حرمة الكذب ومستثنياته

م2017 ـ هـ 1438

منشورات:الثقافية التقى مؤسسة

األشرف النجف7810001902 00964 m-alshirazi.com

2

الفهرس

المحرمة المكاسب فقه 3

حرمة الكذبومستثنياته

ألبحاث تقريراالشيرازي الحسيني مرتضى السيد

المقرر:الكاظمي زيد الشيخ

3

حرمة الكذب ومستثنياته

4

5 الفهرس

حرمة الكذب ومستثنياته

6

الفهرس

الثقافية التقى مؤسسة كلمةبسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصــلى اللــه على محمــدــوم ــه على أعــدائهم إلى ي ــة الل ــه الطــاهرين ولعن وآل

الدين وال حول وال قوة إال بالله العلي العظيم.ــة الكــذب ــاب حرم ــارئ الكــريم كت ــدي الق بين ي ومسـتثنياته، والـتي ألقاهــا الســيد مرتضــى الحســيني الشيرازي ضمن أبحاثه في المكاسب المحرمة للسنة

( في الحـــوزة العلميـــة1435ــــ1434الدراســـية )المباركة في النجف األشرف.

وتعـــرب مؤسســـة التقى الثقافيـــة عن شـــكرها الوافر لفضيلة الشيخ زيد الكــاظمي والـذي أخــذ على عاتقــه تقريــر الــدروس بجــد ونشــاط رغم المشــاغل الكثيرة، ولجهود بقيــة اإلخــوة المســاهمين، وبــاألخص الفقيد السعيد السيد محمد جواد الحسيني الشيرازي

الذي أولى اهتماما كبيرا إلدارة ملف الكتب العلمية ، ــك لوالده حفظه الله، فلله دره وعليه أجره، وجعل ذل في ميزان حسناته يــوم ال ينفــع مــال وال بنــون اال من

اتى الله بقلب سليم.الثقافية التقى مؤسسة

األشرف النجف

7

حرمة الكذب ومستثنياته

8

الفهرس

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العــالمين، والصــالة والســالم على محمد وآله الطيبين الطــاهرين ســيما خليفــة اللــه في األرضين، واللعنــة الدائمــة على أعــدائهم أجمعين، وال

حول وال قوة إال بالله العلي العظيمــةقال الله تعالى: xف فلوال نفر مxن كل فxرقة مxنهم طائ

هم xليهxم لعل xذا رجعــوا إ ــومهم إ xينــذxروا ق ــوا فxي الــدينx ول xيتفقه ل.(1)يحذرون

وواجب عيــني التفقه في الــدين مســتحب نفسي مقدمي في المسـائل المبتلى بهـا وواجب كفـائي في

االجتهــاد)غيرها وهو أفضل أفراد الــواجب التخيــيري: من حيث كونه كماال في حد ذاته(؛والتقليد واالحتياط

وإن كان في االحتيــاط الحائطــة على مصــلحة الواقــع . أو في الجملةمطلقا

xال تفقهوا: قال اإلمام الباقر وقد أعراب أنتم وإ(2) وقال ،: ي متفقهxف xد الــدين يطانx على أشــ الشــ

بادةx مxن xع xد ألفx سلx أمناء الفقهاء: ،وقال (3)عاب الرـدخلوا لم ما ــ ول يا قxيـــل الـــدنيا فxي ي هx رســـ وما الل

باع قال الدنيا فxي دخولهم لطانx ات xذا الس xك فعلوا فإ ذلــذروهم xكم على فاحـ ــا يـــدل على (4)دxين ــا ممـ وغيرهـ

الكمال الذاتي للتفقه..122 التوبة: آية سورة(?)1.228 ص1 المحاسن: ج(?)2.7الدرجات: ص بصائر(?)3.46 ص1 الكافي: ج(?)4

9

حرمة الكذب ثم بعــد التفقــه يــأتي دور اإلنــذار الــذي ينبغي أنومستثنياته

رين. المنذيستتبعه حذر أنعلى عبده وكان من توفيق الله تعالى وفضله

، رغموفــق إللقــاء بعض البحــوث الفقهيــة واألصــوليةــدينثلة على كون البضاعة مزجاة، طيبة من رجال ال

ــل ــنين األفاضـ ــير المؤمـ ــرة أمـ ــففي حاضـ النجـاألشرف.

تلــكبتحريروقد اهتم عــدد من الطالب األفاضــل تحويــلالبحــوث وتقريرهــا وتحملــوا في ذلــك مشــاق

ــ فلل،النص الملفــوظ إلى نص مكتــوب هم وعليــهه در عليهــاراجعتهــا وأضــفت ـ بعد ذلــك ـ نني إ ثم ،أجرهم

ــا أو نقحت وعــدلت ــا أو دليال أو مطلب إشــكاال أو جواب. وصورة حسبما ينبغي مادةوقدمت واخرت،

الشــيخ زيــدالحجــة المفضـال ولقــد كــان فضــيلة من الــذين حضــروا تلــكوتوفيقــه الكاظمي دام عــزه ــذا البحثاألبحاث حضور تفه ــرر ه م واستيعاب وقد ق

فكــان هــذابصــبر وأنــاة والعديد من البحــوث األخــرى ــود أخــرى ــد حصــيلة جهــده ضــمن جه ــدتالمجل امت

لسنين عديدة.ــا ومنهوالمرجو من اللــه تعــالى أن يتقبل هــذا من

ــه ــا لوجه ــه خالص ــول وأن يجعل ــن القب ــل بأحس القليالكريم أنه سميع الدعاء فعال لما يشاء.

األشرف النجفالشيرازي الحسيني مرتضى

1438الثاني/ ربيع

10

الفهرس

المقرر مقدمةبسم الله الرحمن الرحيم

ــر ألم:قال تعالى ــف ت رب كي ه ضــ xمــة مثال الل ــة كل ب طيبة كشجرة xت أصلها طي ــاب ماءx فxي وفرعها ث xي الســ ــؤت أكلها ت

ـل ــ ـ xذنx حxين ك إ ــ xـ ها ب رxب رب ــ ــ ه ويض ـال الل ــ ـ اسx األمث xلن هم ل لعلرون .(1)يتذك

الحمد لله رب العالمين مالــك يــوم الــدين بــاعث األنبياء والمرسلين وصلى الله على خير خلقــه محمــد

ــدأله الطاهرين واللعنة الدائمة على أعــدائهم إلى آو ب.اآلبدين

:وبعد شــرف هيأكــانت والزالت مدينــة النجــف ال

األســاس المعطــاء والبحــر الغيــداق الـذي ينتهـل منــهــك الشــجرة الباســقة عطاشــى العلم والمعرفــة, وتل

صلها الله تعالى وجعلهــا ثابتــة متفرعــةأالمثمرة التي في سماء الكمال والحكمة تؤتي أكلها كــل حين بــإذن ربها؛ فقد شرفت هذه المدينة بوجود الــذات األقــدس

(, بــابليه أفضــل الصــالة والســالمألمير المؤمنين )عمدينة العلم وسر الحكمة, هذا من جهة.

نه تعالى قد أردف هــذه النعمــةأومن جهة أخرى الكــبرى بوجــود الحــوزة الغــراء فيهــا والــتي مــابرحت

يستضــئ بــه الكــون من للعلم والتقى ومصــباحامنارا .خالل عطاء مراجعها وعلمائها وأساتذتها الكرام

.25 ـ24إبراهيم: سورة (?)1

11

حرمة الكذب وكــان لنــا أيضــا قبس من ذلــك النــور؛ إذ شــرفناومستثنياته

اللطيف الكــريم بالحضــور في هــذه الجامعــة البيضــاء لســـنوات متتاليـــة منتهلين منهـــاووالحديقـــة الغنـــاء

نــه وخالل ســـنواتإومســتنيرين بنورهـــا الوضـــاء؛ ف وأصــوال فقهاـــمتعددة وفقنا لحضــور أبحــاث الخــارج

السيد مرتضى الحســينياألستاذ لسماحة ـ وتفسيراالشيرازي )دام ظله(.

ـ ومننه ال تحصى ـكما وتلطف علينا بمنة أخرى ،وهي تقريرات درسه المبارك ولعــدة ســنوات متتالية

التقريرات موضوعة مهمة وكانت من هذه الدروس و ، وهي مســألة الكــذب واألدلــة عليــه ومســتثنياتهجــدا مــرة أخــرى حفظه الله فقد أجاد السيد األستاذوفعال

ــق ــار من خالل التعميـ ــار واالنتصـ في البحث واالختيـ ـ وبقية األدلةـن والسنة آوالتأصيل والتفاعل مع القر

ــاب لبيان حيثيات هذا الموضوع الحيوي فكان هذا الكت المبارك مــع رديفيـه )الكــذب في اإلصـالح( و)التوريـة

( فلله دره من فكر ويراع مابرح يجود وحكماموضوعا على طالب العلم والحقيقـــة في المدينـــة المشـــرفة

وحوزتها المباركة. وهنــا إذ اشــكر اللــه تعــالى على كــل هــذه النعم

ذلــك الشــكر لســيدناالمتواترة المستوسقة, موصــوال ســأله تعــالىأاألستاذ لما أواله لنا من الرعاية والثقة,

أن يوفقنا لخدمة هذا الدين العظيم ويثبتنا على واليــة ( ويحشرنا مع محمدليه صلوات اللهأمير المؤمنين )ع

ــوم ال: في صلوات الله عليــه وعليهمله الطاهرينآو يxقلب سلxيمينفع مال و ال بنون ه ب xال من أتى الل .(1) إ

الكاظمي زيد.89 ـ88الشعراء: سورة (?)1

12

الفهرساالشرف النجف

الكبرى الفاطمية الزيارة أيامهـ1438

ولأال الفصل

الكذب حرمة

والمناقشات دلةأال

13

حرمة الكذب ومستثنياته

14

الفهرس

الكذب حرمةــاحث ــ ــول مبحث من أهم مبـ ــ ــدور حـ ــ الكالم يـ المكاســب المحرمــة، وهــو حرمــة الكــذب واســتماعه ومستثنياته، وسوف يتضمن البحث مجموعة مســائل،

كلها مورد ابتالء شديد.هي: والمسائل

واستماعه الكذب حرمة حرمة الكذب.األولى: المسألة هل استماع الكذب حرام أو ال؟الثانية: المسألة

ــاكنه بعد الفراغ عن كون الكذب حراماإثم ، فهنما هو خارج عن مســألة حرمــة الكــذب إمــا موضــوعا

. وتخصيصا، أو حكماوتخصصا عشر أربعة وهي :أمورا

م11دعى أو ،مس11تثناة ألةمس11 عشرة أربعة الكذب حرمة من استثناؤها،

هزال الكذب:األولى المسألةما لــو كــذب ، كمــا لــو قــال عن رجــل آخــرهــازالــا أجمله ــاء،دميم: م ــال؛ إنش ــال: أو ق ــاء ذو الجم ج

،البـــارع فهـــل هـــذا الكالم هـــو من الكـــذب؛ إخبـــاراكان أم ال؟ كان أم إنشاء، وانتقاصا المحرم؟ إخبارا

مزاحا الثانية: الكذب المسألة

15

حرمة الكذب ومستثنياته ـ وما أكثر ذلك بين المؤمنين ـما لو كذب مازحا،

مقفهل الكذب مزاحا محرم مطلقا؟ أو فيمــا لــو لم يخاصة؟القرينة

الوعد في : الكذبالثالثة المسألة ـــ وهي مســألة شــديدة االبتالء ـــمن المستثنيات

ن عنونــةإ فــ، الكذب في الوعــد، ال خلــف الوعد:فهي ؛ بخلــف الوعــد ال تخلــو من مســامحة(1)هذا االســتثناء

وذلك أن خلــف الوعــد ليس من مقولــة الكالم فليس وإنمــا هــو مســألة،و الصــدقأمن مقولــة الكــذب

نــه: هــل يجــوز خلــف الوعــدأ وهي ،مســتقلة برأســهاال؟و أ

ســأعطيك غــدا) :نــه تــارة يقــول لآلخرإتوضيحه: ــد، يعطيهأال وهو ناو (،دينارا فهذا هو الكذب في الوع

.وهو مورد بحثنا في المقام عطــاءإ تنعقد نيته حين الوعد على ال:وتارة أخرى

ــد ـ (2)نه حين يحين وقت الوفاءأوالوفاء إال ــ وهو الغ ـ ن هـــذا هـــو المســـمىإ فـــ،يخلــف وعـــده وال يعطيه

ن نفس عــدم إعطــاء المــال هــوإ)الخلف بالوعد( فــبـللوعد.خلف

وعليه فههنا مسألتان مستقلتان: .الكذب في الوعداألولى:

ــة: ــف في الوعدالثاني ــة،والخل ــهور حرم والمش بعـــدم المكاسب في صـــرح وقد ،وغـــيره المكاسب في )?( كما1

الكالم. مقولة من الوعد خلف كون يكــون نهإف عطــاء،إال عــدم البداية منذ نيته كــانت لو حــتى )?( أو2

أي حينئذ كاذبا ــأتي حين نهإ ثم ،وعده في كاذبا ــاء موعد ي فال الوف الوعد أخلف قد يكونف يفي على الثــاني دون حــرام واألول ،أيضا

الزم. عقد ضمن في كان إذا إال المشهور

16

الفهرس وعدم حرمة خلف الوعد، وسيأتي.،الكذب في الوعد

واإلغراق : المبالغةالرابعة المسألة ، فهل المبالغــة في(1)المبالغة، ويلحق بها اإلغراق

،؟ ثم لــو كــانت داخلــة موضــوعاالكالم كذب موضوعا ؟ أو هناك تفصـيل في المقــامفهل هي مستثناة حكما

ــاءـ كما هو المستظهر؟ سيأتي الكالم عن ذلك إن ش ، ومثاله أن يردع الوالد ابنه مــرتين عن الــذهاب ـالله

ــه قــد ردعــه:إلى مكــان معين, ثم يخــبر عن ذلك بأنو ال؟أعشرين مرة، فهل هذا كذب وجائز

كــأن، فهــو المبالغــة الشــديدة جــدا،وأما اإلغراقــذهاب:يقول في المثال السابق إنني قد ردعته من ال

ألف مرة. الص11دق نس11بية الخامسة: دع11وى المسألة

والكذب دعوى: إن الصــدق والكــذب نســبي بالنســبة إلىــوى ــل هي دع ــار، فه ــراد من حيث اختالف األنظ األف

صحيحة في حد ذاتها؟ ثم على فرض صحتها فهــل تعــد مخرجــا لجــواز

الكذب؟السادسة: المغالطة المسألة

ــا ــرض كونه ــذب موضــوعا؟ وعلى ف ــل هي ك فهكذبا، فهل تعد من مستثنيات الكذب؟

: التوريةالسابعة المسألةــل ، (2)التورية ــذب أو ال؟ هيفه ــاش ك ــود نق لوج

هو: المبالغة. عادة كالمهم في )?( والمعنون1موضوعه. لتشعب الكتاب هذا عن المبحث هذا أفرز (?)2

17

حرمة الكذب ومستثنياته ، ثم إنهــا لــو كــانت داخلــة في الكــذبطويل في ذلك

ــل ادعى بعض األعالمـ موضوعا وهو قول المشهور ب فهــلـ (1)ن: )التورية ليست بكذب إجماعا ونصوصــا(أ

ــه حكما أو ال؟ كمــا ارتضــاه صــاحبهي مســتثناة من.(2)الجواهر

اإلصالح في : الكذبالثامنة المسالة ،(3) وفي ســبيل االصــالحالكذب إلصالح ذات البين

ن: إ المشــكلة في المقــامإال أننه جائز، أوالمعروف ــتحبابه ، والكـــذب(4)اإلصـــالح حكم ال اقتضـــائي؛ السـ

اقتضائي؛ ألنه حرام، فكيــف يتقــدم الالاقتضــائي على كيف يتقدم ويترجح المستحب االقتضائي؟ أي

ــائزا ــالح جـ ــذب في اإلصـ ــون الكـ ــرام فيكـ على الحـبل راجحا؟

االضطرار عند : الكذبالتاسعة المسألة التقية.:الكذب في االضطرار، ومن مصاديقه

الحرب في : الكذبالعاشرة المسألة وأ الكذب في الحرب، ولكن: هل يســتثنى مطلقا

في الجملة؟ ن لم تكن ثمةإأي: هل الكذب في الحرب جائز و

ن الحاجــة والمصــلحة والضــرورة فيإ أو ،حاجــة إليه الحرب هي المسوغة لهذا النوع من الكــذب؟ فيكــون

.154 ص16 جاألحكام: مهذب (?)1الحديثة. الطبعة127 ص23)?( الجواهر: ج2 المبحث هذا أفرز (?)3 من وحيويته ألهميته الكتــاب، هذا عن أيضا

أخرى. جهة من موضوعه وتشعب جهة اإلصــــالح في المشــــكلة ولكن واجب اإلصــــالح بعض )?( نعم4

.المستحب

18

الفهرس هذا المورد مستثنى دون غــيره فيكــون من صــغريات

سابقه؟ وقد تكون،ن الحرب قد تكون حربا عسكريةإ ثم

:و ثقافيــة، وعليهأو إعالميــة أو دبلوماســية أسياســية أو،فهل االستثناء يشمل كــل هــذه المــوارد المتعــددة

يقتصر فيه على القدر المعروف المــذكور عــادة وهــوالحرب العسكرية؟

ــاء اقتصــر ــالفقه ــدنا ـ ــا وج ــ فيم على الحــربـــان الحكم بالتضــييق أو(1)العسكرية ، وعلى أي حال ف

التوسعة تابع لألدلة في المقام. :عش11رة والثانية عش11رة الحادية المس11ألة

واألوالد الزوجة على الكذب وهاتــان بالحقيقــة مســألتان، حيث هنــاك روايــات

في وعده لزوجته، ولكن هلكذب الزوج تصرح بجواز وأيشــمل األوالد ـ بناء على القــول بــه ـ جواز الكذب

!اإلخوة أو األم، كذلك؟ فهل كل هذه الموارد مستثناة من األصــل أم هــو

خاص بالزوجة؟ أهل بش11أن : الكذبعشرة الثالثة المسألة

البدع. إلى روايات عديدةوذلك استنادا

جاء في الكافي الشريف عن رسول اللهما :منها: رواxي فــأظهxن بعــدxم xــدع x يبx والب xذا رأيتم أهل الــر إ

ــول فxيهxم ــ هxم والق ب ــ ــ ـروا مxن س ــ xـ ـراءة مxنهم وأكث ــ ـ الب الحروب في للكذب الحاجة بمسألة االبتالء لشدة ذلك ولعل )?(1

عالمنا في المتطورة بالسياسات االبتالء وعدم العسكريةوالخداع. الكذب على ابتنت والتي الحاضر

19

حرمة الكذب ادx فxيومستثنياته ــ ــوا فxي الفسـ ـاهxتوهم كيال يطمعـ ــ ــة وب والوقxيعـ

xم يكتبxه xـدع xـ موا مxن ب اس وال يتعل x ويحذرهم الن xسالم اإلـهx الــدرجاتx فxي xـ xك الحسناتx ويرفع لكم ب xذل ه لكم ب الل

xرةxاآلخ(1). فهل هذا المورد من مــوارد االســتثناء؟ وهــل هــو

ثابت على إطالقه أو ال؟

في : الك1111ذبعش1111رة الرابعة المس1111ألة المخترعة القصص

الكـــذب في:المســـألة األخـــيرة المســـتثناة هيــترع قصصا ــة، كمن يخ ــه كيالقصــص المخترع ألبنائ

، وكمــا في(2)نةســ حيخيفهم من خطــر مــا ولــو لجهة و الروايــات التاريخيــة كمن يــرويأالقصص البوليسية

ــة ــة المتخيل ــص المخترع ــدرعماالقص ــرى في ص ج كمــا يروونهــا في الطريقــة العلميــة الحديثــة،اإلسالم

فإنهم يرممون نـواقص النص التمـثيلي بمـا يحدســون كاتب النص ـ أو ما يصطلح عليــهن إ، ف(3)نه قد حصلأ

، من األحـداث يتوقــع ويحــدس كثــيرابالسيناريسـت ــ أن األمــر قــد ـــأو حتى ال العتقــادهـ فيكتبها العتقاده

ــرام جرى على هذا المنحى، فهل ما اخترعه كذب وحو ال؟ أ

أربعــة عشــرة، وســنبحث منهــاهــذه هي مســائل ــا المســألة األولى، ثم نبحث في المســتثنيات عن ههن المسائل: األولى والثانية والثالثة والرابعــة والخامســة

.374 ص2 جالشريف: )?( الكافي1 لتخويف الشارع في بسيارة اصطدم شخص قصة يخترع كأن(?)2

.عليهم الحفاظ ألجل الشارع، إلى خروجهم من أوالده التاريخية. والمسلسالت اإلسالمية األفالم في )?( كما3

20

الفهرسوالسادسة.

،(1)ثم سنفرد جزءا آخر مستقال للمسألة الســابعةــذب في ــة وهي: الكـ ــألة الثامنـ ــا للمسـ ــزءا ثالثـ وجـ اإلصالح، ولعلنا نوفــق الحقــا لبحث المســألة التاســعة

.(2)إلى الرابعة عشرة

مطلق بقول الكذب حرمة ومورد البحث والنقاش هو: حرمــة الكــذب بقــول

ــه في الجملة ــة حرمت ــق لبداه ــا الكالم في،مطل إنم حــتى يحتــاج،وجــود دليــل على حرمتــه بقــول مطلق

القــولأطلقإخــراج مــا يخــرج عنــه إلى دليــل، وقــد بحرمــة الكــذب كــل من الشــيخ األنصــاري وصــاحب

رحمهم اللــهالجواهر والسيد الوالــد والســيد الخــوئي وغـــيرهم، حيث دام ظله والســـيد الروحـــانيتعـــالى

وأنهااعتبروا حرمــة الكــذب من المســائل المســلمة، .ثابتة باألدلة األربعة

: )كتعمــد الكــذب الــذيقــال صــاحب الجــواهر .(3)حرمته من الضروريات...(

في مكاســـبه: )الكـــذب حـــرام الشـــيخوقـــالدل عليــه األدلــة األربعــة(يبضرورة العقول واألديان، و

(4). ال: )الفقاهة في مصــباح الســيد الخــوئي وقــال

التورية في )رسالة عنوان تحت مستقلة رسالة في (?)1 موضوعاوحكما(.

الكــذب مبحث من الله حفظه األســتاذ الســيد سماحة انتقل (?)2 بحثه في المحرمة المكاسب مســـائل من أخـــرى مســـالة إلى

المسائل. )المقرر( هذه بحث له يتسن فلم الخارج،.126 ص23 الكالم: ج جواهر (?)3.11 ص2المكاسب: ج كتاب(?)4

21

حرمة الكذب شــبهة في حرمــة الكــذب...، وحرمتــه من ضــرورياتومستثنياته

مذهب اإلسالم، بل جميع األديان، وقــد اســتدل عليهــا المصنف باألدلة األربعة، أمــا الكتــاب والســنة الــواردة لــدى الخاصــة والعامــة في ذلــك فــذكرهما ممــا ال

. انتهى(1)(يحصى وهو حرام بضرورة العقول: ) السيد الوالدوقال

.(2)واألديان وتدل عليه األدلة األربعة( : )أمــا في فقــه الصــادق السيد الروحانيوقال

الكتــاب والســنة فقــد دلت عليــه كثــير من اآليــات . انتهى(3)والنصوص(

ــدى ــنرى م وهكذا.. وال بد من دراسة تلك األدلة لتماميتها وداللتها، فنقول:

الكذب حرمة على األدلةالشريفة األول: اآليات الدليل

:الدليل األول الــذي أقيم على حرمــة الكــذب هو اآليات المباركــة، فــإن هنـاك آيـات كثـيرة في المقـام تتجاوز بحسب استقراء ناقص السبعين آيــة، ولم نجــد

نأمن نـــاقش في داللتهـــا على حرمـــة الكـــذب، إال أنها ال تدل بظاهرها على المــدعىاإلشكال العام فيها

بين ما وردت فيها مادة مان هذه اآلياتإالمعروف؛ ف ــ بـدوا ـالمستظهروالتي الكذب بمختلف تصريفاتها،

منها أنها ال تدل على الحرمــة المطلقــة للكــذب، وبين ،آيات كريمة وردت فيها مفــردات أخــرى مثــل )زعم(

إليهاستنادإ لعله ال يمكن الالتيو ــريم أيضا إلثبات التح.385 1الفقاهة: ج مصباح(?)1.180 ص3 ج:الطالب إيصال(?)2.413 ص14: ج الصادق فقه(?)3

22

الفهرس ، كما أن هناك آيات أخرى وبمواد أخرىالمطلق ظاهرا

ن شـاء اللـهإ سـيأتي الكالم عنهـا ،مثـل )قـول الـزور(تعالى.

الكذب افتراء آياتأ: ما اآليات التي ورد فيها لفظ )الكذب( بخصوصهأ

عشرة آيــة، لكن االســتدالل بهــا على حرمــةافهي اثن إذ الكذب فيها خاص بما؛الكذب بقول مطلق غير تام

ما فيإو في شؤون الدين، فهو أكان على الله تعالى ــؤونه ــدين أو في بعض ش ــول ال ــالى:،أص ــه تع كقول

ب وهم يعلمونxالكذ xه :قولــه تعــالى،و(1)ويقولون على اللبxالكذ xه ، وال شك في حرمة ذلــك إال(2)يفترون على الل.ن الكالم في حرمة الكذب بقول مطلقأ

ــونوكــذلك قولــه تعــالى: هx مــا يكره xل ــون ل (3)ويجعل

ار ــرم أن لهم الن نتهم الكذxب أن لهم الحسنى ال ج xف ألسxوتص هم مفرطون ن المراد من )الكذب(أن الظاهر إ، ف(4)وأن

وهو كذب على اللــه تعــالى؛ إذ،ن لهم الحسنى(أهو )ــإ ف،نهم مع كونهم كافرينإ ــه ب نأنهم يكذبون على الل

،ـــ (5) على بعض التفاســيرـــ الجنــة :لهم الحســنى أي خبارية بنحــو القضــيةإ كونهان ظاهر اآلية أإضافة إلى

ــة ــة، نعم غاي الخارجية ال إنشائية بنحو القضية الحقيقيما تدل عليه قبح الكذب بقول مطلق.

ذxينوقد يستدل بقوله تعالى: ــذxب ال ــرxي الك ما يفت xن إ

.75عمران: آل سورة)?( 1.50النساء: سورة)?( 2ونظائرهما. والشركاء البنات أي )?(3.62النحل: سورة (?)4.272 ص:شبر السيد تفسير(?)5

23

حرمة الكذب ومستثنياته

ــاذxبون xك هم الك هx وأولئ ــاتx الل xآي ــون ب على حرمــة(1)ال يؤمxن فيالشيخ ه االستدالل بها ووج،الكذب بقول مطلق نــه جعــل الكــاذب غــيرأ: )بدعوى المكاسب حيث قال

نإ وبعبــارة أخــرى: (2)مؤمن بآيات الله كــافرا بهــا...( الكــذب وبين عــدم اإليمــانافــتراءهنــاك تالزمــا بين

ن شئت فقــل:إ، وبآيات الله فيكون هذا كذاك محرماـــون من مطلقاأخصإن افــتراء الكــذب ذxين ال يؤمxن ال

xه xآياتx الل .ب الشــــيخمنن يســــتدل بمــــا يظهــــر أويمكن

من أن اآليــة إخبــار في مقــامفي مجمعه الطبرسي اإلنشاء فتفيد تحـريم الكــذب، قـال: )وفي اآليـة زجـر

نه إنما يفــتري الكــذبأ سبحانه أخبرعن الكذب حيث انتهى. (3)من ال يؤمن...( االف11تراء بآي11ات االس11تدالل على إشكاالت

مطلقا الكذب حرمة على ، رد على كالم الشـــيخ الطبرسيتـــولكن قـــد

إشكاالت هي: الشيخ وعلى االستدالل الذي ذكره أخص الك111ذب األول: اف111تراء اإلش111كال

الكذب من مطلقاــذب وليس عن ــتراء الك ــدث عن اف ــة تتح إن اآلي

ومــع قطــع النظــر عن ـالكذب، بل بتتبع سائر اآليات نأ نجــد ـاإلشكال السابق وأنها مختصة بأصول الدين

ــتراء الكـــذب ــول افـ ــور حـ ــا يتمحـ ــو،الكالم فيهـ فهـ.موضوعها ال األعم

.105النحل: سورة)?( 1.12 ص2 المكاسب: ج (?)2.596 ص6البيان: ج مجمع تفسير(?)3

24

الفهرسواالفتراء أخص مطلقا من الكذب من وجهين:

األول:كونه يطلــق على خصــوص الكــذب العظيم قــال في مجمــع البحــرين: ال كــل كــذب، (1)أو الكبــير

)الفرية: الكذبة العظيمة التي تتعجب منهــا، واالفــتراء.(2)العظيم من الذنب(

حق انته111اك لغ111وي: االف111تراء اس111تنباط كذلك الكذب مطلق وليس ،الغير

الثــاني: كمــا أن المســتظهر أنــه قــد أخــذ في االفــتراء مــأخوذمفهومه انتهاك حق الغير، وذلــك ألن

ـ،والفري هــو القطــع مثــل فــري األوداج ـ من الفري ــأن ــاذب قدفك ــري وقطــع واقتطــع من حقهم، الك ف

وافتراء الكفار المذكور في هذه اآليــات انتهــاك لحــق .المنعم وحق الخالق

فلو كذب اإلنسان غير منتهك لحق شــخصوعليه:ــال،آخر ــو ق ــا ل ــوق) : كم ــذهب أو(ذهبت للس ولم ي

ــاب( ولمطــالعت ) ــو ليس بفرية، يطــالعالكت فال، فهتشمله اآليات موضوعا، قال بعض اللغويين:

اآلخرين كرامة من ينال كاذب )االفتراء: اتهام وشرفهم، لكرامته وتعرض بغيره على: سعى وافترى

وبهتانا كذبا وشرفه.(3)اآلخرين( على يفتري ومفتر: من

ن الكــذبومن ذلك يظهر أنه ال مجــال لــدعوى: أــول هو )?( وكالمنا1 ــذب مطلق حرمة على األدلة ح ــذب ،الك كالك

حصصه. بعض ال والبسيط العادي.329 ص1البحرين: ج مجمع(?)2 هو بل الــدليل هو ونظــائره اللغوي هذا قول نأ القصد )?( وليس3

السلب. وصحة العرفي االرتكاز فهو الدليل ماأو مؤيد،

25

حرمة الكذب ومستثنياته ــا للجنسان األصــل في )إفي اآلية مطلق؛ إذ ،ل( أنه

ــف فتفيد على ذلك حرمة الكذب بقول مطلق وبمختل نإ ـ التورية والمبالغة واإلغراق : ومنها؛ألوانه وأنواعه

وغير ذلك. ـ، عدت كذبا ن الموضوع في اآلية الشــريفة هــو افــتراءإ حيث

، من الكــذب مطلقاأخص وهوالكذب وليس الكــذب، كما مر.

والك11ذب، الفرية بين ساوى من على الرد السلب بصحة لســان العــربكصاحب ن بعض اللغويين إ يقال: ال

ف الفرية بالكذب ، فأطلق ذلك من غير تقييد له(1)عرــرين ــع البح ــنعه مجم ــا ص ــالعظيم، كم ، ومن دون(2)ب

مــا يــومي،اإلشارة إلى كونه ما ينتهك بــه حــق الغــير بصدقه على الكذب وإن كان صغيرا ليس فيه انتهــاك

لحق اآلخر.ــامحة يقال: إذ الظاهر أن تفسيره ال يخلو من مس

،حيث فسر الفرية بالجنس كما يفعل اللغويــون كثــيراــداول،ما ــ)نبت(، وهــذا مت كتفســيرهم )الســعدانة( بـ

و رسمها التامأعندهم فإنهم ال يعرفون الكلمة بحدها و الناقص، وإنما يبدلون في كثير من األحيــان اللفــظأ

بدون مراعاة المساواة الدقية، بآخر أوضح منه ال غيرمن النسب األربع.

ــا: حيث يصــح ســلب الفريــة؛ صــحة الســلبدليلن : )لقــدأحــدهمواالفتراء عن الكذبة الصغيرة، فلو قال

نه ال يصح إطالق المفــتريإ ف،فتحت الباب( ولم يفعل154 ص15العرب: ج لسان(?)1..329 ص1البحرين: ج مجمع(?)2

26

الفهرس نــه قــدإنــه يقــال: )أال يقال: )هــذا افــتراء( مــع فعليه

كذب(. ن التتبع في لغة العرب وفي محاوراتإ والحاصل:

ــلبآالعرف وكذلك في القر ن الكريم يشهد بصحة سالفرية واالفتراء عن الكذبة الصغيرة أو الحقيرة.

تح11ريم على دليل الثاني: الحصر االشكال ورسوله الله على الكذب خصوص نه يستفاد من وجود أداة الحصــر )إنمــا( فيإكما

ن المراد هو الكــذب على اللــه تعــالىإ :اآلية السابقةــة أن المــؤمن،ال األعم ورسوله وذلك بضميمة بداه

إذ ليســـ وهــو مشــهود بالوجــدان ـــقد يكــذب أيضــا اللــه هم الــذين يكــذبون دونبآيــاتالذين ال يؤمنــون

غــيرهم، لكن المــؤمن ال يفــتري الكــذب على اللــهورسوله بما هو مؤمن أبدا، وال بهذا القيد عادة.

ــل: ــذب إنهوالحاص ــد الك ــو أري ال يصــح الحصــر ل و حقــيرأبجنسه وإطالقه الشــامل لكــل كــذب صــغير

ويصــح لــو أريــد من،حتى في مثل األمــور الشخصــية فهــو المــراد ال،(1)الكذب مــا كــان على اللــه ورســوله

غير. ن الكذب ليس مما ال يصدر إال منإ أخرى: وبعبارة

نـه قـد يصـدر من المـؤمن في بعضإغـير المـؤمن؛ ف نأاألحوال، فيكون ذلك قرينــة وجدانيــة شــاهدة على

ــة الكريمــة هــو خصــوص المــراد من الكــذب في اآلي

في المؤمــنين وألمــير العابــدين زين لإلمام كالم عليه )?( ويدل1: الســجاد اإلمــام قال ،األدعية بعض ــك x ت ــك وعxز x أردت ما وجالل

xي يت xــ xمعص ــك ب يتك وما مخالفت ــ xذ عص يتك إ ــ ــك وأنا عص x اك ب وال شــــك x xنكال ــل ب xــك وال جاه x xعقوبت ض ل ــر xن متع ولت ولك ــ ي لxي س xنفســ xي xك على وأعانن xهx المرخى سترك ذل .علي ب

27

حرمة الكذب نــه الــذي الإالكــذب على اللــه ورســوله ال مطلقــه، فومستثنياته

يصدر إال من غير المؤمن وسيأتي مزيد توضيح وتنقيح.تعالى ـن شاء الله إ ـلهذا اإلشكال على السياق قرينة الثالث: داللة اإلشكال

اإلطالق عدم الكــذب خصوصشهادة قرينة السياق على إرادة وهو ما يعبر عنه،على الله ورسوله، ال مطلق الكذب

نهإ و، الجو العام لهذه اآليات:البعض بتعبير عرفي هو يدل ويشهد على أن المراد في اآليــة من الكــذب هــو

في أصــول وهي الكــذب الكــذب منالحصــة الخاصة الــدين، وذلــك ظــاهر عنــد مراجعــة تمــام اآليــات فيــة وهي ــا المبارك ــتملة على آيتن ــل المش ــورة النح س

( من ســورة النحــل، قــال تعـالى:109 ــ100اآليات )ذا بدلنا آية مكان آيةx ما أنت(1)وإ xن ل قالوا إ xما ينز ه أعلم ب والل

ـرهم ال يعلمـون ـل أكث ـه روح القـدسx مxن (2)مفتر ب ل قـل نزxمxين ل xلمســ رى ل ــوا وهــدى وبشــ ذxين آمن ت ال xيثب ــالحق ل x ك ب رب

ر ــ ــه بش م ــا يعل م xن ـون إ ـ هم يقول ــد نعلم أن ان الذxي(3)ولق ــ xس ل نهإو لذلك بالنبي يستهزئون المشركون وكان للنسخ إشارةـ( ?)1

يصدر كيف نهإو الله على ـ بالله والعياذ ـ كذبه على دليل ثم حكمايغيره؟

في هذا لكن كالتخصيص نهإو النسخ، حكمة عن غافلون فهمـ( ?)2ــرادأال ــان، في وذاك ف ــؤقت الواقع في الحكم نإو األزم م ــا ثبوت

كونه إظهــار عـدم اقتضت المصـلحة لكن البدايــة، ومن إال مؤقتــا النجــوى ومثالــه: آية وغيرهــا، االمتحــان لمصلحة أمده، انتهاء بعد

الصدقة. وفرضق وكــان بلعام به أرادوا وقيل ،سلمان به أرادوا قيل(ــ ?)3 بمكة ينــا

من وهما ـــ خــير( أو جــبر )أو ريبجو يسار به أرادوا وقيل ،نصرانيا. الرومي عائش به أرادوا وقيل ،نصرانيين وكانا ـ التمر عين

.595 ص6 ج انيالب مجمعراجع: إلى ينسبون كانوا وأخرى فترة بين لعلهم إذ جمع، مانعة أقول: ال

28

الفهرسxليهx أعجمxي xين(4)يلحxدون إ xي مب ان عــرب xســ ذxين ال وهذا ل xن ال إ

xيم ــذاب أل ه ولهم ع ــدxيهxم الل هx ال يه ــاتx الل xآي ــون ب ــا يؤمxن م xن إxك هم هx وأولئ ـاتx الل ــ ـ xآي ـون ب ــ ـ ذxين ال يؤمxن ـذxب ال ــ ـ ـرxي الك ــ ـ يفت

ــه الكاذxبون ــرxه وقلب من أك xال xــهx إ xيمان هx مxن بعــدx إ xالل من كفر بب xالكفرx صدرا فعليهxم غضــ xن من شرح ب xيمانx ولك xاإل xن ب مطمئ

هx ولهم عذاب عظxيم .مxن الل : الظه11ورالث11الث اإلش11كال عن الج11واب

فيه والمناقشة بحجة، ليس السياقي ن الظهور السياقي ليسأن المعروف إ عليه: ويرد

بحجة فال يخصص العام وال يقيد المطلق. ن الظهــورأ بإنكــار كليــة مبنى:ذلك عن يجــاب وقد

ــياقي ليس بحجة ــتظهار ،الس ، في الجملةحجيته واس. وإن لم تكن بالجملة

وأثره السياقي الظهور في التشكيكيةــون من: فتارة؛إن السياق على أنواع توضيحه: يك

ــقط الظــاهر عن ــورا أو يس ــنع ظه ــوة بحيث يص الق بإحدى وهو على ثالثة أقسام من حيث إخالله ،ظهوره

الثالثة.مقدمات الحكمة فيبقى اإلطالق، ال يمتلــك القــوة:وتــارة أخــرى

يصــلح غاية األمــر ،على إطالقه والعموم على عمومهن يكون مؤيدا.أ

الضعيف السياق أمثلة من :ومن أمثلة السياق الضعيف

ــهم هؤالء أحد إلى نسب بعضهم أو آخر، إلى ثم شخص إلى وبعضوهكذا. آخر

قد العجمي فــإن العجمي غــير وهو فصــيح، غــير أي عجميأ(ــ ?)4عربيا. كان وإن الفصيح فغير عجميأال أما فصيحا، يكون

29

حرمة الكذب ومستثنياته

يوما صم يوما صم ـ أ ـــ ولكن (1) في فوائــده ما ذكره الميرزا النــائيني

م يوما) :بتأطير آخر ـ وهو ما لو قال المــولى صــمصــ (، ففي مثـــل هـــذه الجملـــة يقـــع التعـــارض بينيوما

الظهور السياقي في التعــدد والـذي مفـاده التأســيســور اللفظي،فيكون المراد هو صيام يومين وبين الظه

في وحدة المتعلق، وهــذا الظهــور أقــوى من الظهــور .السياقي فيتقدم عليه

ــق إن ظاهر )صم يوماوتوضيحه: ( أن األمر قد تعل بصرف إيجاد الطبيعة، وكذلك الحال في األمر الثاني،

.فال يكون األمر الثاني إال تأكيدا ن كالإوعليه: فلو تحقق فرد من أفراد الطبيعة فــ

، قد امتثل بذلك الفرد(2)األمرين فيكون المورد تأكيــدا فيسقط األمران كالهما، لكن ضــمهما إلى،ال تأسيسا

لكنه، أفاد إرادة التعددـ وهو الظهور السياقي ـبعض مرجوح أضعف.

نإ فــ ـــوهــو اآليــة الشــريفةـ وفي محــل البحث أضــعف من في العمــومالظهور اللفظي لـــ)الكــذب(

في خصوص الكذب على الله وعلىالظهور السياقي وإال،، إذا كان بلحــاظ وقوعــه متعلقــا لالفــتراءرسوله

.(3) فتأمل،نه أقوى منهإف

اإلسناد ومجازية الرفع حديث ـ ب

.493 ـ492 ص2 ج:األصول )?( فوائد1 نإفــ وإال ،الظــاهر على مبــني مسامحي األمرين بكال التعبير )?(2

الميرزا. كالم حسب لألول تأكيد الثاني العزيز الكتــاب آيــات من الكثــير في يجــري هــام بحث )?( وهــذا3

الشريفة. والروايات

30

الفهرس نإ فــ؛ يصــلح أيضــا كشــاهد آخر(1)وحــديث الرفع

ســياقه يقتضــي مجازيــة إســناد الرفــع فيــه إلى أكــثر كما في رفع ما اضطروا إليه،(2)الفقرات في الحديث

وكــذا الخطــأ والنســيان ومــا ال،ومــا أكرهــوا عليه يطيقونه والطــيرة والوسوســة، فــالرفع هنــا هــو رفــع

ــريعي وليس رفعا ــك تكوينياتش ــولى فيأ؛ وذل ن الم مقام التشريع كما هــو واضــح، وحيث إن هــذا )الرفــع التشريعي( تعلق بـ)ما اضطروا إليه التكويني( فيكــون

. (3)مجازا فالبد من تقــدير شــيء في هــذه الفقــراتوعليه:

فيكون المعنى )رفع حكم،مع كلمة الرفع وهو )حكم( وكذلك الحال في )ما أكرهوا عليه(،ما اضطروا إليه(

ونظائرها. ن اإلسناد في هــذه الفقــرات إســنادإ والمتحصــل:

مـاأ و،مجازي، وهذا هــو الظــاهر من السـياق ومفـاده ن الرفــع من الممكنإفي فقرة )رفع ماال يعلمون( فــ

ن يكون حقيقيــا، فيكــون اإلســناد حقيقيــا كــذلك؛ ألنأــولة يمكن ــا( الموص ــهأ)م ــا )الحكم( نفس ــراد به ن ي

ن الحكم الذي ال يعلمه اإلنسان يرفــعإفيكون المراد: ، وههنــا فــإنمن قبله تعالى فال حاجة ههنا إلى تقــدير

فيالظهور السياقي في كون اإلســناد مجازيــا عموما حديث الرفع ال يخــل بظهــور اإلســناد األولي الحقيقي في )رفــع مــاال يعلمــون( حــتى يصــرفه إلى المجــازي

وذلك ألن الظهـور الســياقي؛(4)المتوقف على التقدير463 ص2 الكافي: ج (?)1 فيها بل(?)2 .واحدة عدا جميعا.التكوين يرفع ال التشريع )?( إذ3ــان كما ـ )فعل( هو بالموصول المراد يكون نأ ب)?(4 االضــطرار ك

31

حرمة الكذب هنا ضعيف فال يخل، فتبقى تلك الفقرات على مجازيةومستثنياته

اإلســـناد فيمـــا تبقى هـــذه الفقـــرة على ظاهرهـــا هذا.(1)الحقيقيالقوي السياق أمثلة من

فيتقــدم جــداوقــد يكــون الظهــور الســياقي قوياعلى معارضاته، ومن ذلك:

الشرطية الجملة سياق 1أ مثــاال(2) في مبحث آخر ما ذكره الميرزا النائيني

لــذلك، وهــو ظهــور ســياق الجملــة الشــرطية في أن الشرط علة منحصرة للجزاء، فهذا الظهور هو ظهــور

نإ كما في )إن جاءك ضيف فأكرمــه(، فــ،قوي وحجة ن المقــدمأالظهور السياقي العرفي في المقــام هــو

في الجملــة الشــرطية )مجيء الضــيف( علــة للتــالي فيكــون الســياق في هــذه الحالــة،)وجــوب اإلكــرام(

ــوعةأ ب: ولكن قد يقال،حجة ن الجملة الشرطية موض وتحقيق ذلك موكول إلى األصول. ،فادة االنحصارإل

واقتلهم الفساق أهن سياق 1 ب :ومن أمثلــة حجيــة الســياق مــا لــو قــال المــولى

ن الظهــور الســياقي هنــاإ)أهن الفســاق واقتلهم(، فــ ،يعارض واحدا من أقوى الظهورات وهو ظهـور العـام

ن )الفساق( جمع محلى )بــال( فيفيــدإ ف،ويتقدم عليه ن قرينــةإ، ومــع ذلــك فـــــ بحســب الوضــع ـــالعمــوم المرفوع واإلكراه ــذا الجملة تقدير فيكون ـ فعال أي فعل رفع :هك

يعلمونه. ال فعل حكموذلك1 من مجموعة ليهإ ذهب ما وعلى التحقيق على )?(

.محله من يطلب ذاك حول بحث على األصوليين،.481 ص2: جاألصول )?( فوائد2

32

الفهرس ليس قتلن المراد قطعاإ حيث ؛السياق تتقدم عليه

بل المراد قتل بعض أصنافهم كالقتلــة،جميع الفساقــوهم ــة اقتل ــيين، فببرك ــار الحرب ــة ـ والكف وهي قرين

ن المــراد من الفســاق المتعلــقأ يســتظهر ـــســياقية هن( أيضــا هــو خصــوص القتلــة والكفــار الحربــيينألـ)

ــاء: نعم يمكن القول باالستخدام،وأشباههم منهم بإبق والقــول باالســتخدام في،)أهن الفساق( على ظاهره

ن نرجعه إلى بعض ما عاد إليه ال كله،أضمير اقتلهم بن الظهور السياقي اآلنف الذكر أقوى منه. أإال

على الس11ياقي الظه11ور م11راتب تط11بيق الكريمة اآليةــمإن :مــا المقــام، وهــو اآليــة الشــريفةأو ــتفا ي يxر

ن لدينا مطلقا وهـو )الكــذب(، واألصـل فيإ ف،بذxالكـعل( أنها للجنس، كما هو الحال في ا) ـ ه البي (1)أحل الل

قرينة ســياقية(2)إذ ال توجد فيه؛ المراد به مطلق البيععلى التقييد.

للتقييد ثالثة وجوهــمإنولكن توجــد في اآليــة ــتفا ي وجــوهبذxــي الكxر

أ ب:ثالثة قد يقال نها تفيد نفي إطالق )الكذب(؛ اعتماداعلى قرينة السياق:

من األولى المقدمة ينفي الس1111ياق 11111 أ الحكمة مقدماتــونإ األول: الوجه ــإحراز ك ــل ب ــد يخ ــياق ق ن الس

ــل اإلطالق؛ ــد أص ــان فال ينعق ــام البي ــولى في مق الم

.275البقرة: سورة (?)1البيع. الله أحل في(?)2

33

حرمة الكذب ومستثنياته ــة ــ ــاء المقدم ــ ــة(1) مقدماتهاألولى منالنتف ــ في اآلي

المــولى جــل وعالالشريفة، وذلك لعــدم احــراز كــون في مقام بيان تحريم مطلــقيفترxي الكذxب :في قوله

الكذب، وإنما المسلم المحرز هو أن كالمه تعالى عن أيضا. الكذب على الله تعالى أو على رسوله افتراء

ما استظهره الشــيخ الطوسي:ويؤيد ما ذكرناهــه قــال: )ثم ــذي يتخــرصأخــبرفي تبيان تعــالى أن ال

الكذب ويفتري على الله هو الذي ال يؤمن بآيات اللــهــاذبون...( ــ ــدها وهم الك ــ ــال،(2)ويجح ــ xك هم : وق وأولئ

ـاذxبون ـ ــوله على الك ــه( رس ــوا علي ــا ادع (3)فيم

انتهى. ن اآليــة في مقــام اإلخبــار وليسإوحاصل كالمه:

نه قــد تلقى كــون اآليــة خاصــة بالكــذبأاإلنشاء، كما وليس عن،على اللــه ســبحانه وتعــالى وعلى رســوله

تحريم مطلق الكذب.

من الثانية بالمقدمة يخل الس111ياق 1111 ب الحكمة مقدمات فيما نحنن السياق ال يخللو سلم إ الثاني: الوجه

لكنــه قــد بالمقدمة األولى من مقدمات الحكمــة، فيه تكون هناك قرينة على الخالف(أال ): بالثانية منهاأخل

الســياق في هــذه اآليــات يصــلح كقرينــةحيث إن، (4)ــدمات على يتوقف ـ المشهور بحسب ـ اإلطالق نإ ف(?)1 ثالث مق

فقــط، واحــدة مقدمة على بل مقــدمتين على توقفه الظاهر لكن.محله في هناحقق كما

.428 ص6 القران: ج تفسير في التبيان (?)2.428 ص6 القران: ج تفسير في التبيان (?)3 مقــام في مــتيقن قــدر يكــون ال نأفهي: بترتيبنا الثالثة ماأ و(?)4

ــا، صــغرى نهاإف الثانية في مندرجة نهاإ والحق التخــاطب، نعم له

34

الفهرس على إرادة الخالف، فال ينعقد اإلطالق النتفاء المقدمة

الثانية.

الوجهين بين الفرق وهــو:والثاني،وهناك فرق دقيق بين الوجه األول

مــاأ و،نه إذا لم تتم المقدمة األولى فال ينعقد الظهورإــةأنه ينعقد إال إإذا تمت ف ن القرينة على الخالف مانع فالظهور موجــود، لو كانت منفصلة الجديةعن إرادته.(1)غير مراد

بناء على الوجه األول ال توجــد إرادةأخرى: بعبارةو نه حتى لو أحرزنــاإما على الوجه الثاني فأاستعمالية،

انعقـــاد اإلرادة االســـتعمالية على اإلطالق لكن يبقىالكالم في اإلرادة الجدية والمراد الجدي.

وفي، الوجه األول ال يوجد اقتضاء فيآخر: وبتعبير الوجــه الثــاني يوجــد المقتضــي إال أن المــانع موجــود

.(2)فيتقدم عليه نظير الفــارق بين المخصــص المتصــل(3)والمقام

والمنفصل، فلو قال المولى: )أكــرم العــالم( فالعــالم نإمطلق، أما لو قال المولى: )أكرم العالم العادل( ف

ــيقا وتكــون اإلرادة، من البدايةاإلطالق ســينعقد مضــذ البد ــيقة من ــتعمالية ض ــدتءاالس ــد انعق ــا ق ، ال إنه

أثر. بذي ذاك وليس المقدمتين، ترتيب عكسوا المشهور ويمكن التعـــارض، مبـــاحث في ذلك المؤلف الســـيد فصل(?)1

.m-alshirazi.comالتقى: مؤسسة موقع على ذلك مراجعة ذكر ولكن ي،تاآل ثــالثال وجهال قبيل من مرأال نأ نــرى )?( ونحن2

يســــتظهر قد لمن الفائــــدة لتعميم هو الثــــاني وأ األول الوجهحدهما.أ

ــدمات من األولى المقدمة فقد(?)3 ــ ــدم الحكمة مق ــ المقدمة وعــة، ــير الثاني ــام المخصص األول ونظ ــير المتصل للع ــاني ونظ الث

المنفصل. للعام المخصص

35

حرمة الكذب واسعة ثم ضيقت بعد ذلك باإلرادة الجديــة، ولــو قــالومستثنياته

بقرينــةقــال المولى: )أكرم العالم( ثم بعد ذلك بفترة نــه فيإمنفصلة: )أكرم العــالم العــادل( فــالفرق هنــا

ــة )أكرم العالم( قد انعقدت اإلرادة االستعمالية مطلق بداية، ولكن دلت القرينــة المنفصــلة على عــدم إرادة اإلطالق االستعمالي البدوي وأثبتت أن المراد الجــدي

من العالم هو العادل.ــه يتولدوعل ــذا الوج ــانى ه ــال ث ــة احتم في اآلي

ن )الكذب( بحسب اإلرادة االســتعماليةإ :الشريفة هو ولكنه بحســب اإلرادة الجديــة وببركــة اآليــات،مطلق

ــد ـ(1)إذا اعتبرناها كقرينة منفصلةـ السابقة نرفــع الي عن اإلرادة االســتعمالية المطلقــة فنقــول إن قولــه

ــذxبتعالى: ــرxي الك ما يفت xن ن كــان ظاهرهــا اإلطالقإ وإ ولكن قرينـــة،وأن المـــولى في مقـــام بيـــان التعميم

بأصول الدين. قيدت )الكذب( (2)السياق

لخ111روج موجبة الس111ياقية القرينة 1111 ج)المطلق( دائرة عن تخصصا اللفظ

ن قرينــةإ ـــوهو مقتضــى التحقيقـ :الثالث الوجه الســياق قــد تكــون موجبــة لخــروج اللفــظ عن دائــرة

علىـــفي االقتضاء، وهذا الوجــه تنياإلطالق تخصصا ف الوجه األولمتقضى إذ ، أقوى مما سبقـفرض ثبوته

ــو تمت لكــانت دافعــة للمقدمــةأن ــة الســياق ل قرين األولى من مقـــدمات الحكمـــة ومانعـــة من انعقـــاد

ــىاإلطالق مع بقاء داللة اللفظ على الطبيعة، و مقتض الخــروج عن دائــرة اإلطالق موضــوعيهذا الوجــه أن

xذاتعالى: قوله إذ )?(1 لنا وإ ه آية مكان آية بد xما أعلم والل ل ب قالوا ينزما xن .فتأمل ،بآيات اآلية تسبق مفتر أنت إ

منفصلة. المقام في نهاأب وقلنا بها سلمنا إن(?)2

36

الفهرسينفي داللة اللفظ على الطبيعي.

ن قرينة السياقإن مفاد هذا الوجه هو: أ توضيحه: ن )ال( في )الكــذب( هي للعهــدأ اســتظهار (1)أوجبت

و الــذكري، عكس الــوجهينأو الحضــوري أالــذهني ــنا هنـــاك ن مـــدخول )ال( هـــوأاألولين حيث افترضـ

ــاك في أن ــان الكالم هنـ ــد كـ ــة، فقـ الجنس والطبيعـــراز كــون ــا من خالل عــدم إح الطبيعــة ال إطالق له

فيكــون المقــام نظــيرـ المــولى في مقــام البيــان أو كانت واســعة بحســب اإلرادة ـ،المخصص المتصلــة على الخالفـ قت االستعمالية ثم ضي بحسب القرين

ــد المنفصل ــاديق المقي ــتي هي من مص ــوال اإلرادة ـالجدية.

ن )ال(أ فإننا لو ذهبنا إلى في الوجه الثالث:وأما ــد، فإنها ــة(2)هي للعهـ ــيرة إلى الطبيعـ ــون مشـ ال تكـ

بل إلى الفرد أو األفراد.،والجنســالم،إ ذلك: وتوضيح نه لو مر عالم فقلت: أكرم الع

ــية وحكم ــذه قضــية شخص ــا حضــوري فه ــد هن فالعهــا على الطبيعة،شخصي ــب الحكم فيه ــل، ولم ينص ب

والحــالـ، والفــرد ال قابليــة لــه لإلطالق ـــعلى الفرد ــالم ــررت بع ــا في: م ــذكري كم ــد ال ــذلك في العه ك

في العهد الذهني.وفأكرمت العالم، إمــا؛ن العهــد في )الكــذب(إوفي آيتنا الشريفة ف

ــون ذهنيا ــالأن يك ــالو ذكرياأ ، على احتم على احتم اآلية تتحدث عن أفراد، وعلى كال االحتمالين، فإن آخر

خاصــة من الكــذب تشــير إليهــا، وليس الحكم منصــباعلى الطبيعة بما هي.

ــة وليســتإ آخر: وبتعبير ن القضية في اآلية خارجيأوجبت. إذا فيما أو(?)1الرأيين. على القرائن، ل( أوا) أي)?( 2

37

حرمة الكذب حقيقية، وسياق اآليــة ينطــق بــذلك فإنهــا تتحــدث عنومستثنياته

فيقــول، بتهمــة خاصةناس خاصين اتهموا الرســول ــالى بحقهم: ــالى: أنتمتع ــه تع ــترون، فقول ــا المف م xن إ

قضية خبرية بنحــو القضــية الخارجيــة،...يفترxي الكذxبوليست إنشائية بنحو القضية الحقيقية.

ــورتينوالحاصـــل: ــوع اإلطالق في الصـ إن موضـ األوليتين محفوظ؛ حيث انصــب الحكم على الطــبيعيد، أو كان من دون كون المتكلم في مقام البيان ثم قي فيوجد هنا لفــظ صــالح لإلطالق، لكن المــولى لم يكن في مقامه أو أنه قيــده، أمــا حســب اإلشــكال الثــالث فإنــه ال موضــوع وال محــل قابــل لإلطالق أصــال، فهــو

و قــولكقولــك )أكــرم زيــدا( أو )أكــرمت زيــدا(، أالشاعر:

ولقد أمر على اللــئيميســـــــــــــــــــــبني

فمضـــيت ثمـــة قلت اليعنيـــــــــــــــــــــــني فراد خاصــة،أل( في اللئيم تشير إلى فرد أو ا)ـف

ــوزة في ذهن ــة مرك ــية خارجي ــو عن قض ــار ه واإلخب القائل، وقد أشار إليهــا إجمــاال بقولــه )اللــئيم( وليس

. فتأمل،القصد طبيعيه وإن لوحظ مرآةــق: نــه يوجــد في العهــد الــذهني وأخويــهإ والتحقي

به المقصود: احتماالن كالهما يتم ن )ال( التي هي للعهد الــذهني أوإ: األول االحتمال

ــذكري إلى الفــرد الخــارجي(1)و الحضــوري تشــيرأالبالمباشرة ودون توسيط الطبيعة، واألمر هنا واضح.

ــير إ الثــــاني: االحتمــــال ــ ــا تش ــ ــبيعيإنه ــ لى الط وليسلإلطالققابــل ي، وهــذا أيضــا ليس (2)المتمصدق

القولين. على ل(،ا) ال تشير، القرائن أو )?(1الطبيعة. من الحصة أو(?)2

38

الفهرس ن الحصة المتمصدقة غير قابلة لإلطالقإ ف؛محال له

ن كليهمــا ممتنــع في الكلي المتمصــدقإ ف؛وال للتقييدــدق ــو متمص ــال،من حيث ه ــةإ : أو يق ــير قابل ــا غ نه

ــ،(2) لم تكن قابلـــة للتقييد(1)لإلطالق إذ ن التقابـــلإ فـ ضعب بينهمــــا تقابــــل الملكــــة والعــــدم على رأي

المتنع اآلخر؛ بل حــتىأحدهما ولو امتنع ،(3)األصوليين فتأمل. ،لو قلنا بأن التقابل هو تقابل الضدين

في لا الث111111الث: إن اإلش111111كال حاصل )الكذب( للعهد

في اإلشكال الثالث هو: أن المستظهروالمتحصلــرxيمن )ال( في )الكــذب( في قولــه تعــالى: مــا يفت xن إ

نها للعهد الذهني أو الــذكري بلحــاظ مــاأ هو ...الكذxبهجاء في اآليات الســابقة: ــة والل ــان آي ــة مك لنا آي ــد xذا ب وإ

ما أنت مفتر xن ل قالوا إ xما ينز ، وهذا العهد الـذهني(4)(أعلم بــه يشير إلى أفراد خاصة من الكذب، وهي ما نطقوا ب

وتكــذيبهم كــون القــرآن من،من تكــذيبهم الرســول نه يشــير إلى الحصــة المتمصــدقة منأو أالله تعالى،

نإ :الكــذب، وعليــه فال موضــوع لإلطالق حــتى يقــالاآلية مطلقة.

ذلــك؛ قــال: ولعل ظاهر صــاحب فقــه الصــادق ــاهر من إ) ــات ن الظ ــة اآلي ــريفة بقرين ــة الش اآلي

ــاه إرادة المكذبين للنبي ...السابقة عليها ــا ادع فيم من كون ما يأتي به من عند الله هم الكاذبون ال النبي

انتهى، وظاهره ما ذكرنــاهـ(5)( فيكون الحصر إضافيا فتدبر. االحتجاج، وجه بلحاظ أدق، العكس ولعل(?)1 بالنســبة نهإف الحــاالت بلحــاظ ال المصــاديق، سائر بلحاظ أي(?)2

متمصدق. غير لها.155 ص1 ج:األصول فوائد (?)3.101النحل: ( سورة?)4.417 ص14ج:: الصادق فقه(?)5

39

حرمة الكذب ومستثنياته من كون القضية خارجية.

الوجــه الثــالث من قرينيــةنــه على أوبذلك يظهر ال موضوع لتــوهم التعــارض أو التخصــيص بينالسياق

ك همx هx وأولئ ــاتx الل xآي ــون ب ذxين ال يؤمxن ــذxب ال ــرxي الك مــا يفت xن إــاذxبون ونظــائره، وبين مــا دل على جــواز التوريــةالك

والمبالغـــة والكـــذب في المـــزاح، وإن فـــرض كـــوناألوليين كذبا ن التعــارض هــو فــرع وجــودإف؛ موضوعا

ولكنـ كمقتض ـنه لو وجد الموضوع إاإلطالق فيها، فــرط اإلطالق ــ ــد ش ــ ــد اإلطالق فال (1)لم يوج ــ لم ينعق

تعــارض، كمــا في الصــورة األولى، فكيــف لــو ارتفــع كمــا في الصــورة الثالثــة؛ إذ الموضــوع اإلطالق أصال فــإن موضــوعه هــو الطــبيعي ال،موضوع لإلطالق أبدا

الفرد. لقرينية الثالثة الوج1111وه بين ما الف1111رق

اإلطالق عدم على السياقــير ــر: وبتعب ــإ آخ ــه األول: ف ــه في الوج ــةإن ن قرين

إذ المـــولى؛ (2)الســـياق واردة ونافيـــة لإلطالق نفسهــذه الجهة ــان من هـ ــام البيـ ــد،ليس في مقـ فال ينعقـ

اإلطالق.ــةإ ف:ما في الوجه الثانيأو ن قرينة السياق حاكم

ـــن كان في مقام البيــان إن المولى وإو مخصصة، فأ فتخصص، ولكن القرينة على الخالف موجودةـ فرضا

ما وسعته اإلرادة االســتعمالية وتضــيقه بحــدود اإلرادةالجدية.

ــالث: فــ ــةإوفي الوجــه الث ــة الســياق نافي ن قرين فهي تنفي، فكأنهــا واردة مــرتين،لموضــوع اإلطالق

البيان. مقام في المولى كون )?( وهو1القابل. للمحل ال أي لموضوعه ال )?(2

40

الفهرس.(1)موضوع اإلطالق فكيف به؟

قرينة ح11111ول معمق بحث إلى ال11111دعوة السياق ن مبحث قرينيـــةأن نشـــير إلى أ ال بـــد من وهنا

السياق من المباحث التي لم تعط حقهــا من التــدقيقــاحث والتحقيق في علم األصول، نعم هناك بعض المب

نإ، وفي تصــورنا فــ(2)ـ كبرى وصغرى ـالمتفرقة فيها هذا المبحث يســتدعي من األعالم على األقــل مجلــدا

من البحث والكالم؛ وذلــك أن الكثــير من آيــاتكــامال و مــا أشــبهأن الكــريم المســتدل بهــا على حكم آالقر

و عمومات، والسياق القرآني هو سياقأهي مطلقات ن هــذا الســياق يخــل بــإطالقأفريد، فربمــا اســتظهر .مضى والحق التفصيل كما ،المطلق وعموم العام

تفيد المقابلة الراب1111ع: قرينة اإلش1111كال مطلقا ال الكذب من مصاديق إرادة

على االســتدالل باآليــة على حرمــةالرابع اإلشــكالــامأ أن اآلية واضحة في :مطلق الكذب هو نها في مق

ــتين ومن ثم كالمين ــل بين مجموع ــان التقاب وهي،بيــار من جهة ــة الكفـ ــول ،مجموعـ ــة الرسـ ومجموعـ

في مطلق أي على تطبيقها يمكن والبحوث اإلشكاالت )?( وهذه1.كبيرة ستكون فالفائدة بالسياق، ىمبتل الكريم نآالقر

قلأ وأ أكثر وأ صفحتين وأ ةحصف من أحيانا البحث يكون )?( فقد2 يحتاج البحث ولعل وغيره، النائيني للميرزا األصول فوائد في كما

ــفحة500 لىإ ــ ــيري البحث من ص ــ ــولي التفس ــ والبالغي واألص من حقه أعطي لو الســياقي الظهــور مبحث ولعل ذلــك، لتحقيق هو مما بــأدق الســياق أنــواع تصــنف ثم والتــدبر والتدقيق البحثــائج لخرجنا منه بأوسع وأ مذكور من حــتى الجملة في مغــايرة بنتــة، الناحية ــتكون النظرية الناحية من ماأو العمليـ ــاحث فسـ المبـ

أكثر بذلك والتفسيرية، األصولية .واتقانا وسعة عمقا

41

حرمة الكذب وأتباعه من جهة أخــرى، والتقابــل بينهمـا بلحــاظ كالمومستثنياته

الطرفين وليس بلحاظ المجموعــتين كأشــخاص، ولــو ضد الرسول األكــرم الحظنا ما صدر منهم من تقول

نــه كــان كالمــا خاصــا وقضــية جزئيــة معينــةأفســنجد وحاشـــاه منـ ن النـــبي إ تقـــولهم:ومحـــددة هي

نأ كان يكذب في دعواه، وفي قبال ذلــك نجــد ـذلكذxين الالله تعــالى يــردهم بقولــه: ــذxب ال ــرxي الك مــا يفت xن إ

ــاذxبون xك هم الك هx وأولئ ــاتx الل xآي ــون ب اآلية بصــددف، (1)يؤمxن و نوع خاص من الكذب في دائــرة أصــولأبيان صنف

المقابلة. : الدين، والقرينة عليه هي : الع111دولالرابع اإلش111كال في المناقشة

أك111ثر الحقيقية إلى الشخص111ية القض111ية من فائدة

ــا ــرد عليه ــد ي ــلكن ق ــةـ ــة وقريني ــة المقابل قرينــولىأن صح إال إن ذلك وإ ـ:التقابل نه ال ينفي أن للم القضــيةمن أن يعــدل ـــ لمزيــد الفائــدة ـــالحكيم

إلى قاعدة كلية تشملهم وغيرهم.فيحولها الشخصية نهأ في الم111ولى ج111واب ال111رد: ظه111ور

شخصي ولكن الظاهر من لحاظ مجمــوع الكالم في اآليــة

ن جــواب المــولى تعــالى هــوأ :المباركة والمقابلة هوــة، ــة خارجي جــواب خــاص عن قضــية مصــداقية جزئي

، وذلــك وإن كــان خالف األصــلوليس بيانا لحكم كليــل وغيرهاإال أن ــ ــة التقاب ــ ــدهاقرين ــ فال إطالق ، تعض

.يستفاد منه تحريم الكذب مطلقا

.105النحل: ( سورة?)1

42

الفهرس )ع111دم اآلية مف111اد:الخ111امس اإلش111كال

الحرمة يفيد كذبهم( فال أوجب اإليمان ما ذكره على االستدالل باآلية هو: الخامس اإلشكال

)فــالمراد من الكــاذبين هم بقولـه: في فقه الصـادق المكذبون لــه من اليهــود والمشــركين غــير المؤمــنين بالله ورسوله الذين صدر عنهم الكذب لعدم إيمــانهم،ــدل ــان، فال ت ــروجهم عن اإليم ــذب أوجب خ ال أن الك

انتهى. (1)على المطلوب(ما يفترxي الكذxب: قوله تعالى منطوقنبمعنى: أ xن إ

( :الــذين ال يؤمنــون بآيــات اللــه هم فقــط الــذينهو فال تــدل على الحرمــة، عكس مــا لــو(يفترون الكذب

على الحرمــةفكــانت تــدلكان منطوقها عكس ذلك، وإال فال.

وجبأن عــدم اإليمـان أ ظاهر اآليـة أخرى: وبعبارة كذبهم وهذا ال يفيد حرمة الكــذب، عكس مــا لــو كــان

اآلية هكذا: )كذبهم أوجب خروجهم عن اإليمــان(مفاد ، وإن من بـابنه يفيد حرمـة مطلــق الكــذب حينئــذإف

المقدمية. أريــد من الكـــاذبين خصــوص اليهــود والحاصـــل:

والمشركين الذين صــدر عنهم الكــذب، فال تــدل على المطلوب وهو حرمة الكذب الصادر من كل أحد حتى

. فتأمل،المؤمن أي حرمة مطلق الكذبيمكن إيراد هذا الوجه بصياغة أخرى، وهي: ثم

ي11دل فال عمأ الالزم:لإلش11كال آخر بي11اناألخص على

.417 ص14: ج الصادق فقه(?)1

43

حرمة الكذب ومستثنياته عم من الحـــرام ومنأإن عـــدم اإليمـــان الزمـــه

وأن عــدم اإليمــان من العلــل التوليديــة إالمكــروه؛ فــ بــأن عــدم:اإلعدادية للحرام ولمطلق القبيح؛ فلو قلنا

؛ دل ذلك على قبح الكذب ال أكثر،اإليمان أنتج الكذبــيرا ــان كث ــدم اإليم ــةألن ع ــل الخلقي ــد الرذائ ــا يول م

وهي قبيحة وليســت بحــرام مــا لم(1)كالحسد والحقد )إن عــدم اإليمــان أنتج:تظهر بما هو محرم، فلــو قلنا

ن ننتقــل من ذلــك إلى االســتنتاجأالكــذب( فال يصــح نــهإالتــالي فنقــول: )فالكــذب حــرام ألنــه معلولــه( ف

استدالل باألعم على األخص. ن قولنـــا: )غـــير المؤمـــنين باآليـــاتإ :والحاصل

نهم يعملــون القــبيحأيفترون الكــذب( ال يــدل إال على .(2) أو مكروهااألعم من كونه حراما

اإلشكال عن جوابان المطـــروحولكن يمكن الجـــواب عن اإلشـــكال

بجوابين، وهما:

ال الحرمة على يدل اآلية في أوال: الحصرالقبح مجرد

لــرد داللـــة اآليـــة على الحرمــةبيـــانينإن كال ال المطلقة ليس بتام؛ وذلك بسبب الغفلة عن قيــد مهم في اآلية الشريفة استفيد من أداة الحصر )إنما( وهو:

ن اآليــة الشــريفة ليس معناهــا )عــدمإ فــ)هم فقــط(، األداةه معنى اآليــة مــع هذ، بلاإليمان موجب للكذب

ــائر1 ــفات )?( وس ــلبية الص ــالطيرة الس ــتي والوسوسة ك هي والإيمانه. نقص من في موجودة

افــتراء نإ نقــول حــتى حرام هو هؤالء من صدر ما كل )?( فليس2حرام. فهو منهم صدر حيث الكذب

44

الفهرســذين ــه هم فقــط ال ــات الل ــون بآي ــذين ال يؤمن هــو )ال يفــترون الكــذب(، أي )عــدم اإليمــان الخــاص مــوجب

.للكذب( أو )عدم اإليمان منهم فقط موجب للكذب اإلشـــكالينوهـــذا القيـــد )هم فقـــط( يـــدفع كال

ــة تامــا على حرمــةه بلحاظــ ســيكون االســتدالل باآليــذ ال يكــون ؛(1)مطلــق الكــذب نأعم؛ لأ إذ الالزم حينئ

عــدم اإليمــان بــأن فإننــا لــو قلنا،الحصر يفيد الحرمة فقــد يقــال لنــا بـأن عــدم اإليمـان قــد،موجب للكذب

بــأن:يقتضي القبيح األعم من الحرمــة، ولكن لــو قلنا لــدل ذلــك،غير المؤمن هو فقــط من يفــتري الكــذب

ــالي ــذب ـ على أن الت ــو الك ـــ وه ــرم؛ ف ــيرإمح ن غــه ال ــبيح، ولكن المــؤمن يشــترك مــع المــؤمن في الق

ن الحرام ال يصدر من المــؤمنإيشترك في الحرام؛ ف بما هو مؤمن فكيف بالحرام الذي هو القــدر المســلم الذي تتحدث عنه اآلية وهــو افــتراء الكــذب على اللــه تعالى في أصول الدين؟ وبعبارة أخرى: ما ال يصدر إال

.من غير المؤمن بما هو غير مؤمن، حرام ن من افــترى الكــذب على اللــه تعــالىإأو يقال:

في أصول الدين فهو بالبرهــان اإلني غــير مــؤمن، فال.يتوقف االستدالل على عكس اآلية

نعم سوف يختص االستدالل بآيتنــا الشــريفة علىــة ،حرمــة الكــذب بالكــذب في األصــول ــد اآلي فال تفي

حرمة الكذب مطلق لهــذه الجهــة، ال من جهــة دعــوىا. فتدبرالالزم،أعمية

تفيــدـــ وهي مفاد إنمــا ـن )هم فقط( إ والحاصل::أمرين

ال باآلية، عليه المدلول أي(?)1 سيأتي. كما مطلقا

45

حرمة الكذب ومستثنياته

الحرمة ال القبح فقط.:األولن الكذب في أصول الدين محرم. إ :الثاني

تقتضي والموض11وع الحكم ثاني11ا: مناس11بة الحرمة

د والـمعد والناتج وهو الكذبـ إن المعلول والمول ن الموضوع وهو )الذينأ ال بد من أن يكون محرما؛ لـ

ال يؤمنون بآيات الله(، يناسب حرمة الكــذب ال مجــردــه،قبحه ــات الل ــون بآي ــذين ال يؤمن فالتناســب بين )ال

،ويفترون الكــذب عليــه تعــالى( يقتضــي كونــه حرامــاــذب حراما ــذا الك ــون ه ــكيك في ك ــو خالفوالتش ه

، فانه حاكم بحرمة هذا النــوع(1)الفهم والذوق العرفي من الكذب للمناسبة بين الموضـوع وحكمـه. وسـيأتي

بعد قليل بحث هذا الوجه.ــل: ــكال الخـــامسوالمتحصـ ــة اإلشـ ــدم تماميـ عـ

لإلشكالين الواردين عليــه، فتــدل اآليــة على؛المذكور الحرمــة من هــذه الجهــة، ولكن ال تــدل على الحرمــة

.(2)المطلقة لجهات أخرى سبقت هـــذا هـــو الشـــق األول من كالم صـــاحب فقـــه

الكالم حوله. مع بعض الصادق الروح11اني الس11يد كالم من الث11اني الشق

الحرمة على الدال هو اآلية : عكسظله دام فيـ فقـه الصـادق أمـا الشـق الثـاني من كالم

من عمأ المقــدم كــون دعــوى يمكن الفلســفي بالتدقيق )?( نعم1الحرمة.

ذلك غـير إلى ؛الكــذب ال الكذب، افتراء هو موضوعها نأ )?( مثل2مضى. مما

46

الفهرس ن اآلية لو كانت من أ:ـ وإن لم يصرح(1)مفهوم كالمه

لــدلت على،قد وردت بعكس ما ذكر في كتابه تعالى اآليــة: )الكــذب مخــرج عنفلو كــان مفــاد ،المطلوب

ــان( ــروجهم عن اإليمـ ــوجب لخـ ــان أو مـ لتم(2)اإليمـالمطلوب.

مطلق ليس: الث11اني الشق في المناقشة بمحرم اإليمان عن المخرج

ــرجإ فيه:ف ن ذلك ليس بتام أيضا؛ إذ ليس كل مخ والمخرج،ن اإليمان على مراتبأعن اإليمان حراما؛ ل

.عن بعضها هو المحرم دون بعضها األخر أمران: )أصل اإليمــان( و)كمــال هنا:أخرى وبعبارة

الــدين(، والمخــرج عن القســم األول من اإليمــان هــوــرم ــاني ،المح ــا لم يظهرـ ال الث ــد م ــكالحس ــهإ ف ـ ن

ليس بمحرم. ن )ال( في اآليــةإ ـــ حســبما مضــى ـوحيث ثبت

ن المراد بها هيإ و،و الذكريأهي للعهد شبه الذهني ن هــذا هــو الــذيإ وحيث ،الكــذب في أصــول الــدين

فال تــدل ـ،أي عن أصــل اإليمــان ـ يخرج عن اإليمــانبقول مطلق. اآلية على حرمة الكذب

اإلشــكال بعــدم تماميــة المقــدمتينكذلك مضــى نظــرا لوجــود القرينــةاألوليين من مقدمات الحكمــة؛

ــورة ــذب بص ــة الك ــل على حرم على الخالف، فال دلي ـــن الكــذب مخــرج عن اإليمــان أمطلقة ليتفرع عليه بقول مطلق.ـأي عن أصل اإليمان

باآلي1111ة: بره1111ان االس1111تدالل عن دفاعااإليمان(. عن خروجهم أوجب الكذب نأ قال: )... ال(?)1.417 ص14: ج الصادق فقه(?)2

47

حرمة الكذب ومستثنياته

مطلقا الكذب حرمة يثبت السنخيةــة على ــدفاع عن المســتدلين بهــذه اآلي ويمكن ال حرمــة الكــذب بقــول مطلــق اســتنادا إلى برهــان الســنخية، إذ ال ريب في وجــود تجــانس وســنخية بينــل اإليمــان والصــدق، كمــا توجــد في الطــرف المقاب

أيضا سنخية. ـ أي الالإيمان والكذب ـالنقيض فين نستعين بقول اإلمــام أوفي المقام يمكن

الكافي عن يونس قال: سألت الخراساني عليهرواية ذكــر أنــك تــرخص في(1)الســالم و قلت: إن العباسي

:الغنــاء! فقــال كــذب الزنــديق مــا هكــذا قلت له، سألني عن الغناء، فقلت له: إن رجال أتى أبــا جعفــر

:فسأله عن الغناء! فقال يا فالن إذا مــيز اللــه بين ــاء؟ ــون الغن ــأنى يك ــل ف ــق و الباط ــعالح ــال: م فق

:الباطل، فقال قد حكمت(2)ن نقــول: إن اللــهأ، بــ تعــالى إذا مــيز الحــق والباطــل فــأين يكــون الكــذب؟

وفي،نه بال شك سيكون في دائرة الباطلإوالجواب: قباله يقع الصدق حيث يكون في دائرة الحق.

ونتيجة برهان السنخية هي: أن الالإيمان يقتضــي ألنـــه؛ن الكـــذب يقـــع في دائرتهإ و،حرمـــة الكـــذب

المسانخ له، ال في دائرة اإليمان أبدا.

بوجوه السنخية برهان ردويمكن رد الوجه المذكور بـ:

الكتــاب عن نقال الــوافي في ]العياشــي[ و النسخ بعض يف (?)1 شــأن له العباســيين من معــروف رجل أنه الظــاهر . و(العباسي)

.لمصلحة اسمه اخفاء الراوي فأراد دولتهم في.435 ص6 ج1رقم الكافي هامش

الغناء. باب435 ص6الكافي: ج )?(2

48

الفهرس الوج11وب من عمأ األول: الس11نخية الوجه والحرمة

ن الســنخيةإوهــو إشــكال كــبروي: األول اإلشــكالــهأ واجب رغم (1)ن اإليمــانإعم من الوجوب؛ فأهي ن

ن األخير ليس بواجب، إذ لإلنسانأ إال ،مسانخ للصدق.ـ في الجملة ـن يسكت أن ال يتكلم بالصدق بأ

ن اإليمان مسانخ مـع كـل من اإلحسـان والعـدل،أكما . اإلحسان مستحبمع أن

أ كمــا أنها ن الالإيمــانإ فــ؛عم من الحرمــة أيضــا وبعضــه اآلخــر مكــروه،بعض ما هو من ســنخه حــرام

كالحسد ما لم يظهره، والرذائل االخالقية.

ن1111وعين على الث1111اني: الس1111نخية الوجهالحرمة يقتضي أحدهما

إشكال كبروي أيضــا، ولكنــه تــنزلي الثاني اإلشكالحيث نقول: ــلمنا ــي الحرمةإ :س ــنخية تقتض ولكن أي،ن الس

ن الســنخية بين أصــل اإليمــانإنــوع من الســنخية؟ فــ يقتضي الوجوب، ال السنخية بينـ كالعدل ـ وشيء ما

ــيء ما ــان وش ــال اإليم ــاةكم ــان والمواس ــ كاإلحس ـ ن اإليمان درجات ومــراتبأ والسر في ذلك وااليثار ـ،

وكذلك السنخية. ن الالإيمان الذي يقع في قبــالإوفي قبال ذلك ف

ولكن قســما آخــرا،ســنخه حرامــيكون ،أصل اإليمان من الالإيمان وهو الذي يــدفع أو يرفــع كمــال اإليمــان

سنخه مكروه. فإنــه: ــزيحأ فمن أين وعلي ن الكــذب بقــول مطلــق ي

وشبهها. الدين بأصول أي(?)1

49

حرمة الكذب ومستثنياته ؟ إذ قــد يكــون مــزيالأصل اإليمان حــتى يكــون حراما

أصله! لكمال اإليمان ال ونافيا ن ذلك الدليل هو في حد ذاته مــدعى،إ والحاصل:

وما ذكرناه هو جواب كبروي أيضا ولكن بدرجة أضــيق.من األول، وفيه تسليم وتفصيل في الكبرى

التس11ليم مع الصغرى الثالث: انكار الوجه بالكبرى

ــ 1 الثالث: اإلشكال ســلمنا ناإ: وهووهو صــغروي ـ أن السنخية تقتضي الحرمة والوجــوب بقــول مطلــق،

ن ننكر في الجملة صغروية الصــغرى، كــأنأولكن لنا هي التربوية كون القصص المخترعة الهادفةننكر مثال

من ســنخ الكفــر، بــل قــد يــدعي مــدع أنهــا من ســنخــواقب ــول ع ــه ح ــة لطفل ــترع قص ــان، كمن يخ اإليم

وذلك لردعه، وكذلك، متضمنة التخويف منها،السرقة أن يــترتب عليــه أي ن الكذب مازحــا من دون إف

ــه من ســنخ الكفرأ و مفسدة ال يعلم صغروياأضرر ،ن ولكن، من ســنخ اإليمــانـــ فرضاـلم يكن ن إو

اإليمــان ذلك مبني على وجــود واســطة بين والكفر.

إذ هنــاك؛وفي مثــال ثــالث: الكــذب على الزوجة هذا الكــذبو ،(1) تجيز الكذب عليهاـو أكثر أ ـروايتان

أو بناء على تمامية الرواية ليس من سنخ الكفر الالإيمان. حرمة على أخ11رى بآي11ات االس11تداللب:

تكــون نأ ماإ نهاإوالتحليــل: وقبلناهمــا، الروايتين سند تم )?( لو1 تغلب مصــلحة وجــود صورةب خاصة نهاأ أو الخارجية، القضية بنحو

الكذب. مفسدة

50

الفهرسمطلقا الكذب

وقد يستدل على الحرمة المطلقة للكذب باآليات:(1)التالية

xياء ما نعبدهماآلية األولى: xهx أول خذوا مxن دون ذxين ات والهx زلفى xلى الل ـا إ ـ بون xيقر ل xال ــا هم(2)إ ه يحكم بينهم فxي م xن الل إ

ه ال يهدxي من هو كاذxب كفار xن الل xفون إ .(3)فxيهx يختلاس أن يتركوا أن يقولوا الماآلية الثاني: ب الن xأحس ا وهم ال يفتنون هآمن xهxم فليعلمن الل ذxين مxن قبل ا ال ولقــد فتن

xين ذxين صدقوا وليعلمن الكاذxب .(4)الــاذxبوناآلية الثالثة: هم لك xن ــالحق وإ x ــاهم ب ــل أتين مــا ب

xمــا ــه ب xل xذا لذهب كل إ xله إ ه مxن ولد وما كان معه مxن إ خذ الل اتهx عما يصxفون .(5)خلق ولعال بعضهم على بعض سبحان الل

اآلية الرابعة: هد ــافxقون قــالوا نشــ xذا جــاءك المن إهد ه يشــ وله والل ك لرســ xن ه يعلم إ هx والل ك لرسول الل xن إ

xن المنافxقxين لكاذxبون دوا عن إ ــ ة فص ــانهم جن ــذوا أيم خ اتxه xيلx الل .(6)سب

بة مxنكماآلية الخامسة: ــ ــكx عص xف xاإل ذxين جــاءوا ب xن ال إxهداء xالشــ ــأتوا ب xذ لم ي ــإ هداء ف ــةx شــ xأربع ــهx ب ــوال جــاءوا علي ... ل

هx هم الكاذxبون ند الل xك عx . ونظائرها،(7)فأولئولكنه غير تام وذلك للوجوه اآلتية:

كل السـتعراض ضــرورة فال سـيال جــواب هو عليها )?( والجواب1بالعشرات. وهي األخرى اآليات

إلى التقرب بقصد األولياء هؤالء يعبدون كانوا نهمأ يعني )?( وهذا2 الــبيت أهل شــيعة على النواصب إشكال يرد فال ـ بزعمهم ـ الله

لآب نتقرب فإننا تعالى الله لىإ زلفى للتقرب األئمة يعبدون بإنهم.بديهي هو كما نعبدهم ال ولكن تعالى الله لىإ محمد

.3الزمر: سورة )?(3.1العنكبوت: سورة)?( 4.91 ـ90المؤمنون: سورة)?( 5.2 ـ 1المنافقون: سورة)?( 6.13 ـ 11النور: سورة)?( 7

51

حرمة الكذب ومستثنياته

االستدالل على ثالثة إشكاالتهناك إشكاالت على االستدالل بهذه اآليات: و

مق11ام في واردة اآليات من العديداألول:الصغريات تحديد ن العديـــد من اآليـــات واردة في مقـــام تحديـــدإ

ولم تــرد لبيــان الحكم، ال غــير وتشخيصــهاالصغرياتــة ــة والرابع ــات الثالث ــو الحــال في اآلي ــا ه الكلي، كم

إ فــ؛والخامســة من اآليــات الســابقة ن فيهــا تشخيصــاــا ــالهم، والكالم فيه ــارات عن قضــاياإصــغرويا لح خب

ــاء ألحكــام كلية ــات، وجزئيــة، وليس هنــاك إنش بيان .للكبرى الكلية

صنف في واردة اآليات من العديدالثاني: الكذب من خاص

أنهــا:كما يرد على االستدالل بالعديــد من اآليــات واردة في صنف خــاص من الكــذب أو موضــوعها هــو

ــة أو موردهــا هــو من فمثال،ذلك ــة الثاني موضــوع اآليــان ــواه اإليمـ ــذب في دعـ ــذه،يكـ وفي الكالم عن هـ

ــة الدعوى وهذا الزعم، وكذلك الحال في اآليتين الثالث فتدبر.،والخامسة

مركب أو موصوف الموضوعالثالث:ــور ــ ــركب من أم ــ ــو م ــ ــكل بمجموعهات فه ــ (1)ش

ات، ومجملهـــا: إناإلشـــكال على االســـتدالل باآليـــ الموضــوع في بعض اآليــات موصــوف بصــفة خاصــة، وإنه في بعض اآليــات األخــر مــركب، وإن )ال يهــدي(

.باإلشكال واف بعضها بل(?)1

52

الفهرس في بعض اآليات ال تــدل على الحرمــة، وأمــا تفصــيلها

فهو: هو اآلي11111ات بعض في : الموض11111وعأوال خاصة بصفة الموصوف الكذب ـن الموضـــوع في بعض اآليـــاتإ فهـــو :األول أما

بــل هــو، ليس هو الكــذب ـكاآليتين األولى والخامسة ففي اآلية األولى قالخاصة،الكذب الموصوف بصفة

ــاذxب كفار :تعالى ــو ك ــدxي من ه ه ال يه xن الل فالموضوع،إ ،وعلى هذا الموضوع صب الحكم، هو )من هو كاذب(

ــذب( ــا بينال على )من كـ ــرق مـ ــح الفـ ، ومن الواضـــلإ ف)كاذب( و)من كذب(، ن )من كذب( صادق بالحم

وأمــا،الشائع على من صدر منه الكــذب مــرة واحــدة كــان ديدنــه العــام ودأبــهن )من هــو كــاذب( فتعــني م

. فتأمل، أي من كان طابعه العام ذلك،الكذبــة الخامســة هو فــك( أيإ )ال:والموضــوع في اآلي

ــة،الكذب العظيم ــارة عن رمي ماريــة القبطي وهو عب بالزنا.زوجة النبي

و المــورد الأ فإثبات الحرمة لهذا الموضوع وعليه:بقية الموارد. يجدي لتعميمه على

الحكم عليه صب ال11ذي : الموض11وعني11اثا مركب

ــاني: األمر ــةأ همــا نالحظــ الث ن الموضــوع في اآلي.ار، بل الكاذب الكفليس هو الكاذب مطلقا

فلـــو ســـلمنا أن جملـــة )ال يهـــدي( تفيـــد:وعليه ت على موضــوع إال أن هــذه الحرمــة قــد صب،الحرمة

ــف وهمــا: الكــاذب والك،مــركب من شــقين ار، ال إنهــا فال تدل على حرمته وحــده،،صبت على الكاذب فقط

53

حرمة الكذب ال تصـاحب)كما هو الحال فيمـا لـو قــال األب لولـده: ومستثنياته

ــل الفاسق ــ(الجاهـ ــريمإ فـ ــدل على تحـ ن ذلـــك ال يـو الفاسق فقط.أمصاحبة الجاهل فقط

ن موضوع اآليــة هــو المــركب علىإ أخرى: وبعبارة فال ،(1) ال البدليــة فإنهــا خالف الظــاهر،سبيل االجتماع

. فتأمل،(2)يصح لالستدالل بتحريم األخص على األعم الحرمة على تدل ال يهدي : اللثاثا

ــالثال األمر وأما ن جملة )ال يهــدي( ال تــدلإ :فهو ث ؛ إذ ليس المراد بالهداية هنا أصــلعلى الحرمة ظاهرا

الهدايــة كي يكــون مــا يســبب فقــدها حرامــا مقدمــة، وذلك ألن أصل الهدايــة حــق أوجبــه اللــه تعــالى على

ن يكــون هــو المــرادأنفســه لجميــع البشــر فال يصــح بالنفي هنــا، ومن هنــا فــإن المــراد من )ال يهــدي( في

نــه تعــالى ال يلطــف على )الكــاذب الكفــار(أاآليــة نــه الإ، وعلى هذا المعــنى لآليــة ف(3)باأللطاف الخاصة

ن حرمــان المــرء نفســه عن لطــف اللــهأدليــل على . (4)نه ليس كذلكإتعالى الخاص حرام بل الظاهر

مشيرة : اآليةباآليات االستدالل عن دفاعارتكازية كلية كبرى إلى

نعم يمكن القــول ـــ كوجــه لتعميم هــذه اآليــات نأ بــ:قلنا بأنــه وإن واآليات السابقة لمطلق الكــذب ـــ

وال كافرا، يكن لم وإن كاذب هو من يهدي ال الله نأ يريد نأب )?(1كاذبا. يكن لم وإن كافر هو من يهدي

بشرط. ال األجزاء تحريم على المركب بتحريم أي )?(2ــال بمالحظة ذلك )?( ويتضح3 ــالب ح ــول المجد الط ــان والكس ف

لألول الكــافي الــوقت يعطي األســتاذ ولكن للجميع متــاح التعليم الفرصة هذه ضيع من هو الثاني لكون الثاني دون

للحرام. مقدمة وقع لو )?( إال4

54

الفهرس هذه اآليات تتحدث عن صـنف خـاص من الكـذب كمـا

العظيم، إال أنوهو الكذبفك( إار( و)الفي )كاذب كف ن تحــريمإ :هناك تخريجا لتعميم داللة هذه اآليات وهو

األفــراد منوالمصــاديق أوهذه اآليات لهذه األصــناف ــول ــذب بق ــة الك ــة حرم ــني على ارتكازي ــذب، مب الك

، وعليــه تكــون داللــة اآليــات، بل وعقليامطلق عقالئياتامة على المراد.

ــرى: وبعبــارة ــة وأخ ــذبإ إن اآلي ــدثت عن ك ن تحـــني التحـــريم في هـــذا الكـــذب،خـــاص ولكن حيث ب

و جــامعأالخاص على جــامع عقلي ينتج هــذه الحرمــة فستكون القضية من قبيل االستقراء،عقالئي يقتضيها

المعلل وهــو حجــة، أو تكــون من قبيــل تنقيح المنــاط القطعي و هو حجة أيضا، كما لو قيــل ألحــدهم: )إنــك

ولكنــه،ن كان إخبــارا عن مــورد جــزئيإنه وإخائن( ف يــدل على حرمــة مطلــق الخيانــة بلحــاظ القرينــة

ن المتكلم في مقــامأ وهي ،المقامية الحافــة بــالكالمــل: إن،إحالة السامع إلى كبرى كلية مسلمة فكأنه قي

هذا الخــائن )الجــزئي( مصــداق لتلــك الكــبرى الكليــة والــتي هي متضــمنة في الكالم ومطويــة فيــه، فاآليــة

xينالشريفة: ــاذxب ذxين صدقوا وليعلمن الك ه ال (1)فليعلمن الل

إال أنهــا،ن كانت في مورد خاص وفي مقام اإلخبــارإو مبنيــة على كــبرى كليــة ارتكازيــة، وكــذلك الحــال في

ــاذxبون :قوله تعــالى هم لك xن ــالحق وإ x ــاهم ب ــل أتين نإ فــ(2)ب ن كــان في أصــول الــدين ولكن فيــه إحالــةإالسياق و

إلى تلك الكبرى العقلية او العقالئية. فاآليــات بضــميمة االرتكــاز المــذكور تــدلوعليــه:

.1العنكبوت: ( سورة?)1.90المؤمنون: سورة (?)2

55

حرمة الكذب ومستثنياته ــا على حرمة الكذب بصورة مطلقة، وهذا الوجه دفاع

ــدو وجيها ــذب يب ــة الك ــادئعن المطلقين لحرم في بالنظر. إشكاالت بثالثة الدفاع رد

ولكن ترد عليه ثالثة إشكاالت: إنما االرتكازية الحرمة إناألول: اإلشكال

مفسدة استتبع فيما هي ن ارتكازية حرمة الكذب إنما هي فيإ :(1)يقال قد

ن المرتكــزإعظائم األمور وفيما استتبع المفســدة، فــــذب(2)في األذهان هو حرمة هذا النوع الخاص من الك

لــو كــذب والطــرف اآلخــرأحــدهمن إدون مطلقه، فــ فقـدو فسـاداأ ولم يـزده ذلـك تـأثرا،نه كاذبأعالم ب

نــه أي ارتكــازإ و،نه ال وجه لحرمــة هكــذا كذبةإ :يقال مازحاأحدهميدل عليها؟! وكذلك الحال فيما لو كذب

.على ذلك من دون ترتب مفسدة ــير ــر: وبتعب ــة إ آخ ــةإن اإلحال ــبرى االرتكازي لى الك

، وهو مما(3)الكلية في الواقع هي إحالة إلى دليل لبيــة ال ــر في الجمل ــة على أم ــه، فهي حوال ال إطالق في بالجملة، ومعه فال يمكن اقتنــاص اإلطالق واالســتدالل

.عليه باآليات الشريفة ولكن ســتأتي المناقشــة،هذا هــو اإلشــكال األول

ن شاء اللــه تعــالى في حصــر االرتكــاز فيمــا اســتتبعإالمفسدة.

ــروانيإال المحقق قاله )?( كما1 ــيته في ي ــب، على حاش المكاسمصباحه. في الخوئي السيد وتبعه

األقل. على المطلقة الحرمة ارتكازية في يشكك وأ)?( 2لبي. دليل هما العقلي والدليل العقالء بناء نإ)?( ف3

56

الفهرس دليل لىإ ع11ود ذلك إنالث11اني: اإلش11كال

البحث محل عن خروج وهو العقل ن هذه اآليات الواردة في مــوارد جزئيــةأ ب:سلمنا

إنما هي مبنية على كــبرى كليــة ارتكازيــة، ولكن ذلــكــود إلى حكم العقــل وخــروج عن محــل في واقعــه ع

ــإنالبحث، ــاتالكالم في ف ــاب واآلي االســتدالل بالكت البحث عن حكمســيأتي على المراد ال بدليل العقل، و

نــه هــل يحكم بحرمــة الكــذبأالعقــل في محلــه من وحينئذ ـ فيما لو بنينا على تعميم الحرمةو ال؟أمطلقا

لى الحجةإ ستكون اآليات الشريفة مشيرة باالرتكاز ـ والــدليل العقلي؛ إذ هي لم تــذكر الكــبرى الكليــة في مقام إنشــاء الحرمــة لهــا، بــل ذكــرت صــغرى جزئيــة

ــدليل هي، فتكون لى دليل عقليإ محيلة ــذا ال :غاية هــرآن مرشــد أ ــارلى حكم عقلي إن الق ــزئي أوبإخب ج

ــدىأبنهي إرشادي غير مولوي، مع ن حرمة الكــذب ل مولوية ال إرشادية.ـ كما هو مسلم ـالفقهاء

ب11األعم استدالل ذلك إنالثالث: اإلشكالاألخص على

إن تحــريم اآليــات لصــنف خــاص من أصــنافثم و إخبار تلكأار( فو )من هو كاذب كأ كـ)إالفك(الكذب

هــو اســتدالل بــاألعم على،اآليــات عن صــنف خــاصاألخص.

حرمــة تقريع اآليــات وإخبارهــا عننإ ذلك: توضيح منمــا احتملهذه األصناف أو المصاديق مبــني على

ابتنائها على اإلحالة إلى حرمة الكبرى باعتبارها قضيةارتكازية، من االحتماالت لكن هذا ال يعدو كونه احتماال

إذ هناك احتماالت أخرى، وهي كالتالي: : هو فيهان يكــون وجــه التقريعأ :نيالثا االحتمـــال

57

حرمة الكذب ــدل علىومستثنياته مقدميتها للحرام، كما في بعض اآليات، فال ي

ن لم يكن مقدمــةإ أي و،حرمــة الكــذب بقــول مطلق.لحرام آخر

: هوفيهان يكــون وجــه التقريــع أ :ثــالثال االحتمــال المكتنفــات والمالبســات والمقارنــات االتفاقيــة في اآليات لذلك المصداق الجــزئي ال لعنــوان الكــذب بمــا

هو هو، أي ال لحرمة الطبيعي بما هو هو.ــاتأ: رابعال االحتمال ن يكون مرجع التقريع في اآلي

الشريفة لهذه المصاديق هو قبح الكبرى الكلية. فيبطـــل،وحيث احتمـــل ذلـــك كلـــه في اآليـــات ـ إذ األعم؛االستدالل بهــا على حرمــة الكــذب بمــا هو

على األخص. ال يكون دليالمن وحيث وجه تحريمه ـ

اآليات على االحتماالت تطبيق ويمكن تطــبيق االحتمــاالت اآلنفــة على اآليــات

الكريمة.

ة1المقدمي 11 ن تحــريم شــهادتهم لــه بالرســالة الإفقــد يقــال:

ــذه ــة ه ــة مقدمي ــو بســبب جه ــل ه ــه، ب موضــوعية لالشهادة، قال تعالى: هد ــ ــالوا نش ــافxقون ق xذا جــاءك المن إ

xن هد إ ه يشـــ وله والل ك لرســـ xن ه يعلم إ هx والل ول الل ك لرســـ xن إ عن حالــة(2)خبــارإن هذه اآليــة إ ف(1)المنافxقxين لكاذxبون

، وقد ال تكون شهادتهم محرمة بقــولمقوم بخصوصه،مطلق وهــذا، بل لكون كــذبهم في الشــهادة مقــدميا

.1المنافقون: سورة (?)1خبارا.إ تضمن )يشهد( إنشاء نإف ،بوجه وإنشاء)?( 2

58

الفهرس ، وعليــه فيكــون(1)االحتمــال وارد ويكفي كونــه محتمال

وجه التقريع في اآلية هو مقدمية كذبهم لذي المقدمةالمحرم ذاتا ال لحرمته الذاتية.

