جمل الغرائب . كاملا...

864
ﺮاﺋ اﻟﻐ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻗﺴﻡ) اﻟﺘﻤﮭﯿﺪ( ١ اﻟﻘﺮى أم ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻠﻐﺔ ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﺪراﺳﺎت ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻐﻮﯾﺎت ﻓﺮع ٤٢٥٧٠٠٤٥

Upload: others

Post on 22-Jan-2020

42 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ١

    جامعة أم القرى كلیة اللغة العربیة

    قسم الدراسات العلیا فرع اللغویات

    ٤٢٥٧٠٠٤٥

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٢

    A ملّخص الرسالة

    للعالمة محمود بن أبي الحسن بن الحسین النیسابوري ) جمل الغرائب(دراسة وتحقیق كتاب :الموضوع .

    لى دراسة بعض وتكّونت من تمھید ، وخمسة فصول ؛ سعى فیھا الباحث إ: الدراسة: القسم األولل عالج الغریب ثم درَس سب .االختیار ، واالختصار : المفاھیم التي قام علیھا الكتاب ، وھي

    والمشكل في الحدیث الشریف ، وأسباب وقوعھما ؛ وذلك حتى یضع بین یدي البحث المنھج المتبع بأسلوب علمي في تفسیر الغریب وشرح المشكل من الناحیة التطبیقیة ، ویؤّصل لسُبل عالجھما

    تفصیلّي ، یمكن توظیفھ والعمل بھ ، واألخذ بمبادئھ ؛ متى ما أردنا التألیف في علم الغریب والمشكل ؛ ال سیما وأن الحاجة إلى علم الغریب تزداد كّلما طال العھد ، وتباعدْت السنون ؛ فاحتیَج

    عصٌر من العصور ، ھخلو منفالتألیف فیھ لم یتوّقف ولم یكد ی. إلى معرفة معاني الحدیث الشریف .التاسع ؛ نتیجًة للتراجع الثقافي إّال ما كان بعد القرن

    . وقد حرص الباحث في دراستھ أن یؤّصل لھذه المفاھیم بشكل عاّم ، ثم یدرسھا في الكتاب المحقَّق .وجعل تحقیق الكتاب جانًبا تطبیقیا لما جاء في الدراسة

    :وتكّونت الدراسة مما یلي ، مشكل -تعریفھ ، نشأتھ ، رجالھ ، أھم مصّنفاتھ –موضوع الكتاب ، غریب الحدیث : وفیھ . لتمھید ا

    . -تعریفھ ، نشأتھ ، رجالھ ، أھم مصّنفاتھ–الحدیث )نبذة موجزة(بیان الحق النیسابوري : الفصل األول : منھج النیسابوري في بناء الكتاب ؛ وفیھ : الفصل الثاني

    .الترتیب الموضوعي ومستویاتھ -٣. االختصار -٢. الجمع واالختیار -١: دراسة منھج النیسابوري في معالجة الغریب والمشكل ، واستنباط كّل طریقة من سبب اإلشكال : الفصل الثالث

    .والغرابة .العلمیة ، وأثره العلمیة ، ومصادره ، وشواھده ، ومسائلھ ماّدة الكتاب: الفصل الرابع

    .، ونسخھ ، ومنھجي في تحقیقھ عنوان الكتاب: الفصل الخامس في عالج مسائلھ بین غریب الحدیث ومشكلھ ؛ ) جمل الغرائب(جمع كتاب :النّص المحقَّق : القسم الثاني

    احَبھ وتمّیز بأن ص. وھو بذلك ُیعّد من أھم الكتب التي جمعت بین ھذین الِعلمین في مؤلَّف واحٍد رجع فیھ إلى أئمة ھذین الِعلمین في ماّدتھ العلمیة ، واستدرك علیھا بأقوال بعضھم في بعض ،

    من حْشد النقوالت ، ھبلغ بمسائلھ النھایات ، وخّففو. استدراكاتھ وترجیحاتھ منھا باإلضافة إلى ّما ّدتھ العلمیة ؛ موسّھلھ لطّالب العلم ، وجعلھ قریب المأخذ ؛ بما قام بھ من ترتیب موضوعي لما

    العقیدة ، والفقھ ، : أربعة عشر كتابًا ، شملت عّدة موضوعات في سّھل الرجوع إلیھا من خالل .والسیرة ، واألدب ، والسیاسة ، واللغة ، واألخالق

    . وقد ذّیلھ الباحث بمجموعة كبیرة من الفھارس تفتحھ للقارِئ والباحث فیھ

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٣

    Abstract Subject: A study and verification of the book titled (Jomal Al-Ghara'eb), written

    by Mahomoud Ben Abi Al-Hasan Ben Al-Hussein Al-Naysabori. The first part: The study: this part includes a preface and fife chapters. The researcher tries to discuss some principles of the book, such as choosing and summarizing. Then this part discusses the method of dealing with vague and strange narration of Prophetic Hadeth, the causes of getting these types of hadeth. This part is dedicated to choose the applied methods in identifying the vague and strange hadeth, to discuss the detailed scientific methods of dealing with them, applying their principles, to identify the need of using these strange narrations after a long age until now, and the need to understand their meanings. Writings in the strange narration of hadith took part in the literary writings all over the past ages, except the ninth century because of the cultural regression of that time. The researcher takes care of establishing these principles as all in his research, applying them upon his verificated book, as an applied field of his study. The first part is divided into the following: The preface shows the book subject, the strange narration of Hadeth, its

    definition, early appearance of this type, its scholars and their books. In addition, the preface shows the vague hadeth, its definition, early appearance, scholars and their books.

    The first chapter is about the Naysabori biography. The second chapter is about the method of writing his book. This chapter is

    divided into the following: The study: ١) Collecting and choosing the book, ٢) summarizing the book, and ٣) the ordering and arranging its subjects.

    The third chapter is about the Naysabori method in dealing with the strange and vague hadeth, deducting the causes of strangeness and vagueness.

    The fourth chapter is about the scientific contents of the book, its references, citations, scientific problems, and its effects.

    The fifth chapter is about the book's title, copies, and the researcher's method of the book verification.

    The second part of the research is the verificated text: Collecting the book titled (Jomal Al-Ghara'eb), its methods in dealing with vague and strange hadeth. This book is one of the most important books discussing these two types of Hadeth. It is distinguished by referring to the Imams of Hadith, showing their comments upon each other's, the writers' amendments, and giving preponderances. The writer reaches the ends, summarizes the other scholars' comments, facilitates its problems to the students, simplifies its points, arranges the subjects, and makes it as one of the most important fourteen books in this field. The book includes subject of beliefs, Islamic jurisprudence, Prophetic biography, literature, politics, lingual science, and morality.

    The research ends with a number of indexes

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٤

    داءـــإھ

    وأنا طالٌب في المرحلة الثانویة ، وغرس في نفسي ُحّب العلم وأھلھ ، " الدكتور"أھدي ھذا العمل إلى من لّقبني بـ . والّصبر على طلبھ ، وبذل في تعلیمي وتربیتي الغالي والنفیس ، على الرغم من قّلة ذات الید ، وكفاف العیش

    حفظھما اهللا ، ومّتعھما بالصحة والعافیة ، ورزقھما –ٍر وعرفاٍن إلى أبي وأّمي فأھدي ھذا العمَل رسالَة ُحبٍّ ، وُشْكعّز وجّل أن یجعل لھما من ثوابھ أعظم الحّظ والنصیب ، وأن یجزیھما عّني وعن إخواني –، وأسألھ -ُحسن الخاتمة

    .والدًا عن ولٍد جزىخیَر ما

    یامن أبو

    g E

    الحمد هللا رب العالمین ، حمًدا كثیًرا طّیًبا مبارًكا فیھ ، حمًدا یلیق بجاللھ وعظیم سلطانھ ، وجزیل نعمھ ، كنُت جاھًلا فعّلمني ، وضالا فھداني ، وعائًلا فأغناني ،

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٥

    ' ) M خذوًلا فنصرني ، وغریًبا فآواني حَرمھ اآلمن ومحروًما فأعطاني ، وم, + * )L على سیدنا محمد ، صالًة ال ینقطع مدیُدھا ، وال ُیحصى عدیُدھا ، وصلِّ اللھّم

    .وارزْقنا اللھم اّتباع سنتھ ، والفوز بشفاعتھ ، واقبلھا فینا برحمتك یا أرحم الراحمین

    :أما بعد

    أحد قّدر لي دراسة غریب الحدیث ومشكلھ ، وتحقیق فمن نعم اهللا علّي أن للقاضي اإلمام محمود ) ُجمل الغرائب(الكتب التي تفّردت بالجمع بینھما ، وھو كتاب

    .بن أبي الحسن بن الحسین النیسابوري

    :والذي حداني إلى دراستھ وتحقیقھ ما یلي

    لفھ في كتاٍب أنھ جمع بین تفسیر غریب الحدیث ورفع ُمشِكلھ ، وبین مخت -١لى الفصل بینھما ، عواحٍد ؛ فكان واحًدا في بابھ ؛ إذ دَأب المؤلفون

    فیدرسون غریب الحدیث في كتب الغریب ، وإشكال المعنى وتوھُّم .التعاُرض في كتب الُمشِكل والمختلف

    الُمشِكل بحسب المعاني في موضٍع وُحسن التبویب ؛ إذ جمع بین الغریب -٢كلماتھ ، فاقترن المعنى اللغوي جذورعلى ُمجزًَّءاالحدیث واحٍد ؛ فلم یأِت

    بالمعنى السیاقي إلى جانب معاِرِضھ في موضع واحٍد ؛ مّما سّھل على المؤلف شرح غریب الحدیث ، ورْفع إشكالھ ، والجمع بینھ وبین معاِرِضھ

    .في الموضع نفسھ

    تحصیلھا لكتابین أو وبذلك تتم الفائدة للقارئ ، دون الحاجة إلى الرجوع فيوارتبطت موضوعات الكتاب بوحدة عضویة جمعْت بین عناصر مسائلھ ، ،أكثر

    ونأْت بھ عّما یشبھ العمل المعجمي ؛ كما ھو حال أكثر كتب الغریب ، ونقلتھ إلى .التي ال ُیَملُّ حدیُثھا علمیةمصاّف الكتب ال

    لم تصلنا ؛ فكان الكتاب وھذا الكتاب ُفِقدت ، مصادره في تألیف أّن بعض -٣ .مؤّلفیھا أحد الكتب التي حفظْت بعض ماّدتھا ، وأراَء

    الكتاب زاخٌر بالشواھد الشعریة ، وأمثال العرب ، وبعض الشواھد الشعریة -٤ .لم أقف علیھا عند غیره ، ولم ترد في دواوین أصحابھا

