فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

291
ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻷﺧﻼق ﻣﻧظوﻣﺔ واﻟﻨﻔﺲ اﻟﺮوح ﻓﻲ ﺑﺤﺚ واﻟﻔﺆاد واﻟﻘﻠﺐ واﻷﺧـــــــــــﻼقَ اھوَ َ َ وٍ سْ َ َ و} ٧ { َ اھَ وْ َ َ وَ ھَ ورُ ُ َ َ َ ْ َ َ } ٨ { َ َ ْ َ أْ دَ ْ نَ َ ﻛﱠﺎھَ ز} ٩ { َ ﺎبَ ْ دَ َ وْ نَ َ ﺳﱠﺎھَ د} ١٠ { ﺗﺄﻟﯾف اﻟﻣﮭﻧدس ﺻـﺎﻟﺢ ﻣﺣﻣد اﻟﺑد راﻧﻲ١٤٣٤ ﻫـ ـ٢٠١٣ ﻣـ

Upload: maabm88

Post on 09-Dec-2015

103 views

Category:

Documents


21 download

DESCRIPTION

كتاب فلسفة يتحث عن النفس والروح وعدد من الاسئلة

TRANSCRIPT

Page 1: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

فلسفة

منظومة األخالق في اإلسالم واألخـــــــــــالقوالقلب والفؤادبحث في الروح والنفس

اھا من وقد خاب }٩{ زكاھامن قد أفلح }٨{ فألھمھا فجورھا وتقواھا }٧{ ونفس وما سو

}١٠{ دساھا

تألیف المھندس

راني البدمحمد صـالح مـ٢٠١٣هـ ـ ١٤٣٤

Page 2: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

بســـــــــم هللا الرحمن الرحیــــم

فلسفة منظومة األخالق في اإلسالم

واألخـــــــــــالقبحث في الروح والنفس والفؤاد والقلب

اھا من وقد خاب }٩{ زكاھامن قد أفلح }٨{ فألھمھا فجورھا وتقواھا }٧{ ونفس وما سو

}١٠{ دساھا

تألیف المھندس

راني البدمحمد صـالح مـ٢٠١٣هـ ـ ١٤٣٤

Page 3: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

إھــداء

هللا بالحق ھـادیا مھدیا إلى الحبیب الذي بعثھ ◌ لق ع ع فی م س اھدي نبضا بعد عقل لی

نكم یكم ویعلمكم یتلوكما أرسلنا فیكم رسوال م علیكم آیاتنا ویزكا لم تكونوا تعلمون ویعلمكم الكتاب والحكمة }١٥١{البقرة/ م

Page 4: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

المقــــــــــــدمة

فقد أوتي خیرا كثیرا الحكمة من یشاء ومن یؤت الحكمة یؤتي }٢/٢٦٩{وما یذكر إال أولوا األلباب

Page 5: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

1

: منھج البحثاألولالفصل

من الح�اة ومن التعامل مع اإلسالم ومن خالل فهمه یجد عامة الناس وخاصتهم أن اإلسالم ل�س ق�ما أخالق�ة �ش�ل افعل وال تفعل، ول�س هو

افعل؟ بل هو ق�م توضح المهمة لإلنسان أن�الق�م التي تقول ماذا یجب وتتعامل مع خلقه من عارف بخلقه لتحسین خلقه....نعم هنالك ما یجب

�فعل ولكن ل�س �صماء تلك التعال�م وال عم�اء بید أنها تتعامل مع أنإنسان ��امل خلقه من أحاس�س ومشاعر ومن غرائز وحاجات وطاقات

ونة، تتجاوب مع المتغیرات �ش�ل متعددة الدرجات فیها مرونة ول�س لیتوازن اإلنسان على الصواب، هنالك ثوابت ال تتغیر وهنالك متغیرات، فالثوابت هي العقائد، والمتغیرات هي في إدارة الح�اة، منها تنتج اآلل�ات المالئمة والقائدة لكل مراحل التطور المدني والح�اة، األخالق في العالقات

الفلسفي القرآني

منظومة قیمیة عارفة باالنسان وغرائزه وحاجاتھ وقدراتھ

وامكانیة انابتھ عند الخطأ

السؤال لماذا وماذا وكیف، لیس من حكم جامد بل یسمح باحتواء

الشاذ والمخالف

في البحث الفلسالمعروف

قواعد عقلیة تنظر الىالسلوك كقواعد ومثل

اخالقیة

السؤال لماذا و ماذا یجب ان نفعل؟

Page 6: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

2

له في المجتمع وتر�ی�ه وفي الدولة وتراتیبها، واضحة، في اإلنسان وداخ في السلوك ��ل هذه المفاصل.

فلسفة األخالق اإلسالم�ة والسلوك، وهو لح�مة أوال�حث استقرائي استن�اطي في النظرة للكون واإلنسان والح�اة، �عتمد المنط� من القرآن،

النظرة �الماه�ة ثم �فلسف الف�رة. فصلو�

المقدمة وفیها فصالن، ثم یدخل إلى �اب فلسفة المنظومة یتكون من �اب اإلسالم�ة فیتحدث في فصول عن األسئلة التي تطرحها معادلة األخالق

في مفاصل الح�اة

یتحدث عن معاني تعبر عن رأ� في (الروح، النفس، الكون والح�اة) عن أن الماه�ة وما یدرك منها، في �ل هذا... نصل إلى إلىمستندة U هللا

وجود اإلنسان في األرض إلى غا�ة الع�ادة �معناها الحق�قي في عمارة األرض وخالفتها، وأن على اإلنسان االرتقاء بنفسه والتعلم بنفسه

الجنة وأن المعلومات�ة ال إلىوالممارسة بنفسه ل�صل �امتحان الح�اة أن تكفي بدون إرادة وعزم فالممتحن هو اإلرادة والعزم ل�ستح� اإلنسان

��ون في جنة الخلد التي لها درجات؛ تلك الدرجات المثمنة لقدرة اإلنسان وارادته وعزمه، ومن فقد العزم وارادة الح� فال م�ان له في الجنة.... وسنر� أن اإللزام والمسئول�ة والن�ة والجزاء وغیرها ل�ست إال مع هللا، أما

ن أقرانه، وأن ظاهر سلو�ه وفعله فمع القوانین في األرض وال�شر ماإلنسان وح�اته ما هي إال مسار اخت�ار واخت�ار وعرف من خالل هذا

Page 7: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

3

معنى القدر والقضاء، ونعرف معنى الحر�ة وان الحتم�ة ل�ست رائدة في التصور األخالقي، وان السبب�ة هي من أسس الح�اة فالبد من اتخاذ

تخطئ تلك األس�اب في االعمار والخالفة لألرض، ونر� أن للكون سنن ال هي مظاهر القدر وأن على اإلنسان أن �فهم تلك السنن الكون�ة.

شروع لفلسفة إسالم�ة �حتة ال ترتكز على غیر لتقد�م نقطةمنهج الكتاب قرآن وسنة، وهي انطالقة أراد أن �فعلها الد�تور محمد عبد اإلسالم من

في �حثه من هللا دراز رحمه هللا إال انه لم �ستطع تنفیدها ذلك انه قیدالمشرفین في السور�ون، حاولت هنا ��ل تواضع الشروع فیها وهي تحتاج لجهد العاملین وسعي العارفین تكملة وتصح�حا وتوض�حا، فهو جهد �شر

محدود خطاء وجل هللا الكامل.

لو نظرنا إلى الح�اة إلى اإل�ماءات والسلوك والقرارات لوجدناها معبرة عن لومات�ة، تلك المعلومات�ة التي تفید حین الفهم إرادة، فهي إدارة مع

فیها من (أتجعلوالرسوخ، لقد علم هللا آدم األسماء و�انت إجا�ة على �فسد فیها) تلك المعرفة لم تحضر عند آدم ونسى أن �ستخدمها عند االخت�ار ألنها في الذاكرة والبد من اعقال للمعلومة قبل الرسوخ، من اجل

لتعقل وترسخ في ذهنها المعلومة �ي تصل بإعمال هذا �انت ال�شر�ة العقل إلى الصواب. المعلومات�ة ال تكفي لوحدها وان �انت ضرورة بل هو ل�قین الدافع لتحر�ك اإلرادة وهذا �أتي من عقل تلك المعلومات لذا �ان

التكلیف للعاقل ول�س لغیره وعل�ه ومخرجاته الحساب.

Page 8: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

4

ن هنالك مخلوقات ذات ساللة تبدو إن سؤال المالئ�ة یجعلنا نف�ر أ�اإلنسان لكنها ل�ست برقي منظومته العقل�ة فأفسدت... وهو ما �قودنا أن اإلنسان إن لم �ستخدم منظومته العقل�ة للق�م األخالق�ة في الدین والشر�عة هو مثل تلك محض مخلوق مفسد، وهو ما نراه واقعا في ح�اتنا

ق�م األخالق�ة مخل �ق�مة اإلنسان إذن تجاهل استخدام العقل وحف� الوها�� �ه إلى مراتب دن�ا هو �سلو�ه �األنعام بل أكثر منها سوءا ألنه

�ستخدم ما منح للرشاد �طر�قة سیئة

المخلوقات

االنسان لدیھ منظومة عقلیة

استخدم عقلھ برشد كان انسانا مستخدما لقدراتھالممنوحة لھ تھومتمیز بانسانی

كم استخدم عقلھ بحغرائزة وحاجاتھ،

سیفتقد للقیمھ االخالقیة وقیمت

االنسانیة ما لم یتراجع ویتوب

غرائزیة

تسعى الشباع غرائزھا دون مراعات قیمة

اخالقیة

Page 9: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

5

مــــــدخـــــــــــــــــــــل: الثانيالفصل

لم �ك هذا ال�حث ل�ســـد فراغا واسعا في م�ت�اتنا، وال ردة فعل على طر�قة الكتا�ة �الفلسفة اإلسالم�ة من حیث تبدو و�أنها تأكیدا على سعة المعرفة

وأنه شبهةوالعلوم وأنه الدین الح�...إنه الدین الح�..ال ل�س وال الشر�عة الح� ال ل�س وال شبهة، وأن هللا واحد احد ل�س �مثله شيء وأن

هذا طرح فلسفي مصدرا أساس�ا للمعرفة، ( السنة النبو�ة) القرآن والسیرةفلسفة لاستحداث فال من نوع جدید أساسه التف�ر الكلي في القرآن والسنة

بل إنها السیرة اد �است�عخاصة مستندا للتوحید والعقل والكون إسالم�ةهللا جل وعال أراد لنا نموذجا عمل�ا في أنلتكون لوال قضیتما ف مهمة

والتصرف وسیرة �قتد� بها الدعاة الصالحون ال واألخالقالسلوك �قولون نحن �شر والرسول صلى هللا عل�ه وسلم مدعوما من هللا، بل هو

.. فلو تمعنت بها ما تعانون وان �ان هنالك معجزات.. �شر مثلكم �عانيإنما هي لسد نقص التكنولوج�ا في عصره فكان مع ما هو موجود قدوة متوازنة للدعاة ومن یر�د أن �سیر على در�ه.....من ناح�ة أخر� فإن تساؤالت في ازد�اد لم تعد تفي بها القناعات القد�مة، مع ز�ادة المعرفة

ومعرفة ووسائل الوصول إلیها أص�ح من السهل الدخول إلیها �نهها....نبدأ هنا وف� ما یلي:

البناء علیها أوغر��ة أوـ ال استعانة �فلسفة شرق�ة ١

ـ ال دعم للرأ� بتحمیل القرآن وآ�اته معنا ما ل�سند الرأ�٢

Page 10: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

6

، لذا ورغم ـ ال�احث �شر یرد عل�ه و�ؤخذ الصائب منه وهللا أسأل الرشاد٣فهمي ــــ إال أني لم أورد أن ما �تبت هو من الكتاب والسنة ــــ وف�

نصوص من القرآن والحدیث قدر اإلم�ان.

إنما هو تف�ـــــــــــــر �آ�ات الرحمن ومحاولة االستقراء منها ول�س تفسیرها تفسیرا أحاد�ا بل هو نظرة من واقعنا وال�ه مغسوال بذ�ر هللا الصالح لكل

ل�ست مجهولة هللا وصفاته فهي أسماءل�س من �حث في زمـــان وم�انأن إدراك إالعرفنا منها ما ��في لعصرنا الحالي وما لنا من علم وانما

مع ما شابهه إالالذهن والتصور قاصر في طبوعال�شر �المحسوس والمیتخذ �حثا علم�ا تجر�ب�ا لتحقی� التصور هذا ورؤ�ة أوفي الذهن

االكتشافات ازد�ادصالحیته، والخ�ال منطل� متحق� �الجهد والمثابرة مع بإن�اره وان�ار إالمعلوم إلىواإلبداعات العلم�ة وما لنا من وسیلة للدخول

یتواف� مع عقل احتو� معلومات�ة تؤ�د الوجود والقدرة وأن ال جل وعال هللاالمبدع المدبر لهذا الكون وما ال�ارئ هللا الرحمن الواحد األحد هو الصانع

نح� أووعلومنا ��شر ومنه ما لم ندرك أ�صارنا أدر�تف�ه أدر�ت منه ما بنقل غیرهم فلم السفسطائیین أسموهملقد قرأت ما وصلنا ممن �ه علما.

فالسفة مسلمین إلىالفالسفة والمعلمین، أسموهم، ومن �ك هنالك تدو�ن إالف�ما نقلوا وتبنوا من اآلخر�ن وارتكازهم على نظر�ات ال تعدوا تائهینفي اإلح�ائیینة فالفالس إلىعلم القرآن العظ�م، و�أن لم �أتهم أوهاما

وان قالوا أفالطون إلى أرسطوهرو�ا من أ�ضاالعصر الحدیث فذهبوا خر�ن ممن آ إلىجدوا مز�دا من الض�اع و نعترف �ا� لكنهم ما اعترفوا، فأ

Page 11: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

7

فكانت الفرد�ة وأحاد�ة النظرة وتعاونت آراءهم �األخالقر�طوا االقتصاد قانون الغاب بل�اس إاللسقم التي ولدت واقعا هو ل�س ا أمراضمع

اإلنسان�ةطرح متمدن لكنه وحشي الجوهر والفعل فتبددت وأسلوبمتمدن الق�م لننتج قوال معاكسا لنتائج الفعل وما نراه الیوم من واقع وشرذمتنتیجة العبث وأفكار السفسطائیین الجدد وأقول جدد ألن إنمامأساو�

نظر�اتهم ما زالت عاملة في دول مه�منة على العالم بوسائل ابتدعها یدخلها أنیلبث الشط� والعقل حین تستعمره غرائزه و�ؤمن بخزع�الت ال

في الدین لعجز جوان�ه ف�فسد السذج من المت�عین و�ستغلهم وهو یزعم من استغالل رجال الكن�سة ل�عود و�ستغلهم هو بل �ستغل انه قد خلصهم والذ� تجعله اإلنسان إلنسان�ة... هذا الواقع الهادم أنفسهمرجال الكن�سة

أین�ع�ش في س�اق لتحصیل رزقه و�دخل و�خرج من الح�اة ال �علم من امتهنتها إلنسان�ةوال الح�مة من وجوده، في احترام مز�ف أین إلىوال

.... وفي الدول المتخلفة �ان االستبداد وسلطة الجهلة ت�قیهم �ال النفع�ةفیها ممتهنة �ش�ل آخر فإذا �ان الرضا له اإلنسان�ةوعي وال ح�اة �ر�مة

في البلدان الصناع�ة ففي هذه البلدان �متهن اإلنساننس�ة في امتهان مذلوال مجبورا متخف�ا من نفسه �ع�ش الرعب مع ساسته وهم اإلنسان

األرضوأخالق الدون�ة تنتشر في ، شون الرعب منه ال وئام وال تواف��ع� .�یف ال وقد حجب العقل والف�ر وجرد اإلنسان من �رامته

الفلسفة التي بدأت في الشرق وأعاد الشرق إنتاجها وتالقحها من جدید علم ومعرفة حق�ق�ة بل إلىمع ما أنتجه اإلغر�� وغیرهم لم تك مستندة

Page 12: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

8

نط�اعات وهذا له األثر الكبیر في الح�م على الحقائ� �منهج تصورات واتقلید� فما زال ورثة أج�ال الفلسفة تلك ورغم تشعبها وت�اینها �ح�مون

�سطح�ة وانط�اعات رغم أن الفلسفة عرفت �الح�مة والعم� األمورعلى مثال ل�ست ح�را على �شر في فاألخالق..... وذاك من الطرائف في األمر

من خالل صوابها، واذا لم تك األخالق ذات إلیهاما ینظر وانما إنتاجهاغرض ما فت�قى إلىتؤد� هذه الكلمات ال أنوقع على الجمهور فالشك

مر�ب الصنع، إنسانفي واد والناس في واد آخــر، وطلب المثال�ة من ق�ا وال واقع�ا وال حق�منطق�ا أو م�ال لغرائزه وحاجاته أمــر �حد ذاته ل�س

هرو�ا من مواجهة الواقع، وان �ان أونوعا من الترف الف�ر� إال�عدو لهذا الكالم المش�ل من الفلسفة من یتبناه من ذو� السلطة فوجوده

أحاد�ةمرهون بوجودهم الذ� س�حدث فسادا في جوانب أخر� من خالل ساناإلناالرتكاز الذ� نالحظه في المنبت لكل فلسفة، وعموما أوالسند

انه إالمتعددة أمورال�س موسوع�ا �امال وان �ان ال�عض من ال�شر �فهم تقوده المعلومة والمعلومة واإلنسان�ض�طها بنفس النس�ة والمقدار، ال

تعتمد على قدرته على األولى�ما واألخیرةقراءة... أوعن تجر�ة أمالتي �عتمدها ، بل حتى المصطلحات الق�اس�ة االفهم واالست�عاب والتحلیل

مفاه�م تت�این في تفاصیلها ومدلوالتها من م�ان إلى آخر في األرض �و�ت�این النظرة لمنشئها �الفضیلة مثال وهي من المهمات للفلسفة، فاإلنسان �عد فاضال في الوال�ات المتحدة مثال ینظر في أمره في فرنسا

Page 13: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

9

�عود إلى مثال بل هو ل�س فاضال في الشرق إذا ما جمعت أوصافه.. وهو .ما اعتاد الناس االرتكاز عل�ه في إصدار األح�ام مرة أخر�

الح�اة قد یجر� علیها تعدیل من خالل إلىونظرته اإلنسانإن سلو��ة داخلي إ�مان�ضیف شیئا جدیدا وال نتیجة الخبرة والتجر�ة، لكن هذا ال

من تفاعل السلوك مع الواقع وانمام�اشر أ� من نتاج العقل المجرد، العقل الممرات المتاحة ل��ون �التالي وف� �فیختار �أر�انهل�صطدم

فيهو ما اعتاد الناس على قبوله....فإذا ما �ثر السماح قد�م روثمو المجتمع إلىالرقا�ة الشعب�ة الطب�ع�ة، أضحت هنالك ق�م شاذة تدخل

ل�س �القبول ولكن �فقدان الصوت الذ� ین�رها فال تكون مذمومة وال مقبولة، ومن هنا یخترق جدار الق�م ل��ون رخوا غیر فاعل و�التالي

ی�قى أوالضرور� اإلبداعلصناعة أخر� مرتكزات إلىیرتكز المجتمع

لةالفضیاحسان في سلوك عرفي

نسبیة

االخالققیم مرشدة للسلوك

قیاسیة

Page 14: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

10

المجتمع خامال ما لم �ستعید صوته الذ� هو شخصیته ووجوده بدل أوزدواج المحل� �ه �مینا وشماال �ال جدو� حتى ��ون فاقدا لالستقرار اال

�ة طلتحدید هو�ته وهنا مم�ن وصفه �أ� صفة عند النظرة النق اإلم�ان�ةول�س المجتمع شخص واحد لذا س�صعب وضع أرجحتهالتي تمر بها

�ال هو�ة وهو ما تعاني منه أمرهحتى الوصف النقطي ف��ون حق�قة مجتمعاتنا، ف�غدو الثابت على ض�اع الق�م له أقولال�شر�ة وال تجمعاتنا

وق�اسها األخالقتعر�ف، لكن المتأرجح ال تعر�ف له وان �ان �عرف وحق�قة األمر انه ل�س أفضل لماذا؟ أفضل�ماذا؟ أفضل... لكن أفضل

جر� مجر� التقلید ��ل ما ف�ه من مواصفات.وهذا هالميوانما ف�ه فضل بل تق�سه العادات والتقالید وهي ل�ست ق�اسا األخالقتق�سه أمرال�س

فهو متعدد ومحلي؛ وما هو مشاع مقبول راسخا حتى وان �انت صواب،تمر�ن الذوق على أوالفاحشة إشاعةفي ردع إسالم�ةوهنا تتجلى ق�مة

من هنا �ان الخطأ في وضع المعاییر الفلسف�ة �افتراض قبول شاذها،حالة الصواب المثلى �عیدا عن حالة السوء واحتمال�ة وجودها وه�منتها فكانت الفلسفة فوق جبل شاه� االرتفاع ال ینظر للناس إال یراهم صغارا

والناس تنظر إل�ه فال تمیزه.

وحده، لها میزها العقلالحسنة ومواصفاتها ال تنتج �العقل وال � األخالقوانما هي النفس التي سواها هللا من أجزاء متعددة �لها و�ذلك السیئة..

البد من مع�ار لنوقع صفة الحسن والقب�ح أ�ضا بل عامل و�لها مسئولوهذا المع�ار ثابتا...ال بد من فكر شامل تترا�� �ه المنظومة ال�شر�ة وفقه

Page 15: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

11

مد� فاعلیتها والبیئة الحاضنة. وتحدد وفقه مخرجاتها، �نوع�ة ومن ثمممرا إالألن وجودا رمز�ا لمثل هذا الف�ر مع إ�قاف تشغیله لن ��ون

للفعال�ات وقد تنسب له لكنه واقعا ل�س إال ممر ال �فاءة ف�ه ألنه ب�ساطة لم �عمل، قالوا مثال الفلسفة اإلسالم�ة لكنها لم تكن أبدا فلسفة إسالم�ة

مجتمعنا الیوم �سمى مجتمعا إسالم�ا ولكنه ل�س وانما قام بها مسلمون،المجتمع اإلسالمي أنقوم مسلمین، ونحن نعلم لمجتمع هو إسالم�ا بل

واألخالقل�س �له مسلمین وانما هو المجتمع الذ� تكون ف�ه الشر�عة .و�ها تصط�غ الثقافة العامة إسالم�ة

الفرد والمجتمع و�قدم إلىانه ینظر األخالق�ةفي فلسفته اإلسالممیزة إصالح�العموم �مشروع اإلنسان إلىالمجتمع و�عط�ه الوال�ة، و�نظر

�مثل الجسد الواحد األمة �ون ، بل هو ینطل� من إبداعيوتغییر و�ناء وانما�عني المثال�ة متكافل مترا�� وهذا له واقع تطب�قي وتار�خي، ال

ل�ست مثال�ة األخالق.... ناإلنساالداخلي المستمر لوحدته وهو اإلصالححاجات الفرد وغرائزه وتستعین �أن إلى... فهي تنظر أخالق�ةمثل وانما

من فاعل�ة اإلنسان�ةیرتبها... �أخذ ق�مته ینظمهاهذا.. اإلنسان�عقل ما �عد األخر� منظومته.... والمیزة الكبر� هو ارت�اطه �الح�اة

ا فیها سر الح�اة في استقامتهالوجدن إلیهاالموت...وتلك مهمة لو نظرنا فإن الح�اة لها امتداد وتقی�م الخل� والخل� ل�س �حالة أو ظرف أو آن ما وانما تقی�مه بناتج عمل مهما �ان صغیرا لدرجة متناه�ة أو �بیرا عظ�ما یولد فردا وفي مجتمع، له �ینونته ثم ی�عث فردا وله �ینونته، والكینونة

Page 16: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

12

لذا �انت اإلرادة هي المحك للفعل .ذات ال�شرهي الذات الصغر� أ� األخالقي وغیر األخالقي، و�ان علیها الحساب، واإلرادة ل�ست االستجا�ة للنزوات أو الفعل المخالف، وانما هي ض�� الفعل وف� الق�م التي یؤمن

واال ما ذاتهبها اإلنسان، وهي حرة تماما �اخت�ارها محفوظة إال من ظلم تضع النفس تر�د الز�غ وعقال ال أنوالض�� �عني وقع علیها حساب.

النفس الضع�فة تجاه غرائزها موضع اخت�ار، والعقل قد یجعل في النفس ل وانما �عق�الق�مة ل�س هو الرادع عن الزلل بذاته اإل�مان، لكن إ�مانا

اني حین یزني وهو ال یزني الز ((وسائل الحفا� عل�ه من الزلل، وهذا معنى �عقال، فقد تغلبت على النفس شهوتها، ولم �قم القلب ١))......مؤمن فغاب اثر اإل�مان حتى ض�اع الشهوة. �االبتعاد عن مواطن ضعفها األمر

هنا ال عقل لألمر هنا الكل مسئول عن الحدث إذا ما أش�ع أو اشتهر.إن � �السلوك وأطــر بل تشر�عات من صلب علم أو فلسفة األخالق ما لم ترت�

ال أوهامنعن�ه �موضوعنا هنا بل هي الف�ر فهي أمــــر عبثي هو ل�س مادلیل یدخلها في الواقع العملي، لذا اشت� إقامةسند لها وتعجز عن

المنفعة إلى�انت ترتكز تطب�ق�ةقواعــد إیجادالفالسفة والمف�ر�ن في ووضعت نظم معاملة نفع�ة دخلت الواقع ولكن من الصعب وصفها

ثـنا موسوعة احلديثمن وللحديث مسار آخــر.عنه من رواية أيب هريرة رضي هللا ٥٧،ومسلم: ٦٧٧٢:رواه البخاري جزء من حديث ١ مدرك ، عن الليث ، عن علية ابن حد

عليه وسلم : " ال يـزين أوىف أيب ابن ، عن اخلمر حني الزاين حني يـزين وهو مؤمن ، وال يسرق السارق حني يسرق وهو مؤمن ، وال يشرب ، قال : قال رسول ا� صلى ا�تهب نـهبة يشربـها وهو مؤمن ، وال ها رءوسهم وهو مؤم يـنـ أسانيده يف اجلدول التايل: ، ن "ذات شرف يـرفع المسلمون إليـ

أسانید وضاع متھم بالوضع شدید الضعف ضعیف حسن صحیح عرض

النسبة

٠ ٠ ٠ ٢ ٠ ٠ األطراف٢

٠ ٠ ١٣ ٤٠ ٠ ١ ختريج٥٤

٧ ١٥ ٦٥ ١٧٨ ١١٧ ١٨٥ شواهد٥٦٧

Page 17: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

13

وان اإلنسان�ة�ما نراها الیوم واقعا، فهي تتجرد من �األخالق�ةونتائجها ما تقتض�ه وانما األخالق أسستكلمت �اسمها، وال ترتكز �سلو�یتها على (جرمي من مع تطورها انطالقاالمنفعة الماد�ة ... والحق�قة انه مط�قة

في القرن )ستیوارت مل(من أفكارهالثامن عشر وتبني في القرن بتتام)فلسفة براغمات�ة عمل�ة على ید (ول�م ج�مس) و(جون التاسع عشر ثم

رولز في خطوة نحو ما أطلقها التينوع من الحداثة الف�ر�ة ثم دیو�)وانما جاءت �حما�ة للرأسمال�ة �سم�ه العدالة وهي غیر واضحة المعالم

...هذا �عدها حینها....... الجدید االشتراكي المنافسمن إغراءات الحق�قي ودوافعها إما خ�ارات اإلنسان العمل�ة فال شيء یدعمها واقعا فاإلنسان ما زال خاضعا لنفوذ القوة والسلطة والمال من خالل اإلعالم

.والوسائل المتطورة تقن�ا

هج ح�اة فهو شرائع للناس تستلهم منها القوانین العمل�ة اإلسالم منوالن�ات هي في عالقة اإلنسان مع ر�ه، ال دخل للناس والمجتمع فیها أو

، من هنا �انت فلسفة اإلسالم الح�م من توقعها أوالن�ات استكشافاألخالق�ة عمل�ة تطب�ق�ة ول�ست تفترض الن�ة أو الدوافع في المع�ار،

مسیرة خط�ة للح�م على اإلنسان وانما �حاسب سلو�ه �مد� ول�س هنالك تأثیره على المجتمع أو تأثیر سلو�ه في المجتمع، أما االلتزام فهو أمـــر شخصي في الداخل وهو مع�ار للسلوك والفعل في التعامل مع المجتمع والمسئول�ة في الشر�عة هي مسئول�ة أمـــام المجتمع في فاعلیتها، وهي

هللا �ما یتعل� �حصاد عمله مع هللا وهذه ل�س للمجتمع علیها أمــام

Page 18: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

14

ملخص القول أن اإللزام والمسئول�ة والدوافع والن�ة حاكم�ه التطبی�.منطل� فهنالكهي ل�ست منطلقات بهذا المعنى الجاف والجهد والجزاء

، والتكافل واإلحسان العدلأساس تقاس عل�ه الحقوق الفرد�ة والعامة وهو الذ� یوازن الحقوق ومن التوازن تنطل� معاییر تقی�م الفعل إن والعدل

أخالقي وهي مهمة مجتمع وفرد معا...ألن تعامل غیر أم أخالق�ا�ان الناس ومعامالتها وتعامل الدولة ومعامالتها تقوم على أساس مهمة

.. اإلنسان في خالفة األرض واعمارها... و�التالي تأكید هذا في التفاصیل.واإلسالم �دین �معنى اإل�مان، و�إسالم �معنى الشر�عة هو ق�م أخالق�ة عمل�ة �م�ن لإلنسان أن �ط�قها ومعظمها هو في اإلنسان فطرة ما لم

الفحشاء والمن�ر و�التالي �ان النهي عن �فسدها التفاعل و المح��.�قوم توجه القلب في عقل أنونالح� أن المأمور �ه هو ما ین�غي وال�غي

، وأن ما منهي عنه هو طغ�ان األمور وا�قاعها على الواقع �عمل وسلوك.....إن خل� اإلنسان و�رامته �انت بتعل�مه النجدین في السلوكالغر�زة

واالخت�ار، فهو �ینونة أو ذات مف�رة عاقلة مخیرة ال محض آلة تطبی� ر�� من نق�ضها، بل هنالك سواء في هذه الطر�� من الخیر أو تلك الط

دوما تفاصیل ومسالك وتف�ر واستن�ا� لق�ادة الح�اة

Page 19: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

15

فاألخالق في اإلسالم هي تعبیر عن ق�م مجتمع وسلوك عام بین األفراد أساسها العدل واإلحسان والتكافل، والنهي عن الفحشاء والمن�ر وال�غي

اإلنسان والقرآن

التوحید ومصداقیته وعد هللا الواحد األحد إن جذر �ل أمـــر في اإلسالم هو ....الذ� له الذ� لم یلد ولم یولد ولم ��ن له �فؤا احد الفرد الصمد

في هذا األمــر بل تف�ر وصفاته �ما علمها لنا ال جدال وال تنظیر أسماءهفمهما محفو� �التشر�ع وقواعد اإل�مان �ا� ـــــ القرآن ــــــ وهو وتدبیر

فهي اإلسالم دین هذا الكتاب �عود إلى الجذر والمصداق�ة هذهتحدثنا في في ع�ادته و�ما أرادها هللا وشر�عة في ح�اته هد� للصواب والصرا�

ه ـــــــــانیـثــالمستق�م �قرآن مثاني تن�شف في �ل عصر لكل عصر من م

Page 20: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

16

بتف�ر ال�شر المؤمن لتوض�ح مسار الطر�� في مستجدات الطر�� التي في تطور وتغییر.هي دوما

واالخت�ار ل�س هنالك ما �فرض عل�ه اإلرادةحر لألمور�عقله اإلنسانإن حسان ال�ه �عود�الطر�� و �یوع وانما القرار (إن � �أمر �العدل واإل

علكم وایتاء ذ� القر�ى و�نهى عن الفحشاء والمن�ر وال�غي �عظ�م ل رون) }٩٠{ النحل تذ�

وفي هذه اآل�ة قراءات متعددة، العدل عموم العدل، وهو من الفرد �عظ�م و تمام العمل وصدقه.....ونالح� (والمجتمع واإلحسان هو الدقة وه

هو جل وعال �أمــر �عموم أمــره لكنه في �المه عظة لعلكم تذ�رون) ..إنها الحالة ع نفسه و�نظر في أمــره.وللذ�ر�، هو نصح وتأمل لمن یراج

األفضل والمستحسنة، �ما نالح� أسس األخالق في العدل واإلحسان وصلة القر�ى والنهي عن فعل الفواحش واشاعتها ونهي عن الظلم االعتداء.... تلك أمور أساس�ة البد أن ت�قى ��افطة تذ�یر �الهو�ة أمام

ألنها تجمل تفاصیل مذ�ورة وموضحة العین والذاكرة.... هذه اآل�ة عظ�مة للق�م األخالق�ة اإلسالم�ة.

Page 21: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

17

فلسفة التغییر:

، وهي ل�ست مذه�ا أو دین، الفلسفة ل�ست طر�� أو منهج للتف�یر ثابتبل هي حراك الستخراج حقائ� ما �االستقراء والتحلیل واالستن�ا�.....

على الحقائ� وهي والحق�قة المؤ�دة في �ل هذا أنها محاولة لالستداللخطوة تشمل ما قبلها من فهم للمنط� والماه�ة، وعندما ال یدرك الفیلسوف هذا تجده یدور في متاهة وال �صل لشيء، والفلسفة �م عرفناها �حث عن الح�مة بهذه األسالیب ومنها التحلیل، ولعل هذا ال�حث

كبیرة التي یؤ�د على الماه�ة في نتائجه �اعت�ارها المنفذ من المتاهة ال سار بها الفالسفة...

النتائج الكل�ة، بید أن الثابت في إلىالبد من ثابت ما بوصف ما للوصول الكون قد ال یتف� عل�ه منط� ال�شر في أرجاء المعمورة، وما دونه ال نجد ثابتا حق�ق�ا...انه... هللا ...رغم أن لكل أمــة إله ومن ال اله واضح له

اه.فهو �عبد شیئا في هو

بید أننا في معط�ات متحر�ة قد نصل إلى نتائج �ل�ة متعددة وف� الفرض�ة ف��ون العامل س هو األول والعامل ص هو الثاني والعامل ع هو الوس�، وتتغیر مواقع هذه العوامل ل��ون س على سبیل المثال هو األخیر ... وه�ذا فال ن�ون في وضع �قر التفاصیل أو یؤ�د النتائج ما لم

ماهیتها واكتفینا �منطقها... فما هو الثابت وما هو المتغیر في نحلل

Page 22: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

18

دخلنا في الصواب بین العام والخاص وصحة ی ذلك الذ�مرادنا هنا؟ �یف؟و ... ، لكن أ� منهما؟ والح�اةإنه اإلنسان االستقراء أو االستن�ا�!

حین نسأل عن ما هو فإننا نسأل عن الماه�ة.... وحین نقول لماذا؟ ن السبب�ة أمـــا �یف فهي للتحلیل فنحن إذن ما بین الخاص نسأل ع

والعام وفي االستن�ا� واالستدالل والتحلیل .... أ� بین المنط� والماه�ة وفیهما الح�مة أو الفلسفة.

نحن ال نستط�ع القول أن الحرارة سب�ا في تمدد �تلة الحدید والنحاس، فهي تمدد �ل أ� �تلة أخر�، فهذا یجعل السبب�ة للحرارة و�التالي منطقا

�حدث حق�قة فهنالك �تل تحترق وهنالك �تل تتمدد و�تل ولكن هذا التذوب، فالبد من سبب آخــر هو الذ� یجعل التمدد مم�نا و�حدد هذین

لمنط� طب�ع�ا إلى الخواص التي ستعود بنا العنصر�ن، وهنا ننتقل من االمتعددة ونس�ة التمدد إلى منطق�ة تفسیر االختالف في تمدد المعادن

ومعامالته وثوابته المفترضة، وهذا دون اإلخالل �النتائج الكل�ة �تلة.و�هذا ��ون أ�ةالفلزات تتمدد �الحرارة ول�س أنالمستخلصة، وهي

الثابت هو الخواص الكل�ة والمتحرك على الطرفین هما المعدن والحرارة، زمن واأل�عاد المحددة للمعدن نوع المعدن وشدة الحرارة و�ل هذا متأثر �ال

عند نقطة الشروع.

حتى التغییرات التي تحصل في المغناط�س�ة أو التوصیل نتیجة للطرق أو أمرا مستحدثا، فالعلة الحرارة، هي لو تعمقنا سنجدها من الماه�ة ول�س

Page 23: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

19

هنا لماه�ة، والحرارة والطرق والتمدد هي مظهر للماه�ة سواء مشاهدة أو مقاسه �أجهزة.

هذا الفهم والخالصة ل�ست عبثا، فهي ستفیدنا علم�ا و�ال�حث العلمي من إیجاد واختراع استخدامات لهذه النتائج التي هي علم�ة في معط�ات تحلیلها أ�ضا... وهذه الخواص هي المرتكز الثابت في التطب�قات العمل�ة

دد رغم أنها تحتو� المتغیرات، فهي الماه�ة التي تحدد االستخدام وتح الحرارة ونوع المعدن.

الكون، اإلنسان ، الح�اة، الدین ( هو اإلسالم عندنا وف�ه إ�مان وشر�عة، وعند النصار� إ�مان، وعند الوثنیین شيء آخــر وهنالك من ال �عتن� دین تعارف على تسمیتهم الملحدین وهم أنواع متعددة ول�س نوعا واحدا) ....

الغرض هنالك ق�مة ما.

اع�ة المدر�ة ما هو الثابت والمتحرك منها؟ هذه الر�

متغیرات، الدین أد�ان متعددة سنالح� بنظرة سر�عة ومنطق�ة أن �ل هذه في واقعها مهما تشابهت في غا�اتها، اإلنسان أكثرها ت�اینا واختالفا وتنوعا، الح�اة تت�این ما بین العصور والمدن�ات والحضارات، الكون

إننا إن ثبتنا احدها للق�اس فإننا ال نثبتها متسع یتوسع.... لهذا ف�افتراض الث�ات الراسخ وانما ث�ات الغرض والمحور فمهما تعددت

مستو�ات الحر�ة فهنالك ث�ات نسبي �ش�ل ما في موقع ما في زمن ما.

Page 24: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

20

الحق�قة أن الدین هو من �عطي الف�رة عن الكون واإلنسان والح�اة إن و�عطي الف�رة عن الكون واإلنسان إن �ان تعبدا، ال نح�م �ان �حمل فكرا،

على �مال الف�رة ولكن وجودها، منها ما �سترشد ومنها ما ال �سترشد �ا� فال �م�ن جعلها ثابتا رئ�سا في هذا المحور.

والكون متسع �ح�ي عن اإللوه�ة لكن األرض والسماء وتر�یبها هو ما له لها عالقة �الح�اة فتغیره غیر ملموس عالقة �اإلنسان واألرض حصرا

، وان �ان محسوسا في ال�حوث، وما زالت التأثیر على اإلنسان والح�اة �ثیر الكثیر من تفاصیله مجهولة.

المعامالت

الكون

الحیاة

الدین

االنسان

Page 25: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

21

واإلنسان متغیر متبدل لكنه �صلح ثابتا للوهلة األولى، و�تأملها تكون أنجد الحق�قي �التف�ر ن األساسالح�اة أولى �النظر في التثبیت، لكن

والح�اة ألن الح�اة ال معنى وال وجود اإلنسانارت�اطا ال ینفصم بین له وجود ومهمة �ال الح�اة وهنا اإلنسانوال اإلنسانمحسوس لها �غیر

وعمارتها، األرضنعني �ل�ة الح�اة وفاعل�ة المنظومة ال�شر�ة في خالفة عددهم وصل األدغالمعزولین في أناسقلص المعنى ل�مثل إنو�ذلك

فردا أو مجموعة، فالترا�� بین اإلنسان والح�اة ترا�� وجود في عالم المحسوس �أدق وصف

وهنا نصل إلى نتیجة مهمة أن اإلنسان والح�اة هي موضع التأثیر من ما هو في المتناول منه ع�ش ومعرفة، أومتغیرات الدین في هذا الوجود

وانما هو الطر��، وهو فالدین هنا ل�س �مفهوم متعارف عل�ه �مصطلح في اإلسالم �عني ( الدین، والشر�عة) وهو معتمد �حثنا هذا.

وفي المجتمع �حراك یتأتى من اإلنسانتعني التغییر في فالح�اة المتغیرة... واإل�مانالدین هنا، والدین �عني بجانب�ه الشر�عة أوالمعتقد مثال،

را حضار�ا فكر�ا قد وال�عد عن الشر�عة �عني انحدا اإل�مانانخفاض ینسحب على الح�اة المدن�ة بل هو مؤ�د حصوله �اختالل المواز�ین حتى

ممیز اإلسالمتعنى �العدل �ف�رة مر�ز�ة، والحق�قة أن لو وجدت شرائع المنض�طة �شر�عة أنهابهذا ألن عدالته مرت�طة �اآلخرة و�وم الحساب، �ما

عددة ومتطورة في عصر واحد تقود مدن�ات مت أنتتوسع مع الزمن ومم�ن

Page 26: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

22

ال�شر نفسه لالجتهاد منها إلىفي عصور متتا�عة، لكن تحتاج أومما ال �عمى �األحداثواستقراء نصوص القرآن المرنة والسنة الملیئة

االستن�ا� للواقع منه �فقه الواقع وعرضه على النصوص اإلنسانعلى �عد فقهها.

ـــ المدن�ة عن الس�طرة و�تنوع الظلم �غیر هذا النظام ستخرج ـــ وقد خرجت لم �ك ابل ر�ما یخضع الطغ�ان الدین له، واإلنسان م و�قصر العدل،

اإلنسانجدیرا �احتواء التغییر فسیخضع هو اآلخر للظلم، وجدارة لف�رة مر�ز�ة ما لكن التغییر المنض�� �شرع هللا واقراره إرادته�التم�ن من

من �قوم �التغییر لكن الح�اة ال تحتو� إنسانا المحق� للعدل، اإلنسان هومتسلسال أو آلة لذا فالتغییر لن ��ون إال تعبیرا عن فاعل�ة مدن�ة قد یتح�م �مقوماتها من ال ینض�� �ق�م خیر�ة النتائج وان �ان یراها هو ل�ست �ذلك. فاألهواء حتما ستدیر الحراك وهي ال ترتكز لقاعدة ثابتة بل

لفاعل ومن �متلك التأثیر.هي �عدد ال�شر ا

من الح�اة یجعل التطور منض�� األساسر�� الق�م �شر�عة تح�م الخ� ، واإلسالم ف�ه الدفع والدافع التي تؤ�دها هذه الشر�عة اإلنسان�ق�مة

للتغییر وتحث عل�ه ولكن �أسئلة تدل إلى الصواب.

، والماه�ة ال �صمم �ضع منطقا مستندا لماه�ة م�وناتالمهندس حین تعمل حق�قة إال �عد الوجود على األرض واقعا، وقد تتغیر الماه�ة الكل�ة

المصمم، ف�التالي ال �م�ن ض�� إرادةأثناء التنفید فال تعود معبرة عن

Page 27: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

23

لمن بلغ الكمال ووضعها في قوانین وقواعد ال تخالفها وقائع إال المتغیراتمضبوطة بنظام. فالبد األخر� هي أخر� وتحولت لمعاییر إالالموجودات

، األحوالمن ض�� الماه�ة للم�ونات جم�عها �حیث تتناغم تحت متعدد تتطلب مهندسا بل موسوعة تعلم دقائ� التصن�ع والتنفید وتض�� وتلك ال

ذلك التناغم مع المتغیرات، فالقاعدة في التغییر أن التغییر �حصل في تجتمع عل�ه العز�مة ضمن راأموداخل المجتمع فینتج لإلنسانالداخل

األجزاءقواعد االنض�ا�، أ�ا �ان ذلك الواقع المشخص �المالحظة، فترفع جدیدة فتحدث التغییر، فالغرب مثال أحدث أفكارالفاسدة وتوضع محلها

، ووضع قواعد واإلبداعالتغییر برفع الجوانب الفاسدة والمؤخرة للتف�یر تحققت العدالة وهي الق�اس في النفع�ة وأحدث تطورا مدن�ا لكن هل

نحل تنم�ة �عد أنالنظام الكوني ول�س الرضا فحسب، فنحن مم�ن ین�غي النظر ال اإلنسان�ةالتخلف وهو ما حصل، لكن لكي نحق� الق�مة

رغیف الخبز، ألن النظرة من جانب واحد إلىالمش�لة �نظرة الجائع إلى ألنهارتفاع ضغ� الدم �من �عطي عالج أللم الرأس �سبب مقتل شخص �

المش�لة ��لیتها. إلىلم ینظر

�ق�م عمل�ة و�ل�ة، لها شرع األولض�� النفوس وهي موطن التغییر واضح ودقی� ومرن، یتجاوب مع التغییر الالزم للواقع من خالل ماهیته �عنصر البناء سینسجم مع سنن الكون في التغییر المستمر اآلمن دون

فتغییر النفوس هو اتحاد مع سنن الكون وسنة خل� مشاكل. أوتضارب التغییر و�التالي اتحاد مع النظام، فالتغییر البد منه وان لم نهتم ���فیته

Page 28: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

قدمةم في اإلسالم یةمنظومة األخالقالفلسفة ١ب

24

�عني فلن ن�ون في الدرب الصح�ح، نعم س�حدث التغییر لكنه تغییر المهما بلغت مدنیته في العنفوان، ألنه خارج المسار فالح�اة الدن�ا اإلصالح

الخال� أمامبذاتها بل هي طر�� وامتحان منه نتائج ومقام ل�ست غا�ة الرحمن العظ�م.

Page 29: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

25

التوحیــــــــــــــــــــــدالفصل األول:

التوحید: قبول �الر�و��ة واإللوه�ة �معناها اإل�ماني والعملي المختص عقل، فإما � قلب �التدین یخاطب غر�زة اإلنسان في الع�ادة، ولكن لإلنسان

تستعمره الحاجات والغرائز واما أن یجد نظاما �عقل ل�صل إلى ال�قین والحق�قة، فإذا ما استعمرته الغرائز والحاجات �ان ما �حتاجه اإلنسان ، ولر�ما ��ون ـــ �عض طاقة القلب في اإلدراك بل �سلك سلو�ا فؤاد��وهو ما �حصل ـــ أشرس من الحیوان في طر�� إش�اع غرائزه وسد

�فتقد المجتمع صفات من اإلنسان�ة التي ومتى ما صار شائعااته،حاجتص�ح في مهب الر�ح ال تكاد تستقر وتظهر حتى تعوم �ال هد� ألنها ل�ست محم�ة بنظام أو مدعومة للظهور بنظام وضع لها أصال ولنموها أ� هو �التر�ة الصالحة إلن�ات واثمار اإلنسان�ة... والف�ر نظرة عن

سان والح�اة، فالبد للح�اة من دور في التوحید ال �م�ن أن الكون واإلن��تمل معنى التوحید بدونه، فالح�اة ل�ست مختصة �الفرد وانما �المجتمع اإلسالمي وللمجتمع اإلسالمي نظام یتعامل مع السلوك واألخالق، وهذا ال

دالتوحی

التوحید بالفكرعة قبول الحاكمیة للشری(

)والوالیة لالمة

ملالتوحید بالعیدةالتوحید بالعق

Page 30: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

26

��تمل �ال حما�ة والحما�ة هي النظام، فمن العبث أن ��ون اإلنسان �ا� وهو عند هذه النقطة ال یختلف فیها الجاهلي والمسلم، وأن مؤمنا

�قوم �أعماله المنفردة من أعمال الصالح والع�ادة وهي أ�ضا ال یختلف فیها المسلم عن غیره في الق�م األخالق�ة، وهو ال یؤمن �حاكم�ه الشر�عة

یر وال �ح� األمة في إدارة شؤونها وف� هذه الشر�عة واخت�ارها لمن یدهذه األمور و�حمي المجتمع وفقها، فن�ران ذلك ن�ران للتوحید، واتهام �القصور لرب الع�اد، فما تعني الر�و��ة إن لم تطب� الشرع الذ� أعطاه هللا إلدارة الح�اة، وأن تؤمن �أنك تسأل هللا حاجاتك وتطلب عونه في

�ره وهو من نوائ�ك، وقد وضع لك نظاما عمل�ا للح�م واإلدارة أصال أنت منتقع عل�ه إدارة هذه األمور في األرض، هذا اإل�مان ل�س عمل�ا وال عقل�ا وانما إ�مانا غر�ز�ا یتجاوب مع علو غر�زة التدین التي تثور وتهمد، وال

١تنتج نظاما، لكن إعمال العقل هو من ینتج النظام �التف�ر في الكتابوما ف�ه من نظام... واستن�ا� الدستور المحدد لعصر محدد ومنه قوانین العصر و�تغیر هذا بتغیر العصور لكن ی�قى المصدر ومصداق�ة المصدر فاعال، وهذا یتناسب مع سنن الكون في التغییر واإلصالح و�دفع إلى التطور المدني �النهضة الحضار�ة المتواصلة، واال ر�دت األمة و�اتت

د حاجاتها وغرائزها �ال هد� و�نظم ل�ست تتالءم والنظام اإلسالمي، ثم تستعرض لها الذات للفتنة واالنحراف مع معامالت ال تتواف� عمل�ا مع الدین، وهذا �عني أن الف�ر والتطبی� الس�اسي للف�ر محور مر�ز� في

القرآن ١

Page 31: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

27

سالمة المجتمع من االنحراف، ولتوفیر الح�اة التي یر�ع المسلم في ع �طلبها من هللا وهللا قد أعطاه النظام الذ� �سد �ه حاجاته خشو

وغرائزه، و�نتهي من الصالة لیذهب إلى واقع ال �مت لما �ان یتعبد �ه �صلة فنر� السلوك الح�اتي ال یتناسب مع السلوك ألع�اد� وهذا ازدواج خطیر �ط�ح بجذر اإل�مان وأسسه، ونحن نر� رأ� العین هذا االزدواج

تشا�ه �ه المسلم وغیر المسلم في الح�اة لفقدان النظام الرائد الذ� ی للح�اة.

فالس�اسة إذن عنصر للحفا� على المصالح ومنها مصلحة اإلنسان في الحفا� على استقامته، وعلى إنسانیته، فال �ع�ش في واقعین ��اد

ال حاكمیة للشریعة+ وال والیة لالمة معلوماتیة

لیة تشوه في العقاضطراب الشخصیة

شخصیة ترسمبفرشاة الغیر

والیة امة حاكمیة یةمعلومات+ الشریعة

استقرار الشخصیة

شخصیة بناء بارادتھا

Page 32: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

28

ه، یتالشى واقعه في االلتقاء مع ر�ه أمام واقع �ضغ� عل�ه �غرائزه وحاجات ومعامالت ل�س فیها التزام متاح ب�سر وال حما�ة قانون�ة.

من هنا فل�ست المعرفة واإل�مان تصل إلى ال�قین الحق�قي وانما هنالك انفصال وحاجز مستشعر غیر معترف �ه، فأسلم إنسان �ع�ش

�شخصیتین في واقع یخلو من حاكم�ه الشر�عة ووال�ة األمة معا، الن

والنفس�ة، والنفس�ة مضطر�ة والعقل�ة بین الشخص�ة هي العقل�ةعقلیتین، عقل�ة �شرحها اإلسالم ونظامه، وعقل�ة نظام عامل ال یت�ع سلو�ا إسالم�ا، و�التالي فل�س من سبیل الست�ضاح معنا للح�اة �ق�مة حق�ق�ة، فالحق�قة ت�قى تائهة تحت أ� دین أو عقیدة ما لم ��ن لها

عي ملموس محسوس مؤمن لهذا تطاب� مع الواقع أو وجود واقولعل هذا ما �فسر جان�ا من االزدواج ما بین فاعل�ة غر�زة اإلنسان.

منظومة حكم تحققالرضا

حاكمبة لقوانین وضعیة

تقدم مدني غیر ق منضبط وال تحقی

ة ضبابی+ للعدالة علو + الھدف

اصحاب المصالح

Page 33: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

29

التدین والرغ�ة في ح�م اإلسالم مع سرعة االنقالب عل�ه إضافة الى في �تاب آخر ذ� قد نتطرق إل�هوصف الفس� ال

وال فالتوحید أمــــر البد من إعمال العقل ف�ه ووصوال إلى ال�قین الفرد�ینسجم هذا مع التقلید إال إذا أسعف المتعلم الدلیل، ونحن نالح� أن التقلید الیوم ض�ع األمة وحجر عقلها، فما سألت عن جوهر الناس التي تتلقى منها وانما اتخذت مظهرا وهیئة وطالسم الكالم وهذا متأتي من �عد

أو ر�� الدین عن الواقع أصال وعزوف الناس عن فهمه �س�اسة واقتصاد الح�اة العمل�ة �ه، فال �حتاج اإلنسان في معامالته الدین إال من تحر� الحرام والحالل، وهذا ال ��في لالستغناء عن السؤال �ال�حث، فیر� و�أن اإلسالم �له ما �ظهر منه وهو القلیل، وما �عرفه عن الشیوخ وهو القلیل،

مراجع �الهالة التي وما �ستفسر عنه وهو القلیل... وفساد الشیوخ أو التح�طهم أفسدت دین الناس �غ�اب الفهم لإلسالم وأن ال رجال للدین ف�ه، هذه التداع�ات واالنحطا� الف�ر� �ان له أثر على معان التوحید من عقیدة وعمل فكان التدني لها، و�انت العصب�ات، و�انت االضطرا�ات

تي �صارع والتخلف، بل منظومة تنم�ة التخلف أضحت المنظومة الالمثقفون والواعون للخروج منها وهم أولى �معرفة الطر�� ل�س للخروج منها بل الطر�� إلى المسیرة الصواب التي تاه بجهلها �ثیر من المثقفین أو لم یدر�ها حسنا من عرفها وقد أضناه تعب الخروج من سلطة تلك

�ا المنظومة بنفسه مع �قاء بیئته المح�ومة بها س�اس�ا واقتصادونفس�ا....الخ فمنظمات النهضة تعمل في فلك منظومة تنم�ة التخلف

Page 34: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

30

تها وقد تخترق لتموت أمنیتها �أن أوتحتاج إلى عزم �بیر لتخرج من وطتكون منظومات للنهضة قبل أن تحصل على هذا العزم، خصوصا وانها تعمل ضمن معط�ات قلیلة وان لم تك صفر�ة، وهي إما أن تقع تحت

النظام الفاسد أو تغرق �أمواج التقلید. إن خالص هذه المنظمات دوالیب ل�س �فهمها أنها تعلم ما ال �علمه الناس فالمعرفة الیوم متاحة ولكن أن تنزل بتخط�� واع إلى التطبی� على األرض، واذا لم تنزل إلى األرض فلن ��ون لها إال فاعل�ة افتراض�ة فكل س�صدقها �حسب نفسه، وتكون

ا تموج�ة، تنشغل �التعدد�ة الف�ر�ة سع�ا وراء إث�ات صوابها، وهي بیئتهال تحصل بذلك على ضمان، لكن بتطبی� أفكارها واقعا وضمن برنامج ل�س مشترطا أن ��ون معروف الوسائل التفصیل�ة وانما مستقى من النتائج المرحل�ة مع معرفة للهدف النهائي الذ� یوازن توجهاتها

راف �االنجرار نحو أمن�ات الواقع... عمل�ة ل�ست و�حمیها من االنح�السهلة، لكنها عمل�ة طو�لة �قصر زمنها إذا ما �انت السلطة والس�اسة والح�م یؤ�د مساراتها اإلصالح�ة عندها ستنقي هي مفاصلها وتتحد �منظومة تحتو� هذه المنظمات في طر�� اإلصالح الهادف �اإلرادة وقدر

ینها س��ون �ثیرا.المستطاع والمستطاع ح

إن التوحید أالعتقاد� هو تم�ین في الداخل الفرد�، والتوحید العملي هو سعي الفرد إلى التطبی� وظهور التوحید على السلوك وأما التوحید �الف�ر

وعصمة لألمة �منهج مجتمع وتفعیل والس�اسة والدولة فهو حما�ة، و�التالي البناء حق�قي للتوحید والبناء األخالقي الحضار� للمجتمع

Page 35: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

31

المدني فذاك ارتفاع ق�مي حصین وهذا تطور في المهمة لخالفة األرض واعمارها محصن �الهدف والتوجه نحو الهدف وهذا تمام التوحید.

أواه حل�م:

نبي هللا إبراه�م هو أول المسلمین، ومنهجه منهج اإلسالم، �ان إنسانا �طرا وال اعت�اطا وانما �ف�ر متف�را �ثیر السؤال لم �ك سؤال نبي هللا

و�تحسس، فقد �ان حس�ا متف�را �صل إلى أش�اء بتف�یره �طرح رؤ�ته ثم �عود إلى حیث سلم أمره �، یجادل في قوم لو� فلما علم انه أمرا مقض�ا توقف عن المجادلة وسلم األمر �، الحلم هو فعل المنظومة العقل�ة في

وتقار�ر الفؤاد، هو التف�ر في األمر استقراء الحوادث، هو لجم مشاعر والصبر عل�ه قبل االستسالم أل� أمـــر، وه�ذا قیل احذروا غض�ة الحل�م إذا غضب، ألن الحل�م ال یتجاوب مع الضغ� للحدث الواحد، بل �صبر و�تف�ر، فإذا فاقت �الدة المقابل حدود الحلم انفجر، وانفجاره هو قرار

ذر ألن الذ� أمــامه تجسد ف�ه الشر.واجهة، فال ی�قي وال یم�ال

إن من �لم ر�ه فهو �ملك ال�قین واإل�مان، لكنه طلب اطمئنان القلب، مستمرا في التف�یر uوالقلب هنا هو محل التف�یر والقرار، و�ان إبراه�م

بإح�اء الموتى، �النظام �ما وراء النظام، فقال ل�طمئن أ� ل�قف تف�یر� خذ أنوتأملي في هذه النقطة مع اإلحساس �المشهد، فكان أمــر هللا

�عد أر�عة من الطیر وقر�هن إل�ك لتتأكد من صفات �ل منها ثم وزعها

Page 36: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

32

نك سع�ا، مش�ا سر�عا ال على الج�ال المح�طة وأدعوهن إل�ك �أتی تقط�عهامعرقل وال مصاب ذلك الطیر وال مختل عن قبل تمز�قه وتوز�عه... أر�عة من الطیر في آن واحد تتحرك بث�ات وتلتحم ��ل ما فیها نظرة حس�ة تامة لتعود الطیور �ما �انت... لم تك مهمة نبي هللا إبراه�م إال التوحید، لم

ا الحدث، عندها لم یب� في اعقاله یرسل �شر�عة، لهذا فعصمته �انت بهذأ�ة تساؤالت، فاندفع مطمئنا راسخا بدعوته، لكل نبي نوع من العصمة، وعصمة رسول هللا هي القرآن، ذلك انه �تاب ف�ه إدارة الح�اة، فكان ینزل على المسائل ومصححا للحدث ومؤ�دا آلخر من األحداث، فكان نزول

لملیئة �األحداثآ�اته �ش�ل تدر�جي مرافقة للح�اة ا

عصمة وتأل�ه

بل �ان �المه الم�اشر uلم ��ن التوراة عالمة عصمة موسى .١، وعصاه التي �علم إنها تفعل ما تؤمر هو عصمته لرب العالمین

.بإرادة هللابل �انت عصمته في قدراته uولم �ك اإلنجیل عصمة ع�سى .٢

�ن المخلوق بها وطب�عة خلقه المسواة مع النظام خلقه �آدم او رحم آدمي فكان، ومن بو�ضة تحر�ت �أمــر هللا فاعلیتها

انه ل�س األمر المزروع في ح�من �القدرة لكنه �أمر …حاضنخارج الساللة تلك األوامر التي �حملها الرجل، نفسه ز��ة فال تغلب لغرائزه، متفردا، فغر�زة النوع هي للساللة والمس�ح �ان خلقا

Page 37: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

33

المعادلة في النظام، جاء من هللا أمرا خاصا ال تنطب� عل�ه تلك خاصا م�اشرا، لم �شر القرآن لهذا لكن العهد اخذ من ظهور بني

األرضوهو ل�س من بني آدم ول�س له أن �ق�م ساللة في آدمبید انه �شر لكن بنفس صنعت بروح خاصة أ� �أمر خاص �ما

فكان، و�زعم األرضآدم والبد إذن ان ��ون في جسد من وأنه � ابنا ل�س االبنر� ان هذا النبي هو إله في اقنوم النصا

الروح�ة ول�ست الجسد�ة أ� هي الذات األبوة�حق�قة وانما�الرمز أكثرو�سوقون في ذلك أدلة ال تستح� النقاش تبین العجز نفسه

من الصالح وال ترتقي لدرجة الدلیل أكثرمن القوة وتبین الفساد ٢.محض فلسفة افلوطین�ة ألنهاوالبرهان ب�ساطة

جاء إلنهاء رسالة بني إسرائیل، و�ان �شرا ولكنه ل�س eالمس�ح آدم�ا وال م�لف بتكلیف أبناء آدم، وهو لد�ه معلومات تامة ول�س مثل اآلدمي �أت وال �عرف شیئا ولم ��ن على هذا یتوالد أو له أن یتزوج أو

�ما وصف �حیى الذ� �میل الى النساء، ولم �صفه القرآن �أنه حصورا أعطي إكراما لز�ر�ا �مواصفات خاصة لكنه ال یتناسل أ�ضا فالساللة

خاص ول�س إلها �أمرانتهت، غیر أن هذه �عني انه مخلوق خاص وغیرها فهي أمور … مهمته ورفعه ال�ه، أما انه مات تكفیرا Yهللا انهي

.یراجعها النصار� بدل عناد یبدو مع العلم نوعا من الت�ه أنین�غي

.وعاقل ومعقولأرسطو عقل أفالطون ووعند )الواحد _ العقل _ النفس (أفلوطین عند األقانیم الثالثة ٢

Page 38: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

34

إن القلب السل�م ل�س هو العاطفة �ما یتصور الناس، بل هو النفس التي استغلت منظومتها العقل�ة لتعمل �ما أرادها هللا تف�ر وتتدبر وتصل إلى الحقائ� وتستفد من علمها، ال لتعبث أو تته�م �السؤال، وانما لتعقل

ار وتستقي األنوار عندها ستكون موصوفة �الحلم وحسن الخل� في األفكالتعامل رغم إنها ال تستسلم وال تسلم أمـــرها إال لرب العالمین لكنها متواضعة مستصغرة لعظائم األمور ال تنبهر وال تغفل، إنسانها قو� متواضع حتى �ظن �ه الضعف عند الجاهلین، الم �قل المنافقین أن

�صغي لكل ما �قال له و�أنه �غیر رأ�ه ��الم هذا أو ذاك، ذلك رسول هللا الن حلمه وخلقه ال یبرزه لمتكلم سخیف احتراما إلنسانیته التي ال یدر�ها أمثال هؤالء المتعاملین �انط�اعاتهم وفقدوا ال�قین �عمى ال�صیرة، ر�ما

بر عنه تسبب هذه اآل�ات القرآن�ة نوعا من اإلش�ال لمرافقة التذبذب المعفي (ل�طمئن قلبي) ولكن هذا التذبذب لفهم غیر حق�قة القلب عند الناس،

ولم �ك ول�س العاطفة �ما هو انط�اع الناس، فالقلب هو موضع التف�یرقبل إبراه�م ما �صله من نقل عن أنب�اء آخر�ن، فكان وصوله إلى هللا

حسها فكان �التف�ر والتدبر وطلب الهدا�ة عندما عرف أن هللا حق�قة ��الم هللا معه وال تشیر اآل�ة لطر�قة الكالم إن �انت وح�ا أو إلهاما، أو م�اشرة فالعمل�ة العقل�ة هذا وصفها ال تر�ز وال تطمئن إال أن تقتنع �حق�قة، والحل�م هو الذ� ال �قبل الوقائع �مجرد سماعها أو حدوثها، بل

ل�م مس�طر على ذاته ال �ف�ر و�تدبر، حتى في المعامالت بین الناس، الحیثور �األنا اإلبل�س�ة، فعندما یتعامل مع الناس �ستحضر الظروف العامة

Page 39: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

35

والخاصة للناس و�جد لهم العذر في أخطاءهم دون حقد أو �ره أو س�وت نتیجة خضوع لآلخر�ن بل هو إنسان حقا، ول�س غر�ز�ا، فقد تم�ن من

مئنان القلب هنا االستقرار نفسه �ما فیها من عوامل التف�یر واإلثارة فاطعلى الف�رة، وهي مسألة من لوازم نبوته وانه نبي اإلسالم األول فما عاد هنالك من تساؤل في اإللوه�ة في ساللته.... و�انت تختل� عندهم الر�و��ة فتض�ع اإللوه�ة �التعدد �ما �صاحب اإلنسان من ضعف أمــام

ظواهر الكون ومصاعب الح�اة.

