النقد في العصر الأموي

24
وي م ر الأ عص ل ا ي ف د ق ن ل ا وي م ر الأ عص ل ا ي ف د ق ن ل ا ي ف نّ و ل ت د ام ، وق" ش ل وا راق لع و ا از( ج ح ل : ا ي ه" لأث" ت اث ئ1 ي3 ب ي ف ر ه د واز وي م ر الأ عص ل ا ي ف ي( ب د د الأ ق ن ل ا ما ن عكاس ن ا( دث الأ ن ، لأ ة ئ1 ي3 ب ل ك( ب ت ط حا ا ي لت ا ة ئ س ا ئ س ل و ا ة ئ ع ما ت( ج الأ روفO لظ و ا اة ئ ح ل ا ون ل3 ت ة ئ1 ي3 ب ل ك اث ئ1 ي( ئ ل ة ا هد ن1 ي( ب د ق ن ل ا لأف ت ج ي ا لZ ا[ لك دي د ا ر ق ع" ش ل ا ف ل ت ج ا ة ئ1 ي3 ب ل ك روفO ظ لأف ت ج ا( ع ، وت ق وا ل ل1 : از( ج ح ل ا ة ئ1 ي3 ب ي ف د ق ن ل ا- عاف ض ة ا ئ ل ع ت ن ما كا م وي م م الأ جك لأل ا ل ح لأم و سZ صدز الأ ي ف ها تt ن ومكا از( ج ح ل ا ة ق ط ن م ة ئ م ه ا دادث از ادة راء وق م الأ ها ع م( ج ي لت وال ا م لأ ل ة ان ر خ- ن1 ي ب و م الأ ة لأف ح اء ئ ن ا اصة وح- از( ج ح ل ح ا( ب ص د ا ق ق، ة ق اع ض م راء" ث ن م ة ئ ل ع كان ما( ت( ب س( ب ة ئ لZ ا ا( ج ل د ضاز . وق م الأ ن م د عدت ل ل وحاث ت ف لأل ا ل ح ن م ة ئ م لأ سZ الأ" وس ت( ح ل ا هاث( ج ل ا ف ل ت ح م ن م م ه ئ ا رت" ث وا( رث لع ا ان ئ ع ا ن م د عدت لراز ا ق ن س وا ر هO ظ ف، ي ح وا ت ل ا ف ل ت ح م ن م ن ئ( ح اث ئ3 ن ر لع ر ا ي غ وازي( ج ل وز ا هO ظ رف ليراز وا ق ن س ا الأ هد ن ع م( ج ن د وق ة ئ ف رح" ش ب ، و نرا لق ة ا ئ ف دزس ا ت ئ ي ب ا د ز ك ر م ري خ ا ة ئ ج ا ت ن م از( ج ح ل ا د كان شاد . وق ف ل ا ض ع( ن ا" ش ف اء و ئ غ ل ا ن م ة ئ لZ ا دون ق ن ن مي ل ش م لل ا ا( زح ل ا ن م د عدت لز ا ضا ف ة، ق ف ل و ا ن ي الد( م ت عل ل ل ا ه ل ا( ئ ف ن م" ت ن جد ل ا ة ئ ع ر" شام حك ا ن م وة ط( نt ي ئ س ا ما م ، و ة ئ س ل وا( اث ئ ك ل ا( م ت ه م ل ع الة( زح ن ع وا د ح ا ئ ل ة ئ م لأ سZ ز الأ طا ف الأ ف ل ت ح م واحد ن ا ي ف رف لي و ا و هل ل ة ئ1 ي3 ب ا و ئ ي ب ا د ز ك ر م ل م وا ع ل ة ا هد ل ة( ج ي˜ يt ب از( ج ح ل ح ا( ب ص د ا ا ، وق ات ض ق ل ا ف ل ت ح م ي ف ر˘ سي م س د ئ ك ئ س ل ق م ی ز: ا ل كا س رحش ب : ز مد طازق ح م1

Upload: bilal-ahmad

Post on 09-Aug-2015

563 views

Category:

Documents


4 download

DESCRIPTION

النقد الادبی فی عصر الاموی

TRANSCRIPT

Page 1: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

النقد في العصر األموي

نما النقد األدبي في العصر األموي وازدهر في بيئات ثالث هي : الحجاز و العراق والشام ، وقد تلو0ن في كل بيئة بلون الحياة و الظروف االجتماعية و السياسية

التي أحاطت بكل بيئة، ألن األدب انعكاس للواقع ، وباختالف ظروف كل بيئةاختلف الشعر فأدى ذلك إلى اختالف النقد بين هذه البيئات

- النقد في بيئة الحجاز : 1

ازدادت أهمية منطقة الحجاز ومكانتها في صدر اإلسالم وخالل الحكم األموي مما كانت عليه أضعاف مضاعفة ، فقد أصبح الحجاز - وخاصة أثناء خالفة األمويين - خزانة لألموال التي جمعها األمراء وقادة الجيوش اإلسالمية من خالل الفتوحات للعديد من األمصار . وقد لجأ إليه بسبب ما كان عليه من ثراء واستقرار العديد

