א���א�(�א��������oxل����3 �

����gא�ox��5!�\Tو�،o� ��א�!�Aش�א� �فة األدلة يثبت بكا وفه. ال يشترط التحرش اجلنسى نظاما معينا ىف اإلثبات

. )٢ ( ىف الشريعة اإلسالمية)١(الىت تثبت ا اجلرائم التعزيرية ىف ظل رأى كثري من الفقهاء جبـواز االسـتدالل بـالقرائن ىف إثبـات واستنادا إىل كون التحرش اجلنسى يعد جرمية تعزيرية، من مث تعـد و، )٣(التعزير

قرار، و فتثبت مبا تثبت به حقوق العباد من اإل. ال تشترط جرائم التعازير نظاما معينا لإلثبات) (١الشهادةـ و اليمني، و الكتابة، و النكول، و علم القاضى، و يقبل فيها شهادة النساء مع الرجال،

كما تثبت بغريها . و الشهادة على الشهادة، و كتاب القاضى إىل القاضى، و ال يعمل فيها الرجوعامت هذه األدلة ال ختالف من األدلة ما دام أنه مل يأت نص شرعى يعني طرقا معينة إلثباا، و ما د

و ذلك خبالف جرائم احلدود، و القصاص الىت تشترط نظاما معينا ىف اإلثبات، . الشريعة اإلسالمية. فتشترط عددا حمددا من الشهود، و يعمل فيها الرجوع ىف اإلقرار، و ال تقبل فيها شهادة النساء

، ٧ بكر بن مسعود الكاساىن احلنفى، جبدائع الصنائع ىف ترتيب الشرائع، عالء الدين أىب: انظر .٦٥، ص)م١٩٨٦ -ه ١٤٠٦دار الكتب العلمية، : بريوت ( ٢ط

، والتعزير ىف الفقه اجلنائى اإلسالمى و القانون ٦٥، ص٧بدائع الصنائع ىف ترتيب الشرائع، ج ) (٢نظمة احلديثة و ، و اجلرمية، أحكامها العامة ىف األ٦٨٢اليمىن مقارنا بالقانون اجلنائى املصرى، ص

.٢٢١، ص)١٩٩٥دار النهضة العربية، : القاهرة( ، ٢الفقه اإلسالمى، أسامة عبد اهللا قايد، ط

، و الطرق احلكمية ىف السياسة الشرعية، ٣٥٤،ص٥حاشية رد املحتار على الدر املختار ، ج ) (٣ات ىف الشريعة اإلسالمية ، و وسائل اإلثب٤٧، و القضاء بالقرائن ىف الفقه اإلسالمى، ص٥١ص

، و مدى حجية الشهادة و القرائن و ضوابط ٥١١ىف املعامالت املدنية و األحوال الشخصية، ص .١٣٥-١٣٢مشروعيتهما ىف اإلثبات، دراسة مقارنة بني النظم اإلسالمية و النظم الوضعية، ص

١٢٥٢

ا جرمية التحرش اجلنـسى القرائن الطبية املعاصرة إحدى الوسائل الىت تثبت .مىت مت الوثوق بنتائجها

فقد ينجم عن بعض صور التحرش اجلنسى بعض اآلثار املاديـة علـى آثـار واملـين، و ىف مكان احلادث كبقع الـدم، واملتهم، أ وجسد الضحية، أ

هذه اآلثار تعد مبثابة أدلة ميكن االستعانة ـا ىف و. خصالت الشعر واألصابع، . مرتكب اجلرميةحتديد هوية

وذلك بعد فحصها من خالل الوسائل املختربية احلديثة كتحليـل الـدم، .البصمة الوراثيةوبصمة األصابع، و

بأن أهم القرائن الطبية الىت ميكن االستناد إليها ىف إثبات لذا ميكن القول و .البصمة الوراثيـة وبصمة األصابع، وحتليل الدم، : التحرش اجلنسى تتمثل ىف

:اآلتىوجيرى تفصيل ذلك ىف ثالثة مطالب على النحو

١٢٥٣

�א���9$א,ول �

o� ���3��א�!�Aش�א��D��"4(�و��%$��Dא��م�*�"�$ �اعتبارها ىف اإلثبات اجلنائى ويعد حتليل الدم أحد األدلة اهلامة الىت هلا وزا

على جـسد وفوجود بقعة من الدم ىف مكان ارتكاب اجلرمية أ . للجرائم اجلنسية املقاومـة تعـد واالحتكاك، واملشتبه فيهم بتأثري التالمس، ومالبس الضحية، أ و

).١(دليال قويا على ارتكاب املشتبه فيهم للجرمية بيـان املوقـف وفيما يلى توضيح ملاهية حتليل الدم من الناحية العلمية، و

:الفقهى من حتليل الدم كوسيلة إلثبات التحرش اجلنسى :مى لتحليل الدماملعىن العل: أوال

أن هـذه ومن الثابت علميا أن لكل إنسان صفات ىف دمه متيزه عن غريه، الصفات تظل ثابتة على

، A ،B :ينتمى البشر مجيعا إىل أربع فصائل للـدم هـى و. )٢(مدار العمر AB ،من خالل أخذ عينة من دم الشخص، ميكن حتديد فصيلة الدم الـىت و. ٠

. )١(ينتمى إليها

١) ( Stuart, H. James & Jon, J. Nordby, Forensic Science: An Introduction to Scientific

Investigative Techniques, ( London, CRC Press, ٢٠٠٣), pp. ١٥٣-١٥١ ,١٣٧. و قد ). مقدمة ىف فنيات التحقيق العلمية ىف جمال الطب الشرعى: ( هذا املرجع هو كتاب بعنوان

، مبكتبة كلية الطب، متت ترمجة الفقرة املشار إليها من نسخته املطبوعة بقسم مراجع الطب الشرعى .جامعة املنصورة، مصر

(٢) Stuart, H. James & Jon, J. Nordby, Forensic Science: An Introduction to Scientific

Investigative Techniques, ( London, CRC Press, ٢٠٠٣), pp. هذا املرجع .١٥٣-١٥١ ,١٣٧و قد متت ترمجة ). العلمية ىف جمال الطب الشرعىمقدمة ىف فنيات التحقيق : ( هو كتاب بعنوان

الفقرة املشار إليها من نسخته املطبوعة بقسم مراجع الطب الشرعى، مبكتبة كلية الطب، جامعة . املنصورة، مصر

Tom :للمزيد من التفاصيل عن نشأة حتليل الدم، و تطوره، و أبرز مكتشفيه، و فصائله، يراجع

Bevel and Ross M. Gardener, ibid., p. ٨٧-٨٦. ،

١٢٥٤

ذلك فإن حتليل بقع الدم املتناثرة ميكن أن يسهم ىف الكشف عـن وعلى التلوث الدموى الذى يوجـد ىف مكـان وفبتحديد فصيلة البقع، . هوية اجلاىن

اـىن عليهـا، مث مقارنـة ومالبس املتهم أويكون عالقا على جسم أ واجلرمية أ ـ والنتيجة على فصيلة دماء املتهم، ن التوصـل إىل فصيلة دماء اىن عليها ميك

إجـراءات وحتديد هوية مرتكب اجلرمية شريطة توخى الدقة ىف أخذ العينـة، )٢( التحليلفتحليل الدم يعد . مع ذلك ينبغى أن تؤخذ نتائج حتليل الدم حبذر شديد و

ليس وسيلة إثبات نظرا لتشابه فصائل الدم، فالفصيلة الواحدة قد ووسيلة نفى، .)٣(يشترك فيها أناس كثريون

إن كان ينفى عـن و لذا فتحليل الدم لبقعة الدم املتناثرة ىف مكان اجلرمية ).٤ (املتهم ارتكابه للجرمية، إال أنه ال حيدد قطعا نسبتها إىل املشتبه فيهم

:املوقف الفقهى من حتليل الدم كوسيلة إلثبات التحرش اجلنسى: ثانيـا رأى أكثـر الفقهـاء جبـواز ىف ظل واستنادا إىل مشروعية القرائن مجلة،

يعترب حتليل الدم قرينة شرعية بإمكان القاضى املسلم ).٥ (االستدالل بالقرائن

١) ( Tom Bevel and Ross M. Gardener, ibid., p. ٣٧

.٢٩٣، ص٢٨٨اجلرائم اجلنسية و إثباا، مع مبادىء أصول علم األدلة اجلنائية ىف جمال إثباا، ص) (٢ Tom : يراجع. من املقرر علميا أن فصائل الدم تتشابه، فقد ينتمى شخصان إىل فصيلة دم واحدة) (٣

Bevel and Ross M. Gardener, op. cit., p. ٣٧. ٤)( George D. Lee, op. cit., p. ١٦٧ حاشية رد املحتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار فقه أىب حنيفة،، ابن عابد حممد عالء الدين )(٥

حلكام ىف أصول ، و تبصرة ا٢٩٧، ص) م٢٠٠٠ –ه ١٤٢١دار الفكر، : بريوت(، ٤أفندى، جاألقضية و مناهج األحكام، برهان الدين أبو الوفاء ابراهيم بن مشس الدين أىب عبد اهللا حممد بن

، واخلرشى على ٩٣، ص )ه١٣٠١دار الكتب العلمية، : بريوت(، ٢فرحون اليعمرى املالكى، ج السياسة ، و الطرق احلكمية ىف٣٥٧، ص١٠جمموعة الفتاوى، ج. ١٧٩، ص٧خمتصر خليل، ج

١٢٥٥

هذا واالستعانة ا كوسيلة مساندة للوسائل اآلخرى ىف إثبات التحرش اجلنسى إال أن ذلـك . حتقيق العدلوإىل مقاصد الشريعة ىف التيسري، وأقرب إىل العمل،

فقد تكون نتائج التحليالت مفيدة، . احلذرون ىف إطار من احليطة ينبغى أن يكو آخر أمر وإال أن القطع بصحتها موضع نظر ألن تشابه فصائل الدم بني شخص

تزويرهاووارد فضال عن إمكانية خطأ التحاليل، )١.(

مع ذلك ينبغى أن يوضع ىف احلسبان أنه على الرغم من أن حتليل الدم يعد و لنفى ارتكاب املشتبه فيه جلرمية التحرش اجلنسى إال أنـه ال يعـد قرينة يقينية

بذلك يـشكل وهو. وسيلة قاطعة إلثباته نظرا لتشابه فصائل دم كثري من الناس مساندة لوسائل اإلثبات اآلخرى شريطة مراعاة الدقة وقرينة احتمالية مكملة

.استخالص النتائجوالفحص، وىف التحليل،

.١٩ -٧الشرعية، ص .٣٠٠طرق احلكم املتفق عليها و املختلف فيها ىف الشريعة اإلسالمية، ص ) (١

١٢٥٦

oEא���9$א���� �

�H��1,א����F١Eو<� ���3��א�!�Aش�א��ox��2دو�� �تعد بصمة األصابع من املنجزات العلمية احلديثة الىت هلا أثر كبري على نظام

. لذا كان من الضرورى إبراز دورها ىف جمال إثبات التحرش اجلنـسى . اإلثباتيـة، بيان ماهيتها العلم واالصطالحى للبصمة، وفيما يلى بيان للمعىن اللغوى، وإبراز املوقف الفقهي من استخدام بصمة األصابع كوسيلة إلثبـات التحـرش و

.اجلنسي

:االصطالحى للبصمةواملعىن اللغوى : أوالما بني اخلنـصر إىل ) ٢(فوت : البصم" والبصمة ىف اللغة مشتقة من البصم،

).٤( "أثر اخلتم باإلصبع : البصمة" و. )٣(" طرف البنصر راحة واألثر املتبقى من أثر ملس أطراف األصابع أ : " البصمة اصطالحا هى و

).٥(" اليدين لشىء ما

فمع أن هناك . جتدر اإلشارة إىل أن املراد ببصمة األصابع هنا هو بصمة أصابع اليدين فحسب ) (١ف بصمة أصابع اليدين أنواعا عديدة من البصمات ذات أمهية كبرية ىف جمال اإلثبات اجلنائى خبال

بصمة القدم، و بصمة األذن، و بصمة الشفتني، و بصمة األسنان، و بصمة فتحات مسام : هىإال أن احلديث ينصب هنا على بصمات أصابع اليدين فقط ألمهيتها ىف . العرق، و بصمة الركبة

: اإلثبات، يراجعملزيد من التفاصيل عن هذه البصمات، و دورها ىف. جمال إثبات التحرش اجلنسى-٤٣٨، ص )١٩٨٩دار النهضة العربية، : القاهرة( اإلثبات اجلنائى بالقرائن، دراسة مقارنة ط

٥٠٧. ).مادة فوت(٥٠، ص ١٢لسان العرب ج: يراجع. ما بني كل إصبعني طوال: الفوت هو )(٢ .٤٢٣، ص ١ لسان العرب ج )(٣ ).مادة بصم (٦٠املعجم الوسيط، ص )(٤٥)( George D. Lee, op. cit., p. ١٦

١٢٥٧

. االصطالحى ىف تعريف البصمة إىل حد كـبري وإذن يتفق املعنيان اللغوى، .راحة اليدين على األشياءوفالبصمة هى األثر الذى يتبقى من ملس األصابع أ

:بصمةاملعىن العلمي لل: ثانياىف باطن وخطوط ىف أطراف األصابع، : " البصمة من الناحية العلمية هى و

)١(اليدين على أشكال عدة

هذه اخلطوط تترك طابعها على و ) .٢(" تتميز ا بصمة شخص عن اآلخر ).٣(خشنا وكل جسم تالمسه؛ سواء كان هذا اجلسم أملسا أ

:تتميز البصمة بسمات عدة هىوهذا

تستمر إىل ما وفهى تتكون ىف اإلنسان قبل أن يولد، : التغري عدموالثبات -١بعد الوفاة حيث ثبت أن اجللد آخر األجزاء الرخوة الىت يصيبها التحلـل

)٤.( فقد ثبت علميـا : بصمة ألصبعني ىف شخص واحد وعدم تطابق بصمتني أ -٢

من خالل التجارب الىت أجريت ىف دول عديدة استحالة تطابق بـصمتني ).٥(بصمة أصبعني لشخص واحد وألشخصني،

و هى عبارة عن شبكة من الثنايا الرقيقة املرتفعة تغطى . تعرف هذه اخلطوط باخليوط احللمية ) (١و اخلطوط . و يوجد بني هذه اخلطوط املرتفعة خيوط صغرية منخفضة. األصابع، و راحة اليد

و عند مالمسة األصبع للورق . أما اآلخرى فتبقى خاليةاحللمية املرتفعة هى الىت يعلق ا احلبر، ينتقل احلرب ممثال اخلطوط احللمية، كما حتوى هذه اخلطوط على ثغرات مسامية صغرية نتيجة وجود

.٥٤الطب الشرعى اجلنائى، ص: يراجع. قنوات عرقية تفتح هذه اخلطوط٢) ( Stuart, H. James & Jon, J. Nordby, op. cit., p. ٢٧٨. ٣) ( Stuart, H. James & Jon, J. Nordby, ibid., p. ٢٨٥. ٤)( Stuart, H. James & Jon, J. Nordby, ibid., pp. ٢٧٨-٢٧٧. ٥) ( George D. Lee, op. cit, p. ١٦٣

١٢٥٨

فقد ثبت علميا أن البـصمة : اللونواجلنس أ وعدم تأثر البصمة بالوراثة أ - ٣من بويضة وإن كانوا توائم واألصل بصفة عامة، وليس هلا عالقة بالوراثة أ

.لكن من املستحيل أن تتطابقوواحدة، فقد تتشابه بصمام،

.)١( تزويرهاواستحالة تقليد البصمة، أ - ٤

هذه الصفات للبصمة هى الىت جعلتها ذات أمهية كبرية ىف الكشف عـن وتعقب مرتكبيها، مما دفع ببعض النظم القانونية وخبايا العديد من اجلرائم،

. )٢( إىل النص صراحة على األخذ ا ىف جمال اإلثبات اجلنائىهى أهـم مـا وحصرها من موقع اجلرمية، ويتم التعرف على البصمات، و

حتريزها بعنايـة وإظهارها، وحيث جيرى البحث عنها، . كه اجلاىن من آثار يترمـضاهاا ونقلها ليتم فحصها، ورفعها، أى محايتها ومث يتم تصويرها، . فائقة

بذا تعد البصمة أكثر و. املقبوض عليهم وعلى بصمات األشخاص املشتبه فيهم أ

و .٥٥-٥٤، ص)٢٠٠٠دار الثقافة، : عمان( ، ١الطب الشرعى اجلنائى، جالل اجلابرى، ط ) (١دار النهضة : القاهرة( ائى بالقرائن، دراسة مقارنة، عبد احلافظ عبد اهلادى عابد، اإلثبات اجلن

للمزيد من التفاصيل خصائص البصمات، و أنواعها، و تصانيفها، . ٤٣١، ص )١٩٨٩العربية، : يراجع

Stuart, H. James & Jon, J. Nordby, op. cit., pp. ٢٩٤-٢٧٨ , and Tim Thompson & Sue

Black, Forensic Human Identification: An Introduction, ( London, CRC Press,

٢٠٠٧), p.٦٣-٥٨. مقدمة ىف حتديد اهلوية الشخصية ىف جمال : ( جتدر اإلشارة إىل أن املرجع الثالث املشار إليه بعنوان

كتبة كلية و قد مت الرجوع إىل نسخته املطبوعة بقسم مراجع الطب الشرعى، مب). الطب الشرعى .الطب، جامعة املنصورة، مصر

تتمثل هذه النظم القانونية ىف النظام القانوىن املصرى، و النظام القانوىن السوداىن، و النظام القانوىن ) (٢، )١٩٨٩دار النهضة العربية، : القاهرة( اإلثبات اجلنائى بالقرائن، دراسة مقارنة، : يراجع. اإليطاىل

.٤٣٠- ٤٢٩ص

١٢٥٩

بني وعة ىف الربط بينه، قرينة قاط والوسائل انتشارا للتأكد من شخصية صاحبها، ذلك ىف ظل مراعاة الدقة ىف إجـراءات تـصوير و. تواجده ىف مكان احلادث

.)١(مضاهاا على بصمات املشتبه فيهم ورفعها، والبصمة، :املوقف الفقهى من بصمة األصابع كوسيلة إلثبات التحرش اجلنسى: ثالثا

ال ميكن أن حتوز الـصفة مع أمهية البصمات ىف حتديد هوية املتهم، إال أا وذلك نظرا ؛ألن البصمة املعثور عليهـا ىف . القطعية كدليل ىف اإلثبات اجلنائى

من ارتكب اجلرميـة؛ ومكان احلادث ال تعىن قطعا أن صاحب تلك البصمات ه ملسه ألدوات ارتكاا ألى سبب آخـر وفقد يعزى تواجده ىف مكان اجلرمية، أ

اجلاىن على معرفة تامة مباهية البصمات، فيقوم قد يكون و. غري ارتكاب اجلرمية .أدواا لتضليل جهات التحقيقوبترك بصمة غريه ىف مكان اجلرمية، أ

على ذلك ميكن القول بأن بصمات األصابع ال تعترب دلـيال مـستقال ىف و لكنها إحدى القرائن الـىت تقـوى جانـب وإثبات جرمية التحرش اجلنسى،

وسائل اإلثبـات لـدخوهلا كون وسيلة مساعدة من فهى تصلح أن ت . اإلثبات . )٢(ضمن القرائن املعمول ا مجلة عند سائر الفقهاء

.٥٦- ٥٣الشرعى اجلنائى، ص الطب ) (١

حاشية رد املحتار : سبقت اإلشارة إىل مشروعية القرائن، و جواز االحتجاج ا ىف اإلثبات، يراجع) (٢، ٤على الدر املختار شرح تنوير األبصار فقه أىب حنيفة،، ابن عابد حممد عالء الدين أفندى، ج

، واخلرشى ٩٣،ص ٢وتبصرة احلكام ج، ٢٩٧، ص) م٢٠٠٠ –ه ١٤٢١دار الفكر، : بريوت(، و الطرق احلكمية ىف ٣٥٧، ص١٠جمموعة الفتاوى، ج. ١٧٩، ص٧على خمتصر خليل، ج .١٩ -٧السياسة الشرعية، ص

١٢٦٠

فإذا تبني للقاضى أن هذه بصمة أصبع لشخص معني، اعتمدها ىف احلكـم على القاضى التحرز من االحتماالت الىت من شأا و. إذا كان من أجراها عدال

.يرالقدح ىف العمل بالبصمة كالتزو

١٢٦١

�א���9$א���� �o� ���3��א�!�Aش�א��D��"4(�و�$�"�*��א���א�����א�� �

كان وتعترب البصمة الوراثية من أهم املنجزات الطبية املعاصرة الىت ظهرت، حيث تعد من أبرز األدلة ىف الكـشف عـن . هلا تأثري كبري على نظام اإلثبات

كان توضيح املعـىن العلمـى لذا كان من األمهية مب . تعقب مرتكبيها واجلرمية، فيما و. موقف الفقه اإلسالمى من العمل ا ىف جمال اإلثبات وللبصمة الوراثية،

:يلى التعرض لذلك بشىء من التفصيل

:املعىن العلمى للبصمة الوراثية: أوالاملادة احلاملـة : " ىف االصطالح العلمى بأا هى ) ١(تعرف البصمة الوراثية

لىت توجد باحلمض النووى، للصفات الوراثية ا

ىف اجنلترا Alex Geffrysأول من استخدم اصطالح البصمة الوراثية عامل الوراثة أليكس جيفرى ) (١لسل العجيب للقواعد النيتروجينية املكونة جلزىء احلمض و الذى كشف عن التس١٩٨٥عام

:يراجع. ١٩٨٨و أول استخدام للبصمة الوراثية ىف جمال اإلثبات اجلنائى ىف بريطانيا عام . النووىTim Thompson & Sue Black, op. cit., p. و يطلق مصطلح البصمة الوراثية و يضاف إما إىل .٦

بصمة احلمض : ، و إما إىل احلمض النووى، فيقالGenetic Code البصمة اجلينية: اجلني، فيقالاستنادا إىل كوما متداولني بنفس املعىن ىف األوساط و كالمها صحيح DNA * Typing النووى :يراجع. العلمية

George W. Burns, The Science of Genetics: An Introduction to Hereditary, ٤th edi.,

New York, Macmillan Publishing Co. Inc., ١٩٨٠), p. ٤١٣., and John M. Butter,

Advanced Topics in Forensic DNA Typing: Methodology, ( USA, Elsevier Inc.,

٢٠١٢), p.و الثاىن)مقدمة ىف علم الوراثة : ( بعنوان: هذان املرجعان مها كتابان أحدمها.٧ ، :و قد متت ترمجة الفقرة ). ت البصمة الوراثية ىف جمال الطب الشرعى مباحث ىف إجراءا: (بعنوان

املشار إليها من النسخة املطبوعة للكتاب األول بقسم مراجع علم الوراثة مبكتبة كلية العلوم، جامعة املنصورة، مصر، و النسخة املطبوعة للكتاب الثاىن بقسم مراجع الطب الشرعى، مبكتبة كلية

١٢٦٢

.)١(" الىت متيز الشخص عن غريه و كل)٢(احلمض النووى عبارة عن شريط حلزوىن الشكل يوجد ىف نواة و

. )١(خلية من خاليا اجلسد

أى deoxyribonucleic acidهى اختصار ملصطلح * ( DNA) . نصورةالطب، جامعة امل يراجع. احلامض النووى احلامل للصفات الوراثية

Charles J. Epstein, Human Genetics, Papers Presented at the Human Genetics

Institute, Sacramento, December ١٩٦٧ ,١٥-١٣, ( Birth Defects Original Articles

Series, Vol. IV, No. ٦, November, ١٩٦٨), p. هذا املرجع هو جمموعة من األحباث العلمية .٢٠ و قد متت ترمجة الفقرة املشار إليها من نسختها املطبوعة ). علم الوراثة البشرية : ( املنشورة بعنوان

.George W. Burns, op .بقسم مراجع علم الوراثة مبكتبة كلية الطب، جامعة املنصورة، مصر

cit., p. ٤١٣, H. Eldon Sutton, An Introduction to Human Genetics, ٣rd edi.(

Philadelphia, Sanders College, ١٩٨٠), p.٢٩, and Tim Thompson & Sue Black, op.

cit., p.و قد متت ) مقدمة ىف علم الوراثة البشرية : ( املرجع الثاىن املشار إليه هو كتاب بعنوان. .٧ترمجة الفقرة املشار إليها من نسخته املطبوعة بقسم مراجع علم الوراثة مبكتبة كلية الطب، جامعة

.املنصورة، مصر١) (George W. Burns, op. cit., p. ٤١٣, H. Eldon Sutton, An Introduction to Human

Genetics, ٣rd edi.( Philadelphia, Sanders College, ١٩٨٠), p.٢٩, and Tim Thompson

& Sue Black, op. cit., p.مقدمة ىف علم الوراثة : ( املرجع الثاىن املشار إليه هو كتاب بعنوان.٧و قد متت ترمجة الفقرة املشار إليها من نسخته املطبوعة بقسم مراجع علم الوراثة مبكتبة ) البشرية

.كلية الطب، جامعة املنصورة، مصركروموزوما، فيما عدا خاليا احليوان املنوى، و البويضة اللذين ) ٤٦(كل خلية على نواة حتتوى ) (٢

كروموزوما جسديا، و كروموزوما واحدا حيدد ) ٢٢(كروموزوما فقط، منها ) ٢٣(حيتويان على .اجلنس

. ووىو الكروموزومات أى الصبغيات أو األجسام امللونة هى الىت يتألف منها جزئيات احلمض النو جزىء احلمض . الواحد على جزئيات عديدة من هذا احلمض) الصبغ ( فيحتوى الكروموزوم

مركب من سلسلتني حتمالن اجلينات أى املادة احلاملة للصفات النووى عبارة عن سلم حلزوىنلة و متثل إحدى السلسلتني الصفات الوراثية من األب، و متثل السلس. الوراثية للكائن البشرى

:يراجع. اآلخرى الصفات الوراثية من األم

١٢٦٣

وكل جني . احلاملة للصفات الوراثية )٢(حيتوى هذا احلمض على اجلينات وتنتظم هـذه القواعـد و. ةيتركب من زوجني متكررين من القواعد النيتروجيني مـا وهذا التسلـسل ه و. النيتروجينية وفق تسلسل معني داخل احلمض النووى

مييزه وحيدد خصائص كل فرد، أجزاء مـن احلمـض ولذا فعن طريق حتليل جزء أ . عن غريه من بىن جنسه

النووى املتمركز ىف نواة أى خلية من خاليا اجلسم البشرى ميكن حتديد هويـة ).٣(اإلنسان

Charles J. Epstein, op. cit., p. ٢٠, Mihaly Bartalos & Theodore A. Baramki,

Medical Cytogenetics, ( Baltimore, The Williams & Wilkings Company, ١٩٦٩), p.