یجد انه مدرك لفتنة هذه اآللهة التي uة نبي هللا إبراه�م المتأمل لدعو جسدها األجداد فكانت تصو�را حس�ا انتقل إلى المنظومة العقل�ة �انط�اع ال �حرك التف�یر العقال ماهیتها، �انت صورة منط�قة في الذهن مع اإللوه�ة والر�و��ة �أنها تستعطف وتعبد من اجل تجاوز صعو�ات الح�اة،

فیرد عل�ه ��الم، أناس أثقل التخلف �ینونتهم فكانوا یتطیرون یتكلم و�خافون المرض والضعف ووضعوا القوة �ل القوة عند آلهتهم في زمن �ح�مه مستبد یتصورون انه من اآللهة، فأتجه إلقناعهم �طر�قة أخر�، لتفعیل العمل�ة العقل�ة عندهم، حطم ذلك المحسوس لیتعرض العقل إلى

یر التساؤل البدیهي، إن �ان هذا إله فلم لم �ستطع أن �حف� ماهیته، و�ثنفسه، و�إزالة القدس�ة ستتجه الغر�زة إلى العقل ل�حثها، لم ��ن تحط�مه لآللهة إال مدروس الف�رة، لم یبدو �إنسان ��ره ع�ادتهم فحسب و�نطل� من خالل حقد، بل حطم اآللهة �لها إال �بیرهم، لقد غضب الكبیر فحطم

غار، ط�عا تحرك العقل فقالوا هذا أنت من فعل، فقال اسألوه، انه ال الص

Page 40: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

36

یتكلم وال ینط�، فكیف تعبدون مثل هذا الذ� ال �م�نه أن �قدم أمرا وال یؤخر أمــرا وانتم تتصورون انه �فید�م، من الطب�عي أن هذا �ضرب مصالح أصحاب المصالح، وسیبدأ الناس �مناقشة إلوه�ة الحاكم، لذا قالوا احرقوه، من قال احرقوه، إنهم أصحاب المصالح والنفوذ، فالحر�ة

عقل�ة ما زالت تت�ع المه�من علیها، لم یثوروا فالعقل الجمعي أو الاالنط�اعات ال تحرك عقال مستعمر لغر�زة بهذه السرعة.. انشغل الناس �أمــر آخــر وهو اختراق القدس�ة. الخوف ممن هو دون هللا حجا�ا مزمنا،

ب أن والتغلب عل�ه ثورة، وال بد من إعداد العدة البدیلة، وال بد من تحسقو� الطغ�ان ستعمل على إ�ادة الخطر واستعادة م�انتها في وس�طرتها على عقول الشعوب الغوغائ�ة الحراك التي ال تمیل للدفاع عن فكرة أو التغییر المتطلب لتضح�ة، لم تكتمل رسالة في امة ل�ست حرة، ولم �مر تغییر إلى اإلصالح الشامل دون معارضة، بل دون قمع ودم، ذلك ألن

المنھج االبراھیمي

التعامل الحسي

لم یحموا انفسھم

لیس ھنالك ألم

راثارة التفكی كبیرھم غضبهوقتلھم إسألو

Page 41: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

37

أصحاب المصالح �ملكون القوة المبهرة للنفوس الالهثة وراء حاجاتها وغرائزها وهذه القوة هي طموح تلك النفوس الضع�فة ولها من اإللوه�ة والعظمة في النفوس ما ال تهز �سهولة، حین جر� التحد� بین موسى

u وفرعون یوم الز�نة، الناس قالت لنذهب لنر �یف ینتصر فرعونلم یخطر ب�الهم أن قوة فرعون �السحرة استسلمت وآمنت على موسى،

و�قى فرعون الج�ار العنید.

على انه ساحر عل�م �ما هي uمعظم بني إسرائیل تعاملت مع موسى

دعا�ة فرعون واعالمه، الن االنط�اعات متراكمة ولم یتعود القسم األكبر قالوا أوذینا منهم على التف�یر �حر�ة، ل�س لهم قابل�ة على التضح�ة،

قبل أن تأتي لكننا أوذینا أكثر �عد أن أتیت.... قالوا هلكنا عند قدوم فرعون وجنده و�انوا بین الجند وال�م، قالوا جد لنا إله مثل إله قر�ة مروا بها، لقد أرادوا أمرا محسوسا ملموسا فسارعوا إلى العجل ل�عبدوه بل تخلوا

الخاصة یمتصون الحدث یوجھونھ لصالحھم

العامة من الناس

یحتاجون الى وقت وقیادة تجمعھم

ل یمیلون لبقاء الحاوتوقعون الغلبة

السیادھم

الدعاة یحدثون الصدمة والعمل وفق منھجھم الرباني

ا قد الینجحون وربمالناس نفسھا

تعادیھم عن جھل او علم

Page 42: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

38

في نظر الكثرة بل �ان ساحرا عن الذ� سرقوه من حل�ة... لم �ك نب�اج�ارا، یخافون منه و�ستضعفون أخاه هارون. ألنه منهم وعاش بینهم،

) �عتذرون وانما اذهب أنت و ( ر�ك ولكن عندما �طلب منهم أن �قاتلوا الولم �قولوا هللا أو ر�نا، فهو في نظرهم ساحر �عجز عن مقاتلة الناس

لي فلماذا �ضحون في سبیله، �غیرهم، فهو �طلب ما �عجز عنه و�التافراغ عقد�، ونفوس استطابت العبود�ة فمنهجها الالا�ال�ة والمراوغة فال شيء یهم إال االستمرار �الع�ش ��فما �ان، أو �ما �قال �سمعك ما تر�د أن تسمعه مادام ل�س ف�ه �لفة أو خسارة ما وهذا المنهج مستمر حتى

النا ال نقاتل وهنالك مستضعفین �عد موت الرسول، بل هنالك مزایدات، ممن نساء ورجال وأطفال، �متحنون النبي �طلب ملك، وعند قدوم الملك یخرجون �حجج للهروب فال ی�قى إال القلیل... تلك حالة الشعوب الفاقدة للهمة، وتلك مهمة ذو� الهمة من أبناءها أن تسد الفراغ بإ�مان عال

في سبیل تحقی� المهمة أو �ستقبل المهمة �صبر، والصبر هو البذلالعمل، ول�س الخنوع والتحمل �ال هدف ...فالخنوع �سبب الطغ�ان عند المتكبر�ن حتى ل�ظنون �ل الظن انه ح� لهم أن �ستبدوا و�طغوا، بل إن مقاومة طغ�انهم ظلم لهم �ما �حسبوه..... التوحید اللفظي �ال فهم

یر في السلوك، بل البد من واعقال محض غر�زة مش�عة ال ق�مة له وال تأثصبر وارادة تضعه موضع العمل واال �انت المعرفة أ�ضا محض أسفارا تحمل وال �فد منها حاملها فتراهم اشد الناس تعص�ا ونقدا وال یرون

أنفسهم أنهم أضل من األنعام سب�ال.

Page 43: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

39

التوحید إذن جذر الح�اة التي تجعل النظام عامال �ال إعاقة، والتوحید هو عامل مع العقل ود�مومة فاعلیته واثارة األسئلة المهم وجودها المت

الستمرار وتطور الح�اة المدن�ة، وسیرها �ش�ل منض�� لمصلحة اإلنسان، والتوحید تجانس بین العقل�ة والنفس�ة أ� شخص�ة اإلنسان والمجتمع ومخرجات هذا المجتمع، وهو مفهوم حساس لو فهم خطأ فسینع�س على

در ومعنى الفعل من اإلنسان، وسیر�ن الناس إلى فهم معنى القاالستسالم، لهذا �ان القرآن �سأل دائما و�ثیر السؤال، فالسؤال دافع ومؤشر إلى حر�ة المنظومة العقل�ة �طر�� صائ�ة، والبد من الصبر في التف�یر وعدم الر�ون ألقرب نقطة استراحة على أنها نها�ة الطر��، اآلراء

ومتخالفة، فإذا �انت مهمتها ال�حث عن الحق�قة أو متعددة ومتنوعة تعز�ز الف�ر ال�شر� أینما �ان فتلك یناب�ع �علو بها نهر المعرفة و�نشأ الدلتا الكبیرة والواسعة... وأما إن ملكتها العصب�ة فتلك تجعل الیناب�ع مغلقة منقطعة تأسن م�اهها وتع�ش فیها الهوام، وواجب ال�شر�ة ال یتم

قنوات الض�قة وانما �سعة دلتا المعرفة والخیر الكثیر فاألساس بهذه الاألخالقي في التوحید والخل�قة هو التعارف بین الشعوب المتعددة وهذا ینفي جنس العصب�ة فالعصب�ة تخرج اإلنسان عن التوحید ألنها أح�انا في مصدر األنا أإلبل�س�ه وأح�انا من مخرجاتها مهما تغلفت �أش�ال

ت الدیني منها والوضعي فل�س من اإلسالم من دعا إلى عصب�ة وتنظیراأو قاتل من اجلها ذلك انه إن تعصب إما تحز�ا فذاك استهانة �عقله لألمور، أو تصور انه األفضل فالبد أن یجبر اآلخر�ن فهذا استهانة �عقل

Page 44: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

40

الخل� اآلخر�ن، وال ینتج العصب�ة إال األنا أو تكون بدافع األنا و�ال ین شر مستطیر شعاراتها من الروا�� الها�طة فال ق�مة عل�ا في الحال

االستهانة بخل� هللا الم�رم الذ� هو اإلنسان، فالعصب�ة علة للخالف والتناحر وهي معلولة �الغرائز المجمعة لألفكار السلب�ة متى فقد أو أسیئ فهم النظام حتى لو فعلت المنظومة العقل�ة الخاو�ة فإنها ستكون

مرة من الغرائز والحاجات وطغ�ان اإلنسان على اإلنسان.مستع

إن الحوار هو میزة اآلدم�ة المختلة الیوم، فمن ط�ع اإلنسان حین �علن

والرد لذا فللصمت عند ه�ذا حاالت فعل عجیب المقاومةعن فكرة یتوقع �عطل التحفز للرد و�فسح الدرب للتفاهم بین المت�اینین وذاك من حسن

�ذلك تخمین رد النوا�ا قد ��ون من مفسدات النوا�ا نفسها فالبد ، السلوك من الفهم للحیث�ات ونها�اتها ول�س من الحصافة است�اق النها�ات

Page 45: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

41

المعلوماتیة واألخالقالفصل الثاني:

للمعلومات�ة أهم�ة �بر� في األخالق إن دخلت تلك المعلومات إلى القلب ق�مة وفاعل�ة إن تش�لت في االنط�اعات فعقلها، غیر أنها ال تكون ذات

والموروث أو �انت تلقي ودونما تف�ر، أو اتخذت تقلیدا و�التر��ة اإلمالئ�ة، ودفع معلومات �هذه للتف�ر ال تأتي تلقائ�ا بل تجر� عمل�ة تكد�س وتصنیف نوعي لها یتخطاها النشا� العقلي و�أنه متعرف علیها

اد� فهي أفكار سابته غیر فاعلة في بداهة فتأخذ مقام السلوك الال إر التأثیر على تحدید السلوك، وهي میتة ألن فاعلیتها میتة ولم تعقل رسخت �بدیه�ات مقبولة عرفا ال تسأل رغم أن من یتكلم بها تجده �من یلم بتفاصیلها، ومثال ذلك �عض من نراه من خط�اء وموجهین بل

قارب وما یتكلم �ه أودعاة..�عضهم �عج�ك قوله لكنه �سلو�ه ال یت

المعلومة

من تكدس ویتكلم االنسن بھاذاكرتھ وال دخل لھا في السلوك وال تنعكس علیھ وھذا ما نراه من تناقض عندشریحة كبیرة من الناس

معلومات تعقل فتدخل الى السلوك وتشكل الشخصیةالقویة بأي فكر

تحملھ وفق الفكر الذي تحملع

Page 46: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

42

ینصح �ه، بل �عضهم فوق المنبر شيء تدهش حین تكلمه وهو في غرفته �عد الخط�ة انك أمــام إنسان آخـــر �حل المش�لة �طر�قة غیر التي تكلم بها وأح�انا فارغ تماما فال عالقة لما تحدث �ه فوق المنبر مع

نشاطه العقلي. تر� �یف ��ون هذا ؟

التجر�ة لتار�خ�ة وعهود متكررة من الظلم والقهر رافقها من خالل محاوالت التمسك �أهداب الدین، منهج س�اسي للملك العضوض ومنهج س�اسي آخر صفو� صراع مفتعل للمحافظة على مراكز القو� والنفوذ على حساب اإلسالم األصیل، الناس تتلقى وتحف� في ذاكرتها تكد�س

األشخاص الذین ینقلوه... �له مقدس معلوماتي مقدس الطا�ع �قدسغیر خاضع للنقاش و�التالي فهو یتراكم فوق �عضه �عیدا عن العقل، حتى أسلوب نقاشه وحمایته ضمن التلقي هذا واج�ه تكو�ن القناعة والدفاع عنها و�له تلقي ال یجر� ف�ه أ�ة عمل�ة عقل�ة أو �معنى التف�ر

متكاملة توضع في زاو�ة من االیجابي للمعلومة فهي معلومة عاقلةالنفس فتحسب أنها بهذا قد تلقت اإل�مان،إنه أسلوب التر��ة التقلید�

.٣الذ� استقي من الغر�زة على مثل تجر�ة القرود الخمسةوعندما أتت األفكار المستوردة دخلت العقل مرت على األفكار السابته

ولة توفی� ما دون إحساس، بل عند محاولة است�قاظها �انت هنالك محا

تجربة القرود الخمسة، ملخصھا أن خمسة قرود وضعت في قفص ووضع موز یحتاج لتسلق القرد كي یتناولھ، فكلما حاول قرد ٣

التسلق للموز رش القرود بالماء الحار،حتى أخذت القرود تضرب من یحاول ذلك، ثم أبدل القرود تدریجیا، فكان القردة القدیمة تعرف لماذا تضرب القرد الجدید الذي یجري المحاولة، حتى تم إبدالھا جمیعا لتفعل ذات الفعل علما أنھا لم ترش والجدیدة التي ال

بالماء الحار إنما ھكذا تعلمت من سابقتھا أن ھذا النوع من التسلق ممنوع ولیس من سبب معروف لھا، وال تحاول التجربة حتى.

Page 47: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

43

زالت مستمرة بتقر�ب مشوه، �ما أن مواجهتها �ان ��فاءة ضع�فة وفاعل�ة سلب�ة من منظومة تنم�ة التخلف الفاعلة، فلم �ك ولم یزل

األدب إال كالتقن�ة والحضارة الف�ر�ة، ولم �هنالك تفر�� بین المدن�ة الف�ر السلطاني والطاعة الغر��ة عن جوهر اإلسالم تلك التي أحدثها

السلطاني والمنبثقة عن الملك العضوض منشأ وال�ة المتغلب الحق�قي، ولم �ك اإلسالم ممثال �األمة بل (برجال دین) وهم في اغلبهم ضعفاء الف�ر والفهم ومن یبرز منهم فاهما أو متحسسا للف�ر �شنع �ه و�تهم

لئك �أشنع التهم حتى تسق� عل�ه تلك التهم تار�خ�ا ولم تك محاوالت أو الواعون أكثر من تلمس وتحسس للنور في عالم غلب عل�ه الظالم، هنالك دوما محاولة لهذه األفكار أن تست�ق�، لكن التقلید وطر�قة التثبیت تمنعها من التجدد والفعل، بل إن الناس نفسها ترفض أ�ة تغیرات لما اعتبرته مقدسا وترفض تب�ان أخطاء في الفهم ألشخاص مقدسین في

ا �ما �قارب تكفیر من یوضح أ� جدید... و��قى السؤال البلید لماذا ذهنه نحن متخلفون؟

هذا التعل�م الموصوف والتر��ة جعلت التعارض غیر موجود بین الف�رة السابتة والف�رة الممیتة، أو القاتلة �ما اسماها مالك بن نبي، فقد

تاج هذه تعا�شت أو �األحر� تواجدت مع �عضها دون صدام، فعندما �حاألفكار �ستخرجها �الكالم وال واقع لها، وعندما �حتاج تلك �ستخرجها �الفعل و�عتذر لنفسه �أن اإلنسان ال �ستط�ع أن ��ون طی�ا ومستق�ما ألن الناس ستأكله، هذا المجتمع المستذئب هو واقعنا، نفاق مع إ�مان،

Page 48: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

44

هذه الناس وتهتك مع أخالق...واذا �ان �عض المف�ر�ن �قولون �اجتثاث فإننا سنجتث الغالب من مجتمعنا الجاهلي المتخلف... من أجل هذا فالواجب للنخ�ة الصالحة �عد حما�ة نفسها من هذا الو�اء أن تسلك طر�� اإلصالح والتغییر معا، �ل ما علینا ل�س هو ز�ادة طرح المعلومات، بل الم�اتب غارقة بها، وانما علینا إدخال هذه المعلومة إلى

لحوار والتف�یر والتف�ر في القلب العقالها، القلب موضع االعقال ول�س اموضع العاطفة، القلب موضع التف�یر والرسوخ ول�س موضع الهو�. إذن البد من �قظة الف�ر السابت أو غیر الفاعل وال �حصل هذا إال بتحر�ك المعلومة في العقل وهو من أسرار ووسائل د�مومة اإلسالم

اال ی�قى اإلسالم �عیدا عن الح�اة العمل�ة محض عواطف تثور وفاعلیته و وتخاف من ثورتها، و�عد هذا لن نستغرب رفض من �صوم و�صلي أن تأتي ح�ومة إسالم�ة أو �ح�م اإلسالمیون البلد، وهو أمــر �حتاج أ�ضا إلى تمح�ص، فكم من اإلسالمیین یثور و�ح�م و�تعامل �عقله ول�س من

میتة الفاعل�ة عنده خضراء في لسانه لكنها �ال ثمرة خالل األفكار ال السلوك فال تتح�م �عناصر الق�ادة والس�طرة.

هذا من األس�اب التي م�نت لس�ادة الظلمة والمتجبر�ن، وجعلت الناس راضخة صاغرة... فهي ل�ست أناس صالحة وانما المتغلب من �أكل

مدني حق�قي، �لها و�ترك لها الفتات ترضى �ه...ال نهضة، وال تطور مظاهر و�الد ثروات لكن أهلها في جوع وسوق لل�الد المتطورة صناع�ا..وهي مستهلكة في �ل شيء من المظهر �عیدا عن جوهر

Page 49: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

45

اإلبداع والتمیز...فل�س لدیها هو�ة أو قاعدة من اإلخالص والق�م العاملة التي تم�نها من التطور المدني س�ان االرتقاء الحضار�،

لمؤتمن یؤ�د �صوت عال على األمانة وهو یخون األمانة، فالشخص ایتحدثون عن إخالص العامل في ال�الد األخر� وواقع حالهم �قول أن المتكلم نفسه ل�س مخلصا.... و�یف یخلص، الن ما یراه حقه س�ض�ع و�أكله ناش� آخر!!...والحق�قة أن ما نراه من تكافل وحب الخیر من

مة والناس ال�سطاء التي تتحرك إنما تتحرك مجموعة من الناس المتعلغرائزها الدین�ة فتستعین �الف�رة السابتة فتخرج عمال خیرا �بیرا أو قل�ال من الصعب الح�م على دوافعه فهي ل�ست موضوعنا على أ�ة حال. لكن البد أن نعلم أنها تنطل� بدوافع شخص�ة المرمى ول�س إت�اعا لنظام

ف�ر ل�س إال عمل�ة مستمرة البد أن تبرمج غائب أصال، لكن إ�قا� الوتتخذ �إستراتیج�ة ( تخط�� مح�م ) في طر�� النهضة التي هي األخر� ل�ست الهدف وانما استمرارها هو الهدف فكیف �حصل هذا في امة وصفت �ما وصفنا، وهل �صیب مست�ق� الف�ر إال الهم والغم وهو یر�

توحید الطاقات وتنظ�مها لتزداد في بلد العم�ان، من أجل هذا فالبد من القو� الواع�ة ولتصل إلى ق�ادة الواقع وصنع نموذج إدار� قادر على حل المش�الت وتنق�ة النفوس بذات طر�قة إدخال المعلومة من معتقلها إلى العقل ومن س�اتها إلى واقع النموذج وهذا ال یتأتى إال �السلطة وال

ا أن تطل� التف�یر عند الناس أن تحتاج أن تكون السلطة مؤدلجة وانم

Page 50: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

46

توق� الكم المعلوماتي السابت وتحوله إلى العقل وتنظم القوانین تدر�ج�ا �ما یت�ح الدخول للف�ر إلى مسار التار�خ الفاعل للمستقبل.

إن الدین هو جزء من اإلسالم، وأن التدین هو غر�زة في اإلنسان، ي محاورة مستمرة مع العقل واإلسالم الفاعل هو متحرك الف�ر واآلل�ات ف

یرفض التقلید بل البد من تفعیل العقل مع اإلسالم ل��ون صالحا لكل زمان وم�ان واال �یف س�حل التقلید ال�عد الزمني والمتغیرات الطب�ع�ة في معناه وقدوم الجدید إن لم �ك من نتاج التفاعل المذ�ور �حراك طب�عي

حق�قة فكرا قائدا ورائدا أو له للقانون والسلوك تجاه الحدث لن ��ون د�مومة حق�ق�ة وانما ��ون له االحترام الغیبي الذ� ال �قبل الواقع

فاعلیته.إن المعلومات�ة تعین مسیرة التصو�ب العقل�ة ولكن متى ما أعقلت هذه المعلومات ذاتها وأضحت إ�مانا راسخا في النفس، أمــا إن �انت محض

هي لن تدخل في تقو�م السلوك وال تصنع سد لغر�زة أو إش�اع لحاجة ف قرارا یوصف �الصواب.

إن التناقض بین السابت الصانع للهو�ة، و�ین الفاعل الغر�ب عن النفس�ة لن �حق� الغل�ة للدخیل وال الفاعل�ة للسابت و��قى التخلف سمة ومخرجات لكینونة مثل هذه... ولطالما فر من هذا الصراع أقوام ولكن

والى القشر�ة فهم هر�وا من تقلید إلى تقلید ومن تشوه إلى إلى الض�اع تشوه لكن من ما �م�ن إصالحه إلى نها�ة السوء.

Page 51: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

47

ونؤ�د في خاتمة الكالم أن األفكار السابته البد وأن تناقش العقالها فهي لن تخلص ذاتها �طر�قتها المنقولة سواء حملت فكر المتغلب العضوض

ى التناقضات بین األمة ول�س إصالحها.أ� أو ألصفو� اللعان المبني علالتخلص من تشر�ع الحدث التار�خي والذهاب إلى استن�ا� الجدید من

القرآن والسیرة.

عدم استقرار وتخلف مدنيمع االنحدار الحضاري

)منظومة تنمیة التخلف(

اضطرابات وصراعات

میة تقلید طلسوامالء في

التربیة جھل وضعف معلوماتي

Page 52: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

48

فصل في الكون:

خال� الكون جل وعالاإلنسان مخلوق في هذا الكون ولم یخل� الكون من أجله وانما خل�

خال� الكون �غیر ما علمنا ، ولسنا في حاجة ل�حث ٤اإلنسان لسبب ف�هعنه جل وعال فذاك من الخوض في ما هو خارج المحسوس واألف� التصور� لل�شر على األقل لحد ما عل�ه نحن من حدود المعرفة والقدرة، بید أن موضوع�ة النظرة البد أن تحتاج إلى تعدیل أساس الف�رة فا� جل

ر �ائن فهو الواجد وعال خال� غیر مخلوق واجد غیر موجود، م�ون غیفي اسمه الرحمن في الشيء قبله وال شيء �عده وال�ارئ والمصور

قدرته البد�ع في صفته، و�لها تشرح وجوده للعقل الذ� صنعه وف�ه الفطرة األولى عن تحرك هذا العقل وتف�ر وصل إلیها دون عناء �بیر وان سلم بها اختصر الطر��. فال تنطب� عل�ه ما تدر�ه العقول التي

مر ث�ات تدرك المحسوس والكون وف� تصورها، ولو �ان لها في هذا األلما انتقلت في تنوع الرأ� �أقرب ما إلیها، وهي األرض فمن مسطحة إلى مدورة إلى �رة ووصفها القرآن �میلها إلى الش�ل الب�ضاو� في استدارة، ثم تخیلت مر�زا في الكون إلى أن عرفنا أنها نقطة في حجمها لما في

هو مدرك السماء الدن�ا فق�، وتقیید العقل وت�این مخرجاته بین ما

یم، ولو ربطنا ھذه مع علم آدم األسماء كلھا، قد نجد أن اإلنسان لق اإلنسان في أحسن تقوخقال تعالى أن ٤ھو خلق أفضل وأكثر تطویرا من سابق لھ بالخلق الذي ترك عند المالئكة انطباع الفساد... ولعل في األرض

ر فتصو آلدمي ــ كما یسمى بالنیاندرتال أو جاوا ـــھیاكل عظمیة وآثار تشیر نوعا ما إلى مخلوق آخر شبیھ باعدا استقراء كلمات المالئكة حول اإلفساد ، ال املك دلیال على ھذا دمياآل ھذا احد أشكال التطور البعض أن

فوجود ساللة آدم مع تساؤل المالئكة عن لكن المختصین في البحوث في ھذا األمر قد یجدوا شیئافي األرض .ولیس بمھمتھ وال رقیھ اإلفساد یعطي االحتمالیة لوجود ساللة قبل آدم لكنھا لم تكن بكرامتھ

Page 53: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

49

محسوس و�ین ما هو غیر مدرك إال �التجر�ة وتعص�ه لنظرته عرقل اإلدراك الكامل للذهن بتقیید وسائله، إن المسألة في قبول وجود العل�ة القبل�ة المس�قة وهو أمر ضرور� الفهم بتقابل العلم مع العقل، فالنار

، بینما مثال تحرق الخشب وال تنتقل عبر قطعة الخشب �حرارة أو طاقةتنتقل عبر الحدید، وتسبب غل�ان الماء، والعلة في ماه�ة االثنین حق�قة، نستدل علیها تجر�ب�ا، ونستدل علیها من معرفة الماه�ة والمشاهدة أو انتقال االنط�اع، فحر�ة الجز�ئات في المواد تنقل الحرارة

المتكرر في الحدید والنحاس وغیرها، بینما في الماء تنتقل �انقالب الماء وارتفاع الجزء الساخن منه ألنه �ضحي اشد حر�ة فیتخلل التوازن فینقلب وهو ما�طل� عل�ه انتقال الحرارة �الحمل، رغم أن جز�ئات الماء تتحرك �ما تتحرك جز�ئات الحدید لكنها لم تنقل الحرارة وانما نقلت . بخاص�ة أخر� مع أنها عند الغل�ان تهرب حیث تبدأ عمل�ة التبخر..

هذه المشاهدات وغیرها تجعل المواد قابلة لالستخدام في د�مومة الح�اة لكن العلة �ما نر� في خواص المواد هي علة ظاهرة أو مستدل علیها �المعرفة وتحلیل الم�تسب، إنما من اوجد هذه الماه�ة و�هذا الترتیب تلك

ل�س العلة القبل�ة الضرور�ة لفهم األمر �ش�ل عقلي یجعلها في موضع انط�اع�ا وانما تثبت �االعتقاد ألنها تخرج من المحتمل عند فهم التدبیر...نحن ال نستن�� وجودا لجامد بل من معلومات ذات�ة توضح ال�ارئ في خلقه من خالل وصفه لحقائ� لم تكن لتعلم من شخص النبي �ال نبوة فهي دلیل وجود مزدوج لنبوة ومرسل رسالة في آن ذات�ة البرهان

Page 54: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

50

تقدم المعرفة و�روزها �حالة موضوع�ة موعود بها �أن هذا سیر� في مع في اإل�مان مستندا ألدلة موضوع�ة في ءالبداآلفاق وقد رؤ�...واذا �ان

رسالة اإلسالم و�فهم غیبي فإن هذا الغیب یذهب �لما ازدادت الم�تشفات وظهور اآل�ات في اآلفاق، لكن ل�س لإل�مان وانما لتقو�ته

االلتزام �شر�عة إلصالح واقعا نراه فاسدا وهنا تضعف ومن أجل االحتمال�ة لصالح ثبوت الحقائ� الموضوع�ة من طر�� ذاتي، فإذا �قى اإلنسان �ف�ر في اإلسالم من منطلقات انط�اعات مس�قة تتجاهل المستجدات وتعتمد على أقوال غیر مثبته احتمال�ة الجوهر والزمن فهو

موضوع�ة ال ینظر إلیها �ح�م التخلف الذهني �ض�ع نتیجة الغفلة أدلةمن طر�قة التف�یر التي تنظر إلى المنفعة المتوقعة آنیــا فهو سی�قى فاقدا لمستقبل طر�� صائ�ة تقوده إلى السعادة حین �سیر في صواب وهذا الكالم ل�س لفرد فحسب بل لمجتمع صالح المســـار أ�ضا؛ وفهم

ا الوسیلة الراع�ة التي تستمر فیها مسارات معاني الرسالة والشر�عة �أنهالمعرفة �التطور االیجابي وال تشت� �ما هو حاصل الیوم من شط� في التطور المدني بجوانب سلب�ة ظاهرة وانفالت، إن االستدالل على هللا جل وعال �أتي من عوامل موضوع�ة �ثیرة مح�طة منها ما هو مفسر

ر هذه العوامل وتناسقها واستحالة لإلنسان ومنها غیر ذلك ولكن تكراعشوائیتها وهو أمر ثابت، یجعل االستدالل سهال بوجود هذه القوة، ومن

لذ� ف�ه یجعل االستدالل على أن هذه القوة االماه�ة للخل� والنظام مدبرة مبدعة، ومن توسع نراه نعلم بر�و�یتها ول�س بإلوهیتها فحسب،

Page 55: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

51

الخت�ار المعاني نؤمن �أن هذه ومن ضی� عمر اإلنسان الذ� ال ��في القوة ال�ارئة المدبرة البد أن ترسل لهذا اإلنسان ما �عوض نقص عمره

، فكانت الرسل والرساالت الحاو�ة لطر�� وشر�عة تقوده ٥الزمنيللصواب، والبد من شر�عة مرنة مع التغیرات ح��مة مدر�ة لها فكان

بد من حیو�ة ف�ه تتعامل التنز�ل الح��م، الذ� إن أقبلت عل�ه أقبل فالبذات النص مع أزمان متعددة مختلفة مت�اینة ووقائع متعددة ومختلفة حتى في العصر الواحد وهذا ما هو معروف عن القرآن رغم انه ال �فعل نتیجة التقلید�ة والجهل في األمة التي �فترض أنها تحمله وهي �واقع

�اع�ة غیر العاقلة دلیل موضوعي سيء وع�سي �النس�ة للنظرة االنطوالملمة، فواقع هذه األمة هو في الحق�قة دلیل موضوعي على امة عظمت حین التزمت وهانت حین تخلت وضعف إدراكها وأضحت تقلید�ة. وهذا �ستقرا �شيء من التأني �واقع �صف حق�قة و�دل على صحة منهج الرسالة �احتمال�ة تتزاید لتص�ح حق�قة مستقرأة من دقائ� حر�ة التار�خ وتالزم االستن�ا� في الدراسات التار�خ�ة وحر�ة الشعوب بل قراءة بهذا المنهج تثبت حقائ� ول�س رؤ� شخص�ة �ما �حصل عادة في االستدالل من خالل تمط�� منط� الوقائع وتشو�هها �النظرة من واقع

والمه�من آخــر وزمان آخـــــــــــــــر. ودونما النظر إلى ال�عد المولد لألخالق على اإلدارة والتغیرات الحاصلة في قواعد االلتزام والفاعل�ة ومداها

لمنظومة الف�ر.

الحظ ما ورد يف هذا يف فقرة (املدخل) فلسفة التغيري ٥

Page 56: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

52

هللاالال محدود أ� غیر المقید ب�عد أو نها�ات واحد غیر مر�ب، هنا حیث ال م�ان وال زمان وال أ� �عد آخــر اكتشف هذا ال�عد في تأثیره على

في �رس�ه جل وعال وهو جزء من المخلوقات أم لم ��تشف فالكل محتو� ول�س �معنى االقان�م المتحدة ٦فا� ماه�ة هي هللا الواحد األحدالعرش...

وجعله خاضع لما خل� من Yفذاك تصور القصور والعجز عند هللا نظام ومتى تح�م المخلوق �الخال� فذاك دال على قصوره، فهو یولد من

الء لحاجته و�ستط�ع اآلخر�ن رحم و�نمو �الزمن و�أكل و�ذهب الى الخثم �موت وهنا وما ولده من نظر�ة الكراه�ة �اسم المح�ة؛التغلب عل�ه

مناقشة عقیدة أر�دوه�ذا، ال أ�امیختفي االقنوم ل�عود مع الزمن ثالثة .ما علمنا من دالئلهاهنا ماه�ة یبدیها أناقش وانماما

عندما یبلغنا العلم أن الكون خل� في ستة أ�ام فإن عقلنا المح�وم �الحس�ة سیتوجه إلى ستة أ�ام فما مصیر الیوم السا�ع، لكن لغة عر��ة بجذورها الستة عشر ألف وحروفها ألثمان والعشر�ن و�لماتها الدالة على عدة معان وعلى المعنى الواحد �عدده �لمات ستفسر لنا األمر خارج

التثلیث ال تقول أن هللا نذكر ھنا أن نظریة الفیض األفالطونیة واالفلوطینیة والتي استقت المسیحیة منھا ٦

ثالثة منفصلة بل ھو ثالث في واحد، وطبعا ھنالك دوما تعدیالت على الفكرة لكنھا فكرة تلغي الربوبیة عملیا والمراقب أن … وحقیقتھا عدا فكرة الفیض أن هللا لم یبدع وإنما وجد وخلق وترك األمور بال رعایة أو تدبیر

ب دون تصریح أو عقل لھا وإنما تظھر في األفالم كفرانكشتاین ھذه الفكرة متسللة للمجتمع في الغر …..ومصاصي الدماء والمستذئبین وغیرھا

Page 57: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

53

�عاد فمن �ح�مه �عد فهو ل�س خالقه و�التالي لن ��ون إله، ومن األ�حتاج لوقت إال إذا �ان به�منته الوقت الذ� ��تمل �ه صنعه فل�س بإله، لكننا من خالل اللغة نعلم أن الیوم هو مرحلة فا� خال� الزمن، والمرحلة هذه بزمن، وتأتي مرحلة أخر� بزمن ومواصفات أخر�...فستة

ي ستة فترات ومراحل ست خل� هللا بها الكون... ونوجه لهذا أ�ام هالمعنى من آ�ات أخر�، فیوم الق�امة هو یوم أو مرحلة مقدارها ألف سنة من حسابنا الزمني الیوم، وه�ذا مم�ن أن نق�س على سرعة الضوء، وغیرها من األ�عاد الزمن�ة، فمقدار المسافة التي تعرج فیها المالئ�ة هي

لف سنة مما نعد، لكن االنتقال �أ� سرعة وفي أ� �عد خمسون أم�اني... هي أزمان أخر� مخلوقة ووسائل أخر� ولعل اإلسراء والمعراج الذ� �ح�ي تفاصیل �ثیرة في زمن قد ال یتجاوز الدقائ� األرض�ة �عني أن الم�ان الذ� �ان ف�ه ل�س خاضعا للزمان وال األ�عاد التي نعرفها

ح�اتنا ومنذ الوالدة إلى الكهولة فالعجز والممات، وتح�منا وتح�م فاإلنسان خل� من تراب األرض �جسد، والى التراب �عود ومنه یخرج مرة

... مع أن األنفس ٧تلك التي ال تبلى أخر� لتتزاوج النفوس مع أجسادهات�قى و�أنها خارج نطاق الزمن و�لنا �حس بهذا فهي ال تتعامل مع

ه إال من خالل إدراكها لعناصر القوة وزمنها وضعف تر�ی�ة الجسد وقدراتاإلم�ان�ة �مرور الزمن على هذا الجسد، لكن ما تنمو �ه هو المعرفة

والعجوز نعلم ان ھذه األجساد الشابة التي ال تكبر تبقى مناسبة لشباب النفس، eمن حدیث رسول هللا ٧

یتوازن عمره وطاقاتھ مع نفسھ، لكن مع ھرم الجسد وبقاء النفس یحصل لإلنسان األرضعلى فاإلنسانالتوازن ھذا یتحقق …. غیر قادر على ما یرغب فعلھ أصال ألنھمن الغیر مقبول أضحىعقال زنھلم ی إنتباین

یركب في جسد ال ھرم لھ یوم البعث والنشور أنفي التعامل مع هللا وقیم وضعھا الى

Page 58: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

54

وتسجیل تار�خها فق�اسها هو ل�س ال�عد الزمني وانما ال�عد المعرفي الذ� یجعلها أكثر نضجا من آدم لتكون في الجنة، أو تأخذ الن�ران

فت حدوده فاخترقها، وعرفت حدود الخیر فما فتكون مع السوء التي عر أتت إلیها �القدر الكافي لكي تكون بهذا النضج المؤهل لها �الخلود في الجنة.. فقد أعطي آدم المعرفة المؤهلة له لی�قى في الجنة، لكنه �ان �فتقد للعزم ففتن، من هنا �ان االخت�ار لإلنسان �العزم على الصواب

ء التي تعلمها آدم هي المعرفة النظر�ة �غیر وتجنب الفتنة، فاألسماوقوعه تحت االخت�ار العملي وانما االخت�ار النظر� فلما عرضها على المالئ�ة �ان یتحدث بثقة وصالح وه�ذا نجد إنسان الیوم حین یتحدث �الم�ادئ والق�م فهو جذاب مذهل �قنع السامع �أنه ذو م�ان عظ�م لو

یدخل وما �قول في االمتحان یتحدث توفرت له الوسائل ولكن حین إ�مانه العملي وعزمه، وصموده أمام المغر�ات، من هنا �ان الدرس أن المعرفة ل�ست في االمتحان وانما العزم والث�ات والعزم هو المسئول عن تصر�ف الفعل وادارة المعرفة وتطبی� الصائب منها وتجنب الخطأ من

والمصیر وهو میزة األخالق في هنا �ان الرا�� بین السلوك الدنیو� اإلسالم أنها ال تستند إلى مصلحة دنیو�ة وان �انت من نتاجها في الدن�ا وال إلى تكلیف أو ضغ� مجتمعي، سواء واجب ق�مي یراه مف�را أو فیلسوفا بل إلى االرتقاء لنیل درجة الخلود في الجنة، فل�س من قیود

نفسه وال مسئول�ة إال من نفسه على خ�ارات اإلنسان وال إلزام له إال منفهو �امل اإلرادة واالخت�ار یرفض ما یر�د و�قرر ما یر�د لذا فهو

Page 59: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

55

محاسب على فعله والزامه قوانین المجتمع ال �س�طر إال على ظاهره الذ� هو عالقته �المجتمع وحسا�ه معه ومنه ضمن عالقته �المجتمع،

ى إل�ه من میول و��ف�ة أما ما �قاس عل�ه عند هللا فهو عزمه وما �سعمعالجتها و�ما ال عالقة للمجتمع �ه... فما لم �ستط�ع المجتمع محاسبته عل�ه من حقوق �حاس�ه هللا عل�ه من خالل العز�مة التي �ق�س علیها وهي القلب وسالمته...من هنا ر�طت الشر�عة السلوك

، ور�طت واألخالق �اإلنسان ذاته وعالقته مع هللا والمجتمع في آن واحدمعرفته وعلمه مع عقله لألمور وسع�ه الصادق لمستحقات اآلخرة... واآلخرة إن �انت �عیدة في عالم �ح�مه الزمن، فهي في عالم الالزمان ل�ست �ذلك...هناك حیث النفوس شا�ة، م�تملة المعرفة نق�ة العزم

لت متماثلة الصفاء فهي �آدم قبل الغوا�ة وقبل اخت�ار العزم، لكنها وص

Page 60: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

56

�عد اخت�ار العزم الذ� حصل آلدم بإرادة ر�ان�ة ل��ون �عد الس�ن في الجنة ثم ل��مل مهمته في األرض.

هللا الذ� خل� الكون ل�س من ال شيء وانما �المشیئة والمشیئة شيء ،وما �ان الكون وال اإلنسان �غیر ومشیئته ل�ست من عدم وال إلى عدمتي �انت رتقا فانفجر الرت� بنظام هذه المشیئة شیئا.. هذه المشیئة ال

وتحت س�طرة عل�م خبیر ل��ون الكون، فجعل فیها نظامها، �انت أر�عة مراحل مرت بها األرض قبل أن تكون و�انت مرحلتان س�ع سموات واحسب وهللا اعلم أن هنالك س�عا من السموات �سمائنا الدن�ا والسماء

وس�عا من األرض ول�س غیرها الدن�ا حاو�ة للكواكب والنجوم والكو���ات�أرضنا هذه ر�ما لها أسماء أخر� ولها أزمانا أخر�، لكنها متطا�قة في محتواها ونظامها المنسجم �الحر�ة �حیث تجعل القو� الفاعلة فیها ثابتة

تسیر بذات النظام الذ� نحسه دون تفاوت أو اختالل، وما هذا ٨راسخةحظة، فكل نفس علیها حاف�، و�ل إال �الر�و��ة التي تدیر الكون �ل ل

ورقة في شجرة ال تنمو وال تسق� إال بإرادة.. ور�ك یتجه إلى �ل مرحلة لیدیرها �قدرته وارادته انه الرحمن و�سیر أمور الخل� �أنه الرح�م وتلك من عجائب الوصف الذ� �م�ن استقراءه بتدبر اآل�ات والتف�ر بها وهللا

٩اعلم

أمر ال اعلمھ وإنما أظنھ أن الجاذبیة لیست من عامل واحد وإال لما كان ھنالك تمكن على الحركة أظن وھو ٨یزید من التأثیر الذاتي لألجرام وأن الكون أوأو الثبات وإنما ھنالك تأثیر للكون كلھ على كل جزء منھ یثبط

یتحرك بترابط كما الملوي ویتوسع في كل سماء وما بینھما ضمن نظام إرادي ولیس ذاتیا أو ضمن حراكھ الذاتي وما افھمھ من وإنا لموسعون.

یمكن االطالع على كتیب (الفاتحة لكل العصور) المنشور على موقع یقظة فكـــر اإلصدارات ٩h�p://feker.net/ar/2012/11/03/12653/

Page 61: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

57

إلنسان ل�س هو األول من الخل� ول�س هو األخیر، لكننا نعلم أن خل� اوقررنا أن عمر اإلنسان ال �سمح له بتجر�ة ما یدور في ذهنه وأن مراحل تكو�ن تجر�ة أو اثنتین قد �ستغرق �امل عمره ور�ما ستكون قد ألقته إحداهما في ض�اع ومتاهة ما لم �ستند إلى ثابت �عرف من خالله

ل�فسرها و�حللها وهذه وحدها تحتاج لزمن الحق�قة و�ستقي المعلومة ل�س �القصیر ومعلومة وفیرة المحتو� ومتانة في العقل وحسن في تدبیر المعلومة وترتیبها..وخال� الكون المدبر مح�� ��ل شيء علما وهو العادل فكان لإلنسان مواقف تصح�ح لشطحات عقله ونزوات فكره، ال

حثا عن الغا�ة والنقا� المفصل�ة یلبث حتى ینحرف عنها هذا اإلنسان �االتي قد ال ��ون في عصره علما �اف�ا واف�ا لها فینحرف ال ب�حثه وانما بإصراره على صحة تصوره وتبر�ره... من هنا �ان الخطأ ال�شر� الذ� �قوده للخطیئة، فتصوره القاصر یوصله أح�انا �ثیرة إلى حد الجنوح و�ل

قي سلو�ي أو تطلعي، فمنهم من �سعى انحراف فكر� �قابله انحراف أخاللالختالء �محارم هللا ومنهم من �قع فیها إن اختلى وقلة أولئك الذین �مس�ون زمام الهو� بتر��ة النفس من خالل معرفتها و�قینها �محتواها المعرفي فال تكفي المعرفة وحدها لحصول الرسوخ األخالقي بل البد من

المتكونة منها النفس ال�شر�ة �حیث ال �قین و�قین مؤثر �قود المجموعة ینقل السیئ من الذ� یجسده في تف�یره إلى ارض الواقع ول�س من إنسان قطعا ال تراوده الوساوس أو الرغ�ات وتأت�ه في أحالم نومه أو أحالم �قظته إنما اعقالها وتحو�ل رد الفعل أو الفعل أح�انا إلى ش�ل

Page 62: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

58

ـ إن �انت ایجاب�ة ـــ هو ما �عطي ایجابي �مثل خ�اراته االیجاب�ة ـــالوصف للشخص�ة التي تمثل عقلیته ونفسیته وتفاعلهما معا إلحداث مخرجات النفس، وال یخلو إنسان من خطأ وال �ستغني إنسان عن إنا�ة، لكن المجتمع في تضرره من السلوك الفرد� البد أن یتعامل معه وف�

ء النوا�ا �عد إشاعة الفعل، الظاهر من السلوك وال ین�غي تعم�م استقرااللهم إال ما ستر هللا من الفعل فهو جل وعال حاكم أمـــره ومآله فهو �ه

اعلم.اعقال التصور للكون لم ��ن لوحده واصال إلى الصواب، وهاهنا نقطة التقاء حاسمة بین المعرفة اآلت�ة من ال�حث العلمي والتصور العقلي،

رغم تغییراتها المستمرة وت�این درجة ث�اتها فكلما ازدادت المعرفة العلم�ةإال أنها تساند �عضها في االرتقاء وهذا �عني أن هنالك ارت�ا� بین التطور العلمي و�ین السعة في اإلدراك العقلي الذ� یولد مز�دا من الطلب على الفعل العلمي ل��تشف الجدید و�صحح القد�م فیتوسع اإلدراك، بید

إلدراك ال یرت�� �الضرورة �الوصول إلى الحق�قة أن هذا التوسع في االكل�ة لوحده و�وجود المعرفة الناتجة من التطور العلمي، بل قد تت�ه في جوانبها ما لم تستند للمعلومة القادمة من العادل الذ� یختصر النقص في العمر ال�شر�، فهنالك من األمور التي ال تنقل عبر معرفة األج�ال

من تكامل المعرفة ألنها تتعل� �النفس ذاتها واستقرارها لوحدها أو �جزءمنفردة ول�س �مجموعة، وهذا االستقرار المنفرد �حتاج لدلیل �قود إلى الحق�قة التي ال یدر�ها العقل وان أدرك وجودها أو تحسسها لكنه ال یدرك

Page 63: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

59

ماهیتها �غیر هذا الدلیل، فمعرفة (من هي ) أو (ما هي ) تلك األمور معرفة (الماه�ة ) والماه�ة �ما قلنا ال �قام علیها دلیل عقلي وانما ل�س �

تدرك �النقل والتعل�م الذ� أتت �ه رسالة اإلسالم، ورسالة اإلسالم هي رسالة األنب�اء جم�عا وهي التوحید، والتوحید لإللوه�ة والر�و��ة معا ل�س

م إ�مان�ا ول�س �األمر الكافي �التلقین بل البد من الرضا وال�قین والتسل�معرف�ا فحسب ��ل التفاصیل التي تقوم �عمل�ة ر�� و�ناء القوة لدفع اإلنسان إلى الث�ات حین یتعرض لعرض أخالقي وال�قین مهم حتى ولو أتى �أقصر الطرق وهو اإل�مان الجازم وتغلغله في النفس مجردا، ولكنه

حظتنا وجود مفهوما �ال دلیل وتتقبله النفس للتطبی� وهذا ی�سطه مالأناس لهم معرفة �ثیرة وقد ��ونون من الذین �سمون برجال الدین لكن سلو�هم ل�س منط�قا مع األخالق اإلسالم�ة وال �ملكون الث�ات أمام المغر�ات أو االختالء �محارم هللا فاألمر إذن �ما قلنا ل�س الكم �المعرفة

لب �ثابت. وقد نجد وانما اعقال الف�رة أ� اإل�مان بها وتصو�بها في القعالما مح�طا لكن اإل�مان ال �طرق لتف�یره ذلك أن حر�ة عقله لم تأت إلى القلب لالعقال والر�� فهي في غیر دائرة تساؤالته وهذا نتیجة رسوخ ثوابت عنده إما اعتبر مناقشتها عبثا أو انه مؤمن بها �ال تف�یر أو انه

دیدة مم�ن أن تدرج في هذا لم ینت�ه لر�طها و�عضها �التف�ر، أس�اب عوهنا �أتي تأثیر البیئة ومد� استقرارها ونوع المعاناة التي تنیر زوا�ا التف�یر واتجاهاته وهذا ال �عني تأثیر المجتمع الم�اشر وانما مد� تفاعل الفرد مع مجتمعه أو �ع�ارة أدق بیئته واال لكان تف�یر الناس من منطقة

Page 64: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

60

صل هذا فال تجد أ� إبداع مؤثر واضح واحدة متشا�ه لحد �عید وان حالتأثیر في المجال الف�ر� ولكن تجده في المجال المهني الغالب على

المنطقة وهو ل�س إبداعا وانما تحسن إبداعي �ع�ارة أدق.من الذ� یؤثر في السلوك وخصوصا سلب�ات تظهر �عموم المجتمع وهي

المرضي �الظلم ل�ست مرغو�ة ف�ه في ذات الوقت، تأتي من اإلحساس أو ال�أس من اإلصالح فتتحرك هنا حالة األنا والخش�ة من الغبن، وتظهر مقننة ب�عد أخالقي اإلعالن وانحراف سلو�ي عمل�ا المناداة �اسم ( حقوقي) ( مظلومیتي ) والحق�قة أنها تظهر فقدان وتالشي لتأثیر الق�م

إال �قوة السلطة في مثل هذا المجتمع حیث ال �م�ن أن تهدأ الفساد ف�هو�طشها، وهو أمر ی�قي حالة الغبن وان بدا الهدوء ظاهرا، ولكن استمرار حالة ال�طش �ض�ع الق�م تماما، و�ص�ح المجتمع مجتمعا �ال انتماء حتى لذاته، لذا فال �أس من فرض السلطة ولكن البد من برنامج

تمرا إصالحي تتراخى معه ق�ضة السلطة تناس�ا، ول�س فجأة الن اسالسلطة مع أحداث تغییر ق�مي سیولد حالة من الرفض للنظام وقد یوجه الطاقة �اتجاه نوع من الظلم العام والثورة التي قد تعید الضعف في درجات التقدم نحو الق�م، ولكن مع الوعي إذا ادخل الصالح وتغیر الوصف للمتصدر لواجهة المجتمع سیجر� تفهم من المجتمع لسلوك

..وهذا الرأ� ل�س منطلقا من القبول اإلسالمي لمعنى السلطة السلطة..وانما من مفهوم اإلصالح �السلطة �طر�قة ع�س�ة المسار. هو منط� مستقرأ من التار�خ فالصالح في بیئة فاسدة عرضة للتصف�ة، والفاسد

Page 65: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

61

المالك للقوة في مجتمع صالح یتعرض للثورة وان المجتمع یتعرض في األمر أن الح�اة المدن�ة تر�ك أن السلطة لها للفساد، فالح�مة هنا

تأثیر ایجابي ولكن من �ضمن استمرار الصالح...فأین الصواب إذن.. الصواب هو في تقد�م الصالحین ل�ضعوا النموذج وتطبی� القانون �ال استبداد ول�س �ما استقر�ناه أعاله من اإلنسان الراغب �اإلصالح �قوة

�ة والسرعة في االنجاز. وهذا ما یتطاب� مع السلطة فال مجال للمثال المنهج اإلسالمي.

فاألمة رغم ازدواج السلوك والفعل عندها فإنها ترجح في االخت�ار ما تظن انه صالحا، و�التالي إن صح وجاء لها الصالح فهو س�حسن إدارة ال�الد و�قل الفساد �ش�ل تدر�جي منه �قوة القانون ومنه بوجود القدوة

دة الثقة فیتمیز الصالح والطالح من عامة الناس وتخفت الجاهل�ة واستعاالف�ر�ة والعمل�ة �غل�ة الصح�ح المدعوم من السلطة و�هذا یتحسن السلوك العام أو الثقافة العامة للمجتمع و��ون واضح الهو�ة.... هذا ل�س مثال�ة وال هو منهج مخطو� وانما رؤ�ة قابلة للتحدیث في الحدود

الم�رمة لإلنسان وتحر�ك العمل�ة العقل�ة لد�ه... وهذا منطل� الق�م�ةأ�ضا من تجر�ة تار�خ�ة، فقد فقدت الناس التصاقها وانتماءها �فقدانها الوال�ة واالخت�ار وتضاعف هذا التأثیر السلبي مع الزمن ل�ص�ح ابتعادا عن الق�م نتیجة التناقض المتصاعد بین النظر�ة والتطبی�، حیث أن

�م أضحت نظر�ة، و�ان تطب�قا مشوها لها انع�س على الق�م ذاتها القلیروضها و�شرع االستبداد فأضحت موصوفة بواقع جدید ال �مت لها

Page 66: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

62

�صلة والناس تظن أن هذه الق�م هي ذات الق�م المسماة �اسم اإلسالم والنتیجة معروفة تار�خ�ا وواقعنا الیوم من مخرجاتها �عد إعادة تغذ�ة

اقضات متعددة ومتكررة إلى أن أص�ح استحالة في الر�� بین طو�لة وتنحق�قة أن ما �طب� قد تغیر تماما عن األصل فكان صراع بین فكرة التوحید والدین الذ� یجر� في الواقع فكان هنالك ازدواج في �ل شيء وغل�ة الهو� التي تخجل النفس الموحدة منها وهي خال�ة من ال�قین

المغر�ات فال ق�م لمن ال ق�مة له �العموم وان �قى معرضة للفتنة �أ�سر األصل في نفوس منفردة هنا وهناك ومعزولة �ال قدرة للتأثیر على الواقع.... فسلطة القانون ت�قى فاعلة في الدولة القو�ة و�حدود قدرتها على فرضه، لكن عند ارتخاءه أو فساد أجهزته التنفید�ة أو حصول

ن لم تك هنالك ق�م أخالق�ة راسخة في النفوس لم الكوارث تفقد الس�طرة إتخضع لتأثیر وسلب�ات الواقع الماد� حیث تنهض من جدید عند األزمات. حتى ولو لم تك لها مرجع�ة صح�حة وثابتة وانما استقرت في النفوس، أما الق�م الصح�حة إذا ما شوهت فهي تفقد الثقة ��ل شيء.

ظمة نفسه ول�س للق�م المجردة ألن الفاعل�ة هنا لإلنسان ومد� ع�التأكید. فالق�مة حتى لو قبلت عقل�ا فتأثیرها �ال�عد التطب�قي وال�عد التطب�قي هو فهم اإلنسان وارادته وقراره �الفعل وهذا ما یرسم السلوك للفرد وعموم سلوك المجتمع الدال على الثقافة السائدة ف�ه عمل�ا ول�س

مسئول�ه.التي یدعیها �أقواله وخطا�ات

Page 67: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

63

لو نظرت إلى المجموعة ال�شر�ة العر��ة على سبیل المثال وح�مت على سلو�ها في حالة الفوضى لوصفتها �الوحش�ة والتدني الخلقي، ولكن إذا نظرت إلیها وهي تدعى لنصرة مظلوم أو التبرع االغاثي ستح�م علیها

فسیر �التكافل والكرم، الدوافع مختلفة، ومت�اینة ولكن ما یوحد التللسلو��ة المتناقضة هو اإلحساس �الظلم واإلجحاف، فعند الفوضى تحاول استحصال ما تر�د من خالل رغ�اتها وانطالقها، وعند استدعاء إغاثة المظلوم فهي تكرم نفسها من خالل إغاثته، فمنهم من یرجو األجر من هللا ومنهم من �فعل ذلك من خالل ما ذ�رنا ومنهم من ی�حث عن

ة، رغم أن الظاهر هو واحد.الشهر النظرة إلى األخالق ل�ست نظرة إلزام مسب� بل التزام �فهم، ومن طرح مسائل الواقع على الف�ر الذ� هو متجدد نستط�ع اإلجا�ة على ��ف�ة ق�ادة الواقع من خالل إیجاد الرا�� والحلول ضمن خطة إلدخال الثوابت

ر� الحضار� وتدع�م التجر�ة التي هي وسیلة تطوره المدني والتوسع الف�وتار�خها العملي حین تعرف النتائج والواقع وت�حث عن الصرا� المستق�م الرا�� بینهما وهي مسألة تعتمد الوسائل المدن�ة موجهة نحو األهداف الحضار�ة لهذا فهنالك دوما تصل�ح للمسارات ومنض�طة �الهدف

نما إلزام بل ی�قى مختارا األخالقي ف�صل المجتمع طب�ع�ا إلى االلتزام دو عارفا لما یر�د من الفرد إلى الكل مؤمنا �النظام وهذا هو منهج أو الطر�� المثلى للحراك نحو النهضة والعمل لصالح اإلنسان من خالل

أونظام وضع له....ف��ون الواقع الصالح للتنم�ة الغیر مشتطة

Page 68: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

64

هنا نر� را�طا جدل�ا المنحرفة والتي یت�عها اإلنسان وال �قودها.... من منطق�ا وعم�قا بین التطور والسیر �المنهج الر�اني والشر�عة التي هي فیها من الثوابت الع�اد�ة في جانب الدین من اإلسالم ــــ اإلسالم بجناحین، جناح الدین وجناح الشر�عة ـــ والشر�عة المتغیرة في معط�اتها

المتحرك المتوسع. اإلدار�ة للح�اة رغم أن فیها الثابت ففیها

العالقة األخالق�ة في �تا�ه نظرات في اإلسالم ١٠ه�ذا صور الشیخ درازوالتي وضعتها ضمن �تاب عن الشیخ دراز( مرتسم توض�حي).... لكن هنالك �ما هو واضح فرق بین التعر�ف الذ� قدم هنا و�ین هذا طف�فا

م وھو شیخ أزھري حاصل على شھادة الدكتوراه من ١٩٥٨ھو الدكتور محمد عبد هللا دراز المتوفي سنة ١٠

سالة مقارنة والفلسفة السوربون رائع في أسلوبھ وكتاباتھ وكانت رسالتھ من أصل ھو دستور األخالق وھي رالغربیة ولو تركھ المشرف في خطتھ األصلیة ربما كنا في غنى عن كتابة ھذا الكتاب أصال. ومعھا رسالة تكمیلیة

عن خلق القرآن... رحمھ هللا وغفر لھ زالتھ، عسى أن یرحمنا هللا ویغفر لنا زالتنا

التشریعاالسالم بال ایمان القرار لھ•االیمان بال اسالم جامد•دین= االسالم + االیمان•

العقیدةة العبادات واشعاع العقید•

علیھاالعقیدة عمل عقلي•

المعامالت البد من عمل العقل•

والقلب معاالدین ھو المعاملة•

Page 69: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

65

اإلنسان إلى العز�مة في مظهره، فالدین �منح ق�ما ومعرفة لكنها ال تأخذبدون أن ��ون لها واقعا عمل�ا أخالق�ا ول�س افتراضا، بل حق�قة ونحن نر� في واقعنا أن هنالك من له معرفة واسعة بهذه الق�م وتلك لكن سلو�ه العملي ل�س مطا�قا لكالمه، ذلك أن المعرفة وحدها ل�ست �اف�ة

تنة، والصورة التي �ما عرف آدم ولكن فشل في العز�مة عند تعرضه للفوضعها الشیخ دراز محاولة لشمول األد�ان �لها، لكن هنالك تمیز لإلسالم ��ونه �حمل شر�عة فاعلة في مثاني قرآن بلغة واسعة، من هنا �ان التمییز ودونما فصل أو تفر�� وانما للتوض�ح بین الدین �إ�مان،

ي، فاإلسالم في و�ین الشر�عة �اعت�ارها اإلسالم في هذا الدین اإلسالمحق�قته ل�س ق�ما أخالق�ة فحسب وانما تشر�عا أخالق�ا في المعامالت والح�اة مع �ل جوانب الح�اة سلما وحر�ا، ضی� أم رفاه.....الخ...شمول�ة تامة و�تدرج لمراحل النمو والتطور والصعود والهبو� في تار�خ األمم للمدن�ات وانحدار وارتفاع الحضارة الف�ر�ة لألمة

�ذلك

Page 70: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

66

اإلنســـــــــــــــــــان القیمة

األخالقوفلسفة اإلنســان العملیة

اإلنسان والق�مـــــــــــــــــــــــــة

اإلنسان �العموم ینظر إل�ه �ق�مة �الق�مة المطلقة الغیر محددة أو مرت�طة إال �الخل� ف��ون ذا ق�مة واحدة أ�:

إنسان = إنسان

نحن بهذا نعرف المشیئة لهذا المخلوق فمن الطب�عي أن تكون واحدة الن المشیئة واحدة لكن �نفوس ضمن مجتمع فإنها تعرف �الصفة المضافة ألنه ال �ضحي عددا أو نوعا بل مواصفات سلو��ة لهذا المنتج العاقل المختار لسلو�ه بنفسه، عندها تص�ح المفردات ال تحدد ماه�ة اإلنسان

Page 71: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

67

كاملة وانما تنتقل إلى النسب�ة في الوصف ضمن مق�اس عام للخل� أو الالسلوك، فاإلنسان العاقل �ساو� إنسانا عاقال أ�ضا �عموم الوصف لكن هنالك لعقل األمور درجات فهنا انتقلت الق�مة إلى الصفة ومثلها إلى السلوك والمعرفة وغیرها فكان هذا االنتقال �عني الق�مة في المجتمع

دور والفعل ول�س إلى الق�مة اإلنسان�ة �حد ذاتها ومن هنا �انت للاألخالق �أحد تلك المواصفات التي یتصف بها السلوك لل�شر ضمن مجتمعه، والثقافة تعبیر عن مجموعة الق�م الغال�ة على المجتمع �ق�اس نسبي ول�س تعم�ما، فالتعم�م خطأ �بیر نرتك�ه عندما نتعامل مع اإلنسان

٢معادلة ر�اض�ة أو �ینونة صماء. فهنا ( إنسان + إنسان)=و�أنه نى أنهما مختلفان مثل أن تقول نوم حامض ونوم حلو �ساو� عإنسان، �م

نومتان واحدة حلوة واألخر� حامضة. في هذا المثل الم�س� نناقش الت�س�� المصطلح الذ� ال �عرف المفهوم الحق�قي لما أمامنا، وانما

و المشیئة، لكن الواقع مهمل في النظر�ة ونجده قائما یتحدث عن الروح أعمل�ا لكن السؤال ال ینطل� بتحدید الق�مة إال عندما یثار من خالل ق�مة

أخر� �العقاب والثواب.

Page 72: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

68

فعندما نر�د نقاش أحق�ة المجتمع بإعدام هذا أو قتل فالن لفالن نتجه إلى الق�مة التفصیل�ة للفرد ول�س إلى الق�مة الجوهر�ة وهي ق�مة الخل� التي تتساو� بها اإلنسان�ة ��ل.... لكن الح�م الذ� نراه صوا�ا هو

جوهر استنادا للق�م الخلق�ة والشرائع التي تح�م، أمـــا الح�م على المتناسین الحق�قة لهذه الكینونة فهو من األخطاء والخل� الذ� وقعت �ه الناس، فنحن نتكلم عن اإلنسان �فرد في مجتمع ونحن لم نصنع هذا اإلنسان واإلنسان مسئول عن سلو�ه، أما عن ق�مة الخل� فالمسئول عنها هو هللا ونحن لسنا هللا وانما ننفذ أح�اما لألرض ولهذا �انت

ح�ام الشرع�ة هي األفضل في التعامل مع اإلنسان والمجتمع، و�هذه األاألح�ام المتجانسة لكونها أح�اما ر�ان�ة �م�ن أن نضع الح�م �التعم�م وال ینطب� هذا على األح�ام الوضع�ة �التمام ألنها ال تحو� الق�مة اآلت�ة من

اس مسارا، المصدر والمصداق�ة فالقرآن روح من عند هللا انزل ل��ون للن

Page 73: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

69

وهذه الروح أو األمر والمشیئة لها ماه�ة العدل والح�م الصواب، وتتماثل ١١مع ارت�ا� الماهیتین �موجد واحد لكلیهما

إن ما له بدا�ة له نها�ة ، وما ل�س له بدا�ة ل�س له نها�ة، وهللا جل وعال �ارئ فهو من وضع البدا�ة لمنتهي وهذا المنتهي ما لم �سترشد

�م�ن له أن یدرك �غیرها، بل سی�قى یتصور أن هنالك سلسلة �معرفة ال ما تق�س الماه�ات �لها �مق�اس هو في منظوره و�شابهه، فلو أردنا أن نخضع ق�مة اإلنسان لمعرفة هللا فإننا نخضعها لمشیئته ول�س لإلنسان اآلخـــر وال یخرج هذا األمر عن دائرة ماه�ة المجتمع الذ� تح�مه الق�م،

لطب�عي أن یخاطب الخال� ما خل� و�رم اإلنسان �ه حین خلقه فمن اوهو أن جعله �عقل و�ف�ر و�تذ�ر، وله سمع و�صر وفؤاد، فإن لم یتحرك �ل هذا لإلدراك فهو ال یختلف وال یتمیز �أمــر هو عنده لكنه ل�س عامال �االتجاه الصح�ح أو تملكه الغرائز والحاجات ونحو ذلك، أو �ستقر على

ف الفؤاد االنط�اع�ة وال �عمل العقل في التف�یر.... تلك ق�مة أخر� معار لإلنسان لكن ال �ق�م وجوده وح�اته المجتمع فیها وانما �ق�مه هللا وف� محاور في شرعه �تحدید الم�انة االجتماع�ة، لكن في حسا�ه وعقا�ه فهو أمر � وحده، فهنا عالقة محددة أ�ضا في السلوك مع المجتمع

ن �المنظومة العقل�ة والمعتقد فهي ل�ست مع المجتمع وانما مع ولك خالقه.

، متجنبا �ذا رآن وفق نصه هو مأخوذ من اللوح احملفوظ فهو يتبع ماهيتهأرجو االنتباه أين استخدمت موجد ومل اقل خالق، فالق ١١

.رغم أ�م لو ربطوا بني اآل�ت ملا قالوا خبلق القرآن وإمنا جعل القرآن عربيا واصله يف اللوح احملفوظجدال قدميا

Page 74: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

70

نموذجان یوضحان الق�مة لإلنسان وما ین�غي له أن �عرفه، نالح� فیهما دور المجتمع وموضعه ودور الدین والشر�عة واإلنسان والكون والح�اة

خارج أوذلك هو الف�ر اإلسالمي في تفسیره لألمور ل�س �شيء مبهم عن المعرفة بل معرف �ش�ل �فهم ل�عد ما �ما �م�ن المعرفة من �قینها

بوجود تصور.

