56العدد الافتتاحية

سؤال السيادة :ـمن عالم شريعة غاب الى عالم غاب بلا شريعة

تعني السيادة استقلال الدول��ة وحكومته��ا وقرارته��ا عن سلطة وارادة اية جهة داخلي��ة او خارجي��ة، وتمت��ع ه��ذه الدول��ة والحكومة ذات السيادة بس��لطة علي��ا، مطلق��ة، ش��املة، عام��ة، دائمة، موحدة )غ��ير منقول��ة، وغ��ير مج��زأة، وغ��ير منقوص��ة او

محدودة( تمارسها على اقليمها ورعاياها. (1596���1530ويع��رف المفك��ر الفرنس��ي )ج��ان ي��ودان

السيادة بأنها )السلطة العليا ال��تي يخض��ع له��ا الرعاي��ا وجمي��عالمواطنين ولا تتقيد بالقانون(.

ويميز )بودان( بين الس��يادة والس��لطة، فالس��يادة عام��ة ومطلق��ة ودائم��ة وواح��دة وهي للدول��ة، والس��لطة مح��دودة ومقيدة ومؤقته ومجزأة وهي للحكومة. كم��ا ي��رى )ب��ودان( ان

للسيادة تجليات تتمثل في: � ان السيادة ترتبط بسيد / امير /حاكم واحد.

��� ان س��لطة الق��انون تمنح الش��رعية للام��ير ص��احبالسيادة.

� ان سلطة الام��ير تكمن في تش��ريع الق��وانين ومتابع��ةطرق تنفيذها.

� ان سلطة الامير تكمن في تحديد الولاء. وهكذا جاءت افكار )ب��ودان( عن الس��يادة المطلق��ة غ��ير القابلة للتخلي عنها، ولا تحويلها ولا تجزئته��ا. وبن��اء على ه��ذا فان خير انواع الحكومات عند )بودان( هي حكومة سلطة ملكية وراثي��ة مطلق��ة يحكمه��ا عاه��ل وراثي يع��رف جي��دا احتياج��ات رعيته، ويعمل على تلبيتها )وهي فكرة قريب��ة ج��دا من نظري��ة المستبد العادل/المستنير ال��تي س��يعيد احياءه��ا لاحق��ا فولت��ير والمفكرون الالمان( ويطلب من رعيته مقابل ذلك، بل يف��رض عليها، ان اقتضى الامر، الطاع��ة المطلق��ة لس��لطته المطلق��ة ذات السيادة واحترام قرارته��ا تفادي��ا للفوض��ى العارم��ة ال��تي

كانت مستشريه في القرن السادس عشر.

قد يك��ون )ميكي��افيلي( ومؤلفات��ه الي��وم يفوق��ان )ج��ان ب��ودان( ومؤلفات��ه ش��هرة بكث��ير، اذ دخ��ل كت��اب )الام��ير( في الوعي العام، سلبا او ايجابا، كجزء من الفك��ر السياس�ي، فيم��ا يب���دو )ب���ودان( ولا س���يما كتاب���ه الاش���هر )الكتب الس���تة في الجمهوري��ة( غائب��ا تمام��ا ، وبالك��اد يعرف��ه اح��د خ��ارج نط��اق الجامعات والحلقات الفكرية الضيقة. ولكن فكر )بودان( اص��بح مرجع����ا اساس����يا لبعض اهم نتاج����ات الفك����ر السياس����ي والممارسات السياسية القومية في العالم منذ القرن السادس عشر وحتى اليوم نتيجة ورثته الذين استخدموا فك��رة الس��يادة

وتبدلاتها . وانطلاقا من فكرة )بودان( التي تفيد ب��أن "ق��وة المل��ك

في المملكة تشبه قوة الاب في البيت". فقد رسم بودان ومن جاء بعده صورة الس��لطة متلازم��ة بمفهوم السيادة بشكل يعبر عمليا عن تطلعات اصحاب النزع��ة

القومية الصاعدة في القرن السادس عشر . بيد ان ه��ذا التص��نيف الب��وداني للس��يادة لم يق��ف ص��لدا ام��ام تح��ولات الفك��ر والواق��ع على الص��عد المحلي��ة والدولي��ة )الاقليمي��ة والعالمي��ة( وظلت اطروحت��ه الس��يادة ح��تى يومن��ا سؤالا سجاليا لايعرف الثبات ولا يعيش الديموم��ة والاس��تقرار. فحتى اليوم مازال المفهوم الب��وداني الع��تيق للس��يادة يك��افح خصومه دعاة العولمة ال��تي اكتس��حت الح��دود الوطني��ة ليص��بح المال بأستخدامه معولما والاره��اب بانتقال��ه معولم��ا والافك��ار بانتشارها معولمة والسلع بأنتاجها واستهلاكها معولم��ة وهك��ذا انم��اط الحي��اة )المأك��ل، المش��رب، الملبس( وك��ذلك المعلوم��ة والس��لوكيات بمختل��ف ض��روبها السياس��ية وغ��ير السياس��ية