١٩, H. Eldon Sutton, op. cit., pp. ٤٣, and Tim Thompson & Sue Black, op. cit, p. ٨. و قد متت ) علم وراثة اخللية و تطبيقاته ىف اال الطىب: ( املرجع الثاىن املشار إليه هو كتاب بعنوان

ترمجة الفقرة املشار إليها من نسخته املطبوعة بقسم مراجع علم الوراثة مبكتبة كلية العلوم، جامعة .املنصورة، مصر

وى ىف مجيع خاليا اجلسد، ما عدا كرات الدم احلمراء نظرا لعدم احتوائها على يوجد احلمض النو ) (١ :يراجع .نواة

Mihaly Bartalos & Theodore A. Baramki, op. cit., p. ١٤ اجلزء األصغر ىف جزىء احلمض النووى، و هو الذى حيمل الصفات الوراثية الىت تنتقل : " اجلني هو ) (٢

: يراجع" . ناء من اآلباء إىل األبCharles J. Epstein, op. cit., p. ٢٠, and Mihaly Bartalos & Theodore A. Baramki, op. cit.,

p. ١٤. ٣) (Charles J. Epstein, op. cit., p. ٢٠, Mihaly Bartalos & Theodore A. Baramki, op. cit.,

p. ١٦-١٤, George W. Burns, op. cit., p. ٤٢٧, H. Eldon Sutton, op. cit., pp. ٣٥-٣٣,

and Norah Rudin and Keith Inman, An Introduction to Forensic DNA Analysis,

٢nd edi., ( London, CRC Press, ٢٠٠٢), pp.٥٦ ,٣٣. جمال مقدمة ىف إجراءات حتليل البصمة الوراثية ىف: ( املرجع الرابع املشار إليه هو كتاب بعنوان

و قد متت ترمجة الفقرة املشار إليها من نسخته املطبوعة بقسم مراجع الطب ) الطب الشرعى . الشرعى مبكتبة كلية الطب، جامعة املنصورة، مصر

١٢٦٤

تتسم البصمة الوراثية بالعديد من اخلصائص الىت جتعلها تلعـب دورا وهذا استحالة التطابق بني بصمتني وراثيتني إال ىف : حيويا ىف جمال اإلثبات، تتمثل ىف

. حيوان منوى واحد وحالة التوائم املتماثلة فقط، أى الىت أصلها بويضة واحدة ى بصورة قاطعة إذا ما مت استخالص مما جيعل البصمة الوراثية دليل إثبات، ونف

).١(حيادية تامة واستخالص النتائج بدقة وإجراء التحليل والعينة مميزات البصمة الوراثية

حيث ميكـن اسـتخالص . تنوع مصادرهاوتتميز البصمة الوراثية بتعدد، -١اللعاب، والعينات الالزمة لتحليل البصمة من أى آثار آدمية سائلة كالدم،

.)٢(الشعر واجللد، والعظم، وأنسجة كاللحم، و أاملىن،و

تتميز البصمة الوراثية بوجودها ىف كل خاليا اجلسم باستثناء كريات الدم -٢ .احلمراء

.تظل البصمة الوراثية ثابتة دون تغيري طيلة حياة الشخص -٣التغريات املناخية والتعفن، وتتميز البصمة الوراثية مبقاومتها عوامل التحلل، -٤

.)٣(جفاف لفترات طويلة من الزمنورطوبة، وبرودة، ورة، من حرا

فهذه اخلصائص جتعل البصمة الوراثية قرينة متميزة مقارنة بغريها مـن فهى تتميز عن حتليل الدم باعتبارهـا دليـل . القرائن ىف جمال اإلثبات اجلنائى

كما . طنفى بصورة قاطعة، على حني أن حتليل الدم يعد وسيلة نفى فق وإثبات تتميز عن بصمة األصابع؛

١)( Norah Rudin and Keith Inman, ibid., pp. ٥٨-٥٢.

٢) ( Norah Rudin and Keith Inman, op. cit., pp. ٩-٨, p. ٩٨, Tim Thompson & Sue Black,

op. cit., p. ١١-١٠, and John M. Butter, op. cit., p. ٣٧٣. ٣) ( George W. Burns, op. cit., pp. ٤٢٧-٤١٨, and Norah Rudin and Keith Inman, op. cit.,

pp.٥٦ ,٣٣.

١٢٦٥

على حني بصمة األصـابع ال . حيث ميكن استخالصها من أى آثار آدمية ىف مكان وميكن احلصول عليها إال إذا عثر على أثر األصابع على أدوات اجلرمية أ

.احلادث

جيرى تعيني هوية املتهم عن طريق الفحص املعملى لعينات األنـسجة وهذا اللعاب،والبقع املنوية، و عليها ىف مكان اجلرمية كبقع الدم، البشرية الىت عثر

الىت ميكن أن تنفصل بأى صورة مبناسبة وخصالت الشعر ووبصمات األصابع، أجزاء من احلمض النووى املتمركز وحيث جيرى حتليل جزء أ . ارتكاب اجلرمية

تها بنظريهـا ىف أى خلية من خاليا اجلسم الستخالص البصمة الوراثية مث مقارن . )١(اىن عليها وأى بالبصمة الوراثية للمتهم أ

حتليلـها، وختزينها، وينبغى توخى احلرص ىف إجراءات استخالص العينة، وثقات كـى ومن قبل متخصصني أكفاء، كتابة التقرير واستخالص النتائج، و

)٢(يعول على البصمة الوراثية ىف اإلثبات اجلنائى .

:قهى من البصمة الوراثية ىف جمال اإلثباتاملوقف الف: ثانيا نسبة إىل –البنية اجلينية : " تعرف البصمة الوراثية ىف الفقه اإلسالمى بأا

التفصيلية الىت تدل على هوية كل شخص بعينه، وهى –اجلينات أى املورثات ة التحقق من الشخصي ووسيلة ال تكاد ختطئ ىف التحقق من الوالدية البيولوجية،

).٣" (ال سيما ىف جمال الطب الشرعى وإثباا، و

و ٥٤٦اا، ص اجلرائم اجلنسية و إثباا، مع مبادىء أصول علم األدلة اجلنائية ىف جمال إثب) (١Norah Rudin and Keith Inman, op. cit., pp. ٩-٨, p. ٩٨, Tim Thompson & Sue Black, op.

cit., p. ١١-١٠, and John M. Butter, op. cit., p. ٣٧٣. ٢)( (Tim Thompson & Sue Black, ibid., p.١٩-١٨, and John M. Butter, ibid., p. ١٦-٧. اثية و مدى حجيتها ىف اإلثبات، دراسة مقارنة بني الفقه اإلسالمى و القانون الوضعى، البصمة الور) (٣

، ٨٣، ص)٢٠٠٧دار الفكر اجلامعى، : اإلسكندرية( ، ١حسىن حممود عبد الدامي عبد الصمد، ط

١٢٦٦

. تعد البصمة الوراثية قرينة قوية من قرائن اإلثبات ىف الفقـه اإلسـالمى وترقى إىل مستوى القرائن القوية الىت يأخذ ا أكثر الفقهاء ىف غري قضايا " فهي

. " )١(" احلدود الشرعية ).٢ ("ها قرائن أخرى مع هذا ال يتأسس عليها حكم ما مل تدعمونظرا حلداثة البصمة الوراثية ىف جمال اإلثبات، فيشترط لقبـول نتائجهـا، و

):٣(تتمثل هذه الشروط فيما يلى والعمل مبوجبها شروطا عديدة، والسنة مبا ال يؤدي إىل وأال ختالف نتائج البصمة الوراثية نصوص الكتاب، : أوال

وز استخدامها ىف التـشكيك ىف من مث ال جيوإمهال النصوص الشرعية، .األنساب الثابتة بالزواج الصحيح

الوراثة، و اهلندسة الوراثية، و اجلينوم البشرى، و العالج اجليىن، رؤية إسالمية، : ندوة: نقال عنم، ١٩٩٨ أكتوبر ١٥-١٣/ ه ١٤١٩ مجادى اآلخرة ٢٥-٢٣املنعقدة ىف الكويت ىف الفترة من

.١٠٥٠ ص ٢، ج)م٢٠٠٠ -ه ١٤٢١منشورات املنظمة اإلسالمية للعلوم الطبية، : الكويت( البصمة الوراثية و مدى حجيتها ىف اإلثبات، دراسة مقارنة بني الفقه اإلسالمى و القانون الوضعى، ) (١

الوراثة، و اهلندسة الوراثية، و اجلينوم البشرى، و العالج اجليىن، رؤية : ندوة: ، نقال عن٨٣ص .١٠٥٠إسالمية، ص

جتدر اإلشارة إىل أن أكثر الفقهاء جيوزون االستدالل بالقرائن ىف غري قضايا احلدود الشرعية، صار فقه أىب حنيفة،، ابن عابد حممد حاشية رد املحتار على الدر املختار شرح تنوير األب: يراجع

، و تبصرة ٣٥٤، ٢٩٧، ص) م٢٠٠٠ –ه ١٤٢١دار الفكر، : بريوت(، ٤عالء الدين أفندى، ج، و الطرق احلكمية ىف السياسة الشرعية، ٣٥٧، ص١٠جمموعة الفتاوى، ج. ١٧٩،ص٢احلكام ج

.٤٧، و القضاء بالقرائن ىف الفقه اإلسالمى، ص٥١، ١٩ -٧ص( ، .ط. ة الوراثية و أثرها على األحكام الفقهية، دراسة فقهية مقارنة، خليفة على الكعىب، دالبصم ) (٢

اإلثبات ىف الشريعة اإلسالمية ىف املعامالت . ٤٥، ص )٢٠٠٤دار اجلامعة اجلديدة، : اإلسكندرية، و مدى حجية الشهادة و القرائن و ضوابط مشروعيتهما ٥١١املدنية و األحوال الشخصية، ص

.١٣٥-١٣٢ىف اإلثبات، دراسة مقارنة بني النظم اإلسالمية و النظم الوضعية، ص .٢٣البصمة الوراثية و أثرها على األحكام الفقهية، دراسة فقهية مقارنة، ص ) (٣

١٢٦٧

الواقع، فال ميكن أن تثبت البصمة وأال ختالف نتائج البصمة الوراثية العقل : ثانيااألنثيني، إذ مـن والوراثية نسب من ال يولد ملثله لكونه مقطوع الذكر

.ال يولد ملثله ال يعقل أن يأتى بولدأمر من اجلهـات واليل البصمة الوراثية بناء على أمر قضائى، أ أن تكون حت : ثالثا

.الرمسية املختصة حىت ال يفتح باب التالعب من قبل ضعاف النفوسقصر اللجوء إىل التحاليل الفنية للبصمة الوراثية على حاالت الـضرورة : رابعا

.فقطفـرض واثية، منع القطاع اخلاص من االجتار بنتائج حتاليل البصمة الور : خامسا

العقوبات الرادعة لكل من تسول له نفسه التالعب ىف هـذا اـال .احليوى

كما يشترط ىف خبري البصمة الوراثية أن يكون مسلما ألن قولـه يتـضمن كما يشترط أن يكون عدال أيضا ألن غري العدل قد حييد عـن . روايةوخربا،

).١(قول احلق

.٣٤البصمة الوراثية و أثرها على األحكام الفقهية، دراسة فقهية مقارنة،، ص ) (١

تعدد : ر لألخذ بنتائج البصمة الوراثية هو شرط التعدد، أىكما اشترط بعض الفقهاء شرطا آخ و هذا رأى األكثرية من . اخلرباء الفنيني القائمني على العمل ىف البصمة الوراثية قياسا على الشهادة

على حني ذهب فريق من املعاصرين إىل عدم اشتراط التعدد، و جواز عمل . الفقهاء املعاصرين . الوراثيةاخلبري الواحد ىف البصمة

و ذهب فريق ثالث إىل إرجاع هذه املسألة إىل القاضى ، فعليه أن جيتهد ىف حتديد ما يراه حمققا فله أن يستعني بقول خبري واحد ىف هذه املسألة إذا ما اطمئن إىل ثقته، و كفاءته، و مىت . للمصلحة

االحتياط، و هو الراجح، ما تشكك ىف صحة النتائج، فال حرج بأن يستعني خببري آخر للتثبت، و .٤٠-٣٥البصمة الوراثية و أثرها على األحكام الفقهية، دراسة فقهية مقارنة، ص : يراجع

١٢٦٨

البصمة الوراثية كقرينة من القـرائن إذن فالفقهاء يرون جبواز االحتجاج ب .القوية ىف جمال اإلثبات شريطة استيفائها للشروط الشرعية

قرينـة وميكن القول بأن البصمة الوراثية تعد دليال مساندا، على ذلك ولكن مع األخذ بعني االعتبار الشروط وقوية من قرائن إثبات التحرش اجلنسى

. العمل بالبصمة الوراثية ىف جمال اإلثبـات الشرعية الىت وضعها الفقهاء لقبول تطلـب ولوالنتـائج، والفحص، وهذا جبانب مراعاة الدقة العلمية ىف التحليل،

.التحليل عدة مراتوذلك إعادة التجربة أ

توثيق : ومن الشروط الىت اشترطها بعض الفقهاء لقبول البصمة الوراثية كوسيلة من وسائل اإلثبات أيضانات إىل استخالص النتائج النهائية كل خطوة من خطوات حتليل البصمة الوراثية بدءا من أخذ العي

البصمة : يراجع. حرصا على صحة النتائج، مع حفظ هذه الوثائق للرجوع إليها عند احلاجةبتاريخ ) اإلسالم اليوم ( الوراثية، عبد الرشيد حممد أمني بن قاسم، مقال منشور على موقع شبكة

-islamtoday.net/bohooth/artshow .م٢٠٠٤ يونيو ١٦/ ه ١٤٢٥ ربيع اآلخر ٢٨األربعاء ٣٨٦٦-٨٦-htm

١٢٦٩

K�n� �مسألة إثبات بعض صور التحرش استهدف هذا البحث إلقاء الضوء على وتعـرض ىف . قرائن ىف اإلثبـات اجلنسى بالقرائن الطبية، ومدى حجية هذه ال

كمـا . غضون ذلك إىل مفهوم التحرش اجلنسى، وحكمه ىف الفقه اإلسالمى تعرض إىل مفهوم اإلثبات بالقرائن الطبية، وأقسام القرينة الطبية، وحكم العمل

كما تناول أيضا أهم القرائن الطبية ىف جمال بعض صـور . ا ىف جمال اإلثبات .ومدى حجيتها كوسائل لإلثبات إثبات التحرش اجلنسى،

وقد أسفر البحث عن أن التحرش اجلنسى باإلناث هومراودة ذكر ألنثى ال . تحل له عن نفسها بالوسائل املؤدية إىل الزنا الرتكاب جرمية الزنا أومقدماته

وذلـك واتضح أن التحرش اجلنسى باإلناث يعد جرمية ىف الشريعة اإلسـالمية عديد من اجلوانب احملظورة شرعا كالنظر، واحلديث، واخللـوة الحتوائه على ال . باملرأة األجنبية

كما تبني أن القرائن الطبية املعاصرة تعد حجة ىف إثبات التحرش اجلنـسى استنادا إىل مشروعية القرائن على اجلملة، واستنادا إىل رأى كثري من الفقهـاء

.سائل اإلثباتالقائلني جبواز العمل بالقرائن كوسيلة من و واتضح أيضا أن أهم القرائن الطبية الىت ميكن االستناد إليهـا ىف إثبـات

. حتليل الدم، وبصمة األصابع، والبصمة الوراثيـة : التحرش اجلنسى تتمثل ىف واتضح أنه مع أمهية هذه القرائن ىف حتديد هوية املتهم، إال أا ال تعـد قـرائن

جلنسى نظرا الحتماليـة اخلطـأ أو التزويـر ىف قطعية ىف جمال إثبات التحرش ا و إمنا تعترب دليال من أدلة اإلثبات مبصاحبة األدلة األخرى، فهى ليست . النتائج

دليال مستقال، ولكنها إحدى القرائن الىت تقوى جانب اإلثبات بعد التحقيـق، .والبحث

١٢٧٠

H7א��א� � القرآن الكرمي: أوال :كتب التفسري: ثانيا

: لقرآن، أبوبكر أمحد بن على الرازى اجلصاص، ضـبط وختـريج أحكام ا -١-ه١٤١٥دار الكتب العلميـة، : بريوت(، ١عبد السالم على شاهني، ط

).م١٩٩٤ روح املعاىن ىف تفسري القرآن العظيم، والسبع املثاىن، أبوالفـضل شـهاب -٢

على عبد البارى : الدين السيد حممود األلوسى البغدادى، ضبط وتصحيح ).م١٩٩٤-ه١٤١٥دار الكتب العلمية، : بريوت(، ١، طعطية

:كتب احلديث وشروحها: ثالثا: أبوعبد اهللا حممد بن إمساعيل بن إبراهيم البخارى، ترقيم : صحيح البخارى -٣

).٢٠١١مكتبة فياض، : املنصورة(، .ط. حممد فؤاد عبد الباقى، دوى الدمشقى، صحيح مسلم بشرح النووى، أبوزكريا حيىي بن شرف النو -٤

.).ت.املطبعة املصرية ومكتبتها، د: القاهرة(، .ط.د فتح البارى بشرح صحيح البخارى برواية أىب ذر اهلروى، أمحد بن علـى -٥

: الريـاض ( ، ٣عبد القادر شيبة احلمـد، ط : بن حجر العسقالىن، حتقيق ). ه١٤٣٢مكتبة امللك فهد الوطنية،

:كتب الفقه: رابعا :نفىالفقه احل. أ

البحر الرائق شرح كرت الدقائق، زين الدين بن ابراهيم بن حممد املعـروف -٦ .).ت. ، دار الكتاب اإلسالمى، د.بريوت(،٢بابن نجيم املصرى، ط

١٢٧١

: املبسوط، مشس الدين أبوبكر حممد بن أىب سهل السرخـسى، تـصنيف -٧ ).م١٩٨٦ –ه ١٤٠٦دار املعرفة، : بريوت(، .ط. خليل امليس، د

بدائع الصنائع ىف ترتيب الشرائع، عالء الدين أىب بكر بن مسعود الكاساىن -٨ ).م١٩٨٦ -ه ١٤٠٦دار الكتب العلمية، : بريوت( ، ٢احلنفى، ط

حاشية رد املحتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار ىف فقـه مـذهب -٩: القاهرة(، ٢اإلمام أىب حنيفة النعمان، حممد أمني الشهري بابن عابدين، ط

). م١٩٦٦ -ه ١٣٨٦مكتبة ومطبعة مصطفى البـاىب احللـىب وأوالده، ). م٢٠٠٠ –ه ١٤٢١دار الفكر، : بريوت(وط

شرح فتح القدير، كمال الدين حممد بـن عبـد الواحـد الـسيواسى -١١دار الفكـر، : بـريوت (، ٢السكندرى املعروف بابن اهلمام احلنفـى، ط

).م١٩٧٧ -ه ١٣٩٧ :لكىالفقه املا. ب

اخلرشى على خمتصر خليل، حممد بن عبد اهللا اخلرشى املالكى أبوعبد اهللا، -١٢ . ).ت. دار الكتاب اإلسالمى، د: القاهرة( ، .ط.د

حممد أبـوخبزة، : الذخرية، شهاب الدين أمحد بن إدريس القراىف، حتقيق -١٣ ). ١٩٩٤دار الغرب اإلسالمى، : بريوت( ، ١ط

واية املقتصد، أبوالوليد حممد بن أمحد بن حممد بن أمحد بن بداية اتهد -١٤على حممـد معـوض، : رشد القرطىب األندلسى، الشهري باحلفيد، حتقيق

-ه١٤١٦دار الكتب العلمية، : بريوت(، ١وعادل أمحد عبد املوجود، ط ).م١٩٩٦

١٢٧٢

ء تبصرة احلكام ىف أصول األقضية ومناهج األحكام، برهان الدين أبوالوفا -١٥ابراهيم بن مشس الدين أىب عبد اهللا حممد بن فرحون اليعمـرى املـالكى،

مكتبة الكليات : القاهرة(و).ه١٣٠١دار الكتب العلمية، : بريوت(، ١ط ).م١٩٨٦ –ه ١٤٠٦األزهرية،

: الفقه الشافعى. ج مغىن احملتاج إىل معرفة ألفاظ املنهاج، مشس الدين حممد بن حممد اخلطيب -١٦

طه عبد الرؤوف سـعد، : عماد زكى البارودى، حتقيق : ، ترقيم الشربيىن .).ت. املكتبة التوفيقية، د: القاهرة( ، .ط. د

اية احملتاج إىل شرح املنهاج، مشس الدين حممد بن أىب العباس أمحد بـن -١٧ -ه ١٤٠٤دار الفكر، : بريوت( ، .ط. محزة بن شهاب الدين الرملى، د

). م١٩٨٤ : نبلىالفقه احل. د

الطرق احلكمية ىف السياسة الشرعية، مشس الدين أىب عبد اهللا حممد بـن -١٨دار : بـريوت ( ، ١زكريا عمـريات، ط : أىب بكر بن قيم اجلوزية، ختريج

). م١٩٩٥ -ه ١٤١٥الكتب العلمية، املغىن، موفق الدين أىب حممد عبد اهللا بن أمحد بن حممد بن قدامة املقدسى -١٩

عبد اهللا بن عبـد احملـسن : لى الدمشقى الصاحلى احلنبلى، حتقيق اجلماعيهجر للطباعة والنـشر، : القاهرة(، ١التركى، وعبد الفتاح حممد احللو، ط

).م١٩٩٠-ه١٤١٠

١٢٧٣

جمموعة الفتاوى، تقى الدين أمحد بن عبد احلليم بن تيميـة احلـراىن، -٢٠ مكتبـة العبيكـان، : الريـاض (، ١عامر اجلزار، وأنور الباز، ط : ختريج

).م١٩٩٨ –ه ١٤١٩ : الفقه الظاهرى-ـ ه

أمحد حممـد : احمللى، أبوحممد على بن أمحد بن سعيد بن حزم، حتقيق -٢١ .)ت.دار التراث، د: القاهرة(، .ط.شاكر، د

:معاجم اللغة العربية: خامساعلـى املصباح املنري ىف غريب الشرح الكبري للرافعى، أمحد بن حممد بن -٢٢

دار : بـريوت (، .ط.، د ١مصطفى الـسقا، ج : املقرى الفيومى، تصحيح .)ت.الفكر، د

مكتبـة الـشروق : القاهرة(، ٤ املعجم الوسيط، جممع اللغة العربية، ط -٢٣ ). م٢٠٠٤ -ه ١٤٢٥الدولية،

لسان العرب، مجال الدين أبوالفضل حممد بن مكرم بن على بن أمحد بن -٢٤عبداهللا على الكبري، وحممد أمحـد : بن منظور، حتقيقأىب القاسم بن حنيفة

دار املعـارف، : القـاهرة (، .ط.حسب اهللا، وهاشم حممد الـشاذىل، د ، ٣أمني عبد الوهاب، وحممد الـصادق العبيـدى، ط : تصحيح.). ت.د ).١٩٨٦دار إحياء التراث العرىب، : بريوت( :كتب ومقاالت حديثة ىف الفقه اإلسالمى: سادسا

ثبات اجلنائى بالقرائن، دراسة مقارنة، عبد احلافظ عبد اهلادى عابـد، اإل -٢٥ ).١٩٨٩دار النهضة العربية،: القاهرة( ، .ط.د

١٢٧٤

اإلثبات اجلنائى بالقرائن، دراسة مقارنة، عبد احلافظ عبد اهلادى عابـد، -٢٦ ). ١٩٩١دار النهضة العربية، : القاهرة( ، .ط.د

األحكام الفقهية، دراسة فقهية مقارنة، خليفة البصمة الوراثية وأثرها على -٢٧ ).٢٠٠٤دار اجلامعة اجلديدة، : اإلسكندرية( ، .ط. على الكعىب، د

البصمة الوراثية ومدى حجيتها ىف اإلثبات، دراسة مقارنة بـني الفقـه -٢٨( ، ١اإلسالمى والقانون الوضعى، حسىن حممود عبد الدامي عبد الصمد، ط

).٢٠٠٧ر اجلامعى، دار الفك: اإلسكندريةآليات املواجهة، دراسة مقارنة بـني .. التحرش اجلنسى، أبعاد الظاهرة -٢٩

: القاهرة( ، ١القوانني الوضعية والشريعة اإلسالمية، حممد على قطب، ط ).٢٠٠٨إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع،

. عودة، د التشريع اجلنائى اإلسالمى مقارنا بالقانون الوضعى، عبد القادر -٣٠ .). ت. دار التراث، د: القاهرة(، .ط

التعزير ىف الفقه اجلنائى اإلسالمى والقانون اليمىن مقارنا بالقانون اجلنائى -٣١رسالة دكتوراة منـشورة، كليـة (، .ط.املصرى، طاهر صاحل العبيدى، د

).م١٩٩٣-ه١٤١٤احلقوق، جامعة عني مشس، مة احلديثة والفقه اإلسالمى، أسامة عبد اجلرمية، أحكامها العامة ىف األنظ -٣٢

).١٩٩٥دار النهضة العربية، : القاهرة( ، ٢اهللا قايد، ط القرائن ودورها ىف اإلثبات ىف الشريعة اإلسـالمية، صـاحل بـن غـامن -٣٤

).ه١٤١٦دار بلنسية، : الرياض(، ١السدالن، ط

١٢٧٥

لة الـشريعة جم( القضاء بالقرائن ىف الفقه اإلسالمى، حممد رأفت عثمان، -٣٥والقانون، كلية الشريعة والقانون، جامعة اإلمارات العربية املتحدة، العدد

).م١٩٨٨ مايو-ه ١٤٠٨الثاىن، رمضان جرمية اغتصاب اإلناث ىف الفقه اإلسالمى مقارنا بالقانون الوضعى، حممد -٣٦

-ه ١٤١٠دار النهـضة العربيـة، : القاهرة(، .ط.الشحات اجلندى، د ).م١٩٩٠

دراسة ( جرمية التحرش اجلنسى وعقوبتها ىف التشريع اإلسالمى والقانون -٣٧رسالة ماجستري قسم الفقـه (، حممد جرب السيد عبد اهللا مجيل، ، )مقارنة

-ه ١٤٣٤وأصوله، كلية العلوم اإلسالمية، جامعة املدينة العاملية ماليزيا، ).م ٢٠١٣

ىف الشريعة اإلسالمية، سعيد بن طرق احلكم املتفق عليها واملختلف فيها -٣٨ -ه ١٤٣١دار النـصيحة، : مكـة املكرمـة ( ، ٤درويش الزهراىن، ط

).م٢٠١٠: القاهرة(، .ط. ىف أصول النظام اجلنائى اإلسالمى، حممد سليم العوا، د -٣٩

).١٩٧٩دار املعارف، مدى حجية الشهادة والقرائن وضوابط مشروعيتهما ىف اإلثبات، دراسة -٤١

