كتاب التيسير

31
١ înÛa@lbn× @ @jØÛaë@Ì—Ûa@l†c@À [email protected] @lbn× nÛa î @@ À @@ @l†c jØÛaë@Ì—Ûa @ @@ ﺒﻠﻴﻎ اﻟﻌﺮب ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻤﻘ ) ١٠٦ - ١٤٢ ﻫـ( kîm‹m @ O @N @Šaã@„î“Ûa @åi Ša‡ã©a@‡Ûb‚ Ìnjí@ü@å¾@òÃìЫ@Ë@ÉjİÛa@ÖìÔy ï @ ð†b¾a@|i‹Ûa @@ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢò߇Ôß @@ @@ @@ @@ ﻗـﺎل ﻋﺒـﺪ اﷲ ﺑـﻦ اﳌﻘ ـ : إﻧـﺎ وﺟـﺪﻧﺎ اﻟﻨـﺎس ﻗﺒﻠﻨـﺎ ﻛـﺎﻧﻮا أﻋﻈـﻢ أﺟﺴـﺎﻣﺎ وأوﻓـ ﺮ ﻣـﻊ أﺟﺴـﺎﻣﻬﻢ أﺣﻼ ، وأﺷـﺪ ﻗـﻮة ﻣـﺎ ﺑﻘـﻮ وأﺣﺴـﻦ ، وأﻃﻮل أﻋﻤﺎرا إﺗﻘﺎﻧﺎ ﻟﻸﻣﻮر وأﻓﻀﻞ ﺑﺄﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻟﻸﺷﻴﺎء اﺧﺘﺒﺎرا. اﻟـﺪ ﻓﻜـﺎن ﺻـﺎﺣﺐ أﺑﻠـﻎ ﻳﻦ ﻣـﻨﻬﻢ ﰲ أﻣـﺮ اﻟـﺪ وﻋﻤـﻼ ﻋﻠﻤـﺎ ﻳﻦ اﻟـﺪ ﻣـﻦ ﺻـﺎﺣﺐ ذﻟـﻚ ﻣـﻦ اﻟـﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠـﻰ ﻣﺜـﻞ ﻳﻦ ﻣﻨـﺎ، وﻛـﺎن ﺻـﺎﺣﺐ اﻟﺒﻼﻏﺔ واﻟﻔﻀﻞ. اﻟـ ﺬي ﻗ ووﺟـﺪﻧﺎﻫﻢ ﱂ ﻳﺮﺿـﻮا ﲟـﺎ ﻓـﺎزوا ﺑـ ﻪ ﻣـﻦ اﻟﻔﻀـﻞ ﺴـﻢ اﻷوﱃ واﻵﺧـﺮة ﻛﻮﻧﺎ ﻣﻌﻬـﻢ ﻓﻴﻤـﺎ أدرﻛـﻮا ﻣـﻦ ﻋﻠـﻢ ﻷﻧﻔﺴـﻬﻢ ﺣـﱴ أﺷـﺮ ، وﻛﻔ اﻟﺸـﺎﻓﻴﺔ اﻟﺒﺎﻗﻴـﺔ، وﺿـﺮﺑﻮا اﻷﻣﺜـﺎل ﻓﻜﺘﺒـﻮا ﺑـﻪ اﻟﻜﺘـﺐ ﻧـﺎ ﺑـﻪ ﻣﺆوﻧـﺔ اﻟﺘﺠﺎرب. ﻣـ وﺑﻠـﻎ ﻣـ ﻨﻬﻢ أن اﻟﺮﺟـﻞ ﻦ اﻫﺘﻤـ ﺎﻣﻬﻢ ﺑـﺬﻟﻚ ﻛـﺎن ﻳ ﻟـﻪ ﻔـﺘﺢ ﻣـﻦ اﻟﻌﻠـﻢ اﻟﺒـﺎب أو اﻟﻜﻠﻤـﺔ وﻫـﻮ ﰲ اﻟﺒﻠـﺪ ﻏـﲑ اﳌـﺄﻫﻮل ﻣـﻦ اﻟﺼـﻮاب أن وﻛﺮاﻫﻴـﺔ ﻣﻨـﻪ ﻟﻸﺟـﻞ ﻣﺒـﺎدرة ﻋﻠـﻰ اﻟﺼـﺨﻮر ﻓﻴﻜﺘﺒـﻪ ﺴـﻘﻂ ذﻟـﻚ ﻋﻤ ﻦ ﺑﻌﺪﻩ. ﻓﻜـﺎن ﺻـﻨﻴﻌﻬﻢ ﰲ ذﻟـﻚ ﺻـﻨﻴﻊ، ﻋﻠـﻰ وﻟـﺪﻩ اﻟﺸـﻔﻴﻖ اﻟﻮاﻟـﺪ اﻟـﱪ اﻟـﺮﺣﻴﻢ ـﻢ، اﻟـﺬي ﳚﻤـﻊ اﻷﻣـﻮال ﳍـﻢ واﻟﻀـﻴﺎع إرادة أﻻ ﺗﻜـﻮن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺆوﻧﺔ، ﰲ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﺠﺰﻫﻢ وﺧﺸﻴﺔ إن ﻫﻢ ﻃﻠﺒﻮا. ﻓﻤﻨﺘﻬـﻰ ﻋﻠـﻢ ﻋﺎﳌ أن ﻨـﺎ ﰲ ﻫـﺬا اﻟﺰﻣـﺎن ﻳﺄﺧـ ﺬ ﻣـ ﻦ ﻋﻠﻤﻬـ ﻢ، إﺣﺴـﺎن وﻏﺎﻳﺔ ﺴـﻨ ﻨﺎ أن ﺘـﺪي ﺑﺴـﻴﺮﺗﻬﻢ. ﻣـﺎ ﻳ وأﺣﺴـﻦ ﻣـﻦ ﺼـﻴﺐ ، وﻣـﻨﻬﻢ ﻛﺄﻧـﻪ إﻳـﺎﻫﻢ ﳛـﺎور ـﺪﺛﻨﺎ أن ﻳﻨﻈـﺮ ﰲ ﻛﺘـﺒﻬﻢ ﻓﻴﻜـﻮن اﳊﺪﻳﺚ ﳏ ، وآﺛﺎر ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻫﻢ ﻳﺘﺒﻊ. ﻏﲑ أن اﻟﺬي ﳒﺪ ﰲ ﻛ ﺘـﺒ ﻬﻢ ﻫـﻮ اﳌﻨﺘ ـ ﻞ ﻣـﻦ آراﺋﻬـﻢ واﳌﻨﺘ ﻘـﻰ ﻣﻦ أﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ. ﻟـﻪ ﰲ ﺻـﻔﺔ ﺑﻠﻴـﻎ واﺻـﻒ ﳚـﺪ وﱂ ﳒﺪﻫﻢ ﻏـﺎدروا ﺷـﻴﺌﺎ إﻟﻴﻪ ﱂ ﻳﺴﺒﻘﻮﻩ ﻣﻘﺎﻻ: ﻻ ﰲ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﷲ ، وﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻨـﺪﻩ ، وﺗﺮﻏﻴﺐ وﺗﻘﺴـﻴﻢ ﻟﻠـﺪﻧﻴﺎ وﺗﺰﻫﻴـﺪ ﻓﻴﻬـﺎ، وﻻ ﰲ ﲢﺮﻳـﺮ ﺻـﻨﻮف اﻟﻌﻠـﻢ ﰲ ﺗﺼـﻐﲑ أﻗﺴﺎﻣﻬﺎ أﺟﺰاﺋﻬﺎ وﺗﻮﺿﻴﺢ وﲡﺰﺋﺔ ﻣﺂﺧـﺬﻫﺎ، وﻻ ﰲ وﺟـﻪ ﺒﻠﻬﺎ وﺗﺒﻴﲔ اﻷﺧـﻼق وﺿﺮوب اﻷدب ﻣﻦ وﺟﻮﻩ. اﻷﻣـﺮ وﻻ ﻓﻠﻢ ﻳﺒـﻖ ﻓـﻲ ﺟﻠﻴـﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻘﺎل ﻟﻘﺎﺋﻞ. ﻣـﻦ وﻗـﺪ ﺑﻘﻴـﺖ أﺷـﻴﺎء اﻷﻣـﻮر ﻟﻄـﺎﺋﻒ ﻟﺼـﻐﺎر ﻓﻴﻬـﺎ ﻣﻮاﺿـﻊ اﻟﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺴﺎم ﺣ ، ﻣﺸﺘﻘﺔ وﻗ اﻷوﻟﲔ ﻜﻢ ﻮﳍﻢ، ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ﺑﻌ ﻣـﺎ اﻟﱵ اﻷدب ﰲ ﻛﺘﺎﰊ ﻫﺬا ﻣﻦ أﺑﻮاب أﻧﺎ ﻛﺎﺗﺐ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻨﺎس. و ﻗـ ﺪ ﺑﻠـ ﻎ ﻓﻀـ ﻞ اﷲ ﻋﻠـ ﻰ اﻟﻨـ ﺎس ﻣـ ﻦ اﻟﺴـ ﻌﺔ وﺑﻠﻐـ ﺖ ﻧﻌﻤﺘـ ﻪ ﻋﻠـ ﻴﻬﻢ ﻣـ ﻦ اﻟﺘﻤـ ﺎم ﻣـ ﺎ ﻟـ ﻮ أن ـ أﺧﺴ ﻧﺼـ ﻴﺒﺎ وأﻗﻠﻬـ ﻢ ﻣﻨـ ﻪ ﻬﻢ ﺣﻈـ ﺎ وأﺿـﻌﻔ ﺑﻠـﻎ ﻣـﻦ اﻟﺸـﻜﺮ ﻟـﻪ وأﻋﻴـﺎﻫﻢ ﻟﺴـﺎﻧﺎ وأﻋﺠـﺰﻫﻢ ﻋﻤـﻼ ﻬﻢ ﻋﻠﻤـﺎ واﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﲟﺎ ﺧﻠﺺ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ، ووﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺘـﻪ، ﻣـﺎ ﺑﻠـﻎ وأﻗـﻮاﻫﻢ ﻋﻤـﻼ وأﻓﻀـﻠﻬﻢ ﻋﻠﻤـﺎ وأوﻓـﺮﻫﻢ ﻧﺼـﻴﺒﺎ ﻣﻨـﻪ أﻋﻈﻤﻬـﻢ ﺣﻈـﺎ ﻟـﻪ ـ ، ﻟﻜـﺎن ﻋﻤ وأﺑﺴـﻄﻬﻢ ﻟﺴـﺎﻧﺎ وﻋـﻦ ﺑﻠـﻮغ ﺎ اﺳـﺘﻮﺟﺐ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻣﻘﺼـﺮا اﻟﺸﻜﺮ ﺑﻌﻴﺪا ﻏﺎﻳﺔ. واﻟﺜﻨـﺎء وﻣـﻦ أﺧـﺬ ﲝﻈـﻪ ﻣـﻦ ﺷـﻜﺮ اﷲ وﲪـﺪﻩ وﻣﻌﺮﻓـﺔ ﻧﻌﻤـﻪ ﻋﻠﻴﻪ واﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻟ ، ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻮﺟﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ أداﺋﻪ إﱃ اﷲ اﻟﻘ ﺮﺑﺔ ﻋﻨﺪﻩ واﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻴـﻪ ﻣـﻦ ﺧـﲑ اﻟـﺪﻧﻴﺎ، وﺣﺴـﻦ ﺛـﻮاب إﻟﻴﻪ واﳌﺰﻳـﺪ ﻓﻴﻤـﺎ ﺷـﻜﺮﻩ اﻵﺧﺮة. و، اﻟـ ﱵ وﺻـ ﻠﺖ ﻣـ ﻦ اﷲ إﱃ ﺧﻠﻘـ ﻪ أﻓﻀـ ﻞ اﳌﻮاﻫـ ﺐ اﻟـ ﺪﻳﻦ ـ ، وأﲪ وأﻋﻈﻤﻬـﺎ ﻣﻨﻔﻌـ ﺔ ، ﻓﻘـ ﺪ ﺑﻠـ ﻎ ﻓﻀـ ﻞ اﻟـ ﺪ ﻫﺎ ﰲ ﻛـﻞ ﺣﻜﻤـﺔ ﻳﻦ ـ واﳊﻜﻤـﺔ أن ﻣ ﺪﺣﺎ ﻋﻠـﻰ ـ اﳉﻬ أﻟﺴـﻨﺔ ﻤـﺎ وﻋﻤـﺎﻫ ﺎل ﻋﻠـﻰ ﺟﻬـﺎﻟﺘﻬﻢ ﻋﻨﻬﻤﺎ.

Upload: moustapha-mneimneh

Post on 11-Mar-2016

240 views

Category:

Documents


4 download

DESCRIPTION

كتاب التيسير كتاب التيسير

TRANSCRIPT

Page 1: كتاب التيسير

١ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

@lbn×nÛaî��@ @

À@ @@l†c�jØÛaë@�Ì—Ûa@@ @

)هـ ١٤٢-١٠٦(ع ف بن المق عبد اهللا بليغ العرب لkîm‹m@O †@N@Ša�ã@„î“Ûa@åiŠa‡ã�©a@‡Ûb‚

Ìnjí@ü@å¾@òÃìЫ@�Ë@ÉjİÛa@ÖìÔyï@ð†b¾a@|i‹Ûa@ @

بسم اهللا الرمحن الرحيمبسم اهللا الرمحن الرحيمبسم اهللا الرمحن الرحيمبسم اهللا الرمحن الرحيمò߇Ôß@ @@ @@ @@ @

ــقــال عبــد اهللا بــن املق أعظــم إنــا وجــدنا النــاس قبلنــا كــانوا : عف وأحســـن بقـــوم مـــا، وأشـــد قـــوة مـــع أجســـامهم أحال وأوفـــر أجســـاما

.وأفضل بأعمارهم لألشياء اختبارا لألمور إتقانا، وأطول أعمارا

ين مـنهم أبلـغ فكـان صـاحب الـد ين علمـا وعمـال يف أمـر الـد ين منــا، وكــان صــاحب الــدنيا علــى مثــل ذلــك مــن مــن صــاحب الــد

.والفضل البالغة

ســــم ووجــــدناهم مل يرضــــوا مبــــا فــــازوا بــــه مــــن الفضــــل الــــذي ق ألنفســـهم حـــىت أشـــركونا معهـــم فيمـــا أدركـــوا مـــن علـــم األوىل واآلخـــرة

نــا بــه مؤونــة و فكتبــوا بــه الكتــب الباقيــة، وضــربوا األمثــال الشــافية، وكف .التجارب

ـــه كـــان ي ن اهتمـــامهم بـــذلك أن الرجـــل مـــنهموبلـــغ مـــ فـــتح لمــن الصــواب وهــو يف البلــد غــري املــأهول أو الكلمــة البــاب مــن العلــم

ســـقط ذلـــك يفيكتبـــه علـــى الصـــخور مبـــادرة لألجـــل وكراهيـــة منـــه أن ن بعده عم.

الوالـــد الشـــفيق علـــى ولـــده، فكـــان صـــنيعهم يف ذلـــك صـــنيع ـــم، الـــذي جيمــع الــرحيم الـــرب إرادة أال تكـــون والضـــياعهلـــم األمـــوال

.إن هم طلبوا وخشية عجزهميف الطلب، عليهم مؤونة

، يأخـــذ مـــن علمهـــمنـــا يف هـــذا الزمـــان أن عامل فمنتهـــى علـــم صـيب مـن وأحسـن مـا ي . تـدي بسـيرتهمقينا أن سـن وغاية إحسـان حم

احلديث حمـدثنا أن ينظـر يف كتـبهم فيكـون كأنـه إيـاهم حيـاور، ومـنهم .هم يتبعيستمع، وآثار

قـى ل مـن آرائهـم واملنت خـهم هـو املنت تـبأن الذي جند يف كغري ومل جندهم غـادروا شـيئا جيـد واصـف بليـغ يف صـفة لـه . من أحاديثهم

، وترغيب فيما عنـده، وال �ال يف تعظيم هللا : مقاال مل يسبقوه إليهيف تصـــغري للـــدنيا وتزهيـــد فيهـــا، وال يف حتريـــر صـــنوف العلـــم وتقســـيم

بلها وتبيني مآخـذها، وال يف وجـه وجتزئة أجزائها وتوضيح س أقسامهافلم يبـق فـي جليـل األمـر وال . من وجوه األدب وضروب األخـالق

.لقائل بعدهم مقال ه صغير

فيهــا مواضــع لصــغار لطــائف األمــور وقــد بقيــت أشــياء مــن ض مـا وهلم، فمن ذلك بعكم األولني وق ، مشتقة من جسام ح الفهم

.إليها الناس يحتاج أنا كاتب يف كتايب هذا من أبواب األدب اليت

قــــد بلــــغ فضــــل اهللا علــــى النــــاس مــــن الســــعة وبلغــــت نعمتــــه و ـــــ مـــــا لـــــو أن التمـــــامعلـــــيهم مـــــن هم حظـــــا وأقلهـــــم منـــــه نصـــــيبا أخس

هم علمــا وأعجــزهم عمــال وأعيــاهم لســانا بلــغ مــن الشــكر لــه وأضــعف خلص إليه من فضله، ووصل إليه من نعمتـه، مـا بلـغ والثناء عليه مبا

لـه منـه أعظمهـم حظــا وأوفـرهم نصـيبا وأفضــلهم علمـا وأقـواهم عمــال ــ ا اســتوجب اهللا عليــه مقصــرا وعــن بلــوغ وأبســطهم لســانا، لكــان عم

.غاية الشكر بعيدا

ومـــن أخـــذ حبظـــه مـــن شـــكر اهللا ومحـــده ومعرفـــة نعمـــه والثنـــاء ربة عنده ه، فقد استوجب بذلك من أدائه إىل اهللا الق عليه والتحميد ل

إليه واملزيـد فيمـا شـكره عليـه مـن خـري الـدنيا، وحسـن ثـواب والوسيلة .اآلخرة

الـــــدين أفضـــــل املواهـــــب الـــــيت وصـــــلت مـــــن اهللا إىل خلقـــــه، و ين دها يف كـــل حكمـــة، فقـــد بلـــغ فضـــل الـــد وأعظمهـــا منفعـــة، وأمحـــ

ال علـى جهـالتهم مـا وعمــاهم ألسـنة اجلهـدحا علـى واحلكمـة أن مـ .عنهما

Page 2: كتاب التيسير

٢ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ال يثبت دين املرء على حالة واحدة أبدا، ولكنه ال يزال إما و .زائدا وإما ناقصا

أما بعد، فإن لكل خملوق حاجة، ولكل حاجة غاية، ولكـل واهللا وقـــت لألمـــور أقـــدارها، وهيـــأ إىل الغايـــات ســـبلها، . غايـــة ســـبيال

فغاية الناس وحاجـاتهم صـالح المعـاش .احلاجات ببالغها بوسبوأمــارة صــحة العقــل . ، والســبيل إىل دركهــا العقــل الصــحيحوالمعــاد

.اختيار األمور بالبصر، وتنفيذ البصر بالعزم

.نجــــــاة لــــــه يف الشــــــدةيــــــن لصــــــاحبه يف الرخـــــاء، وم العلـــــم ز و أفضــــل مــــا و .م األحــــالم تحك ســــر القلــــوب، وبــــالعلم ت بــــاألدب تعمــــو

.الثناء احلسن واألدب النافع واإلخوان الصاحلون يورث اآلباء األبناء

علم به علـم ذي العلـم وصـالح ذي الصـالح أن أفضل ما ي و يستصلح مبا أويت من ذلك ما استطاع من الناس ويرغبهم فيما رغب

عتــه، والرجــاء فيــه لنفســه مــن حــب اهللا، وحــب حكمتــه، والعمــل بطا الـــذي هلـــم مـــن األخـــذ بـــذلك بـــني ن ثوابـــه يف املعـــاد إليـــه، وأن ي ســـحل

قـه أجـره ث ذلـك أهلـه ومعارفـه ليلح والذي عليهم يف تركه، و أن يـور .من بعد املوت

وقد وضعت يف هذا الكتاب من كالم النـاس احملفـوظ حروفـا وتجليـة أبصـارها، وإحيـاء قالهاعمـارة القلـوب وصـفيها عون على

للتفكيـــر وإقامــــة للتــــدبير، ودليــــل علـــى محامــــد األمــــور ومكــــارم .إن شاء اهللا األخالق

Þëþa@á�ÔÛa@ @

@pa‰Ûa@ñŠa†g

ين، فعليه أن يبدأ بتعليم ن نصب نفسه للناس إماما يف الد م ن و فيكـعمـة والـرأي واللفـظ واألخـدان، نفسـه وتقوميهـا يف السـرية والط

فإنــه كمــا أن كــالم احلكمــة . تعليمــه بســريته أبلــغ مــن تعليمــه بلســانه ومعلـم . يونق األمساع، فكـذلك عمـل احلكمـة يـروق العيـون والقلـوب

.باإلجالل والتفضيل من معلم الناس ومؤدم ه ومؤدا أحق نفس

غــــري هلكــــة، وكثــــرة األدب يفين م فضــــل العلــــم يف غــــري الــــد و .ار قائد إىل النار يرضوان اهللا ومنفعة األخ

ــــافع مضــــر بالعمــــل الصــــاحل، ــــم الن ــــواعي لغــــري العل واحلفــــظ الال تؤدي التوبة أحدا .والعقل غري الوازع عن الذنوب خازن الشيطان

.إىل النار، وال اإلصرار على الذنوب أحدا إىل اجلنة

الرجــل م أن يكــون وجــه والتوفيــق يف الــتعل ق مــن أبــواب التوفــو ويكون له عنده ،الذي يتوجه فيه من العلم واألدب فيما يوافق طاعة

نـاء، وال تفـىن أيامـه يف غـري فال يذهب عنـاؤه يف غـري غ . حممل وقبول ك، وال يستفرغ نصيبه فيما ال ينجع فيه، وال يكون كرجل أراد أن در

فغرسـها خنـال مرتفعـةفغرسها جوزا ولوزا، وأرضا منخفضةرضا يعمر أ �العــالمني رب للــه وممــايت وحميــاي ونســكي صــاليت إن قــل �.ومــوزا

.)١٦٢األنعام (

ÙÜÔÇ@⇃n�a@ @

إن اهللا تبـــارك وتعـــاىل خلـــق اخللـــق برمحتـــه، ومـــن علـــى عبـــاده من العقل ما يقدرون به على إصالح معايشهم بفضله وكرمه ورزقهم

يف الـدنيا، ومــا يـدركون بــه اسـتنقاذ أرواحهــم مـن العــذاب يف اآلخــرة، وأفضل ما رزقهم اهللا تعـاىل ومـن بـه علـيهم العقـل الـذي هـو الدعامـة جلميع األشياء، والذي ال يقدر أحد يف الـدنيا علـى إصـالح معيشـته

ال بفيضـــه مـــن اخلـــالق املبـــدع الواحـــد وال إحـــراز نفـــع وال دفـــع ضـــرر إ .األحد

وكـــذلك طالـــب اآلخـــرة الزاهـــد اتهـــد يف العمـــل املنجـــي بـــه نفسه مـن عمايـة الضـاللة ال يقـدر علـى إمتـام عملـه وإكمالـه وال يـتم ذلك إال بالعقل الذي هو السبب املوصل إىل كل خري واملفتاح لكل

. غـىن وال بغـريه اكتفـاء سعادة واملبلغ إىل دار اخللود فليس ألحد عنـهوغريزته مكنونة يف . والعقل غريزي مطبوع ويتزايد بالتجارب واآلداب

اإلنســان كامنــة فيــه كمــون النــار يف احلجــر والعــود ال تظهــر وال يــرى ضوءها حـىت يقـدحها قـادح مـن غريهـا، فـإذا قـدحها ظهـرت بضـوئها

.وحريقها

هره األدب وكذلك العقل كامن يف اإلنسان ال يظهر حىت يظفإذا استحكم كـان هـو السـابق إىل اخلـري والـدافع . وتعضده التجارب

لكل ضر فـال شـيء أفضـل مـن العقـل واألدب فمـن مـن عليـه خالقـه بالعقــل وأعــان علــى نفســه باملثــابرة علــى األدب واحلــرص عليــه ســعد

.جده، وأدرك أمله يف الدنيا واآلخرةÙ�Ðäi@c‡ia@ @

ب حممــــــود األفعــــــال وارتكــــــاب أقــــــل النــــــاس عــــــذرا يف اجتنــــــازه وعـرف فضـل بعضـه علـى بعـض كمـا مذمومها من أبصر ذلك وميـ

أنـــه لـــو أن رجلـــني أحـــدمها بصـــري واآلخـــر أعمـــى ســـاقهما األجـــل إىل

Page 3: كتاب التيسير

٣ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

يف قاعها مبنزلة واحدة، غري أن مجيعا حفرة فوقعا فيها، كانا إذا صارا إذ كانــت لــه عينــان يبصــر : البصــري أقــل عــذرا عنــد النــاس مــن الضــرير

.ما، وذاك مبا صار إليه جاهل غري عارف

وعلـى العــامل أن يبـدأ بنفســه ويؤدـا بعلمــه، وال تكـون غايتــه اقتنــاؤه العلــم ملعاونــة غــريه، ويكــون كــالعني الــيت يشــرب النــاس ماءهــا

ا يف ذلـك شـيء مـن املنفعـة، وكـدودة القـز الـيت حتكـم صـنعه وليس هلـفينبغــي ملــن طلــب العلــم أن يبــدأ بعظــة نفســه، مث عليــه . وال تنتفــع بــه

، فإن خالال ينبغي لصـاحب الـدنيا أن يقتنيهـا ينتفع بهبعد ذلك أن .ومنها اختاذ املعروف. منها العلم واملال: وينتفع ا

بشــــــيء فيــــــه مثلــــــه، ويكــــــون أ ولــــــيس للعــــــامل أن يعيــــــب أمــــــر . األعمى بعماهري كاألعمى الذي يع

Ù�Ðã@¶g@áÜÈÛa@kjy@ @

ك ه، ويكـون هـو هلـو ه وتألفـإىل نفسك العلم حىت تلزم ب حب ـــك وب ك وســـلوت ت ولـــذ ـــوق �:وال تـــنس قولـــه تعـــاىل.ك لغت ذي كـــل وفـعلـــم للمنـــافع، وعلـــم : العلـــم علمـــان واعلـــم أن . )٧٦يوســف (� علـــيم علـــم

.ذكية العقول ت ل

وأفشــى العلمــني وأحرامهــا أن ينشــط لــه صــاحبه مــن غـــري أن وللعلـــم الـــذي هـــو ذكـــاء العقـــول وصـــقاهلا . عليـــه علـــم املنـــافع ض حيـــ

.وجالؤها فضيلة منزلة عند أهل الفضيلة واأللباب

يكـــن عاملـــا مبواضـــع مـــا يعلـــم، وال ك العـــامل مـــا ملنـــال يعجبو ع، واألريــــب ال د الــــورع ال خيــــو .ل موضــــع مــــا يعمــــل هــــالعامــــل إذا ج