    صرف ، واللغة ، یزخر الكتاب بالمسائل العلمیة المتنوعة ؛ في النحو ، وال -٥ .والفقھ ، والعقیدة

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٦

    أن النیسابوري قد جمع واستقصى أقوال العلماء في كّل حدیث غریب أو -٦عنده ُمشكل ، ثم امتحن تلك األقوال وتأّملھا ، ثم أثبت في الكتاب ما رَجح

    .مما أثقَل غیَره من حْشٍد للنقوالت والنصوص منھا ؛ فجاء الكتاب متخّفًفا

    الكالم في المسائل ، وأعاد صیاغة النصوص ، وقّدمھا بشكل أنھ اختصر -٧ .موجز ، فجاءت مطّوالت المسائل عند غیره موجزًة عنده

    من ھذا وقد اعتمدت في تحقیق الكتاب على ثالث نسخ ، ھي كّل ما ُوِجد نَُّسخ ال وقد كان حصولي على ھذه . ُنَسخھ في المكتبات العامة بتركیا ، وإسبانیا

    توفیًقا من اهللا عز وجل ، وتسخیًرا منھ تعالى ، فلم ألَق عناًء في جْمعھا ؛ إذ أھداني :كلٌّ من -مشكوًرا–إّیاھا

    .سامي بن محمد الفقیھ الزھراني : الصدیق العزیز والباحث المحّقق -

    .سعاد بنت صالح بابقي : الدكتورة الفاضلة -

    .حسام الدین دمرجي : الشیخ الفاضل ، والصدیق العزیز -

    . فلھم مني الشكر والتقدیر والعرفان ؛ لما أسَدوه إلّي من معروف

    : -على التوالي –وھذه النسخ

    نسخة مكتبة أیوب حاجي بشیر آغا بتركیا ، ُنِسخت بتاریخ -١ )ھـ١٧/٣/٥٨٦(

    )ھـ٩/٧/٦٥٤(نسخة مكتبة أحمد الثالث بتركیا ، ُنِسخت بتاریخ -٢

    )ھـ٢/٨٥١آِخر (وریال بإسبانیا ، ُنِسخت بتاریخ نسخة األسك -٣

    وقد اتخذُت األخیرة أصًلا ، وقابْلُت على اُألخَریین ؛ ألسباٍب ذكرُتھا في وصف ؛ تناولُت فیھا غریب الحدیث أحسبھا وافیًةالنُّسخ ، ثم قّدمت للنّص المحّقق بدراسٍة

    االختیار الجھما ، ومفھوم وُمشِكلھ ، وأسباب وقوعھما في الحدیث الشریف ، وسُبل ع .وأّصلُت لكثیٍر مما ورد فیھما . ، واالختصار

    :وقد تكّونت ھذه الدراسة من تمھید ، وخمسة فصول ؛ ھي

    ) غريب الحديث ومشكله وتأويل مختلفه ( :التمهيد -١ .مشكلھ ومختلفھ الجمع بین غریب الحدیث ، وبین :موضوع الكتاب -أ

    .أھم مّصنفاتھ -رجالھ-نشأتھ–عریفھ ت: غریب الحدیث -ب

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٧

    .أھم مّصنفاتھ -رجالھ-نشأتھ–تعریفھ : مشكل الحدیث ومختلفھ -ج

    )نبذة موجزة عنه(بيان الحق النيسابوري : الفصل األول -٢ .كنیتھ –لقبھ –نسبھ –اسمھ -١

    .أسرتھ –نشأتھ -٢

    .مكانتھ العلمیة -٣

    .مناصبھ -٤

    .رحالتھ -٥

    .المذتھ شیوخھ وت -٦

    .عقیدتھ ، ومذھبھ الفقھي -٧

    .آثاره العلمیة -٨

    .وفاتھ -٩

    )جمل الغرائب(منهج النيسابوري في بناء : الفصل الثاني -٣ .أھدافھ ، وأسباب تألیفھ - أ

    :الركائز التي قام علیھا الكتاب لتحقیق أھدافھ - ب

    :المبحث األول

    )ُجمل الغرائب(ارھا في منھج النیسابوري في جمع المادة واختی

    :المبحث الثاني

    )ُجمل الغرائب(منھج النیسابوري في االختصار في

    :المبحث الثالث

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٨

    .الترتیب بحسب الموضوعات والمعاني -١

    ترتیب داخلي بحسب أبواب وعناصر كل موضوع عند أھلھ -٢.

    األثر تقدیم الحدیث ، ثم : ترتیب داخلي بحسب نوع المأثور -٣ .لقول ، ثم ا

    .منهج النيسابوري في معالجة الغريب والمشكل : الفصل الثالث -٤ :وفیھ ثالثة مباحث

    . طرق تفسیر الغریب عند النیسابوري : المبحث األول -١

    :وفیھ

    :أسباب وقوع الغرابة في الحديث -أ

    .األسباب الداخلیة -١

    .األسباب الخارجّیة -٢

    :نها مة طرق تفسير الغريب المتفرع -ب

    .طرق تفسیر ما وقعت الغرابة فیھ بسبب داخلي -١

    .طرق تفسیر ما وقعت الغرابة فیھ بسبب خارجي -٢

    . طرق رفع اإلشكال عند النیسابوري : المبحث الثاني -٢

    :وفیھ

    :أسباب وقوع اإلشكال في الحديث -أ

    .توھُّم التعاُرض -١

    .خفاء المراد -٢

    :نها مفرعة طرق رفع اإلشكال المت -ب

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٩

    .طرق رفع التعاُرض -١

    .طرق كشف الخفاء -٢

    .عالقة عنوان الكتاب بمنھج النیسابوري فیھ : المبحث الثالث -٣

    .مادة الكتاب العلمية : الفصل الرابع -٥ :وفیھ

    :مصادره -١

    رسم بیاني بمصادره الرئیسة ، وعدد مّرات ( مصادر رئیسة -أ ) :مئویة لكل مصدرالرجوع إلیھا ، والنسبة ال

    .موجودة -١

    .مفقودة -٢

    : مصادر فرعیة -ب

    .نّص علیھا في متن الكتاب -أ

    .نقل عنھا ، ولم ینّص علیھا -ب

    . شواهده -٢

    :وتحّدثت فیھ عن

    االحتجاج بالشواھد على ما لم َیِرد االحتجاج علیھ في -١ .أصلھ

    .، دفعًا للّسآمة واإلمالل عند المؤّلف التجدید في االستشھاد -٢

    :مسائله العلمية -٣

    .المسائل العقدّیة -١

    .المسائل الفقھیة -٢

    .المسائل النحویة -٣

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ١٠

    .المسائل الصرفیة -٤

    .المسائل اللغویة -٥

    :قيمة الكتاب العلمية -٤

    .أثره في من جاء بعده -١

    .ُخَطب الكتاب -٢

    .المآخذ علیھ -٣

    .عنوان الكتاب ، ونُسخُه ، ومنهجي في تحقيقه : صل الخامس الف -٦ :وفیھ ما یلي

    .عنوان الكتاب -١

    .تحقیق نسبتھ إلى المؤلف -٢

    .وصف نسخ الكتاب المخطوطة ، والفوارق بینھا -٣

    .منھجي في التحقیق -٤

    .نماذج من ُنسخ المخطوط -٥

    لغرائب على أْن ُأْخِرجھ كتاب جمل ادیر بالذكر أّنني حرصت في تحقیقي وجكما أراد صاحبھ ، دون أن أتدّخل في النّص ، أو ُأْثِقل الحواشي بما ھدف المؤلف إلى اختصاره في المتن ؛ فأنقض الغرض من ھدف الكتاب ؛ وھو تسھیُل طریق المنبعثین

    .إلى تحصیل علم الغریب والُمشِكل

    مخالفات عقدّیة تخالف وحرصُت في الوقت نفسھ على أن أشیر إلى ما ورد منمذھب أھل السنة والجماعة في متن المؤلف ، وبیان مذھبھم الحّق في الحاشیة ؛ وھي قلیلة تنحصر في بعض الصفات ؛ ألن مذھب المؤلف الماتریدي یرى برأي أھل السنة

    .والجماعة في أكثر األمور ؛ ألنھ سعى إلى التوّسط بینھم وبین المعتزلة

    إذا خالفْتھ ) مذھبھ(اختیاراتھ الفقھیة على مذھب األحناف وكذلك أشرُت إلى ُوسعي وبذلُت في ذلك . المالكیة ، والشافعیة ، والحنابلة : مذاھب أھل السنة األخرى

    .

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ١١

    أّما المسائل اللغویة والنحویة والصرفیة فھي بضاعتي التي تتّبعتھا في الكتاب ، تیاراتھ منھا ، ومدى نجاحھ في توظیفھا وبّینت وجوھھا ، ومذاھب المؤلف فیھا ، واخ

    .لكشف المشكل ، وشرح الغریب

    الكتاب أن أجعل توثیقي كّشافًا للحدیث وشرحھ في مادة وقد حرصت في توثیق كتب مشاھیر علماء الغریب والُمشكل ؛ وذلك أنني أوّثق بحسب مدلول الرمز أمام كّل

    ة إلى من سبق المصدر المرموز إلیھ حدیث ، بعد التأّكد من صحة الترمیز ، ثم اإلشارإال إذا صّوب على متقّدم ، -عادًة–؛ منّبھًا إلى الخالف بینھما ؛ ألنھ ال یأخذ عن متأّخٍر

    ثم أشیر إلى أشھر من جاء بعده ؛ لتظھر موافقتھ لھ أو مخالفتھ . أو خالفھ ، أو زاد علیھ .ا على أوثقھا ؛ كالصحیحین ثم أوّثق بعد ذلك للحدیث من كتبھ الحدیثیة ، مقتصًر.