نة بني النظم اإلسالمية والنظم الوضعية، خالد عبد العظـيم أمحـد مقار( ، .ط. أبوغابة، وكمال حممد عواد عوض، وكرم مصطفى خلف اهللا، د

).٢٠١٣دار الفكر اجلامعى، : اإلسكندرية: بـريوت (، ٢ نظام القضاء ىف الشريعة اإلسالمية، عبد الكرمي زيدان، ط -٤٢

).م١٩٨٩ –ه ١٤٠٩مؤسسة الرسالة،

١٢٧٦

وسائل اإلثبات ىف الشريعة اإلسالمية ىف املعامالت املدنيـة واألحـوال -٤٣ه ١٤١٤دار البيان، : بريوت -دمشق (، ٢الشخصية، حممد الزحيلى، ط

).م١٩٩٤ -، .ط. وسائل اإلثبات ىف الفقه اإلسالمى، عبداملطلب عبدالرازق محدان، د -٤٤

).٢٠٠٧دار اجلامعة اجلديدة، : اإلسكندرية( :كتب القانون: سابعا اجلرائم اجلنسية وإثباا مع مبادئ أصول علم األدلة اجلنائيـة ىف جمـال -٤٥

-ه١٤١٥دار املريخ، : الرياض. ( ط.إثباا، أبوبكر عبداللطيف عزمى، د ).م١٩٩٥

دار الثقافـة، : عمـان ( ، ١ الطب الشرعى اجلنائى، جالل اجلابرى، ط -٤٦٢٠٠٠.(

: اإلسـكندرية ( ، ١جلنائية، حممد على سكيكر، ط آلية إثبات املسئولية ا -٤٧ ).٢٠٠٨دار الفكر اجلامعى،

١٤٥ شرح القواعد العامة لإلجراءات اجلنائية ىف ضوء أحكام القـانون -٤٨، عبد الـرءوف ٢٠٠٧ لسنة ١٥٣ و ٧٤ والقانونني رقمى ٢٠٠٦لسنة

).٢٠١١دار النهضة العربية، : القاهرة( ، .ط.مهدى، دبدون ( ، ٢، ط ٢ اإلجراءات اجلنائية، حممد عيد الغريب، ج شرح قانون -٤٩

).١٩٩٧بدون دار النشر، : بلد النشر :املراجع اإللكترونية: ثامنا البصمة الوراثية، عبد الرشيد حممد أمني بن قاسم، مقال منـشور علـى -٥٠

/ ه ١٤٢٥ ربيع اآلخر ٢٨بتاريخ األربعاء ) اإلسالم اليوم ( موقع شبكة htm-٣٨٦٦-٨٦-islamtoday.net/bohooth/artshow .م٢٠٠٤ يونيو١٦

١٢٧٧

القضاء بالقرائن املعاصرة، ابراهيم بن ناصر احلمود، مقال منشور علـى -٥١/ ه ١٤٣٠ ربيع اآلخـر ٢٣بتاريخ األحد ) اإلسالم اليوم (موقع شبكة

htm.٦٢٧١-٨٦-Islamtoday.net/bohooth/artshow .م٢٠٠٩ إبريل ١٩

:ألجنبيةاملراجع ا: تاسعا٥٢- Charles J. Epstein, Human Genetics, Papers Presented at the Human

Genetics Institute, Sacramento, December ١٩٦٧ ,١٥-١٣, ( Birth

Defects Original Articles Series, Vol. IV, No. ٦, November, ١٩٦٨). ٥٣- George D. Lee, Practical Criminal Evidence, ( New Jersey, Pearson

Prentice Hall, ٢٠٠٧). ٥٦- George W. Burns, The Science of Genetics: An Introduction to

Hereditary, ٤th edi., ( New York, Macmillan Publishing Co. Inc.,

١٩٨٠). ٥٤- H. Eldon Sutton, An Introduction to Human Genetics, ٣rd edi.(

Philadelphia, Sanders College, ١٩٨٠). ٥٥- John M. Butter, Advanced Topics in Forensic DNA Typing:

Methodology, ( USA, Elsevier Inc., ٢٠١٢). ٥٦- Mihaly Bartalos & Theodore A. Baramki, Medical Cytogenetics,

(Baltimore, The Williams & Wilkings Company, ١٩٦٩) ٥٧- Norah Rudin and Keith Inman, An Introduction to Forensic DNA

Analysis, ٢nd edi., ( London, CRC Press, ٢٠٠٢). ٥٨- Stuart, H. James & Jon, J. Nordby, Forensic Science: An Introduction

to Scientific Investigative Techniques, ( London, CRC Press, ٢٠٠٣).

٥٩- Tim Thompson & Sue Black, Forensic Human Identification: An

Introduction, ( London, CRC Press, ٢٠٠٧). ٦٠- Tom Bevel and Ross M. Gardener, Bloodstain Pattern Analysis, ٣.rd

edi., ( London, CRC Press, New York, ٢٠٠٨).

١٢٧٨

١٢٧٩

�I�1�6א#T!\�ج������א�(�א�����א� �<� �=$�oא�!�Aش�א� �

� �� �

�3=�אد ��=��א�:�����(��h���G>�)��א����=��KDد �

S��T,�����א,"!�ذ�א������8:$��א�6��8�وא���א"� �

١٢٨٠

١٢٨١

�א���4 � بسم اهللا الرمحن الرحيم

يزان؛ ليقوم احلمد هللا الذي أرسل رسله بالبينات، وأنزل معهم الكتاب وامل الناس بالقسط، أمحده محدا كثريا طيبا مباركا فيه، وأصلي وأسلم علـى نبيـه

صلى اهللا -ورسوله حممد، إمام العادلني، وسيد املرسلني، وخرية خلقه أمجعني : الغر امليامني، أما بعد-عليه، وعلى آله، وأصحابه

ويسعى يف حتصيله فإن الوصول إىل احلق أمر ينشده كل قاض وحمقق لبيب، بالنظر يف كل سبب بعيد أو قريب، وهذا املطلب الرفيع املنال، احلسن املآل، ال حيصل إال بتشمري ساعد اجلد واالجتهاد، وإجالة الفكر يف الوصول إىل املـراد، والنظر يف كل طريق ووسيلة، وبينة وقرينة، ومتحيصها التمحـيص الـصحيح،

لينال اتهد ذا االجتهاد أجـر املخلـصني ومعرفة القوي منها من الضعيف؛ الصادقني، والعلماء الناصحني الذين إن أصابوا كان هلم بإصابتهم أجران، وإن

.أخطأوا كان هلم خبطئهم أجرالقـرائن : وإن القرائن والدالئل اليت توصل إىل املراد كثرية متنوعة، منـها

ت لدى املعاصرين، ومن تلـك قرائن ظهر : املوجودة يف أزمنة املتقدمني، ومنها القرائن املعاصرة القرائن الطبية، اليت ميكن االستدالل ا على إثبات قـضية أو نفيها، وملا كانت الوقائع اليت ميكن االستدالل عليها بالقرائن الطبيـة متعـددة اخترت من بني تلك القضايا قضية حتظى باهتمام كبري يف األوساط اإلعالميـة،

واتمعية، وهي قضية التحرش اجلنسي، فجاء البحث؛ ليعاجل جانبا واألكادميية،من جوانب هذه القضية ، ويبني حكم االحتجاج بالقرائن الطبية املعاصرة على

.التحرش اجلنسي

١٢٨٢

: أسباب اختيار املوضوع : وإن أبرز ما دفعين للكتابة يف هذا املوضوع ما يأيت

بنازلة من نوازل العصر، وقضية مـن جدة املوضوع وأصالته، فهو مرتبط -١ .قضاياه

حاجة املختصني من األطباء، والقضاة، والباحثني إىل الدراسات الـشرعية -٢ .يف هذا اال

أمهية ربط ما استجد من مسائل، ونوازل لـدى املعاصـرين بالقواعـد -٣الشرعية، واألصول املرعية،وما قرره العلماء املتقدمون من سـلف هـذه

.األمةقلة الكتابات املعاصرة، بل ندرا خاصة فيما ميكن االحتجاج بـه مـن -٤

.القرائن الطبية يف إثبات التحرش اجلنسي، وما ال ميكن االحتجاج به .فلهذه األسباب استعنت باهللا تعاىل على كتابة هذا البحث

: منهج البحث : وقد سلكت يف حبثي هلذا املوضوع املنهج اآليت

.لة املراد حبثهاأعرف املسأ -١ .أذكر احلكم يف املسألة بدليله -٢إن كانت املسألة من مسائل اخلالف لدى العلماء املتقدمني بينت آراءهـم -٣

.وأدلتهم وما يرد عليها من مناقشات .أذكر ما يترجح عندي يف املسالة اخلالفية مبينا سبب الترجيح -٤خرج األحاديـث الـواردة يف ما مير يب من آيات فإين أعزوها، وكذلك أ -٥

.البحث حسب املنهج العلمي يف كتابة البحوث العلمية

١٢٨٣

: خطة البحثكما أين سرت يف دراسة مسائل البحث وفق اخلطة اآلتية، الـيت جـاءت

:مشتملة على ثالثة مباحثاملراد بالتحرش اجلنسي، وصوره املنصوص عليها عنـد : املبحث األول

: الفقهاء، وفيه مطلبان .املراد بالتحرش اجلنسي : ملطلب األولا

.صور التحرش اجلنسي املنصوص عليها عند الفقهاء: املطلب الثاينحجية االستدالل بالقرائن الطبية املعاصرة على التحرش : املبحث الثاين

: اجلنسي، وفيه ثالثة مطالب .معىن القرائن: املطلب األول .أنواع القرائن: املطلب الثاين

.حجية االستدالل بالقرائن الطبية املعاصرة: الثالثاملطلب القرائن الطبية املعاصرة اليت يستدل ا علـى التحـرش : املبحث الثالث

: اجلنسي وفيه أربعة مطالب .االستدالل على التحرش اجلنسي بقرينة الشعر: املطلب األول .دمويةاالستدالل على التحرش اجلنسي بقرينة البقع ال: املطلب الثاين .االستدالل على التحرش اجلنسي بقرينة البقع املنوية: املطلب الثالث .االستدالل على التحرش اجلنسي بقرينة البصمة الوراثية: املطلب الرابع

١٢٨٤

مبنه وكرمه، وعفوه ومغفرته، أن جيعل هـذا - جل وعال -هذا وأسأل اهللا فع به كل من قرأه أو البحث خالصا لوجه الكرمي،وأن يكتب له القبول، وأن ين

مسعه أونظر فيه إنه جواد كرمي وصلى اهللا وسلم على نبينا حممد وعلـى آلـه .وأصحابه أمجعني

١٢٨٥

�א��A�א,ول� �S�5�Cא��� ��ص�=$���5= ��Kא��אد����!�Aش�א� �>�و����1א� �

قبل البدء يف الكالم عن مسألة االحتحتاج بالقرائن الطبية املعاصـرة علـى ال بد من معرفة املراد بالتحرش اجلنسي، وبيان صـوره عنـد التحرش اجلنسي

: الفقهاء ، وذلك يف املطلبني اآلتيني ���א���9$א,ول� �

<� ��Kא��אد����!�Aش�א� �لبيان املراد بالتحرش اجلنسي ال بد أن نعرفه باعتبـار مفرديـه، مث نعرفـه

: باعتباره لفظا مركبا، وذلك يف الفرعني اآلتيني : معىن التحرش اجلنسي باعتبار مفرديه: األول الفرع : التحرش-١

التحرش مأخوذ من احلرش واحلاء والراء والشني أصل يدل علـى األثـر وحترش به تعـرض لـه؛ ،)٢(، واحلرش والتحريش إغراؤك اإلنسان )١(والتحزيز

).٣(ليهيجه : اجلنسي-٢

و من الناس، ومـن نسبة إىل اجلنس، واجلنس الضرب من كل شيء ، وه الطري، ومن حدود النحو، والعروض، واألشـياء مجلـة، واجلمـع أجنـاس

١(وجنوس(ا على اتصال شهواين بني الذكر واألنثىويطلق أيض ،)٢( .

).٥٨٩(،القاموس احمليط للفريوز أبادي ص )٣٩ / ٢( معجم مقاييس اللغة البن فارس )١( .)٢٧٩ / ٦(لسان العرب البن منظور) ٢( ).١٦٦ / ١( املعجم الوسيط موعة أساتذة )٣(

١٢٨٦

: معىن التحرش اجلنسي باعتباره لفظا مركبا: الفرع الثاينصطلح يبدو مل يرد مصطلح التحرش اجلنسي لدى الفقهاء املتقدمني، وهو م

أو(Sexual Assault)جديدا على الثقافة العربية فهو ترمجة للتعبري اإلجنليـزي،

(Sexual Harassment))٣(.

ولعل أكثر من اعـتىن بـإبراز هـذا املـصطلح وتكلـم عنـه علمـاء القانون،واالجتماع، والتربية، وقد حاولت بعض األنظمة، والقوانني العربية أن

: جلنسي، ومن تلك القوانني تضع تعريفا للتحرش اكـل إمعـان يف «:" القانون التونسي ، فقد عرف التحرش اجلنسي بأنـه

مضايقة الغري بتكرار أقوال، أو أفعال،أو إشارات، من شأا أن تنال من كرامته، أو ختدش حياءه؛ وذلك بغاية محله على االستجابة لرغباته، أو رغبـات غـريه

ليه من شأا إضعاف إرادته على التصدي لتلك اجلنسية، أو مبمارسة ضغوط ع .)٤(»الرغبات

، القاموس احمليط للفريوز )٤٣ / ٦(، لسان العرب البن منظور )٦٢( خمتار الصحاح للرازي ص)١( ). ٥٣٧:(أبادي ص

)١٤٠ / ١( املعجم الوسيط موعة أساتذة )٢(

).١٥( لتحرش اجلنسي، أسبابه ، تداعياته، آليات املواجهة ، موعة أساتذة ص ا) ٣(لسنة ) ٧٣( قاعدة بيانات النصوص القانونية املنظمة لقطاع األمن يف تونس ، قانون عدد : ينظر )٤(

خبصوص زجر االعتداءات على األخالق احلميدة وزجر ) ٢٠٠٤( أوت ٢مؤرخ يف ) م٢٠٠٤( يوليو ٣١ هـ ١٤٢٥ مجـادى الثاىن ١٣السبـت جريدة الشرق األوسط التحرش اجلنسي،

٩٣٧٧ العدد٢٠٠٤

١٢٨٧

بأنه كل إمعان يف مضايقة الغري يف الفـضاءات : "وعرفه القانون املغريب بأنه العمومية بأفعال، أو أقوال، أو إشارات، ذات طبيعـة جنـسية، أو ألغـراض

.)١("جنسيةءات، حتمـل أقوال، أو أفعـال، أو إميـا :" كما عرفه بعض الباحثني بأنه

دالالت جنسية تصدر من أشخاص راشدين على وجه اإلغواء، أو اإلغراء، أو ).٢("التهديد، بقصد استمالة اآلخرين؛ ملمارسة الزنا معهم، أو مقدماته

: ومن خالل هذه التعريفات ملصطلح التحرش اجلنسي يتبني لنا ما يأيت

بالفعل، وهلذا ميكن أن التحرش اجلنسي قد يكون بالقول، وقد يكون :أولا : تقسيمه إىل قسمني

وهو ما كان صادرا عن عبارات، أو ألفـاظ، حتمـل : حترش قويل -١دالالت جنسية، صرحية، أو كنائية، سواء كان ذلك مباشرة، أو عـن طريـق

.اهلاتف، أو أي وسيلة من وسائل االتصالدح للجـسد امل: ( ويأخذ التحرشي اللفظي صورا وأشكاال متعددة منها

املبالغ فيه بقصد اجلنس، واملعاكسات اهلاتفية، والصفري هلذا الغرض، وقد يأخذ ). التحرش صورة تعليقات بذيئة أو سبا

وهو ما كان صادرا عن فعل يقوم به املتحرش، حيمـل : حترش فعلي -٢دالالت جنسية صرحية، أو كنائية،سواء كان هذا الفعل يف جسده، أويف جسد

.ش به، أو يف أمور أخرىاملتحر

١٢٧٦١ العدد ٢٠١٣ نوفمرب ٤ هـ ١٤٣٥حمـرم ١جريدة الشرق األوسط ) ١( ) .١٢(جلنسي وعقوبته للشعييب ص جترمي التحرش ا) ٢(

١٢٨٨

النظرة الفاحـصة، : ( ويأخذ التحرش الفعلي صورا وأشكاال متعددة منها والغمز بالعني، واللمس اجلسدي، واملالحقة والتبع، وإرسال الصور اليت حتمل

).معاين جنسية، وقد يصل التحرش يف مراحل متقدمة إىل االعتداء اجلسديجلنسي هو إشباع الرغبة اجلنسية والـشهوة أن الباعث على التحرش ا :ثانيا

.احليوانية بغري الطريق املشروع

١٢٨٩

�<Eא���9$א���� �S�5�Cא��� ��ص�=$���5= �����1א�!�Aش�א� �>�א� �

إن مصطلح التحرش اجلنسي كما عرفنا مصطلح جديـد مل يـرد لـدى ن، الفقهاء املتقدمني، وإن كانت أفراده وصوره قد تكلم عليها العلماء السابقو

وبينوا حكمها، ومن يتتبع الصور اليت نص الفقهاء عليها يف هذا الباب يتبني له بأم متفقون على حرمة هذا الفعل بل وحترمي الوسائل املؤدية إليه، ويظهر ذلك

: يف مسائل وصور متعددة منها : املخاطبة بني اجلنسني ومساع الصوت عند خشية احملذور-أوال

على حترمي رفع النساء أصوان عند خماطبة الرجـال، أو نص فقهاء احلنفية .تلينها

وال جنيز هلن رفع أصوان، وال متطيطها، وال تليينـها، : "جاء يف رد احملتار وتقطيعها؛ ملا يف ذلك من استمالة الرجال إليهن، وحتريك الشهوات منهم، ومن

.)١("هذا مل جيز أن تؤذن املرأة .ابلة على حرمة التلذذ بصوت األجنبيةكما نص املالكية واحلن

وحرم التلذذ بـسماع صـوت :" فقد جاء حاشية الشرح الصغري ما نصه .)٢(" أجنبية، ليست زوجة، وال أمة، ومنهما جائز

وصوت األجنبية ليس بعورة، وحيرم تلذذ : "وجاء يف شرح منتهى اإلرادات ا بقـراءة؛ ألنـه صوت املرأة غري زوجة، وسرية، ولو كان صو : بسماعه أي

.)١("يدعو إىل الفتنة ا

).٤٠٦ / ١( رد احملتار على الدر املختار البن عابدين )١( ).٧٤٣ / ٤( بلغة السالك للصاوي )٢(

١٢٩٠

ونص الشافعية على حترمي ابتداء السالم من الشابة على الرجال، والرد عليها ويسن السالم للنـساء مـع :"فقد جاء يف أسىن املطالب . عند خوف الفتنة ا

بعضهن وغريهن، ال مع الرجال األجانب أفرادا ومجعا، فيحرم السالم علـيهم ة ابتداء، وردا؛ خوف الفتنة، ويكرهان أي ابتداء السالم، ورده عليها، من الشاب

.)٢(" نعم ال يكره سالم اجلمع الكثري من الرجال عليها، إن مل خيف فتنة : والدليل على حرمة املخاطبة بني اجلنسني عند اخلوف من احملذور

١- � ��{��^��]���\��[��Z��Y��X��WV��U��T��S����R��Qb��a��`��_��d��c��z ]٣٢: األحزاب[

- صلى اهللا عليه وسـلم -واخلطاب يف اآلية وإن كان موجها لنساء النيب هذه آداب أمر اهللا تعاىل :"إال أنه يعم مجيع املؤمنات؛ وهلذا قال ابن كثري

.)٣(" ونساء األمة تبع هلن يف ذلك- صلى اهللا عليه وسلم-ا نساء النيب قول عند حديثها للرجال؛ خشية أن يكون ذلك واملنع من خضوع املرأة بال

اخلضوع وسيلة إىل احلرام، والوسائل هلا أحكام املقاصـد، ومبثـل هـذه .التوجيهات سد الشارع باب التحرش

كتب على ابن آدم نـصيبه مـن : " -صلى اهللا عليه وسلم-ولقول النيب -٢زنامها االستماع، الزىن مدرك ذلك ال حمالة فالعينان زنامها النظر، واألذنان

مطالب أويل ، ) ٨٩/ ٦(املبدع البن مفلح : ، وينظر)٦٢٧ / ٢(شرح منتهى اإلرادات للبهويت ) ١( ).٢٢ / ٥(النهى للسيوطي الرحيباين

، الغرر البهية )١٨٨ / ٥(، حاشية اجلمل للعجيلي )١٨٤ / ٤( املطالب لزكريا األنصاري أسىن)٢( ). ١١٨ / ٥(لزكريا األنصاري

) ٤٠٨ / ٦(تفسري القرآن العظيم البن كثري )٣(

١٢٩١

واللسان زناه الكالم، واليد زناها البطش، والرجل زناها اخلطى، والقلب ). ١(" يهوى ويتمىن، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه

مـن يكـون : أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزىن، فمنهم : ومعىن ذلك زا من يكون زنـاه جمـا : بإدخال الفرج يف الفرج احلرام، ومنهم : زناه حقيقيا

بالنظر احلرام وحنوه من املذكورات، فكلها أنواع من الزىن اـازي، والفـرج إما أن حيقق الزىن بالفرج، أو ال حيققـه بـأن ال : يصدق ذلك، أو يكذبه أي

.) ٢(" يوجلوإنما أطلق على هذه األمور كلها زىن ؛ ألنها مقدماته، إذ ال حيصل الزىن

.) ٣(تعمال هذه األعضاء يف حتصيله احلقيقي يف الغالب إال بعد اس :اخللوة باملرأة األجنبية :ثانيا

لقد حرم الشرع اخللوة باملرأة األجنبية، ملا قد تفضي إليه اخللوة من االفتتنان ا، وقد اتفق الفقهاء على حرمة ذلك ، وجاءت عبارم صرحية يف املنع ، ومن

: نصوصهم الفقهية يف املسألة .)٤(" حترم اخللوة باألجنبية ويكره الكالم معها:"شباه والنظائرما جاء يف األ

وأمـا اخللـوة باألجنبيـة : "وجاء يف حاشية الدسوقي على الشرح الكبري .)٥(" فممنوعة مطلقا ؛ألن النفس جمبولة على امليل إليها

( أخرجه مسلم يف صحيحه، كتاب القدر، باب قدر على ابن آدم حظه من الزىن وغريه، رقم ) ١( .هريرةمن حديث أيب ) ٢٦٥٧

).٢٠ / ٦( الديباج على مسلم للسيوطي )٢( ). ٤١٥ / ٩( املفهم ملا أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطيب )٣(، الدر املختار )٢/٣٣٩(البحر الرائق البن جنيم :، وينظر)٢٧٩( األشباه والنظائر البن جنيم ص )٤(

). ٦/٣٦٨( للحصكفي مع حاشية ابن عابدين

).٤٣٥/ ٣(ى الشرح الكبري حاشية الدسوقي عل)٥(

١٢٩٢

يؤخذ منـه حرمـة : "ويف حاشية العبادي على الغرر البهية جاء ما نصه وإن تعدد، ولكن املعتمد أن النظر إىل األمرد احلسن إمنا حيرم إذا اخللوة باألمرد

كان بشهوة، أو عند خوف الفتنة، وأن اخللوة به كالنظر، فال حترم إال حيـث حيرم النظر، خبالف اخللوة باألجنبية حترم مطلقا؛ ألا مظنة الفتنـة، خبـالف

.)١("األمرد ). ٢("جنبية حراماخللوة باأل:"وجاء يف شرح منتهى اإلرادات

:ويدل على حترمي اخللوة باألجنبية ال خيلون رجل بامرأة إال مع ذي حمرم، : "النيب صلى اهللا عليه وسلم -قول -١

يا رسول اهللا، امرأيت خرجت حاجة، واكتتبت يف غزوة : فقام رجل، فقال .)٣("ارجع، فحج مع امرأتك: كذا وكذا، قال

،وباجلملـة )٤(وغريهن،ويف الشيوخ وغريهـم واحلديث عام يف املتجاالت .)٥(فاخللوة باألجنبية حرام باالتفاق يف كل األوقات، وعلى كل احلاالت

أال ال خيلون رجل بامرأة إال كـان : " صلى اهللا عليه وسلم -ولقول النيب -٢ )١(" ثالثهما الشيطان

، كفاية )٨/٤١٨(روضة الطالبني للنووي :، وينظر)٣٦٥/ ٤( حاشية العبادي على الغرر البهية )١( ).٣٥٠(األخيار للحصين ص

).٢٣٨/ ٦(حاشية الروض املربع البن قاسم : ، وينظر )٢٠٦ / ٣( شرح منتهى اإلرادات للبهويت )٢(، باب ال خيلون رجل بامرأة إال ذو حمرم والدخول على املغيبة رقم أخرجه البخاري، كتاب النكاح) ٣(

من ) ١٣٤١(، وأخرجه مسلم، كتاب احلج، باب سفر املرأة مع حمرم إىل حج وغريه، )٥٢٣٣( .حديث ابن عباس

).٨ / ١١( املفهم ملا أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطيب )٤(

).٧ / ١٨( املرجع السابق )٥(

١٢٩٣

حىت ومعىن كون الشيطان ثالثهما أنه يكون معهما يهيج شهوة كل منهما ). ٢(يلقيهما يف الزنا

:النظر بشهوة ملن ال حيل النظر إليه : ثالثاالنظر بشهوة هو بوابة الوقوع يف الفتنة؛ ولذا اتفق الفقهاء على حترمي النظر

: بشهوة ملن ال حيل االستمتاع بالنظر إليها، ومن عبارام يف ذلك

إال إىل الوجه والكفني، إن وال ينظر إىل احلرة األجنبية :" ما جاء يف املختار .)٣(" مل خيف الشهوة

كسر العني عـن :غض البصر أي : " ويف كفاية الطالب الرباين جاء مانصه احملرمات، كالنظر لألجنبية، واألمرد علـى وجـه : النظر إىل مجيع احملارم أي

). ٤(" التلذذ: اء أي حيرم النظر إىل األجنبية، ولو كانت شـوه :"وجاء يف إعانة الطالبني

قبيحة املنظر، أو عجوزة، ولو مع أمن الفتنة؛ إذ ما من ساقطة إال وهلا القطـة، : وما أحسن ما قيل يف هذا املعىن .)٥(" وكل كاسدة يوما هلا سوق.... لكل ساقطة يف احلي القطة

، وأخرجه وحسنه) ٢١٦٥( ، رقم ما جاء يف لزوم اجلماعةه الترمذي، كتاب الفنت، باب أخرج) ١(من حديث ابن عمر، رضي اهللا ، )١/١٩٧( احلاكم أيضا يف كتاب العلم وصححه ووافقه الذهيب