من أعيان العرب وأثريائهم من مختلف الجهات

وقد نجم عن هذا االستقرار والترف ظهور الجواري غير العربيات جئن من مختلف النواحي ، فظهر الغناء وفشا بعض الفساد . وقد كان الحجاز من ناحية أخرى مركزا دينيا يدرس فيه القرآن ، ويشرح فيه الحديث من قبل أهل العلم

بالدين و الفقه، فصار العديد من الرجال المسلمين يفدون إليه من مختلف األقطار اإلسالمية ليأخذوا عن رجاله علمهم بالكتاب والسنة ، ومما استنبطوه من أحكام شرعية في مختلف القضايا ، وقد أصبح الحجاز نتيجة لهذه العوامل

مركزا دينيا وبيئة للهو و الترف في آن واحد

وقد ازداد بمرور السنين تدفق األموال من الشام " مركز الخالفة " على أهل الحجاز لجلب والئهم وتأييدهم وإسكات المعارضين للخالفة وصرف نظرهم عن

المطالبة بالسلطة نتيجة للخالف الذي كان حول من هو أحق بالخالفة بيناألمويين وبين علي بن أبي طالب ، وبين من شايعوا عليا .

وقد استمال ذلك الجوm المترف الهادئ الناسk نحو األخذ بمتع الحياة وأسباب اللهوكالغناء و الموسيقى مما طبع الحياة هناك بطابع يندر وجوده في البيئات األخرى

وقد عكس هذا الجو وهذه الحياة الناعمة ذوقا أدبيا جديدا أدى إلى بروز جيل جديد متفائل مرح ، وقد عبر أحد رجاالت ذلك العصر قائال : " إنما الدنيا زينة

فأزين الزينة ما فرح النفس وقد فهم قدر الدنيا من فهم قدر الغناء "

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 1

Page 2: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

وقد عكس الشعراء في شعرهم هذا الجو المرح حيث مالوا هم كذلك إلى شعر الغزل الذي رسموا فيه صورا عن واقع الحياة في بيئتهم، وامتد ذلك إلى النقد كذلك حيث انكب النقاد حول هذا اللون من الشعر يحللون ويبحثون ما فيه من

مظاهر الضعف أو القوة و الجمال

ومن أبرز األسماء الناقدة شخصيتان هامتان هما : ابن أبي عتيق الذي ينتميkة بنت الحسين بن أبي طالب حفيدة wن kي ك xنسبه إلى أبي بكر الصديق ، و السيدة س

الرسول

كينة النقدية ذوقk جيل ذلك العصر، وكان العديد xوقد ترجمت أحكام السيدة س من الشعراء يفدون إليها ويلتقون بها في مجالسها ، ولعل0 إن وجود رجل ناقد ال يثير التساؤل فإن وجود ناقدة أنثى بهذا الحجم قد أثار تساؤالت عدة داللة على ما أصبحت تحظى به المرأة من مكانة اجتماعية وتقدير واحترام ، وعلى حضور

صوتها في تطوير الشعر وتوجيهه على المنوال الذي يليق بالمرأة العربية المتحضرة الجديدة ، وحتى ال يصور الشاعر المرأة من وجهة نظره فقط التي قد

يعارض مع ما يليق بها ، وصار ال يجوز أن يقول الشاعر ما يزعج المرأة أو مايتعارض مع ذوقها وإحساسها الرهيف الذي أصبحت تتقبل به النص الشعري

ونجمت عن التباين الزماني والحضاري بين الحياة العربية القديمة و الحجازية المتحضرة الجديدة المطالبة بصور ومعان شعرية مغايرة لما كان عليه الحال في العصر الجاهلي فقد رفع اإلسالم من شأن المرأة ومكانتها في المجتمع ، ومن ثم

راحت تخوض فيما يخوض فيه الرجل سواء بسواء، فكان دخولها حقل النقد واحدا من العوامل ، يضاف له عامل السلوك المتحرر عند الجواري المثقفات

المجلوبات و القادمات من البلدان المتحضرة المفتوحة، فهذه العوامل شجعت المرأة الحجازية على الخوض في مناقشات أدبية ونقدية حول مضامين الشعرkة( تتأمل النصوص الشعرية wن kي ك xوقضايا األدب بصفة عامة ، فراحت السيدة )س

وتفحص الصورة التي رسمها الشاعر للمرأة وتحاول أحيانا أن تجري عليها بعض التعديالت حتى تتالءم مع ذوق المرأة من خالل ما كانت تبديه من مالحظات ،

وقد قال عنها صاحب األغاني يصفها : "إنها كانت من أجمل نساء عصرها ، وكانت برزة تجالس األجالء من قريش ويجتمع إليها الشعراء ، وكانت ظريفة

مزاحة "

وقد كان لنسبها الكريم أثره في أحكامها النقدية التي كانت مرجعيتها ذلك االحترام والتقدير الذي يكنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمرأة المستمد

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 2

Page 3: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

� �ال اءk إ kس� من روح القرآن ، إذ قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " مkا هkانk النkر�يم� " � ك �ال مkهxن� إ kرw ك

k �يم� ، وkمkا أ kئ ل

هذه هي القيم التي أرادت السيدة سكينة أن تغرسها للمرأة في النص الشعري ، بعد أن كان بعض شعراء الحجاز حين يصف المرأة يصفها من األعلى إلى

