ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس...

24
1 ، العدد11 مجلد ال م2014 هـ / يونيو1435 شعبان2339ـ1996 لدورياتاري ل المعيم الدولي الترقي

Upload: others

Post on 08-Jan-2020

14 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

المجلد 11 ، العدد 1شعبان 1435 هـ / يونيو 2014 م

الترقيم الدولي المعياري للدوريات 1996ـ2339

Page 2: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

235 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتماعية اإلكلينيكية

عبدالعزيز عبدالله الربينث

كلية اآلداب - جامعة الملك سعودالرياض - المملكة العربية السعودية

تاريخ االستالم 07-03-2012 تاريخ القبول 2013-06-12

ملخص البحث

ــل ــة نســبيا؛ إذ ظهــرت نتيجــة العم ــن الحديث ــن المه ــا م ــى أنه ــة عل ــة االجتماعي ــف الخدم تصنــك ــن ذل ــي. وم ــرن الماض ــالل الق ــرية خ ــروف البش ــض الظ ــا بع ــت له ــي دع ــة الت والممارسالمــوروث التاريخــي ال تــزال المهنــة تنمــو وتتطــور مــن حقــل الممارســة الــذي يشــكل العمــود الفقــري وحجــر الزاويــة بالنســبة للخدمــة االجتماعيــة. اليــوم تتــردد نــداءات فــي بعــض الــدول ــد ــذ بمنظــور جدي ــى األخ ــد – تدعــو إل ــه التحدي ــى وج ــدة عل ــات المتح ــي الوالي ــة – وف الغربيــر ــد ظه ــة. لق ــة نظــر مختلف ــن وجه ــى المشــكالت م ــالء وإل ــى العم ــث ينظــر إل وأســلوب حديمنظــور القــوة فــي الخدمــة االجتماعيــة ليضــع االختصاصييــن االجتماعييــن فــي زاويــة مختلفــة عــن تلــك التــي ظلــوا عليهــا لفتــرات طويلــة مــن زمــن الخدمــة االجتماعيــة. مــن حقــل الممارســة ــن ــت المتخصصي ــة، جعل ــن بحثي ــة وبراهي ــه أدل ــد أن دعمت ــوة، بع ــور الق ــر منظ ــة ظه المهنييســعون لتحليلــه وتجريبــه واختبــاره. مــن هــذه الرؤيــة الجديــدة – منظــور القــوة – أراد الباحــث طــرح الموضــوع نظريــا باللغــة العربيــة، محــاوال توضيــح كل مــا يتعلــق بالمنظــور، وبمــا يســمح

ــا. ــاره وتجريبــه عملي ــم العربــي مــن اختب لالختصاصييــن االجتماعييــن فــي العال

الكلمات الدالة

الخدمة االجتماعية، منظور القوة، التمكين، الممارسة اإلكلينيكية، األمل.

Page 3: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتامعية اإلكلينيكية ) 257-235 (

شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 2361

مقدمة:

strengths model أو نمــوذج القــوة strengths perspective لقــد ظهــر منظــور القــوةكمــا يســميه البعــض فــي ممارســة الخدمــة االجتماعيــة كبديــل للكثيــر مــن االتجاهــات المرضيــة ــات ــدرات وإمكان ــى ق ــز عل ــى التركي ــوة إل ــب منظــور الق ــالء. إذ يذه ــاعدة العم ــة لمس الموجهــاء ومواهــب العميــل، عوضــا عــن التمركــز حــول المشــكالت التــي يعانــي منهــا العمــالء. وبنــة ــل لمحاول ــكل كام ــه بش ــل وتكثيف ــز العم ــي بتركي ــي االجتماع ــوم االختصاص ــك، يق ــى ذل علالتعــرف علــى إمكانــات العميــل ونقــاط القــوة لديــه وإظهارهــا، ومــن ثــم اســتخدامها فــي مســاعدة Saleebey,( ــدها ــي ينش ــداف الت ــا واأله ــي منه ــي يعان ــكالت الت ــع المش ــل م ــل للتعام العمي

.)2009

ــة ــد يخــدم وبشــكل خــاص الممارســة اإلكلينيكي ــوة هــو إســهام جدي يمكــن القــول إن منظــور القللخدمــة االجتماعيــة. إن الفاحــص للمعطيــات النظريــة للخدمــة االجتماعيــة كمهنــة حديثــة نســبيا ــا اســتمد مــن المهــن ذات ــا م ــن رئيســين، أحدهم ــى جزأي ــة انقســمت إل يجــد أن األطــر النظريــة ــرة فــي حقــل الممارســة المهني ــه الكثي ــت نظريات ف ــذي وظ ــم النفــس ال العالقــة وخصوصــا علللخدمــة االجتماعيــة، بينمــا الجــزء اآلخــر مــن تلــك األطــر النظريــة فيمثــل مــا قدمتــه خبــرات الممارســة المهنيــة للخدمــة االجتماعيــة وهــو مــا يســمى بروافــد المعرفــة، والتــي ترســخت فيمــا ــك ــى ذل ــال عل ــل أفضــل مث ــة، ولع ــي وخصوصــا البحــوث التجريبي ــد بفضــل البحــث العلم بعــي األزمــات االتجــاه النفســي االجتماعــي psychosocial approach وأســلوب التدخــل فــد ــد ول ــوم يمكــن القــول وبحــق إن منظــور القــوة هــو إســهام جدي crisis intervention. اليب واختبــر علميــا وإمبيريقيــا. فــي حقــل الخدمــة االجتماعيــة بواســطة الممارســة المهنيــة وقــد جــر

إن الهــدف مــن هــذه الورقــة هــو عــرض منظــور القــوة نظريــا، مــع مناقشــة الكتابــات األجنبيــة ــة الموضــوع –، ــبب حداث ــادرة بس ــي ن ــا – وه ــد، وتحليله ــور الجدي ــذا المنظ ــت ه ــي تناول الت

ــة. ــة للخدمــة االجتماعي ــه للممارســة اإلكلينيكي ــه وفائدت ــل فاعليت ودالئ

وســيعتمد الباحــث علــى المنهــج التحليلــي، بغيــة توضيــح المنظــور نظريــا، وبمــا يســمح بتجريبــه أو محاولــة تجريبــه مــن لــدن الممارســين المهنييــن فــي العالــم العربي. علــى أن الخطــوات القادمة ســتكون أكثــر جــدال مــن حيــث المحاولــة والتجريــب العلمــي لذلــك المنظــور عربيــا، باســتخدام وســائل البحــث العلمــي وأســاليبه ، بغيــة النظــر فــي مــدى فاعليتــه للتعامــل مــع مشــكالت دقيقــة

ضمــن مجــاالت ممارســة محــددة فــي حقــل الخدمــة االجتماعيــة.

Page 4: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

عبدالعزيز عبدالله الربينث ) 257-235 (

237 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

البدايات األولى التي انبثق عنها منظور القوة:

منــذ وقــت مبكــر والخدمــة االجتماعيــة تؤمــن بالقــوى الكامنــة داخــل كل إنســان، ولكــن الشــيء ــب - ــت قري ــى وق ــالء كان - وإل ــع العم ــة م ــي الممارس ــز ف ــي الموضــوع أن التركي ــد ف الجدي Weick et( ــي العمــالء ــا المشــكالت ف ــي أحدثته ــالالت الت يتمحــور حــول المشــكالت واالختal., 1989(. وفــي مطلــع عــام 1982م بــزغ منظــور القــوة فــي الواليــات المتحــدة األمريكيــة Brun &( »ــة »لورانــس ــة بجامعــة كانســاس فــي مدين ــة االجتماعي ــة الرعاي ــدا فــي كلي وتحدياالختصاصييــن حفــز والــذي ،)Rapp, 2001; Rapp, 1998; Saleebey, 1996االجتماعييــن للتحــول مــن االتجــاه المتمركــز علــى المشــكالت إلــى التوجــه نحــو نقــاط القــوة لــدى العمــالء لتحقيــق عمليــة المســاعدة )Kim, 2008(. فــي ذلــك الوقــت كان الكثيــر مــن أعضــاء هيئــة التدريــس فــي الكليــة يبحثــون عــن الحلقــة المفقــودة أو مــا يشــبهها، فــي ظــل تأثرهــم باألدلــة والبراهيــن المتزايــدة التــي يشــير لهــا بعــض العلمــاء حــول أن المحــور فــي الكثيــر مــن نظريــات االضطــراب والمــرض العقلــي – التــي يعانــي منهــا األطفــال باعتبارهــا مشــاكل مصيريــة أمــام تطــور علــم األمــراض لــدى البالغيــن – ليســت لهــا قــوة مقنعــة )Lewis, 1997(. وفــي العقــد الثامــن مــن القــرن الماضــي )1982م( قدمــت الكليــة منحــة ماليــة للعمــل مــع عمــالء يعانــون ــك ــاد ذل ــد ق ــات. لق ــة إدارة الخدم ــتخدم آلي ــث تس ــل بحي ــم العم ــث نظ ــية، حي ــات نفس ــن إعاق مــوراه ــج الدكت ــة برنام ــد طلب ــارلز راب« Charles Rapp وأح ــور »تش المشــروع البروفيســم ــات لتقدي ــدة اتجاه ــتخدام ع ــا باس ــع بعضهم ــال م ــن عم ــامبيرلين« اللذي ــا تش ــة »رن ــي الكلي فخدمــات إدارة الحالــة بواســطة مديــري الحالــة الذيــن يركــزون علــى قــدرات وإمكانــات العمــالء ألداء العمــل الناجــح فــي المجتمــع )Brun & Rapp, 2001; Rapp, 1998(. لقــد جــاءت نتائــج المشــروع ناجحــة ومشــجعة إلــى حــد كبيــر، حتــى ســمي فــي ذلــك الوقــت »إدارة الحالــة ــام أخــذ ــس الع ــي نف ــوة« strength-based case management وف ــى الق ــة عل المبني Rapp,( منظــور القــوة طريقــة للتطبيــق فــي ثالثــة مراكــز للصحــة النفســية فــي واليــة كانســاس1998(. ومــن تلــك النجاحــات التــي حققهــا ذلــك المشــروع أيضــا، بــدأ بعــض األعضــاء فــي .)Kim, 2008( الكليــة تطبيقــه وتجريبــه فــي مجــاالت أخــرى من مجــاالت الخدمــة االجتماعيــة