خــذوا :وربما يشهد لهذا االحتمــال اآليــة الالحقة اتxه xيلx الل ب دوا عن ســ ة فصــ ــأيمــانهم جن ــذبوا فيإ ف نهم ك

ــظ ــدهم كي تحف ــارهم عن معتق الشــهادتين وفي إخب دماؤهم وأوالدهم لكي يصــدوا بــذلك عن ســبيل اللــه،

نه كــانت شــهادتهم باإلســالم طريقيــة للصــد عنأ :أيــذلك، فال يتم ــع ل ــان التحــريم والتقري ــه وك ســبيل الل

المــدعاة،االستدالل بإحالة اآليــة على الكــبرى الكليــة فتأمل.

والمكتنفات المالبسات 21 ،فقد تكون هي وجه التحــريم ال العنــوان الخــاص

للجــزئي الخــاص نظــران يكون التحريم صــغروياأأي ال)ن األب قــال البنــه: أللمكتنفات المحتفــة بــه، فلــو

نــه كمــاإ ف(،تــدخل هــذه الســينما أو ســينماءات البلد يحتمل أن يكون هــذا النهي عن المصــداق أو الصــنف

ن دخــولأاستنادا إلى انطباق كبرى كليــة عليــه وهي ، فكـــذلك يحتمـــل أن يكـــونالســـينما حـــرام مطلقا

التحريم للمالبســات ؛إذ قــد تكــون األفالم الســينمائية بما هي هي ودور السينما بما هي هي ال إشكال فيهــا،

ــكال في االختالط ــ ــتيأولكن اإلش ــ ــوع األفالم ال ــ و ن ،تعــرض، فال يــدل تحــريم الصــنف على حرمــة الكلي

ال تشـــترك في)وكـــذلك لـــو قـــال المـــولى لعبـــده: ــد الإ ف، مثال(مارثونات أو مسابقات السباحة ن ذلك ق

إذ قــد يكــون يــدل على حرمــة كلي المشــاركة فيهــا؛

االستدالل. بطل االحتمال جاء إذ: إذا)?( 1

59

حرمة الكذب ــوت الصــالةومستثنياته ــات كف الســتغراقالنهي بســبب المقارن

بعضها لساعات، أو االختالط، أو ما شابه.

ال الكلي لقبح هو التقريع يك111ون أن 31111 لحرمته

دقوا :نـــه في مثـــل اآليةإف ــ ذxين صـ ه ال فليعلمن الل عن يكــون التقريــع والــذم كاشــفافإنه كما يحتمل أن

يكــونيحتمــل كــذلك أنحرمة الطبيعي ككبرى كلية، ن الله تعالىأ بسبب قبح الكلي دون حرمته، فلو ذلك

و أي مولى آخــر قــال )فليعلمن اللــه الــذين حســدواأــاـن الحسد أمنهم من غيرهم( فهل يدل ذلك على م

حرام؟ـلم يظهر ن مثل هذا التعبير ينسجم مع ماإوالجواب: كال، ف

ن الصــغرى الجزئيــة قــدإ : والحاصل،هــو قــبيح أيضــا الكــذبن مبنية على كبرى كلية ارتكازية هي قبح وتك.حرمتهال

م11ادةل المتض11منة باآلي11ات االس11تداللج: )زعم(

ونضــيف إلى مــا مضــى: اآليــات المتضــمنة مــادة )زعم(، وهي آيـــات عديـــدة لعلهـــا تصـــل إلى خمس

.عشرة آية بتصريفاتها نه أكثر مـا يسـتعمل فيمـا يكـونإ :و)الزعم( قيل

إ وقيــل: ،باطال أو ما يكون فيه ارتيــاب نــه يكــون حقــا وهــو ظــاهر بعض،نه كناية عن الكذبإ وقيل: ،وباطال

نه يرتبط بالشك في صدقأ ولعل األظهر ،(1)الروايات فتأمل.، أو األعم منه ومن النفي،المقالة

78 ص6 البحرين: ج مجمع (?)1

60

الفهرســتدالل ــرد على االس ــا ولكن ي ــكاالتبه ــا اإلش أيض

فالحظ. ،السابقة ولو بعضها

ور قول واجتنبوا بآية االستداللد: الزــة على:وهناك آية أخرى قد يقال بأنها تامة الدالل

xبوا وهي قوله تعالى: ،حرمة الكذب بقول مطلق فاجتنxور xبوا قول الز جس مxن األوثانx واجتن ، واآلية مطلقــة،(1)الر

نـهإلـو تم االسـتدالل بهـا فف الكـذب،وقول الزور هـو ل على حرمــةقــد دن الكتــاب أيضــا أيمكن أن نلتزم ب

الكذب بقول مطلق. ــول في تبيانــه: قال الشــيخ الطوسي ــوا ق xب واجتن

xور نــه يــدخل فيــهأ يعــني الكــذب، وروى أصــحابنا الــزــير حق ــة بغ ــوال الملهي ــاء وســائر األق ــال،(2)(الغن وق

ور: x الشيخ الطبرسي xبوا قول الز يعني الكذب،واجتن.(3) تلبية المشركين...(هو :وقيل

الزور باآلية: قول االستدالل على إشكالمشترك

نــه عنــد مراجعــة كتبأولكن يــرد على مــا ذكــر: متعــددة،اللغويين نجدهم يذكرون لقول الزور معــاني

ــال في مجمــع البحــرين ــزور: الكــذب والباطلق : )ال. (4)(والتهمة

: )الــزور جمــع أزور من في لســان العــربوقــال ، فــالمراد اجتنبــوا القــول المائــل(5) الميل(: أي،الزور

.30الحج: ( سورة?)1.312 ص7تبيان: جال (?)2 .131 ص7البيان: ج مجمع(?)3.319 ص3البحرين: ج مجمع(?)4336 ص4 العرب: ج لسان (?)5

61

حرمة الكذب ومستثنياته عن الحق.

أخر منها: إن الزور هو الشرك باللــهوهناك معانورحيث فســـرت آيـــة ــز هدون الـ ــ ذxين ال يشـ بــــ: ال وال

ــه العظيم ــركون بالل ــاهر مما(1)يش ــيرأالظ ــه تفس نبالمصداق.

ــذيل ــل ال ــذا المبحث طوي ــيلذكرناوه فيه تفص إجابات وافية بــإذنة فثم،(2)مبحث حفظ كتب الضالل

اللــه تعــالى عن اإلشــكاالت والتســاؤالت المطروحــة مــع تحويرهـــاــــ ونحن ذاكـــرون اآلن عناوينهـــا ،ههنا

لمزيد الفائدة.ـوتطويرها بما يالئم المقام

اآلية به11ذه االس11تدالل في الح11ال تحقيق إجماال

الزور قول في : االحتماالتاألول األمرفقط للكذب حقيقة موضوع الزور قولاألول:

نــهأن قول الزور ظــاهر في الكــذب وأبيقال: فقدــيره من ــتعمل في غ ــك اس ــد ذل ــه، ثم بع ــوع ل موضــذه ــون ه ــححة، فتك ــة مص ــثرة بعالق ــاني المتك المع

ــاني ــه والباطــل ـ المع ــاء والشــرك بالل ــأي الغن و.. ـ .مجازية لهمعاني

ن اآلية ستكون دالة على المــراد؛ وذلــكإ ف:وعليهــني ثــانأل ن الكلمة المتجوز بها إن لم يثبت وضــع تعي

فإنها تبقى على معناها الحقيقي ما لم تقم قرينة،لهاعلى الخالف.

للجامع موضوع الزور قولالثاني: وهنــا،ن قول الــزور موضــوع للجــامعأ ب:يقال وقد

.319 ص3جالبحرين: مجمع)?( 1.140 الفساد: ص ومسببات الضالل كتب ( حفظ?)2

62

الفهرساحتماالن:

ن يكــون الجــامع الــذي وضــع لــهأ األول: االحتمــال فراجــع المعــاني الســابقة إذهو )الباطل(،قول الزور

ن الصــالحية أعمأستجد صالحيته لكونه الجــامع، على من الوقوع والتحقق.

نأوعلى هذا فقد يقال: إن االستدالل باآلية تام؛ لــل الكـــذب مزاحا ــو منالكـــذب باطـــل، ولكن هـ هـ

ن الكــذب ليس بحــقأنــه كــذلك؛ لأالباطــل؟ الظــاهر إذ الحــق والباطــل؛ وال قسيم ثـالث في المقـامقطعا

فتأمل.،ضدان ال ثالث لهما نإ فــ،نهمــا كــذلك ولــو بنظــر العــرفأ ب:أو يقــال ،و بــاطالأ ن الشــيء إمــا أن يكــون حقاأالعرف يــرى

فتأمل. وكذلك الحــال في القصــص المخترعــة فإنهــا من

ــ،هادفة ن كانت إ و،الباطل ــذهإ ف ن الكالم في ه القصــص بمــا هي هي وبحــد ذاتهــا، والهادفيــة عنــوان

عرضي مزاحم. نــه باطــلإ ف،وكذا الحال في الكذب على الزوجة

إال لــو دلت روايــة صــحيحة السـند والمتن على،أيضـااالستثناء إن لم يكن حكميا.

أن قول الزور موضــوع لجــامع هو الثاني: االحتمالــو(2)(1)اللغة ، كما هو ظاهر معجم مقاييس(الميل) ، ول

كان األمــر كــذلك لصــح االســتدالل باآليــة على حرمــةورx إذ يكــون معــنى ؛الكذب مطلقا ــول الــز ــوا ق xب :واجتن

اجتنبوا القول المائل بكم عن الجادة أو عن الواقــع أو.36 ص3اللغة: ج مقاييس معجم(?)1ــالل( أن كتب )حفظ في بينا )?( وقد2 ــزوراء الضـ الـ ــمى مثال تسـ

لتقوسه بــالزوراء يســمى القــوس وكذا قبلتها ميالن بسبب زوراءوهكذا.

63

حرمة الكذب ومستثنياته أم غيره هو منكان مزاحاأعن الحق، والكذب سواء

.(2) إن لم نقل باالنصراف عن بعض األصناف(1)ذلكمشترك الثالث: الزور لفظيقول

وبنــاءن قــول الــزور مشــترك لفظي، إ يقــال: وقد وذلك ببركة؛ يصح االستدالل به على المرادعليه أيضا

بواx نــه أ فال يتوهم، ومناسبات الحكم والموضوع واجتنــزور موضــوع بنحــو االشــتراك ــأن قــول ال ــا ب ــو قلن ل

ن مــراد المــولى ســيكونإ فــ، عديــدةاللفظي لمعــان ن أي المعــاني هــو المــراد،أمجمال بسبب الــتردد في

نأ)حفظ كتب الضالل( بكتاب جبنا عن ذلك في أوقد ن اســتعمال المشــترك في أكــثرإ :الرأي المنصور هو

نــه كــذلك حــتى على رأي منإمن معنى صــحيح، بــل ن المحــال هــو اســتعمالأ بــ:ن المــانع يقــولإ فــ،منع

ذا كان كل معنى منهاإاللفظ في أكثر من معنى فيما وأمــا إذا كــان كــل من هــذه المعــاني،هو تمام المراد

كمــا في،الحقيقية المتعددة بعض المــراد فال إشــكال ن لفــظ إنســان يســتعملإ فــ،داللة الكــل على أجزائه

في الكــل فيــدل على أجزائــه كــالعين واليــد والرجــل وكل منها بعض المراد ال تمامه، وعلى أي حال فحيث

للفــظ في المعــنى بــل هــون االستعمال ليس إفنــاءإ وبالتالي فاالســتعمال في أكــثر من،على نحو اإلشارة

نــه ال مــانعإفناء فإ بل حتى على مبنى ال،معنى ممكنمنه إذ ليس حقيقيا كي يمتنع. وتفصيله في مظانه.

نــه سيشــملإإذا: لو التزمنــا باالشــتراك اللفظي ف ، ولكن ال بنحــو داللـة الكلي على أصــنافه،كل المعــاني

بنحو ثــالث هــوهو بل ،وال بنحو داللة الكل على أجزائهللواقع. المطابقة عن مائل فانه)?( 1 في البــدوي من المســتقر يهاأو االنصــراف وجــوه حققنا وقد(?)2

فراجع. ،)البيع( كتاب

64

الفهرس ولـذلك تفصـيل يطلب،داللة المشير إلى ما يشـير إليه

نــه يعم الكــذب فيــدل على حرمتــهإ وعليه ف،من محله فتدبر.،بقول مطلق، نعم يخرج ما أحرز خروجه باألدلة

ور ق11ول اجتنب11وا : هلالثاني األمر ال11ز موضوعي؟ وأ طريقي

ورx :هل قوله تعالى xبوا قول الز ونهيه عن ذلكاجتنــواموضوعي تعلق فيه xب بعنوان قــول الــزور بمــا اجتن

ورxهو هو؟ أو أن النهي في ــول الــز xبوا ق مقــدميواجتن نظرا للمفسدة المترتبة وإغراء الغير؟ ،وطريقي

ــاني ــة الكــذب:وعلى االحتمــال الث ال تشــمل اآلي وكذلك ال،و غيره مما ال إغراء وال مفسدة فيهأ مزاحا

تشــمل القصــص المخترعــة الهادفــة الــتي ال مفســدةفيها أيضا، عكس االحتمال األول.

ن األصـــل في األوامـــرإ :ولكن حققنـــاه في محله ال الغيريـــة ،والنـــواهي هـــو النفســـية والموضـــوعية

ال يصار إليها، خالف القاعدة واألصلفإنها ؛والمقدمية إال بدليل.

؟اجتنبوا متعلق هو : ماالثالث األمر ن قــول الــزور هــوأ على التسليم بالصغرى وبناءــد من تحقيــق حــال متعلــق ،الكــذب ،اجتنبوا فال ب

نه: أو اجتنبــوا إيجــادالمعــنى: ) فيكــون (اإليجاد)هل هو

؟(الكذبــو ــنى(النقل)أو ه ــون المع ــل: ) فيك ــوا نق اجتنب

فقد ينقل بعضنا الكــذب والنقل على نحوين:،الكذب(من غيره وهذا الناقل قد ينفي الكذب وقد يوهم به.

فيكــون(،اســتماعه) قول الــزور أو (سماع)أو هو

65

حرمة الكذب ومستثنياته الكذب حراما؟ سماع أو استماع

حفــظالمعــنى: )اجتنبــواأو هو )الحفــظ( فيكــون قول الزور(؟

اجتنبــوا تــرويج قــول) : ومعنــاه(الــترويج)أو هــو (؟الزور

وقد أســهبنا الحــديث في،فهذه خمسة احتماالت )حفــظ كتب الضــالل( عنهــا وذكرنــا بعض آراءمبحث

بين معمم أو مخصص، فليراجع. ،العلماء في ذلكهلالرابع األمر اآلية في عنه المنهي :

المصدر؟ اسم مأ المصدر هو ن المنهي عنــهإ :كما ال بد من تحقيــق الحــال في

في اآلية من )قــول الــزور( هــو المصــدر أو هــو اســمــدر ــرة (1)المص ــير من حيث الثم ــا كب ــرق بينهم ؟ والف

الفقهية الخارجية. الزور( )قول في اإلضافة نإ :تحقيق من بد ال كما

اجتنبوا:أي للصفة؟ الموصوف إضافة باب من هي العالمة ذكره ما حسب على الزوري(؟ )القول

إلى المصدر إضافة قبيل من نهاإ أو،(2)الشهيدي الزور( تقولوا أن )اجتنبوا المعنى فيكون ،مفعوله

؟(3)ــيرة؛ ف ــا أيضــا كب ــو قلناإوالثمــرة ههن ــه ل ــ:ن نأ ب

ن اإلضــافة في )قــول الــزور( من قبيــلأالظــاهر هــو مبــاحث االســتنباط( من )مبــادئ في االجتهاد أهمية نجد )?( وهنا1

وغيرها صرفية.49: المكاسب أسرار إلى الطالب هداية (?)2 الفســاد ومســببات الضالل كتب حفظ كتاب يراجع للتفصيل (?)3

167 ـ166 ص للمؤلف

66

الفهرس إضافة المصــدر لمفعولــه فيكــون متعلــق اجتنبــوا هــو

ــوا( ــل أي )أن تقول ــة الحاصــلة،الفع ــه، ال النتيج ومعأفكلما أحرز ،نه قول زور شـملته اآليـة وكـان محرمـا

نــه قــولأ الشك في مورد ومصــداق صورةولكن في إذ كلمــا شــككنا؛ ســيكون المجــرى الــبراءة،زور أو ال

ــة ــرط أو مقدم ــزء أو ش ــذلكأفي ج ــه ك ــل،ن فاألص لعدم؛البراءة، وكذا لو شككنا في مصداقية المصداق

ــام صحة التمسك بالعام في الشبهة المصداقية والمق األخير.من

ــو شــككنا في كــون الكــذب المــزاحي:وعليه فل ن األصــل يقتضــي العــدم بــلإ فــ،مصداقا لقول الزور

يكفي عــدم إحــراز دخولــه في العــام، فال تــدل اآليــةعلى حرمته.

وأما لو قلنا: إن اإلضافة في قــول الــزور هي من قبيــل إضــافة الموصــوف لصــفته فســيكون من قبيــل

ن المنهي عنه هي النتيجــة والهيئــةإاسم المصدر، أي فيكون المقام من قبيل العنوان والمحصــل،،الحاصلة

ــفلو شككنا في المقام في أن الكذب المــزاحي لــوـ هــل نكــون قــد امتثلنــا االجتنــاب عن قــولـــارتكبناه ألنه؛ن الشك حينئذ سيكون مجرى لالحتياطإالزور؟ ف

شك في العنوان والمحصل، ومعه فالبد من ترك هــذاالكذب وما أشبه.

وهناك بحوث أخـرى عديـدة تبتـني على مـا بينـاه فراجع وتدبر. الضالل(،)حفظ كتب كتاب في

ن داللــة اآليــة الكريمــةإوعلى ما حققناه هنالك ف. على التحريم بقول مطلق تامة ظاهرا

الثاني: العقل الدليل

67

حرمة الكذب ومستثنياته

على حرمة الكذب بقول مطلق هو(1)الثاني الدليل، وهنا وجهان لالستدالل:(2)العقل

مدرك العقل أن:األول الوجه أن يقال بــأن العقــل مــدرك لحرمــة الكــذباألول:

نــهأبقول مطلق، فحرمته من المســتقالت العقليــة، أو م االســـتدالل بقاعـــدةتم ثم ي،مـــدرك لقبحـــه مطلقـــا

المالزمة. ن العقــل ليس بحــاكم، بــل هــوأوهــذا بنــاء على

ومــرآة كاشــفة عن األحكــام الـتي منهـا،مـدرك فقطالحرمة.

حاكم العقل أن:الثاني الوجه أن يقال بأن العقل يحكم بقبح الكــذب مــعالثاني:

قطع النظر عن الشــارع، ثم ببركــة قاعــدة المالزمــة: )كــل مــا حكم بــه العقــل حكم بــه الشــرع( نكتشــف

.الحرمة المطلقة للكذب شرعا فــالوجوهابتداء إنه يحكم بحرمة الكذب يقال: أو

ــة، فتأمل ــل أولكن يبقى ،(3)أربع ــل ن العق يســتقله بلحاظ مقدميته؟مو حرمة الكذب بعنوانه؟ أأبقبح

االس1111تدالل على الثالثة األعالم إش1111كال حين لىإ ذلك سنؤجل ولكننا ثان كدليل عادة الروايات )?( وتذكر1

.تعالى الله شاء إن الكذب مستثنيات ذكر عند فيها الغوص المكاسب كصــاحب بــديهي كأمر األعالم تلقاه قد الوجه )?( وهذا2

قد األخــير كــان نإو تعــالى الله رحمهم الوالد والســيد والجــواهرها أضاف .االستدالل في منب

ال يــدرك مما نهإف أمر بقبح يحكم العقل نأب للقول معنى ال إذ(?)3ينشأ. ال مما نهأ أي مجعول غير القبح نإف به يحكم مما

68

الفهرس بالعقل

ــددا من األعالم أشــكلوا على االســتدالل ولكن ع اإلشــكال تــارةالكــبرى، فــإنبالعقل عبر القدح بكلية

من جهــة عــدم صــحة االســتدالل بالعقــل على حرمــة كمـا هــو ظــاهر كالمـــ وتـارة أخــرى ،الكذب كصغرى

من جهة أصل الكبرى.ـبعض وصريح بعض آخر الك11111ذب : مقدميه ي11111روانيإال المحقق

المالك هي للفسادــرواني ــق االي ــكل المحق ــيته على أش في حاش

ــب على ــاري كالمالمكاسـ ــيخ األنصـ ــ الشـ ن منأ بـ ضرورة العقول حرمة الكذب بقوله: )ضرورة العقول

.(1)مختصة بما ترتب على الكذب مفسدة(ــة ــول في حرم ــه: إن ضــرورة العق وظــاهر كالم

لو أفضــىوهو فيما ،بالكذب المقدميالكذب مختصة .الكذب إلى مفسدة بخصــوص المفســدة وينبغي تقييدوهنــا نقــول:

إذ ال يحكم العقل بحرمــة مــا عــداها؛المفسدة البالغة ى الكــذبعلالمفســدة البالغــة تـرتبت ، فحينئذ لوذاتا

ن العقل الإفهو حرام، ولكنه لو خال من أية مفسدة فــبريء ــه، كمــا هــو الحــال في المــزاح ال يحكم بحرمت

.وغيره مما ال مفسدة فيه أصال ثم يقول: )وبهذا العنوان يحــرم كــل شــيء حــتى

.(2)(الصدق ال خصوص الكذب ، الكذب والصــدق متســاويانإن :وحاصل كالمه

ب عليهمــا فســاد فالحرمــة،وال فــرق بينهما ــرت فــإن ت ثابتة وإال فال، ثم بعــد ذلــك يتــنزل في كالمــه فيقــول:

.39 ص1 االيرواني: ج للمحق المكاسب حاشية (?)1.39 ص1 االيرواني: ج للمحق المكاسب (حاشية?)2

69

حرمة الكذب ــذب إال خلقاومستثنياته ــرى الك ــل ال ي ــلم فالعق ــو س ال رديا)ول

. انتهىـ(1)(محرما إن كانـ هذا المدعى ال يخفى ما فيه، فإنأقول:

نإخالف الوجــدان والضــرورة؛ فــ فهــو ـــمقصودا له ـــبما هما عنوانــانـ الصدق والكذب مختلفــان حســنا

،وقبحا وبصـريح حكم العقـل، كمـا هـو الحـال، وجدانا في الخيانة واألمانة، فإن األمانة حسنة والخيانة قبيحة

،ن طبع الكذب وذاتيــه القبحإ والحاصل: ،بما هما هماــ وهو المفسدة ـوليس قبحه ألمر منفصل عنه ــدـ وق

فتدبر.،قارنه أحياناــد ــه ق ــوئيثم إن ــيد الخ ــرى الس على نفس ج

ــق ــاق كالم المحق ــرواني مس ــال االي ــا فق : )وأم نه ال يحكم بحرمة الكذب بعنوانه األولي مــعإ ف؛العقل

ــرة عليه ــدة والمض ــرتب المفس ــر عن ت ــع النظ ،قط وكيف يحكم العقل بقبح اإلخبار باألخبار الكاذبــة الــتي

انتهى.ـ(2)أخروية( ال يترتب عليها مفسدة دنيوية و : )وأما العقل فال استقالل وقال الشيخ التبريزي

له بقبح مطلق الكذب حتى مع عدم ترتب فساد عليه و غــيره من المفاســد ليكــونأو مال أمن تلف عرض

بقاعــدة المالزمــة عن حرمتــه، نعمحكمــه بــه كاشــفاحرمته مطلقا مستفادة من الكتــاب العزيــز واألخبــار(

انتهى.ـ(3)

ة1الثالث األعالم مع مناقشاتــةأولكن يمكن ــاقش مــا ذكــره األعالم الثالث ن نن

، من حيث دعواهم عــدم الحرمة: تارةوصغرى،كبرى .39 ص1 االيرواني: ج للمحق المكاسب (حاشية?)1.385 ص1 الفقاهة: ج )?( مصباح2.226 ص1 ج:المكاسب شرح في الطالب )?( إرشاد3

70

الفهرســارة: ــ ــواهم عدوت ــ ــدةم مالزمةمن حيث دع ــ المفســل يمكن االنفكــاك بينهمــا، للكــذب من حيث: وثالثة ب

قبح الكذب العاري عن المفسدة،دعوى بعضهم عدم :(1)فههنا مناقشات ثالثة

الوج111وب هو البحث م111دار أن على بن111اءوالحرمة

ن مدار البحث ابتــداء هــو الوجــوبأ بناء على أما ن كالم المحقـــق االيـــرواني والعلمينإوالحرمـــة، فـــ

بــل كلمــاتهم صــريحةـاآلخرين مبني على كبرى كلية نإ ): وهيـــ انطلقــوا منهــا في اســتدالالتهمفي ذلــك

الكذب وغيره لو كان مما يترتب عليه المفسدة لحرم ولكنه غير تام في عقده السلبي، على بعض(،وإال فال

المباني:

الحرمة انحص111ار األولى: ع111دم المناقشةالمفسدة( منه لزمت )ما بكبرى

وهو إشكال كــبروي، وقــد فصــلنا الكالم فيــه في بحث االجتهـــاد والتقليـــد، فسنقتصـــر على العنـــاوينالعامة ومن أراد التفصيل فليراجع ما هنالك، فنقول:

ــترتبإ ــنين ب ــير مرته ــه غ ــذب وحرمت ن قبح الك حــتى لــون الكذب حرام وقــبيح مطلقاإالمفسدة؛ إذ

المناقشة حاصل نإ :هو الثالث المناقشـــــات بين )?( الفـــــرق1 ،مفسـدة هنــاك كـانت إذا بما ينحصر ال الحرمة وجه نأ هو األولى

ــراد بعض في المفسدة عدم إنكار هو نيةالثا المناقشة حاصلو أف له الزمة نهاأ المـــدعى بل ،الكـــذب المناقشة حاصلو ،مطلقـــا

ثــابت الكــذب قبح نإفــ انفكــاك هنــاك كــان لو حتى نهأ هو لثةالثاــدد ــيء لتعـ ــدة ذلك تتميم ثم له المناشـ القبح بين المالزمة بقاعـ

.فتأمل والحرمة،

71

حرمة الكذب ومستثنياته لم تكن هناك مفسدة في البين.

ــتاإ أخـــرى: وبعبـــارة ــوب ليسـ ــة والوجـ ن الحرمـ سواء الذاتيةـ المصلحة والمفسدة وجود منحصرتين ب

أم المقدميــة أي مـا،أي مــا كــانت في الشـيء نفسه بــل ـ في متعلقهما،حداهماأ لحصول مقدمة أمركان

تســتدعيـــ على ســبيل البــدل ـــهناك أسباب أخــرى و الوجوب وتقتضيهما.أالحرمة

مبــنى المتكلمين كافــة من:ومما يــدل على ذلك قبح الكذب على الله تعالى في وعده بالجنة ووعيــده

ن لم تــترتب على هــذا الكــذب مفســدةإلنــا بالنــار، و . فلو رفعنا يــدنا عن هــذا الحكم العقلي للــزم(1)فرضا

المحــذور الســابق من جــواز نســبة الكــذب إلى اللــه فتدبر.،(2)تعالى في وعده ووعيده

ــلو تحقيق ذلك في ضمن بيان مناشئ حكم العق.بالوجوب أو الحرمة

الوجوب أو بالحرمة العقل حكم مناشئ وهي: ،هنالك علل أربع للحرمة أو الوجوب عقال

البالغة المفسدة أو األول: المصلحة األعالم وبنواه وهو ما ذكر،و المفسدةأالمصلحة

عليه..(3)أقول: وينبغي إضافة قيد البالغة أو الملزمة

ــ1 ــذبا بكونه نعلم لم نأ)?( بـ ــترتب فال نعلم لم نإ إذ ،كـ ــذ يـ حينئـ واالنقياد االرتداع ينتفي إنما إذ االنقياد وعدم االرتداع عدم محذور

كذب. نهماأب علم إذا والعقاب الثواب ومحركية.ذلك المكلف يعلم لم لو حتى ثبوتا )?( أي2 بالحرمة للحكم موجبة مفسدة او مصلحة كل ليس ألنه وذلك)?(3

أو الكراهة تــــوجب منها النازلة الــــدرجات ان بل الوجــــوب أو

72

الفهرس وكفرانها والمنعم النعمة الثاني: شكر

في حد ذاته عنوانو كفرانها هوأن شكر النعمة إ وأ ال بحســنه ،و حرمتهأممــا يســتقل العقــل بوجوبــه

وأقبحه فقط، وحكمه عام غير مرتهن بوجود مفسدة ل ألحــد هــذين العنــوانينم فالحا، (1)مصلحة في البين

،واجب والمقدمة ألحدهما واجب مقدميا عقال أو ونقالأيضا.ــكأ لو أحدهمن إ ف؛الوجدانهو البرهان و نعم علي

(2)و يجبأنــه يحســن إ ف،بنعمة قليلــة كــانت أم كثــيرة

و فعــل، ولــو تــركأن تشكر تلك النعمة بقــول أعليك للجميــل ويـذمنـه يعــد نــاكراإ فـ ال لعلة ـ ذلك أحدهمــو كــانت النعمــةذلــك،على بــل ويســتحق العقــاب ل

، وعقــاب المجتمــع قــد(3)جســيمة والكفــران فاحشــا يكون بقول أو فعــل من أهانــه أو محاصــرة وعــزل أو

.غير ذلكالبالغة المنفعة الثالث: جلب

الذي يحكم بــه العقــل هــو وجــوب جلب المنفعــةــة العكس،البالغة ــ ــن أو القبح فقط، وحرم ــ ، ال الحس

ــدةأوكونه ثالثا مبني على ن فقد المنفعة ليس بمفس.(4) فتأمل، وإال لعاد إليها،أو مضرة

والتحبيب. االستحبابتالحظا. لم )?( أو: وان1النعمة. درجة نوع حسب(?)2األقل. على المتيقن القدر هو )?( هذا3 للحكم العنــــواني التغــــاير يكفي نهأ لوجــــوه: منها التأمل(?)4

بالحرمة جلب بوجوب العقل حكم وضوح ومنها: عدم ،له استنادا ابتــــالع في ريب ال نعم رفعها أو دفعها وتحريمه البالغة المنفعة

.فتأمل ،العقاب استحقاق في الكالم إنما

73

حرمة الكذب ومستثنياته

الذاتي الرابع: االقتضاء و الوجــوبأمن عوامــل حكم العقــل بالحســـن

إذ ليس،(1)والقبح أو الحرمـــة هـــو االقتضـــاء الـــذاتي وأ ،و منفعةأن يكــون الشــيء ذا مفســدة أبالضرورة

و جالبــا للمنفعــة أو عكســهماأن يكون شكرا للمنعم أــالوجوب ــ ــل ب ــ ــة،و أكي يحكم العق ــ ــل إنالحرم ــ ب

مــا يكــون هــوو االقتضــاء الــذاتي كثــيراأاالســتحقاق ــ(2)المالك والمناط في حكم العقل بأحــد األربعة نإ، ف

لحســن ما يكــون في حــد ذاتــه مقتضــياالشيء كثيرا ، الردع عن مخالفتــه ســلباالعمل به إيجابا، أو مقتضيا

نإ فــ،(3)كمــا في عبــادة اللــه تعــالى ألنــه أهــل لــذلك ثابت مــع قطــع النظــر عن األمــورـ أو وجوبه ـحسنه

ن اللــه تعــالى بمــا هــو هــو يســتحقإالثالثة األولى، فــ ــرا ــوب نظ ــن أو الوج ــل يحكم بالحس ــادة، والعق العب

لذلك.

المقام صغرى نأ بــ: نقــول ـــأي الصدق والكــذبـ وفي المقام

الصدق له اقتضاء ذاتي للوجــوب بغض النظــر عن أي ن الكذب بما هو هــو حــرامإأمر آخر، وكذلك الكذب ف

إذ العقل حاكم بالحسن والقبح، ويدلنا على ذلك؛عقالــل ــائل والرذائـ ــف الفضـ ــة مختلـ ــدان ومالحظـ الوجـ

ــرم والبخل ــجاعة والجبن والك ــرض،كالش ــدما تع فعنــتحقاق ذلك عن )?( وعبرنا1 ــذاتي باالسـ ــاد بحـــوث في الـ االجتهـ

.والتقليدوالحرمة. القبح الوجوب، )?( الحسن،2 عبدتك ما: قال نهأ المؤمنين ميرأ عن ورد كما )?(3 ــا مxن خوف

وال نارxك xك فxي طمعا ت xن جن xلعxبادةx أهال وجدتك لك ــدتك ل بحــار فعب .186 ص67األنوار: ج

74

الفهرســل بينهــا نـه يـرى بـدواأ نجــد فإنناعلى الوجــدان ويقاب

،حسن هــذا وقبح ذاك، ومـا ذلـك إال لالقتضـاء الـذاتي نعم ليس ذلك على نحو العلية التامة كمــا في العــدل.والظلم؛ ولذا أمكن االنفكاك في المقام، هذا صغرى

نه إذا ثبت حسن أمر عقال فقد ثبتإ ف:ما كبرىأو األمــرينوجوبه شرعا لقاعدة المالزمة المعروفة بين

ــا؛ خالفا للمنصــور، على المشهور كذلكفإنها إذ ارتأينــل ــ ــة بين حكمي العق ــ ــدة المالزم ــ ــاب )قاع ــ في كت

ــ ــرع( ب ــنين أوأوالش ــا هي بين الحس ــة إنم ن المالزمــتين، ال بين ــوبين أو الحرم ــا هي بين الوج القبحين كم

القبح والحرمة أو الحسن والوجوب هذا.ــاني كمــا يمكن تقريــر الصــغرى على المنشــأ الث

،ن الصدق هــو في حــد ذاتــه شــكر للنعمةإ :أيضا وهو والمراد بها نعمة معرفة الحقيقة ونعمــة القــدرة على

نــه نــوعإقــول الصــدق فيهــا، عكس الكــذب تمامــا ف نعمة، كما يمكن تقريرهــا على المنشـأ الثــالثكفران

ــة، عكسبأ ــة البالغـ ــدق مقتض لجلب المنفعـ ن الصـفي ذلك.التأمل وال يخفى وجه ،الكذب

عن الكذب انفكاك : عدمنيةالثا المناقشةمطلقا المفسدة

ــ إ ــة ـ نأما المناقشة الثانية مع كالم األعالم الثالثــك عن المفســدة ــد ينف ــذب ق ــل يحكم، وإالك ن العق

ــرتبت المفســدة، ممــا يفهم منبحرمــة الكــذب إذا ت نــه إذا لم تــترتب المفســدة فالعقــل ال يحكمأ كالمهم

ــبقبح الكــذب ــام صــغرىفهي: إن ذلك ـ ــل، غــير ت ب نه ال يوجــد مــورد ينفــك فيــه الكــذب عنأالصحيح هو

ن المفسدة الزمةأالمفسدة بحال من األحوال؛ وذلك ــدةللكذب من وجوه عديدة ، نعم قد ينفك عن المفس

75

حرمة الكذب األوليــة إال أن هنــاك وجــوه فســاد أخــرى تــترتب علىومستثنياته

ــا الحكم ــا يمكن معه الكذب، وهي بقوة من المكان مبالحرمة.

في األخ11رى الفس11اد وج11وه من نم11وذج األولية المفسدة غير الكذب

ولنذكر ذلك في ضمن بيان حــال الكــذب مزاحــا:ــيرهأ فإن الكذب حتى لو كان مزاحا ــد أقيمت،و غ وق

ولم تتصـــور فيـــه مفســـدة في الزمـــه،عليـــه قرينةــاهر ــرفي الظ ــد،الع ــوازم من المفاس ــاك ل إال أن هن

. غير سنخ المفسدة األولىمترتبة على الكذب مطلقا

على للتج11رؤ معدة علة المزاحي الكذب 1أ المحرم الكذب

ـدة(1)ن هــذا الكــذب المــزاحيإ :ومنها xعلــة معـ .للجرأة على الكذب المسلم حرمته

وأو المــزاح أن الكذب في الصــغير إ :وبتعبير آخر هو مما يعتاد اإلنســان،و غير ذلكأالقصص المخترعة

والذي هو فيقتحم حتى ذا المفسدة ،معه على الكذبمسلم الحرمة.

يفقد الكــاذب مزاحــا مناعتــه اتجــاهأخرى: وبعبارةــذب ــرم من الك ــه من؛المح ــه وقبح ــزول فداحت إذ ت

العتياده الكذب ولو مزاحا. ؛نفسه لج111رأة م111وجب الم111زاحي الك111ذب 1111 ب

الكذب على اآلخرين ،ن كان مع علم الطرف اآلخرإن الكذب وإ :ومنها

فيه. مفسدة ال نهإ يقال ما كسائر )?( مثال،1

76

الفهرس نهأ إال ،نه ترتفع المفسدة بالعلمأمما قد يقال فيه ب على الكذب. ـ النوع ـسيجرئ اآلخرين

ــرى ــدة األخ ــه المفس ــذب تلزم وإن لم،إذا فالكــوث ــودة المبح ــدة األولى المعه ــه المفس ــترتب علي ت

عنها.ــك،إ :ذلك يوضح ومما ــة دون ش ــرقة محرم ن الس

كما ،ولكن لو كان المسروق منه ممن ينتفع بالسرقة ــــ ممـــاأي جعلـــه مؤمنـــا عليهـ أمن على مالـــه إذا انفــعات مضاعفة ـ لو سرقت ـــيحصل على تعويضس

و كمن يحظىأ، ــ على تفصـيل ــله ممـا ســرق منــه بذلك بمظلمة تدر عليه األموال بشــكل أفضــل، فهــل

رف xصــx ـــن المفســدة المعهــودة أتجوز هنا الســرقة ل نإ فــ؛ قــد ارتفعت؟ كالـــوهي تضرر المســروق منــه

ارتفاع هذه المفســدة ليس بمــانع من ثبــوت مفســدة .(1)أخرى مترتبة طوليا

ــل ــه، ب ــرد بقول ــا ال ننف ــك مم الشــيخظــاهروذلالبناء عليه (2) األنصاري في مبحث الكذب قــال: أيضا

ه أطلق جماعة كالفاضلين والشــهيد الثــاني )ولذلك كل في ظاهر كلماتهم كونه من الكبائر، من غير فرق بينــترتب ــترتب على الخــبر الكــاذب مفســدة أو ال ي أن ي عليه شيء أصال، ويؤيده ما روي عن النبي صلى اللــهــه وســلم في وصــيته ألبي ذر رضــوان اللــه ــه وآل علي

ويل للذي يحدث فيكذب، ليضحxك القــوم، ويــلعليه: فــإن األكــاذيب المضــحكة ال(3)لــه، ويــل لــه، ويــل له

ــرقة على النفس )?( كتعويد1 ــرءة الس ــرين وتج ــ عليها اآلخ كما ـ.ـ سبق

.13 ص2المكاسب: ج كتاب(?)2 أحكــام أبــواب من140 ب577 ص8 الشــيعة: ج وســائل (?)3

.4 الحديث ذيل العشرة

77

حرمة الكذب ومستثنياته .(1)يترتب عليها غالبا إيقاع في المفسدة(

مهــا ال من جهــة المفســدةن الشــارع حرإ :ووجهه بـل من جهـة مفاســد أخـرى،الالزمة لطبيعي الكــذب

كمفســدة التســبيب القتحــام ســائر أنــواع الكــذبالمحرم.

ــل: ن الكـــذب مزاحـــا كنظـــائره منشـــأإ والحاصـ فتأمل. بالمباشرة،للمفسدة بالواسطة وإن لم يكن

مؤيدة أخرى رواية ونذكر هنا رواية أخرى قد تكون أقوى في داللتهــا

ــه :، فعن الرســول الشــيخ على المــراد ممــا نقلالهلكة xيهxن فx جاة فإ xن رأيتم فxيهx الن xبوا الكذxب وإ واجتن(2)نـه قــد يكــون وجــه كالم النــبي إ، ف مـا ســبق من

وذلــك أن النجــاة ال؛الجهــتين المــذكورتين ونظائرهما هي: فــالمراد بالهلكــة الــتي تــترتب،تجتمع مع الهلكة

ن كـان مـا يـترتبإ و، بالواسـطة تـترتبالـتيالهلكـة ولم تكن مفســدة،على الكذب هو النجــاة بالمباشــرة

.وهلكة في الكذب نفسه ن الروايـة فيأن المسـتظهر أ بـ:ولكن قد يقال

مقام التشديد والحث على االحتيــاط وعــدم االقتحــام بــل ال بــد من،في الكــذب بمجــرد تصــور النجــاة فيه

ــ كغــيره ـن الكذب أ لوضوح ؛التثبت من المحرمــاتـ فتأمل.،محكوم بقواعد باب التزاحم

األعالم الثالثـة بـدوامشنـه قـد ينـاقإ والمتحصــل:ــرة ــا بالمباشـ ــذب إمـ ــدة على الكـ ــرتب المفسـ وأتـ

بالواسطة. .13 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1.88 ص9 الوسائل: ج مستدرك (?)2

78

الفهرس على ت11ترتب المناقش11ة: المفس11دة جواب

فقط موصال كان ما ن الكذب حــتىـ: إويمكن الجواب عن المناقشة ب

،مع تمامية ما ذكر إنما يحــرم لكونــه مقدمــة موصــلة إذ ليس كــل كــذب موصالالمدعى؛ من أخصفالدليل

.إال بنحو االقتضاءــة:وعليه ــترتب على نحــو الموجب فالمفســدة ال ت

،الكلية وإنما تترتب فيما لو كان الكذب المــزاحي مثالموصال للكذب ذي المفسدة.

ئ علىأخــرى: بعبارة ال دليل على حرمــة مــا يجــرالحرام مالم يكن مقدمة موصلة.

والقبح البحث: الحسن مدار أن على بناء حسب ق1111بيح : الك1111ذبلثةالثا المناقشة

اتيةال القبح معاني ن مدار البحث هو الحســن والقبحأبناء على وأما

فنقول: إن تحقيق ذلك متوقــف على بيــان أمــرين: األمـر

كــل من الحســن والقبح؛ل ي المــذكورةنامعــاألول: ال هـــاتينمن ن المـــدار كـــل المـــدار على المـــراد إفـــ

ن العقــل يــدرك قبحأالكلمتين؛ ألن مدار البحث على ،و يحكم بــذلك أو يــدرك حرمتــه أو يحكم بهاأالكــذب

وتطبيقهــا على الكــذب، ممــا يوصــلنا إلى أن الكــذب قبيح حسب المعاني المتعددة.

األمــر الثــاني: البحث عن قاعــدة المالزمــة، ومــا قيــل فيهــا أو يمكن أن يقــال، حيث البــد من البحثــذب ــات القبح للك ــد إثب ــة بع ــا، لنصــل إلى الحرم فيه

بإحدى المعاني المذكورة له.

79

حرمة الكذب ومستثنياته ـــ بحث الحســن والقبحـــ البحث األولوقد تناول

ــول أعاظم األصوليين من أمثال صاحب الفصــفهاني ــ ــيخ االص ــ ــدينوالش ــ ــة المسترش ــ في هداي

ونشــير ههنــا إلى مقتضــى التحقيــق فيــه،(1)وآخــرينالنظر القاصر: حسب ما وصل إليه

والقبح لحسنا يمعان للحسن والقبح معاني عديدة البد من ذكرها حتى

هما يكون حسن الصدق وقبح الكذب: نعرف من أي ينافرها وأ النفس يالئم ما:ولأال المعنى

ــا يالئم النفس ــا، أمـ ــا يالئم النفسفو ينافرهـ مـ ن النفسإحســن بهــذا المعــنى، كــالمنظر الجميــل فــ

ليــه، في مقابــل مــا تنفــر النفسإتنسجم معه وتميل منه فهو قبيح كالزقاق المليء بالقاذورات مثال.

، لــزوم تقييــد ذلــك بنــوعي النفس:لكن الظــاهر وبـــذلك ينفـــك الحســـن والقبح،مـــارة ولوامةا فإنها

أال ترى النظر إلى؛الشرعي عن العرفي بهذا المعنى فلــو لم،نــه مالئم للنفسأاألجنبيــة قبيحــا شــرعا مــع

يقيد بالمالئم للنفس اللوامة لكــان حســنا، فلــو أرادوا نـهإ فتــدبر ف،اإلطالق لوجب إنكــار الصــغرى أو الحكم

دقيق.ــذا القبيل ــذب والصــدق من ه ــل الك ــهأ أي ،فه ن

ــإذن ــافر للنفس والصــدق مالئم للنفس؟ ســيأتي ب منــ 1 وصــاحب ، هـ1248 سنة المسترشدين هداية صاحب توفي)?(

وهم ،هـــ1231 ســنة القــوانين وصاحب ، هـ1251 سنة الفصول كتبــوا وقد ،األعــاظم األصوليين من مجموعة في جــدا مهمة كتبــاــدقيقات، بالتحقيقات مليئة األصول أن له يؤسف ومما والت بعضــا

إليها. المراجعة وعدم باإلهمال أصيب منها

80

الفهرسالله تعالى.

أو الجسم أخ11رى: مالءمة أقس11ام إض11افةالعقل أو الروح

ن نضــيف للمعــنى األول ثالثــة معــانألكن ينبغي هي:أخر،

ــد ال يالئم.1 ــه، إذ قـ ــد ومنافرتـ ــة الجسـ مالءمـــه،و العكسأالشيء النفس لكنه يالئم الجسد وال وج

.لدعوى عوده إليك أو منافرته.مالءمة العقلو .2ومالءمة الروح أو منافرتها. .3

أربعة أشــياء: النفس، الــروح، الجســدفالمجموع.والعقل

بالمــاءاالغتســال ـــ: ويمكن التمثيــل للتفكيــك ب نــه نــافع للجســد ومحفــزأ فقــد ثبت علميا،البــارد

ــذكاء، لكن بعض ــا المخ والحافظــة وال ومنشــط لخالي من الناحيــة النفســية ـــ الغــالبهولعلــ ـ النــاس

يتخوفون من المــاء البــارد خاصــة في فصــل الشــتاء، لكنه منافر للنفس. ،فالدوش البارد مالئم للجسد

ــا فيوقـــد يكـــون الشـــيء مالئما ــل كمـ للعقـــان من ــاء اإلنس ــدى ذك ــا يتح ــة مم ــات العقلي الرياض

ــاجي وغيرها ــ ــك قــــد ال يالئم النفس،األح ــ ولكن ذل.فيرهقها ويرهق البدن كذلك

، بمــا هوألحــدهان مــا هــو مالئم أنعم قــد يــدعى مالئم لآلخــر بمــا هــو، وكــذلك في المتنــافرين، لكنهــا

بل ال منشــأ لهــا إال تــوهم،دعوى عهدتها على مدعيهاالسنخية بين األربعة، وهو واضح البطالن.

المص11111لحة موافقة:الث11111اني المع11111نى

81

حرمة الكذب ومستثنياته

والمفسدة موافقة المصــلحة والمفسـدة، وهــذا المعــنى هــو

إذ كــأنهم؛الذي حمل األعالم على نقد الــدليل العقليــوا على ــ ــن والقبح عقال مالكنأبن ــ ــة الحس ــ موافق

والحــال أن هنــاك مالكــات، المصلحة والمفسدة فقطومعان أخرى، سبق بعضها وسنذكر مجموعة أخرى.

ن كل مــاإ ف:نه حسب المعنى الثانيإوعلى أي ف وإال فهو قبيح. ،وافق المصلحة فهو حسنــلحة ــراد بالمصـ ــ؛ الواقعية:والمـ ــماءإ فـ ن األسـ

ــة، ــمياتها الثبوتي ــوعة لمس ــرعية فهيأموض ــا الش مما العرفية فنسبتها معها من وجه.أكاشفة عنها، و

والمفسدة المصلحة أقسام :ن موافقة المصلحة على ثالثة أقسام، فتارةإثم

: وتـارة أخـرىالشخصـية.تكــون الموافقــة للمصـلحة وقــد يتخالفــان فيكــون مــا،تكــون للمصــلحة النوعية

يوافق المصلحة الشخصية منــافرا لمصــلحة المجتمــع.وبالعكس و المفســـدةأ تكـــون موافقـــة المصـــلحة :وثالثة كأن تكــون مقيســة لجماعــة،لى جهة خاصةإمنسوبة

وهــذه األخــيرة قــد،و غــير ذلكأو ســلطة أو عشيرة أ فهــذه، وقــد تتخــالف،تتوافق مع المصلحتين األولــيين

ــد من مالحظتهــا أقسام ثالثة للمصلحة والمفسدة ال ب .كي نأمن من اللبس

الغرض موافقة:الثالث المعنى

82

الفهرس :(1)وافقــة الغــرض ومخالفتــه، وقــد حــاول بعضم

ــلحة ــرض إلى المص ــاع الغ ــ،إرج ــف؛ ف ــه تكل نإ ولكن النسبة بينهمــا ليســت هي التســاوي، بــل هي العمــوم

. (2)و العموم المطلق على تفصيلأمن وجه نإ ما يكون مــرمى بصــر اإلنســان و:والغرض هو

ما يتعلق غرض اإلنسان بماكان فيه مفسدة؛ إذ كثيرا وأهو ضـار لـه كـالمريض الـذي يشـتهي المـاء البـارد

نه يضر بحاله، ولكنه موافـق لغرضـه ولمـاأ مع ،الحلو يريده فهو حسن بهذا المعنى، واألمر كذلك في عامــة

ن أغراضهم كثيرا ما ال تتوافق مــع المصــالحإالناس ف ن وافــق المصــلحة المتوهمــةإن الغرض وإالواقعية ف

لكنه ال يوافق المصلحة الثبوتية الواقعية.

والنقص الكمال:الرابع المعنى إلى ينقسم بدوره وهذا ،والنقص لكمالا

وهما: ـ بعض إليه أشار كما ـ قسمين الكمال والنقص األخالقيان: كما في الشــجاعة ـأ

فالشجاع كامــلأشبه، والكرم وما والجبن والبخل وهكذا. ،أخالقيا أي ناقص ، والجبان بعكسه،أخالقيا يــراد بالكمــالوالكمــال والنقص التكوينيــان: ـ ب

فما، بالقوة والفعلماعبر عنه: ما ينيوالنقص التكويني هو بالفعل فهو كامل وما هو بالقوة فنــاقص، فمن لــه

نــه كامــل، أمــا من لــه ملكــةإملكة االجتهاد بالفعــل ف االجتهــاد بــالقوة كعامــة النــاس فهــو نــاقص، وكــذلك

، وهكـــذا فيالحـــال في ملكـــة العدالـــة قـــوة وفعال الجديد والشرح المواقف عن المسترشدين هداية في حكاه (?)1

.505 ص3: جللتجريد أشــرنا وقد والمصــلحة الغــرض من كل بتعريف ذلك )?( ويرتبط2

فقط. التعريفات إحدى إلى هنا

83

حرمة الكذب ومستثنياته فالشجرة شجرة بالفعل ولها كمــال،الشجرة والبذرة

والنواة شجرة بالقوة وهي ناقصة من،من هذه الجهة وإن كانت ذا كمال من حيث امتالكها قوة،هذه الجهة

تصبح شجرة. ن أ بعض بهما يتصف والنقص الكم111111111111ال

أيضا األفعال أن الكمــال والنقص همــا ممــا:(1)تــوهمي ثم قد

بنــاء علىـ وعليــه ســيكون البحث ،يختصان بالصفات ن كالمنــا هــو عن التحســينأ أجنبيا عن مقامنا؛ ل ـهذا

الصدق والكذب.: ومنها؛والتقبيح العقليين لألفعال ن الكمـــال والنقص همـــا ممـــا أولكن الحـــق هو

تتصـف بـه بعض األفعــال أيضــا، كطاعــة العبــد ســيده ن الطاعــة فعــل من األفعــال وهيإتبــارك وتعــالى، فــ

وقــبيح،كمال حسن، وعصــيانه فعــل أيضــا وهــو نقص ــمثلـة المعروفــة أ وهــو من الــوكذلك في مثال آخر

ألنه نقص فهوقبيح،نه إصدور الكذب من الله تعالى فممتنع امتناعا وقوعيا ال ذاتيا.

ال11ترك وأ الفعل انبغ11اء:الخ11امس المعنى وعدمه( )االقتضاء

ــل انبغاءـ: هو ما عبر عنه بعض بو ــتركأالفع ،و ال وما ينبغي تركه فقبيح.،فما ينبغي فعله فحسن

الوجود أو االتصاف انبغاء إضافة نهم ذكــرواإ فــ، انبغاء االتصــاف:لى ذلكإونضيف

انبغاء الفعل فالمتعلق هو الفعــل ومــا هــو من مقولــة ص3 المواقــف: ج شرح عن المسترشدين هداية في حكاه (?)1

504.

84

الفهرســاك قسم،الفعل كالصدق والكذب وما أشبه ولكن هن ا

ــاء وهو ــر من االنبغ ــاف:آخ ــاء االتص ــاف، انبغ كاالتص بالكيفية النفسانية المعينة، فهــو من مقولــة الكيــف ال

نأ وذلك كطالب العلم حيث ينبغي ،من مقولة الفعل والخوف حالة وكيفيــة،يتصف بالخوف من الله تعالى

ــانية ــا ينبغي،نفس ــه فم ــة، وعلي ــه كيفي ــاف ب واالتصاالتصاف به فإن عدمه قبيح.

ن االختياري من االتصــاف عائــدأ ب:ولكن قد يقال. فتأمل،إلى الفعل

انبغــاء:كمـا نضـيف قسـما آخــر من االنبغــاء وهو ن متعلق االنبغاء هو جــوهر الشــيءإالوجود والعدم؛ ف

ــل ،ونفسه ــة الفعـ ــك من مقولـ ــفأ وليس ذلـ و الكيـ.كاالتصاف

ن الماهيات تطلب بلســانأ من :ويوضحه ما قيل ن نعــبر عن ذلــكأحالها إفاضة الوجود عليهــا، ويمكن

باالنبغاء الذاتي.ــاس وذلك كما أن الله تعالى يلبس المعدومات لب

ن يخلـــق اللـــه تعـــالىأن من الحســـن إ فـــ،الوجـــود المخلوقــات القتضــائها بلســان حالهــا إفاضــة الوجــود

فهـذا،عليها، فاقتضاء الوجود هــو مالك الحســن أيضـا ولــههو المعنى الخامس للحسن والقبح مع توســعته،

يترك لمظانه.تفصيل ،و الـــتركأ االقتضـــاء للفعـــل :(1)وبعبـــارة جامعة

واقتضاء الوجود وعدمه.،واقتضاء االتصاف وعدمه

االنبغاء على سابق االقتضاءــأخرة رتبة في هو )?( واالنبغــاء1 ــاك االقتضــاء عن مت اقتضــاء فهن

ــ كرمه برحمته ـ الله على ينبغي فكان للوجود للماهيات ذاتي نأ ـمبتغى. كان اقتضى فألنه الوجود، يفيض

85

حرمة الكذب ومستثنياته عن التعبير بما هــو ســابق رتبةهذا ولكن األولى:

متفــرع عنون االنبغاء متأخر إ ف؛ وهو االقتضاءاالنبغاء إذ االقتضــاء هــو الوجــه الــذي يلي؛االقتضاء المتقــدم

هــو الوجــه الــذي يليـ في المقام ـ واالنبغاء ،الشيءالغير.

األربعة األقوال يمكن بيـــان المبحث بصـــورة أخـــرى أقـــربو

نها متضمنة في تقسيمنا العام متداخلةأللمعهود على ــالقول ب،معه ــك ب ــذاتيـأ وذل ن اآلراء في االقتضــاء ال

هــو محـل الـنزاعوذلك ،للحسن والقبح وعدمـه أربعةــفة وال ــوليين والفالس ــاريين أبين األص ــاعرةخب ،واألش

وهي: والقبح للحسن الذاتي : االقتضاءأوال بذاته يقتضي الحســن أو(1) إن الشيءاألول: الرأي

، وذلك(2)القبح، ذهب إليه جمهرة كبيرة من األصوليينــ ــدل ف ــاءه للحســن ذاتي وليس موقوفاإكالع ن اقتض

على لحاظ تطابق آراء العقالء أو على التطابق نفسه بحيث لــوال هــذا التطــابق أو اللحــاظ لمــا كــان العــدل حســنا في ذاتــه، وهــذا الــرأي باطــل بالضــرورة وقــد

ناقشناه مفصال في بعض المباحث. العقالء آراء لتوافق والقبح : الحسنثانيا

وتطابقهاالطرفين. متساوي غير في أي(?)1 أصوله في المظفر كالشيخ المتأخرين بعض أنكره نإ)?( و2 تبعا

شارات،إال لمنطق عــا xــاني، القسم إلى له مرج )أصــول فراجع الث حكم أســباب ـــ4 العقلية المســتقالت مبحث211 ص1 ج:الفقه.فراجع ،سابقا ذلك فصلنا وقد ،والقبح( بالحسن العملي العقل

86

الفهرس وإنما ،لذاته ليس الفعل حسن نإ :(1)الثاني الرأي

عليه، وتبانيهم وتطابقهم العقالء آراء توافق ببركة العالمة ذلك على وتبعه سينا ابن رأي هو وهذا

. المظفر

شرعيان والقبح : الحسنثالثاــرأي ــالث ال ن حســن الفعــل ليس لذاتــه والإ :(2)الث

بســبب تبــاني العقالء عليــه، وإنمــا هــو معلــول تقــبيح شــاعرة حيث قــالوا:أالشارع أو تحســينه، وهــو رأي ال

نه الشــارع والقــبيح مــا قبحــه(، )إن الحســن مــا حســ شــعريأأن الـــ: الفيلســوف ب ويفترق هذا عن رأي

نـه يربـطإيرهن الحسن بالشـارع، وأمـا الفيلسـوف فالعقالء.الحسن بتباني

ــامع بينهما ــنإ :والج ــة للحس ــة ثبوتي ــه ال واقعي نوالقبح وراء اعتبار الشارع أو تطابق آراء العقالء.

،ن الشارع لو قــال: )إن الكــذب حســن(إ فوعليه: ولــو قــال: )إنـ،شــعري أ بحســب الـفسيكون كذلك

ــذا الكالم باطــل الظلم حســن( فســيكون حســنا، وهخالف البديهة والوجدان والعقل والنقل وكافة األديان.

وأ الحسن عن كاشف : الش111111111ارعرابعاالذاتي القبح

ــه ليس،خباريينإ وهو للالرابع: الرأي ولكنه بحقيقت ، حيث إن أصــحابها(3) لآلراء الثالثــة المتقدمةقســيما

ــ لكنهم يقولــون:،ينييذعنون بكون الحسن والقبح ذاتاآلتي. السادس المعنى هو )?( وهذا1اآلتي. الثامن المعنى هو )?( وهذا2الثبوت. عالم من وتلك اإلثبات عالم من نهإ)?( ف3

87

حرمة الكذب وأإن عقلنا ال طريق له إلى اكتشــاف حســن الشــيء ومستثنياته

ال عن طريق الشــارع؛ وذلــك أن العقــل قاصــرإقبحه عن اإلحاطة بكل الجهات.

ــيينأإذا فإن ال ،خباري يقبل الحســن والقبح الثبوت منحصر بالشارع.لكنه يقول بأن الطريق إثباتا

ن المعــنى الخــامس للحســن هــوإ والمتحصـــل: نأو العقالئي، والظاهر أو الشارعي أاالقتضاء الذاتي

. (1)الكذب قبيح بالجهات الثالث

آراء عليه تط11ابقت الس11ادس: ما المع11نىالعقالء

وقد، آراء العقالءى حسنه أو قبحهما تطابقت علفي مباحث االجتهاد والتقليد.فصلنا الحديث عنه

وأ الع11ام العرف تباني السابع: ما المعنىعليه الخاص

ن ما تبانى العرف العام او الخــاص على حســنهإ لــه أون يكــون ضــداأ والقبيح إمــا ،فهو حسن وإال فال

ــا، ــير وقتنقيض ــدي في غ ــاس الجن ــالم يلبس لب كعــرب عبثا ــأ الح ــبه، ف ــا أش ــاتإو م ــك من منافي ن ذل

ــذه عرفية ــف بحســب،المــروءة، وه واألعــراف تختل وأما منشأ التباني فقد يكــون العــادة،المكان والزمان

أو الخلـق النفسـي أو االنفعـال النفسـاني كــالغيرة أوالحمية أو غير ذلك، وليس هذا مجال تحقيق ذلك.

والقبح الحسن الث111111امن: أن المع111111نى شرعيان

الشارع. وتقبيح العقالء وتوافق الذاتي )?( االقتضاء1

88

الفهرسنه الشــارع والقــبيح إ ن مــا حســ بعكســه،ن الحسـ إلى ذلك.أشرناوقد

يس11تلزم ال ما الحسنالتاس11ع: المع11نى استلزمه ما والقبيح الحرج

ن القــبيح هــو مــاأ من (1)وهو ما أشــار إليــه بعض وإال فهو حسن.،و استلزم الحرجأتضمن

الع11والم بعض العاش11ر: مطابقة المع11نىاآلخر لبعضها

يفتح والقبح للحسن جديد معنى هوو أبوابا:وهو للبحث عديدة

مرتهنين يكونان ما كثيرا والقبح الحسن نإ بعض، مع بعضها األربعة الوجودية العوالم بتطابق

واللفظي والذهني العيني الوجود عالم وهي المتأخر العالم فيه تطابق ما هو فالحسن والكتبي،

فقبيح. وإال سابقه، مع رتبةبمثالين: لذلك ولنمثل

إلح11اقالعاش11ر: للمع11نى األول المث11الالنسب ،نفسـه لغـير أبيـه أو لغــير أمهشـخص ينسب أن

نــه ال يــترتبأ مــع فــرض شك، حتىن ذلك قبيح بال إف وأعلى ادعائه أيــة مفســدة خارجيــة كطمــع في ارث

ــذإمحرمية أو غيرهما، ف ــا حينئ ن المشكلة الوحيدة هن نه في متن الواقع ال يوجــد نســب بين المــدعي ومنأ

نسب إليه نفسه، ولذا يكون ادعاؤه قبيحــا، ومــا ذلــك.505 ص3 العضدي: ج عن المسترشدين هداية في حكاه (?)1

89

حرمة الكذب ومستثنياته ـــوهو ادعــاؤهـ ال لعدم تطابق عالم الوجود اللفظي إ

عــدمـــ: ن شئت فعبر بإو مع عالم الوجود الخارجي، ــاري مــع ســابقه النفس ــالم الوجــود االعتب تطــابق ع

األمري أو الخارجي.

الكفرالعاش11ر: للمع11نى الث11اني المث11التعالى بالله

قبح الكفــر ئشــامنمن ن إ فــ،الكفر باللــه تعــالى أي الكفر الذي هــو ـ ن هذا المعتقد أبالله تعالى هو

و ممــا هــو في صــقعأمن دائرة عالم الوجود الــذهني ولــذا فهــو قــبيح،، ال يطابق الواقع الخــارجيـالنفس

وهذا القبح ثابت بقطع النظـر عن المفسـدة المترتبـةخرويا.أعليه دنيويا والعقوبة

وقد طرح المتكلمــون هــذا البحث بصــيغة أخــرى فهل،نه لو فرض أن الله سبحانه أمرنا بالكفرإوهي:

؟ وقــد ذهب إلى(1)و قبيحاأ يكون الكفــر حينئــذ حســنا ن إ وهــو:ن نطــرح رأيــا ثالثاأكل فريــق، ولكن يمكن

ن القبح الــذاتي نظــرا لعــدم مطابقــةإ فــ؛هنــا وجهين على حالــه، ولكن بــاق ـــالمعتقــد والواقعـ العــالمين

حدث فيه وجه حســن عــارض وهــو كونــه إطاعــة للــهــانيغلبة والظاهر ، فاندرج في باب التزاحم،تعالى الث

على األول فيقدم عليه، وهذا المعــنى الجديــد ســينفع كمــا،أيضا في تنقيح ونقــد كالم األعالم الثالثــة ونقــده

xهة فxيهxما كان لوتعالى: )?( قال1 آل xال ه إ دتا الل بحان لفســ هx فســ رب اللxفون عما العرشxيص (22األنبياء: سورة.) المقــدم، إمكــان على موقــوف غير وصدقها شرطية قضية وهذه

ــالي نإفــ اآلية في كما امتناعه مع حتى تنسجم هي بل ــترتب الت ي .الممتنع المقدم نفس على

90

الفهرسسيأتي بإذن الله تعالى.

ض11111وء على الثالثة األعالم كالم مناقشةالكذب على وتطبيقها والقبح، الحسن معاني

كلمــا لمإذا اتضح ذلك فنقــول: إن كالم األعالم: ) مناقش فيه، وذلكتكن هناك مفسدة فال قبح للكذب(

بتطبيق المعاني السابقة للقبح على الكــذب، فنجــدهاــيله ــدة، وتفص ــه وإن لم تكن ذات مفس ــة علي منطبق

كاآلتي:

للنفس من111111افر الك111111ذب:األول الوجهوالعقل والروح

:األول المعــنى المنافرة والمالءمــة للنفس، وأيضــا الكــذب بمــاطــبيعxيالعقل والروح والجسد، حيث إن

وأيضــا للنفس الزكيــة،هــو هــو منــافر للــروح وللعقل ن النفس لهــا وجهــان أو هي علىإوالروح الطيبــة، فــ

واهاقسمين أشار إليها تعــالى بقولــه: ونفس ومــا ســاها فألهمها فجورها وتقواها وقد خاب من قد أفلح من زك

اها فهما: نفس شريرة وهي التي تــألف الكــذب(1)دس والخيانة والرذائل والفجــور، ونفس زكيــة تقيــة وهــذه بمــا هي هي ينافرهــا الكــذب وينســجم معهــا الصــدق

وبقية الفضائل وتنسجم معه.ــير ن هنــاك ســنخية بين الصــدق وبينإ آخــر: وبتعب

النفس الزكية والروح والعقل، وفي قبــال ذلــك هنــاك سنخية بين الكذب والنفس الشقية الردية، فالمالءمــة

والمنافرة متحققتان ثابتتان في الطرفين. ولـــو فســـرنا القبح والحســـن بمعـــنى المالءمـــة

ــذ القــول ـ كما فسره جمعـوالمنافرة : لم يصح عندئ.10 ـ7الشمس: سورة (?)1

91

حرمة الكذب ومستثنياته نه ال قبح للكذب إال مع المفســدة، إذ النفس الزكيــةأب

حتى مع قطــع النظــر عن،تنفر من الكذب بما هو هو وبضـــميمة قاعـــدة المالزمـــة يتم،لحـــاظ المفســـدة

ن المالزمـــة بين القبحأن ينـــاقش بـــأ إال ،المطلـــوب ببعض معانيه ال بمـا يشـمل هــذا المعـنى، وهــو الحــق

فتأمل وتدبر.،المنصور وإن خالف إطالق كلماتهممؤيدة رواية

: منها؛ روايات عديدة تنبه لما ذكرناه:(1)ذلك ويؤيد ال يكذب الكاذب إال قوله: ما جاء عن النبي األعظم

فإنه يدل على وجود السنخية بين،(2)من مهانة نفسه الكذب وبين مهانة نفس الكاذب ودناءتها، وأما النفس

العزيزة فلباسها العزة والصدق فال تقتحم الكذب. ن مـدار البحث هـو العنـوان األوليأومن الواضح

للكذب ال في صورة مزاحمة عنــوان أهم، ولــو تــدخلــك ــان ذل ــذب في بعض الصــور ك ــوز الك ــولى وج الم كاشفا عن وجود مزاحم أهم أو مانع عن تأثير الكــذب

فتأمل.في القبح نــه بال شــك منــافرإفمثال الكــذب في الوعــد، ف

للنفس الزكية بمــا هي هي، وكــذلك الكــذب اســتهزاءــافرإبــاآلخر وفي مقــام الســخرية بــه ف نــه قــبيح ومن

للنفس التقية ومالئم للنفس الشريرة الشقية. ، ليس من المعلوم منافرته الكذب مزاحاقلت: نإ

للنفس الزكية. من دون قرينــةن الكــذب مزاحاإ بل الظاهر قلنا:

مؤيد هي بل ،دليال ليست الرواية نإف وعليه ،عقلي البحث )?( إذ1ه. آخر وبتعبير ومرشد منب

.232 االختصاص: ص (?)2

92

الفهرس فقد يقيم المتكلم،قبيح منافر للنفس الزكية والروح

وســيأتي الكالم،ن كذبه مــزاحأالقرينة المتصلة على ــة عن اإلرادة ــ ــك حيث انفكت اإلرادة الجديـ ــ عن ذلـ

مــع غــيرهاالســتعمالية، وقــد يكــذب الشــخص مزاحاــاه ــافرإ فــ،ن هــذا الكالم صــدقأموهمــا إي ن هــذا من

نإ: )للذوق السليم والنفس الزكية كأن يقول لــه مثال ن أخبره بعد ذلك بأنه كان يمزحإ، حتى و(1) مات(فالنا

معــه، وكــذا الحــال في القصــص المخترعــة إذا كــانتــانت عبثية بقول مطلق ال فائدة فيها بالمرة، نعم لو ك

ن يالحظ األهم منهمــاأهادفة فهذه جهة مزاحمة ال بد حسب اختالف الوارد.

ن طبيعة الكذب بمــا هي هي منــافرةإ والمتحصل:للنفس التقية إال ما خرج بمزاحم أهم.

ــا ذكر ــرد على م ــون شــيء رذيلةأ :نعم ي أون ك أعم من الحرمة.،كاشفا عن دناءة النفس

يخ11الف ألنه ق11بيح الث11اني: الك11ذب الوجهالمولى غرض

يمكن مخالفــة غــرض المــولى، حيثالثاني: المعنى د من العنـاوين لـو جر ــلكـذب طـبيعي اأن ــ: بالقول

. بل هو مخالف له، غير موافق لغرض المولى ـالثانويةــني إثباتهــا على معرفــة غــرضوهــذه دعــوى يبت

المــولى جــل وعال،المــولى فنقــول: إن من أغــراض والتحفظ عن وقوع المكلف فيمــاالدين الحائطة على

، والكذب مما يفوت هــذا الغــرضال ينبغي أن يقع فيه.في الجملة، ويوقع المكلف فيما ال ينبغي أن يقع فيه

ــ ،ال أو والقلق االضــطراب فيه أورث )?( ســواء1 معلومة زرقه نأبالزكية. للنفس منافر نهإف فقط كاذبة

93

حرمة الكذب ومستثنياته

هتانمنب روايتان قــال: مما يشهد لــذلك مــا ورد عن أبي جعفــر و

الحســين كــان علي بنيقــول لولــده: اتقــوا نإ فــ،الكذب الصغير منه والكبير في كــل جــد وهــزل

.(1) كذب في الصغير اجترأ على الكبيرإذاالرجل فال بــد ـــوهــو الحيطةـ لو لوحظ غرض المولى ف

ــغير والكـــذب مزاحا ــرك حـــتى الكـــذب الصـ من تـ ن اإلنسان لـو تعـود على الكـذب مازحاإونظائرهما؛ ف

فقد يكذب جادا ن الطبيعة اإلنسانية واحدة.أ ل؛ أيضا أمــيركمــا ترشــد إلى ذلــك روايــة أخــرى عن

أال إن الصادق على شــفا منجــاة أنه قال: المؤمنين ــفا ردى و هلكةإ أال ،وكرامة ــ ــاذب على ش ــ ،(2)ن الك

ن ال يكــونأغــرض المــولى من الوضــوح بمكــان أن و ، وذلك باالحتياط مما يوقعــهالمكلف على شفا الهلكة

فيه.ــوبو ــبرى وجـ ــط بكـ ــغرى يرتبـ ــذا البحث صـ هـ

حفاظا على دينه،(3)االحتياط عما يحتمل كونه معصيةــا ــة على م ــبهات التحريمي ــاط واجب في الش واالحتي

ــه ال ــاريونأذهب إلي ــلك،خب ــه مس ــأى الفقي ــو ارت فلــوأال ــه ل خباريين كان التحريم لديه على القاعدة، ولكن

نألى مســلك األصــوليين من إلم يـرتض ذلــك وذهب االحتياط حسن وليس بواجب في الشبهات التحريمية

إمــا: آخــر للتحــريم وهوبعــد الفحص، فلعــل لــه وجها كمــا لعلــه ظــاهر الروايــتين لكنــه،االلــتزام بالمقدمية

.338 ص2 الكافي: ج (?)1.456 ص8المسائل: ج ومستنبط الوسائل مستدرك (?)2 الكـــذب كـــون احتمـــال البحث مفـــروض )?( إذ3 ــا في أو مازحـ

دليل. غير من معصية، المخترعة القصص

94

الفهرسل منهما xــريم الموصــ ــتزام ب،يختص بتح ــه منأ أو االل نباب العنوان والمحصل، فتأمل.

هو هو بما ألنه قبيح الثالث: الكذب الوجه نقص

ــالث: المعــنى ن الكــذب بمــا هــو هــو النقص، فإالثه نقص، والطـــبيعي يتمصـــدق بمصـــاديقه كلها ،طبيعي

فهو كمال.،وفي قباله الصدق بما هو هو

الروايات من شاهد:ويؤيد ذلــك مــا ورد عن اإلمــام الرضــا عليكم

.(1)نه ال يصلح إال ألهلهإبالصدق وإياكم والكذب ف هل الكــذب هم المتســافلونأن إ :وظاهر الرواية

من أهل النقص، وفي قبال ذلــك أهــل الصــدق فــإنهم الن كلمــة أأهل الكمال والعلو، وال يخفى في المقام

كما هي مناسبة للتعبير عن هــذا المعــنى وهــويصلح كذلك هي مناسبة للمعنى اآلخر وهو االقتضاء،النقص

إذ قد يستظهر منها الصالحية والذاتية. ؛الذاتي للقبح بذاته يتطلب مما الراب111ع: الك111ذب الوجه

تركهــع: المعنى ن الكــذب بذاتــه ما ينبغي تركــه، فإالراب

وفيه االقتضـاء الـذاتي للـترك، وممـا،مما ينبغي تركه يرشد إلى ذلك الروايـة السـابقة، وكـذلك مـا ورد عن

عليك بالصدق فانه مبارك والكذب: الرسول األكرم ال يصلح من الكذب: ، وعن أمير المؤمنين (2)شؤم

.339 : ص الرضا اإلمام إلى المنسوب الفقه (?)1.88 ص9المسائل: ج ومستنبط الوسائل مستدرك(?)2

95

حرمة الكذب ومستثنياته ــزل ــد وال ه ــا: (1)ج ــه أيض ــوء من، وعن ــوأة أس ال س

نهاأ كما ،، وظاهرها كلها هو االقتضاء الذاتي(2)الكذبتدل على النقص أيضا.

قبح على العقالء الخ11امس: تب11اني الوجه الكذب

ــنى ــامس: المع ــاني العقالءالخ نأال شــك في و ، تبــذب، بل ــام من الك ــوا على قبح أقس يمكنالعقالء بن

على قبح جميع أقسامه:دعوى تبانيهمومنها: الكذب سخرية.

، فــإنهم(3) مــع عــدم القرينةومنها: الكــذب مزاحا. يرون ذلك قبيحا

ــع األهل ــذب م ــا: الك ــه؛ومنه ــان العقالء يجدون ف خــارج عن مفــروضو إال لمصــلحة راجحــة وهــقبيحــا، و ألنهم من المتدينين وقــد ســمعوا الروايــاتأ ،البحثن المولى قد أجاز ذلك بناءأعلى على تماميتها ســندا

نــه لــو خليأ وكالمنــا في ،وداللة إال أن هــذا كالم آخر ن بنــاء العقالء علىإ وبدون مكتنفات فــهعبالكذب وط

ــفرضهـ ن تجـويز المـولى على إقبحـه، وعلى أي فــكاشف عن مصلحة أقوى مزاحمة أو ما أشبه.

شـد تقـبيح،أنـه يقبحونـه إ ف،(4)ومنها: خلف الوعد ، قبح خلف وعــد اللــه تعــالى:ظهر مصاديقه هوأومن

وهو من األدلة التي يســتدل بهــا المتكلمــون على قبح نأخلف الوعد بقول مطلق؛ إذ لو لم نقل بذلك للزم

،يسقط الدليل األهم إلثبات النبــوات عنــد المتشــرعة.419 الصدوق: ص للشيخ األمالي (?)1.93العقول: تحف (?)2.فتأمل ،القرينة نصب مع الكذب مثل )?(لخروج3الوعد. خلف به ويلحق الوعد في الكذب )?( أي4

96

الفهرس عــدم الوثـوق بوعــد اللــه تبــارك وتعــالىوللــزم أيضــا

لجــاز(1) حيث لــو لم يكن خلــف الوعــد قبيحا؛ووعيده بإدخــال المــؤمن الجنــة(2)لله تعالى أن يخلــف وعــده

فتأمل؛ إذ قد يفرق بين خلف الوعد في،والكافر النار كمــا يفــرق بين الكــذب في،األمر الخطير وبين غيرهكما سيأتي. ،الوعد وبين خلف الوعد

نإ فــ،كــذلك الحــال في أقســام الكــذب األخــرى الكذب حتى في القصص المخترعة قــبيح لــوال الجهــة

فالحظ.،الراجحة كما سبق

وك11ذا العام العرف السادس: تباني الوجه الكذب قبح على الخاص

و الخــاصأ تبــانى العــرف العــام الســادس: المعــنى :و قبحه، وفي صــغرى المقــام نجدأعلى حسن شيء

ن العرف يقبحون الكذب ويكرهون الكاذب من حيثأ نه كان في حالة استثنائية منأ إال لو علموا ،هو كاذب

ن الكاذب بنفســهإ ويدل عليه: ،و غيرهأو ضيق أحرج وهــو فــرد من أفــرادـــال يحب أن يعرف بهذه الصفة

بصــورة خلقيا ومتــدنيا متســافالإذا كــان إال ـــالعــرف فقد تتحول المعصية والرذيلة عند بعض الناس،كبيرة

إلى عمل يتجمل ويتفاخر به أمام اآلخرين، لكنه ليســديداإال انحرافا ــ ــليمة ش ــ ــرة الس ــ ــار الفط ــ عن مس

ــالى: ــال تع ــان، ق ــة لإلنس ــة األولي ن لهموالطبيع وزييطان أعمالهم .(3)الش

يعــرف إن كل إنســان بطبعــه يكــره أنوالحاصل:قبيحا. الوعد في الكذب يكن لم )?( ولو1 ـــ الكالم محل وهو ـــ ووعيــده وعــده في يكــذب أن له )?( ولجــاز2

ذلك. عن تعالى.24النمل: سورة (?)3

97

حرمة الكذب بالكــذب إن كــذب، وينفــر من ان يشــتهر بين النــاسومستثنياته

بهذه الصفة. :كما يكشف عن تبــاني العــرف على قبح الكــذب

وذهــاب ســمعته،فقدان اعتمــاد النــاس على الكــاذبوصيته ووزنه االجتماعي والعرفي.

الشرعي السابع: القبح الوجه أن القبيح هو ما قبحه الشــرع، وهو السابع: المعنى

ــة من(1)ويرشد ــك مجموعـ ــد ذلـ ــذب وتؤكـ لقبح الكـــارث عن ــبر الح ــا خ ــيرة، منه ــات الكث ــامالرواي اإلم

هوال ان حيث يقول: أمير المؤمنين xي يعxد أحدكم صبxلى وهذه صــغرى (2)ثم ال يفxي له ــدxي إ ــذxب يه xن الك إ

xالفجور وهذه بمنزلة العلة للحكم لىx ــدxي إ الفجور يهى يقال: )كذب وفجر( ارx وما يزال أحدكم يكذxب حت النــرة xب ع إ xــ ى ال يبقى موض ــذxب حت ــزال أحــدكم يك ــا ي وم

ابا ــذ هx ك ند الل xدق فيسمى عxص(3) فــإن اإلمــامصــرح كما ذكر علتــه أيضــا وهي معممــة مخصصــة،،بالحكم

ن الكذب يهدي إلى الفجــورإ: هيوالعلة في كالمه .

اإلمام كالم في للفجور معنيانوقد فسر الفجور بمعنيين:

ال كمــا في قولــه تعــالى: ، الميل عن الحقاألول:

المولوية األوامر في فصلناه ما على ،مولويته يعمل أو )?( ويؤكد1العقلية. المستقالت في واالرشادية

.419 الصدوق: ص للشيخ األمالي (?)2.419 الصدوق: ص للشيخ األمالي( ?)3

98

الفهرس فـــاجxرا كفارا xال ـدوا إ ـ xـ ــير(3) وفي كتب اللغة(1)(2)يل تفسـ

الفاجر بالمائل عن الحق. البــذاءة والفحش في القــول والبهت عنــدالثــاني: ن التفســير الثــاني تفســيرأ، وال يخفى (4)الخصــومة

ن معــنى الفجــور هــو األول أيأبالمصــداق، والظــاهر عن الحق. الميل

او إما إنشاء،إذا فالكذب قبيح بتقبيح الشارع إياه. كشفا

م1العوال تطابق عدم:الثامن الوجهــع عدم تطابق العالم الالحق رتبةالثامن: المعنى م

و ادعــاء الشــهادةأسابقه، نظير اإللحــاق في النســب ـــكالــدكتوراه مثالـ العلمية وفي المقــام فــإن ، كاذبــا

الكــذب قــبيح؛ لعــدم التطــابق مــا بين عــالم الوجــوداللفظي وعالم الوجود العيني.

ص11غرى في العلمين مع المناقشة ملخصالبحث

ــا علىلقبح لوبعد اتضاح الوجوه الثمانية وتطبيقهــذب، ــه الك ــك وج ــر ل األعالم كالم فيمناقشةاليظه

ــرواني والســيد الخــوئي والشــيخ ــة؛ الشــيخ اإلي الثالث اتضح وجــه حكم العقــلحيث التبريزي قدس سرهم،

ــاء ــع انتفـ ــح نفي القبح مـ ــؤه، فال يصـ ــالقبح ومنشـ بـ وذلك لوجود ثماني جهات أخــرى للتحســين؛المفسدة

.28نوح: سورة (?)1 الفجـور فعل من )والفـاجر:التبيان في الطوسي الشيخ )?( قال2

الذم(. بها يستحق التي الكبيرة وهي.435 ص3البحرين: ج ( مجمع?)3.435 ص3البحرين: ج ( مجمع?)4

99

حرمة الكذب ومستثنياته ــ وبعضها قــد بـنى عليــه المشــهور ،والتقبيح العقليين

ـــ وبعضــها ممــا ذكــروه ـــوهو ما تبــاني عليــه العقالء البعض اآلخــر ممــا و، ـ(1) للنفسكالمنافرة والمالءمة

وجــه القبح ال ينحصــر بالمفســدة، كي، فقــد أضــفناه ن بعض هذه المناشــئ هي أســبقإ بل ،ينفيه بانتفائها

ــو الحــال في ــا ه ــة من المصــلحة والمفســدة كم رتباالنبغاء واالقتضاء الذاتي.والكمال والنقص

الوالد السيد كالم قبل االنتقال لتحقيق حــال كــبرى البحثوال بأس

ــة، ــدة المالزم ــارتينإوهي قاع ــل عب ــداهما؛ن ننق إحــيد الوالد ــرى للس ــة الحلي واألخ ــهللعالم ــا الل رحمهم

تعالى. في الفقــه: )وأمــا العقــل فهــو السيد الوالدقال

ــ أي بقبح الكذب بقــول مطلــق ـمستقل بقبحه نإ وـ سوء ألنــه انحــراف عن الواقــع ولــذا الأثرلم يكن له

ن يظهر ذلك وبالمالزمة يتم المطلــوب(أيريد الكاذب (3) )ألنــه انحــراف عن الواقــع(:قولهفالحظ انتهى، (2)

في عبارتــه بصــغرى البحث فقد صرح الســيد الوالد وبكبرى المالزمة.ا،وهي قبح الكذب مطلق

الص111111111دق : حسن الحلي العالمة كالم أو للنفس المنـــافرة هو األلسن على المعـــروف نأ )?( ســـبق1

ذكر وقد أيضا، والجسد والروح للعقل المنافرة أضفنا وقد للطبع،ــافرة المالءمة439 ص4ج المنتقى في الروحــاني السيد والمن.القاعدة مقتضى على العاقلة, والكل للقوة

.28 ص:المحرمة المكاسب )?( الفقه2 مناشــيء من العاشــرة الجهة من وطورنــاه عنه عبرنا ما هو)?(ــ 3

فالحظ. العوالم تطابق عدم وهي القبح

100

الفهرسونظري ضروري: (2)الوصول في مبادئ (1) العالمة الحلي وقال

كحسن)الحكم بالحسن والقبح قد يكون ضروريا كحســن ونظريا،(3)الصدق النافع وقبح الكــذب الضــار

.وقبح الكذب النافع(، الصدق الضارــتدالل؛ قوله )نظريا(أقول: نظرا لحاجته إلى االس

ــهإن الصدق بلحاظ ذاته حسن وإبمثل: ن عــرض عليــ،اســتتباعه للمضــرة ــوإ ف ــا ه ــذاتي ال ينقلب عم ن ال

ــتزاحم مــع،ن زادت المضــرة رجحتإ نعم ،(4)عليه لل ــا ــورا ومغلوب ــه يكــون مقه ــذاتي لكن ــاء الحســن ال بق

،نــه يــزول من جــوهر الــذاتأبالمضــرة العارضــة، ال .فتدبر

ــافع، أي،نــه كــذلكإفوكذلك األمر في الكذب الن.أن قبحه ذاتي وال ينقلب عما هو عليه

كحسن صوم شهر رمضان وقبحوسمعيا) :قال ثميد(.صوم الع

لمراد من قوله )ســمعيا( إنمــا هــو بلحــاظ اأقول: ثبــات، أمــا في عــالم الثبــوت فهمــا كالصــدقإعــالم ال

. فتدبر،والكذب ذوي حسن وقبح ذاتيين

كالمه على الثالثة الحلي لعالمةا أدلةــدليل ــه بقولهاألول: ال ــا أشــار إلي ــا :(5) م نعلم)ألن

بالضرورة حسن الصــدق وقبح الكــذب مــع تســاويهما(.في المنافع

ومفتاحية. حافلة اختصارها على ههنا وعباراته)?( 1.92 صاألصول: علم إلى لوصولا مبادئ)?( 2.البديهيات من وقبحه حسنه وكالهما)?( 3باالنبغاء. عبروا كما الذاتي باالقتضاء عنه عبرنا وقد)?( 4.92: صاألصول علم إلى الوصول مبادئ(?)5

101

حرمة الكذب ومستثنياته

ل رداأقول: مســبقا وهذا الذي ذكره العالمة يشكــق ال ــروانيإعلى كالم المحقـ ــاواة بين يـ من المسـ

ظاهرا.مه فيما هو مبنى كالالصدق والكذب،ــية على ذلــك: بيــان ــذه القض ــنا ه ــو عرض ــا ل إنن

الوجــدان وهي مــا لــو كــان أمامــك خيــاران: خيــار أنــل على منــافع معينة ــو صــدقت، وآخــر أن(1)تحص ل

ن العقلإ فكذبت،تحصل على تلك المنافع بنفسها لو نفــري كمـا ، إلى الصــدقيدعو ـالنفس والطبعـ كذلك

ومــا ذلــك، مع تساوي المنــافع فيهما،كلها عن الكذبــةx؛ال للميل الفطري والعقلي إلى الصدقإ نظــرا لذاتي

حسنهx وضرورته. (2)ن الحســن ذاتيأول على أفهذا هــو البرهــان ال

لكل منهما بذاتي باب البرهان. وللفـرق بين الصـادق والكــاذب في )الثاني: الدليل

ة(.مدعي النبو لو كــان هنــاك صــادق في دعــوى النبــوةتوضيحه:

ــاك ريب،نه صادق دون إ فكالرسول األكرم وكان هن ، فإننـــاكــاذب في دعـــواه كمســـيلمة أو ســـجاح مثال

بمالحظة شأن الباري عز وجل نجــد بالوجــدان أن منن أن يجــري تعــالى المعجــزة على يــد الصــادق الحســ

بالسماء، ومن القــبيح أن يجريهــااتصالهكبرهان على ــذب ذاكالكاذب،على يد ــذا وك ، وما ذلك إال لصدق ه

نوفالصدق بحد ذاته حسن، والعالمة قد علل به حصــ بــه منشــأ كــل الشــرائع من تطــرق احتمــال البطالن

ــه وذلك،والكذب إليهما هو أن اإلعجــاز : وهو في محلوإننا ،برهان على صدق األنبياء في نبوتهم نجد وجدانا

مثال. وظيفة أو المال من محدد )?( كمبلغ1كذلك. هما هما بما كونهما )?( المقصود2

102

الفهرس على الباري أن يجري المعجزةنه من القبيح قطعاأ

ن يجريهــا علىأ ومن الحســن قطعا،على يد الكــاذبال لصدق هذا وكذب ذاك. إ وما ذلك ،يد الصادقــدقأ ـ والحال هذه ـ فال يعقل :وعليه ن يكون الص

.ن يكون الكذب غير قبيح ذاتاإ و،غير حسن ذاتاــلحةأ :يــــرد وال ــ ــتلزامهما المص ــ ــه الس ــ ــه لعل ــ ن

ن حكم العقــل وقضــاء الوجــدانأوالمفسدة، لوضوح وقبح إجرائهــا،بحسن إجراء المعجزة على يد الصادق

على يد الكاذب حــتى مــع قطــع النظــر عن المصــلحةوالمفسدة. : ـــ: قــال إليــه ســابقاأشــرناوقــد ـ الثــالث الــدليل

.(1)ه(وللوثوق بوعده تعالى ووعيد) ن الكذب ليس بقبيحأإننا لو التزمنا ب كالمه: توضيح

، وإنما قبحه بــالوجوه واالعتبــارات وبلحــاظ تــرتبذاتاــوأ للزم ،المفسدة ن ال نثق بوعد الله بالجنة وثوابها ل

باطــل وبالنار وعقوبتهـا لـو عصـيناه، والتــالي ،طعناهأ فالمقدم مثله. بالضرورة

في البحثــــ وبإيجـــاز ــــفهـــذا مجمـــل القـــول أن الكذب بذاتــه قــبيح ال بلحــاظ:الصغروي في تنقيحالوجوه واالعتبارات.

ومعانيهم11ا، والقبح الحسن بحث سيالية المكاسب من كث111111يرة لمس111111ائل وعمومه المحرمة

التطـــرق إلى األمـــر الثـــاني والبحث عنوقبـــل نــهأ : نضــيف هنــا إضــافة مهمــة وهيقاعدة المالزمة،

في ي بتتبــع المســائل الــتي طرحهــا الشــيخ األنصــار

.92األصول: ص مبادئ(?)1

103

حرمة الكذب ومستثنياته وبمالحظـــة بعض كلماتـــه في،المكاســـب المحرمة

ومالحظة جريان ما ذكره فيها في غيرهــا ممــا،بعضهاــالقبح ــل ب ــه بحكم العق ــتدل علي ــا: أن تأكد،لم يس م

مضـــى تحقيقـــه من تعـــدد مناشـــئ الحســـن والقبح وتعــدادها هــو بحث ســيال عــام الفائــدة، ولــذا ينبغي

ن االستدالل الذي ذكرنــاه واإليــراداتإ ف،التركيز عليهفي موارد أخرى: ن تجري أوالنقاش يمكن

العبادة هياكل بيع:منها على حرمــة بيعهــا ولم يستدل الشيخ األنصــاري

جريـــا على ســـائر أنحـــاء ــــبالعقـــل، ولكن يمكن ن يسـتدل بحكمأ ـــاستدالله في المســائل المشــابهة

ــالنقصوجود ل،العقل بقبح بيعها سائر مناشئ القبح كــاهأ فيمــاهــذا ، فيهو عدم االنبغاء وغير ذلك مما ذكرن

وإال فاألمر واضح. ،لو لم تترتب المفسدة

الجائر الحاكم قبل من الوالية:ومنها إلى العقــل كــدليل على ولم يستند فيها الشــيخ

ن مقتضى القاعدة كان ذلك.أالحرمة، مع الضالل كتب حفظ:ومنها

على الحرمـة بالعقـل ولكن بوجــه وقــد اســتدل خــاص اســتنادا إلى وجــوب قطــع مــادة الفســاد حيث

لى حكم العقــل بوجــوبإ قــال: )ويــدل عليــه مضــافا.(1)قطع مادة الفساد...(

نه استدل على الحرمــة بــالقبح العقليإوالحاصل: إذ وجوب قطعها إنما هو لقبحهــا، وقــد ذكرنــا؛األخص

.233 ص1 ( المكاسب: ج?)1

104

الفهرس مختلفة لذلك القبح. وفيه تأمل بين.مناشئ

المغشوشة الدراهم بيع:ومنهاــيخ ــتدل الش ــا بالعقل ولم يس ــال، عليه لكن مج

ن العقل يحكم بقبح بيعإاالستدالل به واسع كالكذب، ف وغيره.(1)النجش الدراهم المغشوشة لما ذكره في

ن مجــال االســتدالل بــه واســع في مســألةأكمــا . والغش، وغيرهاتدليس الماشطة والتطفيف

الغيبة:ومنها ووجــه،(2): )حــرام باألدلــة األربعــة( قــال الشــيخ

. فتأمل،حكم العقل بحرمتها قبحها

منها: النجشو نه قد يستدل على حرمة النجش باألدلة األربعةإف

: )ويــدل على قبحــه قــال الشــيخ،الــتي منهــا العقل.(3) واضرار(العقل ألنه غش وتلبيس

أقول: وجه قبح الغش والتلــبيس إذا كــان قســيما هو المناشئ األخرى الــتي ذكرناهــا كــالنقص،لإلضرار

إلى آخر المناشئ.،والالانبغاء وال تطابق العوالم ن البحث الــذي أشــرنا إليــه هــو بحثإ والحاصــل:

سيال وجار في كافة المحرمــات الشــرعية المــذكورة ســـواء أقبلنـــا كـــبرى،في كتـــاب المكاســـب وغيرها

.المالزمة أم رفضناها

قاع111دة في التحقيقاالس111تدالل: ك111برى.61 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1.315 ص1المكاسب: ج كتاب(?)2.61 ص2 المكاسب: ج كتاب (?)3

105

حرمة الكذب ومستثنياته

المالزمةــغرى ــال الص ــراغ عن ح ــد الف ــات أن،ثم بع وإثب

،الكذب قبيح بذاته، والصدق حسن بذاته وبمــا هــو هو وهين ننتقــل لتحقيــق حــال كــبرى االســتداللأال بــد

: فنقولقاعدة المالزمة، واستكشـــاف حكم،ن حكم العقـــل بـــالقبح أمرإ

فالبد لتمامية االستدالل من،خرآالشارع بالحرمة أمر وهـذه،إثبات وجـود عالقــة دائمـة بين هـذين األمـرين

وهي )كلمــا حكم بــه،المالزمةالعالقــة ثابتــة بقاعــدة .العقل حكم به الشرع(

المالزمة قاعدة في الشيخ رأي تماميــة المالزمــة بعض متأخري األصــولييننسب

نســـب بينمـــا األصـــوليين، جماعـــة من وقبولهـــا إلى.(1)تماميتها إلى المشهور في موضع آخر من كتابه

؛ إذ ليست المالزمة دعوىذلك ليس بدقيقولكن صــوليين، وال مشــهورهم، بــل هي أمــرأجماعــة من ال

وذلك هو ما ذكره الشيخ األنصاري(2)شبه مجمع عليه :في كتابه مطارح األنظار، قال في المجلد الثاني

ثبوت المالزمة ـ:كما عليه المحققونـ ن الحق )إــوان تحت الثانية الحلقة األصــول علم في دروس في )?( قال1 عن

األصوليين من جماعة ادعى والقبح(: )وقد الحسن بين )المالزمة الفعل حسن بين المالزمة ــال به واألمر عقال ــ ــرعا...( وق ــ في ش

الشـــــــارع(: وحكم العقل حكم بين )المالزمة في الثالثة الحلقة العقلي العملي الحكم بين المالزمة علمائنا بين )والمشـــــــــهور

الشرعي(. والحكم كما المالزمــة، أنكر فقد الفصــول صــاحب ذلك من يســتثنى)?(ــ 2

سيأتي.

106

الفهرس وهــذا الحكم هــووالشــرع،الواقعيــة بين حكم العقــل

.(1)(مفاد قولنا كل ما حكم به العقل حكم به الشرعــوهم)ثم قال: بقطع العقل الخالي عن شوائب ال

ان العقل إذا أدرك حسن الشـيء على وجــهإبخالفه ف يستحق فاعله الثواب وجزاء الخير فقد أدرك من كــل

xوكــذلك؟ فكيف بمن هــو خــالقهم،عاقل حكيم شاعر ــة،(2)إذا أدرك قبح الشيء فكذلك ولعمري إن المالزم

بين حكم العقــل وحكم الشــرع بهــذا المعــنى ممــا ال.(3)(يقبل اإلنكار فإنها نار على منار

ــوت)ثم قال: ومما يعد من الوجوه الدالة على ثب المالزمة الواقعية بين حكمي العقل والشرع، اإلجماع

ويذكر وجــوه (4)( وبسيطا مركبا وتحصيالبأقسامه نقال.ذلك

وبالجملـــة فمن تـــدبر في مطـــاوي)ثم قـــال: كلمــاتهم وفي مجــاري اســتدالالتهم ومــوارد ثمــراتهم وتحرير عنواناتهم ال يكــاد يرتــاب في ثبــوت المالزمــة

.(5)(بعد تسليم صغرى اإلدراكــابت إ فوعليه: وأن اإلجماع على قاعدة المالزمة ث

ن يكــون كــذلك، ولعــل ذلــك العلم األصــولي لمأيكاد في المطارح. يالحظ تتمة كالم الشيخ

من المسترش11111دين: المع11111روف هدايةالمالزمة المذهب

.335 ص2 ج:نظارأال )?( مطارح1 اآلن كالمنا ولكن ،واستدالله الشيخ كالم على إشكال ولدينا)?ـ( 2

.لإلجماع نقله ثم ورأيه كالمه نقل في.340 ص2األنظار: ج مطارح (?)3.371 ص2 ج:نظارأال مطارح(?)4.372 ص2 ج:نظارأال مطارح(?)5

107

حرمة الكذب ومستثنياته ننقــلـــ مبــدئيا ـ ولتأكيد كالم الشيخ األنصــاري

في كتابــه هدايــةالشيخ محمد تقي االصــفهاني كالم : قال، ألهميته وفائدته(1)المسترشدين

دراك العقــل الحســن والقبحإنه إذا قيل بــإ :ثالثا) على نحو مــا ثبت في الواقــع، فهــل يثبت بــذلك حكم

ــق به و محرماأ واجبا(2)الشرع به كذلك فيكون ما تعل في الشريعة مثال على نحو ما أدركه العقل أو ال يثبت

وبيانه فال وجــوب،الحكم الشرعي إال بتوقيف الشارعــدوال حرمة ــام الشــرعية إال بع ــا من األحك وال غيرهم

وال يترتب ثــواب وال عقــاب على!وروده في الشريعةــيء ــل ش ــالمعروف منوال تركهفع ــه، ف ــد بيان إال بع

ــو األول ــائلين(3)المــذهب ه ــاق الق ــل الظــاهر إطب ، ب بالحسن والقبح عليه عدا شذوذ منهم، فإنهم يقولــون بالمالزمة بين حكم الشرع والعقــل فكــل مــا حكم بــه

.(5)(4)(العقل حكم به الشرع وبالعكســاب هوو )?(1 ــدا قيم كت ــات زاخر ج ــدقيقات، بالتحقيق يعد و والت

. هـ1248 سنة توفي األنصاري الشيخ أساتذة طبقة من مؤلفهالعقل. حكم به تعلق ما )?( أي2المالزمة. )?( أي3.503 ـ502 ص3المسترشدين: ج هداية(?)4 بيـــان )في:499ص في المسترشـــدين هداية في قـــال )?( كما5

ــإدراك العقل استقالل األدلة من وأنه الواقع بحسب الفعل حكم ب لسان على له وبيانه توقيفه عن النظر قطع مع الشرع حكم على

عليه وأطبقت بل اإلماميــة، علماؤنا إليه ذهب الــذي وهو حججــه، والمالحدة والبراهمة الحكماء من العقالء أكثر به قال بل العدلية،ــير ــ ــرق من وكث ــ ــرائع المثبتة الف ــ ــة، للش ــ ذلك أنكر وقد والنافي

ــاعرة ــ ــأخري من وطائفة األشـ ــ الجملة في األخبارية علمائنا متـ ثبـــوت أنكـــروا قد األشـــاعرة أن إال ،حـــذوهم يحـــذو من وبعض

به المحكوم ــار فلزمهم رأسا وكونه له العقل إدراك إنك على دليال.الشرع( حكم

108

الفهرســه:حظيالفل ــ ــذهب( قول ــ ــالمعروف من الم ــ ، )ف

:)بل الظاهر إطباق...(، ومــا قالــه الشــيخ منوقوله: ومركبا متحقق في ومنقوال بسيطاأن اإلجماع محصال

المقام. ن ما يطــرحأومن االستطراد المفيد اإلشارة إلى

في مبحث المالزمـــة ينفـــع في تنقيح مبحث مقاصـــد الشريعة بوجــه، وقــد فصــلنا الكالم عنهــا في )مبــادئ

االستنباط( فراجع.