إن اإلنسان حین �طرح األسئلة و�حاول اإلجا�ة عنها من خالل فرض�ات أو أهداب علوم عنده لن �ستط�ع مغادرة تصور أصلي أثار السؤال وتكون

تي بدأ بها ل�عود إلیها محاولة للوصول إلى الجواب، فهو �غادر النقطة الو�إزاحة مقدارها صفر أو بخ� مستق�م هو اقرب إلى النقطة و�أنه قد وضع حال للسؤال لكنه في الواقع أما انه وصل إلى فرضیته وهذه حق�قة؛ واتى �مز�د من األسئلة ترتكز على ما وصل إل�ه وهو في األساس

ق�قة في الذهن ــــــ افتراض أ� �صل إلى مزاعمه ــــ لكنها تحولت إلى ح

�عد ارتكازها على ما نال من علوم فما وصل ا�عد من العلوم ذاتها، واإلسالم في الحق�قة هو نظام ومعلومات�ة ل�ست إمالئ�ة وانما أسئلة

Page 75: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

71

ودعوة للتف�ر معها الدلیل وستصل إلى النتیجة بل مجموعة من النتائج علومها، ومن خالل على مر العصور من خالل تطور الح�اة وأدواتها و

سعة األف� والفهم ورؤ�ة الحل بتلك المعاني والق�م الراسخة للمجتمع فهو ل�س في تف�یر الدوران الدائر� المقفل وانما حلزوني متصاعد (الح� الصورة التقر�ب�ة للف�رة) مع الح�اة �أخذ ذات المر�ز لكن �مستو�ات

نسان وهذا �عني أن متعددة ومتسعة للمعرفة وادارة الح�اة ووجود اإل المرتكز ثابت یتنامى مع الزمن ولكنه ی�قى مرتكزا على األصول والثوابت فهو في توسع فكر� مترا�� لق�ادة الح�اة ول�س أفكارا تأخذ الطا�ع التطور� وانما التوسعي �المعرفة وهنا فرق �بیر بین االستناد إلى المدن�ة

ضارة الف�ر�ة تتوسع وتقود والعلم المنفرد عن الشر�عة الراسخة، فالحالمدن�ة المتطورة والمتغیرة دوما وت�قى هي الرا�� والحاف� لمسیرتها السو�ة وهو ما لم �حصل إال �حق�ة تار�خ�ة محددة في التار�خ اإلسالمي وانتهى بتغییر الوضع الس�اسي لألمة من الشور� إلى الح�م الملكي

تقدم وحاجز أمام ق�ام النموذج فالح�م للمتغلب وهو مستمر �قمع الف�ر والالذ� �حتاجه العالم مع هذا التطور المدني المتسارع والذ� ال �س�طر عل�ه عمل�ا..فالحضارة �ف�ر إسالمي هي داعم لكل المعرفة ال�شر�ة للمسیر إلى نفع اإلنسان ومهمته من غرض خلقه وهو خالفة األرض

ل العقل المحض الذ� وعمارتها، والمعلومات�ة اإلسالم�ة تسد نقص وفشیدور في دائرة مفرغة ال تحل األسئلة وانما تضیف إرهاصات وت�ه فكر�

Page 76: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

72

�سیر �ال هد� إلى مجهول حق�قة األمر. بل تنیر العقل إلى السؤال النافع.

اإلنســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

�اته مخلوق مر�ب �سائر المخلوقات متمیز عنها �قدرته على عقل سلو�وانابته عند الخطأ، فإذا أصیب في هذه القدرة ال حساب عل�ه ال إلزام وال مسئول�ة عند خالقه ووجبت رعایته �انسان على أقرانه �أنه فاقد لألهل�ة، واإلنسان ملزم ومسئول عن سلو�یته ومعتقداته أمام خالقه ومسئول

ا یتحدد عنها ولكن وف� خ�اراته وهذا هو ول�س من فرض أو إج�ار وهنمعنى اإللزام �الخ�ار والقرار النا�ع عن اإلنسان نفسه وما في حق�قته مع هللا ، أما في المجتمع فهو ال یلزم من خالل معتقداته وانما من خالل مخرجات السلوك والمجتمع وف� قوانین المجتمع أو األعراف التي ف�ه،

مقبولة عند هللا، وهذه السلو��ات قد تكون مقبولة في المجتمع لكنها غیر لذا �ان اإلنسان م�لفا من خالل ما �ملكه من إم�ان�ة عقل�ة و�حث عن الصواب ف�ما یتعلم و�هتم، وتلك المیزة التي استشفتها المالئ�ة في آدم انه ل�س فساد �له بل عنده القدرة على المقارنة والتمییز واإلنا�ة فكان

لى الوصول إلى الحق�قة بل مخلوقا أمامهم له اإلرادة التامة القادر ع، وألن هذا اإلنسان مخلوق مر�ب من ١٢إت�اعها متى عرفها وت�قن منها

جسد هو حي ما دامت �ه النفس والن اإلنسان مر�ب أ�ضا من أدوات

} ٢/٣١فقال أنبئوني بأسماء ھؤالء إن كنتم صادقین {وعلم آدم األسماء كلھا ثم عرضھم على المالئكة ١٢ا أنبأھم ٢/٣٢قالوا سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا إنك أنت العلیم الحكیم { } قال یا آدم أنبئھم بأسمآئھم فلم

ماوات واألرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون {بأسمآئھم ق }٢/٣٣ال ألم أقل لكم إني أعلم غیب الس

Page 77: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

73

االعقال والغرائز وله حاجات فإن هذا اإلنسان سیخضع لضغو� الحاجة من القوة �حیث والغر�زة وتفاعلهما مع وسائل االعقال فتكون الحاجة

تستعمل العقل في فضاءها، وله من الغرائز ما تحتاج العقل إلش�اعها، فقد �شذ اإلنسان و�شت�، وهو أ�ضا مح�وما �غر�زة هي التدین وشعوره للحاجة لقو� أعظم منه، فتراه یتوجه لالستعانة بهذه القو� بدافع الغر�زة

لكن �معنى اإللوه�ة عند عجزه عن التخط�� للوصول إلى حاجاته وغرائزهول�س الر�و��ة، وال یتم معنى الر�و��ة إال �أن توجد من الطرق والوسائل في التشر�ع ما �سد تلك الحاجات والغرائز، وعادة ما ��ون نقص هذه الحاجات والتعطش الغر�ز� نتیجة غل�ة غر�زة على غر�زة، وحاجة على

ذه الحاالت �ما حصل عند حاجة... وهذا �حدث �فقدان التوازن واإلدارة لهآدم حین نسي ما علمه هللا ورأ� من عداوة لم تعن�ه م�اشرة لم یدخلها �عقله وانما فهم أن إبل�س قد خالف هللا وعوقب... وهذا درس لل�شر�ة �أن تفهم ما یدور حولها �العقل ول�س بتكو�ن االنط�اعات فقد خرج آدم

م الواضحة في القرآن و�انت وحواء المتكافلین �القرار رغم مسئول�ة آدمسئول�ة حواء �ح�م القبول ولو أنها لم تذ�ر في القرآن تكر�ما لهذا المخلوق العجیب الذ� له إرادة عظ�مة في تحقی� ما �ستقر عندها لوال حبها آلدم سو� أن اإلغواء �ان لالثنین لكن المسئول�ة االعت�ار�ة على

ت اإلنسان المتعددة آدم في �ل عصر وهو ما �حصل في مجتمعا...... فحب الس�ادة إذن غر�زة عند اإلنسان وحب التملك ١٣والمختلفة

نقص العقل كما یظن البعض كما سنرى في أوتحدیدھا لیس من باب الدونیة أوھذه المسئولیة وحجبھا ١٣

محاور الكتاب

Page 78: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

74

غر�زة عند اإلنسان، لذا فطغ�ان هذه الغر�زة عند ال�عض سیخل� فقدان للتوازن و�التالي انتفاء ( العدل) وهذا العدل هو محور االكتفاء السل�م

عنده، تنظ�م الغر�زة �عقل لكنه ل�س قائم لوحده ولكن تنتهي األمور �لها السلوك هو من یجعل الهو� ��ون نحو الصواب وهذا هو في الحق�قة ما یجر� عند اإلنسان حین یرجح الصواب وحین یرجح الخطأ حتى وهو �عرف انه خطأ لكنه �سخر العقل للهو�، والعدل ل�س الرضا والقناعة، بل

الل خل� التوازن في هو العدل �معناه المتكامل وال �حدث هذا إال من خالمجتمع �ض�� السلوك والذ� من خالله تض�� الغرائز واثارتها والحاجات ومتطل�اتها في المجتمع، فقد �حصل الرضا �غیر عدالة عندما �س�طر رأس المال وتص�ح قناعة الناس �سد حاجاتها وغرائزها �طر�قة أو أخر�

، وتسخر الجهود لكن تفقد اإلنسان إنسانیته وأهدافه وأس�اب وجودهالعامة لسلطة ورغ�ات أصحاب رؤوس األموال وعمل مستمر والح�اة محض صراع ال �ملك اإلنسان فیها القدرة أكثر من تش�یل االنط�اعات عن األش�اء واألحداث النشغاله بتحصیل متطل�اته، و�هذا فهو مرتكب

طر�قة قد لخطأ آدم قبل انزالقه �الخطأ طیلة ح�اته وهو راض �سد غرائزه ��قبلها المجتمع ولكن ال �قبلها هللا، وسد حاجاته �اهتمامه بنفسه وتقد�مها على �ل من هو معه ف��ون مجتمعا ال را�� إنساني ف�ه، وان قامت القوانین �سد هذا النقص في مؤسسات لكنها أفقدت اإلنسان اإلحساس بجانب إنساني �المشار�ة والتكافل، وفقدت العمل�ة �لها من

عا�ة للمسنین والفقراء والمحتاجین الغا�ة والتفاعل، فالغا�ة حما�ة ر

Page 79: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

75

استقرار �فقدان التكافل لكن هذا العطاء ال یجعل أولئك المحتاجین للمساعدة �حسون �عاطفة ایجاب�ة تجاه المجتمع حق�قة، فهو ال یزال یر� نفسه مهمال من الغني رغم أن هذا الغني یدفع ضرائب �غض النظر عن

صیلها، لكن هذا الغني حق�قة لو �انت وسائله صح�حة لما وجد هذا تفاالنوع من الحاجة. وهو یدفع ضر��ة ال تحملها إنسانیته وانما القانون ومن یتلقاها �القانون والنظام العام ول�س �الحس اإلنساني ألتآلفي... فهذا إحساس و�أن آدم وحده، لكنه لم �ك وحده بل �انت حواء وحواء

د�مومة ال�شر�ة في األرض ��ونها رفی� ل�س شر�ك، وهذه الرفقة تعني�معنى اإلحساس والتضح�ة ول�س المصلحة الماد�ة في العطاء أو إلغاء ودمج الكینونة �آدم فتكون و�أنها إنسان �االسم ال وجود له حق�قة في معادلة العدل بجعل الحب �ح�م الشراكة ول�س من استقالل�ة الكینونة. له

قدرة واإلرادة على اإل�قاء أو إنهاء تلك الرفقة أو اإلحساس بإرادته فیها، الفكان التمرد على الغبن خارج النظام الصواب بإت�اع الغر�زة ول�س إح�ام العقل فنجد العالقات الشاذة على أساس غر�ز� ول�س �العقل غالبها أو

ال من بتسخیر العقل في درب الخطأ وهذا غ�اب للوعي وان �ان معقو صاح�ه.

الروح

الروح لمن �ستطلع الذ�ر الح��م هي األمر والمشیئة المجسدة واقعا، ولم یخفي القرآن الجواب عن السؤال عن الروح وانما الجواب �ان هي من

Page 80: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

76

أمر ر�ي، وهنا الر�و��ة ذات معنى وجود� حیث أن األمر والمشیئة تكون بر�ل عل�ه السالم أمر شیئا و��ون في الكینونات موضع إدارة الكون، فج

خاص لعمل خاص، وجد مؤهال لعمله ودوره في الوجود و�ذلك �ل نوع من المالئ�ة، صنع هللا لهذه الموجودات ألغراضها،ومنها المنفرد ومنها العدد �ما ال �علمه إال خالقه، أمــا القرآن فالمشیئة ف�ه �أنه من موجود

بل�غة ح�ة تنط� في �ل عصر في اللوح المحفو� وجعله هللا عر��ا و�لغة نظاما ودستورا لإلدارة وحاكم�ه الشر�عة في اإلسالم تتجسد بهذا المعنى المحسوس من قراءة العصور من اجل هذا فهو عر�ي الكلمة ومن

معانیها المتعددة فال تكون ترجمة القرآن واف�ة لمعط�اته ألنها

مترجم أو المترجمون، تعطي �لماته معنا واحدا هو المعنى الذ� �فهمه ال

من أجل هذا �ان التأكید على عر�یته ألنه لن ��ون فاعال �غیرها.... فالروح أمر ومشیئة متجسدة لخل� أو تكو�ن، فاإلنسان مثال مر�ب ..

Page 81: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

77

الخل� في األمر األول في آدم، والخل� �المشیئة والفعل فكان صنع زوجها منها من الجسد ثم إصدار األمر �الح�اة فكانت النفس األولى و

النفس ول�س من الجسد، فالجسد صناعة تبلى وتستحدث، لكن النفس نفهم أنهي األزل�ة التي ال تخضع للزمن وانما تنضج �المعرفة...علینا

غیر المعروفة أو�ل ما هو عند هللا ل�س خاضعا لأل�عاد المعروفة أنلحد اآلن فل�س من قد�م �معنى الزمن، ول�س من حدیث فكله �علم هللا واحد... إنما القد�م والحدیث ما نتصوره نحن �حواسنا ول�س حق�قة وضعه، الزمن والضوء، مثال، فلو تمعنا في السالب من سرعة الضوء

سنا فل�س معناه أننا في حالة رجوع للماضي بل هو ما �قع خارج إحسا�الدوالب الذ� نستط�ع اإلحساس بر�شه وهي تتعاظم في السرعة إلى وقت نجدها و�أنها متداخلة أو تدور �ش�ل ع�سي، وال تلبث إال أن تخل�

بها االتجاهات.....

خالصة القول أن الروح هي األمـــر والمشیئة الر�ان�ة الواجدة لعناصر الوجود من مخلوق وموجود.

Page 82: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

78

س:النفــــــــــ

منظومة النفس ال�شر�ة

النفس هي ناتج الروح وتوضع مه�منة على الجسد �التعلم، اإلنسان یولد ال �علم شیئا سو� ما فطر عل�ه تعمل غرائزه �التدر�ج أوالها ال�قاء أو حب الح�اة، ال یر� ال �سمع، ثم یر� و�سمع لیدخل م�اشرة في

ال �فارقه یر� مح�طه وتعر�فاته، التفحص والتلقي، إحساس �الذات ف�عرف نفسه �ما �عرفه مح�طه، لكنه �فعل ذلك إلفهام مح�طه بوجوده، النفس هذه تسو� وأدواتها، أدوات العقل في صدر الرأس ( الفؤاد) مر�ز اإلحساس وتحلیله وتش�یل الف�رة االنط�اع�ة وتقد�مها للقلب المف�ر

والعز�مة من �ل مفاصل المواضع واللب المتف�ر ثم القرار من القلبقد �قال أن ال�شر�ة وحین تس�ن وتتخذ القرار �ستقر قلب الجســـــــــــــد...

Page 83: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

79

عند إبدال قلب اإلنسان یتعرض إلى أنشطة من استعیر قل�ه في الحق�قة أن أ� جزء رئ�س �حو� مر�ز عصبي مم�ن أن یؤثر ولكن بدرجات

رسائل العصب�ة التي أكثرها مع القلب مختلفة الن التعامل هو من خالل الالمضخة الدمو�ة في صدر الجسد... بید انه ل�س هو القلب المعني في القرآن .. ولكن قد تستقر ف�ه رسائل یتأثر لها من نوع معین والتي یخف� لها لتعو�ض عوامل االنفعال، وأ� قلب ل�س �شر�ا لن �عوض هذا

تاج إلى وقت لتبدیل عوامل التأثیر �التأكید، والقلب ال�شر� المبدل، س�حمن خالل رسائله والدماغ سیتعرض اإلنسان إلى تغییرات في التحسس ز و

نتیجة التفاعل والفؤاد، والحق�قة أن النفس ل�ست شیئا ماد�ا وانما سؤ� مع المادة وهي الجسد وم�وناته سواء أعاله أو ما ف�ه والدماغ وم�وناته،

المعلومات�ة األساس�ة وللتقر�ب ال للتشب�ه، والنفس تدیرها لكنها تحتو� فإن معلومات النفس �الحافظات في مر�ز المعلومات للحاس�ة وما یتداول

الدماغ �المتداول على سطح الم�تب... �معنى أن اإلنسان �موته فيت�قى معلومات أعضائه وأجزاء جسده ومشاعره و�ل ما فعل وفكر �ه

ألنفس یوم الق�امة �أجسادها تنقل مخزونا لكل جزء، فإذا زوجت اوان �ان الجسد غیر المعلومات�ة إلى أجزاءه �لها فتكون شاهدة عل�ه

.... الجسد لكن النفس حاو�ة لكل المعلومات �ما الهارد �حو� المعلوماتفالدماغ ل�س إال وسیلة النفس في التف�یر والذاكرة الحاو�ة للمعلومات

�مهام معینة تتكرر بنفس الفعل وتنظم المتداولة والنفس تو�ل األجزاء

Page 84: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

80

للمخیخ الذ� یتصل �ش�ل دائم الغرائز وردود الفعل وتو�ل �عضها اإلحساس.... الفاعل�ة مع ث�ات التف�یر وتوازن

فلو نظرنا لل�عد القرآني في قوله تعالى ( وانقض لك ظهرك) فهو �صف على حالة الرسول التي مرت �ه عند انقطاع الوحي، وضعف قدرته

الس�طرة على ث�ات بدنه وهي إشارة إلى المخیخ والم�ان المس�طر على ث�ات البدن وهو ظهر الرأس، وهذا ما یتناسب ورؤ�تنا إلى الصدر �أنها

أعلى المقدم وهو ما تعن�ه اللغة العر��ة أ�ضا في قوام�سها

فالدماغ هو من الجسد والنفس هي اإلنسان لكن ل�س من ح� هذا إیذاءه وتلك تعني أن النفس هي الثابت الخالد أوعبث بجسده اإلنسان ال

وان موتها �عني انتقالها إلى مرحلة أخر� في عالم البرزخ، وعالم البرزخ

الفطـــرة معلوماتیة اساسیة )الھمھا فجورھا وتقواھا(

غرائز ال ارادیة حاجات حیاتیة للجسد

جسدیة

غرائز مھیمنة ممكن ادارتھا

Page 85: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

81

زمن ال زمن �سیر الزمن على الناس لكن ال �سیر الزمن عل�ه، فال ��اد وهنا نفهم معنى است�شار �موت اإلنسان إال و��عث لیوم الحساب

.إخوانهم وأحبتهم و�ونهم أح�اء یرزقون الشهداء ب

وجود النفس وتكو�نها

مالیین من الحیوانات المنو�ة قد تذهب �ال أن تنتج طفال، �أ�ة طر�قة �انت أو ال �حصل إخصاب لعشرات من البو�ضات، فالح�من الحامل ألمــر الخل� �حظى ببو�ضة تسد �مجرد استق�اله الطر�� على أ� ح�من آخر،

الذ� �عمل فتبدأ دورة التكو�ن للح�اة األولى الهادفة، ثم ینشأ ذلك المنياإلنسان النشء اآلخر، فهل النشأة األخر� إال تحقی� لألمـــر األول �الخل� فتكون النفس قد استلمت ذاك الجسد و�انت �مثا�ة النفخة في جسد الطین ل��ون جسما إنسانا اسمه آدم، الحق�قة أن النفس هي

ونحن اقرب إل�ه من حبل الور�د) فالجسد ل�س هو اإلنسان اإلنسان ( بل تلك النفس التي ال تبلى، إن هللا معها وقر�ب منها أكثر من قر�ا من

�علمنا أنه اقرب Uالحبل المغذ� لمنظومتها العقل�ة التي تدیرها فهو إل�ه من الجسد الذ� هو ف�ه فل�س اإلنسان إذن هو الجسد.

ھ القلب المضخة لیس لراردور في التفكیر والق

در یقع في جوف اإلنسان بصجسده

ق قلب اإلنسان الذي یعقل

والنفس قي المقدمة المقدمة

صدر اإلنسان مقدمة رأسھ

د

Page 86: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

82

طب و�بدل و��قى اإلنسان ح�ا، والدماغ �عطب و��قى القلب الجسماني �عاإلنسان ح�ا، لكن �موت اإلنسان تتوقف �ل هذه األجهزة مرة واحدة... فالنفس مر��ة لتتحرك بوجودها األجهزة هذه �ش�ل �حق� مهمة في النظام ول�ست حر�تها وحدها إال دلیل على وجود النفس واستخدامها لتلك

صالح، فالنفس ترت�� بهذا العالم من خالل الجسد اآلل�ات مم�نة �عد اإلوصحته، فإن تعطل �انتهاء المهام فال م�ان لها في األرض المعروفة

وانما تنتقل إلى عالم آخـــر.

الجســد وجد في مقای�س النظام الكوني، السمع ضمن حدود عل�ا ودن�ا عل�ا من الذبذ�ات فكانت موجات فوق الصوت�ة مثال، والنظر له حدود

ودن�ا فهو ال یر� فوق البنفسج�ة فال یر� المالئ�ة وهو ال یر� تحت الحمراء فال یر� الجن، لكن عند الموت �ضحي ال�صر وال�صر وحده متخل�ا عن حدود الجسد بل مه�منا من االنبهار على �ق�ة األحاس�س حتى ال یبدو لعملها تأثیر، فیر� �ل شيء في لحظة أن تطاول النفس

من الجسد إلى عالم البرزخ، وهو عالم ل�س في النظام الكوني لتخرج المعروف من السماء األولى عندها سیر� خارج حدود المحدد ف�ستط�ع رؤ�ة المالئ�ة ، إنها ال�صیرة التي تعمل وتستلم من ال�صر، عین النفس الم�اشرة خارج حدود الجسد الذ� وضعت ف�ه لتع�ش في النظام الكوني،

حق�قتها ذلك الموجود من األمر والمشیئة التي ال تفنى وتترك إنها على ما اعتادت عل�ه من جسم �ائن ل�ستحیل إلى التراب.

Page 87: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

83

المهمة هي خالفة األرض أ� الساللة، وعمارة األرض، إذن تسو� النفس مع أجهزة الجسد لتقوم �المهمة، هنالك غرائز، �النوع، حب الس�ادة ،

النفس فیها سجل ومسار في ملفات وقواطع التملك، التدین، .... هذه منظمة �علم خالقها �یف �ستحضرها حین الحساب ��ل نفس... ذاكرة على سطح الم�تب لم تعد منس�ة أو محذوفة بل محضرة من دهالیز الذاكرة. إنها النفس المدیر الذ� �انت مهامه موزعة في النظام األرضي

غرائزها أمام هول المشهد تذهل عن فؤادها، تذهل عن حاجاتها وتح��حیث �س�طر ما یراه ال�صر حینها و�ستثیر الره�ة وخوف المصیر، لم تعد الغر�زة حب ال�قاء، لم تعد حب التملك، لم تعد حب الس�ادة، لم تعد التدین

غر�زة فهي واقعة مشهودة مدر�ة انه الملك � الرحمن، الواحد القهار.

رض وقد انتهت مهمتها، بل �أرض غیر إن الخل�قة ال ت�عث على هذه األ هذه األرض تبدل الم�ان و�نشأ زمان آخر مقداره مرحلة الحساب في

مرحلة أمدها ألف سنة من السنین التي نحسبها والمرحلة یوم.

إن هذه النفس التي تس�طر بل تنتشر في �ل الجسد وتجعله ح�ا ل�ست عم� من الذاكرة العاملة مادة زمان�ة أو م�ان�ة بل إرادة وقدرة توث�ق�ة أ

في الظرف قابلة للتجاوب مع المح�� واألفكار، تتعامل وف� معلوماتیتها �طرق عدة، فالنفس سو�ت مع المادة التي منها الجسد والتسو�ة هي االنتظام والترا�� الوظ�في، فالمعلومة تأتي �الحواس والحواس تنقل

لفؤاد والفؤاد مر�ز المعلومة وتوجه في نفس الوقت، النقل یتم إلى ا

Page 88: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

84

األحاس�س واالنط�اعات وظ�فته �مدیر الم�تب �قدم تقر�ره مشفوعا برأ� إلى القلب الذ� یتف�ر و�درس و�قرر وتستقر قراراته في الفؤاد منها ومنها ما تحال إلى األفعال الغیر إراد�ة، فإذا طرأ ما �ستوجب مراجعة

قرار التغییر، لذا فإن المعلومات�ة والقرار فعندها سیتخذ مر�ز القلباألوامر القد�مة واألفكار القد�مة تتبدل �التدر�ج وعند استدعاء الردود على �ل فعل على لحدثه، وهنا تأتي قوة النفس واستقرارها وث�اتها

وفاعل�ة العمل�ة العقل�ة بین الث�ات واالنجرار..

وتقر�ر اإلنسان یتكون من هذه المنظومة وهي ذاتها فیها الغرائز،

الحاجات، فاإلنسان في تعامله مع الواقع یتعامل من خالل نظامین، الحاجات والغرائز والعمل�ة العقل�ة، فإذا ضعفت عز�مته وث�اته على

الصواب انجرف، وان قلت معلوماتیته وتعامل مع األفكار من خالل

السمعالبصر•االحاسیس•

ادتنقل الى الفؤیصنف الفؤاد •

المعلومة یرسل تقریره الى•

یھ القلب لیعقل ما فمن جدید

القلب یدرسویعقل

اللب یقرر •ویصدر االرادة

ینقل االمر •للتنفید

Page 89: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

85

ند االنط�اعات انحرف.... المعلومات�ة ل�ست العامل األساس في القرار ع

اإلنسان، ولكن ث�ات ورسوخ تلك المعلومات�ة وتم�ن اإلنسان من الس�طرة على غرائزه وحاجاته واخضاعها للنظام هي العامل األساس في

�ملك من ال�قین ما أناالستقامة، وحین �قول المرء ر�ي هللا فال بد االستقامة، العمل�ة هذه ل�ست عمل�ة سهلة في التعامل مع إلى�قوده

جارف لذا �ان الصالح محمودا والمن�ر مذموما، والمن�ر ل�س ما واقعتن�ره النفس أو المجتمع وانما ما تن�ره الفطرة، وتن�ره الشر�عة في اإلسالم، فالناس قد تتعارف على أمر سيء على انه معتاد، والفضیلة ل�ست األخالق، الفضیلة هي أمر نسبي بینما األخالق هي أمر ق�اسي

سي �عني المثالي وانما األخالق ق�اس�ة ألنها النظم التي تقود ول�س الق�االمجتمع إلى الصواب دونما تحو�ل اإلنسان إلى آلة أو تجعله ال ق�مة حق�ق�ة له الن التكر�م هو لإلنسان واإلنسان متى فقد األخالق أو اختلت عنده الق�م فهو لن �سیر �ش�ل صائب متوازن، فقد یرتقي مدن�ا لكن

نقص في ح�اته الیوم�ة �ما یؤثر على ق�مته اإلنسان�ة لحساب هنالك

تنظم في القلب وتعقل•ط او تتغلب غلى القلب وتستعمره ان لم یك قیم تضب•

میمھاكانت القیم نفسھا تعین على استعماره وفق تصالحاجات والغرائز

رسخ تبقى في الفؤاد ال تعقل فتكون انطباعات وت•رد كحقائق التؤثر على المعلومة الوافدة وتتعمل ب

الفعلةالعملیة العقلیتدخل الى القلب فتدرس وتحلل ویؤخذ بھا قرار•

Page 90: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

86

آخر�ن، فالتوازن ناتج النض�ا� الق�م أمــا الفضائل فهي ما زاد في التطبی� األخالقي �ما ال یؤثر تر�ه على المجتمع لكن �فید اإلنسان ذاته �ارتقائه ألق�مي وم�انته في المجتمع وعادة ال �ون هذه الفضائل نتیجة

ل في التف�یر و�لما توجهت نحو المظهر �لما �انت مؤشرا على خلاستحالة المجتمع نحو التخلخل ول�س الث�ات، لكن الفضائل �فعل راسخ مؤشر على الرقي في الثقافة العامة للمجتمع، وهي محبو�ة �صفات لذا فهي مؤثرة في مظهرها وجوهرها، بید أنها في التقی�م تتعامل مع الرسوخ

�ق�مة، والفضائل تت�این في مجتمعات الیوم ألنها ال تتعامل في النفسمع الرسوخ وانما تتعامل مع االنط�اعات، وما هو فضیلة أو أخالقي في م�ان ما یت�ع ثقافة المجتمع أكثر من إت�اعه للق�م األخالق�ة الق�اس�ة فقد تنزع الفضیلة مثال عن امرأة لها صدی� �طر�قة مخالفة لألعراف في

ن األمور العاد�ة في الغرب بل قد یندهش مرق، في حین تعتبر هذه الشالفتاة غیر ال�اكر تعتبرا عارا أنمن یتزوج فتاة و�جدها �اكرا، في حین

على أهلها إن لم تكون قد تخلت عن ��ارتها بزواج.... وقد ��ون دمار شعوب نوعا من ال�طولة لحما�ة أمن بلد ما فضیلة في حین قتل حیوان �ال مبرر نوع من الرذیلة... األمور الق�م�ة المعتمدة على االنط�اعات قد

ح مالكا، لكن الق�م األخالق�ة الق�اس�ة تش�طن الصالح وقد تجعل من الطالتخاطب اإلنسان من خالل إنسانیته وهي مم�نة التطبی� وترتقي �النفس ال�شر�ة إلى استحقاق التكر�م، فاإلنسان للح�اة ول�س للع�ش، واإلنسان الفرعوني ل�س إنسانا سو�ا �ذلك اإلنسان الذ� �قبل الذل ل�س إنسانا

Page 91: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

87

حق�قته بین س�ادة الغرائز وس�ادة المنظومة سو�ا، فالصراع األخالقي فيالعقل�ة �ش��ة ممتدة في المجتمع ��ل وهي التي تش�ل ثقافته إما �انحراف عن الصواب أو بنوع من التطاب� المجتمعي ول�س التطاب� �الرؤ� فاإلنسان مختلف �اختالف �صمة أصا�ع �عضهم عن �عض

ح وابدال وتلك میزة اإلنسان و�ذات المثل فهو قابل للتغیر استزادة أو طر فمن ال یتغیر مع األ�ام �استخدامه لمعارفه وتطو�رها هذا إنسان خاسر. إن األخالق ل�ست بیجب وماذا وانما �الكیف، أ� ��ف�ة رسوخها في اإلنسان و�ثقافة مجتمع �طر�قة ت�ادل�ة، فالفرد یؤثر �ق�مه في المجتمع

حیث �م�نه من خالل وسائله متى ما توفرت الظروف ل��ون �موقع مؤثروما �ملك من قوة ونفوذ أن �غیر المنظومة الق�م�ة لمجتمعه، والمجتمع من خالل رؤ�ته وثقافته وتعامله مع اإلنسان مم�ن أن �صلح انحرافاته، بتصح�ح معلوماته، فإن لم �ك المجتمع فاهما وراسخا �الق�م فإنه لن

مسایرة ودفاعا عن �قاءه غیر �صلح الفرد بل سیجعله في حالة التمظهر معزول وهذا نفاق مخل �الق�مة اإلنسان�ة، لذا �ان التف�ر والتدبیر والنظر إلى شر�عة العلي القدیر وفهمها وفهم مدلوالتها ومقاصدها من أهم األمور قبل تطب�قها، الن قبولها ل�س قبوال �أمــر الهي وانما �ان

دبر، أما التف�ر فهو الفهم �مخاط�ة ال�شر وحثهم على التف�ر والت واالستن�ا� للنظام، وأما التدبر فهو حسن اإلدارة وتوقیت التطبی�.

والنفاق هو شذوذ وغل�ة للغر�زة على العقالن�ة، ول�س عقالن�ة أو س�اسة، ألنه ل�س أخالق�ا ومعنى انه ل�س أخالق�ا أنه مخل �الق�مة

Page 92: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

88

�ة.... فدافع النفاق هو اإلنسان�ة فاألخالق هي ارتقاء �الق�مة اإلنسانمنع المعلومة من الخروج من حیز االنط�اع إلى العقل �ما هو مطروح في عموم المجتمع، وهذا النط�اع قد یجعل مجتمعا �امال في صفته، عندما ال یدخل في عمل�ة عقل�ة وانما �قلد واقعه برضا أو عدم رضا

س اإلنسان �ق�مته و�عتمد هذا ـــــ الرضا وعدمه ــــــ على مد� إحسااإلنسان�ة وفاعل�ة حاجاته وغرائزه ومد� سلطتها على العمل�ة العقل�ة وتسخیرها لها ، وهذا �ق�م مقدار النفس ال�شر�ة.... فمجتمع اعتاد تدر�ج�ا أن ��ون همه سد غرائزه وحاجاته �ما سن لها من عرف وق�م ما

جب وماذا! سیجد بل وفلسفها لتكون لها قواعد تعتبر مثال�ة �عنوان ینفسه نموذجا ال �قبل اآلخـــر ألنه سیخلخل منظومة الق�م التي أص�حت نمطا للع�ش في سد الحاجات واش�اع الغرائز ف�التالي یرفضها دون اعقالها وان ضغطت عل�ه فغر�ز�ا سیلجأ إلى تدمیرها �ما �ملك من

قوة....وهذا من الواقع ول�س شیئا نفترضه هنا.

المتخلفة التي لم تعمل االعقال لق�مها وانما أضحت لدیها �ذلك الشعوبانط�اعات وأص�حت غرائزها وحاجاتها تقود ح�مها على الصالح والطالح، سنجد أن �ل ما فیها مرجعه للغر�زة والحاجة حتى ادعائها �ق�مها التي

تتخذ �شعارات معبرة عن فضیلة �عد غ�ابها وأتخالف واقعها تطب�قا قي مبتعدة عن الرسوخ وهو نوع من النفاق مع الذات �عامل أخال

والمجتمع بین أفراده، وقد �عرف نفس�ا �االزدواج لكنه في الحق�قة جهل استخدام وسائل النفس من قلب وفؤاد و�صیرة وضعف في االستعداد لبذل

Page 93: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

89

الجهد في الفهم األمر الذ� �فرض نفسه �غ�اب التدبر و�أنه إلزام ثقیل �ص�ح �قینا ومن مستلزمات الع�ش تجر� معه عمل�ة لكن مع التدبر

س�ة وتكون متى صلحت من أقو� النفو إصالح�ة للنفس ال�شر

أخالق اإلسالم

�ما مهدنا سا�قا نمهد هنا فقد اعتاد الفالسفة أن �ضعوا محددات لألخالق وضوا��، منها اإللزام والن�ة والمسئول�ة والجهد والجزاء، لكن

إلى األخالق بهذا المنظار من ناح�ة قاعد�ة إال أنها اإلسالم ال ینظر عالقة الفرد مع هللا، والتي فیها إلزام، ون�ة ومسئول�ة، وجهد، وجزاء �عد حساب، هذا النوع من الضوا�� هي عالقة اإلنسان بر�ه ال �حاكمه فیها احد سواه، أمـــا عالقة الفرد �المجتمع فهي عالقة تشر�عات وقوانین

هي عالقة فعل ظاهر، واإلسالم بذلك ال �ضع أصول نظر�ة ونظام، فمطلوب إظهارها فهي بینه و�ین هللا، لكن �ضع قواعد للمجتمع اإلنساني بهذه التشر�عات والتوجیهات والق�م التي یتعامل معها المجتمع والفرد من خالل المجتمع، واألفراد مع �عضهم قر��ا أو �عیدا عن سلطة الدولة،

لس�اسي في اإلسالم هو (إدارة مصالح األفراد والمجتمع في داخل فالنظام االمجتمع وخارجه) أ� في العالقات والحقوق داخل المجتمع وحقوق

، �عني ��الم آخر عالقة اإلنسان بر�ه ال المجتمع في العالقات الدول�ةعالقة ألحد بها إال من خالل التذ�یر الذ� ل�س له عواقب قانون�ة ما دام

المعامالت الحسنة، لكن عالقة اإلنسان �اإلنسان والمجتمع لها �حدودأسس تنبث� منها القوانین وهي ما یهم في الدولة وهذا �عتبر من الحراك

Page 94: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

90

المدني الذ� �شترك ف�ه الجم�ع ضمن ثقافة معینة وحین �أتي من خارج المجتمع من یتكلم عن فروق واختالفات فهو یتكلم �ق�مه ال �ق�م المجتمع

.إلسالمي الذ� له منظور آخر وأسس أخر� ا

األخالق في اإلسالم نجدها في �ل حر�ة في التعامل الفرد� واألسر� والمجتمعي والدولة، في الع�ادات مع رب الع�اد، وهي معدلة للسلوك وال تفترض المثال�ة في ال�شر أو تفرضها عل�ه، فهنالك عوامل �ثیرة منها

اإلنسان واحتمال�ة الخطأ والجنوح عنده، لذا �ان المعرفة والرسوخ وطب�عة السلوك دوما معبرا عن مد� تطاب� اإلنسان �سلو�ه مع األخالق ووف� معرفته وفهمه... والبد من حدود ترتقي إلیها المجتمعات تعبر عنها ثقافته �ي ینال الرقي، تلك الق�م الغال�ة االیجاب�ة، فالمسلم ل�س

ف� األخالقي المنظور للمجتمع ��ل، واال �االنتساب وانما �مد� األفستفقد األفعال ق�متها، فالتدین الغر�زة قد یجعل اإلنسان متعبدا ور�ما مجاهدا ولكن ال یدفع بخلقه وسموها إال الفهم واإلرادة والصبر، وقد ��ون اإلنسان على خل� دون تدین فتراه إما التزاما �قوانین أو توخي السالمة

واجهة أو طلب المصلحة �ممنوع یتعامل بهواه الذ� یجنح �ال�عد عن المأح�انا ف��ون في مرحلة ما إمعة �قول إن أحسن الناس أحسنت وان

ت وتلك ل�ست ق�مة تعطي معالم الشخص�ة الثقة الناهضة أأساءوا أس�المجتمع دون رقیب، لكن الصبر واإلرادة �اتحاد متأتي من الفهم ... �ل

والمسار نحو التقدم الحضار� والمدني معا دون هذا من �صنع الثقافة خلل في اإلنسان�ة

Page 95: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

91

بإم�اننا أن نقسم األخالق وسیرا على منهج الشیخ الد�تور محمد عبد هللا دراز رحمه هللا إلى أخالق فرد�ة وأخالق أسر�ة، وأخالق مجتمع�ة،

وأخالق ح�م، والتعامل مع هللا، وقد جمع لذلك �عض مما جمع اإلمام أبوحامد الغزالي لهذا، ورغم انه لم �شرحها في رسالته للد�توراه إال أنها �ان

مفیدة واختصرت جهدا �بیرا هنا في هذا الكتاب، وامتنانا لهذا حافظت على تسمیتها

١٤الفرد

عنصر الوجود هو الفرد، آدم وحواء نفس واحدة وخل� منها زوجها، وع من مخلوق ساب� والنفس هي ناتج األمر ال الصنع، فالجسد مصن

لوجوده، هي األرض والتراب و�ذلك فهو أمر جعله هللا جسدا، إنما الخل� الحدیث هو النفس �المشیئة واألمر ( الروح ) و�ذلك تعامل القد�م مع الجدید والجدید أطل� الحر�ة والح�اة في األقدم منه هذه التر�ی�ة

�ا مزاوجة أقدم مع متسلسلة في الخل� لل�شر�ة، بین مادته األولى وخالنفس من روح هللا تجعل الكائن الجدید �حرك القد�م ��ینونة جدیدة نشأ

الفرد ومن بعده األسرة ال نتمكن وحنن نعرض فلسفة اإلسالم األخالقية أن نفصل بني يف حوار� هذا مع ١٤

ا�تمع والفرد وإمنا نذكر بعض املالمح يف كل تقسيم بشيء من اخلصوصية والتوضيح....ففلسفة اإلسالم تطبيقية لنا أ�ا معرفية الفكر أو عملية، ال نكون دقيقني إن عرضنا جوانب وزعمنا أ�ا نظرية، لكننا سنكون اقرب أن ق

األفكار املعرفية اإلسالمية يف األخالق

Page 96: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

92

آخر یتكون في التحول الجنیني ل��ون إنسانا جدیدا ال �سأل عن أبو�ه إال �قدر ما وضحه الشرع من نظام وال �سأل والداه عنه إال �قدر ما

حاسب یوم وضعه الشرع من نظام �أتي فردا و�ع�ش في مجتمع و�الق�امة فردا، النفس �انت �أمر واحد و�ل خل� هللا ��ون زوجا وال فرد،

شيء اثنین حین ��ون المخلوق خاضعا للزمن واإلنسان خاضع من �ل للزمن حینما تقدم لواج�ه في خالفة األرض �ما �انت المشیئة جمعت �ل

Page 97: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

93

م تتغیر في األنفس التي ستكون وأقرت بر�و��ة هللا وتلك هي الفطرة ما لالتر��ة والح�اة األرض�ة، فجاء اإلنسان إلى الدن�ا مهد� على النجدین، عارفا لحدودهما وقد �سمي ال�عض هذا �الضمیر، لكنها الفطرة اإلنسان�ة التي تتحسس للصواب والخطأ وترفض الخطأ وتقبل الصواب، وقبولها

ها م�اشرة هو الخطأ والصواب �حق�قته متى ما �ان �عیدا في التأثیر علیاصدق أنواع الصوت الفطر� الذ� ال یتأثر �األنا المتر��ة على منهج ما أو نم� ح�اة ما، فقد ��ون اإلنسان یر� نفسه على صواب في ظلم من یؤثرون عل�ه أو یتأثر بهم، لكن نفس اإلنسان یرفض الظلم الواقع في

أن هنالك إضرارا بلد آخــر ال �مت له �صلة أو تأثیر م�اشر إال إذا تبین �مصلحته عندها س�س�ت عن إصدار صوت الفطرة....وهذا نتیجة اإلخالل �الفطرة �ح�م التر��ة والثقافة العامة، واإلسالم یر�د اإلنسان �فطرة سل�مة عدل غایتها ورف� أسلو�ها وعلى هذا یر�ي اإلنسان، فالعدل حتى

سئوال عن معتقده مع العدو والمختلف معه، والقبول لمن یخالفك فلست م�أكثر من النصح وتحبیب الصواب لد�ه، والخ�ار دوما للفرد ف�ما یخصه و �عتقده فهو إنسان م�رم بهذه العمل�ة العقل�ة الفائقة لد�ه وقدرته على المراجعة واالستن�ا� والتف�یر بل تصور مسارات لكل شيء �طرق عدة

ه صالحا ومناس�ا فهو عقل یتعامل مع الخیر والشر فان صلح �ان نتاجلمهمته في االعمار وان فسد أو انحاز انحدر �ق�مته اإلنسان�ة إلى الشر وان لم �قوم �العمل�ة العقل�ة و�رفض التف�یر فانه انحدر �ق�مته إلى ادني من ذلك لكن ما یجعله األسوأ ل�س الخطأ بل اإلصرار على الخطأ، والخطأ

Page 98: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

94

األخالق وان أصر على الخطأ إن تراجع اإلنسان عنه فهو أمر من م�ارم وان �ان صغیرا فذك من أس�اب هبو� ق�مته اإلنسان�ة.

غرائز اإلنسان أول ما ینش� ف�ه وتتدرج في النمو وف� البیئة، فهو �عرف األنا من خالل تعر�ف البیئة لها، إحساس انفراد� أول األمر

یتحول إلى یتجاوب مع المح�� ألنه �فتقد المعلومة التي �عرف بها ذاته فانط�اع �ما �ل معلومة یتلقاها، ر�ما یجد تعر�ف نفسه عند احد أفراد أسرته، وقد ال یجدها فین�فئ لذاته في تعر�فها فتكون األنا هي األقو�، االنط�اعات المتش�لة لد�ه �حیلها للعقل واإلدراك من خالل البیئة وما

ق�م تتطاب� مع دئ و ایتلقى عنها من معلومات�ة فإن لم ترسخ لد�ه م�ذاته، فإن االنط�اعات ستح�م مسیرة العقل في تعر�ف المح�� �عمل�ة ارتداد�ة ومسیرة عمره، فتح�م عقله غرائزه وف� قناعاته هو و�جامل مح�طه، فالعقل بدون معلومات ق�م�ه ال �م�ن أن یوجه أو �س�طر على

من الخل� الغرائز والحاجات ومتطل�اتها �طر�قة أخالق�ة وان بدا عنده فهو وف� مجموعة االنط�اعات التي ندرما تصمد أمام الفتنة إن اختلى بها أو ت�قن أن أمره لن ��ون م�شوفا، أما اإل�مان �الق�م فهو ر�ادة وق�ادة للسلوك الظاهر ذلك انه ال یخرج بتصرف أو رد فعل إال ومطاب�

حصل ــــــ قدر قوة ورسوخ تلك الق�م عنده، وان اخطأ فإنه ینیب وهذا �الخطأ ــــــــ �رد فعل حسب قوة المؤثر فاإلنسان یخطأ ولكن الق�اس على مجمل السلوك والتصرف وانسانیته تبدو من خالل س�استه الطاغ�ة �خ� ب�اني عام والمح��..... وراثته للط�ائع استعداد عام ول�س بذات الطر��،

Page 99: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

95

تو� على معامالت تأثیر وانما قد تكون �طر�� آخـــر إذا ما �انت بیئته تحأخر�... واإلسالم یتعامل مع �ل هذه األمور في الفرد، و�وجهه �العضة و�طلب منه التف�ر واعقال هذه العضة، فعندما تدخل المعلومة إلى اإلنسان تدخل �ف�رة في عالم االنط�اعات الذ� تعود عل�ه، لذا نر� هنالك

م معلومات، والسلوك فعل نوع من الت�این بین السلوك والكالم، فالكالوعندما ال ��ون الرسوخ العقلي للمعلومة فإنها ال تدخل إلى الق�اس األخالقي وال تظهر على السلوك عند الحاجة إلیها في صراعها مع أسلوب استحصال الحاجة أو سد الغر�زة، وقد ��ون صوتها عال لدرجة

ین عندما تتطلب خادعة أنها صادرة عن �قین لكن مصداق�ة الرسوخ وال�قمحتو�ات الصوت العالي إلى تضح�ة أو تصادم الغر�زة والحاجة، فقد درجت وسائل التر��ة المجتمع�ة ونتیجة للظروف الس�اس�ة في منطقة شرق ال�حر األب�ض وشمال أفر�ق�ا ور�ما معظم الدول المسماة �اإلسالم�ة إلى تر��ة مرتكزة على المختصر ول�س التفصیل، أ� زرع

مور والمعتقدات �عیدا عن العقل نتیجة السر�ة وخطورة إبراز المشاعر األ، فأص�ح �ل ممنوع حرام و�ل غیر ممنوع ف�ه �١٥سبب النظم القمع�ة

نظر، حتى حرم حالل الشرع واحل حرامه في السلوك العام، الناس متخیلة إن هذا هو اإلسالم، فعندما �أتي من یدعوها لتحر�ك العمل�ة العقل�ة، یهتمون �ه �ما ال یتصادم ونم� ح�اتهم، فإن وجدوا أنهم مجبر�ن على

جا�ة، وراحت الغالب�ة تسفه �المه، وتنظر إلى الخ�ار، لجأ ال�عض لالست

نوھنا ألسباب أخرى سابقا في موضع آخر ١٥

Page 100: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

96

سلب�اته وهو �التأكید لد�ه سلب�ات، وتعم� أثر تلك السلب�ات في محاولة تبر�ر للذات �ي ال تدخل �ما هو مقل� لنم� ح�اتها وهي غیر راض�ة عنه، لكنها عاجزة عن تغییره وف� طر�قة تف�یرها، والعقل الجمعي السابت

اة والمتفاعل جدا مع الع�ش وغر�زة حب ال�قاء عن التفاعل مع الح�والتملك ور�ما ادعاء الس�ادة واالنجازات الوهم�ة وتحر�ف المعط�ات والنتائج إلث�ات صحة وجهة النظر في �الم ال فاعل�ة له وال تأثیر له على الواقع فعال.... المعلومات المدن�ة �الد�مقراط�ة، والشیوع�ة،

حتاج لتف�یر عمی� بل تشرح وتنظر �جاهز ال نظیرتبوالقوم�ة، تأتي وتتجاوب مع هذا النم�. لذا فإنها تتعا�ش جم�عا ـــــــ االنط�اعات واألفكار المهضومة النظر�ة ـــــــ في اإلنسان دونما تصادم إال أن یدخلها اإلنسان إلى العمل�ة العقل�ة التي تأتي بتحفیز ما معلوماتي أو وجداني لتستقر

� عقلها وتطرد ال�ق�ة من جانب التصدی�، أو أنها تواف� هواه فكرة جر فیدافع عن �قاءها وما �صدر عنها من ق�م وسلوك �عتبرها أخالق�ة

فتجد حامل فكرة معینة وعمل�ة م�تف�ا �انط�اعات تخاطبت والعقل نوعا ماو�ستن�ر أن ین�ر عل�ه إسالمه بل ر�ما هو متعصب للدین أكثر من حملة

. سالمي وهذا إما لطب�عة الف�رة �القوم�ة أو ارتفاع سقف الغرائزالف�ر اإل

األنا المهذ�ة �األخالق اإلسالم�ة ل�ست فرد�ة الخیر والحسن فهي متجاوزة �طب�عتها لحدود الذات، بل هي ال تنفصل عن دوائر االرت�ا� منطلقة من األسرة إلى العالم إلى الطب�عة في حوار متناغم حاني، إلى ما

ي الطب�عة من ن�ات وحیوان، وهذا إن ولد إحساسا مرهفا وشاعر�ا ف

Page 101: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

97

أح�انا فاإلحساس ـــــــ �ما هو واضح ــــــ متولد ول�س هو منطل� التعامل مع �ل هذا وانما منطل� من تعر�ف األنا �الف�ر اإلسالمي، �أن اإلنسان

م معاني للمجتمع ��ل وان المجتمع للفرد الواحد وهذا ال یتأتى إال �فهاإلسالم واعقالها ول�س من خالل االنط�اعات التي ال تتأثر بها المشاعر واألحاس�س، واال أضحت محض �الم أو خطاب ال یتجاوز الحناجر. لنجد أن اندفاع المسلم الفاهم الذ� ف�ه إحساس للف�رة نحو المخالف ل�س

عنه ومنه �رها له وانما ��ره له الخطأ أو السلوك أو الض�اع الذ� �صدروف�ه... لذا فال�طش ل�س من وسائل اإلصالح وانما إزالة العناد وموانع الصالح، وهذا �عني التغییر �الحر�ة وتم�ین الفرد من التمتع بها ل��ون سو�ا في قراراته �عمل�ة یت�ادل المجتمع والفرد التواف� فیها �ش�ل طب�عي

و تقر�ر لواقع حال ال �حتاج لتفصیل وقانون م�توب وان �تب فعال فهواحاطة الشواذ ومن ال یتم�ن من العقل والفهم �العنا�ة واإلرشاد أو

�القوانین الحام�ة للمجتمع من االنحدار �الرشاد.

� لمواه�ه، مالفرد ل�س ضائعا في المجتمع اإلسالمي، ول�س هنالك غو�نظر إل�ه من خالل فعله وابداعه، فاألساس أن فهم وهو التوحید

الغا�ة من الخل� واالخت�ار ، المهمة المو�لة لإلنسان، الحالة س�قود،المطا�قة للواقع العملي في التنز�ل ومخاطبته الحدث والواقع ب�الغة ولغة مغدقة لنصوص حمالة ألوجه، جعل من القرآن نصا عمل�ا ومنهجا ح�ات�ا واقع�ا، فهو ل�س نظر�ة من عقل مف�ر، بل هو وع� وارشاد لمنظومة

ة من خالقها، ال تع� الو�الة لغیر هللا وال أل� من ال�شر حتى رسوله �شر�

Page 102: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

98

الناقل لنصوص القرآن و�المه. عالقة الفرد م�اشرة مع هللا م�اشرة مع الق�م م�اشرة مع المجتمع، اإلنسان محفو� وان خالف �ل هذا للحد الذ�

ال یؤذ� المجتمع.

ة الرسول، انه �شر مثل األخالق الفرد�ة في اإلسالم بدأت بتوض�ح م�انال�شر یوحى إل�ه، وما �ان من أمور الح�اة المدن�ة فهي للخبرة والرأ� الجماعي ومنض�طة �الشرع ، جاءت ناصحة موجهة محذرة اإلنسان من إ�قاف الفاعل�ة العقل�ة أو غل�ة الغرائز واألهواء علیها فتستعمرها، فالقول

هب األشخاص وأدوارهم السدید، والمصداق�ة حتى مع العدو، وموافالمعر�ة بین الخیر والشر والحسن والقب�ح ل�ست معر�ة سالح وحسب وانما تنم�ة لطر�� العقل لألمور وز�ادة المعرفة والتوجه لآلخر�ن �النصح وااللتحام مع اإلنسان المثیل لإلنسان في إنسانیته وحرمته وهذا مرت��

فرد� یرت�� �مصلحة مع هللا مع هللا ومغفرة الزالت والذنوب، فكل تعامللذا فالتوجه �العالقات الفرد�ة ـــــ موضوع ال�حث ـــــ ال �قدمها حق�قة إلى اإلنسان نفسه ل�قدر انه �ستح� اإلغاثة والعون بل هي موجهة � والعمل � لذا �ان العمل �أفضل وجه حتى لو �ان المغاث یناص�ك العداء

المراجعة للعالقات والمشاعر من خالل وفي هذا ح�مة عمل�ة تساعد في التعامل الیومي. االستقامة تعني الث�ات والمواظ�ة والحنف�ة تعني االنحراف عن األعوج والمشوه من الفعل والقول والعمل ��ل.االبتعاد عن تعر�ض النفس لضعف الغرائز �أن تغض ال�صر وهو أمر مقرون �ا�

امرأة وان تتجنب المرأة أورجل �ان وعلمه أ�ضا، والكالم موجه لإلنسان

Page 103: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

99

وتنت�ه لما یجذب إلیها الرجال �ذ�ور مستثیرة الذ�ورة وحیینها سیتقدم التواصل الغر�ز� على التواصل العقلي وتص�ح المرأة أداة لقضاء حاجة أو تنف�س غر�ز� �ال ضامن حق�قي لحقها، ولعل القوانین الوضع�ة ال ترتب

و�عبر عنها �الرضا، والحق�قة أنها أن الدارج أ�ة عقو�ة على نتائج تعتبرفي المجتمع �حتكم و�ح�م الغرائز �النفوس فال تحتكم للعقل ، ولكنها تظلم �العقل ودونما حساب. والمرأة ل�ست بهذا وسیلة تسل�ة أو مم�ن معاشرتها �ال ضوا�� أو حدود، فالك�ف�ة محددة في الشرع غایتها ل�س

إش�اع الغر�زة للجنسین ودونما امتهان أو التناسل وحسب بل تحقی�خروج عن الطر�� المعروف لتحقی� ذلك، و�ن�غي للرجل أن ال ��ون همه إرضاء نفسه بل البد أن یرضي زوجه من خالل تلك العالقة الشرع�ة التي

وهذا واضح في لها محددات تحاف� على الشخص�ة والق�مة ال�شر�ة .الزوجین ول�س في عقیدة أخر� التر��ة اإلسالم�ة والسلوك بین

اإلنسان مخلوق �رمه هللا وصنعه بنفسه ونفخ ف�ه األمر والمشیئة، فالبد أن ��ون أهال لهذا التكر�م �العقل وتنظ�م السلوك، الصوت ل�س عال�ا، الكالم سدید، ال یتكلم �ما ال �علم أو ینط� �انط�اعاته وتصوراته دون

ا �عني التعامل بتكامل مع اآلخر واحترام دلیل السیر �ال تكبر وتبختر وهذ خل� هللا �مقدار احترامه لنفسه، سیره حراكه صوته، �لها إشارات خلق�ة.

أح�امه على األمور ین�غي أن تكون �قین�ة، تجاه العدو والصدی� الظن ت إلى هللا الل�س خلقا حسنا، بل �عضه �عده هللا إثما، وهنا تكون ألمآ

Page 104: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

100

أ�ضا �ما في �ل شيء، السمع مسئول�ة فل�س السمع �اللسان أمرا حسنا، أ� ینقل ما �سمعه دون أعقال أو تأكد من الحق�قة، ال�صر ال بد

یذهب لل�صیرة ومن ثم عقل ما نقل النظر فهو موضع مسئول�ة. أن

الث�ات على المواقف، اإلنسان لم یخل� لیتحرك �غرائزه وهواه بل ل�حق� رض، والم�اره تصیب اإلنسان وما لم �صبر و�طاول س�ستجیب خالفة األ

لغر�زة ال�قاء واألهواء و�فقد الق�مة اإلنسان�ة، إن �ان ال یتحمل الشدائد س��ون ضعیف العزم

الوسط�ة من األخالق، حتى في صالته وعالقته مع هللا عل�ه أن �حترم حمود، بل خصوص�ة اآلخر�ن، إسرافه وان ملك المال ل�س �األمر الم

عل�ه عقل توجهه وصرفه �طرق مفیدة ول�س الغا�ة الكل�ة من المالك للمال سد �ل ما یخطر ب�اله، فاإلنسان إن صرف أمواله على نفسه، ورغ�اتها، هو ل�س �ر�ما، واإلنسان البخیل على نفسه ومح�طه هو ل�س

�ار معتدال أو حسنا، فكالهما مض�ع للحقوق و�الهما بخیل، إن الح�اة اختومفاضلة بین الناس فالبد أن یتصور اإلنسان أن التنافس بینه و�ین أخ�ه في الم�انة عند هللا في أیهما أكثر تقد�ما للخیر وهذا التنافس ل�س تنافسا ظاهر�ا وانما بإخالص ذاتي �سارع اإلنسان إلى تقد�م ما تم�ن من

وال علم لنا تقد�م الخیرات بل إن جهده هذا فردا مع ما خل� هللا و�خل��ما هللا فاعل إال ما علمنا...... إن على اإلنسان أن یتعامل مع أخ�ه اإلنسان من خالل هللا، فالمسلم �علم أن أكثر الناس لن تؤمن �ما یؤمن

Page 105: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

101

وأن األكثر�ة من ال�شر مطلوب التفاعل معها والتعاون، لذا �ان المجتمع قوق والواج�ات، المسلم �حتو� على غیر المسلمین متساو�ن في الح

� موعقائدهم محم�ة وهم محمیین من االضطهاد أو التعالي أو غالحقوق، ول�س هذا �معنى التسامح وانما من أصل األخالق في الشر�عة الحام�ة لهم ومنها تنطل� الحما�ة إلى القوانین التفصیل�ة �فهم اإلسالم

الجانب وتنوع المحترم للنفس ال�شر�ة وما ینتجه اعقالها لألمور في هذا قدرات ال�شر و�لهم لهم من الحقوق المتساو�ة بهذا األساس ومن خالل

التوحید.

التحادث بین الناس غال�ا ما تشو�ه توافه القول، وهذا األمر قد یؤد� إلى ض�اع الوقت ورفع الفائدة منه �أقل تقدیر، ور�ما الخصام أو

إصالح وفائدة االستهزاء �ال�شر، لذا فخیر النجو� ما ��ون في إصالح�ة، هذا العمل ینقل اإلنسان من تشا�ك وتعامل السطح�ة إلى االعقال وهي النفس الم�رمة التي تعقل ما حولها وتعالج التحد�ات من

حولها، واال فالهبو� �النفس حین تسط�حها هو الحاصل.

الشر�عة فیها أح�ام تحمي الفرد وت�سر له االرتقاء �ق�مته وتعینه في م غرائزه وحاجاته ولم تك أمرا �ال توض�ح وانما تفضیل ونصح وسمو تنظ�

�األخالق العامة ومعاملة الناس مع �عضهم �طر�قة تحمي الفرد والمجتمع من الشذوذ وغبن والناظر للشر�عة في أح�امها یر� ذلك بوضوح من حما�ة للفرد من نفسه ومن مح�طه وجعل اإلنسان فاعال في وجوده

Page 106: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

102

رك �صمته الخاصة والممیزة بجهده ومثابرته وارتقاءه الحسي واستثماره لتوالنفسي، لماذا و�یف هذا، ذلك أن النفس إن لم تفعل اللب فیها فإنها لن تكون إنسانا، بل ستكون في الهامش من الح�اة تع�ش ع�شا غیر

من مخلفات البناء وتلك أومفهوما لها و�أنها مسمار متروك في حراك �حصل اختالف عن الروح األساس لوجود اإلنسان، ل�ست ق�مة، هنا

�حصل خلل في منظومته النفس واالعقال منها والجسد ووظائفه....إن اإلنسان عقل�ة ونفس�ة، وهذا ما �عبر عنه �الشخص�ة، فإن لم تك العقل�ة ناضجة وممتلئة �الف�ر فهي ال تؤد� إلى اكتمال �الشخص�ة ق�اسا للف�ر

نفس�ة مهذ�ة وف� الف�ر فس��ون هنالك انفصام بین العام، وان لم تك الالرغ�ات والواقع و�ین اإلنسان وداخله و��قى في صراع وعدم استقرار، ول�ست المعلومات�ة حافظة للذاكرة وانما اعقال وقناعة واال فإنها ستبد� في الحوارات ما یناقضه السلوك، وهنا �ص�ح الخلل أخالقي حق�قي في

د نوقشت هذه بتأثیر الوضع الس�اسي وطول فترة القهر اإلنسان ومنه. وقواالستبداد والتعامل بنقل المعلومة وتلقینها على الخالصات التي ال تتعد�

تش�ل العقل�ة �ش�ل ثابت وانما أوتش�یل االنط�اعات وال تر�ي النفس�ة تحرك اإلنسان �العقل الجمعي وتح�� اإلبداع والفهم واالستن�ا� للح�اة

�عزل الف�ر والعقیدة عن الواقع المدني المتطور فیخل� تناقضا بین وهذا الواقع وقدم الحلول للح�اة المدن�ة، وهذا ف�ه من االنحراف عن الغا�ة من الخل� الشيء الكثیر حین تسود التقلید�ة العم�اء �ال إدراك وتجعل الخلل

ة و�حید األخالقي في السلو��ات مابین الظاهر وال�اطن وهذا �ضعف الثق

Page 107: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

103

اإلخالص و�ص�ح الكالم ل�س لحل وانما نجو� لقضاء الوقت وتجمیل المجالس والحق�قة أن هذا وان �ان له �عدا أخالق�ا مر�ز�ا إال انه ال ینتقل للسلوك الظاهر وانما للسلوك ال�اطن أو الذ� ما �م�ن تسمیته السر�ة أو

ینجح النظام المدني �التعبیر اإلسالمي االختالء �حرمات هللا، ومن هنا ال�االرتقاء ونر� التخلف فاإلنسان عندما یختار لمهمة یختار لظاهره، وسنجد ظهور �اطنه من سلو�ه عند التم�ین ورأینا من التجر�ة أن الغالب �فشل في النزاهة والسلوك األخالقي عند التم�ین، فالمعرفة

عل�م واختبرت االنط�اع�ة هي أسلوب فاشل وقد استعین �التلقین بدل التالذاكرة وحید اإلبداع... فما �م�ن عمله هو إحالل التوازن وتكو�ن المصداق�ة �التأس�س االجتماعي والس�اسي، فالهدف أوال ��ون التوازن ومن ثم ستستقر معط�ات عالج النفس�ة وتر�یب العقل�ة �االعقال وهضم

ومن ثم المعلومة �ش�ل منتج وواقعي وابداعي لما ینهض �الواقع....سیتش�ل اإلنسان القادر على إقامة العدل والمصداق�ة ممثلة ف�ه وهذا

�rعني أن أساس النهضة قد تكون بث�ات ول�س قبل هذا. فرسول هللا حین یتحدث عن الرواحل فهو یتحدث عن الق�ادات والعلماء في مجتمع

أما متعارف على منهج لتقدم الح�اة المدن�ة و�حالة وصف�ة لواقع لمسه، بناء المجتمع وف� المعط�ات الحال�ة فتحتاج لهذه الناس للتأس�س

وتحتاج إلى معرفة شمول�ة لالستقرار ودرئ الفتنة.