األدنى ، وجعل بعضهم نفسه في أشعاره فلكا تدور حوله النساء، كما هو األمر مع عمر بن أبي ربيعة الذي قلب مفهوم الغزل ، كما يبدو في بعض قصائده ،

وأن بعضهم شه0ر بالمرأة ، وبعضهم اآلخر أبدى شيئا من اإلهمال وعدم التقدير حين يصف المرأة ، وهي صور من التقاليد الباقية من العصر الجاهلي التي لم

تعد في نظر سكينة مقبولة ، ألن ذلك االمتهان أو الذل الذي كان في العصر الجاهلي قد ولى وعلى الشاعر أن يعتبر المرأة مادة غير مبذولة وغير رخيصة ،

وأن يسلك معها سلوك الرجال الفرسان الشجعان

ومما ورد عنها من شواهد نقدية في هذا الموضع حكمها على بيت جرير:

طرقت صائدة القلوب وليس إذا

حين الزيارة فارجعي بسالم

فالحظت أن في البيت خالال قائله : أفال أخذت بيدها ورحبت بها، وقلت : ادخليبسالم ، أنت رجل عفيف

فقد فرقت الناقدة بين الكالم عن األحاسيس العاطفية وبين األخالق، فالشاعر هنا يتكلم عن العواطف ال عن األخالق ، وفرق كبير حين يستقبل اإلنسان شخصا

ما وحين يستقبل عزيزا عليه

وقد روت عنها كتب األدب نماذج كثيرة من نقدها الظريف ، فقد سمعت "wبا" يقول: xصkي ن

wتxم�k �نw أ �يتx فkإ �دkعwد� مkا حkي kه�يمx ب أ

kعwد�ي �هkا ب kه�يمx ب kا مkنw ذkا ي ن wزxاحkوkف

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 3

Page 4: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

فعابت عليه صرف نظره إلى من يعيش مع " دkعwد " بعده ورأت الصواب أنيقول :

wتxمk �نw أ �يتx فkإ �دkعwد� مkا حkي kه�يمx ب أ

kعwد�ي �ة� ب �ذ�ي خxل xحkتw دkعwد� ل k صkل فkال

وقد امتد هذا اللون من النقد في موضوع الغزل إلى نساء أخريات ، فقد عاتبتا" في وصفه لها بالمظاهر الشكلية غير الطبيعية ، وقالت له لما ال �ر� kي xث ةx " "ك " عkز�

تقول مثل ما قال امرؤ القيس في وصفه المرأة :

wتx طkار�ق�ا �مkا ج�ئ xل �ي ك ن kرk kمw ت kل أ

�ب� kطkي kت kمw ت �نw ل �ا وkإ �هkا ط�يب وkجkدwتx ب

ة " قول "األحwوkص" وفض0لته على كثير في بعض معانيه في وقد استرققت " عkز�وصف المرأة مثل قوله :

wهkوkى kك�ن ال ا وkل و�ار� kز xتw xن وkمkا ك

kور xزk ي kس wنk xد� أ kب رw ال kزx kمw ي �ذkا ل إ

وكان "ابن أبي عتيق" من رجال هذا التيار النقدي الذي يفحص ويدرس هذا اللون من شعر الغزل المعبر عن الحياة المترفة المتحضرة ؛ ومن شواهد نقده

في هذا الموضوع أنه سمع مرة عمر بن أبي ربيعة ينشد شعرا في غرضالغزل :

بينما ينعتنني أبصــــــــرنني

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 4

Page 5: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

دون قيد الميل يعدو بي األغر0

قالت الكبرى أتــعرفن الفتى ؟

قالت الوسطى : نعم هذا عمر

قالت الصغرى وقد تيمــــتها

قد عرفناه وهل يخفى الــقمر؟

فقال ابن أبي عتيق معلقا على مضمون ما قال : أنت لم تنسب بها إنما نسبتبنفسك ،أي كأنه لم يتغزل بالمرأة إنما تغزل بنفسه

وقد برز إلى جانب هؤالء النقاد نفر من الشعراء مارسوا النقد إلى جانب الشعر،ا " يقول : �ر� kي xث فقد سمع عمر بن أبي ربيعة " ك

أال ليتنا يا عkزm كنا لدى غنى

بعيرين نرمى في الخالء ونعـزب

كالنا به عر فمن يرنا يـــقول

على حسنهما جرباء تعـدي وأجرب

إذا مـــا وردنا الــماء صاح أهله

xضــــرب xرمى ون علـــينا فما ننفك ن

ق و الجرب و الرمي و الطرد و المسخ ، فأي فقال عمر : تمنيت لها ولنفسك الر0 مكروه لم تتمن لها ولنفسك ، لقد أصابها منك قول القائل : " معاداة عاقل خير

من مودة أحمق "

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 5

Page 6: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

وقد حدد النقاد الحجازيون مقياس الغلو و المبالغة في رسم العاطفة ، ومن ثمةxو0 أو بصورة خارجة عن المألوف كانت صار إذا ما عبر الشاعر عن عاطفته بغxل

غريبة مضحكة تشبه النوادر . قال عمر لبن أبي ربيعة شعرا فيه غلو :