قاع11دة مف11ردات مع11اني تحليل ض11رورةالمالزمة

،ولكن ورغم دعوى اإلجماع على قاعدة المالزمة ،نــه ينبغي تحقيــق معــنى مفــردات قاعــدة المالزمةإف

وكذلك معقد اإلجماع بأقسامه، وبتحقيق ذلك سيتضحوجه الرأي المنصور، حيث نقول:

المالزمــة:يجب تحديد مرجع الضــمير في قاعــدة فمــا هــو(وهي كل ما حكم به العقل حكم به الشرع)

و اإلجماع؟أمرجع الضمير في )به( في رأي المشهور كما سيأتي.، (1)التأملموضع وهنا

نــه قــد يكــونإ ف،نه يجب تحديــد منشــأ القبحإثم هــو محــط نظــرولعل هذا ،االقتضاء الذاتي أو االنبغاء

المجمعين والمشــهور، وقــد يكــون منشــأه هــو تبــاني. بعضهمالعقالء عليه، ولعله محط نظر

ــ ــا مناشــئ القبح األخــرى ف ــأمال والإوأم ــا ت ن فيه نـه ال يعلم أن المشـهور قـد بنـواأمالزمة ظـاهرا، كمـا

فالبــالمرة،نهم لم يطرحوهــا إعليها في المالزمة، بــل فيه فــإن األنظــار مطــارح في الشيخ كالم وحتى)?(ــ 1 اضــطرابا

.فتدبر واقعيا، بدويا, ال ظاهريا

109

حرمة الكذب ومستثنياته بأنهم يرتؤون المالزمة بين القبح مطلقا:يصح أن نقول

وبين حكم الشــرع ـ،بأي معنى من المعاني العشــرةـ بل ال بد من تحرير،بالحرمة أو بين الحسن والوجوب

محل كالمهم ومعقد إجماعهم. وهذا هو ما سنفصله بعد قليل بإذن الله تعالى.

بوجوه(1)المالزمة كبرى مناقشةــذكورة ــة الكـــبرى المـ دعـــوى ـ ويمكن مناقشـ

وحكم الشــرعشــيءالمالزمــة بين حكم العقــل بقبح وجــوهب وب ــو المالزمة بين الحســن والوجــأ ،بحرمتهعديدة:

القبح مناشئ بعض نإاألول: الوجهم العشرة العقلي كلها ال محر

لى تحقيق نوع القبح وتحديدهإوهذا الوجه يستند ، إذ إليهــا ســابقاأشــرنامن بين األنواع العشــرة الــتي

ليس كل نوع من أنواع القبح مما لــو حكم بــه العقــل، وذلك:حكم الشرع على طبقه حرمة أو وجوبا

ن من أنواع القبح والحسن: النقص والكمال،أ ل.أــالعلم والجهلفالناقص قبيح والكامل حسن، ، ولكنكــلـ (2) مطلق العلمـهل حكم العقل بحسن العلم دلي

على إيجاب الشرع له؟ نــه ال حكم من الشــارع بوجــوب كــل علم،إكال؛ ف

ن بعض أصـــنافهأ غايـــة األمـــر ،نعم العلم مســـتحب

ــدبر من )?( والبد1 ــبرى مناقشة نأل ،الت ــوهم قد الكلية الك منها يتسيظهر. كما كذلك ليس لكنه اإلجماع، مخالفة

كعلم ،بالــدليل خــرج ما إال مطلق بقــول حسن علم كل نإ)?( فــ2 نإ وشبهه السحر علما. عد

110

الفهرس. (1)واجب بوجه آخر

فهل كل مـا، وكذلك األمر في المالءمة للطبع.ب الءم الطبــع قــد حكم الشــرع بوجوبــه؟ كمــا لــو كــان

و مــع الفــراشأ يتالءم طبعه مع الجو المعتدل أحدهم و الـبرد ممـاأو الحـر أ وكـان الفـراش الخشـن ،الجيد

فهل يحكم العقل بحرمته؟ ،تنفر منه نفسه وطبعه وكذلك الحال في إصدار األصوات العالية من غير

وإال حرم من هــذه الجهــةـ إيجاب ضرر على اآلخرين ؟ فهل هي محرمة شرعاـ،

لى منظــر مــزعج تنكمش نفســهإوكــذلك النظــر ال. قطعا:منه فهل هذا حرام؟ والجواب

وكذلك الحال في عدم تطابق العوالم وقبحــه،.جx تطابق قبيح؟ شجرةأحدهمكأن يرسم فهل كل عدم

ــرام؟بما ال يطابق الواقع الخارجي عامدا ، فهل هذا حــر ــة األم ــوض عقالئياأكال، غاي ــوح أو مبغ ــه مرج وأ ن

.شرعيا ـ والالانبغــاءنــه حــتى في االنبغــاء إ : بــل نقــول.د

وهو أقوى أســباب القبح أو الحســن، ممــا عبرنــا عنــه نأ و، ال تصــح دعــوى المالزمةـــباالقتضــاء الــذاتي

الكذب حرام لقبحــه، والصــدق واجب القتضــائه لذاتــه ، ولكن هل(2)ن الكذب حرامأالحسن، فلو سلمنا مثال

الصدق مطلقا واجب؟ كال؛ وذلك أن الصـدق والكــذبــدق بين واجب(3)ضدان لهما ثالث هو السكوت، والص

ــوعين ــو على ن الصــدق في الشــهادة؛ومســتحب فهــاق وغيرها من األمور الخطيرة التي يتوقف عليها إحق

الــدين بأصــول العلم )?( كوجــوب1 أو للنعم شــكرا للضــرر، دفعــا ونظائره الطب تعلم ووجوب كفائيا للضرر. دفعا

حرمته قبول فرض على)?( 2 .بإطالقها عقالحراما. يكون فقد وإال ومستحب واجب بين بذاته أي)?( 3

111

حرمة الكذب ــدق فال،ومستثنياته الحق وهذا واجب، وأما القسم اآلخر من الص

ــه وذلك كمن ذهب في سفر معين فصادف في طريقــير من التفاصــيل المباحــة، فهــل عليــه ن ينقــلأالكث

جميع التفاصيل من المباحات؟ كال؛ بل له أن يســكت، .فالصدق والكذب ضدان ولها ثالث وهو السكوت

إال أن الحسن،فالقبح في الكذب اقتضى الحرمة .في الصدق لم يستلزم اإليجاب

في الحســـن والقبح بمعـــنىنـــه حـــتىإ ف:وعليه وال إطالق في، تفصــيليوجــد هنــاكاالقتضــاء الــذاتي

التالزم. نه ليس كل نوع من أنــواع القبح ممــاإ والمتحصل:

وكــذا الحســن،لو حكم العقل به حكم الشرع بحرمتهــوب، ــان األعم منوالوجـ ــل بالرجحـ بـــل يحكم العقـ

الوجوب واالستحباب.

حقيقة والحسن القبح الث111اني: أن الوجهمحرم بعضها مراتب ذات

إن الحســن والقبح همــا من الحقــائق التشــكيكية ذات المراتب المختلفة، فإن الحسن الشــديد يقتضــي

والقبح الشديد بحيث يــرى العقــل المنــع من،اإليجابــدة،نقيضه يقتضي الحرمة، وهما على فال تالزمالقاع

بــل الحــق هــو االنفكــاك والتفصــيل بين،بقول مطلقحــه نه العقـل ويقب المراتب النازلة الضعيفة ممــا يحسـ

.من الرذائل والفضائل كالصدق أو الكذب وغيرهــور متحقق إن التالزموالحاصــــل: ــ في بعض الص

. فهو في الجملة ال بالجملة ال كلها،واألنواع،

112

الفهرس المفس11دة وأ المص11لحة نإالث11الث: الوجه اإللزام تقتضي ال الضعيفة

ــلحة ــل الكالم إلى نفس المصـ ــا أن ننقـ ــل لنـ بـــل والمفسدة، باعتبارهما من مناشئ الحسن والقبح ب

عنــد كــل من لحرمــة الكــذبهمــا المنشــأ الوحيدــبريزي الشيخ و السيد الخوئيوالمحقق االيرواني ،الت

ـــ كمـاولكن األظهرعلى ما مضى كالمهم ومناقشته، نــه ليس كلمــا حكم العقــلأ : هواتضح في ما سبق ـــ

ــا وجــرى على ــود مصــلحة حكم الشــارع بوجوبه بوج طبقها؛ وذلك ألن المفسدة والمصـلحة من المفـاهيم

ــلحة، وهي على درجات،التشكيكية فقد تقتضي المص حســنة(1)االستحباب كما في صالة الليل فإنهــا عبــادة

ــتلزم،بال شك ــ ــلحة لم تسـ ــ ــن والمصـ ــ ولكن الحسـ اإليجاب، وكذا الحال في السواك وبقيــة المســتحبات،

وكذلك الحال فيما حسنه العقل بعنوانه كاإلحسان. واألمر كذلك في الجهــة المقابلــة وهي المفســدة

ن بعض مراتب إضــاعة الــوقت مثال ليســتإ ف،والقبحن كانت ذات مفسدة. إ و،بحرام قطعا

إن العقــل لــو اســتقل بمصــلحة بالغــة والخالصــة: فــذلك، أو استقل بوجود مفسدة بالغة ملزمة،ملزمة

هو المجرى لقاعدة التالزم حيث ال انفكاك حينئذ.

االنطب111اق في الش111كالالراب111ع: ا الوجهوالتطبيق

ــة إن ،الســابقةسلمنا عدم ورود اإلشكاالت الثالثــق وهو ــة:ولكن يبقى إشــكال آخــر دقي عــدم معلومي

صــنف الليل وصــالة بعنوانها، العبادة بحسن مستقل والعقل)?(ــ 1منها.

113

حرمة الكذب ومستثنياته ــغرى ــبرى على الص ــاق الك ــه وإ ف،(1)انطب ــانتإن ن ك

الكبرى الكليــة مســلمة، لكن الكالم في االنطبــاق؛ إذاالنطباق أمر آخر. ، وتمامية ثبوت الكبرى الكلية أمر

نــه ال شــكإ ف،مالحظة العدلـ: ويتضح ذلك جليا ب وكونه ذا مصــلحة،ن العقل يدرك حسنه الشديدأفي

إن كــل مــا: ثم لنسلم الكبرى وهي،بالغة هذا صغرى ن الشــرع يحكمإ و،حكم بــه العقــل حكم بــه الشــرع

وحرمــة الظلم،بوجوب العدل لحســنه الشــديد البــالغــناف،لقبحه الشديد ولكن من أين االنطباق على األص

!وعناوين الموضوعات؟ميةن كثيراإف من الناس ينتقلــون خطــأ من مســل

نظــير الــذين،الكبرى وثبوتهــا إلى مســلمية االنطبــاق نـه كيـف تعطى الفتــاةإيشــكxلون على سـهام اإلرث و

ويعطى الذكر ســهمين، مــدعين أن ذلــك خالفسهما ـــ فهذا الحكم بــزعمهم ،حكم العقل ألنه خالف العدل

. مختص بذلك الزمان الخاصـبسبب هذا الوهم ؛ واضح بعــد مالحظــة معادلــة االنطبــاق:والجواب

،شــك فيه ن كلي العــدل ووجوبــه وحســنه ممــا الإفــــبرىأولكن من أين ــك الك ــو صــغرى لتل ن المــورد ه

ن هــذا المــدعي الحــظإ فــ؛الكلية؟ بل األمر بــالعكس ن المــورد صــغرى لتلــكإ :عامــل )المــال( في دعــواه

ولكنه غفــل عن، وحكم على ضوئه،نه ظلمإالكبرى وــف( ــؤولية والتكلي ــل المس ــة )عام ــور ،(2)مالحظ فتص

ولــو الحــظ جميــع األبعــاد لمــا تــوهم مــا،الحكم ظلماأيضا. كثيرة صور في عدمها ومعلومية )?( بل1 المـــرأة هـــذه على حـــتى الرجل على واجب اإلنفـــاق نإ)?( و2

عليها شيء وال الوارثة، خرج. ما إال عموما

114

الفهرس.توهمه

،نه كثيرا ما يكون منشــأ الخطــأ والخلطإ فوعليه: فال تجــدي عندئذ،هــو الخطــأ في التطــبيق واالنطبــاق

.قاعدة المالزمة لتنقيح حال الصغرى والمصداق وج11ه )على بكونه للحسن الش11يخ تقييد

االشكاالت يدفعالثواب( فاعله يستحق في مطـــارح قـــال الشـــيخ األنصـــاري قلت: إن

إذا أدرك حســن الشــيء ن العقــل : )إاألنظــار على وجه يســتحق فاعلــه الثــواب وجــزاء الخــير فقــد

فكيــف بمن هــو،من كــل عاقــل حكيم شــاعر أدرك خالقهم؟ وكذلك إذا أدرك قبح الشيء كذلك.

ــل وحكم ــة بين حكم العقـ ــري إن المالزمـ ولعمـ الشرع بهذا المعنى ممــا ال يقبــل اإلنكــار، فكأنهــا نــار

ــار ــده فإ ،انتهى (1)(على من ــ)على وجــهن تقيي ...( بـ.يدفع ما مضى من اإلشكاالت

من ألنه تام111ا ليس الكالم نإالمناقش111ة: باألعم االستدالل

كصــالةـ بــأن فاعــل المســتحب :يورد عليه قلت: ـــ، وهــذا مثــال شــرعي ـ يستحق الثواب أيضا ـالليل

يســتحقـــ وهــو مثــال عقلي ـــوكذا فاعــل اإلحســان ــواب أيضــا؛ ن حســن اإلحســان من المســتقالتأل الثــهإ فلو أحسن شخص إلى شــخص ف،العقلية بال شك ن للقبيح بال شك، مع وجاحده يعد فاعال،يستحق الثواب

ن اإلحسان ليس بواجب. أــه: ن اســتحقاق الشــخص للثــواب وجــزاءإ فــوعلي

أالخير على فعل حسن هو إذ قــد؛عم من كونه واجبا.340 ص2 ج:األنظار مطارح)?( 1

115

حرمة الكذب ومستثنياته وكــذلك الحــال في اســتحقاقه الــذم،يكــون مســتحبا

فال تتم،(1)عم من الحرمـــة والكراهةأوالعتـــاب فهـــو الحتمــال؛ فتأمل،قاعدة المالزمة حتى مــع هــذا القيد

ــيخ: ) ــود الش ــون مقص ــنإك ــو أدرك حس ــل ل ن العق ... ألدرك أن الشــرع أيضــا يــراه الشــيء على وجه

نأ وال يقصــد: ألدرك ،حســنا على نفس ذلــك الوجــه( إذ لعلــه خالف ظــاهر ســائر؛الشرع يراه واجبا فتأمل

. كلمات الشيخــامإف وعلى أي حال لو كان هذا مراده ــه،نه ت لكن

أجنبي عن قاعدة المالزمة التي تعد في علم األصــولمن األدلة على الحكم الشرعي.

انعق11اد توهم يدفع المالزمة نطمو تحديدعليها اإلجماع إن دعـــوى الشـــيخ األنصـــاري:ن الظـــاهرإثم

وغيره اإلجماع على قاعدة المالزمــة بين حكم العقــلــالوجوب أو الحرمة،بالحسن أو القبح ، وحكم الشرع ب

غير تامــة، ولعــل مكمن الخلــل عــدم مالحظــة مرجــع وجب الــوهم واللبسأنــه الــذي إالضــمير في )بــه(، ف

وذلك هــو مــا حصــل في كالم، عندهم فيما نستظهره بعض المتــأخرين أيضــا حســب تتبعنــا لكلمــات العديــد

ــ،منهم نإ إذ ظهر الخلط واللبس في المورد نفسه، فههنا كبريين:

ــه ) :الهماأو ــكلمــا حكم ب ــه أ ـ ــي بوجوب ، العقلـ وكذلك كلما،والمالزمة هنا تامة( حكم بوجوبه الشرع

حكم العقل بحرمته حكم الشارع بحرمته. ، العقلـــ أي بحســنه ـــكلمــا حكم بــه )وثانيهمــا:

.منتقضة وغير تامة السابقة اإلشكاالت فتكون)?( 1

116

الفهرس وهذه ليست بصحيحة.(،حكم بوجوبه الشرع

أن األعالم انطلقوا:ولعل منشأ الخلط عندهم هو ثم فرعوا هذه،من مبحث التحسين والتقبيح العقليين

القاعدة، فجعلــوا التحســين والتقــبيح العقلين صــغرى ن هنــاك مــاإ فالصــغرى: هي ،لكبرى قاعــدة المالزمة

وهــذا ممــا يستكشــفه العقــل،و قبيح ثبوتاأهو حسن ــذا والكبرى هي: كلما حسنه العقل أوجبه الشــرع، فه

هو سبب الخلط.ــا على ذلكو ــا:(1)دليلن ــتي نقله ــارات ال ــو العب ه

ــدعى(2) الشيخ األنصاري لالستدالل على اإلجماع الم ن بعضها شاهد على عكس مــا ادعــاه، إذإ ف،من قبله

ــوبين ــة بين الوج ــاهرة في المالزم ــريحة أو ظ هي صوالحرمتين.

ــة ــ ــتلزم الحرم ــ ــة تس ــ ــة العقلي ــ أي: إن الحرم وكذا الوجوب، فالحظ مثال ما ذكــره الشــيخ،الشرعية

: ومما يعد من الوجوه الدالة على ثبوت المالزمة)

الواقعيـة بين حكم العقــل والشـرع، اإلجمـاع بأقسـامهــاع البســيط، وبســيطا مركبا، وتحصــيالنقال ــا اإلجم أم

مــا عــزا األســتاذ إلى: منها،فيكشف عن تحققــه أمــور ن كــل محظــورأنــه ال خالف في أالشيخ في العدة من

فإنــه استشــهد انتهى،(3)(عقلي فهــو محظــور شــرعي عــدم الخالف على التالزمبكالم الشــيخ في العــدة من

والمحظور ظــاهر في،بين المحظور العقلي والشرعيــابت بين،المحــرم ــه، فــالتالزم ث وهــو ممــا ال شــك في

الحرمتين والوجوبين. الثانية. ال عليها المجمع هي األولى الكبرى نأ على أي)?( 1.335 ص2األنظار: ج مطارح (?)2.371 ص2 ج:األنظار مطارح)?( 3

117

حرمة الكذب ومستثنياته

قاع1111دة في االعالم بعض كلم1111ات نقلالمالزمة

ـذ ـ ــافأومن المحب ــة المط ــتأنس في خاتم ن نس ثم نعقب ببعض المناقشات:،(1)برأي بعض األعالم

األصول في الوالد السيد كالم.1 ثم العقل يدرك) في األصول: قال السيد الوالد

(2)المصلحة والمفسدة وما يتبعهمــا من الحســن القبح

بـــدون مـــزاحم مـــع المنـــع منأحـــدهمافـــإذا أدرك انتهى، فقد حدد (4)( تحقق الوجوب والحرمة(3)النقيض

بــدونأحــدهمامــورد قاعــدة المالزمــة بـــ)فــإذا أدرك .مزاحم من المنع من النقيض( وهو الحق

والكراهــــة وإالوإال فاالســــتحباب ): قــــال ثم انتهى. (5)(فاإلباحة، لتبعية األحكام لهما عند العدلية

في هي : المالزمة الش111يرازي الم111يرزااألحكام علل سلسلة

وتبعـه على وقد ذكر المـيرزا الشـيرازي الكبــير في تفصــيال والســيد الخــوئي ذلك الميرزا النــائيني

قبلوا بهــا فيمــا لــو كــان، حيث مسألة قاعدة المالزمة األمر في سلسلة علل األحكام الشرعية، وأما لو كان

ذكرنــاه ما مع متوافقين النهائي الناتج حيث من الرأيين )?( لكون1ــاحث في ــية، المب ــانت وإن الماض ــاك ك ــوه هن بيننا لالختالف وج

ظهرت وبينهما فتدبر. ،مضى مما أيضابهما. والقبح الحسن منشأ حصر في التأمل سبق وقد)?( 2 والفــرق العــدة في الشــيخ عبــارة عن أخــرى عبــارة وهــذه)?(ــ 3

والتفصيل. باإلجمال.34 ص2ج :األصول)?( 4.34ص ص2 ج : األصول(?)5

118

الفهرس األمر في سلسلة المعاليل فال مالزمة عندئذ، ونقتصر

هنا على عبارة األخير:

المصباح في الخوئي السيد كالم.2 هو ما العقل يدرك فتارة): الخوئي السيد قال

المصالح من الشرعية األحكام علل سلسلة في إذ ؛المالزمة قاعدة مورد هو وهذا والمفاسد،

من عمل في(1)ملزمة مصلحة أدرك لو العقل المصلحة لتلك مزاحم وجود عدم وأدرك األعمال

. انتهى(2)(محالة ال الشرعي بوجوبه علم السـيد الخــوئياهيرـ كما مورد قاعدة المالزمة ف

بــل مــا كــانت،(3) ليس مطلق المصلحة والمفسدة ـ ــزاحمأمع قيود وهي: ن يعلمأ و،ن يعلم بعدم وجود م

ن هذه المصلحة ملزمــة، ومــع هــذين القيــدين فــإنأبالعقل يستكشف حكم الشرع.

ــان ــك: بي : أي،إن األوامــر اإللهيــة تســبقها علل ذلــر والحكم مقتضيات من المصالح والمفاسد؛ فإن األم

وسلسلة علــلـ، بحسب العدلية ـ الشرعي ليس عبثاــ(4)األحكام هي المصالح والمفاسد في متعلقاتها نإ، ف

،المصلحة الثبوتيــة الملزمــة تقتضــي األمــر واإليجــاب وأما المصلحة الخفيفــة فتنتج االســتحباب أي تقتضــيــة ــدة الملزمـ ــال في المفسـ ــذلك الحـ ــريعه، وكـ تشـ والخفيفة فهي تنتج الحرمة والكراهة، فبلحــاظ وجــود

.احترازي قيد وهذا)?( 1واألمارات. الحجج مباحث26 ص1 ج:األصول مصباح)?( 2لهما. التابع والقبح الحسن أو)?( 3ــير في )?( والكالم4 ــ ــادرة نهاإف ،االمتحانية األوامر غـ ــ نأ وذلك نـ

نفس في ال المتعلق في المصـــــــــلحة نأ هو األوامر في األصل.األمر

119

حرمة الكذب هذه المصــالح والمفاســد يصــدر الحكم الشــرعي، ثمومستثنياته

بعد ذلــك تتولــد في سلســلة المعاليــل أحكــام جديــدة ن األمــر لــو صــدر عنأمثــل وجــوب اإلطاعــة؛ وذلــك

ــد من طاعته ــالى فالب ــولى تع ــة،الم ووجــوب اإلطاع ال قبله.، متأخر عنه،متفرع على األمر

ــل: ــة تســتتبع الحكموالحاص ان المصــلحة الواقعي .(1)والحكم الشرعي يستتبع وجوب اإلطاعة الشرعي،

نإومورد بحثنا هو من هذا القبيل كما ال يخفى؛ ف وذلــك أن الكــذب،قبح الكذب هــو من سلســلة العلل

حيث قبح حرمه الشارع، هذا في سلسلة العلل. ــفوة ــان الكالم في سلســلةإ كالمهم: وص ــو ك ــه ل ن

ــل فقاعــدة المالزمــة غــير جارية الســتلزامها؛المعالي ، التسلسل أو الــدور:المحاذير األربعة المعروفة وهي

وهذا مــا ذكــره،و اللغوأ ،و طلب الحاصل أو تحصيلهأــأخرين نــه حيث أمــرأ ب:فــإنهم قــالوا، (2)مشــهور المت

البــد من طاعتــه)الشارع بصالة الصبح فالعقل يقول: في حكمــه؛ ألنــه المــولى والمنعم الحقيقي وقــد أمــر

وهــذا هــو عكس قاعــدة(، فتجب اإلطاعة ملزماأمــرا أي كلما حكم به الشــرع حكم بــه،المالزمة المعروفة

ما قاعدة المالزمــةأالعقل أي حكم العقل بالوجوب، وــلةإف ــل في سلس ــه العق ــا حكم ب ــلح: كلم ــه ال يص ن

المعاليل كوجوب اإلطاعة حكم به الشــرع ألنــه يلــزم. (3)و المحاذير األخرىأمن ذلك طلب الحاصل

.النهي في االنزجار وجوب وأ)?( 1 التفصــيل من بشــيء ذلك الله حفظه المؤلف الســيد ناقش)?(ــ 2

فقه) كتــاب في وكــذلك(واإلرشــادية المولوية األوامر) كتاب في اإلشــكاالت عن هنــاك أجــاب وقد ، (والتقــوى الــبر على التعــاوناألربعة.

ـ (الصالة )أقم األمر هذا إطاعة وجب لو إذ ،كالتسلسل)?( 3 ـ مثال

120

الفهرسالمصباح كالم على إشكاالت

وبعد اتضاح ذلك، نذكر مرة أخرى عبــارة مصــباحــورد عليه ــد ي نإ و،األصول مع اإلشارة إلى بعض ما ق

.(1)كنا نتفق مع كالمه في أصل المطلب فتارة يدرك العقل ما هو في سلسلة علــل)قال:

األحكام الشــرعية من المصــالح والمفاســد وهــذا هــو مورد قاعدة المالزمــة فلــو أدرك مصــلحة ملزمــة في عمــل من األعمــال وأدرك عــدم وجــود مــزاحم لتلــك المصــلحة علم بوجوبــه الشــرعي ال محالــة بعــد كــون

.(2)(األحكام الشرعية تابعة للمصالح والمفاسد:وفي كالمه مواضع للتأمل

سلس111لة في تج111ري المالزمة نإاألول: أيضا المعاليل

إن قاعدة المالزمة جارية فيمــا كــان في سلســلة وليس فقــط مــا كــان،معاليل األحكام الشرعية أيضــا

.في سلسلة علل األحكام للقبح أخ111رى مناشئ هن111اك نإالث111اني:

الوجوب أو بالحرمة والحكم والحسن ليس األمر في دائرة سلسـلة علـل األحكــام كمـا

ــد فقط ــالح والمفاس ــة المص ــره من مداري نإ إذ ؛ذك المصالح والمفاســد هي أحــد مناشــئ الحســن والقبح

ــام،العشــرة ــل األحك ــة في سلســلة عل ــا واقع ، وكله الكالم الصــالة( فننقل بــأقم أمــري بقوله: )أطع الشارع من بأمر .؟!.بإطاعته الشارع أمر هل أمري...( فنقول )أطع هذا أمره إلى

.رهخآ ىلإالمالزمة. قاعدة إطالق عدم وهو)?( 1.26 ص1األصول: ج مصباح(?)2

121

حرمة الكذب ومستثنياته كمــا اوضــحناه،والتخصــيص بهمــا هــو خالف القاعــدة

.سابقا للعلم الزمة أخرى اقيود هناك نإالثالث:

للحكم الشرعي بالوجوب إذ العقــل لــو): (1)كمــا يــرد على مــا ذكــره بقوله

أدرك مصــلحة ملزمــة في عمــل من األعمــال وأدرك عــدم وجــود مــزاحم في تلــك المصــلحة علم بوجوبــه

ــرعي ال محالة ــ ــالوجوبإ (الش ــ ــه ال يكفي للعلم ب ــ ن الشرعي مجرد ما ذكره من المصلحة الملزمة وعــدم

وإنمــا ينبغي أن تتــوفر قيــود ثالثــة،وجــود مــزاحم لهاxم بالحكم الشرعي .أخرى لو ترتبت لعل

: هيوهذه القيود األخرى.أوال: إحراز العقل وجود الشروط كافة

.ثانيا: وإحراز انتفاء الموانع كافة ثالثا: إدراك صحة االنطباق، وقد مضــى تفصــيلهو

فال نعيد. ــة: ــدمإ والخالص ــة وع ــق المصــلحة الملزم ن تحق

بــل البــد من وجــود القيــود الثالثــة،المــزاحم ال يكفي .(2)األخرى ليتحصل بعدها العلم بالحكم الشرعي

هي اللطف قاع11دة نإالراب11ع: اإلش11كاللالستدالل المتممة

ــرد على قوله ــا ي ــرعي ال): كم ــه الش علم بوجوب محالــة بعــد كــون األحكــام الشــرعية تابعــة للمصــالح

.26 ص1األصول: ج مصباح(?)1 إذ.الملزمــة( )المصــلحة في متضــمنة الثالثة يقــال: هــذه ال)?(ــ 2

ــارة هي الملزمة المصــلحة ألن يقــال: كال ولو المقتضــي، عن عب المزاحم بعدم تقييده لكان التامة العلة به أريد .فتدبر ،لغوا

122

الفهرس نه البد من ضــم قاعــدة كالميــة أخــرى، إ(1)(والمفاسد

ــوب ــا تم المطل ــا لم ــو قلنا،لواله ــا حــتى ل ــأن: فإنن ب األحكـــام الشـــرعية تابعـــة للمصـــالح والمفاســـد في

وال مزاحمـــة وال،ن المصـــلحة ملزمةإ و،المتعلقـــاتــك الإن التطبيق صحيح، فإ و،مانع في البين ــل ذل ن ك

بإنشــاء الشــارع:يكفي لـ)العxلم بالحكم الشرعي( أي أحكامه على طبق المصــالح والمفاســد، بــل البــد من

ــة وهي ــدة الكالميـــة المعروفـ ــدة) :ضـــم القاعـ قاعـ لحصـــول المطلـــوب، وكي )نعلم بـــالوجوب(اللطف

ــ ــة( ف ــرعي ال محال ــة للعلمإالش ــذه هي الموجب ن هــة الملزمــة،إبالوجوب الشرعي؛ ف ن المصلحة الواقعي

ــه تعــالى أن ــوجب على الل ــوال قاعــدة اللطــف، ال ت ل نـه بلحاظــهإ ف، بـل اللطف،يجعل األحكام على طبقها

ــقأ ــه أن يحكم على طب ــالى على نفس ــه تع وجب الل المصالح والمفاســد الثبوتيــة الواقعيــة، ولهــذا تفصــيل

يترك لمظانه.

أك1111ثر )األص1111ول( عن عب1111ارة س1111المةاإلشكاالت

ــارهإثم نه ال ترد اإلشكاالت السابقة على مــا اخت نه عبر بعبارة مــوجزة جامعــة دافعــةإ ف السيد الوالد

ــال: (3) إال آخرها(2)لإلشــكاالت المتقدمة ــإذا) حيث ق ف حــدها بــدون مــزاحم مــع المنــع منأأدرك العقــل

)مـــع المنـــع من وبقيـــده األخـــير أي:(4)(النقيض... النقيض( تندفع مجموعة من اإلشكاالت التي ذكرناها؛

.25 ص1األصول: ج مصباح(?)1 المفســـــــدة في والحسن القبح منشأ حصر إشـــــــكال )?( إال2

والمصلحة..فتدبر ،األخير حتى بل)?( 3.34 ص2 األصول: ج (?)4

123

حرمة الكذب ومستثنياته نـه ال مــانع في المقــام،أإذ مع لحاظ هــذا القيــد يثبت

وإال،نه ال مــانع لمنــع من النقيضأن العقل لو أحرز إفــذلك يثبت ــاقأفال، وك ــودة واالنطب ــروط موج ن الش

ــحيح ــالمنع من النقيض إال إذا؛ص ــل ال يحكم ب إذ العق ،أحرز وجــود الشــرط وفقــد المــانع وصــحة االنطبــاق

.فتدبر وتأمل

المنصور الرأي وإجمال،وأما رأينا المنصور فهو بعكس ما ذكروه

ذلك إننا نقــول: في سلســلة المعاليــل كلمــا حكم بــه إذ في سلســلة المعاليــل قــد؛العقل حكم بــه الشــرع

حكم العقل بوجـوب اإلطاعـة على ضـوء صـدور حكمــذا الحكم العقلي ــل، وه ــوب الفع ــرع بوج (1)من الش

كمــا فصــلناه في،أنشــأه الشــارع أيضــا بالعمومــات بـل يكفي حكم العقــل نفســه التعاون واألوامر،كتابي

ــو هوإ ف،في إنشــاء الشــارع ــه ه حســب وجــه من،ن ن )بــه(أ و،الوجوه الثالثــة في معــنى قاعــدة المالزمة

أو غير ذلك، وال تــرد على ذلــك،أي بمثله أو به هو هو كتــابياإلشــكاالت األربعــة السـابقة، لمـا فصـلناه في

وفقه التعاون. المولوية واالرشادية،األوامرــا في سلســلة العلل ــنرى التفصــيل ف:وأم ــهإ ف ن

ــوه القبحوأنها ،ينبغي أن نالحظ العلة أي وجه من وج ن بعضـــها يســـتلزم حكم الشـــارعإالعقلي هي؟ فـــ

اآلخر.بالحرمة، دون بعضها نــه في أيــة درجــة منأ و،كما البد أن نرى القبح

ن بعض الــدرجات يســتلزم حكم الشــارعإ فــ؟درجاته وقد سبق ذلك.،فقط

الشرع. حكم طاعة وجوب(?)1

124

الفهرس الش11يخ استدالل صحة مدى في الخالصة

بالعقل من مــا ارتــآه الشــيخصــحةوخالصة الكالم في

قبح الكــذب لتحــريمعلى العقــل داللةاالعتمــاد على نه:أمطلق الكذب شرعا؟ هو

ــيخ ــدعى الشـ ــان مـ ــل بقبح) : إذا كـ حكم العقـ ن المقــدم صــحيح؛ لكونــهإ فــ(،الكــذب بقــول مطلق

يس األمــر إذ ل؛قبيحا مطلقا، ولكن المالزمة غير تامة كلما حكم العقل بقبحه حكم الشارع بحرمته.أنه:

ــيخ من حكم العقل ــود الش ــان مقص ــا إذا ك :وأم وكلمــا حكم العقــلحكمــه بحرمــة الكــذب مطلقا)

ن اإلشكال هنا علىإ ف(،بحرمته حكم الشارع بحرمتهــدم ال المالزمة ــ ــل ال يحكم أو ال يعلم؛المق ــ ألن العق

حكمه بحرمة الكذب بقول مطلق، نعم هو يحكم بقبحــذب مطلقا ــ ــذا ال يالزم الحرمة،الك ــ ــ؛ إال أن ه ــ نإ ف

الكذب المزاحي مثال بدون ترتب مفسدة عليه ال يعلمــال في ــ ــه وإن قبح، وكـــذا الح ــ حكم العقـــل بحرمت

القصص المخترعة ونظائرها. أفإن دليــل العقــل ال يصــح وعليه: ن يقــع مســتندا

ن دل علىإ و،للحكم بحرمــــة الكــــذب على إطالقه ، اللهم إال على ظـــاهر دعـــوى(1)الحرمـــة في الجملة

القوم للمالزمة وقد علمت تحقيق الكالم فيها. الظاهرية الفصول: المالزمة صاحب كالم

باألصل ثابتة الحكمين بين لكن يوجد وجه آخر للدفاع عمن يتبــنى كــون حكم

على حرمة الكذب بقول مطلق وهوالعقل بالقبح دليال في المبــنى المبتكــر الـذي ارتضـاه صـاحب الفصـول

الصور. بعض في أي)?( 1

125

حرمة الكذب ــق ومستثنياته ــة حيث ذهب إلى تحقـ ــدة المالزمـ المالزمـــةقاعـ

الظاهرية بين حكم العقــل وحكم الشــرع بعــدما أنكــرــة الواقعية ــه، بينهما(1)المالزمـ ــا ذهب إليـ ــا لمـ خالفـ

أو اإلجماع. المشهور نــه الإ ،: )فــالحق عنــدي في المقــام األول قــال

ــوع ــه وبين وق ــل وقبح ــن الفع ــة عقال بين حس مالزمــاه ــبه ومقتضـ ــد التكليـــف على حسـ ــذا إذا أريـ ... هـ

ــا ــد به ــو أري ــا، ول ــة منه ــة الواقعي ــة القطعي بالمالزم.(2)المالزمة بحسب الظاهر فالظاهر ثبوتها(

نــه ذهب إلى أن العقــل لــوإ: (3)وتوضيح مــراده ــة الحســن في ــا كجه ــر م ــة حســن في أم ــرز جه أح

أو أحرز جهــة قبح في أمــر آخــر كجهــة القبح،الصدق ن كــان واردا على دعــوىإن اإلشكال وإ ف،في الكذب

االنتقــال من حكم العقــل بالحســن أو القبح إلى حكم نه ال دليــل على دعــوىإ ف؛الشرع بالوجوب أو الحرمة

.المالزمة الواقعية بل الدليل قائم على العدم ولكن هناك تخــريج بوجــه جديــد إلثبــات المالزمــة

ــات،:وهو ــالم اإلثب ــوت إلى ع ــالم الثب ــال من ع االنتقــانع وذلك ألن إنكار المالزمة يعود إما الحتمال وجود مــا لحكم العقل ــة تبع ــة حكم الشــرع بالحرم ؛من فعلي

وذلك نظــرا لكــون القبح بحكم العقــل مقتضــيا وليس نظــرا ألن؛علــة تامــة، وإمــا الحتمــال وجــود مــزاحم

ولكن يحتمــل أن تكــون فيــه،ن كــان قبيحاإالكــذب و جهة حسن مساوية فتنتج التخيير أو اإلباحــة، أو أقــوى

وهــذا هــو بيتـــفتنتج وجوبه أو استحبابه، إال أن ذلك فإن األصــل، يندفع باألصل العملي الظاهريـالقصيد

أخرى. ووجوه بتخريج كان نإو سابقا أنكرناها )?( كما1.337 صـ: الحجرية الطبعة ـ الفصول(?)2اإلضافات. بعض مع(?)3

126

الفهرســه فتثبت ــزاحم، وعلي ــانع أو الم ــود الم ــدم وج ــو ع ه

المالزمة بينهما أي بين حكم العقل والشرع. لكــان دليال ولــو تم مــا ذكــره صــاحب الفصــول إلى اســتنادا؛ظاهريا على حرمة الكذب بقــول مطلق

حكم العقل بقبحه أو المفسدة فيه. نـه لــوأ: )ومن هنــا يتضـح قال صاحب الفصـول

ــات التكليف ــل جه ــل العق ــات الفعل،جه ، وأدرك جه عمال بعمــوم اآليــات؛حكم في الظاهر بثبوت التكليف

وألن قضية جهــات الفعــل، خبارأوما في معناها من ال وقوع التكليف على حســبها إن لم يعارضــها مــانع، وال يكفي احتمالــه إذ المحتمــل ال يصــلح في نظــر العقــل

ــريب منه ــه، وق ــو أدرك:لمعارضــة المقطــوع ب ــا ل م ،ة لحســنه أو قبحهيالعقل بعض جهات الفعل المقتضــ

نــهإ ف،وشك في وجــود جهــة فيــه تعــارض تلــك الجهة وال يعتــد باحتمــال،يحكم بثبوت التكليف على حســبها

عــدمها أو لحكم العقــلألصــالةمــا إ ؛الجهة المعارضة وإن، واقعياوالحــال هــذه حكما بقبح الفعل أو الــترك

ولهذا يستحق الذم عليــه في،كان مبناه على الظاهر ؛حكمه وإن انكشف بعده وجود الجهــة المعارضــة فيه فإن ارتكاب القــبيح الظــاهري قبــل انكشــاف الخالف قــبيح واقعي كــالحرام الظــاهري أال تــرى أن من علم

ــاءين فتجر ــد اإلن ــود الســم في أح ــاولىبوج على تن من غير ضرورة مبيحة أنه يستحق الذم بـذلكهماأحد ، بعد ذلــك أن الــذي تناولــه ال ســم فيهتبينن إ و،عقال

وحينئذ فيرجع هذا القسم إلى القسم السابق ويتناوله.(1)أدلته(

بوجوه الفصول صاحب كالم مناقشة.340 ص: الفصول(?)1

127

حرمة الكذب ونناقش هنا قوله: )وألن قضية جهــات الفعــل...(ومستثنياته

ــوم ــه: )عمال بعم ــه...( دون قول ــريب من ــه: )وق وقول اآليات( ودون قولــه: )أو لحكم العقــل بقبح الفعــل...(

إذ لهما موطن آخر، فنقول:

درجات على المفسدة األول: أن اإلشكال في مرحلةإشكاالن و واإلشكال الثاني إنما هماه

نــهإ وحاصــله: ـــ ومقدم قاعــدة المالزمة،)المقتضي(ــتى حتى لو فرض أن العقل أدرك أو حكم بالقبح أو ح

ن ذلك مما ال يسوغ االنتقالإ ف،بالمفسدة في الكذب وذلــك: ألن المفســدة؛لى حكم الشــرع بالحرمةإمنه

وليست كل درجــة منهــا حــتى في حكم،على درجاتــذه يحكم،العقل مما تقتضي الحرمة فكيف والحال ه

لوضوح أن بعض درجات المفسدة!الشرع بالحرمة ؟.تقتضي الكراهة

ن يريد إدراك العقل بعض جهات الفعلأاللهم إال ن يكــون أدرك الدرجــة العليــا منهــا، وكــذاأاإللزامية بــ

. فتأمل،الحال في اإلشكال الالحق

والمفس11دة المص11لحة نإالثاني: اإلشكالأنواع على

ــق الحســنكمــا أن المصــلحة والمفســدة ومطل وليس كـــل نـــوع منهـــا يقتضـــي،والقبح على أنـــواع.الحرمة بنظر العقل

همــا في مرتبــة ـــكمــا ســبقـ وهذان اإلشكاالن المقتضـــي ومقـــدم القضـــية الشـــرطية في قاعـــدة

أن كــل مــا حكم: وهي،المالزمــة الظاهريــة المــدعاة

128

الفهرس . حكم الشرع بحرمته ـأي بمفسدتهـ العقل به

ن كل قبيحأ أن العقل ال يحكم ب:فاإلشكال هنا هو فكيــف ينتقــل إلى حكم: وعليه،أو ذي مفسدة حــرام

؟!الشرع بالحرمة بعد عدم حكم العقل بها فراجع.،وهذان اإلشكاالن قد مضى تفصيلهما

شك لو األصل يج11ري الث11الث: ال اإلشكاله11مزاحمت أو الموجود مانعية في

، يكـــون في مانعيـــة الموجـــود:ن الشـــك تــارةإــو تم ، في وجود المانع:وأخرى يتم فيفإنما وكالمه ل

ن األصــل العملي إنمــاإ فــ؛الصورة الثانية دون األولى فيما لو شك في وجود ـوآخرين للشيخ تبعاـ يجري

من جرم مانع ثمالمانع كما لو كان بدن اإلنسان خاليا نــه يستصــحبإ ف،شك بعــد ذلــك في وجــوده وطــروه

عدم طرو هــذا الجــرم على البــدن، أمــا لــو شــك في ن األصل ال يجري؛ إذ ال حالة سابقةإمانعية الموجود ف

نإمحــرزة ومتيقنـة حـتى يشــك فيهـا فتستصـحب، فــ مانعية الموجود، المشكوك فيهــا ال حالــة ســابقة لهــا، ،اللهم إال بنــاء على صــحة استصــحاب العــدم النعــتي

لكنه غير تام. فال بــد من التفكيــك بين صــورتي كــونوعليـــه:

ــة الموجــود أو صــغرى مقامنا صغرى الشك في مانعيوجود المانع.

كون المقــام من صــغريات الشــك:ولكن الظاهرــود،في وجود المانع ولكن، ال الشك في مانعية الموج ... وال نه ال يصح قولــه: )فألن قضــيةإعلى أي تقدير ف

إذ المحتمــل ال يصــلح فيـــ أي المانع ـيكفي احتماله ن الحكمأ لوضوح ؛نظر العقل لمعارضة المقطوع به(

129

حرمة الكذب ،ليس بمقطوع به إذا أدرك العقل المقتضــي لــه فقطومستثنياته

، ال قطع لــه بــالحكم مانعنه مع احتماله وجودأوبداهة ــي له،بل هو شاك فيه وجدانا ، نعم هو قاطع بالمقتض

. ـ بالفتح ـووجود المقتضي أعم من تحقق المقتضى ن المقام قد يكــون من صــغريات الشــك فيإثم

ــه في،مزاحمية الموجود ال في طرو المــزاحم وحدوث،مثل القصص المخترعة الهادفة أو مثل الكذب مزاحا

الــذي يقصــد منــه إدخــال الســرور في قلب المــؤمن؛ والســيد الخــوئيالشيخوذلك أن البحث الذي دار بين

عن مقتضـــيات عـــالم:هو واآلخـــرينرحمهم اللـــه ن ما هو موجود في هــذاأنه قد يشك في أ و،التشريع اآلن من الجهات األخــرى، هــل هــو مــزاحم(1)العنوان

أو أقوى أم ال؟ مساوــد فمورد البحث هو البحث عما صنعه الشــارع عنــة ــائلون بالمالزم ــع، والق ــات والموان ــه المالك مالحظت

ن العقــل أحــرز المالكأالثبوتية الواقعيــة ملــتزمون بــ وعدم المزاحم وعــدم الموانــع، في كــل مــا كــان في

سلسلة علل األحكام كما سبق. المالزمــةـــ: نــه يقــول بإ ف وأما صاحب الفصــول

، لعدم إحاطة العقــل بكــل الجهــات؛ثباتية الظاهريةإال فبمعونـــة األصـــل يحكم العقـــل ظـــاهرا بالحرمـــة

ثم يلزمه حكم الشرع. ،والوجوب ـــ وكــذا غــيره ـالكذب أن ن يقال بـأولكن يمكن

في طبيعتــه مجهــول لنــا من حيث مزاحميــة الجهــاتــه، لمفســدته أو قبحه ــة في ــرى المتحقق ــني،األخ ونع

ــذلك ــالمزاح:ب ــورد الــنزاع من الكــذب ب ــا هــو م م ن لهــا جهــة مصــلحةإ ف،والقصص المخترعة ونظائرها

الكذب عنوان(?)1 ونظائره. مزاحا

130

الفهرس ـــ: األصــل فال يصــح القــول ب،في قبال جهة المفســدة

ــة في ــذه الجه ــ ه ــذبـ ــودة في الك من القبح الموج عدم كونها ـ،المزاحي منذ تصور الطبيعي وبدء وجوده

!(1)مزاحمة بما هو موجود فيها من الجهـات المحسـنة ألن هذا هو إجــراء األصــلمانعة؛ أو األصل عدم كونها

و مزاحمية الموجود.أعند الشك في مانعية ن فيه جهــةإ ف؛ لذلك نمثل بتقليد األعلموتوضيحا

ن العقــلأ بـ:قربية لإلصابة، فقد يقــالأرجحان وهي ال يحكم بوجــوب تقليــد األعلم فيحكم الشــرع بــالوجوب

ــا ــة،أيض ــة واقعي ــود جه ــكلة هي في وج ولكن المش ـ كمــا ارتضــاه صــاحب الجــواهرـأخرى هي الحرج

يحتمل كونهـا مزاحمــة لحســن تكليفنــا بتقليــد األعلم، وقــد،وهذا الحرج ثابت في صورة إيجاب تقليد األعلم

و مانعيتــه عن اقتضــاء مصــلحةأشــك في مزاحميتــه قربية وتقليد األعلم لإليجاب. أال

ــل ــك في مث ــك: إن الش ــل ذل ــل من ك والمتحص القصص المخترعة ونظائرهــا كالكــذب في الحــرب أو اضطرارا ليس هو في وجود المانع حتى يجري األصل

الظاهري، بل هو في مانعية الموجود أو مزاحميته.ــا ذكر ــل في بعض م ــوه التأم ،ولكن ال تخفى وج

.(2)فتدبر جيدا

في ينــدرج نهإف ،محسنة جهة وجود احتمال مجرد كان لو )?( نعم1 هــذا على ـــ جوابه وســيأتي المــزاحم، أو المــانع وجــود في الشك

الرابع. اإلشكال في ـ الفرض نأ ومنها ذكر، ما هو عالمأال نقاش مورد كون يعلم ال نهأ منها(?)2

ــائي يزاحم ال والالاقتضائي اقتضائي ال السرور دخالإ مثل االقتض كالم مــآل نأ ومنها.فتأمل ،الــذاتي( قبحه أو الكــذب حرمة )وهو

ــول ــذي اآلخر وجهه في الفص ــ نناقشه لم ال ــدبره لمن ـ ــ ت إلى ـفتدبر. ،ذلك غير ومنها ،يخفى ال ما عليه ورد نإو االحتياط

131

حرمة الكذب ومستثنياته

وج111ود في الشك نإالراب111ع: اإلش111كال المثبت األصل قبيل من المزاحم أو المانع

ــه لــو ســلمنا : على كالم صــاحب الفصــول نإأن الشــك في وجــود المــانع ال في مانعيــة الوجــود، وأننــا أحرزنــا وجــود المفســدة في الكــذب، وكــذلك أحرزنــا

نه ال مصلحة مزاحمة أو مانعة منذ البداية،أ ـ تسليماـ بل استجد لنا احتمال حـدوث مـانع أو مـزاحم فيكـون الشك في وجــود المــانع أو المــزاحم، ولكن مــع ذلــك

في مقالتــه؛ ن هذا ال ينفع صــاحب الفصــولإنقول: وهــو ليس بحجــة على الــرأي،ألنه من األصل المثبت

وآخــرون فال يجــري المنصــور ومــا تبنــاه الشــيخ .في المقامــالمإ بيانـــه: ــو في عـ ــدار البحث والكالم هـ ن مـ

،المصالح والمفاسد وفي عــالم المزاحمــات التكوينية ن العقــل يلحــظ الكــذب فــيرى أن فيــه مفســدة أوإو

نه هل يوجــد مــانعأ بعد ذلك في (1) ثم يشك،وجه قبح تكويني أو مزاحم أو ال؟ واألصل هنا غــير جــار؛ ألنــه ال

للشارع وما كــان في حيطتــه،يرفع إال ما كان مجعوال ن األصل يرفع األمور المجعولة والــتي هي بجعــلأأي

ال األمور التكوينية، والمصب في المقام(2)من الشارع تكويـــني كمـــا أن الالزم تكويـــني وعقلي ال يرتبـــط

بالشرع والتشريع.ــات أن:وتوضــيحه ــه إثب ــراد ب ــان األصــل ي إن جري

ــل على ـر في حكم العق ـ ــد أث ــني ق ــي التكوي المقتض ننا نريد أن نجــري األصــلإطبقه، وهذا الزم عقلي، إذ

في الكالم كل الكالم ألن الشك صـــــــورة عن الكالم )?( وإدارة1. الفصول صاحب ادعاها كما الظاهرية المالزمة تصوير

الشرعي. المانع )?( مثل2

132

الفهرســأن اقتضــاء ذلــك ــات عــدم المــانع حــتى نقــول ب إلثب

فيحكم العقل على طبقــه،المقتضي وهو الحسن تام بالفعل، وهذا ليس من مجعوالت الشارع، نعم لو كان

ن من آثار عدم المانع الشرعي وجودإالمانع شرعيا ف فتدبر جيدا.،المقتضى الشرعي

وخالصة الجواب الرابع: إننا لو شــككنا في وجــود المانع أو المزاحم وطروه لم ينفع إجراء األصــل؛ ألنــه

في مطارح وقد أشار الشيخ ،مثبت وهو ليس بحجة األنظــار إلى هــذين الجــوابين الثــالث والرابــع إجمــاال

وفيمـــا ذكرنـــاه والحـــظ(1)فراجـــع وتـــدبر في كالمه.امالفوارق بينه

يقود إلى ولكن التدبر في كالم صاحب الفصول ن وردإ و،عدم ورود هذا اإلشــكال على وجهــه الثــاني

ــةx؛ إذ لم يبن(2)على وجهه األول ــة الواقعي على الحرمــا على ــرى مبناه ــة أخ ــة واقعي ــل على حرم ــة ب األولي

ن ارتكــاب القــبيح الظــاهري قبــلإالظــاهر قــال: )فــــالحرام الظــاهري( ــبيح واقعي ك ،انكشــاف الخالف ق

نه ال يصح إال على مبــنى حــق الطاعــةإ :نعم يرد عليه ما لو علم بوجودـ: )ن استدالله بأ كما يرد ،(3)أو شبهه

ــام من؛، غير تاماإلناءين(السم في أحد إذ ليس المق. فتدبر،موارد العلم اإلجمالي

في يجري ال األصل نإالخامس: اإلشكال.368 – 367 ص2جاألنظار: مطارح راجع (?)1 )أو معارضــة. والثــاني: قوله جهة وجــود عــدم األول: أصــالة(?)2

هــذه والحال الترك أو الفعل بقبح العقل لحكم حكمــا وإن واقعيــاالظاهر. على مبناه كان

ــلكنا بين فرقنا وقد (?)3 ــ ــلك مس ــ بعض في الطاعة حق ومسالبحوث.

133

حرمة الكذب ومستثنياته

والعلميات والمبادئ واألصول االعتقاديات نإ و،ن األصل المثبت حجةأنه حتى لو قبلنا بثم إ

قاعدة المالزمة ثابتة فيما لو شك في مزاحم فيرفعــه فمــع ذلــك فــإن األصــل ال يجــري في،العقــل باألصل

وهي: ، موارد االعتقاديات وأصول الدين. .1.(1) أصول الفقه.2. مبادئ االستنباط ومقاصد الشريعة.3 .ال يجري في العلمياتكما أن األصل .4

ال يجـــــــــري في(2)ن األصلإ :ذلك وتفصــــــــــيل وذلـــك كمن علم بوجـــود اللـــه تعـــالى ،االعتقاديـــات

ـــ والعياذ بالله ـ ثم طرأت لديه شبهة فشك ،بالبرهان فهل يمكنه أن يستصــحب مــا،بوجود الحق جل اسمه

!كان عليه من اعتقاد وعلم؟ ،ن ذلــك العلم قــد زال وجــداناأوالجــواب: كال؛ ل

، ولـذا فعليـه أن يبحثوالمستصـحب قــد انتفى قطعاويحقق.

والفـــــرق بين المقـــــام وبين االستصـــــحابات ء قطـــــع بانتفااألخـــــيرة النـــــه في إ :المعهـــــودة كما لو علم بوجــود شــيء ثم شــك بعــدالمستصحب،

ن مصب االستصحاب المتيقن هــو العــالمإذلك فيه، ف وأمــا في، الثبوتي، لكنــه في عــالم اإلثبــات يشـك فيه

أيـ ن مصـــــب االستصـــــحاب إاالعتقاديـــــات فـــــ هــو مــا في عــالم اإلثبــات ـــالمستصــحب المفــروض

بها. التعبد أو الفقه أصول إلحراز األصل جريان )?( أي1ــانت وان االستصــحاب هو هنا باألصل )?( والمقصــود2 األصــول ك

إذ االستصحاب هو اآلن الكالم عمدة ولكن كذلك تجري ال األخرىالظاهرية. المالزمة إثبات في الفصول صاحب استند عليه

134

الفهرس نإ وهذا قــد انتفى بالوجــدان؛ فـــ أي االعتقاد ـنفسه

فــزال، بوجوده تعالىالشخص في المثال كان معتقدا فكيف يستصــحب مــا هــو منتــف،وانتفى هذا االعتقاد

؟! قطعا ومن هنــا فــإن االستصــحاب ال مجــرى لــه في

االعتقاديات. واألمر في أصــول الفقــه كــذلك، فــإن الفقيــه لــو

ثم طــرأت عليــهباألدلة،ن خبر الواحد حجة أاستظهر ففي هذا المقــام،شبهات مما أوقع الفقيه في الشك

ن الشــكإ : هناك قاعدة واضــحة ومســلمة وهيتوجد في الحجية مساوق لعدم الحجيــة، وليس للفقيــه هنــا

أســتظهر أن خــبر الواحــدأن يقول: إنني كنت ســابقاــتظهاري،حجة ــحب اسـ ــككت فاستصـ نأل، واآلن شـ

.االستظهار قد انتفي وجدانا تماماــؤون العلمية ــال في الش ــذا الح ــك كمن،وك وذل

النيشــتاين،استظهر أو قطع بصــحة النظريــة النســبية ــاء في ــود أخطـ ــل وجـ ــادالت فاحتمـ ــع المعـ ثم راجـ

ن هــذه النظريــة ليســت علىأ و،المعادالت الرياضــية ن علمه األول وقطعه قدإ ف، فصار يشك فيها،إطالقها

وال يصح له أن يستصحبه في حالة شكه،انتفى قطعا؛المتأخر . النتفائه وجدانا

بنـــاء علىــــ وثم إن االستصـــحاب أصـــل عملي ــاب التعبد ــه من ب ــحجيت ــارإنما ـ ــترتيب اآلث ــري ل يج

وليس من موارد جريانه االعتقــادات وأصــول،العملية وأمـا بنـاء على كونـه،الفقـه والعلميــات ونظـائر ذلك

فسيأتي.،أمارة وكون وجه حجيته إفادة الظن ليس الس11اري الس11ادس: الشك اإلش11كال

لالستصحاب موردا

135

حرمة الكذب ومستثنياته في كالم صــاحبـــن كما هــو بيـن مدار البحث إ

وغــيره هــو حــول قاعــدة المالزمــة، وهــذه الفصــول فهي سابقة رتبة،نها من أسس التشريعأالقاعدة إما

أو هي من أصـــول،على مســـائل علم أصـــول الفقهالفقه.

وعلى أي حال فإن العقل لو رأى جهة حسن في ثم شك في وجــودx جهــةx قبح تمنعــه من الحكم،شيء

نــه حينئــذ شــاك ثبوتاإ ف،بالوجوب ، في حكمــه وجــدانا!فكيف يحكم استنادا ألصل ال ينفي شكه؟

إن الشك في المقــام هــو من قبيــلآخــر: وبتعبــير الشك الســاري وليس الطــارئ، والشــك الطــارئ هــو

إذ ال يوجــدالمبــدأ،مجرى االستصحاب ال الساري إلى هنا متيقن سابق يحكم به العقــل ثم يشــك فيــه حــتى

يستصحبه. االستصــحاب إمــا لبنــاء العقالء أوةثم إن حجيــ

ن حجيتــه إمــا إلفادتــهإ ف، وعلى كال التقديرين،لألخبار بأن االستصــحاب حجــة من:ن قلناإالظن أو للتعبد، ف

فال تعبد للعقل في االعتقاديات والعلميات،باب التعبدــوعيإ و،واألصول ،ن قلنا بأنه من باب إفادة الظن الن

نه ليس مورثا للظن فيها. إف ج1ار غ1ير الس1ابع: االستص1حاب اإلش1كال

الخطيرة الشؤون فيــؤونإ ــ ــار في الشـ ــ ــير جـ ــ ــحاب غـ ــ ن االستصـ

بأن بناء العقالء إنما هــو على:؛ إذ قد يقال(1)الخطيرة حجية االستصحاب في غــير الشــؤون الخطــيرة، وأمــا

فيها فال، ويظهر ذلك بمالحظة مثالين: ذكر )?( ما1 الشك بســبب يجــري ال االستصــحاب هــو: إن ســابقا

وجدانا. انتفى قد السابق المتيقن وان الساري

136

الفهرس األول: لو افترضنا دولة كانت تستورد بضــاعة من

حــدث بعــد ذلــك شــك عقالئي في ثم ،دولة أخرىــاد ــرا باالقتص ــة مض ــذه الدول ــتيراد من ه ــون االس ك الوطـــني، فهـــل يجـــري العقالء في الدولـــة األولى

اســتيراد بضــاعتهم؟ االستصــحاب فيســتمرون في كال، بل إن سيرتهم على الفحص والتحقيق واالحتيــاط

حتى اتضاح الحال. ن هــذا الــدواءأالثاني: لو حدث شــك عقالئي في

أو بإضافة،قد تحول إلى سم زعاف بمرور زمن عليهــ،مـــادة له ــ ن العقالء ال يشـــربونه اعتمـــادا علىإ ف

بل يحتاطون. ،االستصحابــل: ــون على االستصــحابوالحاص إن العقالء ال يبن

في الشؤون الخطيرة، هذا من جهة العقالء. وأما الشارع فلــه أن يجــري الــبراءة على الــرغم

.من خطورة كل ما يرتبط بمخالفته نــه عنــد الشــك فيأن المنصــور هــو إ :والمتحصل

التكليف في الشبهة الحكمية فــالمجرى هــو االحتيــاطــل ــور على دلي ــدم العث ــد الفحص وع ــتى بع العقلي ح وذلك على حسب القاعدة المعروفة في عبودية العبد

ثم(1)لمواله وحسب مــا يعــرف بمســلك حــق الطاعة الـــبراءة النقليـــة بعـــد الفحص، ال االحتياطـــان في

التحريمية كما ذهب إليه االخباري وال البراءتان. مــا فيمــا عــداهاأولكن ذلك في أفعال المكلفين،

جريان األصــل في الشــؤونعلى ن العقالء ال يبنون إف ، ومبادئ االســتنباط ونظائرها،الخطيرة، واالعتقاديات

أكــثر خطــورةبعضــها بل ،خطر الشؤونأ تعد من مما حق مســلك عن مســلكنا فــرق أوضــحنا المبــاحث بعض في (?)1

فالحظ. الطاعة،

137

حرمة الكذب ومستثنياته بــل ومن كثــير من مســائل،وأهمية من مسائل الفقه

فال يجري فيها،أصول الفقه والعلميات وما شابه ذلك, فتأمل. (1) والشارع أيضا ال يجريه فيها،االستصحاب

النعتي العدم الثامن: استصحاب اإلشكال بحجة ليس

من كمــا يــرد على مــا ذكــره صــاحب الفصــول إن هــذا األصــل هــو من قبيــل: المالزمــة الظاهرية

ليس بحجة. وهو ،استصحاب العدم النعتي يكــون في مفــاد:ن االستصحاب تــارةإ :ذلك بيــان

يكــون:كان التامة وهذا مما ال كالم فيه، وتارة أخــرى ،في مفاد كان الناقصة وهذا هو موطن العدم النعــتي

ــة وهو ليس بحجة فيما لو لم تكن لعدم االتصــاف حالسابقة مع وجود الموضوع.

نإ فــ، )كــان زيــد( و)لم يوجــد زيــد(:فعندما يقاللدينا هنا وجودا محموليا ــو لم يكن، وعدما محموليا فل

زيد موجودا ثم شككنا في وجــوده استصــحبنا عدمــه، هــذا هــو مفــاد كــان التامــة وهــو مــورد االستصــحاب

الحجة.ــهإ ف،)كان زيد كريما( وأما مفاد كان الناقصة كـ ن

(2)ال يصح أن نستصحب بنحــو العــدم األزلي أو النعــتي

كريما!عدم كون زيد بخيال غــير فــترة إال إذا علمنا بوجود زيد كــان في

كريم فههنــا لــدينا حالــة ســابقة محــرزة، وأمــا العــدم ما لو لم نعلم بأن زيدا منذ: فمثاله،النعتي غير الحجة

االستنباط. ومبادئ االعتقاديات(?)1 عـدم )النعتي( استصــحاب ،الكرم عدم )األزلي( استصحاب)?(ـ 2

الكالم. مورد وهو بالكرم اتصافه

138

الفهرسxــق هــل هــو ســيد وعلــوي أو ال، أو بــأن المــرأة أن خلــحب العــدم ــل نســتطيع أن نستص ــية أو ال، فه قرش

نه من مصاديق العدم األزلي؟ أالنعتي باعتبار ــتي ال؛والجــواب: كال ــدم النع ألن استصــحاب الع

حالـــة ســـابقة لـــه، وأمـــا استصـــحاب العـــدم األزليالمحمولي فهو أصل مثبت وليس بحجة.

نها قبلإ : قد يقــال عن هذه المرأةأخرى: وبعبارةــ ونصبا رفعاـ (2)و قرشيةأ (1)ن تولد لم تكن قرشيةأ ـ

ثم ولـــدت فشــككنا،بنحو مفـاد كان التامــة والناقصة ن ذلك العــدم األزلي والمحـــــمولي واالتصــافيأفي

ــه هل انقلب إلى الوجود أو ال؟ فنستصحب العدم، لكن ؛ مثبت(3)باطــل، إذ استصــحاب عــدم القرشــية بــذاتها

.حيث يراد بها إثبات أن هذه ليست قرشية وهــوـ وأما استصــحاب عــدم كــون هــذه قرشــية

ــتي ــدم النع ــالع ــ و في األزل ـ ــوطن كالم ـ م ففيــه: ـ، من هذا القبيل كما سيأتي صاحب الفصول

ــل القابلإ ،ن القرشية والالقرشية تتوقفان على المح وال محل قابل قبل الوجود فال يصح الوصف بالقرشية

.وعدمها قبل وجودها ن الشــك في قرشــية المــرأة عنــدإوالحاصــل:

خلقها ال حالة سابقة له. أي،ومحل كالم صاحب الفصول هو هذه الصورة

ــ فإن في تقليــد األعلم مثال؛استصحاب العدم النعتيــهـوهو حسن ألنه األقرب للواقع يشــك العقــل في أن

ن بحيث ـــ كــالحرج ـــهل هنــاك جهــة مزاحxمــة للحســ ن ال يحكم العقــل بــالوجوب؟ وحيث شــككناأتقتضــي

المحمولي. العدم بنحو)?( 1النعتي. العدم بنحو)?( 2قرشية( بالرفع. تكن )لم التامة كان مفاد أي(?)3

139

حرمة الكذب ومستثنياته هــوـــ حسب كالم الفصــول ـن األصل إفي وجودها، ف

عدمها. ،ولكن هــذا مصــداق الستصــحاب العــدم النعــتي

وذلــك أن موضــوع حكم العقــل مــركب؛ إذ العقــل ال إن: وإنمــا يقــول،يحكم بوجــوب تقليــد األعلم مجــردا

فالــذي يــراد،تقليد األعلم غير الحرجي حسن وواجبــان التامــة فال يجــري ــاد ك استصــحابه ليس بنحــو مف

فتأمل. ،االستصحاب فيه في االستص1111حاب يج1111ري الن1111ائيني: ال

الع11دم بنحو منه الموض11وع ت11ركب إذا ضر11العالنعتي

مــا حققــه المحقــق:ويوضــح مــا ذكرنــاه ويؤكــده وعصــارته مــع توضــيح وإضــافةx تطبيقــه،(1) النــائيني

ن كالمه نافع كوجه جديد لرد ما ادعاهإعلى مقامنا، فمن المالزمة الظاهرية: صاحب الفصول

نــهإ فإن موضوع الحكم الشــرعي إذا كــان مركبا ما لو تركب الموضـوع من معـروض: منهاأنحاء،على

مــأخوذاوكــان العــرض, (2)ـــ وهذا قيــد أول ـ وعرضه،ــانـبنحو العدم النعتي ال العدم المحمولي وهذا قيد ث

ــدـ ، ولم تكن لهذا العدم النعتي حالة سابقة ـ وهذا قي.(3)ن األصل ال يجريإ فمع هذه القيود الثالثة فـ،ثالث

فالحظ مــا،وهذا هو المنطبق على موطن البحث أو تقليد األعلم الحــرجي وكونــه واجبا:سبق من مثال

،قربيته للصوابأ بحسن تقليده ل:نه حتى لو قلناإال، ف.462 ص1 ج:التقريرات أجود )?(1 يكون ال نأ)?( ب2 .جوهرين وأ عرضين من مركبا قيد هو والنعت القيد نإو الموضـــــــــــوع مرتبة في )?( والكالم3

به. االتصاف نيةأش له الذي للموضوع

140

الفهرس فال بد من رفع اليد عن ذلك ألن عدم كونه حرجيا قيد

في الوجوب وفي الحسن. مـا لـو قيــل:ـ: ولتوضيح العدم النعتي أكثر نمثل ب

أكرمه( فموضوع الحكم مــركب من(1))الرجل العلويــوم كليو) ()الرجل ــو مفه ــا ه ــوي بم ــوي(، والعل العل

ولكن الكالم ليس، فيمكن أن يستصــحب،معدوم أزال وهــذا هــو،فيــه، وإنمــا الكالم في علويــة هــذا الرجل

العدم النعتي وليس لذلك حالة سابقة على وجوده. مــا: الصــورة األولى؛ لدينا صــورتانأخرى: وبعبارة

وذلك كالرجل يولــد،ينفك فيه الوصف عن الموصوف فيمكن استصــحاب عــدم،وهو غــير متصــف بالعالمية

وليس الكالم في هذه،عالميته لوجود حالة سابقة لها.الصورة

مـا ال ينفــك: وهي ـ والكالم فيها ــالصورة الثانية إذ ال حالــة ســابقة لعــدم،الوصــف عن الموصــوف

الوصف مع وجــود الموصــوف، كمـا في المثــال الــذي ذكرنــاه في الرجــل العلــوي أو المــرأة القرشــية فهي منــذ أن ولــدت إمــا أن تكــون قرشــية أو ال، فال يصــح

لم تكن له حالة سابقة.قرشيتها؛ إذاستصحاب عدم وفي المقـــام نقـــول: إن اإللـــزام بتقليـــد األعلم

، ثم صار كــذلك ال أنه لم يكن حرجيا،(2)بطبعه حرجي ثم،فال يصح استصحاب عدم حرجية تقليــده، هــذا أوال

نه لو شككنا في كــون تقليــده حرجيــا أم ال، لم يصــحإ استصحاب عدم حرجيته كما ال يصح استصحاب عــدم قرشية هذه المرأة؛ إذ ال حالة سابقة ألي من اتصــافه وعدم اتصافه بالحرجية، وهكذا نظائر المقام فال تصح المالزمة الظاهرية المبتنيــة على إجــراء األصــل الــتي

اليأس. سن مثال في القرشية وكذا)?( 1 المنصــور، وهو ـــ ســبق كما الجــواهر صاحب ارتآه ما حسب)?(ــ 2

المثال. في اآلن المناقشة فليست حال أية وعلى

141

حرمة الكذب ومستثنياته ذكرها صاحب الفصول.

الع11دم إلح11راز يج11دي ال المحم11ولي العدمالنعتي

نه ال يمكن استصــحاب العــدم النعــتيإ والحاصــل:ــك؛ المشكوكة لدينا(1)في الصفات الالزمة بطبعها وذل

ن المــرأة القرشــية قبــلإ فــ،لعدم وجود حالة ســابقةــف ــل ألن يتص ــوع قاب ــاك موض ــد هن ــا ال يوج وجوده

لوضــوح ان االتصــاف بالقرشــية؛بالقرشــية وعــدمها وهي الموصــوف وجــزءـــمتوقف على وجــود المــرأة

ــالموضوع للحكم المحمول على القرشية , فــالموردـ.من باب الملكة وعدمها

نه قبل وجود الموضوع والمحـل الإ موجزة: وبكلمة إذ هي؛ما بعد وجود المرأة فال حالــة ســابقةأاتصاف،

إما كذا وإما كذا منذ بدء والدتها. إن:ن يقــالأ بــ، نجري العــدم المحمــوليقلت: إن

ــه جهــة حســن وهي ــد األعلم في ــة اإلصــابةأتقلي قربي للواقع، ثم إن تقليــد األعلم الــذي أوجبــه الشــارع هــو غير الحرجي منه، فإذا شككنا أن تقليد األعلم بطبعــه

نأحرجي أم ال، أجرينا استصحاب العدم المحمولي بــ في بــدء الخلقــة أصل الحــرج لم يكن موجــودا:نقول

ــدا ــدم الكلي تعب ــحب الع ــدفنستص ــقه بتقلي ، ثم نلص؛ حســنه الــذي أحرزنــا وجــدانا(2)األعلم لكونــه واجــدا قربية اإلصابة، فيتحصل من إحراز األمــر األولألمالك

إن هذا التقليد ليس بحرجي. والثاني وجداناتعبدا ن استصحاب عدمإ ف؛نه من األصل المثبتإ :قلت

الزمة. لكانت كانت لو التي )?( أي1به. نصفه أي( ?)2

142

الفهرس الحرجيــة المطلــق إلثبــات أن هــذا الموضــوع متصــف

بالالحرجية هو أصل مثبت بالبداهة، فتدبر.

تفص11يل عن الن11ائيني الم11يرزا ج11واب المتص11111لة القي11111ود بين خوندآال الش11111يخ

والمنفصلة خوندآ ال المحقق ناقش ثم إن الميرزا النائيني

وذلك أن صاحب الكفاية فصل في،(1)بما ينفع المقام العناوين العامة والقيود المخصصة والمقيــدة لهـا، بين ما لو كانت القيود متصلة فاستصحاب العدم ال يجري، وما لو كانت القيود منفصلة فحيث ال يتعنون العام بها

وال حاجــة،فاستصحاب العــدم المحمــولي جــار ونــافعنه أصل مثبت.إإلثبات العدم النعتي به ليقال:

(2)ن دليل ال حــرج منفصلإ :وتطبيقه على المقام

ن العدم المحمولي يجريإ، ومعه ف(3)عن دليل التقليد ــرا دون حاجة إلجراء العدم النعتي، فيترتب الحكم نظ إلحراز أحد جزئي الموضــوع بالوجــدان والجــزء اآلخــر

باألصل. وذهب إلى، رفض ذلك ولكن المـــيرزا النـــائيني

أي القيدـ نه إ ف، أم منفصالن القيد سواء أكان متصالأ ـ فيتفصـل واقعاـــ المعــروض ـ يعنوxن الموضوع ـ

ومعــه يلــزم مــا ذكــر من ـ، يكــون ذا فصــلين:أي ن العدم المحمولي ليس بما هــو هــو جــزءإالمحذور و

نــه وإن جــرى لكن ال يثبتإ و،الموضوع على الفــرضبه العدم النعتي ألنه مثبت.

فتدبر. ،المقام ليالئم التصرف بعض مع كالميهما تنبيه: ذكرنا)?( 1ــدليل عن الكالم نأ يالحظ(?)2 عن وليس وانفصــاله، واتصــاله ال

بالفعل. قائم الحرج نأ لوضوح نفسها الصفة ـ تعالى قوله وهما(?)3 جرــح نxم xينxلدا يxف مكيلع لــعج اــم ـ: مثال

.واxرxذنيxلو xينxلدا يxف واهقفتيxل أو xركxلذا لأه واألاسفتعالى: وقوله

143

حرمة الكذب ومستثنياته

ــل: إن تقليـــد األعلم الحـــرجي ال يصـــحوالمتحصـ التمسك فيه باألصل لنفي الحرج لتتم المالزمة إلثبات

الحكم الشرعي المدعى وهو الوجوب. إن11زال باألصل التاس11ع: التمسك اإلشكال

للغرض ونقض رتبتها من المالزمة لقاعدة نتيجةن: إ كما قد يــورد على صــاحب الفصــول

التمسك باألصل إلثبات المالزمة الظاهريــة هي إنــزال ،المبــادئ التصــديقية من عرشــها إلى فــرش األصــول

وهو خالف القاعدة ونقض للغرض. ــان إن قاعـــدة المالزمـــة هي من مبـــادئ:ذلك بيـ

كمــاـــ وهي مســألة أصــولية ،التشــريع على احتمــال وعلى كال، على احتمــال آخرـــجرى عليه األصــوليون

وهي،ن قاعــدة المالزمــة قاعــدة رفيعةإ ف؛التقديرين أو في،بمنزلــــة أعلى من مســــائل علم األصــــول

نه يعنيإ ف، فلو جرى التمسك باألصل إلثباتها،مصافها لى مرتبــةإإنزالها وحطها من مرتبة المبادئ واألصول

حيث إن األصل يتمسك بــه إلثبــات المســائل؛الفروعــة الجزئية ــك نقض للغــرض، اللهم إال،الفرعي وفي ذل

إلى صــحة التمســك باألصــلـــ مبــنى ـن يصار أ نه محض استبعادإحتى في األصول أو يلتزم بالتنزل و

. فتأمل،وال بأس به

قاع1111دة اثب1111ات بين ما العملية الثم1111رةباألصل أو بالدليل المالزمة

ثم إنه تظهر الثمرة العملية ما بين إثبــات قاعــدة لــو كــانت ثابتــةالمالزمــة بالــدليل أو باألصــل في أنها

ــ للمشهور كما هو المنصور وتبعاـبالدليل االجتهادي ـ

144

الفهرس وأمـا لـو ثبتت،فسـتكون حاكمـة على األدلـة األخـرى

فالـ كمــا ادعــاه صــاحب الفصــولـ باألصل العلمي ــة االجتهادية ــة على األدلـ ــون حاكمـ ــون،تكـ ــل تكـ بـ

ــبها ــان مص ــة إذا ك ــة االجتهادي ــائر األدل ــة بس محكوم ن تقليدأ كما لو دل الخبر على ،موضوع األصل نفسه

نه حــرجي أمأ مع فرض شكنا في ،األعلم مثال حرجي وإثبات وجوب تقليــد األعلم، وكنا نريد نفيه باألصل،ال

ــ، لحسنه عقال والنتفاء الحرجية عنه باألصل؛عقال نإ ف نـه غــير حـرجي رافــع للشـكأقيام خــبر الواحــد على

.وناف لجزء موضوع الحكم بالوجوب ن مثل )ال حــرج(إ :ن مقتضى القاعدةإبل نقول:

نـه إذاأ لوضـوح ؛و)ال ضرر( حاكمة على األدلـة األوليةــه أو انتفى جــوازهأصبح الصوم حرجيا ,(1) انتفى وجوب

حرجية ارتفعت(2)وكذلك إذا أضحت الواجبات األخرى ـــ وارتفعت كذلك بسائر مبادئ االستنباط ،بـ)ال حرج(

ــاـ وهنا موطن الشاهد ـ، ولكن ـلو قبلنا بها لو التزمن ثبت المالزمة بين حكميأبكالم صاحب الفصول الذي

العقل والشرع باألصــل النــافي لوجــود جهــة مزاحمــةــأن قاعــدةلقبح الكذب أو لحسن الصدق مثال ، وقلنا ب

ل المالزمة تتم ببركة األصل الجاري كان نتاج ذلك تنز قاعدة المالزمــة من حاكميتهــا على األدلــة االجتهاديــة

لى محكوميتهــا بهــا أوال وتــنزل كــل مــا ثبت بهــا منإ.القواعد ثانيا، وهذا فارق كبير وهي ثمرة مهمة

إننا لو قلنا: إن الحكم برفعوتوضيح ذلك بالمثال: الحرج ثابت بالدليل االجتهادي النقلي كمــا هــو كــذلك

الضرر. بمراتب األمر بمنوطية يقال وقد الرأيين )?( على1كالجهاد. الحرج موضع وضع ما في )?( إال2

145

حرمة الكذب ومستثنياته فاألمرجرـــ حنx مxينxلدي اx فمكيل علعا جملقوله تعالى:

ن دليــل ال حــرج يكــون حاكمــا على األدلــةإ فــ؛ســهل ؛األولية، ولكن لو كان مستند مثل )ال حرج( هو العقل

ــرج ــع الح ــن رف ــه بحس ــرع،لحكم ثم يثبت حكم الشــإذا قلنا،بقاعــدة المالزمة ــا ظاهرية: ف ــ،(1) بكونه نإ ف

العقل عنــدما يالحــظ الحــرج فيــدرك حســن رفعــه ثمن في إقــرار الحــرج هــذايشــك هــل هنــاك جهــة حســ

ــه؟ أي يشــك في وجــودx وجــه حســن مــزاحxمـ وجعل xل ككون اإلطاعة الحرجية تتضمن تمرينا وترويضا مقاب

، فلــو أتى(2)للنفس ومجاهدة لها وفيهــا مزيــد الثــواب ، ـــالمكلف بهذا العمل الحرجي لحصل على كــل ذلك

وعلى كــل حــال لــو شــككنا في وجــود هــذه الجهــاتنة فــ ن هــذه الجهـات المشــكوكة والمزاحمــةإالمحسـ

تنفى باألصل، وكذا لو شــككنا في مزاحميــة الموجــود. ـ كما هو مورد صاحب الفصول منها

نقول: إن قاعدة الحرج وبقية المبادئ لــوفحينئذ بإطالقــات فإنها ستكون محكومــة (3)أثبتت بهذا الوجه

لكونهــا محــرزة لجهــات الحســن والمصــالح؛األدلةــونإط نظير ،نيإبالبرهان ال القات أدلة الصوم، وال تك

وهــوـــن إطالق دليــل الصــوم أحاكمة عليهــا؛ وذلــك ل وهــوـــ لحــال الحــرج ســيكون منقحاـــدليل اجتهادي

ويثبت أن هذا الحرج الموجودـالموضوع في القاعدة ــذا أوجب ــه، ول ــدم على قبح جعل ــنه مق ن وحس ــ حس

الشارع الصوم مطلقا.ــارة ــرى: وبعبـ إننـــا حســـب قاعـــدة المالزمـــةأخـ

. الفصول صاحب مبنى حسب )?( وهذا1.حمزها(أ األعمال )خير:إن )?( حيث2المالزمة. بقاعدة وتتميمها بحسنها العقل حكم من(?)3

146

الفهرس الظاهرية إذا شككنا في وجود جهــة حســن في وضــع

ولكن دليــل الصــوم،الحرج وتشــريعه نفيناهــا باألصلــف بالبرهــان اإلني عن الحســن الثبــوتي في(1)يكش

ن أحكام الشارع تابعة للمصــالح والمفاســدإ ف،الصومــه يستكشــف من إطالق دليــلأفي متعلقاتهــا، كمــا ن

حســنه بقــول مطلــق أي حــتىـ على فرضه ـالصوم .الحرجي منه

نه من إيجاب الصــوم بقــول مطلــقإ أخرى: بعبارة ن كــانإنــه وأيستكشف أن الصــوم محبــوب ومــراد و

نه حــرج حســن أي غــالب في جهــة حســنهأ إال حرجيا فيكـــون الـــدليل االجتهـــادي منقحا،على جهـــة قبحه

إلمكــان إجرائــه بنفيــه الشــكلموضــوع األصــل ونافيا ن الدليل االجتهادي بإطالقه يرفــع موضــوعإ أي ،رأسا

.(2) فتأمل،األصل )الشك(6

الدالة األدلة دراسة من النه11ائي المحصلمطلق بقول الكذب حرمة على

إن الــدليللما وصــلنا إليــه هــو: النهائي: والمحصل على حرمة الكذب بقول مطلـق هــو آيـة واحـدة وهي

ورقوله تعالى: xبوا قول الز ، لظهور شمولها لمثلواجتن الكذب مزاحا ونحوه، نعم قد يدعى انصرافه عن مثل

وســيأتي تحقيــق،القصص الخيالية الهادفــة أو مطلقــا .ذلك بإذن الله تعالى

وأمــا دليــل العقــل فال يــدل على الحرمــة إال في وذلك الثبــوتي، حســنه عن كشف الصوم الشارع أوجب )?( حيث1

العلة. إلى المعلول من انتقال اإلشـــكال هـــذا ولكن دوري نهأ ذكرنـــاه ما على يـــورد قد )?( إذ2

فتدبر. ،غيره ذكر ما على يورد وقد والتأمل، الدقة لدى مندفع

147

حرمة الكذب ومستثنياته أو فال يعلم حكم العقل بحرمــة الكــذب هــازالالجملة،

حرمة القصص المخترعة.

ال،ثم بعد الفراغ عن أصل مسألة حرمــة الكــذب بد من التطرق للمستثنيات المتفــق عليهــا والمختلــف

...فيهاوذلك في ضمن مسائل:

148

الفهرس

الثاني الفصل

الكذب مستثنيات

149

حرمة الكذب ومستثنياته

150

الفهرس

هزال األولى: الكذب المسالة ، الكــذب هــزال:ن من مــوارد االســتثناء المــدعىأ

. يعد من المستثنياتـ على ما قيل ـنه إف الكـــذب في مقـــامحرمة إن :ومـــورد البحث هو

أو ال حرمــة، في الجملةو أة،مطلقــهــل هي ،المزاح ؟(1)له في مقام المزاح مطلقا

المسألة في األقوال واألقـــوال أو المحتمالت في المســـألة وبحســـب

استقراء ناقص هي أربعة:

اله1111زلي الك1111ذب األول: حرمة الق1111ولمطلقا

الشيخهالم يستبعد، حرمة الكذب الهزلي مطلقا ويحتمــل غــير بعيــد) قــال: ، في مكاســبه األنصــاري

الشــيخ ن كــان إ و(2)(حرمته لعموم مــا تقــدم... فال يبعــد)في بداية بحثه قد استقرب الحليــة إذ قــال:

.(3)(نه غير محرمأ وطبقــاتهم بأصــنافهم الناس نإف االبتالء شديدة مسألة )?( وهذه1

حدهمأ يقول نأك ،كذبا بينهم فيما يتمازحون المتدينين بعض حتى نوع وهذا ،وجبان ضعيف هو بينما ،ضرغام بطل أنت:مازحا لآلخر

دائرة عن بعضهم أخرجه وقد!هزلي كذب نهإف ،الكذب أنواع منسيأتي. كما إنشاء لكونه الكذب

.16 ص2المكاسب: ج كتاب(?)2.16 ص2المكاسب: ج كتاب(?)3

151

حرمة الكذب ومستثنياته

مطلقا هزال الكذب الثاني: جواز القولــزال ــه، مطلقاجــواز الكــذب ه ــا ذهب إلي ــو م وه

ــرواني ــق االي ،(1) في حاشــيته على المكاسب المحقــال،غير مستبعد إياه في مقابل ما احتمله الشيخ : ق

)ال إشكال في جواز الكذب في مقام المــزاح الســيما. (2)مع قيام القرينة على المزاح(

الك111ذب في الث111الث: التفص111يل الق111ول واإلنشاء اإلخبار بين الهزلي

ــارا وهــو رأي، وإنشــاءالتفصــيل بين الكــذب إخب : حيث ارتأوا التفصيل وقالواوآخرين، السيد الخوئي

أي كــان في مقــامإخباريــا، ـ ن الكذب إذا كان هزالأبــ مخبرا بداعي الهزل، بمعنى كونهاإلخبار هازال فهــو ـ

فليس بحـرام، لكنــه إنشـائيا وأما إذا كان هـزال،حرامقيده بـ)مع نصب القرينة عليه(.

إقامة ص11ورة بين الرابع: التفصيل القولوعدمها القرينة

على المــزاحالتفصيل بين صــورة إقامــة القرينــة ــار تفصــيال السيد الوالد، ذهب إليه وعدمها حيث اخت

فقــال: إن الكــذب ســواء دون التفصــيل الســابقآخر ، وســيأتي(كان هزليــا إخباريــا أم إنشــائيا فهــو حــرامأ

إن شاء الله تعالى.كالمه ،فالبــد من مالحظــة أدلــة كــل رأي ومناقشــته

ر، وقبـــلوالموازنـــة بين اآلراء للوصـــول إلى المنصو ال بــد منالدخول في سرد ادلة االقــوال ومناقشــتها،

.40 ص1المكاسب: ج حاشية(?)1.40 ص 1 ج)لإليرواني(: المكاسب حاشية(?)2

152

الفهرســر مباشــر على سبيل المقدمةامور ستةتمهيد ، لها أث

او غير مباشر في النقاشات االتيــة في هــذه المســالة وجــه النقــاش بها يتضححيث وفي المسائل الالحقــة،

: (1)، وهيفيها ووجه الرأي المنصورالمنصور لبيان ستة تمهيدية مقدمات

أربع11111ة: لةالمسا األول: عن11111اوين األمر واالس1111تهزاء واله1111زل لطيفةالو الم1111زاحبينها التفكيك وضرورة

ن العنــاوين الموجــودة في المقــام أربعــة وهي:إ ، وال بـــد من اللطيفـــة، الهـــزل، االســـتهزاء،المـــزاح

ــا، التفكيك بين هذه العناوين األربعة، وبيان الفرق بينه فإن لكل منها حكمـا خاصــا بـه دون اآلخــر، وقــد وقــع

ــ بحسب ما وجدت ـفي كالم بعض األعالم خلط بينـ نإ، فــ ـ مع أنهمــا عنوانــان مختلفــان ـــالمزاح والهزل

ي الهــزل الكــذب حرمة(2)ظاهر عبارة مصــباح الفقاهةــاري، ــوان المــزاح وال االســتهزاءاإلخب ولم يطــرح عن

نإ ):كذبا، لكنه في مســاق كالمــه ذكرهمــا معــا قــال نــه قــد يكــونإ فقسمين:الكذب المسوق للهزل على

الهــازل بكذبــه مخــبرا عن الواقــع ولكن بــداع المــزاح وهو خلــط بينهمــا كمــا تــرى وكمــا ســيأتي(3)والهزل(

وقــد، هــو حرمــة الهــزل(4)ن ظــاهر الفقهأبيانه، كمــا واعتبره خارجا موضوعا منه.،استثنى المزاح

أو المتقدمة اآلراء من رأي أو دليل عن تجيب مقدمة كل نإ)?( ف1 له تضيف أو تؤكده جديدا. أمرا

.389 ص1 : جالفقاهة مصباح(?)2.389 ص1 : جالفقاهة مصباح(?)3.34 ـ 33 ص2 ج:المحرمة المكاسب الفقه(?)4

153

حرمة الكذب ومستثنياته

األربعة العناوين بين الفرق أمــا بيــان الفــرق بينهــا فهــو: أمــا الفــرق مــا بين

االســتهزاءاالستهزاء والعناوين األخرى، فواضح، فــإن قــال في،ما يتضــمن التحقــير والتنقيص وذلــك واضح

نإالفروق اللغوية: )الفــرق بين المــزاح واالســتهزاء: ، ذلكاعتقــادالمزاح ال يقتضي تحقــير من يمازحــه وال

أال ترى أن التابع يمازح المتبوع من الرؤساء والملوك وال يقتضي ذلك تحقــيرهم وال إعتقــاد تحقــيرهم ولكنــاه في أول ــا ذكرنـ ــتئناس بهم على مـ ــي االسـ يقتضـ

ــاب، واالســتهزاء يقتضــي تحقــير ــهالمســتهزئالكت ب.1واعتقاد تحقيره(

والهزل المزاح بين الفرق:وأما الفرق بين المزاح والهزل فهو

إن الهزل إنما يطلق على ما يصدر في مقامأوال:ــة ومــا ناســب شــأن البطــالين ــة واللغوي وأمــا،العبثي

إالمزاح ف كإدخــال الســرور على؛ن له غرضــا عقالئيــاقلب المؤمن.

ف النــبي األكــرم إ :ويشهد لذلك xنه يصح أن نصــ من أصــحابه،بأنه صدر منه المــزاح أو قــد مــازح فالنا

و هــازلأنه صدر منه الهــزل أن نصفه بأولكن ال يصح فالنا.

:وقد فرق بينهما في الفــروق اللغويــة بقوله ثانيا: ن الهزل يقتضي تواضــعإ)الفرق بين الهزل والمزاح:

الهازل لمن يهزل بين يديـه والمـزاح ال يقتضـي ذلـك، أال تـرى أن الملـك يمـازح خدمـه وإن لم يتواضـع لهم

يمازح وال والنبي ،تواضع الهازل لمن يهزل بين يديه248 صالعسكري(: هالل ي)ألب اللغوية الفروق1

154

الفهرس يجوز أن يقال يهزل، ويقال لمن يسخر يهزل وال يقال

.(1)يمزح(ــح ــالأواألص عة الإ :ن يق xــ ــوع ض ــزل ن ن في اله

ــه تواضعأ ،تواضع ،ما المزاح فال ضعة فيه وإن كان في.فتدبر

إن:ويمكن بيان الفرق بينهما بوجه آخر وهو ثالثا: وعلى،النسبة بين المزاح والهزل هي عموم من وجه

أمــا مــادة افــتراق،تقــدير التــنزل فهي عمــوم مطلقــزل فواضــحة ــزاح عن اله ــة،الم ــل ممازح ــك مث وذل

ــالمع رجل في أمر الناقة الرسول ونص الرواية: قهx رجل: ول الل ــا رســ xي ي ــال،احمxلن : فق لوكxا حــام xن إ

ــدx ناقــة: فقــالعلى ولدx ناقــة xول نع ب : قــال ؟ مــا أصــوق xال الن xل إ xب xد اإل بمــا قيــلوقــد يمثــل لــه ، (2)وهل يل

ه عنــه: xن ــال لها إ عا فق xثوبــا واســ xهx ائ xســ ا بعض ن : كســxـذيل ــ ـ ـه ذيال ك ــ ـ ــري مxن ــ ه وج ــدxي الل ــ يهx واحم xــ ــ البس

، فضـيلة، وهي(4)، فهذا مزاح وليس بهـزل(3)العروس في موارد عديدة صدر منه المزاح ـ كما سياتيفهو

فإنها م يصدر منه الهــزل؛ ولكنه لمواردها بعد قليل ـ،منقصة.

كمــا:وأما مادة افتراق الهــزل عن المــزاح فهو والتمثيليــة، و فعلأفي التمثيليــات الهزليــة من قــول

الهزليـة ال يقـال لهـا تمثيليــة مزاحيـة، هـذه هي مـادة ويمكن تصــوير ذلــك بأمثلــة،االفتراق من جهة الهــزل

أخرى.

249 صالعسكري(: هالل ي)ألب اللغوية الفروق1.294 ص16األنوار: ج ( بحار?)2.295 ص16األنوار: ج بحار (?)3.باحتمالين فالرواية المزاح من أدون وهو لطيفة يعد )?( وقد4

155

حرمة الكذب والبحث في المقام هو أعم من القــول واإلشــارةومستثنياته

ن الصــدق والكــذب الإ فــ،والكتابة والفعــل وغــير ذلك بــل يشــمالن الوجــود، يختصان بالوجود اللفظي فقط

ــبي وال ــاري وغيرهماإالكت ــ،ش ــوداتإ ف ــة الوج ن كاف ثباتية يطلق عليها الصدق والكذب بلحاظ مطابقتهــاإال

وبلحاظ مطابقــة الالحــق منهــا،للوجود العيني وعدمه . فتأمل،رتبة للسابق بل مطلقا

ن المســـتظهر هـــو إن النســـبة بينإوالخالصـــة: وإال فعمـــوم،المـــزاح والهـــزل هي عمـــوم من وجه

. واألعم هو المزاح،مطلق الفــرق بين الهــزل والمــزاح مــا قالــهيؤكــد ومما

في تبيانه وتبعه الشيخ الطبرسي(1) الشيخ الطوسيــان ــ ــع البي ــ ــزل) من: (2) في مجم ــ ــد خالف اله ــ الج

. انتهى(النقطاعه عن السخف ،نه أخذ في مفهوم الهزل الســخفأ :ن ظاهرهإف

ولم يؤخــذ في مفهــوم المــزاح، هــذا إضــافة إلى مــا نه عبثي وال غاية لــه، وأمــا المــزاح فليسأ :مضى من

؛ بخالفــه في الهــزل، فهــو ســخيفكل مــا كــان مزاحا ولذا ال يصدر األخــير من النــبي،ن كل هزل سخيفإف

. أو اإلمام

واللطيفة والهزل للمزاح تطبيقية أمثلةــات تنويعا ــذكر بعض التطبيقـ للبحث وتطبيقاولنـ

:للكبريات على صغرياتها ما نقله في بحار األنــوار عن النــبي األول: المثال

.147 ص10 التبيان: ج(?)1553 ص10البيان: ج مجمع تفسير(?)2

156

الفهرس تمشــي عليــه حنطــة فقــال: رأى جمالنــه إحيث

.(1)الهريسةــاهر ــبي :والظـ ــذا لطيفة أن كالم النـ وليس، هـ

نــوع من المجــاز المســتظرف، وهــو فقولــه ،بمــزاح نه ليس بسخرية أوأنه من الواضح أكما ، مجاز باألول

.هزل؛ إذ ال يصدران منه البتة قال إلحــدىن النبي أ ما نقلناه من الثاني: المثال

ــدما أهــداها ثوبا ــه عن وقــد تــدلت بعض واســعازوجات البسيه واحمدي الله وجــري منــه ذيال كــذيلأطرافه: .(2)العروس

فقــال، يأكل تمرايباه ص رأى النبيالثالث: المثال(3) له :!أتأكــل التمــر وعينــك رمــدة؟ ن التمــرإ فـــ

فقــال صــهيب: يــا رســول اللــهـ،يؤذي صاحب الرمد إني امضغه من هذا الجــانب وتشــتكي عيــني من هــذا

الجانب. فإنهــا تصــلحوهذه الرواية لو كان ســندها معتــبرا

ن الكذب المــزاحي ليسـأ على مسلك القائلين بدليال نأ إال لتقريـــر النـــبي األعظم ؛ وذلـــك نظـــراحراما

لم يقصد الالزم من كالمه وإنما قصدن صهيباأيجاب ب أراد المــرآة ال: أي،اللفــظ بمــا هــو هــو دون الزمه

ــ ــا، أو ب ــرئي به ــذب ال يعم الالزم العقلي أوأالم ن الك الكنائي بل ينحصر فيما لو كانت الداللــة عليــه لفظيــة

. فتأمل،أو بينة : هو ـ بعد رفض الوجهين األخيرين ـووجه الجواز

التفكيك بين اإلرادتين الجدية واالستعمالية.

.294 ص16األنوار: ج بحار(?)1.295 ص16األنوار: ج بحار(?)2.296 ص16األنوار: ج بحار (?)3

157

حرمة الكذب ومستثنياته

ن أبا هريرة سرق نعل رسول اللــهإ الرابع: المثالورهنه بتمر وجلس بحــذاء رســول اللــه يأكــل التمر ،

:فقال الرسول يا أبا هريرة ما تأكل؟آكــل: فقــال .(1)نعل رسول الله

مــع قطــعـــو ال؟ أفهــل مثــل هــذا الكالم حــرام ـ النظر عن حرمة السرقة وحرمــة إيــذاء الرســول

نه من المجاز بلحاظ مــا كــان، ولعلــه كــان ســخريةإف ن الظــاهر عــدمأ كمـا ،منه وال شك في حرمته حينئــذ

صدق اللطيفــة عليــه، ولعلــه ممــا يصــطلح عليــه اآلن بالمزاح الثقيل.

ــال ــامس: المث رأى نعيمــان مــع إعــرابي عكــة الخ بيت رســول اللــه عسل فاشتراها منه وجاء بهــا إلى

وهــذا إنشــاء يســتلزم إخبــاراـ (خذوها)فقال نعيمان: نــهأن عكــة العســل ملــك لــه، فكــان ظــاهر الحــال أب

ــبي ومــر نعيمــان وبقي اإلعــرابي إلى ـأهــداها للن جانب الباب فقال: يا هــؤالء ردوهــا إلي إن لم تحضــر

ن صــاحب الــدار هــوإعرابي أ حيث استظهر ال،قيمتها رســول الله فعلم ـــن يــدفع الثمن أالذي يجب

لمــاذا فعلت : وقــال لنعيمــان،ذلــك فــوزن لــه الثمن فقال: رأيت رســول اللــه يحب العســل ورأيتذلك؟

(2)رسول اللــه عرابي معه العكة، فضحكأال(3).