فــي نهايــات ذلــك العقــد )1980م( قــام أعضــاء هيئــة التدريــس فــي كليــة الرعايــة االجتماعيــة بجامعــة كانســاس، وهــم: البروفيســور »دنيــس ســاليبي« Dennis Saleebey – الــذي يعــود – Ann Weick »لــه الفضــل فــي تدويــن منظــور القــوة وتعزيــزه –. والبرفيســور »آن ويــكــة بتطويــر منظــور ــذاك –. وبمســاهمة آخريــن مــن أعضــاء الكلي ــة آن ــدة الكلي التــي كانــت عمي

Page 5: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتامعية اإلكلينيكية ) 257-235 (

شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 2381

ــة )Rapp, 1998; Weick et al., 1989(، كان ــات علمي ــي دوري ــه ف ــة عن ــوة والكتاب القأبرزهــا مقــال »منظــور القــوة فــي ممارســة الخدمــة االجتماعيــة« المنشــور فــي »مجلــة الخدمــة The Strengths Perspec- 1989م، تبعــه كتــاب حمــل نفــس العنــوان االجتماعيــة« عــامــوم ــت مفه ــذه االســهامات جعل tive in Social Work Practice ونشــر عــام 1992م. هالقــوة يأخــذ نطاقــا واهتمامــا أوســع، حتــى أصبــح اتجاهــا ومنظــورا مقبــوال ومنتشــرا فــي حقــل ــدا – ــة تحدي ــة اإلنجليزي ــات – باللغ ــدأت الكتاب ــار ب ــك االنتش ــة لذل ــة. ونتيج ــة االجتماعي الخدم

.)Kim, 2008( تــزداد ســنويا وفقــا لتطبيقاتــه فــي جوانــب الخدمــة االجتماعيــة المختلفــة

تعريف منظور القوة:

ــى ــر أو حت ــر الظواه ــة تفس ــات العلمي ــة؛ فالنظري ــة theory علمي ــس نظري ــوة لي ــور الق منظــاذج ــا model؛ فالنم ــس نموذج ــوة لي ــور الق ــا أن منظ ــي. كم ــكل تحليل ــر بش ــف الظواه تصعــادة توضــح بشــكل منطقــي وتصويــري بعــض جوانــب العالــم المحيــط بنــا. وعلــى الرغــم مــن ــه عــادة يعطــي لمحــة أو وجهــة نظــر لفهــم ــف المنظــور perspective إال أن ــة تعري صعوب

.)Saleebey, 2009( ــا ــرة م ــن خب ــددة م ــب مح جوان

منظــور القــوة هــو طريقــة للنظــر أو توجيــه االهتمــام مــن لــدن االختصاصــي االجتماعــي نحــو مناطــق معينــة لــدى العمــالء لغــرض مســاعدتهم. وينطلــق المنظــور من بعــض القواعــد والمبادئ واألفــكار التــي تتطلــب مــن االختصاصــي االجتماعــي تحديــد اإلمكانــات والمهــارات والمواهــب واآلمــال والطموحــات الكامنــة لــدى العمــالء وتأكيدهــا ، ومــن ثــم حشــدها واســتخراجها بطريقــة فنيــة لتمكنهــم مــن العيــش بشــكل ســليم داخــل المجتمــع )Kim, 2008(، أخــذا بعيــن االعتبــار ــرة ــادر األس ــب مص ــم، بجان ــن حياته ــة م ــب الثقافي ــالء، والجوان ــخصية للعم ــل الش أن العوام

.)Saleebey, 1996( والمجتمــع مطلوبــة لتحقيــق عمليــة المســاعدة

تقــوم االفتراضــات األساســية لمنظــور القــوة علــى قــدرات العميــل. حيــث يــرى المنظــور أن كل عميــل يمتلــك مهــارات ومواهــب قــد يكــون بعضهــا غيــر مســتغل، كمــا أن كل مهــارة أو موهبــة ــراد مــن ــق لألف ــر والتحســين. ومــن االفتراضــات أيضــا أن النمــو يمكــن أن يتحق ــة للتطوي قابلخــالل التركيــز علــى نقــاط القــوة – تحديــدا – بــدال مــن االســتغراق فــي نواحــي العجــز لديهــم. ومــن النقــاط المهمــة التــي يؤمــن بهــا منظــور القــوة مــا يتعلــق بالنظــر إلــى العمــالء علــى أســاس Bell, 2003;( ــول ــد الحل ــكالت وتحدي ــد المش ــاعدة لتحدي ــة المس ــع محاول ــاواة، م ــن المس م

Page 6: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

عبدالعزيز عبدالله الربينث ) 257-235 (

239 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

.)Saleebey, 1992

ــل ــدى العمي ــوة ل ــاط الق ــى نق ــى النظــر إل ــد عل ــوة تؤك ــة لمنظــور الق ــرات الممارســة المهني خبوإمكاناتــه ليــس فــي شــكل منعــزل ومنفــرد بالعميــل فقــط، وإنمــا فــي إطــار المجتمــع الــذي يعيــش فيــه العميــل. فــي كثيــر مــن األحيــان يحصــل إغفــال لمصــادر المجتمــع التــي يمكــن اســتخراج ــة المتحصــل ــى المعرف ــوة عل ــدد منظــور الق ــا يش ــالء. كم ــح العم ــا لصال ــا وتوظيفه ــوة منه القــى ــة إل ــا وعاصرهــا العمــالء، باإلضاف ــي واجهه ــات الت ــات والتحدي ــا مــن خــالل الصعوب عليهمــا يمكــن أن يتحصــل عليــه مــن قبــل الموجهيــن والمعلميــن. إن القــوة موجــودة فــي داخــل كل ــل والســمات ــج بالمواهــب والفضائ ــل، ويمكــن اســتنباطها أو اســتخراجها متــى آمــن المعال عمي

.)Kim, 2008( ــة ــدات الروحي ــخصية والمعتق الش

ــال ــا دلي ــن اعتباره ــة يمك ــادئ رئيس ــتة مب ــاليبي« )Saleebey, 2009( س ــس س ــدم »دني يقلعمليــة المســاعدة المبنيــة علــى منظــور القــوة. وهــذه المبــادئ يمكــن تلخيصهــا فــي النقــاط اآلتيــة:

ــى . 1 ــى االختصاصــي االجتماعــي النظــر إل ــرد واألســرة والمجتمــع: عل ــي الف ــوة ف ــاط الق نقــر ــدو أو تظه ــا ال تب ــوة ربم ــاط ق ــارات ونق ــك مه ــب يمتل ــه عنصــر مرك ــى أن ــل عل العميــع ــرة ومجتم ــب – أس ــي الغال ــه – ف ــل لدي ــك العمي ــى أن ذل ــة إل ــى. باإلضاف ــة األول للوهل

ــاعدة. ــة المس ــي عملي ــا ف ــتفادة منه ــافها واالس ــرض اكتش يفت

األمــراض واالنتهــاكات والصراعــات يمكــن أن تكــون بمثابــة فــرص: العمــالء الذيــن . 2يتعرضــون للصدمــات ليســوا دائمــا ضحايــا عاجزيــن أو أنهــم مصابــون بأضــرار ال يمكــن معالجتهــا، المواقــف الصعبــة يمكــن أن يتعلــم العمــالء منهــا مهــارات جديــدة ويكتســبوا مــن

خاللهــا عوامــل وقايــة إيجابيــة.

