عولمة التخنث
TRANSCRIPT
التخنث عولمةخيبش بن حميد
لألمة المناعي الجهاز لتدمير الحثيث سعيها في للعلمنة حد ال أن يبدوهذا , . تجليات أخطر من ولعل البناء و النهوض على قدرتها شل و اإلسالمية
بالشباب , والزج الرجولة منابع تجفيف على الغريب اإلصرار هو السعيمسبوقة . غير دعائية و إعالمية بترسانة المدعوم التخنث متاهة في المسلم
إلى , تطور بل منفرة شعر تسريحة أو فاضح زي على وقفا األمر يعد فلمتردي , وزر تحميلها و الذكورة تحطيم بحرية اجتماعي إقرار بانتزاع المناداة
اإلنسانية !العالقات " و " الضعف على يحيل للمخنث تعريفا العرب لسان في منظور ابن يورد
الرخاوة :المسترخي , - هو ن�ث الخ� و الضعف أيسقطمن الرجل تخنث
أنثى , ال و يخلصلذكر ال فالذي الخنثى أما الحديث . المتثني في وعليه : الله صلى النبي لعن قال عنهما الله عباسرضي ابن عن الشريف
: , من , أخرجوهم وقال النساء من والمترجالت الرجال من المخنثين وسلمالتشبه. (1)بيوتكم إلى الميل Tظهر ي من كل باللعنة خصوا فقد الفقهاء أما
المخنث . بذلك فاستثنوا الفاحشة Tشيع ي آثم لغرض هيئته و حديثه في بالنساءأن , دون خلقته في التكسر و كالمه في اللين عليه يغلب الذي وهو لقة بالخ]
فاحش . بفعل اإلتيان مراده يكونو التخنث دواعي أهم أحد إلى الشهيرة مقدمته في خلدون ابن فطن وقد
المغلوب , ولع عن حديثه خالل من األمم من أمة في الرجولة مقومات تالشيالنفس . كون إلى عزاه حيث وسائرعاداته ونحلته زيه في بالغالب باالقتداءأبدا , يتشبه المغلوب ترى لذلك إليه انقادت و غلبها فيمن الكمال تعتقد
سائر , وفي بل أشكالها و اتخاذها في سالحه و ومركبه ملبسه في بالغالبرضي. (2)أحواله الخطاب بن عمر الخليفة سابق وقت في إليه تنبه ما وهو
آنذاك , الراجحة هي المسلمين كفة أن رغم عنه بعضعماله !الله إلى فكتبحمام " , بالشمسفإنها عليكم و العجم بزي التنعم و إياكم العجم ببالد العرب
الركب , , أعطوا و اخلولقوا و اخشوشبوا و اخشوشنوا و وتمعددوا العرباألغراض , " ارموا و نزوا وانزوا . ( 3)أسنتها
توزعت . حيث اليوم عليه هي كما للتخنث رائجة سوقا المسلمين بالد تكن لمالوالي أو الخليفة يصدره رسمي قرار بموجب اإلبعاد و النفي بين الفعل ردودأحدهم, , أنشد حتى رجولتهم عن طوعا تنازلوا ممن التندر و السخرية بين و
قائال :
عجيب الرجال تأنيث لكن و ترجلت النساء أن عجبي وما
, النفسية الهزيمة آثار أسوأ على مؤلم بشكل Tحيل ي اليوم يحدث ما أن بيدالنشء عقول في الغربي اإلعالم رسخها زائفة لحتميات اإلذعان في ممثال
مستوى : على مرجعا باعتماده إال الحضارية الفجوة لردم سبيل ال أن مفادهانستغرب , . ال لذا تفسخا و انحالال أشدها في حتى السلوك و والتصورات القيم
" الحداثي " اإلنسان لصورة التسويق على الدعائية و اإلعالمية ترسانته حرصأغراض : , لخدمة القيم أعظم هي التي حريته Tسخر ي إنسان يرتضيها كما
اإلنساني . للوجود المنظمة األطر تحطيم و التخنث و كالعري سفليةالوهاب عبد الدكتور يرصد الداخل من اإلنسان علمنة آلليات جرده سياق فيإعادة . هو أخطرها ولعل التخنث عولمة أسميناه لما عديدة أمثلة المسيري
متحد . كائن فهو الجسدية و االقتصادية رغباته ضوء في اإلنسان تعريفانتمائه , , من هويته يكتسب ال المنفعة و المتعة عن أزلي باحث بالسلعة
. االستهالكي نمطه من إنما و األخالقية مواقفه أو الوطنيالداخلي , لعالمه بصلة تمت ال ورغبات أحالم له صيغت إنسان وهو
التنبؤ , يسهل نمطية شخصية ليصبح Tذكر ت مقاومة أية دون فاستبطنهاوفير , لربح المدر اللذة قطاع في توظيفها يسهل كما !بسلوكها
ما خالل اللباسمن مستوى على مداه سيبلغ العلمنة عن التعبير إن بل , " " تماما الجنس تحييد مبدأ على تقوم والتي الواحد الجنس أزياء ب Tسمى ي
واحدا زيا الرجال و النساء يرتدي (4) !بحيث
ما , استبعاد و الجنسية الفوضى مع التطبيع هو التخنث عولمة إليه تصبو ما إنو . القضايا لنوعية المتتبع ولعل اإلنسانية العالقات دائرة من أخالقي هو
التدميري , البعد يدرك الجديدة الحريات و الحقوق موجة تتبناها التي الملفاتأكثر , باتت األخيرة هذه أن كيف و الشخصية الحرية مفهوم اكتسبه الذي
اإلنساني . للسلوك الموجه القيمي و الديني اإلطار على بالتمرد التصاقاأفول و اإلنسانية العالقات تفتيت بين الصلة بوثوق يشهد التاريخ كان وإذا
في , , الرجولة مقومات وصيانة الهمم استنهاض يقتضي الواجب فإن األمم. الحضاري الشهود و البعث أمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البخاري: (1) رواهج: : (2) المقدمة خلدون بن الرحمن الشدادي . .1عبد السالم عبد تحقيق
242ص. 2005الدارالبيضاء. النهدي: (3) عثمان أبي عن البغوي رواه(4) : . ج: الشاملة و الجزئية العلمانية المسيري الوهاب عبد الشروق . .2د .2002دار
155و 135ص