فإنهــا تصــلح كــدليلولو صحت هذه الرواية سنداــهإ فــ؛(4)نشــائيات جــائزإن الكــذب في الأعلى ن قول

ــه ال ــاء لكن الزم ــذوها( إنش ــان(: )خ ــار عنإ)نعيم خب.149 ص1السالم: ج عليهم طالب ابي آل مناقب (?)1.162 ص1األنوار: ج بحار (?)2.297 ـ294 ص12ج البحار في وغيرها الروايات هذه )?( راجع3اآلخر. بعضه وسيأتي بعضه مضى كالم على( ?)4

158

الفهرس عرابي وها هو يهديهاأنه اشتراها من الأتمليكه لهم )و

لهم اآلن( وذلك على كالم مضى بعضه وسيأتي بعضهاآلخر بإذن الله تعالى.

مصب تحديدالعن11اوين: بين التفكيك ثمرةالروايات في المنع

ــابقة ــاوين الس ــك بين العن ــرة التفكي ــر ثم وتظه فياألربعة وعدم إدخالها أو بعضــها في خانــة واحــدة،

تحديد مصب المنــع في الروايــات دفعــا للخلــط الــذيــل لبعض األعالم، ــع في الخلـــطحصـ من دون أن يقـ

وآخــرون،والســيد الوالــد ،الذي كــان دقيقا الشيخ (1) في المكاسب ن الروايــات الــتي نقلهــا الشــيخإفــ

ــه فيها ــق النهي أو التنزي ــوان الهــزل ال: كــان متعل عن ومن تبعــه في بحثــه بهــذه ولذا تقيد الشــيخ المزاح،

المفردة. ،ن الهــزل حــرامأ فلو ثبت بتلــك الروايــات :وعليه

ن نســبته مــعأ و،نه مغاير له حقيقة كما سبقأ ب:وقلنا و عموم مطلــقأ ،المزاح عموم من وجه على احتمال

ن الحرمة ال تسري إلى المــزاح،إ ف،على احتمال آخر ن الروايات التي ذكرها الشيخأوهذا بناء على القول ب

دالة على حرمة الهزل .ــل: ــوانإ والحاص ــات على عن ــدار في الرواي ن الم الروايــات اآلتية فلــو ثبت تماميــة ،)الهــزل( أوال ســندا

،حمل على الكراهة أو التنزيه داللةولم ت ــذ، ثانيا فحينئ سيختص التحــريم بــالعنوان الــذي ذكــر في الروايــة ال

ــير، ــة إلىغـ ــرية الحرمـ ــاط قطعي لتسـ حيث ال منـالمزاح.

.15 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1

159

حرمة الكذب ومستثنياته ــو،ن مناط تحريمها أمر آخرإ ف؛وأما السخرية وه

وعليه فالكالم داخل في باب آخر.،هانة المؤمنإــة أبي ذر:نعم يمكن أن يقــال ــأن رواي رضــوان ب

ــذي تنطبق على المزاح أيضا وهي: الله عليه ــل لل وي ويــليحدث فيكذب ليضــحك القــوم، ويــل لــه ويــل له

فتأمل.كالم،هذه الرواية في لكن (1)له هو والك11ذب الصدق مدار نإ :الثاني األمر

االعتقاد ال الواقع الـــالظاهر أن مدار الصدق هــو مطابقــة القــول

ونضيفللواقع، ـاالعتقاد وال مجموع القول واالعتقاد ن المطابقة هي بلحاظ ما قد احتف واقــترن بــالقولأ

وسيأتي تحقيق هذا المطلب مفصـال بـإذن،من قرائن.، ضمن الرد على أدلة القول األولالله تعالى للص11دق آخر قس11يم وج11ودالث11الث: األمروالكذب

ــاك قســيما آخــرإ :وهي نقطــة مهمــة وهي ن هن والقضــية ليســت منفصــلة حقيقيــة،، للصدق والكــذب

أوفإننــا عنــدما نقــول: إن الخــبر إمــا أن يكــون كاذبا بــل هي على ســبيلحاصــرة،صادقا فليست القسمة

ــو، فإمنع الجمع ال الخلو ن هناك نوعا وقسما آخر ال ه.(2)صادق وال هو كاذب

وهــــو فيمــــا لــــو انفكت اإلرادة الجديــــة عن نإ فــ؛االستعمالية، كمــا في المعلم في مقــام التعليم

.537للطوسي: األمالي (?)1 األســتاذ الســيد عبارات من يظهر ما على األدق العبارة )?( ولعل2

الله حفظه .واإلنشـــاء للخـــبر ثـــالث قســـيم يوجد نهأ هو الحقـــاالمقرر.

160

الفهرس ال يصــح أن،خبره عند إعرابه لجملة ما أو عنــد تمثيله

(زيــد قــائم) كمــا لــو قــال: ،و الكــذبأنصفه بالصدق وهو غير قائم في الواقعكمثال على الجملة األسمية،

الخارجي. إن لحـــاظ المعلم عنـــد:والســـر في ذلـــك هو

نــه يلحــظ مرآتيتــهأاإلعراب هو اللفظ بما هــو هــو، ال إذ لم؛وإخباره عنه للواقع، فال هو صادق وال هو كاذب

تالحظ المطابقة وعدمها. ال أن والك1111ذب الص1111دق في المش1111هور

بينهما واسطةــهور إلى ــ ــطة بينإ :نعم ذهب المش ــ ــه ال واس ــ ن

إن) صــاحب مجمــع البحــرين: قــالالصــدق والكــذب، الكذب هــو اإلخبــار عن الشــيء بخالف مــا هــو عليــه،ــأ؛ إذ ال واســـطة بين الصـــدق ســـواء العمـــد والخطـ

. (1)(والكذب على المشهور موج11ودة الواس11طة أن المنص11ور ال11رأي

بينهماــبر ،لكن الظاهر وجود الواسطة بين اإلنشاء والخ

وبين الصدق والكذب. ن الكالم إمــاــ: )إن تعبــير األدبـاء بإ :ذلك وتفصــيل

هــو خطــأ، والتعبــير( ليس بــدقيق، بــل و إنشــاءأخــبر ــار )الــدقيق هــو أن يقــال: (؛و إنشــاءأالكالم إمــا إخب

ن الخبر ال يقع في قبال اإلنشاء ليكون قسيماأوذلك ل نهما جميعا من بــابإله، وإنما اإلنشاء يقابله اإلخبار ف

ما الذي يقع في قبال الخبر فهــو النشــوء أوأ اإلفعال،.النشأة

.157 ص2البحرين: ج مجمع(?)1

161

حرمة الكذب ومستثنياته

ــ، مالحظة الفرق بين العxلم واإلعالم:ويوضحه نإ ف العلم يشـــير إلى الحالــة والصـــفة الثبوتيـــة القائمــة باإلنسان، بينما اإلعالم ما يصــدر من الفاعــل منســوبا

فعال.إ كما هو مقتضى باب ال،إلى الطرف اآلخر وهذا يرجع صرفيا إلى: إن مقابل فعل من باب ال بــد أن يكــون من نفس البــاب، فـــ)الخــبر( من البــاب المجرد، وعليه يلـزم أن يكــون مقابلـه أيضـا من بـاب المجرد )النشــوء أو النشــأة( كمــا قلنــا، واإلنشــاء من باب اإلفعال، وعليه يلــزم أن يكــون مقابلــه أيضــا من

باب اإلفعال )اإلخبار(. : أي، حكايـــة حـــاك مـــا عن أمر:اإلخبـــار هوو

الحكاية عن معنى معين مع نسبته إلى فاعل ما، وأما الخبر فهو أمر حاك عن واقع، ولم يؤخذ فيــه بمــا هــو

المخبر. : أي،هو نسبته إلى الفاعلــير نالحــظ حــال الفاعــل ونســبة: تــارةآخــر: وبتعب

ــارا:الفعــل لــه فنقــول وأنشــأت إنشــاء، أخــبرت إخب أخــرى نالحــظ المنشــأ والمخــبر وهمــا: الخــبر:وتــارة

ــوء ــار فعلإن الإ ثم ،والنش ــرفيخب ــالمعنى الص ــ ب ـ عكس الخــبر، وكذا اإلنشــاءوالمعنى الفلسفي أيضا ـ

األفعــال ـــ بــل همــانهما بما هما ليســا من إوالنشوء ف من األسماء صرفيا كما أنهما ليسا مما يفعله اإلنسان

.ـ ك11111ذب بين التعليم مق11111ام في التفكيك

اإلخبار وكذب الخبر وقــد ســبق االســتدالل على وجــود الواســطة بين

،قــول المعلم في مقــام التعليمـــ: الصــدق والكــذب بوهنا إضافة هامة:

162

الفهرس عنــد ماإن المتكلم له مقامات وأغــراض متعــددة

.(1)يخبر أو ينشئ أو يتكلم بقول مطلق ما صدر في مقام التعليم لغرض آخــر غــيرومنها:

ــة فإذا قال المعلم: ،خبار عن الواقعإال زيد عالم جمل فيمــا،، فهل يصح أن نصف األستاذ بأنه كاذباسمية

ن لم يكن زيــد عالمــا؟!ألو كان الواقــع خالف ذلــك بــــه من: كال، والســر في ذلك:والجــواب مــا أشــرنا إلي

فههنا يوجد خبر قد يكــون ،التفكيك بين اإلخبار والخبرــا، ــاركاذبـ ــد إخبـ ــون، ولكن ال يوجـ ولكن حيث ال يكـ

ـ مخــبر يوجــد ههناالمتكلم قاصدا مضمون الكالم فال بالتــالي فال يوجــد و،خبارإ كما ال يوجد بحيثية إخباره ـ

صدق أو كــذب، فــالمعلم لــو قــال: )زيــد عــالم جملــة اســمية( فهنــا حيث انفكت اإلرادة الجديــة عن اإلرادة االستعمالية لم يصح وصفه بالكاذب؛ وذلك أن المعلم

وإنما نظره،ليس بقاصد الحكاية عن الواقع الخارجي إن نظرته إلى:إلى عالم األلفاظ واللفظ فحسب، أي

الجملة السابقة هي نظرة استقاللية ال آلية. ولكن الخبر نفسه لو الحظناه مجــردا عن نســبته

إن)للفاعل لكن منسوبا إلى الواقــع لصــح القــول بـــ: ومــا ذلــك إال بســبب التفكيــك في(هــذا خــبر كــاذب

ن المخــبر حيث ال إرادةإ فــ،المقام بين الخبر والمخبر مـا الخــبرأ و،(2)جدية منه فال يصـح وصــفه بأنــه كــاذب

فحيث لم يطابق الواقع فهو خبر كاذب.ة1التوري في التفكيك

بمنشئ. هو وال بمخبر هو ال لكن متكلم نهأ بمعنى (?)1ــ 2 ــ)?( ــذا الجدية اإلرادة نإف ــتعمالية وك ال الفاعل مرتبة في االس

. ـ الفاعل أي ـ مرتبته في بينهما التفكيك صح ولذا الفعل،

163

حرمة الكذب ومستثنياته

، كقــول الولــد لمن ســأله عن مقــام التورية:ومنهاــان معين من ــيرا إلى مك ــا( مش ــده: )ليس ابي هن وال

حرمــةحيث ال البيت مع تواجده فيــه في موضــع آخــر، وا التورية من أقســام إذ لم يعد؛لذلك بحسب المشهور

في التفكيــك بين: هو ـــكمــا ســبقـ والســر ،الكــذب فالولد ليس بكاذب حيث،اإلرادة االستعمالية والجدية

لم يقصد بإرادتـه الجديـة مـا فهمـه الســائل من خالل على ـــن كــان الخــبر إ و،اإلرادة االســتعمالية

وســيأتي تحقيــق، كاذباـــحسب ما فهمه السائل منه .(3)هذا ومناقشته في بحث التورية

ر11الخب ال اإلخبار هو النهي مدار ن المــدار في النهي ذلك في: أوتظهر الثمرة في بل النهي ينصب على الفاعــل،ليس على الخبر نفسه

بلحــاظ مــا صــدر منــه من خــبر أو:أي، بلحــاظ فعله ال على الفعل المجــرد عن فاعلــه أو الخــبر بمــا،فعل

هو هو، وإن كان الفعل ثبوتا ال ينفك عن وجــود فاعــل؛له ، إذ الفعل بما هو هو ال معنى للــردع عنــه تشــريعا

ن المنــعإمــا تشــريعا فــأ ،نه مما يمنع تكوينا فقطإبل وال معـــنى،ينصـــب على الفاعـــل لردعـــه عن الفعل

للردع عن الفعل المجرد عن نسبته للفاعل. ، النهي موجه للفاعــل بلحــاظ فعلهأخــرى: وبعبارة

ننا في غـنى عنأوال معنى لتوجهه للفعل نفسه، على ـــ وهو مــورد الكالم ـ إذ )الخبر( ؛إثبات ذلك ليس فعال ، إذ المــراد بــه القــول الحــاكي عن الواقع؛بما هو خبر

هو الفعل. خبار إبل ال

الجلية أو التورية على الخفية القرينة إقامة بين التفصــيل من(?)3مطلق إقامتها عدم أو .ذلك وغير ا

164

الفهرس ومن هنــا يظهــر الفــرق بين مصــب المصــلحة

فمـــع أن، ومصـــب الحرمـــة واإليجـــاب،والمفســـدة المصلحة هي المنشأ لإليجاب والمفســدة هي المنشــأ

ــل،للحرمة ــة بالفع ــدة قائم ــلحة والمفس إال إن المص وأما الحرمة واإليجاب،نفسه بقطع النظر عن الفاعل

فقائمان بالفعل منسوبا إلى الفاعل.

باللح1111111اظ هي الحقيقية المنفص1111111لةالبالغي ال الفلسفي

أبل نترقى بالقول ب ن الخبر أيضا قــد يكــون كــذبا كذب بلحاظ آخر. غير،بلحاظ

خبار والخــبر والواقــع، هيإإن المخبر وال توضيحه: خبــارإ وال،عناوين أربعة، فالمخبر هــو الشــخص نفسه

والخــبر هــو نفس القــول،فعله وهو من مقولة الفعل نإ ثم ،الصادر منه وهــو من مقولــة الكيــف على وجه

.هذا الخبر يحكي عن الواقع الخارجي ،ن لدينا ثالثة عوالم: الفاعل وهــو جـوهرإ ف:وعليه

ة والحاصـل منـه وهـو ذات القـول وهـو كيفيـ،الفعلوــالم ــع وع ــا عن الواق ــاظ حكايته ــالهواء بلح ــة ب قائم

أن مــدار الصـدق والكــذب يمكن: وقــد مضى،الثبوت وننتقــل اآلنواإلخبــار،ن يفكك فيه بين عــالم الخــبر أ

إلى الخبر نفسه فنقول: ــارة ــ ــبر ت ــ ــنى:إن الخ ــ ــب المع ــ ــظ بحس ــ يالح

ــطالحي البالغي فيمكن ــ ــون كاذباأاالصـ ــ والن ال يكـــارةصــادقا ــة الفلســفية:، وت نــهإ ف، يالحــظ من الناحي

، فهــذا هــو مــوردو كاذباأ حينئــذ إمــا أن يكــون صــادقاــد عــالم المنفصلة الحقيقية، فعندما يقول المعلم: )زي

ــمية( ، ال يحكى بهــا عن شــيء واقعافإنهاجملــة اسلكنها جملــة خبريــة نحويا ومــع ذلــك فليســت، وبالغيــا

165

حرمة الكذب ومستثنياته دامت مجــردة عن الحكايــة صادقة أو كاذبة عندهم ما

ولكنها بالمعنى الفلسـفي هي خبريـة حاكيــة،بنظرهم وأ صادقة فإما وإن لم يقصده القائل ،عن واقع بذاتها

كاذبة.ــالموعليــه: ــت في ع ــة ليس ــلة الحقيقي فالمنفص

بــل وليســت حــتى في عــالم الخــبر،اإلخبار والمخــبر ، وإنمــا بحســب المعــنىو بالغياأ االصــطالحي نحويا

ــاظ ــذب باللحـ ــة كـ ــك الجملـ ــط، فتلـ ــفي فقـ الفلسـ ، وليست بكذب وال صــدق باللحــاظ البالغي،الفلسفي

.فتأمل

وك11ذب الح11اكي ك11ذب إلى الك11ذب تقسيمالحكاية

ــارة وهمــا(1)ن ههنــا إطالقين للكــذب إاخــرى: وبعب مختلفان: األول هو كذب الحــاكي، والثــاني هــو كــذب

نوعان مختلفان. وهما،الحكاية وتــارة، يقصد بها حكايــة اللفظ:ن الحكاية تارةفإ والفرق بينهما كبير،،(2) يقصد بها حكاية الالفظ:أخرى

موضوعا وحكما.ــه يالحظ الكذب منسوبا: تارةأخرى: وبعبارة لفاعل

فـــإذا كـــان نائمـــا أو، إلى الفظه أي مســـندا،ولقائله غالطــا أو معلمــا فال كــذب هنــا، إذ هــذا الالفــظ ليس

مقامه. في حاكيا ومــع قطــع يالحظ اللفظ بما هو هو:وتارة أخرى

ــذا1 ــ ــدير البحث )?( وه ــ تحليل في ينفع دقيق كالم وهو بالتأمل ج ذلك في بما كله البحث وتحليل بل الثـــالث اآلتيـــة؛ اتاإلشـــكالوالخامس. الرابع اإلشكال

للمفعول. وليست للفاعل )?( اإلضافة2

166

الفهرســا يصــح أن نصــفه بالصــدق أو،النظــر عن الفظه وهن

نـه مــع قطــع النظــر عن حــاالت الالفــظإ أي ،الكــذبــد في ــة )زي ــخص جمل ــرق ذهن ش ــو ط ــة ل المختلف المدرســة( من غــير معرفتــه بالالفــظ وحاالتــه أو مــع

نه لو كانت هــذه الجملــة الخبريــةإ ف،قطع النظر عنها لكنها بما هي هي ممــا ،غير مطابقة للواقع فهي كذب

ال وجه للردع عنها.ــارة ــة: وبعب ــارةثالث ــه يحكي: ت ــبر بأن ، يوصــف الخ

. يوصف المخبر بأنه حاك:وأخرى

لك111ذب الرواي111ات الراب111ع: عم111وم األمراألول في ظهورها أو والحاكي، الحكاية

هــل الروايــات الشــريفة اآلتيــة تعم كال نــوعيالكذب، أم تختص بكذب الحكاية؟

اتقـــوا الكـــذب...ن المحتمـــل في فنقـــول: إ: وجهان،(1)ونظائره

للصنفين اإلطالق شمول:األول الوجه فتشــمل،اتقــوا الكــذب :التمســك بــإطالق مثل

وكـــذب الالفـــظ،الروايـــة كـــذب اللفـــظ والحكاية وال فرق بينهما؛ إذ ال يوجد تقييد في الرواية،والحاكي

بقسم دون آخر حــتى يكــون الكــذب المنهي عنــه هــو يكون كذب الحاكيلذلك الذي أشرxب النسبة للمتكلم

هو المنهي عنه فقط. ك111ذب في النهي الث111اني: ظه111ور الوجه

بل الهــزلي الكــذب تحريم ادلة ضمن في االتية الرواية وهي (?)1مطلقا.

167

حرمة الكذب ومستثنياته

هو هو بما ءبالشي النهي وتعلق الحكاية، نه وإن احتمل كون النهي عن الشيء إنما كــانإف

ــابه لفاعله ــاظ انتسـ ــاكي،بلحـ ــذب الحـ نأ إال أي: كـ عنــد تعلــق النهي بعنــوان كونــهـــ أي الظاهر ـاألصل

منهي ، عنه بما هو هوا ال بخصوص صورة كونــه منتسـبا ، هــذا وتحقيــق حــال هــذه الصــغرى يتم ضــمنلفاعله

األمر الخامس اآلتي، المتكفل بحال الكبرى.

النهي تعلق أن عن الخامس: البحث األمراالنتساب بلحاظ أم هو هو بما هو هل بعنوان

إن البحث عن شـــمول النصـــوص المباركـــة لكال نــوعي الكــذب الحــاكي والحكايــة، أم خصــوص كــذب الحكايــة، صــغرى من صــغريات بحث: إن األصــل ـــق أي الظاهر ـ عند تعلق النهي بموضوع ما ـ بل مطل تعلق الحكم بموضوع ما وإن كــان وضــعيا كالشــرطية والضمان والبلوغ وما شابه على مــا ســيأتي مثالــه ـــ، تعلقه بما هو هو فيكون هو تمــام الموضــوع لــه للنهي فيجب االجتناب عنه من دون أخــذ قيــد أو شــرط فيــهــالعنوان ــق ب ــه يتعل ــوغ، أم أن ــات والعلم والبل كااللتف بلحــاظ انتســابه إلى الفاعــل أو القائــل، فال يكــون محرمــا عنــد خلــوه من االنتســاب، فينبغي البحث في

ذلك فنقول:

بلح11اظ األحك11ام أن11واع في مبنوي تحقيقبها متعلقاتها تعلق انحاء

من حيث قيامهـــا بالموضـــوعاتـ األحكـــام إنــا عن، أو بقيد انتسابها لفاعل خاص،بأنفسها أو بكونه

ــاص ــد خ ــاء،قص ــاص كاإلنش ــبب خ ــ أو من س على ـ

168

الفهرس وعلى ثالثة أنواع إثباتا: ،نوعين ثبوتا

القائمة األحك111111111اماألول: الن111111111وعبنفسها بالموضوعات

ــة ــا قائمـ ــد فيهـ ــالح والمفاسـ ــانت المصـ ــا كـ مـــر عن ــع النظـ ــع قطـ ــا هي هي مـ ــوعات بمـ بالموضـــة حــدوثها أو االنتساب للفاعل أو لمنشأ تحققها وكيفي

قصد فاعله لجهة خاصــة، ومــع قطــعوعن (1)صدورها النظــر عن مثــل البلــوغ ونحــوه ممــا قــد يشــترط في

وذلك في صورتين:،الفاعل كل ما علم من الشارع إرادة عدم وقوعه في ـأ

ن الحرمة تكون قــد انصــبت عليــه بمــا هــوإالخارج، فــهإ ف؛هو، وذلك مثل شرب الخمر ن الحرمة رتبت علي

وذلــك ألن المفســدة قائمــة بــه مــع قطــع،بما هو هوــر للفاعــل أو ــة انتســاب شــرب الخم النظــر عن جه

ن يســكرأنه لو شرب الخمر ولم يقصــد إ ف،قصده لهــيره كي يفهم أنأو قصد التجربة مثال أو قصــد ردع غ

ن القصــد الإن ذلك حــرام، فــإ فلإلسكارالخمر سبب مدخلية له في رفع الحكم أو ثبوته، وكذا لو أمر غــيره

نـهأن يــوجره في حلقــه ممـا ال يصـدق عليــه عرفــا أبنه حرام.إشربه، ف

إن الحرمة والمفســدة قائمــة بــالمتعلقوالحاصل: وهو شرب الخمــر بنفســه مــع قطــع النظــر عن جهــة قصـــده أو انتســـابه أو منشـــأ حصـــوله، وكـــذلك لـــو

ــ والعياذ بالله ـ القبيح امرأةاجترحت ولكن ال بقصــدـ بل بقصد تحصيل المال أو بــأي قصــد،التلذذ الشهوي

وهكــذا حــال ســائر،ن ذلــك حــرام دون شكإ فــ،آخر ـ البيع( ?)1 المعاطاة. أو اللفظ ماأ حصوله ومنشأ موضوع ـ مثال

169

حرمة الكذب ومستثنياته ، والكثير من المحرمات الشرعية،المستقالت العقلية

ــل أوفإ ن الحرمة ثابتة مع قطع النظر عن قصد الفاعــرب الخمر،حتى بلوغه ، ولذا وجب منع الصبي من ش

ر عليــه إن كــان ممـيزا، وأمــا غـير الممــيزنـه يعزإبل فعلى وليه ردعه ومنعه.

فإنها ، كالضــمان والنجاسة،األحكام الوضعية ـب وســواء، سواء قصــد أم لم يقصد،ثابتة كحكم وضعي

م ال، بالغــا وعــاقال أم غافال أو ساهيا أ،أكان نائما أم ال ال، وهـــذان القســـمان من النـــوع األول من األحكـــام

كثيرة منبثة في أبواب الفقه المختلفة. القائمة األحك111111امالث111111اني: الن111111وعبقيد بالموضوعات

األحكام التي انيطت الحرمة فيهــا بقصــد الفاعــل ،ن المصلحة والوجــوبإ ف،أو بجهة أخرى من الجهات

حينئذ تتعلق بـالمتعلق بقيــد مـا،أو المفسدة والحرمة كقصد القربة أو اإلنشاء أو صدوره من فاعــل خــاص، أو بقيد قصده أو بمــا أشــبه ذلــك وذلــك في صــورتين

أيضا: ولكن،ن المصــلحة قائمــة بهاإ فــ، )العبــادات( ـــأ

بقيد قصد القربة. ــب ــامالت( ـ ــ، )المع ــد بالقصــدإ ف ــا مقي ن وقوعه

ــاء ــودإ إذ ؛واإلنشـ ــع القصـ ــود تتبـ ــع إال،ن العقـ وال تقـxصxرف إجراء عقــد باإلنشاء، حيث إن المصلحة لم تقم بــزام ــترتب الصــحة أو اإلل ــبيع أو اإلجــارة مثال كيمــا ت ال

إجراء:بالوفاء على ذلك، بل إنها رتبت على الفعل وهو حســبـــ، وبقيــود أخــرى (1)العقد بقيد قصــده اإلنشــاء

كقيد البلوغ لمن يعتبره في معـامالت الصـبيـاألبواب ذلك. غير في المفسدة نإ بل(?)1

170

الفهرسمطلقا أو في الخطيرة منها.

ن شخصية الفاعل وقصــده لهــا دخالــةإ والحاصل:في أحكام كهذه.

وهذان القسمان من األحكام لهما عرض عريض، وليس النوع األول منهما هو األصــل والقاعــدة العامــة

ن األصــل هــو تبعيــة األحكــام للمصــالحأ بــ:كي يقــال والمفاسد في المتعلقــات مــع قطــع النظــر عن قصــد

بل هما قسيمان ونظــيران،،الفاعل أو عن خصوصيتهفالمرجع عالم اإلثبات وإطالقات األدلة وشبه ذلك.

أن11واع تحت إن11دراجها في مش11كوكة ص11ور األحكام

كالغيبــة مزاحــا فهــل هي؛وهناك صور مشــكوكة صورة دونمحرمة؟ وذلك لوضوح مدخلية القصد في

ن الغيبــة لــو كــانت بقصــد التنقيص كــانتإ فــ،أخــرى. ولو كانت بقصد نصح المستشير فهي جائزة،محرمة

فالقصــد لــه مدخليــة في ثبــوت الحكمين،:وعليه.والمفسدة ليست قائمة بالفعل بما هو هو

ــامالتأ :ومن الواضح ــت من المع ــة ليس ن الغيب ، وإنمــا(1)والعقود أو من األحكام الوضعية أو العبــادات

دائرة أخرى وهي مرتهنة بالقصد في مثل مــامن هي ، ولكن يشك بارتهانها به في مثل الغيبــة مزاحا،مضى

، من هــذا القبيل ـــالكــذب مزاحا أي ـــومــا نحن فيه .فتأمل

الحكم تعلق التعل1111111ق؛ نمطي وج1111111ود في االنتس11اب بلح11اظ و هو هو بما ب11العنوان

ــ 1 ــارع من علم مما وال)?(ـ ــدم إرادة الشـ ــارج في وقوعه عـ الخـ.مطلقا

171

حرمة الكذب ومستثنياته

الشرع ثبوتــا موجــودة في والنمطينإن كلتا الحالتينثم

تــارة:ن الحكم الشــارعيإالشــرع بــل هي كثــيرة، فــ :يكون مداره على الشيء بمــا هــو هــو، وتــارة أخــرى

.لى فاعله، ومثالهما الشرك والفسقإعلى نسبته نــه بهــذاإن كان ال يدري إ و،ن المشرك مشركإف

ككــل من أشــرك وهــو يظن أو ،المعتقد يكون مشركا ن الشرك عنوان ثبوتي غير مرتهنإنه موحد، فأيقطع

ــرك وجهله ــ،بعلم المش ــا؛ ف ــة هن ــل للحيثي نإ فال دخ وليس على االلتفــات،المدار في الشــرك على الواقع

ذلك.علىالعقوبة مدار والقصد، نعم نــه قــد اشــرب في هــذا العنــوانإ ف،وأمــا الفسق

غير فسقيا فلو فعل المجتهد فعال،النسبة إلى الفاعل فليس بفاسق،و لكونه يعتقد جوازهأملتفت لما فعله

وكــذلك لــو شــخص المجتهــد أو،نه يجوز تقليــدهأكما ــاب ــو اغت المقلد المصداق خطأ من غير تقصير، كما ل

وقد تصوره من مستثنيات الغيبة. أحداــة ــاد األدل ــد من الفحص عن مف ــا: فالب ــا إثبات أم ولسانها في كل مورد مورد، فإن لم تدل على أي من النمطين، فيصل إلى األمر إلى الشك، فالبد حينئذ من

األصل الــذيتأسيس األصل في ذلك، فإن البحث عن ومفادهــاعــد الفحص عن األدلةإنمــا هــو بيستند إليــه

ووصــل األدلةن فقــدتإ ف، على أحد الوجهينولسانها ؛هــو المرجعآلتي الــذكر كان األصل ااألمر إلى الشك

ن الفقهــاء في المــوارد المختلفــة يتتبعــونأولذا نجــد األدلــة كي يكتشــفوا منهــا كــون الشــروط واقعيــة أو

وهل تدخل الشارع فادخــل شخصـية وعلمية،احرازيةالفاعل وقصده والتفاته في ثبوت الحكم أو ال؟

172

الفهرس والعـــروة الـــوثقى وبمراجعـــة لجـــواهر الكالم

نكتشف العشرات بل المئــات من الشــواهد،وغيرهماعلى تتبع الفقهاء لألدلة الخاصة في كل مورد مورد:

:منها ــا ــخص ثوب ــب ش ــو غص ــا ل ــي ، م ــهأ فنس ن نمن أمغصـــوب وصـــلى فيـــه، فمـــا حكم صـــالته؟

من غير شـك هـذاالمفسدة الفعلي كائنة في الغصب ن ال يكــونأنســبته إلى الفاعــل بــل من أن ومن جهــة،

ــ ــيا لهـ ــالبطالن مدخليةاناسـ ــة في الحكم بـ ، من جهـ.أخرى

،ومنها: ما لــو اشــترى شــخص فــروا من الســوق ثم نسي فلبســه وصــلى،نه من جلد ميتةأوكان يعلم

و باطلة؟ أفيه فهل صالته صحيحة فصل جمع من الفقهــاء كصــاحب العــروة وغــيره

ــألة األولى والثانية ــالوا،بين المس ــحة في:(1) فق بالص ممــا يعــني أنهم قــد اســتظهروا من األدلــة،األولى

مدخلية االلتفات ونسبته إلى الفاعــل حين الفعــل في بــأن الصــالة صــحيحة ألنــه نــاس،فــأفتواثبوت الحكم

بــل خص، بمــا هــو هو(2)فالحكم هنا لم يتبع الموضوع.بصورة صدوره من الفاعل ملتفتا له وعدم نسيانه

ممــا، بــالبطالن في المســالة الثانية:(3)بينما قالوا ،بطالن الصالةلن الموضوع بما هو هو موضوع أيعني

وإن نسي، ومن تتبــع في كتب القــوم ســيجد المئــات الجهل أو النســيان مع : )أما الــوثقى العــروة صــاحب قــال (?)1

.556 ص1الوثقى: ج فصحيحة(. العروة بالغصبية اللبـــاس في الصـــالة أو الغصـــبي اللبـــاس هو الموضـــوع )?(2

فيه. الصالة بطالن وحكمه المغصوب فيها صلى إذا أما: ) الوثقى العروة صاحب قال (?)3 ــإن نسيانا ف

الوثقى: ةخارجه(. العرو و الوقت في أعاد النفس ذي ميتة كانت.560 ص1ج

173

حرمة الكذب ومستثنياته من هذه الموارد والبحث سيال.

، إعطاء المتنجس للطفل ليشربه:مثال آخروفي ــائزإف ــه ج ــوغ فياشــتراط حيث اســتظهروا ،(1)ن البل

غــير،ثبــوت الحرمــة، ولكن إعطــاءه الخمــر ليشــربهــة على أن الخمــر من؛ جائز وذلك لألدلة الخاصة الدال

العناوين المحرمة لذاتها مطلقــا مــع قطــع النظــر عنــه وشــاربه ــاوينإ عكس المتنجس ف،فاعل ــه من العن ن

ــخاص،االنتسابية أي المحرمة في صورة انتسابها ألشخاصين.

ــه: ف إوعلي ــة ينبغي أوال ــوارد المختلف ــه في الم :نــفأالفحص عن ــد المكل ــبر قص ــل اعت ــارع ه ن الش

ــة أو ال؟ فــ نإوالتفاته أو االنتساب إليه عرفا ذا مدخلي. (2)آتيفقد الدليل الخاص كان المرجع األصل ال

الكذب( )اتقوا مفاد ن النهي فيقـــد يقـــال: إ ف،صـــغرى البحثأمـــا ، منصــب على عنــوان الكــذباتقوا الكــذبالرواية: نه تمامأ ـ عرفا أو بمعونة مقدمات الحكمة ـوظاهره

،الموضوع للحرمة من غير تقييد بوجود نســبة للفاعل . أو شبه ذلك،أي بكون الكذب منسوبا للفاعل عرفا

بغض، فالكذب المحرم هــو كــذب الحكاية:وعليه النظر عن الحاكي، أي المحرم هــو مــا هــو كــذب في

ــاذب،حد نفسه وبالحمل الشائع الصناعي ــون الك فيكإ وهــازال ألن كــذب؛ن كــان غــير قاصــد للحكايــة آثمــا

المســكرات ســقي يجــوز : )ال الـوثقى العــروة صاحب قال (?)1ــإن المتنجسات ... وأما ردعهم يجب بل لألطفال ــان ف التنجس ك

من كــان إن و به البأس عدم فالظاهر نجسة أيديهم كون جهة من (. العـــروةألكلهم التســـبب جـــواز فـــاألقوى ســـابق تنجس جهة

.93 ص1الوثقى: جللحكم. المدار تمام هو هو بما الموضوع نإ (?)2

174

الفهرس وإن لم يصدق كذب،الحكاية متحقق وهو محرم

الحاكي.إن قلت: فكيف في مصداق المعلم والتعليم؟

نــه ثبت إخراجــه بالــدليل الخــاص من بنــاءإقلنــا: .(1)العقالء والسيرة وغيرهما فال ينقض به

ن كل ما لم يدلإ و،ن ذلك هو األصلإ والمتحصل: إن: على األصــل وهوالــدليل على إخراجــه فهــو بــاق

وال دليــل،الحكم قد انصب على الموضوع بما هــو هو نإعلى إخراج الكذب الهزلي، نعم لــو أقــام قرينــة فــ

الظهور الثاني للحكايــة يكــون هــو المقيــاس للوصــف وسبق التفصيل في ذلك.،بالصدق والكذب

الحكم متعلق أن في الشك ل11111دى األصلاالنتساب بلحاظ أو هو هو بما العنوان

ما يقتضيه :ن يقع موردا للبحث هوأوالذي ينبغي ، فعندما يقع عنوان ما مصبا للنهيالشك،األصل لدى

فهل ظاهر النهي هو النهي عنه بما هو هو؟ ، أو إن ظــاهره يكون كذب الحكاية محرما:وعليه

فيكــون،هــو النهي عنــه بمــا هــو منســوب إلى فاعله.المحرم هو كذب الحاكي فقط

هـــل الكـــذب في الروايـــة من قبيـــل:والحاصل !و الفسق؟أالشرك

ــواب هو ــرإ :والج ــاهر في األوام ــل والظ ن األصــوان:والنواهي إذا ما تعلقت بعنوان هو ــذا العن كون ه

ــابه،خذ بما هو هو موضوعا للحكمأقد ال بشرط انتس.وهذا ضابط مبنائي مهم لقائله وال بشرط قصده له،

ال الجــدي المراد هو والكذب الصدق محط نأب نقل لم لو هذا(?)1 الحكاية كــذب يكون فال بذلك قلنا فإذا االستعمالي المراد محرمــا

.فتدبر ،االستعمالي المراد هو إذ

175

حرمة الكذب ومستثنياته : إن الظــاهر أن العنــوان هــو تمــاموبعبارة اخرى

الموضوع لثبوت الحكم له من غــير اشــتراط شــرائط زائدة من صدق االنتساب أو تحقق القصد أو غيرهما،

ـن االشتراط هو المحتاج إلى الدليل، ولو ثبت ذلك إف عنه هووالمبغوض والمردوعن المنفي إ فـوهو كذلك

نه كاذب أم ال،أ سواء نسب للقائل ،الكذب بما هو هوــة ســواء صــدق كــذب ــذب الحكاي ــو ك أي المحــرم ه

.(2) وعليه يجب تجنبه، المالحاكي أ

أنه في الحكم متعلق ظه1111ور على أدلةالله الموضوع تمام

ويمكن االستدالل على ذلك بأدلة ووجوه:

والمفاسد للمص11الح تابعة األول: األحك11امالمتعلقات في

ــام ما ــ ــ ثبت من أن األحك ــ ــةـ ــ ــب العدلي ــ بحس تابعة للمصــالح والمفاسـد في المتعلقـاتـوالمعتزلة

وكــذا، فالكــذب بمــا هــو هــو ذو مفســدة،بما هي هيــا وغيرها ــرقة والزنـ ــة والسـ ــةإ ف،النميمـ ــا حاملـ نهـ

،للمفسدة بذاتها سواء قصد الفاعل ذلك أم لم يقصد نه يعــاقب، ولكن مــوطنإ فنعم لو كان قاصدا وملتفتا

بــل فيمــا انصــبت عليــه،البحث ليس العقاب والثواب االعــذار وفي المراحــل مــا قبــل ،أحكام الشارع ثبوتــا

.والتنجيزــبوالحاصــل: ــا هي هي مص ــوعات بم إن الموض نإ فــ، ومــا عــدا ذلــك يحتــاج إلى دليل،أحكام الشارع

.نائما وأ غافال حينها كان نإو له الموصلة المقدمات )?( بتجنب2

176

الفهرس لى دليــل، وحيثإدعوى اشتراط أي أمر زائــد يحتــاج

نه قد جعل العنوان بماأن الشارع قد أطلق فظاهره إ. لحكمههو موضوعاــارة اإلطالق اللفظي أو المقامي ينفيأخــرى: وبعب

قصــد الفاعــل: ومنه،وجــود شــرط أو قيــد في الــبين .وانتساب الفعل إليه

(1)الرفع حديث:الثانيــه مثبت لمــا ذكــر؛ وذلــك أن األمــور التســعةإف ن

ــد ــع إال بع ــون الرف ــد رفعت وال يك ــه ق ــذكورة في الم ؛ فــان األحكــام لــو لم تكن ثابتــة(2)الثبــوت والوضع

،للموضــوعات بمــا هي هي لكــان حــديث الرفــع لغــوا مجعوال قد رفعهفحديث الرفع إذا يثبت أن هناك شيئا

، واألمــور المــذكورة في الروايــة هي تســعة،الشــارع فحرمة الكذب مزاحا ثابتــة ســواء،والمزاح ليس منها

ال، فتأمل.مصدق عليه كذب الحاكي أــع هو(3) مقتضىأخــرى: وبعبـــارة ــديث الرف أن: ح

ال بلحــاظ نســبته إلى،العنوان بما هو موضــوع الحكم ، وقــد اســتثنيت منــه هــذه التســعة دون غيرها،فاعله

ومن الغير المزاح والهزل. مص11ب جعل المقن11نين في الثالث: األصل

هو هو بما الموضوع األحكامxي عن رفxـع: الله رسـول قــال:قال الله عبد أبي عن )?(1 أمت

xسعة أشياء ت سيان و الخطأ ــون ال وما عليهx أكرxهوا وما الن وما يعلموا وما يطxيقــون ال طر ـهx اضــ ـ xلي د إ ـرة والحســ ـ ر والطي فك فxي والت

xي الوسوسةxف xقــوا لم ما الخلوةxفة ينط xشــ ج:الشــيعة وســائل.ب. 369 ص15

التسعة. العناوين لتلك األدلة شمول بعد أي)?( 2االقتضاء. بداللة(?)3

177

حرمة الكذب ما نالحظــه من تتبــع حــال المقنــنين والمشـرعينومستثنياته

والشارعـفي مختلف الملل والنحل وفي بناء العقالء ــيدهم ــس ــوع: منـ ــو الموض ــامهم ه ــب أحك أن مص

بون عليه مختلــف اآلثــار إال العقوبــة،بنفسه، حيث يرتوذلك كذلك لديهم حتى في الجاهل القاصر. فإنهــا،(1)أال ترى الضرائب مثال بعــد تشــريعهم لها

فهي عنــدهم،ثابتة سواء أعلم الطرف بوجودهــا أم الالزمــة لــه مطلقــ نإ فــ،، وكــذا الحــال في الجمــاركا

المبــالغ تفــرض على البضــاعة لــو اســتوردها شــخص حتى مع غفلته وجهله، بل قد تصادر بضاعته لو خالف شروطهم الوضــعية حــتى لــو تــذرع بجهلــه وقصــوره،

ن كــلإ فــ؛وكــذا الحــال في أحكــام المــرور وقوانينه.األحكام تجري عندهم على الشخص ولو كان جاهال

ــنين:إذا ــول التقـ ــف حقـ ــاء األمم في مختلـ فبنـ ومختلــف األعــراف على أن موضــوعات األحكــام هي

مــع قطــع النظــر عن التفــات،العنــاوين بمــا هي هي أو انتسابه له وعدمه. ،الفاعل وقصده وعدمه

الثالثة األدلة مناقشة

األصوليين قول األول: مشهور الدليل رد توهمين لدفع هو إنما التبعية في

ــدليل األول ــاقش ال ــة إنوهوـ ويمكن أن نن تبعي على تــدلاألحكام للمصالح والمفاسد في المتعلقــات

أن موضوع الحكم هو المتعلق بمــا هــو هــو ال بشــرط ن مــا ذكــر من هــذهأ ب ـ:استناده لفاعله إال مع الدليل

ولكن الحصر فيها،ن كانت ثابتة ال شك فيهاإالتبعية و جوازها في الكالم )?( وليس1 ــرعا ــ ــه، ش ــ ــوح وعدم ــ حرمة لوض

وغيرها. والكمارك المكوس

178

الفهرس نــه قــد قيــل ذلــك في قبــالإ ف،هو من النوع اإلضافي

توهمين لدفعهما:

المفس111دة وأ المص111لحة:األول الت111وهم األمر بنفس قائمة كقاعدةـن المصلحة أو المفسدة قائمة أ توهم ما جـلأ ال بالمأمور بـه، فمن ، بنفس األمر والحكمـعامة

ــوليون ــون واألص ــال المتكلم ــوهم ق ــذا الت ــع ه ن: إدفــات ــة للمصــالح والمفاســد في المتعلق ــام تابع ـاألحك

ــالفتح ــبـ ــات ــ ــبالكسرـ ال بالمتعلقـ ــرإو، ــ ن األوامـ والنــواهي الشــرعية ليســت هي من قبيــل األوامــر

نادرا ومما يفتقر إلى الدليل. إال والنواهي االمتحانية

تعلل ال تع111الى أفعاله :الث111اني الت111وهمالعبث والزمه بالغايات

ــ تعــالىكما توهم أن الله تعالى قد يفعل العبث ـــك ـ، ــه عن ذل ــاألغراضأ والل ــة ب ــير معلل ــه غ ن أفعال

والغايـــات، وفي رد هـــذا أيضـــا قـــال المتكلمـــون بـ: تبعية األحكام للمصـالح والمفاســد فيواألصوليون

ــل كــل،المتعلقات ال إنها عبثية وغير حاملة للغرض، ب ما يفعلــه من تكــوين أو تشــريع فهــو لحكمــة وغــرض

نــهأنه تعالى وإن كان قادرا على العكس إال إ ف،وغايةدت حكمته كرمه( كما قيدت حكمته إعمال واليته،)قين ال يفعل إال لغرض(.أوقد )أخذ على نفسه

ن القاعدة لم تذكر بصدد نفي كــونإ :ومنه يظهر مثلالمتعلــق الحامــل للمصــلحة أو المفســدة ذا قيد

نهــا ليسـت في مقــامأ أي ،االنتساب إلى الفاعل أو ال وإنما القاعدة ذكرت إمــا لــدفع،البيان من هذه الجهة

179

حرمة الكذب ومستثنياته .التوهم األول أو الثاني

ن المصالح والمفاسد قــد تكــون قائمــةإ ف:وعليه وقــد تكــون قائمــة بالفعــل بقيــد،بالفعــل بمــا هــو هو

،انتسابه لفاعله أو بقيــد خصوصــية خاصــة أخــرى فيه وكون المجموع هو علة تشــريع الحكم فقاعــدة تبعيــة األحكــام لمصــالح في المتعلقــات أعم من الصــورة

.(1)األولى فال تكون دليال عليها

يرفع ال الرفع ح11ديث:الث11اني ال11دليل رد ثبوتها سبق بعد إال األحكام

ن مفاد حــديث الرفــع هــوإوهو أما الدليل الثاني والحــديث،(2) وعرفا وال رفع إال بعد الوضـع دقة،الرفع

وليس،يفيــد فقــط رفــع العنــاوين التســعة المــذكورة وبالتالي يكــون حكمــه، فهو ليس بمرفوع،الهزل منها

.باقيا ن حديث الرفع يفيد أن الكذب إنمــامما حاصله: إ

فالفقــط،يتغير حكمــه بطــرو أحــد العنــاوين التســعة .يتغير حكمه بالهزل ونظائره

وذلــك ألن حــديثعدم تمامية ذلــك؛ عليه: فيردأمرين: يان الرفع ال يتكفل ب

ال يتكفــل بنفســه بيــان أحكــام العنــاوينإنــه أوال: وســيدهم ـــ العــرفي المــولى نأبــ حــاكم العقل نإ )?( والحاصل1

هل ولكن ،به المــأمور في لمصــلحة إال عــادة يحكمون ال ـ الشرع هي أو هو هو بما الموضــوع بنفس قائمة مســتقلة المصــلحة هذه

!فيه؟ وبخصوصية فاعله إلى منتسب هو بما به قائمة على القاعـــدة هـــذه نفس في دليل فال وواقـــع، ممكن وكالهماــال يستدل قد نعم أحدهما، نأ على ،آخر دليل وهو ونحــوه طالقإب

فتدبر. ،طالقهاإب ليستدل رواية لفظ ليست القاعدة هذهالشيء. حدوث أصل من المنع وهو الدفع قبال في )?( والرفع2

180

الفهرساألولية.

ال يتكفــل أيضــا بيــان أحكــام العنــاوينهثانيــا: إنــــديث؛(1)الثانوية األخرى غير التسعة المذكورة في الح

ن هنــاك عنــاوين ثانويــة أخــرى تطــرأ على أفعــالإفــ اإلنسان كالهزل، فــإن األصــل في اإلنســان أن يكــون

ويطــرأ عليــه الهــزل كحالــة ثانويــة،،في مقــام الجــد. فتأمل،وكذلك الغضب والضجر والكسل وغيرها

ن لها أحكامها وهي غير العنــاوين التســعةأوعلى بأن التي يقال فيها األصل في اإلنسان أن يكون حرا

مختــارا كعنــوان أولي ولكن قــد تطــرأ عليــه حالــة نــه قــدأاالضطرار أو اإلكراه أو اإللجــاء ومــا أشــبه أو

.يكون في معرض تكليف ما ال يطيقه.. الخ ليســتـــ غــير التســعة ـــوهذه العناوين الثانويــة

بقليلة بل هي كثــيرة، وحــديث الرفــع اختص بالتســعة المذكورة فقط وهو يرفع ما للموضــوعات من أحكــام

هــذهمــا مــا هي األحكــام قبــل طــروأهــا، قبــل طرو ثم مــا هــو،ن حــديث الرفــع ســاكت عنهإالتســعة؟ فــ

وغايــة،حكم الكذب مزاحا؟ حديث الرفع ســاكت عنهــاده ــا من الحكم وليكنأمف ــذب مزاح ــا ثبت للك ن م

نــه مرفــوع إذا اضــطر إليــه أو أكــرهإالحرمة فرضــا ف وأين هــذا من داللــة حــديث الرفــع،عليه أو شـبه ذلك

مزاحا؟على حكم مثل الكذب إن حديث الرفع في غير التسعة هوأخرى: وبعبارة

حيادي وســاكت عن أحكــام عنــاوين األحكــام األخــرى أو بلحــاظ طــروـ، كالكــذب المجــرد ـــفي حــد ذاتهــا

ـ كالمزاح ـطارئ آخر غير التسعة ــا في الكذب مزاح عليها. ـ

ــير ــع الحكمأدق: وبتعب ــع إنمــا يرف إن حــديث الرففتدبر. ،الثانية أو(?)1

181

حرمة الكذب ــه األوليومستثنياته ــابقة بعنوان ــة س ــيء في مرحل ــابت للش الث

ــا أو توريةال أو بعنوانه ،كالكذب ،ثانوي كالكــذب مزاحــه ــزل وحكم ــد أوال من تنقيح موضــوع اله ــذا الب ــول ـ

نه الحرمة فرضا، ثم بعــدإ وـكموضوع الكذب وحكمه ذلك يأتي حديث الرفع ليرفعه لو اضطر إليــه أو أكــره

وعليه فال يمكن أن يتمسك بحديث،عليه أو شبه ذلكالرفع لتنقيح حكم ما هو وارد عليه ورافع له.

الســؤال هــو: هــل الكــذب المــأخوذ،وفي المقام أوموضوعا للحرمة في الروايات يشمل الكذب هــزال

ال؟ نه مشمول لها فهــو حــرام، وهنــا يــأتيإ :فلو قلنا

لـو أكـرهتدور حديث الرفع فيفيد بـأن الكـذب هـزال عليه فليس بحرام، ولكنــه ال يشــخص حكم الموضــوع

نه هل شملته أدلة الكذب ليكــون حرامــا أو الأابتداء و فال يكون محرما، حتى يــرتب بعــد ذلــك الرفــع ببركــة

بــل إن االســتدالل بحــديث،طرو أحد العناوين التسعة فتدبر. ،(1)الرفع دوري

جعل على العقالء الث11الث: بن11اء الدليل رد باألحك11ام خاص هي، بما للموضوعات األحكامالنوعية

ن موضــوعات األحكــامأعلى وأما الدليل الثــالث هي عناوينها بمــا هي ال بلحــاظ نســبتها إلى فاعلهــا أو

استنادا إلى بناء الملل والنحل والعقالء في كــل،غيره نهم في القــوانين يصــبونإ حيث ،قوم ومكان وزمــان

األحكام على الموضوعات بذاتها ال بقيد أمــر كالقصــد وااللتفــات، نظــير قــانون تنظيم البنــاء داخــل المــدن كتحديد طوابق البناء العمــودي بأربعــة طوابــق فرضــا

يكون فكيف ،ثبوته فرع الحكم رفع )?( إذ1 له؟ مثبتا

182

الفهرســق بعلمأنه قانون عام، فلو بنى إف حدهم خمسة طواب

نــه ملــزم وفــق هــذاإلتفات أو قصد أو ال فاأو بدونه، ب القانون بهدم بنائه أو بدفع غرامة على خرقه القــانون

.أو شبه ذلك

بأن األمم والنحل تفــرق بين نــوعين عليه: يرد نهإفمن األحكام:

ــتي ترتبـــطاألول: النـــوع ــوانين الـ ــام والقـ األحكـــالح العامة ــة وبمص ــبالحكوم ــعب ـ ــة الش ـ، أي بعام

متجردةاألحكام فيها على موضوعاتها بما هي فتصب لـزم بهـذه فت،عن دخالـة القصـد وااللتفـات في ثبوتها

ــط والســاهي والجاهــل قصــورا ــام حــتى الغال ،األحكــوس ــة كالضــرائب والمك ــام النوعي ــا من األحك لكونه

والجمارك وهندسة المدن وغيرها.ــوع ــ ــاني: الن ــ األحكـــام المرتبطـــة بالعالقـــاتالث مــاإ ،نهم يأخذون القصــد وااللتفــات فيهاإ ف،الشخصية

مطلقا أو في الجملــة، وآيــة ذلــك في المحــاكم الــتي يعتــبرون القصـد(1)نهمإ فــ،تبت في القضايا الشخصية

مــا كمالك ألصــل الحكم أو كمالك لدرجتــهإذا مدخلية حــدهم لــوأن إ ومن ذلك الجنايات فــ،وشدته أو ضعفه

فالقصــاص، آخــر عالمــا عامــدا قاصــداضــرب شخصا ثابت عليــه عنــدهم، ولكنــه لــو لم يكن ملتفتــا قاصــدا

بل غاية األمر يحكم،فإنهم ال يحكمون بالقصاص عليه وهي أخف من القصاص قطعا؛ وذلك،عليه بغرامة ما

ــوت األحكــام في ــة في ثب ــرون للقصــد مدخلي ألنهم يالشؤون والقضايا الشخصية.

وقــد يخــرج،وذلك كله هو األصــل في الصــورتين.العقالء عنه لدليل وجهة مرجحة

ــواألمــر كــذلك في المعــامالت ــعنإف العقــود تتبوالقضاة. الحكام أي(?)1

183

حرمة الكذب ومستثنياته ن الشــخص لمأالقصود عند العقالء أيضا، فــان أحــرز

ن كــان ســاهيا أو غالطــا أوأيقصد العقــد أو اإليقــاع بــمخدرا أو نائما فإنهم ال يرتبون األثر عليه.

ن الكــذب من الشـؤونإوأمــا صــغرى المقــام: فــ ن موضــوعإ أي ،الشخصية فال يرون بالهزل فيه بأســا

ــزال، نعم حكمهم بالحرمة هو الكذب الجاد ال الكذب ه نهم في الكذب النوعي يرونه بمــا هــو هــوأ ب:قد يقال

ــة ، الجــد وشــبههلقصدموضــوع الحرمــة دون مدخليــه ورســوله ــك كالكــذب على الل و على الشــعبأوذل

هــذاو ،ن كــان هــزالإن ذلك حرام عنــدهم وإ ف،والنوع مـا لـدى الشـرعأ و،لدى العـرف والمقنن العــاديكله

انصـراف أدلـة حرمـةــ: نه إذا قيل بإ ف؛وحسب األدلة الكذب عن الهــزل أو عــدم حرمتــه للســيرة أو غيرهــا

ــيخ ــه الش ــا ذهب إلي ــذبإ ف، كم ــراف للك ــه ال انص ن ،وحرمته عن الكذب هــزال على اللــه أو عامــة النــاس

فتأمل.ــل: ــاء العقالء على والمتحص ــة) إن بن ــدم منوطي ع

بمــا يتعلــق بــدائرة خــاص(األحكام بااللتفــات والقصد القضـــايا النوعيـــة، والكالم في المقـــام يـــدور حـــول

الشخصي من الكذب ال النوعي. لو مح11رم ه11زال الس11ادس: الك11ذب األمراإليذاء أو اإلغراء استلزم

ــو ــا ه ــزلي إنم ــذب اله ــة الك إن البحث عن حرم اإليــذاء أو الكــذب هــزالبعنوانه األولى، أما لو تضــمن

غــراءإ، وكــذلك لــو اســتلزم ال(1)إســتلزمه فهــو حــرامــا أو في الجملة ــل مطلق ــو في بالجه ــا ل ــوص م خص

.الجملة في أو ( مطلقا?)1

184

الفهرس أوجب الضــرر وشــبهه، كــأن يقــول تــاجر لتــاجر آخــرــة ســوف ــك البضــاعة المعين ــدا: إن األســعار لتل عام

فيشــتري التــاجر الثــاني! عالمــا بعكس ذلك،ترتفع نإ فــ،الكثير منها ثم تنخفض األســعار بقــوة بعــد ذلك

نهxم بــه ضــضرأنه حيث إ بل ،هذا يعد إغراء له بالجهل صناعي على قول ذهب إليه السيد الوالد .(1)ا

ن هذا الكذب لــو صــاغه بصــيغةإوعلى أي حال ف لكن ذلك عنوان،،ن حكمه ما ذكرإ فهزلية أو مزاحية

خارج عن صلب المسألة المبحوثة وجوهرها وان كــانالبد من طرحه.

ــرق إلى ــة، نتط ــدمات التمهيدي ــذه المق ــد ه وبع األقـــوال وأدلتهـــا ومـــا يمكن أن ينـــاقش فيهـــا

فنقول: اله11زلي، الك11ذب تح11ريماألول: ق11ولال

وأدلته ، بمــا يشــمل العنــاوينحرمة الكذب بقول مطلق

:ومستنده أدلة عدة األربعة ايضا،

ق11ول اجتنبواتعالى: األول: قوله الدليل الزور

ــوا قوله تعــالى: xب ــول اجتن ورxالــ ق نإ :بــدعوى ،(2)زــداالكذب يعد عرفا مصداقا لقول الزور سواء أكان ج

.ال فرق بينهاف ، أم لطيفة أم سخرية أم مزاحاأم هزال وبعبارة أخرى: يصدق بالحمــل الشــايع الصــناعي

1(?) فقط الضــرري للحكم نافية ليستضــرر( )ال نأ إلى استنادا للحكم، جاعلة هي بل ــا المغــرور) شــمول وإلى للمشــهور، خالف

مظانه. في وتحقيقه(غره من على يرجعفتأمل. ،نذكره ونحن يطرح لم الدليل )?( وهذا2

185

حرمة الكذب ومستثنياته ــاأ ،على الكــذب الهــزلي وأخواته ــا قــول زور فكله نه

باطل وحرام، كمن يقول لجاهــل: )أنت أرســطو هــذا أم أم هزالكان مزاحاأ سواء ،ن هذا كذبإ ف،الزمان( ن يــدعىأ اللهم إال ، ويشمله )قــول الــزور((1)استهزاء

انصرافه عن اللطيفة والمزاح. ــة وستظهر وجوه المناقشات في االســتدالل باآلي الشــريفة، من بعض وجــوه المناقشــات اآلتيــة على

االستدالل بالروايات.

الروايات طالقاتإالثاني: الدليلــيخ ــتبعد الشـ ــبه لم يسـ ــة(2) في مكاسـ الحرمـ

حــتى الفاقــد منــه للقصــد إلى تحقــق للهزلالمطلقة اســتنادا إلى إطالق؛ مدلوله مادام غير مطــابق للواقع

للكــذب الهــزليشمولهاودعوى ، (3)عدد من الرواياتمطلقا ــادا ــة ، واعتم ــة على حرم ــا المطلق على داللته

كــان أموشمولها للكذب جــداالكذب بصورة مطلقة، ويحتمل غير بعيد حرمته لعموم مــا تقــدم)، قال: هزال

ــذا (4)(خصوصا الخبرين األخيرين انتهى. والظاهر أن ه نظرا الســتدالله على الحرمــة باألخبــار؛هو ما ارتضاه

. فتأمل،دون ردها أحيانــا من غــير تميــيز قد ذكر بعضهم المزاحنعم

ــيز بين ــام البحث من التمي ــد في مق بينهمــا، ولكن الب وأ واالســـتهزاء التنقيص مقـــام في يكـــون قد الكالم نإ)?( فـــ1

يكشف مما غــيره، أو المــزاح مقــام في يكــون وقد الســخريةبالقرائن.

.16 ـ15 ص2المكاسب: ج كتاب(?)2 قطع معو الحكم، غــرر مســتندها أخــرى روايــات توجد )?( كما3

.ظاهرا إرشادي وأ تنزيهي فيها النهي نإف سندها عن النظر.16 ص2المكاسب: ج كتاب (?)4

186

الفهرسالعناوين األربعة، كما سبق.

عميرة بن سيف مرسلة:األولى الرواية قال:عن سيف بن عميرة عن أبي جعفر الباقر

ــذxب لولــده: كان يقــول علي بن الحســين قــوا الك اتxير فxي كل جxد وهزل xذا،الصغxير مxنه والكب جل إ xن الر فإ

xمتم أن ــيرx أ مــا عل x ــرى على الكب غxيرx اجت كذب فxي الصــ xه هرسول الل ى يكتبه الل قال ما يزال العبد يصدق حت

ــذابا ه ك ى يكتبه الل ،(1)صxديقا وما يزال العبد يكذxب حتــ؛وهذه الرواية ظاهرة في التحريم بقــول مطلق نإ ف

ـــ كلواحقهــا ـــاألمر يدل على وجوب االجتناب، لكنهــا .خاصة بعنوان الهزل

األعور الحارث ربخ: الثانية الروايةــال: عن الحارث األعور عن اإلمام علي ما ال ق

ــزل ــد وال ه xج xبxــذ لح مxن الك ــد أحــدكم،يصــ xوال أن يع ـه ـ ه ثم ال يفxي ل xي ب ــ ــورx،ص xلى الفج ــدxي إ ــذxب يه xن الك إ

ى ارx، وما يزال أحدكم يكذxب حت xلى الن والفجور يهدxي إــذب وفجــر ى ال،يقــال ك ــذxب حت ــزال أحــدكم يك ومــا ي

ابا ــذ هx ك ــد الل ن xمى ع دق فيســ xــرة صــ xب .(2)يبقى موضxع إوهذه لكن الكالم في مفاد )ال يصلح(.،مطلقة أيضا

:خريين هماآ روايتين ثم ذكر الشيخ

النبي عن الخصال الثالثة: رواية الرواية عن الرســول األكــرم مــا في الخصــال بســنده

أنا زعيم بيت في أعلى الجنــة وبيت في وســط :قال.250 ص12ج الشيعة وسائل ،338 ص2ج )?( الكافي1.250 ص12 ج:الشيعة )?( وسائل2

187

حرمة الكذب الجنة وبيت في رياض الجنة لمن ترك المراء ولو كانومستثنياته

.(1)(2)محقاــا ــوالكالم في داللته ــا ـ ــ كســابقها والحقه علىـ

.الحرمة

علي الرابعة: رواية الرواية:قال أمير المؤمنين طعم اإليمــانعبــد ال يجد

.(3)حتى يترك الكذب هزله وجدهــاني من ــ ــتثنى الث ــ ــمن المس ــ ــنذكر في ض ــ وس

مجموعــة من،مستثنيات الكذب وهــو الكــذب مزاحــاالروايات األخرى فالحظ.

ن ســندهاـأ ب وقد استشكل عليها السيد الخوئي ، فالبد من بحث كال الجهتين كمااداللتهكذلك ،غير تام

ــاال باإلشــارة إلى أســيأتي، إال ــا إجم ــا نكتفي هن نأنن ولــذا، ورجالياالشيخ يبني على حجية المراسيل درائيا

يبحث في كتبــه المختلفــة عن األســانيدغالبــا ال نجده .كما هو واضح

ن أيـــة روايـــة موجـــودة في كتبإوالحاصـــل: بــل، فهي حجــة عنــده(4)األصــحاب إذا اعتمــدوا عليها

لعل مسلكه أعم من اشتراط االعتماد واالكتفاء بعدم الرد أو موافقة آرائهم للرواية، ممــا يســتدعي تحقيقــا

وإحقاقه الحق إظهــار به يقصد ال الــذي هو المــذموم )?( الجــدل1ــال ــرد وإنما ،الباطل وإبط ــار مج ــيلة إظه ــاء الذاتية الفض وإرضاألنانية.

.461 للصدوق: ص التوحيد (?)2.44 ص4الكافي: ج (?)3ــات مراسيل )حجية كتاب في ذلك عن البحث فصلنا وقد(?)4 الثق

المعتمدة(.

188

الفهرس لديــه مــع اعتمــادهمالحجيةن المســلم هــو أأكــثر إال

عليها.

ب111: بالرواي11ات االس11تدالل في المناقشةخاص ووجه عام وجه

ــا فهي على ــتدالل بهـ ــة في االسـ ــا المناقشـ أمـوجهين:

وجه عام نتطرق فيهــا إلى إشــكاالت عامــة تــورد على االستدالل بهذه الروايات مع قطع النظر عن كل واحدة واحدة منها، ووجه خاص نتطرق فيــه إلى فقــه

ــيخ ــا الش ــة أورده ــل رواي ــديث عن ك ــاالح بمفردهودراستها ومدى داللتها على المدعى.

في للمناقشة الست العامة الوج111111111وهبالروايات اإلستدالل

ــتة؛ في أما الوجه العام فيتلخص في إشكاالت س أربعة منها نذهب إلى دعوى خروج الكذب الهزلي عن الكذب موضــوعا من منطلقــات أربعــة ولــو في بعض الصور، ونتطرق في الخامس والسادس إلى ما ذكره

من دعوى انصراف األدلة عن الكذب الهزليالشيخ ومن قيام السيرة على الكذب الهزلي والمزاحي مما

يكشف عن جوازه. وال يخفى الفــرق مــا بين الوجــوه األربعــة األولى

والوجه الخامس والسادس من حيث الرتبة. الكذب هو التحريم مصب ناألول: إ الوجه

كذبا هزل كل وليس ،الهزل ال يقودنــا إلى أن الروايــات الشــريفةإن التــدبر في

لكنه ليس كل،محور التحريم ومصبه هو الكذب هازال

189

حرمة الكذب ومستثنياته نأ كمــا ، إذ النســبة بينهمــا عمــوم من وجه؛هزل كذبا

الهزل قد ال يكون صدقا إذ ســبق أن العالقــة؛ وال كذبا بين الكذب والصدق هي عالقـة الضـدين اللـذين لهمـا

يكــون: فتــارة؛ن اإلنسان عنــدما يهــزلأثالث؛ وذلك لــه ــ وكــذا الســخرية والمــزاح ـــهزل صــادقاـ مطابقــا ثالثة ال يكــون هــذا:، وتارة يكون كاذبا: وأخرى،للواقع

الهـــزل الـــذي ليسـ وال ذاك، ومن القســـم الثـــالث : الحركــات أو األصــوات أو األقــوال ـــبصدق وال كذب

فإنها ،الهزلية الصادرة ممن يقــوم بحركــات مضــحكةــذب ــت بك ــا ليس ــزل ولكنه ــه إذا لم يضم،ه ن حركات

إذ؛الحكاية بالمرة، نعم هذا االســتثناء اســتثناء منقطعــزل ليس بكــذب والأرض فــال ن هــذا النــوع من اله

والمتعلــق في الروايــات هــو الكــذب الهــزلي،،صــدق دخول كــلبــ على قــولهم يعودفاإلشكال في الحقيقة

.أنواع الهزل في الكذبن من القسم الثالث: الهزل إذا كان إنشاء.أكما

ال الم11دعى، من أخص إنهاالث11اني: الوجهتخصص1ا موردين تشمل

حــتى لــو ســلمناإن ما ذكر من داللــة الروايــات ـ ــا على الحرمة ــندها وداللتهـ ــة سـ ــ أخص منتماميـ ــ

المدعى، فإنها ال تشمل موردين على نحو التخصص: المــورد االول: الكــذب الهــزلي اإلنشــائي، وهــذا

مبنى القول الثالث. المورد الثــاني: الكــذب الهــزلي إذا أقــام المتكلم

.قرينة على أنه هازل، وهذا مبنى القول الرابع فإنه في المــوردين قــد ادعي أنهمــا خارجــان عن

الكذب موضوعا فال تشمله األدلة.

190

الفهرساالنشائي الهزلي االول: الكذب المورد إن الهازل على نوعين: :ذلك وتوضيحــوع ــبراأ األول: الن ــون مخ ــا الن يك ــع بم عن الواق

بداعي الهزل، فإنــه محــرم كمــا يــراه الســيد ،يطابقه ، وذلك ألن الداعي خارج عن حقيقــة الخــبر،الخوئي

فإن الدواعي قــد تختلــف كاإلخبــار بــداعي التهديــد أو التحذير أو الهزل أو المزاح أو السخرية أو ما شابهها،

فلــو كــذب المتكلم في الخــبرلكن الخبر يبقى خــبرا، واألدلة تشمله. ،بداعي الهزل فهو كاذب

ن يكــون منشــئا لبعض المعــانيأ :الثـــاني النـــوع فهنــا ال يصــح وصــف الكالم بالكــذب، ،بــداعي الهــزل

حيث إن المتكلم لم يقصد الحكاية عن الواقع. ،ن اإلنشــاء من مقولــة اإليجــادأوبعبــارة أخــرى: ل

وحيث لم يكن،(1)واإليجاد ال يحتمــل الصــدق والكــذب ن يقــولأكذبا فال تشمله أدلته فليس بمحرم، ومثالــه

نــهإ ف، منــه لجبنه ســاخرا، )أنت بطــل(:شــخص آلخرإنشاء وليس اخبارا.

على القرينة نصب الث111اني: عند الم111وردهازال كونه

ــبل والممازح وغيره كذلكـ ن الهازل أ وتوضيحه ـعلى نوعين:ــارة وأخــرى: ال، هــازلأنه يقيم القرينــة على :فت

.يقيم القرينة على ذلك نه ليس بكذبإ ف،نه هازلأفلو أقام القرينة على

مطابقة ظــاهر الكالم: وذلك ألن الصدق هو؛موضوعا والكذب،بظهوره المستقر بنحو العلة المحدثة للواقع

ــتخل ــا س ــلة فإنه ــانت متص ــة إذا ك ــه، والقرين بعكس.ـ مسلكه على ـ االعتبار إبراز وكذا(?)1

191

حرمة الكذب ومستثنياته وســينعقد لــه ظهــور ثــانوي ال،بالظهور األولي للكالم

والكالم بظهوره الثــانوي صــادق، وأمــا لــو كــانت،غيرــانوي للكالم ــالظهور الث القرينة منفصلة فإنها ستخل ب

ومدار صــدق،في بعد اإلرادة الجدية دون االستعمالية اإلرادة الجديــــة ال:الكــــذب والصــــدق عرفــــا هو

االستعمالية. هــذا فيلســوف)ن من يقــول لشــخص: إ فــوعليــه:

منــه واســتهزاء أو مزاحا تنقيصا الدهر(الزمان ونابغة مقاميــة أوال ـــنــه قــد أقــام القرينــة إ فحيث ،أو هــزال

،ن الظهــور األولي للكالم حيث لم ينعقدإ فـــمقالية الــة، فليس ــه اإلرادة الجدي ــق ب ــه لم تتعل ــد لكن أو انعق مدارا للصدق والكذب، وأمــا الظهــور الثــانوي لكالمــه

إذ مفــاد الظهــور؛نــه يطابقهإ بــل ،فلم يخالف الواقع أي،(1)الثــانوي هــو اإلخبــار عن عكس الظهــور األولي

ــار ــة في المتنـ اإلخب ــفي األمثل ــه جاهلأ عن ـ أو،ن ـــ كمــا في المثــالن المائــدة متواضــعةأاإلخبــار عن

ن طــابق فصــدق وإال فكــذب فتــدبر، وعلىإ، فاآلتي ـ إذ لم يقصــده؛أي فمادة االفتراق هي الظهــور األولي وأمــا الظهــور،باإلرادة الجدية فهو هزل وليس بكــذب

إالثانوي ف ن هذا الكــذب الهــزلي ليس كــذبا إال مجــازافال تشمله اإلطالقات.

ولمـا، إلى مأدبةمثال آخــر: لــو دعــا شخصاوفي ــالـ لظرف ما ـلم يجد فيها وحضر إال خبزا وملحا، ق

له المضيف: )تفضل إلى هذه المائدة العــامرة بــأنواع نــه ال يعــدإ ف، كنوع من المالطفة والمزاح،المأكوالت(

لكونه قد أقام القرينة المقاميــة؛هذا في العرف كذبا و الحاليــة على تجريــد اللفــظ عن مدلولــه الحقيقي،أ

لكنــه، للواقعن كان بمــا هــو هــو مخالفاإفهذا الخبر و أكثر بوجه هذا بيان سيأتي(?)1 تعالى. الله بإذن تفصيال

192

الفهرس :نه بمدلوله الثانوي المستقر يعنيإ بل ،ليس بكذب

.)تفضل إلى هذه المائدة المتواضعة( وأن الخــبر هــو القــول المطــابق إ :ذلك في والسر

ــ،الالمطــابق للواقع ــه، ف ــع مكتنفات ــبرإ ولكن م ن الخ هــذا) :والقــول يالحــظ مــع قرائنــه ومحتفاتــه فيقــال

نــه يالحــظأ بلحــاظ المجمــوع، ال (صادق وذاك كــاذب.(1)بدون القرينة، فلو لوحظ معها فليس بكاذب

عنــدما نقــول )الكــذب الهــزلي( فقــدآخــر: وبتعبير لكنه في صورة إقامته، هذان الوصفانـ بدوا ـاجتمع

ن إطالق الكــذب عليــه الإ فــ،نــه هــزلأالقرينــة على ــق يعدو كونه مجازا فهو هزل وليس بكذب، وإنما أطل

وحيث،ض عنهعليه ذلك بلحاظ الظهــور األولي المعر أقيمت القرينة على خالفه ثبت الظهــور الثــانوي وهــو

فال كذب.،المعنى المعاكس الذي دل عليه كونه هزالن الكذبإ :والحاصل ــارج هزال مع إقامة القرينة خ

، نعم مــع عــدم إقامــة القرينــة،موضــوعا عن الكــذب فيبقى داخال في موضوع الكذب، إال إذا التزمنا بالوجه

اآلتي الثالث، فال يكون أيضا مع العدم كذبا. ن هـــذا الجـــواب يصـــلح جوابـــا عنأثم ال يخفى

االســتدالل بـــ)اجتنبــوا: ومنها،االستدالل باآليات أيضــا ن ما أقام القرينة عليه ليس قول زورإ ف،قول الزور(

إذا تجرد عن التنقيص ونحوه. ص11دق في القصد مدخلية الث11الث: الوجه

الهزل في قصد وال الكذب، عن اإلطالق المــدعى في الروايــاتفي الجــواب

وليس المــزاح أو للهزل إنشاء بأنه ذلك يعلل وقد)?(ـ 1 عن إخبـارا.تحقيقه بالمرة. وسيأتي مضمونه

193

حرمة الكذب ومستثنياته ــرتهن بالقصدإ :هو ــ ــذب م ــ ــإذا لم يقصد،(1)ن الك ــ ف

ال يكـــون الكالم ف، ومضـــمونه الكالم مـــدلولالمتكلمــذا، وإن لم يقم على ذلك قرينةا حينئذ،كذب ونتيجــة ه

، ففي األولثانيعم من الوجه الأ ـ كما مضى ـالوجه على مــا لــوقد اقتصر في الحكم بجواز الكــذب هــزال

أقيمت القرينــة على ذلك ، وأمــا تخصيصــا أو تخصصــا على هذا الوجه فال بل يكفي عدم القصد ســواء أقــام

؟(2)قرينة أم ال والكذب الصدق مقاييس

ولكن ال بــد لتحقيــق ذلــك من تشــخيص مقيــاســة أوإف، الصدق والكذب ن هناك أربعة مقاييس محتمل

مقولة: مطابقة القول للواقع، وقد ســبق أن ذلــكاألول:

ــور األولي أو ــة للظهـ ــوين: من المطابقـ ــور بنحـ يتصـالثانوي.

مطابقة المعتقد للواقع فلو طابق المعتقدالثاني: وقــد استشــهدوا بــذلك،مع الواقع فصدق وإال فكــذب

ولبقوله تعالى: ك لرســ xن xذا جاءك المنافxقون قالوا نشهد إ إـافxقxين ـــ xن المن هد إ ه يشــــ وله والل ك لرســــ xن ه يعلم إ هx والل الل

والجواب مذكور في محله.(3)لكاذxبون فلــو،مطابقة القول والمعتقد للواقــع معاالثالث:

فليس بصدق. عنه أحدهماتخلف

التتبع بحسب نهإف ،أكــثر لبحث يحتــاج جديد مقيــاس )?( وهــذا1 أثبتــه، أو ناقشه من واألصــول البالغة علمــاء من أجد لم النــاقص

فتأمل. ،ينفيه كالمهم الزم نعم وعــالم الثبــوت عــالم بين التفصــيل مطول، بحث بعد سيأتي(?)2

فالحظ. اإلثبات،.1المنافقون: سورة (?)3

194

الفهرس هذه أقوال ومقاييس ثالثة وهي المعروفة بين

:القوم، ولكن يمكن أن نطرح مقياسا رابعا وهو ، ال االعتقـــاد،(1) مطابقـــة القصـــد للواقعالرابـــع:

.ن الصدق والكذب مرتهنان بهأ :بدعوى ن النســبة بين القصــد واالعتقــاد عمــومإ :توضيحه

وقــد يكــون،من وجــه؛ إذ قــد يكــون اعتقــاد وال قصد وقــد يجتمعــان في مــورد، ويظهــر االنفكــاكالعكس،

فقد يكــون قاصــدا لمــا أقــر بــه،بوضوح في )اإلقرار( وعليــه يتفــرع، وقد يكــون العكس،غير معتقد بصحته

قر بشيءأنه لو إ :بحث آخر هام في باب اإلقرار وهوــإقراره؟من غير اعتقاد له به له قاصدا ، فهــل يلــزم ب

قر شخص بأنه مدين آلخر وكان قاصدا لــذلكأكما لو ــد ــير معتق ــر شــاك أو غ ولكن القاضــي يعلم أن المق

فهـــل المالك في نفـــوذ اإلقـــرار االعتقـــاد أو،بـــذلك ن المعيــار والمالك هــو القصــد الإ :القصد؟ قــد يقــال

االعتقاد في صـورة الشــك في األخــير والعلم بــاألول،ــهإ ف، مقالته وإقرارهنعم لو علم بعدم اعتقاده صدق ن

نـه هـل لـه أن يعمـلإ و،يندرج في بحث علم القاضي ن يعمل بظــواهر الحجج من بينــة وإقــرارأ أو عليه ،به

وغيرهما. فكما لو كــان الشــخص معتقــدا؛وأما عكس ذلك

ــدين كما لو كان معتقدا،غير قاصد ولكن، انه مــدين ب نـه أراد قــولأن أحـرز أ بـ أو غالطا أو سـاهيااقر نائما

نه مــع هــذا هــل يلــزمإأمر آخر فغلط وقال ما قال، فبارتكازه المبرز بلفظ لم يقصده؟

كذب فال حكاية فال قصد ال وحيث فقد يقال: إن القصد في الصــدق والكــذبوعليه:

دونه. أو للواقع القول مطابقة )?( مع1

195

حرمة الكذب ومستثنياته لنا على ذلك شواهد:، وهو المعيار

،المعلم في مقام التعليمما مضى في شأن منها: لــو قــال: )زيــد قــائم جملــة اســمية( فال يصــح أنكما

ــائمإنقــول: ــدا ليس بق ــه يكــذب؛ ألن زي ــك أن؛ن وذل ن كـــانإالمعلم لم يقصـــد الحكايـــة واراءة الواقـــع و التفريــق:اللفظ بما هو هو مــرآة للواقــع، وقــد ســبق

بين الكذب الخبري والكذب المخــبري، فبــذلك يظهــرــذب أوأ ــوان الك ــة في صــدق عن ن القصــد ذو مدخلي

الصدق.ــول:، الغالطومنهــا: ــخص أن يق ــو أراد ش ــا ل كم

: ذهب زيد إلى فقال غلطا(ذهب علي إلى المدرسة) ن نرميه بالكذب؟ أو نقول بأنهأ فهل يمكن ،المدرسة

قد غلط في كالمه؟ وقد فصــلنا الكالم عن ذلــك فيمــا مضــى وميزنــا بين الكــذب في )الخــبر( و)اإلخبــار(

كما سيأتي بحث ذلك مفصال فانتظر. ،(1)فراجع نه ال يقصــد الحكايــة عن الواقــعإوكذلك الهازل ف

كالمه بالكذب. فال يصح وصف

اللفظ ظهور مع القصد ظهور تعارض ،نــه كــذب ثبوتــا أم الإهذا كله في مقام الثبوت و

بتعــارض ظهــور:مــا في مقــام اإلثبــات فقــد يقــالأو إذ قـــد فصـــلنا في بعض؛القصـــد مـــع ظهـــور اللفظ

وبين النيــة، النســبة بين الفعــل من جهة:المبــاحث بــأن النيــة قــد تعطي: وقلنا،والقصد من جهــة أخــرى

ن ظهور الفعــل تــارة يكــونإ للفعل وبالعكس، ووجها

ال اإلخبــار ولكن كــذبا يكون قد الخبر ان هنالك استنتجنا )?( حيث1كذلك. يكون

196

الفهرس .(2) وتارة أخرى يكون العكس،أقوى من ظهور القصد

ولكن ليس بين،ويجــري ههنــا نظــير ذلــك البحثــوري القصــد ــا بين ظه ــة، وإنم ــل والني ــوري الفع ظه

يغلب ظهــور اللفــظ على ظهــور: حيث تــارة،واللفظ وذلك كما لـو أراد شـخص إيقـاظ آخـر لصـالة،القصد

ــذرعا ب ــه أن يوقظــه بالســباب مت نـأالصــبح فليس ل ،قصده هو اإليقاظ ولم يقصد مدلول اللفظ والســباب

أن ظهــورل وذلــك ؛ن أقــام قرينــة على قصــدهإحتى وــدم ــد )ع ــور القص ــوى من ظه ــباب( أق ــظ )الس اللف

ن الشخص حتى لو جرد السبإ ف،(التنقيص والسباب نــهأ كمــا ، وليس بجــائزعن معناه فذاك حــرام شــرعا

يعد سبابا عرفا. إذ قــد يكــون ظهــور؛ يكــون العكس:وتارة أخرى

كمــا هــو الحــال في،القصــد أقــوى من ظهــور اللفظ ن اللفــظ ظــاهر فيإ فــ،الغيبــة في نصــح المستشــير

على إحــدى إذ هي ذكــرك أخــاك بمــا يكرههـــالغيبــة ولكن القصد مــادام هــو النصــح، وهو محرمـ المباني

ــدرج فيأفهو راجح وجائز، وغير خفي ن مثل هــذا منــتزاحم ــاب الـ ــاب،بـ ــدرج في بـ ــابقه المنـ عكس سـ

فتدبر. ،التعارض وكــذلك فيمن يقــوم بــإجراءات عقــد الصــلح مــع

أمام منها: االنحناء الظهورين، تعارض على أمثلة بعدة )?( ومثلنا2 السجود بقصد وإنما ذلك بقصد ال انحنى لو نهإف ،الجائر السلطان

تعالى لله ظهـور من أقوى الفعل ظهور نأل ،حرام عمله نإف مثال كــان وإن نهإف النــاس أمــام الصــنم أمــام انحــنى لو وكــذا القصد، الفعل ظهــور القوائية حــرام نهأ إال تضاريسه، على التعرف بقصد

القصد. من...تعالى: قوله في فكما عكسه ماأو xال إ فا ـال متحر ـ xقxت أو ل زا xلى متحي إ

،ذلك جــاز ولــذا الفعل من أقــوى ظهــوره هنا القصد نإ فــ...فxئة.فتأمل

197

حرمة الكذب ومستثنياته نإ فــ، وكي يجــد منهم غxــرة،عدوه لكن بقصد الخــداع

ولــذا ال يرونــه،النية والقصد ههنا تغلب ظهــور اللفظ صلح وال طالبعاقد له. ا

المقام صغرىــا نقــول إن واقــع القصــد يغلب: وفي مــورد بحثن

ن الكالم صــدر في مقــامإ فحيث ،واقع مدلول اللفظــه الحكاية ،الهزل وكان بهذا القصد لم يكن المــراد من

وعندئذ ن لمإ و، ال ينطبــق عليــه عنــوان الكــذب ثبوتــايقم قرينة عليه.

ــأ و،هذا في عالم الثبوت نإما في عالم اإلثبات ف يغلب ظهـــور اللفـــظ في الكـــذب(1)ظهـــور القصد

. فتأمل،الهزلي عن الوجــهتلفيخثم قــد مضــى: إن هــذا الوجــه

ــابق ــو أعم،الس ــدار فه ــان الم ــ في حيث ك ــاك ـ هن ، على قيـام القرينةالخروج الموضوعي عن الكـذب ــ

ــال ــا فيق ــا ههن ــو لم يقم:وأم ــتى ل ــة المتكلم ح قرينــذب ــة،فحيث ال قصــد ال ك أي حيث لم يقصــد الحكاي

فليس بكاذب. فيعــود هــذا،ن القرينة المقامية موجودةإ يقال: ال.لى الوجه السابقإالوجه

وبتعبــير آخــر: إن القصـد البـد لــه من مـبرز وهــو فــإذا لم تكن، مقاميةأمكانت لفظيــة أ القرينة سواء

قرينة فال طريق لنا إليه؟ــال: إذ ــوتيق ــالم الثب ــو في ع ــارة ه ، إن الكالم ت وكالمنــا في هــذا الوجــه هــو في، في اإلثبات:وأخرى

ــه، وعلمنا عليه أطلع لو أي(?)1 ــرض ب من به علمنا في الكالم وفالسابق. للوجه لعاد وإال عليه، قرينة إقامته غير

198

الفهرس ــه،عالم الثبوت أوال وهو كون عمل الشخص في نفس

بغض النظــــر عن عــــالم اإلثبــــات،و الأ أوالحراما ، والقرينــة هي من عــالموتشخيص اآلخرين لــه خارجا

وعليــه، وأمــا القصــد فهــو من عــالم الثبــوت،اإلثبــاتــاه، ثم يمكن طرحــه مدار الصدق والكذب على ما بين

. كما سبق،في عالم اإلثبات ثانيا ص11غرويا: وج11ود الث11الث الوجه ةمناقش11

الهازل لدى القصد وتحقق وقد يناقش في هــذا الوجــه صــغرى وكــبرى، أمــا

الظــاهر وجــودحيث إن فإن القصد موجــود، صغرويا:ــد واقعي، ــاهري وقص ــد ظ ــين: قص ــدين متعارض قصــة متحقــق، وبهــذا يختلــف عن الكــذب فقصــد الحكاي

ويعمــل، إذ فيه يقصد المتكلم الحكاية الواقعية،الجادــرف اآلخر ــ ــا في ذهن الط ــ ــا في،على إقحامه ــ وأم

نه يقصد الحكايــة الظاهريــة بحســبإالكاذب الهازل فــاهر كالمه ــك،ظ ــد نفي ذل ــه يقص ــوقت نفس وفي ال

بحسب استهزائه بالطرف اآلخر. فمحصل ما ذكر هنــا أن القصــد موجــود فلم :ذنإ

. حتى على فرض قبول مقوميته،ينتف مقوم الحكاية ع1111دم كبروي1111ا: الث1111الث الوجه مناقشة

(1)الحكاية كذب في القصد اشتراط

لقصــد غــير أن الــو ســلمنا :وأما اإلشــكال كبرويا بمشــترط وجود القصدنه ليسإ ولكن نقول: متحقق،

بأنه يشــترط في:ن قيلإ و،بالجملةفي صدق الكذب ــان أن القصــد مشــترط في صــدق كــذبالجملة ، ببي

الحاكي، غير مشترط في صــدق كــذب الحكايــة، علىما مضى بيان القسمين، فليراجع.

الحاكي( فقط. )كذب في )?( بل1

199

حرمة الكذب ومستثنياته

بأنيرد على الوجه الثالث صغري: :القول وموجز ، الكـــاذب الهـــازل موجـــود كالم فيقصـــد الحكاية

فهــو دخيــل في ـــإن كــان دخيالـ إن القصــد :وكبرى كــذب الحــاكي ال في كــذب الحكايــة، فمــا قطــع فيــه

فانــه ال مدخليــةالنظــر عن الحــاكي بالجملــة ومطلقا في هــذا الصــنف من الكــذب،: أي، فيهللقصــد عندئذ

أي كذب الحكاية. حال دعوى اإلنشاء في مثل:ويظهر من ذلك كله

ــ وإنها لو صحت لصحت بلحاظ الفاعــل ،)أنت بطل( ـ أي المنشــأ وهــو هــذهـ ال بلحاظ الفعل ـأي المنشئ

فتدبر.ـ،الجملة نفسها بما هي هي

الك11ذب ص11دق في الم11دار راب11ع:ال الوجه العرف هو الهزلي الكذب على

للجواب عن دعــوى حرمــة الكــذب هــزال اســتنادا يقال: إنـه بحسـب مقتضـى مـان: أإلى الروايات فهو

ــر أ ــيين: نســبق يظه ــنى للكــذب إطالقين ومعن المع. والمعنى المتشرعي أو العرفي،العلمي أو المنطقي

ن الشــرع عنــد أخــذهأ فال بــد من تحقيــق :وعليه هـــل أراد الكـــذب العلمي،الكـــذب موضـــوعا لحكمه

أو الشرعي حسب الدقة التي أعملت فيهاوالمنطقيوالعرفي؟ تماميــة بعض مــا ذكــر منإنــا وإن فرضــنا فنقول:

ــقيقات ــات والتش ــابقة التحقيق ــك ليسالس إال أن ذل والمدار في صــدق الكــذب على الهــزلي منــه،بعرفي

إذ بعض مــا،وعدمه هــو العــرف ال التــدقيقات العقلية ذكر من األمور هي أمور دقية يحتاج أهــل الخــبرة من

200

الفهرس الفضالء فيها فضال عن غيرهم إلى تجشم عنــاء وفكــرــه، ــه أو رفض ــديق ب ــه، ثم للتص ــوره على حقيقت لتص

ــه إنما أوكلت إلى العرف(1)ومعاني ألفاظ الشرع ، فإن ن الموضــوعاتإهــو الملقى إليــه الكالم فــحيث كــان ، وال حقيقــة شــرعية للكــذب كمــا ال يخفى،تؤخــذ منه

هــذا من ناحيــة ،المالك هــو الصــدق العــرفييكــون فالكبرى.

ال يســمى كــذبان الكــذب هــزالإ فــ:وأما الصغرى لــه: لــو اســتهزأ بــاآلخر قــائالأحدهمن إعند العرف؛ ف

ن كــانإ وفال يعده العــرف كــذبا، ،)أنت بطل ضرغام(ــدقيق في دقةكذبا ــق والت حسب ما مضى من التحقيــة على ذلكذلك ــد من القرين ،، نعم ال ب وإال عــد كــذبا

، إذالوجــوه الســابقة وال يعــود هــذا الوجــه إلى .عرفــا المــدار على وههنا العقلية، كانت الدقةهاالمنطلق في

فتأمل. ، باآلخرأحدهمايمكن عضد نعم ،العرف

الظه11ور على الم11دار ب11أن اإلش11كال تأكيدالجدي والمراد الثانويــح بالدقـــة إنـــه وإ :ذلك يؤكد ومما ن هنـــاكأن صـ

ن الظهور األولي أ إال ،حكايتين وظهورين يعــد معرضــا فال يكون هــو مصــب، حتى كأنه غير موجود عرفاعنه

المحــط والمصبإن الوصــف بالصــدق والكــذب، بــل (2) صــادق هو الظهــور المســتقر، والكــاذب هــزالعرفا

ــه و،فيه ــرام هزلـ ــيرإ فليس بحـ ــاهره غـ ــان ظـ ن كـ

أخذت التي أي)?ـ( 1 األلفاظ معاني بل ،ألحكامه موضوعا ،مطلقافيه. الشارع تصرف ثبت ما إال العرف من تؤخذ نهاإف

بطال. يكن لم الطرف نإو كذلك فرض لو أي)?( 2

201

حرمة الكذب ومستثنياته ــو قــال شــخص: )رأيت أســداف ،(1)مطــابق ، يــرمي(ل

ــهإفــالظهور األولي و ــوان المفــترس لكن ن كــان للحي حيث لم يكن ظهــورا مســتقرا فكــان كالعــدم ال يبــنى عليه شيء وال يوصف بشــيء، وأمــا الظهــور الثــانوي

فحيث كــان هــو المســتقر كــان،في الرجــل الشــجاع والكذب، بـل وسـائرعليه المدار في الوصف بالصدق

األحكام. ببركــة القرينــة المتصــلة لم ينعقــد إنهوالحاصــل: نــه وإنإ ف؛ما في القرينة المنفصــلةأ و،الظهور األولي

.عرض عنهأ قدنهأانعقد إال ومحــط، لم تتعلــق بــه اإلرادة الجديةوبتعبــير أدق:

الصــــدق والكــــذب هــــو اإلرادة الجديــــة ال اإلرادةاالستعمالية.

(2)الرابع للوجه ثالث مناقشات

الظه1111111ور هو األولى: المالك المناقشةدوما الثاني الظهور ال األقوى

نـه قــد يكــون الظهــور األول أقــوى منإ يقــال: قد ويكــون هــو محــط اهتمــام المتكلم،(3)الظهور الثــاني

ــهإ ف،، ومحــط االهتمــام في متلقى الســامع ثانياأوال ن تختلف القرينة قوة وضــعفا في الصــرف عن الظهــور

ضرغام. بطل أنت له قال نهأ الفرض إذ)?( 1 مناقشــات تعد المناقشات هذه بعض(?)2 في ذكر ما لبعض أيضــا

فالحظ. ،)القرينة( مبحث مثل ذلك، على السابقة الوجوه والثــاني األول إلى والثانوي األولي بالظهور التعبير عن )?( عدلنا3

هو يكــون وقد األولي هو يكــون قد األول الظهــور ذإ ،دقيقة لنكتة أولي قلنا ولو ،الثــاني من أقــوى األول الظهــور يكون وقد الثانوي

.فتدبر ،عنه ومعرضا مندكا كونه ألفاد

202

الفهرسبالعكس.األولي وعدمه أو اإلجمال، وقد يكون األمر

إن الظهور األول والثاني قد يكونان أخرى: وبعبارة متعارضين أو متخــالفين، وحينئــذ فقــد يكــون الظهــور األول للفــظ اإلنشــائي هــو محــط االهتمــام فال يصــح وصفه بالصدق والكذب، وقد يكون الظهور الثــاني لــه هو موطن االهتمام فبلحاظــه يوصــف الكالم بالصــدق

.والكذب حقيقة ال مجازا إلى المصير ال ،التفصيل من فالبد:وعليه

بالعدم ملحق األول الظهور نـ: أب القول إطالق الصدق مدار عليه ويكون ،الثاني الظهور فيثبت

والكذب دقة. أو عرفا الظه11ورين من األق11وى للظه11ور مث11االن

والثاني األول ونذكر مثالين كشــاهدين دالين على المطلب من أن المالك هــو الظهــور األقــوى، فقــد يكــون الظهــور األول وقــد يكــون الظهــور الثــاني وقــد يختلــف، ففي الشاهد األول ـ وهــو اآليــة المباركــة الشــريفة اآلتيــة ـ الظهور الثاني هــو األقــوى من األول، والــذي بموجبــه

حكم فيه بالكذب. وأما المثال الثــاني فيختلــف األمــر فيــه من حيث اقوائية الظهور األول أو الثاني حســب مصــب اهتمــام المتكلم، فقد يكون الظهور األول أقوى لكونه مصــب

اهتمامه، وقد يكون الثاني. تع1111الى وص1111فه تحليلاألول: المث1111ال

لكاذبونب1: للمنافقين يتضح ذلك جليــا ببيــان مثــال مهم واف بـالمطلب

وهو قوله تعــالى: هد ــافxقون قــالوا نشــ xذا جــاءك المن إ

203

حرمة الكذب ومستثنياته

هد ه يشــ وله والل ك لرســ xن ه يعلم إ هx والل ك لرسول الل xن إxن المنافxقxين لكاذxبون بين(2)، فهنا موطن التخــالف(1)إ

، الظهــور األول في اإلنشــاء، الظهــور الثــانيظهورين في اإلخبار.

فيالشــهادةلفــظ فهو ظهــور :ما الظهور األولأ نأ ولــذا فال مجــال ل؛ فإنها من عــالم اإلنشــاءاإلنشاء،

ــذا من(3) كاذبون(أنتم ) ـ: أي للمنافقين ـيقال لهم ، ه فــإن الشــهادة اللفظيــة هي:جهــة، ومن جهــة أخــرى فــالمهم أن يشــهد الشــخص،مدار األحكــام الشــرعية

حــتى يــدخل في دائــرة اإلســالم،بلســانه الشــهادتين فتترتب عليه األحكــام الظاهريــة من الطهــارة وجــواز

المناكحة وإرثه من والده وما شابه. عن مطابقــة(4) فهو إخبــارهم:ما الظهور الثانيأو

ن المنــافق يريــد أنإ فــ،قولهم وشــهادتهم لمعتقــدهم يخدع اآلخرين ويكسب ودهم بذلك، وهــذا أحــد وجــوه

.تفسير اآلية الكريمة الكذب وصفهم الله تعالى بوبهذا اللحاظ واإلخبار

xن المنافxقxين لكاذxبون: تعالىقولهفي ه يشهد إ نإ ف،والل فوجه وصفه،(5)الظهور الثانيهذا ذلك إنما هو بلحاظ

.1المنافقون: سورة (?)1فتدبر دقيقة لنكتة التعارض ال بالتخالف )?( عبرنا2 رســول محمــدا نأ شــهدأو الله إال اله ال أن شــهدأ يقول فمن)?(ــ 3

.اآلن الشهادة أي المعنى ينشئ نهإف ،الله.كالمهم بملزوم أو )?( الضمني4ــاء )?( بعض5 ــ ــاس أن إلى ذهب البالغة علم ــ ــدق في المقي ــ الص

ــذب ــاد مطابقة هو والك ــذه اســتنادا وعدمه للواقع االعتق اآلية له قــولهم مطابقة عــدم المقيــاس بل بصــحيح ليس لكنه الكريمــة،

قــول يطــابق لم إذ معتقــدهم أي اعتقادهم هو هنا والواقع للواقع نإفــ لــذلك ،كــاذبون بــأنهم الله فنعتهم اعتقادهم واقع المنافقين

ــارج من عمأ الواقع ــقع هو مماو الخ ــ النفس ص ما بحسب وكل ـ

204

الفهرس تعالى لهم بالكاذبين هو وجود الظهور الثاني

ــاذبون، أي (1)لكالمهم ــهد إنهم لك ــالى يش ــه تع إن اللــتبطنة في كالمهم،حقيقة ــواهم المسـ إذ، أي في دعـ

. أنفسهمإنهم مخبرون بالشهادة عن دخائل ــاني في اآليــةإ والحاصل: نه حيث كان الظهــور الث

المباركة هو محط اهتمام الله تعــالى ومحــط اهتمــام ن كــانت مهمــةإن الشــهادة وإ فــ،الرســول األكــرم

ــور األول لكن األهم،وكانت هي المنطــوق وهي الظه لذا صب الصدق والكذب،حيث كان هو الظهور الثاني

ــرxد،عليه أن اإلنشــاء ال: فوصفهم تعالى بالكذب، فال ييوصف به.