.عنهما

).٢٠٥٦ / ٥(مرقاة املفاتيح شرح مشكاة املصابيح للهروي )٢(،العناية شرح )٦/٢٨٣(، اجلوهرة النرية للزبيدي )١٥٦ /٤(وصلي املختار مع شرحه االختيار للم)٣(

).١٠/٢٤(اهلداية البابريت .)٢٧٦ /٢(، الفواكه الدواين للنفراوي)٤١١ /٢(كفاية الطالب الرباين مع حاشية العدوي )٤(

).٣٨٤ / ٣(حتفة احلبيب للبجريمي:، وينطر)٣٠٠ / ٣(إعانة الطالبني للبكري )٥(

١٢٩٤

ونظر املرأة للمرأة، ونظر الرجل للرجل، ولو : "وجاء يف كشف املخدرات السرة والركبة، وال جيوز النظر اىل أحد ممـن ذكرنـا أمرد إىل ما عدا ما بني

.)١("وملس كنظر وأوىل،بشهوة، أو مع خوف ثوراا : ويدل على حترمي النظر

����v}�: قول اهللا تعاىل -١ � ut��s��r��q��p���o��n

��d��c� �b�� � �a��`� �_� �~��}� �|� �{� � �z� � yx� �w

m��l��k����j��i�������h��g��f��e �z]٣١، ٣٠: النور.[ فاهللا تعاىل قد أمر املؤمنني واملؤمنات بغض األبصار؛ ألن يف ذلك زكـاة،

. وطهارة هلم وصونا من االجنرار إىل احملرمات اليت هي أعظم من النظريا علـي ال : "-رضي اهللا عنه - لعلي -صلى اهللا عليه وسلم -ولقول النيب -٢

). ٢("خرة تتبع النظرة النظرة، فإن لك األوىل وليست لك اآلال جتعل نظرتك إىل األجنبية تابعة لنظرتك :ومعىن ال تتبع النظرة النظرة، أي

األوىل اليت تقع بغتة، وليست لك النظرة اآلخرة؛ ألا تكون عـن قـصد ).٣(واختيار فتأمث ا

، كشاف القناع )٦٢٧ / ٢(، شرح منتهى اإلرادات للبهويت )٥٨٠ / ٢( للبعلي كشف املخدرات)١()١٥ / ٥ .(

، وأخرجه الترمذي )٢١٤٩(، رقم باب ما يؤمر به من غض البصرأخرجه أبو داود، كتاب النكاح، )٢(وأخرجه احلاكم يف ، )٢٧٧٧(وحسنه، كتاب األدب، باب ما جاء يف نظرة املفاجأة، رقم

.كلهم من حديث أيب بردة عن أبيه) ٢١٢ / ٢(اب النكاح وصححه ووافقه الذهيب ، كتمستدركه

).١١٩ /٢٠(عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيين )٣(

١٢٩٥

:مس جسد من ال حيل مس جسده:رابعا الفقهاء على حتـرمي ملس جسد املرأة األجنبية من وسائل الفتنة ا؛ولذا نص

: اللمس، وإن اختلفوا يف الصور املستثناة من ذلك، ومن عبارام يف ذلك -وال حيل له أن ميس وجهها وال كفيها : " ما جاء يف اهلداية شرح البداية

وإن كان يأمن الشهوة؛ لقيام احملرم وانعدام الضرورة والبلـوى، -أي األجنبية وهذا إذا كانت شابة تشتهى، أما إذا كانـت ....خبالف النظر؛ ألن فيه بلوى

). ١("عجوزا ال تشتهى، فال بأس مبصافحتها وملس يدها؛ النعدام خوف الفتنة

جيوز للمرأة أن ترى من األجنيب الوجه واألطراف، :"وجاء يف بلغة السالك وال جيوز هلا ملس ذلك ،وكذلك ال جيوز له وضع يده على وجهها، خبـالف

كما جيوز النظر للوجه واألطراف جيوز مباشرة ذلـك منـها بغـري احملرم فإنه ).٢("لذة

وحيرم مس وجه األجنبية، بل حيرم مـس ":ويف أسىن املطالب جاء ما نصه ظهر أمه وابنته، وغمز ساقها، وغمزها إياه منه، وإن مل حيرم نظر ذلك، هذا إذا

.)٣("مس ذلك بال حاجة، وال شفقة، وإال جاز املس أيضا

، )١٦٥/ ٤(اللباب يف شرح الكتاب للغنيمي : ، وينظر) ٣٦٨ / ٤(اهلداية شرح البداية للمرغيناين )١( ).٢٨٤ / ٢(اجلوهرة النرية للزبيدي

/ ١(منح اجلليل شرح خمتصر خليل لعليش : ، وينظر)١/٢٩( السالك ألقرب املسالك للصاوي بلغة )٢(

٢٢٢.( ، حتفة )٧/٢٠١( ، حتفة احملتاج )١١٣ / ٣(أسىن املطالب يف شرح روض الطالب لزكريا األنصاري )٣(

).٣/٣٨٤( احلبيب على شرح اخلطيب للبجريمي

١٢٩٦

وال جتوز مصافحة املرأة األجنبية الشابة؛ ألا شر :"جاء يف كشاف القناع ومن النظر، أما العجوز فللرجل مصافحتها على ما ذكره يف الفصول والرعايـة،

). ١(" تكره مصافحة النساء: وأطلق يف رواية ابن منصور

: ويدل على حترمي ملس جسد من ال حيل مس جسدهال ينظر الرجل إىل عـورة الرجـل، وال :"عليه وسلم صلى اهللا - قول النيب -١

املرأة إىل عورة املرأة، وال يفضي الرجل إىل الرجل يف ثوب واحـد، وال . )٢("تفضي املرأة إىل املرأة يف الثوب الواحد

ال تصل بشرة أحدمها إىل بشرة اآلخر يف ثوب واحد : ومعىن ال يفضي أي .)٣(يف املضجع؛ خلوف ظهور فاحشة بينهما

ألن يطعن يف رأس رجل مبخيط من :"- صلى اهللا عليه وسلم - ولقول النيب -٢ .)٤(" حديد خري له من أن ميس امرأة ال حتل له

.)٥(واذا كان هذا يف جمرد املس، فما بالك مبا فوقه، من حنو قبلة، ومباشرة :الزنا : خامسا

ـ ه الـشرائع ، وقد أمجع املسلمون على حرمة الزنا، وحترميه مما اتفقت عليوطء الرجل املرأة يف القبل يف غـري : ، واملراد به )٦(وعلم من الدين بالضرورة

).٧(امللك وشبهته

).٢/٥٨٠(كشف املخدرات للبعلي : وينظر،)١٥٥ - ١٥٤ / ٢(كشاف القناع للبهويت )١(من حديث أيب )٣٣٨( أخرجه مسلم يف صحيحه، كتاب احليض، باب حترمي النظر إىل العورات )٢(

. سعيد .)٥/٢٠٥١(مرقاة املفاتيح شرح مشكاة املصابيح ) ٣(

حيح صمن حديث معقل بن يسار، وصححه األلباين يف ) ٢١١ /٢٠( أخرجه الطرباين يف الكبري )٤( ).٩٠٠ / ٢(اجلامع الصغري

).٢٨٨ / ٢( التيسري بشرح اجلامع الصغري للمناوى )٥( ). ٧٤ / ٥(، احلاوي للماوردي)٨/٦٥(، شرح خمتصر خليل للخرشي )٤٧ / ١٢(الذخرية للقرايف ) ٦(

).٢٤٧ / ٥(فتح القدير : ، وينظر)٤٥ /٤( رد احملتار على الدر املختار البن عابدين)٧(

١٢٩٧

: وأدلة حترمي الزنا كثرية، وجاءت صرحية يف منع هذه اجلرمية منها����b���a}�: قول اهللا تعاىل -١ ������_�����~��}|��{��zz]٣٢: اإلسراء.[

����F}�: وصف عباد الرمحن وقوله سبحانه يف-٢ �E� �D� �C�� �B� �A

����V��U����T��S��RQ���P��O�����N��M��L����K���� �J��I����� �H��G

��d��c��b��a�� � � � � � �_�� � �]��\��[��� �Z� �Y��X��W

��p� �o� � nm��l��k� � � �j� �i�� �h��g��f��e

��r���qz ن��� ].٧٠ - ٦٨: الفرقان[: اأن : أي الذنب أعظم عند اهللا؟ قال -لميه وس صلى اهللا عل - وقد سئل النيب -٣

وأن : مث أي، قـال : إن ذلك لعظيم، قلت: جتعل هللا ندا وهو خلقك قلت أن تـزاين حليلـة : مث أي قـال :تقتل ولدك ختاف أن يطعم معك، قلت

. )١(جاركومل يقتصر الشرع على حترمي الزنا، بل رتب عليه العقوبة، فقال سـبحانه

��L��K�����������\���[��Z��Y��X���W��V���U���T��SR����Q��P����O�������N��M}�: وتعاىل��f��e��d��c���b��a ��_�� ��]z ]٢: النور.[

البكر بالبكر جلد مائة ونفي سـنة (وقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم . )٢()والثيب بالثيب جلد مائة والرجم

، رقم ]وعلم آدم األمساء كلها[البخاري يف صحيحه،كتاب التفسري، باب قول اهللا أخرجه )١(، رقم ،كتاب اإلميان ، باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعدهمسلم، وأخرجه )٤٤٧٧()٨٦.(

.من حديث عبادة بن الصامت ) ١٦٩٠ ( أخرجه مسلم ، كتاب احلدود، باب حد الزىن ، رقم) ٢(

١٢٩٨

وإمنا املقصود من ذلك ذكر وليس املقصود من هذا العرض حصر الصور، مناذج، وأمثلة تبني أن علماءنا السابقني قد اعتنوا ببيان هذا األمر غاية البيـان، وأن التحرش اجلنسي حمرم يف شريعة اإلسالم، سواء كان برضا الطرفني، أو بغري رضامها، ويف حترمي الشرع له حفظ لكرامة اإلنسان وحقوقه، ومحاية للمجتمع

االحنطاط األخالقي الذي جيره إىل أسـوأ العواقـب يف الـدنيا من التبذل، و واآلخرة، وهذا خبالف القوانني واألنظمة الوضعية اليت منعت من التحرش عند امتناع أحد الطرفني، وسهلت فيه عند رضامها، بل وهيأت األمكنة ملمارسـة

. فالح لألنامالرذيلة، فلله احلمد واملنة على شريعة اإلسالم اليت فيها اخلري وال

١٢٩٩

<Eא����Aא��� �<� �א#"!�#ل������א�(�א�����א��o$=�I�1�6א�!�Aش�א��\T� �

القرائن اليت يستدل ا القاضي على الوقائع كثرية ، وحيسن بنا قبل بيـان حجية االستدالل بالقرائن أن نبني معناها وأنواعها؛ لذا فالكالم يف هذا املبحث

: سيكون يف ثالثة مطالب

64 �oא���א�(�Wא���9$א,ول� : وفيه فرعان

: معىن القرائن يف اللغة: الفرع األول،والقاف والراء والنون يعـودان إىل )١(القرائن مجع قرينة فعيلة مبعىن مفعولة

: )٢(أصلني صحيحني يدل على مجع شيء إىل شيء، ومنه مسي احلبل قرانا؛ ألنـه :األصل األول

به شيئان، والقرينة نفس اإلنسان؛ ألا اقترنت به، ويطلق علـى زوجـة جيمعقرينته، ألنه اجتمع ا، والقارن يف احلج هو الذي مجع بـني احلـج : الرجل .والعمرة

يدل على نتوء شيء بقوة وشدة، ومنه قرن الشاة وغريها، :واألصل الثاين .)٣(ومنه مسيت الذوائب قرونا على وجه التشبيه

) ٣٣٦ / ١٣(لعرب البن منظورلسان ا )١( ).٧٧-٧٦ / ٥(معجم مقاييس اللغة البن فارس )٢( )٢٥٢(املرجع السابق ، وخمتار الصحاح للرازي ص: ينظر)٣(

١٣٠٠

طالق القرينة على األمارة أو العالمة، إطالق عريف لدى العلماء الـذين وإأطلقوا ذلك عليها؛ إذ مل يرد يف كتب اللغة هذا اإلطالق، ولعلهم أطلقوا على

.األمارة قرينة؛ ألا جتتمع مع الشيء اخلفي وتصاحبه : معىن القرائن يف االصطالح: الفرع الثاين

ن عرف مصطلح القرينة،وإن كثر اسـتخدامهم قل من العلماء املتقدمني م واستعماهلم هلذا املصطلح يف مؤلفام الفقهية واألصولية، وممن عرف القرينة من

: العلماء املتقدمني .)١("أمر يشري إىل املطلوب:" اجلرجاين يف كتابه التعريفات، حيث قال هي -١

ل القرينة ظـاهرة ويلحظ على هذا التعريف أن فيه إيهاما فلم يذكر فيه ه معلومة أو خفية؟ وهل األمر املطلوب االستدالل عليه بالقرينة هـل هـو

ظاهر أو خفي؟ما يدل على املراد من غري كونه : " كما عرفها الربكيت يف قواعد الفقه بأا -٢

.)٢(" صرحيا .ويلحظ على هذا ما يلحظ على سابقه

: ريفام هلاكما اجتهاد املتأخرون يف تعريف القرينة ومن تعهي األمارة :"ما جاء يف جملة األحكام العدلية يف تعريف القرينة القاطعة أا -١

).٣("البالغة حد اليقنيويلحظ على التعريف اقتصاره على القرينة القاطعة، فهو تعريف غري جامع

.؛ ألن القرائن منها قرائن قاطعة، ومنها قرائن غري قاطعة

.)١٧٤(التعريفات للجرجاين ص )١(

).٤٢٨(قواعد الفقه للربكىت ص )٢( ).٣٥٣: ص(جملة األحكام العدلية )٣(

١٣٠١

كل أمارة ظاهرة تقارن شيئا خفيا؛ : " الزرقا بأا وعرفها الشيخ مصطفى -٢ .)١(" فتدل عليه

وهذا التعريف من أجود التعريفات إال أنه مل يشر إىل املستنبط للقرينة، وأنه . قد يكون عاميا ، وقد يكون خمتصا يف علم من العلوم

: ومن خالل هذه التعريفات املتعددة خنلص إىل ما يأيت . عالمة ودليل يستعمل للوصول إىل أمر معنيأن القرينة -١ أا معلومة يف الغالب ظاهرة لدى عامة الناس، أو املختصني منهم يف علـم -٢

.من العلوم .أن األمر املطلوب الوصول له أمر خفي غري ظاهر-٣ أن داللة القرينة على األمر املطلوب الوصول له قد تكون قاطعة ، وتكون -٤

.غري قاطعةأمر معلوم ظاهر لـدى :" على ما تقدم ميكن أن نعرف القرينة بأا وبناء

عامة الناس، أو املختصني منهم يف علم من العلوم، يستدل به على أمر خفـي ". نفيا، أو إثباتا

سكوت البكر عند عرض وليهـا : ومن أمثلة القرائن املعلومة لدى العامة .الزوج عليها عالمة، ودليل على رضاها

مثل القيافة ، والبصمات ، وبقع : أمثلة القرائن املعلومة لدى املختصني ومن .الدم، وغري ذلك

) .٢/٩٣٦( املدخل الفقهي العام للزرقا ) ١(

١٣٠٢

<Eא���9$א���� ���<�Eאع�א���א�( �

القرائن اليت يتوصل ا إىل األمور اخلفية قسمها الباحثون باعتبارات متعددة حبسب مصدرها، وحبسب قوا، وحبسب دالالا على مدلوهلا، وفيما يأيت بيان

: تلك التقسيمات : تقسيم القرائن باعتبار مصدرها : أوال

: ) ١(قسم الباحثون القرائن باعتبار مصدرها إىل ثالثة أقسام وهي القرائن اليت ورد ذكرها يف الكتاب أوالسنة، ومـن :القرائن النصية -١

: أمثلتها لـى قرينة الدم على قتل الذئب ليوسف يف قصة يوسف، وقرينة الفراش ع

.نسبة الولد للزوج وهي اليت استنبطها الفقهاء وذكروها يف كتبهم ، ومـن :القرائن الفقهية -٢

: أمثلتهاإن وجد عليه عالمة املسلمني مسي كرتا، وإن كـان عليـه : الركاز قالوا

.عالمة الصليب، أو اسم من ملوك الكفار فهو ركازضي حبكم ممارسـته للقـضاء، وهي اليت يستنبطها القا :القرائن القضائية -٣

وبفطنته، وذكائه، ومن خالل مساعه لدعوى املدعي، وإجابة املدعى عليه، والظروف احمليطة بالدعوى، وهي باب واسع ينبغي علـى القاضـي أن

.يراعيه، وأن ال يتوسع فيه إال يف إطار القواعد الشرعية

، ووسائل االثبات للزحيلي ص )١٢١ -١/١١٣( القضاء بالقرائن املعاصرة للعجالن : ينظر) ١()٤٩٥- ٤٩٤(.

١٣٠٣

إن أمهلها : "لقرائن يف هذا النوع من ا -رمحه اهللا تعاىل -لذا يقول ابن القيم احلاكم أو الوايل أضاع حقا كثريا ، وأقام باطال كبريا، وإن توسع وجعل معوله

.) ١("عليها دون األوضاع الشرعية وقع يف أنواع من الظلم والفساد : تقسيم القرائن باعبتار قوا: ثانيا

: ) ٢(قسم الباحثون القرائن باعتبار قوا إىل ثالثة أقسام وهي اليت يدرك األمر اخلفي من خالهلا إدراكا جازمـا، ال :قرائن قطعية -١

: احتمال للشك فيه ، وهي حجة باالتفاق، ومثلوا لذلكمبا لو رئي شخص خارجا من دار مرتبكا هاربا منها، ويف يـده سـكني ملوث بالدم، ووجد يف الدار شخص ذبيح يضطرب، فإن قرينة احلال تدل

.ج هو القاتل قطعاعلى أن اخلار وهي اليت يدرك األمر اخلفي من خالهلا إدركا راجحـا مـع : قرائن ظنية -٢

: احتمال ضد مرجوح،وهي اليت وقع فيها اخلالف ، ومن أمثلتها إذا اختلف الرجل واملرأة يف متاع البيت ، فهل يرجح قول كل منـهما

يصلح للمرأة فهـو ما يصلح للرجل فهو له ، وما : فيما يصلح له ، فيقال .هلا

وهي اليت يدرك األمر اخلفي من خالهلا إدراكا مرجوحـا : قرائن موهومة -٣ . قرينة الدم على قميص يوسف: مع احتمال ضد راجح، ومن أمثلتها

: تقسيم القرينة باعتبار داللتها على مدلوهلا: ثالثا : ) ١(يقسم الباحثون القرينة ذا االعتبار إىل قسمني

) .٣( الطرق احلكمية البن القيم ص )١(( ، والقضاء بالقرائن املعاصرة للعجالن ص) ٩٣٧ -٢/٩٣٦( املدخل الفقهي العام للزرقا : ينظر) ٢(

) .١٤١( ص ٢٨ئن واألمارات للدغيثر، جملة العدل عدد، القضاء بالقرا) ١٢٧-١/١٢٣

١٣٠٤

وهي ما كان إدراك األمر اخلفي فيها مستنبطا مـن جهـة :قرائن عقلية -١العقل يف مجيع الظروف واألحوال، فتكون العالقة بينها وبني مـدلوالا

.مستقرة ثابتة ال تتغريوجود املسرقات عند شخص تدل على أنه السارق، وظهور : ومن أمثلتها

.احلمل من غري املتزوجة دليل على زناها وهي اليت يكون إدراك األمر اخلفي فيها مستنبطا من جهـة :قرائن عرفية -٢

العرف والعادة ،وتكون عالقتها مبدلوالا مرتبطة بالعرف والعادة وجودا .وعدما،وتتبدل بتبدهلما

. شراء املسلم شاة يوم األضحى قرينة على إرادة التضحية: ومن أمثلتها

، والقضاء بالقرائن املعاصرة للعجالن ص ) ٩٣٩- ٢/٩٣٨(املدخل الفقهي العام للزرقا : ينظر) ١()١٢٣-)١/١٢١.(

١٣٠٥

��א���9$א����� ��א#"!��\T�<� #ل������א�(�א�����א��o$=�I�1�6א�!�Aش�א�

الكالم يف حجية القرائن الطبية املعاصرة على إثبات التحـرش اجلنـسي أو غريه ،كالكالم يف غريها من القرائن اليت تنازع العلماء يف االحتجـاج ـا يف

: إثبات الوقائع، وميكن عرض هذه املسألة من خالل ما يأيت : الرتاع حترير حمل: أوال

اتفق الفقهاء على أن القرائن وإن كانت قوية ال حيـتج ـا يف احلـدود .)١(والقصاص عند وجود الشبهة ؛ ألن احلدود تدرأ بالشبهات

كما اتفقوا على أن القرائن واألمارات اخلفية الضعيفة ال حيتج ا سـواء يف .)٢(احلدود والقصاص أو يف غريمها من األحكام

: االحتجاج بالقرائن القوية الظاهرة يف غري ما تقدم على قولنيواختلفوا يف : األقوال يف املسألة : ثانيا

جواز االحتجاج بالقرائن القوية، واعتبارها وسيلة من وسائل :القول األول االثبات، على اختالف بينهم يف األمور اليت حيتج ا بالقرائن، ويف اعتبار القرينة

.قوية أوضعيفة

، أسىن املطالب لزكريا )١١٧: (،إرشاد السالك للبغدادي ص)٣٨ / ٩(املبسوط للسرخسي : ينظر )١( ).٤/٢٨٨( ، الكايف البن قدامه )٤/١٢٦( األنصاري

وهذا مأخوذ من تعليالم وحكمهم يف بعض املسائل بعدم اعتبارها لكون احلجة فيها ضعيفة ، ) ٢(

، إعانة الطالبني )١٨١ / ٢(، الفواكه الدواين للنفراوي )٢١٧ / ١٠(للسرخسي املبسوط : ينظر

).١٣٥ / ١٠(، املغين البن قدامة )٣١٧ / ٤(للبكري

١٣٠٦

، )٣(، والـشافعية )٢(، واملالكيـة )١(ا القول قال به مجهور احلنفيـة وهذ .)٥(، وممن توسع يف تبين هذا ابن القيم )٤(واحلنابلة

. منع االحتجاج بالقرائن ، ومنع العمل مبقتضاها يف القضاء:القول الثاين .)٧(، وبعض املالكية ) ٦(وقال به بعض احلنفية

:سألة سبب اخلالف يف امل: ثالثا :) ٨(اخلالف يف املسألة يرجع إىل أمرين

ابن ، فقد صرح ذا ) ١٦٦( ، ومعني احلكام للطرابلسي ص ) ٧/٢٠٥( البحر الرائق : ينطر ) ١(وزاد ابن : " البن جنيم ما نصه الغرس، وابن جنيم، والطرابلسي ، وغريهم ، جاء يف البحر الرائق

و النكول عنه، أو واحلجة إما البينة، أو اإلقرار، أو اليمني، أ: الغرس سادسا مل أره إىل اآلن لغريه فقالالقسامة، أو علم القاضي مبا يريد أن حيكم به ،أو القرائن الدالة على ما يطلب احلكم به داللة واضحة

: قال بعض العلماء:" ما نصه ، وجاء يف معني احلكام للطرابلسي" حبيث تصريه يف حيز املقطوع بهرجح منها قضى جبانب الترجيح، وهو على الناظر أن يلحظ األمارات والعالمات إذا تعارضت، فما ت

قوة التهمة، وال خالف يف احلكم ا، وقد جاء العمل ا يف مسائل اتفق عليها الطوائف األربع من ".الفقهاء

، فقد ذكر النص الذي ذكره الطرابلسي، والظاهر أن ) ٢/١٢١( تبصرة احلكام البن فرحون :ينظر) ٢( .ون نسبه إىل ابن العريبالطرابلسي نقله منه، إال أن ابن فرح

). ، وما بعدها٤٩ / ٢(قواعد األحكام يف مصاحل األنام : وممن ذكر ذلك العز بن عبدالسالم، ينظر) ٣(

، حيث ذكر إعمال القرائن يف بعض املسائل منها اختالف )٢٨٣ / ١٠(املغين البن قدامة : ينظر ) ٤(

حيث ذكر إقامة احلد ممن ) ٨٧(البن تيمية ص السياسة الشرعية يف :الزوجني يف متاع الدار، وينظر .وجدت منه رائحة اخلمر أو تقيئها

) . وما بعدها٣( الطرق احلكمية البن القيم ص ) ٥( .)٧/٢٠٥( منحة اخلالق البن عابدين مع البحر الرائق :ينظر) ٦(

).١١٠ / ٤(الفروق للقرايف :ينطر ) ٧(، ٧٢( ، املستجدات يف وسائل اإلثبات للعمر ص )٥٢-٥١( تعارض البينات للشنقيطي ص: ينظر) ٨(

٧٣.(

١٣٠٧

هل وسائل اإلثبات تعبدية غري معقولة املعىن، ال ميكن القياس عليها : األول: إا اجتهادية ذهب إىل القول األول، ومن قـال : أو هي اجتهادية؟ فمن قال .هي تعبدية قال بالقول الثاين

فقط،أو يشمل كل ما يبني احلق هل اسم البينة يقتصر على الشهادة : الثاينويوضحه؟ فمن قال بأن البينة تشمل كل ما يبني احلق ويوضحه قال بـاألول،

.ومن قال إا تقتصر على الشهادة قال بالثاين : أدلة األقوال: رابعا

: أدلة القول األولاستدل أصحاب هذا القول بالكتاب ، والسنة ، واإلمجاع، واملعقول، وفيما

: ان هلذه األدلة يأيت بي : أدلتهم من الكتاب-أ

استدلوا باآليات اليت جاء فيها االستدالل بالقرائن على إثبات حكـم مـن : األحكام ومن ذلك

استدالل إخوة يوسف على إثبات أكل الذئب له بقرينة وجود الدم علـى -١قميصه ، واستدالل أبيهم على كذم بقرينة عدم متزق القميص، ويف هذا

��yx��w��v��u��t��s��rq���p���o��n��m}�: ول اهللا تعاىل يق��a��`��_����~��}���|{��zz ]١٨: يوسف.[

استدل الفقهاء ذه اآلية يف إعمال األمارات يف : "قال القرطيب يف تفسريه .)١(" مسائل من الفقه كالقسامة وغريها

). ١٥٠ / ٩( اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب )١(

١٣٠٨

القميص، استدالل الشاهد على صدق يوسف وكذب امرأة العزيز بقرينة -٢�}��}�: قال تعاىل �z� �y� �x�� � � � � � � �w��v� �u�� � � � �t� �s��r

��ª��� �©�� � �§�� �¦��¥��¤��� � � � � � � �£��¢��¡�������~��}��|«z ]٢٧، ٢٦: يوسف .[

وهذا من باب احلكـم : قال السهيلي : "جاء يف اللباب يف علوم الكتاب ).١(" باألمارات، وله أصل يف الشرع