    أْتبْعُتھ بسلسلة من الفھارس التي تعین الباحث والناظر : ولتحقیق فائدة الكتاب . فیھ

    وفي سبیل تجوید التحقیق اعتمدُت في مصادري على العدید من الكتب األمھات :

    .كتب غریب الحدیث -

    .كتب تأویل الحدیث -

    .فاتھ كتب صحاح الحدیث وأسانیده ، ومصّن -

    .كتب الفقھ والعقیدة -

    .كتب التفاسیر والقراءات -

    .كتب اللغة ، والنحو ، والصرف -

    .وكتب التراجم المعاجم -

    أّما فیما یتعّلق بالدراسة فقد اعتمدُت فیھا على استنطاق النصوص ، وأّصلُت ، ،من البحث والتدقیق ولم آُل ُجھًدا في إیفاء كّل جانٍب حقَّھ مباحثھا ، وأعمْلُت فكري في

    جانٍب من الدراسة والتحقیق كلٌّ بذلُت كلَّ طاقتي في كلِّولم أستشفع قسًما في آخر ؛ بل .ا مولم أقسم بینھما ، فیقلَّ نصیُب كلِّ واحٍد منھ. على حدة

    ر دراساٍت افوقد واجھتني بعض الصعوبات في الدراسة ، تمّثلت في عدم تووقد حداني . ا میب ، واقتصار أكثرھا على سبب وقوعھتناولت عالج الُمشكل والغر

    . ذلك إلى دراستھما

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ١٢

    للنیسابوري ؛ فإن الصعوبات ) ُجمل الغرائب(أما فیما یتعّلق بالنّص المحقَّق التي واجھتني في تحقیقھ تمّثلْت في تلك الرموز التي وضعھا النُّّساخ في نسختیھ

    الحدیث المسبوق بھا إال أنھا رمزت في فھي على الرغم من أھّمیتھا في توثیق] ث،س[لمؤّلفین ومؤلَّفات وصلتنا ، ولم أقف على األحادیث فیھا -وھي قلیلة–بعض المواضع

    ، فكنُت أّتھم نفسي وأّتھم المفھرس والمحّقق للكتاب ، فأستقرئ كامل الكتاب لطلب حث بالطریقة نفسھا الحدیث المرّمز لھ فیھ ، فال أجده ، فأكّرر العمل غیر مّرة ، ثم أب

    في جمیع كتبھ التي وصلتنا ، ثم أبحث في الكتب التالیة لھ لعّلي أظفر بنصٍّ یشیر إلى . وال ألجأ إلى تخطئة الرامز إال إذا قام عندي الدلیل . أصلھ عنده في كتاٍب لم یصلنا

    .وفي ذلك من النََّصب والّتعب ما اهللا بھ علیم

    : وفي الختام

    عبد اهللا بن ناصر / أشكر شیخي سعادة الدكتور الفاضل ال یسعني إال أن . فھو الذي وّجھني ، وأشرف على عملي في ھذا الكتاب . القرني ؛ حفظھ اهللا ورعاه

    كما كان آلرائھ وتوجیھاتھ . وال أنسى لھ تحفیزي كّلما كّلت نفسي وضُعف خاطري .ّي القویم العلمیة أكبر األثر في سیر ھذا العمل على نھج البحث العلم

    فلھ مني الشكر والعرفان بالجمیل ، والدعاء الصادق بأن یجعل اهللا ذلك في .میزان حسناتھ ، وأن یبارك في علمھ ، وأھلھ ، وولده

    كما أشكر أعضاء لجنة المناقشة على قراءتھم ھذا العمل ، وإسھامھم في تقویمھ سماعھا ، واالمتثال لھا ، والعمل بآرائھم النّیرة ، وتوجیھاتھم السدیدة ، التي أصبو إلى

    .المولى عز وجّل أن یجعلھا في میزان حسناتھم ، وینفعنا بعلمھم اسائًل. بمقتضاھا

    كما أشكر جامعة أم القرى ممثَّلًة في مدیرھا وجمیع منسوبیھا ؛ على قیامھم .حرم اهللا في بأمر العلم وأھلھ ، في حرمھا

    .المین وآخر دعوانا أن الحمد هللا رب الع

    MW V U T S R QX \ [ Z YL

    وكتب

    خالد بن أحمد إسماعيل األكوع أبو یاِمن

    ھـ٢٦/١٢/١٤٢٩ - مكة المكرمة

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ١٣

    :تمهيد وخمسة فصول :وفيهـا

    mغریب الحدیث ومشكلھ ومختلفھ : التمھید. m نبذة موجزة : بیان الحق النیسابوري : الفصل األول.

    m منھج النیسابوري في بناء الكتاب : الفصل الثاني.

    m منھج النیسابوري في معالجة الغریب والمشكل : الفصل الثالث.

    m الكتاب العلمیة مادة : الفصل الرابع.

    m عنوان الكتاب ونسخھ ومنجھي في تحقیقھ : الفصل الخامس.

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ١٤

    a )غریب الحدیث ومشكلھ ومختلفھ (

    .موضوع الكتاب -١ :غریب الحدیث -٢

    . تعریفھ - .نشأتھ - .رجالھ - .أھم مصنفاتھ -

    :مشكل الحدیث ومختلفھ -٣ .تعریفھ - .نشأتھ - .رجالھ - .أھم مصنفاتھ -

    c: ) غریب الحدیث ومشكلھ ومختلفھ( تناولھ تفسیر الحدیث یجمع في -موضوع الدراسة والتحقیق-إن جمل الغرائب

    . ِھِفِلَتْخھ وتأویل ُمِلِكْشوُم، غریب الحدیث : ي َمْلبین ِع

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ١٥

    حتى إنك ، ما دأب المؤلفون على الفصل بینھما في كتب ومباحث مستقلة و وھ .آخر في مشكلھ وتأویل مختلفھ اوكتاًب، غریب الحدیث في اتجد للمؤلف الواحد كتاًب

    مدة الكتب في غریب الحدیث یعدُّ ُع اف كتاًبأّل إْذ؛ ابن قتیبة : ومن أشھر ھؤالء ، آخر في مشكل الحدیث اف كتاًبوألَّ. ، بعد غریب الحدیث ألبي عبید فة فیھ المؤلَّ

    . في علمھ اًعمرِجھو اآلخر ُیعد "تأویل مختلف الحدیث":بعنوان

    الكتابین ؛ إال ل بعض المباحث وموضوعات األحادیث فين تداُخِم وعلى الّرغم )١(نھماولم یسَع إلى الجمع بی، ین مین مستقّلْلِعأنھ فصل بینھما باعتبارھما

    ف كتاب وألَّ، غریب الحدیث إذ أّلف كتاَب؛ ابن الجوزي : اومن ھؤالء أیًض .ل ِكْشالُم ِفْشَك

    البذرة األولى للجمع بین الغریب والمشكل في تلك الكتب التي وقد ظھرتأو ، فتذكر ما ورد فیھا من ألفاظ غریبة ، تناولت كتب الحدیث بالشرح والتفسیر

    الصحیح ألبي أعالُم: ومن أشھر ھذه الكتب . ومتعارضة في سیاقھا ٍةَلِكْشأحادیث ُمشرح فیھ إْذ؛ معالم السنن كتاُبو. حیث شرح فیھ صحیح البخاري ؛ سلیمان الخطابي

    .نن أبي داوود الخطابي ُس

    كما صرح بذلك ، ل أكثر من الغریب شِكوھذا النوع من الكتب استھدف الُمفإني أقتصر من ، غویة ّلا ما كان فیھا من غریب األلفاظ الفأّم(: إذ یقول ؛ ابي الخّط

    الذین ھم أھل ھذا العلم ، لحدیث ر الذي تقع بھ الكفایة في معارف أھل اتفسیره على القْد )٢()واالستقصاء لھ، دون اإلمعان فیھ ، ھ ُتَلَموَح

    اوإنما تناولت كتاًب، ومع أن ھذه الكتب لم تتعمد الجمع بینھما في موضع واحد .إال أنھا مّثلت المرحلة األولى للجمع بین المشكل والغریب ، بالشرح والتفسیر اواحًد

    حتى إن ابن حجر ، ن الفكر السائد ھو التفریق بینھما الرغم من ذلك فإعلى و : العسقالني ذكر معیار الرجوع إلى أحدھما فقال

    وإن ، بقلٍَّة احتیج إلى الكتب المصنفة في شرح الغریب اًلإن كان اللفظ مستعَم(بكثرٍة لكن في مدلولھ دّقة احتیج إلى الكتب المصنفة في شرح معاني اكان مستعمًل

    )٣()وبیان المشكلاألخبار

    حیث أورد ؛وتأویل مختلف الحدیث لھ ، مقدمة ابن قتیبة في غریب الحدیث لھ : : ُینَظر )١(

    .مع بعض الفروق نفسھا ، المبررات واألمثلة والشواھد الحدیثیة )١/١٠٥(أعالم الحدیث للخطابي )٢( ) ٢٢ص(ر َكنخبة الِف )٣(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ١٦

    وھدف مقصود في ذاتھ ، وقد ظھرت مالمح الجمع بینھما كمنھج ظاھر المالمح ع مسائل وجْم، ع مسائل الغریب من كتبھ إذ قام بجْم؛ في جمل الغرائب للنیسابوري

    .شكل من كتبھ وجمع بینھما في موضع واحد بحسب المعاني الُم

    مھَِّد في دراستنا لھ بنبذٍةُنھ لزم أن شكِلوألجل ھذا الجمع بین غریب الحدیث وُمھم ومؤلفاِت، كل علم ورجاِل، ین بشيء من تاریخھما َمْلفي التعریف بھذین الِع موجزٍة .مین ْلوفضل كتابھ ھذا في ھذین الِع، م مكان النیسابوري عَلفیھ ؛ لُی

    :وسنعرض فیما یلي .ھ أھم مؤلفات، رجالھ ، نشأتھ ، تعریفھ : غریب الحدیث -١ .أھم مؤلفاتھ ، رجالھ ، نشأتھ ، تعریفھ : مشكل الحدیث -٢

    غریب الحدیث: أّوًلا ••

    ھو عبارة عما وقع في متون األحادیث من األلفاظ الغامضة البعیدة من الفھم " )٤("لقلة استعمالھا

    : إن الغریب من الكالم یقال بھ على وجھین(: وقال الخطابي

    ومعاناة ٍدْع، ال یتناولھ الفھم إال عن ُبُضُھ المعنى غام دیعأن یراد بھ ب: أحدھما . فكر

    أن یراد بھ كالم من بعدت بھ الدار من شواذ العرب، فإذا وقعت : الثاني والوجھإلینا الكلمة من لغاتھم استغربناھا، وإنما ھي كالم القوم

    )٥()وبیانھم

    ما یتنزه عنھ فھو م، ي المجانب لصفة الفصاحة شأما الغریب بمعنى الحو . وال یدخل في ھذا العلم ، yوآثار الصحابة ، الحدیث الشریف

    إنما اللفظة الغریبة ھا ھنا ھي التي تكون حسنة (: فھو كما یقول الرافعي )٦()مستغربة في التأویل، بحیث ال یتساوى في العلم بھا أھلھا وسائر الناس

    )٢٧٢(مقدمة ابن الصالح ))٤( )١/٧١(خطابي غریب الحدیث لل ))٥( ) ٧١(مصطفى صادق الرافعي . بویة إعجاز القرآن والبالغة الن )٦(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ١٧