ــدى العمــالء طموحــات ورغبــات وآمــال . 3 احتــرام طموحــات العميــل: فــي الغالــب يكــون لوتطلعــات، ولكــن يعمــل البعــض علــى كبــح مثــل هــذه اآلمــال والطموحــات بدعــوى ــى أن ــاع العمــالء عل ــون يفتــرض فيهــم إقن ــون االجتماعي ــة. االختصاصي ــر واقعي أنهــا غيأوضاعهــم يمكــن حلهــا أو تحســينها أو التعامــل معهــا بنجــاح، وعليــه فاآلمــال والطموحــات

ــال. ــدة المن ــة وليســت بعي واقعي

التعــاون مــع العميــل: إن ممارســة دور الخبيــر أو المتخصــص ال يعنــي أن االختصاصــي . 4االجتماعــي حتمــا ســيقدر نقــاط القــوة وإمكانــات العميــل، ولهــذا يؤكــد منظــور القــوة علــى

Page 7: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتامعية اإلكلينيكية ) 257-235 (

شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 2401

مبــدأ التعــاون بيــن االختصاصــي االجتماعــي والعميــل كمبــدأ جوهــري خــالل عمليــة ــوة. ــى منظــور الق ــة عل المســاعدة المبني

المصــادر البيئيــة: كل مجتمــع بغــض النظــر عــن فقــره أو شــح مصــادره يظــل فيــه مــا يمكــن . 5أن يقدمــه مــن معرفــة ومســاعدة ومصــادر مفيــدة، هــذه المصــادر ليــس بالضــرورة توفرهــا ــد ــا بالتأكي ــع، لكنه ــي المجتم ــة ف ــات االجتماعي ــدم الخدم ــي تق ــة الت ــدى المؤسســات العام ل

ســتكون مصــادر عظمــى ومفيــدة ونافعــة للعمــالء.

الرعايــة لبعضنــا البعــض: يؤمــن منظــور القــوة بأهميــة المجتمــع وتماســكه وشــموله لجميــع . 6ــة ــى كفرضي ــا تبن ــة. هــذه الرؤي ــة االجتماعي ــة العدال ــدرك المنظــور أهمي ــا ي ــه، كم أعضائأساســية للرعايــة المتبادلــة بيــن أعضــاء المجتمــع، وكنمــوذج رئيــس للمشــاركة المدنيــة.

يمكــن القــول إن منظــور القــوة يعتمــد أساســا علــى مصطلــح التمكيــن empowerment كعملية ــا - عبــارة عــن تعــاون بيــن االختصاصــي االجتماعــي وغايــة فــي الوقــت ذاتــه. فالتمكيــن – عمليــى ــث يبعــث عل ــي مشــروع مرســوم بحي ــادل ف ــا وبالتب ــث يعمــالن مع ــرد أو األســرة، بحي والفالتقــارب فــي الــرؤى والرغبــات والطموحــات. ويظهــر هــدف التمكيــن مــن خــالل أولئــك الذيــن حصــل لهــم »التمكيــن« بحيــث يســعون بشــيء مــن الثقــة نحــو الشــعور بالمعنــى، واإلحســاس ــم ــار، ث ــة االختي ــان بإمكاني ــذات، واإليم ــرام لل ــاه االحت ــه، والتحــرك باتج ــاء ل ــكان واالنتم بالمالوصــول لإلمكانــات والمــوارد مــع االرتبــاط باآلخريــن، وتلمــس الوعــي باإلنجازات واإلحســاس Rapp,( ــد ــتقبل البعي ــك المس ــر، وكذل ــدى القصي ــى الم ــون عل ــرض أن يك ــك يفت ــا. كل ذل به

.)1998

ــل ــه يمكــن العم ــذي مــن خالل ــة األضــالع ال ــث ذي ثالث ــرة المثل ــس ســاليبي« فك يطــرح »دني )CPR( ــا تشــكل ــا أبجدي ــع حرف ــث يحمــل كل ضل ــوة. حي ــا لمنظــور الق ــر وفق وإحــداث التغييليرمــز الحــرف األول إلــى الطاقــات capacities والكفــاءات competencies بينمــا يرمــز ــن ــي حي ــق possibility ف ــة التحقي ــاح promise وإمكاني ــد بالنج ــى الوع ــي إل ــرف الثان الح Saleebey,( reserves والمدخــرات resources يرمــز الحــرف الثالــث إلــى المصــادر

.)2000

Page 8: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

عبدالعزيز عبدالله الربينث ) 257-235 (

241 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

الفلسفة والتقنية التي يستند عليها منظور القوة:

إن منظــور القــوة يختلــف بشــكل واضــح عــن النمــوذج الطبــي فــي الخدمــة االجتماعيــة، والــذي ال يــزال يؤثــر علــى ممارســة الخدمــة االجتماعيــة خصوصــا فــي مجــال الصحــة العقليــة، حيــث ينظــر النمــوذج الطبــي إلــى العمــالء علــى أســاس المــرض ووجهــة النظــر المرضيــة. وحينئــذ يأتــي دور االختصاصــي االجتماعــي لمحاولــة تشــخيص مشــكلة العميــل، ثــم عمــل خطــة للعالج، ــف ــدي يق ــوذج التقلي ــذا النم ــي )Shulman, 2006(. وه ــل المهن ــج التدخ ــم نتائ ــا تقيي وبعدهعلــى قاعــدة مفادهــا أن العمــالء لديهــم مشــكالت يصعــب عليهــم حلهــا؛ ولذلــك فهــم فــي حاجــة إلــى خدمــات متخصصــة )Weick et al., 1989(. باإلضافــة إلــى ذلــك كلــه ووفقــا للنمــوذج الطبــي، تكــون مشــكلة العميــل هــي البــؤرة التــي تنبثــق عنهــا موجــة التوقعــات المتشــائمة حــول قــدرات وإمكانيــات العميــل والبيئــة. ولذلــك فقــد يشــعر العمــالء أنهــم ناقصــون أو غيــر عاديين أو ربمــا غيــر طبيعييــن بســبب مشــكالتهم. وهــذا يتعــارض مــع حقيقــة أن العمــالء لديهــم مدخــرات

.)Saleebey, 2009( عظيمــة وإمكانيــات كبيــرة ربمــا تكــون متجاهلــه أو غيــر مدركــة

ــة ــدم رؤي ــة أخــرى ويق ــن جه ــالء م ــوة العم ــرى منظــور الق ــي، ي ــوذج الطب ــى خــالف النم علــز ــتغراق والتركي ــن االس ــا بي ــا حديث ــدث توازن ــه يح ــة، إن ــة االجتماعي ــة الخدم ــدة لممارس جديــي ــل ف ــل تتمث ــي العمي ــة أخــرى ف ــب إيجابي ــة جوان ــن رؤي ــا، وبي ــل لوحده ــكلة العمي ــى مش علــق، ــذا المنطل ــن ه ــادر. وم ــات والمص ــارات واإلمكاني ــدرات والمه ــارف والق ــب والمع المواهيســعى االختصاصــي االجتماعــي إلــى محاولــة اكتشــاف هــذه المدخــرات فــي العميــل وفــي البيئــة المحيطــة لتســخيرها فــي خدمــة العميــل، إمــا للتعامــل مــع المشــكلة التــي يعانــي منهــا أو لتحقيــق

.)Saleebey, 2009; Sullivan, 1992( أهدافــه وغاياتــه

ــل مــن شــأنه أن ــدى العمي ــاءة ل ــى المــرض وعــدم الكف ــز عل ــأن التركي ــوة ب يدعــي منظــور القيعيــق عمليــة النمــو والتطــور. وفــي المقابــل تقــوم فلســفة منظــور القــوة علــى أن التركيــز علــى Holmes &( نقــاط القــوة الداخليــة لــدى العميــل ســوف تحــدث تغييــرات إيجابيــة لــدى العميــلSaleebey, 1993(. وهــذه الفلســفة تتجــه بشــكل عملــي نحــو الممارســة لتقــدم منظــورا يعمــل علــى تطويــر تقنيــات ومهــارات محــددة )Kim, 2008(. ومــن عناصــر تلــك الفلســفة مــا يأتــي:

)أ( االستماع للعميل وتبادل نقاط القوة معه.

)ب( تزويد العميل بالكلمات والرؤى بما يساعد في التعرف على نقاط القوة لديه.

Page 9: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتامعية اإلكلينيكية ) 257-235 (

شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 2421

)ج( التعاون مع العميل الكتشاف إمكاناته الموجودة في البيئة.