: وميكن أن يناقشه الوقائع إمنا حصلت يف األممم السابقة قبلنـا، فاالسـتدالل ـا أن هذ

.استدالل بشرع من قبلنا

: وجياب عليه بأن شرع من قبلنا شرع لنا إذا مل يأت يف شريعتنا ما خيالفـه، فـذكره تعاىل هلذا مقررا له يدل على جواز العمل به ، فكل ما أنزله اهللا علينـا ،

¾��¿����Ã��ÂÁ��À}�{: ة، قال تعاىل فإمنا أنزله لفائدة ومنفع

Äz]ا معمول عليها ]٩٠: األنعام ٢(، فآية يوسف مقتدى( . استدالل إخوة يوسف على السارق لصواع امللك بوجود الـصواع يف -٣

��z���y��x}��|��{��~����_`����b��a}�: رحله قال تعـاىل cz ]٧٥: يوسف .[

: وميكن أن يناقش مبا يأيت . شرع من قلبنا، وقد سبقت اإلجابة على مثل هذا االعتراضأن هذا -١

).٧٣ / ١١(اللباب يف علوم الكتاب البن عادل احلنبلي )١( ).١/١٤٠( ، والقضاء بالقرائن املعاصرة للعجالن )١١٨ / ٢(تبصرة احلكام البن فرحون )٢(

١٣٠٩

أن يوسف عليه السالم إمنا فعل ذلك من أجل أخذ أخيه وإبقائه عنده، ال -٢ .إلثبات حكم السرقة عليه، إذ ليس هناك سرقة يف حقيقة األمر

: وميكن أن جيابة يف أنه مع التسلم بأنه إمنا فعل ذلك من أجل إبقائه، وليس هنـاك سـرق

حقيقة األمر، فإن قبوهلم لالستدالل على السارق بقرينة وجود املتـاع يف .رحله وثبوت السرقة عليه بذلك، دليل على إثبات األحكام بالقرائن

اآليات اليت ورد فيها ذكر السيما عالمة على املعرفة ، كجعل سيما -٤��k}�: الشخص عالمة على فقره واستحقاقه للصدقة ، يف قوله تعاىل

��u��t��s��r���q�� �p��o��n��m��l��~��}� � �|��{��z��y� �x��w�� � � �v

��ª��©�� ��§���¦��¥��¤��£��¢¡���z ]٢٧٣: البقرة.[ ����FE��D���C��B}�: وعالمة على النفاق يف قوله تعاىل �A

���T��S���R��Q��P��O��N��� � � �M��L��KJ��I���H��G

��W��V��Uz ]٣١، ٣٠: حممد.[ أثـرا يف ) ١(فيه دليل على أن للـسيما : " تفسري آية البقرة قال القرطيب يف

اعتبار من يظهر عليه ذلك، حىت إذا رأينا ميتا يف دار اإلسالم وعليه زنار، وهو غري خمتون ال يدفن يف مقابر املسلمني، ويقدم ذلك على حكم الـدار يف قـول

. )٢(" أكثر العلماء

. العالمة : السيما والسومة ) ١( ) .٣٢/٤٣٣(، تاج العروس للزبيدي )١٢/٣١٢( لسان العرب : ينظر

.)٣٤١ / ٣( اجلامع ألحكام القرآن القرآن للقرطيب )٢(

١٣١٠

: وميكن أن يناقش إثبات حكم حق مايل ، أو غري مايل ، أو عقوبة بنـاء بأن اآليات ليس فيها

على القرينة، وإمنا فيها إشارة إىل أن إعمال القرائن معني يف التعرف على حقيقة .األشخاص واألشياء

: أدلتهم من السنة -باستدلوا بعدة أحاديث جاء فيها فيها العمل بالقرينة يف مسائل متنوعة، ومن

: ذلكمللتقط على كون املال حقا ملـن ادعـاه بقرينـة معرفـة استدالل ا -١

ملن سأله عـن -صلى اهللا عليه وسلم -؛ لقول النيب )٢(والعفاص )١(الوكاءاعرف وكاءها، أوقال وعاءها، وعفاصها، مث عرفها سنة، «: اللقطة، فقال

.)٣(»مث استمتع ا، فإن جاء را فأدها إليه : وميكن أن يناقش

ل مبحل نزاع ، فالفقهاء خمتلفون يف لزوم دفع اللقطة ملـن بأن هذا استدال .)٤(ادعاها بقرينة معرفة األوصاف

.رباط القربة: الوكاء )١( ) ٢٥٢٨ / ٦(، الصحاح للجوهري ) ٥/٤٢٢( العني للخليل : ينظر

. من جلد أو خرقة أو غري ذلكهو الوعاء الذي يكون فيه النفقة إن كان:العفاص )٢( ).٢٧ / ٢(، ذيب اللغة للهروي)٢/٢٠١( غريب احلديث أليب عبيد : ينظر

الغضب يف املوعظة والتعليم إذا رأى ما يكره ، البخاري يف صحيحة ، كتاب العلم ، باب أخرجه )٣( اخلصمني، باب استحباب إصالح احلاكم بني،وأخرجه مسلم يف صحيحه، كتاب احلدود، )٩١(رقم .كالمها من حديث زيد بن خالد اجلهين) ١٧٢٢( رقم

فاحلنفية والشافعية يرون أنه ال يلزم امللتقط دفعها بتلك القرينة، واملالكية واحلنابلة يرون أنه يلزم )٤( .دفعها، املقدمات املمهدات البن ) ١٣٢( ، والتنبيه للشريازي ص ) ١١/٨(املبسوط للسرخسي : ينطر

) . ٤/٢٣٤( ، ومطالب أويل النهى للسيوطي الرحيباين ) ٢/٤٨٢ (رشد

١٣١١

االستدالل على أحقية املرأة للولد يف قصة املتنازعتني فيه بقرينـة الـشفقة -٢ ألصحابة يومـا قـصة -صلى اهللا عليه وسلم -والرمحة، فقد ذكر النيب

ابنامها، فجاء الذئب فـذهب بـابن كانت امرأتان معهما : امرأتني، فقال إمنا ذهـب : إمنا ذهب بابنك، وقالت األخرى : إحدامها، فقالت صاحبتها

بابنك، فتحاكمتا إىل داود، فقضى به للكربى، فخرجتا على سليمان بـن ال : ائتوين بالسكني أشقه بينهما، فقالت الـصغرى : داود فأخربتاه، فقال

.) ١(" للصغرى تفعل يرمحك اهللا، هو ابنها، فقضى به : وميكن أن يناقش مبا يأيت

.بأن هذا شرع من قبلنا، وقد سبقت اإلجابة على مثل هذا االعتراض -١ فال جيوز لغريه ، فهو -عليه السالم -أنه لو جاز ذلك احلكم ذا لسليمان -٢

. نيب يوحى إليه ، فلو أخطأ لصوبه الوحير يف النكاح بصمتها؛ لقول النيب استدالل ويل املرأة على وجود رضا البك -٣

ال تنكح األمي حىت تستأمر، وال تنكح البكر حـىت : "صلى اهللا عليه وسلم .)٢(" أن تسكت«: يا رسول اهللا، وكيف إذا؟ قال: قالوا» تستأذن

: وميكن أن يناقش

ووهبنا لداود سليمان {: باب قول اهللا تعاىلالبخاري يف صحيحه ، كتاب أحاديث األنبياء، أخرجه )١(احلدود ، باب بيان ، وأخرجه مسلم يف صحيحه ، كتاب )٣٤٢٧( ، رقم }نعم العبد إنه أواب

.كالمها من حديث أيب هريرة رضي اهللا عنه) ١٧٢٠( اختالف اتهدين رقم خرجه البخاري يف صحيحه ، كتاب النكاح، باب ال ينكح األب وغريه البكر والثيب إال برضامها، أ) ٢(

،وأخرجه مسلم يف صحيحه ، كتاب احلج، باب استئذان الثيب يف النكاح بالنطق ، ) ٥١٣٦( رقم .ديث أيب هريرة رضي اهللا عنهكالمها من ح) ١٤١٩( والبكر بالسكوت رقم

١٣١٢

بأن هذا ليس فيه إثبات حق بناء على القرينة، أوفصل نـزاع، أو إيقـاع ة األمر هو التحقق من وجود شرط رضا املرأة بـالزوج، عقوبة، وإمنا غاي

.ومثل هذه األمور ميكن أن يرجع فيها إىل قرائن األحوال باستحقاق سلب أيب جهل ملعاذ -صلى اهللا عليه وسلم - استدالل النيب -٤

ألثر ضـربة -عليه الصالة والسالم -بن عمرو بن اجلموح عند رؤيته هل يف معركة بدر جاء معاذ بـن عفـراء، سيفه، فعندما عند قتل أبو ج

، -صلى اهللا علية وسـلم -ومعاذ بن عمرو بن اجلموح إىل رسول اهللا : أنا قتلته، فقـال : ، قال كل واحد منهما »أيكما قتله؟ «: فأخرباه فقال

كالكما «: ال، فنظر يف السيفني، فقال : ، قاال »هل مسحتما سيفيكما؟ « .)١(»وحقتله، سلبه ملعاذ بن عمرو بن اجلم

: وميكن أن يناقش بالسلب ملعاذ كان بوحي مـن - صلى اهللا عليه وسلم -بأن قضاء النيب

عليـه -، وعلى فرض كونه ليس وحيا فـالنيب - عليه السالم -جربيل . ليس كغريه، فلو أخطأ لرتل الوحي بتصويبه-الصالة والسالم : وميكن أن جياب

ل، فليس يف احلديث ما يشري بعدم التسليم بأن ذلك كان بوحي من جربي أـا - صلى اهللا عليه وسلم -إىل ذلك، كما أن األصل يف أفعال النيب

- عليه الصالة والسالم-تشريع عام، ولو كان خاصا به لبينه

أخرجه البخاري يف صحيحه ، كتاب فرض اخلمس باب من مل خيمس األسالب، ومن قتل قتيال فله ) ١(، وأخرجه مسلم ، كتاب اجلهاد والسري، )٣١٤١( سلبه من غري أن خيمس، وحكم اإلمام فيه، رقم

عبدالرمحن بن عوف رضي اهللا كالمها من حديث ) ١٧٥٢(باب استحقاق القاتل سلب القتيل، رقم -عنه

١٣١٣

صلى اهللا عليـه -االستدالل بالشبه بقرينة الشبه يف األنساب، لقول النيب -٥، أدعـج )١(جاءت به أسـحم انظروا فإن :" يف قصة املتالعنني -وسلم، فال أحسب عوميرا إال قد )٤(، خدجل الساقني )٣(، عظيم اإلليتني )٢(العينني

، فال أحسب عـوميرا )٥(صدق عليها، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة ، فجاءت به على النعت الذي نعت به رسـول اهللا " إال قد كذب عليها

.)٦(بعد ينسب إىل أمه من تصديق عومير، فكان -صلى اهللا عليه وسلم- : وميكن أن يناقش

. األسود، والسحمة السواد: األسحم)١( ).١٤١ / ٣(، ومعجم مقاييس اللغة البن فارس )١/٣٧١( غريب احلديث للخطايب : ينظر

. والدعج شدة سواد العني يف شدة البياض: هو شدة سواد سوادها، وقيل: أدعج العينني )٢( ).٣٣٨ / ١(، غريب احلديث البن اجلوزي )٢٥٩ / ١(مشارق األنوار لليحصيب: ينظر

اإلليتان مها اللحمتان املؤخرتان اللتان تكتنفان خمرج احليوان، ومها من ابن آدم : عظيم اإلليتني ) ٣( .املقعدتان

).٩٩(ص ( املقنع املطلع على ألفاظ: ينظر .، وقيل عظيمهمااضطراب الشيء العريض: خفاق القدم، واخلفق: خدلج الساقني)٤(

).٢٤٩ / ٢(، لسان العرب البن منظور) ٤/١٥٤( العني للخليل : ينظرهي حشرة من حشرات األرض تشبه احلرباء محراء كالعظاءة وا شبه وحر الصدر، وقيل : الوحرة ) ٥(

.نوع من الوزغ يكون في الصحاري: هو الوزغة وقيل : ).٢٨١ / ٢(، مشارق األنوار لليحصيب )٢٢٢(عي للهروي ص الزاهر يف غريب ألفاظ الشاف: ينظر

والذين يرمون {: أخرجه البخاري يف صحيحه ذا اللفظ، كتاب التفسري، باب قوله عز وجل) ٦(، }أزواجهم ومل يكن هلم شهداء إال أنفسهم، فشهادة أحدهم أربع شهادات باهللا إنه ملن الصادقني

وأخرج مسلم يف صحيحه حنوه من حديث أنس بن من حديث سهل بن سعد، ) ٤٧٤٥( رقم ). ١٤٩٦( مالك، كتاب اللعان ، رقم

١٣١٤

مل حيكم بشبه ولد املالعنة للمقذوف، مع -صلى اهللا عليه وسلم -بأن النيب أن الولد قد جاء يشبهه، ومل حيد املرأة ذا الشبه، فدل على عدم اعتبار هـذه

.القرينة : وجياب عليه

ن، واألميـان، مل يفعل ذلك لوجود اللعا -صلى اهللا عليه وسلم -بأن النيب من باب تقدمي - عليه الصالة والسالم -وهي أقوى يف داللتها من الشبه، ففعله

. )١(أقوى الدليلني على أضعفهما، وذلك ال مينع العمل بالشبه : أدلتهم من اآلثار املروية عن الصحابة -ج

روي عن عدد من الصحابة رضي اهللا عنهم االحتجاج بالقرائن، بل حكى : ء اإلمجاع يف بعض الوقائع ، ومن ذلك بعض العلما

أن عمر رضي اهللا عنه قال بإثبات الزنا بقرينة احلمل إذا مل يكن للمـرأة -١أال وإن : " قـال -رضي اهللا عنه -زوج وال سيد، ففي البخاري أن عمر

الرجم حق على من زىن وقد أحصن، إذا قامت البينة، أو كان احلبـل، أو .)٢("االعتراف : ن يناقشوميكن أ

مل يكن يقتصر يف الرجم على قرينة احلبل، بـل -رضي اهللا عنه-بأن عمر يضم إليها اإلقرار بالزنا كما يدل على ذلك حديث الرتال بن سـربة اآليت

كـان -رضي اهللا عنـه - أن عمر -رمحه اهللا -ذكره، وقد ذكر الشافعي

) .٣٦٢/ ٥( زاد املعاد :ينظر) ١(، وأخرجه مسلم ) ٦٨٢٩( خرجه البخاري يف صحيحه ، كتاب احلدود باب االعتراف بالزنا، رقمأ) ٢(

كالمها من حديث ابن ) ١٦٩١( يف صحيحه ، كتاب احلدود ، باب رجم الثيب يف الزنا، رقم .رضي اهللا عنهما-عباس

١٣١٥

اء نكاح، أو شبهة يرجم باحلبل إذا كان مع احلبل إقرار بالزنا، أو غري ادع .)١(يدرؤها احلد

أن عثمان أخذ بإثبات حد السكر على من تقيأ اخلمر، ففـد أيت عثمـان -٢: أزيدكم، فشهد عليه رجـالن : بالوليد قد صلى الصبح ركعتني، مث قال

: محران أنه شرب اخلمر، وشهد آخر أنه رآه يتقيأ، فقال عثمـان : أحدمهاقم يا حسن : ا علي، قم فاجلده، فقال علي ي: إنه مل يتقيأ حىت شرا، فقال

).٢(..." فاجلده

: وميكن أن يناقشبأنه ال يسلم بأن عثمان أقام احلد على الوليد بالقرينة وحدها، بل كـان

). ٣(معها شهادة الشهود اليت استوجبت إقامة احلد بإثبات السكر بقرينة الرائحة،فقد قـرأ -رضي اهللا عنه -أخذ ابن مسعود -٣

ما هكذا أنزلت، : سورة يوسف، فقال رجل -رضي اهللا عنه - مسعود ابن، "أحـسنت : " فقال - صلى اهللا عليه وسلم -قرأت على رسول اهللا : قال

أجتمع أن تكذب بكتاب اهللا، وتشرب اخلمر : ووجد منه ريح اخلمر، فقال .)٤(فضربه احلد

: وميكن أن يناقش

).١٢/٣٢٣( معرفة السنن واآلثار للبيهقي ) ١(من حديث حضني بن ) ١٧٠٧( أخرجه مسلم يف صحيحه ، كتاب احلدود باب حد اخلمر، رقم ) ٢(

.املنذر ).٣٤٩( املستجدات يف وسائل اإلثبات للعمر ص : ينظر) ٣(تاب فضائل القرآن ، باب القراء من أصحاب النيب صلى اهللا عليه خرجه البخاري يف صحيحه ، كأ) ٤(

،وأخرجه مسلم ، كتاب صالة املسافرين وقصرها، باب فضل استماع ) ٥٠٠١(وسلم، رقم .، من حديث علقمة رضي اهللا عنه)٨٠١( القرآن رقم

١٣١٦

ارض باألحاديث الواردة بأن هذا وإن ورد عن صحايب جليل، إال أنه مع ، واآلثار الواردة عن بعض الصحابة بدرء احلد -صلى اهللا عليه وسلم -عن النيب

. بالشبهات؛ فال تقوم به حجة : دليلهم من املعقول-د

أن للحق أمارات يدرك ا، ويعرف من خالهلا ، فكان الوقوف على تلك عطـل األحكـام وتـضيع األمارات الزما ملعرفة احلق واحلكم به، حـيت ال تت

.)١(احلقوقفمن أهدر األمـارات والعالمـات يف :"-رمحه اهللا تعاىل -يقول ابن القيم

.)٢("الشرع بالكلية، فقد عطل كثريا من األحكام، وضيع كثريا من احلقوق : وميكن أن يناقش

بأن القضاء بالقرائن يفتح الباب لقضاة السوء للحكم باألهواء حبجة أنه هو .دلت عليه قرينة احلالالذي

: وجياب على ذلكبأن القرائن اليقبل منها إال ما كان قويا ، أما القرائن الضعيفة ، فال جيـوز

.االعتماد عليها : أدلة القول الثاين

.استدلوا بالكتاب، والسنة، واآلثار املروية عن الصحابة، واملعقول : دليلهم من الكتاب-أ

ة على اجلاين، ألمحد ، وأثر القرينة يف إثبات التهم)٢/١٢١( تبصرة احلكام البن فرحون ص: ينظر ) ١( . من البحث) ١٤( ص ١٣إبراهيم إمساعيل، جملة كلية العلوم اإلنساية ، الد السابع، عدد

) .٨٧( لطرق احلكمية البن القيم ا) ٢(

١٣١٧

©�����ª»��}�: ها ذم اتباع الظن كقوله تعـاىل استدلوا باآليات اليت في

��¾��½��¼��»��º���¹�� ��¶�������µ��´³��²��±��°�� ��®��¬z

����a}�: ، وقوله تعـاىل ]١١٦: األنعام[ ��_��~��}��|��{z�����y��x��w��v��i��h��g��f���e��d��cbz ]وقوله سبحانه ]٣٦: يونس ، :�{��N��M��L��K

W��V��UT��S��R��Q��PO��]��\��[���Z��Y��X��z ]٢٨: النجم.[ .) ١(والقرائن مبنية على الظن وقد انا الشارع عن اتباعه : قالوا

:وميكن أن يناقشبأن الظن املذموم املنهي عن اتباعه هو الظن السيئ، أو املبين على اهلوى، أو

جتهادات ، خبالف اال )٢(ما كان يف جمال العقائد القطعية اليت ال جمال للظن فيها . يف األمور العملية، فإا مبنية يف كثري من املسائل على الظن

: دليلهم من السنة -ب : استدلوا بعدة أحاديث منها

لو يعطى الناس بدعواهم، الدعى نـاس : "قول النيب صلى اهللا عليه وسلم -١، ويف روايـة )٣("دماء رجال وأمواهلم، ولكن اليمني على املـدعى عليـه

). ١ ("لكن البينة على من ادعى واليمني على من أنكر: " هقي البي

، واإلثبات اجلزائي بالقرائن القضائية )٢/٥١١( وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية للزحيلي ) ١( ).٨٢( ص٩ األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية عددحملمد طيب عمور، جملة

.املرجعني السابقني) ٢() ١٧١١(خرجه مسلم يف صحيحه ذا اللفظ، كتاب احلدود ، باب اليمني على املدعى عليه، رقم أ) ٣(

إن الذين {من حديث ابن عباس رضي اهللا عنهما، وأخرج البخاري حنوه ، كتاب التفسري، باب من حديث ابن عباس ) ٤٥٥٢( ، رقم }ن بعهد اهللا وأميام مثنا قليال، أولئك ال خالق هلميشترو .أيضا

١٣١٨

حصر إثبات احلق يف البينة عند عدم إقـرار -عليه الصالة والسالم -فالنيب .)٢(املدعى عليه، والبينة املراد ا الشهود

: وميكن أن يناقشق بعدم التسليم بأن املراد بالبينة الشهود فقط، بل هي اسم لكل ما يبني احل

اعلم أن البينة اسم لكل : " ويظهره؛ لذا يقول ابن فرحون رمحه اهللا تعاىل الشهود بينـة؛ - صلى اهللا عليه وسلم -ما يبني احلق ويظهره، ومسى النيب

. )٣("لوقوع البيان بقوهلم، وارتفاع اإلشكال بشهادمرمجـت لو كنت رامجا أحدا بغري بينة ل : "-عليه الصالة والسالم -ولقوله -٢

.)٤("فالنة، فقد ظهر منها الريبة يف منطقها، وهيئتها، ومن يدخل عليها مل يقم احلد على هذه املرأة؛ لوجود القرائن -عليه الصالة والسالم -فالنيب

صـلى اهللا -الدالة على زناها، ولو كان العمل بالقرائن جائزا؛ ألقام النيب . احلد عليها-عليه وسلم

: وميكن أن يناقشأنه عليه الصالة والسالم مل يقم احلد عليها ؛ لضعف القرائن واألمـارات ب

اليت ظهرت منها، وضعف القرائن يـدرأ احلـدود؛ ألن احلـدود تـدرأ . بالشبهات

، باب البينة على املدعي ، واليمني على املدعى كتاب الدعوى والبيناتأخرجه البيهقي يف سننه، )١( ، من حديث ابن عباس وأصله يف الصحيحني كما تقدم )٢١٢٠١(عليه

، " الشهادة باإلمجاع: والبينة: " ، فقد جاء فيه ما نصه ) ٢/١٣٩( ر يف تعليل املختاراالختيا:ينظر) ٢( ".البينات مجع بينة ،وهم الشهود: " ، فقد جاء فيه ) ٦/٣٩٩( مغين احملتاج للشربيين

).١/٢٤٠( تبصرة احلكام البن فرحون ) ٣(من حديث ابن ) ٢٥٥٩( احشة، رقم خرجه ابن ماجه يف سننه ، كتاب احلدود، باب من أظهر الفأ) ٤(

. إسناده صحيح ورجاله ثقات: عباس رضي اهللا عنهما،وقال يف الزوائد

١٣١٩

يا رسول اهللا، ولد يل : فقال -صلى اهللا عليه وسلم -وألن رجلا أتى النيب -٣» مـا ألواـا؟ «: نعم، قال : قال» هل لك من إبل؟ «: غالم أسود، فقال

» فأىن ذلك؟ «: نعم، قال : قال» ) ١(هل فيها من أورق؟ «: محر، قال : قال .)٣(» فلعل ابنك هذا نزعه«: ، قال)٢(لعله نزعه عرق : قال مل يعترب قرينة الشبه يف اختالف اللون بـني - صلى اهللا عليه وسلم -فالنيب

.القرائنالولد وصاحب الفراش، وهذا يدل على عدم اعتبار مثل هذه : وميكن أن يناقش مبا يأيت

مل يعترب قرينة الشبه، بـل - صلى اهللا عليه وسلم -أنه ال يسلم بأن النيب -١اعتربها، فقد أحال إىل نوع آخر من الشبه ، وهو نزع العرق، وهو مـا

.يرثه اإلنسان عن اآلباء، وهذا الشبه أوىل؛ ألنه تؤيده قرينة الفراشعليـه الـصالة -عدم اعتبار قرينة الشبه، فإن الـنيب على فرض التسليم ب -٢

مل يعتربها لوجود قرينة أقوى منها وهي قرينة الفراش، والقرائن -والسالم .)٤(يقدم األقوى منها عند التعارض

.مجل أورق، وناقة ورقاء: السمرة، يقال: األمسر، والورقة: األورق) ١( / ١٠(، لسان العرب البن منظور) ١٧٥ / ٥(النهاية يف غريب احلديث واألثر البن األثري: ينظر

٣٧٧.( نزع إليه يف الشبه إذا أشبهه والعرق األصل واألرومة كأنه نزع يف الشبه إىل : يقال : نزعه عرق )٢(

.أجداده من جهة األب أو من جهة األم فمال إليها ).٢٣٩ / ٢٢(، تاج العروس للزبيدي )٢٨٤: ص(تفسري غريب ما يف الصحيحني للحميدي : ينظر

، ) ٥٣٠٥( ، باب إذا عرض بنفي الولد، رقم خرجه البخاري يف صحيحه، كتاب الطالقأ) ٣( . رضي اهللا عنه-من حديث أيب هريرة) ١٥٠٠( وأخرجه مسلم ، كتاب اللعان رقم

- ١٧٣( ، القضاء بالقرائن املعاصرة للعجالن ص) ١٨٨( الطرق احلكمية البن القيم ص : ينظر) ٤(١٧٤.(

١٣٢٠

: دليلهم من اآلثار املروية عن الصحابة -ج

-رضـي اهللا عنـهم -استدلوا ببعض الوقائع اليت مل يعمل فيها الـصحابة : بالقرينة، ومن ذلك

أن امـرأة - رضي اهللا عنـه -بلغ عمر : قال:ما روى طارق ابن شهاب -١أراها قامت من الليـل تـصلي، فخـشعت، : "متعبدة محلت، فقال عمر

، فأتته، فحدثته بـذلك )٢(فتجشمها، )١(فسجدت، فأتاها غاو من الغواة ). ٣("سواء، فخلى سبيلها

صة املرأة اليت اجتمع عليها الناس حىت كاد أن وحلديث الرتال بن سربة يف ق -٢رضي اهللا -زنت، زنت، فأتى ا عمر بن اخلطاب : يقتلوها، وهم يقولون

: وهي حبلى، وجاء معها قومها، فأثنوا عليها خبـري، فقـال عمـر -عنهيا أمري املؤمنني كنت امرأة أصيب مـن هـذا : أخربيين عن أمرك، قالت

منت، وقمت ورجل بني رجلي، فقذف يف مثل الليل، فصليت ذات ليلة مث لو قتل هذه مـن بـني : -رضي اهللا عنه -الشهاب، مث ذهب، فقال عمر

.لرشدامك يف اجلهل وهو خالف ا:مجع غاو، وغوى: الغواة ) ١( ).١٤١ / ١٥(، لسان العرب )٤٥٧ / ٢(املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري : ينظر