كنت )ليتك القائل الث11اني: ق11ول المث11ال متقيا(

قــال للقيم علىن شخصاأ فهــو لوالثــاني: المثــالــامى(أموال اليتامى: )ليتك كنت متقيا في أمــوال اليت

، فقد يقال بأنه تمن والتمني إنشاء ال يقبل الوصف(2).بالصدق والكذب

إذ هنا حالتان:؛ولكن الصحيح هو التفصيلــني األولى: الحالة بأن يكون المتكلم في مقام التم

،حقا (3) لكنه يتضمن إخبارا خفيا وفي، بأنه ليس متقيــا ؛ وذلــكهذه الحالة ال يوصــف بالصــدق والكــذب عرفا

ــراز المتكلم مصــب كالمألن ــو إب ومحــط اهتمامــه هــني ــالتم ــ على رأي ـ ــاؤه أ ـ ــو إنش ــهورـ على المش

.ـ عنه اإلخبار أريدالتفاسير. فليراجع ،آخران وجهان )?( وهناك1 وكــذا مطلقا، أو استهزاء، الكذب صغرى ليكون به، مستهزئا)?(ــ 2

هازال. أو به حقا( مستهزء المتقي نتأله: ) قال لوهامشي. أو)?( 3

205

حرمة الكذب ومستثنياته

ــه ليسأن كان يكشف عن ملزوم هــو إ و،ـالمنصور ن لدى ولكن ذلك ليس هو المصب والمدار المهم،بتقي

،المتكلم . فال يوصف بالكذب إذاــة: الحالة ن يكـــونأعكس الحالـــة األولى بـــ الثانيـ

الظهور الثاني أقــوى من الظهــور األول؛ وذلــك إذا لمــام ــبر في مق ــه األك ــاس وفي هم يكن المتكلم باألس

ن يطعن بــالطرفأنــه يريــد أالتمني، بل كــان واقعــه ،اآلخر وكان المصب النهــائي والمــآل هــو اإلخبــار أوال

بصــيغة أو صــيغ عرضا وإن اقــترن عرضا،وبالــذات التمـــني واإلنشـــاء، وهنـــا يمكن أن يوصـــف الكالم

.بالصدق أو الكذب التفصيل هو بحسب المصب والظهــور:والخالصة

وفي اآليــة الشــريفة:،(1)األقوى تبعــا للقرينــة األقــوى شــهادتهمنهم مخبرون ظهورأ حالهم في يغلب ظهور

، وعلى أي فقوله تعالى: )لكــاذبون(منشئوننهم أفي وإنمـا شــهادتهم، نص في كونهم مخبرين غير منشئين

مجرد لقلقة لسان من غير قصد لإلنشاء. مــا لــوأ ،ن المالك هو القرينــة األقــوىأوال يخفى

مــاإ ؛ تتقــدم على ذيهافإنهاوجدت قرينة واحدة فقــط بالحكومة أو باألظهرية على الخالف، لكن هذا فيما لو

ــلنا، وإال فالمالك األظهر منهما،ثبتت قرينيتها وقد فصــاريض ــاب )المع ــات في كت ــائره والمناقش ــك ونظ ذل

والتورية(.

هو اإلعــــراض إن على الماضي البحث في المــــدار )?( فــــان1ــون القرينة قوة على المدار ن أ هو فالجواب هنا اما المقياس، وك

الحال. ظهور القرائن ومن مصب، أي في األقوى ظهورها

206

الفهرسقرينة:الثانية المناقشة بين المقابلة

هزال الكذب الحرمة تقتضي وجدا ن قرينة المقابلة في الروايــة بين الكــذب الجــادإ

ــازل ــالهزل،والكــذب اله يقتضــي، ووصــف الكــذب ب نــه حــتى لــو ســلمنا أنإ أيضــا، فتحــريم الكــذب هــزال

، ولكن مــع ذلــك يمكن ليس بكــذب عرفاالكذب هزال إذ الموضــوع في الروايــة لــو كــان؛القول بأنه محــرم

ان الكــذب هــزالـ: ))اتقوا الكذب( فقط لكان القول بــا، ولكن عن الرواية( فهو خارجليس بكذب عرفا متين

الرواية تقول: اتقوا الكــذب الصــغير منــه والكبــير فيكل جد وهزل.

ــام ــول اإلم ــدثففي ق ــزل يح ــذب في اله الكالتعارض بين ظهورين: ــذب في ــور الك :ظه ــيما ــه قس ــادا وكون ــه ج كون

ــذبأ وظهور الكذب في الهزل في ،للهزل ن الهزل ك شرعا أو مســامحة مبنيــا عليهــا الحكم أو حــتى حكمـا

نأ وهــذا التعــارض بلحــاظ ،فقط وقد حرمــه الشــارع ن كان مسامحة فهوإ و،اإلمام أطلق الكذب على هذا

فتأمل.إذا،محرم فلو قــال المــولى:، بمالحظة نظائره:ويتضح ذلك

مــع صــديقهأحــدهم فلــو مــزح ،)اتق السرقة مزاحــا( فهــذه ليسـت بسـرقة، منــه بقصـد إرجاعهفأخذ شيئا

ولكن حيث نهى المــولى بقولــه )اتــقx الســرقة،عرفانه يجب تركه. إمزاحا( ف

ن الروايــة هي )اتقــوا الكــذب فيإ فــ؛وفيــه تأملــرق،كل جد وهزل( وليس )اتقوا الكذب الهزلي( والف

لحـــدوث التعـــارض في الثـــاني بين؛بينهمـــا كبـــيرــ ــو كـ ــورين دون األول فه ــرقة في الظه ــوا الس )اتق

207

حرمة الكذب ومستثنياته نــه الأ على ،)اتقــوا الســرقة المزاحيــة( المزاح( ال كـــ

ــوره؛تعارض حتى في الثاني إذ الوصف ال يعارض ظه. فتأمل،نه بعد الفراغ عنهإظهور الموضوع بل

الح111اكي ك111ذب اختالف :الثالثة المناقشة(1)عرفا الحكاية كذب عن

؛أن هنالك نوعين من الكذبمن سبق تتضح مما كــذب اللفــظ، وبتعبــير: والثــاني، كــذب الالفظ:األول وكــذب الحــاكي، وبنــاء على ذلــك، كذب الحكاية:آخر

نقول: آلخــر: )أنت بطــل( مســتهزئاأحدهمعندما يقول

نــه ليس بكــذبأ كــان هــو الخــامسن اإلشكال إ ف،به : هو التفصيلـ وكما سبق أيضا ـ، ولكن التحقيق عرفا

أصــنافه وأقســامه دونأحدن الكذب يصدق بلحاظ أب كــذب الحــاكي؛ إذ يمكن أن ينفى عرفا،الصنف اآلخر

إذ الحاكي ليس في مقـام الحكايـة الواقعيـة وال إرادةــه في قوله ــة ل ــه بطلأ على (، بطل: )أنتجدي فال،ن

، ولكن كــذب اللفــظ متحقــق إذا والحاكيكذب لالفظلوحظ اللفظ بما هو هو.

عن الحرمة أدلة الخامس: انصراف الوجه الهزلي الكذب

ــره الشــيخ األنصــاري ــا ذك ،(2) من االنصــرافمونضــيف: أو مزاحا ـ إن الكذب هزال:وظاهر كالمه هو

ن أدلة الحرمة والمنع منصــرفةأ كذب إال ـأو سخرية ويفتح جــدا ســيال وهو ،تــدبر إلى ويحتــاج دقيق الجواب )?( وهذا1

واسعا. مبنائيا بحثا.16 ص2المكاسب: ج كتاب(?)2

208

الفهرس ولكنــه لم يـذكر وجـهإذا أقام قرينة على ذلــك، (1)عنه

.االنصراف وسنذكر وجوها له بإذن الله تعالى ولكن األحرى واألفضل من الناحية الفنية أن يجعل

االنصراف وجها وذلك للتقــدم الرتــبي لــدعوى،(2) الحقا ن دعــوى االنصــراف تســتبطنإالخروج الموضوعي؛ فــ

ــزال ــذب ه ــذب على الك ــدق الك ــان بص ــه،اإلذع وكون ن أدلة الحرمة منصــرفة عنــه,أموضوعا منه مع دعوى ــالخروجأن وأما الوجه الذي ينبغي يسبقه فهو القــول ب

ما ألنــه إنشــاءإ ؛الموضوعي للكذب الهزلي عن الكذب ، بل يطلــق عليــه ذلــك من بــاب التجــوزفهو ليس كذبا

ــرف الما ألنه فاقد للقصد إلى مضمونهإو ، وإما ألن الع يراه كذبا، وإما أنه مـع القرينــة فهـو ليس بكــذب، فهي وجوه أربعة تكفلت إثبات أن الكذب الهـزلي خـارج عن

.(3)الكذب موضوعا في بعض صورهوذلــك ألن مقدمة ،المناقشــة بــالخروج موضــوعا

على المناقشـــة في رتبـــة المحمـــول بـــدعوى عـــدمشمول الدليل لهذا الموضوع لالنصراف وشبهه.

االنصراف دعوى في الشيخ كالمــيخ ــال الش ــو الكالم ق ــزل وه ــا نفس اله : )وأم

الفاقد للقصد إلى تحقــق مدلولــه فال يبعــد كونــه غــير كمــا صــرح،محرم مع نصب القرينة على إرادة الهزل

نصـــراف الكـــذب إلى الخـــبرإ ولعلـــه ل،بـــه بعضـــهم ، لكنه بعد ذلــك قــال: )ويحتمــل(4)المقصود وللسيرة(

ــه(، ــد حرمت ــير بعي ــدقغ ــدم ص ــذلك ينفي ع ــه ب فإن

سيأتي. تفصيل على ولكن ظاهرا، تام االنصراف نأ والظاهر(?)1الخامس. هو ليكون(?)2 كالكذب(?)3 التعليم. مقام في للتمثيل كان إذا أو هزال.16 ص2المكاسب: ج كتاب(?)4

209

حرمة الكذب الموضوعي للكــذب على الهــزل، كمــا ينفي انصــرافومستثنياته

ولعل هذا هو نظره.أدلة الحرمة عنه أيضا،

: الفاقد الش1111يخ كالم تقييد يل1111زم هل؟)الجدي( ب1 للقصد،ــال وقد ــد القصــد في عبارتهأ بضــرورة :يق :ن يقي

ل: )وهوان يقأ ب(الجديـ: )ب )...الفاقد للقصد(، ــه( ــق مدلول ــدي إلى تحق ــد الج ــد للقص ؛الكالم الفاق

نأن الكــاذب الهــازل قاصــد ولكن من غــير ألوضــوح نأ : ويوضـحه،نه فاقــد للقصـد بـالمرةأ ال ،يكون جادا

الغالط بالمرة ال قصد له وهو غير الهازل. نه غـير محـرمأ )فال يبعد : قوله بعدها:ويؤكد ذلك

ن نصــب القرينــة شــأن القاصــدإمع نصب القرينة(، ف. فتأمل،الملتفت أو هو ظاهر فيه

الفاقــد: من )الفاقــد للقصــد( ولعل مراد الشيخ وقــد تــرك ذكــره اعتمــادا على وضــوح،للقصد الجدي

.إرادته انتف11اء مع ه11زال الك11ذب تص11وير إمك11ان

بالمرة القصد ومع ذلك يمكن لنا تصــوير الكــاذب الهــازل بحيث

ن يكــون غــافال عن جهــةأ للقصد بالمرة بــيكون فاقدا ل الــذي،الحكاية والحاكوية تماما وذلك كما في الممث

فإنه قد يكون غير ملتفت لمحتوى ما،يقلد كالم غيره وخاصة إذا كان يقلد كالم غيره بلغة،يتلفظ به بالمرة

نــه لــو كــان في مقــامإ ف،أخــرى قــد حفظهــا وقلــدها نهإ ):الهزل أو المزاح أو السخرية ألمكن أن يقال فيه

نــه يــأتيإ والحاصــل: ،فاقــد لقصــد الحكايــة بــالمرة(

210

الفهرسبالعلة الصورية في كالمــه فقــط دون أن يقصــد شــيئا

من المحتوى والعلة المادية. ن المـــراد منإ :ن الظـــاهرإ فـــ،وعلى أي حـــال

)الهزل( عرفــا هــو األعم من الفاقــد لقصــد الحاكويــة .بالمرة ومن القاصد لها هزال

الشيخ كالم في االنصراف وجه ن األكــاذيبأعلى ذلــك بقولــه: )ل استدل الشيخ

.(1)المضحكة أكثرها من قبيل الهزل( والمستظهر: أن وجه انصراف األدلة عن الكــذب

لم نقل بذلك للزم تخصــيص األكــثرا إن إنالهزلي هو: ويــل للــذي وذلــك أن الروايــة تقــول: ،وهو مستهجن

ويل له ويــل لــه ويــلبه القوم يحدث فيكذب ليضحك ، وهي تدل على أن من يتحــدث بالكــذب إلضــحاكله

الناس يفعل محرمــا وأكــثر هــذه األكــاذيب المضــحكة عن حرمـة (2)هي من قبيل الهـزل, و لـو اسـتثنينا ذلك

وجه ردفيكون ،الكذب للزم تخصيص األكثر وهو قبيح هي وإن لم تكن ـــاالنصــراف اســتبعاده مــع كــثرة

ــبي ـأغلب ال : األكاذيب المضحكة وكون نص كالم النــه ــل ل ــوم وي ـهx الق xـ xيضحxك ب ذxي يحدث فيكذxب ل xل ويل ل

.(3) ويل لهويل له على ق111امت الس111ادس: الس111يرة الوجه هزال الكذب ممارسة

ن ســيرة المتشــرعةأ أيضــا من:ما عن الشــيخ

.16 ص2المكاسب: ج كتاب (?)1 الكــذب مــوارد من النــادر ذإ هزال، الكذب أي(?)2 ليس مما هــزال

.الناس إلضحاك.251 ص12الشيعة: ج وسائل (?)3

211

حرمة الكذب ومستثنياته ، والســيرة تصــلح أو هــزالقــامت على الكــذب مزاحا

ــة الكــذب عنإلطالقاتكقرينة لبية صارفة أدلة حرم .الشمول للكذب هزال

الس11111ادس: ع11111دم الوجه في المناقشةمتشرعين لكونهم السيرة كون معلومية

ســيرة المتشــرعة الوقد يرد على هذا الوجه: إنــو ــا ه ــل لعلهم بم ــا هم متشــرعون، ب ــا بم يعلم كونه

ــزمنأمتســامحون، إضــافة إلى ــه ال يعلم اتصــالها ب ن تختص فينها لــو كــانت ثابتــة فهيأ، على المعصوم

في الــرأي(1)صورة واحدة من الصــور الخمســة اآلتية ، على المالطفــة مــع االنــدكاك ال غــيرالمنصــور وهي:

ــل لبي ال إطالق لهفإنها ــور اآلتية وأما، دلي ــة الص بقي نــهإكذب التشريك ولو بنحو الغلبة ألحــد الطــرفين فك

.مما يتحرج عنه المتدينون بما هو متدينون وهذه مناقشــات ســت في االســتدالل بالروايــات

على نحو العموم.

الرواي11ات بعض الخاصة: دراسة المناقشةالحديث وفقه

أما المناقشة الخاصة في بعض الروايات السابقة وإعمــال النظــر فيهــا، فإنهــا تتضــح وتتنقح عــبر فقــهــق الحكم قــد الحديث فيها، فنقول: قد مضى أن متعل يكون بذاتــه وبمــا هــو هــو متعلقــا للحكم، وقــد يكــون متعلقا للحكم بلحاظ االنتساب إلى الفاعل أو القائــل، كمـــا مضـــى أن كال النمطين موجـــودان في الشـــرع

بكثرة، وإن مقتضى األصل ما هو؟ المقام في المنصور عنوان: الرأي تحت237الصفحة: في (?)1

212

الفهرسأما في خصوص الكذب وما نحن فيه فنقول:

يكـــون بلســـان )ال تكـــذب(:ن الخطـــاب تـــارةإ يكون بلســان )الكــذب حــرام(: وتارة أخرى،ونظائره

ن اللســانإ فــ؛ والفــرق جلي بين اللســانين،ونظــائره األول انصب النهي فيه على الفعل، والفعل ظاهر في

ــه،انتسابه لفاعله إذ األصل في األفعال القصدية وعلي فال يحرم الكذب إذا لم يكن قاصـدا مضـمونه ومـؤداه

كما لو كان ممازحا أو ممثال أو شبه ذلك. فالظاهر أن الحرمة فيــه قــد،وأما اللسان الثاني

ولم، بمــا هــو هوـ وهو الكذب ـصبت على الموضوع ــبة إلى الفاعل ــه النس ــذ في ــة حملت؛تؤخ ألن الحرم

على المصدر وهو أعم. والفـــرق بين الـــوجهين كـــالفرق بين المصـــدر

فتدبر.،واسمه

الش111يخ بها اس111تدل ال111تي رواي111اتالفيها الحديث فقه ومقتضى

عند الرجوع إلى عالم اإلثبات ولسان األدلــة نجــد ها من لســان، ن بعض الروايــات الــتي نقلهــا الشــيخأ

:(1)قبيل الثانيــاقر: مرسلة سيف بن عميرة ومنها عن اإلمام الب

: ــد xــل ج ــير فxي ك x ــه والكب غxير مxن ــذxب الصــ قــوا الك اتــرى على،وهزل غxيرx اجت xذا كذب فxي الصــ جل إ xن الر فإxيرx . (2)الكب ومــا كــان،ن )الكذب( يعم الهزلي منــه وغــيرهإف

. لشمول المصدر لكل ذلك؛عن قصد له وغيرهحرام(. )الكذب(?)1.250 ص12 ج:الشيعة وسائل/338 ص2 ج:)?( الكافي2

213

حرمة الكذب ومستثنياته لح مxن ومنها: ما نقلــه الحــارث عن علي ال يصــ

.(1)الكذxبx جxد وال هزل عنومنها: ما ورد في الموثقة بعثمان بن عيسى

والكذxب شر: محمد بن مسلم عن أبي جعفر xراب ــكري وما روي عن اإلمام ،(2)مxن الش :العس

بxــذ ها فxي بيت و جعxل مxفتاحها الك xث كل جعxلتx الخبائ(3).

كما(4)األولى قبيل من بعضها لسان نأ كما رضوان ذر ألبي وصيته في النبي عن روي فيماذxي ويل: عليه تعالى الله xل xيضحxك فيكذxب يحدث ل ل

)يكذب( ظاهر نإ ف(5)له ويل له، ويل له، ويل القوم،.ذلك في األفعال لظهور قصد عن كان ما هو

:ومنها ما روي عنه xــر ــذب مxن غي xذا ك المؤمxن إ.(6)...عذر لعنه سبعون ألف ملك

اإلم11ام األولى: رواية الرواية ح11ديث فقه السجاد اإلمام عن الباقر

ما عن اإلمــام البــاقر ولنبدأ بفقه الرواية األولىــذxب أنــه قــال:الســجاد عن اإلمام قــوا الك ات

xذا ــل إ ج xن الر xير فxي كل جxد وهزل فإ الصغxير مxنه والكبxيرx فنقول:،كذب فxي الصغxيرx اجترى على الكب

.419)للصدوق(: ص األمالي(?)1.339 ص2الكافي: ج (?)2 ص:)للشــعيري( األخبار جامع/ــ 263 ص69األنوار: ج بحار (?)3

148.تكذب(. )ال(?)4 ص12الشــيعة: ج وســائل/537)للطوســي(: ص األمــالي(ــ ?)5

251..148 ص:)للشعيري( األخبار جامع(?)6

214

الفهرس تعليل على الرواية اقتص1111111ار في الوجه

مضمونها بعض في نهاية الروايــة يبــدون تعليل اإلمام إ يقال: قد

عن الكـــذب الصـــغيرغـــير شـــامل؛ حيث قـــد نهى في كما نهى عن جده وهزلــه، ولكن تعليلــه ،والكبير

(1)ذيــل الروايــة اقتصــر على األول من جهــتي التعميم

xم لم يذكر علة الجهة الثانية للتعميم؟اإلمام فلوالجواب: إن ههنا احتمالين:

أوكــل وجــه التعميمإن اإلمــام األول: االحتمـــالــا يفهم عرفا ــاني إلى م ــه،؛ من الكالمالث ــه الزم لكون

نــه من أســاليبأ كمــا ،وهذا من فنون البيــان والبالغة بل من وجــوه اإلعجــاز فيــه، والحكمــة الكريمالقرآن

فيه اسـتثارة ملكــة التفكــير في المتلقي كي يســتنبط ،بنفسه التعليل الثــاني من خالل فهمــه للتعليــل األول

ــرى علىفقوله: xذا كذب فxي الصغxيرx اجت جل إ xن الر فإxيرx نه إذا كــذب في الهــزل اجــترأ علىأ يفهم منه الكب

الجد، وهذا وجه عرفي بالغي.ــأي الجد والهزلـ ن الثاني إ الثاني: االحتمال ــو ـ ه

قــد يعــدن الكــذب هــزالإ؛ فــمن مصــاديق األول عرفا في قبال الكذب جxدا والذي قد يعــد كــذبا، صغيراكذبا

. (2) بالنسبة له، ويظهر ذلك مع اتحاد مضمونهماكبيرا ن الهزل مصداق من الكــذب الصــغيرإ والمتحصل:

فالتعليل شامل له بشمول جامعه. ن الكــذب هــزال قــد يكــون كبــيرا كالكــذبإ وفيــه:

: قوله )?( أي1 نx جــل فــإ xذا الر ــذب إ غxيرx فxي ك على اجــترئ الصــxيرx .الكب

الكذب مفسدة نإ)?( ف2 لكن ـــ فقط للواقع مخالفته في هي هزال ـــ اآلخر الطرف به علم أو الهزل على قرينة أقام لو بما خاص هذا

الكــذب مفســدة ماأ وتدليسه خداعه في لــذلك إضــافة فهي جــدااآلخر. على

215

حرمة الكذب ــزال فيومستثنياته ــذب هـ ــزال، وكالكـ ــاء هـ ــاء واألوليـ على األنبيـ

ــبه ذلك ــة أو ش ــور العام ــيرة أو األم ــؤون الخط ،الش .فتأمل

بالرواية االستدالل على ثالث إشكاالتثم إن هاهنا إشكاالت ثالثة على تعميم الكذب:

)الك1111ذب( يقيد : إطالقاألول اإلش1111كال )اتقوا( ببركة

إن لسان هــذه الروايــة على نحــو )الكــذب :سبق حرام( مما انصب الحكم على الموضــوع بمــا هــو هــو

ن )الكــذب( مصــدرإفــمع قطع النظر عن االنتســاب، ، والمصــدر يــدل على الحــدث فقط،تعلق بــه )اتقــوا(

ــد ــل أو القص ــاب للفاع ــة االنتس ــه جنب ــذ في ولم تؤخ.ونظائرهماــذبوعليه : فقد يقال: إن األمر باالجتناب عن الك

على اختالف أنواع القصد،مطلق شامل لكل المواردفيها من جد وهزل وتمثيل وغير ذلك.

في استفادة العموم من ذلك منولكن قد يجاب وهــذه لهـا داللتهـا،ورود )اتقــوا( قبلهاـــ: بهــذه الجهة ن األمــر ال يوجــه لغــير الملتفت، فحيثإ فــ؛المعاكسة

التفــات،أخــذ في هــذا األمــر، ككــل األوامــر األخــرى الطرف اآلخر أفاد حرمــة خصــوص الكــذب المقصــود

.الملتفت إليه ال مطلقهــة: ــه قصــدإن المصــدر وإ والخالص ن لم يؤخــذ في

المتقــدم عليــهأمرولكن ال ،(1)الطــرف اآلخــر أو نوعهقصده. نوع )?( أي1

216

الفهرس فيتقدم، ـأي كون المخاطب ملتفتاـ خذ فيه ذلك أقد

ــدرا ــه مصـ ــتفاد من كونـ ــذب المسـ ،على إطالق الكـ شخصية الفاعل وقصده والتفاته فيمدخليةفيستفاد

و الغالــطأ إذ ال يوجه األمــر إلى الطفــل ؛ثبوت الحكم.أو الساهي وغير القاصد

اإلشكال عن جوابانــان يمكن لكن ــاك وجهـ ــل منهمان يتكفلأهنـ كـ

باإلجابة على هذا اإلشكال:

بين التفريق من األول: البد الج111111111واب عنه والمنهي النهي

وذلــك؛ البــد من التفريــق بين النهي والمنهي عنهــه،خذ في األمر بـ)اتقوا(أ قد (1)بأن االلتفات وأخذه في

نهمــاإ حيث ؛ال يــدل على أخــذه أيضــا في المنهي عنه فالنهي شــيء والمنهي عنــه شــيء،مطلبان مختلفان

آخر. ،نعم النهي موجــــه للملتفت ذي اإلرادة البــــالغ

عم، وكالمنــا في المقــامأولكن المنهي عنه قد يكــون ــذب( وعمومه ــ ــه )أي الك ــ وليس في،في المنهي عن)اتقوا( وخصوصه، وال يسري هذا إلى ذاك.

من التفكيــك بينهما ـومما يبرهن على ما ذكرناه ـــ وهــذا صــريح ـــن المولى لو قال لعبده: )التفت إ ـ:

ــك: إن الكــذب حــرام مطلقا ــول ل ( لم يكن(2)لمــا أقوقصده. السامع التفات )?( أي1 قصدته سواء )?( أي2 وأ جدا ككونك تقصده لم مأ هزال ــا في معلم

العبد كـــان وإن هـــذا بـــالغ، غـــير فاعله كـــون أو التمثيل مقـــامخاصة. شروط فيه اشترطت قد المخاطب

217

حرمة الكذب ن االلتفاتإ ف؛هناك تناف في البين بين الصدر والذيلومستثنياته

ولكن،ن كــان في بدايــة الكالم قــد تعلــق األمــر بهإو و لم يؤخذ فيه شــرط من،المنهي عنه قد ورد مطلقا

و غيرها.أو الجد او الهزل أالشروط كااللتفات التفكيك بين شروط توجه النهي نإ أخرى: وبعبارة

وهــذا حاصــل، بــل واقع،وبين شــروط المنهي ممكن.في المقامــون دليال:وعليه ــلح أن تك ــوا( ال تص على إن )اتق

ــه لكونــه مصــدرا؛تقيــد الكــذب المطلق لم تؤخــذ في.النسبة للفاعل

ــل:وفيه ــات تأم ــط بين أصــل االلتف إذ حصــل خل وهــذا هــو الــذي،والقصد مقابل الغفلــة وعــدم القصد

ــال عنه ــر إ :يق ــواـ ن األم ــ: اتق ــكـ ــه إال ـ ــير موج غ للملتفت، وبين نوع القصد من جد أو هزل وهو مــورد

)اتقوا( على إثباته أو نفيه. يدل البحث، وال ن الخطاب بـ)اتقــوا( ونظــائرهإال أن يقال: إاللهم

والمــأمور بــه أو المنهي عنــه هـــو،موجــه للملتفت ال غير؛ إذ ال يمكن توجــه الخطــاب لغــيرالملتفت إليه

فيكون الكذب المنهي عنه هو الملتفت إليــهالملتفت، دون المغفول أو المسهو عنه، لكن الكذب جــادا كــان

ويمكن،نــه يصــلح للنهي عنــه بكال قســميهإأو هــزال ف فال يكــون الخطــاب،توجــه الخطــاب للهــازل كالجــاد

ـــ وهو الكــذب ـبـ)اتقوا( قرينة على اختصاص متعلقه نه ال ينفيأبالكذب الجاد، لكن هذا التأمل وإن صح إال

ــه ــده لكن بوجـ ــل يؤكـ ــه األول بـ المـــدعى في الوجـ.(1)جديد

ــوا( ال نإ الكالم حاصل إذ(?)1 ــ ــذب( يقيد )اتقـ ــ هو ألنه ماإ ،)الكـ به تقيــده فــرض لو حتى ألنه ماإو الهزل، أو بالجد مقيد غير بدوره

218

الفهرس بشمول النهي حــتى لغــير الملتفت في:بل قد يقال

ــوأ بمعنى ،حينه ن )الكذب( مادام قد وقع منهيا عنه وه بإطالقه أعم مما صدر عن التفات حينــه وعدمــه، وجب ؛االحتياط في مقدماته، إذ يكون من العنوان والمحصل

ن الشارع كره وقوع الكذب كعنوانإ :إذ يكون الحاصل،في الخارج فكلما احتمل صدوره منــه غــافال أو غالطــا

أو ساهي ــها أو غير ذلك وجب عليه االحتياط في مقدمات إلى صــدوره منــهيؤدين أن يحترز عن كل ما يمكن أب

فتأمل.،ولو غفلة أو سهوا

)اتق11وا( في القيد : أن(1)الث11اني الج11وابالغالب باب من

ن اإلمام أ ب:يقال نأ لو قال )ال تكذب( مستخدما الفعل الظــاهر في القصــدية والمشــرب فيــه النســبة

فإنمــا ذلــك للحاجــة إلى طــرف للخطــاب ال،للفاعلد المنهي عنــه بخصــوص بعض الصــور كالقصــدية لتقي

وصورة نسبته للفاعل.: إن )ال تكذب( فيه احتماالن:وبعبارة أخرى

ــا ــ ــاهف :األولأم ــ ــا ذكرن ــ من إرادة النهي عن، م أو ما كان بقيد نسبة خاصة،خصوص الكذب المقصود

.له إلى الفاعل لظهور الفعل )تكذب( في ذلكــا ــانيوأم ــام:الث ــو إن اإلم ــال: )ال فه ــدما ق عن

بــل كــان،تكذب( لم يرxد أخذ خصوصــية الفاعــل كقيدــو األهمأذكر ما ظاهره ذلك ألجل ن محط االهتمام ه

ــامن المصاديق، ويوضح ذلك أكثر قوله تعــالى: ه ــا أي ي بل:في أكـدناه )مما متعلقه تقيد يسـتلزم ال تقيـده نإف بغيره، أو..(. بشمول يقال قد

ال بصيغة اإلمام كالم كان لو حتى المورد ليشمل يعمم وهذا)?( 1.تكذب

219

حرمة الكذب ومستثنياته

xه xالل رxكن ب ــ ــك على أن ال يش xعن ــات يباي xذا جــاءك المؤمxن xي إ ب النxين وال يقتلن أوالدهن والن إ ف(1)...شيئا وال يسرxقن وال يزن

xين ــزن خــذ فيــه القصــدأنــه قــد أ : ظــاهرهال يقتلن وي ،؛ ألنه فعل وقع منهيــا عنه(2)وشخصية الفاعل بقيودها

أولكن من الواضح ن الطفلإ ف،نه ليس كل ذلك قيدا والطفلة منهيان عن الزنا والقتل، وقصد الزنا أو ضده

.(3)ليس دخيال في الحرمة وعليه: فالقصد وشخصية الفاعــل لم تؤخـذ كقيــد

ال، بل مالك التحريم هو المصدر بنفسه،على إطالقها لكن ال،فقد جعل مصب النهي الفعل، الفعل بمدلوله

ــبهه، بلحاظ شرطية خصوص االستناد إلى الفاعل وش .ن محط العناية هو المورد الغالب أو المهمأبل ل

وظــواهر األلفـاظ،لكن ذلـك خالف الظــاهرهذا و مـا في اآليـة فالحرمـةأ وما ذكــر تنقيح منــاط، و،حجة

مــا حمــل آيــةأ و،مطلقة ألنها من المســتقالت العقليةكمxي حجورxي فx ت ، فللــدليل الخــارجي؛ على الغــالبالال

ولواله لوجب الجمود على ظاهره من كونه قيدا.

)الكذب( ظهوري تعارضالثاني: اإلشكالوالتخصيص التعميم فيب( ذو)ك

ــردة األولى وهين اإلمام إ لم يقتصر على المف )اتقوا الكذب(، وإنمــا علــل ذلــك بمـا يتضــمن مفــردة

ن كــان متعلــقإنــه وإ( فيتعــارض الظهــوران؛ فبxذــ)ك.12الممتحنة: سورة (?)1البالغ. لغير يوجه ال النهي نإف ،وغيره بلوغ )?( من2 الرياضة الزنا من قصد )?( فلو3 الحرمة. عن يخرجه لم مثال

الزنا قصد نأبــ ليقــال الزنا قصد يضــاد ال الرياضة قصد ن إوفيــه: ليس الحرمة في دخيال مخــرج غــير الرياضة قصد نأ إلى اســتنادا.فتأمل ،الحرمة عن

220

الفهرس ، هـو المصـدر اإلمـام في بدايـة كالمأمر باالجتناب ال

بعــد ذلــك وفي مقــاماإلمــام ولكن ،والمصــدر أعمــذxب( إذ :التعليل استخدم الفعل وهو : قــال )ك

ــذب xذا ك جــل إ xن الر وظــاهر الفعــل كمــا ســبق ...فــإ قــد أشــربت فيــه شخصــية الفاعــل، كمــاوأنه ،القصد

ــك دليال على ــون ذلـ ــترأ( فيكـ ــل )اجـ ــتخدم الفعـ اسـ.التخصيص مرة أخرى

قد يقال بحدوث تعــارض بين ظــاهر:أخرى وبعبارةــالكــذب ــ المصــدر ـ ــه النســبةـ ــذي لم تؤخــذ في وال

xذا :للفاعـــل، وبين مـــا تضـــمنه قوله ــل إ جـ xن الر ــإ فـــلإ من فعل )كذب( و)اجترأ(؛ ف...كذب ــذا التعلي ن ه

والفعــل ظــاهر في القصــد والنســبة،متضمن لفعلين للفاعل، وحينئذ فلو تمسكنا بظاهر المصدر )الكــذب(

ـأي الكذب ـ نه إف سواء أكــان، سيكون محرما مطلقا ، وسواء قصد الجد أم الهزل،(1)هناك قصد أم لم يكن

.فال مدخلية لنوع القصد أيضا وأما لو تمسكنا بظاهر الفعل )كذب، اجترأ( الذي

ن الحرمــة ســتختص بمــاإورد في الجملة التعليلية، فــ ن الفعـــل ظـــاهر فيإ فـــ،كـــان عن قصـــد والتفـــات

فســوف تكــون الحرمــة،االلتفــات والقصــد والنســبة مقيدة بتلك القيود، وظاهر التعليل مقــدم على ظــاهر

المعلل له.

الث1111اني: اإلش1111كال عن األول الج1111واب الغالب أو األهم المورد باب من التعليل

نــه قــد يكــون التعليــلأ ب: عن ذلكويمكن الجــواب نه المورد األهم أو الغــالب ومــا أشــبه،أبذلك من باب

xي فxيكمــا هــو الحــال في قولــه تعــالى: ت xبكم الال ــائ ورب.التمثيل مقام في المعلم في كما( ?)1

221

حرمة الكذب ومستثنياته

ــةإ ف(1)حجورxكم ن القيد هنا هو توضيحي تقريري للحال الغالبة وليس باحترازي، أي كــان ذكــره لكــون الحــالــوطن الغالبة هي ذلك ولكونه موطن االبتالء عادة، وم

.مقامنا نظير هذه اآلية ن كــونإ فــ؛ خالف الظــاهر ـكما سبقـ لكن ذلك

القيد أو التعليل بلحاظ الغالب خالف المستظهر عرفا:فاألولى الجواب بوجه آخر يقود إليه التحقيق وهو

ق11ولالثاني: اإلشكال عن الثاني الجواب وأ ك11ذب...( حكمة إذا الرجل )ف11ان: اإلم11ام

؟علة يتوقــف على جــواب الســؤال اآلتي:الجواب الثاني

و حكمــة؟أ في نهاية الرواية علة هل ما ذكره اإلمامـذب في نهايـة الكالم: حيث قــال xذا ك جــل إ xن الر فــإ

xيرx ؟(2)فxي الصغxيرx اجترى على الكب ن مــا ورد فيإ فــ؛نه على كال التقديرينإ: قد يقال

وال يقيده بكونه عن،التعليل ال يضيق دائرة المعلل له :ن قولهإبيــان ذلــك: وقصــد والتفــات أو شــبه ذلــك،

ن الرجل إذا كذب...إف:يحتمل فيه احتماالن

الرج11ل...( نإ)ف11 األول: ك11ون االحتم11ال حكمة

ــ كما هو المنصور ـ حكمةكون ما ذكره اإلمام ـ في كل علــل الشــارع إنهــاـ كما حققناه ـن األصل إفــام،م ال عللكxح ــان حكمة وكالم اإلمـ ــ، لـــو كـ نإ فـ

.الحكمة ال تخصص وال تعمم

.23النساء: سورة (?)1.الجد على اجترأ هزال كذب لو نهأو)?( 2

222

الفهرس لكــونx؛ن حرمة )الكذب( ســتبقى عامةإ ف:وعليه

ن الرجل إذاإف: قوله وحيث كان،)الكذب( مصدرا ن ورود الفعلين: )كــذب( و)اجــترأ(إ حكمة فــكذب...

الظاهر في التقييد بالقصـد والنســبة إلى فاعلــه، غــيرموجب لتخصيص الكذب المنهي عنه بذلك.

طريقية ولكن علة الثاني: كونه حتمالإالالتعميم تفيد العلة

نإ، ولكن مــع ذلــك فــ(1)سلمنا أن ما ذكر هو علة هذا التعليل ال يخل بإطالق حرمــة الكــذب المســتفادة من المصدر؛ وذلك اســتنادا إلى لحــاظ الطريقيــة في التعليل وهو صريح الرواية، وبــذلك ســيظهر أن الحــق

ــع المخصــص، إذ نص الرواية ــع المعمم ال م xن: م ــإ فxيرx xذا كذب فxي الصغxيرx اجترى على الكب جل إ وهذهالر

بــل وفي المعلم،العلة موجودة أيضا في الكاذب هزال الممثل لطلبتــه في الــدرس بأمثلــة كاذبــة، مطلقــا أو

نإ على الكــذب و(3)نه لــو اعتــادأ؛ وذلك (2)في الجملة نإلم يكن جادا فيــه أو كــان مجــرد تمثيــل للتعليم، فــ

وهــو الــذي،مآله سيكون االجــتراء على كبــير الكــذب عللت به الرواية وجوب اتقاء الكـذب، أي: إن شخصـا لو استمر يقول مثال: )علي ليس بــأول الخلفــاء( غــير

،قاصد للمعنى عن جد ــرا بل كان ممازحا فقط أو ذاك ذلك كمثال لطلبته على الجملة السالبة غير المعدولة

ــ ــول مثال، ف ــا إالمحم ــيره كم ــك ســيجرئه غ ــهأن ذل ن

ــ ?)1 ــذه في أي( ــة، ه ــبرى الرواي ــلمنا:وكك مما ذكر ما كل إن سخرج. ما إال بحكمة وليس علة نهإف التعليل ظاهره

كونه عن المتن في المــذكور المثــال مثل غير بخروج للقطع (?)2حراما.

.فتأمل ،الجملة( )في قولنا وجه هذا(?)3

223

حرمة الكذب ومستثنياته ن التمثيــل كاذبــا أوإ فــ،سيجرؤه على الكــذب عن جد

ــ من حيث يشعر أو ال يشعر ـالهزل كاذبا يؤثر ، عليه ـ ،ن لم يقصــدهغويســري ذلــك المعــنى إلى أعماقــه و

وقــد ينتج ذلـك التكـرار تلقينــا ال شــعوريا وتشـكيكا أوترددا أو ضعف إيمان.

ــد ــه يؤك ــاظ طريقيت ــل بلح ــة: إن التعلي والخالص وهو أقوى ظهورا من ظهور الفعل في،عموم المعلل

ـــا، ولكن هــذا الوجهمقصد الجد أو االنتساب وشــبهه من المدعى.أخص ـكما ترى

(1)الهيئة ال المادة على التعليل في المدار

وتحقيــق ذلــك يتوقــف على اإلشــارة إلى قاعــدةــارض بينأهامــة وهي: ــل تع ــو حــدث في التعلي ــه ل ن

عم ومفــاد الهيئــةأالهيئة والمادة فكــان مفــاد المــادة ن الظــاهرإ : فقــد يقــالـ كما هو محل البحث ـ أخص

ن الهيئــة قــد أخــذت ولــوحظت كمصــداق ال كمالك،أوالمرجع سيبقى للمادة وهي األعم.

نــه أكــرمإحــدهم: )احــترم زيــدا فأومثاله لو قال نإ فقد يتوهم التعارض بين المادة والهيئــة؛ فــ،مؤمنا(

ليــة اإلكــرام في الماضــي xمفاد الهيئة في المثال هو ع ن اإلكــرام تحــددأ ل؛خصأ وهــذه ،(نــه أكــرم مؤمناإ)ف

ــالزمن المنصــرم رف،ب xيــة صــ ولكن مفــاد المــادة علــرام( ــد التعميم و،)اإلك ــترامإ فيفي ــام مالك االح ن تم

ــع في الماضــي أم لشخص هو إكرامه مؤمنا سواء وق الحاضر أم المستقبل، والعرف عند إلقاء هــذا المثــال

كــانت وإن إطالقها في أكــثر تثبت إلى بحاجة القاعــدة وهذه(ــ ?)1 ســيأتي كما لخصوصــيته المقام على منطبقة الجملة في صحيحة

المتن. في

224

الفهرس ،إليه يفهم أن المالك هو اإلكرام والمادة وليس الهيئة

وهذا كله لو لم يكن المفهوم عرفا إن القضــية قضــية لكن دار األمــر بين كــون، بــل كــانت حقيقية،شخصية

العلة مادة اإلكرام أو المادة في ضمن الهيئة الخاصة. ن المفهوم عرفا هو أن مالك احــترامإ والمتحصل:

ــة زيد هو إكرامه للمؤمن المجرد عن الزمان وهو العل ـ. بحسب الفرض ـ

ــترض على ذلك ــد يع ــ:وق ــذهنيأ ب ــاز ال ن االرتك لمدارية اإلكرام وعدم مدخلية كونه صادقا في الزمن الماضي هــو الــذي أفــاد تقــديم مقتضــى المــادة على مقتضى الهيئة في المثال، ال مجــرد كــون المــادة أعم

ن الظــاهرإوالهيئة أخص أو العكس، وعلى أي حال فــ ن المدار على أقوى الظهورين عرفــا ولــو ببركــةأهو

ــال إذ ــا في المثـ ــوع، كمـ ــبات الحكم والموضـ مناسـ )احــترم زيــدا فانــه:المتفاهم عرفا عنــد ســماع قــول

ن المناسبة هي بين اإلكرام للمؤمنإأكرم مؤمنا( هو وأن الماضوية ال مدخلية لها.،واحترام زيد

فمناســبات الحكم والموضــوع هي الــتي تقتضــيتقديم المادة )اإلكرام( على الهيئة الماضوية.

:وما نحن فيــه هــو من هــذا القبيــل حيث يقــول بxقوا الكذ مصــدر عــام، وأمــاـــ مــادة ـــ والكــذب ات

:التعليل بقوله ذا كذبx جل إ xن الر فهو بلفــظ...فإــادةـ كذب ـالماضي والماضي هيئة خاص، وحينئذ فم

)كذب( أقوى ظهورا في التعميم من ظهور هيئتــه فيــا ؛التخصــيص أوبها تمســكا بعمــوم القاعــدة لــو أذعن

ــوع ذلك ــبة الحكم والموض ــاز ومناس ــاء االرتك ؛القتضــة ــيرة تتحقــقألوجداني ن الجــرأة على المعصــية الكب

لوضــوح؛ نعم ذلك بنحو التشكيك،بالكذب جده وهزله

225

حرمة الكذب ــرأة علىومستثنياته ــبيب للجـ ــادا في التسـ ــذب جـ ــة الكـ اقوائيـ

وأيضــا العتضــاده بوقــوع، المعصية من الكــذب هــازال)الكذب( متعلقا لـ)اتقوا(.

الك11ذب حرمة اختص11اصالث11الث: اإلشكالمقدميته بصورة الهزل أو الصغير

قـــال: أن اإلمـــام : وهو(1)وهنـــاك إشـــكال آخرــزل ــد وه xــل ج xير فxي ك قوا الكذxب الصغxير مxنه والكب ات

xـير xـ ــرى على الكب غxيرx اجت xذا كذب فxي الصــ جل إ xن الر فإ xه xمتم أن رسول الل دقأما عل ــد يصـ قال ما يزال العب

ى ــذxب حت ــد يك ــزال العب ديقا ومــا ي xه صــ ــه الل ى يكتب حته كذابا ــكأ ب: فلو قلنا(2)يكتبه الل نها علة كان معنى ذل

نأأن الكــذب الصــغير ليس بحــرام على إطالقــه؛ ل ـــ حسب ظــاهر الروايــة ـالصغير من الكذب

ــه هو مقدمة للكبير منه فتكون حرمته بلحــاظ مقدميت وإال فال.، فإذا أوصل فحرام،وإيصاله

نهاإ الث11الث: اإلش11كال عن األول الج11وابعلة ال حكمة

بمــا ذكرنــاه ســابقا من:ويجاب هذا اإلشكال أوال إنهــاـــأي ما ظــاهره كــذلك ـ كون القاعدة في العلل

حxكم، لكن االلــتزام بكونهــا حكمــة ينــافي الجــواب فتدبر.،(3)السابق

هو الم11راد لكن علة نهاإ :الث11اني الج11واب

هزال. الكذب حرمة على بالرواية االستدالل على( ?)1.338 ص2 ج: الكافي(?)2التعميم(. تفيد العلة طريقية)ولكن: في (?)3

226

الفهرسالفعلية ال الشأنية

ثانيا: إن الظاهر في مثل هذه الرواية وكثير منو أي إن من،ن المراد هــو الشــأنية ال الفعليةإ :نظائرها

التجرؤ على اإلقــدام علىهكذب في الصغير كان شأنــة،الكذب الكبير فالشأنية موجودة وإن لم تكن الفعلي

وكما هو الحال في حرمة شــرب المســكر،(1)متحققةإ ف،و الخمرأ )اجتنب شــرب الخمــر؛:نه لو قال فرضــا

ن القطــرة منأألنه مسكر( ال ينقض عموم التعليــل بـ الخمر ليســت بمســكرة فشــربها جــائز، كمــا ال ينقض

نه لم يعد يســكره؛إبمن تعود على شرب الخمر حتى (2)نـه مسـكر(إ بأن المـراد من )ف:ألنه يقال في جوابه

ــأنية ال ــكار ال الفعليةإشـ ــأنية(3)سـ ــاء والشـ ، واالقتضـ أي العلة هو شــأنية، فهي علة ال حكمة،موجودة دائما

إيصال هذا لذاك ال فعليته. إذ يوجــد في كــل كــذب،واألمر كذلك في المقام

وال،هزلي اقتضاء إيجــاد الجــرأة على الكــذب الجــدي وكــذا الحــال في الكــذب،تخلــف في ذلــك فهــو علة

.الصغيرــيرإ :ويتفرع عليه ن الكذب الصغير لو أوصل للكب

نإ و، وســجلت معصــيتان على المكلف،تضاعف اإلثم إذ؛لم يوصل فقد عصى معصــية واحــدة لحرمتــه ذاتـا

نقول بل (?)1 العمل. من أعم التجرؤ لكن )اجترأ( فعال وإال والموضوع؛ الحكم مناسبات أو المشهور فهم بمعونة ولو (?)2

الشأنية. ال الفعلية األلفاظ ظاهر نإفــ ?)3 ــذا( ــافة ه ــواب إلى إض ــ الج ــذت بعنوانها الخمر نأب في أخ

الروايات لم ما وعلى القطرة على صادقة وهي للحرمة موضوعا.فيه لخصوصية الشخص يسكر

ســبيل على أمــرين حدأ الروايات في الحرمة مدار نإوالحاصل: واإلسكار. البدل: الخمرية

227

حرمة الكذب ومستثنياته الحرام ما كان من شــأنه اإليصــال ال مــا كــان موصــال

فعال. ــا ال يخفى ــه م ــح ،وفي ــيءإ واألص ــة الش ن حرم

ــة لشأنية إيصاله تقتضي حرمته النفسية دون الطريقي. فتأمل،والمقدمية

الحرمة بين تع111ارض الث111الث: ال الج111وابوالطريقية الموضوعية

ــ،وثالثا: ال منافاة بين الطريقية والموضوعية نإ ف نه ال ينفي الجنبــةإالتعليل وإن أفاد الجنبة الطريقية ف

وال مفهـوم مخالفــة في،إذ ال مانعة جمع الموضوعية؛ حدهم: اجتنب النظر لألجنبيةأالبين، وذلك كما لو قال

ــع في الزناإف ــه يوق ــ،ن ــةإ ف ــة الطريقي ــر الحيثي ن ذكــة ــوعية والحرم ــة الموض ــا ال ينفي الجنب ــل به والتعلي ،النفسية للنظر، نعم البد من الدليل على الموضوعية

،(1)وموضوعية حرمة الكذب تنكشف من صدر الرواية ن األصل في متعلقإف(2 )اجتنبوا الكذب: حيث قال

. ال لمقدميته،النهي كونه بما هو هو متعلقاــدرإ والحاصـــل: ــتفيدت من ص ــوعية اس ن الموض

ــا أي من،الرواية ــ ــتفيدت من آخره ــ ــة اس ــ والطريقي بل لو، في نفي اآلخرألحدهما وال ظهور ،التعليل فيها

ن ظهــور المنطــوق أقــوى من ظهــورإفــرض ذلــك فــ.مفهوم اآلخر، فتدبر

أم1111ير عن الح1111ارث رواية ح1111ديث فقهالروايات. سائر إلى إضافة(?)1الكذب. في التشكيكية الحرمة يؤكد مما وهذا( ?)2

228

الفهرس المؤمنين

إلى ما رواه الحارث األعــور(1) كما استند الشيخ ال يصلح من الكذب جــد وال هــزل وال أن: عن علي

يعد أحدكم صــبيه ثم ال يفي لــه إن الكــذب يهــدي إلى ، فقـد اســتدل بهـاالفجــور والفجـور يهـدي إلى النـار

الشيخ . على حرمة الكذب أيضا

في يص111لح( ظ111اهر )ال نأب111 اإلش111كالالمصطلحة الكراهة

ــوئي ــ ــيد الخ ــ ــباح الفقاهة لكن الس ــ (2) في مص

ن جملــة )ال يصــلح( الــواردة فيأاستشكل على ذلك بــ الرواية ظاهرة في الكراهة المصطلحة فال تفيد حرمــة

.(3)الهزل

اإلشكال: عن جوابانولكن اإلشكال ليس بتام ظاهرا وذلك لوجهين:

التعليل الوجه الرواية ذيل في األول: الحرمة على دال

إن الرواية لم تقتصر على ما ذكر في صدرها منال يصلح من الكذب جد وهزل، نها معللة بما هوإ بل

ألن هداية الكذب إلى؛صريح في الداللة على الحرمة الفجور والفجور إلى النار ال يتناســب أبــدا مــع القــول

ن المكــروه ال يهــديأ لوضــوح ؛بالكراهــة المصــطلحةإلى النار.

.14 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1.390 ص1الفقاهة: ج مصباح (?)2 في الكالم إنما ،األدلة حسب فيها كالم فال الكــذب حرمة ماأ (?)3

الهزل.

229

حرمة الكذب ومستثنياته

في اللفظ الث11111اني: اس11111تعمال الوجه(1)قبيح وأ مستحيل معنيين

إن الزم كالمه هو اســتعمال اللفــظ في أكــثر من نــه أ، وذلــك (2)معنى وهو مما ال يلــتزم بــه المشــهور

بـــنى على أن المـــراد من )ال يصـــلح( هـــو الكراهـــةــا ال تصــح المصطلحة وهي إن صحت في الهــزل لكنه

لحرمته قطعــا فيلــزم اســتعمال )ال؛في الكذب الجاد (3)يصـــلح( في الحرمـــة والكراهـــة المصـــطلحة معـــا

ــا ــدهم إم ــنى عن ــثر من مع واســتخدام اللفــظ في أك نه أ, نعم لو (4)مستحيل أو قبيح أو هو خالف الظاهر

ــة المطلقة ــبر بالكراه ــامع فلم(5) ع ــانت هي الج لك فتدبر. ،يلزم هذا المحذور

: في ذيــل الروايةن قولــه أنعم قــد يستشــكل بــــذب وفجــر ى يقــال: ك ــذxب حت ــزال أحــدكم يك ومــا ي

. فتأمل،قرينة على التخصيص بهذه الصورة ن ظــاهر الروايــة اإلرشــادية الـأبيستشكل أيضا و

ــل في ذلك؛المولوية ــل والتعلي ــلح( ب ــور )ال يص ، لظه دى إلى الفجورأنه لو كان مولويا الختص بما لو أعلى

، كمــا ســبقـن يجاب بالشأنية أ إال ـالمؤدي إلى النار فتأمل.

اله11زلي الك11ذب : ج11واز(6)الث11اني الق11ولالظاهر. خالف أو( ?)1قبحا. أو بل استحالة(?)2 بالكـــذب لتعلقها والكراهة الجـــدي بالكـــذب لتعلقها الحرمة(?)3

الهزلي. ومن وحاصل واقع هو بل قبح وال امتناع ال مسلكنا على ولكن( ?)4

البالغة. فنوناللغوية. الكراهة أي(?)5هزال. الكذب وهي األولى المسألة من الثاني القول (?)6

230

الفهرس وأدلته مطلقا

نأاســتدل على وذهب إليه المحقــق االيــرواني ــائز مطلقاا ــزل ج ــام اله ــذب في مق ــروج بلك ــ: الخ ـ

، الموضوعي عن الكذب ولو فرض كونه منه موضوعا.(1)فاألدلة منصرفة عنه

وقد اتضح فيمــا ســبق من مناقشــة القــول األول وجه هــذا القــول، فإنــه يكفي في الجــواز عــدم داللــة األدلة على الحرمة، كمــا أن االنصــراف على تماميتــه والســيرة على تماميتهــا يصــلحان أيضــا كــدليلين على

هذا القول، فتأمل.

إن اله11زلي الك11ذب الث11الث: ج11واز الق11ولإخبارا كان إذا ما دون إنشاء كان

كتفصيل في المســألة،ذهب إليه السيد الخوئي ــاراإ :وإجماله ــون ما كان من الكذب المزاحي إخب فه مــع نصــب قرينــة عليــهإنشــاءومــا كــان منــه محرم،

.فليس بمحرم

الموض11وعي الثالث: الخ11روج القول دليل الكذب عن االنشائي الهزلي للكذب

ــرد في مصــباح الفقاهة استدل السيد الخوئي ل ن الكــذبــ: أ ب، طالقات الـتي تمسـك بهـا الشـيخإال

ليس بكــذب إذا كــان المتكلمـ ببعض أنواعه ـالهزلي .قاصدا إنشاء بعض المعاني بداعي الهزل المحض

قال: )إن الكذب المسوق للهزل على قســمين: عن الواقــع لكننه قد يكــون الهــازل بكذبــه مخــبراإف

ــاره ــون إخب ــزل من دون أن يك ــزاح واله ــداعي الم ب.40 ص1)لإليرواني(: ج المكاسب حاشية(?)1

231

حرمة الكذب ومستثنياته بقـدوم مسـافر لـه أو كأن يخــبر أحـدا، للواقعمطابقا

ــاطب بقوله ،حدوث حادث أو وصول حاجة ليغتر المخ فيرتب عليه األثر فيضحك منــه النــاس، وهــذا ال شــبه

ــذب ف ــه من الك ــيرإفي كون ــبر غ ــارة عن الخ ــه عب ن الموافـــق للواقـــع واختالف الـــدواعي ال يخرجـــه عن

ــه وحقيقته ــا دل على(1)واقع ــموال لم ــون ش إذن فيكحرمة الكذب.

للهــزل بحيثوقــد يكــون الكالم بنفســه مصــداقاــزل ــداعي اله ــاني ب يقصــد المتكلم إنشــاء بعض المع

ن يقصــد الحكايــة عن واقــع ليكــونأالمحض من غير وال يســتند إلى داعي آخــر من دواعي اإلنشــاء،إخبارا

ــفا ــه أن ينشــئ المتكلم وص ــارومثال ــد من حض لواح كــإطالق البطــل على الجبــان،مجلسه بــداعي الهــزل

والذكي على األبله والعالم على الجاهل، وهذا ال دليل على حرمتــه مـع نصــب القرينــة عليــه، كمـا اســتقربه

نماإن الصدق والكذب أالمصنف، والوجه في ذلك هو يتصف بهما الخــبر الــذي يحكي عن المخــبر بــه، وقــد

ــرفت ــام ليس أع ــازل في المق ــادر عن اله الإن الصــوعاإال .(2)(نشاء المحض فيخرج عن حدود الخبر موض

.انتهىــيحو ــو:كالمه توض ــذب ه أن مقســم الصــدق والك

الخــبر ال اإلنشــاء؛ فــإن الخــبر هــو عبــارة عن القــول فقــد لوحــظ فيــه،المطابق للواقع أو غير المطابق له

ــداعي نأ)?( ل1 ــارج ال ــاء حقيقة عن خ ــار اإلنش من هو بل ،واإلخب فيهما داخلي بمقــوم وليس لهما البــاعث وهو لهما المعــدة العلل الــدواعي اختالف يكــون حتى .وحقيقته واقعه عن للخــبر مخرجــا

.أخرى تارة ولتنشا تارة لتخبر يبعثك قد الداعي نإوالحاصل: .389 ص1ج :الفقاهة مصباح(?)2

232

الفهرســاك واقعا أن هن وقــد لوحــظ القــول كاشــفا، مطابقــا

xقا له، ف ال فكذب، ثمإن طابقه فصدق وإومرآة ومطابــه عنن الداعي ال يغير من واقع الكذب شيئاإ لخروج

خبار.إ الحقيقة نإوـ خبار الذي ال يطــابق الواقــع إن الإ الحاصل:و والداعي )أي كونه بقصد الهزلفهو كذب، هزال ـكان

مثال( أجنبي عن حقيقة الصدق والكذب. إيجــاد لالعتبــار في عالمــه على:وأما اإلنشــاء فهو

السيد الخوئي رأيو االعتبار المبرز بحسبأالمشهور، (1)،ن اإلنشـاء لم يالحـظإ وال فرق على كال الرأيين؛ فـ

و الأنشائي إ يطابقه القول ال خارجيافيه أن هناك واقعا يطابقه، بــل اإلنشــاء نفســه هــو الــذي يوجــد الواقــع أو

ن هــذا ليسإ. قبلت( فــ..يبرزه كما في )زوجتك نفسيأ وتوجــد بنفسإبإخبار؛ بل ن العلقة بين الطرفين تنشــ

ــبرز بــذلكإقولهما من اإليجــاب والقبــول أو هــذا، نهــا ت مع بعض اإلضافات منا.توضيح لما ذكره

فنقول:وال بأس هنا باإلشارة إلى حقيقة اإلنشاء

عليه واإلشكال اإلنشاء تعريفــن اإلنشاء هو إيجاد اعتبار في عالمه إ: التحقيقو ـ

(2) ولكن الســيد الخــوئيـــعلى المنصــور المشــهور

نه اعتبار مبرز.أاختار إن اإلنشــاء ليس هــو مجــرد إيجــاد:والصــحيح هوــارإ، فــ(3)مفهــوم اللفــظ به ن ذلــك متحقــق في اإلخب

واإلنشاء على حد سواء، بل الفرق في إيجاد االعتبــارفتامل. مراده أنه يستظهر قد ما على (?)1.616 ص1الفقاهة: ج مصباح(?)2ــوم ( والمقصــود: إيجــاد?)3 اآلخــر، الطــرف ذهن في اللفظ مفه

سببية. والباء باللفظ،

233

حرمة الكذب ومستثنياته .)إضافة للمعنى( وعدمه

ــه يظهر ــبرز( ليس بإنشــاءإ :ومن ــار الم ن )االعتبــد منهما ــان ال ب ــه، ف(1)وإن ك ــان فيإ في ــا متحقق نهم

إال ــا ــاره النفســي أيض ــار عن اعتب ــظ مثــل،خب فالح. خبرا وإنشاء( وبعت،زوجتك نفسي)

نه باإلنشاء يبرز اعتبــاره النفســي،إ :وبعبارة أخرى فاإلنشاء إيجــاد بموجxــد لفظي أو غــيره ألمــر في عــالمــار بعــد وجــوده في صــقع النفس الســابق عليه ،االعتب

.فتأملــال ــالإ ف،وعلى أي ح ــد يق ــه ق ــ:ن ــدقأ ب ن الص

والكــذب متصــوران مــع تعريــف اإلنشــاء بـــ)االعتبــار ن المــبرز إن طــابق االعتبــار الكــامن فيإ فــ،المبرز(

. فتأمل،صقع النفس فصدق وإال فكذب ويمكن تقرير كالمه بوجــه آخــر: وهــو إن الكــذب

الهزلي نوعان:ــوع ــبراأ األول:الن ــون مخ ــا الن يك ــع بم عن الواق

ـ كمــا يــراه الســيد وهذا، ولكن بداعي الهزل،يطابقه كـذب وحـرام لخـروج الـداعي عن حقيقـةـ الخوئي

ــ، ربالخــ ــداعيإف ــع ب ــارة يخــبر عن الواق ن المخــبر تــداعي التحــذير أو الهــزل والمــزاح ــد وأخــرى ب التهدي

ولكن،ن الــدواعي تختلفإو مــا أشــبه فــأوالســخرية فلــو كــذب المتكلم في الخــبر بــداعي،الخــبر هــو هو

. (2)الهزل فهو كاذب واألدلة تشمله ن يكــون منشــئا لبعض المعــانيأ :النـــوع الثـــاني

ألنــه؛ وهنا ال يصح أن نقــول بأنــه كــذب،بداعي الهزل.لم يقصد الحكاية عن الواقع

واإلبراز. االعتبار أي(?)1.فيه نقاش وال القاعدة على اآلن حتى )?( وكالمه2

234

الفهرســادأ: لوبعبــارة أخــرى ــة اإليج ــاء من مقول ن اإلنش

وحيث لم يكن،(1)واإليجاد ال يحتمــل الصــدق والكــذب ن يقــولأكذبا فال تشمله أدلته فليس بمحرم، ومثالــه

ــه لجبنه )أنت بطــل( ســاخرا:شــخص آلخر ــهإ ف، من نخبارا.إإنشاء وليس

الخوئي السيد رأي مناقشةولكن كالمه قد يناقش فيه:

حكايت1111111ان : هن1111111اكاالولى المناقشةللمعنى إنشاء وال متعاكستان،

إذ عنــدما يقــول لــه: )أنت؛إن الحكايــة موجــودة ولكن نوع حكايته هــو عكس،بطل أو ذكي( فهو حاك

ــاد اللفظ ، فقــد يكــون هــذا العكس عكس الواقع،مف نه حكى لكن بنحــو مقلــوبأ أي ،وقد يكون هو الواقع

ومعكوس، مع حكاية الواقع أيضا.ــير لــدى التحليــل الهــازلن مرجع كالم إ:آخر وبتعب

ـ )أنت لست بذكي( إلى القول بأن: نإ فــ ـ، أي واقعاــد إيصاله، ولكنهذا هو مغزى كالمه وهو الذي يريد ق

نإ فـــــ ه بــاســتهزاء أي ظــاهرا ـــ ذكي( )أنك: عبر بــ جوهر الكالم هو هذا المجموع، بل اللطافة في التعبير

ــار،إذا: لدينا إخبار، ناشئة من خالل قلب الحكاية وإخب.آخر معاكس متضمن فيه

xويقرب ذلك إلى الذهن قوله تعالى: xيوم م ب xال أقس xــة (3)المفســرين نإ فــ، حسب بعض التفاســير(2)القxيام

.ـ مسلكه على ـ االعتبار إبراز وكذا(?)1.1القيامة: سورة (?)2.597 ـ596 ص10البيان: ج مجمع تفسير(?)3

235

حرمة الكذب ومستثنياته ( زائدة أو لغو"ال"ن أب) : فقال بعض،اختلفوا في ذلك

. ألنه ال زيادة في القران وال لغو؛ وهذا رأي ضعيف(1) ،وقــد يقــال: إن ذلــك بمنزلــة القســم والال قسم

في روعــةـــ ظــاهرا ـــفكأنه جمع بين النقيضــين نه ليس بقسم ولكنه تلويح به، أوإبيانية، وبتعبير آخر:

،(2)ن يقســم بهأقسم لكن المــورد يســتحق أيعني: ال فتأمل.

إن الروعـــة والجمـــال في: وفي المقـــام نقـــول أمثــال تلــك الكلمــات، تكمن في التفكيــك بين اإلرادة

ن مفــاد االســتعماليةإ فــ،االســتعمالية واإلرادة الجدية ولكن،هي )أنت بطل( وقد قصدها أيضا لكن استهزاء

وقــد قصــدها حقيقــة فهمــا،مفاد الجدية )أنت جبــان(. (3)حكايتان في مرتبتين

الظهــور األوليه قد اختلف كل من إنآخر: وبتعبيرــان ــور الث ــارة )أنتوي،والظه ــالظهور األولي في عب ف

نــهأ وبهــذا اللحــاظ يصــدق عليــه ،بطل( هو كونه بطال وهــذاـ نه قصده وإن كان بداعي االستهزاء إ إذ ؛كذب

نـه إنشــاءأخبار، عكس الوجه اآلخر من إنه أبناء على ، ولكن بلحاظ الظهور الثانوي واإلرادة الجدية ـفتأمل

نــه في مقــامأوباالحتفاف بقرينة المقــام الدالــة على ــ،الســخرية واالســتهزاء ــو إ ف ــراد ه نت لســتأن الم

ــان،ببطل ــ ــذب، أي أنت جب ــ ــد، فههنا(4) فليس بك ــ ق

.254 ص5الصافي: ج تفسير (?)1التفاسير. فراجع أخرى أقوال وهناك )?(2 همااحدأ لكن جدية إرادة كلتيهما نإ هو األصح نأ ســـــــيأتي(?)3

.فتأمل ال، واألخرى مستقرة كونه مورد في الكالم وفرض)?( 4 حقا. جبانا

236

الفهرس(1)تعاكس الظهوران، واللطف كل اللطف في ذلك

وإنمـا،، ليس بتـامنشـاءإن دعوى كونـه إ ف:وعليههو إخبار يتضمن اخبارا آخر بوجهين

ليسو نه عندما يقول: )أنت بطل( فهــإ والحاصل: نـه يوجـدأبإنشـاء ولكنــه إخبـار، والنكتــة البالغيــة هي

إخبــار؛ منــدك في اآلخرأحــدهماخبــاران متعاكســان إ نــه بطــل،أ ـــ بظهــور أولي ـــبمقتضــى ظــاهر اللفــظ

بظهــورـــوإخبار آخر بمقتضى الباطن وجوهر اللفــظ ، بأنــه ليس ببطــل، فهــو إثبــات متضــمن نفياـــثــانوي

. والنفي باطني حقيقي،واإلثبات ظاهري نـه بحسـب اإلرادة الجديـة المسـتقرةإ وبتعبير آخر:

ــير المســتقرة ــة غ ــه بحســب اإلرادة الجدي (2)نفي، لكن

ولذا صــح وصــفه بالصــدق أو الكــذب بلحاظهمــا،إثباتهذا.

وإنشــاء،خبــارينإ وجــود : هوهــذا ولكن التحقيق، )أنت بطل حقا(: في مثل قوله لآلخرد،واح مستهزئا ما اإلنشاء فهو إيجــادهأخباران فكما سبق، وإما الأ ؛به

ن قوله: )إنشــاءإ وعلى أي ف،الهزل بهذا الكالم نفسه إذ؛ غير صــحيح(،بعض المعاني بداعي الهزل المحض

كمـا،ههنا يوجـد إنشـاء الهـزل ال مجـرد داعي الهـزلــا ،يوجد إنشاء أركان القضية أي إنشاء المعاني نأ كم

ــادأالظــاهر ــع لكن بمف ــة عن الواق ــه يقصــد الحكاي ن وبعض هذا هــو مــا ضــمناه في الجــواب،عكس كالمه

.اآلتي ال الهزل، إيجاد : اإلنشاءالثانية المناقشة

الهزل بداعي المعنى إيجادفانتظر. ذلك حول ستأتي هامة تتمة وهنا(?)1عليها. يبنx لم التي أي(?)2

237

حرمة الكذب ومستثنياته )جـــاء زيـــد(: ببيـــان الفـــرق بين المناقشةتضحت

ــد( ــني بزي ــ،و)جئ ــارأن المعــروف هــو إ ف ن األول إخب وحكاية لوحظت فيه الجنبة المرآتية، وأما الثاني فهــو

إنشاء وإيجاد للطلب. ولكن ما هو معروف ليس بدقيق، وحقيقــة األمــر

ــادين ــاء إيج ،(1)هي أن في اإلنش ــادا ــار إيج وفي اإلخب خبار عندما نقول: )جاء زيــد(إما في الأواحدا وإخبارا؛

فإننا بهذا اإلخبار عن الخــارج نوجــد في ذهن الســامعــول والنســبة تصــورا ــدالموضــوع والمحم ــد نوج ، وق

.اإلذعان بالنسبة أيضا لديه ، عــالم الخـارج؛ يوجـد لـدينا عالمـان:وبتعبير آخر

ولفــظ )جــاء زيــد(،واللفظ يحكي عنه، وعالم الــذهن وقــد يوجــد،يوجxد فيه تصور المعــنى وأركــان القضــية

كذلك التصديق واإلذعان بالنسبة.ــالث ــير ث ــ المتكلمنإ :وبتعب ــارجه بحكايت عن الخ

ــار شــيئا المتلقيوجــد في ذهني أن ادأر ــا إخب ، إذا هن إضــافة إلىـ نــه يوجــد إما في اإلنشاء فأوإيجاد معا، و

ــذلك ـ ــه: )، إنشــاء الطلب أيضــا نت بطــلأ وفي قولــد أوجــد الهــزل بنفس هــذا ــا( مســتهزئا يكــون ق حق

ألن ايجــاد؛نه أوجد المعــنى بــداعي الهــزلأ ال ،الكالم متحقــق فيـــ الموضوع والمحمول والنسبة ـالمعنى

خبار واإلنشاء.إكل من ال

واإلنشاء االخبار حقيقة إلجالء تحقيقــاء ــار واإلنش ــة اإلخب ــدقيق لحقيق ــل ال ،إن التحلي

يكشف لنا غير ما يظهر من النظر البــدوي الـذي بــنىعليه المشهور.

سبق. كما إخباران يكون وقد(?)1

238

الفهرس إن ما ذكــره البالغيــون واألصــوليون من:وإجماله

نـه يوصــفأ أي ،ن اإلخبار يجري فيه الصدق والكذبأــأي،بهما ــه ذلــك وال يوصــف ب واإلنشــاء ال يحتمــل في

النظرة األولى وبلحــاظ المصــببــ كالم بــدويمنهمــا، ننا مع التعمق والتدقيق سنجد ما هــو أكـثرإاألولي، إذ

ال أن،من ذلك وهو: إن اإلخبار يتضــمن اإليجــاد أيضــا ن اإلنشــاءإاإلنشــاء فقــط إيجــاد، كمــا ســنجد أيضــا

.يتضمن اإلخبار يمكن وصــف كــل منهمــاـــ: وهنــا الدقــة ـــوعليه

كمــا إن كال منهمــا ال يمكن،بالصدق والكــذب بلحــاظ إذ؛وصفه بهما بلحاظ آخر، من غــير تنــاف وال تنــاقض

األمر دائر مدار اللحاظ، فــالخبر بلحــاظ يمكن وصــفه وبلحاظ آخر ال يمكن وصفه بهما، وكذا اإلنشاء. ،بهما

وحكاية إيجاد اإلخبار في 1أــدينا إيجــادبيان ذلك: إننا عندما نقول )جاء زيد( فل

وإخبار: إذ هو الحكاية عن الخارج فلو؛أما اإلخبار فواضح

.طابق فصدق وإال فكذب ركــان القضــية في ذهنأما اإليجاد: فهــو إيجــاد أو

ــد(متلقي،ال ــاء زي ــول )ج ــل ق ــه قب ــذا، فان لم يكن ه أي لم يكن، في ذهن اآلخروموجــودامنتقشــا المعنى

يوجد في ذهنه موضوع وال محمول وال نســبة، وبقــول.: )جاء زيد( أوجد ذلك كله في ذهنهالقائل

ــا ــد لمعــنى ذهن xوحــاك عن،وعليــه: فــالخبر موج ، ففيه جهتان.شيء خارجا

ويتفرع على ذلك: إن الخبر بلحاظ إيجاده المعنىــو ــذب فل ــدق والك ــف بالص ــذهن ال يوص ــبرفي ال أخ

239

حرمة الكذب ومستثنياته ، وأوجــده في الــذهن بكالم للشــيخ الطوسيأحدهم

ــذا اإليجــاد والف من هــذه الجهــة ال يصــح أن يقــال له نــهـــ: )إ في الذهن بلحــاظ موجديتــه ببعللمعنى المنط ؛ ألن االيجاد ال يحتمل ذلك، نعم بلحاظ(صدق أو كذب

حكاية المعنى ومرآتيته عن الواقع فهو محــل الصــدق.والكذب

نه ال يصح أن نصف اإلخبار بلحاظ جهةإ والحاصل:إيجاده أمرا في عالم الذهن بصادق وال بكاذب.

وحكاية إيجادان نشاءإال في 1 ب وقــد يوجــد،(1)يجادان وإخبــارإ ففيه :وأما اإلنشاء

.فيه إخباران. الطلب في مثل األمر:ول هوأااليجاد واإلنشاء ال يجاد أركان القضية في صــقعا وااليجاد الثاني هو:

نإ فــ،نفس الطــرف اآلخــر، فلــو قــال: )جئــني بزيــد(ــد ــ ــد أوالأالمتكلم ق ــ ولم يكن، الطلب في عالمهوج

ــية في ذهنكما أ،(2) قبلهموجودا وجد ثانيا أركان القض .(3)المتكلم كما هو الحال في اإلخبار

(4)وجــد الطلب خارجاأفالمتكلم في اإلنشــاء إذا:

.وجد المعنى ذهنا فهناك إيجادانأوــار في إيجــاد:وعليه فاإلنشــاء يشــترك مــع اإلخب

ال إليه يسوق التدبر ولكن ، والمشهور المعروف خالف )?( وذلك1محالة.

ــار عن اإلنشاء تميز نقطة هي )?( وهذه2 ــاد حيث اإلخب الطلب ايجدونه. فهي

إذ الــــذهن في متعلقه أوجد كما الطلب مفهــــوم أوجد )?( فقد3بالبداهة. متعلق بال ليس الطلب

االعتبار. عالم في )?( أي4

240

الفهرس نه قدأالتصور ألركان القضية والنسبة في الذهن، كما

نــه علــة ناقصــةأيوجــد التصــديق أيضــا واإلذعــان، أي لحصوله ال تامة.

إخبارا يستلزم او يتضمن قد اإلنشاء هذا بالنسـبة إلى االيجــادين، أمــا اإلخبــار والحكايـة

أو إن اإلنشــاء يتضــمن إخبــارافي اإلنشــاء فنقــول: ، فقــد يكــون هــذا اإلخبــار(1)يستلزمه أو يكــون ملزومه

ــدلوال ــان اإلنم ــه ببره ــمنا، علي ــون متض ــد يك في وق ن هــذا الكالمإنه عندما يقول: )جئني بزيد( فــإالكالم، ف

،للمتكلم زيــد مطلــوب ءمجيله ملزوم خبري وهو أن لى قرينــة، وفي كلتــاإنه هــو المحتــاج إ ف(2)ما عكسهأو

ن في مثــلأ هناك إخبار متضمن، وقــد ســبق ؛الحالتينـ الكالم قد يوجد إخباران أيضا. ـمستهزئا أو هازال

(تقيا كنت )ليتك لجملة تطبيقي تحليل ويتضح ذلك أكثر بالمثال اآلتي: وهــو مــا لــو قــال

والتمني كما هو واضـح،( )ليتك كنت تقيا: آلخرأحدهم وبحســب الكالم البــدوي الــذي،من مصــاديق اإلنشــاء

ن التمني إنشاء ال يحتمل الصدق والكذب.إذكروه ف ن في هـــذه الجملـــة ثالثـــةإ :ولكن التحقيـــق هو

أمور: .إنشاء التمني نفسه وإيجاده في عالمه ـ أ

إيجاد تصور األركان الثالثـة للقضــية في ذهن ـب المخاطب والمتلقي.

عليه. رتبة سابق إخبار من إنشاء يخلو ال )?( بل1 ليس كونه أي (?)2 ــا ــذلك أمر وإنما للمتكلم مطلوبـ آخر لوجه بـ

.آخر ولداع

241

حرمة الكذب ومستثنياته اإلخبار عن عدم تقــوى ذلــك الشــخص، وهــذا ـج أيـ منكشـــف بالبرهـــان اإلني انتقـــاال من المعلـــول

ــق ـلى العلةإ ـالتمني ــه ليس بمت أي حيث ـ، وهي أنــونىنه ليس، تمنإ وحيث نه ليس بمتقأاعتقد أن يكمتقيا.

ــبر عن واقع ــاك خ وإنشــاء،إذا: ففي اإلنشــاء هنالعتبار مترتب عليه. أن المقول في حقه ذلك القول:ويدلك على ذلك

قد ينتفض غضبا من اتهامه بأنــه ليس بمتقي، ولــو لم يكن هنا إال إنشاء التمني لما كان هناك وجــه للغضــب

لــه إذ تمــني الخــير لــه حســن، نعممتهxمأو رميه بأنه ن المتكلم يرى استحالة حصولهألتضمنه الداللة على

نه إخبار من هذه الجهة أيضا. إله ف إن اإلنشـــاء بجهـــة إخبـــاره يحتمـــل:والمتحصل

الصدق والكذب.

الخوئي السيد كالم في اإلشكال موطن :(1)وهو وهنــا نتوقـف عمـا قالـه السـيد الخـوئي

ــداعي) ــاني ب بحيث يقصــد المتكلم إنشــاء بعض المع نــه يصــرحإإذ ؛ فههنا موطن اإلشــكال (الهزل المحض

بأن المتكلم أنشأ بعض المعاني، ولكن ذلك هو قاسمئ؛مشــترك بين اإلخبــار واإلنشــاء xإذ في كليهمــا ينشــ

وأمــا الــداعي،ويوجد تلــك المعــاني في عــالم الــذهن. (2)فليس دخيال في حقيقة اإلنشاء واإلخبار

هناك خلطا بين إيجــاد المعــنى في أن:والخالصة.389 ص1الفقاهة: ج مصباح(?)1 يصلح )?( فال2 اآلخر. هو مميزا

242

الفهرس ن اإلنشــاءإ، ف(1)الذهن وبين إنشاء االعتبار في الخارج

واإليجاد لالعتبار هو الذي يفترق به اإلنشاء عن حقيقة اإلخبار، وقد سبق قولنا: لكن نقــول إن اإلنشــاء ليس

ن ذلــك متحقــق فيإهو مجــرد إيجــاد معــنى للفــظ فــ اإلخبار أيضا، واإلخبــار واإلنشــاء من هــذه الجهــة على حد سواء، بل الفرق هو إيجاد االعتبار إضــافة للمعــنى

.وعدمه ن تكون عبارة الســيدأنه كان ينبغي أوبذلك ظهر

ــوئي ــاءـ الخ ــاهبن ــا ذكرن ــ: على م بحيث يقصــد) ـ إضــافة إلنشــاء وإيجــاد بعض(2)المتكلم إنشــاء الهــزل

كــون): (4) أن يقــالحيحكما ظهر أن الص، ((3)المعاني ، بــل بإنشــاء(5) للهــزل ليس بالــداعيالشيء مصــداقا

ـــن اإلخبار كذلك قــد يكــون بــداعي الهــزل إ ف(الهزل نـه عنــدما يخــبر شــخص عنإ فـ،وهذا جـواب نقضـي

ــزلآخر بخبر ما قاصدا ، الحكاية عن الواقع بداعي الهــه ليس بإنشــاءإف ــول إلى إنشــاء،ن ــة لم تتح والحكاي

)أتمـنى أن:حـدهمأ كما لـو قــال ،بمجرد تغير الداعي وليس،( مخبرا عن كامن رغبته فهــو خــبرأصبح عالما

ن كان بداعي التمني.إ و،بإنشاءأن الهزل نفسه ينبغي إ والحاصل: ،ن يكــون منشــأ

بمالحظـــة:ن يكـــون داعيـــا، ويظهـــر ذلكأوال يكفي نـه بإنشـاءإ ف،نظيره وهو كون األمـر مصـداقا للطلب

وال بإيجاد المعنى، ال بكون الطلب هو الداعي،الطلب. (6)فقط

إبرازه. أو(?)1االعتبار. إنشاء فقل أو(?)2 أكرم في الطلب متعلق )?( وهي3 اإلكرام. أي زيدا بنفسه الكالم يكون قوله: )وقد بدل(?)4 للهزل...(. مصداقاالهزل. بداعي المعاني بعض بإنشاء ليس )?( أي5 الصحيح بأكرم( وهو الطلب )أنشأت قولك بين الفرق فالحظ)?( 6

243

حرمة الكذب ومستثنياته

وإرادة داللة القضايا في نإحقيق: ت مزيدوحكاية

وهنــا مزيــد تحقيــق وتفصــيل، ومنــه يظهــر وجــه إشــكال على كال الــوجهين: من الخــروج الموضــوعي

، وتحقيـــــق لبحث منطقي من جهة،(1)واالنصـــــراف إذ يتعلـق بكـل من،خـرىأوبالغي وأصـولي من جهـة

فنقول:اإلرادة والداللة، ن هنـــاكأن من المعـــروف في علم األصـــول إ

ــوعين من اإلرادة ــ ــ ــتعمالية واإلرادة؛ن ــ ــ اإلرادة االس، وذلك من المبادئ التصديقية لعلم األصول.(2)الجدية

إن داللـــة: المطـــروح في المنطـــق هوكمـــا أن وإما أن، إما أن تكون ذاتية تكوينية؛اللفظ على معناه

ــون وضــعية ــة،تك ــة العقلي ــبر بعضــهم بالدالل ــد ع وقــة والطبعية واللفظية، ويمكن إرجاع األولين إلى الذاتي

بنحو العليـة أو االقتضـاء، وسـندمج البحــثين مـع بعض اإلضافات والتطوير، كي نصل إلى النتيجة األصح فيما

نتصور، فنقول: : (3)إن في كل كالم توجد داللة وإرادة وحكاية

الداللة.1 نــه دال على معنــاه،إن كــل كالم غــير مهمــل فإف ـ ذكره الذي المعاني بعض وهو ـ اإلكرام )أنشأت قولك وبين

خطأ. بأكرم( وهو الطلب، بداعي اإلشـــكال توجيه دون من لكن الوجه هـــذا ســـابقا ذكرنا )?( فقد1

عليه. في فصــلناه كما اإلرادتين، تعريف في الكلمــات اختلفت )?( وقد2

المباحث. بعض الســتة العنــاوين لفــرز ضــرورية مقدمة هو ســنذكره ما )?( وكل3

ــاوين بين به يفــرز القيود من قيد كل نأ كما المتداخلة، اآلتية العن المختلفة .وهزال جدا الكذب بين أخيرا للتميز تمهيدا

244

الفهرس وداللة األلفــاظ على معانيهــا غــير مرتهنــة بالقصــد وال باإلرادة، ســواء قلنــا بــأن األلفــاظ تـدل على المعــاني

ــذاتها ــل،(1)ب ــة هي بالوضــع والجع ــأن الدالل ــا ب أم قلن ن لفــظ )جــدار( مثال قــد وضــع لمســماهإ و،واالعتبــار

ثم بعد ذلك حصلت العلقة بين،و تعيينيأبوضع تعيني اللفــظ والمعــنى وبهــا ينتقــل الــذهن من اللفــظ إلى

المعنى وان لم يكن الالفظ قاصدا مريدا. ــارة ــماة ت ــذه هي المس ــورية:وه ــة التص ، بالدالل

باإلرادة االستعمالية في بعض الكلمات.:وأخرىثالث إرادات.2

نــهإ ف،(2)ن كالم صــادر عن المتكلم الملتفتأكما : ثالثإرادات مارة على وجود أ

إرادة إيجاد المفهوم في ذهن الطــرف اآلخــر، ـأ إرادة إيجاد المعنى والتصــور ألركــان:ن شئت قلتإو

القضية في ذهن السامع. ن اإلنسان عندماإ وذلك ، إرادة إيجاد التصديق ـب

يتكلم فهــو يريــد أن يصــدق الطــرف اآلخــر بمضــمونــه، أي ــدإكالم ــة بع ــبة الحكمي ــه بالنس ــد إذعان ــه يري ن

تصورها. ــاد ـج إرادة تصديق السامع بتصديق المتكلم لمف نــه بــدوره مــذعن بمطابقــة مضــمون كالمــهأ و،كالمه

للواقع ــو،والحاصل: إننا عندما نتكلم مع غيرنا فمرادنا ه

ــ وأيضـا ،ق به ويـذعنن يصدأ و،ن يتصور المضمونأــازي ــكأصــل ارتك ــأ ـ ن المتكلمأن يصــدق الســامع ب

ــون1 ــدل بطبعها األلفــاظ نإو ذاتية الداللة )?( وك ــاني على ت المع.بمنصور ليس

الكالم أكان سواء(?)2 إنشائيا. أم إخباريا

245

حرمة الكذب ومستثنياته مصدق ومعتقد بما يقول.

الحكاية.3 هنــاك حكايــة عن،إذ في كــل كالم حــتى اإلنشــاء

أمر أو حكايتان، كما مضى أيضا.

االم11ور ت11وفر و س11تة لعن11اوين اس11تعراضفيها الثالثة

،وهناك عناوين ستة ال بد من تحديد الفوارق بينها وموطن الصدق والكذب،حتى يتنقح موضوع المسألة

فيذلــك كمــا ســينفع ،أو الحكم بالحرمة في المقــام تحقيق حال الموري والمتقي والمعلم، وهذه العناوين

هي: ـ3 الغالط ـ2 النائم ـ 1 المعلم

ـ6 الكاذب جدا ـ5 الموري ـ4 الكاذب هزال

ســـيظهر لنـــا ســـر،ومن خالل التحقيـــق اآلتيــل ــا في مث ــاء بشــدة موضــوعا أو حكم اختالف الفقه

. التورية والكذب هزال

األول: النائم العنوان ن الداللــةإ فــ،نه لو قال: )زيد قــائم(إ ف،أما النائم

سواء قلنا بكونها ذاتية أمـستحصل في ذهن السامع ؛ لبداهة انتقــال ذهن الســامع العــالم بالوضــعـوضعية

من اللفظ إلى المعنى، ولكن ال توجد للنائم أيــة إرادة إيجـــاد التصـــور والتصـــديق وال؛من اإلرادات الثالث

نــه الإالتصــديق بالتصــديق في ذهن الســامع، حيث نه ال حكايــة في المقــامأقصد للنائم وال إرادة له، كما

246

الفهرس ـــ وإن وجــدت بلحــاظ الخــبر ،بلحاظ الفاعل والمخبر

كما سبق. ـوهو الكالم نفسه

الثاني: الغالط العنوان ن الداللــة التصــورية لكلماتــهإ فــ،وأمــا الغالط

ــودة ــ؛موجـ ن المعـــنى ال محالـــة ينتقش في ذهنإ فـ قاســم، والداللــة التصــوريةالسامع لو تكلم به الغالط

مشترك بين العناوين الستة. نإ و، فهي كــذلك موجــودةات الثالث،مــا اإلرادأو

لألمــورن الغالــط قاصــد ومريــد إ؛ فكان مصبها خاطئاــديقإ إذ الثالثة؛ نه يريد إيجاد التصور والتصديق والتص

بالتصديق، إال أن الخطأ هو في التعبير عما قصده بمان شئت فقل: الخطأ في التطبيق. إ أو ،تلفظ به

مــا الحكايــةأ و،ن الحكايــة الخبريــة متحققةأكمــا المخبرية ففيها الخطأ في التطبيق كسابقتها.

الثالث: المعلم العنوان وأما المعلم في مقام التعليم، فال ريب في تحقق

ن المعلم عندما يقول: )زيد قائم(إ ف،الداللة التصورية.هن انتقاش المعنى في الذهن ال غبار عليإف

ن األولى متحققــة دونإ فــ الثالث،تاإلرادامــا أو ألن المعلم يريــد إيجــاد تصــور القضــية من؛األخــيرتين

موضـــوعها ومحمولهـــا ونســـبتها الحكميـــة في ذهن ، ولكن اإلرادتين األخــريين غــير موجــودتين؛خــاطبالم ن المعلم ال يريــد تصــديق التلميــذ وإذعانــه بالنســبةإفــ

ــذ بتصــديقه،الحكمية ــد تصــديق التلمي أي ـ كمــا ال يري لها.ـ المعلم

وذلــك؛في المقــاملكالمه ال حكاية ف أما الحكاية،

247

حرمة الكذب ومستثنياته نــه ينظــر بنحــوإأن المعلم عندما يتكلم بهذه الجملة ف

فال يالحـــظ مرآتيـــة اللفـــظ،الموضـــوعية إلى اللفظ جنبــة الحكايــة في، وال توجد إلى الخارجوكونه طريقا

ــاككالمه ــو بح ــالي فليس ه ــه أن يحكي وبالت ، نعم ل ــا ــ،أيض ــمونهاأ ب ــد بمض ــا تفي ــة م ــار من األمثل ن يخت

ــون معلما،الطــالب ــة والمضــمون فيك ــة المادي ، للعل وللعلة الصــورية وأحكامهــا في الــوقت نفســه، وذلــك

، أون يمثــل للمبتــدأ والخــبر بـــ)التسلســل محــال(أكــ ليفيد هذا المطلب أيضا.)اإلحسان فضيلة(،

(1)الرابع: الموري العنوان

ــه عنإ ف،وأما الموري ن داللة اللفظ الذي ورى ب ـ كما مضى ـ لكونها؛معنى آخر على المعنى موجودة

وهــذا ممـا ال لكــل العنـاوين السـتة،الجامع المشترك.إشكال فيه

وذلــك أن؛ فهي موجودة بأجمعها،وأما اإلرادات كمــا أراد،ي أراد إيجــاد التصــور في ذهن اآلخرالمــور

ــمون ــامع بالمض ــديق الس ــديق،تص ــذلك أراد تص وك. بذلك المضمونـ أي الموري ـالشخص بتصديقه

ن المشكلةأكما أن الحكاية ثابتة في المقام، إال أن قصــد المــوري لم يتطــابق مــع المعــنى الــذيفي

نأأحضره إلى ذهن الســامع وأراد أن يصــدق بــه، أي ــة ــذلك،(2)واإلرادة والحكايةالقصد لم يطابق الدالل ول

بــأن معيــار الصــدق:نــه قــد يقــالإ :ذكرنا فيما مضىــدا دقيق التورية )?( ومبحث1 ــاء، بين اآلراء معركة وفيه جـ الفقهـ

كتـــــــاب في ذلك حققنا وقد حقيقتها تحليل في يكمن ذلك وسرــاريض ــة( كما )المع ــيأتي والتوري ــإذن عنها البحث بعض س الله ب

تعالى.رابعة. أخرى إرادة ـ الموري في ـ فقل: ههنا أو(?)2

248

الفهرس ، وقــد مضــت مناقشــته في الوجــهوالكذب هو القصد

. الثالثــلومن األمثلة على التورية: قولــه تعــالى: ــال ب ق

ــيرهم x قxيم و(1)فعله كب ي ســ xن ــال إ وكــذا لـو جـاء،(2()3)فقــان ــدار وك ــاب وســأل عن رب ال شــخص وطــرق الب

أيـــ فأجيب بنحو التورية بأنــه ليس هنــا موجودا فعال ن المشــهورإ فـــــفي هذه الزاوية أو النقطة الخاصــة

كــذبهي ارتــأوا عــدم حرمــة التوريــة، ولكن هــل بل قد)نه كذب جائز أ أي ، ولكنه ليس بحرامموضوعا

نها ليس بكــذبأ؟ هذا رأي، والرأي اآلخر (يكون واجبا وهي خارجة تخصصا عنه.موضوعا

ج11دا والسادس: الك11اذب الخامس العنوان هزال والكاذب

فال ريب في داللــة ألفاظــه على،أما الكاذب الجاد ن الظـاهرأ كمـا ،معانيها في مرحلـة الداللـة التصـورية

يقصـد خـداع ألن الكـاذب جـدا؛ الثالثاراداتتحقـق ال ن الكــاذب في مقــام الجــد يريــدأالطرف المقابل، أي

ــنى في ذهن المقابل ــاد المع ــديقه،إيج ــد تص ــا يري كم الحكايــةأمــا وكذلك تصــديقه بتصــديقه هــو، ،بالمحتوى

فهي لكنهــا حيث كــانت غــير مطابقــة،موجــودة أيضــا.للواقع كانت كذبا فهو حرام دون ريب

نه عندما يقول للغبي مثال:إ ف؛ما الكاذب الهازلأوــا( ــزاح أو،)أنت ذكي حق ــام االســتهزاء أو الم في مق

.ن الداللة التصورية متحققة موجودةإ ف،الهزلــا ــإن األولى منه ــا اإلرادات الثالث، ف موجــودةأم

.63األنبياء: سورة (?)1.89الصافات: سورة (?)2الكريمتين. اآليتين في بحث على)?( 3

249

حرمة الكذب ألن؛أيضا، ولكن اإلرادتين األخـريين ليسـتا متحققـتينومستثنياته

ــبحسب الفرضـ الهازل أقام القرينة على هزله الف ـ ، ذكيهن مخاطبــأيريد أن يصدق الســامعون بالفعــل

مصدق بمــاـ أي المتكلم ـنه أكما ال يريد أن يصدقوا بيقوله.

ــل: )أنت ذكي( ــة في مث ــا جهــة الحكاي فقــد،وأمــأ ــتين:رنا إلىش ــايتين متعاكس ــاك حك ــة؛ أن هن حكاي

وقــد، وحكايــة واقعيــة بــالنفيبإثبات الــذكاء،ظاهرية ــا؛ن مقياس الصدق والكذب ليس اإلرادةأ :سبق فإنه

أ بهــا موجد فال مجــال لتــوهم،فعــل أو صــفة والمنشــ وصفها أو معلولهــا بالصــدق والكــذب، ولكن مــدارهماــول )أنت ذكي( لمن ليس ــذي يقـ ــة، والـ على الحكايـ

ــذلك ــتهزئاـ ك ــا أو مس ــع بينإ ف ـ،ممازح ــد جم ــه ق ن ن جعلنـــا المالك فيإ فـــ،حكـــايتين ظاهريـــة وواقعية

نإالصدق والكــذب الحكايــة الظاهريــة فهــو كــاذب، و فكــاذب ـأي مجموعهماـ ا الحكايتين تجعلنا المالك كل

ــا ،أيضــا ــو صــادق، كم ــه أ وإال فه ــاه إحــدىإن ن جعلن ، كــان صــادقا من جهة،الحكــايتين على ســبيل البــدل

وكاذبا من جهة أخرى.

القرينة ذكر على الم11دارالراب11ع: الق11ولوأدلته ،وعدمه

إلى تفصيل آخر هب السيد الوالد ذالرابع: القول فقال: )والهزل ليس بكذب حتى في غيرفي المسالة

نشــاء فلخروجــهإمــا في الأاإلنشاء إذا كــانت قرينتــه، ــع القرينة ــا في الأ و(1)موضــوعا م ــهإم ــار فلخروج خب

إنشاء. نهأ على القرينة أي(?)1

250

الفهرس.(1)حكما(

بــل،نــه ال فــرق بين اإلخبــار واإلنشــاءإ وحاصــله: فلو نصب المتكلم،المدار على نصب القرينة وعدمها

القرينة على المزاح فهو ليس بمحــرم إنشــاء كــان أمــو لمإخبارا، والخروج إ ما موضوعا أو حكما بنظره. ول

ن كان إنشاء.إينصب القرينة فهو حرام وــاك وجهـــان يمكن أن يـــذكرا كـــدليل لهـــذا وهنـ

: غير ما ذكره التفصيل

الكذب تعريف في التدبر:األول الدليلــوى ــار إ ):إن دع ــاءـ ن اإلخب ــكاإلنش ــدم ـ في ع

نه مزاح( تســتفادأعند قيام قرينة متصلة على حرمته )عدم مطابقة القول للواقع(،:من تعريف الكذب وهو

ن المراد من القــول ليس القــول بمــا هــو هــو، بــلإف مــا احتــف واكتنــف بــه منبالمراد هو مجموع ما قيل

القرائن الموضــحة والدالــة على المــراد الجــدي، فلــو ن قيـد )اآلن( قرينــةإ فــ(زيـد نـائم اآلن)حـدهم: أقال

ــال،داخلة في القول ــوال، أو ق أي معها يكون القول قــنى(زيد قائم بأمرك)آخر: فالحال كذلك، ووجــه المع

متغير في العبارتين ببركة القرينة كما هو واضح. إذا فحقيقة الخبر هي القول مع كل مكتنفاتــه من

أو غيرها. القرائن لفظية كانت وحينئــذ: لــو أقــام المتكلم قرينــة على أن كالمــه

نإنــه غــير مطــابق للواقــع؛ فــأ لم يصدق عليه ،مزاح وإنمــا المكتنفــات،المالحظ ليس فقــط لفــظ المــزاح

،أيضا وبلحاظها يكون للفظ معنى آخر فيكون مطابقا

.34 ص2المحرمة: ج المكاسب الفقه(?)1

251

حرمة الكذب ومستثنياته للواقع بلحاظها أو ال .(1)يكون كذبا

ن المدار في الصــدق والكــذب علىإ أخرى: وبعبارة اإلرادة الجديــة ال االســتعمالية، واللفــظ بمكتنفاتــه هــو

ــرد االســتعمالية لم يكن،الدال على الجدية فحيث لم ي ،كاذبا، لكن هذا يقتضي التعميم للقرينة المنفصلة أيضـا

. فتدبر،تفصيل وفيه

لداللته نش11اءإال في الثاني: الكذب الدليل االلتزامية

ــة على ــو لم تقم قرين ــاء ل ــه أإن اإلنش ــزلي،ن ه (2) بلحــاظ الداللــة االلتزاميــة، وهي إخبــاريكــون كــذبا

وتوضيحه:،فتكون كاذبة إن لم تطابق الواقع الزم على يطلق1111ان والص1111دق الك1111ذب

اإلنشاء نـهأن الظــاهر إ فـ،إن اإلنشاء لـو اسـتلزم إخبـارا

و الكذب عليه بلحاظ الزمه فيقعأيصح إطالق الصدق ن الكذب اإلنشائي لو كــان أالبحث بعد ذلك في هــزال

و ال؟أفهل هو جائز فــذهب بعضــهم إلى،وقد اختلف األعالم في ذلك

،أن الكذب يجري في اإلنشاء بلحاظ الزمه أو ملزومهكما يجري في اإلخبار بخالف بعض آخر.

ــف ــيخ كاش ــه الش ــا في وممن ذهب إلى جريانهمــوهــو ) قــال: الغطــاء ــ أي الكــذب ـ ن كــان منإ وـ

صفات الخبر يجري حكمه في اإلنشاء المنبئ عنه مــع قصــد اإلفــادة كمــدح المــذموم وذم الممــدوح وتمــني

الترديد. وجه سيأتي(?)1 بالصــدق وصــفه يمكن ال المطابقية داللته بلحاظ اإلنشاء نإ)?( ف2

.منه االلتزامية بلحاظ ذلك نماإ ،الكذب وأ

252

الفهرس المكاره وترجي غير المتوقع وإيجاب غير الموجب

ــا وندب غير النادب ووعد غير العازم إلى غير ذلك مم. انتهى(1)يلزمه اإلغراء بالجهل( ن مصب الكذب والصدق هــوأ ل؛ووجه ذلك واضح

وتــارة، وهو تــارة يكــون في الداللــة المطابقية،الخبر في الداللــة االلتزاميــة، واإلنشــاء إذا كــان ملزومــه أو

الزمه الخبر كان له حكمه بلحاظه. ولكن قد يتأمل في القيد المذكور في آخر كالمــه

حيث ال حاجــة(مما يلزمه اإلغــراء بالجهل)وهو قوله: ــل،إليه؛ إذ الكذب بنفسه عنوان محرم واإلغراء بالجه

ــه إلطالق،عنوان آخر ــة ب وليست حرمة الكذب مرتهنمثل )اجتنبوا قول الزور( وغيره.

اله11زل: اله11زل ج11واز من مس11تثنى موردشأنه خالف هو ممن

ن كــان يــرى أن الكــذبإو ن الســيد الوالــد إثم ــه اســتثنى منأ، إال المزاحي مع القرينة جائز مطلقا ن

الهـــزل ممن هـــو خالف شـــأنه فقـــال: )نعم ال:ذلك إشكال في حرمــة الكــذب هــزال بالنســبة إلى من هــو

حـتى إذا كـانالمعصـومين خالف شـأنه مثــل .(2)من قسم اإلنشاء. فتأمل(

ــيف ــ:ونض ــبه، ف ــد أو من أش ــع التقلي نإ أو مرج هــو ممــا ال يتناســب ومقــامهم،الكذب من هؤالء هزال

وعليه فقــد اســتثنى من عمـوم الجــواز هــذه الصــورة ن ذيلــه بقولــه:إن أقام المتكلم القرينة في ذلــك، وإو

ــه خــروج عن البحث وكــونإ :)فتأمــل( ولعــل وجهه نالحرمة لعنوان آخر.