    •• ، غریب الحدیث في وقت متأخر عن عصر النبوة ظھرت الحاجة إلى علم

    ، ا فأصبح اكتساب العربیة صناعی، وازدیاد فساد السلیقة العربیة ، وذلك بعد الفتوحات ، وقّلة استعمال بعضھا اآلخر ، واقتصر في العربیة بالتعلُّق ببعض ألفاظھا دون بعض

    .الفھم بعیدَة غریبًة –فیما بعد –عّدت ، مما أدى إلى ھجر ألفاظ عربیة فصیحة

    وھذا ال یعني أن العرب في عصر النبوة لم تكن تخفى على بعضھم اآلحاد من .ویفّسر غریبھا ، یبین لھم معانیھا rفكان النبي ، ألفاظ الحدیث

    كان یكّلم ، ار لھ الحدیث اختصاًرِصُتواْخ، جوامع الكلم rي النبي فقد ُأعِطنت تخفى علیھم معاني بعض فصحاء الصحابة كاحتى إن ، وفود العرب بلغاتھم

    )٧()هنراك تكلم وفود العرب بما ال نفھم أكثَر، یا رسول اهللا (: أحدھم فیقول ، كلماتھ

    لمعاني ما استغربھ بعض الصحابة في متون rھذا وقد دخلت بعض تفسیراتھ وما : فسئل ، )يٍِّرَبْعَق كلُّ(: أھل النار ؟ فقال ْنَم: سئل (: كما في الحدیث ، األحادیث )٨( )الشدید على الصاحب، الشدید على األھل (: فقال ، القعبري ؟

    ، لم تستدع من العلماء في العصر األول حصرھا ، وھي أفراد محدودة العدد .لفصاحة وسالمة الَمَلكة

    واختالط العرب بغیرھم بعد ، إال بعد فساد السلیقة ولم تظھر الحاجة بشكل جليٍّ .وحات الفت

    ج التألیف في غریب الحدیث من حیث االستقصاء والتوسع بحسب البعد وقد تدّر أبو: وأّلف فیھ ھو اي أن أّول من جمع في ھذا الفن شیًئِوفقد ُر، عن عصر الفصاحة

    في قیل ، یقاٍتَریتكون من ُو األف كتاًب )ھـ٢١٠:ت(عبیدة معمر بن المثنى التیمي فلم یكن الجھل قد عمَّ، ، م معرفة وعندھ، بقیٌة مومئٍذ كان فیھأن الناس ی(: سبب قّلتھا

    )٩()ّمب قد َطوال الخْط

    . tوالقول لعليٍّ ) ١٢/٦٠(جامع األحادیث ، للسیوطي )٧( )٢٠٧(جمل الغرائب )٨( )٥(النھایة البن األثیر )٩(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ١٨

    ثم توالت الجھود بعده ، فكان بذلك أول من ابتدأ التألیف في علم غریب الحدیث في غریب الحدیث أكبر من كتاب اكتاًب )٢٠٤:ت(میل المازني ضر بن ُشفألف النَّ،

    )١٠()وشرح فیھ وبسط على صغر حجمھ ولطفھ(: ثیر بقولھ وصفھ ابن األ، أبي عبیدة

    األثیر كما یقول ابن –ولكن أصحابھا ، وتوالت المؤلفات ، ثم استمرت الجھود واستمرت الحال إلى ، لم یكد أحدھم ینفرد عن غیره بكبیر حدیث لم یذكره اآلخر –

    في غریب الحدیث فجمع كتابھ المشھور ) ھـ٢٢٤:ت(زمن أبي عبید القاسم بن سالم لما حواه من األحادیث واآلثار الكثیرة ، اأوًل – اوإن كان أخیًر –الذي صار ، واآلثار

    .)١١(فصار ھو القدوة في ھذا الشأن ، والمعاني اللطیفة،

    لم یخُل زماٌن ( : ثم استمرت الجھود في التألیف في غریب الحدیث حتى قیل )١٢()واستبد فیھ بتصنیف، فرد فیھ بتألیف وان، اھذا الفن شیًئفي وعصٌر ممن جمع

    •• : فقال ، عن حرف من غریب الحدیث –رحمھ اهللا–سئل اإلمام أحمد بن حنبل (

    )١٣()فإني أكره أن أتكلم في قول رسول اهللا بالّظن فسأخطئ، سلوا أصحاب الغریب

    سأل نفسي عّدة أل، بھذا المقال لإلمام أحمد ھذه الجزئیة من البحثافتتحت :أسئلة

    من أصحاب الغریب ؟ - لماذا استبعد أھل الحدیث ؟ - ھل عْلم غریب الحدیث من الدراسات اللغویة أم الحدیثیة ؟ -

    وھو ، وجواب ھذه األسئلة یقع في نٍص آخر یذكر ھدف كتب غریب الحدیث رفة متون ال مع، ومعنًى امعرفة الكلمة الغریبة لغًة وإعراًب: (كما جاء في النھایة

    ، فإن ذلك علم مستقل بنفسھ ، وأسماء رواتھا ، األحادیث واآلثار وطرق أسانیدھا )١٤()مشھور بین أھلھ

    )٦(السابق )١٠( )بتصرف() ٦(السابق )١١( )٧(السابق )١٢( )٢٧٢(ح مقدمة ابن الصال )١٣( )٨(النھایة )١٤(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ١٩

    وھم كما ، ل نشأة غریب الحدیث نجده نشأ على ید أصحاب العربیة وبتأمُّ: وقال )بُرْطوُق، واألصمعي ، ر بن شمیل ِضوالنَّ، أبو عبیدة (: ذكرھم ابن األثیر

    )١٥()موا على لغتھا ومعناھامن أئمة اللغة والفقھ جمعوا أحادیث تكّل موغیرھ(

    .وإلیك أھم مؤلفاتھم التي وصلت إلینا وأشھرھا

    •• :وھي ، أجمع العلماء على أن أمھات كتب غریب الحدیث ثالثة

    : )٢٢٤:ت ( غریب الحدیث ألبي عبید -١، اإذ استغرق تألیفھ أربعین عاًم؛ وأفنى فیھ عمره ،جمع فیھ علم المتقدمین

    كما یقول ابن –فصار ، والفوائد الجّمة ، والمعاني اللطیفة ، ضّمنھ األحادیث الكثیرة )١٦()ھو القدوة في ھذا الشأن –األثیر

    وصحة المعنى ، بمتانة المنھج في بیان اللفظ –كما یقول الخطابي –وقد تمّیز )١٧(كثرة الفقھو، نباط وجودة االست،

    ) :٢٧٦:ت (غریب الحدیث البن قتیبة -٢وقد كنت (: إذ یقول ، عبید في غریب الحدیث اقام على االستدراك لما فات أب

    وأن الناظر فیھ مستغٍن، أرى أن كتاب أبي عبید قد جمع تفسیر غریب الحدیث ازماًنمما ذكر أو اجدت ما تركھ نحًوفو، والتفتیش والمذاكرة ، ر ثم تعقبت ذلك بالنظ، بھ

    ، ر باإلسناد لما عرفت إسنادهرتھ على نحو مما فسَّعت ما أغفل وفّسفتتّب، أكثر منھ ، ذلك بذكر االشتقاق والمصادر والشواھد من الشعر بعُتوأْت، والقطع لما لم أعرفھ

    ما یكون وأرجو أن ال یكون بعد ھذین الكتابین ، ولم أعرض لشيء مما ذكره أبو عبید )١٨()ألحد فیھ مقال

    ، بوفاء األحادیث حّقھا من إشباع التفسیر –كما وصفھ الخطابي –وقد تمّیز .)١٩(ص للمعاني والتخلُّ، وذكر النظائر ، وإیراد الحجة

    ) :ھـ٣٨٨:ت (غریب الحدیث للخطابي -٣قال ف، وإكمال عملھما ، ین من أحادیث قام على استدراك ما فات الكتابین السابَق

    )٦(النھایة )١٥( ) ٦(النھایة : ُینَظر )١٦( ) ١/٥٠(غریب الحدیث للخطابي : ُینَظر )١٧( ) ١/١٥١(غریب الحدیث البن قتیبة )١٨( )١/٥٠(غریب الحدیث للخطابي : ُینَظر )١٩(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٢٠

    ، باهللا ایت جمعھا وتفسیرھا مستعیًنتوّل )٢٠(ضبعدھما صبابة للقول فیھ متبرَّ وبقیْت(: وبما نحوتھ من التیمم لقصدھما ، إلى ذلك بحسن ھدایتھما وفضل إرشادھما اومسترسًل

    زمان وأنا أحسب أنھ لم یبق في كان ذلك مني بعد أن مضى علّي، والتقیُّل آلثارھما ثم إنھ لما كثر نظري في ، اوأن األّول لم یترك لآلخر شیًئ، م حٍد متكلَّھذا الباب أل

    غریبة ال اعليَّ منھ ألفاًظ ُدِربي وَی ووجدت فیما یمّر، وطالت مجالستي أھلھ ، الحدیث وأن وراءه ، اعلمت أنھ خالف ما كنت أذھب إلیھ من ذلك مذھًب، أصل لھا في الكتابین

    وأضم ، وألتقط آحادھا ، ع مظانھا ولم أزل أتتّب، ا عنایتي فصرفت إلى جمعھ، امطلًبولم أعرض لشيء ... ، حتى اجتمع منھا ما أحب اهللا أن یوفق لھ ، وألفِّق بینھا ، نشرھا

    أو أحادیث ، فیذكر في ضمنھ ، إال أن یتصل حرف منھ بكالم ، ھما یُفسِّر في كتابم من أھل االعتبار والنظر أقاویل في تفسیرھما لمتقدمي السلف أو لمن بعدھ وجدُت

    )٢١()نن اختیارھمال عن َسعِدوَت، تخالف بعض مذاھبھما

    ، اوما بعدھا عیال علیھ، ھذه الكتب الثالثة ھي أمھات كتب غریب الحدیث ن منھا ؛ إذ إل من شأن غیرھا ھذا ال یقّلو، بّوٍب وجامٍع ُمفھي بین مختصٍر وشارٍح و

    ومنھا ما ألفھ عالم جلیل أضاف ، قھا بعد شتاتھا وتفرُّ مادة غریب الحدیث نّظمما .ومنھا ما استقصى ثم اختصر فغلبت شھرتھ شھرة ما سبقھ من كتب ، وصّوب

    وتغّذت بھا في ، أما ما قبلھا من كتب فقد ھضمت الكتب الثالثة أكثر مادتھا .في حدیثنا عن مصادر النیسابوري اوسیظھر ذلك جلی، مباحثھا

