انهيار مئذنة مسجد ابن خلدون

دراسة إنهيار أحد مئذنتي مسجد ابن خلدوننتيجة عاصفة رياح

االسكندرية

األسباب والعبر

االنهيار تم يوم صباح يوم األربعاء الواقع في سبعة يناير بداية العام الجاري ٢٠١٥املسجد قبل ان تسقط أحد مئذنتيه

أقوال وسائل االعالم،،،تفاوتت أقوال وسائل االعالم كالتالي:

((بسبب ارتفاع سرعة الرياح ألكثر من 25 عقدة وارتفاع األمواج ألكثر من 4 أمتار.بـــعد أن تـــجاوزت ســـرعـــة الـــريـــاح 35 عـــقدة (مـــيل بحـــري) وارتـــفاع األمـــواج إلـــى حـــوالـــي 4

أمتار. ..... وتســـبب ســـوء األحـــوال الـــجويـــة فـــي انـــهيار أجـــزاء مـــن مـــئذنـــة مسجـــد ابـــن خـــلدون فـــي

شارع النصر، ووقعت األجزاء املنهارة على املسجد، داخل نطاق قسم الجمرك.

دراسة إنهيار مئذنة مسجد ابن خلدون

Page � of �1 92015 أكتوبر 1.0 الطبعة األولى

مهندس إنشائيNsD نورالدين سمور

جريدة األهرام وكــانــت شــدة الــريــاح الــتى بــلغت 30 عــقدة فــى الــساعــة و أرتــفاع األمــواج الــذى تــجاوز الخــمس أمــتار أدى إلــى أغــالق مــوانــى بــورتــوفــيق و األدبــية و الـــزيـــتية و الـــسخنة و األتـــكة بـــاألضـــافـــة إلـــى مـــيناء شـــرم الـــشيخ الـــذى يـــقع

على رأس مدخلى خليجى السويس و العقبة....

(..... مــــرت ســــتة أشهــــر عــــلى انــــهيار مــــئذنــــة مسجــــد ابــــن خــــلدون، املــــدرج بمجــلد الــتراث املــعماري بــاإلســكندريــة، العــتباره مــن املــساجــد الــفريــدة فــي تـصميمها، حـيث انـهارت املـئذنـة فـي يـنايـر املـاضـي جـراء نـوة ثـلجية عـرفـت وقـتها بـنوة "هـدى"، وعـلى الـرغـم مـن تـصريـحات وكـيل وزارة األوقـاف آنـذاك بـــأن املـــئذنـــة ســـيتم إصـــالحـــها خـــالل أيـــام، إال أن عـــملية اإلصـــالح لـــم تـــتم

حتى اآلن رغم مرور شهور.)عـدسـة التحـريـر الـتقطت صـور، الـيوم السـبت، لـلمئذنـة املـنهارة فـي الـيوم الـــسابـــع عشـــر مـــن شهـــر رمـــضان، وكـــانـــت املـــفاجـــأة هـــي بـــناء بـــرج ســـكني مــكون مــن 18 دور خــلف املــئذنــة مــباشــرة، بــاملــخالــفة لــلقانــون، فــيما أكــدت مـــصادر داخـــل حـــي الجـــمرك، أن عـــملية تـــرمـــيم وإعـــادة بـــناء املـــئذنـــة لـــيس مـسئولـية الـحي أو املـحافـظة، ولـكن مـسئولـية اإلدارة الـهندسـية فـي مـديـريـة

أوقاف اإلسكندرية.وفــى ســياق مــتصل شهــد شــارع الــنصر املــتواجــد فــيه مسجــد ابــن خــلدون

حـالـة مـن الـخوف والـقلق نـتيجة بـناء الـبرج الـسكني خـلف املـئذنـة مـباشـرة، خـاصـة وأن تـلك املنطقة شهدت انهيار 4 منازل عام 2012، في عهد محافظ اإلسكندرية األسبق)

جريدة الشرق األوسط((((..... فــي حــني أن اإلســكندريــة الــتي تــعرضــت ملــوجــة شــديــدة مــن األمــطار والــريــاح الــتي وصـــلت ســـرعـــتها إلـــى 50 كـــيلومـــترا فـــي الـــساعـــة، تـــسارع أهـــلها للخـــروج والـــتقاط الـــصور