ومــــن ورع الرجــــل أن ال يقــــول مــــا ال يعلــــم، ومــــن اإلرب أن .دع خيــــ .ت فيما يعلم ب ثيت

،ممــــا يــــدل علــــى علــــم العــــامل معرفتــــه مــــا يــــدرك مــــن األمــــور و وتزيينـه نفسـه باملكـارم، وظهـور علمـه للنـاس ،وإمساكه عما ال يدرك

من غري أن يظهر منه فخر وال عجب، ومعرفته زمانه الذي هـو فيـه، خمالقتـه سـط، وإرشـاده املسرتشـد، وحسـن وبصره بالناس، وأخـذه بالق

أمر، ورحب خلطاءه، وتسويته بني قلبه ولسانه، وحتريه العدل يف كل .ذرعه فيما نابه، واحتجاجه باحلجج فيما عمل، وحسن تبصريه

نــه حيــاة الشــيطان تــرك العلــم، وروحــه وجســده اجلهــل، ومعد و ــــــواه يف أهــــــل الغضــــــب، وعيشــــــه يف يف أهــــــل احلقــــــد والقســــــاوة، ومث

خطـــوات يـتبـــع ومـــن � .املصـــارمة، ورجـــاؤه يف اإلصـــرار علـــى الـــذنوب .)٢١النور (�والمنكر بالفحشاء يأمر فإنه الشيطان

ÙÈÐäí@bß@óÜÇ@™‹ya@ @

ن على ما طـاب كسـبه وحسـ العاقل وينبغي أن يكون حرصنفعــه، وال يتعــرض ملــا جيلــب عليــه العنــاء والشــقاء، فيكــون كاحلمامــة

وتـــذبح، مث ال مينعهـــا ذلـــك أن تعـــود فتفـــرخ فتؤخـــذ الــيت تفـــرخ الفـــراخ حـىت تؤخـذ موضعها، وتقيم مبكاا فتؤخـذ الثانيـة مـن فراخهـا فتـذبح

.هي أيضا فتذبح

إن اهللا تعــاىل قــد جعـــل لكــل شــيء حــدا يوقـــف : وقــد يقــالومـــن جتـــاوز يف أشـــياء حـــدها أوشـــك أن يلحقـــه التقصـــري عـــن . عليـــه

، ومـن ياه فحياته له وعليـهمن كان سعيه ألخرته ودن: ويقال. بلوغهاكـــان ســــعيه لـــدنياه خاصــــة فحياتـــه عليــــه، ومـــن كــــان ســـعيه آلخرتــــه

.فحياته له

ويقــال يف ثالثــة أشــياء جيــب علــى صــاحب الــدنيا إصــالحها منهــا أمــر معيشــته، ومنهــا مــا بينــه وبــني النــاس، : وبــذل جهــده فيهــا

.هومنها ما يكسبه الذكر اجلميل بعد

أحدمها النسك : جيمالن بكل أحد وقد يقال يف أمرين إما : إمــا ال جيمــالن بأحــد: وقــد يقــال يف أمــرين. واآلخــر املــال احلــالل

فاخللتــان . احلــاكم أن يشــارك يف حكمــه والرجــل أن يشــارك يف زوجــهــــيت حتــــرق كــــل حطــــب يقــــذف فيهــــا، األوليــــان مثلهمــــا مثــــل النــــار ال

.اعهماواخللتان األخريان كاملاء والبخار اللذين ال ميكن اجتم

Éà�m@bß@Ý×@Ö‡—m@ü@ @

ـــ هـــامن :ن كـــن فيهـــا مل يســـتقم لـــه عمـــل وقـــد قيـــل يف أمـــور م، ومنهـــا التـــواين، ومنهـــا تضـــييع الفـــرص، ومنهـــا التصـــديق لكـــل خمـــرب

لــه وال يعــرف اســتقامته ق خمــرب بشــيء ع ب فــر . التكــذيب لكــل عــارفه يصـدق مبـا جربـ رجل: ثالثة، والذي يفعل ذلك من الناس فيصدقه

قه هـــو ويتمـــادى يف التصـــديق حـــىت كأمنـــا جربـــه قه فيصـــدغـــريه وصـــديصــــدق بــــاألمور الــــيت جرــــا ولكــــن مــــن غــــري علــــم ورجــــلبنفســــه،

.تلتبس عليه األمور فيصدق ا ورجلحبقيقتها،

Page 4: كتاب التيسير

٤ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

Ò‹Ça@õýniüa@õýjÛaë@ @@ @@ @@ @

نهى يكان يقال إن اهللا تعاىل قد يأمر بالشيء ويبتلي بثقله و فـــإذا كنـــت ال تعمـــل مـــن اخلـــري إال مـــا .ويبتلـــي بشـــهوتهعـــن الشـــيء

اشـــتهيته، وال تـــرتك مـــن الشـــر إال مـــا كرهتـــه، فقـــد أطلعـــت الشـــيطان ك أن يقــتحم عليــك فيمــا شــتــك، فأو م تــه مــن ر علــى عورتــك، وأمكن هــحتــب مــن اخلــري فيكر بــه إليــكه إليــك وفيمــا تكــره مــن الشــر فيحب .حــــب مــــا حتــــب مــــن اخلــــري التحامــــل علــــى مــــا ولكــــن ينبغــــي لــــك يف

ب ملــا ســتثقل منــه، وينبغــي لــك يف كراهــة مــا تكــره مــن الشــر التجنــي ب منه حي.

ر، فــإذا ال يــزال الرجــل مســتمرا مــا مل يعثــ: لقــد صــدق القائــلـــ ـــار، وإن مشـــى يف بـــه الع جل ]اللينـــة[ بـــار ر مـــرة واحـــدة يف أرض اخل عث ثألن هــذا اإلنســان موكــل بــه الــبالء، فــال يــزال يف ]الصــلبة[ األرض دد جـ

تصـــرف ويف تقلـــب ال يـــدوم لـــه شـــيء وال يثبـــت معـــه، كمـــا ال يـــدوم ،ولكنهــا يف تقلــب وتعاقــب . لطــالع النجــوم طلوعــه وال آلفلهــا أفولــه

عقبـة وقـل مـا ترانـا خنلـف .طالعا ، واآلفل فال يزال الطالع يكون آفال ك بالء خلصت منه يف آخر ال يوقعن ف .من البالء إال صرنا يف أخرى

نسان خلقنا لقد � .ص منه لعلك ال ختل .)٤البلد ( �كبد يف اإل@Ò‹ÇaÊë‹ÐÛaë@Þì–þa@ @@ @@ @@ @

ف األصــول يــا طالــب األدب إن كنــت نــوع العلــم تريــد فــاعر كثريا من النـاس يطلبـون الفصـول مـع إضـاعة األصـول فإن . والفصول

. ومن أحرز األصول اكتفى ـا عـن الفصـول . كا م در ه فال يكون درك .بعد إحراز األصل فهو أفضل وإن أصاب الفصل

ــــدين فأصــــل األمــــر يف علــــى الصــــواب، أن تعتقــــد اإلميــــان الن ال غىن له عنه ك لزوم م فالزم ذل. وجتتنب الكبائر، وتؤدي الفريضة

رت علـــى أن مث إن قـــد . مـــه هلـــكر ن يعلـــم أنـــه إن ح عـــني، ومـــ ة رفـــط ين والعبادة فهو أفضل وأكمل جتاوز ذلك إىل التفقه يف الد.

أال حتمــل عليــه مــن املآكــل الجســدوأصــل األمــر يف صــالح مجيع منافع ا، مث إن قدرت على أن تعلم فإال خفا والنكاحواملشارب

.اجلسد ومضاره واالنتفاع بذلك كله فهو أفضل

ـــــــأس وأصـــــــل األمـــــــر يف ث نفســـــــك والشـــــــجاعة أال حتـــــــد البمث إن قـــدرت علـــى أن . همك مقبلـــون علـــى عـــدو باإلدبـــار، وأصـــحاب

نصــــرف، مــــن غــــري تضــــييع للحــــذر فهــــو حامــــل وآخــــر م تكــــون أول .أفضل

مث إن . باحلقوق علـى أهلهـا ن ض أال ت الجود وأصل األمر يف ن ال حـق لـه فافعـل ول علـى مـط قدرت أن تزيد ذا احلق على حقه وت

.فهو أفضل

ــســل أن ت الكــالم وأصــل األمــر يف مث . قط بــالتحفظ م مــن الس .إن قدرت على بارع الصواب فهو أفضل

احلالل، وأن عن طلب تضعفأال المعيشةوأصل األمر يف ك مــن ذلــك ســعة تكــون وال يغرنــ. ســن التقــدير ملــا تفيــد ومــا تنفــق حت

هم إىل التقدير، وامللـوك أعظم الناس يف الدنيا خطرا أحوج فإن . فيهاــ ة ألن الســوقة قــد تعــيش بغــري مــال، وامللــوك ال وق أحــوج إليــه مــن الس

واللطــــف يف الطلــــب رت علــــى الرفــــق مث إن قــــد . وام هلــــم إال باملــــال قــــ .والعلم بوجوه املطالب فهو أفضل

وأنا واعظك يف أشياء من األخالق اللطيفة واألمور الغامضة ـــكتـــك ســـن كنـــت خليقـــا أن تعلمهـــا وإن مل خت الـــيت لـــو حن . عنهـــا ر بـ

ض نفســـك علـــى رتو ولكنـــين قـــد أحببـــت أن أقـــدم إليـــك فيهـــا قـــوال لـــاإلنســان قــد تبتــدر فــإن . علــى عــادة مســاوئها حماســنها قبــل أن جتــري

ب عليــه مــا بــدر إليــه منهــا للعــادة، إليــه يف شــبيبته املســاوئ، وقــد يغلــ نـــا ســـواء قـــالوا� .العـــادة مؤونـــة شـــديدة ورياضـــة صـــعبة رتك لـــ وإن عليـ

ـــن تكـــن مل أم أوعظـــت ـــواعظني م ـــذا إن )١٣٦( ال ـــق إال ه ـــني خل �األول .)١٣٧الشعراء (

å×@bàîØy@ @@ @@ @@ @

العجب آفة العقل، واللجاجة قعود اهلوى، : ال يفرتقان اثنان يــة ســبب اجلهــل، والبخــل لقــاح احلــرص، واملــراء فســاد اللســان، واحلم

.داوة فه، واملنافسة أخت الع ف توأم الس واألن

دة ورع، وال احلفـــظ بغـــري عقـــل، وال شـــال ينفـــع العقـــل بغـــري و البطش بغري شدة القلب، وال اجلمـال بغـري حـالوة، وال احلسـب بغـري أدب، وال الســـرور بغـــري أمـــن، وال الغـــىن بغـــري جـــود، وال املـــروءة بغـــري

.ض بغري كفاية، وال االجتهاد بغري توفيق تواضع، وال اخلف

بطـة تبـع عقل، والرأي تبع للتجربـة، والغ بع للفاملروءات كلها ت حلسـن الثنــاء، والســرور تبـع لألمــن، والقرابــة تبـع للمــودة، والعمــل تبــع

.دة تبع لإلنفاق للقدر، واجل

العلــم، والتوفيــق، : مــن حــاول األمــور احتــاج فيهــا إىل ســتو :وهن أزواج .والفرصة، واألعوان، واألدب، واالجتهاد

Page 5: كتاب التيسير

٥ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ال يكمــــــــل الــــــــرأي بغــــــــري األدب، وال . الرأي واألدب زوج فــــــــ .يكمل األدب إال بالرأي

ال ينفع األعوان إال عند الفرصة، وال .واألعوان والفرصة زوج الفرصة إال حبضور األعوان تتم.

والتوفيق واالجتهاد زوج، فاالجتهاد سبب التوفيق، وبالتوفيق .د ح االجتهاينج

:مون عليهـــــامغتبطـــــني يف مخســـــة أشـــــياء، يتنـــــد مخســـــة غـــــري و ط إذا فاته العمل، واملنقطع مـن إخوانـه وصـديقه إذا نابتـه الواهن املفر

ه لسـوء رأيـه إذا تـذكر عجـزه، واملفـارق النوائب، واملسـتمكن منـه عـدو ره على الذنوب إذا حض لي بالطاحلة، واجلريء للزوجة الصاحلة إذا ابت

.املوت

ســـــن الثنـــــاء، وال اخلـــــب يف كثـــــرة ال يطمعـــــن ذو الكـــــرب يف ح األدب يف الشـــرف، وال الشـــحيح يف احملمـــدة، الصـــديق، وال الســـيء

.الرئاسةاملعجب بثبات الرئيسوال احلريص يف اإلخوان، وال

عفـــاء، وال ذكر الفـــاجر يف العقـــالء، وال الكـــذوب يف األال يـــ .ذول يف الكرماء، وال الكفور بشيء من اخلري اخل

ال يوجــــد الفخــــور و .مخــــول الــــذكر أمجــــل مــــن الــــذكر الــــذميمحريصـا، وال الكـرمي حسـودا، ر حممودا، وال الغضوب مسرورا، وال احلـ

.ه غنيا، وال امللول ذا إخوان وال الشر

فصـوال بـني احلـق والباطـل، ولـيكن ليكن املرء سـؤوال، ولـيكن لـه بعهـده، ولـيكن وىف ن على ما قال، ولـيكن ذا عهـد ليـصدوقا ليؤم

شكورا ليستوجب الزيادة، ولـيكن جـوادا ليكـون للخـري أهـال، ولـيكن رحيما باملضرورين لئال يبتلى بالضر، ولـيكن ودودا لـئال يكـون معـدنا

نه مقبال على شأنه لئال يؤخذ وليكن حافظا للساألخالق الشيطان، فرح له بـاخلري وال حيسـد عليـه، ولـيكن وليكن متواضعا لي مبا مل جيرتم،

للنـــاس بــــاخلري لـــئال يؤذيـــه احلســــد، ر ســـعـــا لتقـــر عينـــه مبــــا أويت، ولي ن ق وليكن حـذرا لـئال تطـول خمافتـه، وال يكـونن حقـودا لـئال يضـر بنفسـه

ـــا، ولـــيكن ـــاء لـــئال ي إضـــرارا باقي خمافـــة فـــإن ،ســـتذم إىل العلمـــاءذا حي .الرئيسمن خمافته عقوبة ة العلماء أشد العامل مذم

أن تقيس الناس بنفسك، فال تأيت إليهم إال ما ري أعدل الس و وأنفع العقل أن حتسن املعيشة فيما أوتيت من .ترضى أن يؤتى إليك

ومــن العلــم أن تعلـــم . يصـــبكخــري، وأن ال تكــرتث مـــن الشــر مبــا مل .أنك ال تعلم مبا ال تعلم

الصـدق يف الغضـب، واجلـود : خصال ثالث من أفضل الرب و .عند القدرة سرة، والعفو يف الع

.ة اللني أشد استئصاال من صرعة املكابرةع ر ص

الرمحــــة، ورأس املــــودة االسرتســــال، ورأس العقــــل وأفضــــل الــــرب املعرفة مبا يكون وما ال يكون، وطيب الـنفس حسـن االنصـراف عمـا

.ال سبيل إليه

. غريـزة عقـل : مـا خـري مـا يـؤتى املـرء؟ قـال: قال رجـل حلكـيم صـدق : ه؟ قـالرمـفـإن ح : قـال. م علـم فـتعل : فإن مل يكن؟ قال: قال

مــه؟ فــإن حر : قــال. ســكوت طويــل : رمــه؟ قــالفــإن ح : قــال .اللســان فـقـد احلكمة يـؤت ومن يشاء من احلكمة يـؤيت � .ميتة عاجلة : قالرا أويت .)٢٦٩البقرة ( �كثريا خيـ

Ù�Ðã@l†c@ @@ @@ @@ @

وغرائــز ــا تقبــل األدب، وبــاألدب تنمــى وللعقــول ســجيات فكمـــا أن احلبـــة املدفونـــة يف األرض ال تقـــدر أن ختلـــع .العقـــول وتزكـــو

يبسها وتظهر قوا وتطلع فوق األرض بزهرا وريعها ونضرا ومنائها إال مبعونـــة املـــاء الـــذي يغـــور إليهـــا يف مســـتودعها فيـــذهب عنهـــا أذى

إذن اهللا القـــوة واحليـــاة، فكـــذلك ســـليقة بس واملـــوت وحيـــدث هلـــا بـــاليــــــاة ـــا وال : العقـــل مكنونـــة يف مغرزهـــا مـــن القلـــب ال قـــوة هلـــا وال حي

.ها األدب الذي هو مثارها وحياا ولقاحهامنفعة عندها حىت يعتمل

لــيس منــه حــرف .بــالتعلم األدب بــاملنطق وجــل املنطــق وجــل متعلم إال وهو مرويسم من أنواع أمسائه عجمه، وال امن حروف م

وذلــك دليــل علــى أن .مــن كــالم أو كتــاب مــأخوذ عــن إمــام ســابق .احلكيم بل العليم ومل يأم علمها إال من ق الناس مل يبتدعوا أصوهلا

فــإذا خــرج النــاس مــن أن يكــون هلــم عمــل أصــيل وأن يقولــوا أحـــدهم، وإن أحســـن وأبلـــغ، لـــيس قـــوال بـــديعا فلـــيعلم الواصـــفون أن

رجانا، دا وم ج وجد ياقوتا وزبر زائدا على أن يكون كصاحب فصوص موضـعه، ومجـع إىل كـل لـون ص فنظمه قالئـد وأكاليـل، ووضـع كـل فـ

بهه وما يزيده بذلك حسـنا، فسـمي بـذلك صـانعا رفيقـا، وكصـاغة ش لــي واآلنيــة، احل الــذهب والفضــة، صــنعوا منهــا مــا يعجــب النــاس مــن

وكالنحل وجدت مثرات أخرجها اهللا طيبة، وسلكت سبال جعلها اهللا

Page 6: كتاب التيسير

٦ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

لــال، فصــار ذلــك شــفاء وطعامــا، وشــرابا منســوبا إليهــا، مــذكورا بــه ذ .أمرها وصنعتها

ستحســن منــه، ستحســنه أو ي فمــن جــرى علــى لســانه كــالم ي .اجتناه كما وصفناعجنب إعجاب املخرتع املبتدع، فإنه إمنا فال ي

ن غريه فـتكلم بـه يف موضـعه وعلـى عومن أخذ كالما حسنا عــني علــى حفــظ مــن أ فــإن . وجهــه، فــال تــرين عليــه يف ذلــك ضــؤولة

فـــــق لألخـــــذ عـــــنقتـــــداء بالصـــــاحلني، وو دي لالاملصـــــيبني، وهـــــ كـــــالمولـيس بناقصـه يف رأيـه .يـزداد، فقـد بلـغ الغايـةاحلكماء، وال عليـه أن

. بق إليــهامطــه مــن حقــه أن ال يكــون هــو اســتحدث ذلــك وســوال غاإليثـــار : ســـتحكم خصـــال ســـبع ي العقـــل الـــذي يـــتم بـــه و فإمنـــا إحيـــاء

ـــثباحملبـــة، واملبالغـــة يف الطلـــب، والت ـــار واالب تيـــاد للخـــري، ر ت يف االختيقــد، ووضــع ذلــك موضــعه قــوال والتعهــد ملــا اختــري واعت وحســن الرعــي

.وعمال

بلغ املرء مبلغ الفضل يف كل شيء من أمر فإا ت المحبةأما فـــال يكـــون شـــيء أمـــرأ وال أحلـــى . الـــدنيا واآلخـــرة حـــني يـــؤثر مبحبتـــه

.عنده منه

هم االنـاس ال يغنـيهم حـبهم مـا حيبـون وهـو ، فإن الطلب وأما ها يف درك هلــــم بغيــــتهم ونفاســــت وال تــــ. مـــا يهــــوون عــــن طلبــــه وابتغائـــه

.جلد والعملأنفسهم، دون ا

فكم . والتخري، فإن الطلب ال ينفع إال معه وبه ث بثالتوأما معا، فاصطفى منهما الذي منه هـرب، شد وجده والغي من طالب ر

وألغى الذي إليه سعى، فإذا كان الطالب حيوي غري ما يريد، وهو ال .بشدة التبيني وحسن االبتغاء يشك يف الظفر، فما أحقه

الشـيء بعـد اسـتبانته، فهـو مـا يطلـب مـن إحـراز اعتقاد وأما املؤمن بشيء من األشياء، وإن كان : وكان يقال .الفضل بعد معرفته

الساحر يـفلح وال � .سحرا، خري ممن ال يؤمن بشيء وال يرجو معادا .)٦٩طه (�أتى حيث

ــ. ك ر والتعهــد، فهــو متــام الــد فــظ الح وأمــا ل ألن اإلنســان موك فال بد له، إذا اجتىب صواب قول أو فعل من أن .به النسيان والغفلة

ت مـــن املعـــروف غرســـا ســـر إذا غ فـــ .حيفظـــه عليـــه ذهنـــه ألوان حاجتـــه ب نمائه، فتذه يف تربية ما غرست واست ن ن ة فال تض ق ف عليه نـ وأنفقت

.ياعا النفقة األوىل ض

باملوضــــع، فإمنــــا تصــــري املنــــافع كلهــــا إىل وضــــع البصــــر وأمــــا فإنا مل نوضع يف . األشياء مواضعها، وبنا إىل هذا كله حاجة شديدة

، ولسـنا إىل مـا ولكـن مبوضـع فاقـة وكـد ولـني عـيش الدنيا موضع غىن بــت عقولنــا ثأكــل واملشــرب بــأحوج منــا إىل مــا يميســك أرماقنــا مــن امل

ولــيس غــذاء الطعــام بأســرع يف . ي بــه تفــاوت العقــولمــن األدب الــذولســــنا بالكــــد يف . يف نبــــات العقــــل دباء األذنبــــات اجلســــد مــــن غــــ

طلب املتاع الذي يلتمس به دفع الضـرر والغلبـة بـأحق منـا بالكـد يف ما على واصرب � .لتمس به صالح الدين والدنياطلب العلم الذي ي

.)١٧لقمان (�األمور عزم من ذلك إن أصابك Ò‹Ça@�a@ @@ @@ @@ @

ين الــد علــمعليــه بمــن أراد أن يبصــر شــيئا مــن علــم اآلخــرة، فعــرف بــه ذلــك، ومــن أراد أن يبصــر شــيئا مــن أمــر الــدنيا الــذي ي فهــو

.فباألشياء اليت هي تدل عليه

ـــممـــا يـــدل علـــى معرفـــة اهللا وســـبب اإلميـــان أن و ل بالغيـــب يوكن فمـ. فه وحيركـه عينـا، فهـو يصـر لكل ظاهر مـن الـدنيا صـغري أو كبـري

م أن هلــا ربــا كـان معتــربا باجلليــل مــن ذلــك فلينظــر إىل الســماء فســيعل ن اعتـــرب بالصـــغري، فلينظـــر إىل حبـــة ر أمرهـــا، ومـــكهـــا، ويـــدبـ ل ري فـ جيـــ

ا مـــن ـــر هلـــا أقواويزكيهـــا ويقـــد اخلـــردل فســـيعرف أن هلـــا مـــدبرا ينبتهـــا ـاألرض واملاء، يوقش ـا وزمـانمفـاتح وعنـده � .مهات هلا زمان نبا

ــا ويـعلــم هــو إال يـعلمهــا ال الغيــب ــر يف م ــا والبحــر البـ مــن تســقط وم إال يـابس وال رطـب وال األرض ظلمـات يف حبة وال يـعلمها إال ورقة .)٥٩األنعام ( �مبني كتاب يف

وأمـر النبــوة واألحــالم ومـا حيــدث يف أنفــس النـاس مــن حيــث منـــامكم آياتـــه ومـــن � - ال يعلمــون، مث يظهـــر مـــنهم بـــالقول والفعــل

ــــــل ــــــار باللي ــــــن وابتغــــــاؤكم والنـه ــــــات ذلــــــك يف إن فضــــــله م لقــــــوم آليــ - )٢٣الــروم (�يســمعون ال واملهتـــدين والضـــالل مث اجتمـــاع العلمـــاء واجله

علــى ذكــر اهللا وتعظيمــه، واجتمــاع مــن شــك يف اهللا وكــذب بــه علــى فكـل ،همومعـرفتهم أـم مل حيـدثوا أنفسـ اإلقرار بأم أنشـئوا حـديثا،

ذلك يهدي إىل اهللا ويدل على الذي كانت منه هذه األمور، مع مـا يزيـد ذلـك يقينـا عنــد املـؤمنني بـأن اهللا حـق كبــري وال يقـدر أحـد علــى

وأنه الموتى حيي وأنه احلق هو الله بأن ذلك � .أن يوقن أنه بالباطل .)٦احلج ( �قدير شيء كل على

Page 7: كتاب التيسير

٧ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

å×@lbjÛþa@ðëˆ@åß@ @@ @@ @@ @

.الواصـفون أكثـر مــن العـارفني، والعـارفون أكثــر مـن الفــاعلني لكـــل امــرئ مل تـــدخل عليــه آفـــة فــإن . فلينظــر امــرؤ أيـــن يضــع نفســـه

وليس كل . له به من الدنيا مثنا ال حيب أن ب يعيش بهنصيبا من اللذي نصـــيب مـــن اللـــب مبســـتوجب أن يســـمى يف ذوي األلبـــاب، وال

فمــن رام أن جيعــل نفســه لــذلك االســم والوصــف . يوصــف بصــفامـــاده أهـــال، ـــه عت ـــي ول ،فليأخـــذ ل ـــى د ع ـــؤثره عل ـــه طـــول أيامـــه، ولي لغفلــة، وال يــدرك علــى ال فإنــه قــد رام أمــرا جســيما ال يصــلح . أهوائــه

وليس كسائر أمور الدنيا وسلطانها . ، وال يصري على األثرة زةعج باملثــابر، مومالهــا وزينتهــا التــي قــد يــدرك منهــا المتــواني مــا يفــوت ال

.خطئ الحازم ويصيب منها العاجز ما ي

فمنــه حــارس : انتعــون بــه حنــو قســم للنــاس ومي القســم الــذي ي وس املال، والعقل، بإذن اهللا، هو ر فاحلارس العقل، واحملومنه حمروس،

ف النكــــرة، الــــذي حيــــرز احلــــظ، ويــــؤنس الغربــــة، وينفــــي الفاقــــة، ويعــــر، الــــرئيسة عنــــد ب الثمــــرة، ويوجــــه الســــوق بة، ويطيــــســــلمك لر م شــــوي

.كفي العدوكسب الصديق، وي نصيحة السوقة، وي ئيسللر ويستنزل

وج، وال جــدة وحــدة الل حــالفاقــة عــدم العقــل، وأشــد الو أشــد و الـذايت العقل و .آنس من االستشارة أفضل من العقل، وال أنيس مال .اخلراب الصنيع، كاألرض الطيبة غري غري

د مـن لـذة دنيـاه، ولـيس ال عقل ملن أغفله عـن آخرتـه مـا جيـو .حظه من الدنيا بصره بزواهلامن العقل أن حيرمه

ها حكـــم عليـــه عقلـــه ولـــيعلم أن علـــى العاقـــل أمـــورا إذا ضـــيعن يف و فعلى العاقل أن يعلم أن الناس مشرتكون مستو .لامبقارنة اجله

هذه منزلة اتفق عليها احلمقى احلب ملا يوافق والبغض ملا يؤذي، وأن اع الصــواب صــال هــن مجــاألكيــاس، مث اختلفــوا بعــدها يف ثــالث خو

.جزةمة والع ز ومجاع اخلطأ، وعندهن تفرقت العلماء واجلهال، واحل

أن العاقــل ينظــر فيمــا يؤذيــه وفيمــا : مــن ذلــك البــاب األوليســــره، فــــيعلم أن أحــــق ذلــــك بالطلــــب إن كــــان ممــــا حيــــب، وأحقـــــه

هــو قــد أبصــر مــه وأبقــاه، فــإذالــه وأدو إن كــان ممــا يكــره، أطو باالتقــاءفضـــل اآلخـــرة علـــى الـــدنيا، وفضـــل ســـرور املـــروءة علـــى لـــذة اهلـــوى، وفضل الرأي اجلامع الذي تصلح به األنفـس واألعقـاب علـى حاضـر

ل، وفضـــل األكــالت علـــى ســـتمتع بــه قلـــيال مث يضــمح الــرأي الــذي ي .األكلة والساعات على الساعة

ؤثر من ذلك، فيضع ي أن ينظر فيما : من ذلك الباب الثانياملخوف وال رجاءه موضعه، فال جيعل اتقاءه لغري الرجاء واخلوف فيه

فيتــوقى عاجــل اللــذات طلبــا آلجلهــا، وحيتمــل قريــب . يف غــري املــدرك فإذا صار إىل العاقبة، بدا له أن قراره كان تورطا . األذى توقيا لبعيده

.وأن طلبه كان تنكبا

هو تنفيـذ البصـر بـالعزم بعـد املعرفـة : من ذلك باب الثالثال فـإن . بفضل الذي هو أدوم، وبعد التثبت يف مواضع الرجاء واخلوف

الفضــل بغــري عــزم ذو ل بغــري بصــر تائــه حــريان، ومبصــر طالــب الفضــ .زمانة حمروم

Ù�Ðã@k�by@ @

تها والقضــاء عليهــاصــماخة نفســه ومســباحموعلــى العاقــل .واإلثابة والتنكيل بها

، فيحاسبها مبـا هلـا، فإنـه ال مـال هلـا إال أيامهـا المحاسبة أما سـتخلف النفقـة، ومـا املعدودة اليت ما ذهب منها مل يستخلف كما ت

نبـــه هلـــذه احملاســـبة عنـــد ت عـــل منهـــا يف الباطـــل مل يرجـــع إىل احلـــق، في ج ليوم إذا وىل، فينظر فيما أفىن احلول إذا حال، والشهر إذا انقضى، وا

من ذلك، وما كسب لنفسه، وما اكتسب عليها يف أمـر الـدين وأمـر ، وتــذكري لألمــور، د فيجمــع ذلــك يف كتــاب فيــه إحصــاء، وجــ. الــدنيا

.ن ع ذ ت و وتذليل هلا حىت تعرتف ، وتبكيت للنفس

أن مــــن طبـــاع الــــنفس اآلمــــرة بالســــوء ، فــــإن الخصــــومة وأمـــا ر فيما مضى، واألمـاين فيمـا بقـي، فيــ عي املعاذير تد عليهـا معاذيرهـا د

يوسـف (�بالسـوء ألمـارة الـنـفس إن نـفسـي أبــرئ وما� .هااب وعللها وش

٥٣(.