    ، ببعض ما قالھ العلماء عنھا امستأنًس، ض أشھر كتب غریب الحدیث وسأعرمحمود : وھما الشیخان ، إذ قام بھذا العمل من ھو أعلم بھا مني ؛ ولن أستقصي ذكرھا

    فلن أكرر ما ، فعرضا مجموع ما ُألِّف عبر العصور ، وطاھر الزاوي ، ي الطناح .إلیھ ُتقِبُس

    -كما نص العلماء -یث بعد التي ذكرنا فھي وأما أشھر مؤلفات غریب الحد :الكتب التالیة

    : )ھـ٢٨٥:ت ( غریب الحدیث للحربي -١

    )٧/١٥٠(اللسان . موضع : أي )٢٠( ) ١/٤٩(للخطابي غریب الحدیث )٢١(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٢١

    افإن الرجل كان إماًم، كان كثیر الفوائد جم المنافع (: وصفھ ابن األثیر بقولھ جمع (: ونص على شھرتھ بقولھ )بالفقھ والحدیث واللغة واألدب اعارًف امتقًن احافًظ

    )٢٢()كتابھ المشھور

    وأطال بذكر متونھا ، ویؤخذ علیھ أنھ استقصى األحادیث بطرق أسانیدھا فطال لذلك كتابھ ؛ وبسبب طولھ ، وإن لم یكن فیھا إال كلمة واحدة غریبة ، وألفاظھا

    ال یوجد الحدیث المطلوب فیھ إال بعد جھد (: فكان كما یقول ابن األثیر . ُتِرك وُھِجر )٢٣()وعناء

    ) :ھـ٤٠١:ت (بید أحمد بن محمد الھروي الغریبین ألبي ع -٢ألفاظ الغریب على حروف اًببوِّمن سبقھ ُم َمْلإذ جمع فیھ ِع، تمّیز بحسن تبویبھ

    ، فاشتھر كتابھ لحسن تبویبھ ، ز بالجمع بین غریب القرآن والحدیث كما تمیَّ، المعجم )٢٤( )ھو العمدة في غریب الحدیث واآلثار(: فصار كما یقول ابن األثیر

    وإنما اقتصر على ما ذكره ( :منھا كما یقول وقد أخذ علیھ ابن الجوزي مآخَذفال تحتاج إلى ، ورأیتھ قد أخّل بأشیاء لیست بغریبة ، األزھري في كتاب التھذیب

    )٢٥( )تفسیر

    ، من سیاقھ اًعمنتَز، في حروف كلماتھ اًقویؤخذ علیھ أن الحدیث فیھ یأتي مفرَّ .ألن مطلب الغریب الكلمة ، عنھ َزوُِّجوُت

    ) :ھـ٥٨٣:ت (الفائق في غریب الحدیث للزمخشري -٣وكشف من غریب الحدیث كل ، صادف ھذا االسم مسّمى (: قال عنھ ابن األثیر

    ) ورتبھ على وضع اختاره مقّفى على حروف المعجم، معّمى

    كلَفٌة لكن في العثور على طلب الحدیث منھ( :وأخذ علیھ في ترتیبھ ما یلي وإن كانت دون غیره من متقدم الكتب ؛ ألنھ جمع في التقفیة بین إیراد الحدیث ، ومشقٌة فیجيء شرح كل كلمة ، ثم شرح ما فیھ من غریب ، جمیعھ أو أكثره أو أقّلھ امسروًد

    فترد الكلمة في ، غریبة یشتمل علیھ ذلك الحدیث في حرف واحد من حروف المعجم

    )٦(النھایة )٢٢(سلیمان . قھا شیخنا دحّق. ولم تبق منھا غیر المجلدة الخامسة ، دت أكثر أجزاء الكتاب ِقوقد ُف )٢٣(

    العاید ) ٨(النھایة )٢٤( ) ١/٤(غریب الحدیث البن الجوزي )٢٥(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٢٢

    فكان كتاب الھروي أقرب منھ ، لَّبھا اإلنسان تعب حتى یجدھا وإذا تط، غیر حرفھا )٢٦( )اوأسھل مأخًذ امتناوًل

    ) : ھـ٥٩٧:ت (غریب الحدیث البن الجوزي -٤كما -وتنوع معارفھ ، اشتھر ھذا الكتاب في غریب الحدیث لسعة فقھ صاحبھ

    ، زاعھ منھ وانت ، إال أنھ أخذ علیھ اختصاره من كتاب واحد فقط، -یقول ابن األثیر .)٢٧(ف علیھ إال الكلمة الفاّذة ِضولم ُی، إذ جّرده من غریب القرآن ؛ وھو الغریبین

    ) :ھـ٦٠٦: ت (النھایة في غریب الحدیث واألثر البن األثیر -٥، )٢٨( اونظمھ شعًر، والتذییل علیھ ، وقد ظھرت شھرتھ من كثرة مختصراتھ

    . إلیھرجع وُی ،عبأ بھ وال تكون ھذه األعمال إال فیما ُی

    : من أشھرھا، ع الغریب یسعت إلى استقصاء جم ومن بین كتب الغریب كتٌبوقد )ھـ٥٢٨ بعد:ت (كتاب مجمع الغرائب ومنبع الرغائب للشیخ عبد الغافر الفارسي

    )٢٩(وھّذَب، وأضاف ، ع فجَم، سعى فیھ مؤلفھ إلى استقصاء الغریب

    ُیعدُّ )٥٠٥:بعد ت (ائب للنیسابوري جمل الغر(وھذا الكتاب الذي بین أیدینا وسیأتي ، ل والغریب بحسب الترتیب المعنوي ِكْشع بین الُمجَم إْذ؛ في بابھ اواحًد

    . االحدیث عنھ مفصًل

    كانت كالكتاب –كما یقول الخطابي –في الغریب إذا جمعتھا وھناك كتٌب، وسواقَط الحدیث ا أطراًفقصٍر ال یورد في كتابھ إالتھا وقعت بین ُمعاّم ألّن، الواحد

    طیل یسرد األحادیث وبین ُم، ثم ال یوفِّیھا حقھا من إشباع التفسیر وإیضاح المعنى )٣٠(طنب فیھا وُی، ف تفسیرھا ثم یتكلَّ، ل منھا شيٌء شِكالمشھورة التي ال یكاد ُی

    ا أن المقام ال إّل ، ومن بین كتب الغریب ما ال یقل عما ذكرناه مكانة وأھمیة .)٣١(وما یسمح بھ المقام، وحسبنا اإلشارة والمثال ، كرھا یسمح باستقصاء ِذ

    )٩(النھایة )٢٦( )١٠(النھایة )٢٧(یر تلخیص نھایة ابن ثالّدر الن(طي في كتاب وفیھا اختصره السیو) ٨(مقدمة تحقیقھ : ُینَظر )٢٨(

    ) الكفایة في نظم النھایة(عماد الدین الحنبلي باسم اونظمھ شعًر) األثیر، عبد اهللا ناصر القرني . تحت الطباعة بتحقیق شیخنا د ، مجمع الغرائب ومنبع الرغائب )٢٩(

    .ونخبة من طالبھ )١/٥٠(غریب الحدیث للخطابي )٣٠(بكتبھ عبر العصور مقدمة النھایة ففیھا سرٌد: ُینَظر سع في معرفة كتب غریب الحدیث للتو )٣١(

    .

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٢٣

    .ولم یصل إلینا إال القلیل ، ثم إن الكثیر من كتب الغریب ُفِقَد

    مشكل الحدیث: ثانًیا••

    أمر : ومن ذلك یقال ، مثلھ : أي ، تقول ھذا شكل ھذا ، المماثلة :اإلشكال لغةً )٣٢(ملتبسة : وأمور أشكال ، التبس : وأشكل األمر ، أمر مشتبھ : قال كما ی، مشكل

    اختلف تعریفھ بین المفسرین والمحدثین واألصولیین كما :المشكل اصطالحا :یلي ، ھو ما ُیوھم التعارض بین اآلیات(: فقالوا ، حملھ المفسرون على التعارض -١

    )٣٣()وكالم اهللا جّل جاللھ منّزه عن ذلك

    ھو الذي أشكل على السامع (: فقالوا . صولیون على خفاء المراد منھ حملھ األ -٢حتى كان ، ض ربعامعنى في نفسھ ال طریق الوصول إلى المعاني لدقة ال

    )٣٤()المشكل یلتحق بالمجمل

    فجمعوا بین تعریف المفسرین ، ثون على خفاء المراد والتعارض حملھ المحّد -٣وإني نظرت في () : ٣٢١:ت( یظھر ذلك في قول الطحاوي، واألصولیین

    باألسانید المقبولة فوجدت فیھا أشیاء مما یسقط معرفتھا rاآلثار المرویة عنھ لھا وتبیان ما قدرت علیھ من فمال قلبي إلى تأمُّ، والعلم بھا عن أكثر الناس

    )٣٥()اإلحاالت عنھا يومن نف، ومن استخراج األحكام التي فیھا ، مشكلھا

    )شكل( )١١/٣٥٧(واللسان البن منظور )٣/٢٠٤(مقاییس اللغة البن فارس : ُینَظر )٣٢( )١/٥٧(اإلتقان في علوم القرآن للسیوطي )٣٣( )١/٨٣(كشف األسرار لعالء الدین البخاري )٣٤( )١/٦(مشكل اآلثار للطحاوي شرح )٣٥(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٢٤

    امستحیلة عقًل ه معانَيوما أوھم ظاھُر، المراد خفاَء: مشكلھ للفشمل مفھوُم .فدخل بذلك ما یوھم التعارض مع األدلة الشرعیة ، اأو شرًع

    rأحادیث مرویة عن رسول اهللا (: ولذلك عّرفھ بعض أھل الحدیث بقولھ )٣٦( )أو معارضة لقواعد شرعیة ثابتة، یوھم ظاھرھا معاني مستحیلة ، بأسانید مقبولة

    فقصروا مختلف ، وقد فّرَقْت بعض الدراسات بین مشكل الحدیث ومختلفھ وأخرجوا توھم التعارض مع األدلة ، الحدیث على توھم التعارض بین حدیثین فقط

    .كما أخرجوا خفاء المراد ودّقة المعنى ، القرآن والقیاس واإلجماع ، الشرعیة األخرى

    أن یأتي حدیثان متضادان (: بقولھ واحتجوا بتعریف النووي لمختلف الحدیث )٣٧( )افي المعنى ظاھًر

    إذ لم یورد )اختالف الحدیث(في كتابھ –رحمھ اهللا –كما احتجوا بفعل الشافعي . التعارض مع األدلة األخرى

    إن العالقة بین المشكل والمختلف : فقالوا –وھو الغالب –أما الفریق اآلخر فكّل مختلف ، فالمختلف جزء من المشكل ، ّصاالخوالعام ب، عالقة الكل بالجزء