«السيلفي» وسط العواصف واألمطار..........كـما انـهارت أجـزاء مـن عـقارات فـي األزاريـطة بـالـشاطـبي وأصـابـت بـعض املـارة بـإصـابـات خــــطيرة كــــما حــــطمت عــــددا مــــن الــــسيارات. كــــما ســــقطت أكــــثر مــــن 60 الفــــتة إعــــالنــــية فــــي مــختلف مــناطــق اإلســكندريــة وفــقا لــتصريــحات ديــوان املــحافــظة، كــما ســقطت عــدة أشــجار ضخـــمة فـــي مـــناطـــق ســـموحـــة فـــي قـــلب اإلســـكندريـــة، والعجـــمي والـــكيلو 21 عـــلى أطـــراف

املدينة.....دراسة إنهيار مئذنة مسجد ابن خلدون



النموذج الحقيقيللمنارة

التي انهارت

ويــقول أيــمن إبــراهــيم، الــباحــث الــفلكي فــي عــــــــــــلم الــــــــــــبصريــــــــــــات الــــــــــــجويــــــــــــة لـ«الشــــــــــــرق األوســـــط»: «الـــــنوات عـــــبارة عـــــن عـــــواصـــــف تشـــبه بـــدرجـــة مـــا األعـــاصـــير وتتخـــذ الـــريـــاح الــــــشكل الحــــــلزونــــــي، ومــــــعظمها يــــــأتــــــي مــــــن الــغرب والــجنوب الــغربــي، وفــي اإلســكندريــة بــــاألخــــص والــــساحــــل الــــشمالــــي نــــالحــــظ أن الــنوات تــتكرر، وهــي عــواصــف جــويــة تــتنوع

في شدتها».))))

كــــــما ان احــــــد املــــــراجــــــع أعــــــطت ســــــجالتــــــها الــــتاريــــخية العــــظم ســــرعــــة ريــــاح كــــانــــت ٥٢ كـــــم/ س يـــــوم ٧- يـــــنايـــــر فـــــي مـــــطار الـــــنزهـــــة صــــباحــــا وكــــانــــت ٣٧ كــــم/س يــــوم ٨- يــــنايــــر

في نفس املطار.

املشكلة التي هي تحت الدراسة:إنـــــهيار احـــــد رأســـــي مـــــئذنـــــتي مسجـــــد نـــــتيجة هـــــبوب الــــريــــاح مــــع عــــاصــــفة مــــطريــــة رعــــديــــة كــــانــــت ســــرعــــتها بحـــدود ٥٥ كـــيلومـــتر بـــالـــساعـــة، الـــكتلة املـــنهارة كـــانـــت عـــبارة عـــن كـــتلة خـــرســـانـــية تحـــمل الهـــالل و جـــزء مـــنها مــــــجسمة عــــــلى شــــــكل كــــــمثرة ومــــــرتــــــكزة عــــــلى بــــــضعة

أعمدة رأسية رفيعة نوعاً ما (شاهد الصور).

تعريف باملسجد وموقعهيـــسمى هـــذا املسجـــد بمسجـــد إبـــن خـــلدون ويـــقع فـــي االســـكندريـــة حـــي املـــنشية مـــقابـــل بـــوابـــة الجـــمرك رقـــم عشـــرة فـــي مـــنطقة الـــبحيرة فـــي نـــهايـــة شـــارع الـــنصر

قريباً جداً من شاطئ البحر ورطوبته الكثيفة، إحداثيات موقع املسجد هي

31.195676 N 29.884946 E




يـــــعتبر هـــــذا املسجـــــد بـــــناًء أثـــــريـــــاً كــــــما ورد فــــــي إفــــــادات الــــــصحف والــوســائــل اإلعــالمــية وذلــك لــقدمــه أوالً ولــــكثافــــة األشــــغال الــــزخــــرفــــية فــــــــــــيه ثــــــــــــانــــــــــــياً وهــــــــــــو مــــــــــــبني مــــــــــــن الخــرســانــة املســلحة بــما فــي ذلــك املــــــنارتــــــني والــــــقبة الضخــــــمة وهــــــو مــــزيــــن بــــزخــــارف جــــمالــــية جــــبسية مـــــتنوعـــــة ويـــــرجـــــع تـــــاريـــــخ إنـــــشائـــــه لـــــــعام 1973 أي ان عـــــــمر الـــــــبناء تـــــجاوز الـ اثـــــنني واربـــــعني عـــــامـــــاً، وللمسجــــــد مــــــنارتــــــني او مــــــئذنــــــتني لــــــكل مــــــنها مــــــطافــــــيني إثــــــنني كــــــما