، فإنـه حيكـم فيمـا أرادت مـن ذلـك علـى السـيئة القضاء وأما .ية مرحبة وللحسنة بأا زائنة منج بأا فاضحة مردية موبقة،

ه بتذكر تلك احلسنات سر نفس ، فإنه ي اإلثابة والتنكيل وأما ورجــــاء عواقبهــــا وتأميــــل فضــــلها، ويعاقــــب نفســــه بالتــــذكر للســــيئات

ا واالقشعرار منها واحل بش والت زن هلاع.

هــــم فأفضــــل ذوي األلبــــاب أشــــدهم لنفســــه ــــذا أخــــذا، وأقل :ويعينه على حتقيق ذلك ما يلي .عنها فيه فرتة

تـزود ملعـاد، أو مرمـة : أن ال يكون راغبا إال يف إحدى ثالث .ملعاش، أو لذة يف غري حمرم

Page 8: كتاب التيسير

٨ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

أن يذكر املوت يف كل يوم وليلة مرارا، ذكرا يباشر به القلوب وأمانـــا يف كثـــرة ذكـــر املــوت عصـــمة مـــن األشـــر، الطمـــاح، فـــإن ومينــع

أن قـبــــل مــــن لــــه وأســــلموا ربكــــم إىل وأنيبــــوا� .بــــإذن اهللا، مــــن اهللــــع .)٥٤الزمر (�تـنصرون ال مث العذاب يأتيكم

نـزل مـا أن ال حيزن على شـيء فاتـه مـن الـدنيا أو تـوىل، وأن ي ما طلب من صب، وينزل أصابه من ذلك مث انقطع عنه منزلة ما مل ي

ذلــك مث مل يدركــه منزلــة مــا مل يطلــب، وال يــدع حظــه مــن الســرور مبــا مـــــع الســـــكر ذلـــــك ســـــكرا وال طغيانـــــا، فـــــإن غن أقبـــــل منهـــــا، وال يـــــبل

.ر النسيان، ومع الطغيان التهاون، ومن نسي واون خس

ها يف الــدين ويف األخــالق ويف أن حيصــي علــى نفســه مســاوي داب، فيجمــع ذلــك كلــه يف صــدره أو يف كتــاب، مث يكثــر عرضـــه اآل

علـــى نفســـه، ويكلفهـــا إصـــالحه، ويوظـــف ذلـــك عليهـــا توظيفـــا مـــن فكلمـا .ة واخللتني واخلالل يف اليـوم أو اجلمعـة أو الشـهر ل إصالح اخل

أصلح شيئا حماه، وكلما نظر إىل حمـو استبشـر، وكلمـا نظـر إىل ثابـت يف إال أنـفســـكم يف وال األرض يف مصــيبة مــن أصـــاب مــا� .اكتــأبرأهــا أن قـبــل مــن كتــاب تأســوا لكــيال )٢٢( يســري اللــه علــى ذلــك إن نـبـــــى ــــاكم مبــــا تـفرحــــوا وال فــــاتكم مــــا عل ــــب ال واللــــه آت خمتــــال كــــل حي .)٢٣احلديد (�فخور

أن يتفقــــد حماســــن النــــاس وحيفظهــــا علــــى نفســــه، ويتعهــــدها مـــن أشـــد عيـــوب و .الـــذي وصـــفنا يف إصـــالح املســـاوي بـــذلك مثـــل

ت ه خفيــمــن خفـي عليــه عيبــ فــإن ،عليــه عيوبـه خفــاء خفــاء اإلنسـان عليــه حماســن غــريه، ومــن خفــي عليــه عيــب نفســه وحماســن غــريه فلــن يقلــع عــن عيبــه الــذي ال يعــرف ولــن ينــال حماســن غــريه الــيت ال يبصــر

.أبدا

مــن إحــدامها يف ني، فينظــر ت آر علــى العاقــل أن يتخــذ مــ حــق فيف مــــا اســــتطاع منهــــا، وينظــــر صــــلح ــــا وي مســــاوئ نفســــه فيتصــــاغر

.هم ـــا ويأخـــذ مـــا اســـتطاع منهـــاي النـــاس، فيحلـــ األخـــرى يف حماســـن .)١١٤طه (�علما زدين رب وقل �

áänËa@oÓìÛa@ @

وعلــى العاقــل، مــا مل يكــن مغلوبــا علــى نفســه، أن ال يشــغله ســاعة يرفــع فيهــا حاجتــه إىل ربــه، وســاعة : شــغل عــن أربــع ســاعات

حياســـب فيهـــا نفســـه، وســـاعة يفضـــي فيهـــا إىل إخوانـــه وثقاتـــه الـــذين ونه يف أمره، وساعة خيلي فيها بني نفسـه حصنيوبه ويعقونه عن صد ي

ل، فــإن هــذه الســاعة عــون علــى الســاعات ل وجيمــوبــني لــذا ممــا حيــ .لغــة ر، وإن اســتجمام القلــوب وتوديعهــا زيــادة قــوة هلــا وفضــل ب األخــاألعـراف (�الـرزق مـن والطيبـات لعبـاده أخـرج الـيت الله زينة حرم من قل �

٣٢(. åèn�m@ü@i�Ì—Ûb@ @@ @@ @@ @

كـــالم اللبيـــب، وإن كـــان نـــزرا، أدب عظـــيم، ومقارفـــة املـــأمث، م ن ولقاء اإلخوان، وإن كان يسريا، غـ. وإن كان حمتقرا، مصيبة جليلة

النـار، واملــرض، والعــدو، : منهــا قليــل ل سـتق أربعــة أشــياء ال ي و .حسـن ين والد.

ر، واستصـــغر مـــن الـــدنيا طـــمـــن اســـتعظم مـــن الـــدنيا شـــيئا فب و شــيئا فتهــاون، واحتقــر مــن اإلمث شــيئا فــاجرتأ عليــه، واغــرت بعــدو وإن

ب � .فلــم حيــذره، فــذلك مــن ضــياع العقــل قــلــذين كــذــبلهم مــن ال قـ .)٢٥الزمر ( �يشعرون ال حيث من العذاب فأتاهم

على العاقل أن ال يستصغر شيئا من اخلطأ يف الرأي، والزلل فن فإنـه مـن استصـغر الصـغري أوشـك أ .يف العلم، واإلغفال يف األمـورــوإمنــا هــي ثـ . الصــغري كبــري ذاجيمــع إليــه صــغريا وصــغريا، فــإ هــا م م يثل ل

ومل . أوشـكت أن تتفجـر مبـا ال يطــاق ســد فـإذا مل ت ،لعجـز والتضـييع ان بـه، قـد رأينـا امللــك بــل الصـغري املتهـاو يت مـن ق نـر شـيئا قـط إال قـد أ

ر بــه، ورأينــا الصــحة تــؤتى مــن الــداء الــذي القــى مــن العــدو احملتـ يــؤت وأقــل .ســتخف بــه ق مــن اجلــدول الــذي ي ثــفــل بــه، ورأينــا األــار تنبحي

يضـــيع، وإن كـــان األمـــور احتمـــاال للضـــياع امللـــك، ألنـــه لـــيس شـــيء ـــذا يكـــذب ومـــن فـــذرين � .صــغريا، إال اتصـــل بـــآخر يكـــون عظيمــا

.)٤٤القلم (�يـعلمون ال حيث من سنستدرجهم احلديث @µi@Öğ‹Ïë@åí‡Ûa@ôì�aë@ðc‹Ûa@ @@ @@ @@ @

فصــل مــا بــني الــد ين يســلم باإلميــان، وأن ين والــرأي، أن الــدبت باخلصومة، فمن جعل الدين خصومة، فقـد جعـل الـدين ثالرأي ي

رأيــا، ومــن جعــل الــرأي دينــا فقــد صــار شــارعا، ومــن كــان هــو يشــرع قــد يشــتبه الــدين والــرأي يف أمــاكن، لــوال و .لنفســه الــدين فــال ديــن لــه

.تشاهما مل حيتاجا إىل الفصل

جيــد وعلــى العاقــل أن جيــنب عــن املضــي علــى الــرأي الــذي الوعلـــى العاقـــل أن يعـــرف أن .عليـــه موافقـــا وإن ظـــن أنـــه علـــى اليقـــني

الرأي واهلوى متعاديان، وأن من شأن الناس تسويف الرأي وإسعاف .فا اهلوى، فيخالف ذلك ويلتمس أن ال يزال هواه مسوفا ورأيه مسع

Page 9: كتاب التيسير

٩ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

أن وعلـــى العاقـــل إذا اشـــتبه عليـــه أمـــران فلـــم يـــدر يف أيهمـــا الصـــواب همــــا هك أمــــران ال تــــدري أي إذا بــــد و .امهــــا عنــــده، فيحــــذرهينظــــر أهو

الصـواب يف أكثـر فـه، فـإن أصوب فانظر أيهما أقرب إىل هـواك فخال .خالف اهلوى

بــك، وإذا مهمــت بشــر إذا مهمــت خبــري فبــادر هــواك، ال يغل فــ ف هواك لعلك تظفر فسو، ما مضى من األيـام والسـاعات علـى فإن

.م ن ذلك هو الغ

ملـــا يهـــوى ه أن ال جيـــري ح بـــه املـــرء نفســـرو ومـــن أعظـــم مـــا يـــ .كائن وليس كائنا، وال ملا ال يهوى وهو ال حمالة

أحـد كل من يقبل وال متهما، هلواه يكون أن للعاقل ينبغيف لـــه يتبـــني حـــىت أمـــره عليـــه التـــبس إذا اخلطـــأ يف يتمـــادى وال حـــديثا،

عـــن جيـــور الـــذي كالرجـــل يكـــون وال احلقيقـــة، لـــه وتتضـــح الصـــواب، وعـن جهـدا، إال السـري يف يـزداد فـال الضـالل، علـى فيستمر الطريق، حــىت حيكهــا، يــزال فــال عينــه تقــذى الــذي وكالرجــل بعــدا، إال القصــد

.لذهاا سببا احلك ذلك كان رمبا

ى، واهلـوى فيمـا يعلـم أنـه خطـأ هـو عمـل الرجـل : وكان يقـال وتركــه العمـل مبــا يعلــم أنــه صـواب ــاون، والتهــاون آفــة . آفـة العفــاف

اح، وإقدامـــــه علـــــى مـــــا ال يـــــدري أصـــــواب هـــــو أم خطـــــأ مجـــــ. ينالـــــدــذ مــن أرأيــت � .العقــل آفــة مــاح واجل عليــه تكــون أفأنــت هــواه إهلــه اخت

.)٤٣الفرقان (�وكيال lbjÛþa@ðëˆ@‹“n�a@ @@ @@ @@ @

بعلمـــــه ورأيـــــه مـــــا مل يـــــذاكره ذوو ال ينبغـــــي للمـــــرء أن يعتـــــدســــتكمل علــــم األشــــياء بالعقــــل فإنــــه ال ي . عليــــه يوافقــــوهاأللبــــاب ومل

.الفرد

نــاء مــا رأيــت مــن رأيــه غر شــأن امــرئ مــن اجت ال مينعنــك صــو قه كرميا، فـإن اللؤلـؤة الفائقـة ال واالصطفاء ملا رأيت من أخال ،صوابا

ها الذي استخرجهاص ان هلوان غائ.

.احلازم يزداد برأي احلزمة كما يزداد البحر مبواده من األـار و املستشــري وإن كــان أفضــل مــن املستشــار رأيــا، فهــو يــزداد برأيــه رأيــا، و

.ضوءا هنبالد كما تزداد النار

على املستشار موافقة املستشري على صواب ما يرى، والرفق و ا فيــه، حــىت بــه يف تبصــري خطــأ إن أتــى بــه، وتقليــب الــرأي فيمــا شــك

ماتستقيم هلما مشاور.

أحد حقيـق، حـني ينظـر يف أمـور النـاس، أن يـتهم نظـره كل و ور وحيمــالن علــى اجلــ نــان ي ز ه بعــني املقــت، فإمــا يـ بعــني الريبــة، وقلبــ

ــام نظــره . نان القبــيح حــان احلســن وحيســالباطــل ويقبالنــاس با وأحــقالـــذي مـــا وقـــع يف قلبـــه ربـــا مـــع مـــا الـــرئيسبعـــني الريبـــة وعـــني املقـــت

.ض له من تزيني القرناء والوزراء قي ي

. الـرأي لـيس مبضـمون املستشـار لـيس بكفيـل، وأن اعلم أن و أمور الدنيا ليس شيء منها بثقة، وألنه ليس ر، ألن ر بل الرأي كله غ

ـــ. وقــد يدركـــه العـــاجز مــن أمرهـــا شــيء يدركـــه احلـــازم إال ا أعيـــا بــل رمب .ن العجزة ة ما أمك م ز احل

فــإذا أشــار عليــك صــاحبك بــرأي، مث مل جتــد عاقبتــه علــى مــا فــال جتعـــل ذلــك عليـــه ذنبــا، وال تلزمـــه لومــا وعـــذال بـــأن كنــت تأمـــل

أنــت فعلــت هــذا يب، وأنــت أمــرتين، ولــوال أنــت مل أفعــل، وال : تقــول .ة ف ه ضجر ولؤم وخ هذا كل فإن . طيعك يف شيء بعدهام ال أ ر ج

ك فــإن كنــت أنــت املشــري، فعمــل برأيــك أو تركــه، فبــدا صــواب مه عليه إن كان ال تكثرن ذكره إن كان فيه جناح، وال تل ن به و فال متن

هـذا أمل أقل لك افعل هذا، فـإن : قد استبان يف تركه ضرر بأن تقولــرا أويت فـقــد احلكمــة يـــؤت ومــن � .كمــاءب ألدب احل جمانــ ــريا خيـ كث .)٢٦٩البقرة (�األلباب أولو إال يذكر وما

ïãbrÛa@á�ÔÛa@ @

@ßÏ‹Èò@@‘bäÛa@ @

النــاس، إال قلــيال ممــن عصــم اهللا، مــدخولون و . النــاس أجنــاســـــت، فقـــــائلهم بـــــاغ، وســـــامعهم عيـــــ: يف أمـــــورهم اب، وســـــائلهم متعن

وجميبهم متكلف، وواعظهم غري حمقق لقوله بالفعل، وموعوظهم غري سليم من االستخفاف، واألمني منهم غري متحفظ من إتيان اخليانة،

عن ع ر و تـ ين غري م بة، وذو الد ذ والصدوق غري حمرتس من حديث الك يتناقضــــون .جـــرة، واحلــــازم مـــنهم غــــري تـــارك لتوقــــع الـــدوائر تفـــريط الف

عـــــون يف الرخــــــاء ول ، مبـــــالهمزول، ويتعــــــايبون رتاقبـــــون الـــــد ، وي البنـــــاء .بالتخاذل ، ويف الشدة بالتحاسد

Page 10: كتاب التيسير

١٠ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

وأحــــق النــــاس بإجبــــار نفســــه علــــى العــــدل يف النظــــر والقــــول .الذي ما قال أو فعل كان أمرا نافذا غري مردود رئيسوالفعل ال

رص احللـــيم، العــامل بـــاألمور وفـــ الـــرئيس ريقأحــق النـــاس بــالتو و ة واألنــاة، لــواللــني والغضــب والرضــا واملعاج األعمــال ومواضــع الشــدة

أهل الرئيسأحق الناس بو .الناظر يف أمر يومه وغده وعواقب أعماله هم علـــى د املعرفـــة، وأحقهـــم بالتـــدبري العلمـــاء، وأحقهـــم بالفضـــل أعـــو

هم تأديبـا، وأحقهـم بـالغىن أهـل الناس بفضله، وأحقهم بالعلم أحسـن .اجلود

اهللا أنفــذهم يف احلــق علمــا وأكملهــم بــه عمــال، إىل وأقــربهمرجاء أوثقهم بـاهللا، وأصوبهمأبعدهم من الشك يف اهللا، وأحكمهميف النــــاس وأرضــــاهمانتفاعــــا بعلمــــه أبعــــدهم مــــن األذى، وأشــــدهم

أشـدهم علـى وأشـجعهمأحسـنهم معونـة، وأقواهمأفشاهم معروفا، ذهموآخــــاحلــــرص، حبجــــة أغلــــبهم للشــــهوة و هــــمجوأفلالشــــيطان،

بــــــاملودة أشــــــدهم لنفســــــه حبــــــا، وأحقهــــــمبــــــالرأي أتــــــركهم للهــــــوى، راحـة أحسـنهم لألمـور وأطـولهمأصوم بالعطية موضعا، وأجودهم غــىن أقــنعهم مبــا وأوســعهمشــا أرحــبهم ذراعــا، ه د وأقلهــماحتمــاال،

مجـــــاال وأظهـــــرهمأبعـــــدهم مـــــن اإلفـــــراط، عيشـــــا وأخفضـــــهمأويت، وأثبــــتهمبــــا، ل خم هــــم نابـــا و ل يف النــــاس أك وآمـــنهمأظهـــرهم حصــــافة، هــم مســاملة هلــم، م فــيهم أدو همل وأعــد هــم عــنهم، شــهادة علــيهم أنطق

.ويت منهام ملا أ ه ر م أشك ع بالنـ همق وأح

اثنــان ختتــرب مــا عنــدمها بالتجربــة، : الرجــال أربعــة : وكــان يقــال فأمـــا اللـــذان حتتـــاج إىل جتربتهمـــا، فـــإن .جتربتهمـــا فيـــت ك واثنـــان قـــد ر كــان مــع أبــرار، واآلخــر فــاجر كــان مــع فجــار، فإنــك ال أحــدمها بـــ

تـــدري لعـــل الـــرب منهمـــا إذا خـــالط الفجـــار أن يتبـــدل فيصـــري فـــاجرا، ولعـــل الفــــاجر منهمـــا إذا خــــالط األبـــرار أن يتبــــدل بـــرا، فيتبــــدل الــــرب

لـك ضـوء وأمـا اللـذان قـد كفيـت جتربتهمـا وتبـني .والفاجر برا فاجرا، .كان يف فجار أحدمها فاجر كان يف أبرار، واآلخر بر أمرمها، فإن

فـالجواد .جواد، وخبيـل، ومسـرف، ومقتصـد : الرجال أربعة و ــــه ــــاه مجيعــــا يف أمــــر آخرت ــــه ونصــــيب دني .الــــذي يوجــــه نصــــيب آخرت

الــــذي والمســــرف .الــــذي خيطــــئ واحــــدة منهمــــا نصــــيبها والبخيــــل مث � .الـذي يلحـق بكـل واحـدة منهمـا نصـيبها والمقتصد .همـاجيمع نا الذين الكتاب أورثـنا هم عبادنا من اصطفيـ هم لنـفسـه ظـامل فمنـ ومـنـ

هم مقتصــــــد ــــــنـ ــــــإذن بــــــاخليـرات ســــــابق وم ــــــك اللــــــه ب الفضــــــل هــــــو ذل .)٣٢فاطر (�الكبري

«�‡¾a@Čk@ @@ @@ @@ @

املــــدح ا، أن يكــــون مــــن شــــأنك حــــب رئيســــإيــــاك إذا كنــــت ـــــك، فتكـــــون ث ـــــك من ـــــاس ذل ـــــة وأن يعـــــرف الن لم مـــــن الـــــث لمـــــة والتزكي

ـــا مـــون عليـــك منهـــا، وبابـــا يفتتحونـــك منـــه، وغ يتقح يبـــة يغتابونـــك .ويضحكون منك هلا

واملــرء جــدير أن يكــون . واعلــم أن قابــل املــدح كمــادح نفســه حب ه ه املدح هو الذي حيمله على رد . لـه الراد له حممود، والقابـل فإن

.معيب

مـا بينـك وبـني اإلخـوان، وفي الـرئيسب، فيما بينك وبني تنكواألعــوان يف ادعــاء الرجــل، عنــدما النــوابقــا قــد عرفنــاه يف بعــض ل خ

ـــر أو صـــواب رأي، أنـــه عمـــيظهـــر مـــن صـــاحبه ح ل يف ذلـــك ســـن أثبــل إن اســتطعت أن . وأشــار بــه، وإقــراره بــذلك إذا مدحــه بــه مــادح

ـــتعـــر عي ه صـــواب رأيـــك، فضـــال عـــن أن تـــد ف صـــاحبك أنـــك تنحلالــذي أنــت آخــذ فــإن . فافعــلنــه بــه، د ذلــك إليــه وتزي ســن صــوابه، وت

.عط بأضعاف بذلك أكثر مما أنت م

الرجـل قـد يكـون حليمـا، فيحملـه احلـرص علـى أن اعلم أن و . تكلـف اجلهـليهـني علـى أن ليد، واملخافة أن يقال م يقول الناس ج

ن، واملخافة يتا فيحمله احلرص على أن يقال لس م وقد يكون الرجل ز ــــمــــ . را علــــى أن يقــــول يف غــــري موضــــعه فيكــــون هــــذ ي ن أن يقــــال عي

يـفرحون الذين حتسنب ال � .ه ه، واحرتس منه كل ف هذا وأشباه فاعر مـــن مبفـــازة حتســـبـنـهم فـــال يـفعلـــوا مل مبـــا يحمـــدوا أن وحيبـــون أتــــوا مبـــا

.)١٨٨آل عمران (�أليم عذاب وهلم العذاب Š‰¨aë@æbj§a@ @@ @@ @@ @

فــانظر فيمــا رأيــت . ة مــر حم رص احلــ نب مقتلــة، وأن اجلــ اعلـم أن أم مـن قتـل مـدبرا؟ وانظـر ل يف القتـال مقـبال أكثـر تـق ن أم : أو مسعت

أمن يطلب إليك باإلمجال والتكرم أحق أن تسخو نفسك له بطلبته ر أم من يطلب إليك بالش يغ؟ه والز

را، ومنه ما يسمى ذ ب األمور ما يسمى ح ك ن تن اعلم أن م و يــاه األمــر قبــل مواقعتــك إن ك مــنــفــإن اســتطعت أن يكــون جبـ . را و خــ

Page 11: كتاب التيسير

١١ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ـــفيـــه مث تتهي س وال تـــنغم . هـــذا احلـــذر فـــإن ،فافعـــل هـــذا هـــو فـــإن ،ه ب .احلكيم ال خيوض را حىت يعلم مقدار غوره فإن . ر و اخل

مــــا حتــــذر وأن ون عليــــك فيبعــــض شــــدة احلــــذر عــــ واعلــــم أن الـذي المـوت إن قـل � .بعض شدة االتقاء مما يدعو إليك ما تتقـي

.)٨اجلمعة (�مالقيكم فإنه منه تفرون †ì�¨a@ @@ @@ @@ @

لــيكن ممــا تصــرف بــه األذى والعــذاب عــن نفســك أال تكــون ل بـاألدىن فـاألدىن كـو ومن لؤمه أنـه م . ق لئيم ل فإن احلسد خ . حسودا

.فاء واملعارف واخللطاء واإلخوان من األقارب واألك

خـري مـا تكـون حـني أن مـا تعامـل بـه احلسـد أن تعلـم فليكن تكون مع من هو خري منك، وأن غنما حسنا لك أن يكون عشريك

منك يف العلم، فتقتبس من علمه، وأفضل منـك يف وخليطك أفضل مــن مالــه، فيــد القــوة، فيــدفع عنــك بقوتــه، وأفضــل منــك يف املــال، فت

ك جباهـــه، وأفضـــل منـــك يف يب حاجتـــصـــيف اجلـــاه، فت وأفضـــل منـــك .صالحا بصالحه الدين، فتزداد