فلسفة األخالق الفرد�ة:

Page 108: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

104

نه للنفس، فكل یاإلسالم موجه وموضح ال �فرض الخیر وال الشر وانما یبأمـــر ینطل� من السلوك الحسن لمقابلة السلوك الحسن، ل�س فضیلة زائدة عن المطلوب بل المطلوب ذاته، الن �ل عمل وتضح�ة وابتسامة طلقة وا�ماءة ودودة، هي ل�ست منة وانما في ثنا�اها ذات�ة ولكن ذات�ة

د إلى بیئته مهذ�ة، أنها عمل�ة ر�� المخرجات من المنظومة للفرد الواحوعالمه ت�عا للبیئة المؤثر علیها سواء دولة أو أسرة أو مجموعة اسر ساكنة في حي أو مجموعة تعمل في منظومة ح�وم�ة..... هذه المخرجات ترت�� �األجر ولكن ل�س من الذین یتعامل معهم أو رغ�ة فیها وانما لرضى یتحق� على منظومته من خالقه، وهنا تكمن ق�مة اإلنسان الفرد انه ال یداهن وال یراوغ وانما هو صادق ومبلغ صدقه �منحه أجره، وال أجر إن �انت نیته المداهنة والنفاق والوصول�ة وتلك نقطة مهمة في التوج�ه حیث تنع�س األفعال �ق�متها حسب الن�ة والمقصد ولكن ل�س

إال أمام أمام ال�شر وانما مع هللا، فال إلزام وال مسئول�ة وال ن�ة وال....هللا. وهذا �مجموعه �عطي مصداق�ة للعمل وجمال في السلوك، ال ��تفي عند رد الفعل بل الفعل والم�ادرة، فإن إق�ال المرء على التسامح، ف�ه دافع وجهد للتغلب على المشاعر السلب�ة المتكونة عنده، فأجره ل�س بنتائج

، ال �حسن الن الناس فعله وانما أجره �اإلق�ال والن�ة ذاتها وهي عند هللاتحسن له، وال �سئ ألن الناس تسئ له، بل هو محسن في �ل األحوال متجاوزا عن األمور ل�س من �اب درئ العقاب فالعقاب یتواله المجتمع ول�س الفرد من خالل القانون، لكن لمعرفة الحق�قة من أفعال ال�شر

Page 109: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

105

نا، بل ��ره له فعله ودوافع السوء لتجاوزها، الفرد المسلم ال ��ره إنساالشائن...وواقعا ال تكفي المعلومات هذه والنصائح والعظات بل ال ��في فهمها... وانما هي العز�مة الذات�ة واصدار القلب األمر لكل الحواس

أوهم القلب بتقر�ره ، النفس و�جانبها إن�التزامها... فالفؤاد مسئوال ر إ�صارها، وما ت�ق�ه ظالقلبي العاقل، مسئولة عن سمعها واعقاله، وما تن

لفؤادها �انط�اع عاطفي وتسلم األمر في رد الفعل له.... فالعقل جهد مطلوب تفعیله لكي یرتقي اإلنسان. ولوال أن الر�� في �ل هذا مع هللا

أمرا عمل�ا بل هي محض شعارات ال ضا�� لها، تعالى لن تكون األخالق ال جذر لها وال مصداق�ة.

إن حمل األخالق والق�م �معلومات�ة لن تكون إال �رازة مجالس ولن ��ون من هو �ذلك من الحیوانات المجترة على حد تعبیر نیتشة فاالجترار جزء

دها من هضم، أن اإلسالم وضع هذا التصنیف في أنواع من التشب�ه، احقرآني �صف حمل بني إسرائیل للتوراة، وهو شامل لكل م�لف �مهمة في المحتو�، وآخر نبو�، �صف من یتحدث وال عمل �ر�ح طیب وطعم مر، إن األخالق في اإلسالم ال تلغي األنا، بل تثبتها �أصلها، بر�طها �مصلحتها وتجارتها مع هللا، أنها تبرز اإلنسان في الحق�قة وتس�ح �ه

حیث موقعه الحق�قي من الهبو� الذ� هو ف�ه، ال أقول تسمو �ه إلى فاإلنسان سام �حق�قة الروح أو المشیئة التي صدرت من خالقه فكان إنسانا، �أنس للصواب و�رتاح و�طمئن برضا عندما �حق� أهدافه ف�ه، لكنه قد �فرح في فعل السوء ونجاحه ف�ه إنما ال �طمئن فالفطرة ال�شر�ة

Page 110: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

106

�الشر وان عرفت ونوت، بل وخططت له، حتى تلك التي اتحدت ال تطمئنوابل�س فكانت ش�طانا. ونحن نر� أن اإلسالم ال یلغي الفرد مهما �ان إال إذا استو� �اطنه وظاهره مع الشر، ف�عزله، ومن بدا �المه مغایر فعله �عزل عن العمل العام لكنه ی�قى ضمن المجتمع فالتعامل مع الفعل في

ع ول�س النوا�ا وال و�یل عن الخل� إال هللا فإل�ه �عود ال�اطن المجتم والظاهر.

اإلنسان في اإلسالم ال �ملى عل�ه بل یوع� و�خیر، وحتى في تعو�ضه حقوقه مخیر، في القصاص مخیر، فالعقاب ل�س انتقاما وال إضرار بل هو

ه ح�اة واصالح، فاإلنسان المتضرر له ح� القصاص �مثل ما عوقب ول نإمظلوما �ال أجر وال عقاب، ولكن الح� الجهر �سوء وقع عل�ه إن �ان

فهو إحسان منه، قد �ستحسنه اآلخرون وقد ال �ستحسنوه لكنه عفاحسن في ثوا�ه عند هللا. الحق�قة الناظر إلى هذا النوع من السماح وترك

في اإلنسان لتقر�ر العقو�ة أتستوفى أم ال ینطل� من اإلرادة والمشیئة خل� اإلنسان ذاته، ولكي ال ینفد اإلنسان األح�ام على إنها قدس�ة وجامدة ال تقبل الحراك بل �عطي لها مجاال ما بین تطبی� المثل �عقو�ة،

ق�مة �بر� �عمل عند هللا وهو إحسان بتصفیر هوما بین الصفر الذ� لمشاكل وتداع�ات الحدث، فقد تكون العقو�ة فیها ضرر وا�قاء �عض

ر روف غیر القاطعة، وال مصلحة �ضر مرارة في القلب خصوصا في الظالآخر�ن ر�ما �م�ن إصالحهم، لكن القصاص ح�اة أ� معنى الح� والعدل والنظام فالغائ�ة من القصاص هو الح�اة ول�س االنتقام أو ذات العقو�ة

Page 111: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

107

�نص أو توصیف، فالمعنى أن القصاص ل�س لتحقی� العقو�ة أو نص الع�س هو الصح�ح، ونالح� دوما أن العقو�ات تتوجب مع التشر�ع وانما

ولكن النص إشاعة الفاحشة أو المن�ر ول�س على الفعل �حد ذاته،یوصف العقو�ة على الفعل، واإلسالم �سمیها حدود ول�س عقو�ات أ� أن اإلنسان تجاوز اإلنسان�ة وتجاوز الحدود الفرد�ة �ذلك إلى إفساد

أق�م عل�ه الحد وما لم �عرف فأمــره إلى هللا ألن المجتمع، فما عرف منها القصاص نظام للدن�ا، والفعل المن�ر تجاوز على حدود هللا، فإن لم تعرف وتشاع فا� متو�ل بها وف� معادلة عدله، ول�س مع�شة مم�ن أن �ستبد بها اإلنسان وال یوجد ما یردع عواطفه واندفاعاته النفس�ة والنزو�ة...

األمر ح�اة المجتمع ��ل وف� نظام. وتحج�م االستسالم األساس في للحیوان�ة والغرائز�ة من خالل العقو�ات التي تعتبر حدودا � �عضها قطعي و�عضها ترك لل�شر قراره �ما �الئم عصره، و�عضها مخیر اإلنسان ف�ه و�ل هذا متجه نحو مصلحة اإلنسان ومجتمعه. فالقصاص هو إعانة

اة الصواب ول�س الع�ش �البهائم وهو ل�س عمل�ة اإلنسان على الح� تنفید سلطو�ة وانما نظاما �شمل الجم�ع �ما فیهم أعلى السلطات.

فاإلنسان موجود لكن محفز لتحقی� إنسانیته �عقل األمور وحسن االخت�ار، أما إن غلب جانب ف�ه على جانب فالعقل س�حید، لذا �ان

نشیر ت وحدود مثل المرتسم الذ� اإلسالم �منهجه الوسطي فهناك محددا والذ� نضعه هنا لسهولة المراجعة إلى تفاصیله الحقا

Page 112: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

108

الم�الغة ل�ست مطلو�ة ال في الع�ادات وال في غیرها، العمل المر�ز� ـــــــ ون�رره دائما ــــــــ هو العدل والتوازن المنطل� عن التوحید وأهم�ة اإلنسان �موجود بإرادة هللا... ل�س من تضح�ة في األمر فهي تضح�ة في

عند هللا ألنها التعامالت الدنیو�ة تفید في تقو�م ح�اتها لكنها مأجورةساهمت في تعز�ز الغرض من الوجود فكانت إحسانا، واإلحسان أجره عند هللا بتقدیره، ول�س بتقدیر ق�مة �ما في مواضع أخر� ، �مثلها أو عشر من أمثالها .....، إن الق�م تجعل اإلنسان متوازنا متى عرفها، غیر

Page 113: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

109

نما هو اإلنسان مستعبد لمخلوق أو لغرائزه هو غیر متكبر وال ذلیل وا ومن شذ عن هذا تطرف وخرج عن ق�مته مهما بلغ من علو في األرض فهو حصب جهنم ثم حطبها. السالمة من الحدود ل�ست راحة لمرتكبها، لكن الستر علیها إ�قاء لفرصة التو�ة النصوح وهللا اعلم �ع�اده، فمنهم

ناله الید، والبد ت أنمن فعل ذاك الفعل أو هذا بجهالة فیتوجه �التو�ة قبل من إرجاع الحقوق التي �م�ن إرجاعها، والحق�قة هنا عامل مشترك بین اإلنسان ور�ه و�ین اإلنسان ومجتمعه، ولكل حقوق مت�ادلة، وهنالك خطأ وتقصیر وتجاوز للحدود، فالخطأ والتقصیر لها ما �عالجها في محي

�رنا، ول�س عند هللا اآلثار المترت�ة علیها �التراضي أما الحدود فهي �ما ذما �قى منها إال المغفرة أو العقاب، فإن �ان استغفارا فهي إلى المغفرة اقرب مهما �انت، وان �ان إصرارا فهي إلى العقاب اكبر مهما صغرت ألن اإلصرار على السوء خروج عن اإلنسان�ة المثلى للجنة، واإلصرار على

سان�ة المثلى مستحقة الصغیرة تعظ�م لسوء و�التالي خروج عن اإلنالجنة. وهنا نؤ�د أن الغا�ة من القرآن هو ق�ادة توج�ه الح�اة الدن�ا واحاطة النفس ال�شر�ة في طر�� تنقیتها وهي تمتلك �امل خ�اراتها الخت�ار مصیرها في اآلخرة و�ینونتها في الدن�ا وق�امها �مهمتها في

اإلنسان لها. اعمار األرض وخالفتها وتلك هي الع�ادة التي خل�

اإلنسان بوقوع الظلم عل�ه، قد یر�ن للخبث والتق�ة أ� االختفاء �معتمل نفسه، ول�س الظلم وحده من یجعله ه�ذا، وانما توقف المنظومة العقل�ة عن عقل األمور أو االستسالم لقهر الغرائز والحاجات، لذا نر� أن

Page 114: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

110

لدة ف�ه هي األنا األخالق�ة اإلسالم�ة ال تقبل هذا، فهذه األنا المتو االبل�س�ة التي �انت سب�ا في �ل ما �ان �علم هللا، فالظلم ین�غي أن �قارع من الخارج والداخل، أ� أن الظلم له موضعین، ظلم واقع عل�ه من الخارج مهما �ان مصدره، وظلم من الهو� المعتمل في نفسه لنفسه،

لغ مبلغ الجهاد ولعل غل�ة ظلم النفس اكبر من غل�ة ظلم الناس، فهو باألكبر، ل�س ألنه صعب �حد ماهیته، بل ألنه �قتل اإلنسان�ة في اإلنسان فال تعود الئقة للجنة، أمــا جهاد الظلم الخارجي فهو واجب لحف� الدین في المجتمع وق�مه، ألنه �حاول أن �قتل لوازم اإلنسان�ة المثلى الصالحة

اإلنسان حتى لو قتلها في للجنة... لكنه ال �قتل النفس ال�شر�ة في الدن�ا أو ماتت، فهي محتفظة �ق�متها العل�ا التي تعطیها استحقاقها للجنة، لذا فهذا الجهاد على عظمته، لكنه متشارك في دفع الظلم �ل المجتمع، أما هذا الجهاد الداخلي فهو تكلیف فرد� وعظ�م لمن یتف�ر وال

اة، أو مخطئا یر�د التو�ة یدرك عظمته إال مغلو�ا یر�د استعادة الح� والنجاة، مع عوامل ومغر�ات �االستسالم والهز�مة.

إن عالقة اإلنسان بر�ه ل�ست عالقة وعود بل عالقة مح�ة و�قین، والمح�ة ل�ست هنا مح�ة عاطف�ة، بل هي عمل وحسن ظن، هي إ�مان ��ل ف�ه من األخالق وف�ه من البرامج والمداخل إلى الح�اة وجوانبها

علومة المآل �ال�قین، ف�ه األنا العاقلة لمعان وتصورات في القدوم الموالتأخر في مناحي الح�اة وحدود الرغ�ات بنظامها ول�س ��بتها، أ� أن النظام أساس عملها، أن تتصور رغ�اتك في تأثیرها على أخ�ك اإلنسان

Page 115: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

111

وما مم�ن أن تفعل �ك لو وقعت رغ�ات غیرك عل�ك، نوع من االرتقاء في ظام �طرح لك الحلول وال ��تفي بتشخ�ص المش�لة، �طرح لك الوسائل ن

الم�احة أمام الممنوع... و�علمك الطر�� الحالل أمام معالم الطر�� الحرام، و�هذا �له �میزك �إنسان صالح لجنة أو مستح� لنار.. انه اخت�ار للنوع�ة المنتجة من ال�شر�ة ولكن ل�ست �النوع�ة نتیجة إنتاجها

اذ صناعة، وانما نوع�ة نتیجة إرادتها أن تكون صالحة أو غیر أو شصالحة، فا� خلقنا ونحن من نختار مصیرنا متى علمنا وحر�نا األمور نعقلها والطرق نعقلها ونسلكها. أمــا من ولد وهنالك خلل في أدوات عقله، أو أصیبت في ح�اته فاختلت فقد رفع عنه الحساب و�ان وجوده

نسان�ة غیره وعبرة لها،، في رعایته أو اخذ العضة من حالته، اخت�ارا إل فمن ال �ستخدم أدوات �عقل بها هي عنده �املة، هو مثل هذا ولكنه محاسب ألنها أعطیت له فعطلها هو وتلك من �فر النعم. آدم األول �ان مختارا إنما نقصه انه لم �عقل ما سمع فه�� بنفسه من مرت�ة استحقاق

ن األرض إنما اخت�ار لنسله في استعادة االستحقاق بإت�اع الخلود، وأ الهد� واال فهم لجهنم حط�ا.

لكم هو خطأ �بیر أن یتصور الفالسفة أن هللا هو الخیر و�قابله إبل�س بتمثیله للشر، وحددوا بذلك ما ال �حد وقارنوا خالقا �مخلوق، إن الخیر

من وصف الخیر �أنه والشر ل�ست من صفات هللا وال من أسماءه، فا�من عنده من أبواب أسماءه وصفاته �الرحمة والكرم والعفو والحلم �أنه هو هللا و�فى بهذا مثال، وأمـــا الشر فهو من ناتج قرارات النفس وعقلها

Page 116: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

112

�ش�ل خاطئ �عق�ه سلو�ا خاطئ، وأن ال سلطة إلبل�س على ال�شر وانما نا هو قرار اإلنسان نفسه یخاطرهم �ال سلطان إمالء وتسول حینا، وحی

وأن النفس هي من تسول األمر حین ال تعقل �الصواب وتت�ع الهو�...، ل�س اإلنسان شر�را �فطرته أو انه مصدر للشر بل الشر هو ناتج فعل لم �عقل فهو سوء طرح على اللب أو ق�ام معلوماتیته، إنما الشر من سوء

االستسالم لألهواء وال�عد عن التدبر والتدبیر من ترك العقل �ال حما�ة أوظلم النفس �ال�عد عن الح� رم األخالق والتبني لسوء السلوك.م�ا

وایهامها �الغموض، وهللا جل وعال لم یرسل أنب�اءه للغموض بل للتوض�ح واإلنارة، وجعل من القرآن مفاصال یتعرف إلیها اإلنسان مع

�ه وط�اته من ذات الزمن، فما جاء وقته ان�شف ثم ین�شف في مثاني در اآل�ات الجدید وت�قى تعطي معانیها لكل عصر �قدره ولكن �عقل اإلنسان لها وتف�ره بها واستخدام معلومات�ة عصره ومدنیتها للوصول إلى المعنى المراد لعصره ول�س للماضي وال للمستقبل، وما ال �علم الیوم منه �حروف

سم أو أسرار وانما فسرت السور فهذا الن وقتها لم �حن ول�س ألنها طالحسب علم الناس في عصور متعددة لكنها لعصرها ستكون متطا�قة �عیدة عن المجاز وهللا �فتح على ع�اده علمه بإذنه.... فال مقارنة بین

�ارئ وموجود.

وذهب ال�عض إلى أن هللا یخل� فعل ال�شر و�عضهم أن هللا ال �علم قبل ما ذ�رنا من مقارنة مجحفة بین الخال� الفعل فعل ال�شر، وهذا من خالل

والمخلوق، فا� جل وعال م�ن اإلنسان من الفعل واخت�اره �عقل ما

Page 117: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

113

�ستوجب فعله، وهو عالم �ما س�فعل �علمه واحاطته ��ل شيء علما... وال را�� بین الموضوعین إال الفعل ذاته فتلك قدرة ممنوحة �عظمة الخال�

لعقل وما ف�ه من ذات، وعلم هللا �أنه ودقة صنعه ومنحه القدرة على االعل�م عالم الغیب والشهادة الرحمن الرح�م الذ� ال تنبت ورقة على شجرة في فالة أو �ستان وال تسق� إال �علمه. فهو حاف� للكون بدقائقه ال �غفل عنه لحظة وال �م�ن أن یدوم الكون �مسیرته أو اإلنسان �حراكه من غیر

� وهو في �ل مراحل الح�اة والكون في شأن.هذا الحف� فهو الحاف

إن هللا بهذه العظمة والقدرة ال �حتاج إلى تجسید ل�عرف، وال �م�ن عقال أن ��ون �منال من مخلوق أو مشا�ه له أو نق�ض له فا� ل�س �مثله شيء تعالى عما �صفون لو شاء لمحي خلقه، ولو شاء لغفر لهم

ما �فعلون له الح�م ��ون أو یدعون فاء لعذبهم �ما �شر �مشیئته، ولو ش وال�ه یرجعون..

العقل والعلم وتش�یل الشخص�ة الثقاف�ة

�قاعدة في تعر�ف التف�یر العلمي �نم� تف�یر مع التزامنا �الشرع التجر�ةــــــ وهذا أمر مفروغ منه ــــــــ ل�س �اف لتحدید ماهیته فإن نتائج التجر�ة ل�ست مضمونة النتائج للح�م، وانما تعتمد على معط�ات التجر�ة وظروفها، ولهذا تجر� التجر�ة عدة مرات الستخالص شيء، فلو أردنا تأثیر الحرارة على األش�اء فإننا سنصدر ح�ما خاطئ في التعم�م ما لم نحدد النوع�ة الخاضعة للتجر�ة، فلزات، ماء، الحرارة النوع�ة...وه�ذا

Page 118: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

114

أدخلت الحرارة النوع�ة �مثل وهي معلومة سا�قة...أ� من تجر�ة واستخالص الغیر، هنا �عني أني أدخلت شیئا من المعلومات�ة اعتبرت

الستخالص ق�متها، وهذا �عني أن (انط�اعا ونقال) أ� لم أجرب ثابتةاألسلوب العلمي نفسه �عتمد غیر أسلوب التجر�ة الذات�ة وانما التراكم�ة والبناء على المعلوم �ال�حث العقلي، بل إن استن�ا� النتائج �خالصة للتجارب عقل�ة قد تسیر في اتجاه خاطئ فال معلومات ثابتة �قاس علیها

ال من خالل ما سب� تثبیته، فإما أن تحتو�ه النتائج الجدیدة أو تنف�ه، إأ� المستخلص من اآلخر�ن �ثابت، ونحن ال نعرف حقا إن �انت وسائلهم الستخالصه صائ�ة، وهنا �أتي أحــد معالم عظمة اإلسالم، فنحن ال نأخذ رأ�ا إال ما طاب� الشرع وضمن األخالق اإلسالم�ة في النقل ومنها

،وال نح�م على ما ابتدع في الدین من خالل تجر�ته، فقد ١٦في العقلیروق للنفس ما ل�س لصالحها وهو ما راق آلدم وحواء وأخرجهما من الجنة، إذن نح�م على األمور ف�ما یتعل� �اإلسالم وفرقه ــــــــ على سبیل

لضمائر المثال ــــــــــ من خالل رؤ�ة اإلسالم ول�س من خالل ح�منا على انوع من التطرف إال �قود صاح�ه إلى فلسنا م�لفین بهذا، ل�س هنالك أ�

األنا، واالنا أول من قالها إبل�س، فكانت هبوطا له ولبني آدم هو عن إصرار �عد علم وآدم عن نس�ان وعزم بدون استخدام ما منحه ل�عقل �ه

�عقل فكانت األرض م�ان االخت�ار وحسن االخت�ار لكل نفس والتقبلالكلمات وترو�ض األنا هذه والتي ال �صدر عن علوها خیر أو هد� تلك

ال اعني ھنا الجدل الذي جرى بین ترجیح العقل أو النقل وإنما اعني الفھم للمنقول ككل الستخالص العامل في عصر معین ١٦

Page 119: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

115

فاعل�ة الغرائز التي تتعاظم وتتجسد في الرغ�ات واألمن�ات وتعظ�م م�انتها حتى �ساق لبرامجها اإلنسان من قبل عقلها ذاتها بل یت�ع طرق تنفیذ

، وتفنن في برامجها، والناتج دوما أخالق مشو�ة، وسلو��ات ل�ست نق�ة وسائل تحق�قها، فمن ملكته �ان لصفة الشر اقرب من خداع ومراوغة

وادعاء، ألنه ال یتعامل مع الق�م بإعقال وهضم لها من اجلها �هدف سام وانما تحو�لها لوسیلة لتحقی� الرغ�ات أو التستر بها �طر�� مرضي عل�ه

�ظهر الفرق، من الناس لكن الغا�ة ل�ست اإلنتاج وانما التحصیل وهنااإلنسان البلید ل�س غب�ا، واإلنسان المجرم ل�س غب�ا، والس�اسي الفاسد

وه�ذا.. بل هو فقد اإلحساس �اآلخر�ن الن فؤاده امتلئ ل�س غب�ا،...�حب ذاته ونزواتها ورغ�اتها فما عاد �عقل إال وسائل تحق�قها، وال عاد

فع وتراه اضعف الناس �قبل ما یجعله یتنازل عن �عضها وانما یداهن و�دارغم علو صوته، وعظم �طشه، فكان بلیدا، ظالما، و�اختصار جاهل�ا ال یر� الق�م إال من خالل الفرصة التي تؤد� إلى تحقی� ما استعمر عقله،

كھماھیة االنسان وحقیقة سلو

النفس

االرادة والقرار وفققیم

الحاجات والغرائز

Page 120: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

116

وما استعمر عقله ل�س له حدود، بل هو یتعاظم و�بتعد مع أن بدا�اته یته وصفاء سر�رته... �س�طة، ف�شذ و�ض�ع �لمات التو�ة التي هي إنسان

ورجاحة في عقله لألمور .... وهنا نصل إلى األسلوب العقلي المجرد فنر� أنه أ�ضا ل�س مضمونا إذا أردنا االنطالق بدون ثوابت، فال بد من درع وقا�ة وس�اج اتكاء للسیر �استقامة على الطر��، �عید اإلنسان إلى

لى الماه�ة العاقلة التي شحن قدرة تنقل �ل أحاس�سه وتقار�ر �ینونته إهي القلب، هذا الدرع هو فهم الرسالة الكاملة �شرعها وطرقها، فتطرح األسئلة مع اإلش�ال�ة فتحل قضا�اها أو ی�حث عن حلها وف� �م المعلومات�ة المتاحة وطرق استخراجها، العمل�ة سر�عة، المعلومات

نالك ما ال األساس�ة مخزنة، ولو تصورنا جهاز الحاسوب سنعرف أن ه�حصى من الغرف المعلومات�ة في اإلنسان وهي في النفس ال�شر�ة، وان سطح الم�تب هو الذاكرة الدماغ�ة، المحتو�ة على ملفات مرت�طة �طر�� مختصر والنفس هي ذلك الحاو� لنسخة واضحة وأصل�ة لكل هذه الغرف،

العائدة فعندما �حتاج اإلنسان إلى حل معضلة ما فإن نسخة من الملفات للموضوع تستحضر... وقد تترك �عضها هنا وهناك �طلبها �استجماع تف�یره واستجماع التف�یر هو محاولة الستحضار معلومات من قواطع

، أو أنها لم تعد ظاهرة فكانت ١٧.أخر� تفید القض�ة وتساعد في حلها...متجهة للنس�ان نوع من التنظیف الذاتي... لذا مم�ن أن نفسر بهذا

مثل أن الدماغ ال�شر� حتى لو توصل العلم إلى نقله لشخص آخـــر �عد ال

للذھن بمثال معروف أردت التقريب �لعملية املنتجة للتفكري واحللوتنزه وتعاىل خلق هللا عن صنع البشر إمنا ١٧

Page 121: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

117

الموت، فإنه لن ��ون إال دماغا لل�شر المنقول له وسینظف تلك القواطع التي ال معنى لها وال ارت�ا� خالل فترة من الزمن لیخلص للمنقول له، رغم أن التأكد من هذا االستنتاج العقلي علم�ا صعب لحد اآلن ألن الدماغ ینتهي ب�ضع دقائ�، لكن قد �صل العلم للتعامل مع هذا حینها سنتأكد من هذا االستنتاج الذ� جاء من مثل وتشب�ه. غیر أن أعراض النقل لن تز�د عن أعراض نقل القلب الذ� في صدر الجسم إال قل�ال ألن هذه القواطع والتي تحمل میول اإلنسان في تكو�نها وتصن�فها هي في

غ أكثر من أ� م�ان آخــر.... لذا �م�ن أن �محى اثر هذا التذبذب الدما) أو الحاجز الستمرار�ة التواصل بین bufferوالتقطع الذ� �ش�ه (

النفس وجهازها الجدید المعتادة عل�ه �التعامل مع القناعات، فإن �ان ول اإلنسان مقتنع �ح�اته القد�مة و��قینه فاحصا لذاته مراجعا لها فال �ط

األمر، وان �ان ل�س مقتنعا، فس�حاول استقراء تلك اإلشارات غیر الواضحة.... ور�ما الفشل واستعادة الذات....�ل هذا نوع من االستقراء والذ� ال �م�ن إث�اته إال �التجر�ة ولكنه �مثل نقطة التقاء بین األسلوب

اإلنسان العلمي والعقلي في التف�یر فل�س هنالك تناقض بینهما فهما في ومن وسائله، إنما الفجوة بین طر�قتي االستقراء إلهمال الغرائز وتأثیرها

قالوا ( الكلب�ة والعاقلة إذعرضا و�وصف متعدد للنفس، إالعند الفالسفة ...الخ)، والفجوة هذه في ال�حث اإلسالمي وان �ان عقل�ا بوصفه إال أن

ال�شر�ة بدقة متناه�ة إش�ال�ة التواف� محلولة تماما ألنه �صف النفس وال �قسمها إلى جسد وروح، ــ... وانما إلى نفس متعددة التر�یب سواها

Page 122: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

118

رب العالمین لتكون �الش�ل الذ� هي عل�ه، وان تشابهت الناس فإنها ال تتطاب� أبدا �ما هي حال �صمة اإلص�ع فكل نفس منفصلة تماما عن

وهذا �حصل �الشخص�ة اآلخر�ن إال إن أرادت هي االتصال والغاء ذاتها.�لها بإت�اع السا�قین و�العقل�ة وتدهور النفس�ة بإت�اع الناس وأهوائها وهم من یب�ع آخرته بدن�ا غیره، أو �عض من دن�ا �صیبها أو �التقلید

األعمى صوا�ا وخطأ.

و�ین السطور من �ل هذا نستط�ع استقراء الك�ف�ة التي تنتج بها األخالق �یف تتم�ن منه، حتى یوصف �الشر بل ��ون شرا السیئة في ال�شر و

متجسدا، وعندما یتوفر العامالن التال�ان ( تم�ن الغرائز وادارتها لمخرجات المنظومة العقل�ة، وتم�ین وقدرة على الظلم والسلوك) وهذا

�ح�م �المصالح إذا ما احتاجت المنظومة ال�شر�ة منهعلى نوعین أ�ضا، لوك الطاغي ل��ون �ما ال یؤثر على مصالحها أو الدولة إلى ترشید الس

وهو نفاق عند الفرد، و�عتبر مراوغة س�اس�ة عند الدولة ومن هنا فسدت ما �ستمر �الطغ�ان �منهج غر�ز� لحب التملك ومنه معاني الس�اسة،

والسلطان، وهذا یه�� متى ما وجد قوة تردعه فهو ضعیف ومعبر عن ، وهذا الش�طان ال�شر� ضعیف شط� �المشاعر ینتج عنها عمل سيء

الكید والتدبیر �غرق �سوء عمله �ما تغرق األش�اء المتحر�ة �الرمال و�عتمد على استسالم اآلخر�ن له دون مقاومة، لكنه ینهار �مجرد تجاوز اآلخر�ن لحاجز الخوف أو الطمع أو �األحر� ثورة إنسانیتهم على ذاتها

قرار �ما، ولكل ثورة من هات�أساسا، أو بثورة حاجاتهم التي اغتصبه

Page 123: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

119

ونها�ة أو د�مومة وانتصار، فالخیر في فهم علم من هللا الذ� �سهل فهم سنن الكون وادارتها وادخالها في حسا�ات التخط�� ومراحل التنفید، والشر من النفس التي تت�ع هواها وتضع مسارا وف� الهو� �ال تخط��

أكید.حق�قي �فهم سنن الكون أو تستند إلى علم

الكره لإلنسان ول�س �ره فعله إفساد لفطرة ال�شر، واماته للنفس حتى تضحي األجسام أجسادا لقبور متحر�ة لذا فهو ال �م�ن أن ��ون إال ظالما، وطاغ�ا، وال�شر الذ� یتملكه الكره، عادة ما یتبنى أیدلوج�ا

آتي متطرفة أو ��ون نتیجتها، فأما الذ� ال �أتي من فكرة متطرفة فهو من مشاعر سلب�ة نتیجة مسیرة الح�اة والتر��ة الخاطئة في البیت أو الصح�ة و�العموم تأثیرات بیئ�ة تخل� مشاعر سلب�ة فس�حتاج إلى أیدلوج�ا تبرر تملصه وخالصه من بیئة فاسدة أصال لكن مشاعره السلب�ة

ما لم تعقلن �ف�ر صائب �فهمه و�عقله ستتجه �ه إلى الجنوح.

األخالق الحسنة تأتي من النفس�ة المرت�طة �عقل�ة تدرك أهم�ة هذه الق�م وان �انت مدعومة �فهم وفكرة فإنها غیر معرضة للتهاو�، وقد �منع تهاو�ها عدة أمور ول�س الف�ر وحده، البیئة، الخوف من النتائج، الخوف من الفض�حة في المجتمع المحاف�، وحسن الخل� قد ��ون نوعا من

سائل الضرور�ة اللتزامها �مصلحة لنجاح في عمل تجار� أو نظام الو عام وهذه عادة تأخذ ص�غة نمط�ة تض�طها القوانین الم�تو�ة والعرف�ة معا، و�جملتها تسمى نم� الح�اة، وتولد نوعا من االستقرار الش�لي

Page 124: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

120

السر�ع االنفرا� عند االختالل البیئي، ألنه ال یبنى على ق�م مؤسسة ولها ر، بل نوع من الكبت والتجمع للمشاعر السلب�ة من تطبی� النم� جذو

الذ� �حمي عادة مصلحة ذات نفوذ وسلطة شرع�ة وقو�ة.... مثل هذا االنفرا� عادة یتوجه �ال هد� و�العقل الجمعي، قد یتوجه للمثل أ� لجاره المظلوم إن أحس صعو�ة في التوجه نحو مسبب الكبت، وقد �حر�ه

بدافع ما إلى مسبب الكبت وتلك ثورة الغوغاء.أ� لها هدف العقل الجمعي لكن بدوافع مت�اینة، غیر أن هذا ال یتهاو� �المطل� من الحاالت في اإلحداث ـــــ الكارثة ـــــــ و�م�ن أن ��ون متصال م�اشرة �ق�م متجذرة في النفوس غطى علیها نم� الح�اة لكنها مستقرة �ق�م یتوارثها أبناء األمة

عتزازا �أصالة أو ألنها عنوان لتلك األصالة رغم اختفائها فیبرز هذا ابتعلی� نم� الح�اة ذاته، واستنهاض تلك الق�م ولو �ش�ل مؤقت �عمل�ة وعي جمعي في مجتمع متأصلة �ه تلك الق�م ومع معاودة الح�اة الطب�ع�ة

تعود فاعل�ة

�ارثة تحدث في النم� الذ� بنیت ف�ه مسیرة الح�اة....ومقارنة بین

مجتمعین مبنیین على النم� النفعي تجعل األمور مفهومة، فكارثة في

ر الطبع بناء قیمي یبرز وقت الشدة اكثبیةعمقا یتشربھ االنسان بمصداقیة التر

قت التطبع بناء مصلحي یتالشى والشدة حتى ولو كان منذ الوالدة

Page 125: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

121

الوال�ات المتحدة مم�ن أن تخل� نوعا من الفلتان األمني والنهب، أما في ال�ا�ان، فمن بیده �ضاعة �عیدها إلى الرفوف إن انقطعت الكهر�اء وال

تلك مدن�ة نشأت �ال یوجد من �حسب له ثمنها هذه مدن�ة لم تلغ الق�م و ق�م أصیلة بل على المصلحة .... ال نملك حق�قة إال التحلیل ول�س هنالك من ق�مة محددة تحرك ال�شر�ة واإلنسان، الن األمر متوقف على طر�قة عقل اإلنسان للمعط�ات، وعقل المجتمع بتفاعل تلك المعط�ات مع النفوذ

معط�ات وحلولها هو مجتمع والقوة األرجح �فة ف�ه، ومجتمع یتماثل في الغیر قابل لالختراق إال إن غفل وهذا �حدث عادة �النس�ان وغ�اب األصول بتحولها لالنط�اع بدل أن �انت بلب اإلنسان وادراكه المعنى مع المفهوم بتعر�فه الكامل رغم لفظه المختصر �مصطلح عصره، لكن تكرار الكوارث

النم� وهذا مم�ن مع اإلسالم یؤصل للق�م المتنح�ة و�جعلها في ق�ادةوحده ألنه �حمل الدین والتشر�ع والق�م األخالق�ة في �ل مناح�ه وف�ه

.١٨د�مومة عبر العصور

ومن هنا نستط�ع الخلوص للف�رة الداع�ة إلى ق�ادة المدن�ة ل�س بنم� �ال جذور بل بتشر�ع وق�م لها جذور محددة األولو�ات، فال ��ون طغ�انا

قد التوازن.ولو نظرنا إلى واقعنا العر�ي مثال، سنجد حالة وال اختالل �فمعاكسة لل�ا�ان وتقترب �اإلنسان للهمج�ة �ظاهرة، ذلك ألن األمة تخلت عن عمل�ة األخالق في اإلسالم وتعصبت لقشرة اسمه وهذه هي غر�زة

سلوك المسلمین ومن معھم وقت الفوضى والشدة مقارنة مع األمریكیین نیسأل سائل وكیف یكو ١٨

جزء یسرق ویخرب وجزء یراقب وجزء یحاول منع ھذا أيوالیابانیین، إنھم سیسلكون سلوك األمریكان فقدت ھویتھا واألمر مختلف عندما تستعیدھا فھذه امة…. وتحریض ذاك

Page 126: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

122

التدین، ف�الفعل ال تجد أخالقا إسالم�ة مه�منة في مجتمع یثار لمسألة هذه هي من معالم منظومة تنم�ة التخلف التي قضت بل تافهة....

شوهت الق�م فكان اإلنسان مسخا في حق�قته، �حمل معلومات مشوهة وحق�ق�ة ال �عمل العقل ل�میزها فل�س مهما تمیزها فهو في واد آخــر تحر�ه غرائزه وحاجاته ول�س تلك الق�م التي یدعیها، ال اعني الكل ولكن

ة على بدأ نجد األنا متعاظمة وداخلة في عم� نفوس الغالب ولهذا وعود أناس �فترض أن تكون أدوات لنهضة.

هو تعبیر عن فعل، فهو هذا الوصف في هذا المقام ــــــــــ و�تكرر العقل ـتحلیل لمعط�ات وترج�ح لمعروض ما، فالبد من معاییر �قاس علیها

ة عن الشك في لتصل إلى الصواب وهذه المعاییر البد أن تكون �عیدمصداقیتها لكن الوصول للدقة فیها ومنها ال �عتمد على المعاییر ذاتها أو مصداقیتها وانما على المیزان والعین والقائم بهذه العمل�ة، لذا فإن أ� مخرج من هذه العمل�ة العقل�ة �مثل فعال �شر�ا قد �صل إلى نسب عال�ة

ن أن تزداد دقته �لما �ان من الدقة أو ال �صل، لكن في �ل األحوال مم�تنفید العمل�ة �عدد أكثر من الناس ورقا�ة عیون للعمل�ة وقابل�ة عند القائم �المعایرة لقبول التصو�ب، وتلك هي الشور� �نظام أخالقي یبدأ �األسرة وال ینتهي �الدولة بل �شمل ال�شر�ة وآل�ات تفاهمها مع �عضها،

ل�ست في الق�م األخالق�ة بل ومن هنا وما س�أتي نالح� أن المش�لةالمش�لة في رسوخها والرسوخ هو وحده من �حدد انطالقة النهضة وتالشي منظومة تنم�ة التخلف، التي بدأت أساسا بإسقا� ح� األمة في

Page 127: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

123

اخت�ار الحاكم وشلت قدرتها على إزالته، ومعاملة األمة �فتاة قاصر لذ� هو أساسا یتزوجها الحاكم... واختصرت األمة �شخص الحاكم ا

موظف عند األمة �عقد تفاهم على إقامة الشرع �ما جاء في الشرع، وعندما �شرعن لالستبداد �اسم اإلسالم الرافض لالستبداد فهنالك ازدواج رهیب وتشو�ه �بیر �حتار اإلنسان العاد� ف�ه فیر�ن اإلسالم وال یرفضه،

قبله العقل بوضعه یر�ن اإلسالم ألنه لم �عد �فهمه وضد إنسانیته وال �ووصفه من وال�ة وخضوع للمتغلب لمجرد انه متغلب، وال یرفضه ألنه �فهم انه دین ح� ولكن ال واقع له وال �م�ن أن یجعل له واقعا منفردا في نفسه �التعامل والمعامالت التي ال تنطب� معه بل تخالفه وتنتهك حرماته،

الم�ة �هو� مجتمع، ومن هنا �ان التش�ه �أخالق محب�ة وجمیلة واسلكنها ال تعمل مع الواقع الذ� أفسدته قوة الطغ�ان، النظام اإلسالمي دقی� مترا�� العر� ال �م�ن أن �طب� �التجزئة ألنه مترا�� و�عضه �أ�عاده.... فال أخالق فرد�ة مم�ن الحدیث عنها �معزل عن الدولة

م�ة حق�ق�ة �ال والح�م والس�اسة والمجتمع ��ل... ال ق�ام لشخص�ة إسالدولة، ألن النظام اإلسالمي هو نظام أخالقي في �ل مناحي الح�اة مترا�� إلقامة الح�اة وتم�ین اإلنسان من عمارة األرض وخالفتها أ� نظام إنسان سید ول�س عبدا مسلوب اإلرادة، ففساد العام �عني فساد الفرد من

طبی�، ....غر�ة حیث تأثیره السیئ أو الحسن المعطل الغیر مم�ن التاإلنسان الصالح في منظومة فاسدة متخلفة. ونحن ال نتحدث عن نظر�ة

وانما نتحدث عن واقع مم�ن مفقود.

Page 128: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

124

األخـــــــــــالق واألســـــــــــــــــــــرة

من الثابت في الخل�قة الخل� الزوجي آدم وحواء، ثم الزوجین في الدن�ا، ة، والساللة البد لها من ماه�ة تنظ�م أصل الخالفة لألرض في أنها سالل

ضمن �ون أساسه النظام، وال �م�ن أن یلتحم هذا �ال غرائز دافعة قو�ة �عضها وضع�فة أخـــر�، ولكي تكون الساللة البد من تش�یل والتش��الت تبدأ من نواة ونواة المجتمع هي األسرة، و�اتحاد األسر تكون العائلة ومن

إلى أن نصل إلى الساللة ال�شر�ة ��ل، لكن هذا العوائل تكون المناط� �له �حتاج إلى دافع غر�ز� ورا�� عقلي منظم، فأمــا الدافع الغر�ز� فهو النوع ومنه تنطل� مشاعر األبوة واألمومة، وهذه المشاعر فؤاد�ه غال�ا لذا تجدها قو�ة عند ال�عض ضع�فة عند اآلخـــر لكن األمومة قو�ة عند

وة فاعل�ة فؤادها الحاو� لمشاعرها وتكاد تكون �ل مشاعر المرأة �ح�م قالمرأة قو�ة، والناظر �عم� للمرأة یجد أنها دوما ترجح إحد� هذه المشاعر لتح�م قراراتها، فهي في المودة عم�قة واألمومة عم�قة، و�ذلك ما تعتقد صوا�ه فل�س من السهل أبدا أن تتراجع عنه، بل ل�س من

ق�قه إال إذا �ان رادعها من داخلها، رغم لینها السهل منعها من تحوشفافیتها، لكنها تبدو صل�ة فإن ان�سرت فمن الصعب إرجاعها �ما

�القارورة. اجتماع هذان �rانت من اجل هذا شبهها رسول هللا اإلنسانان الرجل والمرأة له دوافع غر�ز�ة وعقل�ة، فاالثنین �حاجة للجنس اآلخــــر لس�ن النفس واستقرار غر�زة النوع وما ینطل� منها وعنها، هذه

Page 129: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

125

الغر�زة التي تكون ��ق�ة الغرائز بل أكثرها ه�منة في الجزء األول من عمر لقبول المسئول�ة التي حملتها له الشر�عة اإلنسان فتكون دافعه األول

ولو �ان الزواج برا�� العقل وحده أو الغر�زة وحدها لما تكاثرت ال�شر�ة لهذا الحد بل أص�ح وظ�ف�ا وال �م�ن أن تنشأ عنه عالقات أســر�ة متینة بل نالح� في الحیوانات النزو�ة أ� الغر�ز�ة التفاعل مع النوع، فإنها

تطرد أبناءها الذین �انت قبل أ�ام تضحي بنفسها من تشتد غرائزها ثماجلهم... واإلنسان �حاجة لحضانة وتر��ة مستمرة ولوقت طو�ل. إنه العقل وتحمله للمسئول�ة والتطلع وتجمع الحاجات والغرائز من جراء هذا النظام لتكون األسرة... هذه األسرة تحتاج إلى قوانین ومعالم للنظام

یها تكون خالفة األرض ومنها ینطل� االعمار....من الكوني فیها، فف أبو�ن، زوجین ، أوالد...األبو�ن وتار�خهما وعالقاتهما، األخوات واألخوة.

إن عمارة األرض البد لها من سبب�ة تجعلها تأخذ منط� الوجود، هذه السبب�ة هي ما تتش�ل حق�قة من ماه�ة اإلنسان في ح�ه لالجتماع

لها ف�ه غر�ز�ا ومن تأهیله في المنظومة العقل�ة والتآلف فكانت عوامإلدارة هذه الغر�زة، فالبد من اجتماع �ش�ل الحاجات بتوز�ع الوظائف، واإلنسان وحده ل�س قادرا أن ��ون محور تلك العمل�ة المؤد�ة إلى اختراعات تؤد� إلى البناء و�التالي التوسع في هذه التر�ی�ة لتكون من

غا�ة من خلقها هي الع�ادة، والع�ادة ل�ست الطقوس الناس أمم وشعوب الوال الحر�ات، وانما سجود تلك المنظومة التي لو تمثلتها لوجدتها في

حالة ما بین الر�وع والسجود

Page 130: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

126

هذه الع�ادة هي ع�ادة في اإلدراك والمعرفة للواجب والمطلوب من حاجات ه مم�ن أن �قدمه، اإلنسان وابداعه واتقانه لعمله وما یجد في نفسه ان

وتلك في الحق�قة دوافع مغروسة وتعاون بین الغر�زة والقلب وقراراته بلفي المشاعر واألحاس�س وما �م�ن أن �سمع و��صر �ه و�ت�صره، فكل ذلك �ان في المسئول�ة أمـــام هللا فهو مه�أ للق�ام بهذا الدور... من هنا

ح�اتها و�یئتها، وهذا ضمنا �ان البد من ق�م تدیر هذه المنظمات ال�شر�ة

Page 131: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

127

�عني عالقة المنظمات اإلنسان�ة ب�عضها لتش�یل منظومة الح�اة التي واجبها الع�ادة وهذا �عني خالفة األرض وعمارتها �الطر�� الصائ�ة واقامة العدل ف�ما بینها وهي تسیر للمهمة هذه، وان الخلل في میزان العدل

ته سنجد حتما ما هو عل�ه عالمنا ومنظومته الق�م�ة المؤد�ة لرسم مسیر ال�شر� الیوم.

إن منظمة بذلت طاقتها وعملت جهدها لتنم�ة منظمة أخر� البد أن توضع موضع التكر�م فهذه المنظمة أمــا وأ�ا، انه نوع من ضمان د�مومة الثقة النفس�ة لمنظمة جیل، فأخالق�ة التكافل �أن اآل�اء ��فلون األبناء

واألمومة، واألمومة غر�زة، غیر أن األبوة ل�ست �ذلك في الضعف �األبوة بل هي إحساس مسئول�ة وأح�انا یتعان� مع غر�زة التملك، ومن هنا �انت

، وأمـــا الجمع في الخطاب مقام األول في األخالق اإلسالم�ةإالم لها الفألن األوالد عالقتهم �الوالدین تنطل� من الحاجة، وقوة هذه العالقة ال

تحف� �غیر تشر�ع وق�مة خلق�ة تقرب وت�عد عن رضا هللا أن�م�ن والحساب األخرو�، رغم أن عواطف األبناء ت�قى في الغالب على األلفة والتقارب، لكن نظام التكافل له قوة تشر�ع�ة تفصیل�ة، وهو نظام اجتماعي اسر�، وله توا�ع في اإلرث إضافة إلى المسئول�ة عن النشأة والتر��ة من

بو�ن، والتزام الطاعة لألبناء للوالدین... وهذا �حف� بن�ة الخل�ة بنواتها األوانقساماتها �ش�ل طب�عي لت�قى العائلة وصالة القرا�ة بتسلسل مدار� مترا�� �مر�زها وهو األكبر سنا أو نفوذا أح�انا ( الجد والجدة)، و�قاء

ل حسب درجات المسئول�ة التكافل�ة أشده لإلناث ووقوعها �مسئول�ة الرج

Page 132: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

128

القرا�ة، هذه الصالت إن فقدت أل� سبب �ان المجتمع �فیلها بر�� عالقات بدیلة، تعدد الزوجات منطل� من هذا النظام لضمان رعا�ة الیتامى. وهذه الدوائر تمتد �عدة إ�عاد أفق�ة وعمود�ة ومائلة ت�عا ألفراد

امتداداتهم جم�عا منتمون للعائلة �األعمام واألخوال في األج�ال المتعددة و هي ش��ة في الحق�قة تمثل الدوائر المرسومة واحدة فق� من تشا�ك �بیر، متكافل متعاون مترا�� ومسئول أمـــام الشر�عة وأمام هللا أ� دن�ا

وآخرة.

هذا هو النظام أو احد متطل�اته على وجه الدقة من التعبیر فهو نظام المنظمات األكبر لمنظمة الفرد والغرض هو تم�ین اإلنسان من الق�ام �المهمة، هذه االرت�اطات ال تقوم على أساس عاطفي ��في وانما لها مجموعة من النظم والمعاییر، ولو �انت �لها نظم لكانت مجموعات مثل

ل والد�ابیر والنحل، فیها ما وضع غر�ز�ا وفیها ما تطلبته الحاجة، النم

Page 133: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

129

والتأقلم والتعود، وما �ح�� من فاعل�ة ح�ات�ة للمنظمات والمنظومة الكل�ة للمجتمع، ولسنا في الحق�قة هنا لشرح الشر�عة اإلسالم�ة في هذا المجال

اج والتعدد وما تقدمه من ق�م أخالق�ة في ثنا�اها في ما ذ�رنا وفي الزو والحفا� على العرض، بل أخالق الخصوص�ة داخل العائلة وأوقات المسموح بها �مقاطعة الخصوص�ة وما ال �سمح بها، واالعمار التي

تتحرك ��ل حر�ة ومن عمر السادسة وأدون حسب انت�اه الطفل

Page 134: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

130

وتعل�مه �یف �ستأذن، ومحلالت التزاوج بین هذه الصالت ومحرماتها، �حرم حرمة مؤقتة إلتاحة إم�ان�ة ضمان اإلعالة، المسألة ومنها ما

ل�ست تبر�ر الح�مة من التشر�عات وانما هو النظام المتراص �العالقات �ما النسیج، فال یجوز الجمع بین أختین وأخ الزوج محرم، هذا �حمل ق�مة أخالق�ة لصحة العالقات ورفع إم�ان�ة التنافس أو ق�ام أ�ة عالقة

ن اثنین فهي من الحرمات الشدیدة، في ذات الوقت الذ� تفعل جنس�ة بی هذه فعلها في دوام التواصل والترا�� بین أجنحة العائلة و�ش�ل سلس.

الح�اة الزوج�ة هي ح�اة مهمة جدا، لها خصوص�ة في تفاصیل النظام ألن ماهیتها ال تتعل� �الغر�زة فحسب وانما �الس�ون النفسي االطمئنان،

ق الغل�� عند هللا والرا�طة التي تتحول من الالوجود الى اقرب هي المیثاما في الوجود بهذا العقد الذ� �عبر عن الطاعة � في شرعه والعبود�ة

عقد فق�، فهو ل�س عقد شراكة وال عقد حقوق وان �ان ألنه�، ول�س �ضمنها، بل العالقة هي المودة والرحمة، حاجة اإلنسان إلى صدی� اقرب

الصدی� في المح�� خارج العائلة أو زمیل العمل، التفاهم الم�اشر من ومعرفة دقائ� السلو��ات... التقارب في النفس�ة، فالزاني مثال ال �حل زواجه من عذراء ال عالقات لها أو غیر زان�ة، ولو حللنا هذا لوجدنا أن عالقة بإنسان مثل هذا قد �فسد نفس�ة المرأة �ما تجهل من سلوك قد یثیر عنده الظنون ولكن الزان�ة تعرف ما قد یثیر ظنونه، دقة في النظام تصل لدق الترتیب النفسي والبدني والصحي و�ل األمور االجتماع�ة وأنواعها المحتملة، هنالك ق�م أخالق�ة في العالقة الزوج�ة تحدثنا عن

Page 135: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

131

نا ، المسألة في نوع العالقة ل�س شراكة �ما قل �عضها في موضوع الحر�ةوانما هو رفقة لمهمة ح�ات�ة، فهي ل�ست شراكة لتنفض �مجرد صعو�ات وخالفات بین الطرفین، وهي ل�ست اندماج یلغي الكینونة واالستقالل�ة �حیث ال �م�ن أن �فترقان، ألن الزواج هو نظام، وهو عقد ارضي بین

�، طرفین، هو ل�س عقدا �عقده هللا وانما التزام �شرع هللا فهو عمل تعبد�عقده قاضي لضمان الحقوق بین الطرفین، هذا القاضي إن �ان عرفا �شخص موثوق أو قاض في دولة فالغا�ة توثی� عقد لحقوق، أمـــا ما جعلته الكن�سة عقدا ال ینفصم، فهو لغ�اب التشر�ع، وجهل ماه�ة المرأة وأن رجل الدین �مثل حالة دین�ة هي رأس المس�ح إن �ان �عرف أو

و عقیدة دین�ة ال فرق في هذا فما �فهم انه عقیدة دین�ة لها تخو�ل أق�مة أخالق�ة، لكنها تفتح ال�اب لتف�ك أواصر األسرة وفقدان الثقة، ور�ما الخ�انة، فهي ل�ست تشر�عا وانما ق�مة أخالق�ة دین�ة فق�. تعدد الزوجات

مؤقتة �فید في الحاالت التي تنذر في تمزق األسرة نتیجة �راهة قد تكون نظام التكافل أنمن احد الطرفین وال رغ�ة عندهما �االنفصال التام. �ما

واالرت�ا� المتشعب هو ضمان آخــر إلزالة مسب�ات الخالف، فعندما یتصدع درب الوصول لحلول بین الزوجین قد یجده األقارب أو العائلتین

�س من أهلهما، �ما أن الص�غة التعاقد�ة تعطي الحقوق دون غم�، ل�سبب القانون وحده أو العقد وحده وانما من خالل النظام والتعال�م الواضحة �أن هذا األمر قد ینجح التخلص من إلزامه عرفا أو قانونا لكنه عند هللا ملزم.. بل هنالك ضوا�� للمفارقة فإذا افترقا هنالك ضوا��

Page 136: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

132

ن لإلنفاق ملزمة شرعا رغم أن القوانین الوضع�ة تم�ن الزوج من غبحقوق المرأة �التنازل عن حقوقها وفقا لحالة المراضاة والتي هي مم�نة شرعا لكن لق�اس على الظروف المحتملة ول�س قاعدة وانما رخصة...أو في حالة أن الزوجة هي الراغب �االنفصال ول�س الرجل، وهذا اإللزام

ة �مجرد حدوث العقد حتى إذا �ان االنفصال قبل إتمام الزواج ولكل حاللها تشر�عها...وهذه الفقرة ل�ست فرع�ة وانما تعطي معاني اإللزام األخالقي أمام مشرع هذا التشر�ع الذ� هو هللا جل وعال، ونعود للقول انه ل�س نصا قانون�ا وحسب �م�ن التحایل عل�ه أو إغفاله، بل هو أمام

ین هللا الضامن لهذا الح� والتشر�ع ومراق�ة تنفیده �مصداق�ة، فما ب الزوجین أمورا ال �طلع علیها اقرب الناس إلیهما.

ولعل اإلرث وطر�قة توز�عه في األسرة �عبر عن الروا�� هذه، وهو تشر�ع موضح، و�ضع األبناء والبنات للمتوفى في الدرجة المتقدمة، و�ذلك األبو�ن واألخوة واألقارب، وهنالك تفص�الت تحجب اإلرث عن هذا الطرف

فاصیل المعروفة والواضحة في التشر�ع.أو ذاك حسب الت

فلسفة الترا�� األسر� بنظم متعددة، ومتشع�ة هي ألهم�ة هذه النواة وسالمة تر�یبها ومتانة أسسها ود�مومة فاعلیتها...فهي ل�ست عقد زواج، وانما ��ف�ة إدارة الح�اة، هي ع�ادة � �عقد غل�� والنسب بین

وتشعب الصالت بینهما، وحقوق تترتب المرت�طین وما ینتجانه من أبناء على �ل هذا و�هذا العقد الغل��... إضافة الستقرار عائلة قد ��ون �سبب

Page 137: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

133

هذا، ثم أن المشاكل التي تواجه الفرد أو األسرة ال تواجه �انفراد. فمشاكل اإلنسان الذات�ة قد �عجز عن حلها مهما بلغ من ذ�اء وهذا ال یخل

، فمش�لة اإلنسان القابلة للحل والمستعص�ة �قدرته على حل مشاكل غیرهوالتي تحتاج لتدخل من اآلخر�ن غال�ا هي مشاكل تعل� �الفؤاد وترتكز على انط�اعات تش�لت �عیدا عن العقل لعائ� ما في عقلها، وتقد�م الفؤاد لها و�أنها قرارات حاسمة، لكن من هو خارج المش�لة م�اشرة سیدخل

رة ما لم �عتمد التأثر الحسي والتعصب ولن حیث�اتها إلى العقل م�اش�ستط�ع حل المش�لة لفقدان القدرة بذات النم�، واذا دخلت العمل�ة العقل�ة فستنتج حلوال غابت عن اإلنسان صاحب المش�لة ل�س لفقدانها، وانما التدخل هذا سیجعله �حیل الملف لعقله ومن ثم سیر� في الحلول

ي اقرب للتواف� من االنفصال واال فس��ون الجاهزة أو حلوال یجدها هو هاالنفصال إما الستحالة التواف� واالنسجام أو لفقدان عقل األمور حتى

والصبر عل�ه من شرو� العقد األذ�عند الوسطاء. عموما ل�س تحمل تكافئ من هللا نحو أخالقولهذا فتحمل أ� شيء في الح�اة البین�ة هو

وحاالت في موضعها. أمثالما ذ�رنا من

هذه الفاعل�ة تكاد توصف �الضعف الیوم عند المسلمین رغم احتفاظها �أر�انها �نتیجة للجهل والجاهل�ة، فالنفس�ة تمیل إلیها لكن الواقع الماد� والح�اتي وفقدان الدولة التي هي الر�ن األساس لحما�ة �ل هذا مفقودة،

مختلطا الصواب والوهم ف�ه إضافة إلى أن الفهم لإلسالم أص�ح نقال و وأح�انا الدجل والعادات والتقالید التي ال �فرق الكثرة بینها و�ین الشر�عة،

Page 138: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

134

فقد �حرمون م�احا و�ب�حون حراما. �ما أن فهم العالقة مع هللا مشوها نتیجة ضعف القراءة الم�اشرة والتف�ر، وانتشار ظاهرة التقلید وسرعة

لف عن المعتاد، والمیل العاطفي بدافع األح�ام المع�قة الجتهادات تختغر�ز� من غیر حراك اجتهاد عملي لق�ادة الواقع واستهداف البیئة الخارجي، فالزواج واالرت�ا� األسر� وانشاء الرحم، واألخالق التي تنبث� من �ل هذا هي أمور تعبد�ة ول�ست معبرة عن نزوة وانما عن عقل

ت عالقة مجموعة حیوان�ة لتحددها للمعنى والمغز� والمآل.....إنها ل�سالحاجة والغر�زة، بل هي صلة على إنشاء الرحم وسماها القرآن �التقو�،

((اتقوا هللا .... واألرحام)) .

الكلمة في اإلسالم مسئول�ة ألنها معبرة عن عقل لموضوع، فهي في الدن�ا یؤخذ علیها و�ها قضاء، وفي اآلخــرة حساب ، ما لم تكن معلومة

ها لغوا لكل من سمعها، واللغو ل�س �مستحب. وهي في العقود ال تكون أن .أبدالغوا

Page 139: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

135

األخالق المجتمع�ة

تش�ل األخالق المجتمع�ة الثقافة العامة للمجتمع، وهي ال�ارزة في الواجهة فإذا تشوهت ستتشوه الصورة عن العلة وفي معلولها، أ� عن

التي ین�غي أن تضئ من واقعها، الف�ر وعن األمة في جوهر حق�قتها و�ذلك في تبني الناس للف�ر لعملي في السلوك، وهذه مظاهر مخرجات

فاعل�ة منظومة تنم�ة التخلف في هذا المجتمع.

من المعلوم منطقا أن الحاجات والغرائز تحو� في ماهیتها دوافع االرت�ا� �شر�ة األولى، والتكتل، ر�ما هذا المنط� �فسر نظر�ا إقامة المجموعات ال

وطب�عة تجمعها فرض ق�ما أخالق�ة نوع�ة، �الشعور �االنتماء للمجموعة والدفاع عنها، إضافة الحترام خصوص�ات األفراد وم�انة األســـرة التي لها تمیز في هذه العالقات، وقد �فسر أ�ضا أن توسع هذه المجموعات ش�ل

دو�، لكن لكل من هذه الق�ائل والمدن والحواضر منها المدني ومنها البالمجموعات ق�م را�طة قد تز�د وتنقص �األهم�ة والتأثیر لكن �لها تص�غ الواقع الجغرافي �ص�غة عامة البد منها ل��ون تواصل. لكن لو أتینا إلى ماه�ة هذه العالقات فهي مستمدة من منطقها فإن الطب�عة ال�شر�ة في

قل�ة وت�این في القدرات التجمع ل�ست غر�ز�ة �حتة بل هنالك عوامل عوتنوع في القابل�ات والمواهب هذه المواهب تنمو �عوامل بیئ�ة لتبرز �صفة لهذه الوحدة ال�شر�ة، التر��ة، الوضع الماد� والمح�� االجتماعي، فبراعة إنسان ما وممارسته لعمل ما یجعله متم�نا منه و�ص�ح مهنة،

Page 140: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

136

عة محاولة االرتقاء للتكامل وه�ذا یتكامل المجموع، فالماه�ة في المجمو الذاتي لتكون وحدة واحدة في الواج�ات، إذن البد من محددات في التعامل وق�م ما تدیر هذا التكامل حتى �صل درجة اإللزام الضمني في واقع العمل�ة، فالطبیب یجد نفسه ملزما في عالج المحتاج له، إنها صفة

ها بل هنالك ما وراء الواجب، لكن صفة الواجب ل�ست ق�مة �حد ذاتالدافع لهذا االلتزام �ش�ل ت�ادلي، الحاجة مثال للمحافظة على الم�انة االجتماع�ة وهي من منطل� عقلي وغر�ز�، في إث�ات الكینونة أو األنا، بید أن هذا أ�ضا ل�س ق�مة عل�ا، فلو نظرنا أن هنالك اكتفاء في الحاجة

�ك هنالك دافع آخـــر، في اإلسالم الماد�ة س�قل التزام هذا الواجب ما لم اإلنسان مسئول عن العمر وعن العلم وعن اإلخالص في العمل ولكن أمــام هللا الن المحاس�ة تأتي من صاحب التكلیف وصاحب التكلیف هو هللا في عمارة األرض وخالفتها.. فاإللزام أمام هللا ول�س أمام غیره وهي

وننت�ه هنا أن �ل هذا �صنع طب�ع�ا مسألة عقد�ة تنطل� من التوحیــد. و�یئ�ا ولكن را�طه هو اإللزام أمام هللا فالبد من ق�م بهذا المعنى تقود حر�ة المجتمع وتنشأ ثقافته وتدیر حراكه لیتحق� هذا اإللزام وتتحق� الطمأنینة الضرور�ة والتي هي تحصیل حاصل في مؤمن بهذه الق�م �ق�م

أن هنالك انفصام وأن ما �عان�ه من مجتمع وثقافة مجتمع وال �شعرصعو�ات أو تحد�ات هو ن�ران لعمله واخالصه ف�ه فهو ال یتعامل مع مح�طه �ش�ل م�اشر وانما یتعامل لنیل الرضا بخدمته من هللا عنه ول�س نیل الرضا من المجتمع عن عمله أو عنه، وأن هذا اإلخالص المرت��

Page 141: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

137

ه المخلص أم لم �قدره فبذلك هو �ا� له ق�مة سواء قدر المجتمع جهد مستمر في خدمته لتحصیل الرضا الر�اني.

هذا الفهم سیبرز ق�مة أخر� عبر اإلخالص بل مجموعة ق�م... التواضع، مناعة ضد الغرور، الصبر، المح�ة للناس وان أخطأت، م�انته االجتماع�ة مهذ�ة األنا، مناعة عن الجشع، ومنها أ�ضا ق�م مدن�ة،

:قواعـــد األدب واألخــالقخفض الصوت في

المنادات للشخص من خارج بیتھ، االستئذان ند بالدخول، القاء التحیة ع

الدخولحســن الجلوس وتقدیر الوضع للشخص المضیف فال اطالة والوضع یشیر

باالنصرافنوع الحدیث وإدارتھ

للفائدة االستئذان عند االنصراف

خصوصا إذا كان االنصراف فردیا من

مجموعة جلساء

ود ملنع األمانة والوفاء �لعهد، تنظيم العق: األوامـــرت الريبة واخلالف، الشهادة الصادقة واصالح ذاالبني والرتاحم املتبادل خصوصا مع ذوي ات االحتياجات واالهتمام �ليتامى وذوي احلاج

ني، استثمار اخلاصة، التشفع للصاحلني وليس للخائناموال اليتامى لصاحل اليتامى كي المتوت دة قيمتها،الدعم حلرية االنسان �ملال واملساعجتاهل الستحصاهلا، العفو عند موطن العفو وعدمر وما االساءة عند الضرر والدعوة للخري وكبح الشحسان ميكن دفعه �حلسنة فهو اوىل فالعدل واال

قد واحلب العام رغم معرفة الكره عند املقابل فاملعرفة يصلح فهي االخوة بشكل عام، نشر العلم و

بني الناس دقة يف ولكل هذا تفاصيل يف القرآن وعلى وجه ال

التعريف

غشالنفس،ال قتل :احملظورات اموال على حق بغري واالستيالء انة،االم وخيانة والغري اليتامى

ظلمال الغري، اشياء الر�،خبس وا الغدر الشر، على والتواطؤ اءالقض غش السيء، عن الدفاع الشهادة، كتم افسادهم، او

فاعةللش والتدخل الزور وشهادة حاباص لتنجية او النفوذ حبكم خريةوالس السيئ الكالم النفوذ، لغيبةوا واالفرتاء الناس واحتقار الناس وا�ام والشتم والسب االدلة حبث وعدم �لكالم

سوء ،)يسمع ما بكل القول( عن البعد اليتيم، معاملة وعدم العام �لشأن االهتمام على مملساعد� لآلخرين النصح الصواب فعل

Page 142: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

138

المعرفة، وال�حث في الظواهر ومحاولة توس�ع القدرات....وما �تطو�ر جمع هذه الق�م وغیرها ما لم هنا محض مثل مم�ن توس�عه �التف�ر نذ�ره

��ن له جذر واحد فسیت�این نموه و�ض�ع نسقه و�ختلف ثمره ف��ون الصالح والطالح و�ح�مه الهو� و�فقد مدلوله الق�مي، وتتغلب عل�ه

ر�ه عوامل متعددة فال �ستقر �ه ال�شر وال �صل الغرائز ف�مسي تحالتوازن في مح�طه و�ین ذاته، هذه أوصاف نراها واقعا حین تفقد المهام الموصوفة �اإلنسان�ة ق�متها اإلنسان�ة ف��ون التعامل من خالل المنفعة فتمجها النفس المتز�ي منها وغیر المتز�ي �أقرب دافع هو األنا مقابل

س� ما تولده الحقد والكراه�ة واإلحساس �الغبن فهي أعمال األنا فتولد ا�ال یوجد ما یوازنها فتص�ح �مق�اس الذات فاقدة للعدل مع أنها ذاتها تشیر

للعدل إن توازنت وارت�طت �غا�ة رضا هللا.