ــم ــى الفه ــوة عل ــة، يشــدد منظــور الق ــات الداخلي ــأن اإلمكان ــره بش ــا ســبق ذك ــى م ــة إل باإلضافواإليمــان بــأن كل فــرد – بــدون اســتثناء – لديــه مدخــرات وإمكانــات داخليــة وخارجيــة، ربمــا ــا أو ــر مســتفاد منه ــا تكــون غي ــاة الشــخص، أو ربم ــة باعتبارهــا جــزءا مــن حي تكــون معروفــاعدة ــى مس ــو إل ــوة يدع ــور الق ــالل منظ ــن خ ــل م ــة )Saleebey, 2000(. إن العم مجهولــع إدراك ــم م ــة واســتخدام طاقاته ــى رؤي ــات أيضــا عل ــراد والجماعــات واألســر والمجتمع األفالخيــارات المفتوحــة أمامهــم، وفهــم الحواجــز والنواقــص التــي تعوزهــم، وإظهــار آمالهــم ــة ــات داخلي ــن إمكان ــم م ــا لديه ــن م ــات وبي ــال والطموح ــن اآلم ــة بي ــم المواءم ــم، ث وطموحاته Cowger, 1994; Saleebey, 2009; Rapp,( وخارجيــة بهــدف تحســين نوعيــة الحيــاة

.)1998

يقــدم »بينــارد« مصطلــح اإليجابيــة resilience مــن المنظــور النفســي كقاعــدة معرفيــة للممارســة المهنيــة مــن شــأنها أن تخلــق إحساســا بالتفــاؤل واألمــل لــدى العمــالء، وهــو مــا يتســق بطبيعــة الحــال مــع فكــرة التعامــل مــع العمــالء مــن منظــور القــوة )Benard, 2004(، ذلــك أن ثقــة اإلنســان فــي مســتقبله يصنــع التوقعــات اإليجابيــة، وهــو مــا ســيقود إلــى الســعي فــي ذلــك

.)Henderson et al., 2007( االتجــاه، ثــم فــي نهايــة المطــاف تحقيــق ذلــك

فــي مقابــل مــا ســبق ذكــره، البــد مــن التأكيــد علــى أن منظــور القــوة ال ينكــر أو يتجاهــل اآلالم الحقيقيــة أو المصاعــب التــي تؤثــر فعليــا علــى األطفــال أو الجماعــات أو األســر. فهنــاك حقائــق ــف، ومــرض الســرطان، وانفصــام ــر، ومشــكلة العن ــل: الفق ــا، مث ــا أو إنكاره ــن تجاهله ال يمكــوة ــة لمنظــور الق ــة المفضل ــك. ولكــن ومــن الزاوي ــر ذل ــة، وغي ــة العنصري الشــخصية، والتفرقيكــون مــن الخطــأ إنــكار اإلمكانيــة possible مثلمــا أنــه مــن الخطــأ إنــكار المشــكلة. إن منظــور القــوة ال ينتقــد األحــكام المعتدلــة ســواء مــن الحقــل الطبــي أو مــن علــم النفــس المرضــي، التــي ــة والطبيــة واإلنســانية. منظــور القــوة يــرى أن النــاس تنبــع مــن الضــرورة الحتميــة واألخالقيالذيــن تعافــوا مــن أمــراض أو مصاعــب أو متاعــب هــم أصحــاء لديهــم قــوى ال زالــت صالحــة

.)Saleebey, 2000(

)Rapp & Goscha, 2006( ــرة ــة المبك ــة المهني ــإن الممارس ــات ف ــص التقني ــا يخ ــا م أموالدراســات اإلمبيريقيــة لمنظــور القــوة )Staudt et al., 2001( قــد أظهــرت مجموعــة مــن

التقنيــات التــي يمكــن إيجازهــا فــي النقــاط اآلتيــة:

Page 10: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

عبدالعزيز عبدالله الربينث ) 257-235 (

243 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

)أ( بناء العالقة المهنية.

)ب( تقدير نقاط القوة لدى العميل.

)ج( التخطيط ألهداف العميل وغاياته.

)د( الحصول على الموارد البيئية.

)هـ( االستمرار في التعاون مع العميل.

يضــاف إلــى مــا ســبق أهميــة إجــراء تقديــر مبكــر لنقــاط القــوة لــدى العميــل. إن معرفــة قــدرات ــا ــك الخصــوص لالســتفادة منه ــي ذل ــة ف ــة الخطــوة الثاني ــه هــي بمثاب ــوة لدي ــاط الق ــل ونق العميفــي عمليــة المســاعدة )Kim, 2008(. ومــن هــذه الفســلفة أطلــق البعــض علــى منظــور القــوة، مصطلــح الممارســة المبنيــة علــى القــوة strengths-based practice بحيــث ينســجم ذلــك ــي ــن االختصاص ــة بي ــة المهني ــا الممارس ــوم عليه ــب أن تق ــي يج ــة الت ــة والمحوري ــع األهمي م

االجتماعــي والعميــل.

لكــون المعلومــات مــن أساســيات الممارســة مــن منظــور القــوة، فــإن خبــرات ممارســة منظــور القــوة تشــير إلــى أنــه يمكــن جمــع المعلومــات مــن خــالل مــا يريــده العميــل، ومــن شــكل الموقــف الــذي يعيشــه العميــل، باإلضافــة إلــى المصــادر واإلمكانــات والمهــارات المتاحــة لــدى العميــل

.)Rapp & Goscha, 2006; Weick et al., 1989( وفــي البيئــة

عناصر الممارسة المبنية على منظور القوة:

ــد أن ــي ال ب ــوة، والت ــور الق ــى منظ ــة عل ــة المبني ــادئ للممارس ــض العناصــر أو المب ــاك بع هنتؤخــذ بعيــن االهتمــام مــن لــدن الممارســين المهنييــن. هــذه العناصــر تبــدو فــي ظاهرهــا جذابــة وســهلة، ولكــن صعوباتهــا الحقيقيــة تظهــر أثنــاء التطبيــق، حيــث إنهــا تتعــارض بشــكل أو بآخــر ــون ــون االجتماعي ــي يتبناهــا االختصاصي ــكار العامــة لخصائــص الممارســة الت مــع بعــض األفهــذه األيــام. مــن الخبــرة اإلمبيريقــة التــي انبثــق عنهــا منظــور القــوة تصــاغ هــذه العناصــر فــي

النقــاط اآلتيــة:

ــات . 1 ــم تلميح ــن لديه ــن االجتماعيي ــن االختصاصيي ــر م ــه: الكثي ــة في ــل والثق ــق العمي تصديــة ــة معين ــات نظري ــالل منطلق ــن خ ــة أو م ــم الخاص ــن خبراته ــواء م ــس س ــا تحم وأحيان

Page 11: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتامعية اإلكلينيكية ) 257-235 (

شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 2441

تدعــو إمــا إلــى تجاهــل أفــكار العميــل أو ربمــا عــدم الثقــة فيــه. فــي بعــض األحيــان يحــذر االختصاصيــون االجتماعيــون مــن االنخــداع فــي أوهــام العمــالء، أو االنــزالق وراء المعتليــن اجتماعيــا. وبعــد ثبــوت عكــس مثــل هــذه الــرؤى أصبــح تصديــق العميــل والثقــة فيــه تمثــل أداتيــن قويتيــن الشــراك العمــالء فــي واحــدة مــن أصعــب وأشــق مهمــات العمــل

.)De Jong & Miller, 1995( ــل ــاة أفض ــل الحي ــي جع ــة وه ــي قاطب االجتماع

ــل: العمــالء عــادة يعرضــون متعاعبهــم فــي شــكل قصــص . 2 إظهــار االهتمــام بــرؤى العميــاف ــة اكتش ــي محاول ــن ف ــن االجتماعيي ــركون االختصاصيي ــا يش ــن خالله ــات، وم وروايشــخصياتهم ومعارفهــم وفضائلهــم التــي يمتلكونهــا، وكذلــك طبيعــة المصاعــب والمتاعــب ــى األحــالم التــي لديهــم واآلمــال والطموحــات ــة إل والمشــكالت لتــي يواجهونهــا، باإلضاف

.)Hoyt, 1996( التــي يحملونهــا

التركيــز علــى األحــالم واآلمــال والطموحــات: كل عميــل لديــه مجموعــة مــن الطموحــات . 3والــرؤى التــي تشــغل بالــه بحيــث تجعــل تفكيــره يتمحــور حــول تلــك اآلمــال والطموحــات. ــدرة، إال أن العــزم والوعــد والعهــد ــات تقــف فــي طريــق الق ــات والعقب ورغــم أن الصعوب

.)Snyder, 2000( يمكنهــا أن تقــود القــوى الداخليــة للتحــرك نحــو التغييــر

إعطــاء اعتبــار إلمكانــات العميــل: مــن ركائــز منظــور القــوة منــح قيمــة واعتبــار لمدخــرات . 4البيئــة المحيطــة )األســرة، واألقــارب، والحــي، وإمكانــات وقــدرات العميــل وكذلــك ومؤسســات المجتمــع مثــل المســجد والمدرســة والمؤسســات غيــر الرســمية(. يــرى »دنيــس ــوة ــور الق ــا منظ ــي يتبناه ــدة الت ــرة الفري ــذه الفك ــاليبي« )Saleebey, 2001( أن ه سيمكــن اســتقاؤها بالشــرح والتفصيــل وإعــادة التركيــب مــن قامــوس الصحــة النفســية »الدليــل ــدم ــذي ق ــة« )DSM-IV-TR( ال ــة – المنقح ــخة الرابع ــي – النس التشــخيصي واإلحصائمحــكات لتشــخيص القــوة ضمــن قســم »تقديــر الصفــات الشــخصية«، حيــث وضــع ثــالث American Psychiatric As-( ــي trustworthiness ه ــة ــدارة بالثق ــكات للج مح

:)sociation, 2000

المحــك األول: أن يكشــف التقييــم الشــخصي – الــذي يعمــل بشــكل شــبه يومــي ولمــدة ســتة أشــهر – بــأن الشــخص يظهــر ثالثــة مــن المحــكات اآلتيــة:

هل أنجز الشخص ما وعد به.. 1

Page 12: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

عبدالعزيز عبدالله الربينث ) 257-235 (

245 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

ــل - بغــض النظــر عــن . 2 ــى األق ــى إنجــازه - عل ــس الحاجــة إل ــي أم ــا كان ف إنجــاز مالصعوبــات والمشــكالت.