معولمة تنتقل بلا حدود معلومة. ان تح��ولات السياس��ة البوداني��ة المطلق��ة الى س��يادة العولم��ة المطلق��ة هي حق��ائق لايمكن تجاهله��ا او نكرانه��ا او تجاوزها غير ان الخشية، كل الخشية، تكمن في مستقبل ه��ذه الحق��ائق، وتل��ك الخش��ية هي الاخ��رى حقيق��ة لايمكن تجاهله��ا ايض��ا. فكي��ف الس��بيل الى التعام��ل م��ع حق��ائق نخش��ى من

مستقبلها. ان السيادة الاطلاقية البودانية ك��انت ق��د س��ببت ح��روب ونزاع��ات وقط��ايع بين القومي��ات والامم ح��تى ك��ادت ش��عوب العالم لاتطيق تداعياتها بعد ان اختنقت بها... وفي الوقت ذاته ف��أن الب��ديل وتجليات��ه ه��و الآخ��ر يتوس��ل الح��روب والنزاع��ات والهيمنة المطلق��ة على مص��ائر ومق��درات ش��عوب الع��الم من قبل مراكز رأسمالية متوحشة . فالشركات المتعدية الجنسيات والمتلاعب��ة على الجنس��يات وال��تي قلبه��ا وعقله��ا الولاي��ات المتحدة الامريكية تريد لها فقط الاستحواذ على سلطة حكومة عالمي��ة مطلق��ة التص��رف، الام��ر ال��ذي يقتض��ي التعام��ل م��ع السيادة بم��ا لايتج��اوز ارادة ش��عوب الع��الم في العيش الك��ريم

والمشترك في ظل انظم��ة حكم سياس��ي قائم��ة على الاق��رار بالتعددية والتنوع وس��ائرة على نهج يض��من الحري��ات والعدال��ة

الاجتماعية. عن��دها س��يكون الح��ريص على بيت��ه الوط��ني منفتح��ا لا منغلق ولا مقاطع وبالمقابل ستكون ال��بيوت الوطني��ة الاخ��رى متعاون��ه مع��ه لا مخاص��مة لبيت��ه. وهن��ا لاخش��ية على اس��رار وهويات وحقوق بيوت العالم حتى لو اصبح قرية كونية ص��غيرة يتمتع ك��ل بيت فيه��ا بس��يادة حريات��ه والعدال��ة الاجتماعي��ة بين

ابنائه. ولا خش��ية على الس��يادة بع��د ذل��ك طالم��ا ان الق��رارات

والخيارات )بالتنازل او بالتمسك بالحقوق(. مقترنة بأرادة كل شعب ق��ادر على التعب��ير عن خيارات��ه بحري��ة مطلق��ة قائم��ة على المس��اواة والعدال��ة الاجتماعي��ة. فالحري��ة المطلق��ة القائم��ة على العدال��ة الاجتماعي��ة في ك��ل وطن هي السيادة التي ينبغي ان تسود بدل السيادة البوداني��ة

المطلقة وسيادة العولمة المطلقة. ونحن هنا نراهن على حركات الش��عوب الاجتماعي��ة غ��ير المنفلت���ه المنظم���ة بس���لطات منتخب���ة ممثل���ة بالمؤسس���ات وسلطات شعوب موازية غير ممثلة بالمؤسسات ليصبح عالمن��ا عالم سيادة شعوب لا عالم السيادة البوداني��ة المطلق��ة )ع��الم شريعة الغاب( ولا عالم سيادة العولمة المطلقة )عالم غاب بلا شريعة( لان الشعوب لا تستاهل ماضيها في السيادة البوداني��ة القومية العنصرية المتقاتل��ة ولا تس��تاهل حاض��رها في س��يادة

عولمة نيوليبرالية متوحشة.