الق�م تكون من الفاعل والمتأثر �الفعل، هنالك حقوق ال ین�غي أن تغم�، خر�ن على الفرد وعلى اآلخر�ن، والتسامح وهنالك حقوق ترتبها حقوق اآل

�الحقوق مم�ن في سبیل هللا، فحین ��ون أجــر ماد� مستح� على إنسان فهو ملزم بدفعه، لكن صاحب المال إن قدر أن �عفو فذاك یت�ع

غایته ونیته، فإن �انت � فهي عند هللا حتما.

تعالج النفس محفوظة في المجتمع وهنالك تشر�عات تعالج حفظها و التعامل مع حاالتها، والقوانین المنبثقة عن الشر�عة تعالج ظاهر األمر في الدن�ا وال تخلي المسئول�ة عن الفرد أمـــام هللا سواء في حالة ظلمته

Page 143: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

139

تلك الحیث�ات أو لم تظلمه أو ر�ما لم تستطع أن تضعه تحت طائلة تل لنفس �غیر القانون �عقاب.... فالحساب في �ل هذا عند هللا... فالقا

الح� أمـــام هللا قاتل للناس جم�عا فهو تجاوز على النظام والتكر�م لهذه النفس، وهو قتل الخیر الذ� في نفسه أ�ضا، وأن اإلنسان الذ� �عین نفسا على أن تكون بز�اتها ونقاءها وح�اتها فهو أحیى الناس جم�عا،

تى استطابت له ذلك أن اإلنسان�ة واحدة وتكرار العمل مم�ن ووارد مالنفس أو لم تجد رادعا لها عنه. وهذا الح�م في المجتمع ل�س حد�ا لیختصر الفعل، فهنالك من ین�غي أن �عوض أهل القتیل بد�ة، وتحر�ر رق�ة مؤمنة، ولهذا في الحق�قة معنى، أن الحر�ة لمستعبد ستعوض الخطأ من إفقاد إنسان لح�اته، وأمــا الد�ة فهي تعو�ض عن جهدهلعائلته... ق�مة أخالق�ة بهذا التشر�ع یلتفت لها من مجموعة ق�م �حتو�ه. القتل �الذات یز�د وزره �لما نضج المجتمع أخالق�ا عند المجتمع ذاته، رغم أن ق�مته عند هللا في أقصاها فهذا خل� هللا قبل �ل

شيء.

في الق�م التشر�ع�ة وأخالقیتها ضرور�ة لترا�� المجتمع، فإن لم تكن مأمن من غش وخداع، إن لم تكن في مأمن أن تستغل طیبتك، إن لم تكن في مأمن من الكذب والبهتان، إن لم تكن في مأمن من صدق التاجر وال�ائع وحف� الذمم، إن لم تكن في مأمن من السرقة للحقوق واألموال وتتوقع الغش و�ل هذا.... فكیف س��ون مثل هذا الحال مم�نا أن تجتمع

س، حین تعرض �ضاعتك فتبخس �ي تنال �غیر سعرها، حین تأتمن النا

Page 144: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

140

أحدا لمساعدتك في اخت�ار األفضل وتجد انك قد غششت، فما ق�مة الترا�� بین األفراد.... هذا في حق�قته �حو� ماه�ة تغلب الغرائز على عقول الناس وهو في حق�قته فساد للنفوس واتخاذها مسلك الشر اخت�ارا

طة في ه�ذا تجمع �شر� ل��ون �قوة مجتمع. فغل�ة الغرائز فال مجال لرا�والنفع�ة األنان�ة على الناس تجعل اإلنسان غر��ا في مجتمعه وان �انت أخالقه �أخالقهم..فأناة ترفض ظلمهم وأناة تظلم، وأنا أولئك تظلمه...... التشر�ع اإلسالمي في وقفة هنا حول أناس أجالف إلى رقة اإلنسان

المهمة فاندفعوا مضحین �أنفسهم لنصرة إنسان�ة اإلنسان.. وحساسة �نظرة في التار�خ �ح�اد�ة تر�ك معجزة سمو األخالق حین ترت�� �ا� وشر�عة هللا تق�م التوازن في األرض وتمنع الشذوذ والهو�... ال وجود إال للهو� فتذهب ق�مة الق�م بهو� ال�شر وتكی�فه لها حسب هواه وهذا ما

أور�ا وسلطة الكن�سة ومحاكم التفت�ش وغیرها ولم ��ن ذلك إال حصل في �سبب فقدان الشر�عة فاستبد هو� من ح�موا �اسم هللا.

فقد تكون هنالك ق�م أخالق�ة ستتجه للمثال�ة والطو�او�ة مع الزمن ف�ص�ح الهو� والجدل محلال لمضمونها، ألنها �ال شر�عة فاعلة مرنة

المتعدد مع تقدم العصور مم�ن، وأح�امها ومرنة تعني أن االستن�ا� ل�ست حد�ة أحاد�ة الوجهة �أن تفعل أو ال تفعل، وانما �ستن�طها فهم اإلنسان �سعة مدار�ه مع تطور العلوم والثابت فیها ما حو� المنهج، وهي أصال تعطي عدة توجهات للحل وتترك ال�اب مفتوحا لفعل ال�شر �ما

الخیر وسمو إنسانیته. ینسجم مع نفسیته وقراراته في

Page 145: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

141

الق�م األخالق�ة في المجتمع هي ق�م تتعامل مع مهمة المجتمع، وماهیته تلك الماه�ة التي تتغیر بنم� الح�اة والمدن�ة ولكن تح�م �الق�م الراسخة التي تقود وتؤطر األنما� المتعددة والمتغیرة مع تقدم الزمن، فال�عد

بل هو ضرور� ومن مهمته في الزمني یؤثر حتما في مدن�ة المجتمع االعمار، لكن هذا ال�عد �ما غیره من األ�عاد، ل�ست مؤطرة فحسب بل تدخل في ماه�ة المجتمع �ح�م دخولها في ماه�ة األفراد.... فإذا لم تك هنالك رعا�ة لها و�قانون منطل� من شر�عتها ومترسخ بإ�مان أفرادها،

تها هي بل تتغیر �ماه�ة الفرد أضحت تلك الثوابت عرضة للتغییر ال �ماهیو�التالي تتغیر في المجتمع، واألخالق اإلسالم�ة محفوظة �القرآن واال لضاعت حتما مع انقضاض العر� وأولها الح�م. لذا فللدولة ق�م أخالق�ة أ�ضا البد أن تدخل في ماهیتها ول�س �شعار عام ل�س له عناصر

ى محالت تسمى �اسم الث�ات، ف��ون محض �افطة من التي تعل� عل الصدق مثال وهي تغش ز�ائنها.

Page 146: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

142

أخــــــــــالق الدولة

أصل السلطة هو فرض القانون أو العرف، وأصل الدولة هي المهام،

والب�عة عقد والعقد میثاق تعبد� من أصل الع�ادة والتعامل مع هللا من خالل شرعه... فهو ل�س فرض إرادة أو سلطة، وانما إدارة الح�اة �ما یوج�ه هللا فال ظلم وال استبداد وال تهم�ش وال تفرد، ومن ح� األمة أن

فض عقدها مع هذا اإلنسان أو ذاك من لرؤساء ورؤساء الوزارة أو ت

: العالقات الخارجیةر الدعوة الى الخی: في السلم

وتجنب اثارة الكراھیة او االكراه والبعد عن الفساد، ن حمایة المسالمین والمحایدی

وحسن الجوارعدم المباشرة : في الحرب

:بالشر وانما الحرب للتاليالدفاع عن النفس،مساعدة

المستضعفین، قتال الھروب وال( المحاربین فقط

استسالم والخوف من الموت، الواجب الثبات،وحدة ، الصف والصبر والمصابرة

.)الحذر من المكائدد، الوفاء بالعھ( نھایة الحرب

مواجھة الخیانة بالحزم، الوفاء بشروط المعاھدة

)مضرة ام نافعةة االصــل االخوة في االنسانیولیس القتال لالنتقام والكراھیة واالبادة

: واجبات االمةحمایة النظام

والتزامھ، التشاور في االمور العامة،

ا، اتباع المثل العلیتجنب الفساد،

االبتعاد عن اثارة الفتن واالحباط او

، الشائعات

واجبات مشاورة :الرئیس

االمة، اقامة العدل في قراراتھ، حمایةالنظام والشریعة وماینبثق من قوانین،صون

االموال العامة، وتداول االموال بحیث ینصف الفقیر، حمایة حقوق االقلیات وحكمھا لذاتھا

، بقوانینھا

Page 147: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

143

الوزراء، بل حتى المدراء والعاملین، و�بدو أن هذا مفهوما في الس�اسة واإلدارة المطروح آل�اتها الیوم وان �انت ال تحمل الن�ة والتعبد �ما ال

لتي تحمل ذات التفاصیل، لذا نجد االستبداد في الح�م واستغالل الفرص اتتاح لل�شر متى تأكد انه خارج عن طائلة القانون، بل إن الح�ومات تتعامل من خالل الغرائز الحاكمة لها لذا فال تخلو منظومة من الظلم الن أساس ق�امها ل�س �ف�ر العدالة وان �انت العدالة شعار وهو غیر منطقي

عندما ترافقه المساواة.

وانما تفو�ض �ستوجب العودة إلى الدولة في اإلسالم ل�ست تو�یل مطل� األمة في األمور التي ال ت�ا�ع علیها، لذا فإن الب�عة حین تكون على العمل وف� �تاب هللا وسنة رسوله فهي في عصرنا الحالي البد وأن تحدد �منطوق فقرات دستور ونظام برلماني مؤهل لصنع القرار و�عرض �ل

ار�ا، وهذا في القرارات ذات قانون على األمة فإن س�تت عل�ه �عتبر سالق�مة التخط�ط�ة المح�مة ول�ست القوانین المسیرة إلدارة الدولة بتفاصیل ما، الناح�ة األخالق�ة في هذا األمر هي تحقی� األمانة في الوال�ات الكبر�، ومم�ن أن �عود البرلمانیون أو مجالس النواب والشور� لقرارات

بد من العودة �ه إلى األمة، فاعالن أخر� إلى الشعب، وقرار الحرب الالحرب ال �أتي �غتة أو دون أذ� حق�قي ورد العهود والعقود بین الطرفین

المتحار�ین.

Page 148: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

144

الدولة اإلسالم�ة البد أن تحق� العدل بین الناس، وأمـــانة الح�ام، وال تقتصر على المساواة، فهنالك من تظلمه المساواة وقد نوقش هذا

من رعا�ة اجتماع�ة فاعلة... تخط�� للقو� ال�شر�ة األمر.... البد ونوع�ة الدراسات المشجعة من الدولة ... التعاون مع الدول المح�طة والدول األخر� نحو عالقات وت�ادل خبرات واستیراد وتصدیر الخبرات العلم�ة والتقن�ة. هذا ما یتطل�ه الواقع العصر�، الدولة اإلسالم�ة لم تكن

ل ح�اة الناس إال �مساعدة الفقراء والمحتاجین وذو� تدخل في تفاصیاالحت�اجات، لكن في عصرنا حیث تغییرات معالم اإلدارة، فهنالك مجال واسع في الحق�قة إلدارة دولة اإلسالم �أ� نظام إدار� مم�ن أن �حق� نجاح و�حق� العدل. وهذا �أتي حق�قة من ح�مة �ون القرآن أتى لمعالجة

وادارتها، فهو مرن والتجر�ة ال�شر�ة في الح�اة المدن�ة متى الح�اة الدن�ا ما أدیرت �المفاه�م الحضار�ة للف�ر اإلسالمي بتشر�عه وثوابته.

نظام الح�م مهمة أخالق�ة

نظام الح�م مهمة وضرورة أخالق�ة، وما �میز اإلسالم �مظهره الذ� �فسر ر حاكمها ونزعه، على انه د�مقراطي من خالل وال�ة األمة وحقها �اخت�ا

هو المصداق�ة وتحقی� العدالة وان �ان مناصرها األقل�ة، فالعدالة هدف لق�ادة المجتمع ول�س الرأ� العام الذ� قد یخف� تماما في تحقی� العدل �ال نظام، فالنظام اإلسالمي قد ��ون في واقعنا تجر�ة إنسان�ة إال أنها

وأن أ� خلل في هذا �ارز تستند إلى ثوابت من التي تقود إلى العدل،

Page 149: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

145

وواضح �ما السواد في على قطعة قماش ناصعة الب�اض ال مجال للهو� فیها أن �ستمر وهو �حمل الشرع�ة الكاملة.

النظام الد�مقراطي وان عبر عن حر�ة الشعب �االخت�ار؛ لكنه ل�س معبرا عن ح� الشعب �االنتخاب، واالنتخاب ل�س االخت�ار، فاالخت�ار مفاضلة

ن أسماء وأشخاص مطروحة أسماؤهم على العامة من الناس ولكنهم بیمنتخبون واقعا من أصحاب النفوذ، فالدولة مح�ومة �أفكار صاحب النفوذ ومقاصده وان بدت �اخت�ار الشعب وارادته لكنها في الواقع إرادة خضعت عن واقع حال إلرادة النفوذ المتم�ن والمس�طر والمعبر عنه �حزب أو

وان �ان لهذه األحزاب انتخا�ات داخل�ة فاخت�ار الناس لالنتخا�ات أحزاب،الداخل�ة هو من انتخاب النخ�ة والنخ�ة هم المس�طرون والمعبرون عن توجه أصحاب النفوذ الداعمین لم�انتهم. أما الشور� فهي نظام عام ینتخب ف�ه الشعب �آل�ات مدن�ة مع سعة األرض قد ��ون الصندوق

تبدأ بنفس طر�قة النخ�ة، لكنها ل�ست اآلل�ة النهائ�ة احدها، وقد والوحیدة لالخت�ار بل مم�ن أن تنبث� آل�ات أكثر تعبیرا مع تقدم

١٩التكنولوج�ا والمعرفة وتقارب األقطار �االتصاالت

ما هو نظام الح�م؛ هو الدولة والسلطة جزء منه فإذا ان�فأ أص�ح معبرا حاكم ومح�وم وندرما ��ون الود بینهما عن السلطة دون الدولة، والسلطة

ألنها ه�منة غر�زة �طغ�انها على �ل�ة الناس.

يالحظ كتاب دولة اإلسالم يف القرن الواحد والعشرين املنشور يف موقع يقظة فكر لفهم منوذج ممكن يف مرحلة أولية قابل ١٩

للتطوير

Page 150: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

146

الدولة نظام، اقتصاد وس�اسة وقضاء وقوة دفاع عن الح�اة التي تش�لها لتحقی� العدل وتسمح �التوازن عند األفراد ل�صلوا إلى حیث الس�ینة

ر في اإلسالم واالنسجام النفسي، هي قوانین تن�ع من دستور والدستو ین�ع من الشر�عة، فإذا ما استقام العدل برواس�ه أضحى للقانون المتطاب� والشر�عة مطا�قة والنفس�ة ال�شر�ة التي هي البیئة المولدة والمح�ومة بنظام الدولة، هذا التش�یل الم�س� �عرضه المختزل �معالمه

اكم والمح�وم هو من یجعل الفرد قانعا �النظام فالعدل هو الوصل بین الحوف� خ�ارات المح�وم الذ� أتى �الحاكم والكل ملتزم بنظام مرتكز على شرع هو خ�ار قناعة حتى إذا ما أخطأ إنسان فال ی�حث عن مداراة من العقاب بل یجد انه البد أن یلتزم �ه، و�رد الحقوق إلى أهلها، فإن لم

فهو على یتسبب بإضرار للناس ولم �ك احد لینت�ه ما اغتصب من ح�قناعة بوجوب إعادة الح� إلى أهله، والحق�قة أن النظام اإلسالمي �ما ذ�ر في مواضع هنا ل�س نظام مقتصر على عقو�ات بل هو نظام في د�مومة إصالح وتصالح في المجتمع فهو یرتكز على أن المحاسب هو هللا في فهم اإلنسان وان المجتمع �قاضي وف� المعروف أو المشاع من

عل ول�س على الفعل ذاته، فما لم �شاع أو �عرف �ه الحاكم فهو بین الف اإلنسان ور�ه والقصاص هو ح�اة للمجتمع بتفصیل ما مر بنا .

هذا التوازن والعدل في التنفید والتشر�ع هو من یجعل التوازن والتصالح بین غرائز وحاجات اإلنسان و�ین منظومته العقل�ة لتكون مخرجات

�ة ذات ق�مة وهذا �له برعا�ة وتعل�م وتكافل المجتمع ��ل منظومته الكل

Page 151: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

147

فال یخاف اإلنسان على غده وانما �حاول أن �حسن تكل�فه الیوم و�خط� النجاز الغد ل��ون یومه أفضل من أمسه واال فقد خسر �الرتا�ة یوما عابرا.... هذه الق�م ال واقع لها في مجتمعنا الیوم ولكنها حولت قوما رعاة

حراء قفرا إلى دعاة وهداة للناس یواجهون الظلم وال �ش�ون �أنهم في صقاهروه، یهتمون لإلنسان و�قطعون دابر الطغ�ان وجنده... فكانت هذه الق�م تسعى إلى من لم تصل إل�ه ��ل ما عرف التار�خ من سلوك متمدن �حمله الرعاة إلى أهل المدن الذین ساد فیهم التخلف وانحدرت عندهم

أخالق عرفت �أخالق اإلسالم وسماها غیرهم �أخالق الفروس�ة �عد الق�م،أن تمنوها �خل� حمید، هذا الندماج یجعل اإلنسان مستقرا تماما و�عرف

الق�مة التي �ملكها و�علم أن الح�اة شيء والع�ش شيء آخــــــــــــر.

ت الدولة ل�ست السلطة ألنها تستعین �مخرجات األفكار والحاجات والرغ�اوالتطلعات من المجتمع وترشدها �التخط�� لتصنع منها أهدافا تنفدها �طاقات الشعب نفسه، التعل�م وتوج�ه مآله واحداث آل�اته، الرقي االجتماعي �األخالق ودراسة حیث�اته و��ف�ة سد الثغرات في العوامل المثیرة للغرائز والحاجات، التخط�� واإلحصاء والترشید والمراشنة �لها

عمال إدار�ة تحتاج لدولة، أمـــا السلطة من أجــل السلطة فال مناص من أاتجاهها للظلم والفساد حتى ولو �انت �اسم فرض القانون....الن الغا�ة هي اإلنسان ���ف�ة خلقها هللا والقانون وسیلة لحما�ة منظومته واالرتقاء

بها.

Page 152: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

148

األمانة فهي سلوك الح�ومة تقوم على األمانة والعدل في اإلسالم، فأما أخالقي من الحاكمین في حفاظهم على ما اؤتمنوا عل�ه من خ�ار الناس لهم وما وضعه الناس من ثقة بهم على أموالهم وأمنهم وح�اتهم، وأمـــا العدل فهو حسن تطبی� القانون واالبتعاد عن المحا�اة وتبر�ر المنافع

األمة �المخاتلة في لطائفة من الناس ومنع أخــر� أو اإلساءة لعقیدة تطبی� شرعها.

العالقات الدول�ة أ�ضا تخضع لنظام أخالقي صادق وصر�ح ال مراوغة ف�ه وال ز�ف تحف� الحقوق حتى لمن تختلف معه أو بینك و�ینه حرب، و��ون المسلم والمجتمع والدولة ضامنا لح� قد یجهله المتعامل مع هذه

�م�ن أن یتخلى عنها اإلنسان واال التصن�فات، أنها إنسان�ة ذات ق�مة ال اختلت �رمته �اختالل قواعد تكر�مه ومعامالته.

الدولة مسئولة عن إعالة من ل�س له عمل لحین تجد الدولة له عمل، مسئولة عن الس�ن والنقل والحر�ة، مسئولة مالئمة مال�سه لألجواء وحسنها، رغم أن نظام التكافل الفرد� واألسر� والعائلي والمجموعات قد �قوم �الكثیر لكن المسئول�ة األولى للدولة لكونها تدیر الملك�ة العامة وثرواتها وتداول األموال �الز�اة وأصناف من الصدقات وما �قتض�ه

المجتمع من حاالت قد تدیرها الدولة تنظ�م�ا.

Page 153: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

149

الفصل الثالث : تعریف األخالق

األخالق �لمة عر��ة صرفة معبرة عن الخل� ، وهي �لمة عامة ـــ وف� ة سا�قة فهمي ــ تصف الفرد والمجتمع وأ� ظاهر السلوك وف� ق�م معروف

أو عاملة، ولعل الترجمة ��لمة األخالق عممت المنقول عن التراث الغر�ي بید أنها أعطت تلك الق�م والدراسات والفلسفات فوق ما تعن�ه

) وتعني العادات الخلق�ة Ethiqueحق�قة فألخالق أتت من �لمتي ( ) وتعني األعراف فالجملة في المعنى هي وجود Moraleو�لمة (

�اس لسلوك ما إلى متعارف ما وهذا وف� تعر�فها المنقول ال �عد منطقا مقأمر ثابت وانما نسبي وف� تغییرات المجتمع، و�التالي فإن وضع المقاس �مق�اس �فقده المصداق�ة آخــر هو اإلنسان ومجتمع �ش�له وف� أعراف یتف� علیها، فمن العبث القول أن هنالك ثابت بهذا المعنى أو

لهذا حول المهتمون �الفلسفة ال�حث عن ثابت �ق�سون عل�ه فتجد ق�اس من �عد الثابت هو العقل، ومن المتأخر�ن نسب�ا �عد االلتزام �الواجب هو األصل، ومنهم من رأ� العلم هو المصداق�ة ومنهم غیر ذلك....وتوجه فالسفة مسلمون بتوجههم وعلم الكالم انطل� من التحامه �الفالسفة

ن األخالق والخل� في اللغة العر��ة أوسع معنا وأكثر رسوخا ناسین أووصفا، وأن ما رقي في المعنى �مرتبته قاصر عن سد المعنى �سعته... فاألخالق �مفهوم �حتاج إلى المصدر المعروف والمصداق�ة التي تنحى �ه

٢٠إلى أن ��ون له شامال معبرا عن المعنى المراد.

الحظ موضوع األخالق والسلوك ٢٠

Page 154: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

150

تدفعنا لتصو�ب و�لورة فلسفة إسالم�ة أو ( الح�مة هذا احد الدوافع التي اإلسالم�ة ) تعید شیئا من التشتت الذ� أصاب السا�قین ومازال تأثیر مساراتهم تشتت واقعنا �مز�د من األسئلة الغیر محسومة بل التفسیرات التي ال تتطاب� وفلسفة اإلسالم وتعدد اإلله وتوحد المخلوق �أوصاف

وتحو�ل المحتو� ال�شر� إلى قو� غیر مصنفة ل�ست علم�ة مفهومةفتسمى القوة الكلب�ة أو القوة الغضب�ة، أو القوة الشهوان�ة، و�أنها قو� منفصلة غیر متصلة متصارعة غیر متداخلة، إن من أكبر اآلثام �ح� الفلسفة أو طلب الح�مة التي ارتكبها فالسفة مسلمون �الفارابي وابن

م هنا وهناك هو القرار العام المعبر عن تكفیر سینا ومن سار على منهجهسفة والتي لو ترجمت �حرفها فهي أو اشمئزاز المزاج العام من �لمة فل

حب الح�مة ) �مرادها العر�ي اللغة... وهللا جل وعال وصف الح�مة (

االخـــالق االسالمیة

المصدر ھو القرآن الكریم

المصداقیةھي االیمان

فةمصدر منطلق االخالق عند الفالسالعادات

ethique

Morel االعراف

السلوك عند المسلمضمان الجنة السعي لالنضباط

بالشرع والدین

Page 155: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

151

�طر�� للدعوة وجعلها فضال �بیرا وعظ�ما من لدنه هو الرحمن الرح�م... ملتزمة �الفهم والتفسیر بتف�ر وتدبر واستن�ا� بید أن هذه الح�مة ال

المعلومة من �تاب هللا الشامل الكامل الذ� سدت آفاقه �غ�ة سد ذرائع المتمنطقین والمتفلسفین وف� ما ذ�رنا، ونر� من ناجهم �نتاج ابن سینا مثال ما �عتبر مشینا فعال وقصور الح�مة في موضوع الح�مة، خصوصا

لة والنبوة... أمـــر �فتقد الح�مة القر��ة من ید�ه في توص�فه � وللرسا وهي القرآن الروح التي أوحى هللا من عنده لرسول هللا.

تهافت

ر الفلسفة �الح�مة في یفسبتأن الدعوة التي أصاب بن رشد حین قال قول هللا تعالى ( وأدع إلى سبیل ر�ك...) فكانت الح�مة أولها، والح�مة

عم� الفهم، في مستو�، والموعظة في آخـــر، ب�ان ورزانة العلم و والجدل له مقام ومقال عند قوم آخـــر�ن، فالدعوة بهذه الوسائل هي

األساس �ل لمستو� تقبله وفهمه.

Page 156: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

152

لقد سعى الفالسفة بوضع عوامل ( اإللزام، المسئول�ة، الن�ة والجهد،

یناقشون الجزاء..) أمــام قواعد یرونها �عدها �شر و�لزمها �شر، وهمالحر�ة بل أنهم تمادوا إللزام الخال� �الفعل وما یجب وال یجب، و�ل ذاك ت�ه ال قرار له ال منطقا وال ماه�ة وال فلسفة أو ح�مة صراحة، فوضع المحال ال �طاب� المراد للحال، فكیف یتسنى أن �ضع الملزم إلزاما ملزمه،

ان �ان استنتاج والناقص یلزم ص�غة فعل لكامل، والمخلوق للخال� و لمنط� فهو ال �طاب� الماه�ة �أ�ة حال. لكن نس�ان المعلوم من التوحید غفلة أو تقلیدا والتزام الف�ض نظر�ة وتحل�ال ومطا�قة ما ال �عقل على ما �عقل أمر ال �ستحیل إال لت�ه �حیود مهما �ان �س�طا إال انه ال �صل إلى

ستق�مة لتطاب� االنحراف، المرمى والهدف فتحذف الحقائ� عن معرفة مو�بتعد عن الثوابت بتحر��ها، وتشوه المعاني بتأو�لها غیر مفسرة وال مبررة إال بلي المنط� أو الماه�ة الستن�ا� ح�مة في عقل معقول �غیر

المسئولیة االلزام

الجزاء دوالجھ النیة

Page 157: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

153

زمنه ومفارق لعلم حدیث وصل إل�ه أما لسوء النقل وشحته �ما حصل بدو غیر �اف لوصف البن سینا، أو �غض الطرف عنه �ما للفارابي فی

الحق�قة، بل لعل علم الزمان لم �م�ن اإلنسان من عقل الكثیر مما هي متاحة في زماننا ومبذولة.

�قت الفلسفة في منطقها النظر� �عیدة عن التطاب� والواقع إما لتغییر الواقع فال تعود األسس في االنطالق ذاتها �أسس مع�ار�ة، أو أنها ال

وض�ح النظر� للف�رة التي ت�قى موضع الجدل، تملك اآلل�ات إال التوالمعرفة �الشيء ل�ست �اف�ة اللتزامه وان �ان حقا ثم أنها قاصرة �الفعل عن مالمسة النفس ال�شر�ة وصفا وتمح�صا وتعر�فا لماهیتها، فال ��اد فیلسوفان یتفقان على أمر بتطاب� ذلك ل�س قصورا في الفیلسوف بل

بتغیر الوضع االجتماعي في الق�اس فكان قصوره �المستند المتغیرالعامل فعال هو القانون المرن المستن�� من وصف الواقع ول�س المثل

العال�ة التي لم تصل إلى جذر حق�قة أمرها لتنبت بورق وثمر معلوم.

االنحراف في األسس التي تقوم علیها األخالق ل�س ��وارثي في حالة ة، بل هو وان عد عدمي لفراغ في اختصاره على المجادلة بین الخاص

أساسه ومنتجه إال انه �ص�ح خطیرا عند تحق� اإلرادة في تطب�قه على عدمیته، فنصل �مجمل التطب�قات إلى نظر�ة جمیلة غیر قابلة للتحق� وهذا ما حصل والشیوع�ة مثال إلى أن انهارت �عد نحو قرن من الزمان

Page 158: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

154

وحول العالم �أثمان �اهظة دفع ثمنها اإلنسان في االتحاد السوفیتي أح�انا.

إن الخلل �النظر�ة الجماع�ة یؤد� وال شك إلى تحول نحو فرد�ة موحشة في التجمعات القائمة على اقتصاد صناعي أو زراعي �م�ننة حدیثة... وهذا ال ینسجم وطب�عة اإلنسان وال �م�ن رؤ�ته عمل�ا إال من خالل

من رؤ�ة صاحب المال أو المصلحة إخفاقاته اإلنسان�ة، �صناعة تنطل� وما تعبر عنه طموحاته وآرائه و�قدرة نفوذه ال علمه، وقد یدخل الناس في خلل، الفترة التي تصادمت بها األیدلوج�ات والمتمثل حض�ضها في الحرب الكون�ة الثان�ة، أطلقت وحش الجهالة ذ� اإلم�ان�ات العلم�ة

آیلة للسقو� بل عبر عن وأسقطت منظومات ق�م�ة هي أصال مشوهة و سقوطها ذاك االصطدام مهما غلف ��لمات تعبر عن ق�م أخالق�ة وغیرها

وما زال هذا الطبل األجوف �قرع في مسامع الجوعى عن األمن الغذائي، وعن السلم العالمي �فقدان األمن، وعن رعا�ة القو� للضعیف �اله�منة تارة واالحتالل تارة... �ل هذه من

د�ة التعامل المتخذة من منطلقات فر القانون لر�� أواصرها ولكنها واقعا مح�ومة �القانون لوالء أقل�ة من

الناس متنفذة فعال �المال والروا�� الها�طة.

Page 159: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

155

الص�غة الفرد�ة قد تكون ایجاب�ة تعید توحید المجتمع بتوفر وسائل ص�ح التوازن والعدل، لكنها تقود إلى أنان�ة �غ�ضة إذا فقد التوازن، و�

اإلنتاج الفعلي ألناس محددین �عرفون من أین أتت األش�اء واألفكار و�یف �غض النظر عن أخالقیتها، هذا م�ون �شر� مفسد في األرض حق�قة، لكن ت�قى عمل�ة اإلصالح �الس�ر في القهوة فعند إضافة الس�ر إلى القهوة سیز�د حجم السائل في إناءه، وحتى لو حر�ناه وذاب ف�ه

حالوة للقهوة لكن القهوة ست�قى بلونها وفعلها إنما هي أكثر س�عطي استساغة لمن �حبها ه�ذا...فالفرد ال �غلب على المجتمع �ق�مه وان �ان یجمله ما لم �حمل أسس لق�م أخالق�ة واضحة راسخة وقد ��ون نوعا من طعم أو لون أو حتى تحفة أثر�ة غال�ة عز�زة، قد تكسر وترقع إنما هي

و�ة لها ال تتحرك.في زا

المدن�ة والتقن�ة تفرض سلو�ا ما، لكننا ال نستط�ع اعت�اره قائما و�د�ال عن األخالق والق�اس �سقو� القد�م �ح�م اختالله في األسس، هذه الق�م التي �حو�ها قانون وتنفد تحت شعار س�ادة القانون ال تش�ل مجتمعا

عت�ارات، وتخفي في داخلها حق�ق�ا وانما تش�ل نم� لح�اة متسالمة على انفوذ یت�ع منهج �ما �م�ن تسمیته النفع�ة والعوائد وال یهم شيء آخــر إال �التعبیر عن أمن�ات تقاس حق�قة �المنفعة والعوائد.. تجرد عن اإلنسان�ة

Page 160: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

156

بل�اس إنساني دعائي في جوهره وأنشطة تل�س اإلنسان�ة ولكنها تخدم

ه الف�رة العمل�ة بدعا�ة إعالم�ة ترغی�ة ال النفع�ة حق�قة.... تدور هذتكشف حق�قتها وانما تروج للف�رة �ظواهرها ومظاهرها مع ترم�م حرفي للمخرجات، فیتبناها الناس �سطح�ة فتكون عاملة مش�لة لنم� موضعي من التف�یر بها �هدف وه�ذا تبنى لها مصداق�ة الطلب ول�س مصداق�ة

المخرجات.

ولیة النظام الدنیوي محمي بالزام اآلخرة والمسئ) الجزاء(امام هللا وتقییم النیة والجھد

في اآلخــرة امام هللا

ح ما لم یفتض عقلھ ونوایاهمن سلوك

ام في الدنیا اماالحكام

ھیحاكم سلوك

Page 161: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

157

ال عن الروا�� الق�م�ة التي تستوجب إلزاما دائما بنوع اإلنسان ال ی�حث فعما، وال ی�حث عن تلك التي تجعل إلزامه ذات�ا، وفي عالقته مع خالقه واإلسالم هو المتفرد في هذا حق�قة ألنه �عطي شر�عة مرنة وا�مان و�الهما مرت�� �السلوك وقائمان على أساس التوحید المنبث� عنه العدل

�ل شيء �عبر عنه �التوازن في المفاضلة الح�ات�ة �صورة ممیزة فيوعن أمــانة محمولة.... فنر� �عض الفالسفة أو المف�ر�ن في عصرنا

.. وال �قول إني ح�مت على فال یهمناالحدیث �قول ما دام فوق الحسي الظواهر وما تعمقت أو شددت العزم لمعرفة الحق�قة وانما انطلقت من

عن المحتاج لجهد في الطلب.... أو قرأته خالل المعروض واستغنیت�ف�رة مس�قة تنفي شرعیته... تلك مش�لة في الغرب وتعاملها مع اإلسالم حین لم �فلح أصحاب األد�ان األخر� �االحتفا� (�الرع�ة ) لكنهم استطاعوا تجنیبهم عن النظر الموضوعي لإلسالم، والمش�لة أن ضعف

ید وعتمة الفهم عندهم جعلت واقعهم المسلمین أنفسهم وغشاوة من التقلیتأثر بهذا اإلعماء، إضافة إلى ال�عد العاطفي الك�في الذ� �سب�ه هذا الض�اع في عرض األقالم للمسألة األخالق�ة حتى في واقعنا ... نوع من اإلعماء أصاب العالم والسبب هو األخالق نفسها وتدنیها حق�قة عند

إضرار �بیر �ال�شر�ة حین تتخذ الق�م حملتها أو مدعي ملك�ة الحق�قة، التعصب وهو مسألة غیر أخالق�ة لتثبیت ق�مة أخالق�ة ، إذن ال أخالق منذ البدا�ة وال مصداق�ة، هذه الطائف�ة ر�ما غلبت حتى على السن

المصلحین الصادقین.

Page 162: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

158

المعروف والمنطقي أن ال نها�ة في الزمن لفعل اإلنسان، فكلنا �موت موت یوقف آماال عر�ضة ونوا�ا لم تتحق� بتمامها، لم أر حین �موت وال

أنسانا ل�س له من األمل أو انتهى أمله حین موته، وانه استنفذ ما یر�د من الح�اة... إذن فهذه الالمتناه�ة البد وأن ��ون لها هدفا ل�س مثال�ا وال وعود هالم�ة بل حقائ� فیها محددات األخالق التي صاغها الفالسفة

ولكنهم وضعوها إمام اإلنسان وذاته فكانت نظر�ة ناقصة تفتقد فعالالهدف والجذر والمصداق�ة إال األخالق لألخالق وهذه �ال أسس حق�ق�ة،

Page 163: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

159

فاإللزام والمسئول�ة...الخ البد أن تكون إمام قدرة وقوة ل�س �أن تقول لك یجب وال یجب أو سر ه�ذا وا�اك من الخطأ بل قوة تقول لك أنت حرتماما واختار تخطأ وتصیب فتلك حق�قتك، ودوما بإم�انك أن تعدل للصواب... خطأك ل�س خطیئة، فالخطیئة ال تكون مع جهل بها، وأن اإلنسان مم�ن أن یخطأ ومتى علم یتوب، ول�س على الخطأ من عقاب بل له في اجتهاد خاطئ أجـــر وثواب فل�س هو �طب�عته مجرما وانما هو

م �العقل وجر�مته الكبر� انه �ستعبد عقله للحوادث خل� هللا الم�ر وحاجاته وغرائزه، أ� یجعل نفسه عبدا لغیر هللا الذ� حرره أصال �ماه�ة صنعه فكانت إرادته حرة و�ل هذا بإرادة صانعه، یر�د منه أن �ستخدم منظومته العقل�ة، ومنحه ما �سهل لفهمه المح�� وانزل على رسوله

. لم یتخل عنه، لم یر�� إرادته �أحد غیر ذاته هو، البینات فهو ح�اة..فاإلنسان �امل اإلرادة واالخت�ار والعز�مة. ل�س ه�ذا ودون عظة بل في

حقائ� ومعلومات�ة تختصر له من الزمن الكثیر �عمر قصیر.

Page 164: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

160

في واقعنا المعاصر عادت الجاهل�ة والوثن�ة فقد دار اإلنسان ل�ض�ع مرة هة حجارة أو شمس أو قمر أو نار، تلك �انت الحاكمة أخـــر�، لم تعد اآلل

قبل تطور المدن�ة، لكن اآللهة الیوم من صنع اإلنسان أ�ضا، وهي آلهة مدن�ة متطورة، الیوم هنالك س�ارة وطائرة وصاروخ قاتل، لم �عد أكثر أنواع الف�ضان مخ�فا فالتكنولوج�ا س�طرت على األنهار �السدود وغیرها

اصیر والتسونامي.... أضحى اإلنسان عبدا لغرائزه رغم وجود األعوحاجاته في جوهرها ولها وجود عملي مما �سد الحاجة و�ش�ع الغرائز بدرجات من قرب اإلنسان لهذا اإلله الجدید الذ� ال �سعى اإلنسان إلرضائه بل �سعى ل��ون هذا اإلله مرضي له... ولكن �ل هذا بثمن من

االنسان واالختیار

كامل االرادة

حر

یملك العزیمة والقرار

االنسان لیس شریر ولكن ممكن ان یفعل

الشر

Page 165: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

161

للح�اة حق�قة وال ق�م عل�ا إال �الشعارات اآلن�ة تیـــــه وهرولة �ال معنىومجالس الكالم...إن اإلله لم �مت عند االنسان الالدیني ولكن ماتت اإلنسان�ة التي یتطلب إعادتها للح�اة، فاإلله تحول في ع�ادة الزائالت. لقد شید اإلنسان تكنولوج�ا الدمار ال اإلصالح، و�یف ال ومن �حرك

لمعبود غر�زة وحاجة ال تح�مها إال( أنا إبل�س ) التي العابد وظاهر اتبناها اإلنسان. تلك التكنولوج�ا العم�اء التي هي نعمة في حق�قتها لو

عقل اإلنسان مسار ح�اته وعرف لم هو إنسان.

حتى التصح�ح للف�رة النفع�ة والتي أتى بها (رولز) لو نظرنا إلیها فكرة أخر� منافسة قد تهدد لوجدناها بدافع خطر على النظام من

�انتشارها بین الط�قة المستغلة الضع�فة من الناس ، �أن توجد شعارات رنانة جذا�ة بدیلة، ر�ما لم ��ن رولز األول في طرحها لكنه طرحها في الوقت المالئم لتتبنى الط�قة المه�منة نشرها، ور�ما تطبی� �عضها لتولید

یتف� معها �أساسه فهو نوع من األمل. وهي ق�م أخالق�ة في نظام ال

Page 166: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

162

النفاق في التبني وأفكار ال تنتمي، بل هي ترق�ع واضح لظلم فاضح. ولعل تصح�ح الفیلسوفة األمر���ة ( مارثا نوس�اوم ) في نقدها للنظر�ة بین صحة ما اذ�ره هنا �أن النظر�ة ذات طا�ع س�اسي ول�س فلسف�ا ،

المؤلم لل�شر�ة الذ� ال �ستند على أن هذا التصح�ح �اق في نفس المدارألساس قو� رغم عظمة المنطل� ( الكرامة اإلنسان�ة) لو أنها وضعنها �حق�قة جذرها الف�ر�، ذلك أن رؤاها ورؤ�ا (مارت�ا سن) هي ترم�م لترق�ع هو في نظام متكون من مجموعة من الرقع ال من محجة ب�ضاء، �حاول

ملونة والمزر�شة أن یخفي �شاعة هذا النظام ( النفع�ة) بهذه الرقع النحن نر� تأثیرها على اإلنسان�ة و�وضوح رغم افتراضنا المقارب للحق�قة أن هؤالء الفالسفة �عملون بنوا�ا حسنة. فلم �عد هذا النظام قادر على أن �حق� تلك الكرامة اإلنسان�ة، والبد من منظومة أخر� تفهم �صواب

المعدلة رغم أنها �حاجة إلى تعدیل فهي �ینونتها ومرونتها ألن هذه الق�م �حاجة إلى أسس �فتقد لها النظام.

Page 167: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

163

النص القرآني نص مرن له وصف وق�م أساس�ة لمراحل من التم�ین، في النشء للمجتمع ومع تطور الوضع المدني والنهوض الحضار� تأخذ الق�م األخالق�ة ش�ال متبلورا للمجتمع، ل�س من قالب محدود �أ�عاد بل

ن المم�ن أن یدیر ح�اة بدو�ة وح�اة مدن�ة في عصر واحد، ومجتمع م في طور النشوء وآخر ناشئ.

األخالق القرآن�ة ال تخاطب اإلنسان �التقد�س والطالسم وانما �الوضوح والسؤال والمناقشة، ول�س �سؤال وجواب مقدس دونه الجح�م؛ فهي ال

عل لها أهدافا أخالق�ة تضع قیودا على تطور الح�اة المدن�ة ولكنها تج

دولة شریعة•والیة امة•

حیاة مدنیة

مدنیة راقیة•مدنیة •

متواضعة

فرد اواسرة

تعامل داخلي•تفاعل مع •

البیئة

Page 168: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

164

تطب�ق�ة عمل�ة توجهها لالعمار ال للدمار، بل تأخذ دقائ� الحاالت في المجتمع بنظام تكافلي أخالقي منظم وال شك فمن وضعه هو خال� الكون واإلنسان وجعل الناس شعو�ا و�ینها ت�این واختالف، �ما أن هنالك

ون بتكر�م هللا اختالف وت�این في قدرات الناس، وحقوق واج�ة الصلإلنسان مذ خل� اإلنسان، ونحن نر� النظم االقتصاد�ة التي تضع العرض لتحفیز الطلب تجعل اإلنسان في عالم األش�اء غائصا ال ��اد �متلك من الوقت للصفاء وعرض أموره على عالم األفكار وانما �سیر طو�ال قبل أن �ف�ر بخطأ توجهه. والدولة التي ه�منت على تفاصیلالح�اة تتخلى عن الخدمات مثال بوضعها في فوهة الجشع، في حین تصرف عوائد الضرائب التي وضعت لهذا الغرض في تأكید سلطتها خارج حدودها. نظام هش یدار� فشله �الدعا�ة واإلعالم وخوض الحروب التي

هو ناجح فیها فعال �قوة تدمیر.

المضادة والتي یؤ�دها إن خطورة اإلعماء الذ� تقوده العصب�ة والف�رة واقع المسلمین الجاهل لإلسالم سلو�ا وفهما لإلسالم تقف حائال أمام وصول فكرة اإلسالم وحلوله بل االستن�ا� منه استقرار العالم ��ل من خالل التوازن ذلك التوازن المفقود الذ� جعل �عض الفالسفة یرون أن

ن �م�ن تلخ�صها من العبث�ة االستمرار �ال�حث وأن سعادة اإلنسا(الشيء مهم) عندما ��ون موت األمل هو قمة السعادة، وأن األمل عبئ �بیر وهذه الفلسفة التي �سمونها �الواقع�ة إنما هي فلسفة وصف�ة للواقع

Page 169: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

165

تشیر إلى عجز الفیلسوف عن عالج الحال أو حتى اقتراح مز�دا من لف�ر� ال�شر�.االقتراحات لدفع اإلنسان �ما عمل له �عم� التار�خ ا

في الغرب تجر� عمل�ة فكر�ة رغم هذا العجز والتحوالت، واستبدت النفع�ة ، المش�لة األخر� أمـــام اإلسالم �حل هي النظرة الجغراف�ة لإلسالم والتي تحدده �قوم أو مجموعة �شر�ة، والمش�لة أو الحاجز األعظم نظرة

انط�اعهم عن تسم�ة المف�ر�ن لإلسالم من خالل انط�اعات ومنها اإلسالم �الدین، في حین أن اإلسالم هو ل�س دین فق�، وهو ال �ش�ه المس�ح�ة وال الیهود�ة في تفاصیله، تلك الیهود�ة والمس�ح�ة المعروفة

في الغرب.

إن األخالق في اإلسالم تعطي توازن الح�اة من خالل الشر�عة والدین، د�مومة المهمة ال�شر�ة في عمارة فهي حافز لألمل والتف�یر واالستن�ا� ل

األرض وخالفتها، الخالفة تعني الساللة واستمرارها إلى أن �شاء هللا وعمارتها هي فاعل�ة الح�اة �منظومتها التي تشمل المنظمة التي هي اإلنسان و�مجموع هذه المنظمات تكون الح�اة، منظمات ال تتشا�ه أبدا

ئ�ة والعالقات والسلوك الواعي لهذا وانما تتناغم إن قادتها الطر�� الصاالتنوع واالختالف وادارته بنوع من الالتعصب وانما الفهم المشترك لقبول االختالف �حق�قة، وأن األكثر�ة لن تف�ر �طر�قتك أو تؤمن �ما تؤمن �ه ولكن تجمع�م جم�عا المهمة، فاإلنسان وما �عتقد هو حر تام الحر�ة،

في نظام، وأن الحساب �له عند هللا وأن وعالقة ال�شر ب�عضهم عالقة

Page 170: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

166

سعي اإلنسان ل�س �عمله الظاهر، وانما بهدف سالمة القلب ( حیث القرار ) عندها ��ون عاقال لفعله مصو�ا له ال یتعامل مع اإلنسان اآلخـــر إال من خالل مخرجاته، ن�اته وما إلى ذلك فهي � وحده ول�س من و�الة

انه خل� فردا و�ع�ش ��ینونة حرة عاقلة و��عث إلنسان على إنسان، ذلك یوم الق�امة فردا...إن األمل هو الدافع لالستمرار وهو الذ� �عطي اإلنسان حیو�ته فإن لم �ك هنالك أمـــل فهنالك الشيء وهنالك خواء ال �م�ن أن تجد الق�مة في الالق�مة وأن ��ون لك وجود من ال شيء وال

وأن العجز تمام العجز من دواع�ه فقدان األمل �ستمر اإلنسان �ال شيء، فهو ال �عطي معنا للعمل وانما �ستعبدك هذا العمل بدل أن ��ون من ضمن األمل ولكن ضمن نظام من ماهیته التوازن وهدفه العدل، أمـــا إذا جئنا إلى نظام ال �م�نه تحقی� العدل وال اعني المساواة �ظاهر معناها

ن القدرة على االستمرار واح�ا� ال نظیر له، فالمسألة فإن األمل �عني فقداهي في النظام المعمول �ه ومصدر التشر�عات والقوانین ومصداقیتها في تحقی� العدل ول�س الرضا بواقع الحال فحسب، فذاك عین االستسالم

الذ� �قود لل�أس مفرحا �ان أم مفجعا.

�ة إن احتسبت �، أعمال اإلنسان الیوم�ة وال�س�طة هي أخالق إسالمالكالم �صوت معتدل یناسب الم�ان، تحو�ل الهاتف النقال إلى الالصوتي في الم�ان العام، االبتسامة الهادئة، االعتذار عن السهو، اإلصغاء....سلو��ات �ثیرة وقد تبدو عاد�ة حتى معاشرة الزوجین

Page 171: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

167

خالفتها ل�عضهما �لها حسنات ما دامت التزمت الن�ة � ولعمارة األرض و واحترام خل� هللا.

Page 172: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

168

األخــــــــــــــالق والسلوك

لنمیز قل�ال بین األخالق والسلوك، وقد قلنا أن السلوك هو ما �عبر عنه التصرف لإلنسان ضمن مجتمع ما، أو التصرف المح�وم عل�ه من ثقافة مجتمع ما، أما األخالق فهي أمر آخر وقلنا أنها منظومة ق�م�ة ق�اس�ةول�ست مثال�ة وانما عمل�ة ترتقي �اإلنسان�ة في المجتمع وتقود

منظومته..... فالناس تر� األخالق �التالي:

والحق�قة أن هذا سلوك معبر عن الثقافة �ما �م�ن أن ن�ن�ه بنم� ح�اة یتعامل مع النفس�ة لإلنسان

Page 173: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

169

الح�اةوالسلوك له مشارب تعتمد على النم� الذ� یدخل ف�ه الدین في

Page 174: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

170

في المجتمع اإلسالمي هنالك الشر�عة، واإل�مان الذ� هو الدین فالدین جزء مترا�� من اإلسالم ��ل، والشر�عة هي النظام الضا�� للمجتمع والحقوق �أخالق�ة الق�م ول�س �شيء آخـــر، والتنفیذ أو السلطة التنفیذ�ة

لمجتمع ضمن مح�ومة ول�ست حاكمة �ذلك �ق�ة السلطات تقاد �عقیدة ادستور مستن�� من الشر�عة لعصره وقوانین مستن�طة وف� الدستور لتعر�ف الصالح�ات، ولو طب� هذا فس��ون اإلنسان هو محور التعامل بین المجتمع �ح�اة مدن�ة ال عالقة للدین �اعتقاد عند الفرد بل الرا�� هو

الق�م المه�منة على الثقافة العامة للمجتمع

Page 175: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

171

فلسفة األخالق معالم

Page 176: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

172

األخالق في اإلسالم لها عناصر مهمة

المصدر وهو الدین والشر�عة، والمصداق�ة: وهي مصداق�ة المصدر .١اإللهي من حیث المنظومة الخلق�ة وتقد�مها لل�شر �ش�ل عضة

ونصح وسیرة رسول هللا وأسماء هللا الحسنى وصفاتهتطب�ق�ة ومساحة تطبی�، وسط�ة ل�ست حد�ة أو مقیدة فلها أسس .٢

ومساحة التطبی� هذه تتمثل �عنصر�ن األول الدین �عمل ع�ادات وفهم للتشر�ع والثاني أخالقي ومنه فهم المقاصد للشر�عة یوضحه

مذ�ور سا�قا المرتسم اآلتي

المنظومة األخالق�ة اإلسالم�ة ال تأتي وف� ما سب� أعاله �فرض .٣حیث تتمازج في مواضع أو مجردة عن أح�ام التشر�ع والتعبد

مستمرة ومتعددة

Page 177: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

173

أن المنظومة األخالق�ة مرت�طة في الجنة والنار واستمرار لما �عد .٤الموت، و��ل سلوك سواء �الجسد أو النفس، فسالمة القلب محدد عظ�م وهذا ال �أتي إال ب�عد أخالقي واضح المعالم �المعاملة

عنصران مهمان في والتعامل الفرد� أو المجتمعي... فالجنة والناراخت�ار القدرة والس�طرة على نوازع الهو� و��ف�ة إش�اع الغرائز منها و��ف�ة سد الحاجات �ذلك، فالتخلي ل�س �مثال�ة ودونما مصلحة وانما من اجل المصلحة الفرد�ة المنع�سة على المجتمع من خالل تكامل أجزاءه ووحداته من الفرد إلى التكافل األسر�

الجتماعي ضمن منظومة أخالق�ة ترت�� ارت�اطا م�اشرا فالتكافل ا�الشر�عة والدین ومجملها أن العالقة مع أ� شيء في الح�اة هو من خالل هللا والعالقة معه والجنة والنار، من اجل هذا فمنظومة األخالق ل�ست إلزاما، وانما اخت�ارا ولكن الفرد له إلزام تجاه

بثقة عن الشر�عة أصال وف� مجتمعه في الح�اة المدن�ة المنالقانون، فهنالك نوعین من العالقات هي السرائر ولها هللا ال دخل لل�شر فیها بل ممنوع التكهن فیها ألنها ظن قد ال �صیب و�خیب فیتهم اإلنسان �ما ظن أنها نیته، والظاهر وهو سلو�یته مع

�ان المجتمع ال یدخل فیها الن�ة إال �ش�ل اعتراف من المتهم إن متهما أو المبدع إن �ان مبدعا ومخترعا أو نا�غة �مشروع وعلم ما �إطار للتوصیف وقاعدة ارتكاز في االعتراف الستخالص عبرة

النموذج.

Page 178: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

174

ل�س في اإلسالم نقطة محددة في األخالق ترتكز علیها الق�م إال .٥المرتكز العام وهو التوحید وارتكازها عل�ه ضمن مرتكزات التشر�ع

ات وهي مندمجة في االثنین، فالح�اة �لها في وضع والع�اداالستقامة قطعة من لحن متناغم. و�تعبیر أوضح، ال ترتكز األخالق على نقطة محددة �عینها بل هي شاملة متغلغلة في الحراك الح�اتي ونا�عة من التوحید ومهمة اإلنسان في الوجود في

ض نقطة في خالفة األرض واعمارها. ومعنى هذا أنها ال تفتر الح�اة هي األساس وحدها النطالقة الق�م أو ترتكز علیها �ل

األمور فیها وانما مرتكزها التوحید ��ل اإلسالم وتفاصیلهالقرآن ذاته فهو منهج متجدد عبر العصور ل�س مقترنا بزمن .٦

ماض أو حاضر وانما هو منزل على صدور المؤمنین مطلوب هذه رسالة امــة بید أنها رسالة منهم التف�ر ف�ه واالجتهاد منه ف

لكل فرد رسالة لكینونة اإلنسان الم�رم ال تحصرها جغراف�ة وال �قیدها تار�خ، رغم أنها تتفاعل مع الجغراف�ة والتأثیر التار�خي مع التجمعات ال�شر�ة المتعددة، فهي ل�ست ملك لقوم أو فئة وانما

��ل ومجاالت وطن مفتوح �ال حدود تتعامل مع الكون واإلنسان الح�اة �افة.

Page 179: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

175

الحتمیة واألخالق في اإلسالمالفصل الرابع:

حین نقول أن هنالك حتم�ة أو یجب أن نفعل هذا لكي ن�ون ضمن قواعد األخالق، فإننا نخالف الت�این المفطور عل�ه التر�یب لل�شر والذ� ال یتشا�ه في قدراته وام�ان�اته، ومیزة اإلسالم في قواعده األخالق�ة أنها تخاطب اإلم�ان�ة والجهاد لتحقی� مقاصده، فمع المحرم هنالك رخصة عندما تتعرض الح�اة للخطر، ومع الخطأ هنالك إنا�ة، ومع القدرة واالجتهاد هنالك الثواب، اإلنسان �علم ب�صیرته إم�ان�اته وجوانب تقصیره وهللا �علم �ل هذا قبله لذا فالحساب علیها... هذا الر�� بین الخال�

ن�اإلنساوالمخلوق یجعل أ� ضعف في التطبی� ال�شر� التنفیذ� مرت�طا فلو أعطي ح� ل�س له فهو المسئول عن إعادته إلى أهله �ش�ل نفسه

م�اشر الن الحساب في الدن�ا حساب والمجتمع والسلطة ول�س حسا�ا

المسئولیة والجزاء أمــام هللا

اآلخـــرة

المحاسب ھو النفس او القلب

فیھا

الحساب على ك النیة في السلوالدنیوي

الدنیا الشریعة

الحساب على ظاھر التصرف

او السلوك

Page 180: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

176

وهو بل حسا�ه النهائي مع خالقه،انه حساب سلوك ظاهر نهائ�ا، غیره، حتى لو حساب لمنظومته العقل�ة وخ�اراتها �ما ال �علمه أحدا

، فالسلوك الحسن مرغوب ف�ه لرضا عن �ل المخلوقات استطاع إخفاءههللا، ومعاملة الناس �الحسنى والتعامل �العدل واقامته ومسئول�ة حق�ق�ة تجاه األفراد واألمة بنظام تشر�عي وجد إلدارة المجتمع و�طر�� ع�سي والتف�ر واإلبداع في عمارة األرض وحسن خالفتها، وتجدید الح�اة �ال

م�اشر مع هللا ل�س هنالك من �طلب منه هذا �ش�ل خاص ر�ود، تعامل وانما هو اإلنسان الذ� یدیر قدراته الذات�ة

یدور النقاش أن�عد�ة ال ین�غي أوالمعرفة في تحدید موقعها قبل�ة لإلنسان�عد الوجود مأالحدیث عنها �ونها �انت قبل الوجود أوحولها

خال�ا منها، فالحق�قة أویومنا هذا و�أنه �أتي للح�اة أوفي عصرنا هذا ا من شطر�ن ، علم غیبي مخبر ب�عض منه التي نؤمن بها هي في واقعه

الح�اة، إلقامةوالتطبی�، وعلم موحى �ه لإلث�اتمنوه له للتف�ر ال أوحین �أتي للح�اة فإنه �أتي وال معرفة مس�قة عنده في اإلنسانلكن

جهز �أدواتها التي تنضج وتعمل �ش�ل �م�نه من الق�ام م وانماالوعي ، مخبرة للمتف�ر على تدرج المهمة تدرجا لحاجة...�مهامه في حینها

واإلنسان �غرائزه التي وضعها الخال� في الخل� یدرك مواطن الخطر وحدود الصواب ول�س الصواب نفسه، فالحسن والقب�ح والخیر والشر

الدین والشر�عة، أو تكون م�تس�ة من الحوادث �عرفها و�ؤطرها القرآن في

Page 181: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

177

عبر الزمن أو لتحقی� هدف مــا �ثیر من القواعد توضح هذا المعنى الذ� �غدو نسب�ا ما لم �ستند لثابت.

إن تضافرا بین المعرفة والحس تبدو منطق�ة الستحصال الصورة الواضحة لم إنسانحتى أوعن األش�اء، فال تصنع في الدماغ صورة معینة لحیوان

نصفه أن�م�ن تتش�ل من خالل انط�اع ال وانماتره وهي تطا�قه

صورة واضحة

حسمعرفة

Page 182: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

178

، بل هو صورة ذهن�ة ال تحسها األصلالتعبیر الحق�قي عن أو�المفهوم وقد تضعها رسما تجسدها �الحس وانما

أوصنعتها ر�ما من صور سا�قة أینال تدر� من لتنقلها للمحسوسلفعله وحین تراه تجد ضخامته في من سماع إلنسانتخیل ضخامة ، �ذلك الصورة المتكونة نتیجة انط�اع عن لف� دین سمهموقفه ال في جتستحضر في الذهن الصورة المعرف بها الدین الذ� األولىمثال، فللوهلة

تزداد المعرفة أن إلىتعرفه، وعل�ه تق�س الدین الذ� تتحدث عنه، لذ� تتعرف عل�ه لتكون الصورة وتتداخل المجموعة التصور�ة عن الدین ا

وعلى األح�امالحق�ق�ة عنه ماثلة في المنظومة العقل�ة، مجموعة من الف�رة سر�عا، �ل ح�م قد اإلنسان�عقل أنالتفاصیل صدرت في محاولة أخر� ح�ما یهدم الجزء المثبت ل�ضیف أو�عدل جان�ا من تثبیت الصورة

تكتمل الصورة، وخاللها قبل أنمحلها ور�ما تمر الرحلة الطو�لة قبل اإلسالمي�عد المتصور �الذهن حق�قة بل انط�اع، ولعل الدین االكتمال ال

ولجهل الغالب من المتسمین �ه له، مع تعصبهم الغر�ز� المنطل� واقعا بل حتى األنامن تعان� غر�زتي التدین والتملك... وهما تدعمان

وال �ع�سون اإلسالم....نر� هؤالء ال �فهمون اإلنسانالنرجس�ة في اإلسالمور�ما �ع�سون عادات وتقالید ن�رها اإلسالمسلو��ات من صلب

لحالة االزدواج إضافةعشر قرن ونحو النصف ل�عتبروها منه، أر�عةقبل والتطبی� المنوه عنها في هذا الكتاب... وهنا تأتي السلب�ة في تش�یل

لقي للف�رة عن اإلسالم نحو ما ذ�رنا أعاله من االنط�اعات عند المت

Page 183: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

179

تصور وتخیل وهدم واحالل...ولكن هنا ر�� التصور �صورة واقع�ة ول�س ذهن�ة ومن هنا �أتي التشو�ه من صورة مشوهه السلوك واألخالق، ولهذا تكمن أهم�ة تب�ان الق�م األخالق�ة في اإلسالم ل�س للغیر وال للكالم

لمین أنفسهم.... فاإلنسان البد أن یخاطب صورة والمعرفة بل حتى للمسل�سها على اآلخر�ن. وقد ی س�ل�سها ف�فهمها، فإن لم تك واضحة له و

ح�م هللا، نعم واقامةواجب المسلمین تطبی� الشر�عة أنمن �قول �أتي�فهموه الن الظلم �اسم هللا منطلقا من سوء فهم أنهو واجبهم ولكن �عد

ن الظلم �اسم ال�شر منطلقا من ال�شر بل هو م �أفضلال�شر ل�س ذات المطب� �غیر فهم الغا�ة والك�ف�ة في التطبی� وتجاه جر�مة تجاه

وهذا له وقائع عبر التار�خ والحاضر دستور حاو� لدساتیر العصورفالفهم أوال الن الفهم هو تعامل مع الكینونة ال�شر�ة اعقاال ورسوخا وهو

همة والهدف ول�س االنط�اع إال تعبیرا جامدا یلغي المعبر عن الغا�ة والم .العقل وفاعلیته

فأساس االلتزام لإلنسان الحر أصال هو فقه ما �فعل وعلى هذا �حاسب، فواجب العالم التعل�م وهو س�حاسب على علمه، وواجب االنسان السعي الستق�ال العلم وهو س�حاسب على �سله في الفهم والسعي للمعرفة

وعزوفه عن عقل الح�اة وحراكها، بل محاولة بلوغ الرشد والسعي بإهماله إلى إحسان واتقان السلوك واألخالق سواء �طلب المعرفة أو تطب�قاتها

Page 184: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

180

األجسام، ثالث منها تحدد أر�عالمحسوسة األ�عاد إننحن نعلم �ما ندرك

من غیر هذه األخر� األ�عاد أماالزمان آخر هو لنقل الم�ان و�عد أو

االبعاد

المعروفة

االبعاد المكانیة

)س؛ص؛ع(الزمنن

ابعاد محسوسة

٧لحد االن ومع

المعروف ١١تصبح

على االقل

Page 185: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

181

ال نملك الوسیلة األقلواضحة التعر�ف والعدد وعلى أو لموسةفغیر م، فعنصر� الزمان والم�ان، عنصران وتحلیلنا لتعر�فها �ي تدخل في ح�اتنا

معظم له ین�غي أن یهتموهو ما الحاضر اإلسالميمهمان في الفهم ر المسلمین الیوم، لم یخل� الزمان والم�ان عبثا، والناس نتیجة االنحدا

أس�اب، وما �ان من �نقطة عامة الحضار� الف�ر� والتخلف المدنيداخل�ة أثرت على الم�ان والعقل�ة العامة وسوء اإلدارة أوخارج�ة

، ونوع�ة القدوةللتفاصیل والمعالجة، �التعل�م وطرق الفهم واخت�ار ما نحن إلىالدراسات �حر�ة التار�خ وفهم محطاتها �طر�� خطأ أد�

م من نموذج متخلف، لم نفرق بین الحضارة والمدن�ة ولم نفهم عل�ه الیو مدن�ة فتعاملنا معها على أنها أفكار حضار�ة أنهااألفكار الوافدة على

علیها القدس�ة �ما ل�س فیها، وأسقطنا أسقطناوهنا الخطأ القاتل، إذ علیها تشر�عات تفتقدها، وتصورنا لها جذور وترا�� بین أجزائها ثابتة

، فكان صراعا وجود�ا مع الجشع تر�� جدل�ا أنخة وهي اضعف من راسوقع جغرافي �حالة دفاع نتیجة العجز في قالمحمول معها من احتالل وت

اإلبداع وما تصورناه من حتم�ة ل�ست واقع�ة أبدا فكان التعامل دفاعي إخالصها�صنف تار�خ العجز والمطاولة وتشوه في وسائل المقاومة رغم

نزل �القرآن فاإلسالملكن لم یتسن المجال لد�مومة درجة فهم مؤسسیها والقرآن روح من هللا ال تخضع لأل�عاد المعروفة، لكنه �ما النفس التي ال

األ�عاد لتر�یبته المتجددة بلغة مرنة تحمل معان عدة، لذا تخضع لهذه ط�ه معنا واحدا تعإلى لغات أخر� غیر لغته األم قال قرآنا عر��ا فالترجمة

Page 186: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

182

هو تعبیر عن فهم المترجم أو حرف�ة الكلمة ول�س محتواها المتجدد عبر نفسه ومهمته في �اإلنسانله عالقة م�اشرة للتفعیل والقرآن ، العصورللتف�ر والتذ�ر اإلنسانوخالفتها، فحین یدعو الذ�ر الح��م األرضعمارة

ل� الزمان وأن هللا خال� ما هللا خا أنوالتأمل فهو یدعوه من خالل مفهوم �فن�ه الزمان، ووضع للزمن حدود تأثیره، فعند هللا ال زمان وال م�ان، لذا فإن هللا موجود بذات الوجود مه�من على زمننا ومن س�قنا، فالزمن فاعل

وحسا�اتنا التي ال یخضع لها من صنعها وتخضع أجسامنا وأجسادنافي تفعل �قدرات اإلنسانمن ماض و�عقل هي له، فالشر�عة التي فعلت في ز

لق�ادة اإلنسانفي الزمن الحاضر و�فهم لواقع ومتطل�ات اإلنسانهذا یجئ عندما نفعل الف�ر ونعقل ما ف�ه لنجد فاعل�ة عقل�ة فإلسالمالح�اة

األرض�حضارة فكر�ة) لتدیر ( المدن�ة ) أ� عمارة (تستن�� ر�ادة الح�اة من یت�عها لغا�ة مجهولة اإلنسانول�س نساناإل �ش�ل مس�طر عل�ه من

لغا�ة ما وضفتا ل�ه من قبل �عض ذو� النفوذ والسلطة حیث تقودهم أو�سلب اإلنسان أخاه اإلنسانضح�ة و�أكل اإلنسانغرائزهم ف�ضحي

ح�اته وتأمله وتف�یره، �استبداد مهما �انت وسائله، سواء �القوة والطغ�ان أنما��الضحك على العقول من خالل واإلقناع�الخداع واالستخفاف أو

ال فإلسالم... لإلنسان األساس�ةللح�اة تبدو مستقرة لكنها تض�ع الق�مة فهو غیر خاضع لل�عد األقصى أو األوس�تحده حدود ل��ون في الشرق

معرف بروح من هللا ومستخرج من اللوح ألنه ألزمانيالم�اني وال

Page 187: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

183

وهو �المه الممثل وما هو �ائن ومخلوق،المحفو� الذ� �مثل �ل شيء للمشیئة والقران منه فهو �ما وصفه هللا �أنه روح منه....