يقال ) ١٩٠٠ / ٥(أي جلس إليها وآذاها من احلشم، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية : حتشمها) ٢( .حشمت الرجل وأحشمته مبعىن، وهو أن جيلس إليك فتؤذيه وتغضبه:

).٢٣٥( ، وجممل اللغة البن فارس ص ) ٥/١٩٠٠( الصحاح للجوهري: ينظر، وأخرجه ابن أيب ) ١٣٦٦٤( خرجه عبدالرزاق يف مصنفه ، باب البكر والثيب تستكرهان، رقم أ) ٣(

) .٢٨٤٩٥( شيبة ، كتاب احلدود، باب درء احلدود بالشبهات، رقم

١٣٢١

لعذم اهللا، فخلى سـبيلها، -شك أبو خالد -األخشبني : اجلبلني، أو قال ).١(أن ال تقتلوا أحدا إال بإذين: وكتب إىل اآلفاق

مـا دل علـى ذلـك مل يقم احلد مبجرد احلمل ك -رضي اهللا عنه -فعمر .األثران

: وميكن أن يناقش الدليالن مل يقم احلد؛ ألن هذه القرينـة عارضـتها -رضي اهللا تعاىل عنه -بأن عمر

قرينة أخرى، وهي شهادة الناس للمرأة بالصالح، واالستقامة، وإنكارها لفعل . تلك اجلرمية

: دليلهم من املعقول-دعلى احلكم كما أا ليست منضبطة؛ أن القرائن ليست مضطردة يف داللتها

.)٢(ألا تتفاوت قوة وضعفا فال تصلح لبناء احلكم عليها : وميكن أن يناقش

أن القرينة جيب أن تكون قوية الداللة يف إفادة احلكم ، وما مل تكن كذلك فإا ال تصلح، واالعتبار يف املشروعية للقرينة القوية، فال يكـون لالحتجـاج

.)٣(لضعيفة معىن؛ ألا غري داخلة يف املوضوعبالقرينة ا

، )٢٨٥٠٠(، رقم أخرجه ابن أيب شيبة يف مصنفه ، كتاب احلدود، باب درء احلدود بالشبهات ) ١(( ، رقم)٨/٤١٠( خرجه البيهقي يف سننه ، كتاب احلدود ، باب من زىن بامرأة مستكرهة ، أ

١٧٠٤٨ .( ( ، وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية للزحيلي)٤٦٧( النظام القضاء يف الفقه اإلسالمي ص : ينظر) ٢(

٥١٠/ ٢.( املرجعني السابقني: ينظر) ٣(

١٣٢٢

: الترجيح: خامسايظهر أن القول الراجح هو القول األول ، وهو جـواز األخـذ بـالقرائن والعمل مبقتضاها يف القضاء سواء كانت هذه القرائن قرائن طبية أو غريها، إذا

ىل الوجوب، كانت قوية، ومل توجد أدلة أو قرائن تعارضها، بل قد يصل ذلك إ : وذلك ملا يأيت

.قوة أدلة هذا القول -١أن يف األخذ بالقرائن إعماال للنصوص القرآنية، واألحاديث النبوية الدالـة -٢

.على األخذ بالقرائن، وإعمال األدلة أوىل من إمهاهلاأن القضاء يسعى؛ لتحقيق العدل، ونصرة احلق ، الـذي دعـت إليـه -٣

ه السموات واألرض، كمـا قـال وقامت ب الرسل، وأنزلت به الكتب ــاىل ��H������G��F��E��D��C��B��A}�: تع

K��J��I �z]واألخذ بالقرائن وسيلة؛ للتوصل ]٢٥: احلديد ، .إىل احلق، وحتقيق العدل بني الناس

أن الشريعة اإلسالمية جاءت حبفظ دماء الناس، وأمواهلم، وأعراضـهم، -٤حقيق هذا املقصد الـذي جـاءت بـه واألخذ بالقرائن القوية وسيلة لت

.الشريعة

١٣٢٣

�א��A�א���� �<� ��א���א�(�א�����א��I�1�6א�|���!�ل���o$=��5א�!�Aش�א� �

يأخذ التحرش اجلنسي أشكالا كثرية، وصورا متعددة، قد تبدأ بـالكالم أو اإلشارات، وقد تبلغ ذورا يف اية املطاف إىل اإلعتداء اجلسدي الذي يكون

را يف بعض احلاالت، وقسريا يف حاالت أخرى، وما مل يكن هناك اتصال اختيالـن يـستطيع ) ١(جسدي مباشر بالشخص املتحرش به فإن الطبيب الشرعي

الوصول إىل معرفة املتحرش بالقرائن الطبية، سواء كان هذا االتصال بـإيالج ـ ن للعضو، أوبغري إيالج ، كما أن عامل الوقت مهـم جـدا يف التحـري ع

العالمات ، واألدلة اليت تساعد اخلبري على إبداء الرأي الفـين يف مثـل تلـك القضايا، إذ إنه كلما طال الوقت بني احلادثة ومباشرة الطبيب الشرعي هلا كان من الصعب احلصول على قرائن وأدلة يف القضية، فدور الطبيب الشرعي يكون

نات اليت تساعده على الوصـول يف فحص اين عليه، والنظر يف القرائن، والعي إىل إثبات التهمة على املتحرش ، أو نفيها عنها، والقرائن الطبية الـيت ميكـن االستدالل ا كثرية، و يف هذا املبحث ميكن ذكر أبرز القرائن اليت يستدل ـا

:مما له صلة بالتحرش اجلنسي ، وذلك يف املطالب اآلتية

هو الشخص الذي يستعان مبعلوماته وخرباته الطبية الشرعية ؛ خلدمة العدالة عن : الطبيب الشرعي ) ١(طريق كشف الغموض الطيب القضايا املختلفة اليت تعرض عليه من قبل القضاء، ويعترب شاهدا حمايدا

.أمام اهليئة القضائية اليت قامت باستدعائه، مباديء علم الطب الشرعي والسموم )٨(صالطب الشرعي يف التحقيقات اجلنائية للجندي : ينظر

) .٥( لرجاء عبداملعبودص

١٣٢٤

�א���9$א,ول ��א���68א#"! �����<� ��W�#ل�=$�oא�!�Aش�א� �

هو زوائد بروتينية ملحقة باجللد كاألظافر، تنمو على أجسام معظم : الشعر، وخيتلف شـعر )١(يوميا) شعرة ١٠٠-٣٠( الثديات ، والشعر يتساقط مبعدل

احليوان يف طبقته عن شعر اإلنسان،كما أن أجناس شعر البشر خمتلفـة، تبعـا ٢(م الختالف سالال(.

ولفحص الشعر املوجود يف مكان احلادثة، أو على مالبس املتحرش به أمهية : كبرية يف االستدالل به على صاحب الشعر من حيث

، إذ إن قطر جسم شـعر الرجـل ) أو أنثى -ذكر( معرفة جنس املتهم -أ مليمتر، وشعر رأس الرجل أكثـر ٦٠٠٠ مليمتر، أما املرأة فهو ٨٠٠٠

.قصر طوال ، وأكرب مسكا من شعر رأس األنثىصالبة ، وأومن خالله ميكن تقدير سن صاحب الشعر بالنظر يف قوة الشعر، ودرجة -ب

غزارته و لونه، وإذا مل يستعمل صاحبه الصبغ ؛ فإن الـشيب األبـيض يساعد على تقدير العمر، وإذا استعمل الصبغة فإن الصبغة يف حد ذاـا

لتعرف وفقا لنوع الصبغة املستعملة ، ومنتجها تشكل عنصرا من عناصر ا .ومقارنتها مع األصباغ املستعملة بواسطة املشتبه فيهم

) تشريح( ، واملوسوعة احلرة مصطلح شعر )٥٨٤(املوسوعة الطبية الفقهية، ألمحد كنعان، ص:ينظر) ١( /http://ar.wikipedia.org/wiki: على الرابط

الشعر الزجني، فالقوقازي دقيق الشعر فالشعر القوقازي خيتلف عن الشعر املنغويل،ومها خيتلفان عن ) ٢( .دائما، واملنغويل أكثر مساكة ، بينما الزجني يكون ملتفا حول نفسه

( هنت، ترمجة حممد السيد غالب ص .السالالت البشرية احلالية ،كارلتون اس كون، وادوارد أ: ينظر٢٩٠- ٢٨٨(، )٢٩- ٢٦ . (

١٣٢٥

كما أنه قد يدل على بعض األعراض واألمراض اليت يصاب ا صاحب -جالشعر، أو األمراض الـيت أصـيب ـا الـشعر مـن االنتفاخـات،

.واالنسالخات، والقشور، والقملثبت الشعر بعض عادات، وأوصاف الشخص اجلاين، كالشيب أيضا قد ي -د

املبكر، والشيب بسبب تقدم السن، كما أن التأنق، واالهتمام بالـشعر، .أو إمهاله قد يعكس بعض عادات صاحب الشعر

كما أن فحص شعرة بدقة ميكن أن يكشف بعض املواد العالقة ا ممـا -هـد آثار دقيق علـى شـعره يساعد على حتديد مهنة صاحبها ، كأن توج

تثبت أن صاحبها بائع خبز أو عامل مطحنة ، كذلك يدل أثر الفحـم، .)١(وأثر األمسنت أن صاحب الشعر يعمل يف منجم، أومصنع أمسنت

وكل هذه القرائن ميكن االستفادة منـها يف نفـي التهمـة عـن بعـض كقرائن يف األشخاص، إذا مل توجد أدلة أخرى؛ إلدانتهم، وال ميكن استخدامها

.إثبات التهمة؛ لوجود التشابه يف أوصافهاوبناء على ما تقدم من بيان أمهية الشعر يف االستدالل على احلادثة فإن على الطبيب الشرعي عند فحص املتحرش به البحث يف جسده عن كل العالمـات اليت تدل على املتهم يف قضية التحرش ، ومن ضـمنها الـشعر، واالسـتعانة

: يل املخربية؛ للتوصل إىل اجلاين ، ومن هذه التحاليل بالتحال : أخذ فصيلة الدم من الشعر -١

هي فئات الدم ، أو الرمز الدموي ، وهـي خمتلفـة عنـد :وفصيلة الدم : اإلنسان ، فكل فرد من النـاس ينتمـي إىل إحـدى اموعـات األربـع

. )١٨٦ -١٨٤( أنظمة حتقيق الشخصية لليوسف ص ) ١(

١٣٢٦

)A.B.AB.O ( موعات األربع ختتلف عن األخرى ، ، وكل جمموعة من هذه ا .)١(فلها صفاا امليزة وخصائصها

وفصيلة الدم تعد قرينة على نفي التهمة عن املشتبه به؛ ألن اختالف اآلثـار املوجودة يف حمل احلدث عن فصيلة املتهم قرينة على عدم مباشرته للفعـل، وال

. الدمتعد فصيلة الدم وسيلة يف اإلثبات؛ لوجود التشابه ينب الناس يف فصائل : أخذ بصمة الشعر-٢

وذلك بوضع الشعر يف قلب مفاعل نووي ليطلـق النيترونـات عليهـا، فتتحول كل العناصر النادرة بالشعر إىل مواد مشعة حىت ولو كانت نسبة املادة

. جزءا من مليار جزء من اجلرام عنصرا نادرا، وواحد من بني مليـار شـخص ١٤ويف كل شعرة يوجد

. ة عناصر من هذه العناصريتقاسم تسعم استخدم التحليل الطيفي بواسطة املطيافات الـيت تطلـق ١٨٩٥ويف عام

الضوء على املادة املراد حتليلها من خالل التعرف على اخلطوط الـسوداء الـيت تعترب خطوط امتصاص أللوان الطيف، وكل مادة هلا خطوطها اليت من خالهلـا

. يتم التعرف عليهاكالنايلون، أو الرايون، أو : ه من األلياف الصناعية، والطبيعية والشعر كغري

القطن، ميكن أن يعطي نتائج مهمة يف الطب الشرعي؛ ألن كل األلياف تتكون . )٢(من سالسل جزيئات معقدة وطويلة جدا

صائل الدم وعالقتها ببعض مسات الشخصية االنفعايل لدى عينة من الطالب اجلامعيني، لزياد ف) ١( ) .٥٥، ٥٤( ، ومبادئ الطب الشرعي والسموم لرجاء عبداملعبود ص )٨( بركات ص

: على الرابط) بصمة الشعر ( ، فقرة ) أدلة جنائية ( املوسوعة احلرة مصطلح ) ٢(http://ar.wikipedia.org/wiki/

١٣٢٧

لكن االستدالل ببصمة الشعر بالتحليل اإلشعاعي حيتـاج إىل مزيـد مـن كانية حتديد املتهم من خالله بدرجة كبرية مـن البحوث والدراسات للقطع بإم

. )١(اليقني ) : احلمض النووي( أخذ البصمة الوراثية من الشعر -٣

ميكن أخذ البصمة الوراثية من الشعر املوجود يف املكان املفحوص، ويعـد .، واليت سيأيت الكالم عليها إن شاء اهللا تعاىل) ٢(ذلك يف قوة البصمة الوراثية

).٥٢٨ -٥٢٧( القضاء بالقرائن املعاصرة للعجالن ص) ١( ). ١٨٤( أنظمة حتقيق الشخصية لليوسف ص : ينظر) ٢(

١٣٢٨

��א���E>��א��9$ ���א����Hא����4 �����<� �א#"!�#ل�=$�oא�!�Aش�א� �

هو سائل، لزج، أمحر، قـان، جيـري يف الـشرايني، :الدم عند األطباء واألوردة، واألوعية الدموية الدقيقة الشعرية، مـن خـالل انقبـاض عـضلة

، وتـسبح فيهـا الكريـات "البالزما"القلب،ويتكون من مادة سائلة تسمى ).١(الدموية

عمـر : والبقع الدموية اليكون لوا أمحر دائما، وإمنا خيتلف اللون حسب البقعة، وغسلها، وكمية الدم املنسكب يف البقعة، وطبيعة ولون السطح الـذي

). ٢(توجد عليه البقعة والبقعة الدموية هلا أمهية كبرية يف االستدالل على املتهم بالتحرش خاصـة،

واألكثر شيوعا وانتشارا يف عامل العدالة اإلجراميـة، فالدم هو الدليل املعروف فلطخة الدم ليس هناك بديل هلا، سواء يف األهـداف الطبيـة، أو القـضائية، ووجودها دائما يكون له عالقة باألشياء املشتبه ا، وهلا داللة على اسـتخدام

.)٣(العنف، كما ميكن أن تدل على وجود مقاومة يف ارتكاب اجلرمية وملعرفة الشخص الذي تعود إليه البقعة الدموية يتم ذلك عن طريق حتديـد فصائل الدم، إال أن حتديد الفصائل الدموية عن طريق البقع الدموية خيتلف عن

( طريقة أخذها من الدم الطازج، إذ تسخدم يف الدم الطازج طريقة الـتجلط البقع الدموية فهي كأي املباشر؛ ألن كرات الدم تكون كاملة ، أما يف ) التخثر

) .٥٩(أثر الدم والبصمة الوراثية يف اإلثبات للقوامسي ص ) ١( ).١٧٦ - ١٧٥(الطب الشرعي يف التحقيقات اجلنائية للجندي ص ) ٢( ) .٦٠ - ٥٩( السموم لرجاء عبد املعبود ص مبادئ علم الطب الشرعي و) ٣(

١٣٢٩

إفرازات ،كاملين ، والعرق، واللعاب، تسخدم يف استخراجها طريقة االمتصاص : غري املباشرة ؛ ألنه ال توجد كرات دم، ويكون ذلك

.بوضع انبوبيت اختبار البقعة الدموية، أو اإلفراز املراد فصيلته -نية نقطتـان مـن ، وللثا )A(مث تضاف لألوىل نقطتان من مضاد الفصيلة -

).B(مضاد الفصيلة مث تترك فترة من الوقت لكي حيدث امتصاص ملضاد الفـصيلة، بواسـطة -

.بالبقعة املراد حتديد فصيلتها) األنثيجني(املادة احملددة للفصيلة مث يوضع على شرحية زجاجية يف أحد جوانبها نقطة من األنبوبـة األوىل، -

، ويف جانب الشرحية اآلخر نقطة مـن )A(ويضاف إليها خاليا دم فصيلة ).B(األنبوبة الثانية، ويضاف إليها خاليا من فصيلة

بعد ذلك توضع الشرحية على هزاز كهربائي، وتفحص عن وجود ختثـر - . للدم؛ لتظهر النتيجة

ملعرفة صاحب ) احلمض النووي ( كما أنه ميكن استخدام البصمة الوراثية . )١(البقعة الدموية

الستدالل بفصيلة البقعة الدموية ميكن اعتباره حجة يف النفـي، أمـا يف واإثبات التهمة على املتهم فهو قرينة ضعيفة؛ لوجود التشابه يف فصائل الدم، وأما

.احلمض النووي فسيأيت احلديث عنه إن شاء اهللا تعاىل

) .١٨٩ -١٨٧( الطب الشرعي يف التحقيقات اجلنائية للجندي ص ) ١(

١٣٣٠

�א���9$א����� ���� �א����Hא� �����<� �א#"!�#ل�=$�oא�!�Aش�א� �

هو ماء خيرج عند اشتداد الشهوة، يتلذذ خبروجه، ويعقب البدن بعد :املين خروجه فتور، ورائحته كرائحة طلع النخل، تقرب من رائحة العجني، وهو من

.)١(الرجل غليظ، أبيض يف حال صحته، ومن املرأة ماء رقيق، أصفرتـرة مـن والسائل املنوي الطازج لزج، له رائحة مميزة، وتعريضه للهواء ف

يصبح سائلا بسبب اخلمائر املوجودة فيـه، والبقـع ) دقيقية ٣٠: ١٥( الوقت .املنوية القدمية تكون ذات لون أصفر واضح

وتعد التلوثات املنوية من أهـم اآلثـار املاديـة يف اجلـرائم اجلنـسية، كاالغتصاب، والزنا، واللواط، والقتل اجلنسي، ولذلك توجد هذه التلوثات يف

: ن اآلتيةاألماكاين عليه، أو اين عليها يف األعضاء التناسلية، وحوهلا على شعر العانة، -١

. وبني الفخذين، أو املالبس الداخلية . الفاعل، أو اجلاين على العضو الذكري، أو املالبس الداخلية-٢ مكان احلادث على السرير، واألغطية اليت عليها األرائك، أو األبسطة على -٣

.)٢(ألرضية ، وفرش السيارة اليت ارتكبت فيها اجلرميةا

، القاموس الفقهي )٤٣( ،واملطلع على ألفاظ املقنع للبعلي ص )٣٨(حترير ألفاظ التنبيه للنووي )١( ).٣٤١(لسعدي أبو حبيب ص

، و مبادئ علم الطب )١٩٣-١٩١( ئية للجندي ص الطب الشرعي يف التحقيقات اجلنا: ينظر) ٢( ) .٦٤( الشرعي، والسموم لرجاء عبداملعبود ص

١٣٣١

ومعرفة كون البقعة منوية أمر مهم يف نسبة األمر للمتهم أونفيه عنه، وقـد رضي - وهى أنه أتي -رضي اهللا عنه -أورد ابن القيم يف ذلك قصة عن عمر

بامرأة قد تعلقت بشاب من األنـصار، وكانـت ـواه، فلمـا مل -اهللا عنه اعدها احتالت عليه، فأخذت بيضة فألقت صفارها، وصبت البياض علـى يس

هذا الرجل غلبين على : ثوا، وبني فخذيها، مث جاءت إىل عمر صارخة، فقالت إن : نفسي، وفضحين يف أهلي، وهذا أثر فعاله، فسأل عمر النساء فقلـن لـه

يا أمـري : ولببدا، وثوا أثر املين، فهم بعقوبة الشاب، فجعل يستغيث، ويق املؤمنني، تثبت يف أمري، فواهللا ما أتيت فاحشة، وما مهمت ا، فلقد راودتـين

يا أبا احلسن ما ترى يف أمرمها، فنظر علـي : عن نفسي، فاعتصمت، فقال عمر إىل ما على الثوب، مث دعا مباء حار شديد الغليان، فصب على الثوب، فجمـد

عرف طعم البـيض، وزجـر املـرأة، ذلك البياض، مث أخذه واشتمه وذاقه، ف ). ١(فاعترفت

ولذلك فعلى الطبيب الشرعي، والباحث اجلنائي التحقق من كون البقعـة منيا أو ال، وذلك بالكشف عن املين باملالبس، فاملين احلديث من السهل التعرف

، حالة جفافه فإنه ييبس يف املالبس عليه ؛ نظرا للزوجته ، ورائحته النفاذة ، ويف .ويكون له قوام نشوي ولون أصفر

: ويكون الكشف عن املين باملالبس بعدة طرق منها، وإحساس القوام النشوي ، وتبني اجلـزء املتلـوث الفحص باللمس -١

بالبقعة املنوية، ويتم ذلك بإمرار املالبس برفق بني أصابع اليد، أو بإمرار اإلصبع

.، ومل أقف على من خرجه يف كتب احلديث واآلثار) ٤٤( الطرق احلكمية البن القيم ص : ينظر )١(

١٣٣٢

أو خشونة حتـدد بـالقلم؛ فوق سطح املالبس، وأي منطقة يظهر فيها تيبس .إلجراء االختبارات الكيمائية عليها

، فالبقعة املنوية املوجودة على مالبس ال متـتص الفحص بالعني اردة -٢السوائل، تظهر على شكل بقعة بيضاء، أونصف شفافة، وأما املوجودة علـى

ن قماش ميتص السوائل ، فيتدرج لوا من عدمي اللون إىل لون أصـفر، ويكـو .اللون أشد غمقانا عند احلواف

، فعندما تتعرض التلوثـات املنويـة الفحص باألشعة فوق البنفسجية -٣باملالبس هلذا األشعة تظهر بلون بنفسجي، متألق مضيء ، وقد تستخدم هـذه

.األشعة يف الكشف عن املين يف الساق، أو حول القبل، أو الدبر : ين االختبارات الكيميائية للكشف عن امل-٤

مثل اختبار فلورنس، واختبار بربريبو، وهذه االختبارات حساسة للغايـة، وتعطي نتائج إجيابية مع املين احلديث، أو القدمي، وحىت املعرض للحرارة، إال أا غري مميزة، وغري مؤكدة للمين حيث إا تعتمد على وجود مركبات الكـولني،

ة يف بعض إفرازات اجلسم ،كاللعاب، والسربمني باملين، وهذه املركبات موجود والدم، وبعض األطعمة، وعلى ذلك فإن هذه االختبارات تنفي وجود املـين يف حال سلبيتها، أما يف حال إجيابيتها، فمن احملتمل أن تكـون هـذه التوثـات

.منوية،وجيب إجراء التجارب التأكيدية بعد ذلك : مثل: االختبارات التأكيدية للكشف عن املين -٥ . الكشف اهري عن احليوانات املنوية-أ

اختبار الفوسفاتاز احلمضي، وهذه الطريقة مفيدة للكشف عن سائل -بالربوستاتا يف البقع اجلافة القدمية ، ويف احلاالت اليت التوجد فيهـا حيوانـات

١٣٣٣

منوية بسب املرض، حيث إن إفراز الربوستاتا حيتوي على نسبة عالية جدا مـن .) ١(از احلمضي تفوق أي إفرازات أخرى للجسم الوسفات اختبارات التفاعالت املناعية تعد تشخيصية للمين، ويف نفس الوقـت -ج

.)٢(تشري إىل أنه آدمي املنشأوبعد معرفة كون البقعة منوية أو ال، ميكن إجراء االختبارات، والتحاليـل؛

:ملعرفة صاحب البقعة املنوية وذلك من خالل ما يأيتمن األشخاص % ٨٠، فهناك حوايل حتديد فصيلة دم السائل املنوي -١

يف لعـام، ) A.B.O( الذين ميكن حتديد مولد املضادات العائد لزمر الـدم والعرق، والسائل املنوي، وهذا الفحص يقتضي أن تكون اجلتـهان املعتـدي

.والضحية من ضمن هذه اموعةيكون حجة يف نفي الـدعوى عـن واالستدالل بفصيلة دم املين يصلح أن

.املتهم ، وال يكون حجة يف اإلثبات كما تقدم :من خالل السائل املنوي) احلمض النووي( حتديد البصمة الوراثية -٢

وهذه الطريقة تتفوق على غريها بأنه ميكنها أن متيز بني السائل املهبلـي ، لدموية وغريها من والسائل املنوي اليت تشكل صعوبات كثرية يف دراسة الزمر ا

قيمته متكن وحدة يف املليلتر، و٤٥٠-٤٠٠معدل هذا احلمض يف القذفة املنوية للرجل هو ما بني ) ١(عند وجوده مبعدل مرتفع يدل على أن السائل منويا ، وأنه بشري املنشأ، وهو قيمة خاصة إذا كان

ساعة بعد ٢٤-١٨، وهو يوجد يف املهبل ملدة تتراوح بني ) غياب احليمن(مصدر السائل فردا عقيما ه فإن كشفه املبكر يدل على ساعة ، وكلما مر الوقت قلت كمياته، وعلي٧٢اجلماع، وأحيانا لغاية

. وقوع اامعة حديثا ) .١٣٨( الطب الشرعي مبادئ وحقائق حلسني شحرور ص : ينظر

، واملستجدات يف وسائل ) ١٩٦ -١٩٤( الطب الشرعي يف التحقيقات اجلنائية للجندي، ص) ٢( ) .٥٠٨ -٥٠٧( اإلثبات للعمر ص

١٣٣٤

األنزميات، وقيمتها األخرى أا متكن من التعرف على ما إذا كان هنالك أكثر ، واالحتجاج ذه الطريقة سيأيت الكـالم )١(من معتد واحد يف جرمية اغتصاب

.عليه يف املبحث اآليت

) .١٤٠ ( الطب الشرعي مبادئ وحقائق حلسني شحرور ص) ١(

١٣٣٥

Hא���9$א��א�� ��א���א�����א�� �����<� �א#"!�#ل�=$�oא�!�Aش�א� �

تطلق على الكشف الذي حيدد هوية اإلنسان وصلته مبن :ارثية البصمة الو ) ١(تسبب يف وجوده، عن طريق حتليل جزء أو أجزاء من احلمـض النـووي

املتمركز يف نواة أي خلية، ويظهر هذا التحليل يف صورة شريط من سلسلتني ، كل سلسلة ا تدرج على شكل خطوط عريضة مسلسلة وفقا لتسلسل القواعد

منية على احلمض النووي، ومتثل إحدى السلسلتني الصفات الوراثيـة مـن األاألب، ومتثل السلسلة األخرى الصفات الوراثية مـن األم، ، ومـن جممـوع السلسلتني يتميز اإلنسان بصفات تفرده عن غريه من البـشر، ووسـيلة هـذا