راهـا يالرجل تثقـل عليـه النعمـة قد رأينا من سوء االسة أن و بصاحبه، فيكون ما يشتفي بصاحبه، يف تصغري أمره وتكـدير النعمـة

فـال خيفـى . كأنـه واعـظ وقـاص ول، ر الزوال والفناء والد عليه، أن يذك ــــك علــــى مــــن يـ ــــه وال غــــريه عــــذل ــــوال يـ . ىن ب ــــة املوعظــــة ل قولــــز نـ ه مبنزل

جر من النعمة، إذا رآهـا لغـريه، واالغتمـام واإلبالغ، ولكن مبنزلة الض إذا حاسـد شـر ومـن �ه واستعذ باهللا من .ح و ا واالسرتاحة إىل غري ر

.)٥الفلق (�حسد la‰ØÛa@ @@ @@ @@ @

. وهـو يتفقـدها ويثبتهـا ،هـو يؤسسـها: رأس الذنوب الكـذب باألمنيــــة، واجلحــــود، واجلــــدل، يبــــدو لصــــاحبه : ويتلــــون ثالثــــة ألــــوان

ذلك باألمنية الكاذبة فيما يزين له من الشهوات فيشجعه عليها بأن ن أعيــاه ذلــك فــإذا ظهــر عليــه قابلــه بــاجلحود واملكــابرة، فــإ. ســيخفى

خــتم باجلــدل، فخاصــم عــن الباطـــل ووضــع لــه احلجــج، والــتمس بـــه التثبــــــت وكــــــابر بــــــه احلــــــق حــــــىت يكــــــون مســــــارعا للضــــــاللة ومكــــــابرا

.بالفواحش

أو غــريه يف اهلــزل، رئيسبإرســال الكذبــة عنــد الــ ال تتهــاونن و ـــا تســـرع يف إبطـــال احلـــق وردـــه فإ ال اللـــه إن � .الصـــدق ممـــا تـــأيت ب

.)٢٨غافر (�كذاب مسرف هو من يـهديÝçb§a@ @@ @@ @@ @

منهــا، أن :خصــال يســر ــا اجلاهــل، كلهــا كــائن عليــه وبــاال رى باألخيـار مـن ي نومنها، أ .يفخر من العلم واملروءة مبا ليس عنده

عاملا وديعا منصفا ل ومنها، أن يناق .مته مش االستهانة واجلفوة ما ي ه نظــراؤه مــن جــفل لــه يف القــول فيشــتد صــوت ذلــك اجلاهــل عليــه مث ي

علـة ط منـه الكلمـة أو الف ومنها، أن تفـر .الصوت اجلهال حوله بشدة ل وعنـــد ومنهـــا، أن يكـــون جملســه يف احملفـــ .ــا بــة للقـــوم فيـــذكر ج املع

.عليه الفضل فوق جمالس أهل الرئيس

مــــن الــــدليل علــــى ســــخافة املــــتكلم أن يكــــون مــــا يــــرى مــــن و ـــم ه لـــيس علـــى حســـحك ضـــ ب مـــا عنـــده مـــن القـــول، أو الرجـــل يكل

صــــاحبه فيجاذبــــه الكــــالم ليكــــون هــــو املــــتكلم، أو يتمــــىن أن يكــــون .ه قد فرغ وأنصت له فإذا نصت له مل حيسن الكالم صاحب

ـــــة وال جـــــوار وال إلـــــف ا ك شـــــر نـــــنـ ال يؤم و فـــــإن .جلاهـــــل قرابما يكون اإلنسان حلريق النار أقـرب مـا يكـون منهـا، وكـذلك ف أخو

فـــك بك، وإن ناســـبك جـــىن عليـــك، وإن أل اجلاهـــل إن جـــاورك أنصـــطيــق، وإن عاشــرك آذاك وأخافــك، مــع أنــه عنــد ل عليــك مــا ال ت محــ

ين ملـــك فــظ، وعنـــد املوافقــة يف الـــد ع ضــار، وعنـــد الشــبع ب اجلــوع ســـ م فأنــــت بــــاهلرب منــــه أحــــق منــــك بــــاهلرب مــــن ســــ .قائــــد إىل جهــــنم

اءيـين الفـادح والـداء الع األساود واحلريق املخـوف والـد. � أعظـك إين .)٤٦هود (�اجلاهلني من تكون أن

kšbÌÛa@ @@ @@ @@ @

ن أحـدهم الغضـب، إذا يبلغ مـاعلم أن من الناس ناسا كثريا ن لـــوح والقطـــوب يف وجـــه غـــري مـــالك علـــىغضـــب، أن حيملـــه ذلـــك

ـــاللفـــظ ملـــن ال ذنـــب لـــه، والعقوبـــة ملـــن مل يكـــن ي أغضـــبه، وســـوء م همبعاقبتــه، وشــدة املعاقبــة باللســان واليــد ملــن مل يكــن يريــد بــه إال دون

أن يتـربع بـاألمر ذي اخلطـر ملـن مث يبلغ بـه الرضـى، إذا رضـي،. ذلك ن مل يكن يريد إعطاءه، ويكـرم مـن م ليس مبنزلة ذلك عنده، ويعطي

.مل يرد إكرامه وال حق له وال مودة عنده

فاحذر هذا الباب احلذر كله فإنـه لـيس أحـد أسـوأ فيـه حـاال طون باقتدارهم يف غضبهم، وبتسرعهم يف الذين يفر سلطةمن أهل ال

Page 12: كتاب التيسير

١٢ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ه طــس بعقلــه أو يتخب ب لتــن ي فإنــه لــو وصــف ــذه الصــفة مــ. رضــاهم من عند رضاه غري و أن يعاقب عند غضبه غري من أغضبه وحيبـ املس

مــا وإذا� وكــن مــن الــذين آمنــوا .أرضــاه لكــان جــائزا ذلــك يف صــفته .)٣٧الشورى ( �يـغفرون هم غضبوا

æbä¾a@ @@ @@ @@ @

ل و إذا كانـــت لـــك عنـــد أحـــد صـــنيعة، أو كـــان لـــك عليـــه طـــيف ن ر وال تقتصـ. ه بالتصـغري لـه فالتمس إحيـاء ذلـك بإماتتـه، وتعظيمـ

صــــغي بســــمعي إىل مــــن ال أذكــــره وال أ : بــــه علــــى أن تقــــول قلــــة املــــنمـــن ال يوصـــف بعقـــل وال حيي منـــه بعـــض هـــذا قـــد يســـت ذكره، فـــإن يــ

أن يكــون يف جمالســتك إيــاه، ومــا تكلمــه بــه، أو احــذر ولكــن . م ر كــتســتعينه عليــه، أو جتاريــه فيــه، شــيء مــن االســتطالة، فــإن االســتطالة

.)٦املدثر (� تستكثر متنن وال � .ر املعروف كد دم الصنيعة وت â‹Ì¾a@õb�äÛbi@ @@ @@ @@ @

هــا هــا للجسـد وأتلف ين وأك ن أوقــع األمـور يف الـد مـ اعلـم أن ة ها يف ذهــــاب اجلاللــــراهــــا للمــــروءة وأســــرع هــــا للعقــــل وأز تل للمــــال وأق

.بالنساء قار الغرام والو

مـا عنـده يكـره وميـلأنـه ال ينفـك ن ومن البالء على املغـرم ـن وما يتزي .إمنا النساء أشباه و . ن وتطمح عيناه إىل ما ليس عنده منه

يف العيـــــون والقلـــــوب مـــــن فضـــــل جمهـــــوالن علـــــى معروفـــــان باطـــــل بل كثري مما يرغب عنه الراغب مما عنده أفضل مما تتوق إليه . دعة وخ

الناس ب عما يف رحله منهن إىل ما يف رحال غ وإمنا املرت . نفسه منهنبـل النسـاء بالنسـاء ،إىل مـا يف بيـوت النـاس كاملرتغب عن طعام بيته

النـــاس مـــن األطعمـــة أشـــد أشـــبه مـــن الطعـــام بالطعـــام، ومـــا يف رحـــال .تفاضال وتفاوتا مما يف رحاهلم من النساء

ورأيــه يــرى املــرأة بــه الــذي ال بــأس بل الرجــل ومــن العجــب أن ــا، في فــمــن بعيــد متلفصــة يف ثيا واجلمــال حــىت ن ســيف قلبــه احل هلــا ر و

م منهـا علـى ، مث لعلـه يهجـرب ه من غري رؤية وال خرب خمـق ا نفس تعل وال . ه عـن أمثاهلـاظه ذلك وال يقطع مامة، فال يع الد ح وأدم ب أقبح الق

ق، حــــىت لـــــو مل يبــــق يف األرض غــــري امـــــرأة يــــزال مشــــغوفا مبـــــا مل يــــذ مــــق وهــــذا هــــو احل . هلــــا شــــأنا غــــري شــــأن مــــا ذاق أن لظــــن واحــــدة،

ه ف والشقاء والس.

عــن الطعــام والشــراب والنســاء يف ومينعهــام نفســه ن مل حيــومــبعـض سـاعات شــهوته وقدرتـه، كــان أيسـر مــا يصـيبه مــن وبـال ذلــك

. ده عف حوامـل جسـنار شهوته وض انقطاع تلك اللذات عنه خبمود ن جتده إال خمادعا لنفسه يف أمر جسده عند الطعـام والشـراب م ل ق و

واء، ويف أمـــر مروءتــه عنــد األهـــواء والشــهوات، ويف أمـــر ميــة والــد واحل ونـهـى ربـه مقـام خـاف مـن وأمـا � .بهة والطمـع ة والشـدينه عند الريب

.)٤١النازعات ( �المأوى هي اجلنة فإن )٤٠( اهلوى عن النـفس ‹ØÛaî÷ÜÛaë@áíá@ @@ @@ @@ @

ســـخاوة نفـــس : واعلـــم أنـــه ســـخاءان. عـــود نفســـك الســـخاء وســخاوة نفــس .الرجــل مبــا يف يديــه، وســخاوته عمــا يف أيــدي النــاس

وتركـه . الرجل مبا يف يديه أكثرمها وأقرما من أن تـدخل فيـه املفـاخرة هـو فـإن . ه ز يف أيدي الناس أحمـض يف التكـرم وأبـرأ مـن الـدنس وأنــما

فقد استكمل اجلود والكرم مجعهما فبذل وعف.

.هل العقل والكرم يبتغون إىل كل معروف وصلة وسبيال أ إن

يء انقطاعهـــا، ومثـــل واملـــودة بـــني األخيـــار ســـريع اتصـــاهلا بطـــسـريع اإلعـادة، االنكسـار بطـيءذلـك مثـل كـوب الـذهب الـذي هـو

واملــودة بــني األشــرار ســريع . هــني اإلصــالح، إن أصــابه ثلــم أو كســراتصــاهلا، كــالكوز مــن الفخــار يكســره أدىن عبــث مث يءانقطاعهــا بطــ

قية واحدة أو معرفة والكرمي مينح الرجل مودته عن ل .ل له أبدا ال وص ــــوم ــــة . ي ويطعمــــون � .أو رهبــــة واللئــــيم ال يصــــل أحــــدا إال عــــن رغب

ا )٨( وأسريا ويتيما مسكينا حبه على الطعام ـه لوجه نطعمكم إمنال الل .)٩اإلنسان (� شكورا وال جزاء منكم نريد

إن أهل الدنيا يتعاطون فيما بينهم أمرين ويتواصلون عليهما و فاملتبـــــــــاذلون ذات الـــــــــنفس هـــــــــم . ومهـــــــــا ذات الـــــــــنفس، وذات اليـــــــــد

الـذين يلــتمس المتعــاونون، وأمــا املتبـاذلون ذات اليــد فهـم األصـفياءومـــن كـــان يصـــنع املعـــروف لـــبعض منـــافع . بعضـــهم االنتفـــاع بـــبعض

كمثل الصياد وإلقائه احلب للطري، يالدنيا فإمنا مثله فيما يبذل ويعطذات الـنفس يفتعـاط. ال يريد بذلك نفع الطـري وإمنـا يريـد نفـع نفسـه

.من تعاطي ذات اليد أفضل

ن القـول، سـيء من عالمـات اللئـيم املخـادع أن يكـون حسـو ازيـا باحلقـد، وال للفحـش، جماحلسـد، محـ الفعل، بعيد الغضب، قريب

ـــفـــا للجـــود، متكل عا فيمـــا لـــيس لـــه، ضـــيقا فيمـــا صـــغري اخلطـــر، متوس .أجسادا، وأن الكرام هم أصرب نفوسا واعلم أن اللئام أصرب .ميلك

Page 13: كتاب التيسير

١٣ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

‡ça�Ûa@ @@ @@ @@ @

دعتــــــك إىل إن رأيــــــت نفســــــك تصــــــاغرت إليهــــــا الــــــدنيا، أوك ذلـك مـن رنـالزهادة فيها على حـال تعـذر مـن الـدنيا عليـك فـال يغ

ل، فإـــــا ليســـــت بزهـــــادة، ولكنهـــــا ضـــــجر نفســـــك علـــــى تلـــــك احلـــــاـــواســـت ك مـــن الـــدنيا وغضـــب منـــك مـــا أعجـــز ر نفـــس عنـــدخذاء وتغيـ

مـت علـى رفضـها وأمسـكت عـن ولـو مت . عليها مما التوى عليك منهـا مـــن طلبهـــا أوشـــكت أن تـــرى مـــن نفســـك مـــن الضـــجر واجلـــزع أشـــد

إىل رفــض الــدنيا ك ولكــن إذا دعتــك نفســ .ضــجرك األول بأضــعاف الدار الله آتاك فيما وابـتغ � .إىل إجابتها ع وهي مقبلة عليك، فأسر

نـيا من نصيبك تـنس وال اآلخرة ٧٧القصص (� الد(. ‹ib—Ûa@ @@ @@ @@ @

ســـــوء، وعشـــــري الســـــوء، نفســـــك بالصـــــرب علـــــى جـــــار ال ذلـــــل ـــك ،وجلـــيس الســـوء واعلـــم أن الصـــرب . فـــإن ذلـــك ممـــا ال يكـــاد خيطئ

والصــرب علـــى . صــرب املـــرء علــى مـــا يكــره، وصـــربه عمــا حيـــب: صــربان را فاصـرب � .املكـروه أكربمهــا وأشـبههما أن يكــون صـاحبه مضــطرا صــبـ

يال .)٥املعارج (�مج

احـــا علـــى ق د الرجـــل و لـــولـــيس الصـــرب املمـــدوح بـــأن يكـــون ج فإمنــا . ه قويــة علــى املشــي، أو يــده قويــة علــى العمــل جلــلضــرب، أو ر ا

الصـــرب املمـــدوح أن يكـــون للـــنفس ولكـــن .هـــذا مـــن صـــفات احلمـــري ـــا، ولألمـــور حمـــ ال، ولنفســـه عنـــد الـــرأي ال، ويف الضـــراء مـــتجم تم غلوب

يرجـــو فــاظ مرتبطـــا وللحـــزم مــؤثرا، وللهـــوى تاركـــا، وللمشــقة الـــيت واحل ا، وعلــى جماهــدة األهــواء والشــهوات مواظبــا، ف هــا مســتخ حســن عاقبت

إال يـلقاهـا وما صبـروا الذين إال يـلقاها وما � .ذا ف نـ ولبصريته بعزمه م .)٣٥فصلت (�عظيم حظ ذو

يف مـدافعتها ح و إذا تراكمت عليك األعمال فال تلـتمس الـر و الصـرب عليهـا لـك إال يف إصـدارها، وإن فإنـه ال راحـة . بالروغان منها هو الذي يراكمها عليك فها عنك، والضجر هو الذي خيف.

ن ذلــك يف نفســك خصــلة قــد رأيتهــا تعــرتي بعــض فتعهــد مــد الرجــل يكــون يف أمــر مــن أمــره، فــري وذلــك أن . أصــحاب األعمــال

ر ذلـك كـد ه في خر، أو يأتيه شاغل من النـاس يكـره إتيانـآعليه شغل م واحـدا فسد ما كان فيه وما ورد عليه، حـىت ال حيكـبنفسه تكديرا ي

.)٤األحزاب (� جوفه يف قـلبـني من لرجل الله جعل ما � .منهما

ك اللذان ك وعقل فليكن معك رأي فإذا ورد عليك مثل ذلك بــه حــىت غلك، فاشــتغل مــا ختتــار األمــور، مث اخــرت أوىل األمــرين بشــ

ر إذا عليـــك فـــوت مـــا فـــات وتـــأخري مـــا تـــأخ وال يعظمـــن . منـــه غ فـــر تواجعــل لنفســك يف .ك يف حقــه أعملــت الــرأي معملــه وجعلــت شــغل

كل شغل غاية ترجو القو مام عليهاة والت.

من ابتلـي مبـرض يف جسـده ال يفارقـه، أو بفـراق : وكان يقال قيال وال يرجو بيتا وال م خوان، أو بالغربة حيث ال يعرف م األحبة واإل

.فاحلياة له موت، واملوت له راحة ،إيابا، أو بفاقة تضطره إىل املسألةر وهو شيئا تكرهوا أن وعسى �:واهللا يقول .)٢١٦البقرة (� لكم خيـ

ñõ닾a@kyb–@ @@ @@ @@ @

سـلطة، فـإن السلطةال يعجبنك إكرام من يكرمك ملنزلة أو لك للمال، فإنه ن يكرم وال يعجبنك إكرام م . أمور الدنيا زواال أوشك

.رعة الزوال يف س سلطةهو الذي يتلو ال

ــــاك لل ــــك إكــــرامهم إي نســــب، فــــإن األنســــاب أقــــل وال يعجبن .ين والدنياناء عن أهلها يف الد مناقب اخلري غ

يـن أو مـروءة فـذلك فليعجبـك فـإن كرمت علـى د ولكن إذا أ إن � .ين ال يزايلــك يف اآلخـــرة الــد وإن . ك يف الـــدنيااملــروءة ال تزايلــ

.)١٣احلجرات ( � أتـقاكم الله عند أكرمكم

كــرم علــى غــري مــال، كاألســد الــذي الرجــل ذو املــروءة قــد ي و له يهان وإن كثر ماله، والرجل الذي ال مروءة .هاب وإن كان عقريا ي

ال وهــو .ل خــل وخ ق و كالكلــب الــذي يهــون علــى النــاس وإن هــو طــوعرضـــها يف ر بنفســـه ولـــو خـــاط ،وإن كـــان كثـــريا معروفـــا صـــنعه رى يـــ

الفـاين بالبـاقي، ر بـل يعلـم أمنـا أخطـ. مل يـر ذلـك عيبـا وجوه املعـروف .واشرتى العظيم بالصغري

حـــــا، نج وأغـــــبط النـــــاس عنـــــد ذوي العقـــــل أكثـــــرهم ســـــائال م . دك نفسـك مبـا تكـون بـه للخـري أهـال ليحسن تعاه ف .ومستجريا آمنا

ــبــك فإنــك إذا فعلــت ذلــك، أتــاك اخلــري يطل ل ي ، كمــا يطلــب املــاء الس .لدنياه .دورةإىل احل

أحــدا، وإن استأنســت بــه أخــا ذا قرابــة أو أخــا تصــاحنب الو ذا مودة، وال والدا وال ولدا إال مبـروءة، فـإن كثـريا مـن أهـل املـروءة قـد

ل علـــــى أن يصــــحبوا كثــــريا مــــن اخللطـــــاء ذ حيملهــــم االسرتســــال والتبــــ .باإلدالل والتهاون والتبذل

Page 14: كتاب التيسير

١٤ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

هـا وجالهلـا أحـدث حبة املروءة ووقار ومن فقد من صاحبه ص وال تلـتمس غلبـة صـاحبك . ذلك له يف قلبه رقة شأن وسخف منزلـة

رك إذا فــظ بعلــى تقريعـه ن ئ ر عليـه عنــد كـل كلمــة ورأي وال جتـرت والظفـ .ت ح ك عليه إذا وض استبان، وحجت

الغلبة وسفه الرأي يف ذلك على هم حب ل أقواما قد حيم إن و نســى، فيلتمسـوا فيهــا احلجــة، مث يســتطيلوا أن يتعقبـوا الكلمــة بعــدما ت

.عف يف العقل ولؤم يف األخالق وذلك ض . ا على األصحاب

عريض والتوقيع بالرجال تالناس خيدعون أنفسهم بال واعلم أن ــــ. م ومســــاويهم ونقيصــــتهمه التمــــاس مثــــالب يف عنــــد ني وكــــل ذلــــك أبـ

مـن ذلـك يف غـرور وال جتعلـن فـال تكـونن . ح الصـبح ض سامعيه من و .نفسك من أهله

ـــنخفض و ـــل الـــذكر م إن الرجـــل ذا النبـــل واملـــروءة يكـــون خامـــه إال أن تشـــب وترتفـــع ـــعلة مـــن النـــار يضـــرا املنزلـــة فتـــأىب منزلت كالش

.صاحبها وتأىب إال ارتفاعا

املرء ترفعه مروءته من املنزلة الوضيعة إىل املنزلة الرفيعة، ومن ف إن و . ال مـــروءة لـــه حيـــط نفســـه مـــن املنزلـــة الرفيعـــة إىل املنزلـــة الوضـــيعة

ـــه مهـــين، ـــة الشـــريفة شـــديد، واالنحطـــاط من ـــى المنزل االرتفـــاع إلرفعه من األرض إلى العـاتق عسـر، ووضـعه إلـى : ر الثقيلكالحج

فنحن أحـق أن نـروم مـا فوقنـا مـن املنـازل، وأن نلـتمس . األرض هين مث كيف نقنع ا وحنن نستطيع التحول عنها؟. ذلك مبروءتنا

ÈÛabÝÓ@ @@ @@ @@ @

وأحــــق مــــن مل يســــتخف بــــه .ال يســــتخف ذو العقــــل بأحــــد واإلخوان، فإنه من استخف باألتقياء أهلك والرؤساءاألتقياء : ثالثة

أهلـك دنيـاه، ومـن اسـتخف بـاإلخوان لرؤسـاءدينه، ومن استخف با .أفسد مروءته

أصـل العقــل التثبـت، ومثرتــه السـالمة، وأصــل الـورع القناعــة، و جح ومثرته الظفر، وأصل التوفيق العمل، ومثرته الن.

ذنوب والعيـوب بالقناعـة وحماسـبة مـن عظـام الـالعاقل يسلم و .النفس

ـــه، وال يســـأل مـــن و ال جتـــد العاقـــل حيـــدث مـــن خيـــاف تكذيبف برجائــه، د إجنـازه، وال يرجــو مــا يعنــد مبــا ال جيــخيـاف منعــه، وال يعــ

.م على من خياف العجز عنه قد وال ي

القوالـون خروجـا مـن عيـب غبط بـه ي بنفسه عما ي خ س وهو ي ـــال الســـائلون ســـالمة مـــن م ا ذلـــة لتكـــذيب، ويســـخي بنفســـه عمـــا ينف، لـخل امـن مذمـة ة املواعيـد بـراءة د ملسألة، ويسخي بنفسه عن حممـا

يه عـــن مراتـــب خ ســـ، وي الــرد ويســخي بنفســـه عـــن فــرح الرجـــاء خـــوف .مني ما يرى من فضائح املقصريند املق

ن أحسن تقدير أمر معاشه ن أحسن ذوي العقول عقال م وم فســد عليــه واحــدا منهمــا نفــاد اآلخــر، فــإن أعيــاه ومعــاده تقــديرا ال ي

�العــالمون إال يـعقلهــا ومــا� .ثــر عليــه األعظــمآذلــك رفــض األدىن و .)٤٣العنكبوت (

.الرفـــق :األولـــى: ثمـــانعقـــل الرجـــل ليبـــني يف خصـــال إن و طاعــة امللــوك، :والثالثــة .أن يعــرف الرجــل نفســه فيحفظهــا :والثانيــة

معرفـــة الرجـــل موضـــع ســـره، وكيـــف :والرابعـــة. والتحـــري ملـــا يرضـــيهمأن يكـــون علـــى أبـــواب :والخامســـة .ينبغـــي أن يطلـــع عليـــه صـــديقه

أن يكـــون لســـره ولســـر غـــريه :والسادســـة. امللـــوك أديبـــا ملـــق اللســـانأن يكــون علــى لســانه قــادرا، فــال يــتكلم إال مبــا :والســابعة. حافظــا

أن ال يتكلم يف :والثامنة. يأمن تبعته وال يطلع على سره إال الثقاتفمـن اجتمعـت فيـه هـذه اخلصـال كـان هـو .احملافل إال مبـا يسـأل عنـه

.الداعي اخلري إىل نفسه

Ûa@‡îÈ�ïÔ“Ûaë@ @

واملرجــو فالســعيد الفــاجل، .رجــوســعيد وم : حــاز اخلــري رجــالن الفــنت يف ض دام يف قيــد احليــاة وتعــر والفــاجل الصــاحل مــا .ممــن مل خيصــ

.ماء من األهواء واألعداءص اخل خماصمة

يـــوم يكـــون النـــاس صـــنفني -الســـعيد يرغبـــه اهللا يف اآلخـــرة و هم � ال شــيء غريهــا، فــإذا : حــىت يقــول - )١٠٥هــود (�وســعيد شــقي فمــنـ

دنياه وزهد فيها آلخرتـه، مل حيرمـه اهللا بـذلك نصـيبه مـن الـدنيا هضم .ومل ينقصه من سروره فيها

ال شـــــيء : والشـــــقي يرغبـــــه الشـــــيطان يف الـــــدنيا حـــــىت يقـــــوليص يف الـــدنيا الـــيت آثـــر مـــع اخلـــزي الـــذي فيجعـــل اهللا لـــه النغـــ. غريهـــا

Page 15: كتاب التيسير

١٥ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ــــر � .يلقــــى بعــــدها ــــدكم الفق ــــيطان يع ــــه الشــــأمركم بالفحشــــاء والل وي .)٢٦٨البقرة ( �يعدكم مغفرة منه وفضال والله واسع عليم âŒb¨a@ @

إن كــــان بعيــــدا مل يــــأمن : احلــــازم ال يــــأمن عــــدوه علــــى حــــال ن كــان منكشــفا مل يــأمن ، وإن كــان قريبــا مل يــأمن مواثبتــه، وإإغارتــه

كفـروا الـذين ود � .ه وكمينه، وإن رآه وحيدا مل يـأمن مكـر استطراده لـــة علـــيكم فـيميلـــون وأمتعـــتكم أســـلحتكم عـــن تـغفلـــون لــو واحـــدة ميـ .)١٠٢النساء (�

قـارب عـدوك بعـض املقاربـة، تنـل حاجتــك، وال : وكـان يقـال فيجرتئ عليك عدوك وتذل نفسك ويرغب عنك تقاربه كل املقاربة،

ومثل ذلك مثل العود املنصوب يف الشـمس، إن أملتـه قلـيال .ناصرك .احلد يف إمالته، نقص الظل تزاد ظله، وإن جاوز

بتحصــــــني والــــــرأي ،بــــــاحلزم، واحلــــــزم بإجالــــــة الــــــرأي الظفــــــر و الذي حيـول بـني ك به العاجز حاجته هو در السبب الذي ي و .األسرار

.بته احلازم وبني طل Éšaìn¾a@ @

ك دون غايتــــك يف كــــل جملــــس نفســــ إن اســــتطعت أن تضــــع النــاس إيــاك فــوق املنزلـــة رفــع قــام ومقــال ورأي وفعــل فافعــل، فـــإن وم

هم إيـــاك إىل الـــس الـــذي تباعـــدت إليهـــا نفســـك، وتقـــريب ط الـــيت حتـــهم مـن كالمـك ورأيـك م، وتـزيين مـا مل تعظـهم من أمـرك منه، وتعظيم

ن هو اجلمال وفعلك ما مل تزي. � ه إنال الل حيب فخور خمتال كل� .)١٨لقمان (

sÛbrÛa@á�ÔÛa@ @

Þb¾a@ñŠa†g@ @

، التعــبعــد اهلمــة يكــون ، ويف ب للراحــةاقتصــار الســعي إبقــاء ىن أن يكــون وســوء محــل الغــ ن ســأل فــوق قدرتــه اســتحق احلرمــان،ومــ

عنــد الفــرح مرحــا، وســوء محــل الفاقــة أن يكــون عنــد الطلــب شــرها، وعار الفقر أهون من عار الغىن، واحلاجة مع احملبة خري من الغىن مع

.غضة الب

الدنيا دول، فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان و .عليك مل تدفعه بقوتك

،زعـــت الـــدنيا ممـــن اســـتمكن منهـــا واعتكفـــت لـــه انت كـــم قـــد و ن متــاعهم مــ ذ فأصــبحت األعمــال أعمــاهلم والــدنيا دنيــا غــريهم، وأخــ

فا من بعدهم، فأصبحنا خل .ن ال يعذرهممل حيمدهم، وخرجوا إىل م قـاء أن ننظـر برنا أمـورهم، أح الذي نزل م، فـنحن إذا تـد نتوقع مثل

.ه وما خناف عليهم منه فنجتنبه فنتبع ما نغبطهم به

واحلكـيم . بـه األلبـاب خرف يغلب اجلوارح، ما مل تغل الدنيا ز و ع مـن أدنـاه فيمـا وراءه، وذكـر اطلـ ،ل به قلبـه شغ غضي عنه ومل ي من ي

مـن طـول يل لـه ويصـفو يف و حلـي ل ره د ه وشرب كـر لواحق شره فأكل م لقـه برضـاه، للرشـد إن مل ي كـارهإقامة العيش الذي يبقى ويـدوم، غـري

.هواه ومل يأته من طريق

ــــاس واالســــتغناء ــــك االفتقــــار إىل الن عــــنهم، وليجتمــــع يف قلبوليكن . شرك مسن ب وليكن افتقارك إليهم يف لني كلمتك هلم، وح

.ك ز قاء ع ك وبرض استغناؤك عنهم يف نزاهة ع ÖŒ‹Ûa@kÜ�a@ @

فت، ومـن اغتنم من اخلري مـا تعجلـت، ومـن األهـواء مـا سـو و عن العمل ح بالبطالة، وال جتنب وال تفر . ب ما عاد عليك ص الن .