    . مشكل ولیس كل مشكل مختلف

    إذ جمع في )تأویل مختلف الحدیث(واحتج ھذا الفریق بفعل ابن قتیبة في كتابھ )٣٨(وبین المختلف مع جمیع األدلة الشرعیة، تناولھ بین خفاء المراد ودّقة المعنى

    •• وذلك أنھم ، yفي زمن الصحابة rرت بوادر ھذا العلم بعد وفاة النبي ظھ

    –والوقوف على قرائن بعض األحادیث التي دخلت ، تفاوتوا في مقدار الروایة عنھ .في المشكل –فیما بعد

    ورسول اهللا عربي اللسان ( : لذلك بقولھ –رحمھ اهللا –وقد عّلَل الشافعي وُیسأل عن الشيء ، یرید بھ الخاصَّ اوعام، یرید بھ العامَّ اعامًّفقد یقول القوَل والدار،

    والخبر ، اوالخبر مختصًر، اُیؤدي عنھ الُمخِبُر مستقصًی، فیجیب على قدر المسألة

    ) ٣٦(أسامة الخیاط . ف الحدیث د مختل )٣٦( ) ٢٠(التقریب لشرف الدین النووي )٣٧( ) ٣٠(سلیمان محمد الدبیخي . ین دأحادیث العقیدة المتوھم إشكالھا في الصحیح: ُینَظر )٣٨(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٢٥

    ولم یدرك ، ویحدُِّث الرجُل عنھ الحدیث قد أدرك جوابھ ، یأتي ببعض معناه دون بعض وَیُسنُّ في الشيء ، السبب الذي یخرج علیھ الجواب المسألة على حقیقة الجواب لمعرفة

    فال یخلص بعُض السامعین من اختالف الحالتین اللتین سنَّ ، وفیما یخالفھ أخرى ، نًَّة ُسیخالفھ في معنى ؛ ى نة في نص معناه فیحفظھا حافظ آخر في معًنن ُسیُس، فیھما

    فإذا أّدى ، ة ّنه تلك الُسفیحفظ غیُر، الختالف الحالتین ، غیرھا ٍةّنى ُسویجامعھ في معَنھ عامٌّ ُجَرْخبلفٍظ َم ّنویُس، ولیس فیھ شيء ، اُكلٌّ ما حفظ رآه بعض السامعین اختالًف

    د ِرفُیسَتَدلُّ على أنھ لم ُی، ولیس في غیره خالف الجملة ، جملًة بتحریم شيٍء أو تحلیلھ فكشفناه إال وجدنا لھ امختلًف اعنھ شیًئ ولم نجد، ال بما أحّل ما حّرم و، بما حّرم ما أحّل

    )٣٩()في الوجوه التي ُوِصَفت اوأن یكون داخًل ایحتمل بھ أن ال یكون مختلًف اوجًھ

    ال یتجاوز بعض الخالفات الفقھیة الیسیرة التي yه في عھد الصحابة ُروكان أَث .فیھا الخالف بسؤال من شھد قرائنھا ّضَفُی

    الروایات بتعلق بعض الفرق ببعض الروایات بعض اختالفوقد تطور أثر ؛ والمشبھة ، والمعتزلة ، والرافضة ، لتقرر معتقداتھا الفاسدة كالخوارج ؛ دون بعض

    .لمعتقداتھم اتسویًغ

    حتى افترق الحجازیون ، وروایات في األحكام اختلف لھا الفقھاء في الفتیا وكلٌّ یبني على أصل من –ن قتیبة على حد تعبیر اب –والعراقیون في أكثر أبواب الفقھ

    )٤٠(روایتھم

    ویرجع الفضل في رسم منھج ھذا العلم ووضع حدوده وسبل عالج مسائلھ إلى ، إال أنھ اقتصر على المختلف ، إذ وضع أّول كتاب فیھ –رحمھ اهللا –اإلمام الشافعي

    .وسیأتي الحدیث عنھ

    •• إنما یكمل للقیام بھ األئمة الجامعون بین صناعتي (: قال ابن الصالح في مقدمتھ

    )٤١()اصون على المعاني الدقیقةالغّو، الحدیث والفقھ

    ي المشكل وھو طرق عالج مسائل أحد شطَر إن ھذا الشرط یرجع إلى أّن .الحدیث وأحكاِم، یحتاج إلى علٍم بالناسخ والمنسوخ )المختلف(التعارض

    :رض تقوم بحسب ترتیبھا على ما یلي وذلك ألن طرق إزالة التعا

    )٢١٣(الرسالة )٣٩( ) ٣(یل مختلف الحدیث البن قتیبة تأو: : ُینَظر )٤٠( ) ٢٨٤(ص )٤١(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٢٦

    . -إن أمكن-التوفیق بین األحادیث المختلفة بالجمع :أوًلا

    . -إن تحقق الناسخ-إن تعّذر الجمع فالنسخ :ثانًیا

    )٤٢(فإن تعّذر النسخ فالترجیح :ثالًثا

    البن قتیبة مآخذ ترجع في أكثرھا إلى )تأویل مختلف الحدیث(ولھذا ُأخذ على .م ابن قتیبة بعلم الحدیث قّلة عل

    وكتاب مختلف الحدیث البن قتیبة في ھذا المعنى : (قول ابن الصالح : فمن ذلكه وأتى بما غیُر، فقد أساء في أشیاء منھ قُصَر باُعُھ فیھا ، یكن أحسن فیھ من وجھ إْن،

    )٤٣()أولى وأقوى

    :وإلیك أھم مصنفات كشف المشكل وتأویل المختلف

    )٤٤()٢٠٤:ت( لإلمام الشافعي) ف الحدیثاختال(كتاب -١

    جمع فیھ اإلمام الشافعي جملة من نصوص السنة ، ف في المختلف ل مؤلَّھو أّوفرسم الطریق ، فأزال إشكالھا بالطرق سالفة الذكر ، المتوھم اختالفھا وتعارضھا

    . وسبل معالجتھا لمن جاء بعده

    ولم یذكر وجوه ، یث إال أنھ اقتصر في معالجتھ ومادتھ على مختلف الحد، وذلك ألنھ استھدف مختلف الحدیث فالتزم أو قسیمھ خفاء المراد، التعارض األخرى

    ، ولم یذكر مسائل العقیدة، بة على أبوابھ وقد أورد األحادیث في مسائل الفقھ مرتَّ. بھ . ألنھ أراد رسم طریقھ وسبل عالجھ، تھ ولم یستوف مادَّ

    ف فیھ اإلمام الشافعي، ولم یقصد رحمھ اهللا ّنوص(: )٦٧٦:ت(قال النووي )٤٥()تعالى استیفاء، بل ذكر جملة ینبھ بھا على طریقھ

    )٢٧٦:ت(البن قتیبة )٤٦()تأویل مختلف الحدیث(كتاب -٢

    ) ٢٨٤(ومقدمة ابن الصالح ) ٤٨٧(اختالف الحدیث للشافعي : ُینَظر )٤٢( ) ٢٨٤(مقدمة ابن الصالح )٤٣(الكتب الثقافیة بیروت عام عامر أحمد حیدر، نشر مؤسسة . مصدري مطبوع بتحقیق أ )٤٤(

    )١٤٠٥( )٢٠(التقریب البن شرف النووي )٤٥( )١٣٩٢(زھري النجار، دار الجیل بیروت عام محمد . مطبوع بتحقیق أ )٤٦(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٢٧

    ف الثاني بعد اختالف الحدیث للشافعي في علم المشكل، ویتمیز بأنھ ھو المؤلَّ .لف الحدیثولم یقتصر على مخت، تناول المشكل بأنواعھ

    على ّدُرفي ھذا الكتاب أن َن ْدِرونحن لم ُن: (ن ھدفھ من الكتاب بقولھ وقد بیَّوإنما كان غرضنا الرد على من ، ورسلھ -عز وجل-الزنادقة وال المكذبین بآیات اهللا

    واستحالة المعنى من المنتسبین إلى ، ادعى على الحدیث التناقض واالختالف )٤٧()المسلمین

    أن ابن قتیبة كشف فیھ طرق عالج في ) تأویل مختلف الحدیث(یة وتكمن أھمولم ،مسائل المشكل باألدلة اللغویة من سنن كالم العرب واستخدام الشواھد اللغویة

    .أھمیة بالغة عند أھل العلم ھمما أكسب، یقتصر على األدلة الشرعیة

    على أھل واشتمل الكتاب على جملة من األحادیث التي طعن بھا أھل البدع، وأزال ما أوھم إشكالھا في ظن الطاعنین، ھھا على سنن كالم العرب فوّج، السنة

    . ولغًة اشرًع قھم بما ال یصحُّوتعلُّ، ونبھ فیھ إلى مزالق أھل المعتقدات الفاسدة

    غیر مرتبة -امثًل–فتجد مسائل الفقھ ، ه إلى الترتیب ذ على الكتاب افتقاُرِخوُأمختلطة بمسائل العقیدة وغیرھا، ، بل تجدھا متناثرة في الكتاب ، روفةعلى أبوابھ المع

    . وھناك مآخذ أشرنا إلیھا سابقا

    )٤٨()٣٢١:ت( للطحاوي) مشكل اآلثار(كتاب -٣

    ، فلم یقتصر على مسائل ، وأوسع ما كتب فیھا ھذا الكتاب عمدة كتب المشكلبل شمل كتابھ عدة ، ا فعل ابن قتیبة الفقھ كما فعل الشافعي، ومسائل العقیدة والفقھ كم

    ، ، والروایة واآلداب، والقراءات ، ، وأسباب النزول العقیدة: منھا ؛ موضوعات . وغیرھا

    ، أي )٤٩(المذھب تناول المشكل بفرعیھ التعارض وخفاء المراد ولكونھ حنفيَّ . كما جاء عند أھل الحدیث واألصولیین

    مع عدم ترتیب أبوابھ ، ھ تطویَل-قدره عندھمعلى جاللة -وقد أخذ علیھ العلماء، ، فال سبیل إلى تحصیل مسألة منھ إال بتصفح جمیع أبوابھ وضم بعضھا إلى بعض .)٥٠(وفي ذلك مشقة وعسر

    )٥١()٤٠٦:ت( البن فورك) مشكل الحدیث وبیانھ(كتاب -٤

    )١٢٤(تأویل مختلف الحدیث )٤٧(بتحقیق شعیب األرنؤوط ، شرح مشكل اآلثار : وبعنوان. مطبوع بھذا العنوان بغیر تحقیق )٤٨( )٣/١٨٥(شرح مشكل اآلثار : ُینَظر )٤٩( )١/٣(نفي اآلثار ألبي المحاسن الح المعتصر من المختصر من مشكل: ُینَظر )٥٠(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )التمھید( قسم الدراسة ٢٨