تظهـر الـصور، أحـد هـاتـني املـئذنـتني انـهار جـزء مـن رأسـها نـتيجة هـبوب الـريـاح مـع عـاصـفة مـطريـة رعـديـة فـي احـد ايـام شهـر يـنايـر ٢٠١٥ وتحـديـداً كـما ذكـرت املـصادر اإلعـالمـية كـان ذلـــك يـــوم األربـــعاء ٧ يـــنايـــر عـــندمـــا عـــمت شـــواطئ البحـــر املـــتوســـط والـــتي تـــقع عـــليها مـــديـــنة

االســــكندريــــة مــــوجــــة ريــــاح بــــاردة محــــملة بــــالــــثلوج وزخــــات املــــطر الــــعارمــــة فــــغمرت شــــوارع اإلســــكندريــــة بــــالــــثلوج والــــسيول مخــــــــــلفة ورائــــــــــها الــــــــــكثير مــــــــــن الــــــــــحوادث فــــكانــــت ظــــاهــــرة فــــريــــدة فــــي بــــدايــــة هــــذا الـــعام حـــيث كـــان مـــن ضـــمن ذلـــك حـــادثـــة انهيار املنارة التي هي تحت النقاش،،،

ظروف حادثة اإلنهيارمـــــــن خـــــــالل إســـــــتقراء مـــــــا نـــــــقلته وســـــــائـــــــل اإلعـــالم املـــتعددة عـــن ســـرعـــة الـــريـــاح يـــوم الـــــــحادث نجـــــــد أنـــــــها لـــــــم تـــــــتوحـــــــد جـــــــميع إفـــاداتـــها بـــالـــتصريـــح عـــن مـــقدار ســـرعـــة الــريــاح األعــظمية بــالــتمام، ولــتجنب كــالم




الـــــــحشو الـــــــصحفي وطـــــــلباً لـــــــلدقـــــــة الـــــــعلمية لــــــجأُت إلــــــى أحــــــد هــــــيئات الــــــرصــــــد الــــــجوي الـعاملـية واسـتخرجـت مـن سـجالتـها سـرعـات الــريــاح املــرصــودة والــحقيقية لــلموقــع لشهــر يـــنايـــر وذلـــك بـــعد تـــزويـــدهـــا بـــتاريـــخ الحـــدث واحـــــــداثـــــــيات مـــــــوقـــــــع مسجـــــــد إبـــــــن خـــــــلدون

فكانت النتائج كما هي مبينة أدناه:

مــــن الجــــدول املــــبني بــــجانــــبه نجــــد ان الحــــد األعــظمي لســرعــة الــريــاح املسجــل فــي يــوم الـحادث وهـو يـوم األربـعاء الـسابـع مـن يـنايـر هـــــــــي اثـــــــــنان وخـــــــــمسون كـــــــــيالً بـــــــــالـــــــــساعـــــــــة

مـصحوبـة بـاملـطر والـصواعـق والسـرعـة كـانـت أقل من اليوم الذي قبله الذي بلغت فيع حد الستني كيالً بالساعة،،

ان انـــــــهيار رأس املـــــــئذنـــــــة عـــــــقب هـــــــبوب عـــــــاصـــــــفة الــــريــــاح املــــطريــــة الــــتي لــــم يــــزد ســــرعــــتها يــــوم ان ســقطت األربــعاء عــن ٥٢ كــيالً فــي الــساعــة، لــهو مـــــــــــوقـــــــــــع اســـــــــــتغراب ومـــــــــــوضـــــــــــع ســـــــــــؤال ومجـــــــــــلب اســـتفهام؟ إذ لـــيس مـــن املـــعقول هـــندســـياً الـــقبول بــمنشأة خــرســانــية كــمنارة مسجــد ان تــنهار عــند هـــــــذه الســـــــرعـــــــة، وذلـــــــك بـــــــمعلومـــــــية أن مـــــــثل هـــــــذه املـــــنشآت عـــــادة تـــــصمم عـــــلى ســـــرعـــــة ريـــــاح ١٦٠ كـيلومـتر بـالـساعـة، واملـسألـة اآلن تـعني أن إنـهيار رأس املــــئذنــــة حــــصل عــــند أقــــل مــــن ثــــلث الســــرعــــة الـــــــتصميمية فـــــــي أســـــــوأ الـــــــتقديـــــــرات، إذاً إتـــــــهام الرياح بأنها سبب اإلنهيار هو ليس في محله!