الاستاذ الدكتور عامر حسن

فياض عميد كلية العلوم السياسية-

جامعة النهرين

مكانة الحركات والاحزاب السياسية الاقليمية في المدرك الاستراتيجي الايراني، حزب الله وحركة حماس انموذجا

(2003-2012)

( م.م.محمد نجاح محمد أ.د. محمد كريم كاظم )(الجزائري )

المقدمة لعل من نافلة القول أن النظام السياسي في ايران بعد

امتزجت فيه الابعاد الدينية والسياسية وكان سلوكه1979 الخارجي لايخرج عن هذه التوازنات,فولاية الفقية هي فكرة دينية دنيوية حكمت العلاقة الدينية وحكمت النظام السياسي

منهجا وسلوكا. كما ان الصراع العربي الاسلامي - الصهيوني.هو ذو أبعاد

دينية ودنيوية معا لتداخل دلالاته على الصعيدين معا بل تتكامل أدوات مجابهة الوجود الصهيوني بهذه الآلية من هنا جاء جزء كبير من أسباب الدعم الايراني للاحزاب والحركات السياسية

الدينية الاسلامية التي تتقاطع مع الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة )أسرائيل(ومن أهم الاحزاب الدنينية

الاسلامية المعنية في الصراع ضد )أسرائيل(هما حزب اللهوحركة حماس.

It goes without saying that the political system in Iran after 1979 was mixed with religious and political dimensions and its external behavior did not come out of these balances. The state of jurisprudence is a secular religious idea that ruled the religious relationship and ruled the political system in a method and behavior.

The Arab-Islamic-Zionist conflict is both religious and secular, with its implications at the same time. The tools of countering the Zionist presence are complemented by this mechanism. A large part of the Iranian support for religious political parties and movements that intersect with the Zionist presence in occupied Palestine Israel) and one of the most important Islamic parties involved in the struggle against (Israel) are Hezbollah and Hamas.

المحور الاول: المدرك الاستراتيجي والاستراتيجية.مفهوم المدرك 1

المدرك هو موضوع الإدراك وهو مقاب��ل التص��ور ونس��بته إلى قوه الإدراك الحسي كنسبة التص��ور إلى ق��وه الإدراك ال��ذهني

(.1ولا يشترط في وجوده أن يكون مستندا إلى حقيقة واقعية) ( أن الم��درك ه��و عملي��ة2ويرى الدكتور عبد الوهاب ألمس��يري)

الإدراك فبين المنبه ألمادي والاستجابة الحسيه والعقلية يوج��د عقل مبدع ينظم وهو يتلقى, وعملة رص��د الإنس��ان من ج��انب أخر للظواهر وهي عمليه بالغة ألتركيب فالحقائق الأنس��انيه لا يمكن فهمه��ا إلا من خلال دراس��ة الفاع��ل لعالم��ه ال��داخلي والمعنى ألذي يسقط علي��ه، في حين ت�رى المدرس�ة المثالي�ة الفلسفية ويمثلها باركلي بعدم وج��ود ش��يء م��ا لم يكن ذل��ك

(تدريسي في كلية العلوم السياسية - جامعة النهرين )(تدريسي في مركز دراسات البصرة والخليج العربي - جامعة البصرة) بهاء عدنان الحسني, الأهمية الإستراتيجية للعراق،رسالة ماجستير غير((1

.2، ص2005منشورة، كلية العلوم السياسية،جامعة النهرين، بغداد، 2 المصدر نفسه،ص((2

ألش��يء م��دركا ويق��ول الش��يء الم�درك ه�و النفس و الأش�ياء المدرك��ة هي التص��ورات والمع��اني القائم��ة في مج��ال الحس والإدراك، كم��ا ع��رف الم��درك بأن��ه المعل���وم والإدراك ه���و الحقيقة المتمثلة عند المدرك ويفسر ذلك بان الإدراك هو حالة مستنده إلى الخارج أو ص��وره منتزع��ه من الخ��ارج تتح��ول إلى

(. 3المدرك مستفيدا منها ويقوم المدرك بشرح الصورة ) أما ألماوردي ففي تعريفه للعقل يقول انه ))الم��درك للأش��ياء