    إلى مباحثھ العقدیةھذا الكتاب یعبر عن تطور دراسة المشكل بتسرب الخالفات ، فخرج بذلك فاستشكل من األحادیث ما یخالف معتقد المؤلف من نصوص الحدیث،

    .وصرف ظاھر النصوص عن معانیھا، عن ھدفھ العلمي إلى تسویغ المعتقد

    عمد إلى تأویل كثیر من -نظًرا لمعتقده األشعري-فالمؤلف في ھذا الكتاب ظواھرھا التجسیم ا أنعًیمّد، وصرفھا عن ظاھرھا المراد منھا نصوص الصفات

    یقتضى خبٍر ُرْكِذ(: ر الحدیث الذي یرید تأویلھ بعبارة صّدُیإذ تجده غالبا ما ؛ والتشبیھ )٥٢()أن یوصف بالجوارح متعاٍل(: وفي مقدمتھ أیضا ) ویوھم ظاھره التشبیھ، التأویل

    ، فقد اقتصرت مباحثھ على أحادیث معتقد صاحبھ الكتاب تسویَغ ا كان ھدُفولّم . خاصة الصفات منھا، عقیدة ال

    ، قال ابن تیمیة عن ھ بین األحادیث الصحیحة والضعیفةُطوقد أخذ علیھ خْل، ھؤالء یقرنون باألحادیث الصحیحة أحادیث كثیرة موضوعة (: تأویالت أھل الكالم

    ، وأبو بكر بن ، ومحمد بن شجاعي ویقولون بتأویل الجمیع كما فعل بشر المریس )٥٣()حتى إنھم یتأولون الموضوعات، مشكل الحدیث فورك في كتاب

    ) ٥٩٧:ت( البن الجوزي )٥٤()كشف المشكل من حدیث الصحیحین(كتاب -٥

    ، إذ تكفل الحمیدي بغریبھ ، للحمیدي )الجمع بین الصحیحین(أقامھ على كتاب فذكر ذلك في ، اھتمامھ ھ بجّلفخصَّ، وابن الجوزي تكفل بشرح إشكالھ المعنوي

    أشار فیھ إلى تفسیر الحروف الغریبة في اوكان الحمیدي قد جمع كتاًب(: بقولھ مقدمتھوكشف اإلشكال المعنوي ، ومعلوم أن شرح المعنى أمسُّ، الصحیحین من حیث اللغة

    )٥٥()بالبیان وأحّق ُرَدأْج

    للحمیدي في اة كتابھ على المسانید اّتباًعماّد رتیُبذ على ابن الجوزي َتِخوقد ُأعلى ال ھ على المسانید قت أبواُبإذ تفرَّ؛ وصعبًة وھذا جعل االستفادة منھ شاّقًة، أصلھ

    .األبواب العقدیة والفقھیة

    توفُّقعلى ابن الجوزي السابق یدلُّ نصَّ فإّن، وإذا جاز لي االستطراد ، واحٍد تحت عنواٍن واحٍد النیسابوري عندما جمع بین الغریب والمشكل في موضٍع

    .بحسب المعاني اویشرح مشكلھ مرّتًب، ھ غریَب فیفسر

    )١٩٨٥(شر عالم الكتب ببیروت عام موسى محمد علي، ن. مطبوع بتحقیق أ )٥١( )١/٣٧،٣٣: (ُینَظر )٥٢( )٥/٢٣٦(درء تعارض العقل والنقل )٥٣( )ھـ ١٤١٨(عام ، الریاض ، ر دار الوطننْش. علي حسین البواب . مطبوع بتحقیق د )٥٤(نشر دار ابن ، وع بتحقیق علي حسین البواب وكتاب الحمیدي مطب) ١/٦(كشف المشكل )٥٥(

    .حزم

  • ُجَمل الَغراِئب

    )نبذة موجزة عنھ( بيان الحق النيسابوري: الفصل األول ٢٩

    الفصل األول بیان الحق النیسابوري

    نبذة موجزة

    .اسمه ، نسبه ، لقبه ، كنيته -١ .نشأته وأسرته -٢ .مكانته العلمية -٣ .مناصبه -٤ .رحالته -٥ .شيوخه وتالمذته -٦ .عقيدته ومذهبه الفقهي -٧ .آثاره العلمية -٨ .وفاته -٩

    نیسابوريبیان الحق ال

  • ُجَمل الَغراِئب

    )نبذة موجزة عنھ( بيان الحق النيسابوري: الفصل األول ٣٠

    )١(نبذة موجزة

    مولده ، ووفاتھ ، وحیاتھ ةإن المصادر التي ترجمت للمؤلف لم تذكر سنإلى -اهللابعد التوكل على -الخاصة بما یساعد الباحث على معرفتھا ، ولذا عمدت

    )٢(يق كتبھ من قبلحّق ، أو ترجم لھ ْنعّم یص ما صّحاستنطاق نصوص كتبھ ، وتمح

    عصره من الناحیة االجتماعیة والدینیة والثقافیة والسیاسیة درس قبلي ْنَم وألّن .لھ اًبصوُِّمو سبقنيإلى عمل من امضیًف، رأیت أن أقدم نبذة موجزة دقیقة عن المؤلف

    :اسمھ ، نسبھ ، لقبھ ، كنیتھ -١كذا جاء اسمھ في كتبھ ، وزاد ، بن الحسین النیسابوري محمود بن أبي الحسن

    .نسبة إلى غزنة )٣()زنويالغ(یاقوت في معجمھ أما كنیتھ ) شھاب الدین( )نجم الدین( )بیان الحق(وذكرت لھ عدة ألقاب أشھرھا

    جوقد را )بیان الحق فخر الخطباء أبو القاسم( )إیجاز البیان(فقد جاءت في مقدمة كتابھ )ما بین منتصف القرن الخامس إلى أوائل القرن السادس(تعدد األلقاب في عصره

    عرف بالعلم إذا كان ممن ُی، ھ صاحبھا في تلك الفترة د األلقاب عن توجُّتعّدر یعّبوإذ ؛ من ھذا النوع –رحمھ اهللا –ویسعى في نصرة الحق وخدمة المسلمین ، والمؤلف

    یؤصل للجانب التطبیقي لمذھبھ ، من أئمة األحناف ایصدع بالحق ، وإماًم ان قاضًیاك .روع المعرفة الشرعیة والعربیة في كتبھ التي ألفھا في شتى ف

    :نشأتھ وأسرتھ -٢إذ حرص منذ ؛في بیت علم )١(بنیسابورنشأ أن المؤلف ر النصوُصظِھُت

    محمود بن : ومؤلف ھذا الكتاب : (نعومة أظفاره على تحصیلھ ، یظھر ذلك من قولھ

    ، الوافي )٥/٤٨٨(كتب المؤلف ، معجم األدباء لیاقوت المحمودي : مصادر الترجمة )١(

    ، طبقات المفسرین للداودي )٢/٢٧٧(، بغیة الوعاه للسیوطي )٢٥/١٥٦(بالوفیات للصفدي دیة العارفین إسماعیل باشا ، ھ )١/٦٠١(، )١/٣٩٣(، كشف الظنون حاجي خلیفة )٤٢٤()٦/٤٠٣(

    علي بن سلیمان العبید ، واآلخر .بتحقیقین مستقلین أحدھما بتحقیق د )إیجاز البیان(ق كتابھ قُِّح )٢( .حنیف بن حسن القاسمي . واآلخر بتحقیق د

    صفوان بن عدنان داودي ، واآلخر . أحدھما أ: بتحقیقین مستقلین )باھر البرھان(ق كتابھ قِّوُح . سعاد بنت صالح بابقي . د بتحقیق

    ولم تصح )زوینيالق( ًاھدیة العارفین إلسماعیل باشا محّرفوجاء في ) ٥/٤٨٨(معجم األدباء )٣( .نسبتھ إلیھا

  • ُجَمل الَغراِئب

    )نبذة موجزة عنھ( بيان الحق النيسابوري: الفصل األول ٣١

    وقف على تحصیلھ ، وحبس في أبي الحسن بن الحسین النیسابوري ، من بین من ھو )٢()...، عاكف الفكر من لدن شب إلى أن شاب على إرھاف قدوده سبیلھ

    القاضي أبو : أحدھما : وقد سار أبناؤه على سیرتھ في طلب العلم ، وھما اثنان وولى التدریس ، مثل والده االعالء محمد بن محمود النیسابوري الغزنوي ، كان قاضًی

    كتاب سر (و )كتاب خلق اإلنسان( : بعده في المدرسة المعینیة ، ولھ من الكتب )٣(فھ في شعراء أوانھألَّ )السرور

    سمعت : قال (: المؤلف في كتابھ ، وورد خبره في الوافي بالوفیات هوقد ذكرقدم علینا بنیسابور : القاضي أبا العالء محمد بن محمود بن الحسن الغزنوي یقول

    أصحابھ ، فاعترتھ شبھة في على بعض لدي شیٌخاوعند اإلمام شھد : یقول رسوٌلشھود علیھ یزكیھ ، فندم والدي على ما بدر منھ ، مشھادتھ ، فأخذ ال ردِِّب ، وھمَّ ھِقْدِص

    .ھذا الشعر سیأتي )٤(...)ا فقال شعًرترجم لھ بھ ، ولم یترك ھذا الولد ما ُی، تكنى باسمھ ، أما ابنھ اآلخر فھو قاسم

    یسعد ابنیھ وأْن(: إذ یقول ؛ تعلیمھیدل على وإن كان قد ورد عن النیسابوري مابأنفع العلم فیما یتعلمانھ ، وأرشد العمل بما یعلمانھ ، حتى یفوزا بالسعادة اوقاسًم امحمًد

    )٥()...في اآلخرة واألولي

    :مكانتھ العلمیة -٣، ا، فقیًھ ا، لغوًی ا، مفسًر ا، بارًع اكان عالًم( : وصفھ یاقوت الحموي بقولھ

    فھا تجاوز عددھا العشرین صّن )٦(...) عى فیھا اإلعجاز، لھ تصانیف اّد ا، فصیًحاقًنمت .وغیرھا مما سیأتي ذكره مفصال ، في مختلف فروع المعرفة الشرعیة والعربیة

    ) ّیةوعظ ٌبَط، وُخلھ شعر : (من ذلك قول الصفدي ، ف بأنھ أدیب شاعر ِصوُو : ]الطویل[من شعره