الزمان فعل بهامراحل تنفید�ة وانما زمن�ةعند هللا ل�ست فاأل�ام ل�س لقوم بل واإلسالم المخلوق في التأثیر على المخلوقات تش��ال و�الء

تلك لذا فهو ل�س ملكا أوة ، سواء �ان في هذه المعمور لإلنسانللمسلمین هنا وممنوع عن الناس هنالك بل هو رسالة رب العالمین

.أجمعینللناس

أوخذ علم�ا لحصر سبب ؤ الحتم�ة نظرة تعر�ف ول�س توصیف، قد تتعر�ف نتیجة الحتمال واحد �فترض انه أوسلوك مادة ما أوتجر�ة،

تكون أداة عمل�ة أوالتعدد واالحتمال لن تصف الواقع بإلغاءواحد، لكنها غیر المنظور.... واالحتمال�ة أولفلسفة ال تتحدد �العقل والمحسوس

علم�ة تحلیل�ة تخضع للفرض�ات بنتائجها، لكنها تقارب بین العقل أ�ضاوالعلم في مسارات متعددة وهذا یلغي االنقطاع �فهم ذات الكون وأقر�ه

تح ض ه طر�قة التف�یر بل الف�ر الذ� وضع لإلنسان وقد أو اإلنسان، ومنفالیوم ناتج العقل والعلم هو جوانب المعرفة ال�شر�ة �عض جوانب فهمه

ما لم تقاد �معلومات�ة سا�قة واإلسالم �ن�ع الهي للعقل والعلم معا قادر تماما على توج�ه العقل والعلم بتخف�ض االحتماالت الالنهائ�ة التي ال

ع� حال، بل و�ختصر زمن بروز الفاعل�ة في تساؤالت ال ��فیها العمر ت ال�شر� القصیر.

Page 188: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

184

الحتم�ة في النتائج ت�عا للسلوك( ادرس تنجح ) ل�ست حتم�ة وانما منط� عام ولكن ادرس افهم وأجب �ش�ل واف هنالك احتمال�ة عل�ا

للكون ، هنالكأو تعاق �أحوال شتى ن تظلمأل للنجاح وهنالك احتمال�ة سنن تعتمد على الث�ات ول�س على الن�ة والقصد وحسب، فاألمر هنا مرت�� �العز�مة وحسن القرار ول�س ما تظنه من اعتقاد أو تراه في

في معظم الحاالت ولكن ل�ست نفسك. وحتم�ة المنط� قد تكون صائ�ة قاعدة بخ� واحد فما یبدأ ینتهي مثال، نعلم بدایته أما نهایته فتخمین

لكنه قد ال �صل إلى نها�ة المصممة له إال تمال في مساره الحرج.اح�الث�ات وحسن اتخاذ القرارات المتتا�عة في مرحلة اإلنشاء، ونها�ة مسیرة اإلنسان�ة تعتبر حتم�ة الن مسارها ونهایتها بید هللا وهنا ال احتمال وانما

تشخ�ص حتم�ة، وحتى هذه الحتم�ة فیها تفاصیل لكنها تفاصیل وصف و للحالة النهائ�ة وش�لها الذ� ستئول إل�ه إنما قوتها الصادقة تأتي من مصداق�ة المصدر �علمها ووصفها.وعلى هذا ��ون یوم ال�عث والنشور

وسلو��اته و�هذا الیوم ترت�� اإلنسان أفعالوالحساب، و�هذا الیوم ترت�� ه، و�ما ذات اإلنسانفي التطبی� العملي الذ� جر� في ح�اة األخالق

یوم المیزان �ما استوفي تعامل مح�طه �ه معه، أوتعامل �ه مع مح�طه وما لم �ستوف من حقوق وأفعال... فاإللزام والمسئول�ة هي أمام هللا ��ل تفاصیلها ون�اتها، أما اإلنسان في ح�اته فهو مختار تماما، ومسئولیته

اس تراه یوم والمجتمع �ظاهر فعله وعمله، فكم من إنسان تمتدحه النالق�امة مذموما و�م من إنسان یبدو ناجحا را�حا هو یوم الق�امة خاسرا

Page 189: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

185

مدحورا... فال إلزام عم�قا لإلنسان �اخت�اره وسلو�ه إال مع ر�ه، وذاك تعان� بین التدین والشر�عة واخت�اره لطر�قهما.

أما الحتم�ة المرت�طة �الضرورة في الخل� فنقاشها �م�ن االستغناء عنه وعل�ة ل�عضها، أ� ال أس�اب�النس�ة لنا ضرورة وفیها تبدو إنها�القول،

بتتا�ع النظام فهي عند هللا من المشیئة، فالمشیئة إالتكون الكینونات نها ولكن تأتي مرة واحدة �املة متكاملة محتو�ة على الضرور�ات لتكو�

ماهیتها تقتضي هذه القوانین المتتا�عة إنهي ل�ست ضرورة عند هللا بل في نس� ونظام وهو أمـــر تحتو�ه المشیئة ذاتها (�ن ) ف��ون ��افة

والماه�ة هذه خ� الوصل المساعد قوانینه وتتا�عها وترا�طها وتناسقها....�قة األمر �انت هي في تب�ان أن العلم وغیره ال یختلفان وانما الفهم لحق

القاصرة إلى یومنا هذا فال حتم�ة مطلقة في الكل العلمي وغیره وانما هنالك حتم�ات ال تخلو من احتمال لكل ماه�ة، واالحتمال هو تعامل

الكینونة مع المح��، تضع القماش في النار �حترق، أوالماه�ة المثال�ة وان عومل �مواد لكن إن �ان الورق مبتال فهو لن �حترق حتى یجف،

والحق�قة أن العلم ��تشف و�ستفاد ضد الحر�� فهو س�قاوم االحتراق.من خواص الختراع �ستخدم، لكن إن أراد التعامل مع الذرة مثال ف�ص�ح

بر�ة، بل ال یت�قن منه تاألمر احتمال�ا لحد �بیر ال تض�طه التجارب المخ قینا حتم�ا.في ظرف معین دون ظرف إال بتحق� ذات الظرف �عني �

Page 190: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

186

محدود في أجهزته، فسمعه محدود ومحصور بین اإلنسان إدراكإن

غیر محسوسة، و�صره محدود بین موجات وأخر� ذبذ�ات محسوسة أنغیر منظورة، وحتى �ش�ل الضوء الفوتوني فهي البد وأخر� منظورة

تكون ضمن نطاق تحسس الش���ة والتي تنقلها لمر�ز النظر ف�فسرها إدراكللمحسوسات فمن الصعب على المحدود التصو�ر�ةضمن قدراته

أن�عقل المعلومة ولحدود قدرات صنعه، فالمعلومات�ة تستط�ع إالالمطل� ، أمــا العقل فله قدرة على تطو�ر المعلومةإدراكهتفسر ما تم�ن العقل من

�قل�ه �أش�ال وهیئات أن�الخ�ال وهو تصور ما ل�س محسوسا و�م�ن لطب�عة المحسوس والم�ان والزمن تلك إدراكهمتعددة لكنه ی�قى ضمن

فالدخول في هذا األمر �غ�ة إدراك حق�قته المس�طرة على تصوره األ�عادوماهیته واإللمام ال�قیني بتصوره أو اإلحاطة �معرفته �أكثر من حدود

حتمیة المخلوقات

حتمیة مصداقیة الخالق•القیامة

Page 191: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

187

قدرات المصنوع والمخلوق بها اإلنسان، �الدخول في متاهة مغلقة الالمنافذ والبد للخروج منها العودة إلى منفذ الدخول والتوقف عنده،

وتجاوز تلك الحدود على طر�� �سیر �ه الناس عادة.

والقوانین ضرور�ة لمسیرة الكون فهي ضرور�ة األخالق أزعم أنفعندما إم�ان�ةبمهمة لكن ذلك لن �ضر هللا شیئا فنحن من تختبر إلتماملنا

من ال �قدر على ذلك أماعلى استحقاق البلوغ للخلود في الجنة أنفسنا��قا�ا زرع فاسد ال فائدة منه وال صالح ف�حرق. أن �ل ما في فهو

ـــــ هو ناتج المشیئة أ� روح له مهام ومواصفات أعقلهالوجود ــــ �ما ضمن�ة تتضمنها المشیئة �صفة �مال هللا، یخاطبها الرحمن وضرورات

�قدرته، تعمل �مضمون مشیئته، تعقل أمره �ماه�ة خلقها، وتستجیب إلرادته، الجنة والنار تقترب من الخل�قة وتبتعد، السماوات واألرض تنصاع بإرادة و�غیر إرادة منها، بل �طب�عة خلقها والمشیئة التي �ونتها... ج�ار

مستمر �حف� ما خل� وال ألنهدر رب العالمین... نعم رب العالمین مقت األمرمشیئة والمشیئة لها د�مومة ألنهاتسیر بنظامها لوحدها أن�م�ن اكتشافات لغائ�ة أو لعل�ة، هيمقدره خالقه، فالحتم�ة والسبب�ة، وا واألمرمحسوس تصورات المحدود إلدراك ما �م�ن إدراكه من المعلوم والو ماه�ة

ال نصل �ه إلى خارج حدود اإلم�ان�ة والمنافذ المتاحة التي وضعت في ماهیتنا من تقدیر الخال� ومتضمن مشیئته، لهذا استسلمت المالئ�ة لصنع ال�شر وهي تقر أنها ال تعلم إال ما �ان في حدود علمها. ومن

هو العبث ما ذهب إل�ه الفالسفة السا�قون والالحقون في تفسیراتهم لما

Page 192: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

188

خارج حدود إم�ان�ة المحدود �المشیئة والمر�ب إلدراك الواحد األحد �غیر معلومة أو تجاهل المعلومة أو االبتعاد عن التف�ر بها، لكنها طب�عة الخل� في القلب ال�احث �ما �فوق و�تعد� معرفته، وذلك أ�ضا من

لها. نع الخال� وألجالمشیئة في الخل� لهذا اإلنسان وهو م�رم �عظمة ص �الف�ض وأقان�م قد تسببت في وضع ما وضع من نظر�ات لكن األنا

توجهات عقله �ما هو واجب العقل اإلنسانعلى أفسدتالتي أفلوطین�ض�ع ال أنما هو في المتاهة المغلقة فضاع منه ما ین�غي إلىمن فعله �قدمون الصالح، بل لعل أنهمرغم ظنهم ا فعلوا فاسداالزرع �م وأضحى

.لهم ذات قناعتنا حین نتكلم في هذا الموضوع

فما نجده في اإلسالم من ق�م عمل�ة هي إنما دالئل الخیرات التي تختصر لإلنسان نقص عمره وتعالج خلل ما طر�� استحصال المعرفة معوضة

�عقله من غیره نقال وتحرك العمل�ة العقل�ة عنده وتمنحه الخ�ار في �اع وال�قین احتراما لخلقه، فمن شاء اتخذ إلى هذا الهد� سب�ال، اإلت

واستدل �ال�قین إلى در�ه، واإلسالم �ما ف�ه حجة ال یجادل من بلغه �أنه اخف� ولم یت�عه وانما هو حجة ألنه أوقف عقله ولم یتف�ر فافسد صنعه

وهنا وعال �األنا �ما هو إبل�س وفعله فما أدر�ه إبل�س هو انه رفع أناه،أراد إغراء ال�شر وال�شر ال �غر� إال بها و�ما حوت من غرائز وحاجات فهذه الح�اة إنما هي اخت�ار لصالح�ة أبناء آدم الستعادة جنة الخلد،

والس�طرة لألمورالسالمة في عقلها وانماواالنا هذه ال تقیدها المعلومة الرتفاع إنمان ، وما نجده من الذین �علمون و�راوغوإثارتهاعلى بواعث

Page 193: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

189

و�خادعون الناس ورب هذه فیبررون للنفس ما �علمون انه الخطأ األنا الع�اد ولكن هم خادعون

التخلف والهبو� الحضار� و�یئة أس�ابوتلك هي من ألنفسهم فحسب منظومة تنم�ة التخلف.

فشر�عة اإلسالم وعضات سلو��اته، هي ل�ست انتقاال �اإلنسان إلى الحالة المثال�ة �مفهوم التصور المعقول، وانما هي وضع اإلنسان على الطر�� السو�ة التي �ستط�ع من المسیرة علیها وفیها الق�ام بواج�ه في عمل�ة خالفة األرض وعمارتها، و�هذا العمل المتعبد والمدعوم �الدین منع�ادات تجعل اإلنسان متزودا �التقو� �ستط�ع الخروج من الح�اة الدن�ا

هو الطر�� المستق�مة فاإلسالمإلى الح�اة اآلخرة وهو مؤهل للخلود. لعصورهم وقومهم، لكنه األنب�اءوتلك دعوات �اإلنسانالمثلى التي تنجو

ألن الكالم یتمیز �شر�عة والدة ولغة حمالة للمعاني فكان خاتمة الرساالتهنالك طرق وعرة، وهنالك سبل قد تتوه أن أما، �الم هللا ال �حده زمن

لذا كانت الرسل ر العطاء الطریق االیسواالقصر للمھمة

عمر االنسان الفاعل يءالیكفي التجربة لكل ش

الرسل مبشرین

الرسل منذرین

Page 194: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

190

سالمة قل�ه، وذاك لعمر� اإلنسان، فهي موجودة، ما ضمن �اإلنسانیبلغه من بلغته هذه هو المیزان الح�، ال وانماشعور أول�س افتراضا

ها، هذا �له من ولد فیها وزاغ عن استقامت أوالرسالة ولم �سلك طر�قها، من رفض معرفته، ومعرفته إالمحسوب معرف فهو �الضرورة �عرف،

، فال �غني علم عن عمل بل هو المجرد من الفعل �سلو�ه ول�س تعلمه ول�س له. اإلنسانحجة على

د، �لمات تعبر عن حجر العقل د والمقل والتقلید والمقل والملقنالتلقین هو الف�ر الوحید الذ� �سأل وال یلقن الجواب فاإلسالم�سوء االستخدام،

�حث العقل على ال�حث واكتشاف القوانین وانما بل یثیر الرغ�ة �السؤال�منهج على السؤال لتحر�ك اإلسالموالتغییر في الح�اة �فهم جوهرها، ر�ز

ما �رم هللا �ه ال�شر، للتف�ر للعقل للوجود والكینونة ال�شر�ة تلك الكینونة لة والتي تجد معنى وجودها بین المجتمع. ل�س سؤال و�عق�ه المستق

�عق�ه دعوة للتف�ر، خطو� للطر��... من هنا �ان إنماجواب قمعي، ال�حث عن الح�مة، و�ان هذا الدین جامعا للدین والفلسفة والعلم �ماه�ة

اإلنسانالتجدد في فهمه وتفسیره فكلما ملك وام�ان�ة واعجازهالقرآن المعرفة �ان له رؤ�ة وتفسیر للنص �ش�ل واعتقالالمعرفة مز�دا من

یدیر ح�اته، فهو صالح للبدو�، وصالح لرائد الفضاء، وللجند�، احي الح�اة هنالك ق�م تدل على السلوك ومن وللمدافع، ولكل موقع من من

األناخالل عقلك للنصوص..... ط�عا �ل هذا ع�س تماما �سبب أش�هآخر إسالماعبر العصور ل��ون ةواإلدار والجبر�ة في الح�م

Page 195: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

191

لم یتغیر في القرآن والسنة النبو�ة أصوله�الكهنوت، ولكنه محفو� في القرآن ینزل من أن أهلهیدرك أنوشذرات من التراث، فكل عصر البد

النص بجمود وحرف�ة بل إلىینظروا ال أنالعصر یجب أهلجدید، وأن المقاصد، ون�ه القرآن لذلك في سورة الكهف التي تحو� منهج�ة إلى

والرجل الصالح، uعظ�مة، والى ما نتحدث عنه في قصة النبي موسى عل�ك وانماالنصوص التي تت�عها ل�ست �فا�ة أنو�أنه �قول له

�المقاصد ولكنها رسالة قرآن�ة لجیل �حتاج لهذا و�فهم.... وأن من �أخذ صبر على الفعل الرامي لمقاصد �عیدة، فالناس تر� �الحرف�ة لن �

�سطح�ة واستعجال وتح�م على �عضها وتتهمه، وجعل هذا األمر ل�س ، �عمل �شر�عة وضعت في شخص عاد� وانما في نبي هو �ل�م هللا

لإلنسانلإلدارة الح�ات�ة ول�ست هي جامعة لعلم هللا بل الشر�عة هي في واسع علم هللا والرجل الصالح وح�اته فحسب وهو لن �ستط�ع الصبر

.مثال

علم هللا

كل شيء قبل انیكون ویحصل

القضاء والقدر بما ھو حاصل

ویحصل

القدر متعلق بااللوھیة

النظام الكونيیةالقضاء متعلق بالربوبیة وااللوھ

ة التغییر،سنن الحیاة، صیغالكون

القرار في االحكام التي ال اجتھاد فیھا

Page 196: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٢باب فلسفة المنظومة األخالقیة في اإلسالم

192

من المهم التر�یز ل�س على نفي الحتم�ة ��ل أو إث�اتها ولكن فهم ض، فالناس تتصور أن القدر هو حتم�ة، وهذا یجعلهم و المعنى المرف

�حتجون على قول الشاعر ألشابي ( إذا الشعب یوما أراد الح�اة = فالبد أن �ستجیب القدر).... ولسنا هنا �صدد تبر�ر البیت الشعر�، وانما هو

ل�ست �المعنى ثوابت والثوابت مثل، القدر هو ما وضعه هللا في خلقه من ) بل هي سنن �ون�ة، �التدافع والتغییر، فالمعنى ٢=١+١العلمي أو (

في هذا البیت �حتمل سنة التدافع من اجل التغییر، ولو قلنا إننا نفهم أن القدر من هللا �معنى أن �ل شيء حتمي، فإن التغییر نفسه الذ� صرخ �ه هذا الشاعر هو اعتداء الن الظالم قدره أن ��ون ظالما، وهذا منط�

لإلنسانإن حف� هللا � على أساس تكر�م هللا لإلنسان.غر�ب �عتدونصرة عبده ترت�� �قواعد وسنن فهي دخول خال� النظام لتعدیل في

، ثم أن الحراك تتطل�ه سنة �ون�ة ( ولینصرن هللا من ینصره) مثالالر�و��ة ذاتها تعني ف�ما تعني القدرة على أحداث التغییر ضمن نظام

ام الكون.الكون ألنها محرك نظ

Page 197: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

193

الباب الثالث

أسئلة للفلسفة

الفصل األول :النظام

Page 198: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

194

إن هللا خل� الكون بنظام، هذا النظام جامع فهو مشترك في أصوله وقوانینه، وجعل منه ما ت�عه من الم�تشف والمصنوع �علم م�تشف

اختراعات، قد ��ون العلم غیر �امل أو ف�ه نقص فتكون استفید منه في االختراعات �عیدة عن الس�طرة الكل�ة لكن تفاصیل هذا خارج ال�حث إنما مم�ن أن نقول علما �العلم الذر�، لم یدرك جله ومازالت النظر�ات تتوالى في تفسیر الذرة رغم أن اختراعات وخاصة تلك التي تعني الدمار الشامل

ها ما نراها منض�طة ..... هذا النظام العام �فسر السبب�ة والعلة في طاقتوالمعلول بترا�� المخلوقات ب�عضها، وهذا النظام �فتح ال�اب لفهم العل�ة ذاتها وهي ابتداء من الماه�ة، هللا هو الكامل، هو ماهیته وغیر محتاج

ة من م�تف�ا بذاته وهو ال�ارئ، أما الموجودات والمخلوقات فهي موجودأمر هللا ومشیئته وتلك هي الروح ومن هذه الروح تصدر الموجودات، فمنطقا هو أن �ل علة تنتج المعلول أو �ل معلول له علة، لكن بدمجها للفهم مع الماه�ة فإن الماه�ة هي الناتج للروح اآلت�ة من أمر الكامل،

عل�ة ذاتها و�ل موجود محتاج لغیره إال ال�ارئ فهو ال �حتاج لغیره ألنه اللألش�اء، وال �فهم من هذا الكالم أن هللا علة ذاته �ما یدعي ال�عض و�ظن اآلخر فالعلل للموجود ال لل�ارئ الواجد، فال معنى للكمال بوجود علة لوجوده منطقا وال �صنع الصانع من في �ماله أو أكمل منه فتلك

ن هذه الحدود سذاجة ال تقبل لكن العقل ال�شر� ال �قدر أن یذهب أ�عد مفهو جزء من نفس مخلوقة وجسد وجد من نظام �ان من ماه�ة

المخلوقات وفیها خل� �الروح من أمر هللا و�مال علمه وأمره.

Page 199: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

195

فالرا�� بین المخلوقات هو النظام الذ� �شمل ماه�ة األش�اء �انت منفصلة حرة إال أنها مرت�طة بهذا النظام، ولنر� خل� هللا لإلنسان فهو

ن �قول له �ن ف��ون ول�س من طین وال ماء، لكنه لن ��ون مرئ�ا قادر أوال منسجما مع الخل�، فصنعه هللا من طین األرض لینسجم في بدنه مع النظام ومع الزمن، لكن هللا نفخ ف�ه الح�اة ل�ش�ل نفسه، تلك التي ال �مر علیها الزمن وال توجد على األرض �غیر هذا الجسد، و��ن ف��ون ولكن

ن جنس النظام.... نظام وضعه �ارئه وط�قه، فكان الكل موجودا متعلقا م ب�عضه مرت�طا �الح�اة، واإلنسان من هذه المخلوقات في هذا النظام.

نظــــام ونظـــام

إن اإلنسان في نظام الع�ش في األرض ل�س مقیدا فعال إال بهواجسه هو فاستسالمه للحالة من التعاسة أو االسترخاء السلبي أ� االستسالم لحالته التي هو فیها إنما �شجع في المجتمعات الفاقدة للقدوة والهدف، فحب ال�قاء یدفع اإلنسان للسعي المستمر في العمل وحین ��ون مجازا

عمله فهو ال �سعى إال أن یتوقف تف�یره وموجه إعالم�ا لصرف منالوقت في اللهو، النظام ( أ� نظام إدار�) لكي ال یواجه تهدیدا یجد أدواته فاإلعالم قد ال ��ون مخططا في البدء لكنه استجاب لالستثمار �غیره في توج�ه الناس لتضعیف فرص التحد�ات لمنظومة النظام، وعادة

في اإلعالم سواء المحتو� الفني أو الخبر� نوع من الناس التي ما ��ون تسعى لح�اتها أ�ضا، و�فقدان القدوة في األسرة ومع ض�اع أو قصور التار�خ، تص�ح القدوة هي المنظورة والمنظورة قدوة فارغة ال تعطي ق�ما

Page 200: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

196

إال أنها تحدث العواطف السلب�ة أو المعاناة في اإلنسان فتر�زها حین النفوس لذ�رها، وهذا �حد ذاته قتل للحر�ة عندما تستعمرها مثل تطرب

هذه األمور المرئ�ة والمسموعة، ور�ما تستخدم �نوع من التنف�س عن الكبت لت�ق�ه على األقل دون االنفجار خصوصا في االعمار الصغیرة التي تتوه عمل�ا جراء تلك المؤثرات فال �ص�ح لدیها ق�مة حق�ق�ة مهمة بل

ث ��ل مشاعرها نحو ما یوجهها اإلعالم له..... فالبناء المدني ال تتحد�شتر� توسع أو وجود حضار� فكر� ر�ما محض نظر�ات تدیر حراك المجتمع وف� غا�ات مر�ز�ة لمجموعة من المجتمع... لكن البناء الحضار� �حدث تقدما مدن�ا موجها، ��ون الغا�ة منه إنسان�ة اإلنسان،

ـر دقی� جدا ألنه �حتاج في المجتمع اإلسالمي إلى عالقة وهو أمـــــــــأخر� مع روح من هللا أخر� هي القرآن تلك التي ال تقادم �الزمن وانما هي شا�ة في �ل عصر عبر الزمن. لذا فارت�ا� اإلنسان �القرآن �عبر عن عالقة عل�ة ومعلول في ماه�ة أدق وأكثر تأثیرا هي الشخص�ة، فتش�یل

سلم المتسائلة بهدوء ال�احثة عن الحق�قة ل�س تیها وانما عقل�ة المتوس�عا للف�رة وتطو�را للح�اة موضوع له منط� نجده من وجود هذا النظام في إدارة الح�اة، فالعقل�ة المتش�لة �القرآن تعبر عن غائ�ة في خالفة األرض واعمارها وان الزمن ��عد معروف عامل البد أن یتعامل مع

ة، ومع تش�یل النفس ال�شر�ة بهذا القرآن من نوع العالقات هذه العقل�الفرد�ة والحم�مة والصداقة واألخوة والرفقة فتجد أكثر الناس التصاقا ب�عضهما وهما الزوجین �عبر عن عالقتهما �الرفقة أو المصاح�ة، وال

Page 201: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

197

�قال الشراكة وال الصداقة، فذلك التعبیر المعبر ف�ه عن الخصوص�ة وعدم ها �االلتحام ی�قي المتداد الرحم �ینونته وشخصیته المستقلة رغم ذو�ان

مسئول�ة الرجل الملزمة له في هذا النظام، تلك الشخص�ة اإلسالم�ة وهي غیر التي نراها الیوم نتیجة االنفصام بین القرآن واإلنسان وهذا االرت�ا�

ي، الضرور� الذ� هو ملح �الحاجة للوصول إلى حالة التكامل اإلنسانوالدافع للتقدم... قد ال نعد األخالق مثال غا�ة �حد ذاتها وانما هي وسیلة لالرتقاء �اإلنسان بید أنها غا�ة في مسیرة نظام لتكون بدورها وسیلة لألمن واالزدهار أو إحد� الوسائل على أهمیتها، لكن مهمة اإلنسان

صالحها وتدینه وشر�عته الحاكمة تجعل األخالق غا�ة ول�ست فضائل فيألنها تعبر عن مجتمع صالح ف�ه إنسان وثقة وترا��، أما األخالق السیئة فهي تعبیر عن مجتمع تتحلل �ه الخل�ة األولى، وتطفوا الفرد�ة واالنا، نعم الحسن والسیئ هنا أمـــــــــــــرا نسب�ا في ظاهر القول لكنه في الفعل

الحق�ق�ة اعني النظام، والتأثیر واضح فهو ال ینسجم مع نفس�ة الخل� وانما تراه یتعامل مع الغرائز والحاجات �ش�ل إش�اع ��في أو بنظام ش�لي ال جوهر� الن األخالق تص�ح ق�مة في اإلنتاج مثال، وفي التسو��، لكنها ل�ست �ذلك في العالقات بین اإلنسان واإلنسان وان �انت مرغو�ة

�الجنوح إلى الس�ینة، إنما لكنها مرغو�ة من خالل فطرة اإلنسان ورغبتهشغل اإلنسان �األنا من خالل تحفیز غرائزه وحاجاته یجعله غیر مهتم �األخالق إال �قدر ما تر�ح ذاته، فنراه �طلبها منتقدا في سلوك غیره ال �فتش عنها داخله ل�ظهرها على سلو�ه ب�قین، وال نستغرب الوحش�ة التي

Page 202: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

198

طة القانون التي فهمها مع �ظهر فیها إنسان ود�ع عند فقدان سلتحسسه لمح�طه وعاش متط�عا علیها فتراه یبرز لك سلو��ات متعددة

وفي التعامل الم�اشر ش�ال آخـــر ومع وف� هذا االنط�اع في العمل ش�الش�ل ومع ذاك سلو�ا آخـــر، هذا التجر�د من الكینونة اإلنسان هذا

�اة، فال تكاد تجد إنسانا اإلنسان�ة متأتي من سوء األنظمة وأنما� الح�ح�ا إال ما ندر بل الناس تع�ش وتتكاثر ومعظمها ال �علم لماذا هو موجود بل لو تمعن یجد أن اهتمامه �ح�اته ��ون بدافع ل�س هو الهدف

وانما دافع غر�ز� �حرك األماني ف�ه.

فاالرت�ا� ف�ما ذ�ر في هذه الفقرة مشوها وهو مخل �النظام الكوني حق�قة مر ولهذا نجد هذه السلب�ات ونجد صراعات ال تنظر إلى عمر اإلنسان األ

القصیر ومآله وانما تر�د �ل شيء و�أنها خالدة وتنظر لحالها اآلني فق� في نفس الوقت؛ وذاك ل�س معلوال �الماه�ة وانما �اختالل هذه الماه�ة

�ة وتعاملها مع المح�� من خالل تغییبها عن الفعل �سوء البناء للشخصوالتي هي العقل�ة والنفس�ة ول�ست المظهر أو فرض الذات على المح��

من خالل األنا.

فة في اإلسالم ومرت�طة �النظام، فالع�ادة ل�ست طقوس بل المهمة معر هي معامالت وسلوك، فأفضل الخل� أكرمهم أخالقا، وأكرمهم أخالقا هو

ان �فعله انه لرضا هللا ا سلو�ا من اإلنسان بإنسانیته وف� اإل�م�األكثر قر ووف� شرعه ول�س من خالل عجزه بل من خالل قدرته وتم�نه، فهو إن

Page 203: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

199

تم�ن أقام العدل وأبد� التواضع ال�قیني �السلوك ول�س اصطناعا بل إدراكا، ومن خالل إ�مانه �التوحید الصافي وما یت�ع جذر التوحید من

المخرجات ساق وأغصان وأوراق وثمر، أ� �األصل والوسائل لصنعو�ذلك نوع�ة المخرج وفاعلیته في البیئة، ألن اإلنسان الواحد امة؛ أ� منظومة متكاملة لها بیئة هي منظومات أخر� وهو في بیئة تلك المنظومات، أ� منظومات �ل منها هو بیئة للمنظومات األخر� وذاك هو

مي، الترا�� المجتمعي والتكلیف الحق�قي لمسیرة الح�اة في مجتمع إسالتتضح ف�ه األنا ولكن �العقل وفهم المهمة والنظام، فأنا موجود في �ل تلك المالیین من المنظومات المح�طة وهي موجودة في في نظام �الجسد الواحد، یهم �ل منها ما یؤثر في اآلخـــر رغم استقالل�ة المنظومة، وهذا

ع وجد ل�س مثال�ا أو تصور فلسفي عاطفي خ�الي، فمثل هذا المجتمعندما انسجم اإلنسان مع النظام وجعل من قوم ال �عرفون إال األنا المنفردة قوما هم منارا لإلنسان�ة �حسن السلوك في الحرب والسلم في المعامالت، في تفقد �ل منهم لآلخر و�أنه هو ول�س جزء منه. ومع هذا فهم أناس �صیبون و�خطئون لكنهم یخضعون للعدل والح� برضا و�قین،ولم ��ونوا نساكا أو منقطعین بل إن أراد احدهم الم�الغة في النسك والعمل نهي عنه انه ال یت�ع النظام وانما االعتدال هو المطلوب في �ل أمــــر الن اإلنسان ال ین�غي أن توقف منظومته عن واج�ه في عمارة األرض وخالفتها فهم ساللة في هذه األرض یرث �عضهم �عضا وتعطل أو

لل في المنظومة �صیب أخر� �الخلل. وان أصر فالعامل خیر من خ

Page 204: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

200

العاطل وان �ان متفرغا للتعبد �الصالة وغیرها. إن المؤمن لیدرك �حسن .١خلقه درجات قائم اللیل صائم النهار

اإل�مان واألخالق صنوان واإل�مان هو الدین، و�ذلك الشر�عة �لها مرت�طة �مان �ضع وس�عون أو �ضع وستون شع�ة فأفضلها قول ال �األخالق (اإل

وأدناها إماطة األذ� عن الطر�� والح �مان إله إال � .٢)�اء شع�ة من اإل

�عي في االنسجام مع اإلسالم في الحق�قة إعادة لإلنسان إلى وضعه الطبالنظام الكوني فهذا نوع من التنق�ة لل�شر وتعل�مهم الح�مة والح�اة على حق�قتها هي تز��ة للنفس من عوال� الخلل �الماه�ة ((هو الذ� �عث في

یهم و�علمهم الك ین رسوال منهم یتلو علیهم آ�اته و�ز� ی تاب والح�مة األم ٢وان �انوا من قبل لفي ضالل مبین)) الجمعة

إن الفؤاد في اإلنسان غالب على عواطفه ما لم �عقل، فإذا استسلم �انت غرائزه المبن�ة على ما تط�ع عل�ه األمراإلنسان لغیر معقول من

من مسیرة ح�اته ولم �غیرها فعن عمر رضي هللا عنه: (...... وان الشجاعة والجبن غزائر تكون في الرجل، �قاتل الشجاع عن من ال �عرف و�فر الج�ان عن أب�ه وان �رم الرجل دینه، وحس�ه خلقه وان �ان فارس�ا

عطي الق�مة لإلنسان و�مداها ال�قیني ) أ� األخالق هي من �٣أو ن�ط�اول�س نشأته أو نس�ه أو أجداده فتلكم أمورا لم یختارها لنفسه؛ نالح�

٦/٩٠أحمد -١ ١/٦٣مسلم -٢ ٢/٢٤٧كتاب السنن -٣

Page 205: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

201

هنا معنا مهما وهو أن الروا�� دون اإلسالم تعتبر روا�� ها�طة ال ق�مة لها وال تجمع أن جمعت احد وانما األصل اإلسالم �التزام أخالقه وعدله

في العرق وطر�قة التف�یر �ما �حمي المجتمع بین الناس مهما اختلفوا وال �م�ن أن �غیر إنسان إنسانا آخــــــــــــــــــــــر ٤ومنظومته الكبر� الجامعة.

ما لم �قم هو �التغییر لذاته و�ما في نفسه.

المشیئة والحیاة:

نحن موجودون على وضعنا هذا �مشیئة هللا وارادته، المشیئة التي س واإلرادة التي خلقت الكون من مشیئة، فاإلرادة هي التي أوجدت النفو

حددت الموجود والقدر هو الذ� وضع الك�ف�ة لهذا الوجود ما بین �اق وزائل وتفاصیل الوجود ال�اقي �الحف� المطل� بنظام متعل� ��مال خالقه ودائم بدوام مشیئة ولحظة واحدة �اف�ة لیختفي الكون، فهو حق�قة بإرادة

والنفس ال �مر علیها الزمن �المشیئة واألمر ( الروح ).وقدر،

المشیئة جعلت اإلنسان مثال یتوالد �ما �ل الل�ائن، هو ح�اة لو نظرنا إل�ه في تسلسل تكو�نه، ما قبل حلول النفس ف�ه أو اتصالها �الجسد، والنفس ال تتصل �الجسد ما لم تكتمل معدات اتصالها من عصب

شبھت اإلنسان بالمنظومة ولم اقل منظمة، الن اإلنسان في المجتمع اإلسالمي لیس بالضرورة أن یكون ٤

والمسلمون لیسوا مسلما وإنما منسجما مع النظام العام وبنظامھ الخاص الذي ھو من خصوصیة معتقده، بمھام متعددة في منظومة وإنما كل منھا تقوم ومكلفة بذات المھام لكن أحداھا یبدع في ھذا الجانب وأخرى

في جانب آخــر، لذا قلت منظومات ومنظومة كبرى وهللا اعلم.

Page 206: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

202

ة، فعند اكتمال العصب واألجهزة في اإلنسان وعضالت وعظام غضروف�تبدأ النفس �التحول إلى وضعها األرضي فتسو� مع أجهزتها الدماغ وما یتصل �ه من عصب إلى سائر الجسد ل��ون والنفس في اتحاد أ� تسو�ة حتى أنهما واحد ال ینفصالن إال �أجل ومدة محددة مس�قا هي

طر�قا آخـــر ءالنشومن هنا یتخذ تار�خ انتهاء هذا االرت�ا� في األرض،حیث تتكامل الصورة الظاهرة وتتم التسو�ة بین النفس والجسد ف��ون إنسانا.... في العلم الحدیث والحدیث النبو� والقرآن الوصف متطاب� أر�عة أشهر وعشرة أ�ام تلك المدة التي اتخذت في الفقه مائة وعشرون

درة النفس على إدارة هذا الجسد یوما، �عدها تبدأ الح�اة ال�شر�ة �قفیتحرك الجنین الحر�ة ال�شر�ة األولى.... عندها ��ون اإلنسان ول�س الحیوان تكون النفس قد اتحدت أو سوت �أجهزتها التي ستقود من

خاللها المنظومة العقل�ة و�الجسد الذ� سیتعامل مع المح�� بهیئته.

نها منظومته العقل�ة، تلك من هنا ندرك فلسفة التفضیل لهذا اإلنسان إالمنظومة التي ما تر�ت �ال تعل�م بل غرس فیها معرفة الحدود، وعلمت �الدن�ا أن تختصر الزمن القلیل لوجودها بهد� النبوات، �شر من ال�شر �علم رساالت هللا و�علمها للناس، عدا المس�ح الذ� خل� �أمـــر �خل�

أمـــر منفرد ما �ان ضمن حالة آدم ومن نفس نظام الكون في أمه مر�م، التكاثر العاد�ة، بل هو أمر نفذ برسول ر�ها الرحمن ذو القدرة على �ل شيء، تلك مشیئة إعجاز ألنها وان انسجمت مع النظام إال أنها خارج تسلسله فكان معجزة في وجوده واح�اءه عالما لما هو فاعله لكنه ضمن

Page 207: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

203

أمر ( روح ) من هللا صناعة النظام ال�شر� في النمو والنشا�. فهو خاصة وضمن نظام الكون في االلتصاق والماه�ة... فنظام الخل�قة مخزون في بو�ضة جامدة �حفز فیها الح�اة ح�من �سیر �القدرة فإذا لم �ك ح�منا في هذا األمر فالح�اة �انت �أمــــــــــــر �خل� آدم منفصل متصل

ت�� ارت�اطا بهذا الجسد، حین معرف �مهمة محددة یؤدیها. هو إذن مر یتوفى فهو منتقل معه من أجل هذا لم �ك مم�نا أن �صلب المس�ح لتغادر نفسه ذاك الجسد فالنفس ف�ه �الكل�ة.... فهو مرفوع بجسده بإنهاء مرحلة من مهمته. هو إعجاز ألنه خرق للنظام بدون خرق أ�

رسول قبله �انسجام وتحد� للعقل وحدوده فهو مرسل ألمة خرجت مع وما آمن �ه إال قلیل منهم، و�انوا یتعاملون معه �ساحر عل�م؛ فكان

رسالة لرفع التم�ین الممثل �األنب�اء التترا عنهم.

علت من هللا لتم�ین العقل ال�شر� فكان لكل شيء النظام والسبب�ة ج سب�ا، وحین لم �فهم الناس هذا الخارج عن المألوف اتجهوا إلى تألیهه

غافلون عن اإلم�ان�ة والقدرة والمحتمل من النظام العام وان من وهم صنع النظام قادر على إضافة آل�ة �سبب �حتاج إلى تفعیل منظومة العقل ول�س إبداء عجزها، رغم أننا نبتعد في هذا عن الن�ة في اإلفساد

المتعمدة.

في عمر اإلنسان المحدد في وحدة الزمن المخلوق یبدأ حق�قة من الحر�ةال�طن، فللنفس اسم وقبر لهذا الجسد...فإذا ما انتهت مدة �قاء النفس

Page 208: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

204

في الجسم استحالت خارج النظام الزمني �النس�ة للجسد وخارج النظام المعرفي �النس�ة لها و�دأت مرحلة التمهید لح�اة أخر� و�هذا یتكامل

ون المنط� والماه�ة وفلسفة النفس والجسد و�فهم ال�عث والنشور و��االحتمال �ال�قین، فنظام الح�اة ىففینمنطقا وماه�ة وفلسفة ٢=١+١

متكامال بزمن ونظام ال�عث والنشور مرحلة أخر� بزمن آخـــــــــر، والزمن إن استطعنا عده �شروق وغروب وما بینهما، فعند محي الشروق

ة والغروب فرضا فإن الزمن سائر لكننا ال نستط�ع حسا�ه �الطرق المعروف لنا الیوم.

اإلنسان حین �أتي للح�اة ال �ملك من المعرفة شیئا، یتعامل �غرائزه و�لما ازدادت المعرفة تراجعت الغرائز لتكون أكثر تهذی�ا، فإن لم تك معرفته تردعه في وقت ما في مرحلة ما �ان استحواذا واضحا للغرائز والحاجات

تتراجع فیها هذه الغرائز على المنظومة العقل�ة تقود هو� النفس التي الوالحاجات �المعرفة وحسب بل �ال�قین والتمر�ن، فالنظام ومعرفة الحق�قة ل�ست �اف�ة لردع السلوك الناتج عن الهو�، وانما االعقال واإلرادة والقرار �االنض�ا� هو من یجعل اإلنسان �مظهر وجوهر تقي أو �اختالف

�حصى، لكن من أین تأتي العالقات بین المظهر والجوهر مما �عد و اإلرادة:

Page 209: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

205

ال�قین والس�ون النفسي للصواب، و�مثل المجال الحر�ي لما .١یتوصل إل�ه العقل وجو تفعیله، بل إم�ان�ة الفرد والمجتمع على

تفعیله، فقد ینفرد أو یتفرد اإلنسان في مح�طه ب�قینه. المجتمع والمح�� وما �حو� من ق�م محترمة أو األصدقاء والرفقة .٢لظروف الماد�ة والمعنو�ة وتعني االلتزامات ومد� الحاجة وام�ان�ة ا .٣

الحصول علیها

إدراك الحسن والقب�ح ل�س من مسائل العقل المجردة، وانما هي مسالة أخالق�ة، أ� تعان� بین الق�م الرئ�سة الحضار�ة والمنظومة العقل�ة

عل الحسن وطغ�انها على الفؤاد، وتنظ�مها للغرائز، �لها مع �عضها تجوالقب�ح له تعر�ف �ما تدعمه الق�م أساسا، والحسن والقب�ح ل�س هو الخیر والشر، فالخیر والشر ال �ستو�ان والحسن والقب�ح في صعید واحد فلكل مستو�اته ولكل مدلوالته، فقد تتف� مجموعتان �شر�ان على الخیر

الحسن والشر �معناهما وواقعهما وتعر�فهما، و�ختلف المجتمعان على والقب�ح... لكن �ل من طرفه فما هو خیر لهذا شر لذاك لو تقا�ال في حرب مثال، واستحصال المال مثال دون السؤال عن وسیلته حسن عند

مجتمع، وهو ل�س �ذلك عند مجتمع آخـــر.

هذه العمل�ة تكون عنصر اإلحساس �االشمئزاز من منظر ما، والتعاطف ا �حصل طب�ع�ا حتى من تكونت لد�ه تلك مع المظلوم لدرجة ال��اء، وهذ

الق�م �ال شعور منه أو تف�یر وانما تلقاها انط�اعا الن االنط�اع أو

Page 210: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

206

الوصول لألمر عقال �الهما س�ستقر في الفؤاد قد تعل� األمر �المشاعر لهذا س��ون رد الفعل �ما �م�ن أن نسم�ه أخالق�ا إنسان�ا وال تجد هذا

اعتادوا على الظلم ومناظره الن هذا اإلحساس عند أناس فقدوا الحر�ة أوقد تبلد عندهم فیرونه وال �حسون �ه �األلم وهي ذات العمل�ة بین مدرك

الق�م وال �ط�قها في �عض حاالت وصفها وهي حاالت متعددة.الجهل مع ضعف اإل�مان سبب رئ�س لفعل الهو� بل ال �ف�ض عنه الخیر

سالمة الفطرة �غیر علم أو �العقل الجمعي إرادة، وانما قد �أتي الخیر من أ� بتأثیر المح�� من الق�م، لكن الجاهل أسرع للفساد ف�ما لو وجه إل�ه فغرائزه تحتاج لعقل فاعلیتها وهذا �حتاج لمعرفة تمییز أو إدراك منط�ع على األقل، �المقابل ل�س المتعلم من العلم والمعرفة أو المثقف �مبتعد

فته، بل هو أخطر من الجاهل وأكثر تز��فا لمظهره عن الشر �سبب معر �ما �مرر رغ�اته دون إحساس من المح��، فهو �عقل الطرق المؤد�ة إلى غایته، فمن تم�ن من المعرفة دون إ�مان �ان احتمال انحرافه �بیرا الن المؤمن قد یلجم دوافع غرائزه ح�ا وره�ة من خالقه وطمعا في رضاه، أمـــا

لك النعمة فال تجد الدافع لد�ه غیر ما تسول له نفسه، من ل�س له توالح�مة غیر المعرفة وانما الح�مة فضل �بیر على اإلنسان ومسیرته، فهو �سعى لإلنتاج واالعمار ب�قینه أن ما یخسره في الظاهر هو ر�ح في المستقبل والمستقبل عنده ل�س إال رضا هللا. أسمیناها فلسفة أو ح�مة

تدبیر فهي معرفة �قین�ة عمل�ة قائم بها اإلنسان وال ��ون في الفهم وال فیها جاهل حقا.

Page 211: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

207

الغرائز في اإلنسان هي أول الحاكمة لسلو�ه البدائي قبل التعلم، وهي غرائز تتأخر أكثرها نشوزا وهي النوع لحین البلوغ، والقرآن إذ �عطي النهي

انما التنظ�م، للنفس عن الهو� الجنة، فالنهي غیر القتل أو اإللغاء و فاإلنسان �لما زادت معرفته واطالعه التعل�مي أو الح�اتي �الممارسة وتعرف إلى حقوق وعادات وتقالید وثقافة مجتمعه تم�ن ــــ �ح�مه هو ول�س بها ــــ من إدارة سلو�ه وفقها فانسجم مع مجتمعه في حدود

ول�ست التصرف وهو �التأكید قادر على ترو�ض تلك الغرائز والحاجاتهي محتومة القوة بوجود المنظومة العقل�ة التي تمیز اإلنسان عن غیره من الحیوانات، الغرائز وتحق�قها نصفه �اإلش�اع ألنها تصل إلى التطرف الممل ما لم تنظم حتى تفتقد اللذة أو الس�ینة واالعتدال هو ضمان

ة الخل� استمرار تلك األحاس�س الدافعة التي هي في الحق�قة ل�ست غا�وانما في عرضها، ولهذا نقول غر�زة النوع ول�س الغر�زة الجنس�ة والتدین ول�س اإلحساس �النقص والضعف االلتجاء ــــ مثال ال ق�اس ــــ أما الحاجات فتسد �المتاح منها وهي مسألة تتعامل مع العقل والمح��

دته المحسوس بتناغم مع متطل�ات الداخل، فالجائع مم�ن أن �ملئ معومم�ن أن ��تفي بتمرات أو قطعة خبز...، الغر�زة ال تسبب الموت في توقف إش�اعها لكن الحاجة تسب�ه، لهذا �انت الغر�زة مزروعة في اإلنسان والحاجة محسوسة فتلك قد تتوقف بدون دافع داخلي.... اإلنسان

عند ال یتمیز عن غیره إال �المنظومة العقل�ة أمــا النط� وأما اللغة فهي�ل الحیوانات �ل حسب مفردات حاجاته وطر�قة نقله للمعلومة بإفرازات أو

Page 212: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

208

�أصوات معینه لها فهمها عند نوعه، وهذه المنظومة العقل�ة هي التي تبدع وهي التي تصنع اإلرادة وهي التي تحاسب. المنظومة العقل�ة هي

�قاء قد التي تتغلب على غرائز وتفاضل غرائز وتحولها إلى منتج، فحب الیتراجع أمام علو فكرة عقل�ة، أو ترج�ح للتدین خصوصا إذا ارت�� �ق�مة أخالق�ة أو فكر�ة، وه�ذا مم�ن التف�ر ب�ق�ة الغرائز والك�ف�ة التي �م�ن أن یدیرها العقل، أمـــا إذا ه�منت الغرائز وقامت بإدارة المنظومة العقل�ة

�ق�مة ألن المعول عل�ه فعندها الشك أن اإلنسان قد فقد سبب تفضیله هو اإلرادة.

إن هللا جل وعال وضع من الغرائز إلهاما، فهي تدفع للفجور �ما تدفع للتدین والمنظومة العقل�ة هي التي توازن األمور �لها إلى هذا أو ذاك.

إن اإلنسان أعظم من أن �ح�م �قاعدة واحدة، فهذا اإلنسان متغیر قابل لإلصالح وقابل للفساد، المسألة تتعل� �القوة المه�منة على عقله بنوع الغر�زة التي تس�طر عل�ه، فل�س العلم والمعرفة حاكما وانما هي من

رة بل مستدالت الطر��، وفقدها أو امتالكها له أثر في نوع�ة وث�ات المسیفي تطو�رها وتغییرها وانتقالها لكن الحاكم في تطلعات اإلنسان هي نشأته األولى ونوع الغر�زة الحاكمة، فإن تملكه حب التملك اتجه ��ل ما لد�ه وسخر معرفته لها، وان تملكه حب الس�ادة توجه ��لیته لها و�ذلك التدین

ن إال من خالل وغیرها.... لكن الوسائل ال تنسجم مع الم�انة لإلنساتناس� الحاث والمحثوث، أ� الغر�زة الحاكمة والسلوك األخالقي، فالدین ال �عطي تصرفات سلو��ة في حب التملك واالنا الطاغ�ة �الس�ادة وغیرها،

Page 213: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

209

ومن استخدم الدین �معط�ات لتقدمه نحو هدف التملك أو الس�ادة فلن تلك الغر�زة على یتناس� سلو�ه مع ادعائه، واألغلب انه س�ظهر طغ�ان

سلو�ه فال ��ون له مصداق�ة، ونحن نر� أن غر�زة التدین هي غر�زة قو�ة حاكمة في مجتمعات �غلب علیها التدین، ونر� الغرائز األخر� حاكمة في غیرها من المجتمعات، فالق�م وعلوها مت�این لكن ی�قى للدین األثر في

ید.قرارات األنفس للح�م وان لم ��ن للعمل والتنف

وفي المجتمع الذ� ال �ح�مه الدین رغم تدینه تجد افتراضات المثال�ة في األشخاص المتدینین �ما �عی� الخیر�ة منهم لتمضي إلى المجتمع، واحترامهم األعمى لتلك الشخص�ات ـــــ من �سمون رجال الدین ــــــ ال یت�ح

ر�ة مثلها لها أن تحسن من أدائها بل تفتن تلك الشخص�ات عن �ونها �ش مثل أ� إنسان.

اإلرادة الفرد�ة ل�ست �اف�ة لالرتفاع �السلوك واألخالق، بل المجتمع ��ل مسئول عنها، ومسئولیته ل�ست قضائ�ة فالقضاء أمــــــر تنظ�مي في اإلدارة، وانما �الدعم والنصح والتسدید وتب�ان المن�ر، هذا األمر سیجعل

فحسب وانما متفاعال مع أولى نزواته اإلنسان ل�س محاس�ا أمام القانون والمجتمع فال تتعاظم ل�طال انحرافها القانون، فالقانون رادع لفعل متعاظم، لذا فحاجات اإلنسان وغرائزه هي مهمة اجتماع�ة فهذه الحاجات والغرائز قد تدفع اإلنسان إلى الجر�مة أو الع�ش السلبي في أدنى الحاالت وتلك

هرة تعبر عن فشل الرا�� الحق�قي في التش�ل بین في الحق�قة مسألة قا

Page 214: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

210

األفراد إلقامة العدل. وهذا فشل لإلنسان ل�س �فرد بل �مجموعة أو مجتمع ال �عمل �التكافل وانما مجتمع تجمع بینه روا�� ها�طة �ال�قعة التي �ع�ش فیها أو العشیرة والقبیلة، أو منطل� فكر� ال تطبی� له على

حال لهذه الدقائ� التي تعنى �اإلنسان وانسانیته األرض ألنه ال �ملك والمحافظة علیها بتشر�ع تنصاع له النفس عن رضا وحرص للق�ام �ه.

أن وصول الغا�ة إلى نها�ة تتمثل �عمر قصیر یجعل اإلنسان مستعجال إذا ترك لنزواته، فالغا�ة المثلى �امتدادها إلى ما �عد المعروف نحو المدرك،

إال �اإل�مان �الیوم اآلخر وأن هناك حساب غیر القانون وهذا ال �أتي العامل �المجتمع یرتكز إلى ذاكرة النفس والجسد فتكون هي الشاهد على مخالفته الق�م التي ال یتأتى تطب�قها الح� إال �اإلخالص وتمر�ن النفس على مقاومة ضعفها �مواطن قوتها وأكثر المزا�ا الدافعة إلرادة تنتج خطأ

وك هو استسالم النفس لفؤادها دون تحو�له إلى العمل�ة العقل�ة السلوض�� مخرجات منظومة اإلنسان وانتقال السلوك إلى العادة ل�س محمودا، وانما الوعي ��ل فعل وعن قناعة االخت�ار هو من �قود اإلنسان إلى طر�� السعادة، والمتعة ل�ست السعادة فهي قد تنخفض بإنسان�ة

الستسالم لها، وهو ما �عرف �التعاسة؛ وه�ذا نجد أن طلب اإلنسان عند االمتعة لذاتها سیؤد� حتما إلى ضدها فالسعادة في الدار�ن ل�ست متعة وانما لذة حسن االخت�ار في الدن�ا، و�لوغ المراد في اآلخرة، ونهي النفس عن هواها هو التزامها بنظام و�صرا� مستق�م أ� واضح متضح �ش�ل

�ة الفرد�ة و�تنام�ه �ش�ل صورة ثقافة مجتمع.أ�عاد الشخص

Page 215: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

211

إرادة اإلنسان تكمن في مخرجات السلوك، والسلوك ن�ض األخالق وواقعها، فمن السهل الكالم وتصنیف القول إلى الراجح من المقبول، لكن السلوك ال ینتظم إال �اتحاد اإلرادة مع الق�م... وال نستغرب سرعة التأثیر

دوما في السلوك وتحول مخرجات منظومة اإلنسان بهذا التغییر ال�ارز�اتجاه معاكس أح�انا لما �انت عل�ه عند التصرف �المعلومة عقل�ا وتحولها �عد ال�قین إلى سلوك مختلف تماما و�أن اإلنسان هذا منقطع عن ماض�ه تماما، وان تار�خه قد بدأ من جدید �ال طفولة أو ش�اب رغم

ات و�ستفید منها في ترشید وسائل ح�اته نحو انه واقعا �حمل �ل الذ�ر�ال�عد عن تكرار الخطأ الذ� �ات خطیئة في عقله ألنه ل�س �ح� نفسه والمح�� بل �ح� خالقه، وأن هنالك م�افأة وعقاب وال یتحمل وزره غیر

نفسه.

السلوك تعبیر عن االرادة

هللا

والحساب النیة

المجتمعیا ال یتعامل مع النواالحساب وفق

القانون

Page 216: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

212

الناس في الغالب تستخدم معرفتها لتحقی� ما تسول له األنفس من وحاجاتها، ول�س �ل الناس واحد، فاألغلب وهم من متطل�ات غرائزها

خاصة الناس وعامتهم ال یرتدعون إال �القصاص الدنیو�، وردع هؤالء �قال( من أمن العقاب أساء ح� للمجتمع في حمایته لنفسه، و�ما

)، وعلى هذا فالبد من وجود دولة ول�س سلطة فق� للق�م �مهمة األدبإنسان�ة اإلنسان واعانة الضعیف على أخالق�ة في حق�قتها وهي حما�ة

نفسه �ح�م القانون وفقراته و�هی�ة الدولة، فمن ال یردع نفسه بنفسه وال �ستوعب جزاء اآلخرة فمن المؤ�د انه س�حسب للدولة وسلطتها المحسوسة حساب، الن هنالك من الناس ما ه�منت عل�ه غرائزه

رادة الكاف�ة لالنسجام مع واستعمرت منظومته العقل�ة فال تجد الفرصة واإل النظام الكوني والنفس سو�ت مع هذا النظام وف�ه وهي ل�ست �المادة التي یجر� علیها ق�اس وأ�عاد �األ�عاد المعروفة األر�ع بل تدخل النظام وتسو� معه �منظومة العقل وتخرج من الوجود المعلوم إلى الوجود الموصوف

ا،إال خل� �عقل و�تدبره اإلنسان �الخبر. فالخل� هو سج�ة ال تكلف فیهفاالعقال وما یت�عه من أوصاف ومزا�ا أو رزا�ا هو خل� متكلف، والسلوك هو ما ظهر من اإلنسان �سلطة عقله للفعل، أ� هو تعبیر عن قرار وارادة، والحسن في �لیهما محمود، والسیئ في �لیهما مذموم ولكل

م ق�اس هذا �له الشرع، مجتمع �ق�س عل�ه الحسن والسیئ، وفي اإلسالفاألخالق ق�مة ول�ست تمییز، وانما التمییز �مد� قدرة اإلنسان وارادته على الصمود والر�ون إلیها لتكون من مواصفات شخصیته، و الشرع

Page 217: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

213

نظام مجتمع �ضع أ�عاد الشخص�ة في المجتمع و�ق�س فعله لصالح لشرع ظهر مجتمع إسالمي فتكون م�انته في المجتمع وف� لهذا...أ� ل

السلوك في الدولة، وأمـــا الحساب على الن�ة وما ال �علم من سلوك فهو عند هللا أمــــــــــــــره ألن الشر�عة هي للح�اة وادارتها على األرض، والنفس وما فیها في حساب لح�اة اآلخرة، وان �ان لهاتین ارت�ا� ب�عضهما ف�ما

ف�ما أخفته النوا�ا من عمل، اخف� القضاء إنصافه إیجا�ا أم سل�ا، أوفالتكلیف حسب الطاقة، لكن للنوا�ا أثــــــــــر في تحدید الصواب عند هللا �ما یواف� أو یخالف المنظور من المجتمع وخالصة الح�م عل�ه، فكم من صاحب مظهر صالح مرضي المقام وهو عند هللا من اللئام، وما زاده

فاإلنسان قادر على تدر�ب النفس علمه ومعرفته عند هللا إال عذا�ا.وغرائزها وردود األفعال المنبثقة من الفؤاد �اعقالها والتمر�ن أمـــر یثبت السلوك و�نتقل �الممارسة إلى الخل� الشخصي وه�ذا تبنى النفوس �اعت�ادها الصواب أو �اعت�ادها الخطأ ول�س �الفقه وحده أو �العلم وحده،

�متلك اآلل�ة فإن أهملها فهو داخل إلى بید أن العالم إلى الصالح التفر��.... وهذا �له مفسر �غل�ة الغر�زة على المنظومة العقل�ة أو به�منة المنظومة العقل�ة على الغر�زة غیر ناسین أن للتر��ة وظروف االستبداد والسر�ة في الح�اة تحت االستبداد وما تدفع األهل بتحو�ل

لب والمعاني الجاهزة لتلقینها �انط�اعات التعل�م من االعقال إلى القواخش�ة االنحراف إن لم تلقن وخش�ة المسائلة إن علمت، حتى تنتقل ج�ال �عد جیل �معلومة أو ق�مة خلق�ة اقرب للعادات والتقالید وقد یدخل إلى

Page 218: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

214

المنظومة العقل�ة ق�م أخر� تستعمل وال تتعارض مع هذه االنط�اعات رغم � عند الفعل والسلوك نوعا من االزدواج في قبول تضادها بل تتعا�ش لتخل

السلو��ات �حیث �قبل مثال عالقة مع امرأة معه، وال �قبل أن تفعل أخته هذا.. هذا االزدواج ل�س مرضا نفس�ا وانما مرضا سلو��ا ناتج عن الصراع بین االنط�اع والتلقي دون المقارنة وانما �التعا�ش السلبي وهو

قل�ة في تحقی� الموازنة بین الق�م المتضادة واالخت�ار خلل �المنظومة الع في فاعلیتها المقدمة للبیئة.

دره من علمه اإلنسان وانما ق اإن هللا جل وعال (رب العالمین) ل�س تار�ع األرزاق �مق�اس العدل فال تجد ناقصا من میزة وحفظه للمؤمن �علمه وز

ملك إنسان �ل شيء وال �فقد عند إنسان إال و�مال في جانب آخـــر، فال �إنسان �ل شيء، والرزق موزون بإرادته هو �ملكه ولو �ان هذا بید اإلنسان لشح على نفسه فهنالك محددات في مفاصل وضعت في طب�عة خل� �ل إنسان لما یجده من نفسه من عزم �اتجاه وقابل�ة على تأهیل،

ومة ال�شر�ة ل�س في منظ ــ �غض النظر عن معتقده ـــ فكل إنسان منظمة آلة بل ��ان عاقل معان في دوره محفو� فهذا خل� هللا الم�رم.

Page 219: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

215

الجمال حس وذوق

الجمال مسألة حس�ة تق�م �شعور حاضر النموذج، فهو معاییر داخل�ة م�تس�ة غال�ا من المجتمع تدعمها حاجة أو غر�زة في الطلب، لكنها

لیتحسسها... والناس في هذا ل�ست ملحة ألنها تح�� �اإلنسان فال تغیب أذواق والذوق یتش�ل اجتماع�ا أ�ضا �قبول المعهود والمتعارف، لكن الذوق في الداخل �مع�ار للنفس والجمال من الخارج �مع�ار للوصف، و�الهما یتحد ل�ش�ل الشعور االیجابي أو السلبي نحو إصدار الح�م على

�الكل�ة للمحسوس وانما المحسوس اهو جمیل أم ال، وهذا ال �عني الق�حهو في إحساس هذا اإلنسان في بیئة معینة نحو ق�مة محسوسة، فمثال وما هو دارج في تقی�م الجمال، هنالك عند �عض المجتمعات تقی�م الجمال ( الحسن )للمرأة �أنها األكثر سمنة وعظمة جسم، بینما هنالك

ة في مجتمع من یجعل الجمال في النحافة، و�ذلك على اللون لل�شر تختلف عن مجتمع آخــر... لكنها مقای�س ضمن حدود البیئة وال �عني أن من غیر بیئتها ل�س جم�ال، لكن العمل�ة في تحقی� االقتران تستدعي

س�ادة معاییر المجتمع من الثقافة.

الجمال ��لمات �س�طة هو تواف� اإلحساس ال�شر� مع النظام وف�ه یتجلى العدل واألخالق �یف؟

Page 220: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

216

ذهب ال�عض أن اإلحساس �الجمال فطر� في الخل�، وهذا ل�س مدعوما بل قال ال�عض أن رؤ�ة جمال هللا في أخذ العهد من النفوس ( وأسموها األرواح) یجعل اإلنسان ی�حث عن ما انبهر �ه من جمال في المحسوس من المح�� �حثا عن ذاك الجمال الذ� نس�ه، وهذا أمــر ــــ �غض النظر

ل فلسفته ـــــ محال منطقا وماه�ة، فالح�م على الجمال �ال عن أصمعلومة سا�قة ل�س له وجود، بل مبهم، ولو صح وحصلت هنالك إرادة في االستشعار بهذا الجمال فإن ماه�ة ذاك الجمال مختلفة عن

على المحدث أو المحدث على الخال�المخلوقات في جمالها فال �قاس أ�ضا، فإن الناس ستتشا�ه في ح�مها وال ، ولو صح حصول هذاالخال�

تختلف وال �م�ن أن نجد تناقضا بین المعاییر الجمال�ة للبیئة و�ین الذوق الشخصي و�ذلك تنتفي ق�مة الحس والذوق، وال تتداول الح�اة، و الجمیل س�ع�ش والقب�ح سیهمل، وتذوب مضادات الجمال فال ��ون توازنا نفس�ا

ند أ� أحـــد بل تنتفي �ینونة العدل منطقا وماه�ة أو ق�مة لهذا الجمال ععند هذا ال�اب فلم �عد هنالك مواز�ن ل�ق�س بها، لكن االختالف �األذواق واالختالف في المعاییر یجعل الكل في الموجودات لها من الجمال ما یجعل لها ق�مة سواء ق�مة عند مجموعة أو مجتمع أو امة، أو فرد عن

راها احدهم أنها ل�ست جمیلة، یراها اآلخر أنها في قمة فرد فنجد امرأة یالجمال...یتوقف األمر على ماذا یر� من ماه�ة هذه المرأة، أو هذا الرجل �طرح ع�سي عند هذه المرأة أو تلك حتى ل�عجب ال�عض �یف تتعل� امرأة صارخة الجمال برجل ال یجدون له مؤهال المتالك مشاعرها تلك،

Page 221: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

217

ل�ست جاذب�ة الصورة العامة وال الش�اب وال غیرها منفردة فمعاییر الق�اس بل هناك مع�ار دون المعاییر یتغلب على غیرها، ف��ون للعقل دورا ف�ه وهذا ارسخ أنواع التقی�م، أما التقی�م المنبث� عن أحاس�س الفؤاد، فغال�ا تتالشى بإش�اع غر�زة أو سد حاجة ما لم تبنى عقل�ا، أو تدعم �ق�م

ع�ة أخـــر� من عادات وتقالید وأح�ام للمجتمع معتمدة....إن اجتمااعتمدت على تلك، لكن أحاس�س الفؤاد أ�ضا قد تكون راسخة الد�مومة عند تالقي النفوس �ماهیتها دون الحاجة إلى تدو�ر مت�اینات أو تالشي تلك المت�اینات أمــام التقاء األنا وهذا هو الحب الذ� ال تجد له سب�ا فقد تعطلت مقای�س المنط� ف�ه وتحدثت الماه�ة �ال وس��. هنالك دوما ترا�� بین متعدد الق�م عند اإلنسان عامة وال ینسب الح�م على الجمال أو غیره لق�مة واحدة، فاإلنسان مخلوق معقد مر�ب تتفاعل ف�ه عوامل عدة، و�عقل ما حوله فهو ال �ستجیب لعوامله الداخل�ة فق� أو العوامل

ارج�ة فق� لتش�ل شخصیته أ� عقلیته ونفسیته، وانما تتفاعل مع الخ �عضها جم�عا.