ف، ال عقــل كالتــدبري، وال ورع كـــالك : ومسعــت العلمــاء قــالوامـا عليـه رب ما ص وأحق . سن اخللق، وال غىن كالرضىوال حسب كح

هـو إال لـه كاشـف فال بضر الله ميسسك وإن � .إىل تغيريه ال سبيل وهــو عبــاده مــن يشــاء مــن بــه يصــيب لفضــله راد فــال خبــري يــردك وإن

.)١٠٧يونس (�الرحيم الغفور

لــه وهــم الــذين يفرحــون بالقليــل وإن مـن النــاس مــن ال مــروءة وأمـا . ويرضون بالدون كالكلب الذي يصيب عظما يابسـا فـيفـرح بـه

أهل الفضل واملروءة فال يقنعهم القليل وال يرضون به دون أن تسمو كاألسـد الـذي ،م نفوسهم إىل ما هـم أهـل لـه وهـو أيضـا هلـم أهـل

ــــب البعــــري أال تــــرى أن . يفــــرتس األرنــــب فــــإذا رأى البعــــري تـركهــــا وطللــه الكســرة مـــن اخلبــز فـيفــرح ـــا ىرمــالكلــب يـبصــبص بذنبــه حـــىت ت

م إليه علفه ال يعتل ته إذا قدالفيل املعتـرف بفضله وقـو فـه وتقنعه، وأن .تملق لهحىت ميسح وجهه ويـ

ــن عــاش ذا مــال وكــان ذا فضــل وإفضــال علــى نفســه فمـــل ـــل عمـــره طوي ـــة فهـــو وإن ق ـــل المنزل ـــر خام ـــه غي ـــه وإخوان وأهل

ومن كان في عيشه ضيق وقلة وإمساك على نفسـه وذويـه . العمر

Page 16: كتاب التيسير

١٦ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ومن عمل لبطنـه وشـهواته . فالمقبور أحيا منه وكان خامل المنزلة .وقنع وتـرك ما سوى ذلك عد من البهائم

Č—yÞb¾a@å@ @

يــا بــين إن صــاحب : هلــم قالــه وممــاحكــيم يوصــي بنيــه كــان نيا يطلب ثالثة أمور لن يدركها إال بأربـعة أشياء ا . الدالثة أمالـيت الث

ــة فــي النــاس، والــزاد لآلخــرة ــعة فــي الــرزق، والمنزل يطلــب فالس . فاكتسـاب المـال الـيت حيتـاج إليهـا يف درك هـذه الثالثـة األربـعـة وأما

علــى مــا اكتســب منــه، مث القيــام مــن أحســن وجــه يكــون، مث حســن ح املعيشـــة ويرضـــي األهـــل واإلخـــوان فيمـــا يصـــل إنفاقـــه ، مث اســـتثماره

.فـيعود عليه نفعه يف اآلخرة

فمــــن ضــــيع شــــيئا مــــن هــــذه األحــــوال مل يــــدرك مــــا أراد مــــن وإن هو كان . ألنه إن مل يكتسب مل يكن له مال يعيش به ،حاجته

ذا مــــال واكتســــاب مث مل حيســــن القيــــام عليــــه أوشــــك املــــال أن يفــــىن لم تمنـعه قلة اإلنفاق من وإن هو وضعه ومل يستثمره . ويبقى معدما

ذ منـه إال غبـار الميـل ثـم كالكحل الـذي ال يـؤخـ. سرعة الذهاب وإن هـو أنفقـه يف غـري وجهـه ووضـعه يف . هو مع ذلـك سـريع فنـاؤه

غري موضعه وأخطأ بـه مواضـع اسـتحقاقه صـار مبنزلـة الفقـري الـذي ال الـيت مث مل مينع ذلك أيضا ماله مـن التـلـف بـاحلوادث والعلـل . مال له

جتـــري عليـــه كمحـــبس املـــاء الـــذي ال تـــزال امليـــاه تنصـــب فيـــه، فـــإن مل ض ومتـنـفس خيرج منـه املـاء بقـدر مـا ينبغـي خـرب ييكن له خمرج ومف

ا انبثق من نواح كثرية ورمب البثق العظيم فذهب املاء ]انفجـر[ وسال ونـز .ضياعا

@ꊇÓ@Ò‹Ça@ @

ووجـدت مـن .ع واألعوان والصديق واحلشم إال للمـال ب ما التكاملـاء الـذي يبقـى ،ال مال له، إذا أراد أمرا قعد بـه العـدم عمـا يريـده

ال ميـــر إىل ـــر وال جيـــري إىل مكـــان، الصـــيف،يف األوديـــة مـــن مطـــر وال القــــوة إال وال الــــرأي . ظهــــر املــــروءة إال املــــال وال ي . فتشــــربه أرضــــه

كـر لـه، ن ال أوالد لـه فـال ذ ن ال إخوان له فال أهل لـه، ومـوم .باملال .ومن ال عقل له فال دنيا له وال آخرة، ومن ال مال له فال شيء له

إىل مــا يف أيــدي النـــاس الحاجـــة الفقــري الرجــل أصــابت وإذا حيتـاج وما ملعيشةا اضطرته فرمبا قرابته، ذوي على وهان إخوانه، نبذه فــإذا فيهلــك، بدينـه، فيــه يغـرر مبــا ذلـك طلــب إىل وعيالـه لنفســه إليـه

كحـــال الشـــجرة النابتـــة يف حالـــه فـــإن واآلخـــرة، الـــدنيا خســـر قـــد هـــو .السباخ، املأكولة من كل جانب

بة للعقـــل ل والفقــر داعيــة إىل صـــاحبه مقــت النــاس، وهـــو مســ .همة، وجممعة للباليان للت واألدب، ومعد مذهبة للعلم و واملروءة،

ووجدت الفقر رأس كل بالء، وجالبا إىل صاحبه كل مقت، للعلم ومذهب واملروءة، للعقل مسلبة ذلك مع وهو .ومعدن النميمة

ومن نـزل بـه الفقـر والفاقـة .للحياء ومقطعة للتهمة، ومطية واألدب،حيــاؤه ذهــب ســروره، ومــن ب ذهــ د بــدا مــن تــرك احليــاء، ومــنمل جيــ

زن، ومـن حـزن حـذهب سروره مقت، ومن مقت أوذي، ومن أوذي ومــــن أصــــيب يف عقلــــه .نكر حفظــــه وفهمــــه فقــــد ذهــــب عقلــــه واســــت

.ال له هله فيما يكون عليوفهمه وحفظه كان أكثر قوله وعم

ه الظن من فإذا افتقر الرجل امه من كان له مؤمتنا، وأساء ب كان يظن به حسنا، فإذا أذنب غريه ظنوه وكان للتهمـة وسـوء الظـن

.موضعا

عيــب، ذم و هـي للفقــريو لــة هـي للغــين مــدح إال ولـيس مــن خ ، وإن كـان مبـذراي أهـوج، وإن كـان جـوادا مسـي فإن كان شـجاعا مسـ

نا مســي سـحليمـا مسـي ضـعيفا، وإن كـان وقــورا مسـي بليـدا، وإن كـان ل .ا ي ي مهذارا، وإن كان صموتا مسي ع

وال فاملوت أهون من احلاجة اليت حتوج صاحبها إىل املسـألة،فــإن الكــرمي لــو كلــف أن يــدخل يــده ،ســيما مســألة األشــحاء واللئــام

يف فم األفعى، فيخرج منـه مسـا فيبتلعـه كـان ذلـك أهـون عليـه وأحـب .ميإليه من مسألة البخيل اللئ

الســـرقة علـــى فحملتـــه حاجـــة وبـــه املســـألة الرجـــل كـــره ورمبـــا راغ الـــيت الفاقـــة مـــن شـــر والظلـــم والنهـــب والســـرقة. والظلـــم والنهـــب

خــري والغــنب بالكــذب، اللســان مــن خــري اخلــرس: قيــل قــد فإنــه. عنهــا .الناس أموال من والنعمة السعة من خري والفاقة والظلم، القهر من

ولكـن مالـه . لتـه زنـه ق الكثـري، وال حي وليس يفرح العاقل باملـال ال و .أغــىن النــاس أكثــرهم إحســانا و .م مــن صــاحل عملــه عقلــه ومــا قــد

غنيــا مـن مل يشــارك يف مالــه، وال تعـد نعيمــا مــا كـان فيــه تنغــيص د تعـرمـــا وال الغـــرم غرمـــا إذا غنمـــا إذا ســـاق غ نم الغـــ د وســـوء ثنـــاء، وال تعـــ

.نما ساق غ

Page 17: كتاب التيسير

١٧ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ة لــالغمــام، وخ ظــل : وقيــل يف أشــياء لــيس هلــا ثبــات وال بقــاء .بأ الكاذب، واملال الكثري شق النساء، والن األشرار، وع

رص وجـــــدنا الباليـــــا يف الـــــدنيا إمنـــــا يســـــوقها إىل أهلهـــــا احلـــــو ة وتعـب، ألنـه ال يـزال يـل وال يزال صاحب الـدنيا يتقلـب يف ب . والشره

ـــؤيت الملـــك مالـــك اللهـــم قـــل � .لـــة احلـــرص والشـــره خب مـــن الملـــك تـ بيـدك تشـاء مـن وتـذل تشـاء مـن وتعـز تشـاء ممـن الملـك وتـنزع تشاء ـــر وتـــولج النـهـــار يف الليـــل تـــولج )٢٦( قـــدير شـــيء كـــل علـــى إنـــك اخليـ وتـرزق احلي من الميت وخترج الميت من احلي وخترج الليل يف النـهار

.)٢٧آل عمران ( �حساب بغري تشاء من @á�ÔÛaÉia‹Ûa@ @

@âýØÛa@ñŠa†g

إمــا مليحــة وإمـــا : عليــك أحاديـــث تعجبــك ر اعلــم أنــه ســتمــاحل فــإذا أعجبتــك كنــت خليقــا أن حتفظهــا، فــإن . رائعـة ل مبــا فــظ موك

رص احلـــ فـــإن . ب منهـــا األقـــوام ص علـــى أن تعجـــوســـتحر . لـــح وراع م ولـيس كـل معجـب لـك معجبـا . على ذلك التعجب من شأن الناس

.لغريك

ة واملــرتني، فلــم تــره وقــع مــن الســامعني فــإذا نشــرت ذلــك املــر ب مــــن غــــري عجيــــب جــــالع فــــإن . ه منــــك فــــازدجر عــــن العــــودة موقعــــ

ق الشــيء وال يقلــع عنــه وقــد رأينــا مــن النــاس مــن يعلــ. خف شــديدســلة قبول أصحابه لـه مـن أن يعـود إليـه مث وعن احلديث به، وال مينعه ق

.يعود

فإن اإلنسان من شأنه . خبار الرائعة فتحفظ منهامث انظر األن ما مــــا راع منهــــا، فــــأكثر النــــاس مــــاحلــــرص علــــى األخبــــار، وال ســــي

راة ز وذلــك مفســدة للصــدق ومــ. ع، وال يبــايل ممــن مســع ث مبــا مســحيــدبـــاملروءة، فـــإن اســـتطعت أال ختـــرب بشـــيء إال وأنـــت بـــه مصـــدق، وال

. بربهان، فافعليكون تصديقك إال

فـإن الكـذب . أخـرب مبـا مسعـت : وال تقـل كمـا يقـول السـفهاءوإنـــك إن . ن هـــو قائـــل الســـفهاء أكثـــر مــ أكثــر مـــا أنـــت ســامع، وإن

صرت لألحاديث واعيا وحامال كان ما تعي وحتمل عن العامـة أكثـر .مما خيرتع املخرتع بأضعاف

ك وغضبك ة، يتغالب عليه عقل ت ل اعلم أن لسانك أداة مص و ـــه، فـــإذا . وهـــواك وجهلـــك فكـــل غالـــب مســـتمتع بـــه وصـــارفه يف حمبت

غلـــب عليـــه عقلـــك فهـــو لـــك، وإن غلـــب عليـــه شـــيء مـــن أشـــباه مـــا فـــإن اســتطعت أن حتــتفظ بـــه وتصــونه فـــال . ك مسيــت لــك فهـــو لعــدو

� .ك، فافعــليـه عـدو ك فيكـون إال لـك، وال يسـتويل عليـه أو يشـارك .)١٨ق (�عتيد رقيب لديه إال قـول من يـلفظ ما

القصـد مـن واعلم أن خفـض الصـوت وسـكون الـريح ومشـي أمــا العجــب فهــو . جــب وال ع كــربدواعــي املــودة، إذا مل خيــالط ذلــك

ــ مرحــا األرض يف متــش وال � .آنن مــن دواعــي املقــت والش ــه إنال الل حيـب صــوتك مــن واغضـض مشــيك يف واقصــد )١٨( فخـور خمتــال كــل

١٩لقمان (� احلمري لصوت األصوات أنكر إن(.

مـــــــــن خلقـــــــــك أن تبتـــــــــدئ حـــــــــديثا مث تقطعـــــــــه ال يكـــــــــونن و يك فيه وليكن ترو . فيه بعد ابتدائك إياه أتكأنك رو ،سوف :وتقول

.م ف وغ خ جان احلديث بعد افتتاحه س احت فإن . قبل التفوه به

فإنه لـيس يف . عند إصابة املوضع عقلك وكالمك إال ن اخز و صـواب، وإمنـا متـام إصـابة الـرأي والقـول بإصـابة كل حـني حيسـن كـل

أخطــأك ذلــك أدخلــت احملنــة علــى عقلــك وقولــك حــىت فــإن . املوضــع .به إن أتيت به يف غري موضعه وهو ال اء وال طالوة له تأيت

يف إذا جعل الكالم مـثال، كـان ذلـك أوضـح للمنطـق وأبـني و حسـن الكـالم م ال يـت و .املعىن وآنـق للسـمع وأوسـع لشـعوب احلـديث

حبســن العمــل، كــاملريض الــذي قــد علــم دواء نفســه، فــإذا هـــو مل الإ .غنه علمه يتداو به مل ي

وليعــرف إخوانــك والعامــة أنــك، إن اســتطعت، إىل أن تفعــل القــول فضــل فــإن . مــا ال تقــول أقــرب منــك إىل أن تقــول مــا ال تفعــل

مقتا كبـر � .ة على الفعل عار وهجنة، وفضل الفعل على القول زين .)٣الصف (�تـفعلون ال ما تـقولوا أن الله عند

وأنت حقيق فيما وعدت من نفسك أو أخربت به صاحبك لفضــل الفعــل علــى القــول، التماســا أن حتــتجن بعــض مــا يف نفســك،

ـــ ر وحتـــرزا بـــذلك عـــن تقصـــري فعـــل إن قص، مقصـــرا مـــا يكـــون إال وقل. واعلــم أن فضــل الفعــل علــى القــول زينــة، وفضــل القــول علــى الفعــل

.الللة من غرائب اخل هجنة، وأن إحكام هذه اخل

ال جتـــالس امـــرأ بغـــري طريقتـــه، فإنـــك إن أردت لقـــاء اجلاهـــل و د علـى أن تضـيع علمـك ز بالبيـان مل تـ ي يـبالفقـه، والع بالعلم، واجلـايف

Page 18: كتاب التيسير

١٨ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ك إيـاه مبثـل مـا مـال يعـرف وغ مـا وتؤذي جليسك حبملك عليه ثقـل .به الرجل الفصيح من خماطبة األعجمي الذي ال يفقه عنه م يغت

واعلـــم أنـــه لـــيس مـــن علـــم تـــذكره عنـــد غـــري أهلـــه إال عـــابوه، جهـال، حـىت إن صـوا علـى أن جيعلـوه ونصبوا له ونقضـوه عليـك، وحر

ه كثريا من اللهو واللعب الذي هو أخف األشياء على الناس ليحضر .به ن ال يعرفه فيثقل عليه ويغتم م

إذا كنـــت يف قـــوم ليســـوا بلغـــاء وال فصـــحاء، فـــدع التطـــاول و .عليهم بالبالغة والفصاحة

ذا وإ. هامــا ضــارع بأحــد في ض عــر إيــاك أن ت و . ف عوراتــكاعــر املــدافع عــن نفســه قــة فــال تناضــل عنــه مناضــلة يخل ن أحــد مــ رت كــذ

عيـــب النـــاس منـــه فتـــر ملـــا ي املصـــغ وال تلـــ. م مبثلهـــاه تـ كـــل اإلحلــــاح ح .االخــتالط مــن حمققــات ولــيكن مــا كــان منــك يف غــري اخــتالط، فــإن

يب الر.

حــــديث ال يــــزال واعلـــم أنــــه يكــــاد يكــــون لكــــل رجــــل غالبــــة إمــا عــن بلــد مــن البلــدان أو ضــرب مــن ضــروب العلــم أو : حيــدث بــه

وعنـدما يغـرم بـه . صـنف مـن صـنوف النـاس أو وجـه مـن وجـوه الـرأيخف ويعرف منه اهلوى، فاجتنب ذلك الرجل من ذلك يبدو منه الس

.خاصة الرئيسيف كل موطن، مث عند

ــأبـدا فـال تع إذا كنـت يف مجاعـة قــوم و م جـيال مـن النــاس أو ن فإنـــك ال تـــدري لعلـــك تتنـــاول بعـــض . م أمـــة مـــن األمـــم بشـــتم وال ذ

ب إىل نس دا فت م تعأو م ،مكافأم أعراض جلسائك خمطئا، فال تأمن مـــع ذلـــك امســـا مـــن أمســـاء الرجـــال أو النســـاء بـــأن ن وال تـــذم . الســـفه

فإنـــك ال تـــدري، لعـــل ذلـــك غـــري . مـــن األمســـاء هـــذا لقبـــيح تقـــول إن وال . م ر احل و أمساء األهلني موافق لبعض جلسائك، ولعله يكون بعض

رح اللسـان وجـ. من هذا شيئا، فكل ذلك جيـرح يف القلـب ستصغرن ت هــا يــا �.مــن جــرح اليــد أشــدــذين أيـــوا ال ــوم يســخر ال آمن ــوم مــن قـ قـرا يكونوا أن عسى هم خيـ .)١١احلجرات (�منـ

ره ذاكـــر ك اعلـــم أنـــه لـــيس كـــل مـــن كـــان لـــك فيـــه هـــوى، فـــذ و ــــك ــــه أنــــت خبــــري ينفعــــه ذل ــــل عســــى أن يضــــره . بســــوء وذكرت فــــال . ب

فــع أو نك ذكـر أحـد مــن صـديقك أو عـدوك إال يف مـواطن د ف يسـتخ مبـــا ل ق بـــك يف مـــواطن احملامـــاة مل حيفـــا وثـــصـــديقك إذ فـــإن . حمامـــاة

.مما سوى ذلك، ومل يكن له عليك سبيل الئمة ت ترك

oà—Ûa@Ý›Ï@ @

املودة أمن، فاستكثر من املـودة البغضة خوف، وأن اعلم أن باحلسـىن، ق إذا ناطقت فنـاط و . صامتا، فإن الصمت سيدعوها إليك

.غر خيمة الو ل س ت س الصديق وي د يزيد يف و ن س احل ق املنط فإن

مـــــا إفـــــراط غن الكـــــالم والســـــالم، وال تـــــبل نـــــزر ال تكـــــونن و .خف واألخرى من الس رب إحدامها من الك فإن . اهلشاشة والبشاشة

علـى السـكوت، فإنـه نب غل ت على الكالم وقتا فال ت ب وإن غل ــــة، وأج مها لعلــــه يكــــون أشــــد همــــا إليــــك للمــــودة، وأبقامهــــا ب ل لــــك زين

.للمهابة، وأنفامها للحسد

اجتمع يف بعض الزمان ملوك األقـاليم مـن الصـني واهلنـد وقد وفارس والروم، وقالوا ينبغي أن يتكلم كل واحد منا بكلمة تدون عنه

أنا على ما لم أقل أقدر مني : فقال ملك الصـني. على غابر الدهرعجبـت لمـن يـتكلم بالكلمـة : وقـال ملـك اهلنـد. ى رد مـا قلـتعل

: وقال ملك فارس. فإن كانت له لم تنفعه، وإن كانت عليه أوبقته. إذا تكلمـــت بالكلمـــة ملكتنـــي، وإذا لـــم أتكلـــم بهـــا ملكتهـــاأنـــا

ما ندمت على ما لم أتكلم به قط، ولقد ندمت : وقال ملك الرومعنـد امللـوك أحسـن مـن اهلـذر والسـكوت . على ما تكلمت به كثيـرا .وأفضل ما استظل به اإلنسان لسانه. الذي ال يرجع منه إىل نفع

@Š‰yaÞ��a@õa‹¾aë@ @

إن آثـرت أن تفـاخر أحــدا ممـن تسـتأنس إليــه يف هلـو احلــديث أن تـتكلم فيــه مبـا كــان هـزال، فــإذا د فاجعـل غايـة ذلــك اجلـد، وال تعتــ

.ه ع بلغه أو قاربه فد

فإنــك إن خلطــت . د هــزال، وال بــاهلزل جــدا باجلــ ن طــختل وال غـــري أين قـــد . رتـــه نتـــه، وإن خلطـــت بـــاهلزل جـــدا كد باجلـــد هـــزال هج

علمــت موطنــا واحــدا إن قــدرت أن تســتقبل فيــه اجلــد بــاهلزل أصــبت ه وذلــــــك أن يتــــــوردك متــــــورد بالســــــف: الــــــرأي وظهــــــرت علــــــى األقــــــران

والغضــب وســوء اللفــظ، فتجيبــه إجابــة اهلــازل املــداعب، برحــب مــن .الذرع، وطالقة من الوجه، وثبات من املنطق

ســـــن ذر املــــراء مـــــن ح ك حـــــه، وال مينعنـــــبــــراء وأغر احــــذر املـــــو جادلـة

واعلـم أن املمـاري هـو الـذي ال يريـد أن يـتعلم وال . املناظرة وامل

.ه تعلم منأن ي

Page 19: كتاب التيسير

١٩ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

اـادل، فإن زعم زاعم أنـه جمـادل يف الباطـل عـن احلـق، فـإن م إىل الــذهن، فإنــه خياصــ البينــة حاضــر وإن كــان ثابــت احلجــة ظــاهر

ل د ل باخلصــــومة إال إليــــه عــــغــــري قــــاض، وإمنــــا قاضــــيه الــــذي ال يعــــد علـى فإن آنس أو رجا عند صـاحبه عـدال يقضـي بـه . ه صاحبه وعقل

.وإن تكلم على غري ذلك كان مماريا ،نفسه فقد أصاب وجه أمره

ن أن جيد لك عـذرا، وال تسـتعين ب إال إىل من حي ال تعتذرن و ثن إال مــن يــرى حــديثك رك حباجتــك، وال حتــد ظفــإال مبــن حيــب أن ي .بك اضطرار مغنما، ما مل يغل

ــل وإذا اعتــذر إليــك معتــذر، فتـ شــر ولســان ه بوجــه مشــرق وب ق .طلق إال أن يكون ممن قطيعته غنيمة

@å×Èàn�ß@b‡îubä�«@bjîªë@a@ @

ومـن حسـن . سن االستماع كما تتعلم حسن الكالم ح م تعلــــه، وقلــــة ــــ االســــتماع إمهــــال املــــتكلم حــــىت ينقضــــي حديث ت إىل التلف

.ملا يقول املتكلم، والوعي اجلواب، واإلقبال بالوجه والنظر إىل

ك عنـه طرفـ وال تشـغل . فأصغ إىل كالمه رئيسإذا كلمك الو واحـذر . بنظر إىل غريه، وال أطرافـك بعمـل، وال قلبـك حبـديث نفـس

.ها جبهدكصلة من نفسك، وتعاهد هذه اخل

ـــه ممــا يـ مــا تكلـــم بــه صـــاحبك، أن واعلــم، في ن صــواب مـــا جك بولــــه، عجلتــــزري بــــه يف ق ذهب بطعمــــه وجتــــه، ويــــويــــيــــأيت بــــه،