وتلبيس تهمة فعل اإلنهيار للرياح يعتبر تغطية للسبب الحقيقي لإلنهيار؟صــحيح ان االنــهيار حــصل بــقوة دفــع مــن الــريــاح لــكنه مــا كــان لــيحصل لــو ان املــئذنــة كــانــت شـامـخة فـي صـالبـتها لـتقاوم ريـاح سـرعـتها ضـعف بـمرتـني ونـصف مـن سـرعـة الـريـاح الـتي

أطاحت بها؟! دراسة إنهيار مئذنة مسجد ابن خلدون



إذاً ياترى ما هي تحليالت السبب او األسباب الحقيقية لهذا السقوط؟

تحليل ألسباب االنهيار:

دفــــــع الــــــهواء الــــــجانــــــبي لــــــيس هــــــو ســــــبب اإلنــــــهيار ١.الـحقيقي بـقدر مـا كـان سـبباً لـلكشف عـن مجـموعـة مـــن الـــعيوب الـــتراكـــمية الـــتي اجـــتمعت مـــع بـــعضها الـبعض لـيأتـي الـريـاح املـتواضـع فـي سـرعـته لـيكون هــــو الــــقشة الــــتي قــــسمت ظهــــر الــــبعير وفــــيما يــــلي نســـرد مجـــموعـــة الـــعيوب هـــذه مـــع االنـــتباه الـــى ان الســبب الــرئــيس هــو فــي اإلخــتيار الــخاطئ لــلنظام اإلنـــــشائـــــي الـــــغير مســـــتقر وكـــــما هـــــو مشـــــروح فـــــي الــــــــنقطة االخــــــــيرة مــــــــن هــــــــذه األســــــــباب لــــــــذا وجــــــــب

االنتباه اليها. الــقدم ونــدرة تعهــد أعــمال الــصيانــة او الــغفلة عــن الــتفتيش عــلى مــواطــن الخــلل و عــدم ٢.

تعهدها بالترميم والدعم. تـواجـد الـرطـوبـة الـناتـجة عـن ظـروف املـوقـع ملـجاورة البحـر وريـاحـه الـيومـية املـثقلة بـبخار ٣.

املــاء وبــقطراتــه الــكثيفة صــباحــاً مــساًء ملــدة تــزيــد عــن أربــعني عــامــاً ســاعــد بــشكل كــبير في اختراق نقاط الضعف لهيكل املئذنة.




هذه الصورة تبني مدى الهرم وقدم التشطيبات للمسجد التي أكلتها الرطوبة وإهمال الصيانة ملدة تزيد عن أربعني عاماً

اســـتعمال اإلســـمنت الـــعادي بِنسَـــــــب خـــفيفة مـــع الـــجص كـــما تظهـــر أشـــالء الـــركـــام ذلـــك ٤.بوضوح، جعل مقاومة العناصر للرطوبة ضعيفة.

عـدم اسـتخدام طـبقات طـالء الـعزل املـائـي لـلواجـهات قـبل الـتكسية ولـلعناصـر اإلنـشائـية ٥.املــــكشوفــــة واملــــعرضــــة لــــلرطــــوبــــة البحــــريــــة الــــكثيفة مــــن الهــــبوب الــــيومــــي املــــتكرر واملــــولــــد

للرطوبة العالية على كافة األسطح الخارجية للبناء.صــغر قــطر الــعمود الــواحــد الــذي يــأخــذ الــشكل األنــبوبــي والــذي قــدر قــطره مــن الــصور ٦.

العديدة أنه ال يزيد عن خمس وعشرين سنتمتراً على ما يبدو كحد أقصى. إهـــمال الـــتوضـــع الـــصحيح لـــقضبان التســـليح داخـــل االعـــمدة ســـواء طـــول الـــتماســـك او ٧.