جمال الكلمة بدون شك �أتي من اتجاهات عدة فكالم الناس �مفردات واحدة،لكن ص�اغتها، إلقاءها، الحس الذ� ینطل� مع نطقها أو �تابتها

مة یجعلها في موضع ��سبها صفة الجمال، فالجمال والق�ح هنا ل�س للكلوال للجملة وانما إلى الص�اغة والصائغ لها، وهذا یتضح عند قراءة القرآن بتناس� الجمال�ة ف�ه، واألمر مختلف عند ترتیله فسیتحول الح�م إلى الصوت واحساس المرتل �ما یرتل غال�ا، ما لم یبرمجه السامع �عیدا عن

Page 222: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

218

ح�م ملقن السمع لوحده.أو أن له موقفا مس�قا من القرآن ذاته متأتي منلعقلیته وأفكار سا�قة عنه والتي ال �غلبها إال تحو�ل المسموع من السمع أو ال�صر أو الفؤاد إلى القلب لعقل تلك الكلمات فیتبین جمالها، لینتقل

من الحس المخزون إلى الواقع المشهود.

الطب�عة جمالها جمال بیئة نشأة في الع�ش، وجمالها جمال الغرا�ة في �س�ن الج�ال ال یر� طی�ا لع�ش في الصحراء، لكنه �عجب النظر، فمن

�غر�ب مظهرها. والمسافر من بلده إلى بلد آخــر �عج�ه من الجمال ما لم یره في بلده... وقد �حب امتالكه، لكن الطب�عة وجمالها قد ال یراها متعود الع�ش فیها إال أنها في داخله قد ش�لت نم� ح�اته وتغییرها بهدف

لعزم وقرار.... فساكن المناط� الس�اح�ة یتعامل مع منطقته �حتاج و��یف جمالها لطلب رزقه �قدوم الناس إلیها، أمــا زائرها ف�أتي لمتعة أو غیر مألوف قد یر� فیها ما ال یراه ساكنها �أنه غیر مألوف بل هو منظر عاد� �ستشعر الجمال�ة ف�ه من زواره. فتجد أهل ال�اد�ة �سافرون

نة طل�ا للترو�ح وأهل المدینة �سافرون لل�اد�ة طل�ا للترو�ح... للمدیوهذا نوع من تحدیث نشا� النم� الح�اتي لقتل الرتا�ة ول�س النم� ذاته. وقد تجد أبناء مالكي احدث الس�ارات �سعدون بر�وب ساح�ة قد�مة متهرئة أو حمار، والع�س صح�حا، ولنفس السبب وهذا أمــر حسي ال

ل جوان�ه فهو أمــر طارئ لفترة أو رحلة وتجدید من حالة �حتاج لعق للرتا�ة واالعت�اد.

Page 223: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

219

لماذا �حتاج اإلنسان لهذا التجدید؟ الحق�قة أنه ل�س حاجة وانما �عض الناس التي تحتاج لهذا من التي تع�ش �عقل جمعي غال�ا أو تكون

ن أعمالها تنقصها اإلبداع وندر ما �حصل فیها تغییر، أو هو هروب متكلیف �حتاج لجهد صعب وغال�ا ما ��ون عند الطل�ة أو من �قومون �أعمال ال �حبونها لذاتها وال تنسجم مع مواهبهم أو إم�اناتهم الذات�ة بل حتى وال قدراتهم ز�ادة أو نقصان أو من ال یرض�ه واقعه الذ� هو ف�ه...

ن نهار وهي للمتأمــل تجر�ة �فید منها في رؤ�ة ما لحس یتولد ساعة مأو لیل. وهنا وصفت �التجر�ة فهي ل�ست حاجة أو غر�زة فؤاد�ه وانما ر�اضة للقلب في إدراكه للبیئة والمح��. والقرآن �صور للعقول المشاهد في تغییر الحال لنقلها إلى الحس تصورا، ونجد أن دماغ اإلنسان یتسع

مسارات جدا لعمل�ات الخ�ال التي هي أساس نشأة وتكو�ن اإلبداع بوضعلها متعددة لتخرج في اختراع أو إبداع أو حتى ترض�ة للنفس �صعو�ة تفوق القدرة عند اإلنسان لتحق�قها ف�ستخدم هذا الجزء لتحقی� المسار

.الذ� تر�ده النفس بدون خسائر

Page 224: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

220

فحین ینقل القرآن هذا اإلحساس إلى اإلنسان، فإنه س�ستقبل من فؤاده فس�حیله للقلب الذ� هو موضع التحلیل والقرار وحیث انه ل�س منظورا

ما لم یهمله وهؤالء ال �ستخدمون قلو�هم لعقل المعروض... فالتصو�ر القرآني هو سؤال في الحق�قة ین�غي أن �عقل و�حتاج إلى جواب وقرار وهذه تحدد مسئول�ة اإلنسان وهداه أو رشاده من �فره أو فسقه وابتعاده.

القرآني ونبرته في الطرح تولد الحس الدقی� ونجد أن جمال التصو�روتعطي الصورة الماثلة و�أنها تر� رأ� العین... فهي تتعامل مع �امل المنظومة العقل�ة للنفس ال�شر�ة، السمع، األ�صار، األفئدة، مخاط�ة ال�صیرة، والعقل واللب.... فالجمال هنا له وظ�فة أخالق�ة حین تكون رأفة

علومة وتب�انها.وعدل في إ�صال الم

الجمال في السلوك أخالقي �حت فهو تجسید لق�م، الصدق هو اتحاد مع الفطرة وقراءة منسجمة مع العقل واال �انت قراءة العقل �اذ�ة، المصداق�ة هي أ�ضا انسجام ووصف لث�ات في السلوك وعقل�ة مرت�ة

لى منض�طة مقروءة الصدق في عموم سلو�ها.... العالقات بین الناس عأساس التكافل االجتماعي ق�مة أخالق�ة ألنها تبرز الجمال للنفس ال�شر�ة في إنتاج الخیر وتعز�ز الدعم للناس اآلخر�ن، القرآن قرن الصالة والتي هي صلة العبد بر�ه �اإلنفاق، واإلنفاق معبر عن الحاجات

�� وعالم األش�اء والصالة معبرة عن االعتقاد وهو مر�ز عالم األفكار، فر االثنین هو ر�� أخالقي في الحق�قة فال یجوز أن یؤمن اإلنسان �شيء

Page 225: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

221

ثم ال �فعله تطب�قا.... لذا �ان الصبر خلقا ألنه �عطي معنى اإلصرار عن قناعة في المعتقد للتنفید وهذا �عبر عنه �اإلحسان وهو من الحسن وصفة جمال�ة ال تجمل الفرد بل المجتمع... تحدید العالقات �الشرع�عطي جمال�ة للمجتمع وف� نظامه وثقة بین الناس و�أمن اإلنسان ف�ه على أحواله غیر مؤثر على �رامته أو خائفا من خ�انة أو غدر. ولعل اآل�ات القرآن�ة التي تعبر عن نفسها تحمل الق�مة الجمال�ة التي تش�لها

حمن {وع�اد یرافقها أوو�ذلك الق�مة األخالق�ة التي تراف� الجمال الرالذین �مشون على األرض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سالما، دا وق�اما، والذین �قولون ر�نا اصرف عنا عذاب والذین یبیتون لر�هم سج

اما، إنها ساءت مستقر�ا ومقاما، والذین إذا أنفقوا جهنم إن عذابها �ان غر إلها لم �سرفوا ولم �قتروا و�ان بین ذلك قواما، والذین ال یدعون مع �

إال �ا م � لح� وال یزنون ومن �فعل ذلك آخر وال �قتلون النفس التي حریل� أثاما، �ضاعف له العذاب یوم الق�امة و�خلد ف�ه مهانا، إال من تاب ئاتهم حسنات و�ان � سی ل � وآمن وعمل عمال صالحا فأولئك یبد متا�ا، والذین ال غفورا رح�ما، ومن تاب وعمل صالحا فإنه یتوب إلى �روا �آ�ات ر�هم وا �راما، والذین إذا ذ� وا �اللغو مر ور واذا مر �شهدون الز

وا علیها صم�ا و عم�انا، والذین �قولون ر�نا هب لنا من أزواجنا لم یخر�اتنا قرة أعین واجعلنا للمتقین إماما، أولئك یجزون الغرفة �ما صبروا وذر

ون فیها تح�ة وسالما، خالدین فیها ح سنت مستقر�ا ومقاما}...... و�لق

Page 226: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

222

لقد أوضحت هذه اآل�ات الصفات الخلق�ة وحدد مع من اإللزام وعند من المسؤول�ة وعند من الجزاء وتفاعل الن�ة وغیرها في �ل هذا.

الخش�ة من هللا وحسن النظام في ع�ادته لها ق�مة جمال�ة في الهیئة ى النفوس تكون للمثل الحسنة والرقي األخالقي واالصطفاف، فحین تنق

فرص إن�ات مع الرسوخ للف�ر والمعلومات�ة واال فالمعلومات�ة وحدها ال تكفي لن�ات حسن. المعادلة األخالق�ة التي تضفي الجمال في اإلسالم متكاملة ألنها تتعامل مع الغر�زة تنظ�ما وسموا لتكون غرائز إلنسان

وانما �احترام هذا المخلوق وتتعامل مع الف�ر ل�س �الفرض واإللغاءووظ�فته بل �ینونته �لها... من أجل هذا فإن السلوك النا�ع من األفراد

والثقافة التي تسود مجتمعا سل�ما ستكون بهذا الجمال

لكن ما نراه الیوم غیر هذا نتیجة ضعف الفهم وتشوه المعنى وغ�اب ش�ه ع مع واقعه للحفا� تام لإلسالم، فمنهم من اتخذ أخالق اإلسالم یتصار

الهش علیها، ومنهم من تجده �حمل األسفار وال �فید منها، وقلة هم من فهم وطب� و�ق�ض على جمرة من نار.

Page 227: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

223

اإلرادة –الخطیئة –الخطأ

اإلرادة اخت�ار له انع�اس على الواقع ظاهر عامل فاعل، هو صواب، خطأ بل هنالك في ، خطیئة، ول�س حسن وقب�ح ، شر وخیر، صواب وخطأ،

�ل هذا احتمال یت�ع الن�ة التي وراء اإلرادة، ف��ون الحسن، الخیر، الصواب، تقی�م مح�� و�یئة أ� تقی�م مجتمع لكنه قد ال ��ون �ذلك ما لم توجهه الن�ة، وهذا في عالقة اإلنسان مع ر�ه ال احد �ستبینها إال هللا في

�ات مع الناس، نفسه، فهي خیر وحسن وصواب �ما معلن عنها من نولكن إن لم تك �ذلك �النقاء والداخل في اإلنسان فهي لها أح�امها �الن�ة

ولكن مع هللا فق�.

بنفس المنهج ��ون التعر�ف للخطأ والخطیئة، فخطأ اإلنسان قد ینتج عن جهل �معرفة، أو عمل أساء اخت�ار آل�اته، وقد ��ون متعمدا مصرا

الیب المجتمع في التحق� من فعله على فعله.... عند المجتمع له أسوتوج�ه مصدر ومآل في �ل عصر لتحقی� المقاصد مع تقدم العلم

والتكنولوج�ا.

ي االجتهاد فأمـــا فعل خطأ عند هللا �حسن الن�ة فالشيء عل�ه ولو �ان فهو مأجور ـــ المجتهد ـــ عل�ه، فاألصل في اإلنسان الخیر والحســـن

ینونته مع المح�� وتبلور تلك المعاملة إلى فعل وانما هو عرضة لتفاعل �قد ��ون فعال �حاسب عل�ه وقد ��ون فعال ��افأ عل�ه، والخطیئة ل�ست ق�اس المجتمع وانما المجتمع یتعامل مع الخطأ والخطیئة �ظاهر الفعل

Page 228: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

224

�اعت�ارها خطأ مؤثر على المجتمع وقوانینه ومسیرته. فقد ��افأ المجتمع وقع لصاح�ه رضوان هللا وهو ل�س له إال هذه الم�افأة على أمــــــر یت

الدنیو�ة، فطلب ما استحصله من مجتمعه وقد استحصله فما له من أجر

أو ثواب عند هللا ألنه �ان بن�ة الر�اء.

على الخطیئة في الشرع هي عقو�ة لمنع إشاعة الفاحشة في فالعقابالمجتمع وهو ح� العام من المجتمع لحسن المسیرة أو لضمان حسنها. وما لم �طله الشرع فل�س متخلصا من العقاب بل هو عند هللا أمره، وعذاب اآلخرة أشــــــــــــــد وأدهى. والحساب لإلنسان إذن �ما ظهر من فعل

اإلفصاح عن اإلرادة. فهذا العقاب ل�س هو إقامة العقاب مقام دال على اإلله بل هو إقامة شرع هللا وأح�امه في األرض التي هو ر�ها رب العالمین. وهو شرع متبنى من الجماعة لمسیرة الح�اة... فالخطیئة هي في عقو�تها الدنیو�ة تعبیر عن عقو�ة لفعل ال یراد له أن ��ون في

ه الشرع فهي أمر له حد أو نص واضح متضمن العقو�ة المجتمع و�جرم

یعاقب علیھا هللا وھو یحكم على النوایا•ح العقوبة في المجتمع على اشاعة الفاحشة لما افتض•

الخطیئةمنھا للردع ووفق القوانین المستمدة من الشرعیتعامل معھ وفق القانون وتقدیر الحاكم او القاضي•الغرض ھو اصالح الخطأ والعقوبة لمنع تكراره•الخطأيالخطأ في الشریعة لیس جرما فیعود لتقدیر القاض•

Page 229: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

225

من مصدر التشر�ع. والمالح� أن عقو�ات نص علیها الشرع بوضوح هي عقو�ات متعلقة �اإلنسان وح�اته ونفسه �ما قد ��ون إزهاقها لمصلحة الث�ات في المجتمع ووف� شرو� واضحة في الداللة، �عقو�ة السرقة

....هیتها على االستقرار المجتمعيوهي تؤثر �ماوالزنا والقتل

ونالح� هنا مسألة مهمة، أن تطبی� األح�ام ال تقام إال من جهة شرع�ة وقف دیني، ممنتخ�ة ( م�ا�عة ) للح�م ول�س أ�ة جماعة تحمل رؤ�ة أو �

فالشر�عة في أساس تطب�قها وجود ح�ومة إسالم�ة متم�نة وم�ا�عة على على أناس ال یؤمنون بها، لذا تطبی� الشر�عة ول�س �فرض الشر�عة

�انت المحاكمات والقضاء على المسلمین عند إقامتهم للدولة اإلسالم�ة أما االحتكام للقضاء من غیر ٥وانتخابهم لح�امها واقرارهم لدستورها

المسلمین فخ�ار لهم إن طلبوا التحاكم للشر�عة ح�م بینهم... مع العلم ك مسألة أخالق�ة من صلب الشرع أنهم جزء من المجتمع اإلسالمي وتل

�احترام عقل اإلنسان وخ�اراته في الدن�ا أما حساب هللا فلم ��لف �ه �شر .ما دام هذا األمر ال یخل �الثقافة واآلداب العامة

إن دین �ال شر�عة، أو أناس ال �فرقون في مهمة القرآن في األرض و�ین هللا وارادته، هو نوع إرادة هللا في ح�مه، وأناس �حاولون تصنیف فعل

من اإلدراك الناقص لحق�قة الكون واإلنسان والح�اة، وفي فهم معنى

ئ للسیرة قد یتصور البعض أن ھذا األمر من المحدثات والحقیقة انھ من جوھر الفكر اإلسالمي، فالقار ٥سیعلم أن الناس ستطلب تطبیق الشریعة بنفسھا ولیست الشریعة قانون عقوبات كما في انطباع البعض وإنما

، وما ھي منھج حیاة ولكننا ھنا نتكلم عن الخطأ والخطیئة، اختیار الحاكم أمر مھم ھو والیة األمة وحقھاعھ كمجتمع فھذا مجتمع جاھلي ولیس إسالمي المصلحة من تطبیق أحكام على أناس ال یحتكمون إلى هللا وشر

والشریعة إلقامة العدل في المجتمع اإلسالمي لینھض.

Page 230: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

226

القضاء والقدر، وتصورهم الناقص هذا یجعلهم بین خ�ار�ن من إن�ار مسئول�ة اإلنسان أو وضعه �مصدر للشر �قومه ح�م هللا و�أن اإلنسان

حر وخ�اراته مدان، ولكن فهم الحق�قة �م�ن أن �فهمنا أن اإلنسانمفتوحة وهو في امتحان للرشاد أمــام هللا وحده، وهو في الح�اة جزء من مجتمع وضعت له الشر�عة إلقامة العدل وتحقی� الجو المناسب لحر�ته

هذه وحسن خ�اراته وف� نظام طب�عي ول�س في الشواذ.

و ذهب الفالسفة إلى أن هللا الخیر �له، و�قابله اإلنسان الشر �له.... أأن هللا �سمح �الشر هذا نوع من التهافت الذ� ال ینم عن إدراك لحق�قة الخل� بل لحق�قة الخال� والمخلوق، قد تكون متأت�ة من تشوهات في المعتقدات التي تر�وا علیها، فالشر والخیر أمور تعرف واقعا لفعل على األرض، والعدل أ�ضا �عبر عن ص�غة مضادة للظلم، والظلم ل�س فعال منفردا وانما هو تعبیر عن وصف لناتج الشرور... و�لها فاعل�ة لإلنسان ومنظومته وافساد فطرته وتوقیف العمل�ة العقل�ة �الفعل لصالح التوازن بین الغرائز والحاجات والمجتمع من خالل النظام...فا� خل� النظام

مة وخل� اإلنسان ووضع مقای�س العدل، وعلمه الخیر والشر، و�لفه �مهخالفة األرض وعمارتها، فهو في امتحان فمن الناس من ینجح في االخت�ار الذ� فشل في مثله آدم ــــ نسي استخدام معرفته وعقل المعروض عل�ه من إبل�س ــــــ فال �ستح� الجنة، ومن الناس من ینجح

.... وهللا ارحم الراحمین، لكن هذا ، واإلنا�ة فعلفعل�ا ف��ون في الجنةان �سعى لهذا األمر �ش�ل فرد� ومن خالل مهمته في التكلیف، اإلنس

Page 231: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

227

واحقاق العدل مهمة مجتمع یتعاون بها الفرد في خ�اراته ومجتمعه... األمر ب�ساطة هو هذا س�ادة األخالق في أح�ام العقل وقرارات تح�م �اإلرادة التي هي في القلب حیث موضع القرار فمن سلم قل�ه اتخذ

.الطر�� السل�مة

الفطرة السل�مة دافع للتحر� والمعرفة ال�قین�ة وهي تخفض احتمال الخطأ، بل هي تقود في فاعلیتها للتنم�ة المدن�ة الموجهة �األخالق و�التالي تحقی� العدل في المجتمع �هدف ووسائل، فاألخالق ل�ست من الفاضل

ورات بل من التفضیل وحسن االخت�ار للفعل لو تعمقنا �النتائج ألنها ضر ول�ست میزات زوائد. ومن الحقائ� التي یبینها اإلسالم ، أن لإلنسان سع�ه، وأن سع�ه مالئم لخلقه فل�س اإلنسان ناقصا أو ضع�فا إال � ولكنه خل� متكامل �النس�ة للنظام الكلي ول�س مغفال أو تائها إال إذا

اضع عدة ـــــ أوقف عقله، بل إن هللا أعان اإلنسان ــــ نحو ما ذ�رنا في مو �أنب�اء له ورسله وقواعد استنها لیختصر الزمن لإلنسان في العمر

القصیر نسب�ا.

اإلنسان ل�س ضعیف مستضعف في الكون بل هو سید مسخر له الخل� من دونه، وهو مزود �أجهزة تبتكر وتف�ر، هو ضعیف أمام نفسه في هذا النظام الكوني بتعطیل اعقاله لألمور وتمییل هواه على فقهه، واالندفاع وراء أ� من غرائزه �حیث �ستعمر عقله لها، فهو قادر على الموازنة

قه..... الف�رة إن اإلنسان مستضعف خطأ بل هو عجول نعم، �ح�م خل

Page 232: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

228

�ستعجل األمور وال �مهل استعجاله إال إدراكه وعقله للمح�� والحیث�ات وهو بهذا فق� ��ون ضع�فا. اإلنسان الغیر عارف ل�س هنالك أقو� من أناه، شح�حا حتى على نفسه حین تتغلب عل�ه غر�زة التملك أو الس�ادة،

أس�اب سلطانه وعادة ما تكون هي المال. فهو ل�س حب فهو یخشى الذات أو مصلحة خاصة بل غر�زة مه�منة تعود �ه إلى حیوان�ة تحمل منظومة تف�یر مبدعة في خدمتها ول�س غر�زة فق� �ما في الحیوان تتوقف �عد إش�اعها أو حاجة تتوقف �سدادها بل غر�زة تحمل وسائل

ا ومن �حرر النفس من ه�منتها بردعها الس�ادة فمن یوقفها ومن ینظمهإال معرفتها هي و�قینها. والمعرفة وحدها ال تكفي وانما ال�قین، وحتى التضح�ة لو نظرنا إلیها هي �قین في عظمة مفاضلة بین الح�اة الدن�ا واآلخرة فكان الجهاد محبب للنفوس من أجل هذا ول�س لتحقی� إرادة هللا

بین الناس وهذا ف�ه مصلحة هي االنتقال وانما إخالصا لنشر دعوته األكید إلى الغا�ة و�إخالص للن�ة في العمل، فل�س هللا �قاصر عن تحقی� إرادته، وانما هو نوع من العمل في تكلیف خالفة األرض وعمارتها �العدل

ضمن النظام. وهذا من الضرور� اآلدم�ةو التقو� هي فاعل�ة المنظومة جب اإلنسان مهمة وخالفة و�ین إرادة هللا یجعل فهمه الن الخل� بین وا

منه و��ال على الناس وما هو بو�یل على احد، و�أنه �ستمد أعماله الله غائب وهذا یخرجه عن التوحید. بل عمله ج�خل�فة � و�أن هللا جل

�له بهدف العدل بإعمال العقل للنشا� ال�شر� ضمن نظام الكون والخل�قة.

Page 233: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

229

ة توهم �اإلنسان الخارق الذ� �فعل المعجزات، توجد الخطأ في هذه الف�ر التنافس الخ�الي على الموقع ول�س الفعل الذ� ال �ستط�ع أن �قوم �ه �أن ��ون و�یل هللا في األرض، وهو المولد لالستبداد والقهر، وتص�ح المسألة من الهدا�ة للناس إلى تحقی� الس�ادة لشخص �شر� �عتبر �ل

�ف�ر في حلها بل �ف�ر �القضاء علیها وقمعها تبدأ التحد�ات ضده، فال �الدعو� لتحقی� مشیئة الرب وتنتهي �أن ��ون من اإلنسان إله مستبد ظالم، وهذا لتحول من المنطل� األخالقي إلى المصیر الغیر أخالقي دلیل �اف على شذوذ المنطل� من أجل هذا �ان الفهم مهما لألصول ول�س

ق�ا، بل تعر�ف ماه�ة الف�رة وصوابها وتصو�بها لما یبدو في ظاهره منط�الحقائ� عقل�ا أو فلسف�ا... وغض النظر عن الفرق بین ماه�ة المجسد �المعنى المنطقي، ذلك المنط� المقبول �ح�م نقص إدراك الماه�ة یؤد� إلى خلل �بیر قد �عطل مسیرة اإلنسان�ة وهو حاصل فعال في وصف یومنا

، فاآلدمي �شر أخالقي ارتقت أخالقه في ي الكبیرهذا رغم التطور المدن .سمو قلب عاقل وتدنت في غل�ة الغر�زة

التطور المدني قد �أتي من فكرة تستنبتها حاجة �شر�ة خیرة، وقد �أتي من لوازم حرب ظالمة تقودها الغرائز أو أساسها العدوان ول�س من خیر

یتضح في الحروب التي مرت على مد� قرون من عصرنا.

التعم�م �أ� فكرة على مجموعة معینة ال �طلقها وانما �حصر معناها و�حصر المعنى �منع تطو�رها أو استقرائها، فنحن حین نستقر� فكرة البد

Page 234: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

230

دة المدلول، فحین نقول أن معنى أن تكون عامة المعنى ول�س محدع�اد هللا الصالحین ) تعني مجموعة ما من الصحا�ة، هنا حددنا (

المدلول على مجموعة، لكن حین نفهم المعنى ونطل� المدلول فس�قع ، فإذا ما أردنا جاء الى الح�اة ومن لم �أت لحد اآلنتحتها من هو

حصرها في مجموعة �التعم�م وهذه المجموعة تحمل ذات النعت أو فإننا ننعت مجموعة قد ال �شا�ه فعلها نفس التسم�ة عبر العصور

المجموعة، �أن نعمم وصفا معینا بإطالق على المصر�ین أو األلمان أو غیرهم، و�أن المصر�ین في هذا القرن هم ذاتهم �عد قرنین أو عشرة. واإلنسان من النوع الثاني متغیر في الماه�ة، رغم أن تر�یبته الجسم�ة ال

نها مختلفة �غض النظر عن اله�اكل ال�شر�ة احد �ستط�ع أن یدعي أوضخامة ما م�تشف منها إال التفاصیل الزائلة ال نؤ�د حصول تغییر فیها �أن ��ون الطب�عي من القلب في ال�سار والرئة في ال�مین ونحوه.... وانما اعني األفكار وتغییرها فهي ال تورث دائما خصوصا في مجتمع حي

مجتمع متخلف فكر�ا أو ال تحتك أفكاره �الواقع إال أنها تورث تماما في عمل�ا، وحراك المجتمع المدني التسارع ف�ه یجعل تغییرها في النخ�ة ور�ما ال تجد للف�ر احتراما لد� العامة وانما یتخلص منها �الرفض أو الجمود على موروث ما ودون شك فهنالك أفرادا �حملون الثور�ة في

التنقیب. وهذا الكالم رغم شموله السعة إال انه الرفض تتحول إلى ال�حث و نوع من التقیید للف�رة أ�ضا، فر�ما تظهر حقائ� في علم االجتماع تعطي تفسیرا مخالفا لكل هذا ألننا نصف ظاهرة ق�اسا لواقع متغیر في ماه�ة

Page 235: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

231

متغیرة، والثابت مفقود فیها فال محور لفهمها تماما، لكن لو ثبتنا عقیدة ظرة عن الكون واإلنسان والح�اة نستط�ع أن نستقر� الواقع فكر�ة لها ن

لنر� انه جامد أم �ه حراك من نوع ما. ولهذا سلب�ة في التشخ�ص الغیر مورد لحل، إذ انه سیؤد� إلى ما �سمى بجلد الذات والت�ه في ال�حث عن الحل؛ فمجتمع �هذا ال ینمو ف�ه جدید وال �ظهر ف�ه قد�م �طال التصل�ح،

من تغییر �امل وحرث للتر�ة وتجهیزها إلن�ات جدید ومراق�ة نمو فالبد األدغال فیها وازالتها مع اإلن�ات القد�م الجدید، أو الجدید.

المفھوم

متنوع الوصف

واسع المعنى ى تحدیده یؤدي ال

الجمود وفقدان ة الھویة وضبابی

الثقافة

المصطلح

محدد الوصف

ضیق المعنىتوسیعھ بعطي مدلوالت خاطئة تؤدي الدلجة

اآللیات

Page 236: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

232

الفصل الثاني الحـــــــــــــــــــــــــــــــریة والعبودیة:

تنسب الحر�ة إلى الفعل الظاهر وترجح للف�ر، والحق�قة فیها أنها حر�ة ار وما عزم عل�ه اإلنسان �ال قیود من غیر إرادته، وعلى هذا فإن القر

الحر�ة هي حر�ة اإلرادة واالخت�ار �ما یؤمن �ه اإلنسان من عقیدة وأفكار تنع�س على فعله، والفعل �عبر عنه �سلوك �عرف �ه عن األخالق أو

�فعل تفاعلي مع المجتمع �ش�ل عام.

بإرادته المنبثقة عن عقله للمعاني اإلنسان في غا�ة خلقه أن ��ون حرا المتعامل معها، والعقل �حتاج إلى ر�ائز ینشأ منها القرار و�عرف بها المح��، تلكم هي الق�م التي تعتبر أثقال المیزان في �فته وفي األخر� المؤثر الخارجي المنع�س �الحس أو �التصور للماه�ة على الدماغ الذ�

أو الم��فة ماهیته للفهم في اإلنسان... هو آل�ة التفاعل مع المحسوس فالتزام اإلنسان �الق�م هو عبود�ة في حق�قته ذلك انه �أخذ شرع�ة فعله منها، ولكنها لم تأتي رغما أو غص�ا وانما �اخت�اره، فالعبود�ة التي تنطل� من االخت�ار هي تعز�ز للر�ن العقلي في فهم الحوادث وتقی�مها

علیها أو است�عابها وتعظ�مها أو تصغیرها أ� وضع واتخاذ القرار في الرد تسلسل لها في أولو�ات االهتمام، أما العبود�ة التي تش�ل االنط�اع عنها هي عبود�ة اإلنسان لإلنسان أ� فرض إرادة مماثلة على إرادة أخر� و�التالي فهو خضوع لخلل في التوازن �حدث ظلما في مق�اس العدل

وسلب اإلرادة نوع من االعتداء بل هو اكبر الذ� خل� وفقه اإلنسان،

Page 237: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

233

اعتداء �قوم �ه الكائن ال�شر�، له عمل�ة ازدواج�ة في سلب إنسان�ة اإلنسان ، أ� إحساسه المرهف للخل�قة وقسوة في القلب تؤذ� سالمته. اإلنسان ممیز �العمل�ة العقل�ة والحس وتلك التي تش�ل عناصر اإلرادة

داها تعطلت اإلرادة و�دأ األلم من خالل هذا ف�ه والقرار فمتى سلبت إحاالختالل، لكن عند توافقهما معا فال ��ون إال االطمئنان النفسي، من هنا نر� أن العبود�ة � هي في اخت�ار اإلنسان وال تأتي وال تقبل أصال �غیر

االخت�ار فال إج�ار في اخت�ار الدین أو العقید �عد التب�ان لها.

النتماء أو اإلت�اع لدین أو شر�عة، فهو مت�ع لهذه وحتى من یرفض االق�مة وما تشرعه له، فهو �التالي متفاعل إراد�ا مع ضوا�� من نوع

آخــــر وقد �ستبدل القانون العام أو ما یب�حه له بها....

وعندما تكون العبود�ة � فإن العبود�ة هنا استسالما إلرادة هللا التي إرادة واخت�ار، فمعنى هذه العبود�ة ال تفسیرا وانما خلقت ال�شر وجعلت له

وال تخضع لغیر عن علم وفهم حر�ة االخت�ار والتصرف والقرار يتقر�را هللمعنى الكامل لهذه العبود�ة و�هذا نأتي فسرهذا المنط� الذ� هو الم

إلى تقر�ر أن العبود�ة � هي في �ینونتها حر�ة اإلنسان وارادته واخت�اره الذ� قرر االنض�ا� �شرع هللا، ومنها انع�اسا على سلو�ه.

أمــا من تش�لت عنده العبود�ة من خالل إقرار ش�لي دونما عمل�ة عقل�ة ، وتراه �عیدا في السلوك عن ق�م یدعیها، تع�س ما یدع�ه على سلو�یته

فهذا ل�س مستوف�ا لمعنى العقد اإلراد�، بل هو في الحق�قة ل�س له إرادة

Page 238: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

234

حرة وانما استعبد لغرائزه وحاجاته وهي التي تشرع سلو�یته من خالل األمن�ات والرغ�ات، و�التالي ال تراه �عنصر مستوفي لما خل� له بل هو

�ق�مته اإلنسان�ة وله تأثیرا سلب�ا على المهام مخل بإنسانیته، ومخل اإلنسان�ة.

فمن �فهم أن الحر�ة هي فعل ما �شاء، فالمشیئة هنا ل�س تعبیرا عن عقل حر وانما عن عقل یؤد� لتحقی� الرغ�ات �میل حیث تمیل ال استواء لمنظومته �مخرجاتها فتراها تارة �ذا وتارة ذاك، تتصرف �المعرفة �الما

فعال حتى یناقض فعلها قولها، هذه النوع�ة من الناس ال تسیر ول�س �العقل الواعي وانما تسیر �العقل المستعمر للغر�زة الجمعي وحق�قتها أنها تسیر �الرغ�ات الفرد�ة من خالل السیل أو الحراك الجمعي وهي ال تنصر قض�ة وال تطاول في طلبها، إن تم�نت �طشت وان لم تجد لها ممرات

�ین انفضت عن الكالم الذ� تقوله وعادة ما �أخذ ص�غة عال�ة للتمالصوت ومتشنج، ألنه ل�س بدافع من العقل للحوادث وانما من الرغ�ة المس�طرة عل�ه، بل أح�انا ال تستو� حتى مع الجمع فتنزو� تترقب فرصة

رفض العبودیة �یة قبول بعبودیة غیره غریزة طاغاو الذات او المال او الجاه

تقیید االنسان بال ضمان یعنيالقلق وھدر للكرامة االنسانیة

العبودیة �اع قبول للمصدر والمصداقیة واشب

لغریزة

تحرر من قید من ھو دون هللا الذيكرم االنسان

Page 239: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

235

لتحصیل ما تشته�ه، أو تأخذ ش�ال ال أ�ال�ا أل� حدث مجتمعي إال من مصالحه الذات�ة، تر�ز تف�یرها على ح�اة تمیل للنمط�ة أو خالل تأثر

الع�ش ل�س إال.

العبود�ة والحر�ة في اإلسالم تتضح �ما سب� أنها ق�مة إنسان�ة وعالقة مطهرة تعني العبود�ة � �أخذ االلتزام من شرعه وعظاته، فهي مجتمع�ة

د في منظومته المخرجات وان �انت فرد�ة الكفاءة والمنظومة، فبیئة �ل فر المستقلة هي منظومات أفراد مجتمعه في تداخل تمام ومنهج عام مت�این متصالح لكن منتج في عمل�ة إصالح وتغییر مستمرة لو سارت �استواء وا�مان. أمــا إت�اع تشر�عات ال�شر ف�عني عبود�ة إذعان ال تتطاب�

ا مف��ا ال إرادة والفطرة ال�شر�ة ال تلبث إال أن تستثیر األنا فتخل� مجتمعمجتمعة له ظاهرة وواضحة تؤد� الستقامته أو سیره نحو هدف معین، وان أنجز من خالل قواعد النفع�ة نمطا مدن�ا قد یبلغ من السعة الكثیر والعلو الكبیر إال انه ل�س متراصا موجها وانما �سیر �ال هد� یبدو �تلة

ل هذا المجتمع ال ولكن ذاتها ل�ست منسجمة وان تحر�ت بنم� معین مثیتحمل الهزات وال یواجه الملمات والتحد�ات �ش�ل متراص فیبدو ف�ه الخلل وال ینجح حق�قة في امتحان حق�قي لذا �انت القوة عنوانه واإلنسان�ة ادعاءه ل�س إال ولكن �فتقد لمیزان العدل الحق�قي النا�ع من

ال تفاصیل اإلنسان�ة ول�س المصلحة في إعطاء العدل �مظهر دعائي حق�ق�ة وانما ما �عبر عن نجاح منظومته هو الرضا أو التعود على

اله��لة النمط�ة والتماهي ول�س العدل أو الصواب .

Page 240: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

236

المجتمع والق�م اإلسالم�ة تعتمد العقل للكل�ة والفهم والرسوخ، والفهم تعبیرا عن فاعل�ة العقل لهذا والرسوخ تعبیرا عن حیث�ات اإلرادة، لذا

هم واإلرادة هما عامال النهضة للمنظومة ال�شر�ة في المجتمع فالفاإلسالمي، فهو مجتمع أخالقي إنساني ق�مي، أما ما یتكون �ش�ل أنما� ح�اة فهو مجتمع انط�اعي االعقال مصلحي الق�م مف�ك التواصل ف�ه ل�س مرتكزا على الروا�� المتینة وانما الروا�� التي تر�طه عادة ما تكون

تعتمد على قوتها المرحل�ة، فالحر�ة إذن انسجام النفس مع ها�طة خلقها، والعبود�ة هي جنوح النفس إلى أهوائها...�ما یؤول على مستقرها من ناح�ة بإت�اعها الهد� وأدائها لسبب وجودها وماهیتها في عمارة

األرض وخالفتها من ناح�ة أخر�.

محروق وقر�ه من النار ، العل�ة ل�ست �النار وقر�ها مما تحرقه، وال �الفالنار ال تحرق الحدید وانما قد تذی�ه، لكن العلة تكمن في ماه�ة الحارق والمحروق والذائب والمذاب مهما �انت تنوعات أو تعدد األحوال والتقارب، فالعل�ة ل�ست إال المشیئة والمشیئة هي من تسبب األس�اب وجعلت

ة متا�عة وانما هو نظام الكون الماه�ات ف�التالي ل�س هنالك عل�ة وعل�والخل�قة لبناء واعمار األرض وخالفتها.، فالمشیئة ل�ست إرادة عاد�ة إنها إرادة قادر عل�م، ال �حتاج إلى تجر�ة لخل� التكامل فهو یخل� القانون ول�س �ستكشف مفاصله، �ضع �مشیئته �ل تلك القوانین الالزمة

�الماه�ة تلك، ن�تشفها وال لتكون هذه الماه�ة وهي قوانین ملتصقةنحدثها، ال �م�ن تغییرها وان بدت إم�ان�ة ذلك لكن على حساب شيء

Page 241: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

237

آخر تكتشفه تجر�ة أخر� وتغییر الخل� هذا أمـــر مم�ن یتعامل مع الم�تشف وال یتعامل مع ما ل�س معروفا..... ورغم ذلك �له فهو عمل

ن الظرف الموضوع ضمن المسموح �ه من استخدام الوسائل لكنه �فید مضمن قوانین في الطب�عة والتي هي مشیئة لها تقدیرها، فالزراعة مثال من العشوائ�ة إلى الوسائل الذر�ة والنوع�ة المهجنة واالنتقائ�ة إلى اآلل�ات الذر�ة، لكنها ال تقوم وال تنتج إال �ظروف خاصة ال �ملك اإلنسان لها

ة.وسیلة أو قدرة أو عنا�ة تلك هي الر�و��

ولتوض�ح مهم نقول، أن السبب�ة في اإلسالم مؤ�دة فاعلة بل هي من معتمدات النتائج وهي آل�ة الر�� ( العقل) بین الظواهر والنتائج من األفعال، فاألخالق السیئة التي تفقد المجتمع التوازن وتذهب العدل هي

في تتا�ع �أس�اب النه�ار المتجبر في المجتمع، و�ل متجبر �حمل نهایتهماه�ة فعله، والمطر �مر �مراحل ل��ون مطرا وهو ذاته ل�س الغا�ة وانما إح�اء األرض وفي إح�اء األرض ماه�ة تحمل األس�اب لإلن�ات، وه�ذا،

فالر�� مهم بین الماه�ات لتصل إلى نتیجة.

اإلسالم �منهج أخالقي ال �قبل التلقي المنحصر �ف�رة جامدة وانما له منهج السؤال، والسؤال هو في مر�ز خطا�ه االجتماعي الذ� هو المنظومة الشورو�ة، والسؤال واسع المعنى، فهو تعبیر عن حاجة لحل ول�س للمال فق� بل إن السؤال أتى في مواضع المال فیها موجود ل�عبر

�العقیدة والف�ر، ولنقرأ مثال سورة الضحى بتف�ر، السؤال أتى عن السؤال

Page 242: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

238

... فالمنهج األخالقي في اإلسالم من معالمه السؤال ٦حال للحیرة والضالل�ما هو العدل... ولو شملناه فهو في أول �لمة نزلت هو منهج ((اقرأ))

�اة هذا المنهج الذ� یبدأ و�نتهي �السؤال والجواب، �المعرفة وتطو�ر الحالمدن�ة و�نظام �قود إلى اآلخرة �علم و�قین عقلي ونفسي ول�س قوالب جامدة أو طقوس رتی�ة. وهي ق�م تتولد في الفرد لتنتقل نظاما في األسرة والمجتمع ومم�ن أن تنقل للعالم ��ل بوضع ص�غ المعامالت والتعاون

تلك النجاز المهمة لإلنسان مهما اختلف في معتقده أو تعددت آراءه فخیر صفة ول�ست سیئة �ما �ظن، إنما البد أن تقوم وف� العقل المرجح والراجح ول�س به�اج الغرائز والحاجات، من أجل هذا �ان هنالك ص�غ تلد نظما ضمن النظام األخالقي المتجانس في اإلسالم، وقد فهم الخاصة من

تستوجب المسلمین ما �عن�ه اللسان السؤول والقلب العقول �میزة أخالق�ة الم�انة الخاصة في ق�ادة األمة

القرآن هو في الحق�قة ال یذ�ر معجزات ع�سى عل�ه السالم إال ألنه �مثلها، فما �ه �حي و�شفي و�خونه اقرب الناس إل�ه أ�ضا حین تسول له نفسه و�خضع لها و�ط�عها، وهو عصى موسى التي تسعى في

ع وتمهد الطر�� وتح�� االفك األرض وتش� ال�حار بإعجازها، لتز�ل الموانفي العقول، هو إذن معجزة في الق�م الح�ة الثابتة في أصلها المتعددة األش�ال في طرقها... ال ��تفي �مدحها �معرفتها أو حملها وانما الر�� أو العقل �المعرفة هو �اإلت�اع للخیر �عد معرفته أو اجتناب الشر �عد

يف الضحى جند ( ووجدك ضاال) يقابلها (وأما السائل فال تنهر)....( ووجدك عائال فأغىن) يقابلها ( وأما بنعمة ربك فحدث) ٦

Page 243: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

239

الخیر القرآني الذ� یخرج من متاهة معرفته، والخیر والشر هو في دالئلالض�اع لالستدالل على الصواب، فمعرفة �ال ر�� بینها و�ین الفعل الخارجي، أ� اعقالها ومن ثم تحو�لها إلى عمل إنتاجي وسلو�ي ال تعد هذه المعرفة أكثر من حمل �حمله الفرد أو الجماعة عند تفشي األمر

في الفائدة إساءة الستخدام القلب فیها ولكن ال �ستفاد منه، هذا الضعف الذ� �عقل األمور أو استعماره وتسخیره للغرائز والنفوس تهو� ما لم تعقل، أ� أنها بدون معلومات تر�� الدروب التي تجتازها �الصواب تجنح إلى أسهل الوارد علیها، والوارد علیها هو الحاجة والغر�زة و�دون معرفة

وهنا �فقد العدل والتوازن و�فقد الدرب الصواب ستتجه لتفعیل الغرائزالصائب للوصول للهدف وهو أن ��ون هذا اإلنسان فاعال في مهمة

البناء والخالفة لألرض.

اإلنسان دوما �ق�س وف� إدراكه لألمور، �حصرها و�طلقها، ففي الزمن ال�عید حیث لم �عرف إال ثنائ�ة األ�عاد �انت األمور محصورة بین طرفین

على الهندسة االقلید�ة، ثم الثالث�ة األ�عاد، فكان أمرا آخر معتمدینمعروفا، ثم أتى الزمن ��عد را�ع لیت�ح لإلنسان إم�ان�ة التفاعل و�عد الزمن، ولعلنا ونحن نعرف الیوم أن هنالك أ�عادا غیر محسوسة وحتى �ما توصلت إل�ه التقن�ة لكنها مستشعرة الوجود، وه�ذا تدور معرفة الناس

الحر األ�عاد، والحر�ة ق�ست ب�عدین ( إلنسان�ة والعلم�ة �ما تتسع له هذهاوالعبد) ثم انتحلت لتعني االستقالل والذ� هو ضد االحتالل، والیوم نر�

Page 244: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

240

أن هنالك أ�عادا أخر� ر�ما لم ننت�ه لها حقا في مرحلة التقلید وفي الحر�ة؟ خضمه، مع العلم أنها أ�عادا قرآن�ة، فنراها في سؤال ما هي

لو أطلقنا الكلمة فإنها ال تضحي وصفا لمحدود، ولو أفردنا ماه�ة وصفها فال تكون وصفا لمر�ب، فالحر�ة معنا ل�س حتم�ا �المنط� للمعنى وهي حتم�ة الوجود ألنها من متطل�ات الموجود النجاز غا�ة الوجود �معنى،

أو المعتقد مثال ترتكز على اعقال ٢أو التصرف والف�ر ١أن حر�ة الرأ�أمـــر، هذان أمـــران احدهما مدني الطا�ع واآلخر حضار� الطا�ع، فالمدني الطا�ع علمي الوسیلة مستخدما المنظومة العقل�ة، والحضار� الطا�ع المستخدم لمنظومة العقل، فالحر�ة إذن هي العمل ضمن المعقول،

دات ثم یرفض الحتم�ة �الكل�ة، فإن وان �ان العلم �قول �الحتم�ة لمفر الحتم�ة في حق�قتها �الماه�ة لتلك المفردات، وان �ان التف�یر الوجود�

المحسوس والمعروف إدراك یؤد� الى �سوق التفسیر إلى العقل، فالعقلوما �شمله اإلدراك من الم�حوث و�درجات ما هو معروف الماه�ة منها

فیخضع إلى حین معرفة ماهیته فیذهب إلیها م�اشرة أو ما یخمنه للتحقی� والتدقی� والجدل...

عندما نرى نسمع یرافق ھذا شيء

من ماھیة

ھذه الماھیة اما ان تكون لشيء معروف فنضعھ في تصورنا كأن

نجزم ان القادم ھو محمد لتشابھ ما

او یكون ھو محمد مر فعال ویتضح اال

بالتعرف على كلیتھ ولیس من

جزئیتھ

Page 245: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

241

فالعقل هنا مصدرا للكل لكن ل�س العقل المجرد وانما العقل المزود والمدعوم �معرفة �قین�ة مم�ن الق�اس بها وتحو� ق�م خلق�ة سواء �انت تلك الق�م �اتجاه أو �آخر دون أن نقول حسنة ول�ست حسنة

لفرد أو مجموعة لما ف�ه أضرار �المجتمع، لكن فاالستحسان قد ��ون الح�م ی�قى على مستو�ین، ح�م على الفرد من ر�ه، وح�م المجتمع �ما جر� عل�ه الفهم للشرع أو إن لم �ك فللقانون وف� دستور ما، وحتى األمة الواحدة قد تفترق بهذا ما لم تتواف� على التفاصیل أو قبولها

موعات أو ق�ائل لها هي األخر� أعرافها، لتش�ل مجتمعا واال ت�قى مج التي قد تختلف �منظومتها الق�م�ة وتت�این وال تتعدد فق�.

إننا نسمع �االقتصاد الحر وحر�ة اإلنسان وحر�ة الكلمة، وحر�ة المعتقد....أنواعا من الحر�ات، لكننا نر� مقابل ذلك مجموعة من

ة بدونها ال تسیر القوانین والضوا�� �عضها نتیجة الحاجة لمصداق�المعط�ات المؤد�ة للنجاح �ما في التجارة، و�عضها من موارد االقتصاد وما یبنى عل�ه من خط� للتنم�ة، ومحددات للحر�ة الف�ر�ة وف� مصالح عامة لما �سمى �األمن القومي أو االستقرار المجتمعي، فالحر�ة هنا

وصف غیر الواقع �ماه�ة تطب�قها ل�ست حرة وهذا نوع من إعطاء �لمة ل�ماه�ة فعالیته في البیئة �مخرج أل� منظومة هي في األساس منظومة س�اس�ة لها ق�م ما، أو فكر�ة لها توجهات أیدلوج�ة، أو فكر�ة حضار�ة تستند لمنظومة ق�م�ة أو أخالق�ة محددة... �ل هذه الخالفات والتنوعات

نطقه والحق�قة أن تأتي إلى دعو� اختالف في العلم وأسلو�ه والعقل وم

Page 246: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

242

�ل أمر هو معقول �ش�ل ما نحو ما ذ�رنا ضمنا، قد تكون تخلصت من ال�عد الكوني أو الوجود� لكنها وصفت واقعا مغلفا �قیود أخر�.

المنظومة الخلق�ة اإلسالم�ة ال تتعامل مع الحر�ة ��لمة وف� ما ذ�رنا ، من األ�عاد وانما تتعامل مع ماه�ة الحر�ة فتختص �معناها الحق�قي ض

المعروفة والمحسوسة عند اإلنسان و��ل واقع�ة فتعبر عن اإلرادة في القرار واطالق الید في التنفید وف� اخت�ار أو خ�ارات الفرد واألمة جم�عا وتفص�ال... فتذهب إلى مواطن حر�ة القرار لتحول �ل ما یناد� �ه

ة �قانون �حر�ات إلى ماهیته الحق�ق�ة وهي الحقوق، فالحقوق منض�طوالحر�ة مطلقة تستند إلى ماهیتها القصو� �التعر�ف، فالحر�ة في اإلسالم هي ضد العبود�ة وهي ضد االحتالل والت�ع�ة �أ� ش�ل، و�الهما تقیید لجنس اإلرادة ال�شر�ة التي �عتبر اإلنسان بها أنسانا مسئوال، أ�

ى من سلب له أهل�ة قادرا ومتم�نا و�التالي ل�س مسلوب اإلرادة، وحتاإلرادة ضمن اضطرار أو أعراف له حقوق معروفة معرفة تت�ح له جان�ا من الحر�ة وهي حر�ة النفس، وحر�ة الخ�ار من وسائل لنیل الحر�ة

�ماهیتها المعروفة.

والحقوق أولى �التعر�ف لتلك الماه�ات وال تجد لها تناقضا بین ماهیتها نها معرفة ضمن شر�عة تعدها وانض�اطها �قانون أو عرف أو شر�عة بید أ

حقوق إلنسان ذا مهمة في األرض، تتعارف حقوقه مع حقوق ر�ه ومجتمعه و�ل مح�طه ذلك التعارف الذ� یتداخل فیندمج ل�ص�ح �ما انه

Page 247: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

243

واحد فیجر� التفاضل بین تلك الحقوق الفرد�ة والمجتمع�ة والر�ان�ة ات في نص أو لتتداول م�ان األولو�ة �شرع �امل �ص�غ تلك األولو�

�مقاصد تلك الشر�عة.

حین اتخذ العلماء مبدأ الحتم�ة �ما عرفوا وات�عوا من األ�عاد الم�تشفة والمثبتة في الهندسة االقلید�ة وما ق�س علیها أو �منهجها من علوم، �انت الحتم�ة تطال الحر�ة، و�عد تقدم االكتشافات العلم�ة، وظهور

لكم، وما تالها من نتائج، رفضت هذه النظر�ات الحدیثة والنسب�ة واالحتم�ة لتكون الحر�ة الشيء ول�س لها وجود، المیل ال�شر� لتلخ�ص الكون �أمـــر واحد أو س�اق واحد یجعل الخطأ في التصور حین ینسب

األمور العامة في إدارة الخاصة أو �طل� الخاصة على العامة و�أن ن الحق�قة أن هذا النظام هنالك نظام منفرد منطل� من أ� منها، لك

منطل� من توحد فاعل�ة الماه�ات في المنظومة الكون�ة، فإذا قلنا أن

Page 248: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

244

هناك استواء ذا �عدین، أو أن هنالك ش�ال محد�ا وحسب، وتصورنا الحالة االهلیج�ة و�أنها تجمع ألش�ال محد�ة، فإننا نق�س إلى الواحد

ستقامة الضرور�ة قبل المعتمد في الفرض�ات األحاد�ة وسننسى حالة اال التحول في االهلیج أن �ان هذا االهلیج منتظما.

فالحر�ة ال تطال بتقر�رها حتم�ة أو غیر حتم�ة لتص�ح ال شيء، وانما �فهم المعنى والماه�ة ضمن نظام الكون، والن فهم معنى الحر�ة یترتب عل�ه فهما مهما وهو الحقوق لإلنسان وهما ل�سا منفصالن، �ذلك قد

هم من خالل النظام ، فال �م�ن ق�اس اإلنسان على مادة من المواد، تف فالحر�ة عند اإلنسان تتعامل مع نفسه، وعقله لألمور واتخاذ القرار.

أما الكون فهو له في الخل� ماه�ة أخر� في السلوك فهو حي ولكن له ماه�ة أخر� تلك التي تمیز �ل مخلوق عن اآلخر، وحین ثبت اإلسالم

إلنسان فإنه قال إن هذا التفضیل له على الكثیر من الخل� تكر�م اتفض�ال، والفضل �الز�ادة، فهنالك في اإلنسان مواصفات تجعله منتجا ومخیرا ومقررا ومتق�ال لحاالت ومناهج عدیدة و�أسالیب متعددة ومت�اینة، فجهنم والجنة والسماوات واألرض لها ح�اة ولكن �ش�ل وماه�ة أخر� إنما

ا ما یجعلها تسیر في النظام العام...هي له

الضوء ذلك المخلوق المتعدد السلوك وما عرفه اإلنسان منه هو سلو�ه ألجس�مي والموجي، وطر�قة انحرافه للسیر �مح�� األجسام، لعله األمر الذ� یثیر تساؤال هل هذا هو �ل الضوء.... نحن نعلم أن هنالك أ�عادا لم

Page 249: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

245

تحسسها، وال �ست�عد اكتشافها لتتحول ن�تشفها لكن استطاع العلم النظر�ات المعتمدة الیوم إلى نظر�ات مهملة في الفاعل�ة ال�شر�ة، رغم أنها �اتت من الثوابت وأجر�ت علیها ومنها اختراعات تلك االختراعات التي تشیر بوضوح إلى أن اإلنسان �عبث إن لم یلتزم الق�م األخالق�ة في

وتف�یره �المتاح منها... منط� عقله�ستخدم عمله واختراعاته، بل �یف أما األ�عاد األخر� فعند اكتشافها ال تلغي الم�تشف الذ� هو معرفة قابلة للتجر�ة علم�ا والقبول عقل�ا، وانما قد تكون وسیلة �قوانین جدیدة تحل المشاكل التي سببها قصور اإلحاطة، فاألخالق والحر�ة ین�غي أن تفهم

ر وما هو معلوم واقعا لن �قود العقل �ماهیتها الن تشخ�صها وف� الظواهاإلنساني للرشاد وتلك مش�لة قد تصف لحد ما حالة المدن�ة ال تقودها حضارة فكر�ة أخالق�ة تشر�ع�ة تفهم دقائ� الخل� بل أتت من صانع هذا الخل� �له... وهذه الحرب المقاومة للحق�قة ـــــ وال أصفها �الحرب عبثا ــــ

ما یتوصل إل�ه هو نها�ة المطاف وأنه قد فهم وتصور اإلنسان أن �لوفسر وقشر �ل األغلفة المح�طة �األسرار، لن یجدینا نفعا بل علینا أن

ندرك أن �ل ما نقضناه من معرفة لنبني معرفة جدیدة مم�ن أن ��ون

Page 250: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

246

مصیر ما نعتبره النها�ة والغا�ة هو النقض �ما اعتبر األولین ما هو النها�ة، اإلنسان إن لم �ع فهو �ض�ع عمر أج�ال منقوص بلغ الغا�ة و

تل�ه ر�ما �حبها هو وسعادته �سعادتها، لكنه یدمرها بتصوره انه وصل العلم الغا�ة ورفض �ل شيء آخر، نحن ��ل �لمة و��ل اكتشاف قد نض�ع ق�مة فرد�ة أو بلد ور�ما عدد من ال�شر وألج�ال في وهم، هذا ل�س

ق�ة اإلسالم�ة بل �حاسب صاحب الف�رة الضالة سهال في المنظومة األخال�حسا�ه و�من ات�عه دون إعفاء للمت�ع أو المت�ع، �ل هذا ألهم�ة أن �سعى اإلنسان لنقد المعرفة ول�س تقبلها �ما هي فهو محاسب مت�عا �ان أو مت�ع ولكن عند هللا فالمسئول�ة والجزاء هنا حیث المعرفة التامة

ل�شر، إنها مسئول�ة المنظومة العقل�ة التي میز والشاملة ول�س لتخمین ا هللا بها اإلنسان وفضله على �ثیر من خلقه تفض�ال.

الحر�ة خاتمة الكالم تعبیر عن إرادة مدرعة �الصبر لتحقی� هدف ما �عد اخت�ار وهي انسجام مع النظام الكوني من إنسان مر�ب خل� من النظام

بثا، فل�ست الحر�ة هي الخروج جسده ونفخت ف�ه المشیئة واال �انت ععلى المألوف أو فعل الهو� وانما تحقی� إرادة �قرها عقل األمور وتنسجم

مع نظام الكون.

ض�� الذات لإلرادة هي الحر�ة التامة في الحق�قة، فمن ملك غرائزه وحاجاته وجعلها تحت إرادته فهو حر ��ل معنى الكلمة ووصفها، وأمــا

الكون فهو استقرار یت�ع الهدف، فالخروج عن ق�ادة الذات نحو نظام

Page 251: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

247

نظام الكون ضعف في العقل عن تحصیل الفهم واإلدراك ومعنى المهمة، ول�س في األمر من حتم�ة أو ال حتم�ة وانما هي حق�قة اإلنسان الم�رم �عقله لمعرفته وا�صال ذاته إلى النظام الطب�عي المخلوق منه وله في

ا هللا جل وعال، أما حتمیتها فهي منطق�ة وأمــا جوانب تر�یبته التي سواهال حتمیتها فهي ت�ع الماه�ة وان أردنا فلسفتها فإننا نصل �ما وصلنا إلى أن الحر�ة تمام الحر�ة �ق�ادة الذات إلى االنسجام والنظام وال �حتاج األمر جهدا أكثر من الصبر على الهدف وتنق�ة المعرفة أو تعظ�مها وتلك من

إلنسان ��شر وهي دراجة سائرة، فإن تم�ن منها وعقلها وأوصلها مهام المسار النظام �انت المهمة ال�شر�ة في الصواب من الدرب، واال فإن اإلنسان�ة سائرة �ال رشاد.... تلك عالقة تمتص الجدل في توس�ع مدارها ل�شمل ال�شر�ة �مثالها الموجود والمنظور ول�س المتخیل حین نعبر عن

إلنسان �ش�ل عام ووجوده على األرض، فل�س أخالق�ا أن تفعل حر�ة اأ�ة دولة أو امة أو فرد �ما یؤثر على نظام الح�اة و�هدد استقرار األمن والح�اة، أو �عبث �طب�عة الح�اة و�هدد مصیرها، لكن هذا حدث ومن خالل نظم اعتبرت أخالق�ة �سوء فهمها أو عجزها عن فهم الح�اة ذاتها،

ا ضنت انه منفعة وض�قت مفهومها الفرد� وجزأت مفهومها فوضعت مالمجتمعي والكوني، فكان واقعنا الیوم الذ� یتساءل ف�ه عن ق�مة اإلنسان، المفقود والمفقودة أخالقه، و�انقالب المواز�ن �ص�ح اإلنسان في سجن یبدو له �عمل بخ�اره، لكنه ال �ستط�ع الخالص من سلبیته

Page 252: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

248

نظومات ول�س العدل، وذاك خلل �بیر في النظام فحل الرضا ق�اسا للم الكوني.

إن الشر أو الخیر الحاصل من خالل مخرجات السلوك �عبر عن حق�قة اإلرادة إن �انت خیرة أم شر�رة بل و�وضح نتائج الق�م التي دفعت لهذا الفعل، وعندها ��ون اإلنسان في اخت�ار فعله أیرفضه فهو بذلك تائب

عل�ه ف��ون ظالما ومجرما.... وهذا �حصل مع الدول عن فعله، أو �صردعم مستبد أو مجموعة دول في ت�ادل النفع�ة المنطل�، فعند قرار دولة

أخالق�ة القتل ألناس أبر�اء �المالیین تكون حالة ال.... ادوار لتدمیر �الد ن ال �علم من تلك األمة دوافعهمیوهدم ح�اة األمة ��املها أمــام أناس شاذ

بل دوافعهم ال تنسجم وعقیدة األمة وال أخالقها األصیلة. هذه النماذج وهي �عض من �ثرة تر�نا مد� التأثیر في الخلل األخالقي في النظر�ات والفلسفات والق�م وما �م�ن إحداثه بتأثیر م�اشر على اإلنسان�ة ومهمتها

لنفع�ة في التعارف والبناء، وهذا لم �أت من فراغ وانما من نظر�ات االتي أسست وما ت�عها من تنظیر س�اسي �نظر�ة فو�و في نها�ة العالم والتي هي رفض اآلخــــــــــــــر ��ل معنى الكلمة وتسید أصحاب المصالح ومنافعهم على ال�شر�ة. بل إن فكرة نقل المعر�ة إلى موطن أناس أعیتهم

أو أخالق�ة إال الشر التدخالت األجنب�ة واالستبداد ل�س ف�ه ق�مة إنسان�ة�عینه الدال على انحراف النظام العالمي المس�طر على العالم وفشله في إدارة الح�اة وال شك أن إدارة ح�اة الناس أنفسهم داخل هذا النظام ال تقام على العدل بل أن اآلل�ات والقوانین وتجهیل الناس بتسط�ح تف�یرها

Page 253: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

249

م رغم فقدان العدل ونر� بهذا أن �منعها من تش�یل قوة مضادة لهذا النظاالحر�ة �لمة ال معنى لها حق�قة األمر في واقع القدرة واإلرادة على التغییر والتخلص من ظلم أصحاب المصالح أو الط�قة المستبدة في الح�م بد�تاتور�ات محم�ة ومشروعة وف� القانون ومعززة �الس�طرة على أدمغة

اة بنم� ال مصلحة ف�ه إال ألصحاب الناس �اإلعالم وتسارع إ�قاع الح�المصالح.إذن فاخت�ار الشر �غالف الخیر في ظروف ترجح اخت�اره، ین�غي أن �عدل ما جنته سلو��اته ونتائجه، وان اإلصرار عل�ه عبود�ة للشر وجر�مة، هذه األفكار المنطلقة من الفتنة وما ینظر لها فتنة وهي أشد

مج الذ� ال یتحرك له جمهور رادع... من القتل ألنها تسبب القتل المبر وان �ان الشذوذ عند اإلرهابیین ـــــــ �ما �سمون أو االرعابین حق�قة الترجمة إلى اللغة العر��ة ــــــ ف�ما نراه فهو من صنعها سواء بتخط�� واحتواء له أو بوجوده �شاذ رد الفعل على الظلم والناس ل�ست سواء

لف�رة لمجرد انه ولد في مح�طها واإلرعاب �فهمها فما ینتمي اإلنسان أصال نزوة شخص�ة تأتي من تمرد على ظلم �عبر عنه بتطرف لعاجز .

حر�ة أم حقوق

المنظومة الق�م�ة اإلسالم�ة تسمي هذه حقوقا وال تسمیها حر�ات، فالحر�ة ـــ مرة أخر� ـــــ هي ع�س العبود�ة وهي ع�س االحتالل، وهي

رادة والقرار هي انعتاق حتى من األفكار التي تقلل ع�س �ل ما ینفي اإل من ق�مة اإلنسان �مخلوق م�رم �أ� ش�ل من األش�ال، لذا �ان ما

Page 254: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

250

اشت� من تفص�الت على مد� التار�خ ال�شر� �عتبر حقوقا لإلنسان، ح� االخت�ار هو الح� الخفي الذ� �شمل �ل الحقوق واالخت�ار ل�س اسما

تعبیر عن عمل ومخرجات العمل�ة العقل�ة ل�س وال فعال مجردا، بل هو للمفاضلة فحسب بل لالستن�ا� من المعلومات إلیجاد معلومات وخالصات

أخر� وقرارات فهي مخرجات إدار�ة لمنظومة اإلنسان.

ح� الح�اة في مقدمة الحقوق، و�معادلته مع الحقوق الر�ان�ة لر�ان�ة ضمن ترخ�ص واالجتماع�ة نجد انه �قدم على الحرام في الشر�عة ا

في محتواها ذاته، ونجد مسئول�ة اجتماع�ة للحفا� عل�ه... لكنه ال �أخذ المقدمة عند المس �الحر�ة، فالع�ش تحت احتالل مرفوض، ومن واجب المجتمع أن �ساعد اإلنسان المستعبد لشخص آخـــر، بل حتى العبید

ا لتفضي إلى قوانین صارمة وترغیب�ة أ�ضمن اس�ادهم وضع لمعاملتهم إنهاء تام للعبود�ة في �الد المسلمین وعن قناعة واقع�ة عمل�ة،

فالحقوق إذن تحمي الحر�ة التي هي عامل مهم إلرادة اإلنسان ��لیته.