.ه إليــك بــذات نفســ فضــي ك حــديث الرجــل قبــل أن ي بــذلك، وقطعــومــــن األخــــالق الســــيئة علــــى كــــل حــــال مغالبــــة الرجــــل علــــى كالمــــه

.واالعرتاض فيه، والقطع للحديث

ث الرجــــل ومــــن األخــــالق الــــيت أنــــت جــــدير برتكهــــا إذا حــــد يــه له عأال تســابقه إليــه وتفتحــخــربا قــد مسعتــه خــربأأو حــديثا تعرفــه،

ظهـر للنـاس أنـك تريـد أن ، حـىت كأنـك ت وال تتعقبه عليه وتشاركه فيه يف ذلـك خفـة وشـحا وسـوء فـإن ،علموا أنـك تعلـم مثـل الـذي يعلـم ي

وهذا الباب من .ه به د فر ه بذلك وت ئ ن ه وما عليك أن تـ .أدب وسخفا .وأبوابه الغامضة كثرية . أبواب البخل

وليعرف العلماء حني جتالسـهم أنـك علـى أن تسـمع أحـرص .منك على أن تقول

ــك و إن مسعــت مــن صــاحبك كالمــا أو رأيــت منــه رأيــا يعجبواكتف من التزين بأن جتتين الصواب . فال تنتحله تزينا به عند الناس

الـــك ذلــك مســـخطة حانت واعلــم أن .إذا مسعتــه، وتنســبه إىل صـــاحبه فــإن بلــغ بــك ذلــك أن . خفا فيــه مــع ذلــك عــارا وســ لصــاحبك، وأن

ي الرجل وتـتكلم بكالمـه وهـو يسـمع مجعـت مـع الظلـم قلـة شري برأت .وهذا من سوء األدب الفاشي يف الناس . احلياء

ومــــن متــــام حســــن اخللــــق واألدب يف هــــذا البــــاب أن تســــخو ك ألخيـــك مبـــا انتحـــل مـــن كالمـــك ورأيـــك، وتنســـب إليـــه رأيـــه نفســـ

.وكالمه، وتزينه مع ذلك ما استطعت

ه نكـــر واحلـــديث ت مـــن جلســـائك الـــرأي ستســـمع اعلـــم أنـــك و به عن نفسه أو غريه، فال يكونن من املتحدث وتستجفيه وتستشنعه

ــــه جليســــك ــــأيت ب ــــك التكــــذيب وال التســــخيف لشــــيء ممــــا ي وال . منكــل مــردود ث عــن غــريه، فــإن إمنــا حــد : ك علــى ذلــك أن تقــول نــئـ ر جي

يف وإن كــان يف القــوم مــن تكــره أن يســتقر . الــرد ض مــن عليــه ســيمتع عقـد عليـه، أو مضـرة ختشـاها علـى خلطـأ ختـاف أن ي قلبه ذلك القـول

يكــون ذلــك أيســر فأحــد فإنــك قــادر علــى أن تــنقض ذلــك يف ســرت، .ضة غ للنقض وأبعد للب

فــإن . أنــت ايــب عنــه غــريك فــال تكــونن الســائل إذا ســأل و . خفــة بــك واســتخفاف منــك باملســؤول وبالســائل البك الكــالم اســت

مــا إيــاك ســألت؟ أو قــال لــك : ومــا أنــت قائــل إن قــال لــك الســائل .دونك فأجب: املسؤول عند املسألة يعاد له ا

ـا مجاعـة وإذا مل يقصد السائل يف املسألة لرجل واحد وعمبــــاجلواب، وال تســـــابق اجللســــاء، وال تواثـــــب ن ر ن عنــــده فـــــال تبــــاد مــــ

ف واخلفــة أنــك إذا التكلــني شــ عفــإن ذلــك جيمــع مــ. بــالكالم مواثبــة بــوه بالعيــب صــماء فتعق ســبقت القــوم إىل الكــالم صــاروا لكالمــك خ

ـــــت مل تعجـــــ. والطعـــــن ـــــبـــــاجلواب وخل ل وإذا أن ت ه للقـــــوم، اعرتضـــــيترت يف ما عنـدك، مث هيـأت مـن عينك، مث تدبرا وفك هم على أقاويل

تفكـــريك وحماســـن مـــا مسعـــت جوابـــا رضـــيا، مث اســـتدبرت بـــه أقـــاويلهم .صيخ إليك األمساع و يهدأ عنك اخلصوم حني ت

احلديث م حىت يكتفى بغريك، أو ينقطعوإن مل يبلغك الكالمـــن الغـــنب يف نفســـك ذلـــك، فـــال يكـــون مـــن العيـــب عنـــدك وال قبـــل

صـيانة القـول خـري مـن سـوء وضـعه، فإن . فوت ما فاتك من اجلواب كلمـة واحــدة مــن الصـواب تصــيب موضــعها خـري مــن مئــة كلمــة وإن

ــو دار م مـع أن كـالم العجلـة والبـ. واضـعهاها وم صـر تقوهلـا يف غـري فـ ل ك .حكم تقن وأ حبه أنه قد أ صا به الزلل وسوء التقدير، وإن ظن

Page 20: كتاب التيسير

٢٠ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

رع لـــك إال برحـــب الـــذ درك وال مت تـــ واعلـــم أن هـــذه األمـــور العنــد مــا قيــل ومــا مل يقــل، وقلــة اإلعظــام ملــا ظهــر مــن املــروءة ومــا مل يظهر، وسخاوة النفس عن كثري من الصواب خمافة اخلالف والعجلـة

.واحلسد واملراء @á�ÔÛa÷ßb©a@ @

@ñëa‡ÈÛaë@òÓa‡—Ûa@ñŠa†g

مـــن املعونـــة علـــى تســـلية اهلمـــوم وســـكون الـــنفس لقـــاء األخ ق بــــني ر وإذا فـــــ .ه أخــــاه، وإفضــــاء كــــل واحــــد منهمــــا إىل صــــاحبه ببثــــ

مـن احليـاة مــا د وال تعتــ .هب قـراره وحـرم سـرور األليـف وأليفـه فقـد ســل .كان يف فراق األحبة

لنــاس بفضــل الســرور وكــرم العــيش وحســن إن أوىل ا: لــذا قيــل ،ه مـن إخوانـه وأصـدقائه مـن الصـاحلني موطـوءا ح رحل الثناء من ال يرب

مـــــن وراء ويكـــــون وال يـــــزال عنـــــده مـــــنهم زحـــــام، ويســـــرهم ويســـــرونه ل إال بالكرام، كالفيل حاجام وأمورهم، فإن الكرمي إذا عثر مل يستق

.لة ي الف ال إل مل يستخرجه إذا وح

الــدنيا ســرور يعــدل صــحبة اإلخــوان، وال فيهــا غــم يفلــيس و ــا ونـزعنــا � .فقــدهم ل غــم يعــد علــى إخوانــا غــل مــن صــدورهم يف م .)٤٧احلجر (� متـقابلني سرر

òÓa‡—Ûa@l†c@ @

إخــوان الصــدق هــم خــري مكاســب الــدنيا، هــم زينــة اعلــم أن فــال . ة يف الشــدة، ومعونــة علــى خــري املعــاش واملعــاد د يف الرخــاء، وعــ

.اب إليهمالت واألسب ص يف اكتسام وابتغاء الو ن ط ر ف تـ

ك مــن اإلخــاء عنــد أقــوام قــد حالــت تــواعلــم أنــك واجــد رغب ة الــــيت قــــد تعــــرتي بعــــض أهــــل املــــروءات هــــبـ بينــــك وبيــــنهم بعــــض األ

فـــإذا رأيـــت أحـــدا مــــن . ز عـــنهم كثـــريا ممـــن يرغـــب يف أمثـــاهلمفتحجـــ .ه ل ق به الدهر فأ ر أولئك قد عثـ

فــدك وحمضـــرك، ابــذل لصــديقك دمــك ومالــك، وملعرفتــك ر و نــك، ولعــدوك عــدلك وإنصــافك، واضــنن بــدينك رك وحتن شــوللعامــة ب

.رضك على كل أحد وع

ر خصــومة األهــل والولــد والصــديق والضــعيف، واحــتج ذحــاو لـتكن غايتـك فيمـا : احفظ قول احلكيم الذي قـال و .ججعليهم باحل

وذلك . ، وفيما بينك وبني صديقك الرضاءبينك وبني عدوك العدل الصــديق لــيس ام، وأن كـأن العـدو خصــم تصـرعه باحلجــة وتغلبــه باحل

.ه رضاه م ك بينك وبينه قاض، فإمنا ح

مؤاتـاة ن ن ملـن دونـك، وأحسـر من فوقك، ول ق و : وكان يقال ذلـــك هـــو ذلـــك عنـــدك مؤاتـــاة اإلخـــوان، فـــإن ولـــيكن آثـــر . أكفائـــك

إجاللــك مــن فوقــك لــيس خبضــوع منــك هلــم، الــذي يشــهد لــك بــأن دمتهمخ لينك ملن دونك ليس اللتماس وأن.

ثك يف مؤاخـــاة مـــن تـــؤاخي ومواصـــلة مـــن اجعـــل غايـــة تشـــب و تواصل توطني نفسك على أنه ال سـبيل لـك إىل قطيعـة أخيـك، وإن ظهـــر لـــك منـــه مـــا تكـــره، فإنـــه لـــيس كـــاململوك تعتقـــه مـــىت شـــئت أو

فإمنـا مـروءة . ك ومروءتـك رضـكاملرأة اليت تطلقها إذا شئت، ولكنـه ع ا� .الرجل إخوانه وأخدانه ١٠احلجرات ( � إخوة المؤمنون إمن(.

فــإن عثــر النــاس علــى أنــك قطعــت رجــال مــن إخوانــك، وإن رهم مبنزلــة اخليانــة لإلخــاء واملـــالل ثــرا، نــزل ذلــك عنــد أكذ عــكنــت م

عــاد تــه علــى غــري الرضــى قار وإن أنــت مــع ذلــك تصــربت علــى م . فيــه .فاالتئاد االتئاد والتثبت التثبت . ذلك إىل العيب والنقيصة

وإذا نظرت يف حال من ترتئيه إلخائك، فإن كان من إخوان خـوان الـدنيا إالدين فليكن فقيها غري مراء وال حريص، وإن كـان مـن

اجلاهل فإن .نوع ش اب وال شرير وال م فليكن حرا ليس جباهل وال كذ ألن ،اب ال يكــون أخــا صــادقا ب منــه أبــواه، وإن الكــذ أهــل أن يهــر

الكذب الذي جيري على لسانه إمنا هو من فضول كـذب قلبـه، وإمنـا القلــــب وإن صــــدق هم صــــدق ت وقـــد يـــــ. ديق مــــن الصــــدق مســـي الصــــ

سبك كي الشرير فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان؟ وإن ،اللسان املشـنوع شـانع وإن .وال حاجـة لـك يف صـداقة جتلـب العـداوة ،العدو .ه صاحب

وأن . باضـــــــك عـــــــن النـــــــاس يكســـــــبك العـــــــداوة انق واعلـــــــم أن مــن وســوء األصــدقاء أضــر . انبســاطك إلــيهم يكســبك صــديق الســوء

ه، وإنك جرائـر تـفإنك إن واصلت صـديق السـوء أعي . غض األعداءب ر ن يرفـع عيبـك وال ينشـك ذلـك مـالقطيعة، وألزم اسم ه شانك قطعت

.تصيبال واملعاذير تصيباملعايب فإن . عذرك

وعلــى العاقــل أن جيعــل النــاس طبقتــني متبــاينتني، ويلــبس هلــم فطبقة من العامة يلبس :وال عيش وال مروءة إال ما لباسني خمتلفني

Page 21: كتاب التيسير

٢١ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ونـك فال يلق جاز وحتفظ يف كل كلمة وخطوة، حناهلم لباس انقباض و إال متحف ظا متشد الثقـات مـن وطبقة من اخلاصة . زا مستعدا دا متحر

نســــة لبــــاس األهلــــم لــــبس يو التشــــددلــــع عنــــدهم لبــــاس خيأصــــدقائك فضــــي إلــــيهمفتلقــــاهم بــــذات صــــدرك وت ذلــــة واملفاوضــــةوالب ةفــــط والل

ون حــــديثك وتضــــع عنــــك مؤونــــة احلــــذر والــــتحفظ فيمــــا بينــــك مبصــــوكلهـم ذو ،دخل يف هذه الطبقـة إال واحـدا مـن األلـفوال ي .وبينهم

ـــة يف الســـر، ووفـــاء باإلخـــاء .فضـــل يف الـــرأي، وثقـــة يف املـــودة، وأمانألن ذا ،ن هــم أهلهــا، قليــل مــن قليــل حقــا أهــل هــذه الطبقــة، الــذيف

ــــرأي ال يــــدخل أحــــدا مــــن نفســــه هــــذا املــــدخل إال بعــــد االختبــــار ال .ف والثقة بصدق النصيحة ووفاء العهد ش والتك

يل كـان مـن أعظــم النـاس يف عيــين، وإين خمـربك عـن صــاحب كـان خارجـا مـن .الـدنيا يف عينـه ر غ يف عيين صـ ه م وكان رأس ما أعظ

وكــــان . د ر إذا وجـــكثــــد، وال ي ى مــــا ال جيـــيتشـــه ســـلطان بطنـــه، فــــاللـه رأيـا ف خارجا مـن سـلطان فرجـه، فـال يـدعو إليـه ريبـة، وال يسـتخ

وكان خارجا من سلطان لسانه، فال يقول مـا ال يعلـم، وال . وال بدنا إال م أبدا د ق وكان خارجا من سلطان اجلهالة، فال يـ . ما يعلم ع فييناز

.على ثقة مبنفعة

رى كــان يــ. ذ النــاطقني فــإذا نطــق بــ. دهــره صــامتا كــان أكثــر كــــان ال .فهــــو الليــــث عاديــــا د فا، فــــإذا جــــاء اجلــــمتضــــاعفا مستضــــع

جــــة حـــىت يــــرى ديل حب راء، وال يـــيـــدخل يف دعـــوى، وال يشــــرتك يف مـــ .قاضيا عدال وشهودا عدوال

مــا قــد يكــون العــذر يف مثلــه حــىت وكــان ال يلــوم أحــدا علــى. وكان ال يشكو وجعا إال إىل مـن يرجـو عنـده الـربء .يعلم ما اعتذاره

وكان ال يتربم، .من يرجو عنده النصيحة وكان ال يستشري صاحبا إال، يل م علـــى الـــو وكـــان ال يـــنق .ىى، وال يتشـــك ه شـــوال يتســـخط، وال يت

نفسه دون إخوانه بشيء من اهتمامه ص خي ل عن العدو، والوال يغف .ته حيلته وقو و

أخــذ ، ولكــن طيــق ، ولــن ت فعليــك ــذه األخــالق إن أطقــت واعلم أن خري طبقات أهل الـدنيا طبقـة . القليل خري من ترك اجلميع

.عن الرفيع ع ض ع ومل تت يعن الوض ن مل ترتفع م : فها لك أص @ñb�aûßÕ퇗Ûa@ @

ة، ي ل إذا نابت أخاك إحدى النوائب من زوال نعمة أو نزول ب ه يف البليـــة، وإمـــا ا باملؤاســـاة فتشـــارك إمــ: ليـــت معـــه فــاعلم أنـــك قـــد ابت

ر املخـــرج عنـــد أشـــباه ذلـــك، وآثـــ فـــالتمس . ذالن فتحتمـــل العـــار باخلـــ .ك على ما سواهامروءت

ة أخيـــك فيهـــا ك مشـــارك تـــأىب نفســـ فـــإن نزلـــت اجلائحـــة الـــيت .ة اإلمجال يف الناس ل لق ك ع ل، فلعل اإلمجال يس مج فأ

ك ك منــه وابتغائــو نـــوإذا أصــاب أخــاك فضــل فإنــه لــيس يف د فاغتنم ذلك واعمل به . ك له مذلة ع ه وتواض ت مود.

صاحبك أنك تشفق عليه وعلـى أصـحابه، وإيـاك إن وليعلم عاشرك امرؤ أو رافقك أن ال يـرى منـك بأحـد مـن أصـحابه وإخوانـه

طفــــك ل وإن . وأخدانـــه رأفـــة، فــــإن ذلـــك يأخــــذ مـــن القلــــوب مأخـــذا .بصاحب صاحبك أحسن عنده موقعا من لطفك به يف نفسه

د على املنطلق ويشكر ، واعلم أنه حيق واتق الفرح عند احملزون .للمكتئب

Šbîn‚a@kyb—Ûa@ @

ني ال تــــؤاخ و .م، وال تقــــم علــــى غــــري الثقــــة ه و ال تــــألف املســــت ال ن عاجزا، وال تستعينن كس ا، وال تستنصر خب.

وال يصاحب وال جياور من الناس، وعلى العاقل أن ال خيادنما استطاع، إال ذا فضل يف العلـم والـدين واألخـالق فيأخـذ عنـه، أو موافقــا لــه علــى إصــالح ذلــك فيؤيــد مــا عنــده، وإن مل يكــن لــه عليــه

اخلصـال الصـاحلة مـن الـرب ال حتيـا وال تنمـى إال بـاملوافقني فـإن .فضل قريــب وال محــيم أقــرب إليــه ممــن وافقــه ولــيس لــذي الفضــل . واملؤيــدين

ولــــذلك زعــــم بعــــض األولــــني أن .علــــى صــــاحل اخلصــــال فــــزاده وثبتــــه إلـيهم مـن صـحبة لبيـب نشـأ مـع ب صحبة بليد نشأ مـع العلمـاء أحـ

ء �.اجلهال لبـعض بـعضهم يـومئذ األخال عدو قني إال٦٧الزخرف (�المت(.

هم عليهــا ئ ذوي األلبــاب بنفســه وجيــر س وعلــى العاقــل أن يــؤن ح ير حىت يصريوا حرسا على مسعه وبصره ورأيـه، فيسـتنيم إىل ذلـك ويـ

.ه، ويعلم أم ال يغفلون عنه إذا هو غفل عن نفسهله قلب

مما يعترب به صالح الصاحل وحسن نظره للناس أن يكون إذا و ذيع، وإذا استشــــــري مسحــــــا شــــــيع وال يــــــســــــتورا ال ي عتب املــــــذنب اســــــت

ــحــا للحيــاء م طر بالنصــيحة جمتهــدا للــرأي، وإذا استشــار م ذا للحــزم نف .عرتفا للحق م

سلطةن ذي فضل عليك بم : ن صاحبت من الناس انظر م و ن ن دون ذلــك مــن األكفــاء واخللطــاء واإلخــوان، فــوط أو منزلــة، أو مــ

Page 22: كتاب التيسير

٢٢ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ك عمـــا نفســـ و نفســـك يف صـــحبته علـــى أن تقبـــل منـــه العفـــو وتســـخ فــإن . لــه، غــري معاتــب وال مســتبطئ وال مســتزيد ب اعتــاص عليــك ممــا ق

الرضـــا بـــالعفو االســـتزادة مـــن اجلشـــع، وإن د، وإن عـــة للـــو ط ق بـــة م املعات مـــع بقـــاء وق إليـــه نفســـك تـــلـــق مقـــرب لـــك كـــل مـــا تواملســـاحمة يف اخل

.العرض واملودة واملروءة

السفيه سـيطلع فه س بلى من أقوام بسفه، وأن واعلم أنك ست له منك حقدا، فإن عارضته أو كافأته بالسفه فكأنك قد رضيت ما

فــــإن كــــان ذلــــك عنــــدك . أتــــى بــــه، فأحببــــت أن حتتــــذي علــــى مثالــــه فأما أن تذ . ضته ق ذمك إياه برتك معار مذموما فحق ه فلـيس لـه ومتتث م

.داد يف ذلك لك س

ادعــــــاء العلــــــم يف كــــــل مــــــا يعــــــرض بينــــــك وبــــــني ال تكثــــــرن و إمــــا أن ينــــازعوك فيمــــا :أصــــحابك فإنــــك مــــن ذلــــك بــــني فضــــيحتني

وا لـف، وإمـا أال ينـازعوك وخي ل هجم منك على اجلهالة والص ادعيت في من األمور، فينكشف منك التص ت ي ع يف يديك ما اد ة ز ج ع واملع ن.

وإن آنســـت مـــن نفســـك فضــــال فتحـــرج أن تـــذكره أو تبديــــه ر لــك يف قلــوب النــاس مــن واعلــم أن ظهــوره منــك بــذلك الوجــه يقــرواعلـــم أنـــك إن صـــربت ومل .العيـــب أكثـــر ممـــا يقـــرر لـــك مـــن الفضـــل

ي واستح .ميل املعروف عند الناس ل ظهر ذلك منك بالوجه اجلتعج مصــرحا أو : ه مــن أن ختــرب صــاحبك أنــك عــامل وأنــه جاهــل كلــ احليـاء .قن منهم بالصفاءفاء فال تث وإن استطلت على األك . معرضا

ما عنـده وقلـة حرص الرجل على إظهار عليك أن ني وال خيف مــن خـري األعــوان وأن . مـن أبــواب البخـل واللـؤم وقـاره يف ذلـك بــاب .م والتكر على ذلك السخاء

وإن أردت أن تلــــبس ثـــــوب الوقـــــار واجلمـــــال وتتحلـــــى حبليـــــة ــالــذي ال خ د د املــودة عنــد العامــة وتســلك اجلــ ن ار فكــثــار فيــه وال ع ب

.ي ي عاملا كجاهل وناطقا كع

لـــة ادعائـــه فتنفـــي عنـــك وأمـــا ق ،يرشـــدك نـــك و فأمـــا العلـــم فيزي وأما الصمت . غك حاجتك بل وأما املنطق إذا احتجت إليه في . احلسد

.فيكسبك احملبة والوقار

غضبنك ذلك، فإمنـا هـو إن رأيت صاحبك مع عدوك فال ي و إن كان رجال من أخوان الثقـة فـأنفع مواطنـه لـك أقرـا :رجلني أحد لـع ه عنـك، أو لعـورة يسـرتها منـك، أو غائبـة يط عدوك لشر يكفـمن

وإن كـان .ا صديقك فما أغناك أن حيضـره ذو ثقتـكعليها لك، فأم تقطعــه عـن النـاس وتكلفــه رجـال مـن غـري خاصــة إخوانـك فبـأي حـق

صاحب وال جيالس إال من وى؟أال ي

طـــاول علـــى األصـــحاب، يف جملســـك وكالمـــك مـــن الت ظ حتفـــض لك فيه صواب القول والرأي، مداراة عر ب نفسا عن كثري مما ي وط

.ك التطاول عليهمدأب ك أن أصحاب ن ظ لئال ي

م نع ر عنــك، فــال تــك أال يــدب ده فســر إذا أقبـل إليــك مقبــل بــو و فمـن . ع علـى ضـرائب لـؤم بـح لـه، فـإن اإلنسـان ط اإلقبال عليه والتفـت

ظ ق مبــن رحــل عنــه إال مــن حفــق بــه ويلصــن لصــعمــ شــأنه أن يرحــل .من هذا فيك ويف غريك ظ فتحف . ه باألدب نفسه وكابر طبع

@Š‰yaõì�Ûa@÷îÜu@ @

إن مجــــــاور رجــــــال الســــــوء : لتلميــــــذه يقــــــول عــــــاملكتــــــب مـــن ومصـــاحبهم كراكـــب البحـــر، إن ســـلم مـــن الغـــرق لـــم يســـلم

فإذا هو أورد نفسه موارد املهلكات ومصادر املخوفـات، . المخاوفألن احليوانـات البهيميـة قـد خصـت . عد من احلمري اليت ال نفـس هلـا

وذلك أننا مل ،يف طبائعها مبعرفة ما تكتسب به النفع وتتوقى املكروهوأــا مــىت أشــرفت علــى مــورد . نرهــا تــورد أنفســها مــوردا فيــه هلكتهــا

ا، مالـت بطبائعهـا الـيت ركبـت فيهـا، شـحا بأنفسـها وصـيانة مهلك هلـ .هلا، إىل النفور والتباعد عنه

،اخلـري، وصـحبة األشـرار تـورث الشـر صحبة األخيار تـورثو .كالريح إذا مرت بالطيب محلت طيبا، وإذا مرت بالننت محلت نتنا

صـاحبه إذا صاحب أحد صاحبا وغدر مبن سواه فقد علـم و ن ال فال شيء أضيع من مودة متـنح مـ ،عنده للمودة موضع أنه ليس

ن ال مل إىل م ن ال شكر له، وأدب حي صطنع عند م وفاء له، وحباء ي .ن ال حيفظهم عند ستودع ي يتأدب به وال يسمعه، وسر

ñëa‡ÈÛa@l†c@ @

ـــا بالعـــداوة والضـــرر فإيـــاك أن تكـــافئ عـــداوة إن كنـــت مكافئذلــك هــو ة، فــإن ة بعــداوة العامـلعالنيــة، وعـداوة اخلاصــبعــداوة ا ر السـ

: مبثلــه كافــأ العــداوة والضــرر ي كــل واعلــم مــع ذلــك أنــه لــيس . الظلــم .قة ال تكافأ بالسرقة ر كاخليانة ال تكافأ باخليانة، والس

Page 23: كتاب التيسير

٢٣ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ليكن مما تنظر فيه من أمر عدوك وحاسدك أن تعلـم أنـه ال و ه بنفســــك ختــــرب عــــدوك وحاســــدك أنــــك لــــه عــــدو، فتنــــذر ينفعــــك أن

ـــك، ه حبربـــك قبـــل اإلعـــداد والفرصـــة، فتحم نـــوتؤذ لـــه علـــى التســـلح ل .وتوقد ناره عليك

واعلم أنه أعظم خلطرك أن يرى عدوك أنـك ال تتخـذه عـدوا ـــك إىل القـــدرة عليـــه ر فـــإن ذلـــك غـــ فـــإن أنـــت قـــدرت . ة لـــه وســـبيل ل

تكـــافئ ـــا فهنالـــك اســـتكملت نالعـــداوة عـــن أ ســـتطعت اغتفـــار وا .اخلطر عظيم

ي ومن احليلة يف أمرك مع عدوك أن تصادق أصدقاءه وتؤاخ جـــايف الحـــي والت بينـــه وبيـــنهم يف ســـبيل الشـــقاق والت ه، فتـــدخل إخوانـــ

ل ذو لــيس رجــ ، فإنــهذلــك ــم إىل القطيعــة والعــداوة لــه حــىت ينتهــي وإن كــان إخــوان . ق ميتنــع مــن مؤاخاتــك إذا التمســت ذلــك منــه ر طــ

.رق فال عدو لك ذوي ط عدوك غري

ــــه ع ال تــــد ، مــــع الســــكوت عــــن شــــتم عــــدوك، إحصــــاء مثالبعنــك مــن ذلــك صــغري وال كبــري، ذ شــحــىت ال ي اع عوراتــه بــومعايبــه وات

له، أو تذكره يف غري د ستع يو يك به ق يه فيت لشيع ذلك عمن غري أن ت ن وال تتخذ . إمكان الرمي ه قبل ل ب موضعه فتكون كمستعرض اهلواء بن

اللعــن والشــتم علــى عــدوك ســالحا، فإنــه ال جيــرح يف نفــس وال منزلــة .وال مال وال دين

أن ت إن أردت أن تكـــون داهيـــا فـــال حتـــنب فإنـــه . ى داهيـــا ســـمـــ ع منـــه ره النـــاس، حـــىت ميتنـــذ عالنيـــة، وحـــ خـــادعف بالـــدهاء ر ن عـــم

له القوي ض الضعيف، ويتعر.