54 الغطاء: ص كاشف للشيخ القواعد شرح (?)1.302 ص2: ج الزهراء فقه من (?)2

253

حرمة الكذب ومستثنياته

اله111111زل من واللطيفة النكتة إخ111111راج موضوعا

ــبر الســيد الوالد ــا اعت ــد في العــرف كم ــا يع م خارجــا موضــوعا عن الهــزل فهــوـــو نكتــة أ ـــلطيفة

جائز، حتى بناء على تحريم الكذب المزاحي والهزلي، المنقولة في الحادثة بما صنعه النبي (1) لذلك ومثل

فمــا ذكــره،(2) ومزاحهماعلي من أكله التمــر مــع وكذا ما ذكره النــبي لــه ليس للنبي أمير المؤمنين

.(3)بكذب عرفا

المقام في المنصور الرأي إجمال هـــذا، ولكن الــرأي المنصـــور على مـــا يقتضـــيهــزلي ــذب اله ــواز الك ــيل في ج ــو التفص ــق، ه التحقيــه بين صــور خمســة، يختص الجــواز بالصــورة وحرمت الخامسة فقط دون األربعــة األول فإنهــا تشــمله أدلــة الحرمة، فيكون الكــذب الهــزلي محرمــا فيهــا، ووجــه الجواز في الصورة الخامسة: أما دعوى كونها خارجــة عن الكذب موضوعا، أو بدعوى انصراف أدلة الحرمة عنه لو لم يقـل بـالخروج التخصصـي، كمـا أن الجـواز

.302 ص2: ج الزهراء فقه من (?)1ــأكالن ـ المنقول حسب ـ كانا وعلي النبي أن )?( وذلك2 ،التمر ي

التمر يأكل فعنــدما النبي يالطف أن يحاول المؤمنين أمير وكانــوى يأخذ ــده الن ــبي يلتفت حــتى لحظة وينتظر بي ما جهة إلى الن

ــواة فيضع ــتى أمامه الن ــير اجتمع ح ــوى من الكث ــام الن ــبي إم الن منــه, وهنا القليل إال أو شــيء اإلمام أمام يبق لم بينما األعظم كثــيرا! أكل ربما نهأ عن بالكناية النــبي المؤمــنين أمــير الطف بنواته!! التمر أكل من هو أكثر الجائع : إن النبي فقال

تنطبق لطافتها بلحــاظ وهــذه كلية كــبرى ذكر قد النــبي نإ)?( فــ3.المورد على

254

الفهرس في الصورة الخامسة مقيد بما إذا لم تكن المــادة من القوة بحيث تكــون هي الغالبــة، وإال إن غلبت فتكــون هذه الصورة أيضا محكومــة بالحرمــة، هــذا على نحــو

اإلجمال.

في الخمسة المنصور: الص11ور الرأي بيانالعنوانين مجمعــة ثمتفصيل ذلك: ف أما يعتمد على بيان كبرى كلي

ــان يجري تطبيقها على المقام فنقول: لو اجتمع عنوان نظير عنـوان الكـذب وعنـوان الهـزل،في شيء واحد

ــوانين (1)في الكذب الهزلي فكان المصداق مجمع العن

فهنا صور: ـن النسبة بينهما من وجهأ وقد سبق ـاألولى: الصـــورة ــا ــدان ثبوت ــد يقص ـدل على، ق ـ وي

أو مــع،العنوانين بنحــو التشــريك ببركــة القرينــة إثباتاتحقق ظهور عرفي على ذلك.

ــة: الثانية الصــورة هي الصورة األولى نفســهاوالثالث ولكن بنحو تغليب ألحد الطرفين على اآلخر، فإمــا أن

وإمــا أن يكــون، الكــذب عنــوان الهــزليغلب عنــوان العكس، ولكن من غــــير اضــــمحالل أو انــــدكاك أو استهالك ألحدهما بــاآلخر، كمــا لــو كــان قصــد الكــذب

فيكــون،ثمانين بالمائة وقصد الهــزل عشــرين بالمائةقصد الجد أشبه بالتلويح، أو العكس.

ــه لكن ال:وبتعبير آخر كالهما مقصود مــدلول علي في اجتمعا إذا العالم إكرام وعنوان الرحم صلة عنوان ونظير(?)1

العـــالم كـــان لو وعكسه العـــالم، الـــرحم أهن ورود مع فاســـقا ألنه وأخــرى فاسق ألنه فتــارة أهانه فلو العــالم، واســمه الفاسق

العنــوانين مجمع ألنه وثالثة ،عالم مع ذلك وكل تغليبــا، أو تشــريكا حدأ في العــرفي الظهــور ومع وعدمها مقصوده على قرينة إقامة

.وعدمه المحتمالت

255

حرمة الكذب ومستثنياته .بالتساوي

الصــورة بحالهــا مــعوالخامســـة: الرابعة الصـــورة،استهالك أحــدهما واندكاكه مــاإ ف، وبقــاء اآلخــر عرفــا

ما الكذب مضمحل، وهذه الصورة هيإالهزل مندك وــق التي نستثنيها وهي منشأ القول بالتفصيل، وقد تلح

بها الصورة الثالثة لكنه غير ظاهر. اخر في عنوان الندكاك توضيحية أمثلة

المضارع في الماضي الفعل اندكاك أ1 تجــريالمضارع الفعل الماضي الذي قصد به إن

أتى كقولــه تعــالى: ،عليه أحكام المضــارع ال الماضيهx أمــر تعجxلوه فال الل د بــهx فــأتى فعــل مــاض قصــ،(1)تســ

االستقبال لتنزيل المســتقبل المحقــق الوقــوع منزلــةxذا وقعتx الواقxعةالماضي، وكذلك قوله تعالى: نإ ف(2)إ

ن الجملــةإ)وقع( فعل ماض، ولكن وكما هو معلوم فــ ن زمانــهإالشــرطية إذا وقــع الماضــي في مقــدمها فــ

)إذا:ينقلب إلى المضارع في واقعــه ومــراده، كقولك جاء زيــد فأكرمــه( و)إن ضــربتني ضــربتك( وذلــك ألنــل الصــورة الرابعة ،هذه األمثلة كنظائرها هي من قبي

ــذيأل ــود ال ــدكت وانحلت في المقص ــوية ان ن الماضــام ــذا فاألحك ــة، ول ــه القرين ــودـ أقيمت علي والمقص

ــة أو الصــرفية األحكام المعنوية ال الشكلية من النحويستكون للمضارع ال الماضي. ـوشبهها

اإلنشاء في اإلخباري الفعل اندكاك 1 بــيا ــل ماض ــان الفع ــو ك ــذلك ل ــهوك ــد ب ولكن أري

.1النحل: ( سورة?)1.1الواقعة: سورة (?)2

256

الفهرس ،ن الفعــل الماضــي ظــاهر في اإلخبــارأاإلنشاء، فمـع

نه وبال شك تترتب عليه أحكام اإلنشاء، كما لو قال:إف )بعت( وهو في مقام إنشاء البيع ال في مقــام اإلخبــار

نه بقرينة المقام والحال ينشئ االعتبار في عالمــه،إفــا دونأومن البين ن أحكام اإلنشــاء هي الســارية ههن

أحكام اإلخبار؛ وذلك الندكاك الثاني باألول واضمحالله

: التمثيلالمق111ام على الص111ور تط111بيق شجاع( رجل ب1)أنت

مصــب قد يكون كاذبا(1) مازحا هزال أون الكاذبإ ، وإن كان أضــعفهزلحديثه الكذب ولكن يلوح منه ال

لكن من غير اندكاك، وقد ينعكس األمر فيكون مصبــويح ــع التل ــزل ولكن م ــه اله ــذب،كالم ــيربالك من غ

وينــدرج هــذان النوعــان في الصــورةكــذلك،انــدكاك . ـما كانت الغلبة ألحد الطرفينـ الثانية والثالثة

أي ـــوقد يكون الهازل كاذبــا ولكن مــع االنــدكاك كمــا ـ،اندكاك الكذب في الهزل عرفا واضمحالله فيه

كما لو أخــبرك صــديقك بأنــه هجم عليــه،في اللطيفةأسـد ضـار ففـر منـه موليا فتعقب على ذلـك مالطفـا

فهل هــذا كــذب أو،وتقول: )أنت حقيقة رجل شجاع(!ال؟

رجل )أنت مثل في الخمسة الص1111111111ورشجاع(

الكــذب حــول المسألة هذه في الكالم نأ يالحظ(ــ ?)1 وفي ،هــزال الكــذب حــول الالحقة المسألة جــرى وقد ،مزاحــا كلتا في أحيانــا

ــير المســألتين ــاآلخر، التعب ــذكور األثر دلوجو ماإ ب ــا، الم ماإو فيه.للتسامح

257

حرمة الكذب ومستثنياته

نــه في قولــه هــذا )أنت حقيقــة رجــلإ: والجــوابنه:إشجاع( ف

ـتارة يكون الكالم من قبيل الصــورة الخامســة ـــ:ن يقــال حينئــذ بأ وحكمــه إما ـ،كما هو كذلك كثيرا

الخــروج الموضــوعي لمثــل ذلــك عن الكــذب، وذلــك إن لم نقــلـــمــا إ الوجــوه األربعــة الماضــية، وبإحدى بانصــراف أدلــة حرمــة الكــذب هــزال:ن يقالأ ـبذلك

لعــدم مطابقـة؛ن سلمنا فرضا كونه كـذباإعنه؛ فهو و نــه ليس بحــرام لالنصــراف،أالقــول فيــه للواقــع، إال

وذلك لما فصلناه من أن هذا نحــو من كــذب الحكايــة لكنه ليس على نحو كــذب الحــاكي، واألدلــة منصــرفة

.للثاني بل وعن األول في صورة االندكاك ن ال يالحــظ العــرف إال حــالأمــا إنــه إ والحاصــل:

نــه لــوأمــا إ و،الحاكي دون حال الحكايــة بمــا هي هيالحظها ووجدها مندكة لما رآها من دائرة الموضوع.

إذا قال له )أنت حقاأخرى: وبعبارة شجاع( قاصــداــ ــ ــة ف ــ ــب اإلرادةإن الكالم وإالمالطف ــ ــان بحس ــ ن ك

ــتعمالية األولية ــابق للواقع(1)االسـ ــير مطـ ــهأ إال ، غـ نـ أي ببركة القرينة الحافةـبحسب االستعمالية الثانوية

وهــو الـذي عليـه اإلرادة الجديـة وهــو، يفيــد العكسـ.(3) مطابق(2)بحسبهما نأ بــ؛ يكــون قصــد المتكلم التشــريكأخــرى: وتارة

يريد كال المعنــيين والعنــوانين، كمــا لــو كــان من جهــة يريد أن يتمازح معه أو يهــزل، ولكنــه من جهــة أخــرى

ففي هــذه،كان يريــد أيضــا أن يخــبر عنــه بأنــه جبــانالقرينة. لحاظ بال أي(?)1والجدية. الثانية االستعمالية(?)2 شجاع(: أنت حقا بـ)أنت أريد إذ(?)3 شجاع. غير حقا

258

الفهرس نــه ســواء أكــان التشــريك بالنيــة على قــدمإالحالــة ف

المساواة أم على نحو الغلبة ألحدهما على اآلخر لكن نه في جميع هــذه الصــور يعــدإ ف،مع عدم االضمحالل

وال مانعة جمع بين صدق الكــاذب عليــه وصــدق،كاذباالهازل أو المازح.

قد يكــون كــل من الكــذب والهــزلأخــرى: وبعبارة ن قصــد اإلخبــار وقصــد الهــزل أيضــا بنحــوأمقصودا ب

ــذا التشريك، فيكون كل منهما داعيا مستقال لصدور ه على ســـبيل البـــدلأحـــدهماالكالم بحيث لـــو كـــان

ــه أو موجودا النبعث نحوه وذلك مع ظهور الكالم نفسبالقرينة المقالية أو الحالية في كال األمرين.

وقد يكون الكذب هو محــط النظــر والمصــب من اندكاك لجهة الهــزل فيــه بحيث كالمه ولكن من غير

ــا ــه(1)يبقى عرف ــة كون ــع اقوائي ــرين م ــداقا لألم مصمصداق الكذب.

وقــد يكــون األمــر عكس ذلــك ومن غــير انــدكاكأيضا.

وقد يكون الكذب هــو المقصــود والمــدلول عليــه بظاهر الكالم أو بقرينة مع اضمحالل وانــدكاك الهــزل

فيه. نأوالصورة الخامسة هي بعكس الرابعة أيضــا، بــ

يكون الهزل هو المقصــود وهــو الظــاهر من الكالم أو ، ومثالــه(2)القرينــة مــع اضــمحالل الجنبــة اإلخبارية

(3) وإن كان فيه اشعار من يقلد األصوات صرفااألجلى

القرينة. بمعونة أو بنفسه(?)1ذلك.ب أشبه تكون بحيث بل دقة معدومة تكون بحيث ال(?)2ــراد(?)3 ــ ــعار الم ــ ــمحالل بل والتأييد الداللة دون هو باإلش ــ االض

العرفي.

259

حرمة الكذب ومستثنياته ما من يقلدها بلغـة أخـرى مـع عــدم إدراكـهأبالكذب،

بــل هــو،نــه ليس مجمــع العنــوانينإالمضــامين أبــدا ف فهــذه تكــون هي الصــورة،هــازل فقــط غــير كــاذب

السادسة.

عند الخامسة الص11ورة في الجواز استثناء القرينة ظه111ور من الم111ادة ظه111ور اقوائية

الخارجية من صورة الجواز فين نستثنيأولكن يجب هذا

ما لو كان للمادة ظهــور أقــوى منالصورة الخامسة، هــا ظهــورغلب ظهوريظهور القرينــة الخارجيــة بحيث

ــادةإ ف،القصد المبرز بالقرينة ن المدار حينئذ على الم ن اعتضــد بالقرينــة، حــتى لــو أقــامإال على القصــد و

و في مقــام التمثيــلأنه هــازل، أالمتكلم القرينة على ن المدار على أقوى القــرائن المتخالفــةأكالمعلم، إال

.(1)فلو كان ظهور المادة أقوى تقدم

المادة قرينية اقوائية على أمثلة على اقوائيـــة ظهـــوراألمثلةوهنـــاك الكثـــير من

ثالث: أمثلة وسنقتصر هنا على ،المادة من غيرها

سرقت لو) المختلق االول: الخبر المثال يدها( لقطعت

إلىالخــبر المنســوبفهــو مــا يتناقلــه بعض من ن فاطمــةأ نفسي بيده لــو والذي: الرسول األكرم

. يدهابنت محمد سرقت لقطعت يةأ من أقــوى نوعــا، المــادة، ظهــور يكون قد فقل شئت نإ و(?)1

المتكلم يقيمها قرينة .شخصا

260

الفهرس من (1)وهذه الرواية قد سمعتها قبــل فــترة طويلة

ت الخطبـــاء، ولكن بـــالفطرة الســـليمة اســـتنكرأحد كونها صادرة عن معــدن الرســالةتمحتواها واستبعد

.والعظمة أنها متالئمة مع قاعدة إن صــدقنعم قد يتوهم:

القضية الشرطية غير متوقف على صدق المقدم، بل لو كانتصدق حتى مع امتناعه، كما في قوله تعالى:

ه لفسدتا xال الل xهة إ ؛ فمع أن وجود إلهين في(2)فxيهxما آل .الكون مستحيل، إال إن هذه القضية الشرطية صادقة

؛ن من المســتبعد صــحتهاإ فــ،مع ذلــك كلهلكن وقبح التعبــير عمن هي بضــعة،اســتنادا لقــوة المــادة

صــلوات اللــه عليهــاالرسول وروحه الذي بين جنبيــه، بمثل ذلك. وعلى أبيها وبعلها وبنيها،

الرواية مناقشة ومضمونا سنداـهوصفوة القول ـ : أما من جهة المضمون فنقول: إن

قاعــدة إن صــدق الشــرطية غــير منــوطوبرغم صحة وأمــا القبح، إال إنها ال تفيد إال اإلمكــانبصدق مقدمها،

أو الحســــن فليس من نطاقهــــا وال من منطوقهــــاومدلولها، وحيث كان مضمون الروايــة مســتنكرا جــدا

والفطــرة الســليمة تشــهد بعــدم، لهاكان ذلــك موهنا عن الــتيجريــان مثــل هــذا الكالم على لســان حكيم

فكيــف بســيد الحكمــاءطهرها اللــه في محكم كتابــه، !؟وهو النبي األعظم

إ بالمثال ف:ويتضح ذلك نه لو خاطب شخص عالما : )لوبقولهمن العلماء الصالحين أو وجيها من الوجهاء

كــان مثــل هــذا،كشفت عورتك في الشارع لضربتك(.سنة وثالثين خمس من أكثر قبل(?)1.22األنبياء: ( سورة?)2

261

حرمة الكذب ومستثنياته ــرطيةإ و، وعد إهانة،الكالم قبيحا ن كانت القضية الش

xبعــده فقـط، صادقة حتى مـع امتنـاع المقـدم فكيــف ب فإننـــا نجـــد في مـــورد كهـــذا أن العقالء يقبحـــونــخص ــذا الكالم من الش ــل ه ــدور مث ــتنكرون ص ويس

، ومــا ذلــك إال لقــوة المــادة وشــدتها وظاللهــاالحكيم ونسبة السرقة إلى سيدة النساء المطهرة ،السلبية

ن كــانت على نحــوإ وـ والعياذ بالله تعالى من ذلــك ـــ ،القضية الشرطية إال أنهــا مســتهجنة ومســتنكرة جــدا

يــا: الــذي يقــولفال يعقل صدورها عن رسول اللــه ــى ــبك ويرض ــب لغض ــل يغض ــه عزوج ــة إن الل فاطم

. ما قالوال ممن يقول فيها ويقول (1)لرضاكــالفطرة ــوط ب ــه من ــر في االســتقباح وعدم واألم

ـو: ولذا ال نجد قبح القول بـ،وبقرائن الحال والمقام ـ لدتا ه لفســ xال الل xهــة إ ، مــع امتنــاع المقــدمكان فxيهxما آل

فعــل كــذا منن الرســول أنجد قبح القول )لو بينما نــه ليس بممتنــع ذاتــا وإن امتنــعأ...( حتى مــع القبائحوقوعا.

وأما من جهة الســند: فإننــا بعــد التتبــع والتحقيــق ؛ظهر لنا بوضـوح أن هـذه الروايـة مكذوبـة موضـوعة

حيث وردت من طرق العامة وفي مصدر واحد فقــط ، هذا(2) ولم ترد في مصادر الخاصة،هو سنن النسائي

ــل،(3)كله إضافة إلى أن السند ينتهي إلى عائشة والك يعـــرف تحسســـها الشـــديد من الســـيدة الزهـــراء

وبعد هذا كله فهل، وهي قرينة حافة واضحة،البتول .20 ص43األنوار: ج بحار (?)1ــتي الفريقين مصادر من مصدر1600 من أكثر في(?)2 قمنا وال

فيها. بالبحث جعلها إن بل ، بـــديهي هو كما كالعدالة للوثاقة فاقـــدة وهي(?)3

.الواضحات من لألحاديث

262

الفهرس تبقى حــتى رائحــة الحجيــة لمثــل هــذه الروايــة حــتى

يستدل أو يستشهد بها؟؟

فاطمة إن رواية فقهالث1111اني: المث1111الالله... فحرم فرجها أحصنتــدرواية معروفة فهو مروية من طرق الخاصة فق

ــار الرضا ــ ــون أخب ــ ــاب عي ــ ــاني (1)وردت في كت ــ ومعــار عن اإلمــام والرواية(3) وفي مصــادر أخــرى(2)األخب

: عن النبي أمير المؤمنين إن فاطمـة بنت محمـد .رأحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النا

ولكن مضمون هذه الرواية غريب؛ وذلــك أن من النسـاء قـد أحصـن فـرجهن، فهـل ذلـككثـيرا

لكي يحــرم اللــهـــ أو حــتى حكمــة ـــيصــلح علــة بــل إن مثــل هــذا الوصــف؟!ذريتهن على النــار

بالنســبة للعفيفــة الزكيــة ليس بفضــيلة وربمــا عــد.(4)هانةإذلك نوعا من ال

ـــ لــو ابقيت على ظاهرهــا ـــن المــادة إ والحاصل:قرينة عرفا على عدم صحة السند والصدور.

تxيوقد يشكل بعض على ذلــك بقولــه تعــالى: والــة ــا وجعلناهــا وابنهــا آي ن xن روحxيهــا مxــا ف أحصنت فرجهــا فنفخن

ــالمxين xلع ن مســاق الروايــةإ فــ عن السيدة مــريم (5)ل! فلم االستغراب؟،ومصبها هو مصب اآلية نفسه

:والجـــواب هو كي، بتعميم دائـــرة اإلشـــكال أوال.63 ص1: ج الرضا أخبار عيون(?)1.106األخبار: ص معاني(?)2.378 ص5الثقلين: ج نور تفسير ،20 ص43األنوار: ج بحار(?)3 المعروفات المخدرات إحدى عن شخص تحدث لو كما وذلك(?)4

.لها هانةإ يعد الكالم هذا نإتزني! ف ال بأنها وقال بالعفاف.91األنبياء: سورة (?)5

263

حرمة الكذب ومستثنياته ن المعــنى البــدوي والظهــورإ فــ،تتضح حقيقــة الحــال

ــة ــذه اآلي ــريب؛ إذ الكالم في ه ــة غ ــذه اآلي األولي له المباركة ليس عن أنــاس عــاديين حــتى تتحــدث اآليــة عن ســيدة مطهــرة من أنــاس ال يخطــر ببــالهم أن يعصوا الله طرفة عين أبدا ولو بمعصية صغيرة فكيف باجتراح هذه الكبيرة المهولة؟ بل إن كثيرا من النساءــد ــدين ق ــتزمن بال ــات الفاســدة ممن لم يل في البيئ

كانت في بيئة مباركــة، ومــعأحصن فروجهن ومريم هذا كله فكيف يكون ما ذكــر من صــفة كرامــة كــبرى

بحيث تســتحق بهــا أن ينفخللقديسة العابــدة مــريم ن تكون وابنها آية للعالمين؟؟!أفيها من روح الله و

ومناســبات، إن المــادة ظهورهــا قــويوالحاصــل: فال بد،(1)الحكم والموضوع تنطق بغير الظهور البدوي

من استكشاف معنى اآلية والرواية والمراد منهما. وقد تتبعنا التفاســير المختلفــة فلم نجــد الجــواب

إليه النفس. الشافي الذي تطمئن م111ادة ض111وء على الرواية مع111نى تحقيق

ا1مفرداته حدىأ ولكن يمكن الجــواب عن ذلــك بمــا تطمئن إليــه

ــع اإلشــكال من رأس ــدنا الجــواب؛النفس ويرف إذ وج المفسر الشافي الذي بــه يتضــح معــنى الروايــة واآليــة

خالل التأمــل في معــنى كلمــة )الفــرج(من ووجههمــا

وهو مـريم في أحصـنت...( وجه )الـتي:للقول يكون قد نعم(?)1 ال ذلك ومع ـــ ذلك من تعــالى بالله والعيــاذ ـــ بالزنا اتهموها إنهم

الزنا عن عفافها يصلح الوجه هـذا لكن ــ العظيم األجر لـذلك سـببا معــرض في تكن لم إذ ؛ النســاء ســيدة في جــار ال و بســار ليس

.أبدا بذلك التهمة

264

الفهرس (1) في كتب اللغة كمجمع البحرينالمطروحةومعانيها

ن أحــد معــاني هــذا اللفــظ هــو المعــنىإوغــيره، حيث ن الفـرج أصـلهإ فـ،المعهود، لكنه ليس المعـنى الوحيد

، الثغــر وهــو موضــع المخافة: ومن معانيه،من االنفراج ـــ أنه المراد في الروايــة واآليــة، فــإن الفــرج :والظاهر

يكون هــو الموضــع الــذي يخشــى أن يكــونـعلى هذا ــدخال ــا مـ ــياطينه، كمـ ــد كال مننأ إلبليس وشـ الحسـ

ثغـورهيوالحقد والغـيرة والكـبر وغيرهـا من الرذائـل وفروج ومــداخل ومسـارب للشــيطان الـرجيم وجنـده،

أوـ فيكــون معــنى الروايــة )وكــذا اآليــة(: إن فاطمةــمــريم وســدت، أي أحصــنت ثغرها، أحصــنت فرجها ـ

ومنعتــه من أن يخــترق،مداخل الشيطان واألهواء إليها فحـرم اللـه ذريتهـا،أية زاوية من زوايـا وجودهـا وقلبها

, هــذا هــو ــأو جعلهـا وابنهـا آيـة للعـالمينـ على النـار المعنى المراد والمقصود الذي تستحق بــه المــرأة نيــل

الدرجة والفضيلة العليا ال ذلك المعنى المعهود. ن اإلنسان لو ترقى في مدارج الكمالإ والحاصل: ن ترك األولى سيعد بالنســبة إلى مقامــهإوبلغ قمته ف

من الذنوب، وهو موضع مخافة عليه؛ ذلك إن حسناتاألبرار سيئات المقربين.

ــير إن المراد من اآليــة هــو الكنايــة عن آخــر: وبتعب العصــمة اإللهيــة لمن خــوطب بهــا، فتكــون مــريم

ــات بإحصــانها القديسة ــل الجه ــاهرة من ك هي الط المطلق وحفظها نفســها ومواضــع المخافــة فيهــا من

ــه المختلفة ــيطان وأحابيلـ ــل الشـ ــذلك في،حبائـ وكـــة :الرواية xن فاطxم ــا الســالمإ ــا عليه نت فرجه أحصــ

ار تها على الن ي ه ذر م الل .(2)فحر

.323 ـ322 ص2البحرين: ج مجمع(?)1.مصادرها تخريج مضى (?)2

265

حرمة الكذب والــذي،إذا فهذا هو المعنى المراد حسب الظاهرومستثنياته

وداللــة ضــعف، مناسبة الحكم والموضوع:ساقتنا إليهالمادة وقوتها على تحديد المراد منها.

اس11اطين من االنتق11اصالث11الث: المث11ال المذهب

االنتقـــاص من مثـــل الشـــيخ المفيـــد أو الشـــيخ الطوســي أو الشــيخ الكليــني أو الســيدين الرضــي

و صــاحبيأوالمرتضــى أو العالمــة والمحقــق الحليين الجواهر والمكاســب أو نظــائرهم من علمائنــا األبــرار ،)قــدس اللــه أســرارهم( واالزدراء بهم أو تســقيطهم

ــتىفإ ن ذلك ال يجوز قطعا فكيف بسبهم أو لعنهم؟ حح.لو كان الشخص في مقام المزا

ــامأحد لعن فلو أن شخصا الفقهاء األبرار في مقــة على،المزاح ــه القرين فهل قصده للممازحــة وإقامت

ذلــك وكــون كالمــه معهــا مصــداق المــزاح أو الهــزل،ــه ــه؟ والجــواب: كال؛ لومســوغ لفعلت ــبرر لمقالت نأم

فال ينفــع قصــده للمــزاح أو الهــزلالمــادة قويــة جــداوإقامة القرينة عليه دافعا لقبح عمله وحرمته.

نــه حــتى لــو قطــعإ ف؛وكــذلك الحــال في المعلم نظــره عن الحاكويــة الخارجيــة كــأن يقــول في مقــام

نهــا مثــل أن تقــول: )الشــيخأتعليم الجملــة االســمية نهإ ف،الصدوق كذا أو كذا( ويصفه ببعض قبائح األفعال

ال يجوز له ذلك لقوة المادة وقبحها الشــديد إلىنظرادرجة تحريم حتى نسبتها مزاحا أو هزال إليه.

ن المذهب الحق بل الـدين والشـرع قــدإ :والسر بني على أكتاف هؤالء األوتاد، فال يجوز هتك حــريمهم وانتقاصهم ولو كان ذلك بمثل ذلك المزاح أو التمثيل،

بــأيعليهمبل ال يجوز حتى إثارة عالمــات االســتفهام

266

الفهرس وجه يوجب التشكيك فيهم على المأل العام مما يولد

ن ذلــكإعادة الشبهات لــدى البســطاء من النــاس، فــ دون ريب. حرام شرعا

ـــ ال ســمح اللــه ـــومثــال آخــر أوضــح: أن يســب ، من بــاب المــزاح أو الهــزل أو المثــال النبي أحدهم

وال شك فيه.ن ذلك حرام قطعاإف تكــون من القــوة بحيثن المــادة أحياناإوعليه: ف

تــأبى عن أي تفســير وتقــاوم أيــة قرينــة أقيمت على المدعى المقابل، فهذا أيضا مستثنى من جواز الكذب

. (1)المزاحي على فرض القول به : إن الصور في المقام خمس، وخامسهاوالخالصة:

ــو، فيه في الهزل ومضــمحالما لو كان الكذب مندكا فل ن أدلة الحرمةإ ف،لم نقل بخروجه موضوعا عن الكذب

.منصرفة عن هذه الصورة الرواية الناهية عن الكذب الهزلي إال أن هذا:ومنها

االنصــراف مقيــد بغــير مــا لــو كــانت المــادة من القــوة والشدة بحيث تكون مانعة عن االنصراف فيبقى إطالق

. .(2)لثابتا، فتأمحرمة الكذب محكما

الكذب بجواز أي(?)1 هزال. أو مزاحا قد إذ ،فتأمل منفصل فاالســتثناء انــدكاك ال المــادة قوة مع إذ(?)2

وجه وهنــاك العكس، وأ النــوعي دون الشخصي باالنــدكاك يفصل.وتأمل فتدبر ،آخر

267

حرمة الكذب ومستثنياته

:الك11ذب مس11تثنيات من الثانية المس11ألةمزاحا الكذبــواردة حــول الكــذب مزاحاو ــات ال ــذا،ـ الرواي وك

أحــدهما والشــاملة لمجمــع العنــوانين أو ،الكذب هزال ، هي بالعشــرات ـمما نسبته مع اآلخر عموم من وجه

ــات أو(1) ولكن الشــيخ ــع رواي ــر أرب اقتصــر على ذكــة ورد،خمس مما ورد فيها لفظ الهزل ولم يذكر رواي

وإن كــان بعض إطالقــات الروايــات،فيها لفظ المزاحيشملها.

ولــذا فمن الجــدير بمن أراد التحقيــق األكــثر في وفي المقــام، الوقوف عليها والتوقف عندها،المسألة

نتوقــف عنــد روايــتين فقــط مــعـــ لالختصــار وروماـــــات ــف أخــرى من الرواي ــاوين طوائ ،اإلشــارة إلى عن

: عدةوهي طوائف

(2)الم11زاح ح11ول الواردة الروايات طوائف

(3)والهزل

إلى مش1111يرة رواي1111ات:األولى الطائفة الدنيوية المفسدة

.17 ـ16 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1 كونه من األعم(?)2 أو كذبا .صدقا هــذه تضم نأ فيجب الهــزل، عنــوان تضــمن بعضــها نإ فــ(?)3

والــتي الهــزل حــول الروايــات من الشيخ ذكره ما إلى الرواياتفالحظ. السابقة المسألة صدر في نقلناها

268

الفهرس الروايــات الــتي تشــير إلى المفســدة الدنيويــة

أم ســواء أكــان كــذباالهــزل،الكامنــة في المــزاح أو ، ومورد البحث هو مدى داللة هــذه الطائفــة منصدقا

فيما يبتنيـ وتنقيح ذلك يبتني ،الروايات على الحرمة على تحقيــق حــال األوامـر والنــواهي المولويــةـعليه

نه لو ذكرت في الرواية مفسدة دنيويــةأ و،واإلرشادية أو (1) فهل األمر أو النهي يكــون إرشــادياـ أو مصلحة ـ

مولويا يمكن أن يكون األمر ؟(2) أيضاوبعض روايات هذه الطائفة كالتالي:

ــرم األولى: ــزاح: عن الرســول األك ــثرة الم ك وفي الكـــافي الشـــريف عن،(3)تـــذهب بمـــاء الوجه

كثرة المزاح تذهب بمــاءأحدهما عليهما السالم قال: ــا ــان مج ــحك تمج اإليم ــثرة الض ــه وك ــذه(4)الوج وه

ــة من ــبين مرتب الرواية مشيرة إلى مفسدة دنيوية، وت. مراتب النقص

: امــير المؤمــنين عن اإلمــامالثانيــة: مــا رهبإ . (5)تحذر وال تهزل فتحتقر

وهـــذه الروايـــة لســـانها واضـــح في جهـــة ذكـــر

1(?)

.كثير جمع ذلك إلى ذهب كما2(?)

ــاه ذلك إلى ذهبنا كما ــلنا وانتخبن وعن أدلته وعن عنه الكالم وفص المولوية )األوامر كتـــاب في واإلرشـــادية المولوية في الضـــابط

ــار عشــرة ضــوابط ذكرنا فقد واإلرشــادية(، هــو: ما منها والمخت.مولويته مقام معمxال مولى هو بما المولى من صدر

.119 ص12الشيعة: ج وسائل (?)3.665 ص2الكافي: ج (?)4.133 الكلم: ص ودرر الحكم غرر (?)5

269

حرمة الكذب ومستثنياته ــة ،(1)المفسدة الدنيوية وهو االحتقار والنهي في الرواي

ولكن ذيل الرواية وهو )تحتقر( مما،دال على الحرمة يخــل بهــذا الظهــور عرفــا فيكــون ظــاهرا في النصــح

.واإلرشاد ن ظهور )تحتقر( في اإلرشادية أقوىإ :والحاصل

من ظهور )ال تهزل( في المولوية. من غلب عليه الهزل فسد: علي قالالثالثة: و

.(2)عقلهوهل هذه المفسدة تفيد الحرمة أو ال؟

:ن فســاد العقــل على نــوعينإ فــ؛ العدم:الظاهرــة دون ــد إال المقدمي ــة ال تفي ــيره، والرواي ــرم وغ مح

وظاهرها اإلرشاد. ،النفسية. (3)من كثر مxزاحه استحمxق: وعنه الرابعة:

.(4)من كثر مزحه قل وقاره: وعنه الخامسة: أو ال11ذم لس11انها رواي11ات الثانية الطائفة

المقدمي التحريم الروايات التي لســانها لســان التحــريم المقــدمي

ـــ األعم من الصــادق أو الكــاذب (5)للهــزل أو للمــزاح ، وهــذه الطائفــة من ـــوكالمنا حول الكاذب منه طبعا

الروايات ال تفيد الحرمــة النفســية، بــل تفيــد الحرمــةالمقدمية.

:قال األولى: كثرة الهزل آية الجهل(6)،واآليـة .للمقدمية تشير ال إنها كما(?)1.222 الكلم: ص ودرر الحكم غرر تصنيف (?)2.222الكلم: ص ودرر الحكم غرر تصنيف (?)3.615الكلم: ص ودرر الحكم غرر(?)4المقدمي. الذم حتى أو(?)5.527 الكلم: ص ودرر الحكم غرر (?)6

270

الفهرس فال تدل إال على الكراهة أو، والجهل مذموم،العالمة

كونه رذيلة..(1)المزاح يورث الضغائن: عنه الثانية: و

اللهم إال،وال دليل على حرمة الضغينة بما هي هي لو أظهرها بما يحــرم، أو إذا كــانت في شــؤون العقائــد كما لــو كــانت تجــاه األنبيــاء أو األوصــياء في االختيــاري

ــ أو الكفـر أيضـا ــ وإال كشفت عن خبث الباطن ،منهاــ،فقط ــها ف ــونإ وعلى فرض ــا أن تك ــدمات إم ن المق

موصلة أو ال، ومعه فلو كــانت الضــغينة محرمــة و كــانالمـزاح موصال لهـا فهـو حـرام مقـدمي عقال أو شـرعا

وإال فال. ـ، على الخالف ـأيضا :قال الثالثة: و لكــل شــيء بــذر وبــذر العــداوة

،والكالم فيه كسابقه.(2)المزاح:قــال الرابعــة: و احــذر الهــزل واللعب وكــثرة

.(4)(3)المزاح والضحك والترهات وتؤيده قرينة السياق.، النصح:وظاهر أحذر

نفي لس1111انها رواي1111ات:الثالثة الطائفةوالنقص الكمال

الكمال والنقص نفيالروايات التي لسانها لسان ممــا يــدخل بهــا، ال الحرمــة والزجر، أو التنزيه،والذم

المزاح والهزل في دائرة الرذائل ال المحرمات.ــه األولى: ــال رســول الل :ق ــزح ــا علي ال تم ي

كبعض ـــفي هذه الروايةقد يقال و، (5)فيذهب بهاؤكــابقة واآلتية ــا الس ــنظائره ــ: ب ـ ــارض بينـ ــود تع وج

.86: ص الرسول آل عن العقول تحف (?)1.543الكلم: ص ودرر الحكم غرر (?)2.القول من الزخرف الترهات( ?)3.162 الكلم: ص ودرر الحكم غرر (?)4.355 ص4 الفقيه: ج يحضره ال من (?)5

271

حرمة الكذب ومستثنياته ــ ــورين؛ ف ــةإظه ــاهر في الحرم ــزح( نهي ظ ن )ال تم

ــاهر في النقص ــ ــاؤك( ظ ــ ــذهب به ــ ــة، و)ي ــ والمولوي األخالقي واإلرشادي، فهل نرفع اليــد عن الظهــور في

ن المقطــع الثــانيأالحرمــة ببركــة الظهــور الثــاني أو ؟حكمة أو حــتى تعليــل بمــا هــو مجــرد نقص أو رذيلة

إذ الحكمــة ال تزحــزح مــا؛وعليها يبقى الظهــور األول.ظاهره الوجوب عن وجوبه أو الحرمة عن حرمتها

وكذا وفي هذا المساق أيضا وردت تتمــة الروايــة،وال تكذب فيــذهب نــوركوهي: لكن الظــاهر عرفــا

ــال ذلــك اإلرشــادية ــه،من أمث خاصــة فيمــا جــرى فيالتعليل بما ليس حراما بعنوانه.

الكامل من غلب: أمير المؤمنينالالثانية: وق.(1)جده هزله

لتالزم؛ لن الهــزل رذيلةإ :مــا تــدل عليهواقصــى .العرفي بين كونه نقصا وكونه رذيلة. فتأمل

ــرة المxــزاحx قــال: عن أمير المؤمنين الثالثة: كث ن تحصيل الهيبــةإ ف؛ولسانها أخالقي، (2)تسقxط الهيبة

ــو من ــا ه ــات، وإنم ــا ليس من الواجب ــاظ عليه والحف.األمور الحسنة حرمة تفيد الرابع11111ة: رواي11111ات الطائفة

بعنوانه المزاحــدل على وهناك طائفة رابعة من الروايات لعلها ت

وهي،حرمة المزاح بعنوانه، ونقتصر على ذكر إحداها فقــد ورد عن اإلمــام الصــادق ،رواية معتــبرة موثقة

مــا وردهاونظير ،(3)المــزاح الســباب األصــغرقوله: 128 الكلم: ص ودرر الحكم غرر (?)1.525 الكلم: ص ودرر الحكم ( غرر?)2.665 ص2الشريف: ج الكافي (?)3

272

الفهرس نـهإإيـاكم والمـزاح فنـه قــال: إ عن أمير المؤمـنين

وهــو الســب(2) ويــورث الضــغينة(1)يجــر الســخيمة. وال شك في حرمة السب(3)األصغر يعتبر المزاح صــغرىوظاهر الرواية أن اإلمام

لكبرى السباب, وعليه فالمزاح بحســب هــذه الروايــةمحرم مطلقا.

أن الســباب ن الظاهر من الروايــة إ :وبتعبير آخر والطــبيعي يوجــد،األصغر حمــل على طــبيعي المــزاح

أي فرد كان، فكلها محرم.(4)بوجود أفراده

الس11باب )الم11زاح رواية األص11غر( س11ندا ا1ومتن

السندي البحث 1أــبرة على حســب ــة بحســب الظــاهر معت والرواي

(5)مختلــف المبــاني فقــد وردت في الكــافي الشــريف

عن: بتعبــير حميد بن زيــاد، وقــد وثقــه النجاشي:1 1

صــريح فقــال: )كــان ثقة ، كمــا قــال الشــيخ(6)( واقفــاــي ــه ) الطوسـ ــع العلم عنـ ــل واسـ ــيرعلم جليـ كثـ ولـــذا،نـــه واقفيأن المشـــكلة أ إال ،(7)التصـــانيف(

ولذا فال كالم فيه. ، فالرواية حسب المصطلح موثقةــخمة من وهي(?)1 ــواد وهو السـ ــود السـ ــني الحقد والمقصـ فكـ

.عنه بالسواد.عادة ضعفأ يورث ما نأل السخيمة مخفف هي والضغينة( ?)2664 ص2الشريف: ج الكافي (?)3.تعالى الله شاء إن ذلك بعد سيأتي والنقاش واالستدالل(?)4.665 ص2 الكافي: ج(?)5.132النجاشي: ص رجال(?)6421 الطوسي: ص رجال (?)7

273

حرمة الكذب ومستثنياته

وهو مشترك بين مجموعة، الحسن بن محمد :2.من األشخاص

ــتركات:وعليه ــ ــة كتب المش ــ ــد من مراجع ــ فالب وعنــد مراجعــة مشــتركات الكــاظمي،للتمييز بينهم

وغيره وبحسب قرينة طبقة الراوي وعمن يروي ومن ن المراد منه هــو الحســن بن محمــد بنإ ف،يروي عنه

أيضا.ن كان واقفياإسماعة، وهو ثقة وــذكر الحســن بنإوالحاصــل: ــدما ي ن األصــل عن

إن المراد به ابن سماعة، ونخرج:محمد في الروايات عن هذا األصــل في بعض المــوارد الــتي حصــرت في

فراجع. ،علم مشتركات الرجال ، وهو إن كان نفسحمد بن الحسن الميثميأ :3

أحمــد بن الحســن بن اســماعيل بن شــعيب بن ميثمــو ــار، فه ــة والتم ــان واقفياإثق ــه أيضــا،ن ك ــال عن ق

على كــل حــال ثقــة هــو و... )كــان واقفا:النجاشــي ، وقــال عنــه الطوسي(1)صحيح الحديث معتمـد عليــه(

(2))ــحيح الحــديث ســليم ــف في: )كــوفي ص ، ووص ، والظاهر أنه نفسه كمــا في(3)المرآة رواياته بالموثق

ــتري ــل التس ــار نقال عن الفاض ــا عن(4)مالذ األخي ، ومــأتي رواياتــهالســيد الخــوئي ــه: )وت في ذيــل ترجمت

ــوان أحمــد ــوان: أحمــد بن الحســن الميثمي، وبعن بعنــوان: الميثمي( ــ ــا في(5)الميثمي، وبعنـ ــ ــذلك مـ ــ ، كـ

، والله العالم.(6)الخاتمةــه عنبســة بن بجــاد، عنبســة العابد:4 والمــراد ب

.74 النجاشي: ص رجال (?)1.54: صوأصولهم الشيعة كتب فهرست(?)2وغيرها. ،145 ص12 وج ،334 ص3 العقول: ج مراة (?)3553 ص2 االخبار: ج تهذيب فهم في االخيار مالذ (?)480 ص2الحديث: ج رجال معجم (?)545 ص4 الوسائل: ج مستدرك خاتمة (?)6

274

الفهرس وهو ثقة أيضا حيث ذكره النجاشي فقال:،العابد

نقل الكشي عن حمدويه عن كما ،(1))كان ثقة قاضيا( (3)ن العالمةأ كمــا (2)( فاضالنــه كــان خــيرا)إ مشائخه:

. ذكراه في القسم األول من رجالهما(4)وابن داوود .إذا فالرواية من جهة السند معتبرة بال كالم

الداللي البحثب: ــزاح في: إوأما وجه االستدالل بالرواية فهو ن الم

ــه ــا أن يكــون؛المــزاح الســباب األصــغر: قول إم خص من جهةأوأما أن يكون ، للسباب األصغرمساويا

:، وعلى التقـدير األولــ وهو الظـاهر ـوأعم من جهة ،يصح حمل المحمول في الرواية على طبيعي المزاح

فيــدل ذلـك على حرمـة المـزاح بقـول مطلـق، إال أن نخرج عن ذلك في بعض األقسام بدليل خاص أو عــام

كمــا لــو كــان المــزاح صــادقاـ كالخروج الموضوعي ـــدون أن ــرين ب ــال الســرور في قلب اآلخ ــان إلدخ وك

نه ال يعد عرفــا ســبابا أصــغرإ ف،هانةإ أو يتضمن جرحاــتيقن أو غيره، ويبقى الباقي تحت الحرمة، والقدر الم

،هو المزاح الكاذب الجارح بــل قــد، بل الجارح مطلقا. (5) فتأمل،يقال: و الكاذب مطلقا

الس11باب هو ب111)الم11زاح الم11راد محتمالتاألصغر(

ــك: ــق ذل ــام أن الظــاهر إوتحقي ــو فين اإلم ه.302النجاشي: ص رجال(?)1.670 ص2الكشي: ج رجال (?)2.129العالمة: ص رجال(?)3.264داود: ص ابن رجال(?)4 يتمسك أن إال ســباب الجارح، غير الكاذب المزاح أن يعلم ال إذ(?)5

.النقاش الرواية. وسيأتي بإطالق

275

حرمة الكذب مقام بيان صغرى من صغريات كبرى السباب، وليسومستثنياته

ن فيإفي مقام اختراع مصطلح جديد وتعبــدنا بــه؛ فــن: ي احتمالالمزاح هو السباب األصغر: قول اإلمام

ــال ــواألول: االحتم ــبر ه إن الســباب األصــغر واألك في مقــامصــلوات اللــه عليهمفهوم عرفي، واإلمــام

مصــاديق الســباب األصــغر، وهــوأحداإلرشــاد إلى المستظهر في المقام.

يتعبدنا بمصطلح جديد،إن اإلمام الثاني: االحتمال يــبين لنــان اإلمــام أن المــزاح ســباب شــرعا، أي إو

،حقيقة مخترعة شارعية تفيد مساواة المزاح للسباب . (1)أو كونه اخص منه مطلقا

كمــا هــو،ولكن االحتمال الثاني هــو خالف األصل األصــل فألن؛مــا األصلأ؛ خالف سيرة المعصــومين

عــدم اخــتراع اصــطالح جديــد في المفــاهيم العرفيــة، واالخــتراع،والمزاح مفهــوم عــرفي كســائر المفــاهيم

يحتاج إلى دليل. فألن تتبــع ســيرة المعصــومين ؛وأمــا الســيرة

يكشف لنا أن من النادر تصرفهم باختراع معنى جديــد، كما في الصالة المستظهر انها حقيقة شرعية في ذات

ــان ــادر، خاصــة على،األرك ــوارد ن ــذه الم ــل ه لكن مث حيث،مسلك صاحب الجــواهر والسـيد الوالـد وآخـرين

رأوا حتى مثل )الشهادة( باقية على معناهــا اللغـوي وال ،(2)حقيقة شرعية فيها رغم تصرف الشـارع فيهـا كثـيرا

ــرفه فهو وإال،ففي أي مورد ثبت اختراع الشارع أو تصفالمعنى العرفي هو المرجع وهو الموضوع للحكم.

مطلق أخص المزاح أي(?)1 السباب. من اــون ال إذ(?)2 ــهادة تك ش ــرعا ــدرت لو إال ش ــين من ص في شخص

عادلين... الخ. وكانا الموارد من الكثير

276

الفهرس في ال11111وارد الموض11111وع على الم11111دار

اإلمام... عرفه إذا إال الروايات حيث كــان في مقــامولكن قد يقال: إن اإلمــام

ـبالكسرـ ن المدار سيكون على المعرف إالتعريف ف؟ ـبالفتحـ ف ال المعر

نـه قـد ذكرنـا في بعض المبـاحث قاعـدةإ توضيحه: نأ : وهي ـــشرنا لهــا في بحث تعريــف العدالةـ أعامة

أي، ال المعــرف ـــبــالفتحـ المعرف على مداريةاألصل فهـــو،ن المـــدار على اللفـــظ الـــوارد في الروايـــاتأ

ــداره ــه م ــك، ال على تعريفه،موضــوع الحكم وعلي وذلــرف في اللغــة،الغناء الوارد في الرواياتك فإنــه لــو ع

نــه لتقــريبإ ف،أنه الترجيع المطرب أو غيرهـ: وغيرها ب بــل المــدار، وليس التعريف وصدقه هو المــدار،الذهن

،هو على صدق الغناء عرفا فكل ما صــدق عليــه عرفــا ن لمأن لم يكن يصـدق عليــه تعريفـه بـإ و،فهــو حـرام ن مــا كــان ترجيعاإ مثال، وبالعكس ف مطربايكن ترجيعا

فهــو جــائز من هــذه،نــه غنــاءأ ولم يصدق عليه مطرباالجهة. لــوما :ولكن يستثنى من ذلكالقاعدة، تلك هي ف

نإ فــ، نفسه في كالم اإلمــام كــان التعريــف واردا هــو العــارفالمدار سيكون على التعريف؛ إذ اإلمام

بحقائق األشــياء والمــبين لحــدودها وماهياتهــا وبدقــة، ومعه يكون االعتماد على التعريــف والمــدار عليــه، إال

ــا ــو أحرزن ــنى على مســامحة فياإلمــام ن أل ــد ب ق وهي خالف األصل.،التعريف تام فيمــا لــو كــان اإلمــام(1)ن ذلكإ يقــال: قد لكن

ــنى ــفا عن المع ــيرا كاش ــا ال مش ــه مؤسس في تعريف لما سبق؛العرفي، واألصل هو هذا األخير إلى، مضافا

االستثناء. أي(?)1

277

حرمة الكذب ومستثنياته ن اإلمــامأ و،ن الظاهر انصراف )المزاح( إلى الجارحأ

حتى لــو أذعنــا بكــون اإلمــام، بنى عليه في مقــام ــان وجــه دعــوى االنصــراف في،التعريف وســيأتي بي

ــة وبين ضمن بيان وجه الجمع بين مثل الطائفة الرابعــبات الحكم ــة، بمناسـ ــة والسادسـ ــة الخامسـ الطائفـ

. وبمعونة روايات الطائفة السابعة،والموضوعــ:وعليه ــ ــ ال(1)ن الالم في )المــــــزاح( للعهدإ فـ

للجنس. متوقــفاوتحقيق الحال في هذه الروايــة ونظائرهــ

ــات ؛على عرض الطائفة الخامسة والسادسة من الرواي ألن الطائفــة السادســة تتعــارض مــع الطائفــة الرابعــة

ثم البحث عن،والخامسة، فال بــد من مالحظتهــا جميعــاالمراد من كل منها ووجه الجمع.

رجح11ان تفيد رواي11ات: خامسةال الطائفةالمزاح

:الروايات التي تمدح المزاح وتفيد رجحانه، ومنها دعب لعبالمؤمن: رسول الله ما روي عن

والــدعب على وزن خشــن،(2)والمنافق قطب غضب كما فسرت به،صفة مشبهة من الدعابة وهي المزاح

: في رواية أخرى عن اإلمام الصادق ما من مــؤمن ــه دعابة ــ ــة؟ إال وفي ــ ــا الدعاب ــ ــال قلت: وم ــ : ق

المزاح(3).وفي اللغة أيضا فسرت به . ن الدعابـة أعم من المـزاحأبـ ولكن قــد يشـكل

فــإن بعضــها؛كمداعبة الشخص مــع أطفالــه أو زوجته وسيأتي الجواب.،مداعبة وليست مزاحا

الذكري. أو الحضوري ال الذهني،(?)1.49 : ص الرسول آل عن العقول تحف (?)2.663 ص2 الكافي: ج (?)3

278

الفهرس معالحال كما هو ، ففيما يقتضي(اللعب)ما أو

ن يتصابى مع أوالده.أ إذ يستحب للشخص ؛األطفال إذ التقطيب؛ما )قطب( فلعلــه إشــارة للظــاهرأو

ــر على مالمح الوجه ــارة للقلب، يظهـ ــب( إشـ و)غضـوالباطن.

وذمه المزاح مدح في الروايات تعارض خامســة ـــ والــتي تفيــدولكن روايــات الطائفــة ال

تعــارضحسن المزاح وتثني على المؤمن الممــازح ـــ ن الكثــير منإ فــ،بإطالقها روايات الطوائــف الســابقة

الروايــات بطوائفهــا المــذكورة تــذم المــزاح بعبــارات وقــد يسـتفاد منهــا الحرمــة كروايـات الطائفــة،شــتى

، وبه يظهر المراد منها، فال بد من الجمع بينها،الرابعةومدى صحة االستدالل ببعضها على الحرمة بإطالقها.

الروايات طوائف بين الجمع وجهــف ــ ــات في الطوائ ــ ــع بين الرواي ــ ــه الجم ــ ووج

إليــه من أن المــزاحأشــرنا مــا : هوالمتعارضة ظاهراــان أم وهذا ، جارحعلى قسمين: مزاح مذموم كاذبا ك

مفــرح مــدخل للســرور على صــاحبه ومــزاحصــادقا، والمزاح،و فقل: المزاح بالحق ممدوحأوهذا ممدوح،

بالباطل أو بما يجرح فمذموم.

الجمع وجه على شواهد بل هناك أدلة وشواهد:،وليس هذا الجمع تبرعيا

الحكم األول: مناس11111111بات الش11111111اهدوالموضوع

ــوعنإ ــبات الحكم والموض ــد مناس ــي تقيي تقتض

279

حرمة الكذب المراد من )المزاح الســباب األصــغر( بخصــوص بعضومستثنياته

أنواعه وهو الجارح.ــيحه: ــة هيإتوض ــدة العام إن الموضــوع:ن القاع

يوســع: يقيــد المحمــول فيضــيقه، وتــارة أخــرى:تـارة فهنا صــورتان، وكــذلك عكســه في المحمول فيعممه،

فــالمحمول تــارة يضــيق الموضــوع وتــارة،المحمــوليوسعه.

إذا: فكل من الموضوع والمحمــول يقيــد أحــدهمافالصور أربع. ،مهاآلخر أو يعم

ولنقتصر على التمثيل لصورتي التضييق: كمــا لــو،ن الموضــوع قــد يخصــص المحمــولإفــ نإ فــ(،األطبــاء يشخصــون الحــاالت الطارئة)قلت:

فيكـــون،الموضـــوع وهـــو األطبـــاء يقيـــد المحمـــول المقصود من الحاالت الطارئــة هي الحــاالت الطارئــة

االخــرى الحــاالت الطارئــة منالصــحية ال عمومهــا كالسياسية أو العسكرية أو الجيولوجية أو غيرها.

ومقامنــا من هــذاـــ الموضوعوقد يقيد المحمولــل ــدونـ،القبي ــاء يرش ــو قلت: )العلم ــا ل ــك كم وذل

نأن الموضــوع مطلــق بــل عــام إال إللصــواب( فــــده ــاء هم،المحمــول يقي ــراد من العلم ــد أن الم فيفي

المتقــون منهم؛ إذ إنهم هم الــذين يرشــدون للحــق بما هو عــالم ليسن كون اإلنسان عالماإوالصواب، ف

علــة اإلرشــاد للصــواب وال مقياســا لــه؛ إذ لعلــه متبــعلهواه يسوق الناس إلى الباطل وال يرشد للصواب.

ن المزاح موضوعإ ف؛وما نحن فيه من هذا القبيل ولكن ببركــة المحمــول وهــو الســباب األصــغر،عــام

تضييق دائـرة الموضـوع؛ إذ من الواضـحيستفاد عرفان المــزاح إذا أ لم يكن جارحــا بــل كــان لطيفــا محببــا

280

الفهرس والأصــغر،مــدخxال للســرور فهــو عرفــا ليس بســباب

يصدق عليه بالحمل الشائع.

الطائفة رواي11111اتالث11111اني: الش11111اهدةدس11السا

ةادســ الطائفة الس: على الجمع هوالشاهد الثانيـ: وهي العمدة ـمن الروايات

في الكافي: عنه عن محمــد بن علي ما وردمنها: عن يحيى بن سالم عن يوسف بن يعقــوب عن صــالح بن عقية عن يونس الشيباني قال: قال أبــو عبــد اللــه

عليــه الســالم: كم بعضــا xــة بعضــ ــف مداعب :قلت ؟كيxيــل ن: x قــال.قل ــة مxن حســ xن المداعب ــوا فــإ فال تفعل

ــان ــد ك رور على أخxيك ولق xها الس ك لتدخxل ب xن الخلقx وإ xه هرسول الل جل يرxيد أن يسر .(1) يداعxب الر

للتفصــيلوهذه الروايــة بظاهرهــا تصــلح مســتندا وكونــه ممــا، وهــو المــذمومبين كــون المــزاح جارحا

ــذا راجح وممــدوح ــدخل الســرور على المــؤمن فه ،ي.وسيأتي بعد قليل بحث سند هذه الرواية

مزح وال أقول إال حقاألأني : ما روي عنه :منهاو(2)ن هذه الرواية تفيد تقسيم المزاح إلى قسمين:إ ف

ــزاح،المزاح بالباطل أو المزاح الباطل ومن األول الم والمــزاح بــالحق،،الكاذب ومن الثاني المزاح الجــارح

من قرينة حاله(4) ويفهم الثاني(3)وظاهر الرواية األول،فتأمل ..663 ص2 الكافي: ج(?)121 األخالق: ص مكارم (?)2الباطل. بقول أو الحق بقول األول: المزاح(?)3ــزاح(?)4 ــاني: الم ــزاح أو الحق الث ــالمزاح الباطل الم ــارح )ك بج

الصدق(.

281

حرمة الكذب ومستثنياته ن الأشــرط ب فلو كان المزاح بقول حــق و:وعليه

راجححالــه فهومن قرينــة ذلــك يكون جارحــا، ويفهم وممدوح، وأما لو كان بباطل فهو مرجوح ومذموم.

ــا: من خصــالمــا ورد عن اإلمــام الصــادق ومنهــتيالمروة في السفر قال صلوات الله عليه: وأما ال

في السفر فكثرة الزاد و طيبه و بذله لمن كان معــك و كتمانك على القــوم ســرهم بعــد مفارقتــك إيــاهم و

.(1)كثرة المزاح في غير ما يسخط الله عز و جل وروايــات عديــدةـــ هذه الروايــاتإن والمتحصــل:

تشــهدان بــالجمع الــذي مضــى بين الروايــاتـــأخرى فالذامــة،الذامــة للمــزاح وبين الروايــات المادحــة له

،(2) المــزاح كــذبا: ومنه؛تنصــرف إلى المــزاح بالباطلــترح في قلب ــدخل ال ــذي ي ــارح ال ــزاح الج وإلى الم

المؤمن. ثم إن إدخال السرور على قلب المؤمن عنوان ال

ن العناوين الالاقتضــائية الإاقتضائي، وكما هو واضح ف تزاحم العناوين االقتضــائية كالكــذب في المقــام، فلــو حدث تزاحم بين الكذب وبين إدخال السرور بان كان

للسرور فال يصح االســتناد إلىالكذب المزاحي مدخال روايــات إدخــال الســرور كالروايــة أعاله لتســويغ هــذا الكذب وتجويزه، بل ال بد من التمســك بوجــوه أخــرى

ممــا قــد مضــى بحثــه وتحديــد،كالخروج الموضــوعي.552 ـ551 الصدوق: ص للشيخ االمالي (?)1ــتدل نأ ويمكن(?)2 عليه يسـ ــا ــ أيضـ ــيز ذاإ الله نأبـ الحق بين مـ

ــأين والباطل ــون فـ ــزاح يكـ ــاذب؟ المـ ــير وذلك الكـ الرواية نظـxذا المشهورة ز إ ه مي ى والباطxــلx الحــق بين الل ــون فــأن ــاء؟ يك الغxن

.الباطxل مع فقالالغناء. باب435 ص6الكافي: ج

282

الفهرسصورة تحققه، فراجع.

إن هــذه الروايـة يـراد منهــا المداعبـةوالمتحصــل:ــاهد بقول حق ال المداعبة بالكذب أو الباطل، وهي ش

ن المزاح إذا كانأعلى وجه الجمع الذي اخترناه، كما نــه خــارج بمنطــوقإ أو سخرية أو شبه ذلك فاستهزاءالرواية.

المداعبة نإ) رواية في الس11111ندي البحثالخلق( حسن من

روايــة الســابقة في بحجيــة واعتبــار :قد يقــالثم :الكــافي عن اإلمــام أبي عبــد اللــه الصــادق كيــف

ــا.. ــكم بعض ــة بعض ــد مداعب ــتنادا إلى أح ــك اس وذلالوجوه التالية:

الكافي روايات العتبار وجوه لوجودها في كتاب الكــافي الشــريف علىاألول:

مبـــنى من يـــرى أن رواياتـــه معتـــبرة بشـــكل عـــام رحمهمكاألخبــاريين والمــيرزا النــائيني والســيد الوالد

ومن أشــبه، وعلى هــذا المبــنى الاللــه تعــالى جميعــاحاجة إلى تجشم مؤونة البحث السندي.

مراســيل أن وكذلك على مبــنى من يــرىالثاني:ــاة ومهمالتهم ــا الثق ــيرفيم ــا من غ ــدوا عليه إذا اعتم

)مراســيل حجية كما حققناه في كتاب،معارض، حجةــدة( ــات المعتم ــ،الثق ــا صــار إليه ــ ا وكم ــةـ إلى حجي

والشهيد،في العدة الطوسي الشيخـمراسيل الثقاة رحمهم اللــه تعــالىالثاني والبهائي والشيخ األنصــاري

وآخرون. جميعا خص لتوثيــق الروايــة منأعم وأفهذان مســلكان

غير حاجة إلى البحث عن خصوص إسنادها.

283

حرمة الكذب ومستثنياته فعليــه،ما من ال يرى تمامية هــذين المســلكينأو

ن كــان ممن يــرىإ ف،البحث عن طرق أخرى لتوثيقها المدار على وثاقة الخبر والروايـة كــان عليــه االســتناد

ن مضـمونهاــ: إ كـالقول بـ؛ إن تم ــإلى ما يفيد ذلك ــرعةأمن المستقالت العقلية أو ،ن عليه سيرة المتش

إ بل القــول: ن مضــمونها مســتفيض أو متــواتر تــواترا أو شــبه ذلــك،ـــ لكنه بحاجــة إلى تتبــع أكــثر ـإجماليا

،لكنها جميعا أدلة لبية ال إطالق لها فال تصــلح مســتندا ما لو كانت المداعبة بالكذب: ومنه؛في صورة الشك

،من القـول أو المـزعج ال إلى حـد اإليـذاء أو اإلضـرار.فتأملــهأو ما من يرى المدار على وثاقة المخبر فال بد ل

من مالحظة السند فيها، وإجمال القول فيه:الكافي )العدة( في من المراد تحقيق

ــدة من أصــحابنا( xإن سند هذه الرواية يبدأ بـــ )ع، ولكن من هم )العxدة(؟ فقــد طعن بعض العامــة علينــا

إن لمـــ من أهم الكتب المعتــبرة لــدينا أن واحــداـــ: ب قــد اعتمــد علىي وهــو الكــافـــيكن أهمهــا في بابــه

تصــدير كثــير من أســانيدهـــ: مستشهدين ب؛المجاهيل نــه ال يعلم من هــو المــرادأ مــع ،بـ)عدة من أصــحابنا(

بعـــد حـــوالي إلى أن جـــاء العالمـــة الحلي،منهمأربعمائة عام فأوضح المراد من )العxدة(.

ن ذلــك ناشــئ عن عـــدم معــرفتهمإ :والجـــواب بنفسه هذه العxــدة حيث حدد الشيخ الكليني؛بالواقع

في الكافي نفسه بما يرفع الجهالــة واإلشــكال وذلــكبوجوه:

أحد العطار، يحيى بن األول: محمد الوجهدائما العدة

284

الفهرسدة: ما ذكره صاحب المعالم xمن أن المـراد بالعـ

موجود في كافة الرواياتأحدهممجموعة من الرواة وهــو محمــد بن يحــيى،التي صدرها الكليني بـ)العدة(

وهــو وهــو شــيخ الكليــني األشعري القمي العطــار ثقة جليل بال إشكال، وقد استفاد صاحب المعالم ذلك من كالم الشيخ الكليني نفســه في بدايــة الكــافي بــل

نه جرى في بقيةأ فإن الظاهر ،في الحديث األول منه الكافي على مجراه في أول روايــة لــه فقــد قــال في

)حدثنا عدة من أصحابنا منهم:أول حديث في الكافي محمد بن يحيى العطــار عن ...( كمــا فصــل ذلــك في

فراجع. 1منتقى الجمان

بتفص11يل الكلي11ني الثاني: تص1ريح الوجه العدة من المراد

أوضح في مواقع من الكــافي إن الشيخ الكليني المراد من العدة أيضــا مفصــال وعلى حســب المــروي

وقــال ]أي )ذلــك قــال: كما نقل العالمة الحلي ،عنه الشيخ الكليني[ كلمــا ذكرتــه في كتــابي المشــار إليــه عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي فهم علي بن إبــراهيم و علي بن محمــد بن عبــد اللــه

رحمهمــا, كما نقل النجاشــي عن الكليــني(2)(بن أذينة : )كلما كــان في كتــابي: عــدة من أصــحابناالله تعالى

حمد بن محمد بن عيســى فهم محمــد بن يحــيىأعن .(3)وعلي بن موسى...(

والط111رق المش111ايخ الث111الث: ذكر الوجه

.39 ص1 ج11 الجمان: الفائدة ملتقى كتاب(?)1.272الحلي: ص العالمة رجال(?)2.378النجاشي: ص رجال(?)3

285

حرمة الكذب ومستثنياته

األصول لشهرة وذلك تبركي وأما الوجه الثالث لتوثيق الروايات التي ورد فيهــا

إن:مصطلح )العــدة( فهــو وجــه لطيــف وصــحيح وهوــاإالعدة ال يحتاج أن يسأل عنها أصال؛ ف ن كل فرد منه

وهم حــوالي ثالثــون، هو من مشايخ الشيخ الكليــني وهم مشايخ إجازته،شيخا يروي عنهم روايات الكافي

ــني ــ ــيخ الكلي ــ ــرق الش ــ ــة، وط ــ إلى الكتب المعروفــريقهم ــذكورة عن طـ ــهورةإالمـ ــول المشـ لى األصـ

ــبرقي ــبزنطي وال ــاب ال ــلمة ككت والمعروفــة والمســعري ــه األش ــد الل ــعد بن عب ــى وس ــد بن عيس ومحم واآلدمي وغــيرهم هي طــرق تبركيــة؛ وذلــك أن حــالــافي ــاب الك ــحال كت ــو كـ ــا ه ــذه األصــول في وقته ه

لخ في زماننا من حيث قطعيةإوالوسائل والبحار و... فال نحتاج إلى سلسلة السند إلى،نسبتها إلى مؤلفيها

وال إلى،ســائلهو إذا نقلنــا روايــة عن الحــر العــاملي إذا أردنــا نقــل مطلب عنبحــارسلسلة الســند إلى ال

بـــل ننقـــل الروايـــة أو المطلب عن كتـــاب،مؤلفه سائل الذي بأيــدينا مباشــرة لبداهــة اســتناده إليــه،وال

بــنىلقــد بــل ،وهذا حال األمم كلها في مشاهير كتبها العقالء كافة على صحة إسناد مــا في كتب أمثــال ابن

ــوك ــال ديكــارت وجــون ل ــارابي وأمث ومنســينا والفإليهم.

ــني إ والحاصـــل: ــيخ الكليـ ــر الشـ ــه ن ذكـ طرقـ وأسانيده إلى الروايات إنما هــو للتــبرك فقــط؛ وذلــك لشهرة تلك الكتب واألصول والتي اعتمد عليها الشيخ

ونقل عنها بصورة مباشرة. الكليني وهــذا الوجــه الــذي ذكــره بعض األعالم هــو وجــه

ولكن بشرط أن يثبت أن هــذه الروايــة نقلهــا،ظريف

286

الفهرس نــه كــذلكأ والغالب ،(1) عن أحد تلك األصول الكليني

، فهــو وجــه وجيــه في الجملة: وعليه،فالحظ الكــافيلكن دائرته واسعة جدا إذ ينقح حال أكثر األسانيد.

الكلي1111ني في الراب1111ع: ميزت1111ان الوجه)العدة( توثقان

،ن مراسيل الثقاة ليست بحجةأنه حتى لو قلنا بإــدة( ولكن هنالك ميزتان للكليني xتفيــدان وثاقــة )الع

التي روى عنها:ــيزة ليس الشـــيخ الكليـــني حـــالإناألولى: المـ

راو ثقة ضابط من الدرجة المتوســطة، بــل هــوكحال في أعلى درجــات الضــبط والتحــرز والوثاقــة، ويكفي

النــاس: )كــان أوثق أن يقــول فيــه الشــيخ النجاشي وهـــذه العبـــارة من مثـــل(2)في الحـــديث وأثبتهم(

تفيد االطمئنان النــوعي بتوثيــق الكليــني النجاشي وال أقل من،لسلسلة أسانيد رواياته التي اعتمد عليها

بتوثيق الكليني لـــ)العxــدة( الــذين لناإفادتها االطمئنان نه في مقام نقــلأمع ـ، فرضا ـروى عنهم ولم يعينهم

ســتند إليهــاعتمد عليهــا وليالروايات لألجيال القادمة ليفي األحكام الشرعية.

ــارة النجاشيإوالحاصـــل: ــتفاد من عبـ ن المســـني ــه للكلي ــول مطلق توثيق ــق، بق ــه األوث ــل كون ب

واألضبط بقول مطلــق، فتفيــد الظن النــوعي باعتبــار إذ ليســت بأقــل فيمــا تفيــده نوعــا من؛سند ما يرويه

التوثيــق من ذلــك الــذي يحصــل لنــا من توثيــق الثقــة.العادي لرجل من الرواة

فقط. وهكذا، شيخه عن شيخه من يسمعها ولم(?)1.377النجاشي: ص رجال(?)2

287

حرمة الكذب ومستثنياته ــة ســند:وعليه ــوعي الحاصــل بتمامي ــالظن الن ف

، معتمــدا عليها الروايــات إذا رواهــا الشــيخ الكليــنيــق ــتي وث ــانيد ال ــل في المس ــوى من الظن الحاص أق

رجالي بتوثيــق عــادي، وقــد فصــلنارجال إسنادها ثقة ذلك في )حجية مراسيل الثقاة( وأجبنا عمــا قــد يــورد

.(1)عليهــيزة قــد أكــثر من إن الشــيخ الكليــني:الثانية الم

ــنىأ حتى الرواية عن العدة في موارد كثيرة جدا ــه ب نن إكثــار الثقــة الروايةأالكــافي عليهم، ومن المعلــوم

ــخص أو عد ــهةعن شـ ــق لـ ــل على التوثيـ ــير دليـ خـ واعتماده عليه فما بالك بشيخ الثقــات أعــني الكليــني

؟ ولكن توثيـــق العـــدة ال يفي بتوثيـــق هـــذههـــذا

إلى توثيق أحاد سلسلة(2)وذلك ألنه ال طريق؛ الروايةــود المهملين ــ ــند لوج ــ ــف فيهمالس ــ إذ؛ فيها والمختل

ــبرقي ــة عن الـ ــد بن علي) عن ،الروايـ ــذا(محمـ وهـــالغلو،نه أبو سمينةأ والظاهر ،مشترك وهو معروف ب

كمــا ربمــا يســتفاد منن التهمة ليست في محلها أإال ــي األول ــقكالم المجلس ــال في ح ــة، ق في الروض

محمد بن علي: )هو أبو سمينة، و اشتهر بالغلو و االرتفاع، و روى األصحاب كتبه إال ما فيه غلو )أو( كان متفردا به و لــه كتب كثــيرة، و الظــاهر أن مســاهلتهم في النقــل عن أمثاله لكونه من مشايخ اإلجازة، و األمــر فيــه ســهل ؛

الــراوي.. إلى ال الرواية وثاقة يــوجب ـــ تم نإ ـ ذلك نأ نظير(?)1فراجع. ،ذلك غير

ــير أي(?)2 ــرى من لغ ــات حجية أو الثقــات مراســيل حجية ي روايالكافي.

288

الفهرس عن صاحبه يكفيألن الكتاب إذا كان مشتهرا متواترا

ن ذكــر الســند لمجــرد الــتيمن وفي النقــل عنــه و كأــه،التبرك مع أن الغلو الذي ينسبونه إليهم ال نعرف أن

كـان اإلخبـار عاليـا دقيقـا أو كـان موافقـا للواقــع ألنـا نراهم يـذكرون: إن أول درجـة في الغلـو نفي الســهو عن النبي صلى اللــه عليــه وآلــه وســلم، مــع أن أكــثر األصحاب رووا أحــاديثهم و مــا رأينــا من أخبــار أمثالــه

، انتهى(1)(خـــبرا داال على الغلـــو و اللـــه تعـــالى يعلمكالمه.

و مضمون،ن الغلو ال يرتبط بوثاقة اللهجةأعلى . بل أجنبي عنه المرة،روايتنا بعيد عن الغلو

وهــذا مهمــل،(يحــيى بن ســالم)وهو يروي عن ــال النجاشي(يونس بن يعقوب)عن وهو موثق كما ق

(2) ــوري في الخاتمــة أدلــةو قــد أورد المحــدث الن (، وهــوصــالح بن عقبة)، عن (3)على وثاقتــه، فلــيراجع

ــان ابن قيس بن ســمعان بن ابي ربيحــة مــولى إن كــدثرسول الله ـ كما هو المستظهرـ فقد مال المح

إلى وثاقته ولو بالمعنى االعم، (4) في الخاتمةالنوري ، وعــبر(5) اعتــبره من الثقــاتكما أن السيد الخــوئي ــه بالصــحيحة ــه بــل(6)عن روايات ، ومــال إلى ممدوحيت

28 ص14الفقيه: ج يحضره ال من شرح في المتقين روضة (?)1،29 ـ الرجــال علم مبــاني في كتــاب: بحــوث يراجع وللتفصيل

.301 السند: ص محمد للشيخ.446 النجاشي: ص رجال (?)2.391 ص5 المستدرك: ج خاتمة (?)3.362 ص4المستدرك: ج خاتمة (?)4 المنهاج: تكملة مباني و ،85 ص10 الحديث: ج رجال معجم (?)5

500 ص42ج ـــ499 ص42ج و ،345 ص41 المنهــاج: ج تكملة مبــاني (?)6

500.

289

حرمة الكذب ومستثنياته ، وإن كان العديد(1) في بيان الفقهوثاقته السيد العم ، عنمن الفقهاء رموه بــالغلو والكــذب، واللــه العــالم

. وهو مهمل(يونس الشيباني)

والمزاح( هو )الكذب عنواني تنبيه: مجمعالبحث مورد

بين الكذب والمــزاحنه ما دامت النسبةإ :يقال قد ؛ فال وجه لطــرح هــذه الروايــات في المقــام،من وجه

ذلك أن موضوع هذه الروايات الهزل أو المزاح مــدحا، وهما عنوان آخر غير عنوان الكذب. أو قدحا

إن موضع الكالم هو في مجمع العنوانينوالجواب: ، ولذا ينبغيفي المسألة الثانية، أي في الكذب مزاحا

ــات المــزاح لمعرفــة ــات الكــذب ورواي مالحظــة روايالحكم في مادة اجتماع هذين العنوانين.

ن المــزاح هــو عنــوان الأ إلى ســابقاأشــرناوقــد ،اقتضائي والكذب عنوان اقتضائي، وال مزاحمة بينهما

منصـرفة عن الكــذب(2) بأن أدلــة الكــذب:ن يقالأإال ــه خــارج منهــا موضــوعا، ولكن ســبقإالمــزاحي أو ن

وبين مــا كــان،التفصيل بين ما عد كذبا عرفــا وغــيره علىـــ وبين ما كانت معه قرينته وغيره ،إنشاء وغيره

. سابقاه وقد فصلنا، وغير ذلكـاألقوال في التفصيل

الم111زاح على ت111ترتب اآلث111ار فائ111دة: هلمطلقة؟ بصورة المزاح على أم الكثير منافـــاة بين سلســـلتيوجـــود تـــوهم يقـــد ثم

من الروايــات قــد فـإن كثيرا؛الطائفتين من الروايات

.199 ص3الفقه: ج بيان (?)1.فتدبر ـ، بقسميها ـ (?)2

290

الفهرس كمــا(1)قيدت المزاح بالكثرة ورتبت عليه حينئــذ اآلثــار

في )من كـــثر مزاحـــه..( أو )من كـــثر هزلـــه..( أو الصــنف الثــاني من الروايــاتبينما وهكــذا، .. (،)كــان

المزاح بصــورة مطلقــة، ويــرتبعلىصب الذم فيه ان فمــا وجــه، نفس اآلثــار ـــهو وبمــا ـ عليــه بنفســه الجمع بينهما؟

أربعة جمع وجوهــاك وجهـــان للجمـــع على حســـب المبـــاحث هنـ

ــودة ــرين،األصــولية المعه ــا وجهين آخ ونضــيف لهملعلهما أولى من األولين، فتكون الوجوه أربعة:

له مفهوم ال الوصفاألول: إن الوصــف ال:من األجوبــة العامــة األصــولية هو

ــد عقلهمفهوم له، ففي رواية ومن كثر مزاحه فسسقطت هيبته، الكــثرة من قبيــل الوصــف وإنفــإن

من: والوصف ال مفهــوم لــه، فال تفيد،(2)كانت مضافة وإن شــئت،لم يكثر مزاحه لم تســقط هيبتــه، ليتنافيا

هما مثبتان ال يقيد أحدهما اآلخر.:فقل المفهوم على مقدم المنطوقالثاني:

ــومنمفهوم، ولكسلمنا أن الوصف له هذا المفه قد عورض بمنطوق تلــك الروايــات فيتقــدم منطوقهــا

مفهومهامن كثر مزاحه سقطت هيبتهعليه، فرواية ، وهــذامن لم يكــثر مزاحــه لم تســقط هيبتههــو

أضـعفالمفهـوم من منطـوق تلـك الـتي لسـانها مثال

المكروهة من األعم أي واألخالقية الشــرعية اآلثار من األعم(ــ ?)1.والمحرمة

.الغنم( سائمة في أو زكاة السائمة الغنم )في بين فرق ال إذ(?)2

291

حرمة الكذب ومستثنياته ن إطالق تلــك مقــدم على مفهــومإ أي ،)من مزح...(

. قوى من المفهوم ظهوراأن المنطوق أهذه؛ ل

القواعد بعض يوافق ال قد العرفي الفهم األصولية

ــوابين ــ ــترض على الج ــ ــد يع ــ إن الفهم:ولكن ق العرفي في بعض األحيان قــد ال يتطــابق مــع القواعــد ؛األصولية أو مع بعض مصاديقها وإن صــحت القاعــدة

ــية في ــاديق؛لخصوص ــرف ير المص ــافيى إذ الع التن ظاهرا بين األمرين: ذي الوصف وفاقــده في طــائفتي

قــوة مفهـوم تلـك بحيث تعــارضى كمـا ير،الروايـاتــذا ــوم ه ــنفى وير،مفه ــذكور في الص ــد الم أن القي

ــر( إن لم يكن ــو )كث ــاني وه ــات الث ــاني من الرواي الث ن كان احترازيا عــارض مــا ال قيــدإ فهو لغو واحترازيا

لــه، وال اقوائيــة في الــبين، وعليــه: فال بــد من البحثعن وجوه أخرى.

نهم بنــوا على أن العــام يتقــدمإ :وقــد يؤكــد ذلك على المطلق؛ نظرا إلى أن داللة العــام على عمومــه

أمــا المطلــق فيســتفاد إطالقــه بمقــدمات،بالوضع ،ن ال تكـــــون قرينـــــة على الخالفأ : ومنها؛الحكمة

.(1)والعام قرينة فالعام وارد على المطلقــتزم ــد ال ــيخوق ــه خوندآ ال الش ــة كفايت في بداي

بذلك، ولكنه في نهايتها عدل إلى تقديم األظهر منهما ن تقديم العام على المطلــق ليسإ :عرفا، والوجه هو

يــرد ولم ،من القواعد التعبدية كي تكــون ثابتــة دائمــا الخالف على قرينة وجـــــــود مع إطالقه ينعقد ال المطلق أي(?)1

ــام ــوع مزيل فهو قرينة والعـ ــة المطلق لموضـ بعناية لكن حقيقـالورود. هو العام( وهذا )بحجية التعبد

292

الفهرســق كي يتمســك ــام أو مطل ــظ ع ــة بلف ــك في رواي ذل

ــل ــل ألج ــه، ب ــاهمهمأبإطالق ــاء العقالء في متف ن بن فتدور مدار بنائهم. ،العرفي عليها

ــال: صــح إن الوصــف ال ــد يق ــه ق ــا نحن في وفيم نفي إطالقــهن ف،مفهوم له لكنه في الجملــة ال بالجملة

وال ننفيه مطلقا، إذ قد يكــون للوصــف مفهــوم عرفــا، )زوج ابنتك من الرجل المؤمن( أفاد:حدهمأفلو قال

. فتأمل، فال تزوجه الرجل لو لم يكن مؤمنا:عرفا

بتش11كيكية الط1ائفتين بين الجمعالث11الث: واآلثار الموضوع

ــال ــد يق ــة:وق ــذلك الهــزل وبقي ــأن المــزاح وك ب الحقائق األخرى الكثيرة حيث كانت حقــائق تشــكيكية

.ذات مراتب فوجه الجمع هو: إن الطائفة الثانية من الروايــاتــة األعلى ،والتي ذكر فيها قيد الكثرة تشير إلى المرتب

ــون ــة األولى، فك ــير إلى المرتب ــة األولى تش والطائفــد نفي ــو؛ إذ يفي ــا في المقــام ليس بلغ ــد احترازي القي المرتبـــة األقـــوى من اآلثـــار عن المرتبـــة األدنى من

كـثرة الهـزل تـورث فمثال: رواية ،الموضوع )المزاح( تحمل على أن كــثرة الهــزل تــورث الدرجــةالضغائن

العليـــا من الضـــغائن، ولكن تبقى للضـــغينة درجـــات الهــزل فتحمــل مثــل ،يورثهــا الهــزل بمرتبتــه الــدنيا

ــغينة ــورث الض ــدنيا مني ــة ال ــا أي على المرتب عليه وهــو عــرفي بــل هــو،الموضوع والدنيا من المحمــول

. فتأمل،وجداني .(1)والكالم كله على نحو االقتضاء ال العلية التامة

يورثه وال الجارح وحتى الكثير بالمزاح يفرح الناس بعض فإن(?)1

293

حرمة الكذب ومستثنياته

ال تعارض بين روايات الكــثرة والروايــاتوالنتيجة: األخرى.

بالباطل الم11زاح على اآلث11ار ترتبالرابع: لالنصراف الكاذب أو

وقد يدفع التنافي بإبقاء روايات كثرة المزاح علىــ، روايات المزاح المطلقة في والتصرف،ظهورها نأ ب

إن المراد من المزاح فيها هــو المــزاح بالباطــل:يقال لــو مــوقرا وذلك لوضــوح أن شخصا،والمزاح الكاذب

،ن هيبتـه ستسـقط وإن لم يكــثرإ فـ كاذبامـزح مزاحاــو مــزح مزاحا ــا ل ــثر من صــادقاعكس م ــو أك ، نعم ل

نــه سيســقط من األعين أيضــا،إالمــزاح الصــادق ف ن المرةإ ف،وكذلك الحال في المزاح الباطل والجارح

الواحدة منه يــترتب عليهــا مــا ذكــر في الروايــات من وأما، وقارهقل وقxحمستإمن كثر مزاحه اآلثار كـ

، إال لــو أكــثر منه،المزاح اللطيف النافع فليس كــذلك نعم اإلكثار منه إذا كان بحــق وبلطــف ال تــترتب عليــهــ ــات كـ بعض اآلثار األخرى المذكورة في بعض الرواي

.المزاح يورث الضغائنــد ســبق ــن المــراد منهإ :وق بمناســبات الحكم ـ

المزاح الجارح. : وغيرهاـوالموضوع ــع ــاهد الجمـ ــهـ وشـ ــه ووجدانيتـ ــافة لعرفيتـ إضـ

ــات: هو ـواقتضاء مناسبات الحكم والموضوع له رواي فتأمل.، كما أوضحناه آنفا،الطائفة السابعة

اإلضرار أو لإليذاء المتضمن تتمة: المزاح

الضغينة.

294

الفهرس ثم ال يخفى ـ كما نبهنا عليــه في األمــر الســادس من المسالة الثانية ـــ إن البحث عن المــزاح وحكمــه،ــاوين إنما هو بالعنوان األولي، أما لو تصادقت عليه عن أخرى كاإليذاء واإلضرار واإلغراء بالجهــل، فهــو حــرام

في الجملة او بالجملة.ــاجرومثال اإلغراء بالجهل: ما لو أخبر ـ مزاحا ـ ت

تاجر ا بارتفــاع أســعار بضــاعة معينــة وهــو آخر عامــدا يعلم عــدم ذلــك، مــا ســبب أن يشــتري التــاجر اآلخــر كمية كبيرة من تلك البضاعة، لتنخفض األسعار بعــدها

ــه بالجهلإفبقوة، ، نعم يبقى الكالمن هذا يعد إغراء ل في استقرار الضمان عليه ـــ لــو أضــره ـــ، وقــد ذهب

.(1) صناعةإلى ذلك السيد الوالد ــدار من البحث به ــذا المق ــف به ــانإ و،ولنكت ن ك

والله العالم. ،للتوسع فيه مجال كبير

1(?) فقط الضــرري للحكم نافية ليستضــرر( )ال نأ إلى استنادا للحكم، جاعلة هي بل ــا المغــرور) شــمول وإلى للمشــهور، خالف

مظانه. في وتحقيقه(غره من على يرجع

295

حرمة الكذب ومستثنياته

الوعد في الكذبالثالثة: المسألةوالبد من التفريق بين مسألتين:

ــعن يأ بــ؛خلف الوعد األولى: المســالة xد ثم ال يفي، وهذه،خلف الوعدـ: فعدم وفائه بالوعد هو المسمى ب

وقــد ذهب، وليس هــذا مجــال بحثها،مسألة مســتقلة الجواز.:المشهور إلى

ــ؛ الكذب في الوعدالثانية: المسألة ن يكــذب فيأ بــده ــورد البحث، ،وع ــذه م ــك وه ــبر بوذل ــهأكمن يخ ن

وهــو عــازم من البدايــة على،سوف يعطي زيدا شــيئا ما التعهــدأعدم إعطائه فهو كاذب في خبره ووعده، و فهــو من،بالبذل أو بأمر آخــر وهــو عــازم على العــدم

ــاء ــذب اللهم إال،اإلنش ــدق والك ــف بالص ــو ال يتص وه خبار، على ما فصلناه ســابقا،إبلحاظ ما يستلزمه من

ــاه هيأوال يخفى ن المسألة الثانية بالبيان الذي ذكرن والثانية،خبارأهما محورها الافي الواقع مسألتان: أحد

محورها التعهد.

في الكذب المسالة: أقسام في التفصيلالوعد

نــه علىأوقــد يفصــل في الكــذب في الوعــد بأقسام:

عن اإلخب1111ار في الك1111ذباألول: القسم

296

الفهرسالعزم

أن يكــذب الشــخص في إخبــاره عن عزمــه على :فعــل كــذا، وهــو إخبــار عن أمــر نفســي كــأن يقــول

نــه لمأ( مــع غــداأدعــوك)قــررت أو عــزمت على أن وهذا كــذب حــتى لــو فعــل ذلــكالبتة،يقرر ولم يعزم

ــ؛الحقا ــارإ ف ــوجب انقالب اإلخب ــل الالحــق ال ي ن الفع خــبرأنــه إالسابق غير المطابق للواقع عن واقعــه؛ إذ

عن عزمه ولم يكن عازما فلم يطابق إخباره الواقع.

عن اإلخب11ار في الك11ذبالث11اني: القسمفعلال

ــه في ــ ــاره عن نفس فعلـ ــ ــذب في إخبـ ــ أن يكـ فعل كذا( أو )سأدعوكأالمستقبل كأن يقول: )سوف

، أن يفعلناو وهو غير،غدا( وذلـك؛ وهــذا كــذب أيضـاــزم و ــظ، إال إألن الع ــاهر اللف ــذ في ظ ــهأن لم يؤخ ن

إلى وجــوهرامتضــمن فيــه، فالقســم الثــاني يعــود لبا فالكذب هو بلحاظ العزم.،األول

الخ11بر جعل بمعنى الكذبالثالث: القسمللواقع مخالفا

(1) في مكاســبه ما أشــار إليــه الشــيخ األنصــاري

نأ : أيكــذبا، أن يفعل اإلنسان مــا يجعــل قولــه :وهو ن يجــريأيفعل ما يجعل قوله غــير مطــابق للواقــع بــ

وإن شــئت،الواقع بنحــو معــاكس لمــا قالــه ووعــد به ن يفعــل مــا يقلب الشــيء إلىإ: ـــ مســامحة ـــفقــل

في مرحلــة علتــه المبقيــة، وقــد: أي،الكذب مستقبالــيخ ــ ــك تبعا ذهب الش ــ ــة في ذل ــ ــدم الحرم ــ إلى ع

.15 ص2( المكاسب: ج?)1

297

حرمة الكذب ومستثنياته للمشهور.

بما يوضــح وتوضيح هذا الصورة من كالم الشيخ كافــة الصــور المحتملــة األخــرى أيضــا وبمــا ينفــع فيــان مــا ذكــره عامة المسائل وسائر المقامات، يتم ببي

بيــع الخمــر أو مــا: في مســألة أخــرى وهي الشــيخيصير خمرا، فإن له صورا:

أن يبيع الخمـر نفسـها لآلخـر، وهــذا حـرام األولى:باطل بال كالم.

ــة: ، وهــذا حــرامخمــرا (1) ليعملهأن يــبيع عنبا الثانيتكليفا، إضافة إلى بطالنه وضعا.

علمــهمــع أي ،أن يبيع العنب فيعمله خمرا الثالثة: لكن ال لكي يعملـــه خمـــرا،،بكونـــه ســـيعمله خمـــرا

إال مــا لــو علم من (2) ذلكةوالقاعــدة هنــا عــدم حرمــ الشرع إرادة عدم وقوعه خارجا، كما لــو بــاع شــخص

نــه ســيعمل على قتــل مــؤمن بعــدأ وهــو يعلم ســالحانه ال يجوز قطعا. إقليل ف

نــه ســيعملهأ بــدون علمــه بأن يبيعه شــيئا الرابعة: بنفســه على قلبــه خمــراـ أي البائع ـ ثم يعمل ،خمرا

له، فهـل بيعـه حـرام؟ أو عملـه الالحـق بقلبهـا خمـرا لآلخر حرام؟ والقسم الثالث من الكذب يراد به نظير

هذه الصورة.

كذبا الوعد خلف : ليس الشيخ )الظاهر عــدم دخــول خلــف الوعــد : قال الشيخ

ــو ــة الكالم، نعم ه ــه من مقول ــدم كون ــذب لع في الك.يعمله أن بقصد أي(?)1 عـــدم على فـــاألكثر ذلك يقصد لم لو )أما: الشـــيخ قـــال(ـــ ?)2

.المستفيضة( لألخبار التحريم

298

الفهرس نجــازإن أ للوعد كمــا كذب للوعد بمعنى جعله مخالفا

ــالالوعد هو صدق له بمعنى جعله مطابقا للواقع فيق صادق الوعد ووعد غير مكذوب، والكذب بهذا المعنى

ن كــان غــير واحــد منإ على المشــهور وليس محرماانتهى. (1)األخبار ظاهرا في حرمته...(

مع بعض التفصيل: وتوضيح مراد الشيخ ن يعــدأ بــ، عازمــا عليهقد يقول اإلنسان كالماإنه

فليس بكــذب من، وهــو مصــمم عليه،ن يفعــل كــذاأ أي يفعــل مــا، لكنه يفعل بعــد ذلــك خالفه،هذه الجهة

يتحــول مــا قالــه في الماضــي إلى أمــر غــير مطــابق وهل ذلك من انقالب،كذب للواقع أو فقل: إلى

(2)الماضــي عن مــا وقــع عليه أو هــو(3) فيكــون نقالكشف ال نقل؟

ــذاألكن الكالم في ــه الالحــق المــوجب له ن فعل حــرام أم ال؟ كــأن يقــول البنــه:ـــ مهما كــان ـالتغيير

وهــو عــازم على ذلــك، إلى المســجدسأذهب بك غدا فهو صادق في قولــه حــتى اآلن، ولكنــه إذا جــاء الغــد

وبـذلك فهــل،يتغير رأيه فـال يأخذه وال يفي بما وعــدهــه ــذلك إلى كـــذب في علتـ ــول الماضـــي بـ قلب القـ المحدثــة؟ أو في علتــه المبقيــة؟ أو كشــف عن كونــهــا؟ أو ال هــذا وال ذاك فال قلب أو نقــل وال كشف ،كاذب بل كان قوله ثبوتا وفي واقعه منذ البداية غير مطابق

بعــدهاللواقع، مــادام لم يفعله ، لكنــه ال يســمى إثباتــا.15 ص2 المكاسب: ج (?)1.االنقالب ال الكشف والحق(?)2 بحث في النقل من المــراد هو كما اآلن، من النقل ماإ المراد(?)3

فهو حينه من النقل أو عليه، وقع عما للماضي انقالبا فليس البيع،بحثه. فسيأتي الواقع هو وما الممكن هو ما ماإ منه،

299

حرمة الكذب ومستثنياته بكذب وال هو بكاذب؟

ن الكذب هو عدم مطابقة القــولإ :ووجه األولينــل ــة ب ــة المبقي ــة العل ــو صــادق في مرحل ــع وه للواق

وجهلنـــا بـــذلك ســـابقا ال يغـــير من واقعـــه،المحدثة .(1)شيئا

و فعلال يعم الك11ذب المناقش11ة: م11يزانغيره

ـــوقد يناقش كالمه: بأن الكــذب ال يشــترط فيــه ــدق ــوال في الص ــلـ ــة الكالم، ب ــون من مقول أن يك

مـيزان الصــدق والكــذب ينطبــق حــتى على اإلشـارة، : أين زيــد؟ فأشــار اآلخــر إلى مكــانأحدهمن سأل إف

ــه ــو في ــة،ليس ه ــا وبالحمــلحقيق ــذب عرف ــذا ك فهالشائع.

ــدمها يعم:والحاصل ــ ــيزان المطابقـــة وع ــ إن مــوال ــق الحــاكي ق ــه الســيدو فعالأ مطل كمــا ذهب إلي

الوالد هـــو) : نعم قـــالوا في تعريـــف الخـــبر، أيضـــا ن أرادواإ فــ،ن الغالب فيه هو ذلكأ؛ وذلك ل(القول ...

إذ الفعل له جهة الحاكوية كذلك،؛الحصر فغير صحيح مــع قيــد وهــو معتقــد أوـ فلــو حكى مــا كــان مطابقا

وإال فال. ،فصدق ـقاصد أو بدونه )لعدم كون نفس خلــف:ن يعلل بـأ :ولعل األولى

الوعد حاكيا عن شيء كي يوصف بالصدق أو الكذب( نـهإ ف، )لعدم كونه من مقولــة الكالم(: لهبدل تعليله

ــو،فعل صxرف محض غير حاك عن شيء عكس مــا ل والصـــدق، الكـــذب تعريف في القـــول تفصـــيل ســـبق وقد(?)1

تعالى. الله بإذن االعضال يحل بما إليه اإلشارة وستأتي

300

الفهرســراده لكن ــه م ــارة مثال، ولعل ــا كاإلش ــان فعال حاكي ك

العبارة ال تفي به.

في الك111ذب تفس111ير من الش111يخ م111رادللوعد مخالفا بجعله الوعد

بـــ: في تفســير الكــذب في الوعد ثم إن مراده هــل هــو القلب والنقــل في العلــة،)بمعــنى جعلــه...(

ــف عن االنقالب في الماضي؟المبقية ــ ــ أي، أو الكش نــه الأ أو أنــه يريــد ؟القلب في مرحلة الحــدوث أيضــا

،لون له وال فصل . فتأمل، بل يتفصل بما يفعله الحقا

حالها بلح11اظ العناوين انقالب فيفائدة: المستقبلي

ــيخثم إ ــه الش ــار إلي ــذي أش ــذا المبحث ال ن هــارة ــطناه بعض البسط،إش ــدا، وبس ــيال ج ، بحث س

عم وأوســع دائــرة ونطاقــا،أ بل ،وليس خاصا بالكذب:وهنا نشير إلى بعض تطبيقاته

العناوين النقالب محتملة أربعة أمثلة

رشوة إلى الهدية انقالبــة دفع مااللو إن شخصا فمنها: آلخــر بقصــد الهدي

فأهــداه هديــة، ثمولد مولود لمسئول أو قاضكما لو نأ عــدل بنيتـه وغيرهــا بــ في علته المبقية ـبعد ذلك

اعتبر ما دفعه من المال وســيلة لتمشــية معاملــة من فهل ينقلبإليه،معامالته التي أمرها كان بيد المهدى

عنوان الهدية إلى رشوة؟

301

حرمة الكذب ومستثنياته إن اإلعطاء كــان في ظرفــه11المحتمالت ثالثة:

نــهإ11 2 ثم ينقلب رشــوة محرمــة ،هدية حالال وجــائزا إذ مــا؛ ال هــذا وال ذاك311يكشف عن وقوعه رشــوة

فعله كان هدية عرفا وبالحمل الشائع، والنيــة الالحقــة ليس بمحرمة إذ هي مجرد نية، وهي ال تقلب الماضي

وال تتحول بها الهدية إلى رشــوة، لكنــه،عما وقع عليه لو أبرز ذلك بمبرز كما لو طالبه بتمشية معاملته قائال

ن ذلكإ :ليس قد أهديتك أمس أمواال؟ فالظاهرو أ:لهال يقلبها إلى رشوة حتى في العلة المبقية.

وخيانة سرقة إلى األمانة انقالب من صـاحبه بإذنـهلو اقترض أو استعار ماال ومنها:

لكنه،ناويا أن يرده إليه فيما بعد فهو أمين ويده أمينة لو تغير رأيه بعد ذلك وعزم على عــدم إعــادة المــال،

ويكــون فعلــه،فهل انقلبت اليد األمينــة إلى يــد عادية ، إلى ســرقةـ بقاء ـنه يتحول إ أو ؟سرقة منذ وقوعه

خذ المال؟أأي في الوقت الذي فكر وعزم على عدم أو ال هــذا وال ذاك بــل يبقى صــدق عنــوان المقــترض

وعليه إعادته لصاحبه متى طالب بـه،والمستعير عليهأو انتهى الزمن الذي حدده له؟

الصيد بنية ال السبت أصحاب عملــا: لــو صــنع شــخص مــا صــنعه أصــحاب مــا ومنه

ن جعــل حظــيرة بالطريقـة المعروفــة قبــلأ ب؛السبتــبت ــوم الس ــز،(1)ي ــة أن يحج ــك لم يكن بني إال أن ذل

الساحل، قرب البحر داخل منخفضة حواجز يصنعون كانوا إذ(?)1 من المســورة المنطقة في فتــدخل األسماك تأتي المد مع نهإ ثم

302

الفهرس نه لم يكن مثــلأ ب: ومعه فلو قلنا،السمك يوم السبت

، فلو بدا له في سبته الصيد فهل انقلب(1)ذلك محرما فعله الماضـي حرامـا؟ أو من اآلن؟ أو ال هـذا وال ذاك

بل لو صاد كان حراما؟

الحمامي أجرة إعطاء عن بالنية العدول ذهب: لــو أن شخصامن العلمــاء ما طرحهومنها:

ــا منــذ البدايــة يــدفع لــه المــالأالإلى الحمــامي ناوي.(2) مثال فغسله باطل وحرام واجبافأغتسل غسال

ــل الكالم هوولكن ــان ناوياإ: مح ــو ك ــه ل ــدفع ن ل ، يــدفعأال ثم بعد انتهاء الغسل بدا لــه ، فاغتسلالمال

فهل غسله باطل أو ال؟ ومــا،ن هــذا البحث بحث ســيال ومهمإ فــ:وعليه

ــة ذات ــو مســألة كلي ــل ه ــة، ب ــة جزئي ــر ليس حال ذك ن يتوقــفأتطبيقات حيوية متعددة، فكان من الحــري

عنده ويبحث. إن المالك في صــدق العنــاوين هــل هــووالحاصل:

ــا؟ أوأالعلة المحدثة فقط؟ و العلة المبقية في ظرفه ن الشيء لو كان على حال بنحو العلــةإكالهما معا؟ ف

ــة،،المحدثة ــة المبقي ثم أصــبح بحــال آخــر بنحــو العل فأيهما مالك صدق العنــوان أو البــد منهمــا جميعــا كي

ــا، ــاء ينحسر الجــزر وقت في ثم أعاليه داخل الســمك فيبقى المحينئذ. السمك فيصطادون والحاجز، الحظيرة

قصد صـــورة إلى النصـــرافها أو التحـــريم أدلة إطالق لعـــدم(?)1الصيد.