ة� kرw اق� عkب kرwا بإه� ون xـزwحkم kـن كانkوم

wك�ه� غkدkا kب kا ن �ن kأت wي ــا فل kهـx ب wرkغ kوهــي

� kاكال kال إنk كانk ث wك wهx عkلى األث xع�ن ن

kان مقص�دkا �ا وإن ك وإنw كان مkحزون

فمضى بن أبي عتيق إلى عمر وقال له : جئناك لموعدك ، قال: وأي موعد بيننا ،wك�ه� غkدkا ". وقد جئناك و الله ال نبرح أو تبكي إن كنت kب kا ن �ن قال: قولك : " فليأت

صادقا أو ننصرف على أنك غير صادق ثم مضى وتركه

إن مثل هذه الصور زائدة عن اللزوم في التعبير عن األحاسيس العاطفيةوالمواقف و بالتالي فهي صور ساخرة غير مقبولة ألنها غير صادقة

- النقد في بيئة العراق : 2

اختلف الشعر في بيئة العراق عما كان عليه في الحجاز والشام، فالشعر في العراق يشبه إلى حد كبير الشعر الجاهلي في مضمونه وأسلوبه، ويعود ذلك إلى عامل العصبية القبلية التي عادت إلى الظهور من جديد بعد أن تالشت في صدر

اإلسالم حيث نبذها اإلسالم ، وكانت أغلب موضوعات الشعر في العراق في االفتخار و االعتزاز وهجاء الخصوم بالهجاء المر المقذع . أما غرض الغزل وغيره من األغراض األخرى ، فكانت ليست ذات أهمية وقليلة الرواج ، فانحصر الشعر

غالبا في تلك النقائض التي حمل لواءها بالخصوص الشعر الثالوث الخطير : الفرزدق وجرير واألخطل الذين جعلوا من العراق أشهر مكان للتنافس و التباري

في هذا اللون من الشعر

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 6

Page 7: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

وقد ساعد على انتشار شعر النقائض وولوع الناس به في سوق الشعر الذي كان يشبه سوق عكاظ في الجاهلية، يفد إليه الناس من كل جهة، ويجتمع فيه

الشعراء ينشدون األشعار في صورة تشبه ما كان عليه في الجاهلية من مفاخرةباألنساب وتعاظم بالكرم و الشجاعة وإبراز ما لقوم كل شاعر من فضائل وأيام

وقد كان لكل شاعر حلقة ينشد فيها شعره ويحمس أنصاره في جو مملوء بالهرج والنقاش حتى قيل أن والى البصرة ضج بما أحدثه هؤالء الشعراء من

صخب واضطراب في أوساط الناس فأمر بهدم منازلهم

وقد احتفظ العديد من الكتب النقدية القديمة بصور ونماذج من هذه الحركة الشعرية والنقدية ، وما كان يجري بين جرير و الفرزدق واألخطل حيث يقوم

الشاعر بنظم قصيدة في هجاء خصمه واالفتخار بذاته وبقومه على وزن خاص وقافية خاصة ، فيقوم اآلخر بنقضها بنظم قصيدة مماثلة ويحو0لها إلى هجاء مضاد

على نفس الوزن و القافية . وقد تشكلت في هذا اإلطار ثالثة معسكرات ، كل واحد تعصب لشاعر وفضله على خصمه والتمس محاسن شعره فيشيعها،

ويبحث عن معايب اآلخر فيشه0ر بها

وقيل إن األخطل تحالف مع الفرزدق ضد جرير لكن جريرا أفحمهما . وقيل أن كذا وأربعين شاعرا تحالفوا ضده فأسكتهم لقدراته ومهارته في هذا الفن، وقد كانت هذه الخصومات سببا في غلبة هذا االتجاه على الشعر والنقد في العراق

حتى اعتبر الشاعر غير السائر على طريقة هؤالء في المدح و الهجاء شاعرامتخلفا ضعيفا

قال ذو الرمة مرة للفرزدق : مالي ال ألحق بكم معشر الفحول ؟ فقال له : لتجافيك في المدح و الهجاء واقتصارك على الرسوم و الديار . أي أنه مازال

ينظم على منوال القدماء ولم يساير الظروف . لذلك ال نجد أثرا لمثل ذلك النقد الذي كان في الحجاز أو الشام وإنما نجد نقدا آخر يتالءم مع طبيعة البيئة العراقية، وما كان فيها من شعر حيث اتجه النقاد هناك إلى الموازنة بين

الشعراء، وأي الثالثة أشعر ؟ وسموا هذا قضاء وسموا الذي يحكم قاضيا ،وسموا الحكم و الحاكم أي الناقد " حكومة "

وقال جرير في األخطل لما فضل الفرزدق عليه :

فدعوا الحكومة لستموا من أهلها

إن الحكومة في بني شيبانمحمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 7

Page 8: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

غير أن هذا النوع من النقد لم يكن الوحيد في العراق ألن هناك بعض الشعراء من قال شعرا خارج شعر النقائض ، ولذلك راح بعض النقاد يعنى بمميزات شعر