ف ب األريــــب دفــــن إربــــه مــــا اســــتطاع حــــىت يعــــر مــــن إر وإن يــــؤارب ن إربــــه أالومــــ. باملســــاحمة يف اخلليقــــة واالســــتقامة يف الطريقــــة

.لع على غامض إربه فيمقته عليه الذي يط الطريقة و العاقل املستقيم

قلبــك اهليبــة لألمــور، مــن غــري أن ر شــع أالســالمة ف أردت وإن هم عليك وتدعو إليك ئـ ن الناس بنفسك وجتر ط ظهر منك اهليبة فتـف ت

.منهم كل الذي اب

والتهـاون رأة ذلك من كتمان اهليبة وإظهـار اجلـ ملداراة فاجعل .طائفة من رأيك

ف هــــــذه الطريقــــــة الــــــيت وإن ابتليــــــت مبحاربــــــة عــــــدوك فحــــــال وصـــفت لـــك مـــن استشـــعار اهليبـــة وإظهـــار اجلـــرأة والتهـــاون، وعليـــك

اءة ر ، حـــىت متـــأل قلبـــك جــــكيف أمـــرك، واجلـــرأة يف قلبـــ د باحلـــذر واجلـــ .ذرك احل غ عمل ستفر وي

ن يعمــــل يف هالكــــك، ومــــنهم مــــن مــــن عــــدوك مــــ اعلــــم أن و علـى همففاعر . يعمل يف مصاحلتك، ومنهم من يعمل يف البعد منك

.منازهلم

بــة ل أنصــارك يف الغ ن أقــوى القــوة لــك علــى عــدوك، وأعــز ومـــــه، أن حت علـــى نفســـك العيـــوب والعـــورات كمـــا حتصـــيها علـــى صـــي ل

هـل : أو تسـمعه ألحـد مـن النـاس عنـد كـل عيـب تـراه عدوك، وتنظر .قارفت ذلك العيب أو ما شاكله أو سلمت منه

. ه ممــا حتصــي علــى نفســك فــإن كنــت قارفــت شــيئا منــه جعلتــك ك وعثراتـر عدوك بإصـالح نفسـحىت إذا أحصيت ذلك كله فكاث

وخــــــذ نفســــــك بــــــذلك ممســــــيا . ك لــــــات ق وحتصـــــني عوراتــــــك وإحــــــراز م .صبحا وم

د نفسك عاجزا ضائعا فإذا آنست منها دفعا واونا به فاعد وإن حصـــل مــن عيوبـــك . نـــا لــه مـــن رميــك را لعــدوك ممك و عـــخائبــا، م

وعوراتــك مــا ال تقــدر علــى إصــالحه مــن ذنــب مضــى لــك، أو أمــر يعيبــك عنــد النــاس وال تــراه أنــت عيبــا، فــاحفظ ذلــك ومــا عســى أن

ــيقــ بك أو مثالــب آبائــك أو عيــب إخوانــك مث ســن ح ول فيــه قائــل مفــال . عــدوك مريــدك بــذلك اجعــل ذلــك كلــه نصــب عينــك واعلــم أن

ـــه واإلعـــداد لقو غفـــت ـــه ســـرا ل عـــن التهيـــؤ ل تـــك وحجتـــك وحيلتـــك في .وعالنية

ن تغل لـه وال تشـ ن د به قلبك وال تستع ن وع ر ال تـ ففأما الباطل .ولك ما مل يقع، وما إن وقع اضمحل ه بشيء من أمره، فإنه ال يـ

بشــيء يعرفــه مــن نفســه، وقــد كــان د أحــ ه مــا بــد ل واعلـم أنــه قـ يطمع يف إخفائه عن الناس، فيعري أو غريه، إال الرئيسر عند ه به معيـ

عليه وجهه وعيناه ولسانه، للذي يبدو منه عند ذلك، كاد يشهد به فاحــذر هــذه . والــذي يكــون مــن انكســاره وفتــوره عنــد تلــك البديهــة

ت غ بـ ك ل ت ب ه أ هلا، وخذ ع وتصن ا وتقدهاي ف نـ م يف أخذ العتاد ل ا.

حيــث ه إالمـن أحـزم الــرأي لـك يف أمـر عــدوك أال تـذكر وإن .يسري الضرر له ضررا وأال تعد . ضره ت

Page 24: كتاب التيسير

٢٤ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

@á�ÔÛa‘†b�Ûa@ @

@†ýjÛa@ñŠa†g@ @

أربــــع خصــــال هــــي الــــرئيسوعلــــى . النـــاس بــــالء عظــــيم إدارةاالجتهــاد : وعليهـا يثبـت التــدبري الــيت ـا يقـوم اوأركاـ اإلدارةأعمـدة

يف التخري واجلزاء العتيدم، والتعهد الشديد، ، واملبالغة يف التقد.

فإنـه نظـام األمـر ووضـع مؤونـة واألعـوانللعمـال ر التخيـ فأما فإنــه عســى أن يكــون بتخــريه رجــال واحــدا قــد اختــار . البعيــد املنتشــر

ولعـــل . ألنــه مـــن كــان مـــن العمــال خيـــارا فســيختار كمـــا اختــري ،ألفــا ــ كثــريا، فمــ ال العامــل وعمــال عمالــه يبلغــون عــددا عم التخــري ن تبــني

ن أسس أمره على غري ذلك مل جيـد لبنائـه فقد أخذ بسبب وثيق، وم .قواما

أو ذي أمانـة ب والتوكيـد، فإنـه لـيس كـل ذي لـ التقديموأمـا ــــو كــــان بــــذلك عارفــــا، مل يكــــن ،يعــــرف وجــــوه األمــــور واألعمــــال ول

دون توقيفــه عليــه وتبيينــه لــه ل ذلــك إىل علمــه صــاحبه حقيقــا أن يكــ .واالحتجاج عليه به

إذا فعــل ذلــك كــان مسيعــا بصــريا، الــرئيس ، فــإن التعهــد وأمــا ريزا ل ذلك به كان متحصنا ح ع العامل إذا ف وإن.

.بيت احملسن والراحة من املسيءثفإنه ت الجزاءوأما

على عدوك بقوم لسـت ول ص ط أمورك وت إمنا تضب إذا كنت فك نافعة فاظ من نية فال تنفعن منهم على ثقة من دين وال رأي وال ح

هلم، إن استطعت إىل الرأي واألدب الذي مبثله تكون الثقة، حىت حتوك ك قوتــوال تغرنــ. ــم إن مل تسـتطع نقلهــم إىل مــا تريـد أو تسـتبدل

راكـب األسـد الـذي يهابـه مـن م على غريهم، فإمنا أنـت يف ذلـك ك .ب ي نظر إليه، وهو ملركبه أه

واألعـــــوان، وال ينفــــــع بــــــالنوابإال إدارة الـــــبالد تســـــتطاعال و .إال باملودة والنصيحة، وال املودة إال مع الرأي والعفاف هؤالء

ة دولة، فرأيت أمرا استقام بغـري د ك عند ج ت سلط تإذا كانفك بغـــري حــزم، فــال يغرنـــ ح وا بغــري نيـــل، وعمــال أجنــوأعوانــا أجــز رأي،

اجلديــد رمبــا يكــون لــه مهابــة يف األمــر فــإن . إليــه نيمن ســت ذلــك وال ت أنفس أقوام وحالوة يف قلوب آخرين، فيعني قوم على أنفسهم ويعني

تصـري الشـؤون إىل ذلـك األمـر غـري طويـل مث ب ويسـتت . همل بـ قوم مبا ق

على غـري أركـان وثيقـة وال ينفما كان من األمور ب . حقائقها وأصوهلا .دعائم حمكمة أوشك أن يتداعى ويتصدع

ســتجمع اخلصــال احملمــودة كثــرية، وقليــل مــا ت الــرئيسوأعمــال أن لعند أحد، وإمنـا الوجـه يف ذلـك والسـبيل الـذي بـه يسـتقيم العمـ

عاملــا بــأمور مــن يريــد االســتعانة بــه ومــا عنــد كــل رجــل الــرئيسيكــون فـإذا اسـتقر ذلـك عنـده عـن . نـاء، ومـا فيـه مـن العيـوب من الرأي والغ ــعلمــه وعلــم مــ عنــده مــن ف أن ن قــد عــر ه لكــل عمــل مــن يــأمتن وج

الرأي والن ال مـا فيـه مـن العيـوب جدة واألمانة ما حيتاج إليه فيـه، وأن ـــ يضـــر ه أحـــدا وجهـــا ال حيتـــاج فيـــه إىل بـــذلك، ويـــتحفظ مـــن أن يوج

.ال يأمن عيوبه وما يكره منهو مروءة، إن كانت عنده،

، بعــد ذلــك، تعاهـد عمــاهلم وتفقــد أمــورهم، الرؤســاءمث علـى مث علــيهم، .حــىت ال خيفــى علــيهم إحســان حمســن وال إســاءة مســيء

ا حمســنا بغــري جــزاء وال يقــروا مســيئا وال عــاجزا بعـد ذلــك، أن ال يرتكــو فــإم إن تركــوا ذلــك، ــاون احملســن، واجــرتأ . علــى اإلســاءة والعجــز

.املسيء، وفسد األمر، وضاع العمل

وســلطةحـزم، وسـلطةديـن، ســلطة: ثالثـة السـلطةاعلـم أن و .هوى

إذا أقـام للرعيـة ديـنهم، وكـان صـاحبها ين فإن الد سلطةفأما ــــذي هلــــم وي ــــيهم، لحــــديــــنهم هــــو الــــذي يعطــــيهم ال ق ــــم الــــذي عل

ط مـــــنهم منزلـــــة الراضـــــي يف اإلقــــــرار أرضـــــاهم ذلـــــك، وأنـــــزل الســــــاخ .والتسليم

يقــوم بـه األمــر وال يســلم مــن صــاحبها احلــزم فـإن ســلطةوأمـا .قويولن يضر طعن الضعيف مع حزم ال. الطعن والتسخط

.دهر ساعة ودمار ب ع اهلوى فل سلطةوأما

مـن العجـب واعلـم أن . ذ بالعلمـاءو تع ف سلطةبال إذا ابتليت و به وعملـه ص مـن سـاعات نصـفرييد أن ينتق سلطةبتلى الرجل بالأن ي .ثه ونومه ها يف ساعات دعته وفراغه وشهوته وعب فيزيد

عليــه أن يأخــذ لعملــه مــن مجيــع شــغله، ق احلــلــه و وإمنــا الــرأي وإمنا تكـون . فيأخذ له من طعامه وشرابه ونومه وحديثه وهلوه ونسائه

.الدعة بعد الفراغ

إمـا : فكن فيه أحد رجلني السلطةمر أفإذا تقلدت شيئا من رجال مغتبطـا بـه، حمافظـا عليـه خمافـة أن يـزول عنـه، وإمـا رجـال كارهـا

Page 25: كتاب التيسير

٢٥ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

، إن كـانوا هـم للرؤسـاءا إمـ: رة خ فالكاره عامل يف س . عليه له مكرها سل وقد علمت أنـه مـن . ه ه غري ا هللا تعاىل، إن كان ليس فوق طوه، وإم فــــال جتعــــل للهــــالك علــــى نفســــك . أهلكــــوه الرؤســــاءط يف ســــخرة فــــر

.سلطانا وال سبيال

ــــتك ربــــك ىضــــر : خصــــال إىل ثالثــــة اإلدارةن حاجتــــك يف لوال . لـي عليـه ن ت إن كان فوقك، ورضـى صـاحل مـ رئيس عادلورضى

عن املال والذكر، فسيأتيك منهما مـا حيسـن ويطيـب عليك أن تلهو . منـه لـك د واجعل اخلصال الثالث منك مبكان مـا ال بـ. ى بهويكتف

.ما أنت واجد منه بدا واجعل املال والذكر مبكان

ورة وقريــــة ين واملـــروءة يف كـــل كـــالفضـــل يف أهـــل الــــد ف اعـــر و ك ك وأعوانك وأخدانك وأصفياءك وبطانت فيكونوا هم إخوان . وقبيلة يف روعـك أنـك إن استشـرت الرجــال ن ف وال تقـذ . ك وخلطـاءك وثقاتـ

لســـت تريـــد الـــرأي ظهـــر للنـــاس منـــك احلاجـــة إىل رأي غـــريك، فإنـــك ولــو أنــك مــع ذلــك أردت .لالفتخــار بــه، ولكنمــا تريــده لالنتفــاع بــه

هما عنـد أهـل الفضـل والعقـل أن ن وأفضـل ي كر الذكر، كـان أحسـن الـذ .د برأيه دون استشارة ذوي الرأيال يتفر : يقال

. النــــاس تلــــتمس مــــا ال يــــدرك إنــــك إن تلــــتمس رضــــى مجيــــع ن رضــاه ك إىل رضــى مــلــك رأي املختلفــني، ومــا حاجتــ وكيــف يتفــق

ن موافقتــه الضــاللة واجلهالــة؟ فعليــك بالتمــاس ر، وإىل موافقــة مــاجلــو ـــار مـــنهم وذوي العقـــل ب ذلـــك تضـــع صـــفإنـــك مـــىت ت . رضـــى األخي

.عنك مؤونة ما سواه ÷îö‹Ûbi@ÕîÜm@ü@pbЖ@ @

ـــ الـــرئيسقـــد يســـعى إىل أبـــواب ا أجنـــاس مـــن النـــاس كثـــري، أم احل فمقتحم، وأمـا ذو األدب فطالـب، وأمـا طا الالصاحل فمدعو، وأم

ع، وأمـــــا الضـــــعيف مـــــن ال أدب لـــــه فمخـــــتلس، وأمـــــا القـــــوي فمـــــداف فهـو جممـع . ، وأما املسيء فمسـتجري مستثيب فسن فمدفوع، وأما احمل

.الشريف والوضيع والفاجر، والعامل واجلاهل، و ر البـ

بســــــوء العهــــــد الرؤســــــاءفون أن النــــــاس يصــــــ رئيسلــــــيعلم الــــــو الرؤسـاءبطل عن نفسـه وعـن ض قوهلم، ولي ق ، فليكابد نـ د ونسيان الو

.صفات السوء اليت يوصفون ا

. درة مــــن وراء حاجتـــــه ب، ألن القــــأن يغضــــ رئيسلــــيس للــــو ر أحد على استكراهه على غـري مـا وليس له أن يكذب، ألنه ال يقد

. الفقـــر ف النـــاس عـــذرا يف ختـــو ، ألنـــه أقـــل ل ولـــيس لـــه أن يبخـــ. ريـــد ي ولــــيس لــــه أن يكــــون حقــــودا، ألن خطــــره قــــد عظــــم عــــن جمــــاراة كــــل

النـــاس باتقـــاء األميـــان أحـــق ولـــيس لـــه أن يكـــون حالفــا، ألن .النــاس :ف إحدى هذه اخلصالل على احل ل الرجل ، فإمنا حيم الرؤساء

ع وحاجة إىل تصـديق النـاس ر إما مهانة جيدها يف نفسه، وض ة مـه وإمـا تـ .ي بالكالم، فيجعل األميان له حشوا ووصال وإما ع .إياه

ه ل قولـقبـه منزلـة مـن ال ي نـزل نفسـن الناس حلديثـه، فهـو ي فها م د عر ق ــ .مــنيالي د هــبعــد ج إال ســان علــى غــري بــالقول وإرســال لل ث ا عبــوإم .ت سن تقدير، وال تعويد له قول السداد والتثب ة وال ح روي

ــــة وســــورة احلقــــد ر و احــــرتس مــــن ســــو ة الغضــــب وســــورة احلميلم ه ا من احل د ة جتاه د لكل شيء من ذلك ع د د ع وسورة اجلهل، وأ

.والروية وذكر العاقبة وطلب الفضيلة والتفكر

واعلم أنك ال تصيب الغلبة إال باالجتهاد والفضل، وأن قلة فإنـه لـيس أحــد . عـة هـو االستسـالم هلـااإلعـداد ملدافعـة الطبـائع املتطل

وإمنـــا التفاضـــل بـــني . مـــن النـــاس إال وفيـــه مـــن كـــل طبيعـــة ســـوء غريـــزة .طبائع السوءالناس يف مغالبة

فأما أن يسـلم أحـد مـن أن تكـون فيـه تلـك الغرائـز فلـيس يف إال أن الرجل القوي إذا كابرها بالقمع هلا كلما تطلعت . ذلك مطمع

مـون وهي يف ذلك كامنـة ك . يتها حىت كأا ليست فيه مل يلبث أن مي رت كمـا و قادحـا مـن علـة، أو غفلـة اسـتـ النار يف العـود، فـإذا وجـدت

ها إال بصـــاحبها، كمـــا ال ر دح، مث ال يبـــدأ ضــتســتوري النـــار عنــد القـــ .تبدأ النار إال بعودها الذي كانت فيه

رت إىل التقصـري، اعلم أنك إن جاوزت الغاية يف العبادة ص و ف ال، وإن جاوزــا يف تكلــهــوإن جاوزــا يف محــل العلــم حلقــت باجل

.عن املص ة معهم يف حاجام كنت احملشود ف الناس واخل ضىر

ــ الطة غــواعلــم أن بعــض العطيــة لــؤم، وبعــض الس وبعــض م ،فــإن اســتطعت أال يكــون عطـــاؤك . ، وبعــض العلــم جهـــل ي البيــان عــ

.جورا، وال بيانك هذرا، وال علمك وباال، فافعلÞbàÇþa@ñŠa†g@ò�b�Ûaë@ @

جسيم أمرك فيعود شأن مباشرة ال ترتكن ك صغريا، وال تلزمن .نفسك مباشرة الصغري، فيصري الكبري ضائعا

Page 26: كتاب التيسير

٢٦ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

بــــه أهــــل ص هــــم فاخصــــغــــين النــــاس كل ك ال ي مالــــ علــــم أن او ـا أهـل الفضـل، وأن خ كلهـا فتـو ة كرامتك ال تطيـق العامـ احلق، وأن

ـــــارك ال غـــــه للمهـــــم، وأن قلبـــــك ال يتســـــع لكـــــل شـــــيء ففرليلـــــك ولــــيس لــــك إىل إدامــــة فيهمــــا، وأن ت ك، وإن دأبــــيســــتوعبان حاجاتــــ

الــدأب فيهمــا ســـبيل مــع حاجـــة جســدك إىل نصـــيبه منهمــا فأحســـن .هما بني عملك ودعتك قسمتـ

واعلم أن ما شغلت من رأيك بغري املهم أزرى بك يف املهم،ومـــا صــــرفت مــــن مالـــك يف الباطــــل فقدتــــه حـــني تريــــده للحــــق، ومــــا

بك يف العجـز عـن أهـل عدلت به من كرامتك إىل أهل النقص أضرالفضل، وما شغلت من ليلك وارك يف غـري احلاجـة أزرى بـك عنـد

.احلاجة منك إليه

طـــرا، ك األمـــور فاشـــتغل بأعظمهـــا خإذا ختاجلتـــ: وكـــان يقـــال كــا، فــإن اشــتبه ذلــك فأجــدرها أن ال فــإن مل تســتنب ذلــك فأرجاهــا در

.هفرصت ويل يكون له مرجوع حىت ت

يف تعيشــــه وتنعمــــه ولعبــــه وهلــــوه، إذا الــــرئيسال عيــــب علــــى و ض مـا دون ذلــك تعهـد اجلســيم مـن أمــره بنفسـه، وأحكــم املهـم، وفــو

.فاة إىل الك

ــو ن أهــل ال متك ل عليــك، وال الــبالء احلســن عنــدك مــن التــدل .الجرتاء عليهم والعيب هلمان ن سواهم م م ن ن ك مت

ك الــيت ال ينــال مــا عنــدك مــن اخلــري إال ك أبوابــف رعيتــتعـر ول .بلهاا، واألبواب اليت ال خيافك خائف إال من ق

عمالك، فإن احرص احلرص كله على أن تكون خابرا أمور و احملســــن ك، وإن ق مــــن خربتــــك قبــــل أن تصــــيبه عقوبتــــاملســــيء يفــــر

.يستبشر بعلمك قبل أن يأتيه معروفك

ليعــرف النــاس، فيمــا يعرفــون مــن أخالقــك، أنــك ال تعاجــل و .اخلائف ورجاء الراجي م خلوف بالثواب وال بالعقاب، فإن ذلك أدو

مـــن خالفـــك مـــن ذوي النصـــيحة، د نفســـك الصـــرب علـــىعـــوسبيل ذلك إال ألهل العقـل لن سه والتجرع ملرارة قوهلم وعذهلم، وال ت

والسن واملروءة، لئال ينتشر من ذلك ما جيرتئ بـه سـفيه أو يسـتخف .به شانئ

فلـيكن . الناس على رأيه إال مـن ال بـال لـه أن الرئيس ليعلم و للــد بــذلك الفجــور والــدناءة يف د ســك فــاق في واملــروءة عنــده ن ين والــرب

.آفاق األرض

ي قـو ي رأي : من أمر الـدنيا رأيـان الرئيساع ما حيتاج إليه مج و همـــــا بالبــــــداءة القـــــوة أحق ورأي . نـــــه يف النــــــاس ، ورأي يزي ته بـــــه ســـــلط

مــع . أعوانــا امهــر أكثـ مها حــالوة و ورأي التــزيني أحضــر . ةر والمهــا بــاألثـ وأ عظمـه األمر ينسب إىل م لكن و . أن القوة من الزينة، والزينة من القوة

.وأصله

ه منهم شفقة د ع خيل ويـ التب أعوانهيقبل من الرئيساعلم أن و نت هم عليـــه، فـــإن كـــان جـــوادا وكنـــت مـــبخال، شـــونظـــرا لـــه، وحيمـــد

ا، مل تـــأمن إضــرار ذلـــك ســخي صــاحبك بفســـاد مروءتــه، وإن كنـــت م .مبنزلتك عنده

فــــــالرأي لــــــك تصــــــحيح النصــــــيحة علــــــى وجههــــــا، والتمــــــاس مـــا تـــرتك مـــن تبخيـــل صـــاحبك بـــأال املخلـــص مـــن العيـــب والالئمـــة في

يعرف منك فيما تـدعوه إليـه مـيال إىل شـيء مـن هـواك وال طلبـا لغـري .ه ه وينفع ما ترجو أن يزين

، فضـــــال عـــــن عمالـــــهد لطيـــــف أمـــــور قـــــأن يتف الـــــرئيس حـــــق و نتفع به، وللجسيم موضعا ال يستغين طيف موضعا ي جسيمها، فإن لل

األحـــرار و ، فاقـــة األخيـــار عمالـــهليتفقـــد فيمـــا يتفقـــد مـــن أمــور و .عنــه ــــــــان الســــــــفلة ها، وط مــــــــنهم، فليعمــــــــل يف ســــــــد ه، مــــــــنهم فليقمعــــــــغي

ش من الكرمي اجلائع واللئيم الشبعان، فإمنا يصول الكرمي إذا وليستوح .إذا شبع جاع، واللئيم

. علـى حسـن التـدبري الإ الرؤسـاءد أن حيس للرئيسال ينبغي و وقة الـيت يف ذلك عـذرا مـن السـ ن دونه فإنه أقل م الرئيس وال حيسدن

.له ر ذ فوقها، وكل ال ع ن د م إمنا حتس

م عنـده يف احلـرص ه ن ليس مبتـ ة م على الزل الرئيس ن ال يلوم و باتهـد يف رضـاه البصـري ن ل ، وال يعـد أدب وتقومي على رضاه إال لوم

الــرئيسوالصـاحب نـام األعــوانفإمـا إذا اجتمعـا يف . مبـا يـأيت أحــدا ه مـه ل لـه فيمـا ي مـوإن هـدأ عنهـا، وع ه حاجاتـلبت إليـه واسرتاح، وج

.ل ف وإن غ

Page 27: كتاب التيسير

٢٧ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ســن حل الظــن لقــول النــاس، وليجعــل بســوء الــرئيس عن ول ال يــو ـــه عـــن قلبـــه ويصـــد و ر الظـــن مـــن نفســـه نصـــيبا موفـــورا يــــ ر عنـــه يف ح ب

.أعماله

ول، وعنــــدما يعطــــي، عنــــدما يقــــ ت التثبــــ الــــرئيس ن ال يضــــيع و فـــإن الرجـــوع عـــن الصـــمت أحســـن مـــن الرجـــوع عـــن ،وعنـــدما يعمـــل العطيـــة بعـــد املنـــع أمجـــل مـــن املنـــع بعـــد اإلعطـــاء، وإن الكـــالم، وإن

قـــدام علـــى العمـــل بعـــد التـــأين فيـــه أحســـن مـــن اإلمســـاك عنـــه بعـــد اإل رؤسـاؤهموأحوجهم إليه ،الناس حمتاج إىل التثبت وكل . اإلقدام عليه

.ث ح ت س ين ليس لقوهلم وفعلهم دافع، وليس عليهم م الذ

نــاء جيــده عنــدك أو لطــف منزلــة، لغ الــرئيسإذا أصــبت عنــد و ك لك نفس ن ماح وال تزين كل الط ن هوى يكون له فيك، فال تطمح

تريـد أن تقلعـه وتـدخل ،له عن أليفه وموضع ثقته وسره قبلك املزايلة بتلــى ــا احللمــاء عنـــد لــة مــن خــالل الســفه قــد ي هــذه خ فــإن .دونــهـــد حـــىت حيـــدث الرجـــل مـــنهم نفســـه أن يكـــون دون الـــرئيسو مـــن ن ال

.األهل والولد، لفضل يظنه بنفسه أو نقص يظنه بغريه

أو ذي هيئة مـن السـوقة أليـف وأنـيس رئيسولكل رجل من له فليست عليه مؤونة يف تبذل يتبذ . لع على قلبه قد عرف روحه واط

سـة غـري أن تلـك األن . عنده، أو رأي يستبني منه، أو سر يفشـيه إليـهوذلـك اإللــف يســتخرج مـن كــل واحــد منهمــا مـا مل يكــن ليظهــر منــه

.دعند االنقباض والتشد

ــولــو الــتمس ملــتمس مثــل ذلــك عنــد مــن ه يســتأنف مالطفتومؤانسته ومنامسته، وإن كان ذا فضـل يف الـرأي وبسـطة يف العلـم، مل جيد عنده مثل ما هـو منتفـع بـه ممـن هـو دون ذلـك يف الـرأي ممـن قـد