توزيع العدد واألقطار الكافية. صــعوبــة صــب الخــرســانــة فــي االعــمدة الــرفــيعة كــي تــعطي الــتحام حــقيقي بــني أســياخ ٨.

التسليح على كامل طول العمود األنبوبي وبشكل خاص عند الرؤوس. عـدم املـركـزيـة فـي نـصب وتـنفيذ االعـمدة رأسـياً وصـعوبـة تـحقيق ذلـك فـي مـوضـع يـعتبر ٩.

مـــكانـــه شـــاهـــق االرتـــفاع فـــي املـــنارة و يـــضاف إلـــى ذلـــك عـــدم تـــوفـــر املـــساحـــة الـــكافـــية للتحرك حوله أثناء التنفيذ.

عــــــدم تــــــحقق املــــــركــــــزيــــــة فــــــي تــــــوضــــــع ١٠.الــكتلة الــعلويــة لــرأس املــنارة املحــمولــة عــلى هــذه االعــمدة وذلــك واضــح جــداً فـــي الـــصور مـــن ظـــهور مـــيالن مـــحور الــــــكتلة الــــــعلويــــــة املــــــبتعد عــــــن املــــــحور الـرأسـي لـلمنارة. كـما ويـتضح أيـضاً مـيالن املـنارة الـتي لـم تـنهار بـعد كـما فــي الــصورة الــجانــبية فــهي آيــلة الــى

السقوط وينصح بإزالتها. ســــــــــوء اخــــــــــتيار الــــــــــنظام اإلنــــــــــشائــــــــــي ١١.

والـــــــــــــغير مســـــــــــــتقر ســـــــــــــكونـــــــــــــياً وذلـــــــــــــك لالسباب التالية:

بــــاعــــتماد مجــــموعــــة أعــــمدة رفــــيعة ا.جـــــداً ال تـــــشكل الـــــشكل الـــــهندســـــي الـــــصلب املـــــتمثل فـــــي املـــــثلث هـــــذا مـــــن الـــــناحـــــية

األولى،




أمــــا مــــن الــــناحــــية الــــثانــــية إن ب.هــــــــذه االعــــــــمدة الــــــــرفــــــــيعة لــــــــم تـشكل أي إرتـباط كـوثـاقـة فـي تــواصــلها مــع األجــسام الــتي تــــــــــليها وذلــــــــــك عــــــــــند رؤوســــــــــها والسـبب كـما قـلنا هـو ضـعف قـــــــــطرهـــــــــا الـــــــــذي لـــــــــن يـــــــــسمح بــــتشكيل اي نــــوع مــــن انــــواع

الربط كوثاقة،،تــــــوضــــــع االعــــــمدة كمجــــــموعــــــة ت.

تـــوازي بـــعضها الـــبعض ومـــع اعـــــتبار مـــــسانـــــد رؤوس هـــــذه األعـمدة مـن األعـلى واألسـفل اصـبح مـتشكالً كـمفصل كـما

بــينا أعــاله، فــإن هــذا الــتركــيب جــعل الــكتلة الــعلويــة تــرتــكز عــلى نــظام قــوائــم يسهــل إنـــزالقـــها مـــع أيـــة قـــوى أفـــقية دون أيـــة مـــقاومـــة، وهـــذا مـــا حـــصل بـــالـــفعل مـــن قـــوى

الرياح التي أودت وأطاحت برأس هذه املئذنة.تـــوضـــع وتـــوزيـــع االعـــمدة عـــلى دائـــرة صـــغيرة فـــي قـــطرهـــا يـــساعـــد بـــشكل اكـــبر فـــي ث.

ســهولــة تــزعــزع الــتوازن عــما لــو كــانــت دائــرة الــتوضــع هــذه كــبيرة فــكلما كــبر قــطرهــا تستطيع ان تقاوم بشكل اكبر للقوى األفقية وهذا مع ثبات نفس الشروط.