ختزينها التحليل أجهزة ذات تقنية عالية يسهل على املتدرب قراءا وحفظها، و .)٢(يف احلاسب اآليل حلني احلاجة إليها

نسبة -البنية اجلينية : " وقد عرف امع الفقهي مبكة البصمة الوارثية بأا .)٣(" اليت تدل على هوية كل إنسان بعينه-إىل اجلينات أي املورثات

: ومتتاز البصمة الوراثية بعدة مميزات منها

هي اختصار لالسم ) DNA( هو احلمض الرايبوزي الألوكسجيين، واحلروف : احلمض النووي ) ١(، وقد مسي باحلمض النووي ؛ نظرا لوجوده ) Deoxyribo Nucleic Acid(العلمي

يوانات ومتركزه دائمأ يف أنوية خاليا مجيع الكائنات احلية بدءا من البكتريا والفطريات والنباتات واحل "ما عدا كريات الدم احلمراء لإلنسان حيث إنه ليس هلا نواة " إىل اإلنسان

).٢٣٠( الطب الشرعي يف التحقيقات اجلنائية للجندي ص : ينظر، البصمة الوراثية ودورها يف ) ٦٤ -٦٣( أثر الدم والبصمة الوراثية يف اإلثبات للقوامسي ص ) ٢(

).٢١( م أمحد ص االثبات اجلنائي لفؤاد عبداملنعيف دورته السادسة عشرة ) ٧( قرار جملس امع الفقهي اإلسالمي التابعة لرابطة العامل االسالمي رقم ) ٣(

.هـ٢٦/١٠/١٤٢٦يف تاريخ

١٣٣٦

نسجة كالشعر، واجللد، والعظم ، وهذه ميزة أنه ميكن عمل البصمة من األ -١مهمة يف التعرف على اجلاين يف القضايا اجلنائيـة املختلفـة ، كالقتـل،

.واالعتداءات اجلنسية، السرقة وغريهاميتاز بقوة ثبات كـبرية جـدا يف أقـصى ) DNA( أن احلامض النووي -٢

ه يقاوم عوامـل ، إذ إن )حرارة ، رطوبة ، جفاف (الظروف البئية املختلفة التحلل، والتعفن، وبذلك يبقى لفترات طويلة يف العينات البيولوجيه، بينما

. ال يكون ذلك يف اإلنزميات وفصائل الدم ميكن حفظ العينات وختزينها يف أسـطوانات حاسـوبية حلـني الطلـب -٣

.للمقارنةثـى، هل تعود لـذكر أو أن : ميكن معرفة اجلنس من العينات املرفوعة، أي -٤

هذه نقطة مهمة يف حال العثور على دماء يف جرائم القتـل، والـسرقة، .واالغتصاب؛ حلصر املشتبه فيهم

قوة التمييز هلذه التقنيات يزداد كلما زاد عد اجلينات واملواقع الـيت يـتم -٥إىل أكثر من ذلك، فهي قرينة نفي % ٩٣فحصها، وتتراوح قوة التميز بني

. )١(كما يقول أهل االختصاص %) ٩٩،٩٩٩٩، وقرينة إثبات %١٠٠( وإذا مت حتليل احلمض بطريقة سلمية، فليس هناك أي عيـوب أو قيـود،

، ) DNA( ولكن لدقة التحليل فإن احتمال اخلطأ يف بصمة احلمض النـووي والتشكك يف النتائج وارد ما دام هناك تدخل من البشر، وذلك من خالل مـا

: يأيت

، البصمة الوراثية ودورها يف االثبات )١٣٢ -١٣٠( أنظمة حتقيق الشخصية لليوسف ص : ينظر) ١( ) .٢١( اجلنائي لفؤاد عبداملنعم أمحد ص

١٣٣٧

ملشتبهه فيها نتيجة عدم تغيري القفازات بعد فحـص كـل تلوث العينة ا -أعينة، أو فحص عينات خمتلفة على طاولة واحدة يف نفس املعمـل، ممـا

.يؤدي إىل اختالط احلمض من عينة ألخرى .)١(وجود عيوب يف الطريقة أو اإلحصاء أو نقص املعدات العلمية -ب

يأخذ بنتيجـة احلمـض لذلك سيظل القاضي هو املرجع األخري الذي له أن . )٢(النووي، أو ال يأخذ ا يف إصدار احلكم

وبناء على كالم أهل اخلربة واالختصاص يف النتائج اليت تثبتـها البـصمة الوراثية، فإنه ميكن القول بأن البصمة ميكن اعتبارها حجـة قطعيـة يف نفـي

الحتجاج ا يف التحرش ، وكذلك يف نسبة التهمة إىل املتهم ، لكنها ال ترتقي ل إثبات احلدود؛ الحتمال اخلطأ فيها ؛ وألن احلدود تدرأ بالشبهة ، ولذا جاء يف

ال مانع شرعا مـن : " قرار امع الفقهي التابع لرابطة العامل اإلسالمي ما نصه االعتماد على البصمة الوراثية يف التحقيق اجلنائي، واعتبارها وسيلة إثبـات يف

) ادرؤوا احلدود بالشبهات ( فيها حد شرعي والقصاص؛ خلرب اجلرائم اليت ليس )٣.(

).٢٢٣( الطب الشرعي يف التحقيقات اجلنائية للجندي ص )١( ).١٣٢( أنظمة حتقيق الشخصية لليوسف ص )٢(احلديث روى أهل سنن حنوه بألفاظ خمتلفة عن هذا اللفظ، فأخرج حنوه الترمذي من حديث عائشة )٣(

رج فخلوا سبيله، فإن اإلمام ادرءوا احلدود عن املسلمني ما استطعتم، فإن كان له خم: "مرفوعا بلفظ،كتاب احلدود، باب ما جاء يف درء احلدود،رقم "أن خيطئ يف العفو خري من أن خيطئ يف العقوبة

، " ادفعوا احلدود ما وجدمت له مدفعا: "، وأخرج ابن ماجه حنوه من حديث أيب هريرة بلفظ)١٤٢٤(، وقد روى احلديث )٢٥٤٥( ات،رقم كتاب احلدود ، باب الستر على املؤمن ودفع احلدود بالشبه

الدراية يف : مرفوعا بأسانيد ضعيفة ،وموقوفا واملوقوف أصح،وملعناه شواهد كثرية من السنة ينظر ).١٦٠ / ٤(، التلخيص احلبري البن حجر )٩٤ / ٢(ختريج أحاديث اهلداية

١٣٣٨

وذلك حيقق العدالة واألمن للمجتمع ، ويؤدي إىل نيل ارم عقابه وتربئة .)١(" وهذا مقصد من مقاصد الشريعة املتهم،

البـصمة :" كما جاء يف قرار امع التابع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي ما نصه ناحية العلمية وسيلة ال تكاد ختطئ يف التحقـق مـن الوالديـة الوراثية من ال

البيولوجية، والتحقق من الشخصية ، والسيما يف جمال الطب الـشرعي،وهي ترقى إىل مستوى القرائن القوية اليت يأخذ ا أكثر الفقهاء يف غري قضايا احلدود

تعتد به مجهـرة ، ومتثل تطورا عصريا ضخما يف جمال القيافة الذي )٢(الشرعية املذاهب الفقهية يف إثبات النسب املتنازع فيه، على أن تؤخذ هذه القرينة مـن

).٣(" عدة خمتربات

وبناء على ما مر فإنه ميكن التوصل إىل أن القرائن الطبية يف التحرش اجلنسي : السابق ذكرها على نوعني

فقط ، وال ميكـن قرينة ميكن االحتجاج ا يف نفي التهمة : النوع األول . االحتجاج ا يف اإلثبات مثل فصائل الدم

قرينة ميكن االحتجاج ا يف نفي التهمة وإثباا، وال ميكـن : النوع الثانية . البصمة الوراثية: إقامة احلدود الشرعية ا مثل

بشأن البصمة الوراثية ) ٧( رقم قرار جملس امع الفقهي اإلسالمي التابعة لرابطة العامل االسالمي) ١( ..هـ٢٦/١٠/١٤٢٦وجماالت االستفادة منها يف دورته السادسة عشرة يف تاريخ

يرى مجيع القضاة الذين التقيت م يف جملس القضاء األعلى، أو : " يقول الدكتور سعد بن ظفري) ٢( ". إلثبات موجب احلدأن القرائن ال تكفي : هيئات التمييز، أو احملاكم الشرعية واملستعجلة

) .٧١( البصمة الوارثية يف اإلثبات اجلنائي لفؤاد عبداملنعم أمحد ص : ينظرقرار امع الفقهي التابع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي بشأن اإلثبات بالقرائن واألمارات املستجدة يف ) ٣(

.هـ١٤٣٣/ ١١-١٠/ ٢- ٢٦الدورة العشرين املنعقدة يف

١٣٣٩

K�Lא� �احلمد هللا يف البدء واخلتام ، والصالة والسالم على رسوله حممـد صـالة

: ما على الدوام، أما بعدوسالففي اية املطاف يف هذا البحث أسجل أبرز النتائج اليت توصلت إليها فيه،

: وهي كما يأيت أن التحرش اجلنسي مصطلح جديد على الثقافة العربية ، وأن منـه مـا -١

يكون بالقول بعبارات أو ألفاظ حتمل دالت جنسية صرحية أوكنائيـة، من وسائل االتصال، ومنه ما يكون بالفعل، وذلك مباشرة، أوبأي وسيلة

بقيام املتحرش بأفعال حتمل دالالت جنسية صرحية أو كنائية، سواء كان .الفعل يف جسد املتحرش، أو يف جسد املتحرش به

نص الفقهاء رمحهم اهللا تعاىل على مجلة من املسائل والصور اليت تـدل -٢حتـرميهم : وابه ، ومن ذلك على حرمة التحرش اجلنسي وسد طرقه وأب

رفع النساء أصوان عند الرجال أوتليينها، وحتـرمي التلـذذ بـصوت األجنبية، وابتداء السالم من الشابة على الرجال، والرد عليه عند خوف الفتنة، وحترمي اخللوة باملرأة األجنبية، والنظر بشهوة ملن ال حيل النظر إليه

.حترمي الزنا، ومس جسد من ال حيل مس جسده، وإطالق القرينة على األمارة ، أو العالمة إطالق عـريف عنـد الفقهـاء -٣

واألصوليني مل يرد يف كتب اللغة، لكن أطلق اللغويون القرينة على مـا جيتمع مع الشيء، ولعل إطالق العلماء القرينة على األمارة؛ ألا جتتمع

.مع الشيء اخلفي وتصاحبه

١٣٤٠

قدمني من عـرف مـصطلح القرينـة ، وإن كثـر قل من العلماء املت -٤أمـر :" استخدامهم واستعماهلم له ، ولعل أجود ما تعرف به القرينة أا

معلوم ظاهر لدى عامة الناس، أو املختصني منهم يف علم مـن العلـوم، ".يستدل به على أمر خفي نفيا، أو إثباتا

قـرائن نـصية، : إىل تقسم القرائن باعتبارات متعددة ، فباعتبار مصدرها -٥قرائن قوية ، وضعيفة ، وموهومة، : وفقهية، وقضائية، وباعبتار قوا إىل

.قرائن عقلية، وعرفيه: وباعتبار دالا إىلالفقهاء متفقون على أن القرائن، سواء كانت طبيـة أو غريهـا ، وإن -٦

كانت قوية ال حيتج ا يف احلدود والقصاص عنـد وجـود الـشبهة، ن أيضا على عدم االحتجـاج بـالقرائن الـضعيفة يف احلـدود ومتفقو

والقصاص ويف غريمها، وخمتلفون يف االحتجاج بالقرائن القوية الظـاهرة . يف غري ما تقدم

سبب اخلالف يف االحتجاج بالقرائن القوية الظاهرة يرجع إىل االختالف -٧البينـة هـل يف وسائل اإلثبات هل هي تعبدية أو اجتهادية؟ ويف لفـظ يقتصر على الشهادة، أو يشمل كل ما يبني احلق ويظهره؟

الراجح يف مسالة األخذ بالقرائن واالحتجاج ا أنه جيوز األخذ بالقرائن -٨والعمل مبقتضاها يف القضاء إذا كانت هذا القرائن قوية،ومل توجد أدلـة

ديـث تعارضها؛ ألن يف األخذ ا إعمالا للنـصوص القرآنيـة، واألحا النبوية، وإعمال األدلة أوىل من إمهاهلا؛ وألن األخذ ا وسيلة للتوصـل

.إىل احلق وحتقيق العدل بني الناس ، والعمل مبقاصد الشريعة

١٣٤١

ميكن االستدالل على التحرش بالقرائن الطبية إذا كان هنـاك اتـصال -٩جسدي مباشر باملتحرش به، وما مل يكن هناك اتصال جـسدي فـإن

لشرعي ال يستطيع الوصول إىل معرفة املتحرش بـه بـالقرائن الطبيب ا . الطبية

من أبرز القرائن الطبية اليت حيتج ا يف التحرش اجلنسي قرينـة الـشعر، -١٠ .والبقع الدموية، والبقع املنوية ، والبصمة الوراثية

يعـد -إن وجدت -أخذ فصيلة دم الشعر، أو البقعة الدموية، أو املنوية -١١نة على نفي مة التحرش عن املشتبه به، وال يعد وسـيلة إلثبـات قري

.التهمة عليه ؛ لتشابه الناس يف فصائل الدم البصمة الوراثية ميكن اعتبارها حجة قاطعة يف نفي التحرش ، وكـذلك -١٢

يف نسبة التهمة إىل املتهم، لكنها ال ترتقي لالحتجـاج ـا يف إثبـات .ها؛ وألن احلدود تدرأ بالشبهاتاحلدود؛ الحتمال اخلطأ في

هذا ما أردت تقييده يف ختام البحث ، واهللا أسأل أن ال جيعل ما علمنـا علينا وباال وأن يرزقنا العمل مبا يرضه سبحانه وتعاىل، وصلى اهللا وسلم علـى

. نبينا حممد وعلى آله وأصحابه أمجعني

١٣٤٢

H7�5س�א��אx� �

ني الشريعة والقانون، حملمد طيب عمـور، جملـة اإلثبات اجلزائي بالقرائن القضائية ب -األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية العدد التاسع، منـشور علـى الـشبكة

. العنكبوتيةأثر الدم والبصمة الوراثية يف اإلثبات يف الفقه اإلسالمي والقانون، لبسام حممد القوامسي -

.م٢٠١٠ -هـ١٤٣٠بعة األوىل ، عام ، دار النفائس للنشر والتوزيع ، األردن ، الط

أثر القرينة يف إثبات التهمة على اجلاين، ألمحد إبراهيم إمساعيل، جملـة كليـة العلـوم -هـ، منشور على ٢٠١٣ -هـ ١٤٣٤اإلنسانية ، الد السابع، العدد الثالث عشر،

. الشبكة العنكبوتية

املوصلي البلدحي، جمد الدين أيب االختيار لتعليل املختار، لعبد اهللا بن حممود بن مودود -: الشيخ حممود أبو دقيقة ، الناشر : ، عليها تعليقات ) هـ٦٨٣: املتوىف(الفضل احلنفي . القاهرة-مطبعة احلليب

إرشاد السالك إىل أشرف املسالك في فقه اإلمام مالك ، لعبد الرمحن بن حممـد بـن -ـ ٧٣٢: املتـوىف (الدين املالكي عسكر البغدادي، أيب زيد أو أيب حممد، شهاب ، )هـ

شركة مكتبة ومطبعة مـصطفى : تقريرات مفيدة إلبراهيم بن حسن، الناشر : وامشه .الثالثة: البايب احلليب وأوالده، مصر ،الطبعة

أسىن املطالب يف شرح روض الطالب ،لزكريا بن حممد بن زكريا األنـصاري، زيـن - .دار الكتاب اإلسالمي: الناشر) هـ٩٢٦: املتوىف(الدين أيب حيىي السنيكي

األشباه والنظائر على مذهب أبي حنيفة النعمان ، لزين الدين بن إبراهيم بن حممـد، -الشيخ : ، وضع حواشيه وخرج أحاديثه )هـ٩٧٠: املتوىف(املعروف بابن جنيم املصري

١٤١٩وىل، األ: لبنان، الطبعة -دار الكتب العلمية، بريوت : زكريا عمريات ، الناشر . م١٩٩٩ -هـ

١٣٤٣

بن حممد شطا ) املشهور بالبكري (إعانة الطالبني على حل ألفاظ فتح املعني ، أليب بكر -: ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوريـع ، الطبعـة )هـ١٣٠٢بعد : املتوىف(الدمياطي

.م١٩٩٧ - هـ ١٤١٨األوىل،

ليوسف، حامعة نايف العربية أنظمة حتقيق الشخصية نشأة وتطوير، لعبداهللا بن حممد ا - . ٢٠٠٧هـ، ١٤٢٨للعلوم األمنية، الرياض، الطبعة األوىل

البحر الرائق شرح كرت الدقائق ،لزين الدين بن إبراهيم بن حممد، املعروف بابن جنـيم -تكملة البحر الرائق حملمد بن حسني بن علـي : ويف آخره ) هـ٩٧٠: املتوىف(املصري

ـ ١١٣٨ بعد ت(الطوري احلنفي القادري منحة اخلالق البن عابدين ، : وباحلاشية) ه .الثانية: دار الكتاب اإلسالمي، الطبعة: الناشر

البصمة الوراثية ودورها يف االثبات اجلنائي بني الشريعة والقانون، لفؤاد عبداملنعم أمحد - .، املكتبة املصرية ، شارع أمحد ذو الفقار، لوران اإلسكندرية

قرب املسالك املعروف حباشية الصاوي على الشرح الصغري، أليب العباس بلغة السالك أل -دار : ، الناشـر )هـ١٢٤١: املتوىف(أمحد بن حممد اخللويت، الشهري بالصاوي املالكي

.املعارف

تاج العروس من جواهر القاموس ، حملمد بن حممد بن عبد الرزاق احلسيين، أيب الفيض، -: جمموعة من احملققني ،الناشـر : ، احملقق )هـ١٢٠٥: ملتوىفا(امللقب مبرتضى، الزبيدي

. دار اهلداية

تبصرة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام، إلبراهيم بن علي بن حممد، ابـن -مكتبة الكليات األزهرية، : ، الناشر )هـ٧٩٩: املتوىف(فرحون، برهان الدين اليعمري

.م١٩٨٦ -هـ ١٤٠٦األوىل، : الطبعة

التحرش اجلنسي وعقوبته، ملهند بن محد بن منصور الـشعييب، رسـالة مقدمـة جترمي -الستكمال متطلبات درجة املاجستري يف العدالة اجلنائية، جامعة نايف العربية للعلـوم

.م٢٠٠٩ه،١٤٣٠األمنية ، الرياض، عام

، التحرش اجلنسي، أسبابه ، تداعياته، آليات املواجهة ، دراسة حالة اتمع املـصري -أمحد حممد عبداللطيف عاشور، مسر عبداملعطي جنـم، لـبىن غريـب : لفريق البحث

١٣٤٤

عبدالعليم، إشراف صاحل عبدالرمحن الشيخ، جامعة القاهرة ، كلية االقتصاد والعلـوم .م، منشور على الشبكة العنكبوتية٢٠٠٩، ٢٠٠٨السياسية ، عام

: املتـوىف (بـن شـرف النـووي حترير ألفاظ التنبيه ، أليب زكريا حميي الدين حيىي -األوىل، : دمـشق ،الطبعـة -دار القلم : عبد الغين الدقر، الناشر : ، احملقق )هـ٦٧٦

.هـ١٤٠٨

حتفة احلبيب على شرح اخلطيب ، لسليمان بن حممد بن عمـر البجيرمـي املـصري - -هــ ١٤١٥: دار الفكر، تـاريخ النـشر : ، الناشر )هـ١٢٢١: املتوىف(الشافعي .م١٩٩٥

حتفة احملتاج يف شرح املنهاج، ألمحد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمـي، روجعـت -املكتبة التجارية الكـربى : على عدة نسخ مبعرفة جلنة من العلماء ،الناشر : وصححت

. م١٩٨٣ - هـ ١٣٥٧: مصطفى حممد، عام النشر: مبصر ، لصاحبها

ملذاهب األربعة ، حملمـد بـن تعارض البينات يف الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة بني ا -عبداهللا الشنقيطي، مطابع دار اهلالل لألوفست، الرياض، حقـوق الطبـع حمفوظـة

.للمؤلف

: ، احملقق )هـ٨١٦: املتوىف(التعريفات لعلي بن حممد بن علي الزين الشريف اجلرجاين -ت دار الكتب العلمية بريو : ضبطه وصححه مجاعة من العلماء بإشراف الناشر ، الناشر

.م١٩٨٣-هـ ١٤٠٣األوىل : لبنان ، الطبعة-

تفسري القرآن العظيم، أليب الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي = تفسري ابن كثري -دار : سامي بن حممد سالمة، الناشر : ، احملقق )هـ٧٧٤: املتوىف(البصري مث الدمشقي

. م١٩٩٩ -هـ ١٤٢٠الثانية : طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة

اجلامع ألحكام القرآن ؛ أليب عبد اهللا حممد بن أمحد بن أيب بكر بن = القرطيب تفسري -أمحـد : ، حتقيـق )هـ٦٧١: املتوىف (فرح األنصاري اخلزرجي مشس الدين القرطيب

الثانيـة ، : القاهرة، الطبعة -دار الكتب املصرية : الربدوين وإبراهيم أطفيش، الناشر . م١٩٦٤ -هـ ١٣٨٤

١٣٤٥

ما يف الصحيحني البخاري ومسلم ، حملمد بن فتوح بن عبد اهللا بن فتوح تفسري غريب -ـ ٤٨٨: املتـوىف (بن محيد األزدي امليورقي احلميدي أبو عبد اهللا بن أيب نصر ، )هـ

: مصر، الطبعة - القاهرة -مكتبة السنة : زبيدة حممد سعيد عبد العزيز، الناشر : احملقق . م١٩٩٥ - ١٤١٥األوىل،

بري يف ختريج أحاديث الرافعي الكبري ،أليب الفضل أمحد بن علي بن حممد التلخيص احل -: دار الكتب العلمية، الطبعة : ، الناشر )هـ٨٥٢: املتوىف(بن أمحد بن حجر العسقالين

.م١٩٨٩. هـ١٤١٩الطبعة األوىل

: املتوىف(التنبية يف الفقه الشافعي ، أليب اسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشريازي - .عامل الكتب: ، الناشر)هـ٤٧٦

ـ ٣٧٠: املتـوىف (ذيب اللغة، حملمد بن أمحد بن األزهري اهلروي، أيب منصور - ، )هـاألوىل، : بريوت، الطبعة -دار إحياء التراث العريب : حممد عوض مرعب،الناشر : احملقق

.م٢٠٠١

العـارفني التيسري بشرح اجلامع الصغري، لزين الدين حممد املدعو بعبد الرؤوف بن تاج -: ، الناشـر )هـ١٠٣١: املتوىف(بن علي بن زين العابدين احلدادي مث املناوي القاهري

.م١٩٨٨ -هـ ١٤٠٨الثالثة، : الرياض، الطبعة-مكتبة اإلمام الشافعي

العـدد ٢٠٠٤ يوليو ٣١ هـ ١٤٢٥ مجـادى الثاىن ١٣ جريدة الشرق األوسط -٩٣٧٧.