الشاعر ، وما تفرد به عن غيره، و البحث عن مواطن ضعفه وقوته وموازنته بغيره وإصدار الحكم عليه ، كحكم الفرزدق على النابغة الجkعwد�ي0 بأنه صاحب "

wقkان " و البيت يساوي عنده آالف الدراهم والبيت ال يساوي إال درهما . وحكمه خxل على ذي الرمة بجوده شعره لوال وقوفه عند البكاء على الد�مkن، وكذا حكم جرير على األخطل بأنه يجيد مدح الملوك ، وموازنة األخطل بين جرير والفرزدق بأن

جريرا يغرف من بحر، والفرزدق ينحت من صخر

وإلى جانب نقد الموازنة في شعر النقائض، وكذا النقد الذي يعنى بإبراز ما تفرد به بعض الشعراء في شعرهم عن غيرهم ، فهناك نقد يعنى بالمعاني الجزئية في شعر الشاعر دون موازنته بغيره ، فقد نقد الحجاج الفرزدق حين مدحه في قوله

:

من يأمن الحجاج و الطير تتقى

عقوبته إال ضعيف العزائم

0قى كل شيء حتى الثوب و الصبي. وفض0ل عليه قول فقال الحجاج : الطير تتجرير فيه نفس المعنى :

من يأمن الحجاج أما عقابه

�يق فمxر� وأما عهدxه فوث

البحث في السرقات األدبية :

وقد ظهر هذا الضرب من النقد األدبي انطالقا من نظرة اإلسالم لمفهوم السرقة حيث اعتبرها انحرافا اجتماعيا ، وقد حرم السرقة بجميع أشكالها . وذهب بعض

الشعراء ينسبون لقبائلهم شعر شعراء قبائل أخرى ، وأحيانا ينسبون ألنفسهم البعض من جيد الشعر الجاهلي حتى يظهروا بمظهر الفحول فيعلو مقامهم ويذيع

صيتهم ، وللفرزدق تهم عديدة ، فقد كثرت مصادرته لشعر غيره ، كما تذكرxهkمk األصمعي له بأن تسعة أعشار شعره سرقة� . و تذكر روايات بعض الروايات ت أخرى سرقة األخطل لمعاني األعشى في الخمرة . وكان كذلك يستعين بأشعار

kغwلب " في خصومته مع الفرزدق ، وتارة يستعين بشعرائها في نظم قصائده ، " تة .. وقد كان ل بعkز0 kةk" حين يتغز0 wن kي xث ة " بالسرقة من شعر "جkم�يل ب 0ر عkز0 kي xث واتهم " ك

ألخبار سرقة الشعر صدى واسع في أوساط الشعراء ولدى العامة أيضا .

وإلى جانب هذا كان في العراق حركة أخرى أدبية ونقدية مغايرة هي حركة متأثرة باإلسالم وبتعاليمه تسمى حركة الخوارج ، التي كان لها شعر قوى رائع

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 8

Page 9: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

ابتعدت فيه عن المدح والهجاء ، بل كان شعراؤها يهدفون إلى إرضاء عواطفهم باالستهانة بالموت في سبيل الله والحث على الشجاعة وإنكار شهوات النفس

kى م�ن kرk ت wاش kن� الله� وتسخيرها إلرضاء الله ، مستخلصين ذلك من قوله تعالى : } إkونxلx kقwت �يل� الله� فkي ب kف�ي س kونxل� xقkات �ةk ي ن kجw kهxمx ال ن� ل

k �أ kهxمw ب مwوkالk هxمw وkأ kسxفw kن �ينk أ wمxؤwم�ن ال

kلxونk { ) سورة التوبة ، اآلية xkقwت ( 111وkي

ولهم في هذا شعر يفيض بقوة إيمانهم وشدة شجاعتهم . وقد امتدت نزعتهم هذه إلى نقدهم حيث راحوا يهو0نون من شعر الشعراء الذين يتكسبون

ويتمسحون باألمراء ليمدحوهم بما ليس فيهم حتى ينالوا المال و المكانة ، ويرون أن الشاعر الحق هو من صدق في قوله واتقى الله في شعره . وواضح أن الخوارج يزنون الشعر بميزان ديني أخالقي ، أما غيرهم فيزنونه بميزان فني

بحث ، غير أن دور الخوارج في الحقل األدبي ضعxف بضعفهم سياسيا

- النقد في بيئة الشام :3

فإن كان أكبر مظهر األدب في بيئة الحجاز هو الغزل وأكبر مظهر لألدب في العراق هو الفخر والهجاء فإن أكبر مظهر لألدب في الشام هو المديح ، ولذلك

اختلفت الحركة النقدية في الشام على ما كانت عليه في الحجاز و العراق ، فقد0تهم في عاشت الحركة النقدية هناك في بالط الخلفاء األمويين ، وفي قصور وxال

مختلف األقاليم و األمصار ، وسبب ذلك هو أن دمشق كانت عاصمة الخالفة األموية يفد الشعراء إلى خلفائها من كل الجهات ، وكان بنو أمية عربا أقحاحا

فصحاء يتذوقون الشعر ويعجبون به ويطربون لسماعه ويكافئون الشعراء عليه ، و كنت قصورهم شبه منتديات للشعر ومراكز للمناقشات " أي النقد " في

مختلف القضايا األدبية ، كما كانت مركزا للسلطة والسياسة أيضا ، وما يناسبxو�ن النقدx بلونه أيضا، أي xو�ن الشعرx هناك بهذا اللون ، ول القصور هو المديح لذلك ل