ألن األنســــة روح للقلــــوب، وأن . مؤانســــته ووقــــع علــــى طباعــــه ي فــــك ــــالقلوب إال وال ي . الوحشــــة روع عليهــــا ــــ. مــــا الن عليهــــالتــــاط ب ن وم

.استقبل األنس بالوحشة استقبل أمرا ذا مؤونة

إىل منزلــــة مــــن وصــــفت لــــك، فــــإذا كلفتــــك نفســــك الســــموــــيس، وإذا حــــدثتك ع فاقــــد ــــف واألن ــــك مبعرفــــة فضــــل األلي ها عــــن ذلك أو غريك، ممن لعله أن يكون عنده فضل يف مروءة، أنك أوىل نفس

مــــن بعـــض دخالئـــه وثقاتــــه فـــاذكر الـــذي علــــى الـــرئيسد باملنزلـــة عنـــوالــــرأي، مــــن حــــق أليفــــه وثقتــــه وأنيســــه يف التكرمــــة واملكانــــة الــــرئيس

والذي يعينه علـى ذلـك مـن الـرأي أنـه جيـد عنـده مـن اإللـف واألنـس فلــيكن هــذا ممــا حتفــظ فيــه علــى نفســك . مــا لــيس واجــدا عنــد غــريه

والـرأي لنفسـك مثـل ذلـك، إن أرادك . ورأيـه لرئيساوتعرف فيه عذر ك د مريد على الدخول دون أليفك وأنيسك وموضع ثقتك وسرك وج

.وهزلك

،ه ودخالئـه الئـوأخ العـادل الـرئيس أعوانق بنظرائك من ارف فال تنافســــــهم يف الكلمــــــة و ،ذهم إخوانــــــا، وال تتخــــــذهم أعــــــداءواختــــــ

فإمنــا أنــت يف ذلــك أحــد . ــا، أو العمــل يــؤمرون بــه دونــك يتقربــون إما أن يكـون عنـدك فضـل علـى مـا عنـد غـريك فسـوف يبـدو : رجلني

وإمـا أال يكـون ذلـك . ذلك وحيتاج إليه ويلـتمس منـك، وأنـت جممـل مبقاربتــك إيــاهم هــؤالءفمــا أنــت مصــيب مــن حاجتــك عنــد .عنــدك

د يف موافقتـــــك إيـــــاهم ولينـــــك هلـــــم مـــــن ومالينتـــــك، ومـــــا أنـــــت واجـــــمــوافقتهم إيــاك وليــنهم لــك أفضــل ممــا أنــت مــدرك باملنافســة واملنــافرة

.هلم

، ثقـــــــة الـــــــرئيسابك عنـــــــد حال جتـــــــرتئن علـــــــى خـــــــالف أصـــــــو يعرتفــون بــاعرتافهم لــك ومعــرفتهم بفضــل رأيــك، فإنــا قــد رأينــا النــاس

فـإذا حضـروا ،يـاءل ه، وهـم أخ ل الرجل وينقادون له ويتعلمون منـضبفلـــه، وال أن يكـــون لـــه عليـــه يف ر قـــ، مل يـــرض أحـــد مـــنهم أن ي الـــرئيس

.أوا عليه باخلالف والنقض ر الرأي والعلم فضل، فاجتـ

ولــــيس بواجــــد يف كــــل حــــني ،فـــإن ناقضــــهم صــــار كأحــــدهموإن ترك مناقضتهم، كان مغلوب الرأي ،ما أو قاضيا عدال سامعا فه

.مردود القول

لعـت عليـه مـن ودخالئه مـا اط الرئيس أعوانإىل ن و ال تشك و م منــه هم هلــواه أو تقــر ن طــف فإنــك ال تزيــد علــى أن تـ . رأي تكرهــه لــه

.هم بتزيني ذلك وامليل عليك معه غري وت

واخلاصـــة ال حمالـــة أن الـــرئيسالرجـــل ذا اجلـــاه عنـــد واعلـــم أن فـإذا آثـر أن . مـا خيالفـه مـن الـرأي يف النـاس واألمـور الـرئيسيرى مـن

يكره كل ما خالفه أوشك أن ميتعض من اجلفوة يراها يف الـس، أو بـالن للـرأي، أو اإلدنـاء ملــن ال يهـوى إدنــاءه، أو وة يف احلاجـة، أو الــرد

ر لـذلك يف قلبـه الكراهيـة تغيــ فـإذا وقعـت . إقصـاءه اإلقصاء ملن يكره ذلـــك وغـــريه، فيكـــون للـــرئيسوجهـــه ورأيـــه وكالمـــه حـــىت يبـــدو ذلـــك

.ته ومروءته سببا وداعيا لفساد منزل

Page 28: كتاب التيسير

٢٨ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

الـرئيسل نفسـك باحتمـال مــا خالفـك مـن رأي فـذل رهــا ، وقرأمـره، وال تكلفـه رأيه وهواه و ه يف لتتبع رئيساإمنا كان الرئيس على أن

.من خالفه إياك اتباعك وتغضب@Õy÷îö‹Ûa@Á�Ô¾a

ط حقــا ال يصــلح خباصــة وال عامــة أمــر إال املقســ للــرئيسإن ــــذل هلــــم ــــص هلــــم النصــــيحة، ويب ــــق أن خيل ــــه، فــــذو اللــــب حقي بإرادت

عــنهم، الطاعــة، ويكــتم ســرهم، ويــزين ســريم، ويــذب بلســانه ويــده ـــار ألهـــوائهم ة ويتـــوخى مرضـــام، ويكـــون مـــن أمـــره املؤاتـــا هلـــم واإليث

على مـوافقتهم وإن كـان ذلـك ر األمور ورأيهم على هواه ورأيه، ويقدل لــــه خمالفــــا، وأن يكــــون منــــه اجلـــــد يف املخالفــــة ملــــن جــــانبهم وجهـــــ

نهم، حقهـم، وال يواصــل مــن النـاس إال مــن ال تباعــد مواصـلته إيــاه مــوال حتملــه عــداوة أحــد لــه وال إضــرار بــه علــى االضــطغان علــيهم، وال

أحــد علــى االسـتخفاف بشــيء مــن أمـورهم واالنتقــاص لشــيء ة مؤاتـااقـل عـن شــيء ثمـن حقهـم، وال يكــتمهم شـيئا مـن نصــيحتهم، وال يت

بــوه، وال مــن طــاعتهم، وال يبطــر إذا أكرمــوه، وال جيــرتئ علــيهم إذا قرل علـيهم املؤونـة، دخ ف إذا سـأهلم، وال يـلحـطوه، وال ي إذا سـل يطغـى علــيهم إذا رضــوا عنــه، وال يتغــري هلــم لــوه، وال يعتــز قل مــا مح ثوال يســت

إذا سخطوا عليه، وأن حيمدهم على ما أصاب من خري منهم أو من .غريهم فإنه ال يقدر أحد على أن يصيبه خبري إال بدفاع اهللا عنه م

إال بعــد رياضــة منــك لنفســك للرؤســاءك صــحبت ال تكــونن و افقتهم فيمـــا خالفـــك، وتقـــدير علــى طـــاعتهم يف املكـــروه عنـــدك، ومــو

األمــــــور علــــــى أهــــــوائهم دون هــــــواك، وعلــــــى أال تكــــــتمهم ســــــرك والتستطلع ما كتموك، وختفـي مـا أطلعـوك عليـه علـى النـاس كلهـم حـىت حتمـــي نفســـك احلـــديث بـــه، وعلـــى االجتهـــاد يف رضـــاهم، والتلطـــف

ني لـــرأيهم، حلــاجتهم، والتثبيـــت حلجـــتهم، والتصــديق ملقـــالتهم، والتـــزيوعلى قلة االستقباح ملا فعلوا إذا أساؤوا، وترك االنتحـال ملـا فعلـوا إذا أحسنوا، وكثرة النشر حملاسنهم، وحسن السرت ملساوئهم، واملقاربة ملن

ـــــقـــــاربوا وإن كـــــانوا بـ ـــــاء، داء، واملباعـــــدة ع ملـــــن باعـــــدوا وإن كـــــانوا أقرب عوه، والذكر هلم وإن ضي ، واحلفظ بأمرهم وإن مل يهتموا به واالهتمام هلــم كــل ســوه، والتخفيــف عــنهم مــن مؤونتــك، واالحتمــال هلــم وإن ن

مؤونــــة، والرضــــى مـــــنهم بــــالعفو، وقلـــــة الرضــــى مـــــن نفســــك هلـــــم إال .باالجتهاد

عـــن ذلـــك وإن وجـــدت عـــنهم وعـــن صـــحبتهم غـــىن، فـــأغن بينــه وبــني ل حبقــه، حيــ هــمهــدك فإنــه مــن يأخــذ عمل نفسـك واعتزلــه ج

ن ال يأخــذ حبقــه، حيتمــل الفضــيحة يف ومــ. لــذة الــدنيا وعمــل اآلخــرة .الدنيا والوزر يف اآلخرة

هم، وال تــأمن عقــوبتهم إن أعلمــت الرؤســاء ن أنفــة إنــك ال تــأم م إن قتهم، وال تــأمن ســـلو إن كتمــتهم، وال تـــأمن غضــبتهم إن صـــد

هم بك، وإن زايلتهم مل تأمن م متهم مل تأمن ترب لز وإنك إن. حدثتهملــــت املؤونــــة علــــيهم، وإن قطعــــت األمــــر عقــــام، وإن تســــتأمرهم مح وإن . إـم إن سـخطوا عليـك أهلكـوك. دوـم مل تـأمن فيـه خمـالفتهم

.رضوا عنك تكلفت من رضاهم ما ال تطيق

بــــــوك، أمينــــــا إن دا إن قر ك، جلــــــو فــــــإن كنــــــت حافظــــــا إن بلــــــمهـــم وأنـــت تـــريهم أنـــك تـــتعلم مـــنهم، وتـــؤدم وكـــأم تعل ،ائتمنـــوك

تشـــــكرهم وال تكلفهـــــم الشـــــكر، بصـــــريا بـــــأهوائهم مـــــؤثرا ،يؤدبونـــــك ملنـافعهم، ذلــيال إن ظلمــوك، راضــيا إن أســخطوك، وإال فالبعــد مــنهم

.البعد، واحلذر منهم كل احلذر كل

وســـكر املـــال وســـكر العلـــم وســـكر طةســـلكر الز مـــن ســـحتـــرة نــاملنزلــة وســكر الشــباب، فإنــه لــيس مــن هــذا شــيء إال وهــو ريــح ج

تســــلب العقــــل وتــــذهب بالوقــــار وتصــــرف القلــــب والســــمع والبصــــر .واللسان إىل غري املنافع

Ünj¾a@óÜÇ@aˆbßó@@òjz—i÷îö‹ÛaN@ @

ملواظبــــة يف غــــري فعليــــك بطــــول ا الــــرئيسليــــت بصــــحبة إن ابت .لك االستئناس به غفلة وال اونا ن ث د معاتبة، وال حي

.جيعلك أخا فاجعله أبا، مث إن زادك فزده الرئيسإذا رأيت و

ك تزاد منزلته أن رين فال ت سلطةت من ذي منزلة أو ل إذا نز و وأنك ترى حقا . صحا دا وال ن له توقريا وإجالال، من غري أن يزيدك و

تنف ما قبله، وال وكن يف مداراته والرفق به كاملؤ . له التوقري واإلجالل ر األمــــر بينــــك وبينــــه علــــى مــــا كنــــت تعــــرف مــــن أخالقــــه، فــــإن قــــد ت

علـــى ذي ل ، ورمبـــا رأينـــا الرجـــل املـــد الـــرئيساألخـــالق مســـتحيلة مـــع .ه م د به ق مه قد أضر د بق سلطةال

ــــو إال الرؤســــاءبت مــــن ح ن صــــإن اســــتطعت أال تصــــحب مفإن أخطأك ذلـك فـاعلم أنـك . عبة من قرابة أو مودة، فافعل على ش

خرة إمنا تعمل على الس.

Page 29: كتاب التيسير

٢٩ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

حبتك ملـــــن قـــــد عرفـــــك بصـــــاحل إن اســــتطعت أن جتعـــــل صـــــو رئيسفإن ال. مروءتك وصحة دينك وسالمة أمورك قبل واليته فافعل

يل فكـل النـاس أمـا إذا و . م قبل واليتهل ال علم له بالناس إال ما قد ع . لـيس فيـه ثين عليه عنده مبان ي يلقاه بالتزين والتصنع وكلهم حيتال أل

ثــابرة عليــه م عا وأشــد لــذلك تصــن األنــذال واألرذال هــم أشــد غــري أن بليــغ الــرأي والنظــر، مــن أن ، وإن كــانرئيسفــال ميتنــع الــ. ال حــوفيــه مت

مبنزلــة الخانـة مبنزلــة األخيـار، وكثـري مـن األشـرارل عنـده كثـري مـن نـز ي ى عليـه أمـر كثـري مـن غطـمبنزلـة األوفيـاء، وي ةر الغـد األمناء، وكثـري مـن

.ع والتصن الكيدهم عن أهل الفضل الذين يصونون أنفس

مبنزلـة الثقـة، فـاعزل عنـه كـالم رئيسإذا عرفت نفسك من الو ــــ ــــرن املل ــــك شــــبيه ق، وال تكث ــــه يف كــــل كلمــــة، فــــإن ذل ــــدعاء ل مــــن الا عمـــ ه علـــى رؤوس النـــاس، فـــال تـــأل مـــكل حشـــة والغربـــة، إال أن ت بالو .ره ه ووق م عظ

بـاهلوى يف بلـد مـن البلـدان وال قبيلـة مـن الرؤساءك ال يعرفن و هم يف ، فيوشـــك أن حتتــاج فيهمـــا إىل حكايــة أو شـــهادة، فتـــت القبائــل

.ذلك

ه بشــيء ح رأيــك وال تشـوبن فـإذا أردت أن يقبـل قولــك فصـحه عليك ه منك العدو، واهلوى يرد الرأي الصحيح يقبل من اهلوى، فإن .الولد والصديق

اهلوى وأحــق مــن احرتســـت مــن أن يظـــن بــك خلـــط الــرأي بـــ .، فإا خديعة وخيانة وكفر عندهمالرؤساء

ال يريــد صــالح رعيتــه فــاعلم أنــك رئــيسليــت بصــحبة إن ابت علــى رئيسإمـا امليــل مـع الـ: يـار تـني لـيس منهمــا خ ل ت بــني خ ري قـد خـ

وهـذا رئيسوإمـا امليـل مـع الرعيـة علـى الـ. ين الرعية، وهـذا هـالك الـد ، .الدنيا، وال حيلة لك إال املوت أو اهلرب هالك

السـرية غـري مرضـي رئيسواعلم أنه ال ينبغي لك، وإن كان الأن جتــد إىل الفــراق بالــه، إال احملافظــة عليــه، إىلك حبقــت حبالــإذا عل

.اجلميل سبيال

مــن األخــالق الــيت حتــب لــه والــيت تكــره، رئيسمــا يف الــ ر تبصــمث ال . ومـــا هــــو عليــــه مــــن الــــرأي الـــذي ترضــــى لــــه والــــذي ال ترضــــى

فـإن هـذه . وتكـره ه بالتحويل له عما حيـب ويكـره إىل مـا حتـب ن ر تكاب ، فإنــك قلمــا تقــدر علــى رد واهلجــرل علــى التنــائي رياضــة صــعبة حتمــ

ة، وإن مل يكـــن ممــــن ضــــا باملكـــابرة واملناق رجـــل عـــن طريقــــة هـــو عليهــــر على أن تعينه على أحسن رأيه، ولكنك تقد . سلطةال ز ح به ع جيم

د وتسد كانـت هـي ت منـه احملاسـن يـو ه عليه، فإذا ق ي ه فيه وتزينه، وتقو .اليت تكفيك املساوئ

الصـواب وإذا استحكمت منه ناحية من الصواب كان ذلك ــــب هــــو الــــذي يـ مــــن مــــن تبصــــريك وأعــــدل ه مواقــــع اخلطــــأ بــــألطف ر ص

ه بعضا ويدعو بعضـه إىل الصواب يؤيد بعض فإن . حكمك يف نفسه م لصاحبه األشياء، ويظهر عليها بتحكيم الرأي، ستحك بعض حىت ت

فظ هذا فاح. فإذا كانت له مكانة من األصالة اقتلع ذلك اخلطأ كله .ه م الباب وأحك

ـــ ن ال يكـــون و ـــطلب ه، ئ ال تســـتبط و باملســـألة، رئيسك مـــا عنـــد الباالسـتحقاق لـه، واسـتأن بـه عندهطلب ما ا كنول. أبطأ عليك وإن

ه أتاك عن غري طلب، وإن فإنك إذا استحققت . وإن طالت األناة منه .مل تستبطئه كان أعجل له

،عليـه بـبالء أن لك عليه حقا، وأنك تعتـد رئيسال ختربن الو ره بــه ولــيكن مـا يـذك . ك وبـالءك فافعـلوإن اسـتطعت أال ينسـى حقــ

ك لـه النصـيحة واالجتهـاد، وأال يـزال ينظـر منــك إىل مـن ذلـك جتديـد سي ر ن إذا انقطع عنه اآلخ الرئيسواعلم أن .بالئك ل ره أو ذك آخر ي

هم مقطوعــة وحبــاهلم مصــرومة، مــن أولئــك أرحــام الكثــري ول، وأن األ .وا عنه وأغىن عنهم يف يومهم وساعتهمض ن ر إال عم

ــو . أو اســتزراء لــه رئيسب علــى الــإيــاك أن يقــع يف قلبــك تعتفإنـــه إن وقـــع يف قلبـــك بـــدا يف وجهـــك إن كنـــت حليمـــا، وبـــدا علـــى

على أن يظهـر يف وجهـك يزد ذلكفإن مل. إن كنت سفيها لسانك إىل فـإن النـاس . رئيسذلك للـ أن يظهر ن من تأآلمن الناس عندك فال

كـان قلبـه هـو رئيسفإذا ظهر ذلك للـ .اع ر بعورات اإلخوان س الرئيسك املاضــية، ق ذلـك حســنات حــفم ، مـن قلبــك إىل النفــور والتغــري أسـرع

رت تعـــرف أمـــرك مســـتدبرا وتلـــتمس وصـــوأشـــرف بـــك علـــى اهلـــالك، مـن ولو شـئت كنـت تركتـه راضـيا وازددت . مستصعبا رئيسكمرضاة

.رضاه دنوا

نائب أكثر الناس عدوا جاهدا حاضرا جريئا واشيا أن اعلم و س علــى نف ألنــه منفــوس عليــه مكانــه مبــا يــ ،ذو املكانــة عنــده الــرئيس

وحمســـود كمــا حيســـد، غـــري أنــه جيـــرتأ عليـــه وال جيـــرتأ ســـلطةصــاحب اله الذين يشـاركونه وأقارب الرئيس ألن من حاسديه أحباء ،الرئيسعلى

Page 30: كتاب التيسير

٣٠ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

ه ليسـوا ار ضـوهم وغريهم من عدوه الذين هم ح . يف املداخل واملنازل هــم مــن ع وهــم ال ينقطــع طم . م منــه ت تــالنــائي عنــه واملك الــرئيسكعـدو

.لون عن نصب احلبائل له ر به، فال يغف الظف

فــاعرف هــذه احلــال، والــبس هلــؤالء القــوم الــذين هــم أعــداؤك عن ح مث رو . وتعلن ر س ة فيما ت ج سالح الصحة واالستقامة ولزوم احمل

وإن ذكـــرك ذاكـــر عنـــد . قلبـــك حـــىت كأنـــك ال عـــدو لـــك وال حاســـد ه منك وال غري الرئيسن ك فال يري بت يغيف بسوء يف وجهك أو الرئيس

.را اختالطا لذلك وال اغتياظا وال ضج

ك، فإنـــه إن وقـــع ثـــكر ن ذلـــك يف نفســـك موقـــع مـــا ي عـــوال يق رة ملـا قـال ك منك ذلـك املوقـع، أدخـل عليـك أمـورا مشـتبهة بالريبـة مـذ

اجلواب فإيـاك وجـواب وإن اضطرك األمر يف ذلك إىل . ب فيك العائ ن ك وال تشــ. لــم ووقــار جــة يف ح الغضـب واالنتقــام وعليــك جبــواب احل

.يف أن الغلبة والقوة للحليم أبدا

كالمــــا أبــــدا إال لعنايــــة، أو يكــــون الــــرئيسعنــــد ن م ال تــــتكل و عـىنكالما أبدا ال ت رئيسن عند الضر وال حت . جوابا لشيء سئلت عنه

.ر حبضوره ؤم به أو ت

ح يـر شـتما، وال إغالظـه إغالظـا، فـإن رئيسال شتم ن د وال تع .ط وال بأس خ لظة يف غري س العزة قد تبسط اللسان بالغ

ك وال جيمعن . الرئيسني به عند عليه والظن املسخوط ب جان و عليـه خـريا عنـد ني نـوال تث لـه عـذرا، ظهرن وإياه جملس وال منزل، وال ت

خط عليـه فيـه فإذا رأيتـه قـد بلـغ مـن اإلعتـاب ممـا سـ. أحد من الناس قــــد رئيس، واســــتيقنت أن الــــرئيسلــــني لــــه بــــه قلــــب الــــمــــا ترجــــو أن ت

تك عليــه عنـــد النــاس فضـــع عــذره عنـــد د اســتيقن مبباعـــدتك إيــاه وشـــ .واعمل يف إرضائه عنه يف رفق ولطف رئيسال

وال . أنك ال تسـتنكف عـن شـيء مـن خدمتـه رئيسليعلم الو م إليه القول، عند بعـض حـاالت رضـاه وطيـب مع ذلك أن تقد ع تد

ين نفسه، يف االستعفاء من األعمال اليت هي أهل أن يكرهها ذو الدالقتـــــل والعـــــذاب وظيفـــــة، مـــــن رض وذو املـــــروءة وذو العقـــــل وذو العـــــ

.وأشباه ذلك

لك ذلك ثن د ، فال حي الرئيسة عند واخلاص وإذا أصبت اجلاه عـنهم، فإنـك ال تـدري تغريا على أحد من أهله وأعوانه، وال استغناء

ويف تلــون احلــال عنــد ،هلــم فيهــا ل فــوة أو تغــري فتــذ مــىت تــرى أدىن ج .ه ذلك من العار ما في

أحــــدا مــــن النــــاس وال م مــــن أمــــرك أال تســــار كــــلــــيكن ممــــا حت ل رار ممـا خييـفـإن السـ ،أو تعلنـه الـرئيسفيـه علـى إليه بشـيء خت س م

فيكـون ذلـك يف . أو غريه أنه املـراد بـه سلطةإىل كل من رآه من ذي .قال را وث غ يكة وو س نفسه ح

ــــل ــــاب الســــلطان إال مــــن يطــــرح ال يواظــــب علــــى : وقــــد قي ب، فـإذا األنفة وحيمل األذى ويكظم الغـيظ ويرفـق بالنـاس ويكـتم السـر

.وصل إىل ذلك فقد بلغ مراده

Page 31: كتاب التيسير

٣١ înÛa@lbn×��@@�jØÛaë@�Ì—Ûa@l†c@À [email protected]

pbíìn�apbíìn�apbíìn�apbíìn�a

ò߇Ôß@@NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN@@Q@ @

á�ÔÛa@Þëþa@ @

ñŠa†g@pa‰Ûa@ @

⇃n�a@ÙÜÔÇ ......................................... ٢

c‡ia@Ù�Ðäi ............................................. ٢

kjy@áÜÈÛa@¶g@Ù�Ðã ................................ ٣

™‹ya@óÜÇ@bß@ÙÈÐäí ................................. ٣

ü@Ö‡—m@Ý×@bß@Éà�m .................................. ٣

Ò‹Ça@õýniüa@õýjÛaë ..................................... ٤

Ò‹Ça@Þì–þa@Êë‹ÐÛaë .................................. ٤

å×@bàîØy ............................................... ٤

l†c@Ù�Ðã .............................................. ٥

Ò‹Ça@�a .................................................. ٦

å×@åß@ðëˆ@lbjÛþa ..................................... ٧

k�by@Ù�Ðã ............................................ ٧

áänËa@oÓìÛa .............................................. ٨

ü@åèn�m@�Ì—Ûbi ...................................... ٨

Öğ‹Ï@µi@åí‡Ûa@ðc‹Ûaë@ôì�aë ....................... ٨

‹“n�a@ðëˆ@lbjÛþa .................................... ٩

á�ÔÛa@ïãbrÛa@ @

òÏ‹Èß@‘bäÛa@ @

Čk«@�‡¾a ............................................ ١٠

æbj§a@Š‰¨aë ........................................ ١٠

†ì�¨a ................................................ ١١

la‰ØÛa ................................................ ١١

b§aÝç .................................................. ١١

kšbÌÛa ................................................. ١١

æbä¾a .................................................... ١٢

â‹Ì¾a@õb�äÛbi ....................................... ١٢

áí‹ØÛa@áî÷ÜÛaë ....................................... ١٢

‡ça�Ûa ................................................. ١٣

‹ib—Ûa .................................................. ١٣

kyb–@ñõ닾a ........................................ ١٣

ÝÓbÈÛa .................................................. ١٤

‡îÈ�Ûa@ïÔ“Ûaë.................................... ١٤

âŒb¨a .................................................. ١٥

Éšaìn¾a .............................................. ١٥

á�ÔÛa@sÛbrÛa@ @

ñŠa†g@Þb¾a@ @

kÜ�a@ÖŒ‹Ûa ........................................... ١٥

åČ—y@Þb¾a ............................................. ١٦

Ò‹Ça@êŠ‡Ó ............................................. ١٦

á�ÔÛa@Éia‹Ûa@ @

ñŠa†g@âýØÛa@ @

Ý›Ï@oà—Ûa............................................ ١٨

Š‰ya@Þ��a@õa‹¾aë.................................. ١٨

å×@bÈàn�ß@a‡îu@bjîªë@bä�« ................. ١٩

á�ÔÛa@÷ßb©a@ @

ñŠa†g@òÓa‡—Ûa@ñëa‡ÈÛaë@ @

l†c@òÓa‡—Ûa ........................................ ٢٠

ñb�aûß@Õ퇗Ûa ..................................... ٢١

Šbîn‚a@kyb—Ûa ....................................... ٢١

Š‰ya@÷îÜu@õì�Ûa ................................. ٢٢

l†c@ñëa‡ÈÛa ......................................... ٢٢

á�ÔÛa@‘†b�Ûa@@ @

ñŠa†g@†ýjÛa@@ @

pbЖ@ü@ÕîÜm@÷îö‹Ûbi ............................... ٢٥

ñŠa†g@ÞbàÇþa@ò�b�Ûaë ............................. ٢٥

Õy@÷îö‹Ûa@Á�Ô¾a ............................... ٢٨

aˆbß@óÜÇ@óÜnj¾a@òjz—i@÷îö‹ÛaN ................ ٢٨