.١٢٧٦١ العدد ٢٠١٣ نوفمرب ٤ هـ ١٤٣٥ حمـرم ٠١ جريدة الشرق األوسط -

اجلوهرة النرية، أليب بكر بن علي بن حممد احلدادي العبادي الزبيدي الـيمين احلنفـي - هـ١٣٢٢األوىل، : املطبعة اخلريية، الطبعة: ، الناشر)هـ٨٠٠: املتوىف(

فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطالب املعروف حباشية اجلمل، =حاشية اجلمل -) هـ١٢٠٤: املتوىف(يمان بن عمر بن منصور العجيلي األزهري، املعروف باجلمل لسل

.دار الفكر: ، الناشر

: املتوىف(حاشية الدسوقي على الشرح الكبري، حملمد بن أمحد بن عرفة الدسوقي املالكي - .دار الفكر: ، الناشر)هـ١٢٣٠

١٣٤٦

الصاوي على الشرح بلغة السالك ألقرب املسالك املعروف حباشية = حاشية الصاوي -: املتـوىف (الصغري ؛ أليب العباس أمحد بن حممد اخللويت، الشهري بالـصاوي املـالكي

.دار املعارف: ، الناشر)هـ١٢٤١

، مع الغـرر )٩٩٢(حاشية العبادي على الغرر البهية، ألمحد بن قاسم العبادي املتويف - . املطبعة امليمنية: البهية يف شرح البهجة الوردية لزكريا األنصاري، الناشر

احلاوي الكبري يف فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شرح خمتصر املزين، أليب احلسن علي -، )هـ٤٥٠: املتوىف(بن حممد بن حممد بن حبيب البصري البغدادي، الشهري باملاوردي

دار الكتب : الشيخ عادل أمحد عبد املوجود، الناشر-الشيخ علي حممد معوض : احملقق . م١٩٩٩- هـ ١٤١٩األوىل، : لبنان ،الطبعة-مية، بريوت العل

الدر املختار شرح تنوير األبصار، حملمد بن علي بن حممد احلصين املعروف بعالء الدين --دار الفكـر : ، مع حاشية ابن عابدين ، الناشر )هـ١٠٨٨( احلصكفي، املتويف

. م ١٩٩٢ -هـ ١٤١٢الثانية، : بريوت ، الطبعة

على صحيح مسلم بن احلجاج ، لعبد الرمحن بن أيب بكـر، جـالل الـدين الديباج -أبو اسحق احلويين األثـري ، : ، حقق أصله، وعلق عليه )هـ٩١١: املتوىف(السيوطي

: اخلـرب، الطبعـة - اململكة العربية السعودية -دار ابن عفان للنشر والتوزيع : الناشر . م١٩٩٦ - هـ ١٤١٦األوىل

العباس شهاب الدين أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن املالكي الـشهري الذخرية؛ أليب -حممد حجي، سعيد أعراب ، حممد بـو خبـزة، : ، احملقق )هـ٦٨٤: املتوىف(بالقرايف

. م١٩٩٤األوىل، : بريوت ،الطبعة-دار الغرب اإلسالمي: الناشر

بد العزيز عابـدين رد احملتار على الدر املختار؛ البن عابدين، حملمد أمني بن عمر بن ع -الثانية، : بريوت ، الطبعة -دار الفكر : ، الناشر )هـ١٢٥٢: املتوىف(الدمشقي احلنفي

.م ١٩٩٢ -هـ ١٤١٢

حاشية الروض املربع شرح زاد املستقنع ، لعبد الرمحن بن حممد بن قاسم العاصـمي - . هـ١٣٩٧ -األوىل : ، الطبعة)هـ١٣٩٢: املتوىف(احلنبلي النجدي

١٣٤٧

: املتوىف(لبني وعمدة املفتني ، أليب زكريا حميي الدين حيىي بن شرف النووي روضة الطا - - دمـشق -املكتب اإلسالمي، بـريوت : زهري الشاويش ،الناشر : ، حتقيق )هـ٦٧٦

. م١٩٩١/ هـ ١٤١٢الثالثة، : عمان ،الطبعة

يم زاد املعاد يف هدي خري العباد، حملمد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن ق - مكتبـة املنـار -مؤسسة الرسـالة، بـريوت : ، الناشر )هـ٧٥١: املتوىف(اجلوزية

.م١٩٩٤/هـ ١٤١٥، السابعة والعشرون : اإلسالمية، الكويت ، الطبعة

الزاهر يف غريب ألفاظ الشافعي ،حملمد بن أمحد بن األزهري اهلـروي، أيب منـصور - .دار الطالئع: ، الناشرمسعد عبد احلميد السعدين: ، احملقق)هـ٣٧٠: املتوىف(

، ترمجة وتقدمي )االبن(هنت .كون، ادواردأ .السالالت البشرية احلالية، لكارلتون اسن -مكتبة األجنلو املصرية ، القاهرة، نشر الكتاب باالشتراك : حممد السيد غالب، الناشر :

.١٩٧٥مع مؤسسة فرانكني للطباعة والنشر، القاهرة ، نيويورك، سبتمرب سنة

: ، حتقيـق )هـ٢٧٣: املتوىف(ن ابن ماجه ، أليب عبد اهللا حممد بن يزيد القزويين، سن - . فيصل عيسى البايب احلليب-دار إحياء الكتب العربية : حممد فؤاد عبد الباقي ، الناشر

سنن أيب داود، أليب داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو -: حممد حميي الدين عبد احلميد، الناشر : ، احملقق )هـ٢٧٥: ملتوىفا(األزدي السجستاين

. بريوت-املكتبة العصرية، صيدا

سنن الترمذي ، حملمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى -أمحد حممد شاكر ، وحممد فـؤاد عبـد البـاقي، :، حتقيق وتعليق )هـ٢٧٩: املتوىف(

-شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البايب احلليب : املدرس ، الناشر وإبراهيم عطوة عوض . م١٩٧٥ - هـ ١٣٩٥الثانية، : مصر، الطبعة

السنن الكربى ألمحد بن احلسني بن علي بن موسى اخلسروجردي اخلراساين، أيب بكر -ة، دار الكتب العلمي: حممد عبد القادر عطا، الناشر: ، احملقق )هـ٤٥٨: املتوىف(البيهقي . م٢٠٠٣ - هـ ١٤٢٤الثالثة، : لبنان ،الطبعة-بريوت

السياسة الشرعية يف إصالح الراعي والرعية ، لتقي الدين أيب العباس أمحد بـن عبـد -احلليم بن عبد السالم بن عبد اهللا بن أيب القاسم بن حممد ابن تيمية احلـراين احلنبلـي

١٣٤٨

ن اإلسالمية واألوقاف والـدعوة وزارة الشئو : ، الناشر )هـ٧٢٨: املتوىف(الدمشقي .هـ١٤١٨األوىل، : اململكة العربية السعودية، الطبعة-واإلرشاد

السياسة الشرعية، لتقي الدين أيب العباس أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن عبـد -ـ ٧٢٨: املتوىف(اهللا بن أيب القاسم بن حممد ابن تيمية احلراين احلنبلي الدمشقي ، )هـ

اململكـة العربيـة -وزارة الشئون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشـاد : الناشر ـ.ه١٤١٨األوىل، : السعودية، الطبعة

: املتوىف(أيب عبد اهللا : شرح خمتصر خليل للخرشي، حملمد بن عبد اهللا اخلرشي املالكي - . بريوت-دار الفكر للطباعة : ، الناشر) هـ١١٠١

النهى لشرح املنتهى، ملنصور بن يونس بن صالح دقائق أويل = شرح منتهى اإلرادت -عـامل : ، الناشـر )هـ١٠٥١: املتوىف(الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى احلنبلى

.م١٩٩٣ -هـ ١٤١٤األوىل، : الكتب ، الطبعة

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، أليب نصر إمساعيل بن محاد اجلـوهري الفـارايب - -دار العلم للماليـني : محد عبد الغفور عطار ، الناشر أ: ، حتقيق )هـ٣٩٣: املتوىف(

. م١٩٨٧ - هـ١٤٠٧الرابعة : بريوت ، الطبعة

اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول اهللا صلى اهللا عليه = صحيح البخاري -حممد زهري : أيب عبداهللا البخاري اجلعفي ، احملقق :وسلم وسننه وأيامه حملمد بن إمساعيل

. هـ ١٤٢٢األوىل، : دار طوق النجاة ،الطبعة: ناصر الناصر ، الناشربن

صحيح اجلامع الصغري وزياداته ، أليب عبد الرمحن حممد ناصر الدين، بن احلاج نوح بن - .، الناشر املكتب اإلسالمي ) هـ١٤٢٠: املتوىف(جنايت بن آدم، األشقودري األلباين

نقل العدل عن العدل إىل رسول اهللا صـلى املسند الصحيح املختصر ب = صحيح مسلم -: املتـوىف (أيب احلـسن القـشريي النيـسابوري : اهللا عليه وسلم ملسلم بن احلجاج

-دار إحيـاء التـراث العـريب : حممد فؤاد عبد الباقي ، الناشر : ، احملقق )هـ٢٦١ . بريوت

نايف العربية الطب الشرعي يف التحقيقات اجلنائية ، إلبراهيم صادق اجلندي، أكادميية - .م٢٠٠٠ -هـ١٤٢٠للعلوم األمنية ، الرياض

١٣٤٩

الطب الشرعي مبادئ وحقائق حلسني علي شحرور ، مكتبة نرجس، منـشور علـى - .الشبكة العنكبوتية

الطرق احلكمية، حملمد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قـيم اجلوزيـة - .مكتبة دار البيان : ، الناشر)هـ٧٥١: املتوىف(

عمدة القاري شرح صحيح البخاري ، أليب حممد حممود بن أمحد بن موسى بن أمحد -دار إحيـاء : ، الناشـر )هـ٨٥٥: املتوىف(بن حسني الغيتاىب احلنفى بدر الدين العيىن

).٢٩٦ / ٢٩( بريوت -التراث العريب

س الدين العناية شرح اهلداية، حملمد بن حممد بن حممود، أكمل الدين أبو عبد اهللا بن مش - .دار الفكر: ، الناشر)هـ٧٨٦: املتوىف(بن مجال الدين الرومي البابريت

: املتوىف(العني، أليب عبد الرمحن اخلليل بن أمحد بن عمرو بن متيم الفراهيدي البصري -دار ومكتبة : د مهدي املخزومي، د إبراهيم السامرائي ، الناشر : ، احملقق )هـ١٧٠ .اهلالل

شرح البهجة الوردية ، لزكريا بن حممد بن أمحد بن زكريا األنصاري، الغرر البهية يف - . املطبعة امليمنية: ، الناشر)هـ٩٢٦: املتوىف(زين الدين أبو حيىي السنيكي

غريب احلديث ، أليب سليمان محد بن حممد بن إبراهيم بن اخلطاب البسيت املعـروف -: وخرج أحاديثـه ، إبراهيم الغرباوي عبد الكرمي : ، احملقق )هـ٣٨٨: املتوىف(باخلطايب

.م١٩٨٢ -هـ ١٤٠٢: دار الفكر، الطبعة: عبد القيوم عبد رب النيب ـ الناشر

: املتـوىف (غريب احلديث ، أليب عبيد القاسم بن سالم بن عبد اهللا اهلروي البغـدادي -ية، مطبعة دائرة املعارف العثمان : حممد عبد املعيد خان ، الناشر . د: ، احملقق )هـ٢٢٤

. م١٩٦٤ - هـ ١٣٨٤األوىل، : الدكن، الطبعة-حيدر آباد

أيب الفرج عبد الرمحن بن علي بن حممـد اجلـوزي : غريب احلديث ، جلمال الدين -دار الكتـب : الدكتور عبد املعطي أمني القلعجي ، الناشر: ، احملقق )هـ٥٩٧: املتوىف(

. م ١٩٨٥ - ١٤٠٥األوىل، : لبنان،الطبعة- بريوت -العلمية

فتح القدير ، لكمال الدين حممد بن عبد الواحد السيواسي املعـروف بـابن اهلمـام - .دار الفكر: ، الناشر)هـ٨٦١: املتوىف(

١٣٥٠

أنوار الربوق يف أنواء الفروق ؛ أليب العباس شهاب الدين أمحد بن إدريـس = الفروق - .عامل الكتب: ر، الناش)هـ٦٨٤: املتوىف(بن عبد الرمحن املالكي الشهري بالقرايف

فصائل الدم وعالقتها ببعض مسات الشخصية االنفعايل لـدى عينـة مـن الطـالب -م، ٢٠٠٧اجلامعيني، لزياد بركات، جامعة القدس املفتوحة ، منطقة طولكرم التعليمة ،

.منشور على الشبكة العنكبوتية

بن سـامل ) غنيمأو(الفواكه الدواين على رسالة ابن أيب زيد القريواين ، ألمحد بن غامن -دار : ، الناشر )هـ١١٢٦: املتوىف(ابن مهنا، شهاب الدين النفراوي األزهري املالكي

.الفكر

:قاعدة بيانات النصوص القانونية املنظمة لقطاع األمن يف تـونس، علـى الـرابط -

http://www.legislation-securite.tn/ar/node/٣٠٥٢٥

-دمـشق . دار الفكر : أبو حبيب ، الناشر القاموس الفقهي لغة واصطالحا، لسعدي - . م١٩٨٨= هـ ١٤٠٨الثانية : سورية، الطبعة

قرار امع الفقهي التابع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي بشأن اإلثبات بالقرائن واألمـارات - .هـ١٤٣٣/ ١١-١٠/ ٢-٢٦املستجدة يف الدورة العشرين املنعقدة يف

بـشأن ) ٧( تابعة لرابطة العامل االسالمي رقـم قرار جملس امع الفقهي اإلسالمي ال -البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منـها يف دورتـه الـسادسة عـشرة يف تـاريخ

.هـ٢٦/١٠/١٤٢٦

القضاء بالقرائن املعاصرة ، لعبداهللا بن سليمان بن حممد العجالن، جامعة اإلمام حممـد -عـام ) ٦٨( رسائل العلميـة بن سعود اإلسالمية ، عماد البحث العلمي ، سلسلة ال

.م٢٠٠٦هـ، ١٤٢٧

القضاء بالقرائن واألمارات يف الفقه اإلسالمي، لعبدالعزيز بن سعد الدغيثر، جملة العدل، - .هـ١٤٢٦، شوال ، ) ٢٨( التابعة لوزارة العدل باململكة العربية السعودية، العدد

يز بن عبد السالم بن أيب قواعد األحكام يف مصاحل األنام أليب حممد عز الدين عبد العز -ـ ٦٦٠: املتـوىف (القاسم بن احلسن السلمي الدمشقي، امللقب بسلطان العلماء ، )هـ

. القاهرة-مكتبة الكليات األزهرية : طه عبد الرؤوف سعد الناشر: راجعه وعلق عليه

١٣٥١

-الـصدف ببلـشرز : قواعد الفقه ، حملمد عميم اإلحسان اددي الربكيت ، الناشر - ـ١٩٨٦ - ١٤٠٧األوىل، : ، الطبعةكراتشي

الكايف يف فقه اإلمام أمحد، أليب حممد موفق الدين عبد اهللا بن أمحد بن حممد بن قدامة -: املتـوىف (اجلماعيلي املقدسي مث الدمشقي احلنبلي، الشهري بـابن قدامـة املقدسـي

. م١٩٩٤ - هـ ١٤١٤األوىل، : دار الكتب العلمية، الطبعة: ، الناشر)هـ٦٢٠

كشاف القناع عن منت اإلقناع ، ملنصور بن يونس بن صالح الدين بن حـسن بـن - .دار الكتب العلمية: ، الناشر)هـ١٠٥١: املتوىف(إدريس البهوتى احلنبلى

كشف املخدرات والرياض املزهرات لشرح أخصر املختصرات ، لعبد الرمحن بن عبد -حممد بـن ناصـر : ، احملقق )هـ١١٩٢: املتوىف(اهللا بن أمحد البعلي اخللويت احلنبلي

هـ ١٤٢٣األوىل، : بريوت ، الطبعة / لبنان -دار البشائر اإلسالمية : العجمي، الناشر .م٢٠٠٢ -

كفاية األخيار يف حل غاية اإلختصار، أليب بكر بن حممد بن عبد املؤمن بن حريز بن -علـي عبـد : قق، احمل )هـ٨٢٩: املتوىف(معلى احلسيين احلصين، تقي الدين الشافعي األوىل، : دمـشق ، الطبعـة -دار اخلري : احلميد بلطجي وحممد وهيب سليمان، الناشر

.م١٩٩٤

كفاية الطالب الرباين ، ومعه حاشية العدوي، أليب احلسن، علي بن أمحد بن مكـرم -: يوسف الشيخ حممد البقاعي، الناشر : ، احملقق )هـ١١٨٩: املتوىف(الصعيدي العدوي

.م١٩٩٤ -هـ ١٤١٤: بريوت، تاريخ النشر -دار الفكر

اللباب يف شرح الكتاب، لعبد الغين بن طالب بن محادة بن إبراهيم الغنيمي الدمشقي -حممـد : ، حققه، وفصله، وضبطه، وعلق حواشيه )هـ١٢٩٨: املتوىف(امليداين احلنفي

. املكتبة العلمية، بريوت: حميي الدين عبد احلميد، الناشر

الكتاب؛ أليب حفص سراج الدين عمر بن علي بن عـادل احلنبلـي اللباب يف علوم -الشيخ عادل أمحد عبد املوجود والشيخ : ، احملقق )هـ٧٧٥: املتوىف(الدمشقي النعماين

األوىل، : لبنـان، الطبعـة - بريوت -دار الكتب العلمية : علي حممد معوض، الناشر .م١٩٩٨- هـ ١٤١٩

١٣٥٢

أيب الفضل، مجال الدين ابن منظور األنصاري :لسان العرب، حملمد بن مكرم بن على - -الثالثة : بريوت ، الطبعة-دار صادر : ، الناشر)هـ٧١١: املتوىف(الرويفعى اإلفريقى

. هـ١٤١٤

: املتـوىف (القاموس احمليط ، د الدين أبو طاهر حممد بـن يعقـوب الفريوزأبـادى -حممد نعـيم : ة ، بإشراف مكتب حتقيق التراث يف مؤسسة الرسال : ، حتقيق )هـ٨١٧

لبنـان، -مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بـريوت : العرقسوسي، الناشر . م٢٠٠٥ - هـ ١٤٢٦الثامنة، : الطبعة

مباديء علم الطب الشرعي والسموم لرجال األمن والقانون، لرجاء حممد عبداملعبود، -ت والبحـوث، الريـاض ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنيـة ، مركـز الدراسـا

.م٢٠١٢-هـ١٤٣٣

أيب إسحاق، : املبدع يف شرح املقنع ، إلبراهيم بن حممد بن عبد اهللا بن حممد ابن مفلح -: لبنان، الطبعة -دار الكتب العلمية، بريوت : ، الناشر )هـ٨٨٤: املتوىف(برهان الدين

. م١٩٩٧ - هـ ١٤١٨األوىل،

ـ ٤٨٣: املتـوىف (س األئمة السرخسي املبسوط، حملمد بن أمحد بن أيب سهل مش - ، )هـ .م١٩٩٣-هـ١٤١٤: بريوت، تاريخ النشر-دار املعرفة : الناشر

جنيـب : جلنة مكونة من عدة علماء وفقهـاء، احملقـق : جملة األحكام العدلية، املؤلف - .نور حممد، كارخانه جتارت كتب، آرام باغ، كراتشي: هواويين ، الناشر

ألمحد بن فارس بن زكرياء القزويين الرازي، أبـو احلـسني جممل اللغة البن فارس ، - . م١٩٨٦ - هـ ١٤٠٦ -الطبعة الثانية eq-proof٢: املتوىف(

خمتار الصحاح ، لزين الدين أيب عبد اهللا حممد بن أيب بكر بن عبد القادر احلنفي الرازي - الـدار - املكتبة العـصرية : يوسف الشيخ حممد، الناشر : ، احملقق )هـ٦٦٦: املتوىف(

.م١٩٩٩/ هـ ١٤٢٠اخلامسة، : صيدا، الطبعة-النموذجية، بريوت

املدخل الفقهي العام، ملصطفى أمحـد الزرقـا، دار القلـم دمـشق، الطبعـة األوىل - .م١٩٩٨هـ، ١٤١٨

١٣٥٣

حممد، أيب احلسن نور الدين ) سلطان(مرقاة املفاتيح شرح مشكاة املصابيح ، لعلي بن -: لبنان، الطبعة -دار الفكر، بريوت : ، الناشر )هـ١٠١٤: وىفاملت(املال اهلروي القاري

.م ٢٠٠٢ -هـ ١٤٢٢األوىل،

املستجدات يف وسائل اإلثبات يف العبادات واملعامالت واحلقوق واحلدود واجلنايات، - لبنـان، -ألمين حممد عمر العمر،الدار العثمانية للنشر، عمان، ودار ابن حزم ، بريوت

.م٢١٠هـ، ١٤٣١الطبعة الثانية،

املستدرك على الصحيحني، أليب عبد اهللا احلاكم حممد بن عبد اهللا بن حممد بن محدويه -، )هـ٤٠٥: املتوىف(بن نعيم بن احلكم الضيب الطهماين النيسابوري املعروف بابن البيع

: بـريوت، الطبعـة -دار الكتب العلميـة : مصطفى عبد القادر عطا، الناشر : حتقيق .م١٩٩٠ - ١٤١١األوىل،

مشارق األنوار على صحاح اآلثار، لعياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصيب - .املكتبة العتيقة ودار التراث: ، دار النشر) هـ٥٤٤: املتوىف(السبيت، أيب الفضل

املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري ، ألمحد بن حممد بن علي الفيومي مث احلمـوي، - . بريوت-املكتبة العلمية : ، الناشر)هـ٧٧٠حنو : املتوىف(أبو العباس

الكتاب املصنف يف األحاديث واآلثار، أليب بكر بن أيب شيبة، = مصنف ابن أيب شيبة -: ،احملقق)هـ٢٣٥: املتوىف(عبد اهللا بن حممد بن إبراهيم بن عثمان بن خواسيت العبسي

.هـ١٤٠٩األوىل، : الرياض ،الطبعة-مكتبة الرشد : كمال يوسف احلوت، الناشر

املصنف، أليب بكر عبد الرزاق بن مهام بن نافع احلمريي اليمـاين = مصنف عبدالرزاق -املكتـب : حبيب الرمحن األعظمـي، الناشـر : ، احملقق )هـ٢١١: املتوىف(الصنعاين

.هـ١٤٠٣الثانية، : اإلسالمي، بريوت، الطبعة

بن عبده السيوطي شهرة، مطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى، ملصطفى بن سعد -املكتب اإلسالمي، : ، الناشر )هـ١٢٤٣: املتوىف(الرحيباىن مولدا مث الدمشقي احلنبلي

.م١٩٩٤ -هـ ١٤١٥الثانية، : الطبعة

١٣٥٤

املطلع على ألفاظ املقنع، حملمد بن أيب الفتح بن أيب الفضل البعلي، أيب عبد اهللا، مشـس -: األرناؤوط وياسني حممود اخلطيب، الناشر حممود: ، احملقق )هـ٧٠٩: املتوىف(الدين

. م٢٠٠٣ -هـ ١٤٢٣الطبعة األوىل : مكتبة السوادي للتوزيع، الطبعة

املعجم الكبري، لسليمان بن أمحد بن أيوب بن مطري اللخمي الـشامي، أيب القاسـم -مكتبـة : محدي بن عبد ايد السلفي، دار النشر : ، احملقق )هـ٣٦٠: املتوىف(الطرباين

.الثانية: القاهرة،الطبعة-ن تيمية اب

إبـراهيم (املعجم الوسيط ملعجم الوسيط، الصادر من جممع اللغة العربيـة بالقـاهرة، - .دار الدعوة: ، الناشر)حممد النجار/ حامد عبد القادر / أمحد الزيات / مصطفى

معجم مقاييس اللغة ، ألمحد بن فارس بن زكرياء القـزويين الـرازي، أيب احلـسني -: دار الفكر،عام النـشر : عبد السالم حممد هارون ، الناشر : ،احملقق)هـ٣٩٥: املتوىف(

.م١٩٧٩ -هـ ١٣٩٩

معرفة السنن واآلثار، ألمحد بن احلسني بن علي بن موسى اخلسروجردي اخلراسـاين، -: عبد املعطي أمني قلعجـي، الناشـرون : ، احملقق )هـ٤٥٨: املتوىف(أيب بكر البيهقي

، دار ) بريوت-دمشق (، دار قتيبة ) باكستان -كراتشي (لدراسات اإلسالمية جامعة ا ، الطبعـة األوىل ) القـاهرة -املنـصورة (، دار الوفـاء ) دمـشق -حلب (الوعي . م١٩٩١هـ،١٤١٢

معني احلكام فيما يتردد بني اخلصمني من األحكام، أليب احلسن، عالء الدين، علي بن - .دار الفكر: ، الناشر)هـ٨٤٤: توىفامل(خليل الطرابلسي احلنفي

املغين ، أليب حممد موفق الدين عبد اهللا بن أمحد بن حممد بن قدامة اجلماعيلي املقدسي -مكتبـة : ، الناشر )هـ٦٢٠: املتوىف(مث الدمشقي احلنبلي، الشهري بابن قدامة املقدسي

.القاهرة

ن، حممد بن أمحد اخلطيـب مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج ؛ لشمس الدي -األوىل، : دار الكتب العلمية، الطبعـة : ، الناشر )هـ٩٧٧: املتوىف(الشربيين الشافعي

.م١٩٩٤ -هـ ١٤١٥

١٣٥٥

أمحد بن أيب حفص عمر بن :املفهم ملا أشكل من تلخيص كتاب مسلم ، أليب العباس - .٣,٣٩ إبراهيم احلافظ ، األنصاري القرطيب ، املكتبة الشاملة اإلصدار الثالث

، )هـ٥٢٠: املتوىف(املقدمات املمهدات، أليب الوليد حممد بن أمحد بن رشد القرطيب - . م١٩٨٨ - هـ ١٤٠٨األوىل، : دار الغرب اإلسالمي، الطبعة: الناشر

منح اجلليل شرح خمتصر خليل ،حملمد بن أمحد بن حممد عليش، أبو عبد اهللا املـالكي - . بريوت-ر دار الفك: الناشر) هـ١٢٩٩: املتوىف(

: املتـوىف (منحة اخلالق، حملمد أمني بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي احلنفـي - .الثانية: دار الكتاب اإلسالمي، الطبعة: مع البحر الرائق البن جنيم، الناشر)هـ١٢٥٢

./http://ar.wikipedia.org/wiki: املوسوعة احلرة ويكيبيديا على الرابط -

الفقهية، ألمحد حممد كنعان، تقدمي حممد هيثم اخلياط، دار النفـائس املوسوعة الطبية - .م٢٠٠٠ -هـ١٤٢٠للطباعة والنشرن بريوت، الطبعة األوىل

مجـال : نصب الراية ألحاديث اهلداية مع حاشيته بغية األملعي يف ختريج الزيلعي املؤلف -ـ ٧٦٢: املتوىف(الدين أبو حممد عبد اهللا بن يوسف بن حممد الزيلعي ، صـححه )هـ

عبد العزيز الديوبندي الفنجاين، إىل كتاب احلج، مث أكملـها حممـد : ووضع احلاشية -مؤسسة الريان للطباعة والنـشر : حممد عوامة، الناشر : يوسف الكاملفوري، احملقق

األوىل، : الـسعودية ، الطبعـة - جدة -دار القبلة للثقافة اإلسالمية / لبنان-بريوت .م١٩٩٧/هـ١٤١٨

: دار البيان، الطبعـة : م القضائي يف الفقه اإلسالمي، حملمد رأفت عثمان، الناشر النظا - .م١٩٩٤هـ١٤١٥الثانية

النهاية يف غريب احلديث واألثر، د الدين أيب السعادات املبارك بن حممد بن حممد بن -طـاهر : ، حتقيق )هـ٦٠٦: املتوىف(حممد ابن عبد الكرمي الشيباين اجلزري ابن األثري

-هـ ١٣٩٩ بريوت، -املكتبة العلمية : حممود حممد الطناحي الناشر -أمحد الزاوى .م١٩٧٩

١٣٥٦

اهلداية يف شرح بداية املبتدي، لعلي بن أيب بكر بن عبد اجلليل الفرغاين املرغيناين، أيب -دار إحيـاء : طالل يوسف، الناشـر : ، احملقق )هـ٥٩٣: املتوىف(احلسن برهان الدين

. لبنان-بريوت -التراث العريب

وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية يف املعامالت املدنية واألحوال الشخصية ، حملمد -هــ، ١٤٠٢ بريوت ،الطبعـة األوىل -مصطفى الرحيلي، مكتبة دار البيان، دمشق

.م١٩٨٢

١٣٥٧

א�!�~

�א�����Aא��$6��א�:��Wא������א,ول� �

ا املرتبطة باجلرائم اجلنسيةالقضاي: احملور الثالث

الصفحة املوضوعدراسة حتليلية الستخدام تقنيات البصمة الوراثية كقرائن طبيـة يف اجلـرائم - ١

إبراهيم اجلندي.د.أ -اجلنائية

٨٧٧

دور الدليل املادي احليوي يف اجلرائم اجلنسية وبيان أمهيته ملنسويب األنظمـة - ٢ ٩١٧ حلريبسامر ا.د - العدلية

إثبات االغتصاب والزنا بالقرائن الطبية - ٣ ٩٦٣ مفرح حجازي.د

إثبات جرمية االغتصاب بالقرائن املعاصرة - ٤ ١٠٠١ يوسف بن حممد املهوس.د

١٠٣٩ عطية خمتار عطية حسني . د-إثبات االغتصاب بالقرائن الطبية - ٥ إثبات االغتصاب بالقرائن الطبية املعاصرة - ٦

١٠٦١ أمحد بن سليمان العبيد.د

القرائن الطبية املعاصرة وأثرها يف إثبات الزنا - ٧ ١١٠٧ حسن السيد حامد خطاب .د

–أثر القرائن الطبية يف إثبات الزنا واللواط - ٨ ١١٥٩ عبد الرمحن بن عبد اهللا احمليسن.د

ة إثبات التحرش اجلنسي بالقرائن الطبية املعاصر - ٩ ١٢٢٧ علي أمحد سامل فرحات.د

االحتجاج بالقرائن الطبية املعاصرة على التحرش اجلنسي - ١٠ ١٢٧٩ عبد الكرمي بن حممد السماعيل.د

١٣٥٨