نقد شعر المديح

وقد شجع خلفاءx بني أمية الشعراءk على مدحهم و الرد على خصومهم من شيعةوزبيريين ومنحوهم مقابل ذلك جوائز مالية معتبرة

ة ، واألخطkلx بالخصوص الذي قضى حياته �ر عkز0 kي xث ومن أبرز هؤالء الشعراء : كيمدحهم ويعلي من شأنهم ويهجو من ناوأهم

وقد ارتبط النقد في الشام بطبيعة هذا الشعر، فقد تبع اإلكثار من شعر المديح اإلكثار من نقد المديح ، وكان من أشهر نماذج شعر المديح للخليفة عبد الملك

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 9

Page 10: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

بن مروان ألنه كان يملك ذوقا أدبيا رفيعا مكنه من الفهم العميق لمحتوى الشعروصياغته وتوجيه الشعراء وإرشادهم وتصحيح بعض أخطائهم وصورهم الشعرية

وقد تميزت الحركة النقدية في بيئة الشام بميزتين ، أي بنوعين من النقد ، هما النقد الرسمي والنقد الفني ، أما النقد الرسمي فهو ذلك الذي يمثل وجه الخالف

في الرؤيا بين الشاعر وبين الخليفة الممدوح رجل السلطة في رسم صورتهالشخصية ، ألن رجل السلطة يرى نفسه شخصية متميزة غير عادية

ومن ثم كان على الشاعر أن يأخذ ذلك بعين االعتبار، وأما النقد الفني فيعنىبنقد الصورة الشعرية وهو مقياس نقدي قديم في النقد العربي

وقد أولى النقاد النقد الفني كذلك في كل من الحجاز و العراق اهتماما بالغا ، ولكن وفق خصوصية كل بيئة وطبيعة شعرها ، و كان لوالة آل مروان في األمصار كذلك مستوى راق من الذوق األدبي ، وإحساس مرهف بالصورة

الشعرية الجميلة و ما كان يجري في بالطهم كذلك أشبه بما كان يجري في مديح في بالط الخلفاء في دمشق عاصمة الخالفة ، وكانت أحكامهم على

مستوى جيد من الدقة في فهمهم للشعر وحكمهم عليه

شواهد نقدية تطبيقية من النقد الرسمي :

مدح ابن قيس الرقيات عبد المالك بن مروان بقصيدة جاء فيها :

إن األغر0 الذي أبوه أبو العا

ص عليه الوقار و الحجب

يعتدل التاج فـــوق مفرقــه

عــــلى جبين كأنه الذهب

فقال له الخليفة : يا ابن قيس تمدحني بالتاج كأني من العجم ! ، وتمدح " مxصwعkبا�ر الشاعر بما قال في مدح مصعب بن الزبير ، و رأى " كأنه شهب من الله . وذك

ذلك أجمل مما قال فيه في قوله :

إنما مصعب شهاب من الله

تجل0ت عن وجهه الظـلماء

ة ليس فيه ملكه ملك ع�ز0

�برياء جkبروت وال فيه ك

وقال جرير في يزيد بن عبد المالك :

هذا ابن عمي في دمشق خليفة

لو شئت ساقهم إلي0 قطينامحمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 10

Page 11: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

فعلق يزيد على معنى البيت قائال : يقول لي ابن عمي ، ثم يقول لو شئتساقهم إلي0 ، أما لو قال : لو شاء ساقهم ألصابk ، فقد جعلني شرطيا له !!

وقال ذو الرمة يمدح الوالي بالال بن أبي بردة :

رأيت الناس ينتجعون غيثا

wدkح انتجعي بالال فعلت لصkي

kو�ى " ، موحيا إلى فقال الوالي وقد الحظ خلال في معنى البيت : " أعلفwهkا قثا و نقلة فطنة الشاعر وضعف خبرته بفن المديح

وكثيرا ما لفت عبد المالك بن مروان انتباه الشعراء إلى حسن رسم الصورة الشعرية بما يناسب مقامه وإبراز الفضائل الخلقية و الدينية التي تثير إعجاب

الرعية ، و الدالة على التقوى و العدل و الفضيلة ليكون أهال للخالفة عند رعيته

وكان تقدير عبد المالك بن مروان للمقام وإحساسه بجوده المعنى وجمالالصورة دقيقا ينم عن قوة وعمق تذوقه للشعر ، فقد أنشده راعي اإلبل مرة :

أخليفة الرحمن أنا مkعwشر

حxنفاء نسجxد بكرة� وأصيال

عرب نرى لله في أموالـنا

ال تــنزيال حـق0 الزكاة منز0

فقال له : ليس هذا بشعر إنما هو شرح إسالم وقراءة آية ، ويعنى بذلك أن مثل هذا الشعر قيم في مضمونه لكنه جاف فقير من الناحية الفنية ، وبالتالي ليس

بالشعر الجيد الذي ينبغي أن يكون كذلك في المبنى والمعنى

النقد اللغوي :