الحقوق تنطل� من جذر ول�ست موضوعة �قوانین جافة، منطلقها اإلسالمي من جذر التوحید ومصداقیتها منه، إذن هي ل�ست شعارات أو

م، هي ذات عالقة �مصیر ال�شر�ة والجنة والنار، مسألة ال �ح�م �العلیها المجتمع إال �ما �حق� العدل أما ما خفي منها فهو إلى هللا الذ� ال تخفى عل�ه خاف�ة، والعدل في المجتمع والحقوق هو التوازن بین الحقوق و�ین حقوق الناس، هذا التوازن هو في الحق�قة من �ضع أ� ح� في

Page 255: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

251

قدمة، والتوازن هو من یؤخره عن مرتبته األولى أو العاشرة أو �قدمه، المفنحن نتعامل مع أحوال ال تتشا�ه في األرض، وانما لكل ظرف ومجتمع خصوص�ة في طر�قة إدارته التفصیل�ة وان تشابهت �النتیجة العامة، فمجتمع تغلب عل�ه البداوة ال �م�ن أن ��ون �قالب المجتمع المتمدن،

أولو�اته تت�این ور�ما تتناقض، لذا تنتظم العمل�ة بتوازن لتحقی� الن العدل �أش�ال متعددة ول�س �سلطة قانون موحد للجم�ع، لكنها �لها لها ذات الجذر في المصدر والمصداق�ة.... هذا ل�س �الما نظر�ا وانما �ان له واقعا تار�خ�ا ناجحا، وهو الیوم أ�سر �التطبی� لتطور المواصالت واالتصاالت وثورة معرف�ة وفتح لثنا�ا مثاني القرآن الح��م، فتحقی� التوازن أ�سر متى ما اهتم اإلنسان والمجتمع ��ل بتوفیر واتاحة اإلم�ان�ة لهذا التطبی� من خالل إ�مانه ومحاس�ة الذات ومصداقیته مع

ذاته وذاك رقي في اإلنسان واإلنسان�ة.

وانما قناعة الناس �القانون وتطب�قه ألن المسألة ل�ست فرض القانون، فالقانون وسیلة أو ص�غة إدار�ة تعبر عن إرادة صانع القرار، ومتى ما �انت اإلرادة نا�عة من المجتمع، فتطبی� القانون �سر جدا لتحقی� التوازن، وهذا العام والنس�ة األكبر الفاعلة والمقتنعة ول�ست الراض�ة

أمرا واقعا وتكون الحقوق متوازنة فحسب تجعل من الح�اة والتوازن وتساهم في استقرار المجتمع ول�ست هدفا فحسب.

Page 256: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

252

ل�ست الغا�ة في ال�حث مناقشة تفاصیل الحقوق وانما اإلشارة إلى الناح�ة األخالق�ة و�یف ترت�� �اإلسالم �دین وشر�عة وادارتهما لح�اة

رد والمجتمع المجتمع ومن خالل الفرد ومجموعة عالقات مترا�طة بین الفورب الع�اد، فالمنظومة األخالق�ة اإلسالم�ة ال تفعل من خالل قوانین أو نصوص وال حتى من خالل المقاصد وانما أساسها أخالق وتفاعل الناس مع مفهوم الر�و��ة، فالقانون والنظر�ة والمعرفة �ش�ل عام ال تقود

إللوه�ة فحسب اإلنسان وانما اعقاله لها وا�مانه �ا� ل�س من جانب اوانما �معنى الر�و��ة والمعني هنا الشر�عة وما یدعمها من دین. ومتى ما دخلت المعرفة إلى حیز االنط�اعات فستتراكم علیها المعلومات�ة ودون اعقال ف��ون الواقع هو واقع الیوم �ثیرا من المعرفة وندرة في التطبی�

ناس و�أش�ال متنوعة خصوصا وان النظم القائمة استبداد�ة مستعبدة للو�أسماء متعددة ال تفسح مجاال لعقل األمور عند اإلنسان أو خل� واقع عملي �م�ن أن �حق� الترا��، فال ��اد إنسان یخلو من ازدواج في عامل ما و�التالي ینع�س هذا على السلوك لهذا اإلنسان، ومن مجموعة

خالق یتكلم عنها االنع�اسات تجد مجتمعا ال شخص�ة له �ال هو�ة فاقد أل��ل انفعال وشراسة و�أن المتكلم �ستن�ر بنفسه لما في نفسه من انحراف... ناه�ك عن الذ� ال علم له وال رغ�ة �معرفة أو اعقال األسس لكل هذا وقد جعل إلهه هواه �شرع له فعله وسلو�ه ور�ما تراه �ستن�ر إن

إال انه مسلم نوع وصف �غیر اإلسالم بل هو �صرح انه ال �قبل الشر�عة من االزدواج الدال على غ�اب االعقال وس�ادة االنط�اعات وازدواج متم�ن

Page 257: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

253

من النفس، �ذلك الحال �النس�ة للمناد� �المساواة واالنتخاب، فال عدل وال انتخاب وانما اخت�ار ما �طرح له من أشخاص هم صناعة ألصحاب

المصالح وواجهة لهم.

الحر�ة والتكلیف، والمرأة

لحر�ة �معنى ع�س العبود�ة أساس في �مال التكلیف، ألن التكلیف التام اهو على أساس اكتمال اإلرادة واإلرادة عند المستعبد ناقصة، و�خطئ في القراءة من ینسب نقص التكلیف للمرأة بإقرار الفقه لنقصها إرادة أو عقال

المرأة وانما هذا خطأ لفهم عالقة الماه�ة �الفقه والتشر�ع، فماه�ة �إنسان خارق العقل من ناح�ة، ومیزات المرأة في �ونها أساس ال�قاء یجعل من األولى أن تحدد أقوالها �مثیلها عند الشهادة، أ� تست�ان قدرتها العال�ة في تفصیل الحدث �ما تمل�ه عاطفتها وقدرتها على وضعه

تي امرأة �ش�ل مقنع ومثیر ومحید للقرار �اتجاه وصفها وطر�قته... �أن تأأخر� لوصفه معها وال تتطاب� المرأتان إال إذا �ان الوصف �عیدا عن عاطفتهما ف��ون الوصف واقع�ا.... والحق�قة أن هذا ل�س افتراضا وانما اكتشفته شخص�ا من خالل حالة صدفت أن حصلت أمامي، ففي وصف

ن لحالة من أم البنها وطر�قة تعامله معها و�انت �اختالف معه، جعلت مالموجودین �حنقون عل�ه من قصة وحادث معها، لدرجة حمدت هللا انه غیر موجود واال فتكت �ه الناس، و�عد عام �نت مع نفس المرأة و�انت قد تراضت مع ابنها لتصف میزاته وخیر�ته بنفس القصة ولكن بتصو�ر

Page 258: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

254

آخر تماما ألجد انه من خیر الناس وأطیبهم، فقمت �مراق�ة عدة حاالت ذات القدرة عند النساء �ش�ل �قبل التعم�م، لم تك أ� من النساء ألجد

تكذب في روایتها، بل �انت تسق� �عض التفاصیل وتجسم أخر�، ثم تضع التفاصیل وتبرر �ش�ل حسن وقابل للعذر في الثان�ة، فشهادة امرأتین ل�س قصورا في العقل �ما یتصور ال�عض وانما هو لقدرة العقل

التي تمل�ه عل�ه عواطفها، و�التالي قد �ض�ع بر�ئا على وضع الص�غ تكرهه أو ینجو مجرما تح�ه، والقرآن ذ�ر هذا بلطف، إذ قال تذ�ر إحداهما إن ضلت األخر� والضالل مخرجات �التي وصفناها، دون اتهام للمرأة ��ل وانما الن هذه القدرات تنم عن ذ�اء وسعة خ�ال والكل �علم أن

ى الناس إال من خالل اتحاد مشاعرها وتآلفها عقال مع المرأة ال تح�م علتلك المشاعر، ور�ما ل�ست میزة خاصة �المرأة ما ذ�رنا لغیر میزتها لكنها

أكثر قدرة على وصفها لتكون واقع�ة ذات مصداق�ة.

والمرأة تضع �ل الحسن وتبرره لمن تحب، واذا قصر معها فإنها تر� مامها ألنه ل�س أهال للتضح�ة مساوئه التي تغاضت عنها حاضرة أ

العظ�مة فعال والتي تتمیز بها المرأة �عظمة حنانها وقوة مشاعرها لكنها ت�قى حاضرة للتسامح . أمـا عن التكلیف فالن طب�عتها تقتضي أن ال

�ان �میل للمزح ��rون التزامها �الع�ادات �امال، وما نقل عن الرسول فقد �ان في یوم عید رغم أن النص �شیر إلى القصور ول�س النقص

وهنالك فرق.

Page 259: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

255

أما عن اإلرث، فالمرأة ل�ست مسئولة عن الصرف على نفسها، وانما م�لف بذلك ولیها حتى لو �انت هي أغنى منه ماال، أو جاه أو منصب،

إرثا اكبر وعموما .. والحالة التي تناقش هي حالة من حاالت تنال المرأة فما �صرفه الرجل أ�ا �ان واجب تقصیره محاسب عل�ه شرعا، وأمــا ما تصرفه المرأة من مالها على البیت أو األخ أو القر�ب أو الزوج فهو صدقة، حتى خدمتها ألهلها و�یتها ورضاعة أطفالها وتر�یتهم فهي صدقة

صف الرجل وهو في مأجورة علیها من خالقها. من أجل هذا �ان اإلرث نالح�م العام معالجة ألوضاع متعددة في المجتمع، وهذا النظام هو نظام یتعامل مع النفس ال�شر�ة فمسئول�ة الرجل ووضعها في نظام یجعل یتناسب مع القدرة والتكو�ن وحما�ة للمرأة بتشر�ع، هو ذات المق�اس

عینه الذ� حدد تعدد الزوجات، حیث أن الرجل �قس� �ما هو أمامومسئولیته، وأساس التشر�ع لم یبنى على المتعة وانما هو دواء إلعالة الیتامى، فإن �انوا في بیت الرجل �انوا أكثر رعا�ة منهم وهم خارج دائرة بیته، وهو �فاله لألرامل وحمایتهن من تحمل مشقة ال یتحملنها �سهولة

ا أم أنثى ومعلوم إضافة إلش�اع الغرائز التي هي من متطل�ات اإلنسان ذ�ر خفوت الرغ�ة عند المرأة �عمر معین وفي هذا حما�ة وحفا� على م�انتها مع تم�ن الرجل من تزوج امرأة أخر� وقد اش�ع هذا الموضوع تفسیرا لكننا نذ�ره هنا ألنه عامل �مثل فلسفة عمل�ة للمجتمع ولألخالق.

اضطرابها فاإل�مان �قین بنفس ثابتة ولهذا البد من معالجة أس�اب بوسائل وآل�ات شرع�ة تر�� بینها و�ین المجتمع.

Page 260: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

256

الحر�ة هي �لمة حدیثة في اللغة العر��ة بهذا الش�ل، فهنالك حر وتحرر، أما الحر�ة فكانت اللغة تستخدم �لمة (عت� ) وهي ل�ست من مشتقات الحر�ة أو جذورها ولكن تعطي معناها ولم �ك هنالك احتالل لتتوسع

لحر من معناها الصافي واألصیل، ولو أتینا فیها إلى الكلمة، لكن االمنهج القرآني لوجدناها أنها معبرة عن جوانب لم تتسمى بها قرآن�ا وانما أخذت في اإلنسان فعل القلب وال�صیرة والفؤاد وهي أدوات الحس والخ�ار والقرار وهذا �قودنا للقول بوجود الحر�ة في اإلنسان �الماه�ة متحدة مع

الوصول إلى الحق�قة والغا�ات أ� الغا�ة التفصیل�ة من خل� طرق اإلنسان ومعنى الحر�ة المتحرر من القیود إال إت�اعه منهج هللا من خالل اخت�اره هو ول�س جبر�ا أو حتم�ا، وانما �استخدام العقل واتخاذ القرار

للسیر في هذا المنهج.

ت�ار ول�س اإلكراه فخالصة القول أن الحر�ة هي حر�ة اإلرادة واالخواإلج�ار، فإذا ما اختار اإلنسان وات�ع ما ��ون مطا�قا لهواه أو عدل من هواه لیواف� بنود خ�اره في عمل�ة تثق�ف�ة تهذیب�ة، فهو حر ال ینقص من حر�ته، وأن ال�عد عن الق�م هو ل�س حر�ة �حق�قته لما ف�ه من أضرار

من �ائن محدود وذلك تجاوز �الذات والمجتمع وهو أ�ضا خروج ال محدود للمنط� وما �عقل ف��ون اإلنسان منفلتا من نظام عام أو منظومة خلق�ة ل�قع في منظومة خلق�ة أخر� لكنها منظومة الهو� السلب�ة، فهو في �ل األحوال ل�س حرا �المعنى الذ� یدع�ه وانما اتخذ إلهه هواه فكان أمره

ما مع حراك مجتمعه، وحتى إن فرطا، لماذا؟ ألنه لن ��ون عنصرا منسج

Page 261: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

257

�ان المجتمع �غیر ق�م موجهة إال أن هنالك ضوا�� أخالق�ة ایجاب�ة البد منها لتسییر المجتمع نحو د�مومة الح�اة واستمرار مسیرتها، ت�قى الخالفات بین منظومة ق�م�ة وأخر� وف� الفلسفة المتبناة في المجتمع،

تقی�مها لما هو عیب أو وهي خالفات عرف�ة في الحق�قة، ینظر فيصواب، ولنقل ما هو مقبول أو غیر مقبول �نم� ح�اة مهما �ان أصله

وهنالك �التأكید ت�اعد بین مجتمع وآخـــــــــــــــــــر.

وقد �الح� من �طلع على الكتب الفلسف�ة مقدارا من الخل� بین معنى فعلم هللا �فعل الحر�ة و�ین العلم اإللهي المسب�، وهما أمران منفصلتان

إنسان ال �عني انه مرسوم فعله بل معلوم فعله من هللا عالم الغیب وهنا فرق �ما نر�، ومسألة الزمن فال �مر على هللا الزمن وما الزمن إال مخلوق من مخلوقات هللا �مر على أجسام المخلوقات وتخضع لدورته

ن وانما ول�س من خال� مقید �مخلوق، فالحدث عند هللا ل�س ف�ه زمحدث وحدث وتسلسل حدث (ما أصاب من مصی�ة في األرض وال في �سیر ن قبل أن نبرأها إن ذلك على � أنفس�م إال في �تاب م

ال �حب } لك�ال تأسوا على ما فاتكم وال تفرحوا �ما آتاك ٢٢{الحدید/ م و�} الذین یبخلون و�أمرون الناس �البخل ٢٣�ل مختال فخور {الحدید/

هو الغني الحمید {الحدید/ ) قد ٢٢}) هذه اآل�ة (٢٤ومن یتول فإن �ما تمرض وال �فسرها ال�عض �أن �ل شيء مقرر وال حاجة للدواء عند

حاجة للمحاولة في أ� شيء وان أفعال ال�شر مخلوقة فما الداعي للسعي نحو أ� شيء، لكن هذا التفسیر حین تأخذ الكلمات مجتزأة عن الس�اق

Page 262: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

258

والداللة في سورة الحدید التي تؤ�د على الطاعة � ولرسوله من اإل�مان، ت�اع الرسول، فإن وتر�ز على اإلنفاق من اإلسالم، وتحث على اإلنفاق وا

�انت أفعالهم مخلوقة فلماذا الحث على العمل من اجل مساعدة اآلخر�ن، لكن هذا النظام المعني �محتو� اآل�ة، هو الطاعة � ولرسوله �طر�� لمعالجة المصی�ة في األرض وفي الناس أو المجتمع الذ� تع�شه الن

لحدیث بها األحداث هذه من ضمن تصم�م الكون وحراكه والتي عنى اعندما قال أول ما خل� هللا القلم وقال اكتب.... �معنى أن التصم�م والتدبیر للخل�قة �ان قبل األمر �الخل�، وهو ل�س هو� أو لعب أو عبث، وانما تصم�م وتنفید لمرسوم معلوم بنظام معلوم وهللا مح�� ��ل شيء

ن خ�النا وحاف� له وهو القدیر المتعالي فال �م�ن أن نح�� �عظمته أل اقصر من تمام الوصف �ما وصفت هنا تقر��ا ول�س تشبیها. فال حاجة ل�حزن اإلنسان على أمر هو في غیر قدرته، وال �فرح فرحا �قوده لنس�ان الحق�قة إال وهي أن هذه الدن�ا ل�ست الغا�ة وال النها�ة فیذهب �عقله

لها، وما هي ل��ون عبدا أو یناف� الستحصال ملذات وأموال ف��ون عبدا إال من ضمن هذه الح�اة الزائلة، إنها انعطافة نحو الحفا� على المنظومة العقل�ة من االتجاه لزائل غیر ثابت، وال�حث عن رزق �طرق غیر صح�حة أو التعامل األعوج. حین �عقل اإلنسان هذا سیتجه إلى الق�مة

ظالم؛ الحق�ق�ة من ح�اة لو وقف �أ� سني عمره لوجد ما مضى و�أنه وما أمامه مجهول إال �عقله ومن قبل ذاكرته ب�عض من أحداث، هذا التصو�ر الحسي الذ� في العقل البد أن �فهم اإلنسان منه، إن ما

Page 263: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

259

انقضى محض أمــــــر ال �ملك له د�مومة، وانما الد�مومة في الجنـــة، هذا الرا�� الحق�قي بین الح�اة الماض�ة المنس�ة تفاصیلها ولمستقبلالمجهول، البد أن ��ون سعیها إلى أمر ثابت سعید، ول�س له زوال، فكل الدن�ا �ال ث�ات، وال ضمان(ال حتم�ة) ، وهذا السعي هو الذ� یتجه �ه اإلنسان إلى اآلخرة ورا�� اآلخرة ضمان مقرون �القلب السل�م أ� �األخالق الحسنة التي تتعان� والداخل( حتم�ة )، وجهد لتنظ�م الذات

لى سالمة األخالق والسلوك التي تقود �استقرارها في اإلنسان عن عقناعة وعقل إلى السالمة فال أسى فیها من مصی�ة، أو ر�ح فائت، وال غرور أو إحساس �الكبر �عد نصر �بیر، فالغا�ة ل�ست هذه األحداث وانما الغا�ة الجنة.... عندها الدقة في العمل واإلخالص واالنشراح وقبول

ائج ففي اإلخالص الطر�� والنتیجة تت�ع سنن الكون فما وافقناه النتوسنن الكون حققنا أملنا �ه، وما لم یتواف� معها فهنالك خلل ،ل�س هنالك �أس، وانما تشخ�ص لموضع الخلل والعمل من جدید للنجاح (احتمال�ة ) مهمة اإلنسان ال عجز منها وال طغ�ان فكلها دار اخت�ار

واخت�ار.

الحر�ة المطلقة واإلنسان:تصور

من الصعب تصور هذه الص�غة إال �حاالت افتراض�ة من المثال�ة أو بإم�ان�ة تجر�د اإلنسان من غرائزه وحاجاته، عندها لن ��ون إنسانا ولن

تص�ح الحر�ة سؤال...

Page 264: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

260

هنالك مجتمع وهو مجموعة أفراد والنتیجة أن الغرائز والحاجات ستكون ا لم تض�� �قانون، أو شر�عة تنبث� منها القوانین، متعد�ة في فاعلیتها م

ولعل القوانین الوضع�ة تغطي �عض الشطحات النفس�ة لتعتبرها أمــرا مقبوال في المجتمع لكنها �التأكید ال تحتو� هذه الشطحات المن�رة بل ستحولها إلى أمر شرعي و��ون مقبوال ل�س ألن هذا س�مر �ال عقاب بل

من الضغوطات، فینع�س مع الزمن على المجتمع س��ون منفذا لهروبالذ� في األساس رفضه خش�ة هذا االنع�اس لیدمر جدران الوقا�ة و�سلوك أضحى غیر مستهجن وقانوني، لذا فالحر�ة بهذا المعنى مخالفة لماه�ة اإلنسان ومصدرا لترو�ض المجتمع على سلوك �مر أمــامه وهو

�عد قتل مفاصل ف�ه �ال اهتمام، فالحر�ة قد ألفه ل�قتل نسیجه في النها�ة إذن ستكون �المعاني التي ذ�رناها، وأما الحقوق فستكون موصوفة

ومصفوفة بنظام.

هنا أ�ضا ترت�� الحر�ة �األخالق، وقبول السلوك الخاطئ على انه حر�ة و�وضع �حما�ة القانون، فهو تشر�ع لقتل النسیج الرا�� في المجتمع

حى مدانا وال المقتول معروف رغم أهمیته عمل�ا ولكن ال القاتل �ضونس�انه واقعا حین �سمح لالنحراف أن ��ون شرع�ا لحما�ة حر�ة عامة

وتطب�قها على ذات شاذة.

فاألصل هو التوازن بین حقوق الناس مع �عضها والتوازن عند اإلنسان �ل نفسه بتقد�مها وتأخیرها ق�اسا لوضعه، ومتطل�ات مجتمعه ومعتقداته،

Page 265: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

261

هذه الحاالت ترت�� في مواقع الحقوق بها في اإلسالم بیوم الق�امة، ف��ون اإلخالص في إدارتها ال یرتكز على القانون السار� أو الشر�عة �تطبی� في المجتمع فهذا نظام الح�اة، وانما یرتكز على الدواخل واإلخالص في عالقته بذلك الیوم، و�ل هذا ال �عتمد على �م المعرفة في

الذاكرة وانما اعقالها، فمنظومة العقل هي محور �ل األفعال والسلو��ات ونتائج فاعلیتها.

ومن الجدیر اإلشارة إل�ه أن واقعنا الیوم في ال�الد اإلسالم�ة �عاني من هذا الحراك العقلي وتأثیر ارتكاز المعلومات�ة التي ین�غي أن تكون معقولة

أنها في الذاكرة واالنط�اعات.�منظومة العقل ... حیث واقعا نجد

الحــــــــــــــــــــــر�ة والحقوق ومنظومة العقل:

من الدارج في التحلیل للتوصل إلى تعین ماه�ة أو تعر�ف أن �عامل العقل ���ان مستقل، أ� شيء واحد ول�س موحدا، والحق�قة أن العقل هو فعل

عرف هذه وما ینتج عنه هو مخرجات لمنظومة العقل، واإلسالمالمنظومة، اللب، القلب، الفؤاد، السمع، األ�صار، ال�صیرة وهي رؤ�ة شمول�ة من مجموعة حقائ� تقرها منظومة العقل تق�س بها العوارض والظواهر وتعطي أح�اما اقرب إلى الواقع قبل تمح�صها، وال�صیرة ترتكز

ة على على إحساس مرشد وطر�قة تف�یر عامة وتحدید ردود الفعل األول�الخبر وهي إجا�ة لمجموعة أسئلة مر�زة مس�قة الوجود، فهي مق�اس للحلم واألناة، وتفر�� أولي بین المعقول والالمعقول وتختلف من إنسان

Page 266: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

262

إلى آخر، فهنالك من هو في أعلى السلم، وهناك من هو عند خ� الصفر.

حین نعرض الحر�ة بخل� تام والحقوق، سنجد أن الحر�ة غیر ذات معنىومهما تهنا في تحدیدها علم�ا ونفس�ا وم��ان���ا و...الخ فسنصل إلى غائب ال معنى له، و�التالي أمرا مفترضا ال وجود له، ذلك ألننا نلغي المنظومة في فاعل�ة العقل لألمور بل نتعامل مع اإلنسان �مخلوق بیولوجي تارة، و�مفعول �ه من مجتمع هو أصال من م�وناته و�أننا

عن قرد أو مجموعة من قرود فنح�م على االنط�اعات ول�س على نتحدث منظومة عقل�ة االنط�اعات جزء منها ول�ست �لها، فنقول مثال في احد األر�ان تأثیر المجتمع والبیئة، ولكن هذا التأثیر من أ� من عناصره، س�قال من النظام أو السلطة السائدة، أو ه�منة العادات والتقالید، ولكن

مقنا في هذه األقوال فنحن نتحدث عن خل�ة من النمل أو النحل لو تعوحتى الزنابیر، ولو دققنا، سنجد أن سلوك هذه الحیوانات حتم�ة خلق�ة ال تحتاج لمعلم وال تأثر بیئي، بینما نر� إبداعا وتحر�ا وتوجه للطاقات في المجتمعات ال�شر�ة، إلغاء المنظومة العقل�ة أو جعلها عاجزة، هو

ف ل�س لعمل المنظومة وانما وصف لتش�یل االنط�اعات، واإلرادة وصالمدعومة �العقل في اإلسالم هي من یناقش قبل أن تحاسب، واإلرادة التي تن�ع عن انط�اعات وال تمر �العقل هي التي تعاقب، الن األولى ینظر في رأیها و�ستفاد منه و�ه ومم�ن تعدیله وغال�ا تؤثر على عم�

بد من إ�طال هذا العم� أو تأكیدهالمجتمع فال

Page 267: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

263

أما الثان�ة فهي مخر�ة دون وعي وتقاد �عقل جمعي قد ��ون العقاب دواء للصحوة، والصدمة إ�قا� من الغفلة وال ینفع إبدال الدوائیین ی�عضهما. من میزات اإلسالم هو انه وضع معالجات لكل شيء، ومعالجات قابلة

خت�ار العالج المالئم، الن اإلخفاق في للتدبیر ولكن األمر لإلنسان في اهذا االخت�ار قد ��ون قاتال، وهنا �أتي دور الق�ادة ومیزاتها العقل�ة وأهمیتها، وتتوزع أنواع الشور� إلى رأ� خبرة ورأ� أكثر�ة، ورأ� فرد، فلكل حالة موضعها، فالخبرة سا�قة في التنفید، واألكثر�ة في توجه

ثال �عد دراسة نوع�ة الخطر و�الخبرة، والفرد المجتمع نحو حرب أو سلم معندما ��ون القرار شاطرا للجبهة فهنا �حدد العارف �األمور أین التوجه. فالنص �عني الدواء، وفهم النص هو من �حدد أین ومتى �ستخدم، ذلك منهج قرآني ل�س تا�عا للهو� واالنط�اع وانما خالصة العقل والظرف

في معر�ة لو اتخذ من النص الدافع للقتال في المالئم لتطب�قه، فقائدوقت یر� تم�ین عدوه فهو مخطئ في االخت�ار ألنه شخص الداء وأعطى

غیر الدواء وهنا قرار فرد� أو نخبو� في عصرنا یت�عه المجموع.

األح�ام المتغافلة أن اإلنسان هو مجموعة من غرائز وحاجات ومنظومة قاءه على الغرائز والحاجات، �عی� تنش�� عقل�ة �رم اإلنسان ألجلها، وا�

المنظومة العقل�ة و�حول حتى أنظمة الح�م واإلدارة من أنظمة إلى س�اسات، و�حیل المجتمع من إلى نم� معین من الع�ش قابل لالنحدار.

Page 268: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

264

الحقوق ل�ست قانونا وانما متطل�ات لكن التوازن بینها هو القانون، جامدة تحتاج إلى قلوب مؤمنة والتوازن عمل�ة عقل�ة متحر�ة ل�ست

مخلصة تنأ� عن األهواء وتمتص االنفعاالت �الحلم، وهذه القلوب ال �م�ن أن تكون �ال موجه و�ال هدف �ستط�ع إقناعها بإلغاء أهوائها أو ��حها، وتلك هي العقیدة والشر�عة والمنهج ذلك المنهج الذ� یتخذ ش�ل

ر�� ی�حث عن السالمة في مناهج عدة في تفاصیل الح�اة، لكنه في طالوصول لدار القرار من خالل السالمة في الوصول إلى الصواب واإلخالص في النوا�ا والصدق مع الذات قناعة في الصدق والن ف�ه

مصلحة اآلخرة ول�س تبرجا للوصول إلى أهداف ترو�ج�ة فحسب.

ن، العمل�ة العقل�ة مهمة جدا في االعت�ار للخ�ارات، ألنها ق�مة إنسافتحدید األهواء ل�س ن�رانا للحر�ة وال تقییدا للحقوق أو إجحافا بها، بل هو ترشید مطلوب الستحقاق مهم وهو اإلنسان�ة.... أ� الق�مة التي أعطیت بوجود المنظومة العقل�ة والتي هي ما �میز اإلنسان، تلك المنظومة التي تحتاج إلى نظام لتسیر �ه و�صالحه تصلح الحقوق

ك والمعامالت، والمشاعر، فإن لم �ك صالحا أو منظما، انخفضت والسلو الق�مة لإلنسان، ولكن �ل هذا حین یدخل النظام ل�س �معرفة في الذاكرة أو �ش�ل مجموعة من االنط�اعات الم�تس�ة من البیئة �صورتها الحق�ق�ة أو المشوهة ت�عا لفهم موروث، وانما حین یدخل القلب واللب في فهم

لقرار من هذا الفهم...وصنع ا

Page 269: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

265

الحق�قة أن اإلسالم متمیز بنظامه األخالقي ل�س �أن تفعل وال تفعل، وانما �عرض الصواب والخطأ ولإلنسان أن یوجه ذاته �االستطاعة، ضمن قابلیته، ضمن قدراته ومحاولته المستمرة في تحسین األداء، ل�س مجبرا

وما متعامل مع خ�اراته وال هنالك حتم�ة في سلو�ه الشخصي وانما هو دهو، وتعامله في أمر�ن مع المجتمع ومع هللا، فإن سلو�ا حسنا ووف� القانون ��في للمجتمع، لكن السلوك هذا ل�س إال عامل في المعاملة مع هللا الن الق�اس هو الن�ة، وقد ��ون سلو�ا ال یرغ�ه مجتمعه، لكنه �الن�ة

التنفید ما یجعل المجتمع حسنا وانما حصل خطأ في جوانب اإللمام و�عاق�ه لكنه مع هللا في وضع آخـــــر، وهنا �أتي الفهم وحسن اإلدارة والطاقة مرة أخر� فالناس ل�ست سواء وهنا تأتي عدالة في األرض ونفس القانون هنالك عدالة هللا التي تعلم �ل شيء في الداخل والخارج وما

م هللا.س�حصل ولماذا س�حصل وذاك من القدرة وعل

فالمسألة في السلوك واألخالق ل�ست الحتم�ة وال المطل� وال المعرفة، فمعرفة الصواب من الخطأ ل�ست �اف�ة اللتزام الصواب وال�عد عن الخطأ، بل هو اإلرادة النا�عة من المنظومة العقل�ة، حالة التوازن بین القلب

، ثم ال�قین في والفؤاد، القلب الذ� �عقل والفؤاد الذ� یبلور اإلحساساللب الذ� یرشد �ل هذا، هنالك الفهم والموازنة في �ل هذا، هي ما ینتج ال�صیرة حق�قة األمر، �ل هذا وتفاعله ینتج صفة النفس في اإلنسان، أمـــــــــــارة �السوء، مطمئنة، لوامة ....ص�غ متعددة لها ما بینها وانتقالها

القرآن�ة تحترم هذا احترام عارف ل�عضها في مراجعة، فكانت التوجیهات

Page 270: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

266

�ما خل�، فكانت، تذ�یر ونصح �أمثله، فوع�..ومع هذا فاإلرادة تعجز أح�انا أمام ضغ� الغر�زة اآلني، فذاك خطأ مم�ن الحصول، لكن ضعف اإلنسان هذا طب�عي یتجاوزه �االستغفار والتو�ة ما لم یتعل� �ما �طاوله

وان لم �طلها القانون، واالستغفار القانون، فاإلصرار على الخطأ خطیئةدواء لحالة الضعف وفعل السوء بجهالة عد استعادة اإلرادة، واالحت�ا�

لعدم تكرار الخطأ ما أم�ن ذلك فل�س من مالئ�ة �شر�ة على أ�ة حال.

وآخر ما �م�ن قوله في الحر�ة هو وصفنا ��شر حین نفقد البوصلة فه ثم نجعل منه ه�اء منثورا المعرف�ة الصواب فنوجد مصطلحا ثم نعر

ونعتبر هذا مش�لة من مشاكل الح�اة ونحتار في تعر�ف اإلنسان وذاته وذاك التفاوت بین الكلمة واث�اتها، وال نف�ر بجمع ما نفترض تفرقه، وقد الحظنا معنى الحر�ة الذ� یجعلها مناس�ة تماما لإلنسان وعرفنا أن

، فالحر�ة تطالب �التحرر، الحقوق شيء له �ینونته وهو غیر الحر�ةوالحقوق استحقاق للوفاق وهي مسئول�ة المجتمع والفرد �قانون والحقوق

ثابتة محددة تتواف� مع العقل.

ونعلم أن الف�ر واالقتصاد والس�اسة نتعامل معها إسالم�ا في �ونها حقوق وواج�ات، فالعمل الس�اسي تصد� واصله تكلیف، واالقتصاد وغیره

وق العامة والخاصة، وهي ل�ست حر�ات، بل امتن وأقو�.متعل� �الحق

انه عجز المصطلح أن ��ون مفهوما، والنقص في المعلومات ذات الجذور التي تستط�ع أن توصل المعنى الموثوق.

Page 271: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

267

القضاء والقدر والحر�ة:

�الغ الناس بل احتارت �موضوع القدر، فالقدر هو اإلطار التصم�مي الوجود قدر، وهو مجموعة من القوانین تمثل للوجود، وفي تفاصیل

اإلطار العام �ما ال �حد من حر�ة الخل� وارادته فما داخل هذا اإلطار هو حر بتمام الحر�ة، فإن سلك الدرب الصواب انسجم مع الصورة الكل�ة ف��ون خیرا وهو من عند هللا أما إذا اتجه لهواه وخالف النظام بهذا

الشر والشر شرا وان ابتدأ في مظهر الخیر،بید الهو� فهو ما س�قود إلىأن مآله ل�س �الخیر فهو شر وهو من قرار النفس، فالخیر من هللا والشر

من النفس المت�عة للهو� التي ال تعقل.

أمــا القضاء فهو القانون الثابت األخالقي الذ� �حاسب �ه المرء وعلى داللتان على اجتماع تجاوزه، فع�ادة هللا وحده، واإلحسان للوالدین

طر�� اإللوه�ة والر�و��ة، فذلك قضاء ین�غي فعله ل��ون اإلنسان في صائ�ة. وهو ح�م على السلوك من العلم المسب� أ� إخ�ار �ما هو حاصل بناء عن علم القدرة، ول�س الن هذا أو ذاك مسیر �فعله.... فال

التسخیر لمن لم یوهب تسییر على اإلنسان المالك لقدرة العقل، بل هنالك القدرة على العقل �ما في الحیوان، والمراقب للحیوان وسلو�ه یجده غر�ز�ا ومفطورا عل�ه، وهذا ل�س لإلنسان الذ� �ح�م األمور �عقلها وقد ملكه

هللا أدواتها ل�ستن�� آل�اتها فكان مخیرا مختارا م�لفا محاس�ا.

Page 272: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

268

فقد سار إلى درب عموم القول أن للكون سنن من صادفها أو عقلها الصواب، ومن لم �عقلها فلن ینال رشدا

إن الحـــــــــــــــــــر�ة ال �م�ن تعر�فها استنادا إلى قانون ر�اضي أو فیز�ائي وان تطا�قت �عض التفسیرات مع قوانینها، فالحر�ة ل�ست حراك عشوائي

�اة أ�ضا بل الحر�ة نظام ضمن النظام العام ولكنه خاص عند تفسیره �حاإلنسان �ما خل� هذا اإلنسان خلقا خاصا �أمـــر خاص، فهي ح� أ�ضا لإلنسان �اخت�ار النظام الذ� یرتكز عل�ه في تسییر الح�اة واال �ان هنالك إهانة وتجاهل لسبب التكر�م والتمییز �ال�شر حین نق�سه إلى نظام

...مخلوقات أخر� مما �عد جمادا في ظاهره أو حیوانا أو ن�ات.....

فالحر�ة في اإلسالم: ع�س العبود�ة لغیر هللا، االستقالل للمجتمع، هي االخت�ار والقرار، هي الحقوق �قانون منبث� عن دستور عصر والذ� هو منبث� عن الشر�عة فهما لها ولمقاصدها وموازناتها فاإللوه�ة وأن هللا

لى بیده �ل شيء ودون وجود شر�عة منه ال تعني إال متاهة تقود إاإللحاد أو الض�اع والعصب�ة النا سترتكز على غر�زة من الغرائز في عقل خاو، وأن المعلومات�ة دون فهم ورسوخ ال تقود إال إلى الشرك أو العصب�ة وهما ما ینتجان عن �الدرجة األولى عن سوء فهم النصوص واخت�ار الدواء أو اإلبهام حین یت�ه اإلنسان في األنا والتي أول من

قها هو إبل�س الذ� علم وفقد الرسوخ.نط

Page 273: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

269

إن فهم الحر�ة بإت�اع الهو� هو في الحق�قة ظلم للنفس والظلم هو إعماء الذات عن حقائ� مفهومة لو اعمل العقل فیها، فیتغافل عنها الفؤاد و�حجب عنها العقل الصواب فتسیر �اإلنسان إلى غیر المرتجى من

لى الذات التي تقود ف�ما تقود إلى العدل، لذا فالبد من اجتناب الكذب عاضمحالل الح�اء واضمحالل الح�اء �قود إلى مساوئ جمة وتآكل في األخالق، وهي بذلك درب للعبود�ة إلى نزوات تخضع لها الذات فال تكون

حرة وهي قد �ذبت على ذاتها حین صورت لها الحر�ة بهذا المعنى.

Page 274: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

270

المســــــــــــــــــــــــاواة ظلمالفصل الثالث:

الشر�عة اإلسالم�ة ب�عدها األخالقي لم تساو� بین الناس، وانما مرماها تحقی� العدل، فالمساواة تعني إعطاء الكل بنفس الم��ال، فما نقول للمعوق واألرملة والطفل، والمرأة في مجتمع ذ�ور�، بل ما نقول لدولة

ها وصناعتها وأخر� ال تمتلك األرض عظمى في إم�ان�اتها وزراعتالصالحة للزراعة و�ها �ثافة س�ان�ة ولم تدخلها المدن�ة الحدیثة، اإلنسان أعطي في نقطة االنطالق قدرة لعقل األمور �ما یتعلم من معرفة، وهو متأثر �مح�طه في التر��ة، وقدرات اإلنسان معبرة عن مد� تطلعاته التي

مجتمع، فالجانب التكافلي األخالقي �قتضي أن تبنیها المعرفة وثقافة الیراعى ذو� االحت�اجات الخاصة نفس�ا وعمل�ا، اإلسالم �ضع هذا واج�ا على الدولة �األساس وعلى المجتمع ��ل في التفاصیل، ففي واقعنا الحالي والدولة واسعة وهنالك �ثافة س�ان�ة، فهذا الواجب �حتاج ألجهزة

ع التي البد أن ترت�� �الدولة من حیث إتمام وتعاون من منظمات المجتمتمو�لها لتقوم بواجب م�مل مساعد للدولة فالتبرعات وغیرها قد تقصر عن سد االحت�اجات، في الوقت نفسه فإن أموال الز�اة في دولة اإلسالم تجبیها الدولة، فالبد من نظام ـــ غیر موجود حال�ا ـــــ أن ینشأ ل��ون

م شاعر�ن �ق�مة ح�اتهم �ما وفرت التكنولوج�ا من هؤالء الناس وغیرهوسائل ول�س االكتفاء بإعالتهم �عاجز�ن، فهذا ل�س إنسان�ا وال م�تمل األخالق�ة، وهو أمــر ین�غي أن �عمم على الكرة األرض�ة ��ل فمسئول�ة اإلنسان تتعد� الحدود الس�اس�ة والجغراف�ة، ألن التوازن ف�ما وهب هللا ال

Page 275: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

271

ه إال إذا استأثر طرف �ه ف�ات في تخمة وجاع اآلخــر.... �ظهر نقصوهذا �حتاج لتوسع نفوذ الدولة اإلسالم�ة التي ال وجود لها في عصرنا الحالي الذ� هدرت ف�ه ق�مة اإلنسان... والدولة اإلسالم�ة التي اعنیها

الح�م أوهي دولة الوال�ة لألمة والحاكم�ة للشر�عة ول�س دولة الملوك غلب فیها.للمت

مهمة عمارة األرض ال تقتضي المساواة وانما تقتضي العدل، والعدل یتطلب عطاء غیر متساو، هذه من مهمة اإلنسان، إحداث التوازن العملي نتیجة الوجود ال�شر� في �ون متوازن، ذاك نوع من االخت�ار لصالح�ة ال�شر في مهمتهم التي هي الطر�� إلى الجنة، المسألة

لعقل واإلرادة في الح�اة، وهذا االمتحان لست مترو�ا ب�ساطة هي امتحان ا�ه، بل معلم لألسماء، أ� معطى لوازم الخیر ومعان بها وف� متطل�ات

العدل

اي * ± )س(اعطاء كفاية احلاجة

توازن

المساواة

لكل الناس نظر�) س(اعطاء

يفة ظلم لذوي االمكانيات الضعاو لذوي احلاجات اخلاصة

وحىت للحيوان

Page 276: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

272

حدود المعرفة، ومعروف لك الشر وأنت فاعله، فالخیر من هللا والشر من ، ل�س هذا �عني أن اإلنسان خیرا أو شر�را، ٧النفس التي تستهو�ها

ر�ین بتر�یبته، هنالك منظومة غرائز وهنالك منظومة فاإلنسان �عرف الدعقل، هنالك استخدام لهذه المنظومة وتلك، أصـــال الغرائز لو نظرنا إلیها فهي محفزات إج�ار من لوازم االعمار لألرض، ولو نظرنا إلى منظومة

العقل

فهي من لوازم الموازنة، فلو لم تك غر�زة النوع ر�ما ضعف النسل لكن النوع وضعت بنظام ل��ون هنالك نظام األسرة والمجتمع وتهاو�،

الحظ فلسفة ھذا في موضوع الحریة ٧

النظام االسالمي

ادارة االنسان

عدلتوازن

شریعة الرحمن

Page 277: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

273

والتر��ة واخراج أناسا قادر�ن على عمارة األرض، لو لم تك هنالك غر�زة التملك، لما �ان هنالك سعي وال قامت وظائف وأعمال، ولو لم تك هنالك غر�زة التدین، لما �حث اإلنسان في الكون وال قاده السؤال لمهمته في

ود... ولو لم تك هنالك غر�زة حب الس�ادة، لما ظهر القادة بین الوجال�شر، �ل هذه الغرائز وغیرها �ال�قاء مثال التي تراها في الطفل في ساعاته األولى. لو لم تنظم �العقل العارف واإلرادة الظاهرة لما �ان هنالك سلو�ا إنسان�ا أو أخالق قطعا، بل لطغت، ونحن نالح� معالم تسرب طغ�انها في األرض الیوم �ظاهرة فقدان التوازن والعدل بین ال�شر، وان رضي الناس وأخلصوا �ما �طرحون من مساواة وحقوق ل�قوا �عیدین عن التوازن ما لم �ك العدل هدفا وهذا العدل �حتاج لشر�عة ونظام والشر�عة

اقل اإلسالم�ة عمل�ا ول�س نظر�ا حققت في مراحل عدة نظام االكتفاء في ارض مساحة على عهد الرسول صلى هللا عل�ه وسلم وأكبرها مساحة على عهد الخل�فة الراشد عمر بن عبد العز�ز، ولكن جنوح النظام لم �ع� لهذا العدل د�مومة في ح�م األمو�ین. فالمنظومة األخالق�ة اإلسالم�ة متكاملة ال تنجح �امل النجاح إال �اإلنسان ودولة اإلنسان المرت�� �شر�عة الرحمن، أ� بإدارة اإلنسان لشر�عة من الرحمن، ذلك أن هللا وضع الكون بهذا النظام لتحقی� العدل من اإلنسان وذاك اخت�ار األمم، فالشر�عة ل�ست افعل وال تفعل، وانما هي طر�� استدالل لعقل البیئة وسلوك المنظومة ��ل والمنظمة اإلنسان�ة، أ� اإلنسان، الذ� �مثل

Page 278: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

274

وع منظمات اإلنسان تلك المنظومة التي اسمها الخالفة في األرض �مجم والتي تعرف �ال�شر�ة، من هنا تنطل� الحر�ة وحقوق اإلنسان.

من هذا النظام نستط�ع استقراء فلسفة اإلسالم األخالق�ة في التوازن �اتجاه العدل، فاإلنسان ق�مـــة عل�ا إذن البد له من مسیرة للح�اة هو فیها فاعل ومؤثر، ونالح� أن هذا التأثیر یتعاظم مع رقي التكنولوج�ا خصوصا

وضع في نظم المعلومات واالتصاالت والش��ة المعرف�ة. فاإلسالم

والیة امة شریعة

نقض عروة الحكم

شریعة ووالیة امة

Page 279: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

275

نصوص منها ثابت على مر العصور ومنها ما �قبل االجتهاد في التطبی� وف� المتاح من وسائل، فنظامه �عتمد الص�غة المر�ز�ة في التخط��، والالمر�ز�ة في التنفید تدخل ف�ه عوامل الثقافة والتمدن، لكن الحضارة أو

�این في الف�ر الحضار� واحد، الغا�ة إحداث التوازن في المجتمع المتالمتاح له من إم�ان�ات لكن الثروات الطب�ع�ة نظامها واحد تنتقل بدائرة انفتاح�ة، أ� سد حاجات أهل المنطقة لیتحول الفائض إلى المناط� التي فیها نقص في الموارد، الطلب على الحاجات یولد العرض، فمنطقة

، قد تكون س�اح�ة مثال غیر المناط� الجافة، وهذه غیر المناط� الزراع�ةالثروات الطب�ع�ة في مناط� صحراو�ة، وتكون الحاجة في مناط� ال ثروات فیها إلقامة صناعة ما... س�ان المناط� الرعو�ة ل�سوا سواء في حاجاتهم مهما خططنا لتطو�رها مثل حاجات أهل المدن، ونقل المدن�ة

مم�ن البد أن یخط� �طر�قة ال تفسد تلك المواقع �مواقع إنتاج، وانماتطو�رها �الوسائل الحدیثة في التر��ة واإلنتاج وطر�قة تكو�ن حاجاتها، فال تكون الغا�ة بناء ناطحات سحاب وانما تطو�ر طر�قة التر��ة والم�ننة وما �ستلزم اإلنتاج والتسو��، ومن ثم رعا�ة الرفاه�ة ضمن هذا النوع

ئم لتطو�ر ح�اتهم من الح�اة، وتوفیر وسائل التعل�م �التر�یز على المال ومعاشهم وفرز المواهب التي تكون انفع في م�ان آخـــر وجلب المواهب

من م�ان آخــر لنفعها هنا.

هذا اإلنسان له غرائزه وحاجاته، النظام المبني على السلطة ال �ق�م إال االستبداد، لكن الذ� وجوده برأ� األمة وتستط�ع أن تقیله، تنظم عنده

Page 280: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

276

لیوجها نحو الدولة ول�س تعز�ز سلطة قد یخرج منها غر�زة حب الس�ادة�أ�ة لحظة، ف��ون هنا الواجب الذ� یؤجر عل�ه ل�س برات�ه ألمعاشي فحسب بل بإقامة العدل ألنه ما س�حاسب عل�ه یوم الق�امة �ما �عرف

الناس منه و�ما ال �عرفون.

اإلدار� الشر�عة حددت ص�غة الح�م �الشور�، لكنها تر�ت تفاصیل النظام للتطور المدني، اإلنسان مسئول عن إدارة النظام فالبد أن یوازن و�دیر الح�اة والس�اسة والحروب وغیرها �عقله، فل�ست الشر�عة محددة إال الق�م األخالق�ة في �ل هذا من هدف وق�مة، محددات �اإلنسان وتعامل الج�ش

فساح المجال للدعوة المحارب مع العدو فالغا�ة ل�ست إ�ادة المقابل وانما إوتحقی� فرصة لإلنسان الواقع تحت الظلم لیتخلص منه، فسالح الدمار الشامل ل�ست م�احة قطعا عمل�ات القصف العشوائي مثال ل�ست م�احة في الحروب ما لم تكن على محار�ین، الحفا� على الموارد والحقوق،

الجند، االلتزام �المواجهة ضمن تخط�� وتكت�ك ما توصل إل�ه قادةمعاملة األسیر والجر�ح، طر�قة الشور� تتطور وف� التقدم المجتمعي والمدني، الشورة نظام من األسرة إلى �امل المجتمع، الحقوق على الدولة الواضحة في إیجاد العمل ورعا�ة غیر القادر�ن عل�ه في تناغم تام مع

ل، المال�س نظام المجتمع في التكافل لذو� القر�ى، تأمین الس�ن والتنقوغیرها، هذا النظام یراعي حاجات الناس الضرور�ة �ما �عطي الق�مة لإلنسان وف� إدارة للموارد تتطور مع التقدم التقني وتنوع الموارد الطب�ع�ة

وال�شر�ة.

Page 281: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

٣باب اإلســـــــــــــالممنظــــومة األخـــــــــالق في فلسفة

277

Page 282: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

الخاتمة المنظومة األخالقیة في اإلسالمفلسفة

279

الخـــــــــــــــــــــــــــــاتمـــــــــــــــــــة

في الجولة عبر هذا الكتاب رأینا مواض�ع متعددة، وتعرفنا إلى أن الروح هي األمر والمشیئة وان النفس هي اإلنسان وأن األخالق هي في الدین

والشر�عة وأن الشر�عة هي الح�اة ومضمون إدارتها.

الذ� له منظومة عقل�ة تتكون من القلب الذ� في مقدمة اإلنسانهذا الذاكرة التي تسجل وتوث� أداةالرأس وفي القلب اللب، وأن هنالك

بلمح ال�صر وأن هنالك إلیهاوالخبرات وتستحضرها عند الحاجة األحداثوهو من �قدم والمحسوس األحاس�سول عن الفؤاد الذ� هو المسئ

من القلب وهي من اإلرادةخالصة الرأ� عن المحسوس لتعقل وأن الفعل �قرار، وأن المخیخ عنصر الفعل الالإراد� أوتظهر ردود الفعل

المخول لرد الفعل، وهو من �حف� التوازن في البدن وعبر هذا وذاك تنقل الوصف الم��ان��ي هو في الحق�قة ، لكن هذا األفعاللحدوث األوامر

مخلوق فاإلنسانقل�ال عن الحراك ال�شر� إالوصف مصغر ال �عبر عجیب متنوع القدرات.

وعلمنا أن المرأة والرجل من مادة واحدة وأن المرأة لم تخل� من مادة والنفس منتج من ول�س من الجسد الجسد فحسب بل من النفس خلقت

أمـــر هللا.

وه�ذا فهمنا أن المعلومات�ة ضرور�ة للصالح ولكنها ل�ست العامل المحرك للخیر وانما اعقال تلك المعلومات وتوفر العز�مة واإلرادة هو من

Page 283: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

الخاتمة المنظومة األخالقیة في اإلسالمفلسفة

280

�قود للخیر، وأن س�طرة غرائز النفس على عقل األمور یجعل اإلنسان عبدا لغرائزه وحاجاته رغم تلك المعرفة التي ال تكاد تعقل حقا.

ر ال�عض أن عمل المناسك واجراء الع�ادات �غني عن السلوك إن تصو الصواب فتراه عابدا لكن ل�س له السلوك الحسن ... هذا نقص �بیر ألنه

�عیدا عن عقل الق�م وتطب�قها فعال �ش�ع غر�زتهغر�زته في الحق�قة یت�ع فبذلك یتخلى عن محتو� الدین من أخالق ناه�ك عن الذ� یرفض

هللا في الح�م.االنص�اع لشرع

ومن الناس من �عتبر أن األخالق هي األساس وال �سلك مسلك الدین في الع�ادات متصورا الكفا�ة في هذا، وذاك أ�ضا ضالل مبین �ضعه في �عد عن مهمته في الكون والغا�ة من وجوده فتراه متعرضا للفتنة وسوء العمل

فقودة یجعله مح�� وان جاهد �ل هذا فإن االنص�اع للغا�ة من وجوده الم العمل.

فاألخالق منظومة متكاملة في التعامل بین اإلنسان ( فردا ، أسرة ، مجتمعا) مع هللا ومع الذات والبیئة �سعتها وض�قها.

واضحة المخرجات األزمةإن العالم الیوم �ع�ش أزمة أخالق، وهذه لم �عد فالمجتمع المتخلف مدن�ا وال�عید عن فهم دینه �مجتمع المسلمین،

�ضعها في الذاكرة للمناظرات وانماالعمل�ة العقل�ة، إلىیدخل المعلومات�ة و�الم المجالس والندوات

Page 284: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

الخاتمة المنظومة األخالقیة في اإلسالمفلسفة

281

هذا المجتمع �ع�ش حالة من االزدواج مابین دین موروث لم �فهم ومعتقدات تار�خ�ة في الحق�قة و�ین واقع ال ینطب� علیها وال معها وقد

وتح�م األخالقومحر�ات اإلصالحات ، و�فقدان أدو اإلصالحأدوات فقدت عدم�ا شدید النقد لسلوك هو �فعله اإلنسانالغرائز والحاجات، �ص�ح

العال�ة الموج تحجز عنه الرؤ�ا الواضحة فأالناولكن ال �شعر بهذا، استعداد للتضح�ة. أوف�غدو مطلب�ا دون سعي للفعل

السو� ال�ارز في عمله ضح�ة الهجوم اإلنسانوفي مجتمع �هذا ��ون أخالقهاآلخر�ن العاطلة، �ما الم�صر في بلد العم�ان، حتى أن أنامن

ی�قى غر��ا أوتع�قه عن رد الهجوم �المثل فإما أن یتراجع ل��ون أعمى مطاردا مع �ل حراك فیختار الس�ون لكي ال تلفت حر�ته انت�اه

ة منظومة تنم�ة التخلف، ... لهذا نر� وضوحا في فاعل�اآلخر�نالتغذ�ة لها، و�فاءتها العال�ة في الفساد والهدر واعادة�مخرجاتها و�یئتها

فرشاة بید اآلخر�ن إالوالتخلف، أمـــا تحد�اتها فهي الوهم ، فهي ل�ست .یرسمون �حراكها ما �شاؤون

هي مدخل إبل�س وهي من األنا أساس الفشل والخروج عن الصواب... و من رحمة هللا، وما عالج هذا الخلل إال تحر� اعقال المعلومة أخرجه ه

والحدث وتحر� جوانب األخالق، فما نفع تأد�ة سنة وأنت تسق� فرضا، وما نفع التأسي �الرسول في تقبیل الحجر األسود وأنت تنتهك أمـــرا

Page 285: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

الخاتمة المنظومة األخالقیة في اإلسالمفلسفة

282

�التعامل �الحسنى واللین واالبتعاد عن مزاحمة وایذاء اآلخر�ن، واسقا� اء من النفس في ذاك الم�ان الطاهر.الصف

اإلسالم لم �ضع هالة قدس�ة لألشخاص وانما احترم علم األشخاص لكن السلوك هو من �ح�م على هؤالء و�جعل منهم قدوة �قتد�.

و�ینا أن اإلسالم ل�س تار�خا زمن�ا، وانما هو ینزل �ل وقت، وأن �ل جیل ان علیهم أن �فهموا هو م�لف تماما �ما �لف الناس وقت التنز�ل و

اإلسالم فهمهم مستندین غیر مقلدین الن اإلسالم حضارة تتوسع �شروحاتها وعلمها وهو معالجة لكل المدن�ات حتى في العصر الواحد أو

في متعدد العصور.

، �عقل معلومته �الفهم و�نزلها للتطبی� �ذلك فعل ذو المعلومة عندما التص�ح األخالق �الم وق�م محض ق�م ال �ذلك تص�ح األمانة مغنم، �ذلك

تستند لر�ن شدید وال وجود لها وتطبی�.

وقد تلتزم ق�م معینة وتر�� �المنفعة في مجتمع ما �ما �حدث في الغرب، لكن هذه الق�م تتوقف على مد� ما �ستحصل منها من منفعة وال تظهر

عة فمنعلى السلوك مع اآلخر�ن من خارج هذا المجتمع بل من الذین ال منهم في المجتمع ذاته..... فنر� الدمار والحروب من اجل المنفعة هذه،

الشعوب، بل سرقة لجهد العاملین ألموالنر� تبر�را للقتل والسرقة وح�اتهم في البلد نفسه حین تص�ح الح�اة محض حراك لالستمرار وال�قاء

Page 286: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

الخاتمة المنظومة األخالقیة في اإلسالمفلسفة

283

ه، خلق أصلممیزا على اإلنسان، تفقد الق�م ل��ون اإلنسانو�ض�ع فتح�مه غرائزه وحاجاته و��قى في نفس �ح�طها بل یتخللها الجفاف.

في الفلسفة من خالل ما فهم ال�احث من أسئلةال�حث عن أجابلقد یتعد� فهما وحسب قد �فهم فهما غیره وقد �طال �حثا متن القرآن وهو ال

تطو�ر جوانب ف�ه أوآخـــر تغییر جوانب منه

هي حلقة تت�ع المنط� والماه�ة لتش�ل معها إن الفلسفة في هذا الكتاب أخر� �شفا ل�عض الح�مة والحقائ� التي نراها حقائ� لحین �شف حقائ�

مز�د من إلىسؤال �حتاج إلىال�حث عنه من سؤال أجابقد تعید ف�ما التدقی� والجواب.

وهي فلسفة إسالم�ة ول�ست فلسفة مسلمین، ألنها تشرح المفهوم من والسیرة النبو�ة... لعلي لم اشمل الكل ولكن حاولت أن أبین الذ�ر الح��م

.ال�عض في انتظار من ��مل و�حسن المنهج والتألیف في ذات الطر��

خالصة الوصف لماه�ة فلسفة األخالق في اإلسالم أن اإلسالم �ستند للعدل في �ل مناحي الح�اة العقد�ة، الس�اس�ة، االقتصاد�ة، من أجل هذا

ا �ش�ع الفساد وهالك الحرث والنسل، و�ق�م التوازن �إقامته �قاوم �ل مالتوازن في ذات اإلنسان نفسه، �ذلك في المجتمع ��ل و�ین الت�اینات

في أنحاء العالم �ما في المجتمع الواحد.هذا الكتاب محاولة للتأس�س لمشروع إسالمي یت�عه آخر لذات الغرض

B

Page 287: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

ولياألالفھرست

الصفحة عناوين ت

١

الباب األول: األول الفصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل

مدخل الفـصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل الثاين اإلنسان والقرآن فلسفة التغيري

١ ٤ ١٥ ١٧

٢

الباب الثاين التوحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد الفصل األول:

أواه حليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم املعلوماتية واألخالق الفصل الثاين:

فصل الكــــون هللا

فلسفة األخالق العملية : اإلنسان والقيمـــة اإلنسان الروح النفس

وجود النفس وتكوينها أخالق اإلسالم الفــــــــــــــــــــــــــــــرد

فلسفة األخالق الفردية العقل والعلم وتشكيل الشخصية

األخالق واألسرة األخالق ا�تمعية أخالق الدولة

نظام احلكم مهمة أخالقية تعريف األخالق الفصل الثالث

�ـــــــــــــــــــــــــــــافت لوكـــــــــــــــالق والســـــــــــــــــــــاألخ

معـــــــــــــــــــــامل فلسفة األخالق

٢٥ ٣١ ٣٩ ٤٥ ٤٩ ٦٣ ٦٨ ٧٢ ٧٤ ٧٧ ٨٥ ٨٧ ١٠٠ ١١٠ ١٢٠ ١٣١ ١٣٨ ١٤٠ ١٤٧ ١٦٤ ١٦٧

Page 288: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

١٧١ الفصــــــــــــــــــــــــــــــل الرابع: احلتميـــــــــــــــــــــة واألخالق يف اإلسالم

٣

ــةالثالث:::::::::::::::::::::::::::أســــــــــــــــــــــــــــــــئلــة فلســــــــــــــــــــــــــــــــــفيـــــــــــــالبـــــــــاب الفصل األول النظــام

ـــــــامنظـــام ونظـــــــــــــ املشيئــة واحليــــــــــــــــــــــاة

اجلمـــــــــــــــــــــــــــــــال حس وذوق اإلرادة–اخلطيئة –اخلطأ

احلريــــــــــــــــــــة والعبوديـــــــــــــــة الفصل الثــــــــــــــــــاين احلريــــــــــــــــــــــــــة واملرأة تصور احلرية املطلقة

احلرية واحلقوق ومنظومة العقـــل القضاء والقدر واحلـــــــــــــــــــــــــرية

الفصل الثالث املســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاواة ظلــــــــــــــــم اخلــــــــــــــــــامتة فهرست

١٨٩ ١٩١ ١٩٧ ٢١٠ ٢١٨ ٢٢٧ ٢٤٨ ٢٥٤ ٢٥٦ ٢٦٢ ٢٦٥ ٢٧٩ ٢٨٤

املصــــادر

القرآن الكريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم السنة أو السرية النبوية

دراز رمحه هللا الدكتور الشيخ حممد عبد هللا دستور األخالق يف اإلسالم الباحث مؤلفات سابقة

Page 289: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

املراجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ابرز

اســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم املؤلف اســـــــــــــــــــم الكتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب ت رشد ابن تلخيص السفسطة ١

كتاب النفس ٢ حماورة �رمنيدس ٣

أفالطون

حماورة �يدروس (اجلمال) ٤ حماورة ثياتيتوس ٥ اجلاحظ �ذيب األخالق ٦ أبو حامد الغزايل احلكمة يف خملوقات هللا ٧

املنقذ من الضالل ٨ �افت الفالسفة ٩

الشيخ عبد الكرمي احلمداوي األخالق والتزكية ١٠ الطربسي مكارم األخالق ١١ أ.عصام سعيد نظرية الكم ١٢ الدكتور نظمي لوقا هللا أساس املعرفة عند ديكارت ١٣ ابن مسكويه �ذيب األخالق ١٤ امحد خريي البوصلة ١٥ الفارايب حتصيل السعادة ١٦ ابن عدي �ذيب األخالق ١٧ امحد اغبال األخالق املتعالية (مقالة) ١٨ أ.د.طه حبيشي إطار النظرة التطورية األخالق ١٩ بر تراند راسل األخالق ٢٠ جامعة عني مشس أخالقيات البحث الفلسفي ٢١ جاكلني روس الفكر األخالقي املعاصر ٢٢ جاك النغاد من القرآن إىل الفلسفة ( الفارايب) ٢٣ محزاوي ميلود مقاالت فلسفية ٢٤ حرس حممد هيلولة حنو فلسفة إسالمية جديدة ٢٥ نطه عبد الرمح سؤال يف األخالق ٢٦ د. مصطفى حلمي بني الفالسفة وعلماء املسلمني األخالق ٢٧ د.هالة ابو الفتوح املدينة الفاضلة عند كونفوشيوس ٢٨

Page 290: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

د. توفيق الطويل العامة مذهب املنفعة ٢٩ د.امحد حممود صبحي اإلسالمييف الفكر األخالقيةالفلسفة ٣٠ د.الطبالوي حممود سعيد موقف ابن تيمية من فلسفة ابن رشد ٣١ د. ميىن طريف اخلويل ، العلم ( مشكلة فلسفية)اإلنسانيةاحلرية، ٣٢ حممد تركي إبراهيمد. الفكر األخالقي عرب العصور ٣٣ د. عبد السالم حممد جنادات بني الفالسفة املسلمني والفالسفة اليو�نيني األخالق ٣٤ علي الطيب إدريسد. القلوب أنواعمنهج القرآن يف بيان ٣٥ د.صاحل حسني الرقب موقف ابن سينا من النبوة..... ٣٦ حممد �قر الصدر اقتصاد� وفلسفتنا ٣٧ كربى اليقينيات ٣٨

د. حممد سعيد البوطي األوهامنقض ٣٩ ضوابط املصلحة ٤٠ دفاع عن اإلسالم ٤١ د.طه عبد الرمحن احلق العريب ..... ٤٢ د. طه عبد الرمحن فقه الفلسفة ٤٣ هللا عمار عبد أخالقيات العوملة يف القرآن ٤٤ كانطعمانوئيل مشروع السالم الدائم ٤٥ نقد العقل احملض ٤٦ عبد الكرمي احلمداوي التصنيف السياسي الفلسفي ٤٧ ثالثية فقه األحكام ٤٨ لطفي خري هللا أرسطو اخلمس مقالةشرح حجج ٤٩ فاتنة توفيق تفسري القرآن �لقراءات العشر ٥٠ فريدريك نيتشه أصل األخالق ٥١ فريدريك نيتشه احلقيقة ٥٢ مركز نون أسس األخالق ٥٣ مالك بن نيب الثقافة، �مالت،شروط النهضة ٥٤ هللا حممد بن عبد األزمة األخالقية ٥٥ وليم جيمس االعتقادإرادة ٥٦

عدد كبري من الكتب واملقاالت املنشورة على االنرتنيت ومهمة ال حتمل أمساء مؤلفيها وأحيا� كثرية بال عنوان جزى هللا خريا أصحا�ا وأصلح �هلم

Page 291: فلسفة منظومة الاخلاق في الاسلام

إلى القارئ الكریم السالم علیكم ورحمة هللا

إنما أنا بشر خطاء، وما أضعھ ھنا رؤیة ونتاج تفكر وتدبر هللا أسأل أن یھیئ من یصوب ویصحح ما فیھ من جنوح وجل هللا تعالى وتنزه عن الخطأ والنسیان

وتلك من مالزمات البشر التي تغفل عنھا إرادتھ عفو كریم إنكفرفعھا ربھ عنھ یوم الحساب، اللھم

م نسألك بأنك الغفور ال تحب العفو فأعف عنا یا رحی إال أنت إلھ

المؤلف