العمل بدون إظهار الثقة. . 3

لزمه أو التصق به أحد الزمالء أو األصدقاء أو األقارب في وقت عصيب. . 4

العمل أكثر من المتوقع. . 5

المحــك الثانــي: أن العمــل ليــس مــن األفضــل أن يشــرح بواســطة التبعيــة المتبادلــة أو الرغبــة المرضيــة لتحقيــق اإلرضاء.

ــة ــه ذاتي ــه تكلف ــذي تتزامــن مع ــاس هــو ال ــاة الن ــذي يحســن حي ــث: الســلوك ال المحــك الثالــى حســاب راحــة الشــخص. ــون عل تك

ــق ــل تحقي ــذات مقاب ــي تنشــدها ال ــة الت ــال الخــاص بالرغب ــع: اســتبعاد االحتم المحــك الرابــا. ــوالء واإلخــالص الحق ال

ــخص . 5 ــأن كل ش ــه ب ــن في ــذي نؤم ــت ال ــي الوق ــان: ف ــي اإلنس ــة ف ــوة الطبيعي ــان بالق اإليمــة ــوى طبيعي ــة كق ــي والحكم ــم الذات ــن بالتقوي ــف، نؤم ــات ضع ــف أو لحظ ــرض لمواق معموجــودة فــي اإلنســان واألســر أو فــي محيطهــم، وهــو مــا يدعــو إلــى الســعي لتوظيفهــا فــي ــن أصبحــوا ــن والباحثي ــن واإلكلينيكيي ــر مــن الناقدي ــق األهــداف. الكثي ــى تحقي الوصــول إلــي ــر اإليجاب ــق التغيي ــي تحقي ــفاء أو ف ــي الش ــا ف ــة وأهميته ــوى الطبيعي ــك الق ــن بتل مقتنعي

.)Deegan, 1996; Mills, 1995(

إن فكــرة حشــد مشــاركة العميــل مطلــب أســاس فــي عمليــة المســاعدة مــن منظــور القــوة، ولذلــك :)Saleebey, 2000( فاالختصاصــي االجتماعــي مطالــب بمــا يأتــي

)أ( وضع االفتراض اإليجابي وتقديم التعاون الفعلي.

)ب( منح المرونة الكافية للموقف.

)ج( االعتمــاد علــى حكمــة العميــل ومقدراتــه الطبيعيــة وإمكانياتــه وقدراتــه، وكذلــك الثقــة فــي مــا يمتلكــه العميــل مــن معــارف، ومــا يمكنــه أن يقــوم بــه، باإلضافــة إلــى مــا يريــد تحقيقــة.

Page 13: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتامعية اإلكلينيكية ) 257-235 (

شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 2461

)د( نقل الخبرات اإليجابية مع التأكيد على إمكانية العمل واإلنجاز.

)هـــ( المبــادرة فــي المشــاركة مــع العميــل والتــودد لــه ليصبــح االختصاصــي االجتماعــي بالنســبة للعميــل الشــخص الموثــوق والمتجــاوب الــذي يعمــل معــه خطــوة بخطــوة وجنبــا إلــى جنــب.

)و( التحلي بالمرونة واالستعداد للعمل وفق كثير من األدوار، مع تقبل الكثير من وجهات النظر.

ــن أن ــي يمك ــة الت ــات العملي ــض التوصي ــاليبي« )Saleebey, 2000( بع ــس س ــدم »دني يقــل: ــع العمي ــه م ــاء تعامل ــا االختصاصــي االجتماعــي أثن يأخــذ به

إنشــاء قائمــة تكــون غنيــة باإلمكانــات والمصــادر واإلمكانــات العالجيــة المتاحــة أو الطــرق 1. التــي مــن خاللهــا يمكــن تحقيــق األهــداف.

ــى 2. ــب عل ــالء التغل ــتطاع العم ــا اس ــن خالله ــي م ــدروس الت ــرام ال ــراز واحت ــار وإب إظهمواقــف حرجــة أو التعامــل معهــا أو كان لهــا انعكاســات ســالبة عليهــم.

التماس االعتزاز بالنجاة من المواقف العصيبة التي كان لها خبراتها اإليجابية على حياة 3. العميل.

ــق 4. ــذة إنجــاز األهــداف ومتعــة تحقي ــل حــول ل االســتمرار فــي عمــل المراجعــة مــع العميــق. ــز وحق ــل أو مــن خــالل مــا أنج األهــداف، ســواء مــن خــالل التخي

البحث والكشف وتوظيف نظرية التغيير التي يحملها العميل، ويرى أنها ستحقق حياة أفضل.. 5

االحتفال بالمنجزات. . 6

التفكير بشكل مقنن مع التفكير في اإلنجاز والنجاح عند صنع أو صياغة األهداف. . 7

النظر إلى األمام وفي المحيط من العميل، لكن ليس إلى الخلف. . 8

نقاط االلتقاء بين منظور القوة وبعض نماذج العالج األخرى:

إن فكــرة القــوة التــي ظهــرت مــع هــذا المنظــور الجديــد يمكــن إدراكهــا فــي بعــض التخصصــات أو النمــاذج العالجيــة األخــرى. علــى ســبيل المثــال نظريــة المرونــة والممارســة المبنيــة علــى ــم ــي عل ــاذج الممارســة الموجــودة ف ــد أحــد نم ــة resilience-based practice تع المرون

Page 14: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

عبدالعزيز عبدالله الربينث ) 257-235 (

247 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

ــدى المراهقيــن ــة التــي تكشــف عــن العوامــل الوقائيــة، خصوصــا ل النفــس والخدمــة االجتماعيالمعرضيــن للخطــر )Saleebey, 2009(. إن المرونــة تــدور حــول فكــرة النقــاط اإليجابيــة لــدى العميــل ومحاولــة تكييفهــا كتقنيــات للتغلــب علــى المواقــف التــي ال يمكــن حلهــا أو األوضــاع empow- باإلضافــة إلــى ذلــك الممارســة الموجهــة بالتمكيــن .)Greene, 2007 )المتعســرة ــات ــل واإلمكان ــدى العمي ــوة ل ــاط الق ــون نق ــرض أن تك erment-oriented practice تفت

.)Chapin & Cox, 2001( البيئيــة همــا بــؤرة االهتمــام فــي العمــل مــع العمــالء

ــن ــتفادة م ــى االس ــي إل ــتوى النظــري والعمل ــى المس ــس عل ــم النف ــي عل ــات ف ــي تلميح ــا تأت كم )Snyder, 2000( »النقــاط اإليجابيــة أثنــاء العمــل مــع العمــالء. علــى ســبيل المثــال »ســنايدريعــزز األمــل إزاء جوهــر علــم النفــس اإليجابــي، مــن خــالل العمــل كمحفــز ومؤثــر جوهــري فــي ســلوك العميــل. ولعــل التشــابه بيــن علــم النفــس اإليجابــي ومنظــور القــوة يكمــن فــي التفــاؤل

.)Seligman & Csikszentmihalyi, 2000( ــز ــل والحاف ــة واألم والمرون

كمــا أن بعــض الباحثيــن والممارســين فــي الخدمــة االجتماعيــة قــد دعــى إلــى دمــج قواعــد منظور القــوة مــع بعــض نمــاذج الممارســة المهنيــة. علــى ســبيل المثــال، العــالج الموجــز المتمركز حول ــة ــة إلضاف ــوة كطريق ــور الق ــه بمنظ ــم ربط ــل solution-focused brief therapy ت الحتقنيــات ممارســة تســتند علــى قــدرات العميــل وحلولــه للتعامــل مــع المشــكلة التــي يعانــي منهــا أو حلهــا )DeJong & Miller, 1995; Lee et al., 2004(. كال النموذجيــن يســتندان ــة اكتشــاف قــدرات العميــل إلــى عمــل االختصاصــي االجتماعــي بالتعــاون مــع العميــل لمحاول Weick et( الكامنــة مــع التركيــز علــى أهــداف العميــل، عوضــا عــن الخــوض فــي مشــكالته

.)al., 2006; Ornstein & Ganzer, 2000

منظور القوة وإحداث التغيير:

ــة، ــود الماضي ــة للدراســات المنشــورة خــالل العق ــت إحصائي ــة روجع خــالل الســنوات الماضيصــت وحللــت إلظهــار العوامــل التــي تقــود إلــى التغييــر االســتداللي للعــالج النفســي. حيــث لختلــك العوامــل فــي أربعــة عناصــر أو مكونــات أوالهــا عوامــل فــي حيــاة العميــل تمثــل القــدرات والمــوارد واإلمكانــات. أمــا العوامــل األخــرى فهــي: الجــودة فــي عالقــة المســاعدة بيــن العميــل والمعالــج، والتوقعــات اإليجابيــة واآلمــال الطموحــة، ثــم التقنيــات العمليــة للنظريــة المســتخدمة

.)Asay & Lambert, 1999( وركائزهــا

Page 15: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتامعية اإلكلينيكية ) 257-235 (

شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 2481

لقــد أظهــرت الفكــرة الســابقة حقيقــة الحاجــة لدرجــة التغييــر المطلــوب، والتــي كان منهــا القــوة والممتلــكات الموجــودة والمصــادر الكامنــة لــدى األفــراد واألســر وفــي البيئــة المحيطــة. الصفــات والفضائــل الفرديــة – مثــل الحكمــة لــدى الفــرد – تعتبــر مثــاال للممتلــكات الكامنــة لــدى األفــراد، وتماســك األســر يمثــل نمطــا للمصــادر األســرية التــي يمكــن توظيفهــا واالســتفادة منهــا، كمــا أن الدعــم أو المســاندة االجتماعيــة مــن لــدن األقــارب أو الجيــران فــي الحــي أو بعــض مؤسســات ــة ــي البيئ ــرات ف ــد المدخ ــكل أح ــال – يش ــبيل المث ــى س ــي – عل ــان االجتماع ــع كالضم المجتم statistical analyses تحليليــة qualitative study كيفيــة دراســة ففــي المحيطــة. بت %40 مــن التغييــر العالجــي ظهــر أن العوامــل النفســية واالجتماعيــة مــن حيــاة العمــالء ســب

.)Asay & Lambert, 1999(

خــالل العقــود الماضيــة كان االختصاصيــون االجتماعيــون يشــددون علــى عالقــة المســاعدة – ــرن الماضــي ــل. وخــالل نصــف الق ــن االختصاصــي االجتماعــي والعمي ــة – بي ــة المهني العالقأشــار بعــض الخبــراء إلــى أن مؤشــرات التعافــي كانــت مــن نتائــج جــودة الرعايــة، والتعاطــف، ــه »هانــز والعالقــة اإليجابيــة، والصــدق واإلخــالص، واالحتــرام. وخــالل التحــري الــذي عملســترب« خــالل الثالثيــن ســنة الماضيــة عــن أنــواع األســاليب العالجيــة النفســية ليســتخرج جوهر التغييــر الحقيقــي، والــذي كان الجــودة فــي عالقــة المســاعدة كعامــل وحيــد ومهــم ومشــترك بيــن المــدارس المختلفــة للعــالج النفســي؛ إذ يقــول عــن ذلــك العامــل أنــه: »شــرط ال غنــى عنــه لجميــع أشــكال العــالج« )Strupp, 1995: 70(. »تشــارلز راب« الــذي يعــد مــن أهــم المســاهمين فــي ظهــور منظــور القــوة يعــرف جــودة عالقــة المســاعدة بأنهــا عالقــة هادفــة ومتبادلــة وودودة ــى أن عامــل ــم يركــن كل مــن »آســي و المبــرت« إل ــة )Rapp, 1998(. ث ــة وممكن وموثوقجــودة العالقــة بيــن المعالــج والعميــل كانــت تشــكل حوالــي %30 مــن التغيــر اإليجابــي فــي حيــاة

.)Asay & Lambert, 1999( النــاس اســتنادا إلــى دراســتهما التحليليــة آنفــة الذكــر

ــال ــي واآلم ــع اإليجاب ــط بالتوق ــا يرتب ــو م ــال ه ــر الفع ــداث التغيي ــة إلح ــل المهم ــن العوام ومالطموحــة. صناعــة األمــل مــن ركائــز التعامــل بيــن المعالــج والعميــل حســب المرتكــزات ــا ال ــم، كم ــر مــن دون حل ــر«: »ال يوجــد أي تغيي ــو فري ــول »بال ــوة. يق األساســية لمنظــور القيوجــد حلــم بــال أمــل« )Freire, 1996: 91(. األمــل بمثابــة التخيــالت التــي لــم يتــم اختبارهــا عمليــا كمــا عبرعــن ذلــك »فريــر«. إن األمــل يعنــي التفكيــر فــي الســبيل إلــى تحقيــق الغايــة، بغــض النظــر عــن الطريــق هــل هــو قصيــر أم طويــل، وهــل هــو مضــيء أم مظلــم، ومــا إذا كان ــة ــون مرحل ــون االجتماعي ــس بالضــرورة أن يبصــر االختصاصي ــق يســيرا أم وعــرا. لي الطري

Page 16: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

عبدالعزيز عبدالله الربينث ) 257-235 (

249 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

تحقيــق العمــالء ألهدافهــم، ولكــن المهــم أن يثــق االختصاصيــون االجتماعيــون مــن أن العمــالء ــن ــق الهــدف، ومــن األفضــل أن يطمئ ــى تحقي ــح إل ــق الصحي ــة الطري ــدأوا فعــال فــي رحل ــد ب قاالختصاصيــون االجتماعيــون إلــى أن عمالءهــم قــد اجتــازوا بعــض الوقفــات العارضــة فــي ذلــك

.)Snyder, 2000( الطريــق

إن التركيــز علــى األمــور التــي يمكــن تحقيقهــا تجعــل البصــر يتوجــه نحــو المســتقبل األفضــل، ويصنــع تبريــرات متفائلــة، وجميعهــا تعــزز التحــرك تجــاه طموحــات الفــرد. يقــدم الحقــل الطبــي ــوب، إذ ــر المرغ ــداث التغيي ــي إح ــرا ف ــال مؤث ــاره عام ــل« باعتب ــالج البدي ــح »الع ــا مصطل لنــر تأثيــر وجــد خــالل منتصــف القــرن العشــرين - وفــي أحــد المركــز الطبيــة - أنــه بينمــا يختبــموا إلــى طبــي جديــد لمجموعــة مــن المرضــى الذيــن يعانــون مــن الذبحــة الصدريــة، وقــد قسplacebo op- مجموعتيــن: األولــى أجريــت لهــم جراحــة حقيقيــة، بينمــا عمــل عــالج بديــلeration للمجموعــة الثانيــة مــن المرضــى، الذيــن قيــل لهــم بأنــه ســيجرى لهــم عمليــة جراحيــة ــم ــري لهــم شــق جراحــي فــي الصــدر، ولكــن ل ــج الموضعــي، وأج ــوا البن فــي الصــدر، وأعطتجــر لهــم عمليــة حقيقيــة، وإنمــا عبــث جراحــي أحــدث لهــم آالمــا بعــد الجراحــة أوهمهــم بأنــه قــد أجريــت لهــم عمليــة جراحيــة فعليــة. و%70 مــن المرضــى الذيــن عمــل لهــم عمليــة حقيقيــة )المجموعــة األولــى( أشــاروا بأنــه حصــل لهــم تحســن علــى المــدى الطويــل مــع الذبحــة الصدرية التــي كانــوا يعانــون منهــا، بينمــا أشــار جميــع الذيــن عمــل لهــم عــالج بديــل )المجموعــة الثانيــة( ــة ــذه الدراس ــة له ــي األخالقي ــب النواح ــن )Fisher, 2000(. وبجان ــم تحس ــل له ــم حص بأنهالتطبيقيــة، إال أن التأثيــر غريــب، وأحــدث مــا يشــبه الثــورة حتــى فــي النواحــي الطبيــة نفســها.

إنـه مـن غيـر المألـوف فـي جميـع اختبـارات العقاقيـر ذات التأثيـر الوهمـي أن يظهـر تحسـن لمـا نسـبته %25 إلـى %60 مـن مجمـوع المبحوثيـن )Arpala, 2000(. ولكـن ال يـزال مـن غير المعلـوم مـا مـدى فاعليـة العقـار الحقيقـي كظاهـرة وهميـة. فـي كثيـر مـن األحيـان يشـعر النـاس بالتحسـن مـع العقاقيـر الوهميـة الفعالـة التـي تحدث لهـم آثارا جانبية بمـا يقنعهم بأن مـا أخذوه هو عقـار حقيقـي وقـوي وفعـال )Saleebey, 2000(. ففـي إحـدى الدراسـات التحليليـة للبحـوث المنشـورة التـي أجريـت علـى بعـض مرضـى الطـب النفسـي، وجـد أن %30 إلـى %40 مـن

.)Arpala, 2000( مجمـوع الدراسـات المراجعـة كان العقـار الوهمـي فيهـا قويـا معالجـا

ــت ــو كان ــى ول ــا يمــرض اإلنســان، حت ــة حينم ــات اإليجابي ــد التوقع ــر عــن فوائ ــب الكثي ــد كت لقالتوقعــات بفضــل اإلجــراءات الطبيــة المتخــذه أو الحبــوب التــي يتناولهــا أمــال فــي الشــفاء. مــع

Page 17: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتامعية اإلكلينيكية ) 257-235 (

شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 2501

التوقعــات اإليجابيــة يحشــد اإلنســان أنظمــة التعافــي الداخليــة ســواء بواســطة نظام مناعــة العصب النفســي، أو بواســطة األندورفيــن )أهــم مســكنات األلــم التــي تفــرز طبيعيــا مــن جســم اإلنســان(، أو رد الفعــل االســترخائي، أو بواســطة عمليــات أخــرى غيــر معلومــة. المهــم فــي القضيــة هــو ــع نحــو المســتقبل المشــرق. ــات الجســم فــي التطل ــذي تتحــرك معــه إمكان األمــل فــي الشــفاء الوفــي المقابــل يعمــل التشــاؤم علــى خلــق صــورة مظلمــة عــن المســتقبل، وبالتالــي ينعكــس ذلــك بشــكل أو بآخــر علــى حيــاة اإلنســان. ومــن هنــا تكمــن أهميــة قناعــة المعالــج أوال بتأثيــر األمــل ــة ــت التجــارب العملي ــد أثبت ــل )Saleebey, 2000(. لق ــي داخــل العمي وضــرورة زرعــه فلمنظــور القــوة بأهميــة وحيويــة األمــل مــع األفــراد والجماعــات الذيــن يقاومــون االرتبــاط حتــى ــة ــة، والمقتنعيــن بانعــدام الفــرص، ومــن لديهــم قل بالمســتويات اليســيرة مــن التوقعــات اإليجابياحتــرام لذواتهــم، والمحبطيــن مــن العدالــة. إن مــخ اإلنســان يعمــل بشــكل ديناميكــي مــع أعضــاء الجســم األخــرى، وبنــاء علــى ذلــك فهــو يســتجيب للمتطلبــات الداخليــة والخارجيــة، كمــا يتصــف ــزات. ــه مــن معلومــات ومحف ــا يأتي ــا لم ــة وأخــرى وفق ــن دقيق ــر بي ــه يتغي ــي تجعل ــة الت بالمرونوبذلــك فــإن قناعاتنــا فــي قــوة القــدرة يعبــر عــن جوهــر يمكنــه أن يتحــد مــع المــخ أو العقــل أو

.)Saleebey, 2009( ــاغ الدم

تعليق ختامي:

خــالل الســنوات الماضيــة، ومنــذ ظهــور منظــور القــوة فــي جامعــة كانســاس، والباحثــون ــة، ــكالت مختلف ــع مش ــالء، وم ــن العم ــة م ــات مختلف ــع فئ ــه م ــون تطبيقات ــون يجرب والممارســه ــى تجريب ــر إل ــد األم ــل امت ــتخداماته، ب ــة الس ــر أو محدودي ــى أي تعث ــوف عل ــن الوق محاولي Siegel( ــدرات ــي المخ ــال تعاط ــي مج ــا ف ــث درس تجريبي ــة. حي ــات مختلف ــع ثقاف ــا م عالميet al., 1995(، والممارســة مــع المجتمعــات )Itzhaky & Bustin, 2002(، وسياســة ــن )Yip, 2006( والمســنين ــي مجــال المراهقي ــة )Chapin, 1995(، وف ــة االجتماعي التنمي)Chapin & Cox, 2001; Perkins & Tice, 1999; Yip, 2005(، وفــي مجــال Allison et al., 2003; Early & Glen-( ومــع األســر ،)Bell, 2003 )العنــف العائلــي

.)Maye, 2000; Werrbach, 1996

ــك الدراســات المبكــرة التــي ــة تل ــوة فــي األوســاط العلمي ولعــل الفضــل فــي بــزوغ منظــور القــن ــن المصابي ــار م ــال الكب ــي مج ــك ف ــة، وذل ــة إدارة الحال ــتخدمة طريق ــه مس ــت تجريب حاولRapp & Gos- )بإعاقــات نفســية علــى وجــه التحديــد. لقــد اســتعرض »راب و كوشــا«

Page 18: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

عبدالعزيز عبدالله الربينث ) 257-235 (

251 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

Rapp & Chamberlain,( تلــك الدراســات األولــى وعددهــا تســعة أبحــاث )cha, 2006 1985; Modrcin et al., 1988; Rapp & Wintersteen, 1989; Kisthardt, 1993; Macias et al., 1994; Ryan et al., 1994; Macias et al., 1997;Stanard, 1999; Barry et al., 2003( ووصــال إلــى نتيجــة عامــة وهــي فاعليــة نمــوذج إدارة الحالــة المســتند علــى منظــور القــوة. كمــا توصلــت دراســات أخــرى إلــى النتيجــة نفســها لكنهــا فصلــت عمليــة المراجعــة لتلــك الدراســات المبكــرة مظهــرة بعــض جوانــب القصــور فــي ــة ــي نوعي ــي، والقصــور ف ــم البحث ــي التصمي ــة ف ــف الدق ــا ضع ــي كان منه ــاث والت ــك األبح تلStaudt et al., 2001; Rapp & Gos- ــات )المقاييــس المســتخدمة، وصغــر حجــم العين

.)cha, 2006; Chamberlain & Rapp, 1991

ــات ــي الوالي ــن ف ــن االجتماعيي ــن االختصاصيي ــار بي ــع االنتش ــوة واس ــور الق ــح منظ ــد أصب لقــه ال ــدة الســتخدامه إال أن موضــوع فاعليت ــد األصــوات المؤي ــة. ورغــم تزاي المتحــدة األمريكيــات ــت مراجع ــث أثبت ــدا. حي ــي تحدي ــل البحث ــي الحق ــدل وخصوصــا ف ــاش وج ــل نق ــزال مح يالدراســات التســع المبكــرة أن ثالثــا منهــا فقــط قدمــت وصفــا دقيقــا يضمــن كيفيــة االلتــزام بذلــك النــوع مــن الممارســة. ولكــن المقــاالت العلميــة المنشــورة فيمــا بعــد، وكذلــك الكتــب ســعت إلــى ــي ال ــرة الت ــكات الصغي ــف والتكني ــع طــرح تســاؤالت حــول بعــض المواق ــد مالمحــه، م تحديــة ــاث جاري ــا أن األبح ــتفيض )Kim, 2008(. علم ــرح مس ــث وش ــى بح ــة إل ــي حاج ــزال ف تــر المنتظــر ــع التطوي ــم، م ــة التصمي ــادة ومحكم ــن خــالل أبحــاث ج ــه م ــار فاعليت ــادة اختب لزيــتخدام ــة باس ــي الممارس ــف ف ــوة والضع ــب الق ــر جوان ــة تظه ــة ودقيق ــس خاص ــم مقايي لتصمي

.)Green et al., 2004; Rapp & Goscha, 2006( منظــور القــوة

إن التقديــم النظــري لمنظــور القــوة باللغــة العربيــة يعطــي فرصــة لمحاولــة التجريــب واالختبــار مــن لــدن الباحثيــن وطلبــة الدراســات العليــا فــي العالــم العربــي. حيــث يمكــن للباحــث العربــي اختبــار المنظــور فــي أحــد المجــاالت، أو تقييمــه مــن حيــث الجانــب الثقافــي ومحاولــة أقلمتــه مــع البيئــة العربيــة. كمــا يمكــن لطلبــة الدراســات العليــا اختبــار تجريبــه فــي أحــد مجــاالت الممارســة للخدمــة االجتماعيــة، وهــو مــا ســيثري الجانــب النظــري والبحثــي، كمــا يمكــن االســتفادة مــن نتائــج هــذه األبحــاث حتــى مــن قبــل القــارئ األجنبــي. فالمهتمــون بمنظــور القــوة فــي الواليــات المتحــدة األمريكيــة يهمهــم بشــكل كبيــر أي نتائــج خارجيــة تأتــي مؤيــدة أو منتقــدة للمنظــور، ذلــك ــة ــذي تحتاجــه المهــن التطبيقي ــاء النظــري ال ــب علمــي، وأســاس للبن أن التراكــم المعرفــي مطل

ومنهــا مهنــة الخدمــة االجتماعيــة.

Page 19: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتامعية اإلكلينيكية ) 257-235 (

شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 2521

المراجعAllison, S. Stacey, K.; Dadds, V.; Roeger, L.; Wood, A. & Martin, G.

)2003(. What the family brings: Gathering evidence for strengths-based work. Journal of Family Therapy, 25)3(, 263-284.

American Psychiatric Association )2000(. Diagnostic and statistical manual IV-Text Revision. Washington, DC: The American Psy-chiatric Association Press.

Arpala, J. )2000(. Sweet sabotage: How sugar pills compromise drug trials. Psychology Today )August(, 32, 66.

Asay, T. P. & Lambert, M. J. )1999(. The empirical case for the com-mon factors in therapy: Qualitative findings. In M. A. Hubble; B. L. Duncan & S. D. Miller )Eds.(, The heart and Soul of change: What works in therapy )pp. 33-56(. Washington, DC: American Psychological Association.

Barry, K. L.; Zeber, J. E.; Blow, F. C. & Valenstein, M. )2003(. Effect of strengths model versus assertive community treatment model on participants outcomes and utilization: Two year follow-up. Psychiatric Rehabilitation Journal, 26)3(, 268-277.

Bell, H. )2003(. Strengths and secondary trauma in family violence work. Social Work, 48)4(, 513-522.

Benard, B. )2004(. Resiliency: What we have learned. San Fran-cisco, CA: WestEd.

Brun C. & Rapp, R. C. )2001(. Strengths-based case management: Individuals’ perspectives on strengths and the case manager re-lationship. Social Work, 46)3(, 278-288.

Chamberlain, R. & Rapp, C. A. )1991(. A decade of case manage-ment: A methodological review of outcome research. Commu-nity Mental Health Journal, 27)3(, 171-188.

Chapin, R. )1995(. Social policy development: The strengths per-spective. Social Work, 40)4(, 506-514.