باإلضافة إلى أولئك النقاد العرب من خلفاء وشعراء وغير الشعراء من عامة الناس الذين مارسوا النقد وقيموا الشعر والذين لم يكن لهم في نقدهم في أغلب األحيان عقل علمي إذ لم يذهبوا في نقدهم إلى تحليل األدب أو اللغة

تحليال علميا وإنما كان تحليال أدبيا محضا ، فباإلضافة إلى هؤالء ظهر فريق آخر من النقاد اللغويين النحويين الذين اتجهوا في نقدهم اتجاها آخر علميا بحثا هو

البحث في سالمة اللغة و األساليب و الصياغة بصفة عامة وكان لهؤالء النقاد دورخاص وهام في تاريخ النقد العربي

وقد برز هذا اللون من النقد " اللغوي " منذ أواخر القرن األول الهجري، وذلك بسبب ما جد من جديد في واقع المجتمع العربي، ومن تغيرات اجتماعية وأدبية

وبالخصوص اللغوية ، فقد ظهر قوم يتكلمون اللغة العربية تعلما ال سليقةمحمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 11

Page 12: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

kعxد العهدx بالعصر وينقدون اللغة في صياغتها صناعة ال طبعا خالصا، و كلما ب الجاهلي ضعفت اللغة و السليقة وتشوهت وأصبح االعتماد في تعلم اللغة على

االكتساب أكثر ، ال على الطبع أو السليقة العربية

وبمرور السنين ازداد حرص العرب على تنظيم لغتهم ورعايتها و المحافظة عليها وعلى نظام استعمالها على المنوال الذي كانت عليه عند أسالفهم القدماء، وبسبب ما أصابها من ضعف وضمن هذه الغاية ظهر النقد الذي يعنى باللغة

فيالحظها وينظر إليها من حيث مدى استعمالها في أصولها وقواعدها الصحيحة . وازداد انتشار هذا النوع من النقد اللغوي خاصة خالل القرن الثاني الهجري ،

نتيجة مجموعة أسباب وعوامل منها ما كان للفتح اإلسالمي من األثر الكبير فيkل غير تسرب الفساد إلى اللغة العربية ودخول اللحن و التحريف فيها من ق�ب

الناطقين بها أصال ، و قد كان هذا عامل من العوامل األساسية األولية التي أدت إلى وضع قواعد اللغة العربية قصد وقاية ألسنة الناطقين بها من الزلل و

االنحراف

وضمن هذه الغاية واألسباب ظهرت المدارس اللغوية األولى في العراق التي عرفت بعد ذلك بمدرسة الكوفة و مدرسة البصرة ، وظهر ضمن هذه المدارس نق0اد وعلماء في اللغة يعتمدون في نقدهم للشعر على مدى سالمة االستعمال

اللغوي وسالمة شعر الشاعر من األخطاء و راح هؤالء النقاد يتتبعون كالم العرب القدماء الفصحاء ؛ ليستنبطوا منه قواعد النحو ووجوه االشتقاق ، وجرهم عملهم

هذا وغايتهم اللغوية إلى نقد الشعر ال من حيث عذوبته ورقته وجماله الفني أو قيمة مضمونه الفكري ، وإنما من حيث مدى مطابقة لغة شعر الشاعر أو

مخالفتها ألصول اللغة العربية األم وأصول قواعد الشعر من إعراب ووزن وقافية ، وقد دفعهم عملهم كذلك إلى تأمل أو دراسة الشعر الجاهلي واإلسالمي للعثور

على ما قد يقع فيه بعض الشعراء من أخطاء أو انحراف ، ورغم ما عثروا عليه أحيانا من مآخذ وأغالط فإن شعر أولئك الشعراء األوائل بقي في نظرهم

النموذج الذي يقتدي به الشاعر المحدث إذا أراد أن يكون شاعرا فعال

ومن شواهدهم النقدية اللغوية مثال ما الحظه "عيسى بن عمر الثقفي" في رفعالحال في بيت النابغة الذبياني :

kة� ـيل ـ� �ي ضkئ wن ت kرkاو kي س� kأن �تm ك فkب

xاق�عk مm ن mا السkه� kاب wي نk قwش� ف�ي أ mالر kم�ن

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 12

Page 13: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

كما آخذ عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي الفرزدق في قوله :

wعkدk kمw ي وkانk ل wرkم kنw kا اب مkان� ي kز mضkعkو

xـل�ف kجxم wوk �ا أ ت kح wسxم � �ال wمkال� إ م�نk ال

حيث رفع الفرزدق آخر البيت المعطوف على مسحتا المنصوب . وقد احتارالنحويون في علة ذلك

وقد يضطر الشاعر أحيانا إلى الخروج عن التركيب المنطقي للجملة العربية مما يسبب اعوجاجا في العبارة ويجعل المعنى غامضا معقدا . من ذلك مثال قول

الشاعر الجkعwد�ي0 :

وشمول قهوة باكرتها

في التباشير من الصبح األول

والصواب : مع التباشير األولى من الصبح . وقد رفضوا مثل هذا االستعمال لماينجم عنه من إبهام وغموض نتيجةالتقديم و التأخير

وقد يكون التعقيد اللغوي الذي رفضه هؤالء النقاد استخدام ألفاظ لها مدلول معين في مدلول آخر غير مدلولها الحقيقي المتعارف عليه، كاستخدام الشاعر