مـــن الـــتوضـــيح أعـــاله نلحـــظ أن الـــتصميم والـــتنفيذ تـــم بـــنظام إنـــشائـــي لـــم يـــعتمد ال ج.عــلى الــنظام اإلنــشائــي الشــبكي وال عــلى الــنظام اإلنــشائــي الــوثــائــقي. ( فــي الــبند "ألــف" فــيه تــلميح لــنظام الــجوائــز الشــبكية والــذي يــمكن مــن خــاللــه بــقبول االعــمدة الـرفـيعة مـع اسـتنادهـا املـفصلي ولـكن بـتزويـد ربـط قـطري يـولـد شـكل مـثلثات صـلب كـــما هـــو فـــي الـــجوائـــز الشـــبكية) ،( أمـــا فـــي الـــنظام الـــثانـــي فـــي الـــبند "بـــاء" فـــهو الــنظام الــوثــائــقي وهــذا يــعني انــه لــو كــانــت االعــمدة مــن األســفل قــطرهــا كــبير نــوعــا مــا لــتفاعــلت وأصــبحت تــعمل كــوثــاقــة تتحــمل نــوعــا مــن الــعزوم املــتولــدة مــن أيــة قــوى جــانــبية وبــالــتالــي ســتقاوم قــوى الــريــاح كــعمود مــنفرد فــما بــالــك لــو أصــبحت تــعمل كمجـموعـة مـتناسـقة، لـكن لـألسـف هـذا لـم يـحصل بسـبب تـنفيذ االعـمدة رفـيعة جـداً

فهي ال تتحمل بذلك اي عزم جانبي وهنا كان سبب رئيس في حصول الكارثة)




الخالصة:الــــظاهــــر مــــن تحــــليل املــــعطيات املــــتاحــــة مــــن الــــصور وأقــــوال أجهــــزة اإلعــــالم أن االنــــهيار تــــم

نتيجة التالي:سـوء مـصنعية وعـدم دقـة فـي الـتنفيذ ولّـَـد ال مـركـزيـة الـكتل الـعلويـة الـثقيلة كـما أنـه كـان ١.

السبب في هزالة وصالت إتصال رؤوس االعمدة. بــــاإلضــــافــــة الــــى عــــدم املــــتابــــعة فــــي أعــــمال الــــصيانــــة الــــالزمــــة رغــــم ظــــهور واضــــح مــــن ٢.

التشققات كعالمات الترهل والهرم الذي حرضته الرطوبة العالية.قـــصور فـــي الـــتصميم بـــعدم تـــقديـــر الـــنظام اإلنـــشائـــي املـــتوازن املـــتماســـك ضـــد الـــقوى ٣.

األفقية.

النصائح والعبريــنصح بــاســتعمال الــعازل املــائــي لــلهياكــل اإلنــشائــية والــواجــهات فــي املــنشآت الــواقــعة ١.

عـلى الـسواحـل البحـريـة وأيـضاً املـناطـق عـالـية الـرطـوبـة واملـعرضـة لـلريـاح الـرطـبة، لـزيـادة مناعة التآكل او التسوس الناتج عن فعل الرطوبة.

يــــنصح املــــتابــــعة واإلهــــتمام فــــي أعــــمال الــــصيانــــة والــــترمــــيم الــــالزمــــتني دون أي إهــــمال ٢.وخاصة عند ظهور أي نوع من التشققات نتيجة الترهل والهرم.

اإلهـتمام فـي تـدقـيق الـتصميم وفـحص صـحة الـنظام اإلنـشائـي فـي الـتوازن والـتماسـك ٣.ضد القوى األفقية قبل التنفيذ، وليكن ذلك من قبل طرف ثالث محايد.

مــــن املــــمكن جــــداً إعــــتماد شــــكل املــــئذنــــة الــــعلوي ان يُــــصنع كــــهيكل مــــن املــــعدن املــــلبس ٤.بــالــصاج املجــلفن واملــلفوف فــي الــورشــة عــلى األرض ثــم يــتم تــركــيبه بــاســتعمال رافــعة

في مكانه أعلى املنارة، وهذا خفيف الوزن وأسرع وأدق في التنفيذ. يـجب رفـع مسـتوى الـوعـي واملـسؤولـية لـدى كـافـة املـوظـفني عـلى مـكافـحة عـوامـل اإلهـمال ٥.

املــــتأصــــلة الجــــذور فــــي بــــعض الــــدوائــــر الــــحكومــــية وخــــطورتــــها عــــلى أرواح الــــناس فــــي إهمال الصيانة والترميم.




انهيار مئذنة مسجد ابن خلدون

Documents