كان ذاإ ):16 مسألة الغسل أحكام في فصل العروة في قال( ?)2 إذا وكــذا ،باطل فغســله للحمــامي األجرة إعطاء عدم قصده من نإو بــذلك الحمــامي رضا إحــراز غــير من النسيئة على بناؤه كان

.فراجع ،كالمه في البعض تأمل وقد ،الغسل( بعد استرضاه

303

حرمة الكذب ومستثنياته يصدق؟

ثالثة محاور حسب التفصيل:التحقيق محــاورومقتضــى التحقيــق هــو التفصــيل حســب

ثالثة: أو الفعل وظه111ور القصد األول: ظه111ور

والالحق السابق الظهورــا ــرمـ ــع آخـ ــك في موضـ ــلنا الكالم عن ذلـ فصـ

واحــدة،وإجماله: إن القضايا المختلفة ال تساق بعصــا الضوابط التي أشــرنا إلىضمن وإنما ينبغي أن تلحظ

وأيهمــا، ظهــور القصــد وظهــور الفعل:منهاو ؛بعضــهاــد المالك؟ ومــا حكم صــورة تعــارض الظهــورين؟ وق

ــور أحيانا(1)سبق أن ظهور القصد يكون أقوى من ظه أخرى يكونالفعل فيكون المدار على القصد، وأحيانا

فيكــون المــدار،الفعل أقوى ظهورا من ظهور القصد. فتأمل الفعل،والمالك ظهور

ــو أولى، وهي ــا هـ ــك بمـ ــياغة ذلـ نإ: ويمكن صـ الظهور الالحق، سواء أكان للفعــل أم للقصــد المــبرز أو المحرز، هل يكون حاكما على الظهور الســابق؟ أو ؟هو وراد عليه؟ وكل منهما: حدوثا أو بقاء أو غير ذلك

ــذا ــدار على ه ــوري،فالم ــارض ظه ال على مبحث تعيهما هو المالك.أن أ و،القصد والفعل

الحكاية وكذب الحاكي الثاني: كذبما أن الكــذب: وإجماله(2) فصلنا الكالم عنه أيضــا فلــو كــان، الحاكي وكذب الحكايةقسمين: كذبعلى

المقياس هو كــذب الحــاكي فالشــخص في ظرفــه لمالمحرز. أو المبرز القصد أي(?)1.155الصفحة: راجع (?)2

304

الفهرس وذلـــك ألخـــذ؛ وان تغـــير عزمـــه فيمـــا بعديكن كاذبا

االلتفــات والقصــد في كــذب الحــاكي، وأمــا إذا كــان نــه متحقــق على كــلإ فالحكايــة،المقياس هــو كــذب

ن كذب الحكاية أمر ثبوتي وال ربط له بالفاعلأحال؛ ل ن الشخص قد فعــل مــا ســبب عــدمإوقصده، وحيث

مطابقة الخبر للواقع في ظرفه فقد كشف عن كــذب فهي كـــذب في مرحلـــة العلـــة،الحكايـــة في ظرفها

أي كانت كذبا منذ وقوعها وإن لم نعلم،المحدثة أيضابه.

مطابقة الص11دق في الم11دار الث11الث: هل لالعتقاد؟ أو للواقع القول

هو ما بحثــه القــوموقد مضى البحث فيه أيضا، و بحثنــا مبــني عليــه، وقــدوالحكم فيفي علم البالغة،

غفل عنــه البعض في تحقيــق حكم هــذه الصــورة من نه البد من تحديد تعريف الخـبر الصـادقإالكذب، وهو

أونه هل هو المطــابق للواقــع أو المطــابق للمعتقدإو؟ القصد

ــو قيل ــ:فل ــه أ ب ــول أو كذب ــدق الق ــدار ص ــن م ـ ن كافــةإ فــ، هــو المطابقــة للواقعـــومطلــق الحــاكي

إذ لم يكن القــول أو؛الصــور الســابقة تكــون كــذبا ن لم يعلم بــه فيإالحــاكي فيهــا مطابقــا للواقــع و

ظرفه، وعليه فهــو كــذب، وال يضــر بــه إننــا في عــالمنه كذلك.أاإلثبات لم نكن نعرف

ن في مــدار الصــدق والكــذب هــوأ ب:وأما لو قيل فهنــا ســيكون الحكم بعــدم كونــه كاذبــا على،االعتقاد

ن القول قــد طــابق معتقــده، فــإذا قــال:إالقاعدة؛ إذ ( وهو عازم على إكرامه فقــد طــابق)سأكرم زيدا غدا

قوله معتقده وقصده.

305

حرمة الكذب ومستثنياته

بـل ال بـد،ن اإلشكال ال يحـل بهـذا المقـدارإ وفيه: من إثبــات عــدم مدخليــة انقالب القصــد والمعتقــد فيــه ــة علت ــاذب في مرحل ــان صــادقا إلى ك ــا ك انقالب م

ــه المحدثة ــتى علت ــة أو ح ــاظإ إذ ؛المبقي ــه بلح ن قولمعتقده وقصده الحادث ليس بمطابق للواقع.

وهنا تحقيق لطيف نجمع به بين القولين، بل لعل هذا ينتج حل الخالف بين البالغيين في حقيقة الصــدق والكــذب من كــون المنــاط فيــه هــو مطابقــة القــول

للواقع أو لالعتقاد. أي في كــل خــبر غــيرـــن في المقــام إ توضــيحه:

أمرين:ـ مطابق للواقع . يكذب(ـاألول: الفعل )كذxب

والثاني: المصدر )الكذب(.والظاهر في األفعال هو القصدية، دون المصدر.

فمن الحــظ الكــذب كمصــدر بمــا هــو هــووعليــه: كــذب الحكايــة، ومن الحــظ انصــرف ذهنــه إلى

الفعل بما هو منسوب إلى فاعلــه انصــرف ذهنــه إلى .كذب الحاكي

من الحظ المصــدر انصــرف ذهنــه أخــرى: بعبارة و إلى تعريف الصدق والكذب بمناط مطابقــة القــول أو

ــل فحيث ــظ الفعـ ــع، ولكن من الحـ ــه للواقـ نإعدمـ ظــاهره القصــدية فقــد جعــل منــاط تعريــف الصــدق

والكذب مطابقة القول لالعتقاد أو القصد. ولذا نجد أن اإلنسان لو كـان معتقـدا بمـا يخـالف

: وال يقــال، وصرح به لم يطلق عليه أنه كاذب،الواقعــال ــا يق ــاذب، وإنم ـه ك ـ ــه مخطئإ :بأن ــيحي،ن كالمس

مخطئ، والإنك حيث يقال لــه: ،وعقيدته في التثليثــاذب ــك بين الك ــد من التفكي ــاذب؛ فالب ــال: أنت ك يق

306

الفهرس ، نعمـــ وليس بين الكذب كمصدر والخطأ ـوالمخطئ

كــذب بلحــاظ الحكايــة(ن اللــه ثــالث ثالثةـــ: )إقوله ب وبلحــاظ المصــدر فيقــال: هــذا القــول كــذب أي غــير

مطابق للواقع. إن كال التعــريفين للصــدق والكــذب والمتحصــل:

ــارة المصــب صحيح ولكن كل بلحاظ مصب خاص، فت هو لحــاظ الحــدث بمــا هــو هــو، وأخــرى المصــب هــو

الفعل نفسه. أن األحكــــام الشــــرعية من:ولكن من الواضح

حرمة ووجـوب وغيرهــا مصـبها من حيث العقوبـة هــو ثم لم،الفعل والحــاكي نفســه، ومعــه فمن وعــد اآلن

ـــ ال يقــال لــه: أنت كــاذب ،يقدر على اإليفاء مستقبالـ،وهــذه هي الصــورة الثانيــة ولكن لــو وعــد مضــمرا

،الخلف فهو كاذب بقول مطلق وأما لو وعــد مضــمرا نــه حيث قصــدإ ف،الوفاء ثم تغير رأيه فاخلف ال لعــذر

ــنه يطلق عليه اآلن إوعزم على الترك الحقا ف ال فيـنه كاذب بما هو فاعل.أ ـمرحلة الحدوث

نــه ال يصــدقأن الظــاهر إولكن ومع ذلــك كلــه فــxــان ـعلى من وعد ناويا الوفاء ثم لم يف حــتى وإن ك

نــهإ : بــل يقــال،نه كــاذب ال حــدوثا وال بقــاءأ ـال لعذر بــهالوصفنه كذب، وإن كان إ : وال يقال،أخلف وعده

. فتأمل،بلحاظ المصدر كما سبق تاما

فالعرف وإال والروايات اآليات المرجع فهذه محاور ومقاييس ثالثــة بتنقيحهــا يتنقح حــال

ــألة وحكمها ــع قبلأ ولكن يبقى ،المسـ ذلكن المرجـ ،ن تمت فبهاإ فــ،ظاهر اآليات والروايــات في المقــام

307

حرمة الكذب ومستثنياته

. فتدبر،(1)وإال كان المرجع ما ذكر من المقاييس ال بد من تعميم البحث إلى مســائل أخــرىثم إنه

: ها الشيخ بعضمشابهة لم يذكر

المقام في عنها المبحوث المسائل

الوفاء عدم إضمار مع الوعد من )الوعــد مــع اضــمار ما ذكره الشــيخاألولى:

.عدم الوفاء(

الوفاء بعدم علمه مع وعد لو ما الوعد من االيرواني المحقق ذكره ما :الثانية على قدرته بعدم علمه مع لكن ،الوفاء مضمxرا البلد إلى بك البنه: سأذهب قال لو كما الوفاء، الله أقدره لو ذلك على عازم وهو ،غدا الفالني موجود فـالعزم يتمكن، ال نهأ يعلم لكنه ،تعالىالقدرة. بعدم العلم يعاكسه لكن

الوفاء في شكه مع وعد لو ماــول األب البنه :الثالثة ــأن يقـ ــك، كـ ــورة الشـ :صـ

وهــو شــاك في(سأذهب بك غدا إلى المكــان الفالني وهل؟، فهل هو كاذب أو ال عقالئيا شكاال،انه قادر أو

هــو حــرام لــو لم يفعــل حــتى لــو فــرض عــدم صــدق ــه؛ اســتنادا ــذب علي ــف(2)الك ــات خل ــوم رواي إلى عم

الوعد؟ في )كذب( ونظــائره من المراد يتنقح وبه العرف المرجع بل(?)1

فتأمل. والروايات، اآلياتالحرمة. مدرك(?)2

308

الفهرسشيء إضمار عدم مع الوعد فال، ما لو وعد ولكنه لم يضمر شــيئا البتة:الرابعة

أضمر الوفاء وال عدمه، وبحكمـه مــا لــو كــان مـتزلزالفي عزمه.

موجــوداعلى الوفــاء العزم تارة يكونوالحاصل: ن العلم بالوفاء بالوعــد وبالقــدرة عليــهأوتارة ال، كما

وتارة ال.أو العجز عنه تارة يكون موجوداــح ذلك ــات،إذا اتض ــوع إلى اآلي ــد من الرج فال ب

وســوف نشــير إشــارة،الكريمة والروايــات الشــريفةــد اآليـــة،فقـــط إلى بعض الروايـــات ثم نتوقـــف عنـ

الكريمة .مفصال

الك11ذب حرمة على الدالة الرواي11ات بعض الوعد في

لكــذباأو قد يستدل على حرمــة خلــف الوعــد ـ :منها ـ بروايــات، بهذا المعنى حســب تعبــير الشــيخ

:إنــه قــال اإلمــام الصــادقخبر هشام بن ســالم عنعــدة المــؤمن أخــاه نــذر ال كفــارة لــه، فمن أخلــف

، والروايــة مطلقــة(1)فبخلف الله بدأ ولمقتــه تعــرضولسانها ظاهر في الحرمة.

الأن : إلى رواية أخرى وهي وقد تطرق الشيخ ثم اســتدل ببعض(2)يعــد أحــدكم صــبيه ثم ال يفي به

اآليات كما سيأتي.ر هــذه الروايــة بــالمعنى األضــيق حيث لكنــه فســ قال: )البد أن يراد به النهي عن الوعد مع إضمار عدم الوفاء( لكن الروايــة مطلقــة من هــذه الجهــة لصــدق

363 ص2الكافي: ج (?)1.419للصدوق: األمالي (?)2

309

حرمة الكذب ومستثنياته ــدخول النهي ــد ثم(1)م ــائع على من وع ــل الش بالحم

خلــف وإن كــان قــد اضــمر بـدوا الوفــاء كمـا ســيأتيأ.بحثه

نه لوإ ف نه حسب تقييد الشيخإوعلى أي حال ف ،وعــد واضــمر الوفــاء ثم بــدا غــير ذلــك فال حرمــة له

فلنعطف زمام الكالم إلى اآلية الكريمة.

عن11د مقتا كب11ر الكريمة: باآلية االستدالل تفعلون ال ما تقولوا أن الله

التي اســتدل بهـا على الحرمــةما اآلية الكريمةأوــون مــا ال فهي قولــه تعــالى: xم تقول ــوا ل ذxين آمن ــا ال ه ــا أي ي

هx أن تقولوا ما ال تفعلونتفعلون ند الل xكبر مقتا ع(2). الكريمة اآلية في الشيخ رأي

على )الوعــد مــعاآليــة المباركــة حمل الشيخقد هذه اآليةل حمل وهو كما ترى ،(3)اضمار عدم الوفاء به(ــيخ على األخص؛ إذ حملها ــتقبل الشـ ال(4) على المسـ

عدم الوفاء فيأضمر خصصها بما لو نهإالحاضر، ثم المستقبل فقط.

الكريمة اآلية في الوالد السيد رأي ؛ يقــع رأي الســيد الوالد وفي قبال رأي الشيخ

.به يفي ال ثم صبيه أحدكم يعدن ال: اإلمام قول في أي(?)1.3 ـ2الصف: سورة (?)215-14 ص2المكاسب:ج (?)3 اآلن وعد نهإ) المقصــــود(?)4 في به الوفــــاء عــــدم مضــــمرا

نفسه. الوعد وليس مستقبلي المستقبل( فالخلف

310

الفهرس (1) ارتــأى إذ ، عكس ما استظهره الشــيخاستظهرإذ

كمـا لــو أمـر، ال االســتقبال(2)ن ظاهر اآلية هو الحالأ نســي نفســه فهــذا هــو المــراد شخص الناس بــالبر و

: )أن يقــول اإلنســان الوالدالســيد باآليــة، قــال الخــير وال يعمــل بــه كــأن يــأمر بالصــالة وال يصــلي أو

: في الفقهوقــال ينهى عن الكــذب وهــو يكــذب(، ــواجب ــالمعروف ال ــاس ب ــر الن ــه أم ــرف من ،)المنص

وتركه( انتهى.ــيخ ف ــ على رأي الش ــامإن ف ــط بالمق ــة ترتب اآلي

)خلف الوعــد(، وأمــا على ظــاهر كالم الســيد الوالدفال.

احتم11االت خمسة: الطوسي الش11يخ رأي المباركة اآلية في

ــيخ الطوسي ــا الش ــد (3)وأم ــاالتفق ــر احتم ذك. ولم يرجح صريحا بينها،خمسة في اآلية الشريفة

وهي كالتالي:ــال ــافقيناألول: االحتم ــزلت في المن ــا ن حيث، إنه

، مؤمنــون ولم يكونـوا كــذلكبـأنهمإنهم كانوا يقولون مـا ال ـــأي بألسنتكمـ فجاء الخطاب لهم )لم تقولون

تفعلونه(. أجنبيــة عن بحثــ على هــذا ــ فتكون اآلية :أقول

ــذب في الوعد ــف الوعد،الك ــل هي، وعن بحث خل بعد هذا االحتمال تصديرإعن الكذب في ال خبار، لكن يب

اآلية بخطاب المؤمنين. : كتاب الفقه في وكذلك المكاسب على شرحه في ذلك ذكر)?( 1

.المحرمة المكاسبحالي. لقوله، عمله خلف أو العمل عدم أي(?)2.591 ص9 التبيان: ج(?)3

311

حرمة الكذب ومستثنياته

ــال ــاني: االحتم ــانواالث ــوم ك ــزلت في ق ــة ن إن اآلي ، ثم بعد ذلك لم يفوا(إذا لقينا العدو لن نفر)يقولون:

فهم وعدوا ثم فروا. اآليــة تتحــدثإن فــبناء على هــذا االحتمــال أقول:

والمـــراد ـ،وهـــو خلـــف قـــولهمـ عن المســـتقبل ــك المستقبل بالقياس إلى قولهم وإال فهو مــاض، وذل

ويحتمـــل إرادة،إذا كـــان ظاهرهـــا في خلـــف الوعد أي عن قــولهم،الكــذب في الوعــد فهي عن الماضي

وهنــاك، فالــذم على القــول الــذي لم يلــتزموا به،كذا هــذا كلــه بنــاء على، الذم على الخلف الالحــق للقــول

نإ وعلى أي فــ،حقيقيةالنها بنحو القضية الخارجية ال أالمورد ال يخصص الوارد.

لـو) : إن اآليـة نـزلت بقـوم قــالواالثــالث: االحتمال (علمنا مــا هــو أحب األعمــال إلى اللــه لســارعنا إليها

فلما نزل فرض الجهاد تثاقلوا أو لم يسارعوا.ــود إلىأقـــول: ــه يعـ ــال في جامعـ ــذا االحتمـ وهـ

تعدد المصداق. ن إاالحتمال الذي قبله وــال ــع: االحتم ــالوا:الراب ــوم ق ــزلت في ق ــة ن إن اآلي

ولم يفعلوا.( جاهدنا وأبلينا)ــول: ــذبهم فيأق ــو ك ــة ه فيكــون المــراد من اآلي

ويكــون الكالم عن الماضــي فيكــون الفعــل،خبــارهمإ ،(1)المضارع على هذا مجــردا عن الداللــة عن الزمــان

نهــا عنأنهــا صــيغت بصــيغة المضــارع مــع أويحتمــل وإن كــان شــأن،ن القضــية حقيقيةأالماضــي إلفــادة

؛النزول والخبر بخصوصية قضية من القضايا الخارجيةــا، ال استنادا إلى ظهور مثل هذه الجملة في ذلك عرف

إلى مجرد إلغاء الخصوصية. قولــه إن اآليــة جاريــة مجــرىالخــامس: االحتمــال

.إذا مجاز )?( فهو1

312

الفهرسxالعقودx تعالى: ذxين آمنوا أوفوا ب ها ال .(1)يا أي

ــول: ن اآليــة ســترتبطإوعلى هــذا االحتمــال فــأق ، من كالم الشـــيخ األنصـــاري(2) وتقـــترب،بالمقـــام

إنشـــاء الطلب بصـــيغة اســـتفهام:فيكـــون مفادها . وحاصله: هو )إن وعدتم بشيء فافعلوا(،استنكاري

اآلية من الم1111راد تحديد في مرجعيت1111انالكريمة

ــد ــة في تحدي ــد من البحث عن المرجعي ــذا وال ب ه نيهنــاك مرجعيتالمراد من اآلية الكريمــة، فنقــول: إن

يمكن االستناد إليها لتحديــد االحتمــال المــراد من اآليــةالكريمة:

األص111111111ولية القواعد:األولى المرجعيةوالبالغية

صــحة الحمــل:منها و؛القواعد األصولية والبالغية ن الظــاهر من اآليــة اإلطالقفإ ؛وعدم صــحة الســلب

وذلك ألنه بالحمل الشايع الصناعي ال يصح؛والشمول شــرناأسلبها عن كل تلك االحتماالت والمعــاني الــتي

فلــو، (4) ، والــتي أشــار إليهــا الشــيخ الطوسي(3)إليها ن يأخذه إلى المسجد ثم لم يلتزمأوعد شخص ولده ب

(لم تقــول مــا ال تفعل) :نه يصــح أن يقــال لهإ ف،بذلك لعــدم،ا الوفــاء أم لم يضــمره أم اضــمر أضــمرسواء

؛م يكن بوفائــه وقدرتــه عليــه أم لوسواء أكــان عالما

.1المائدة: سورة (?)1 عــدم اضــمار بـــ)مع قيد الشيخ بـ)تقترب( ألن التعبير الحظ(?)2

به. تقييده يعلم ال أو به يقيد لم االحتمال الوفاء( وهذا. الوالد والسيد الشيخ ذكره )?( مما3.591 ص9 التبيان: ج(?)4

313

حرمة الكذب ومستثنياته ــلإف ن الصدق بالحمل الشايع الصناعي حقيقي في ك

ــذه الصو ــلر، ه ــتقبل بك ــزمن المس ــبة ل ــذا بالنس هــذلك، وأما بالنسبة للزمن الحاضر،أقسامه ــاألمر ك ؛ ف

ــول(لم تقول ما ال تفعل)إذ يصح إطالق : على من يق أنـــا أرعى)، أو يقـــول: كـــذلك وليس (أنـــا مxضـــياف)

ولكنــه ليس(أنــا مــؤمن) وهــو ال يرعــاهم، أو (األيتــامبمؤمن.

نه من اســتعمال اللفــظ فيإ :لكن يرد على ذلك(1)ينهأكثر من معنى من وج ، وهو وإن لم يكن ممتنعا

وســيأتي تنقيحــه،لكنه عرفا غير مســتفاد في المقــامفي ضمن تحقيق الرواية اآلتية.

لآلية المبينة الثاني11ة: الرواي11ات المرجعيةالكريمة

الرجوع الى الروايات الشريفة في تحديد المــراد لم روايــة معتــبرة صــحيحة من اآليــة، حيث إن هنــاك

وهي مـــذكورة في( 2)بعض اولئـــك األعالم يشـــر لها مســـتقبلي( )وهو الوعد خلف عن االحتمـــاالت بعض فـــان(?)1

عن حــالي( أو أو ماضــوي )وهو يفعله لم بما القــول عن وبعضــها الفعل عدم االحتمــال ان أيضــا( كما ماضــوي )وهو قاله لما طبقا

.اخبار. فتأمل. وسيأتي سبقه وما إنشاء الخامس أن إلى يشر ولم خمسة احتمــاالت الطوسي الشــيخ ذكر )?( إذ2

ــاك نأ كما االحتمــاالت، تلك من المــراد تحــدد صــحيحة رواية هنــيد ــتفاد الوالد الس ــراف اس ــاس أمر إلى االنص ــالمعروف الن ب

تفيد الــتي الرواية هــذه يالحظ لم نهأ الظــاهر إذ وتركه الــواجب، بل الحصر مقام في ليست الرواية نأ الجواب ويمكن ،آخر معنى ذكرت .فتأمل ،إليه المنصرف ظاهرها ذلك ينافي فال مصداقا

حرمة عن جنبيةأ يةآال نإقــال: )وفيــه: الخــوئي الســيد نأ كما.العمل( بغير القول ذم لىإ راجعة نهاإف الوعد، مخالفة

وقال: )وعليه الصحيحة المعتبرة الرواية نص خالف ترى كما وهو

314

الفهرســه عن ــراهيم عن أبي الكافي الشريف، فعن علي بن إب

:سالم قال بن ابن أبي عمير عن هشام عxــدة المــؤمن أخــاهسمعت أبا عبد الله يقول:

فمن أخلف فبخلف اللــه بــدأ ولمقتــه،نذر ال كفارة لهــون وذلك قوله تعالى: ،تعرض xم تقول ذxين آمنوا ل ها ال يا أي

ـونما ال تفعلون ـ هx أن تقولوا ما ال تفعل ند الل xكبر مقتا ع )1( (2).

:نذر( أخاه المؤمن )عدة رواية فقه

لوج11وه بالوع11د؛ الوف11اء وج11وب ظاهرهاثالثة

ثم إنــه ربمــا يســتفاد وجــوب الوفــاء بالوعــد منالرواية الشريفة من وجوه ثالثة:

ــدة المــؤمن نــذرا، إن اإلمــام األول: xقــد عــد ع فكالم اإلمـــام صـــريح في،الوفـــاء بالنـــذر واجبو

الخلو: مانعة سبيل على مرينأال حدأ فموردها مع شــياءأ عن يخــبر بأن الكاذبة، باالقاويل نسانإال يتكلم أن ـ 1

حــرام هــذا نإف مر،أال ونفس للواقع موافقتها وعدم بكذبها علمهتقدم. كما سالمإال بضرورة

النــاس يــأمر بــأن المنكر، عن والنهي بالمعروف مرأال موارد ـ 2ــالمعروف ــو، ويتركه ب ــاهم ه ــه، المنكر عن وينه ــذا ويرتكب هو وه

.تفسيرها( في الطبرسي ومن االية من الظاهر اآلية ظاهر خالف األول واحتماله جدا )تعملون( كلمة لوجود نظرا

الوالد ذكره ما هو الثاني )تخبرون( واالحتمال ال عليه فيرد أيضا ينفع لم األمـــرين أحد في مـــدلولها حصر حيث نهأ إال عليه ورد ما

.فتدبر ، الوالد مختار عن سبق بما عنه الدفاع.604 ص1الفقاهة: ج * مصباح

.3 ـ2 آية:الصف )?( سورة1.363 ص2الكافي: ج (?)2

315

حرمة الكذب ــدهومستثنياته ــا يؤك ــذا م ــبرى، وه ــذه الك ــغرى ه ــخيص ص تش

. الجزاء الشديد عليهتفريعه فظاهر الرواية هو وجوب الوفاء بالوعد.:وعليه

، اســتثنى الكفــارةن اإلمــام أ إضافة إلى الثاني:ــد األصل ــدة،واالســتثناء يؤك ــذر للع ــام الن فتثبت أحك

الحكم الوضعي وهو الكفارة.ءوالوعد باستثنا ال كفــارة له: قوله وهنا لفتة لطيفة وهي: أن

،نــه تشــديدأهل هي تشديد أو تخفيف؟ أحتمــل بعض ــرهأأي نه نذر ولكنه لجسامة الجريرة والذنب فال يكف

نـه نـذرإ أي ،نه تخفيفأشيء، بينما احتمل بعض آخر ــه ــه، ألن ــالى عن المكلــف الكفــارة في ــه تع خفــف الل

لكن ،بالــذات أخــف من خلــف ســائر أنــواع النــذر.المتفاهم عرفا منه هو التخفيف

ولمقته تعرض...فمن أخلف : وقوله الثالث: ن الكراهة ال توجبإظاهر في أن هذا العمل حرام؛ ف

أكــل الجبن بال جــوز فال يقــالأحــدهمن أالمقت، فلو ولمقتــه تعــرض(، ولــو قيــل، بمخالفة الله بدأإنهله: )

في مورد ذلك فهو مجاز يحتاج إلى قرينته.

لست ن11ذر الم11ؤمن عدة: قوله شمولصور

المـؤمن أخــاه نــذرعــدة: ثم إن عبارة اإلمام عبارة مطلقة تشمل عددا من الصور المختلــف فيهــا،

ــمxر فتفيد وجوب الوفاء سواء ــاء أم لم يض أضمر الوف وهـذه صـور ثالث،؛ الخلفأضـمر ولم يعــزم، أم شيئا

فهــذاأخــرى، بواحدة منها دون اإلمام ولم يقيد هو التعميم األول.

ها نأ إلى إضافة ، وهيمطلقة من جهة أخرى أيضا

316

الفهرس جهة علمه بالوفاء وعلمــه بعــدم الوفــاء وعــدم العلم، أي سواء أعلم بأنــه ســيفي أم علم بأنــه ال يفي أم لم

فيكــون المتحصــل، وهذه ثالث صور أخرىأصال؛يعلم ست صــور: ثالث صــور تتعلــق بــالعزم وهــذه ثبوتيــة،

وثالث صور أخرى تتعلق بالعلم وهذه اثباتية. وإلى بعض هــذه الصــور أشــار الشــيخ علي بن

ــراهيم القمي ــة إبـ ــال: )مخاطبـ ــيره إذ قـ في تفسـ الــذين وعــدوه أن ينصــروه والألصحاب رسول اللــه

يخالفوا أمره وال ينقضــوا عهــده في أمـير المؤمــنين لم تقولون)فعلم الله أنهم ال يفون بما يقولون فقال:

نهإ إذ ؛نه روايةإ : ولعل ظاهر تفسيره(1)ما ال تفعلون( وإال، فكالمــه دليــل على ذلك،يــذكر شــأن الــنزول

فمؤيد.؛ ليس بتــام ظــاهرا(2) فكالم الشــيخ:نإذ اســتنادا

قــد أطلــق كــون ن اإلمامإإلى إطالق هذه الرواية ف وارجع إلى اآليــات المباركــات،عدة المؤمن أخاه نذرا

، عــدم الوفــاءأضــمرولم يقيد بكونه قد بــل واســتناداــدن :إلى إطالق الروايــة الــتي نقلهــا هــو بنفسه xال يع

ه ثم ال يفxي له xي ، نعم لو كان كالم الشــيخأحدكم صب عن خصــوص عــدم صــدق الكــذب على هــذا لمــا ورد

ال عن، إذ الرواية عن العxدة وخلفها؛عليه هذا الجواب.صدق الكذب عليها

لو أراد الخروج الموضــوعي ن الشيخإ والحاصل: هــو مــا تــرقى إليــه(3) وهذا،لما ورد عليه هذا الجواب

بقوله الحقا: )بل الظاهر عدم كونه كذبا حقيقيــا( فمــا.365 ص2القمي: ج تفسير(?)1 به يفي ال ثم صــبيه أحــدكم يعــدن ال رواية لتقييد ذكره الذي(?)2

الوفاء. عدم اضمار مع الوعد بصورةالموضوعي. الخروج(?)3

317

حرمة الكذب سبقه يؤول في جوهره إلى دعوى االنصراف وال وجهومستثنياته

له إال عدم حكم المشهور على طبق هذه الروايات أو. (1)فقل )فهمهم( االنصراف فتأمل

السابعة الصورةــرة إن الصور الست المذكورة تندرج كلها في دائ

، ويقع الكالم أيضــا في شــمول الروايــة(2))المستقبل( وعدمه للــزمن الحاضــر والماضــي، فلــو قــال شــخص

ن هــذه الصــورة ترتبــطإ ف، هوآلخر: )صل( ولم يصل بــالمعروف، وهي أي بحالتــه هــو حين أمــره ،بالحاضر

عدم كونه حين أمره بالصالة مصليا، وهكــذا لــو قــال:)آمنوا( وهو مؤمن بظاهره ولكنه لم يؤمن بقلبه.

ــورة ــذه الصـ ــمل هـ ــة ال تشـ ــذه الروايـ ولكن هـ نــه وعــد فال ترتبــط بحالــهأ إذ ال يطلق عليــه ؛السابعة

xم تقولون ما : مشمولة لآلية الكريمةها ولكنالحاضرة، ل وتدل على شــمولها لهـا القاعــدة األصـولية،ال تفعلون

ــو، صحة الحمل وعدم صحة السلب:السابقة وهي فل : فيصــح أن نقــول له،قال شخص صلوا وهو ال يصــلي

نــه لــو وعــد ولم يــفxأكما ، )لم تقولون ما ال تفعلون( ن يخــاطب بـــ)لم تقولــون مــا الأت صــح بصوره الســ

تفعلون(. إن اإلطالق في اآلية الشــريفة شــامل والمتحصل:

ولحالــة، وللوعد بأقسامه الســتة،للحاضر والمستقبل وال اســتبعاد، ومطلق أن يأمر بمــا ال يفعــل به،النفاق

ن كــل ذلـك ممـا يجــدأ بـل قــد يــدعى ،عــرفي لــذلك عدم اضمار مع )الوعد بكونه النهي الشيخ تقييد وجه لعل إذ(?)1

ـ الوفاء( ليصلح .فتأمل ،عليه الكذب عنوان لصدق ـ بدوامنه. المراد مضى(?)2

318

الفهرس نهم يسـتعملون مثـلإ بـل ،العرف انطبــاق اآليـة عليه

. فتأمل،هذه الجملة في كل تلك الموارد السبعة

وإيجاز ملخصــةأالمســتظهر إن الكالم: وملخص ــة المبارك ن اآلي

تشمل ما يلي: فعلــه،ي عــازم على أال وهو يعــده المــرء مــا أوال:

فقط. وهذه الصورة هي التي استظهرها الشيخ قوله، وهــذا هــو رأيه يفعله اآلن ولكني ما ال ثانيا:

في وكذلك الســيد الخــوئي، في اآلية السيد الوالدمصباح الفقاهة.

على عازماانن كــإفعلــه وي ال هنــأعلم ي مــا ثالثا:. وهذه الصورة قد احتملها المحقق االيرواني،فعله

بنحــوه كما لو تغير عزمــ،فعله للبداءي ما ال رابعا:العلة المبقية. ولذلك تتمة ستأتي بإذن الله تعالى.

بال الق111ول اآلية مصب ك111ان إذاإش111كال: فاعله على المنكر عن النهي لحرم عمل

ترتبــطوأنهاولتحقيــق المــراد من اآليــة الكريمــة ــذم في،ال بالمقــام أو ــد من البحث عن مصــب ال ال ب

ــه مصب الذم فهل؛اآلية الكريمة على قول ما ال يفعلنه على عدم الفعل بما قاله؟أاإلنسان؟ أو

ــب على األول ال ــ ــاهرة في أن المص ــ ــة ظ ــ واآليــذي وقــع مباشــرة ــاني، ألن القــول هــو ال تعلقــمالث ا

xم( لكن ذلك بظــاهره ممــا،لالستفهام االستنكاري بـ)لــاسأ حرمة : إذ يعني؛ال يلتزم به ن ينهى الشــخص الن

إذا كـان هــو(ال تغتـابوا)ن يقول للنــاس: أعن الغيبة و ،يغتــاب أحيانــا نــه الإ ف، وكــذلك كــل من يفعــل منكــرا

319

حرمة الكذب xميجــوز لــه حينئــذ نهي النــاس عنــه لقولــه تعــالى: ومستثنياته ل

ــون ــوا مــا ال تقولون مــا ال تفعل هx أن تقول ــد الل ن xــر مقتــا ع كب.تفعلون

ن المصب لو كــان ذلــك لحــرم النهيإوالحاصل: ــر على من يفعله ــع ،عن المنك ــزأ م ــه خالف المرتك ن

إن النهي عن المنكــر واجب حـتى لـو كـانف ،والفتوى وتركـه النهي عنـه،ن عملــه بـالمنكر حـرامإيعمله، فــ

حرام آخر. سبعة بوجوه اإلشكال عن الجواب

وهناك وجــوه ســبعة للجــواب على هــذا اإلشــكال: (1)حول اآلية والشبهة المتوهمة

اجتماع موارد من المورد إن:األول الوجهوالنهي األمر

ــذم نهي عن وجه مبني على تســليم أن النهي وال إال أن المقــامـــ وكما هو ظاهر اآلية الشريفة ـالقول

(2) أمــا كونه؛ســيكون من قبيــل اجتمــاع األمــر والنهي

فلوضــوح عمــوم وجــوب القيــام بوظيفــة،مورد األمرــة ــر على عامـ ــالمعروف والنهي عن المنكـ ــر بـ األمـ المكلفين، ولـــذا فعلى المتكلم أو الخطيب أن يـــأمر

،بالمعروف وينهى عن المنكر ، وإن لم يكن هــو ممتثال ـقوله وأمره بالمعروف ونهيــه عن المنكــر فإن نفس

. أمر حسن وواجب ـن لم يعمل بمفادهإو وهو ـــ ،ن قوله بال فعلفأل وأما كونه مورد النهي؛

ــة و ــذه اآلي ــظاهرها حســب المســتفاد من ه ــبيح ـ قالوجوه. هذه من عدد بين جمع مانعة وال)?( 1 غـيره كـأمره هـو، به يعمل ال الـذي بـالمعروف أمره كون )?( أي2

يخمس. ال أو يصلي ال وهو الخمس أو بالصالة

320

الفهرس فصـــار المـــورد من اجتمـــاع األمـــر والنهي،وحـــرام

ــتين في؛والتزاحم بينهما نظرا لوجود المالك من الجه ن مالك األمر بالمعروف والنهيأالمصداق الواحد، إال

عن المنكــر أقــوى من مالك القــول بال عمــل فيقــدم وإن اســتحق المذمــة أو العقوبــة على، فيجب،عليه

.(1) وفيه تأمل،تفويته المالك اآلخر الملزمــالرغم من:وعليه ــأمر وينهى ب فالمكلف البد أن ي

نه يقول ما ال يفعل.أــحه ــروج من الغصب :ويوضـ ــو ،الخـ ن شخصاأ فلـ

مغصوبة عالما عامدا فالبــد أن يخــرج فــورادخل دارامنها ولكن ما هو حكم خروجه؟

،والجواب: إن خروجــه واجب ولكنــه حــرام أيضــا فهو من مـوارد الـتزاحم واجتمـاع األمـر والنهي، فــإن

ه نــوع تصــرف في الغصــب، فهــوإنالخروج من حيث ــبيتإحــرام، ومن حيث ــارج ال ــون خ ــة للك ــه مقدم ن

المغصوب والتخلص من استمرار الغصب فهو واجب،فكال المالكين متوافر.

ـــه ـفـي ـــع ـنـفسـ ـــد ـأـوقـ ـــف قـ ـــاـدـاـم ـاـلـمـكلـ ـوـلـكـن مــــذـا ـــةـ، ـول ـاـلـمـحـظـوـر ـبـسـوـء ـاـخـتـيـاـرـه ـفـهـو ـيـسـتـحـق ـاـلـعـقـوب

نـــه ـيســـتـحـقـأ مـــع ـ،ـأـوـجـب ـاـلشــــاـرـع ـعـليـــه ـاـلخــــرـوـج أـلنـــه ـأـوقـــع ـنـفســـه ـفيـــهـ؛ـاـلـعـقـوبـــة ـعـلـى هـــذـا ـاـلخـــرـوـج

ـوـلـــمـا ـكـاـن ـماـلـك ـاـلـخـرـوـج ـأـي ـاـلـتـصـرـفـ،ـبـسـوـء ـاـخـتـيـاـرـه ـاأـلقـــلـ، ـأقـــوـى ـمـن ـماـلـك ـاـلـبقـــاـء ـاـلـمســـتـلـزـم ـلـلـتصـــرـف

ـ.ـاأـلـكـثـر ـوـجـب ـاـلـخـرـوـج مالك الــدليلين لكال كــان ما هو الــتزاحم نأ ومنها ،جهــات من(?)1

وليس معــا، بهما تكليفه من المــانع هو امتثالهما عن العجز وكــان وينتهي، وينهى ويعمل يــأمر نأبــ الجمع بمقــدوره إذ كذلك المقام

فتدبر. ،الجعل عالم في المالكات تزاحم إلى األمر يعود نعم

321

حرمة الكذب ومستثنياته

ع11دم عن النهي اآلية الثاني: مف11اد الوجه االحتجاج لوجه إشارة النهي وقلب الفعل،

ــة الشــريفة منصــب على إن النهي في واقــع اآلي ال على القــول،الترك )ما ال تفعلون(، أي تــرك الفعل

ــنفســه ــة ســتأتي ـ ــة لقرين ــاهر اآلي ـ، على خالف ظ ،فيكون المراد من اآلية هو )لم ال تفعلون ما تقولون(

فيكون النهي عن ترك الصــالة نفســها وليس المصــب هو األمر بها )صل( ،ولكن قد ورد العكس والقلب في

جــل إشــارة دقيقــة إلى وجــهأاآليــة المباركــة من ،االحتجاج على الطرف اآلخــر وإلزامــه، وهــذا عــرفي

سرق وكان مع ذلك ينصح اآلخرين بـأالفلو أن شخصاxم تقول ماإ ف،يسرقوا والمراد!ال تفعل؟ نه يقال له: ل

ن السرقة وحرمتهــا مســلمةأإلزامه واالحتجاج عليه بــلأعندك حتى نك تعمل على نهي الغير عنها فلم تفع

هذه الفعلة القبيحة؟ والخالصة: إن الحرمــة منصــبة على تــرك الفعــلــذم على ب ال ــه، لكن صــ ــائم ب ألن مالك المفســدة ق

لوجــود مالك الالقول كي يكون االحتجاج عليــه أقــوى الحرمة والمفسدة فيه؛ إذ من يدعو إلى عدل ويميــل

ن يلزم به.أعنه فهو إذا كان مذعنا به أحرى بــذا الوجه ــو ه ــة ه ــة اآلنف إذ؛ولعــل ظــاهر الرواي

ظاهرها الذم على خلــف الوعــد ال على الوعــد نفســه: ولــذا قــال لــف اللــه بــدأ ولمقتــهفمن أخلــف فبخ

ــونتعرض وذلك قوله تعالى: xم تقول ــوا ل ذxين آمن ها ال يا أيهx أن تقولوا ما ال تفعلون ما ال تفعلون ند الل xكبر مقتا ع (1).

فتدبر وسيأتي في الوجه السابع مزيد بيان لهذا.

.364 ـ363 ص2الكافي: ج ، الله عبد أبي عن روي (?)1

322

الفهرس المجم11وع هو النهي الث11الث: مصب الوجه

االجتماعية: والهيئةــة ــة االجتماعيـ ــب على الهيئـ ــد انصـ إن النهي قـ

نأ بـ: إذ تــارة يقــال،نـه مجمـوعإوالمجموع من حيث وهذا هــو الوجــه األول،،مصب النهي هو القول نفسه

ـــن مصب النهي هو ترك الفعــل أ ب:وتارة أخرى يقال وهذا هو الوجه الثاني، ولكن تارة ثالثــة ـمقول القول

.يقال: إن المجموع هو المنهي عنه والقبيح لــو طلب حاجــة من شــخصويوضحه: إن شخصا

آخــر، فوعــده الثــاني بقضــائها عازمــا على ذلــك، لكن ن الثــاني قـد يعاتبـهإالطالب كرر الطلب وألح فيه، فـ

ــا ليس فيقول له: لم تقول لي ما قلته قبال؟ فعتابه هنــط أو الســابق فقط ــول الحاضــر فق ــا،على الق وإنم

مصــب العتــاب هــو مجمـوع القــول الحــالي والسـابقــانيأأيضا، أي وإن،نهما معا سبب لضجر الشخص الث

وهـــو عبـــارة عن،لحاحهإ العتـــاب على :شـــئت فقل أي القول الثاني،القول الثاني المسبوق بالقول األول

بشرط هذا االتصاف. ن الله تعالى ال يــذم علىأوفي المقام: قد يقال ب

ــن، والأ لوضوح ؛صxرف القول ن األمر بالمعروف حســالة ــترك الص ــل ك ــرك الفع ــرف ت ــذم على ص نأ ل؛ي

النهي: وظــاهره،الخطاب في اآلية هــو )لم تقولــون( ولذا لم يقل )لم ال تفعلون(، ولكن؛على القول نفسه

الـــذم منصـــب على المجمـــوع منهمـــا وهـــو القـــولالمتلبس بعدم الفعل.

فللمكلفجه الثالث تاماذنه لو كان الوإ :يتوهم والــذم أو العقــاب من خالل رفــع ــدفع ال ركــنيأحدأن ي

الموضوع، فإما أن يرفع القول فال يقول لآلخر )صل(،

323

حرمة الكذب ومستثنياته لشــهادة(1)ن يصــلي، وذلكأن يرفع ترك الفعــل بــأأو

ــ: أمناسبات الحكم والموضوع بل الوجدان ب ن رفعــهـ ال رفعــه اليــد عن،اليد عن ترك الفعل هــو المطلــوب

فتأمل. ،القول )أي األمر بالمعروف( ش11أنية بلحاظ هو النهي أن:الرابع الوجه

فعليتها ال ،يفعل ألن القول مقدميةــا عن القــول ــا ليس نهي ــذم على القــول هن إن الــه مقدمــة نفســه، بــل ألجــل عــدم جعــل المكلــف قول

،عتمــد على بيــان مرادنـا بالمقدميــة هنالفعله، وهــذا يــمين ــة إلى قسـ ــيم المقدمـ ــ؛وعلى تقسـ ن بعضإ فـ

األشياء مقدمة بالفعل، وبعض آخر من قبيل المقدمــة المباركة،الشأنية، والقسم الثاني لعله المقصود باآلية

xم،ن مــا من شــأنه أن يكــون مقدمــة للفعلإأي لم لتجعله مقدمة له؟

ــولأي إ ( القائلن ق xــيره من المكلفين، )صــل لغــل أن يكون مقدمة نفس هذا القولمن شأن ألن يفع

xم القائل نفســه الصــالة فكيــف بغــيره، قــوليولــذا فل !فعل؟يوال

ــه: ــة وعلي ــون مقدم ــأنه أن يك ــان من ش ــا ك فم ن يقع عليه ألنه لم يجعله مقدمة فعليةأفالعتاب يصح

للعمل وليس المقصود مقدميــة القــول لعــدم الفعــل..فتأمل إذ ذلك خالف المتفاهم عرفا من اآلية

غ11ير إلى منص11رف الخامس: النهي الوجهبالوعد اآلية المنكر( فتختص عن )النهي

ـإن اآليــة منصــرفة عن دائــرة النهي عن المنكــر ــتحبـ واألمر بالمعروف ـ،بل والمكروه ـ،بل والمس

الوهم. دفع بيان(?)1

324

الفهرسوبذلك يجمع بين الطائفتين من اآليات.

إن الطائفة األولى من اآليات تصرح بوجوب:بيانهــالمعروف والنهي عن المنكر ــر ب ــد،األم ــها يقي وبعض

استحباب األمر بالمستحب والنهي عن المكروه، وأمــا الطائفــة الثانيــة فهي مثــل الــتي تقــول )لم تقولــون(

ن اآليـةأالقـول بـــ: وتـدفع ببينهمـا،فتقـع المعارضـة األخيرة منصرفة عن مــوارد األمــر بــالمعروف والنهي

فال تعارض.،عن المنكر إن اآلية ســتكون مختصــة بالصــور أخــرى: وبعبــارة

وهــو مــوردـــالست األولى والتي ترتبــط بالمســتقبل فتخــرج الصــورةـــالروايــة الصــحيحة الســابقة أيضــا

السابعة الدالة على الحاضر، أي إن اآليــة تتحــدث عنxالمستقبل والوعد فقط ومفادها هــو )إذا وعــدت فــف

ضمxر لنفاقــهـــبوعــدك( فال تشــمل مثــل المنــافق الم نه يأوي الضيفأوالمظهxر لإليمان أو ذلك الذي يدعي

.أو يفعل كذا وكذا في الوقت الحالي وهو ليس كذلك عننـه قـد يقـال: إن اآليـة منصـرفةإ والمتحصــل:

مــورد األمــر بــالمعروف لمن ليس عــامال بــه، خاصــة كــون فال تشمل الحاضــر وصــورة،بالوعد المستقبلي

،الشخص غير متصــف بــه أو غــير عامــل بمــا يــأمر بهــذكرولعله تؤيد هذا الوجه الرواية ، الصحيحة اآلنفــة ال

فتأمل.،إن لم نصxر للوجه الثانيــيخ ــ ــه للش ــ ــذا الوج ــ ــار به ــ ومن الممكن االنتص

ــاري ــيد الوالد االنصـ ــاهر رأي السـ ــال ظـ ، في قبـ.فتدبر

مكملة الثانية اآلية نإالس11111ادس: الوجه بينهما تنافي فال لألولى

نــه ال تنــافي بين اآليــتين، بــل يوجــد وجــه جمــعإ

325

حرمة الكذب ومستثنياته مطلقة تفيــد وجــوب(1)ن اآلية األولىإعرفي بينهما، ف

وأمـا الثانيـة،(2) بـه أو الكـان األمـر بـالمعروف عــامال نــه الإ ف!فتقول: لماذا تأمر بــالمعروف وال تعمــل بــه؟

ــة لألولى،تنافي فيما بينهما وال، بل تكون الثانية مكمل لكن مرجـــع هـــذا الوجـــه إلى،(3)تعـــارض في الـــبين

.(4)الوجه الثاني

والع11دول ال11ترك على السابع: الذم الوجه لإلخبار وإما لفاتإلل إما

أو على،إن النهي إما أن يكون على سوء العــزمxم ال تعملـــون( ،تـــرك الفعل لى )لمإ والعـــدول عن )ل

ــا لل ــون( إم ــوهإتقول ــذه وج ــار، وه ــا لإلخب ــات وإم لفوشقوق ثالثة:

فهو إن الذم والتقريع هــو على ســوءاألول: الشق ونحن(سآتي لنصرتكم غدا) وذلك كمن يقول: ،العزم

فنقول لــه: لم تقــول مــا ال تفعــل؟،نعلم بسوء عزمهــا على، في جوهره ليس على القول هناالعتابف وإنم

:ما كشف عنه من سوء النية، فيكــون مــورد اآليــة هوــك و) ــون ذل xم تقول ــف الوعدأل ــازمون على خل (نتم ع

.فهذا هو المصب وعليــه فاآليــة خاصــة بالمســتقبل وببعض الصــور

xالمعروفx وأمرتعالى: قوله )?( أي1 :لقمان سورة ،المنكرx عن وانه ب17.

وجــوب عنه يســقط ال يصل لم فمن اجماعية مســألة فهــذه)?(ــ 2.وهكذا بالصالة األمر

ــ 3 ــوء داعي فال ومعه)?(ـ ــول إلى للجـ ــاع القـ والنهي األمر باجتمـ في كما االنصــراف لدعوى وجه وال األول الوجه في كما والتزاحم

.اإلطالق مع نبقى وإنما الخامس الوجهمعه. ينسجم نهإف الثالث حتى أو (?)4

326

الفهرس إذ اآليـة )مـا ال؛ت دون كلها، لكنـه خالف الظـاهرالس

تفعلون( وليس )ما عزمتم على عدم فعله(. ما لو كان الشخص غير سيء العزم، الثاني: الشق

الـــ ثم بــدا لــه ،بل كان قد وعد وهــو جــاد في وعــده أن يخلفه. ـلعذر

بل صورة مخالفــة، غير صورة الوعدالثالث: الشق المنــافق الــذي يــدعي اإليمــان كمــا في،واقعه لقوله

فيتعلق ذلك بالزمن الحاضر. ن نستعين بالوجه البالغيأوفي كال الشقين علينا

على كالـن واقع اآلية ومرادها إ ف،اآلنف وهو )القلب( ، هــو )لم ال تفعلــون مــا تقولــون(ـــالشقين األخــيرين

ــه قلب،والذم في الواقع إنما هو على ترك الفعل لكنإلى الذم على القول لحكمة في المقام.

ــان ذلك ــة: بي ــذكر بعض أمثل ــر ب ــيحه يظه وتوضالقلب:

ــوءقولــه تعــالى: :منها xحــه لتن xن مفات بةx(1)مــا إ xالعصــ بxــوة ن المفـــروض أنإ والقلب هنـــا حيث ،(2)أولxي القـ

نهمإ، أي (3)(ما أن أولي القوة ينوؤون بمفاتحه)يقال: بسبب ثقلهــا تميــل أظهــرهم وتنحــني، ال إن المفــاتيح

ولعل وجــه الحكمــة في القلب،هي التي تميل بثقلهم إن المراد هو أن المفاتيح بلغت من الكثرة وكأنها:هو

.هي الحاملة وكأن الشخص هو المحمولبا قولــه تعــالى: :ومنها ــل الر ــع مxث مــا البي xن نإ فــ،(4)إ

المشركين كانوا يشــكلون على تحــريم الربــا وتحليــلــبيع ــون،ال ــة: فيقول ــة المحلل ــل المعامل ــو مث ــا ه الرب

.الثقل بسبب الميل من ينوء ناء)?( 1.76القصص: سورة (?)2القوة(. أولي العصبة بهم لتنوء مفاتحه نإ )ما أو(?)3.275البقرة: سورة (?)4

327

حرمة الكذب ومستثنياته إنما الربــا مثــل) :المتعارفة، فكان المفروض أن يقال

فقلب للفتــة بالغيــة ليكــون(البيع فلم لم يحلل مثله؟المراد: البيع يشبه الربا فلم أحل دونه.

ــي(: قولكومنهـــا: ــوة في رأسـ ، )أدخلت القلنســـو العكس ف ــع هـ ــه فيإوالواقـ ــل رأسـ ــد أدخـ ــه قـ نـ

.القلنسوة نــه من خاللإ :ومن االستطراد الضــروري القــول

كل هذا يتبين وجه من وجــوه الجــواب على مجموعــةــات أو من اإلشكاالت التي قد تتوهم على بعض الرواي

اآليات كما في قولــه تعــالى: xمامــا قxين إ xلمت ــا ل (1)واجعلن

ـا مxن : بين أن المـراد هون اإلمـام إحيث واجعـل لنxماما قxين إ ــة القلب(2)المت ــني على معادلـ ــه مبـ ولعلـ

)واجعـــلعنن المـــراد عبـــارة أخـــرى إ أي ،البالغيالمتقين لنا إماما(.

ــةأواللطيف ن بعض العامة قد استشهد بهذه اآلي مــع بالغتهــا بنكتــة القلب، انســياقا؛على المــراد هــذا

ــابقإ لنا، وغفلة عن مخالفته كالميا ن تفسيره هذا يط ـــنــه كيــف تكــون أئمــة للمتقين أرواياتنا التي أفادت ب

ن المراد هــوإ وـ، وأهل بيته وهم الرسول ذوقــه اجعلهم أئمة لنا، فقد ســاقه لقــول الحــق

البالغي. وفي المقــام نقــول: إن النهي منصــب على تــرك

نــه عــدل عنــه وصــبأالفعل في )مــا ال تفعلــون(، إال إضــافة إلىـ ولعله وجهه ،على القول من باب القلب

اإلشارة إلى مدى قبح ترك الفعل حتى: ـ(3)ما مضى كاد ذلك أن يلقي بظالله على القــول فيتحــول القــول

.74الفرقان: سورة (?)1.135 ص24األنوار: ج بحار ،10 ص1 القمي: ج تفسير (?)2االحتجاج. قوة من(?)3

328

الفهرس من ســراية: نظير مــا قيل،نفسه إلى أمر قبيح كذلك

وكذا ســراية جمـال،قبح اللفظ إلى المعنى وبالعكسالمعنى للفظ وبالعكس.

ــد:ن يكــون وجههأكمــا يمكن إفــادة مطلب جدي , وهــوـــ المتعلــق ـــآخر زائدا على أصل حرمة الترك

اإلخبار عن المســتقبل بمــا يصــعب إنكــاره عــادة، في ويتضح ذلك أكثر بالمثــال التــالي:،لفتة دقيقة ولطيفة

، ونحن قــال: سأنصــر المجاهــدين غــدان شخصاألــو ــه عيناأ ـ وقطعا يقيناـنعلم نه لن ينصرهم رغم وجوب

ن عــدم نصــرتهإعليه إذ لم يقم به من فيه الكفاية، فــ لهم في الغــد حــرام، ولكن ال يصــح أن يخــاطب اآلن

xم ال تفعل ما تقول(؛ ل ن الــترك مســتقبلي والــذمأبـ)ل حالي فظرف الترك ليس في الزمن الحاضــر، فكيــف يذمه على ما لم يصدر منه حتى اآلن؟ نعم يصــح عقال

،بلحاظ ظرفه ولذا فاألكثر عرفية، لكنه مستبعد عرفان يقال: لم تقول ما ال تفعل؟أواألجمل

ومع هذا القلب بالتغيير في التعبير بقولــه تعــالى:ــون xم تقولون ما ال تفعل تتحصل فائــدة مزدوجــة وهيل وهــذا ـــنـه أخـبر عنهم بعــدم فعلهم مسـتقبالأ

ــريم في إخبـــاره عن ــاز في القـــرآن الكـ وجـــه إعجـــر عن ذلــك بتعبــيرـــالمغيبــات اآلتيــة ووقوعهــا ، وعب

: )لم ال إذ لو قال؛لطيف أبعد من إيراد اإلشكال عليه كــان إخبــارا صــريحا أقــرب ألنتفعلون مــا تقولــون(،

ــارإنــه من قــال أينكرونــه ب ــا ال نفعــل؟ عكس االخب ننــغ الفطنالذي الظريف يالضمن ال يلتفت إليه إال البلي

فيكون أبعد عن االستنكار.ــل نفســه، ــار، ذم على عــدم الفع ــا: ذم وإخب فهنــار على أن قولــه الحــالي ليس بمطــابق للواقــع وإخب

االستقبالي.

329

حرمة الكذب ومستثنياته ــبق ــد س ــزول اآليةأوق ــأن ن ــا في ش نإ :ن نقلن

وعــدوا أنهمأولئك األشخاص في زمن النبي األكــرم بعلمــه األزليـــ، واللــه عــالم سينصرون اإلمام عليا

.(1) بأنهم سوف ال يفون مستقبالـاألبدي ــدة يكــون إذا ففي هذا القلب والعدول فائدة جدي

ظاللها إثبات وجه إعجــازي آخــر من خاللها وفي بما يصعب وكذلك للنبي األكرم الكريمنآللقر

نـه ذمأ وهـو صـدق اإلخبـار المسـتقبلي مـع (2)إنكـاره فتأمل. ،على ترك الفعل أيضا

ن الوجــه الســابع تفصــيلـ: أولكن التدبر يقضي ب للوجه الثاني بشقيه إلى شــقي الوجــه السـابع الثــاني

فالحظ.،والثالث

الخلف مع الوعد صور لحكم تلخيص وملخص ما تحصل من الصور األساسية فيمــا لــو

صور أربع: وعد فاخلف، مـا لـو وعــد بصـيغة اإلخبـار عازمااألولى: الصــورة

وفعلــه حــرام فهــو كــاذب موضــوعا،على عدم الوفاء. حكما

ما لو تعهــد بــأمر عازمــا على عــدم الثانية: الصورةــذب،الوفاء به فهو إنشاء ال يحمل عليه الصدق أو الك

إال بلحاظ الزمه أو ملزومه. على الوفــاء لكنــه ما لو وعد عازماالثالثة: الصورة

عزمــوا مأ يعزمــوا لم مأ الفعل على عزموا وقد وعدوا سواء(?)1العدم. على

لكان قلب يكن لم لو ألنه القيد هذا(?)2 إعجــازا إخبــاره في أيضــا ـ سهلأ هتقولون( لكن ما تفعلون ال بـ)لم مستقبلهم عن ــ نفســيا ـعليه. للرد

330

الفهرس ، فليس مســتقبالـــ قســرا ـــلم يقــدر على اإليفــاء

عرفـا،بكاذب بالحمل الشائع الصناعي بل هــو صـادق حدهم لو وعد أصدقائه بزيارتهم لكنه عجــز كمــاأن إف

لـــو ســـجن أو لم يحصـــل على وســـيلة توصـــله فلم،يزرهم .(1)نه كاذبإ : فال يقال له أبدا

ــد عازما ماالرابعــة: الصــورة ــو وع ــاءل على الوف ناقضاولكنــه عمــل مــا من شــأنه أن يجعلــه مســتقبال

لذلك الوعد، أو حدث لــه البــداء فهــل هــو صــادق في نــهأنــه ال يصــدق عليــه أوعده أو كاذب؟ وقــد يقــال: ب

ــدهأكاذب، بالحمل الشايع الصناعي بل نه لم يفx بوع.نه كذبأفيالم على ذلك ال على

نه حيث وعد وقــدر على أن يفي فلمإوالحاصل: ؛ ف xن الناس والعــرف يلومونــه على نقضـه الوعــدإيف

مادام كان عازما حين الوعد على(2)وال يعتبرونه كاذبا بحسبـالوفاء، ولكن سبق: أن الكذب على قسمين

ن اإلنســانإ كذب الحكاية وكــذب الحــاكي، فـــتحليلنا على الوفاء ثم لم يــف بوعــده، فــإنالذي وعد عازما

كـذب من حيث هووعده إن كــان إخبــارا أو اســتلزمه الحكاية؛ ألنه قول لم يطابق الواقع، فمطابقــة الواقــعــو شرط صدق الصدق وعدمه شرط صدق الكــذب ول

نــه من حيث الحــاكي ليسأبنحو الشرط المتــأخر، إال ألنــه كــان قــد عــزم على؛نه كــاذبإ : فال يقال،كذلك.الوفاء

وقد يفكك بين العلة المحدثة والمبقية، ألنـه وعــد منصــرفة األدلة أن في شك ال نهإف الحكاية كــذب صــدق ( وإن?)1

العــاجز العازم عن أي ـ عنه المقيــاس نإ قلنا وإن حــتى ـــ الحقــاسبق. ما الحكاية. فراجع كذب

ال بقاء كاذب نهإويقال: يفكك ( وقد?)2 ــذب منوط وذلك حدوثا بكالقصد. مدخلية ودعوى الحاكي

331

حرمة الكذب ومستثنياته ،نــه أخلــف بقــاء ال لعلةأ إال ،وعزم ونوى الوفاء حدوثا

لكن، كحاك إذ لم يكن كاذبا؛( )كنت كاذبا:فال يقال لهــاذب( بلحــاظ ــا: )أنت اآلن ك ــه عرف يصــح أن يقــال ل

ولذا يقال له في العرف: لماذا كذبت؟ ،الحاكيــة، والظــاهرأ :وفيه ن االستعمال أعم من الحقيق

ن التفكيك غير عرفي.أ

332

الفهرس

المبالغةالرابعة: المسألةهل المبالغة من الكذب أو ال؟ موضوعا

أخــاه خمس مــرات مثال، ثم قــالأحدهمفلو زار هــو كــذبنه قد زاره عشرين مرة أو مئة مرة، فهل إ

فهــل هي جــائزة ولو كــانت كــذبا موضــوعاموضوعا؟؟ حكما

من ليست مطلق11ا : المبالغة الش11يخ رأيالكذب

ــيخ ــال الشـ ــبه: )ثم قـ ــه ال ينبغيإ في مكاسـ نـــة في االدعــاء و ن بلغت مــاإاإلشــكال في أن المبالغ

وكالمــه واضــح، انتهى(1)(...بلغت ليســت من الكــذب .وظاهر في أن المبالغة ليست بكذب موضوعا

صدقا المبالغة لتكون قيدانالمناقشة: ــه: ــورد علي ــد ي عــدم إطالق الشــيخ نإولكن ق

ــا بلغت( ،كونها كذبا المستفاد من قوله: )وإن بلغت م بقيدين: ذلكالبد أن يقيدإذ غير صحيح،

ــة( األول: ــ،)العرفي ــاء إذاإ ف ــة في االدع ن المبالغ دون ما لو لم تكن.،كانت عرفية فليست بكذب

ــاني: ــة ) الث ــة الحالي ــة(وجــود القرين ، وإالوالمقامي. وتوضيح القيدين:لكانت المبالغة كذبا

المبالغة ك111111111ون من بد األول: ال القيد.16 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1

333

حرمة الكذب ومستثنياته

عرفية ،فلو كانت كذلك فليســت بكــذبعرفية المبالغة،

وإال فكذب. نه المرجع في المفاهيم، وصــحةإ ف،العرفدليلنا:

، ويتضــح ذلــك باالمثلــةالحمــل وعــدم صــحة الســلبالتالية:

ــا ــام م ــو أق ــدهمل ــره أح ــزاء حض 25 مجلس ع حضر مجلسه العشرات نه قد أ فادعى بشخصا

وال، ويعــدونها مبالغة فذلك مقبول عرفا،من المعزينــات ــه قــد حضــر المئ ــو ادعى بأن ــا ل ــا كــذبا، أم يرونه

ن العــرف ينعتونــه بالكــذب؛ إذ للمبالغــةإ فــ،لمجلسهــا على كالم ــة يحكم العـــرف من خاللهـ ــدود عرفيـ حـ

نه صدق أو كذب.أالشخص بــالم اإلعالموفي ــهده في ع ــا نش ــر: م ــال آخ مث

تضــخيمب الوكالــة اإلخباريــة تقــوموالسياســة، فتــارة الخبر بطريقة غـير عرفيـة أو على تصـغيره وتحجيمـه

ــيرا أو تقليال ـكذلك، وتارة أخرى تكون المبالغة ــ تكث ـ عشــرات األلــوفx خــروج فمثال قد تعرض خبر،عرفية

من الناس بصــيغة خــروج المئــات من األشــخاص في اعتصام أو إضراب أو أمر آخر، وقد تطرح ذلك بصيغة

فالثــاني لعلــه من المبالغــات،أن األلــوف قــد خرجــوا ما األول فمبالغــة كاذبــةأ ،المقبولة التي ال يرونها كذبا

ألغراض وأهداف مبيتة، ولذا نجد أنهم لو كان الحــدث سياستهم العامة يعملون على المبالغة فيمع يتساير

جانب الكثرة، وأما لو كــان الحــدث والخــبر في خالفــة في ــة منهم مبالغ ــانت المبالغ ــأنهم ك ــوجههم وش ت

.(1)جانب القلة فتكون سلبية نجد)?(1 ــوات بعض أن مثال بعض تزييف على تعمل المغرضة القن

كــربالء مدينة تشــهدها الــتي المليونية كالزيــارات الحقائق أعظم

334

الفهرس ثم قال،لو ذهب للحج ثالث مراتوفي مثال آخر:

نه يوصف بالكــاذب، وأمــا لــوإ ف،نه ذهب عشرين مرةإ ثم قال زرته عشرين مرةة، أخاه مرات ثالثأحدهمزار

ن ذلك يحمل على المبالغـة، وكـذلك لـوإ ف،أو مئة مرة الفقـير عشـرة دراهم ثم قـال بأنـه قــدأحـدهمأعطى

حد عشرأنه أعطاه إ أو حتى لو قال أعطاه مائة درهما فانه ينعت بالكذب، وأما لو أمر ابنه عشر مراتدرهما

بالذهاب إلى المدرسة ولم يــذهب، ثم قــال قــد أمرتــهنه من المبالغة.إبالذهاب مئة مرة ولم يذهب ف

وسيأتي بيــان المنــاط في كــون المبالغــة بأنواعهــاصدق أو كذبا إن شاء الله تعالى. ا

القرينة وج11111ود من الث11111اني: البد القيدالمقالية او المقامية

كما البد أن يقيد كالم الشيخ بكون المبالغة مــدلوال ـ حالية أو مقاليةـعليها بالقرينة، فلو كانت مع القرينة

وإال كانت كاذبة.فيها،فهي مبالغة صادقة ال إشكال أي ـــالتــدقيق يســوقنا إلى أن القيــد األوللعل و

مندرج تحت القيد الثاني وهــو وجــود ـعرفية المبالغة.(1) فإنه مصداق للثاني،القرينة

ــا ــع قرينته ــة م ــفالمبالغ ــرفيـ ــا الفهم الع ومنه منـــوارتكاز المراد في األذهان من مثل هذا اللفــظ

مــا مــع فقــدان القرينــة أو قيــامأ و،مصــاديق الصــدقــداد تغص حيث المقدسة ــالم, فتعمل كل في لها مثيل ال بأعـ العـ قد اآلالف مئــات أو اآلالف إن بصــيغة الخــبر عرض على الفضائية

ـ القلة جانب في ـ الكاذبة المبالغة من للزيارة, وهذه جاءوا عرفاالصناعي. الشائع وبالحمل

قرينة الكالم، هـذا من كـذا إرادة على العــرف فهم كـون نإ)?( ف1 لتكون عليها االعتماد يمكن حافة مقامية الجدية اإلرادة على دليال

االستعمالية. يرد لم نهإو

335

حرمة الكذب ومستثنياته

فهي كذب.،القرينة على الضد يس11بب القرينة قي11امالث11اني: القيد وجه

الثانوي الظهور انعقادــدا ــة قي ــون وجــود القرين موجبه بوالســبب في ك

نــه مــع وجــود القرينــة ينعقــدأتكون المبالغة صــادقة: ــانوي للكالم، أي إن العــرف يفهم بوجــود ــور الث الظه

ــون، المعنى الثاني وهو المطابق للواقع(1)القرينة فيك اللفظ ظاهرا فيــه دون المعــنى األولي غــير المطــابق

للواقع. وأما لو تجرد الكالم عن القرينــة فــالظهور األولي

ــا؛ فتكون المبالغة كذبا، على حالهباق لعــدم مطابقته وبقي، زرتــك عشــر مــرات:حــدهمأللواقع، فلو قــال

الظهور األول للكالم وهو أنه بالفعل زاره عشر مراتنه قد زاره فعالأمع ولكن لو، خمس مرات كان كاذبا

أقام القرينة على إرادته صxرف الكثرة انعقــد الظهــورالثانوي وكان المورد بمبالغته صادقا.

ومن هنا يظهر وجه التفصيل بين نوعي المثالين، حدهم آلخــر: زرتــك عشــر مــرات وقــد زارهأفلو قال

ــدقها،خمسا ــة وص ــحة المبالغ ــرى ص ــالعرف ي إذ؛ ف ظهــوره الثــانوي إنمــا هــو في التكــثر ال العــدد بحــده،ــبيت الحــرام ــال: زرت ال ــو ق ــال الحج ل ولكن في مث

؛ فــالعرف يــرفض ذلكنــه حج خمساأعشر مرات مع لكون المبالغــة كاذبــة عنــدهم لظهــور هــذا الكالم في

التحديد وإرادة العدد الخاص بحده وبنفسه.

ص111دقا ت111ارة المبالغة ك111ون وجه تحقيق ا11كذب أخرىوالمسلم. االرتكاز ومنها(?)1

336

الفهرس في كون المبالغــةـ (1) إضافة لما سبقـوالسبب

إن الخــبر في حقيقتــه انحاللي،:صــادقة أو كاذبــة هو نـه زارهإ :كـان معنـاه(، عشر مـرات: )زرتكفلو قال

ــالومرة وهكذامرة ومرة ، لكن العرف في هــذا المثــيفهم ــة والســيرة ومناســبات الحكمـ ــود القرين بوج

إن عبارة عشر مرات ال يقصــد منهــا هنــاـوالموضوع االنحالل إلى آحاد األفراد، وإنما المقصود هــو الكــثرة، فتكون لفظة )عشر مرات( قد استخدمت في معناهــا

المجازي دون الحقيقي. ن الخــبرإ فــ،وأما في مثال حج بيت اللــه الحــرام

ــاه الحقيقي ـيبقى على األصل وهو كونه انحالليا بمعن نهم ال يعدونه كناية عنإوالفهم العرفي على ذلك فـ،

الكثرة. إن كان ظــاهر الكالم هــو انحاللــه إلىوالمتحصل:

ن كــان الظــاهر هــوإأخبار عديــدة فالمبالغــة كــذب، و عدم انحاللية الخبر بل التكنية به عن الكثرة فالمبالغة

.(2)صحيحة وصادقة

محلها في كونها المبالغة في يشترط أي في الكــذب]: )وربما يدخل فيــه قال الشيخ

قــبيح كما لــو مــدح إنســانا،إذا كانت في غير محلها[ انتهى.(3)المنظر وشبه وجهه بالقمر(

نــهإ : يســتفاد مجمــوع كالمي الشــيخمن ولعــل

ــبق ما(?)1 ــان س ــبب ك ــانب في الس ــاكي، الكاشف ج واآلن والحعنه. والمحكي المنكشف جانب في السبب

على وكذبها المبالغة صدق في ـ اآلن حتى ـ المدار جعلنا وقد)?(2ــاهر ــد، ال الكالم ظـ ــنتعرض القصـ ومدخليته للقصد بعد فيما وسـفانتظر.

.17 ص2المكاسب: ج كتاب(?)3

337

حرمة الكذب ومستثنياته ــه،يفرق بين فقدان أصل الصفة ونعته بها وبين وجدان

ــال،لها والمبالغة في درجاتها ومراتبها نه إ : أو يق المبالغــة الكيفيةكــون في يشــرط فيها كون صــدقا

المبالغة إلى قسمين: كاذبة إذا كــانتفتنقسم ،محلهاــا، ــير محله ــانت في محلهاصــادقة وفي غ ، دون إن ك ، فلو إن ـإذ قال فيها: بالغا ما بلغتـ المبالغة الكمية

ألصل الصفة لكنه نعت بكونه واجدا كان فاقداشخصا كاذبة،ـ بحسب كالم الشيخ ـ فإن هذه المبالغة ،لها

ومن، فيقــال لــه: أنت كــريمكأن يكــون الرجــل بخيال. ذلك مثال الشيخ

ثم قيــل، بدرجة أدنىولكن لو كان الشخص كريما يعتبر ذلــك مبالغــة فالشيخ ،له: أنت كحاتم في الكرم

لظهور قوله )بلغت ما بلغت( في ذلك. ؛صادقة إن مالك صدق المبالغة وكذبها:ولكن المنصور هو

وال فرق فيها من، وجود القرينة والعرفية:ما سبق من.حيث كونها في الكم أو الكيف أو األصل أو الحدود

ـن المبالغـة المتجـاوزة للحــد العــرفي إ فــ:وعليه أو كيفاكما الفاقــدة للقرينــة مبالغــة ـــ أصال أو تحديدا

.كاذبة بمــا يعم كال نعم يمكن أن يفســر كالم الشــيخ

ــدين الكمي والكيفي ــاهر،البع ــه خالف الظ ولكن لعل خاصــة بلحــاظ،من عقــد المســتثنى منــه والمســتثنى

قولــه: )بالغــا مــا بلغت( ثم تمثيلــه لالســتثناء بمــا لــو.مدح... فتأمل

الك1111ذب عن1111واني بين ت1111دافع تتميم: ال والمبالغة

ــوهمإثم ــد يت ــه ق ــوان:ن ــدق عن ــدافع بين ص الت

338

الفهرس المبالغة وبين صدق عنوان الكذب إذا لم تكن هناك

فيقال: إذا لم يقم القرينة فهـو كـذب ال يطلـق،قرينةبالغة.منه أعليه

مع عدم القرينة ومع عدم المطابقةأخرى: وبعبارةنه مبالغة.أ وال يصدق عليه ، فالكالم كذب،للواقع

وضـوح صـدق إطالق المبالغــة على المـوردوفيه: لمجــاوزة اإلثبــات والحــاكي؛بالحمل الشايع الصناعي

قال شخص، فلوعليهxه تد وزيا، الثبوت والمحكيواقع ولكنــه لم يــذهب، ذهبت إلى مكة خمسين مــرة:مثال

نه يريد الكثرةأ و لم يقم قرينة على ،إال عشرين مرةــاذبإ فهذا الخبر مجمع العنوانين ف،ال العدد بحده نه ك

ــالغ فيه ــا ؛ومب ــاذب فلإ أم ــه ك ــرض أن ــيرأن الف ــه غ ن ن الفــرض زيادتــهأنــه مبالغــة فلإمطابق للواقع، وأما

نه قد حج عشرين حجة ال خمسين. إعلى الواقع؛ إذ المبالغة تعميم في مهمتان إضافتان

إضافتان مهمتان في المقام: وللسيد الوالد

أيضا الجهة تشمل المبالغةأولى:ــافة األولى فهي ــا اإلض ــة ال تختص:أم إن المبالغ

و الكيف فقط، وإنما تشمل الجهة أيضـا، قــال:أبالكم : )سواء أكانت المبالغة من(1)في المكاسب المحرمة

ناحيـــة الكم أم الكيـــف أم الجهـــة كقولـــه للممكن إذ المــراد من ذلــك غــير المعــنى ضــروري أو محــال؛

ــود ال ــ ــالمراد من الكالم المقص ــ ــظ ف ــ ــوي للف ــ اللغ أن الضـــرورة المـــذكورة هي:الملفـــوظ( ومـــراده

ن مصبإو الفلسفية وأالضرورة العرفية ال المنطقية اإلرادة هو ما قصده ال ما لفظه والمدار هــو القصــد ال

.37 ص2 ج:المحرمة المكاسب)?( 1

339

حرمة الكذب ومستثنياته . (1)اللفظ

وتوضيحه بعبارة أخرى مع بعض ما قد يورد عليه: ــما مضافا إلى المبالغة الكمية والكيفية فإن هناك قس

ــة الجهوية ــو المبالغ ــر وه ــف:، ومثالهآخ ــو وص ــا ل م شيئا ممكنا بأنه محال فهــذه مبالغــة من حيثصشخ

ــة، كمن يقــال له ــاخترع:الجه ــد تتطــور ف إن العلم ق ؛ فيقــول: إن هــذا شــيء محــال،العلماء سيارة تطــير

هذا النوع من الكالم ضمن المبالغــةأدرج وقد ينبغي تقييــده بقيــد وجــودوالصــادقة دون الكــذب،

القرينة ولو االرتكاز العرفي الواضح الذي يصلح قرينةــتعمالي،المرادمقامية حافة لتحديد الجدي قبال االس

فذلك ألنه ال يقصــد من المحاليــة المــذكورة المحاليــة الفلســـفية واالمتنـــاع العقلي، وإنمـــا المقصـــود هـــو

المحال العرفي. إال في إناطته، ولكن ما ذكره على القاعدةأقول:

(2) ومنها،نه ينبغي أن يناط بالقرينةأاألمر بالقصد، مع

عرفيــة التعبــير عن الممكن ـ: في خصــوص المثــالـ كمــا، أو عن الممكن بالضــروري،المســتبعد بالمحــال

بإذن الله تعالى.سيجيئ مــورد ابتالء، لكــثرةوهــذا النــوع الــذي أضــافه

جريــان المبالغــة في الجهــة أيضــا، وهــو تــام إن كــان قصده المبالغــة بإفــادة تنزيــل هــذا مكــان ذاك وأقــام

. ـ كما مضى وسيأتيـقرينة عليه ــة ــام في المحــاورات العرفي ونضــيف: إن ذلــك ت

نه قد يتكلم فيلسوفان أو أصــوليان أوإ ف،دون العلمية متكلمـــان في بحث علمي فال مجـــال هنـــا للمبالغـــة

الله شاء أن يأتي الكالم هذا على تعليق ولنا)?( 1القرينة. من أي (?)2

340

الفهرس بل وال الكمية أو الكيفية فيما كانت ذات،الجهوية

حــدهم ذلـكأمدخلية في الدقة العلمية، فلو اســتخدم ــة علىإف ــام قرين ــو أق ــه إال ل ــل من ــذ وال يقب ــه يؤاخ ن

خروجــه عن دائــرة المصــطلحات الدقيقــة إلى دائــرة التعابير العرفية، ولذا نجد أن العلمــاء يتوخــون الدقــة في عبـــاراتهم وفي كتبهم العلميـــة واألصـــولية بحيث

حــدهمأ وال يقبل اعتــذار ،يشكل عليهم لو لم يتوخوها.بأنه عبر تعبيرا مجازيا أو عرفيا إال إذا أقام القرينة

ن كالم العلماء في اختصاصــهم قــامتإ والحاصل: نهم يتحــرون الدقــة ال المبالغــة،أالقرينة العامــة على

عكس عامة النــاس في تعــابيرهم العرفيــة، فلــو بــالغــة ــدون إقام ــام البحث العلمي ب ــاء في مق أحــد العلم

نه خرج عن مقتضيات البحث العلمي إلىأقرينة على المبالغة العرفية، فهو كاذب عرفا وبالحمل الشائع.

؛نه يمكن إضافة المبالغة في سائر المقوالتإثم ــالعكس ــف، وب فإنهإذ ال وجه لتخصيصها بالكم أو الكي

إلى الكيــف وارجــاعـــ عــدا الكم ـرجاعها كلها إيمكن فتأمل.،الجهة له أيضا :)الم11راد( على المدار نأب القول مناقشة

القرينة على المدار فليســا بكــذب(1): )وإذا تحقق موضــوعهماوقال

.(2)ن المراد الكثرة ال الخصوصية..(أل لــو(3) يرى أن موضــوع المبالغــة واإلغــراق فهو

ويعللــه بكــون المــدار على،تحقــق فهــو ليس بكــذبواإلغراق. المبالغة )?( أي1.52 ص2المحرمة: ج المكاسب(?)2ــرق3 ــ ــراق عن المبالغة )?( وفـ ــ ــدود هي المبالغة إن اإلغـ ــ بالحـ

ــراق وأما المعروفة ــراق فهو اإلغ ــادة المبالغة في اإلغ فيها والزي حدود له اإلغراق هذا ولكن .أيضا

341

حرمة الكذب ومستثنياته ..(..اإلرادة والقصد )ألن المراد

نإ من تعليل ليس بتــام؛ فــ أن ما ذكره :والظاهر الكذب والصدق ال يدوران مدار المــراد واإلرادة حــتى

ن المــراد هــو الكــثرة الـــ: أيعلــل عــدم كونــه كــذبا ب الخصوصية، بل المدار إنما هو على القرينة فــالظهور

ــانوي المطــابقإالثانوي، ف ن أقامها وانعقد الظهور الث .للواقع فالمورد صدق وإال فكذب

؛ إذ وهذا اإلشكال وارد أيضا على السيد الخوئيــة قال في مصباح الفقاهة: )والوجه في خروج المبالغ بأقسامها عن الكذب هو إن المتكلم إنما قصد اإلخبار

ــط، إال ــع فق ــة األداءأعن لب الواق ــالغ في كيفي ــه ب ن وهـذا صـريح في أن،(1)(فتخرج عن الكــذب موضـوعا

ــاسإالمدار على القصد، والكالم هو الكالم فــ ن المقي ن المتكلم قصـدأهو الظهور الثانوي ووجود القرينة ال

رحمهمان مبناهما )أ هذا مع وضوح (2)كذا أو لم يقصد ليس ذلــك فالقصــور في التعبــير لمــا صــرحا بــهالله(

.(3)ن المدار على القرينةأقبل ذلك أو بعد، من ن خـــروج المبالغـــة بأقســـامها عنإوالحاصـــل:

ــور األولي إلى الكذب هو بوجود القرينة وانقالب الظه.ثانوي، ال بالقصد واإلرادة

.395 ص1: جالفقاهة ( مصباح?)1ــاهرا تناقض القرينة إلى آخر مكان في البعض )?( وإرجاع2 نإو ظ

.فتأمل ،اآلخر إلى الكالمين حدأ ضم أمكن3(?) ــ الفقاهــة: )نعم مصباح في قال مثال خارجية قرينة قــامت ول

ــتعمال وكون الواقع إرادة على فقط المبالغة ألجل فيه اللفظ اس.294 ص1الفقاهة: ج . مصباح(كذبا كانت لما

والحظ ــا ــزل بحث في ذلك قبل الوالد قاله ما أيض ــرح إذ اله ص.33 ص2المحرمة: ج المكاسب القرينة. الفقه على المدار نأب

342

الفهرس والملفوظ المقصود تخالف

نــه لــو أرادأ: )ومنــه يعلم قــال الســيد الوالد الملفوظ ولم يكن فهو كذب، أو المقصود وكــان فهــو

.( ال حكماصدق فهو خارج موضوعا مثال )كثــير الرمــاد(، فلــو قــالـ: وتوضيح كالمه ب

نه كثير الرماد( الــتي تســتخدم عــادةإزيد عن عمرو ) أي معنى اللفــظـ فلو أراد الملفوظ ، عن الكرمكناية

فهــو كــاذب ولم يكن رمـاد بيت عمــرو كثــيراـبنفسه .ن كان كريماإو

نــه لــو أرادإ : ومــراده،ثم قــال: )أو المقصــود...( وكــان كــذلك فهــو صــدق وإن لم يكن فيكونه كريما

وعليه فالمقياس عنــده مصــب اإلرادة،بيته رماد أصالوالقصد.

ــل على ذلك ــا التأم ــد ذكرن ــدارإ و،ولكن ق ن الم وإال فــالظهور األولي،على القرينــة والظهــور الثــانوي

هو المحكم.

القول من أوسع المبالغة دائرةالثانية: وأما اإلضــافة الثانيــة الـتي ذكرهــا السـيد الوالد

بـــالقول، بـــلفهي: )وليس االســـتثناء كأصـــله خاصا لمنيشمل اإلشارة والفعل والكتابة مثــل االســتعطاء

.(1)يملك شيئا( واســتثناءوحاصل مراده: إن كــون الكــذب حراما

ــالقول ــط ب ــة ال يختص فق ــارة،المبالغ ــل يعم اإلش بــد أو كيــف،والفعل والكتابة فلو قيل ألحدهم: كيف زي

ـــنــه كــالبحر في علمــه أ علمه؟ فأشار للبحــر قاصــدا فهذه مبالغة صادقة إذا لم تتجاوز ماـوكان زيد عالما

.52 ص2المحرمة: ج المكاسب(?)1

343

حرمة الكذب ومستثنياته ذكرناه من الحد العرفي.

وأما في مثل االستعطاء فهو كمن يريد أن يفيدنا، فالكالم نفسه جار. نه ال يملك شيئاإباستعطائه

بأحدإن دائرة الكــذب والصــدق ال تختص والجامع:ــود ــوالم، أي الوج ــف الع ــمل مختل ــل تش ــوالم، ب الع

ــبي والــذهني بلحــاظ جهــة ــه اللفظي والكت عنحكايت ن أي تخالف ألحــد العــوالم مــع عــالمإالعالم اآلخر، ف

علىـــالثبوت والواقع فهو كذب حكاية أو كذب حــاك .ـالقسمين المذكورين

344

الفهرس

والكذب الصدق الخامسة: نسبية المسألة

الش11يخ كالم في والك11ذب الص11دق نس11بية األنصاري

: )وربما تدخل المبالغة في الشيخ األنصاري قالالكذب إذا كانت في غير محلهــا كمــا لــو مــدح إنســانا قــبيح المنظــر وشــبه وجهــه بــالقمر، إال إذا بــني على

ن األنظــار تختلــف فيإكونه كذلك في نظر المادح فــــبيح كالـــذوائق في المطعومـــات( (1)التحســـين والتقـ

انتهى.ــة وكالمه هنا يصلح مدخال لعقد مسألة خاصة بالغ

ــو فيفإن ،األهمية ظاهر كالمه يبتني على النسبية ول نه أناط التحسين والتقبيح باألنظار، ولكنــهإ إذ ؛الجملة

مشــكل جــدا، ولــذا كــان من الضــروري أن تعقــد لــه ؛ فــإن ذيــلـــ وهي المسالة الخامســة ـمسألة خاصة

في حقــلكالمــه يشــكل محــورا لمســألة هامــة جــدا المعرفة سلبا أو إيجابا، وسوف نتطرق لهذه المسالة

بإذن الله تعالى. مع تطويرها في عدد من الجوانب وهذه المسألة هي مسألة مهمة وهي مورد ابتالء

ــشــديد ــ كمــا ســيظهر ـ ــدخلـ ــد كالمي ال ن ــا بع وله وإنمــا نتحــدث عنهــا من الزاويــة الفقهيــة فقــط،(2)فيه

ــون الكالم الواحــد صــادقا ــل يمكن أن يك إذاوهي: ه.17 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1ــ 2 ــرق)?( ــيد تط ــاب في ذلك إلى الله حفظه المؤلف الس نقد كت

.الهرمنيوطيقا

345

حرمة الكذب صدر من زيد مثال ولكنه يكون بنفسه وبمحتفاتـه كــذباومستثنياته

!لو صدر من شخص ثان؟ــبية في ــق مبحث النسـ ــني على تحقيـ ــذا يبتـ وهـ

ن اختالف المتكلمين هــلأالصــدق والكــذب، بمعــنى ن يتصــف الكالم الواحــدأ بــ؛ينتج اختالف االتصــافين

بالصدق والكــذب بحســب نســبته إلى األشــخاص فلــو؟نسب لألول فصدق وإال فكذب

وكــذلك الحــال في اختالف األزمنــة مــع حفــظxفــات األخــرى كمــا هي، فهــل يمكن أن يتصــف المكتنــدق ــد بالصـ ــق الواحـ ــاظ المتعلـ ــد بلحـ الكالم الواحـ

ن يكــون بــاألمسأ نظرا الختالف الزمــانين بــ؛والكذب حــدهم: )ذهبأ في مثل ما لو قــال واليوم كذباصدقا

من يومزيد إلى المدرسة في الساعة السابعة صباحا ن يوصــف القــول منــه في أمســهأاألحد(، فهل يمكن

بالصدق وفي هذا اليوم لو قاله فيه بالكذب؟

الص11دق نس11بية م11دارها ت11دور قد ص11نفانوالمعرفة والكذب

ونـــذكر صـــنفين جـــوهريين من أنـــواع النســـبيةمحل االبتالء: المدعاة لتوضيح ما هو

في األنظ11111ار األول: اختالف الص11111نفالذوقيات

اختالف:من(1) وهــو مــا ذكــره الشــيخ األنصــاري ن الطفل قــد يكــونإاألنظار في التحسين والتقبيح، ف

نـه يكــون قبيحـا بنظــر زميلـه أوأجميال بنظر أمـه، إال إن فهل كال النظرين صادق؟ حسب النســبية فــ،عدوه

.17 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1

346

الفهرســبـ أيضا وفي نظر الشيخ،هما صادقيكلكالم بحس

. ـظاهر كالمه في ذيل كالمه، وهو بحاجة هذا ما طرحه الشيخ

لى كالمــهإن نضيف أ ولكن يجب ،لى تحليل وتحقيقإ ن مــراده من التحســينإ : وهو هو مقصــوده حتماقيدا

وإال كــان كالم الشــيخ،نان ال العقلياوالتقبيح الذوقي بل النهدمت به كل مبانيه وما أسســه،واضح البطالن

.األصوليون والكالميون : صــرح بـــ ن الشــيخإ ـ: وهــو األصــح ـــأو يقــال

ــ ولم،نظــار تختلــف في التحســين والتقــبيح(أن الإ)ف بــل هــو مجــرد ناقــل لمــا،يصوب تلك اآلراء المختلفة

فليس كالمــه،يجري في الخــارج من اختالف األنظــارإلىظاهرا نإ : بــل غايــة األمر، نســبية المعرفــة أبــدا

خــبرأ فهــل إذا ،نه مادامت األنظار مختلفةأكالمه عن ــالكالم كل عن الواقع حسب نظره فهو كاذب أو ال؟ ف

عن صدق الكذب عليه وعدمه.

في المجته11دين الث11اني: اختالف الص11نفآرائهم

الفقهــاءأحد فلــو كــان ،وهذا مورد شــديد االبتالءم من الرضــعات هــو الـ أيـرى ، رضـعة(15)ن المحــر

ــرى الـ ــر ي ــان اآلخ ــة،(10)وك ــعات هي المحرم رضــه من اســتنباطه وأفتى كل منهما حسب ما توصل إلي

(15) مثال إن : إذ يقول،من األدلة، فهل كالهما صادق رضعة هي المحرمــة؟ أو(10)رضعة هي المحرمة أو

حدهما صادق واآلخر كاذب؟أن أكالهما كاذب؟ أو منهمــا صــادق بحســب النســبيةن كالإ :يقــال فقد

الهرمينوطيقية؛ حيث ذكر كل منهما ما أدى إليه رأيه،

347

حرمة الكذب فلو عكسا القول في مثالنا كانا كاذبين.ومستثنياته

ــريإف وعليه: ن البحث في االختالف االجتهادي يج . (1)بقوة أيضا

ن موطن البحث ليس عما لو أخبر كــلأوليالحظ أو مــا توصــلت إليــه أو شــبهرأيي،ن هذا هــو أمنهما ب خبار عن رأيه، فهو صدق مادام رأيه كذلك،إ هنإذلك ف

،بل موطن البحث ما لو أخبر عن الواقــع )ألنــه رأيــه(ــو(ن المحرم شرعا هو عشر رضعات)إفقال: فهل ه

صدق حتى إذا خالف الواقع أم ال؟ وسيأتي بحث ذلــكبإذن الله تعالى.

الحقائق األمر: أقسام تحقيقــائق ــد أن نالحـــظ الحقـ ــألة البـ ولتحقيـــق المسـ

وعلى ضــوء ذلــك يظهــر مــوطن،وأقســامها وأنواعها النســـبية في الوصـــف بالصـــدق والكـــذب ومـــواطن

عدمها.

فلسفية، نسبية الحقائق: مطلقة، أقسام هرمينوطيقية نسبية تشكيكية،

إن الحقائق على أقسام متعددة: الحقائق المطلقة.:منها

الحقائق النسبية بالمعنى الفلسفي.:ومنها الحقائق النسبية بالمعنى الهرمينوطيقي.:ومنها

أطلقنــا عليهــا من نــوع اخر حقــائق هنــاكوكذلك وهي: الحقــائق االنتســابية، وهــذا جديــدامصــطلحا

)األنظار( وقصد ذكر حيث الشيخ كالم في لطيفة نكتة وهنا)?ـ( 1 األفكــار بمعــنى األنظــار أضــفنا ولكنا ،األفكار ال النظر حاسة منهافتدبر. األعم، يريد نأ يحتمل نهأ على

348

الفهرس مصطلح تقودنا إليه ضــرورة تصــنيف المفــاهيم وفــرز

ن قســماأبعضها عن بعض؛ ذلك إن الخلط قد حصل ل وطيقيين لم يميزوا بين أنواع النسبية حتىنمن الهرمي

إذ هناك نسبية وهناك انتسابية، كما سيتضــح.؛عندهم في حقيقتــه عن االنتســابية، وتصــنيف وكالم الشــيخ

ال عن،كالمه هو ضمن هذه الدائرة كما سيتجلى ذلكالنسبية.

ــاك ــا، وهيوهن ــران منه ــان آخ ــافية نمط ،: اإلضهذه عناوين ستة، وأما تفصيلها فهي:ف ،والتشكيكية

المطلقة الحقائقاألول: اجتمــاع النقيضــيناســتحالة المحــاالت ك:ومنها

فكلهــا من الحقــائق،وجمع الضدين وارتفاع النقيضين المطلقة، وكذا المسائل الرياضــية من ضــرب وطــرح

ــ ــل.. الخ، ف ــبر وتقاب ــيةإوج ــائل الرياض ــل المس ن كــروف ــعة لظ ــير خاض ــة غ ــائق مطلق ــية حق والهندس

وال لظــروف أو حــاالت المتكلم أو،الزمــان والمكــان ، أو صــدقاالسامع أو غير ذلك، وهي إما أن تكون كذبا

وال نسبية فيها أبدا.

الفلسفية النسبية الحقائقالثاني: :والمراد من الحقائق النسبية الفلسفية المنطقية

الســبع منوهي المقوالتما أخذت النسبة في ذاتها، دة الوضـع ر وهي:العش xالمـتى والفعـل وواألين والجـ

أمــا الثالثــة األخــر من المقــوالتواالنفعال واإلضــافة، ــبية، إذف ، والكم والكيف عنهاوهي: الجوهر ليست نس

ولم تالحظ في كونــه، هو المتر ـ كما في الكم ـالمتر وكــذلك الحــال، وهذا حقيقــة ثابتة،مترا نسبته لشيء

349

حرمة الكذب ومستثنياته في الكيف.

ــنى ــا بمع ــبية هن ــيءإ :والنس ــبة إلى الش ن النســحة والخطأ،موجودة في ذاته أو، ال بمعنى نسبية الص

الصــدق والكــذب، وليتضــح المــراد من النســبية بهــذاالمعنى نشير إلى اثنتين من المقوالت النسبية:

والملك وهي: ة مقولة الجداألولى: هيئة ما يحيط بالشــيءـــــــــــــــــــــــــده xجـ

ــدة ــه مقيـ ــه لنقلـ بنقلـــ، التعمم:ومثاله ــرض علىإ ف ــفة تع ن التعمم ص

وبانتقال الشخص تنتقل العمة والهيئــة معــه،،اإلنسانــوهر التعمم ــ ــخص إلىأففي ج ــ ــبة الش ــ ــذت نس ــ خ

فالجــدة هي )الهيئــة الحاصــلة من إحاطــة،العمامة فالعمامــة الموجــودة على الــرأس،العمامة بــالرأس(

توجxد هيئة له بانتقاله تنتقل. ــة الالثانية: ــنيأ وكذلك الحال في مقول ين، وال نع

بل المقصود:،ين المكانأبمقولة ال

هيئة كــون الشــيء فيالمكــــــــــــــــــــــان

أين، مـــتى الهيئـــة فيالزمـــــــــــــــــــــــان

الهيئــة الحاصــلة من وجــودك:ين تعنيأفمقولة الــبةإفي هذا المكان، ف ن للشخص هيئة حاصلة من نس

وأوجوده في الــدار تختلــف عمــا لــو كــان في الغابــة و غيرهما.أالشارع

ــا هي نســبية فلســفية:والشــاهد إن النســبية هنــو،وهي مطلقة ــة، فلـ ــبية هرمنيوطيقيـ وليســـت نسـ

ــو ــا فيمن ه وجــدت النســبة فصــدق وإال فكــذب، كم ،نه عنده فهــو صــدقإ: أحدهمموجود عند البحر فقال

350

الفهرسوإال فكذب.

واإلخبــار عن،إذا فالصدق والكــذب غــير نســبيين نإما صادق بقــول مطلــق أخبار إهذا المعنى النسبي

فالنســبية هنــا، إن لم يطابقه أو كــاذب مطلقا،طابقههي بالمعنى الفلسفي ال غير.

الهرمينوطيقية النسبيةالثالث: ؛ولها معــاني عديــدة بحســب المــدارس المختلفة

ــر، ومنها:فمنها ــان دون آخ ــحة في زم ــوابية: الص صــة، ومنها ــيرإ :اآلراء المتعاكس ــه غ ــيء في ذات ن الش

ـ، (1) وهــو مــا ذهب إليــه كانطـــالشيء كما يبــدو لنــا ــة والواقع:ومنها ــة مالك الحقيق ال، إن العلم والمعرف

.(2)إن الحقيقة والواقع مالك العلم ، مدرسة14 معنى حســب 14وقد ذكرنا للنسبية

ــد ــاب )نقـ ــاتها في كتـ ــوه مناقشـ ــيل وجـ ــع تفصـ مـالهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة(.