Chapin, R. & Cox, E. O. )2001(. Changing the paradigm: Strengths-based and empowerment-oriented social work with frail elders.

Page 20: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

عبدالعزيز عبدالله الربينث ) 257-235 (

253 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

Journal of Gerontological Social Work, 36, 165-179. Cowger, C. D. )1994(. Assessing client strengths: Clinical assess-

ment for client empowerment. Social Work, 39. 262-268.Deegan, P. E. )1996(. Recovery as a journey of the heart. Psychiat-

ric Rehabilitation Journal, 19, 91-97.DeJong, P. & Miller, S. D. )1995(. How to interview for client strengths.

Social Work, 40)6(, 729-736. Fisher, M. J. )2000(. Better living through the placebo effect: It pays

to believe. The Atlantic Monthly )October(, 286, 16-18.Freire, P. )1996(. The pedagogy of hope: Reliving pedagogy of the

oppressed. New York: Continuum. Early, T. J. & GlenMaye, L. F. )2000(. Valuing families: Social work

practice with families from a strengths perspective. Social Work, 45)2(, 118-130.

Green, B. L.; McAllister, C. L. & Tarte, J. M. )2004(. The strengths-based practice inventory: A tool for measuring strengths-based service delivery in early childhood and family support programs. Family in Society, 85)3(, 326-334.

Greene, R. R. )2007(. Social work practice: A risk and resilience perspective. Belmont, CA: Thomson Brooks/Code.

Henderson, N.; Benard, B. & Sharp-Light, N. )2007(. Resilien-cy in action: Practical ideas for overcoming risks and building strengths in youth, families, and ommunities )2nd ed.(. Ojai, CA: Resiliency In Action.

Holmes, G. E. & Saleebey, D. )1993(. Empowerment, the medical model, and politics of clienthood. Journal of Progressive Human Services, 4, 61-78.

Hoyt, M. E. )1996(. Introduction: Some stories are better than oth-ers. In M. F. Hoyt )Ed.(. Constructive therapies 2 )pp. 1-32(. New York: Harper San Francisco.

Itzhaky, H. & Bustin, E. )2002(. Strengths and pathological perspec-tives in community social work. Journal of Community Practice,

Page 21: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتامعية اإلكلينيكية ) 257-235 (

شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 2541

10)3(, 61-73. Kim, J. S. )2008(. Strengths perspective. Encyclopedia of Social

Work )20th ed.(. Washington DC: NASW Press. Kisthardt, W. )1993(. The impact of the strengths model of case

management from the consumer perspective. In M. Harris & H. Bergman )eds.(. Case management: Theory and practice )pp. 165-182(. Washington DC: American Psychiatric Association.

Lee, M. Y.; Uken, A. & Sebold, J. )2004(. Accountability for change: Solution-focused treatment with domestic violence offenders. Families in Society, 85)4(, 463-476.

Lewis, M. )1997(. Altering fate: Why the past does not predict the future. New York: The Guilford Press.

Macias, C.; Farley, O. W.; Jackson, R. & Kinney, R. )1997(. Case management in the context of capitation financing: An evalua-tion of the strengths model. Administration and Policy in Mental Health, 24)6(, 535-543.

Macias, C.; Kinney, R.; Farley, O. W.; Jackson, R. & Vos, B. )1994(. The role of case management within a community support sys-tem: Partnership with psychosocial rehabilitation. Community Mental Health Journal, 30)4(, 323-339.

Mills, R. )1995(. Realizing mental health: Toward a new psychology of resiliency. New York: Sulzburger & Graham.

Modrcin, M; Rapp, C. & Poertner, J. )1988(. The evaluation of case management services with chronically mentally ill. Evaluation and Program Planning, 11, 307-314.

Ornstein, E. D. & Ganzer, C. )2000(. Strengthening the strengths perspective: An integrative relational approach. Psychoanalytic Social Work, 7)3(, 57-78.

Perkins, K. & Tice, C. )1999(. Family treatment of older adults who misuse alcohol: A strengths perspective. Journal of Gerontologi-cal Social Work, 31)3/4(, 169-185.

Rapp, C. A. )1998(. The strengths model: Case management with

Page 22: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

عبدالعزيز عبدالله الربينث ) 257-235 (

255 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

people suffering from severe and persistent mental illness. New York: Oxford University Press.

Rapp, C. A. & Chamberlain, R. )1985(. Case management services to the chronically mental ill. Social Work, 30)5(, 417-422.

Rapp, C. A. & Goscha, R. J. )2006(. The strengths model of case management with people with psychiatric disabilities )2nd ed.(. New York: Oxford University Press.

Rapp, C. A. & Wintersteen, R. )1989(. The strengths model of case management: Results from twelve demonstrations. Psychologi-cal Rehabilitation Journal, 13)1(, 23-32.

Ryan, C. S.; Sherman, P. S. & Judd, C. M. )1994(. Accounting for case management effects in the evaluation of mental health ser-vices. Journal of Consulting and Clinical Psychology, 62)5(, 965-974.

Saleebey, D. )2009(. The strengths perspective in social work prac-tice )5th ed.(. Boston: Allyn and Bacon.

Saleebey, D. )2001(. The diagnostic strengths manual? Social Work, 46)2(, 183-187.

Saleebey, D. )2000(. Power in the people: Strengths and hope. Ad-vances in Social Work, 1)2(, 127-136.

Saleebey, D. )1996(. The strengths in social work practice: Exten-sions and cautions. Social Work, 41)3(, 296-305.

Saleebey, D. )1992(. The strengths perspective in social work prac-tice. New York: Longman.

Seligman, M. P. & Csikszentmihalyi, M. )2000(. Positive psychol-ogy. American Psychologist, 55, 5-14.

Shulman, L. )2006(. The skills of helping individuals, families, groups, and communities )5th ed.(. Belmont: Brooks/Cole.

Siegel, H. A.; Fisher, J. H.; Rapp, R. C.; Kelliher, C. W. Wagner, J. H. & Cole, P. A. )1995(. The strengths perspective of case management: A promising inpatient substance abuse treatment enhancement. Journal of Psychoactive Drugs, 27)1(, 67-72.

Page 23: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

منظور القوة: إسهام جديد للخدمة االجتامعية اإلكلينيكية ) 257-235 (

شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 2561

Snyder, C. R. )2000(. Handbook of hope: Theory, measures, and applications. San Diego: Academic Press.

Stanard, R. P. )1999(. The effect of training in a strengths model of case management on outcomes in a community mental health center. Community Mental Health Journal, 35)2(, 169-179.

Staudt, M.; Howard, M. O. & Drake, B. )2001(. The operationali-zation, implementation, and effectiveness of strengths perspec-tive: A review of empirical studies. Journal of Social Service Re-search, 27)3(, 1-21.

Strupp, H. H. )1995(. The psychotherapist’s skills revisited. Clinical Psychology, 2, 70-74.

Sullivan, W. P. )1992(. Reclaiming the community: The strengths perspective and deinstitutionalization. Social Work, 37)3(, 204-354.

Weick, A.; Kreider, J. & Chamberlain, R. )2006(. Solving problems from s strengths perspective. In D. Saleebey )Ed.(. The strengths perspective in social work practice )4th ed., pp. 116-127(. Boston: Allyn and Bacon.

Weick, A.; Rapp, C.; Sullivan, P. & Kisthardt, W. )1989(. A strengths perspective for social work practice. Social Work, 34)4(, 350-354.

Warrbach, G. B. )1996(. Family-strengths-based intensive child case management. Family in Society, 77)4(, 216-226.

Yip, K. S. )2005(. A strengths perspective in working with Alzhei-mer’s disease. The International Journal of Social Research and Practice, 4)3(, 434-441.

Yip, K. S. )2006(. A strengths perspective in working with an ado-lescent with self-cutting behaviours. Child and Adolescent Social Work Journal, 23)2(, 134-146.

Page 24: ثنيبرلا هللادبع زيزعلادبع...235 1 دشارل 11 شهلبل ع2014 نبعنس يمي1435 تحااص ةيكينيلكلإا ةيعامتجلاا ةمدخلل ديدج

عبدالعزيز عبدالله الربينث ) 257-235 (

257 شعبان 1435هـ، يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتامعية املجلد 11 العدد 1

The Strengths Perspective: A New Contribution to Clinical Social Work

Abdulaziz A. AlbrithenCollege of Arts - King Saud University

Riyadh - Saudi Arabia

AbstractSocial work is relatively classified as a modern profession which emerged as a result of work and practice during the last century. This field is gradually growing and developing as a result of field practice that remains the backbone and the cornerstone for social work. Today, there is a growing attention among professionals in some Western countries, calling for adopting a new perspective or model that looks at clients and problems from a different angle. The strengths perspective emerged in social work to enable practition-ers to view situations differently than the ones that social workers were used to for a long time. This perspective has emerged from a field of professional practice, after being supported and proven by evidence gained through research which encourages specialists to analyze, experiment and test. This paper represents this new per-spective in Arabic and tries to clarify it and show how to put it into practice. This research is an attempt to provide a chance to social workers in the Arab world to think, analyze and make a start with this new approach.

Keywords:

Social work, strengths perspective, empowerment, clinical practice, hope.