لكلمة " تولب" بمعنى "الطفل" أواستخدام ألفاظ في غرض ال تصلح له فياألصل كاستخدام عنترة لكلمة "ط�حkال" في مقام الغزل :

فرميت غفلة عينه عن شأنه

فأصابت حبة قلبها وطحالها

فقال يونس بن حبيب النحوي ؛ معلقا على إدخال كلمة " طحال " ، قائال : "إن الطحال ال يدخل في شيء إال أفسده فهو يخلو من الحزن ومن الشوق ومن

حرارة الهوى "

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 13

Page 14: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

ويدخل في باب النقد اللغوي كذلك تلك الدراسات اللغوية وتلك المالحظات واآلراء واألحكام التي أبداها الرواة حول شعر الشعراء الجاهليين واإلسالميين .

ومن هؤالء الرواة نذكر :

�م ال kة وابن سkدw kي �ي ، وأبو عxب أبو عkمwرو بن العkالء ، و األصwمkعي0 ، والمفض�ل الضب الجxمkح�ي0 ... وغيرهم الذين سجلوا مالحظاتهم حول رصانة شعر الشعراء و

سهولته

0ة ، أي ليست من �م الجxمحي0 أن ألفاظ عدي بن زيد ليست نجدي والحظ ابن سال ألفاظ أهل نجwد الفصيحة الصحيحة ، قد أثار بعض الرواة الشك نفسkه في شعر

دؤاد األيادي، كما علق بعض الرواة على لغة بعض الشعراء اإلسالميين ، ومن�ات" ليس بحجة ، هؤالء الرواة األصمعي الذي يقر بأن الشاعر "ابن قkيس الرقkي" فقال : "كان kتw xمkي م�ة لم يكن فصيحا . ونقد األصمعي الشاعرk "الك mوأن ذا الر

wد معلما بالكوفة فال يكون مثل أهل البدو" ، وقال عنه أيضا " ليس wتx بن زي xمkي الكم�احk بأنه كان " يكتب ألفاظ � بحجة ألنه مولد " . وقد اتهم أبو عمر بن العالء الط�ر

النبط فيعربها ويدخلها في شعر"

ومن أمثلة نقدهم األساليب ما يتعلق بالنقد البالغي كالمجاز و االستعارة و الغلو في المعاني في شعر المحدثين . وقد رفضوا العديد من استعماالت الشعراء المحدثين لهذه العناصر البالغية وأعطوا أمثلة نموذجية لما يكون عليه الشعر

الجيد

قال المبرد واصفا ما ينبغي أن يكون عليه شعر الشاعر : " أحسن الشعر ما قارب فيه القائل إذا شبه وأحسن منه ما أصاب به الحقيقة ونبه فيه بفطنته على ما يخفى على غيره ، وساقه بوصف قوي واختصار قريب وعدل فيه عن اإلفراط

"

وقد علق مرة على شعر أبي نواس وهو شاعر محدث مشهور بقوله : " وقداستطرف الناس قول أبي نواس … وال أراه حلوا إلفراطه كقوله :

رك حتى أنه وأخفتk أهلk الش0

xخwلق mطkفx التي لم ت لتخافxك الن

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 14

Page 15: النقد في العصر الأموي

النقد في العصر األموي

ففي البيت مبالغة كبيرة وغلو في المعنى زائدان . ورفض مثل هذه المبالغات ناجم عن خوف هؤالء النقاد من أن يؤدي ذلك إلى االنقطاع أو االبتعاد عن

األساليب العربية القديمة األصيلة ، وفي ذلك تشويه للغة وخطر عليها . ومنالذين سجلت عليهم مآخذ في شعرهم "أبو تمام" في مثل قوله :

� و تغتدي تروحx علينا كل يوم

ع kرwصx صروف� يكاد الد0هرx منهن ي

وفي قوله :

كانوا برودk زمانهم فتصد�عوا

kالصوف xس الزمان� فكأنما لب

فقال أحدهم : لقد جxن0 أبو تمام ، وتساءل كيف يلبس الزمان الصوف ؟ وكيف يصرع الدهر ؟ فهذه استعماالت غير مألوفة، ومن ثم المبالغة الزائدة و اإلفراط

في استعمال البديع . واالستعارات البعيدة غير المألوفة تعkدm من عيوب الشعرعند هؤالء النقاد

إن نقد النقاد اللغويين كما تجل0ى لنا كان يرصد كل ما يتعارض في الشعر مع األسلوب العربي األصيل و الصياغة البالغية و اللغوية دون أن يتعرضوا لما في

الشعر من أوجه جمالية فنية أو معاني قيمة تغذي العقل . وذلك هو نقد شكلي0 لغوي موضوعي بعيد عن الخيال والذاتية قائم على مراعاة استعمال اللغة في

أصولها القديمة كما كانت عند األسالف

المصادر والمراجع:

http://salimprof.hooxs.com/t530-topic http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=72566 http://www.7elm3aber.com/vb/t270196.html http://forum.stop55.com/334844.html

http://www.uobabylon.edu.iq/uobcoleges/lecture.aspx? fid=11&lcid=32628

محمد طارق: ریسرچ سکالر: ایم فل سیکنڈ سمسٹر 15