االنتسابيةالرابع:ــا ذهب إليــه بعض وهــذا المعــنى هــو جــوهر م

إن الكالم إذا نسب إلى شخص: ويقصد بها،النسبيين، وإذا نسب إلى آخر يكــون كــذبمعين يكون صدقا ، وا

. هذا هو مورد كالم الشيخلعل

والفنومن. بالنومن عنه وعبر(?)1ــدثأ نهأ كانط ادعى )?( وقد2 ــ ــذا حـ ــ ــرأي بهـ ــ المنظومة في الـ

نأ يعتقدون كانوا إنهم ذلك كوبرنيك انقالب نظير انقالبا المعرفية العكس, ثبتأو نيك كوبر فجاء المركز األرض حول تدور الشمس

اثبت إذ كــذلك انقالبا المعرفة حقل في أحــدثت كانط: إنني فقال مـدار يـدور ــ بينهما الفرق في تفصيل مع الحقيقة، أو ـ الواقع إن

العكس!! ال المعرفة

351

حرمة الكذب ومستثنياته

اإلضافيةالخامس: تعريفها هو: ، و مقولة اإلضافةاونعني به

ــبة ــ ــاف نس ــ إن المضتكـــــــــــــــــــــــــرر

ــا ــ ــه الحقيقي ومـ ــ منـيشـــــــــــــــــــــــتهر

ــبة فـ)اإلضافة( هي النسبة المتكررة، وتكرر النس هو الفارق بين هذه المقولــة وبين المقــوالت النســبية

إذ في المقــوالت األخــرى تكــون النســبة من؛األخرى ذ )األين( مثال هيئة حاصلةإطرف واحد وغير متكررة؛ فمن نســبتك إلى المكــان،من وجــودك في مكــان ما

ــد االين، وأمــا )المضــاف( فهــو مــا كــانت النســبة تولــوة ــوة واألبـ ــا في اإلخـ ــرفين كمـ ــررة من الطـ متكـ ،والمــوازاة، وهــذه األمثلــة بعضــها مختلــف األطــراف

فالحظ.،وبعضها اآلخر متفق األطرافوالحاصل: إن الصدق والكذب في )المضاف( أيضا

نــه أخ وكــانإمطلقــان وال مجــال للنســبية فلــو قلت: أخا فصدق وإال فال.فعال

التشكيكيةالسادس: ــل العلم والحالوة والحموضــة والمــرارة ــك مث وذل

زيــد عــالم) :وغيرهــا فكلهــا حقــائق تشــكيكية، كقولكــالم ــة من العلم(وليس بع ــة معين ــدت درج ــو قص ،، فل

فالصدق يدور مـدارها فلـو كـانت،وأقمت عليه القرينة كما كان األعلى،صادقة كان األدنى منها بشرط ال كذبا

منها كذبا أيضا، وكما في نــور الشــمس والنــور العــاديــه الدانية ــوراني بلحــاظ مرتبت ــور الشــمعة ن وليس،فن

ــا ــة العلي ــور الشــمسـ كــذلك بلحــاظ المرتب ـ،وهي نفيدور صدق وصف شيء بالنورانية مدار المرتبة.

352

الفهرس والصدق والكذب في الحقائق التشــكيكية مطلــق

مع مالحظة الدرجة والمرتبة نفسها.،ال نسبية فيه يشترط وحدة الرتبــة ليتــوارد النفيأخرى: وبعبارة

ومعهــا،واإلثبات والصدق والكذب على موضــوع واحدفهما مطلقان فتدبر.

ــذه المســألة، في ضــمن ــق في ه ــام التحقي وتمالمسألة الالحقة بإذن الله تعالى.

353

حرمة الكذب ومستثنياته

السادسة: المغالطة المسألة ن التدبر في أبعــاد المســألة أكــثر يرشــد إلىإثم

امـ وكونه،ن هذا البحث في حقيقـة الصـدق والكـذبأ وتأطيرا أدق أكثر نسبيين أو ال، يمكن أن يعطى عمقا

ــط بين البحث ــر الراب ــاد الجس ــح من خالل إيج وأوض :المنطقي المعــــروف في الصــــناعات الخمس وهو

نـــه فيإ وبين بحثنـــا الفقهي، إذ ،بحث )المغالطـــة( المنطق وفي بحث الصــناعات الخمس يجــري البحث

ــام: منها؛ن لها عدة أنواعإ والمغالطة،عن صناعة إيه وهكذا.، جعل ما بالعرض ما بالذات: ومنها،االنعكاس

وهنــا نقــول: إن هــذا المبحث المنطقي يمكن أنــة في مســألتنا المــذكورة ــة الفقهي ــدرس من الناحي ي

ن المغالطة هي قسم من أقسام الكذب.أببيان ــط والتجســير هــام جــدا ــواع؛وهــذا الرب ألن أن

المغالطة تتضمن عشــرات األلــوف من المســائل منــد من تحقيــق كونهــا كــذبا أو ،ال الناحيــة الفقهيــة، فالب

إال، كما محرما أو ن ما ذكرناه من كون الكذب نســبيا.(1)أو انتسابيا يجري في المقام

الكاذبة المغالطة أنواع من

بالقيد الظرف لبس مغالطةاألول: ــق النوع األول من أنواع المغالطة وهو الذي ينطب

أفقا يفتح البحثين بين التجسير نأ كما)?ـ( 1 للكثير للتصدي جديداتعالى. الله بإذن ذلك سيتضح كما المطروحة الشبهات من

354

الفهرس وكــذلك، القيــد والظــرف على بحثنــا: مغالطــة

ــام،مغالطــة االنتســابية والنســبية ــدرجان في إيه وينــ (1)اللبس ــد وضــعناهـ ــطلح جدي ــها مص وبعض

وهذه كلها من الكذب موضوعا. ـلمسيس الحاجة ــالين ــد والظــرف فتتضــح بالمث أمــا مغالطــة القي

اآلتيين:

للمع111اني األلف111اظ األول: وضع المث111ال الذهنية

ـــ وهو مثال تمهيدي وقد ذكــره بعض المناطقــة ـ إن األلفاظ موضوعة للمعــاني بمــا هي موجــودة: فهو

في الذهن، إذ ال مــوطن للمعــاني إال الــذهن، وعمليــة ن تكــونأالوضع هي عملية ذهنية، وعلى ذلــك فال بــد

،تلك القضية صحيحة وصادقة ولكن ذلك يستلزم أمرا أن اللفظ الموضوع لمعنى معين لو:ن البطالن وهوبي

استعمل في الحقائق الخارجية فســيكون من المجــازــ على حسب تلك القاعدة ـ ألن لفظ ماء ؛ال الحقيقة ـ

)جئني: ولكنه لو قيل،قد وضع للماء والمعنى الذهني ،ن المــراد منــه ليس الصــورة الذهنيةأ فحيث ،بمــاء(

؛أي المـاء الخــارجيـ وإنمـا السـائل المتحقــق خارجا ن يكــون مجــازا؛أ فيلزم ـ،ألنه الذي يترتب عليه األثر

ألنه حينئذ من قبيل استعمال اللفــظ الموضــوع للكــلأ مع بداهة ،(2)في الجزء ن قولــه )جئــني بمــاء( مريــدا

نأالمــاء الخــارجي ليس بمجــاز، وكمــا هــو بــديهي فــ األعم األغلب من استعماالت األلفاظ إن لم يكن كلهــا

والنســبية والتشــكيكية المطلقة الحقــائق انتســابية )?( إيهــام1واإلضافية.

رأى إذ الــرأس أو الرقبة في اإلنسان )?( كاستعمال2 فقــال رأســا رأيت اإلنسان. بها رقبة( وأراد كـ)اعتق عكسه أو إنسانا

355

حرمة الكذب ومستثنياته إنما هو بلحاظ مرآتيتها للخارج.

رتفعت فــ،فلن يكــون لــدينا )حقيقــة( عــادة وعليــه:الحقيقة والمجاز إال نادرا.إلى فائدة تقسيم اللفظ

القيد بين المغالط11111111111111ة: الخلط وجهوالظرفــدة ولكن ــك القاع ــة في تل ــة دقيق ــاك مغالط ،هن

ــذبها، وهي :وبمعرفتها نكشف وجه صدق القضية أو ك إن عبارة )بما هي في الذهن( تحتمل معنيين: القيدية

فهل )بما، وهذا هو منشأ الكثير من اللبس،والظرفية هي في الـــذهن( قيـــد أو ظـــرف؟ أي هـــل األلفـــاظ

؟ أو هي(1)موضـــوعة للمعـــاني في ظـــرف الـــذهنموضوعة للمعاني بقيد إنها موجودة في الذهن؟

ــذب،:فلو قلنا بالقيدية للزم من ذلك المجاز والك ـــ كمــا هــو الحــق ـــ بالظرفية والمرآتية :ولكن لو قلنا

وهو صادق.،ن االستعمال حقيقيإفــد ــ x لبسx القي ــام ــ ــأ من إيه ــ ــة تنش ــ إذا فالمغالط

.بالظرفــوع:وعليه فالبد من التدقيق لكشف مثل هــذا الن

وقــد ذكرنــاه هــذا هــو المثــال األول ،من المغالطة ولجهة تمهيدية أيضا كما سيتضح.،لثمرته العلمية

القض11ايا تاريخية مغالطةالث11اني: المث11ال التشريعية

لها وضــعت وقد الــذهن، ظــرف في الموجــودة المعــاني )?( أي1ــاظ ــارج وطريقيتها لمرآتيتها األلف ــوعية ال للخ في وجودها لموض

له. الموضوع جزء وكونه الذهن

356

الفهرســه ــا قال ــانييأحدم ــيين من علم ــفة الغرب الفالس

ـــالفكر من: )إن الله تعالى في قرآنه الكــريم وأيضــا قد كلم اإلنســان في التــاريخ(،ـ في التوراة واإلنجيل

،(1)ومن هنا فهــو يســتنتج تاريخيــة القضــايا التشــريعية ن كل األحكام من الصــوم والصــالة واإلرث وغيرهــاإو

م بها، وهو الموجود فقط في مرتبطة باإلنسان الـمكل ، وفي عصـرمكة أو المدينة في عصر النــبي األكــرم

التنزيل ال غير.

ال الت111اريخ( ظ111رف )في المغالطة كشف قيد

ــك ألن ــحة؛ وذل ــة واض ــه مغالط ــذا الكالم في وه نه محاط بالزمــان والتــاريخ والمكــانأاإلنسان ال شك

وليس هو بمجرد عنهــا، كمــا هــو،والظروف ونظائرهاــوع ــام هي من نـ ــة في المقـ ــح. ولكن المغالطـ واضـ

ــام اللبس؛ إذ ــد والظــرف وإيه ــهإمغالطــة القي ن اللــه المعين ولكن،تعالى قد كلم اإلنسان وهو في تاريخــة هذه التاريخية هي على نحو الظرف ال القيد، و قيدي

بــل الــدليل،التاريخية المدعاة من قبله ال دليــل عليها قائم على العدم في عامة تشريعات الشارع األقــدس

.(2)إال النادر منها إن األوامر والنــواهي واألحكــام الـتي ذلك: توضيحو

توجه )لإلنسان في التاريخ( على نحوين: فهي الــتي توجــه لــه بمــا هــو: منهااألول النحو أما

ــاريخ؛ إنسان ال بشرط من حيث الزمان والمكــان والت في أو قاطعا أو مانعا أو شطراإذ ليس التاريخ شرطا

أيضا. وغيرها )?( بل1 وسيرتهم العقالء تقنين خالف هي التشريع تاريخية نإ بل)?( 2

357

حرمة الكذب ــه،غالب األحكام، بل شبه المستغرق منهاومستثنياته وذلك كقول

قوىتعالى: xلت فهذه آية مباركة قد،(1)اعدxلوا هو أقرب ل أي أمرت اإلنسان،وجهت إلى اإلنسان بما هو إنسان

أي ال، ولكن ال بقيدية التاريخ،بالعدل المقرب للتقوىبقيد كونه في تاريخ معين.

ـــ وهو األقــل األنــدر ـمن األحكام الثاني النحو وأما الذي قد أخذ التاريخ الموجود فيه اإلنسـان كقيــد:فهو

ذxينلموضـوع الحكم، كمـا في قولـه تعـالى: ــا ال ه ــا أي يدقة موا بين يدي نجــواكم صــ سول فقد xذا ناجيتم الر (2)آمنوا إ

ــة،،فالقضية هنا تاريخية وهي التي نعبر عنها بالخارجيــك؛ قيد فيهاـ أي الزمان والظروف الخاصة ـوهو وذل

نظرا لوجود قرينة خاصة في المقام. نإ :والقاعـــدة في الخطـــاب والتشـــريع اإللهي

ومــا خــرج،التاريخ لم يؤخذ فيها كقيد، بل هــو ظــرف .(3)فاستثناء قليل جدا بل نادر

ــل: ــام لبس والمتحص إن منشــأ المغالطــة هــو إيه نــه اســتند إلى صــحةإالظــرف وكونــه هــو القيــد، أي

ن اإلنسان موجـودإ)اإلنسان في التاريخ( المقصود به هــذاألحكام إلثبات أن )في التاريخ( قيد ،في تاريخ ما

ــه أعم منهماإ مــع ، لهاظــرفاإلنســان أيضــا ال فال،ن . فتدبر،يصلح دليال على احدهما أبدا

إن كالمــه:بــل ويــرد على هــذا الفيلســوف أيضــاــد بزمانــه وظرفه فال،ونقده هو أيضا تاريخي فهو مقي

ن أصــلأ إضــافة إلى ،يسري إلى ما بعده من الــوقت.8المائدة: سورة (?)1.12المجادلة: سورة (?)2 الحقيقة ونســبية الهرمينوطيقا )نقد كتــاب في ذلك افصلن )?( قد3

ــة( وفي والمعرفة ــ ــاحث واللغ ــ ــاد مب ــ ــادئ والتقليد االجته ــ )مبوالتورية(. )المعاريض كتاب االستنباط( وفي

358

الفهرس القاعــدة الــتي ادعاهــا ال دليــل عليهــا إال على وجــه ال

فتدبر.،ربط له بالمقام بالمرة

واالنتس111ابية: النس111بية مغالطةالث111اني:مثاال الفتاوى اختالف المغالطة: النسبية أنواع من الثاني النوع

يجب التي الثانية المغالطة هي وهذه واالنتسابية، تبحث نأ .والكذب الصدق مبحث حيث من فقهيا

ــاوى:ومن أمثلتها ــه من اختالف فت مــا أشــرنا إلي (إن األربعة فرد بنظري)حدهم: أالمجتهدين، فلو قال

فقــد(،إن اجتمــاع النقيضــين ممكن بنظــري)أو قال: أنه يصح أيتوهم ــره فعال ن نصفه بالصادق إذا كان نظ

:هو ذلك، لكن المغالطــة في المقــام ناشــئة من قوله ن قوله هذا إما أن يكــون علىإ، ف(بنظري واعتقادي)

نحو الحكاية عن الخارج فهو كــذب، أو أن يكــون على نحو الحكاية عن نظره مع قطــع النظــر عن مطابقتــهــال في اختالف للخارج وعدمه فهو صدق؟ وكذلك الح فتــاوى المجتهــدين، كمــا مضــى من مثــال الرضــعات

رضــعة بنظــري,(15)حدهم: إنهــا أالمحرمة فلو قال بنظري، فهل كالهما صادق؟ أو(10) هي :وقال اآلخر

حدهما صادق واآلخر كاذب؟ أن أكالهما كاذب؟ أو

الرأي عن واإلخبار الواقع عن اإلخبار ن اإلخبـار يتصـورأ إذ قــد ســبق ؛ظـاهر والجـواب

ــارج ــار عن الخ ــون اإلخب ــارة يك ــوين: فت أي،على نح عن المعتقـد يكــون إخبــارا:الواقع الخـارجي، وأخـرى

ــ،والفكر ــه باالنتســابية، ف ــا عن ن كــانإ وهــو مــا عبرن مقصوده صرف الحكاية عما في ذهنه واعتقــاده فهــو صادق؛ إذ إن هذا هو رأيـه الــذي اعتمــده اســتنادا إلى

359

حرمة الكذب ومستثنياته .استنباطه، وكذا األمر في الفقيه اآلخر

وعليه: فكالهما صادق بهذا اللحاظ.ــد أن ــارج فالب ــة عن الخ ــدا الحكاي ــو قص ولكن ل

ــون ــدهمايك ــر كاذبا صــادقاأح ــانت، واآلخ ــذا إذا ك ه المسألة محصورة بين هذين القــولين كمــا هــو واضــح

ن يكونا كاذبين.أوإال أمكن 15 إن الفقيه إذا قال جملة كهذه: )أخرى: وبعبارة

ن مــا ذكــرهأن كــان مــراده إرضعة محرمة بنظري( ف هو الحكم الظاهري الذي هو في حقــه أو هــو المنجــز

ن هــذا صــدق وال مشــكلة فيــه إذا كــانإأو المعذر، فــ مســتجمعا لشــرائط االجتهــاد مســتفرغا وســعه غــير

أيـــمقصر في المقــدمات؛ ذلــك أن مؤديــات األدلــة أو هي، هي أحكــــام ظاهريةـــــالحجج والــــبراهين منجزات ومعذرات.

ــه في وكذلك الحال بالنسبة للفقيه اآلخر في قولالمسألة، فسيكون كل منهما صادقا في مقالته.

نــه حكم اللــهأوأمــا لــو كــان األخبــار منهمــا على فهــو صــدق،(1)ن نظره كاشف عن الواقعأ و،الواقعي

ــابق الواقع ــ ــذب،إن طـ ــ ــفع قوله، وإال فكـ ــ : وال يشـ )بنظره( لتحويله إلى صدق لو كان مخالفــا للواقــع إذا

ــذلك ــان ك (2)ك ــا ــا الســابق بين، ثبوت ــأتي تفريقن نعم ي مداره الواقع ـ الكذبـ أي فالمصدر ،المصدر والفعل

من حيث المطابقــة وعدمــه وهــو ال بشــرط من حيث نـه إنأ ف، أي سواء علم أم جهل،علم الشخص وجهله

ـــكـــكذبـ وأمــا الفعــل ،كان غير مطابق فهو كــذب ،نه حيث تضمن القصدإ ف ـكـكاذب ـ واسم الفاعل

أو والمعذرية المنجزية ال الكاشــفية بمعــنى أخــذت الحجة أي(?)1ذلك. شبه أو االتباع لزوم

أي(?)2 للواقع. مخالفا

360

الفهرســذxب في قولــه، وهــوإ :فال يقال ألي من الفقيهين نه ك

فمن،أيضــا مــا فصــلناه من كــذب الحكايــة والحــاكي ن إحــدى الحكــايتين صــادقة واألخــرىإحيث الحكاية ف

ولكن من حيث الحاكي فليس أي منهما كاذبا.،كاذبةــف المتكلم بإ :والحاصل ــرق بين وصـ ــه يفـ ــهأنـ نـ

نــه كــذب، اللهم إالأ وبين وصف الكالم نفســه ب،كاذبــةيجــردن أ )كــاذب( عن ظــاهره في القصــدية بقرين

كمــا لعلــه الحــادث كثــيرا مــا عنــدما،حاليــة أو مقالية رغم،يوصــف من لم يطــابق كالمــه الواقــع بالكــاذب

أو،نه جاهــل بالالمطابقــة أو قــاطع بالمطابقةأعلمنا ب نه يقولأ إذ المقصود حينئذ ،رغم جهلنا بعلمه أو جهله

نه كاذب قاصدا.أكالما كاذبا وليس

اإلطالق مغالطتاوالراب1111111ع: الث1111111الثواإلجمال والبيان ،واإلهمال

ــا اصــطلحنا الثالث النوع من أنواع المغالطة هو: م عليه بـ)مغالطة إيهام اإلطالق في مقابل اإلهمال(، أو إن شئت فقل: مغالطة اإلطالق واإلهمــال، فلــو أوهم أحــدهم كــون المهمــل مطلقــا، أي القضــية المهملــة

كـــان ذلـــك نوعـــا من الكـــذب والمغالطـــة،،مطلقةوالناس في غفلة منه عادة.

هــو مــا اصــطلحنا عليــه بـــ)مغالطــةالرابــع: النــوع ولكن أوهم،البيان واإلجمال(، فلو كان الشيء مجمال

نه مبين أو بالعكس، فهو كذب، وذلــك كثــيرأالشخص دارج في العلوم وفي المجتمع كذلك.

غ11ير ذاته حد في الش11يءكان11ط: مغالطةلنا يبدو كما الشيء

361

حرمة الكذب ومستثنياته من أمثلة المغالطة الدارجة دقيقاوهنا نذكر مثاال

ــفة ــة حيث أســـس بعض فالسـ ــفة الغربيـ في الفلسـ قاعدة فلسفية لكنها ال تعدو في جوهرهــا إال(1)الغرب

مغالطة كبيرة وهي: )الشيء في حد ذاته غير الشيء كما يبدو لنا(، وهذه القضية تندرج في دائرة المغالطة وهي تستبطن كذبتين في وقت واحد، وسندرس هـذه

،(2)القضية على ضــوء إحــدى محتمالت المقصــود منها ولعلــه هــوـــأحد محتمالت المقصود بهــذا الكالم نإف

إن الشــيء الــواقعي في مرحلــة: هوـــالظــاهر منــه االثبات يختلف عما هــو عليــه في مرحلــة الثبــوت، فالــدا؛ إذ لعــالم الثبــوت تحصل المطابقة بين العالمين أبــا، ــل يغايره ــات ب ــالم اإلثب ــها ع ــيات ال يعكس خصوص

نه ســيتغير عمــاإوالشيء إذا وصل إلى عالم الذهن ف هـو عليـه في حـد ذاتـه إمـا بنحـو الضـد أو النقيض أو

نه توجد في الذهنأمجرد التخالف؛ وذلك استنادا إلى ــيات نفســانية ــة وفي النفس خصوص ــات معرفي خلفي تصبغ الحقائق الواردة إليه بصبغة أخــرى غــير مــا هي

ننا نرىأ :عليه في الواقع، ومن األمثلة الواضحة لذلك كــبرأنهــا أالشمس بحجم معين عبر حاسة البصر مــع

ــير من ذلك ــان،بكث ــوازيين يلتقي أو نــرى الخطين المتنه ليس كذلك.أفي النهاية مع

: مغالطت11ان(3)كانط مغالطة عن الج11واب كالمه في

كانط. عمانويل وهو(?)1 ذكرناها ثالث معان أحد على ههنا اقتصرنا إذ(?)2 كتاب في جميعا

فراجعه. الهرمنيوطيقا نقدومن( و)الفنومن(.نبـ)ال المسماة وهي(?)3

362

الفهرسوالجواب: هناك مغالطتان في هذا الكالم:

مغالطة المغالطة اإلطالق األولى: واإلهمال

ــدو)أ :إن ما ذكر من ن الشيء في ذاته غير ما يبــا( ليس على إطالقــه، ــه وإن صــح في الجملةإف لن ن

وفي جميــع لكنــه ال يصــح بالجملةوفي بعض القضايا، فال يصح عرض القضية كقاعدة عامة وقضـيةالقضايا،

منه؛ ألن الشــيء في ذاتــه قــد مطلقة، وهذا إيهام أو يكون كما يبدو لنا، وذلك كمن هو شــجاع واقعــا

ن الشــيء في ذاتـهإ فــ،عتقدنا بذلكا ف،كريم أو عادل طــابق اإلثبــات الثبـوت واالعتقــاد هو كما بدا لنا، فقد

أو جبانـا أو لئيمـا الواقــع، نعم لـو كــان فاســقا واقعــا واعتقدنا بعدالته أو شــجاعته أو شــرافته فقــد اختلــف

وكــان الشــيء كمــا بــدا لنــا،الثبــوت اإلثبات عن وأ وكذا الحال في األمواج الصوتية ،غيره في حد ذاته

فلو اعتقدنا،الكهرومغناطيسية فإنها من أنواع الطاقة ، والحكايــة صــادقة،نــه معتقــد صــحيحإف بذلك

و)الشيء كما يبدو لنــا( كــان )كمــا هــو عليــه في حــدــد، ذاته( وكذلك الحال في المحسوسات كلها والتي ق

وقــد ال،يتطابق فيها عــالم اإلثبــات مــع عــالم الثبــوتيتطابق.

،نه قد يتطــابق عــالم اإلثبــات والثبــوتإ والحاصل: .وقد يفترقان فال إطالق للقضية أبدا

المغالطــة بلبس مــا:إذا: فمنشأ الكذب األول هو فالكــذب،نه مطلقأهو مهمل وطرحه وتسويقه على

.هو في تعميم القضية وإطالقها

الم1111111بين الثاني1111111ة: مغالطة المغالطة

363

حرمة الكذب ومستثنياته

والمجملــان واإلجمــال ، أو المــبين والمجمل،مغالطــة البي

نــه مــبين، أوأ ما يساق ما هــو مجمــل على نه كثيراإف .العكس

وتطبيق ذلك على قاعدة )الشي في حد ذاته غير ن هنــاك إجمــاال في مصــطلحإ :الشيء كما يبــدو لنــا(

)حد ذاته(، وهنا منشــأ المغالطــة، فهــل المقصــود من ذاتــه مجمــوع الجــوهر والعــرض، أو إن المقصــود هــو

الجوهر فقط؟ وبتعبير آخر: هل المقصــود الــذات والصــفات؟ أو

الذات دون الصفات؟ فكالمه ليس بصــحيح؛ إذ لــو؛وعلى كال التقديرين

في مجموع ذاته وصــفاته الشيءنأن المراد أأجاب ب نه فيهــا جميعــا ليس كمــا يبــدوإليس كما يبدو لنا، أي

.لنا كما في، إن ذلك ينقض بالكثير من الصفاتففيه:

؛ وهــذه صــفة لــه فهي كــذلككون طول الشيء مــترا ن الشيء في صفته ههنا هو كمـا يبــدو لنــا، وكـذلكإف

ــا، نه ثبوتا كذلكإ ومائعا فكون الماء سياال وقد ظهر لن بما يوافق ثبوته.إثباتا

ــ في ذاته : الشيءن المراد هو إ: بـن أجابإو الـ ليس كما يبدو لنا، فنقول: إن هــذا الكالمـفي صفاته

فإننا نعلم أن األمواج؛فيه مغالطة أيضا وليس بصحيح الصوتية طاقــة وليســت بمــادة، وهــذه ذاتهــا وليســت

وكذلك نعلم، أي هي في ذاتها طاقة ال مادة،صفة لها وهذا ما يطابق الواقع فقد تطــابق،أن اإلنسان جوهر إذــ مع مـا بـدا لنــا ـنه جوهر أ وهو ـالشيء في ذاته

364

الفهرس. (1) وهكذاـنه جوهر وعلمنا به أبدا لنا

مغالطــة اإلجمــال:إذا فالمنشأ الثاني للكــذب هوالمجمل مبين. ن أ وإيهام ،والبيان

والتق11بيح التحس11ين في االنظ11ار اختالف الشيخ عند

بعد وضوح ما ذكر حول مسألة نســبية الكــذب أوــذب،وأنهاانتسابيته، والمغالطة بأنواعها من أنواع الك

الســابقة ن نتدبر في عبارة الشــيخ األنصــاريأال بد ، عليهامرة أخرى ألجــل تطــبيق هــذه المبــاحث عمليا

وإضافة أمور أخرى وبيــان وجــه المناقشــة في كالمــهوضرورة التقييد ببعض القيود.

: (2)في مكاسبه قال الشيخ وربما تــدخل المبالغــة في الكــذب إذا كــانت في)

قــبيح المنظــر وشــبهغير محلها كمــا لــو مــدح إنســانا وجهه بــالقمر، إال إذا بــني على كونــه كــذلك في نظــر

ن األنظــار تختلـف في التحسـين والتقـبيحإالمـادح؛ فــ. انتهى( في المطعوماتلذوائقكا

، واآلخــر رآه جميالفــإذا رأى شــخص فــردا وعليه:؛خباره بجماله وقبحهإ فكالهما صادق في ،قبيحا نظرا

ــوان ــر في األل ــذلك األم ــا، وك ــار بينهم الختالف األنظ ن األذواق تختلــفإواأللبســة والــديكورات وغيرهــا؛ فــ

. وإيجابافيها سلبا ن النســبية فيإ فقد يفهم من كالم الشــيخ:نإذ

الكـــذب جاريــة في األمـــور الجماليـــة والذوقيـــة من أي مــاـــمطعومات ومذوقات وملموســات ومرئيــات

الحقيقة ونســبية الهرمينوطيقا )نقد كتــاب للتفصــيل راجع( ي?)1.والمعرفة(

.17 ص2المكاسب: ج كتاب(?)2

365

حرمة الكذب ومستثنياته ــا ــيتعلق بالحواس الخمس بعمومه اللهم إال، وغيرهاـ

نه بنى على ما عبر عنه بـ)إال إذاأنه ال يعلم إ :ن يقالأ. فتأمل،بني...(

بوجوه الشيخ كالم مناقشة ـــ قد يناقش فيه بوجــوه ثالثة ولكن كالم الشيخ

ندرج فيهــا ضــمنا لكالمــه وبعض القيــود الــتيإيضــاحاــا أيجب ــه على م ــا إطالق كالم ــد به ــر ن يقي منيظه

: ـاإلشكال ب111)في المقيد اإلخب11ار في:األول الوجه

كذب أحدهما خبارانإنظره( ـ ال بــد من الوقــوف عنــد ماهيــة خــبر األم ـــمثال

نــهأنــه كــالقمر أو أن طفلهــا جميــل وأب) :عندما تقولــاك فيإف(، القمر بنظرها ن التدقيق يقودنا إلى أن هن

خبر األم هذا إخبارين ال خبرا واحدا، أما اإلخبــار األول : إخبار عن الرأي والنظر، وأما اإلخبار الثاني فهو:فهو

إن ولدها جميل) :إخبار عن الواقع، فاألم عندما تقولــ(بنظرها ــار عمــا فيإ ف ن مرادهــا ليس صــرف اإلخب

ــع ــر عن الواق ــع النظ ــط وبقط ــا فق ــا واعتقاده ذهنه نإ و،ن ولــدها جميــل بنظرهاإ :الخــارجي، بــل مرادها

ــنه كــذلك إهذا القول منها مرآة للخارج والواقع، أي ـ في الواقع. ـأي جميل ن كــانت العبــارة واحــدة، فقولهــاإخبــاران وإ فهنا

ــة ــو المرآتي ــو بنح ــا ه ــتبطن أن نظره ــري( يس )بنظ والطريقية إلى الخارج أيضا، وهنا يصح وصفه بالكذب

ــ ــاييسأإن لم يكن كــذلك ب ن كــان قبيحــا حســب مقالجمال والقبح على حسب معنى الجمال والقبح.

ــا تظهــر اإلجابــة عمن يقــول إن الــدور) :ومن هن

366

الفهرس فنردي(.ن هذا هو رأيإ ويليس بمحال في نظر

هــذا متضــمن لخــبرين في جــوهره:هن قولــأ بــ:عليهي وقــد ه ونظرهنه يعبر عن اعتقادأاألول كــون صــادقا

هو ذلك بالفعل، لكن هذا الخبر هــوهفيه، أي إن نظره ونظرهطريق إلى الخبر الثاني وهو كون رأي عاكســا

ــرآةهن نظرأدعي ي هنإللخارج وكاشفا عنه، أي هو م. (1) وهذا هو الكذب،للخارج

االس1111تقاللية لبس من المغالطة إيه1111امبالمرآتية

فاإليهـــام والمغالطـــة نشـــأت من إيهـــام لبس و إيهـــام لبس الحكايـــة عنأ ،ةباالســـتقالليالمرآتيـــة

وهذا هو موطن اإلشــكال،الخارج بالحكاية عن الذهنوالكذب.

من مـا يـرد على كالم الشـيخ:ومن ذلـك يظهر إذ حــتى لــو بــني على؛ن استثناءه ليس على إطالقهأ

ن مدحــه يتضــمنأكونــه كــذلك في نظــر المــادح، إال فهــذا يصــح، عن نظــره الشخصيرإخبا ال؛خبــارينإ

، عن أن هـذا الـرأي مطــابق للواقعرابإخاستثناؤه، وال نــه كــذب، وألجــل ذلــك ومنإوهذا ال يصح اســتثناؤه ف

عبرنـــا عن اختصـــاص الوصـــفة اإلخبـــار األولجهـــ ال النســبية(االنتســابيةـ: )نه بنظر المادح بأبالصدق ب

وغيرها، فلو نسب الخبر بأنه جميل لألول فهــو صــدق نـهأ ولـو نسـب الخــبر ب،من حيث المطابقــة لمعتقـده

نــه صــدق في إخبــارهأقبيح لآلخر فصدق أيضا بمعنى الفـرق من سـابقا ذكر ما ضـوء على إشكال يأتي لعله ولكن)?(ـ 1

.المقرر ـ والحاكي الحكاية كذب بينــاكي وصدق الجواب: كذبو اآلن عنه هو عبر كما عبرنا ما هو الح

ولم المصــدر بـــ)الكــذب( أي عبرنا فقد أي نظــري( وعلى بـ)فيالقصد. على كذxب( لتوقفه نهأ) بالفعل نعبر

367

حرمة الكذب ومستثنياته عن معتقد اآلخر.

دفع الكثير من المغالطات الــتي:ومن ذلك يظهر محتجين بكــون مــا؛يتمسك بها أهل الباطــل والكــذب ومتسـلحين بـذلك،يذكرونه هو ما وصل إليــه نظـرهم

كي ال يشكل عليهم بما يرد على حاق القضية بما هيهي.

وجه دفع ما ذكره النسـبيون في بعض: كما يظهر وذلك؛(1)مدارسهم حول صوابية كل اآلراء المتعاكسة

ــذهنأ نه لو أريد من صوابيتها هو اإلخبار عن ما في ال لكان األمر هينا،فقط ــدا ــذا، ولم يكن مهما أب ولكن ه

،ليس ساحة النقاش والمعــترك الفكــري بين العلمــاءــو مــرآة ــل ه ــذهن ه ــا في ال ــا الخالف في أن م وإنم

ــارج ــاك عن الخ ــة وأ أو ،وح ــوهم الحاكوي ــه مت ــهأن نمخطئ في ذلك؟

كالمه تقييد من الث111111111اني: البد الوجه القرينة بإقامة

ــو ســلمنا )االنتســابية( ــا حــتى ل ن المتكلمأ و،إننــه حيث كــانأيحكي عما يرتكز في نفسه ويعتقده، و ن

ننــا نقــول: إن كونهــاأاألمر كذلك فحكايته صــادقة، إال بــذكر القرينــة؛ إذ إن ظــاهر اإلخبــارصادقة مشــروط

أنها حاكية عن الخارج، فلــو قطــع النظــر:واألخبار هو خبار باإلخبار عمــا في الــذهن فالبــد منإعنه وحصر ال

(2) ليكــون الكالم صــدقا، وإال،إقامة القرينــة على ذلك

ــ المــدارس إحــدى هي المدرسة وهــذه)?(ــ 1 تــدعي الــتي15 الـــببية ــذه , وفي المعرفة نسـ ــويب نجد المدرسة هـ , للواقع التصـ

الجدد المصوبة وكأنهمقرينة. بال الظاهر خالف أراد لو )?( أي2

368

الفهرسفكذب.

أن الظهور اللفظي األولي منعقد للخبر:والحاصلــة ــيره دون قرين ــإرادة غ ــارج، ف ــه عن الخ في حكايت

كذب. على مع11ان والقبح الثالث: للحسن الوجه

مطلق الكذب بعضهاــراد من التحســين ــنى الم ــد المع ــد من تحدي والب

ــ ــبيح؛ ف ــذين اللفظين إوالتق ــن ه ــا ســبق ـ وكم ، ومن ذلــك(2) يطلقان على عدد من المعــانيـ (1)أيضا

ــير للمغالطة وهــو المســمى بمغالطــة،ينفتح بــاب كبــتراك اللفظي ــاالش ــالمعنى األعم ـ ــولـ، ب : كمن يق

إب) وقــد رأى عينــا جاريــة يريــد أن يــوهم(نه رأى عينــاــه قــد رأى جاسوساأاآلخــر وهــذا يعــد من أقســام،ن

المغالطة الكثيرة االبتالء في العلوم. نه في كافة البحـوث العلميـة البـد منإومن هنا ف

كي يتــبين،تحديد المصطلح بحــدوده وقيــوده وأبعــاده وكي يـــرد النفي واإلثبـــات على،المـــراد الـــواقعي

ن أكــثر المغالطــات أو اللبس ينشــأإ فــ،موضوع واحدمن إيهام المفهوم والمصطلح وتغاير األفهام فيه.

و والقبح الحسن مع11نى في االحتم11االتفيها النسبية جريان عن البحث

وعليه: ولكي يتضح أن النسبية المــدعاة في كالم بالنسبة إلى التقــبيح والتحســين، صــحيحة أمالشيخ

ــذكورة ــاني الم ــاالت والمع ــرد االحتم ــد من س ال، الب.75 صفحة راجع (?)1 المعنــوي أو اللفظي االشــتراك بنحو هو هل اإلطالق كون )?( أما2

اآلن. بحثه يهم ال فهذا غيرها أو والمجاز، الحقيقة أو

369

حرمة الكذب للحســن والقبح، والبحث عن جريــان النســبية في أيومستثنياته

منها. وقد ذكرنا فيما سبق عشــرة معــاني لهمــا، لكننــا

االحتمـاالت فيبعض تلـك إلى نشــير هنــا إجمـاالهنــا ، مــع مالحظــة ان النســبية هــل تجــريالحسن والقبح

فيها أم ال:

والنقص األول: الكمال المعنىــذا، كالعلم والجهلوالنقص، وهو الكمال وعلى ه

،ن الشخص لو قال: هذا حســن وذاك قــبيحإالمعنى ف نه كامل أو ناقص، فهــذا األمــر ثبــوتي الأوكان قصده

ــار ــاختالف األنظـ ــف بـ ــبية ،يختلـ ــال للنسـ وأ وال مجـ وال تشفع كلمة )بنظري( لتصحيحه.،االنتسابية فيه للطبع والمنافرة الثاني: المالءمة المعنى

الجسد وأ الروح أو للعقل أو أوـــو الجسد أ أو العقل أو الروح ـمالءمة الطبع

منافرته له. في المالءمــة للطبــع ويجــري مــا ذكــره الشــيخ

بعض النــاسطبــاع ن إ فــ،ن الطبــاع تختلفإ فــ؛فقط تالئم بعض األمور بل حتى مثل أذيــة الغــير أو النفس،

ــد تالئم ــه بخالف بعضــهم اآلخــر، وقولهق هــذا) :طبع يالئم طبعي وذوقي.: أي(حسن

ــن والقبح :ومعه ــد بالحسـ ــو قصـ ــة:فلـ المالءمـ إال، فهنا يكون مدار قضية االنتسابية،والمنافرة للطبع

الـ، بشخصه وطبعه ـن ذلك بلحاظ وضع كل إنسان أ :كل الناس حتى يكون مرآة للناس بما هم هم، وعليه

.فال بد من إقامة القرينة وإال كان كذبا

370

الفهرس وأما لو قصد المالءمة للعقل أو الروح فال نســبية

ــابية هنا ــل؛وال انتس ــروح أو العق ــا يالئم ال ــدة م لوح بل األمر حــتى في،المجرد عن شوب األهواء وغيرها

إذ قــد يــراد بــالطبع طبعــه؛مالئمــة الطبــع كــذلك. وقد يراد به طبع البشر بما هم بشر،الشخصي

وعليه: فالمــدار على القرينــة العامــة أو الخاصــةالحالية أو المقالية في كل الصور األربعة.

او العقالء مدح يستحق الثالث: ما المعنى ذمهم

، وإال فقــبيح،إن ما يســتحق مــدح العقالء فحسنــدحهم أو ذمهم ــ ــتدعي م ــ ــان بحيث يس ــ ــا ك ــ ،أي م

.فالمقياس هو االقتضاء الذاتي فال اختالف للحســـــن والقبح بـــــاختالف:وعليه

.في المقام األنظار فال انتسابية ينبغي لما الشيء الرابع: مطابقة المعنى

وعدمها عليه يكون أن مطابقــة الشــيء لمــا ينبغي أن يكــون عليــه فلــوــان ــان عين ــبيح، فمثال: لإلنس ــن وإال فق ــه فحس طابق فيوصف بالقبيح إذا كانت له عين واحــدة أو كــانت لــه عين ثالثة أيضا، وهذا المعنى أيضا ال مجال للنسبية أو

ن مطابقة الشيء لما يجب أن يكونأاالنتسابية فيه؛ ل وتمــام،(1)عليه أمر واقعي ثبوتي ال دخــل لألنظــار فيه

يفتح البحث وهذا)?ـ( 1 بابا الكالمية الشبهات من الكثير لرد واسعاــائل مختلف في ــال هو كما المس ــألة في الح ــاواة مس بين المس

يســـــأل نأ يجب إذ الشـــــبهات، من وغيرها والمـــــرأة الرجل في والمــرأة الرجل بين المســاواة )عــدم قــول عند المستشــكل

371

حرمة الكذب ومستثنياته نأن يكون لــه مــا ينبغي أمالكه في المرحلة السابقة

ن يكونأ أي تكون له خصوصية ينبغي بها ،يكون عليههكذا أو ال يكون هكذا.

بحيث الش11يء الخ11امس: ك11ون المع11نىوعدمه األثر عليه يترتب

ن كون الشيء بحيث يــترتب عليــه األثــر، فالحســ يجابي، والقبيح عكسه، وهذاإهو ما ترتب عليه األثر ال

ـ. (1)ن كان جديداإ وـالمعنى معنى عرفي من أراد أن يبــني مدرســة أو مســجدا:وذلك مثل

فوجـــد الخريطـــة ال تتالءم وحاجـــات المدرســـة أوــبيح، فئنه يقول: هو مخطط سيإ ف،المسجد ــهإ أو ق ن

، والئليس المـراد أن بنــاء المدرســة أو المسـجد سي إذ قــد يكـون حسن؛ان المخطط في حـد ذاتـه سـيء ا

انــه ســيئ أو قــبيحجدا ولكن لغرض آخر، بــل المــرادــداف ــار واألهـ ــط لآلثـ ــة المخطـ ــدم تلبيـ من حيث عـ

المرجوة من بناء المسجد أو المدرسة. مجموعــة من األشــخاص وضــعوا مخططاومثــل:

نهم قــدأبــفيقــال لهم: لمشــروع لهم مثال،مدروسا وضعوا خطة جيدة وحسنة، وليس المراد من الحســن

بل المــراد، في حد ذاتها عمل جيدمشروعهم أن :هنا هــو أن الخطــة متكاملــة ومتقنــة بحيث يــترتب عليهــا

االثر. مــع كونــه،نه غــبيألو وصف ابنه مثال بما ومثل:

أي آثــار ونتــائج، األغبيــاءعملنــه يعمــل أ قاصدا ،ذكيا.أعمالهم تترتب على قراراته

ــبيح( أمر اإلرث ــرادك هو ما نهإ ،ق ــبيح(؟ م ــ)الق من واحد وأي بـوتقصد؟ تريد الستة المعاني

والبطالن. الصحة معاني بحث من استعرناه وقد(?)1

372

الفهرســر من عدمــه ليس ــرتيب األث وهــذا المعــنى من ت

ــر فيأبنســبي ــرتب األث ــو ت ــدار ه و انتســابي؛ إذ الم غـراض المحــددة،أالخارج على الشــيء بمـا لــه من ال

وقـــبيح، وال مـــدخلئ وإال فسي،فلـــو حصـــل فحسنلألنظار فيه.

ــوإ ف،وكذلك الحال في مطلق الجماليات ن األم ل ـ أو رغبتها ـ فقد يكون مرادها ، إن ابنتها جميلة:قالت

ــا،يجابي على ذلك خارجاإهو ترتيب األثر ال وهــو كونه بكونهـا جميلــة أنهـا، فتقصد الـزواجإليهـا فيمرغوبـا

ــاب وتــرتيب هــذا األثــر ليس،ممن يــرغب إليهــا الخط إذ لو كان األمر في؛ بالنظر، بل هو أمر واقعيمنوطا

ــا صــدق ــرت فكالمه ــا ذك ــارج كم ــوهمتإ و(1)الخ ن تن توهمت العكس أيضا.إعكسه، وإال فكالمها كذب و

ــة بعض األمثلةهذا وخــروج، وال يخفى عدم عرفيــن والقبح ونظائرها ــف بالحس ــها من الوص ــل،بعض ب

رادة أصل هــذا المعــنى )الخــامس( منإوعدم عرفية ــن والقبح ــ ــك،الحس ــ ــة بعض تل ــ ــدم عرفي ــ ولكن ع

أو عــدم ـ،نهــا غــير عرفيةأ لــو ســلمنا ـــاالستعماالت كعــدم عرفيــة هــذا،عرفية أصــل هــذا المعــنى ال يضر

المعنى الذي فسرت به الصحة والبطالن.أإنما المقصود ــدا نه لو عبر بالحسن والقــبيح مري

هذا المعنى فما حكمه شرعا من حيث كونه صــدقا أو ؟كذبا

العقالء عليه تب11انى الس11ادس: ما المع11نى كذب وأ حسن من

ــو في ما تبانى عليه العقالء من حسن أو قبح، وه رتبــة الحقــة على مــا يســتحق فاعلــه أو المتصــف بــه

ذلك. مرادها نأ على القرينة إقامتها والمقصود: مع(?)1

373

حرمة الكذب ومستثنياته وهــذا المعــنى الســادس،(2)المدح أو الذم من العقالء

أمر مرتهن بنظــر عامــة العقالء وليس مناطــه النظــر أ كما ،أيضا ن المعنى الثــالث كــان أمــرا ثبوتيــا مرتهنــا

باالقتضاء الذاتي وليس مناطه النظر أبدا. إن النســبية واالنتســابية محصــورةالقــول: وخالصة

:فقـــط في معــنى واحــد من المعــاني الســتة وهيالمالءمة والمنافرة للطبع أو الذوق.

السابق. الثالث المعنى )?( وهو2

374

الفهرس

الخاتمة للمبالغة األساس11111ية الص11111ور م11111وجز

والصدق الكذب حيث من والمغالطة وفي الخاتمة نشير إلى أهم صور مبحث المبالغة

أو صدقا:والمغالطة من حيث كونها كذبا أن يقيم المتكلم قرينــة مقاليــة أواألولى: الصــورة

بـأن قصـده: كـأن يقـول،حالية خاصة على ما قصـدهــذواإلهمال ال اإلطالق أو اإلجمال ال البيان، كالمه حينئ

xغ فلــو،صدق وليس بكــذب، وكــذلك الحـال في المبـال ، انعقــد الظهــور الثــانوي،أقام القرينة على ما قصــده

نه مطابق للواقع فهو صدق. إوحيث يقيم الشخص قرينة خاصة علىأالالثانية: الصورة

ــور،كالمه ــد الظه ــة تفي ــة عام ــاك قرين ــانت هن ــل ك ب نــهإ ف؛، وهنا األمر كذلكهرادأالعرفي على ما قصده و

،لو كان الكالم بظاهره العرفي مطابقا للواقع فصدقوإال فكذب. ــة: الصورة ا يقيم الشخص قرينــة خاصــة أوال الثالث

نإعامة، والمعيـار هنـا هــو الظهـور األصـلي للفـظ فــطابق الواقع فصدق وإال فكذب.

ومهم وذووالبحث في باب المغالطة واســع جــدا ولعله يحتاج إلى مجلد كامل فيأثر في كافة العلوم،

الحديث عن أنواع المغالطة وكونهــا كــذبا من الناحيــة الفقهية، ولكن لعل في هذا المقدار الكفاية في إلقــاء

الضوء على أسس البحث.

وآخر دعوانا ان الحمـد للــه رب العــالمين وصـلى

375

حرمة الكذب ومستثنياته الله على محمد وآله الطاهرين

376

377 الفهرس

حرمة الكذب ومستثنياته

بسم الله الرحمن الرحيمxــده ل على ج ــ ــرxك وص xي أم ــك وول x ت ل على حج هم صــ اللxد ي ــ ــهx الس xي xي أب ل على عل ــ ــرx وص دx األكب ي ــ xك الس ول ــ محمد رسxــر xهx مxن نه xيائ اقxي أول رx وســ واءx فxي المحشــ القسورx وحامxــلx اللــد ـهx فق xـ ذxي من آمن ب رx ال ــ xرx البش ائ ــ ــيرx على س xواألم xـوثر ـ الك

(1)ظفر xهx فقد ــهx(2) ومن لم يؤمxن ب ه علي ى الل ل خطر وكفــر صــمس ــررx مــا طلعت شــ ــامxينx الغ xهxما المي وعلى أخxيهx وعلى نجلxــراء ه ــرى فاطxمــة الز xهx الصديقةx الكب وما أضاء قمر وعلى جدتxــررة xهx الب طفيت مxن آبائ طفى وعلى منx اصــ xنتx محمد المصــ بيت على ل ــا صــ وعليهx أفضل وأكمل وأتم وأدوم وأكبر وأوفر م

xك مxن خلقxك. يرت xك وخx أحد مxن أصفxيائxمددxها وال نفاد xهاية ل xعددxها وال ن وصل عليهx صالة ال غاية ل

هم وأقxم مــدxها الل x(3)ألxــه x ــهx الباطxــل وأدxل ب x ــهx الحــق وأدحxض ب x بxهx أعداءك. xل ب xياءك وأذل أول

xهxلف xلى مرافقـةx ســ ـؤدي إ لة ت ـه وصـ هم بيننا وبين وصxلx اللن xهxم ويمك xحجــزت ا على(4)واجعلنا مxمن يأخــذ ب ن xم و أعxه فxي ظxل

.xهx xنابx عن معصxيت جت xواال xهx xهادx فxي طاعت جت xواال xليهx تأدxيةx حقوقxهx إــاءه ــه ودع ــه ورحمت ــا رأفت اه و هب لن xرxضــ ــا ب وامنن علينــدك و اجعــل ن xــك و فــوزا عx عة مxن رحمت xــهx ســ وخيره ما ننال ب تجابا xــهx مســ ــا ب ــورة و دعائن xــهx مغف ــا ب xهx مقبولة و ذنوبن صالتنا بxــهx ــا ب xجن ة وحوائ xــهx مكفxي ــا ب xهx مبسوطة وهمومن واجعل أرزاقنا بــر ــك وانظ xلي ــا إ بن ــل تقر x واقب xوجهxك الكرxيم xلينا ب xل إ ة وأقب مقضxيرxفها ــدك ثم ال تصــ ن xها الكرامــة عx xلينا نظxرة رحxيمة نستكمxل ب إxــهx ــهx و آل ه علي ى الل ل قxنا مxن حــوضx جــدهx صــ xجــودxك واســ ا ب عنــا أرحم ــده ي xغا ال ظمــأ بع ائ xيئــا ســ ــا هن ــا روxي ــدxهx ري xي هx وب xكأســx ب

( )شكر(.?)1فقد(. أبا من ( )و?)23(?.) ( )أعxز.( )ويمكث(?)4

378

الفهرساحxمxين. الر

379

حرمة الكذب ومستثنياته

المصادر فهرس

القرآن الكريم* ــ ــير* ــام أم ــار من كالم اإلم ــة، المخت نهج البالغ

، لجامعــه الشــريف الرضــي محمــد بنالمؤمــنين .الحسين بن موسى

الكافي الشريف/ للشيخ محمد بن يعقــوب بن*ــ ، الناشر دار الكتب اإلسالمية الطبعةاسحاق الكليني

. 1407الرابعة:

ــ 1 ــه. ــد بن علي بن بابوي ــيخ محم ــالي/ للش األم 1416، الناشر: كتابجي، الطبعة السادسة: الصدوق

.هـ ، االختصاص/ للشيخ محمد بن محمد المفيدـ. 2

الناشر: المؤتمر العالمي أللفية الشيخ المفيد، الطبعةهـ1413األولى:

األطهار ـ. 3 أئمة أخبار لدرر الجامعة األنوار /بحارالمجلسي باقر محمد : للشيخ مؤسسة الناشر ،

: األولى الطبعة م2008األعلمي، التبيان في تفسير القرآن/ للشــيخ أبي جعفــر.ــ 4

ــن ــد بن الحسـ ــر: دار الطوسي محمـ ، الناشـاحياء التراث العربي، الطبعة األولى.

عليه تحف العقول عن .5 الله صلى الرسول آلالحراني/ آو شعبة بن علي بن حسن للشيخ ، له

380

الفهرس : الثانية: الطبعة المدرسين، جامعة .هـ 1404الناشر

،تفسير السيد شــبر/ للســيد عبــد اللــه شــبر.ــ 6 1410الناشر: مؤسسة دار الهجــرة، الطبعــة الثانيــة:

.هـ تفسير نور الثقلين/للشيخ عبد علي بن جمعةـ. 7

، الناشــر: اســماعيليان، الحــويزي العروســي هـ1415الطبعة الرابعة:

تفسير القمي/ للشيخ علي بن إبراهيم القميـ. 8 :هـ1404، الناشر: دار الكتاب، الطبعة الثالثة

ــ 9 ــره.ـ ــرح من ال يحضـ ــة المتقين في شـ روضـ ،الناشــر: المجلسي الفقيــه/للشــيخ محمــد تقي

هـ1406مؤسسة فرهنكي كوشانبور، الطبعة الثانية: عيــون اخبــار الرضــا عليــه الســالم/ للشــيخ.ــ 10

. بابويه الصدوق محمد بن علي بن / منسوبالفقه المنسوب الى االمام الرضا ـ. 11

، الناشــر: مؤسســةالرضا علي بن موسى مام إلى الإ هـ.1406، الطبعة األولى: ال البيت

غرر الحكم ودرر الكلم/ للشيخ عبــد الواحــد.ــ 12 ، الناشـــر: دار الكتـــاب بن محمـــد التميمي االمـــدي

. هـ1410اإلسالمي، الطبعة الثانية: مجمع البيان في تفسير القرآن/ للشيخ أبيـ. 13

ــي الطوسي ــ ــن الطبرس ــ ــل بن الحس ــ ، علي الفضــة ــران، الطبعـ ــران طهـ ــرو ايـ ــر خسـ ــر: ناصـ الناشـ

. هـ1413الثالثة: ــ 14 ــائل/. ــتنبط المس ــائل ومس ــتدرك الوس مس

، الناشــر:للشيخ محمد حسين بن محمد تقي النوريــة األولى: ــالم، الطبع ــبيت عليهم الس ــة ال ال مؤسس

. هـ 1408

381

حرمة الكذب ومستثنياته مشكاة االنوار في غرر االخبار/ الشيخ عليـ. 15

، الناشـــر: المكتبـــة الطبرسي بن حســـن . هـ1385الحيدرية ، الطبعة الثانية:

16 . / بن علي بن محمد للشيخ األخبار بابويه معانيالطبعة: ، الصدوق بقم، المدرسين جماعة الناشر.هـ 1403األولى: / للشـيخ محمـد بنمناقب آل ابي طــالب .ـ 17

، الناشــر: عالمــة، علي ابن شهر اشوب المازندراني. هـ1379ولى: أالطبعة ال من ال يحضره الفقيه/ للشيخ محمد بن عليـ. 18

ــين بقم، بابويه الصدوق بن ، الناشر: جماعة المدرس. هـ1413الطبعة الثانية:

وسائل الشــيعة/ للشــيخ محمــد بن الحســن.ــ 19 ، الطبعــة، الناشر: مؤسسة آل الــبيت الحر العاملي

هـ.1409األولى: 20 ./ المكاسب على التعليق في الطالب ارشاد

جواد الميرزا : التبريزي للشيخ اسماعليان، الناشر ، : الثالثة .هـ 1416الطبعة

إيصال الطالب الى المكاسب/ للسيد محمدـ. 21. الحسيني الشيرازي

بيان الفقه/للسيد صادق الحسيني الشيرازيـ. 22 :هـ1426، الناشر: دار األنصار، الطبعة الثانية .

ــ 23 جــواهر الكالم في شــرح شــرائع اإلســالم/.ــن النجفي ــد حسـ ــيخ محمـ ــةللشـ ــر: جماعـ ، الناشـ

.المدرسين بقم حاشـــية المكاســـب/ للشـــيخ مـــيرزا علي.ـــ 24

، الناشر: دار ذوي القربى، الطبعــة األولى:اإليرواني 1421.

382

الفهرســ 25 ــر. ــر بن خض ــيخ جعف ــد/ للش ــرح القواع ش

، الناشــر: مؤسســة كاشــف الغطــاء، كاشف الغطــاء هـ1420

.العروة الوثقى/ للسيد محمد كاظم اليزدي. 26 الفقــه المكاســب المحرمــة/ للســيد محمــد.ــ 27

. الحسيني الشيرازي / للسيد صادق الروحــاني دامفقه الصادق .ــ 28

، مدرسة االمــام الصــادق ـظله، الناشر: دار الكتابـ ه1412الطبعة األولى:

مصباح الفقاهة في المعــامالت/ للســيد أبي.ــ 29.القاسم الخوئي

ــ 30 ــاري. ــى االنص ــيخ مرتض ــب/ للش ، المكاس. تراث الشيخ الناشر:لجنة تحقيق

مهــــذب االحكــــام/للســــيد عبــــد األعلى.31 ، الناشـــر: مؤسســـة المنـــار، الطبعـــة الســـبزواري

هـ1413الرابعة: سرار المكاسب/ للميرزاألى إهداية الطالب . 32

. الشهيدي عبد الفتاح األصول/ للسيد محمد الحســيني الشــيرازي.ــ 33

. الفصــول الغرويــة في األصــول الفقهيــة/.ــ 34

، الطبعــة للشيخ محمد حســين الحــائري االصــفهانيالحجرية. فوائد األصول/ للميرزا محمد حسين الغرويـ. 35 ، الناشــر: جماعــة المدرســين بقم، الطبعــة النــائيني هجري.1418األولى:

مبادى الوصول الى علم األصــول/ للشــيخ.ــ 36 ، الناشــر: المطبعــة الحلي حســن بن يوســف

383

حرمة الكذب ومستثنياته هـ1404العلمية، الطبعة األولى:

مصباح األصول/ للسيد أبي القاسم الخوئيـ. 37 :1417، الناشر: مكتبة الــداوري، الطبعــة الخامســة

هـ مطــارح األنظــار/ تقريــرات الشــيخ األعظم.ــ 38

، الناشر: مجمع الفكــر اإلســالمي، الطبعــة نصاريأال هـ1425الثانية: ــ 39 ــد تقي. ــة المسترشــدين/ للشــيخ محم هداي

ــة ، الناشر: جماعة المدرسين بقم، صفهانيإال الطبع هـ1429الثانية: رجال الشيخ النجاشي/ البي الحســن احمــد.ــ 40

ــين بن علي النجاشي ــ ــة المدرس ــ ــر: جامع ــ ، الناش. هـ1407بقم،الطبعة السادسة:

رجال الشيخ الطوسي/ البي جعفر محمد بن. 41 ، الناشــر: جامعــة المدرســين بقم، الحسن الطوسي

هـ1427الطبعة الثالثة: الفهرســت/ البي جعفــر محمــد بن الحســن.ــ 42

ــة األولى الطوسي ، الناشر: المكتبة الرضوية، الطبعفي النجف االشرف.

خاتمــة المســتدرك/للمــيرزا محمــد حســين.ــ 43 ، الطبعــةل الــبيت آمؤسســة ، الناشــر: النوري

هـ1417األولى: معجم رجــال الحــديث/للســيد ابي القاســم.ــ 44. الخوئي الفروق اللغوية/ البي الهالل حســن بن عبــد.ــ 45

الله العسكري، الناشر: دار االفــاق الجديــدة، الطبعــة هـ1400األولى: مجمع البحرين/ للشيخ فخر الدين بن محمدـ. 46

384

الفهرس.1416،الناشر: مرتضوي، الطبعة الثالثة: الطريحي

ــ 47 ــرب/ البن منظــور. الناشــر: دار. لســان الع هـ1414الفكر للطباعة والنشر، الطبعة الثالثة:

385

حرمة الكذب ومستثنياته

386

الفهرس

الفهرس

7...............................الثقافية التقى مؤسسة كلمة11...................................................المقرر مقدمة

األول الفصل13/ والمناقشات األدلة الكذب حرمة

15......................................................الكذب حرمة15.......................................واستماعه الكذب حرمة استثناؤها، مدعى أو مستثناة، مسألة عشرة أربعة

15.................................................الكذب حرمة من األولى: الكذب المسألة 15...............................هزال الثانية: الكذب المسألة 16..............................مزاحا16........................الوعد في الثالثة: الكذب المسألة17.....................واإلغراق الرابعة: المبالغة المسألة17....والكذب الصدق نسبية الخامسة: دعوى المسألة17..............................السادسة: المغالطة المسألة17...................................السابعة: التورية المسألة18....................اإلصالح في الثامنة: الكذب المسالة18...............االضطرار عند التاسعة: الكذب المسألة18...................الحرب في العاشرة: الكذب المسألة على عشرة: الكذب والثانية عشرة الحادية المسألة19.................................................واألوالد الزوجة

387

حرمة الكذب ومستثنياته

19.....البدع أهل بشأن عشرة: الكذب الثالثة المسألة القصص في عشرة: الكذب الرابعة المسألة

20..........................................................المخترعة21...................................مطلق بقول الكذب حرمة22......................................الكذب حرمة على األدلة

22.............................الشريفة األول: اآليات الدليل22..........................................الكذب افتراء أ: آيات

حرمة على االفتراء بآيات االستدالل على إشكاالت الكذب 24....................................................مطلقا

أخص الكذب األول: افتراء اإلشكال الكذب من مطلقا24

وليس الغير، حق انتهاك لغوي: االفتراء استنباط24............................................كذلك الكذب مطلق

بصحة والكذب، الفرية بين ساوى من على الرد25..............................................................السلب

خصوص تحريم على دليل الثاني: الحصر االشكال26.....................................ورسوله الله على الكذب

عدم على السياق قرينة الثالث: داللة اإلشكال27............................................................اإلطالق ليس السياقي الثالث: الظهور اإلشكال عن الجواب28........................................فيه والمناقشة بحجة،

28................وأثره السياقي الظهور في التشكيكية29...................................الضعيف السياق أمثلة من31.....................................القوي السياق أمثلة من

31....................................الشرطية الجملة سياق أ131..........................واقتلهم الفساق أهن سياق 1 ب

32الكريمة اآلية على السياقي الظهور مراتب تطبيق32.............................................للتقييد ثالثة وجوه

388

الفهرسالحكمة مقدمات من األولى المقدمة ينفي السياق 1 أ

32 مقدمات من الثانية بالمقدمة يخل السياق 1 ب

33.............................................................الحكمة33...........................................الوجهين بين الفرق

تخصصا اللفظ لخروج موجبة السياقية القرينة 1 ج35...........................................)المطلق( دائرة عن

37.)الكذب( للعهد في ال الثالث: إن اإلشكال حاصل على السياق لقرينية الثالثة الوجوه بين ما الفرق

38.....................................................اإلطالق عدم39...........السياق قرينة حول معمق بحث إلى الدعوة

مصاديق إرادة تفيد المقابلة الرابع: قرينة اإلشكال ال الكذب من 40............................................مطلقا

القضية من الرابع: العدول اإلشكال في المناقشة40......................فائدة أكثر الحقيقية إلى الشخصية

40...........شخصي أنه في المولى جواب الرد: ظهور أوجب اإليمان )عدم اآلية الخامس: مفاد اإلشكال

41.....................................الحرمة يفيد كذبهم( فال.األخص على يدل فال أعم لإلشكال: الالزم آخر بيان . .

4242...........................................اإلشكال عن جوابان

القبح مجرد ال الحرمة على يدل اآلية في أوال: الحصر42

44....الحرمة تقتضي والموضوع الحكم ثانيا: مناسبة ظله: دام الروحاني السيد كالم من الثاني الشق44........................الحرمة على الدال هو اآلية عكس

عن المخرج مطلق الثاني: ليس الشق في المناقشة45...................................................بمحرم اإليمان

389

حرمة الكذب ومستثنياته يثبت السنخية باآلية: برهان االستدالل عن دفاعا

الكذب حرمة 45............................................مطلقا46....................................بوجوه السنخية برهان رد

46...والحرمة الوجوب من أعم األول: السنخية الوجه يقتضي أحدهما نوعين على الثاني: السنخية الوجه

47..............................................................الحرمة.بالكبرى التسليم مع الصغرى الثالث: انكار الوجه .47

الكذب حرمة على أخرى بآيات ب: االستدالل .مطلقا .48

49.............................االستدالل على ثالثة إشكاالت تحديد مقام في واردة اآليات من األول: العديد

49.........................................................الصغريات من خاص صنف في واردة اآليات من الثاني: العديد

50...............................................................الكذب50....................مركب أو موصوف الثالث: الموضوع

الموصوف الكذب هو اآليات بعض في أوال: الموضوع50......................................................خاصة بصفة

51.........مركب الحكم عليه صب الذي ثانيا: الموضوع51.........................الحرمة على تدل ال يهدي ثالثا: ال

كبرى إلى مشيرة باآليات: اآلية االستدالل عن دفاع52.....................................................ارتكازية كلية

53....................................إشكاالت بثالثة الدفاع رد فيما هي إنما االرتكازية الحرمة األول: إن اإلشكال53..................................................مفسدة استتبع

وهو العقل دليل إلى عود ذلك الثاني: إن اإلشكال54........................................البحث محل عن خروج

األخص على باألعم استدالل ذلك الثالث: إن اإلشكال54

390

الفهرس55.............................اآليات على االحتماالت تطبيق

55.....................................................المقدمي1ة 1156..................................والمكتنفات المالبسات 2157........لحرمته ال الكلي لقبح هو التقريع يكون أن 31

57........)زعم( لمادة المتضمنة باآليات ج: االستداللور قول واجتنبوا بآية د: االستدالل ................58الز

58.مشترك الزور باآلية: قول االستدالل على إشكال اآلية بهذه االستدالل في الحال تحقيق 59.......إجماال

59...............الزور قول في األول: االحتماالت األمرور قول اجتنبوا الثاني: هل األمر أو طريقي الز

61........................................................موضوعي؟62...................؟اجتنبوا متعلق هو الثالث: ما األمر أم المصدر هو اآلية في عنه المنهي الرابع: هل األمر62....................................................المصدر؟ اسم

64.........................................الثاني: العقل الدليل64..............................مدرك العقل األول: أن الوجه64.............................حاكم العقل الثاني: أن الوجه

65.......بالعقل االستدالل على الثالثة األعالم إشكال هي للفساد الكذب : مقدميه اإليرواني المحقق65..............................................................المالك

67...............................الثالث1ة األعالم مع مناقشات67.......والحرمة الوجوب هو البحث مدار أن على بناء

)ما بكبرى الحرمة انحصار األولى: عدم المناقشة67..........................................المفسدة( منه لزمت

68................الوجوب أو بالحرمة العقل حكم مناشئ68....................البالغة المفسدة أو األول: المصلحة

68.................وكفرانها والمنعم النعمة الثاني: شكر69...............................البالغة المنفعة الثالث: جلب

69......................................الذاتي الرابع: االقتضاء

391

حرمة الكذب ومستثنياته

70...................................................المقام صغرى المفسدة عن الكذب انفكاك الثانية: عدم المناقشة

71..............................................................مطلقا غير الكذب في األخرى الفساد وجوه من نموذج

71................................................األولية المفسدة الكذب على للتجرؤ معدة علة المزاحي الكذب أ1

72.............................................................المحرم على اآلخرين لجرأة موجب المزاحي الكذب 1 ب

72...............................................................الكذب73..............................................مؤيدة أخرى رواية كان ما على تترتب المناقشة: المفسدة جواب موصال74................................................................فقط

74..............والقبح البحث: الحسن مدار أن على بناء القبح معاني حسب قبيح الثالثة: الكذب المناقشة

74................................................................االتية75.........................................والقبح الحسن معاني

75.............ينافرها أو النفس يالئم األول: ما المعنى أو الروح أو الجسم أخرى: مالءمة أقسام إضافة76...............................................................العقل

77........والمفسدة المصلحة الثاني: موافقة المعنى77................................والمفسدة المصلحة أقسام78...........................الغرض الثالث: موافقة المعنى78...........................والنقص الرابع: الكمال المعنى األفعال بعض بهما يتصف والنقص الكمال 79.....أيضا )االقتضاء الترك أو الفعل الخامس: انبغاء المعنى79.............................................................وعدمه(79..........................الوجود أو االتصاف انبغاء إضافة

80................................االنبغاء على سابق االقتضاء

392

الفهرس81..................................................األربعة األقوال

81...................والقبح للحسن الذاتي أوال: االقتضاء...وتطابقها العقالء آراء لتوافق والقبح ثانيا: الحسن

8182.............................شرعيان والقبح ثالثا: الحسن82..الذاتي القبح أو الحسن عن كاشف رابعا: الشارع

83.....العقالء آراء عليه تطابقت السادس: ما المعنىعليه الخاص أو العام العرف تباني السابع: ما المعنى

8383..........شرعيان والقبح الحسن الثامن: أن المعنى والقبيح الحرج يستلزم ال ما التاسع: الحسن المعنى

83.......................................................استلزمه ما.اآلخر لبعضها العوالم بعض العاشر: مطابقة المعنى

8484.........النسب العاشر: إلحاق للمعنى األول المثال84...تعالى بالله العاشر: الكفر للمعنى الثاني المثال

الحسن معاني ضوء على الثالثة األعالم كالم مناقشة85.............................الكذب على وتطبيقها والقبح،

85والعقل والروح للنفس منافر األول: الكذب الوجه86......................................................مؤيدة رواية..المولى غرض يخالف ألنه قبيح الثاني: الكذب الوجه

8788................................................منبهتان روايتان

89.....نقص هو هو بما ألنه قبيح الثالث: الكذب الوجه89.............................................الروايات من شاهد89..........تركه بذاته يتطلب مما الرابع: الكذب الوجه90......الكذب قبح على العقالء الخامس: تباني الوجه على الخاص وكذا العام العرف السادس: تباني الوجه

91........................................................الكذب قبح

393

حرمة الكذب ومستثنياته

92.............................الشرعي السابع: القبح الوجه..........................92 اإلمام كالم في للفجور معنيان93......................العوال1م تطابق الثامن: عدم الوجه

93....البحث صغرى في العلمين مع المناقشة ملخص.............................................94 الوالد السيد كالم.ونظري ضروري الصدق : حسن الحلي العالمة كالم

9495..................كالمه على الثالثة الحلي العالمة أدلة

وعمومه ومعانيهما، والقبح الحسن بحث سيالية97..................المحرمة المكاسب من كثيرة لمسائل

97......................................العبادة هياكل منها: بيع98...................الجائر الحاكم قبل من ومنها: الوالية98...................................الضالل كتب ومنها: حفظ

98...........................المغشوشة الدراهم ومنها: بيع98.....................................................ومنها: الغيبة

99...................................................ومنها: النجش99.....المالزمة قاعدة في االستدالل: التحقيق كبرى99..........................المالزمة قاعدة في الشيخ رأي

المالزمة المذهب من المسترشدين: المعروف هداية101

102....المالزمة قاعدة مفردات معاني تحليل ضرورة103..........................بوجوه المالزمة كبرى مناقشة

العشرة العقلي القبح مناشئ بعض األول: إن الوجهم 103...................................................كلها ال محر مراتب ذات حقيقة والحسن القبح الثاني: أن الوجه105...................................................محرم بعضها ال الضعيفة المفسدة أو المصلحة الثالث: إن الوجه

106................................................اإللزام تقتضي

394

الفهرس.والتطبيق االنطباق في الرابع: االشكال الوجه . .106 فاعله يستحق وجه )على بكونه للحسن الشيخ تقييد

108...................................االشكاالت الثواب( يدفع ليس الكالم المناقشة: إن االستدالل من ألنه تاما

108.............................................................باألعم اإلجماع انعقاد توهم يدفع المالزمة موطن تحديد109..............................................................عليها110......المالزمة قاعدة في االعالم بعض كلمات نقل

110.....................األصول في الوالد السيد . كالم1 علل سلسلة في هي : المالزمة الشيرازي الميرزا111...........................................................األحكام

111.................المصباح في الخوئي السيد . كالم2113..............................المصباح كالم على إشكاالت

المعاليل سلسلة في تجري المالزمة األول: إن .أيضا114

والحسن للقبح أخرى مناشئ هناك الثاني: إن114...............................الوجوب أو بالحرمة والحكم

هناك الثالث: إن بالوجوب للعلم الزمة أخرى قيودا114...............................................للحكم الشرعي المتممة هي اللطف قاعدة الرابع: إن اإلشكال

115.......................................................لالستدالل115........اإلشكاالت أكثر )األصول( عن عبارة سالمة116................................................المنصور الرأي

117.بالعقل الشيخ استدالل صحة مدى في الخالصة بين الظاهرية الفصول: المالزمة صاحب كالم

117.......................................باألصل ثابتة الحكمين119................بوجوه الفصول صاحب كالم مناقشة120..........درجات على المفسدة األول: أن اإلشكال

395

حرمة الكذب ومستثنياته

.أنواع على والمفسدة المصلحة الثاني: إن اإلشكال .120

مانعية في شك لو األصل يجري الثالث: ال اإلشكال121......................................مزاحمت11ه أو الموجود أو المانع وجود في الشك الرابع: إن اإلشكال123.......................المثبت األصل قبيل من المزاحم في يجري ال األصل الخامس: إن اإلشكال

125.........والعلميات والمبادئ واألصول االعتقاديات ليس الساري السادس: الشك اإلشكال موردا

127....................................................لالستصحاب الشؤون في جار غير السابع: االستصحاب اإلشكال127.........................................................الخطيرة.بحجة ليس النعتي العدم الثامن: استصحاب اإلشكال

129 تركب إذا العرض في االستصحاب يجري النائيني: ال

131........................النعتي العدم بنحو منه الموضوع.النعتي العدم إلحراز يجدي ال المحمولي العدم . . .132 اآلخوند الشيخ تفصيل عن النائيني الميرزا جواب

133.........................والمنفصلة المتصلة القيود بين لقاعدة إنزال باألصل التاسع: التمسك اإلشكال134.....................للغرض ونقض رتبتها من المالزمة

بالدليل المالزمة قاعدة اثبات بين ما العملية الثمرة135........................................................باألصل أو

حرمة على الدالة األدلة دراسة من النهائي المحصل138..........................................مطلق بقول الكذب

الثاني الفصل139/ الكذب مستثنيات

396

الفهرس األولى: الكذب المسالة 141.............................هزال141........................................المسألة في األقوال الهزلي الكذب األول: حرمة القول 141..........مطلقا الكذب الثاني: جواز القول هزال 142..............مطلقا بين الهزلي الكذب في الثالث: التفصيل القول142...............................................واإلنشاء اإلخبار القرينة إقامة صورة بين الرابع: التفصيل القول

142...........................................................وعدمها143.................المنصور لبيان ستة تمهيدية مقدمات

أربعة: المزاح المسالة األول: عناوين األمر143...........................واالستهزاء والهزل واللطيفة

143...............................األربعة العناوين بين الفرق144................................والهزل المزاح بين الفرق146............واللطيفة والهزل للمزاح تطبيقية أمثلة في المنع مصب العناوين: تحديد بين التفكيك ثمرة

148.........................................................الروايات ال الواقع هو والكذب الصدق مدار الثاني: إن األمر

149..........................................................االعتقاد149....والكذب للصدق آخر قسيم الثالث: وجود األمر

.....بينهما واسطة ال أن والكذب الصدق في المشهور150

150........بينهما موجودة الواسطة أن المنصور الرأي وكذب الخبر كذب بين التعليم مقام في التفكيك151............................................................اإلخبار

152........................................التوري1ة في التفكيك153........................الخب11ر ال اإلخبار هو النهي مدار

ال الفلسفي باللحاظ هي الحقيقية المنفصلة154...........................................................البالغي155....الحكاية وكذب الحاكي كذب إلى الكذب تقسيم

397

حرمة الكذب ومستثنياته

والحاكي، الحكاية لكذب الروايات الرابع: عموم األمر156.......................................األول في ظهورها أو

156..............للصنفين اإلطالق األول: شمول الوجه وتعلق الحكاية، كذب في النهي الثاني: ظهور الوجه156..................................هو هو بما بالشيء النهي هل بعنوان النهي تعلق أن عن الخامس: البحث األمر

156.......................االنتساب بلحاظ أم هو هو بما هو تعلق انحاء بلحاظ األحكام أنواع في مبنوي تحقيق

157...................................................بها متعلقاتها...بنفسها بالموضوعات القائمة األول: األحكام النوع157

158بقيد بالموضوعات القائمة الثاني: األحكام النوع..األحكام أنواع تحت إندراجها في مشكوكة صور .159 هو هو بما بالعنوان الحكم تعلق التعلق؛ نمطي وجود

160............................الشرع في االنتساب بلحاظ و162..........................................الكذب( )اتقوا مفاد

بما العنوان الحكم متعلق أن في الشك لدى األصل163.................................االنتساب بلحاظ أو هو هو

تمام أنه في الحكم متعلق ظهور على األدلة164.....................................................له الموضوع

في والمفاسد للمصالح تابعة األول: األحكام164.......................................................المتعلقات

165.........................................الرفع الثاني: حديث األحكام مصب جعل المقننين في الثالث: األصل

165.........................................هو هو بما الموضوع166........................................الثالثة األدلة مناقشة

التبعية في األصوليين قول األول: مشهور الدليل رد166.......................................توهمين لدفع هو إنما

398

الفهرس بنفس قائمة المفسدة أو األول: المصلحة التوهم

166...............................................................األمر والزمه بالغايات تعلل ال تعالى الثاني: أفعاله التوهم167.............................................................العبث

بعد إال األحكام يرفع ال الرفع الثاني: حديث الدليل رد168.....................................................ثبوتها سبق

األحكام جعل على العقالء الثالث: بناء الدليل رد170.........................................هي بما للموضوعات

السادس: الكذب األمر اإلغراء استلزم لو محرم هزال171.........................................................اإليذاء أو

172........وأدلته الهزلي، الكذب األول: تحريم القول.الزور قول اجتنبواتعالى: األول: قوله الدليل .172173......................الروايات الثاني: إطالقات الدليل174.............عميرة بن سيف األولى: مرسلة الرواية174....................األعور الحارث الثانية: خبر الرواية...........174 النبي عن الخصال الثالثة: رواية الرواية.............................175 علي الرابعة: رواية الرواية

عام ب1: وجه بالروايات االستدالل في المناقشة176.....................................................خاص ووجه

اإلستدالل في للمناقشة الست العامة الوجوه176........................................................بالروايات

الهزل، ال الكذب هو التحريم مصب األول: إن الوجه هزل كل وليس 176.........................................كذبا تشمل ال المدعى، من أخص الثاني: إنها الوجه

موردين 177..............................................تخصص1ا177..............االنشائي الهزلي االول: الكذب المورد كونه على القرينة نصب الثاني: عند المورد 178هازال

399

حرمة الكذب ومستثنياته

وال الكذب، صدق في القصد الثالث: مدخلية الوجه180...............................................الهزل في قصد

180...................................والكذب الصدق مقاييس182.......................كذب فال حكاية فال قصد ال وحيث

183................اللفظ ظهور مع القصد ظهور تعارض184.................................................المقام صغرى

القصد وتحقق صغرويا: وجود الثالث الوجه مناقشة185.....................................................الهازل لدى

القصد اشتراط كبرويا: عدم الثالث الوجه مناقشة185..............................................الحكاية كذب في

الكذب على الكذب صدق في الرابع: المدار الوجه186............................................العرف هو الهزلي

الثانوي الظهور على المدار بأن اإلشكال تأكيد187.................................................الجدي والمراد

188..............................الرابع للوجه ثالث مناقشات ال األقوى الظهور هو األولى: المالك المناقشة

الثاني الظهور 188.........................................دوما.والثاني األول الظهورين من األقوى للظهور مثاالن

189 ب1: للمنافقين تعالى وصفه األول: تحليل المثال

لكاذبون........................................................189191.....متقيا( كنت )ليتك القائل الثاني: قول المثال

الكذب بين المقابلة الثانية: قرينة المناقشة هزال192........................................الحرمة تقتضي وجدا

كذب عن الحاكي كذب الثالثة: اختالف المناقشة الحكاية 193.................................................)(عرفا

الكذب عن الحرمة أدلة الخامس: انصراف الوجه194...........................................................الهزلي

400

الفهرس194.....................االنصراف دعوى في الشيخ كالم ب1 للقصد، : الفاقد الشيخ كالم تقييد يلزم هل

195........................................................)الجدي(؟ الكذب تصوير إمكان 195بالمرة القصد انتفاء مع هزال

........................196 الشيخ كالم في االنصراف وجه الكذب ممارسة على قامت السادس: السيرة الوجه196...............................................................هزال

كون معلومية السادس: عدم الوجه في المناقشة197................................متشرعين لكونهم السيرة

وفقه الروايات بعض الخاصة: دراسة المناقشة197...........................................................الحديث

فقه ومقتضى الشيخ بها استدل التي الروايات198....................................................فيها الحديث

عن الباقر اإلمام األولى: رواية الرواية حديث فقه................................................199 السجاد اإلمام.مضمونها بعض تعليل على الرواية اقتصار في الوجه

199200...............بالرواية االستدالل على ثالث إشكاالت...)اتقوا( ببركة )الكذب( يقيد األول: إطالق اإلشكال

201201.........................................اإلشكال عن جوابان والمنهي النهي بين التفريق من األول: البد الجواب

202................................................................عنه.الغالب باب )اتقوا( من في القيد الثاني: أن الجواب

203 )الكذب( و)كذب( ظهوري الثاني: تعارض اإلشكال

205....................................والتخصيص التعميم في باب من الثاني: التعليل اإلشكال عن األول الجواب206.....................................الغالب أو األهم المورد

401

حرمة الكذب ومستثنياته

اإلمام الثاني: قول اإلشكال عن الثاني الجواب206..................................................علة؟ أو حكمة

207.......الرجل...( حكمة )فإن األول: كون االحتمال تفيد العلة طريقية ولكن علة الثاني: كونه اإلحتمال207...........................................................التعميم208..............الهيئة ال المادة على التعليل في المدار

أو الصغير الكذب حرمة الثالث: اختصاص اإلشكال210.....................................مقدميته بصورة الهزل

.علة ال حكمة الثالث: إنها اإلشكال عن األول الجواب .210

ال الشأنية هو المراد لكن علة الثاني: إنها الجواب210...........................................................الفعلية الموضوعية الحرمة بين تعارض الثالث: ال الجواب

212......................................................والطريقية.....212 المؤمنين أمير عن الحارث رواية حديث فقه

المصطلحة الكراهة في يصلح( ظاهر )ال بأن اإلشكال......................................................................213

213.........................................اإلشكال عن جوابان على دال الرواية ذيل في األول: التعليل الوجه

213...........................................................الحرمة مستحيل معنيين في اللفظ الثاني: استعمال الوجه

213...........................................................قبيح أو الهزلي الكذب الثاني: جواز القول 214وأدلته مطلقا إنشاء كان إن الهزلي الكذب الثالث: جواز القول

كان إذا ما دون 214.......................................إخبارا للكذب الموضوعي الثالث: الخروج القول دليل

215..............................الكذب عن االنشائي الهزلي216..........................عليه واإلشكال اإلنشاء تعريف

402

الفهرس.............................218 الخوئي السيد رأي مناقشة

وال متعاكستان، حكايتان االولى: هناك المناقشة218..................................................للمعنى إنشاء

إيجاد ال الهزل، إيجاد الثانية: اإلنشاء المناقشة220.......................................الهزل بداعي المعنى221................واإلنشاء االخبار حقيقة إلجالء تحقيق

222................................وحكاية إيجاد اإلخبار في أ1223.........................وحكاية إيجادان اإلنشاء في 1 ب

يستلزم او يتضمن قد اإلنشاء 223..................إخبارا224...............تقيا( كنت )ليتك لجملة تطبيقي تحليل...........225 الخوئي السيد كالم في اإلشكال موطن

226وحكاية وإرادة داللة القضايا في تحقيق: إن مزيد227......................................................... الداللة1227................................................ثالث . إرادات2228........................................................ الحكاية3

.....فيها الثالثة االمور توفر و ستة لعناوين استعراض228

228.......................................األول: النائم العنوان229.....................................الثاني: الغالط العنوان229.....................................الثالث: المعلم العنوان230....................................الرابع: الموري العنوان والسادس: الكاذب الخامس العنوان والكاذب جدا

231...............................................................هزالوأدلته وعدمه، القرينة ذكر على الرابع: المدار القول

......................................................................232233...............الكذب تعريف في األول: التدبر الدليل...االلتزامية لداللته اإلنشاء في الثاني: الكذب الدليل

233234..........اإلنشاء الزم على يطلقان والصدق الكذب

403

حرمة الكذب ومستثنياته

خالف هو ممن الهزل: الهزل جواز من مستثنى مورد235..............................................................شأنه

الهزل من واللطيفة النكتة إخراج 235.........موضوعا236......................المقام في المنصور الرأي إجمال

مجمع في الخمسة المنصور: الصور الرأي بيان236........................................................العنوانين

237...............اخر في عنوان الندكاك توضيحية أمثلة237...............المضارع في الماضي الفعل اندكاك أ1238..............اإلنشاء في اإلخباري الفعل اندكاك 1 ب

رجل ب1)أنت المقام: التمثيل على الصور تطبيق238............................................................شجاع(239.........شجاع( رجل )أنت مثل في الخمسة الصور

اقوائية عند الخامسة الصورة في الجواز استثناء241...........الخارجية القرينة ظهور من المادة ظهور241........................المادة قرينية اقوائية على أمثلة

لقطعت سرقت )لو المختلق االول: الخبر المثال241..............................................................يدها(

الرواية مناقشة سندا 242.........................ومضمونا فرجها أحصنت فاطمة إن رواية الثاني: فقه المثال..................................................243الله... فحرم

مفرداته1ا أحدى مادة ضوء على الرواية معنى تحقيق245

.المذهب اساطين من الثالث: االنتقاص المثال . .246 الكذب: الكذب مستثنيات من الثانية المسألة ...مزاحا

248248....والهزل المزاح حول الواردة الروايات طوائف المفسدة إلى مشيرة األولى: روايات الطائفة248..........................................................الدنيوية

404

الفهرس التحريم أو الذم لسانها روايات الثانية الطائفة

250........................................................المقدميوالنقص الكمال نفي لسانها الثالثة: روايات الطائفة

251...بعنوانه المزاح حرمة تفيد الرابعة: روايات الطائفة

252 السباب )المزاح رواية األصغر( سندا 253........ومتن1ا

253..............................................السندي البحث أ1255............................................الداللي ب: البحث255....األصغر( السباب هو ب1)المزاح المراد محتمالت

إذا إال الروايات في الوارد الموضوع على المدار256.................................................اإلمام... عرفه

.المزاح رجحان تفيد الخامسة: روايات الطائفة . .257258...............وذمه المزاح مدح في الروايات تعارض

258.......................الروايات طوائف بين الجمع وجه259....................................الجمع وجه على شواهد259.........والموضوع الحكم األول: مناسبات الشاهد260........السادس11ة الطائفة الثاني: روايات الشاهد حسن من المداعبة )إن رواية في السندي البحث262............................................................الخلق(262.............................الكافي روايات العتبار وجوه

263................الكافي )العدة( في من المراد تحقيق العدة أحد العطار، يحيى بن األول: محمد الوجه .دائما

263 من المراد بتفصيل الكليني الثاني: تصريح الوجه264..............................................................العدة وذلك تبركي والطرق المشايخ الثالث: ذكر الوجه

264................................................األصول لشهرة

405

حرمة الكذب ومستثنياته

.)العدة( توثقان الكليني في الرابع: ميزتان الوجه . .265

مورد والمزاح( هو )الكذب عنواني تنبيه: مجمع268.............................................................البحث

على أم الكثير المزاح على تترتب اآلثار فائدة: هل269.....................................مطلقة؟ بصورة المزاح269..............................................أربعة جمع وجوه

269..............................له مفهوم ال األول: الوصف269...............المفهوم على مقدم الثاني: المنطوق

....األصولية القواعد بعض يوافق ال قد العرفي الفهم270

الموضوع بتشكيكية الطائفتين بين الثالث: الجمع271............................................................واآلثار

الكاذب أو بالباطل المزاح على اآلثار الرابع: ترتب271.......................................................لالنصراف

272...........اإلضرار أو لإليذاء المتضمن تتمة: المزاح274......................الوعد في الثالثة: الكذب المسألة

274..الوعد في الكذب المسالة: أقسام في التفصيل274........العزم عن اإلخبار في األول: الكذب القسم275......الفعل عن اإلخبار في الثاني: الكذب القسم الخبر جعل بمعنى الثالث: الكذب القسم مخالفا275............................................................للواقع الوعد خلف : ليس الشيخ 276..........................كذبا

277........غيره و الفعل يعم الكذب المناقشة: ميزان بجعله الوعد في الكذب تفسير من الشيخ مراد

278...................................................للوعد مخالفاالمستقبلي حالها بلحاظ العناوين انقالب فائدة: في

278

406

الفهرس279.................العناوين النقالب محتملة أربعة أمثلة

279..................................رشوة إلى الهدية انقالب279.......................وخيانة سرقة إلى األمانة انقالب

280......................الصيد بنية ال السبت أصحاب عمل280..............الحمامي أجرة إعطاء عن بالنية العدول

281................ثالثة محاور حسب التحقيق: التفصيل الظهور أو الفعل وظهور القصد األول: ظهور

281...............................................والالحق السابق281...................الحكاية وكذب الحاكي الثاني: كذب للواقع القول مطابقة الصدق في المدار الثالث: هل

282....................................................لالعتقاد؟ أو284...............فالعرف وإال والروايات اآليات المرجع

285...................المقام في عنها المبحوث المسائل285..............................الوفاء عدم إضمار مع الوعد

285..........................الوفاء بعدم علمه مع وعد لو ما285............................الوفاء في شكه مع وعد لو ما

285...............................شيء إضمار عدم مع الوعد.....الوعد في الكذب حرمة على الدالة الروايات بعض286

أن الله عند مقتا كبرالكريمة: باآلية االستدالل........................................287تفعلون ال ما تقولوا

287...........................الكريمة اآلية في الشيخ رأي287...................الكريمة اآلية في الوالد السيد رأي اآلية في احتماالت : خمسة الطوسي الشيخ رأي

288.........................................................المباركة289......الكريمة اآلية من المراد تحديد في مرجعيتان.والبالغية األصولية األولى: القواعد المرجعية . . .290290.الكريمة لآلية المبينة الثانية: الروايات المرجعية

292....................نذر(: أخاه المؤمن )عدة رواية فقه

407

حرمة الكذب ومستثنياته

292..........ثالثة لوجوه بالوعد؛ الوفاء وجوب ظاهرها293.......صور لست نذر المؤمن عدة: قوله شمول

294...............................................السابعة الصورة295..................................................وإيجاز ملخص

لحرم عمل بال القول اآلية مصب كان إشكال: إذا295.............................فاعله على المنكر عن النهي

296......................سبعة بوجوه اإلشكال عن الجواب األمر اجتماع موارد من المورد األول: إن الوجه

296...........................................................والنهي الفعل، عدم عن النهي اآلية الثاني: مفاد الوجه298.....................االحتجاج لوجه إشارة النهي وقلب والهيئة المجموع هو النهي الثالث: مصب الوجه

299.....................................................االجتماعية: مقدمية شأنية بلحاظ هو النهي الرابع: أن الوجه300..............................فعليتها ال يفعل، ألن القول عن )النهي غير إلى منصرف الخامس: النهي الوجه

300.............................بالوعد اآلية المنكر( فتختص فال لألولى مكملة الثانية اآلية السادس: إن الوجه301...................................................بينهما تنافي لإللفات إما والعدول الترك على السابع: الذم الوجه

302.....................................................لإلخبار وإما306....................الخلف مع الوعد صور لحكم تلخيص

308.................................الرابعة: المبالغة المسألة : المبالغة الشيخ رأي 308...الكذب من ليست مطلقا

المبالغة لتكون المناقشة: قيدان 308..............صدقا309..........عرفية المبالغة كون من بد األول: ال القيد او المقامية القرينة وجود من الثاني: البد القيد

310..........................................................المقالية

408

الفهرس الظهور انعقاد يسبب القرينة الثاني: قيام القيد وجه

310...........................................................الثانوي تارة المبالغة كون وجه تحقيق وأخرى صدقا ....كذب11ا

311312................محلها في كونها المبالغة في يشترط

313......والمبالغة الكذب عنواني بين تدافع تتميم: ال313.................المبالغة تعميم في مهمتان إضافتان

الجهة تشمل أولى: المبالغة 314......................أيضا على )المراد(: المدار على المدار بأن القول مناقشة315...........................................................القرينة317..............................والملفوظ المقصود تخالف

317..............القول من أوسع المبالغة الثانية: دائرة319...........والكذب الصدق الخامسة: نسبية المسألة

319 األنصاري الشيخ كالم في والكذب الصدق نسبية والكذب الصدق نسبية مدارها تدور قد صنفان

320........................................................والمعرفة320......الذوقيات في األنظار األول: اختالف الصنف321....آرائهم في المجتهدين الثاني: اختالف الصنف322...........................الحقائق األمر: أقسام تحقيق تشكيكية، فلسفية، نسبية الحقائق: مطلقة، أقسام322........................................هرمينوطيقية نسبية

323..................................المطلقة األول: الحقائق323...................الفلسفية النسبية الثاني: الحقائق324........................الهرمينوطيقية الثالث: النسبية

325............................................الرابع: االنتسابية325..........................................الخامس: اإلضافية

326........................................السادس: التشكيكية327............................السادسة: المغالطة المسألة

327................................الكاذبة المغالطة أنواع من

409

حرمة الكذب ومستثنياته

327...................بالقيد الظرف لبس األول: مغالطة328......الذهنية للمعاني األلفاظ األول: وضع المثال

329..........والظرف القيد بين المغالطة: الخلط وجه....التشريعية القضايا تاريخية الثاني: مغالطة المثال

329330.........قيد ال التاريخ( ظرف )في المغالطة كشف

واالنتسابية: اختالف النسبية الثاني: مغالطة الفتاوى 331...................................................مثاال332.................الرأي عن واإلخبار الواقع عن اإلخبار والبيان واإلهمال، اإلطالق والرابع: مغالطتا الثالث

333........................................................واإلجمال كما الشيء غير ذاته حد في كانط: الشيء مغالطة

334...........................................................لنا يبدو335كالمه في : مغالطتان)(كانط مغالطة عن الجواب

335......واإلهمال اإلطالق األولى: مغالطة المغالطة336........والمجمل المبين الثانية: مغالطة المغالطة

. الشيخ عند والتقبيح التحسين في االنظار اختالف . .337

337.............................بوجوه الشيخ كالم مناقشة نظره( ب1)في المقيد اإلخبار األول: في الوجه

338........................................كذب أحدهما إخباران.بالمرآتية االستقاللية لبس من المغالطة إيهام . .339....القرينة بإقامة كالمه تقييد من الثاني: البد الوجه

340 بعضها على معان والقبح الثالث: للحسن الوجه340...................................................مطلق الكذب

عن البحث و والقبح الحسن معنى في االحتماالت341.........................................فيها النسبية جريان

410

الفهرس341.........................والنقص األول: الكمال المعنى للعقل أو للطبع والمنافرة الثاني: المالءمة المعنى

341............................................الجسد أو الروح أو.ذمهم او العقالء مدح يستحق الثالث: ما المعنى .342 يكون أن ينبغي لما الشيء الرابع: مطابقة المعنى

342...................................................وعدمها عليه األثر عليه يترتب بحيث الشيء الخامس: كون المعنى343............................................................وعدمه أو حسن من العقالء عليه تبانى السادس: ما المعنى

344...............................................................كذب

346...........................................................الخاتمة حيث من والمغالطة للمبالغة األساسية الصور موجز346................................................والصدق الكذب

350...............................................المصادر فهرس356.........................................................الفهرس

380..............................................للمؤلف أخرى كتب

411

حرمة الكذب ومستثنياته

للمؤلف أخرى كتب، مطبوع.. أضواء على حياة اإلمام علي 1 في القـــرآن. التصـــريح باســـم اإلمـــام علي 2

الكريم، مطبوع.ــام علي 3 ــم اإلمـ ــرح باسـ ــاذا لم يصـ في. لمـ

القرآن الكريم؟، مطبوع. . استراتيجيات إنتاج الثروة ومكافحة الفقــر في4

، مطبوع.منهج اإلمام علي بن أبي طالب ، دراســة عنشعاع من نور فاطمة الزهــراء .ــ 5

، مطبوع.القيمة الذاتية لمحبة فاطمة الزهراء . تجليات النصرة اإللهية للزهراء المرضية عليها6

السالم، مطبوع.، مطبوع.. لمحات من حياة اإلمام الحسن 7 ،. شرعية وقدسية ومحورية النهضة الحسينية 8

مطبوع. وفــروع الـدين، دراســة عن. اإلمـام الحســين 9

ــرعالعالقة الوثيقة بين سيد الشهداء وبين كل فرع فمن فروع الدين، مطبوع.

. المرابطة في زمن الغيبة الكبرى، مطبوع.10 مدرسة األجيال، مطبوع.. السيد نرجس 11 . بحـــوث في العقيـــدة والســـلوك، مجموعـــة12

ــة، ألقيت محاضرات على ضوء اآليات القرآنية الكريمفي الحوزة الزينبية وفي النجف األشرف، مطبوع.

. إضاءات في التولي والتبري، مطبوع.13

412

الفهرســزء األول14 ــ الج ــافي ـ ــول الك . دروس في أص

كتاب العقل والجهل، مخطوط. . كونــوا مــع الصــادقين، بحــوث تفســيرية في15

، مطبوع.كونوا مع الصادقيناآلية الشريفة . لمن الوالية العظمى؟ مطبوع.16. توبوا إلى الله، مطبوع.17. شرح دعاء االفتتاح، مخطوط.18. بصائر الوحي في اإلمامة، مطبوع.19 . ســــوء الظن في المجتمعــــات القرآنيــــة،20مطبوع.. مقتطفات قرآنية، مطبوع.21. فقه التعاون على البر والتقوى، مطبوع.22 . شـــورى الفقهــاء دراســـة فقهيـــة أصــولية،23مطبوع.ــارج في24 ــر دروس الخـ ــه الخمس، تقريـ . فقـ

الحوزة العلمية الزينبية، مخطوط.ــرات دروس25 ــزام، تقري . رسالة في قاعدة اإلل

ــرف، ــف األش ــة في النج ــوزة العلمي ــارج في الح الخمخطوط.

. فقـــه المكاســـب المحرمـــة ــــ حفـــظ كتب26الضالل ومسببات الفساد، مطبوع.

ــاحث الرشــوة،27 . فقه المكاسب المحرمة ـ مبمطبوع. . فقه المكاسب المحرمة ـ رسالة في التورية28

موضوعا وحكما، مطبوع. . فقه المكاسب المحرمة ـ رسالة في الكذب29

في االصالح، مطبوع.ــو30 ــة الله ــ حرم ــة ـ ــب المحرم ــه المكاس . فق

413

حرمة الكذب ومستثنياته واللعب واللغو، قيد الطبع.

. فقه المكاسب المحرمة ـــ مبــاحث النميمــة،31مخطوط.

. فقــه المكاســب المحرمــة ـــ مبحث النجش،32مخطوط.

. فقــه المكاســب المحرمــة ـــ مبحث التعامــل33بالدراهم المغشوشة والبضائع المقلدة، مخطوط.

. رسالة في الحق والحكم، مخطوط.34. األصول مباحث القطع، مجلدان، مخطوط.35 . تقليـــد األعلم وحجيـــة فتـــوى المفضـــول،36مطبوع. . فقه االجتهــاد والتقليــد واالحتيــاط، تقريــرات37

دروس الخـــارج في الحـــوزة العلميـــة في النجـــفاألشرف، مخطوط.

. االجتهاد في أصول الدين، مخطوط.38. التبعيض في التقليد، مخطوط.39. التقليد في مبادئ االستنباط، مخطوط.40. األوامر المولوية واإلرشادية، مطبوع.41. الحجة معانيها ومصاديقها، مطبوع.42ــه43 ــ ــديقية للفق ــ ــورية والتص ــ ــادئ التص ــ . المب

واألصول، مطبوع.. رسالة في أجزاء العلوم ومكوناتها، مطبوع.44 . الضوابط الكلية لضمان اإلصابة في األحكــام45

العقلية، مخطوط. . حجية مراسيل الثقــات المعتمــدة )الصــدوق46

والطوسي قدس سرهما نموذجا(، مطبوع.. رسالة في فقه مقاصد الشريعة، مخطوط.47 . فقه الرؤى، دراســة في عــدم حجيــة األحالم48

414

الفهرسعلى ضوء الكتاب والسنة والعقل والعلم، مطبوع.

. رسالة في الحكومة والورود، مخطوط.49 . نســــبية النصــــوص والمعرفــــة... الممكن50

والممتنع، مطبوع. . نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفـة51

واللغة، مطبوع.ــة52 ــد النظريـ ــد، نقـ ــدخل إلى علم العقائـ . مـ

الحسية، مطبوع.. رسالة في نقد الكشف والشهود، مخطوط.53. مالمح العالقة بين الدولة والشعب، مطبوع.54 . معالم المجتمع المــدني في منظومــة الفكــر55

اإلسالمي، مطبوع. . الخــط الفاصــل بين األديــان والحضــارات،56مطبوع.. الحوار الفكري، مطبوع.57

415