    كثیرة الخضرة ، ) شاور(إحدى مدن خرسان وقاعدتھا ، تقع بین جرجان ونسا ، یسمیھا العجم )١(

    الجغرافیا ألبي . ع العلماء ؛ لكثرة مدارسھاتسمى دمشق الصغرى ، وھي مقصد التجار ، ومنب ) ٥٣(الحسن المغربي

    ) ٣(جمل الغرائب )٢( ) ١/٤٥٢(ارس لعبد القادر النعیمي ، والد )٢/٩٨٧(، )١/٧٢٢(كشف الظنون : ُینَظر )٣( )٢٥/١٥٧(الوافي بالوفیات )٤( )٤(جمل الغرائب )٥( )٥/٤٨٨(معجم األدباء )٦(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )نبذة موجزة عنھ( بيان الحق النيسابوري: الفصل األول ٣٢

    ًقـــــا من النـــاس َعلَّـُھ ولـــــيُّ إلـــــھ العالمـــین وال فال تحقـــــرن خل تــــدري

    فذو القدر عند اهللا خاٍف على الورى كما َخِفیت عن علمھم لیلة القدر

    : ]الطویل[)١(ومن شعره في قصیدة طویلة أمـــا لسقـــــامـــي یـــــا ُأَخيَّ طبی بُ

    ٌةالمــــــ ـوانع جمَّ إل ى اهللا أشـــ ـكو و وھـــــل نافعي قــــرب ال دیار وبینن ا

    مـــ ـوانع أس باب صعــــ ـاب تتـــ ـابعت

    واألی ام یعث رن ب الفتى فم نھنّ صروف الدھر من ك ل جان ب يِنْتَرَب

    كی ف ینال ھ )٢(وم نھن أن األوج العص ى َرِھْش ُأ س تحییك أْنأل يوإن

    حبی ب نص یُبوم الي م ن وص ل ال فــــــ ـراق خلیـــــ ـل والمـــــــ ـزار

    قری ُب طوُبن وى ف ي اخ تالف الح التین َش والخطــــــــ ـوب ْتاَب َرعــــ ـلّي َف

    تری ُب وش حوُب مش یب ع اله نھك ٌة دون اللح اء عس یُب يكم ا ینب ر بعی د إل ى أقص ى الحض یض غری بُ )٣( خش یُب ح دُّم ن ألق ى َأ وف ي ی ِد

    اأفردت لھا مبحًث، اذه عذبة أّخعلى أبواب الكتب ٌبَطلھ ُخ، أدیٌب ھو خطیٌبو .في الدراسة

    على مكانتھ العلمیة اعتماد من جاء بعده على كتبھ ، منھم الصاغاني في ویدّلالغرائب من مصادره التي اعتمد علیھا إذ ذكر جمَل؛ )٤(العباب الزاخر واللباب الفاخر

    . -إن شاء اهللا-من جاء بعده في الفصل الرابع دیث عن أثره فيي الح، وسیأتعلیھا فیھ

    :مناصبھ -٤

    )٢٥/١٥٧(ي الوافي بالوفیات رواه الصفدي ف )١( )٥/٤٠٦(تاج العروس . اصطالحات المنجمین ضد الھبوط ، وھو من : األوج )٢( : قا الوافي بالوفیات ھكذا أثبتھا محقِّ )٣(

    )وإني ال ستحییك أن أشھر العصر ومن ید من ألقى أخد خشیب(السیُف فشھر العصر ؟ ویوَصفكیف ُیوالبیت بھذین اللفظین مغلق فاسد المعنى ، )العصر ، أخّد(

    ستحیي أن أشھر أ إني: ومراده )خشیب أشھر العصى ، أحدُّ(والصواب ما أثبتناه !بأّنھ أخّد ؟ر حبیبھ َغوفي المقابل ِص، وھرمھ ِھالعصى في وجھ من بیده سیف صقیل ، كنى بذلك عن شیب

    .وحسنھ )١/٢٦(مقدمة العباب )٤(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )نبذة موجزة عنھ( بيان الحق النيسابوري: الفصل األول ٣٣

    ، ببعض عضھاال أشك أنھا متزامنة الرتباطھا بشغل النیسابوري عدة مناصب القضاء بین الناس ، والخطابة والوعظ في المساجد ، والتدریس في یِھتولِّ: وھي

    .مدارس األحناف

    یھ القضاء اقترانھ باسمھ في جمیع كتبھ على تول دّل :القضاء یِھتولِّ -١ب اللشیخ القاضي اإلمام األجل شھ: (فمثال جاء تحت عنوان جمل الغرائب ، وتراجمھ

    ...) الدین نھى اإلسالم محمود

    شھادة دَِّرِب التي رواھا ابنھ محمد عندما ھمَّ ُةكما یدل على تولیھ القضاء القصَّ .علیھ یزكیھ فأخذ المشھود، الشیخ على بعض قومھ

    ) یَّةلھ خطب وعظ: (ت علیھ عبارة الصفدى دّل : ممارسة الخطابة والوعظ -٢قال الشیخ اإلمام فخر الخطباء ( )إیجاز البیان(بالخطیب في مقدمة وصفھ وجاء

    )١( )..محمود وھي إحدى مدارس األحناف ، : بدمشق )٢(التدریس في المدرسة المعینیة -٣

    )٣(ثم ولیھا من بعده محمد ولده ي ،دریس فیھا إلى حین توفذكر النعیمي أنھ تولى الت

    :رحالتھ -٥ :منھا ، ھا من بعض النصوص ُتطبستنا دلت على رحالتھ إشاراٌت

    )الغزنوي(زنة نسبھ الثاني وھو غعلى رحلتھ إلى دّل : )٤(رحلة إلى غزنة -١ ِةَبْسِنعادة ِببھا ، وقد جرت ال اكان قاضًی ؛ إذویبدو أن رحلتھ إلیھا كانت رحلة عمل

    وإنما ، اولم یكن دینوریًّ )الدینوري(كما قیل في نسب ابن قتیبة ، قاضي البلد إلیھا أسرتھ كانت بنیسابور ، وتصل وقد أرشدنا أنھا رحلة عمل أّن، )٥(تولى القضاء بھا

    قدم علینا ( : كما یظھر في قصة ابنھ محمد عندما قال، أخباره إلیھم مع الرسل وفي باھر البرھان ذكرت محققتھ أنھ )..شھد عند اإلمام والدي : قال رسوٌل بنیسابور

    )١/٥٥( )١ ( لدكتورة سعاد بابقي إلى أنھ ربما دّرس في المدرسة الحالویة في حلب قبل تدریسھ في ذھبت ا )٢(

    المعینیة ، وذلك لورود اسم العالء محمود الغزنوي فیمن درس بھا ، وھذا غیر صحیح ألنھ األعالق الخطیرة ) ١/٨٨(باھر البرھان : نظر ُی) ھـ٥٨٧(رجل آخر دّرس بھا حتى توفي

    )١٢٩(للحلبي )١/٤٥٢(الدارس في تاریخ المدارس )٣( )٢/٤٧٩(رحلة ابن بطوطة )٣١(الجغرافیا . مدینة تقع في طرف خرسان بینھا وبین الھند )٤( )١٢٧(البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة للفیروز أبادي : ُینَظر )٥(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )نبذة موجزة عنھ( بيان الحق النيسابوري: الفصل األول ٣٤

    )١(على مكان تألیفھ فدّل، قول ھذه الدولة ؛ ألنھ عندما یذكر كتاب دولتھا یألفھ في غزنة یھ التدریس بالمدرسة المعینیة ت علیھا أخبار تولِّدّل: رحلتھ إلى الشام -٢أنھ انتقل بأسرتھ إلى دمشق على ا من بعده ، مما دّلابنھ محمد لھ يثم تولِّ، بدمشق

    .حتى توفي بھا

    أن )٢()ھدیة العارفین(في كتابھ ذكراإلشارة ھنا إلى أن إسماعیل باشا روتجد )ھـ٥٥٣(عام )٣(بالخجند )إیجاز البیان(النیسابوري فرغ من تألیف كتابھ

    ند ، فإننا ال نسّلم بتاریخ إلسماعیل باشا بالرحلة إلى الخج -جَدًلا–وإذا سّلمنا وقعنا علیھ بنصٍّ خطئھین على مستدّل، ما قالھ إسماعیل باشا نخطِّئإننا ؛ بل التألیف

    ) ھـ٥٠٥(قرب االنتھاء والفراغ من تألیفھ كان عام یشیر إلى أّن، في جمل الغرائب یھ في مقدمة ألن النیسابوري أحال إل) إیجاز البیان(في التألیف عن كتاب ٌروھو متأخِّ

    حتى استوى من مطوالتھ التي صنفھا على : (ووصفھ بقولھ ، خطبة جمل الغرائب من كتاب أوشك فكیف یحیُل..) الفًظ ّيأوجز كتاب"إیجاز البیان في معاني القرآن"كتاب

    عیل باشا أنھ فرغ من تألیفھ عام كر إسماإلى كتاب َذ) ھـ٥٠٥(على الفراغ منھ عام )٤(صریح وخطأ، م محال فھذا كال! ؟) ھـ٥٥٣(

    :شیوخھ وتالمذتھ -٦عن شیوخھ وطالبھ أو حیاتھ ، اتذكر المصادر التي ترجمت للنیسابوري شیًئ مل

    ن أخذ عنھم ِمأعتقد أنھ ن ومن خالل بعض اإلشارات في كتبھ وقفت على بعض َم :معاصریھ ، منھم

    : قال ذكره المؤلف في جمل الغرائب ، ف . الشیخ أحمد بن عبد الصمد -١ فقال في الشیخ أحمد بن عبد ، واقتبس القاضي عالي بن علي معنى الحدیث(

    : ] الطویل[الصمد

    )٥( مانَِّسَتلعلیا ھاشم ُم في الشوى وكنَت ألسنا لعدنان وإن كنُت

    )٩٢/ ١(باھر البرھان )١( )٦/٤٠٣(ھدیة العارفین : ُینَظر )٢( )٢/٣٤٧(سان على شاطئ سیحون ، وھي مدینة كبیرة نزھة ، معجم البلدان اخرمن مدن )٣( .دعا إلیھا المقام ةسیأتي تفصیل ذلك في تحدید سنة وفاتھ ، وھذه تقدم )٤( )ھـ٤٨١:ت( حياالجرأظنھ أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغوَرجي ، راوي الترمذي عن )٥(

  • ُجَمل الَغراِئب

    )نبذة موجزة عنھ( بيان الحق النيسابوري: الفصل األول ٣٥

    صاحب كتاب ، نويعبد الصمد بن محمود بن یونس الغزقاضي القضاة -٢فقال بعد