( أي أن العق��ل ه��و4على م��ا هي علي��ه من حق��ائق المع��نى(() صاحب عملية الادرك وعلى الرغم من أن المدرك ه��و موض��وع الإدراك إلا أن الإدراك نفسه يخض��ع لنقاش��ات فلس��فيه ك��برى في صياغة مفهومه من اجل الكش��ف عن حقيقت��ه لان الإدراك ملتقى الكثير من البحوث والدراس�ات ولك�ل دراس�ة مفهومه�ا الخاص الذي يعالج مفهوما ، ويبرز الصراع في أن الإدراك ه��ل هو ظاهره مادي��ة أو مج��رده عن ألم��اده أي ص��راع بين المادي��ة المتيافيزيقيه، أما عملية الإدراك فان ألذات المدركة إذا عرفت شيئا وانطبع فيها ذلك الشيء أصبحت ملتصقة ب��ه في ال��وقت الذي لابد أن تتصف تلك الذات بالوعي لكي تستطيع أن تعرف، فالإنس��ان وبس��بب التك��وين الط��بيعي يمي��ل إلى الترك��يز على البيئة الخارجية ويهتم على وجه الخصوص بالأحداث الجديدة أو غير المتوقعة أو المختلف��ة وه��ذا الأس��لوب الإدراكي ل��ه قيم��ة هام��ه في الحف��اظ على البق��اء حيث يس��اعد على الاس��تجابة للخط��ر المف��اجئ وتحدي��د موض��وع الأش��ياء ومعالجته��ا في

(. أم��ا اللغ��ة ال��تي يس��تخدمها الم��درك للإفص��اح عن5المك��ان) إدراك��ه للواق��ع لغ��ة دقيق��ه في وص��ف الظ��واهر, لان ترجم��ة الواقع إلى أفكار عمليه بالغة التعقيد ، وان ك��ل م��درك حس��ي يعد صيغه مهما كان نوعه حيث انه يؤل��ف وح��ده ت��برز منف��ردة في مجال الإدراك ومتميزة عما يحيط بها، والصيغة هي أش��ياء أو عناصر معينه تبرز في مجالنا الإدراكي وتجذب انتباهن��ا على

إدراكها دون سواها من الأشياء. أذن يمكن القول أن المدرك هو الحالة أل��تي تحص��ل بع��د الإدراك، أو انه المحصلة النهائي��ة لعملي��ه الإدراك، فمثلا عن��دما تنظر إلى كتاب أمام�ك وت��راه فالكت��اب أص��بح في ه��ذه ألحال��ه مدرك حسي فأن أغمضت عينيك استطعت أن تراه أيض��ا, وم��ع ذلك ف��ان ه��ذه العملي��ة تم��ر أولا بالإحس��اس، فالإحس��اس أول حاله بالمدرك وهو أول خطوه لمعرفة الع��الم الخ��ارجي إلا أن ألأم��ر يمت��د ليتن��اول إحساس��ات الإنس��ان ليفس��رها ويؤوله��ا ويضيف إليها من خبرته وتجاربه مما يجعلها معاني و رموز في إدراكنا فبالإحساس وحده لا ندرك شيئا وك��ذلك بدون�ه لا ن�درك

لان الإدراك هو تفسير وتأويل الإحساس.

(( المصدر نفسه3(( المصدر نفسه43-2،ص ص المصدر نفسه)(5

يؤكد ما مر ذكره إن الصورة في المدرك والصراع ال��ذي جرى بين المدارس الفلسفية حول كون المدرك حاله مادي��ه أو

(. وأض��افه إلى6ميتافيزيقية يؤكد انتصار الذهب الميتافيزيقي) ألإحساس هناك التصور كعامل في تكوين المدرك وأفض��ل من تكلم عن التص��ور هم الفلاس��فة المس��لمون وهم يقول��ون أن التص��ورات تك��ون على قس��مين أولي��ه وثانوي��ة فألاولي��ة هي ألأس��اس لل��ذهن البش��ري فمثلا نتص��ور الل��ون لأنن��ا ادركن��اه بالبصر وعلى ضوء هذه التصورات تنشأ التصورات الثانوية بع��د ذلك يبدأ الذهن البش��ري ب��دور الابتك��ار فيول��د ال��ذهن مف��اهيم جديدة من تلك المعاني الأولي��ة، وم��ع ه��ذا ف��ان عوام��ل أخ�رى مثل الدوافع والخبرات تؤثر في تك��وين الم��درك إلا أن عناص��ر تحفيزه��ا متباين��ة ف��إذا تس��اوت جمي��ع المخلوق��ات في م��دى اس��تجابتها لنفس المث��يرات فأنن��ا س��وف نتن��افس على نفس موارد الغذاء والمأوى إلا أن اختلاف إحساساتنا ومداركنا يسمح لنا باقتسام البيئة و العالم الخارجي الذي يحيط بنا عالم يتألف من أش��ياء وم��واد ووق��ائع منظم��ه وف��ق ق��وانين خاص��ة هي ق��وانين التنظيم الحس��ي ال��تي تنظم المنبه��ات الحس��يه في وحدات وصيغ مستقلة تبرز في مجال إدراكنا، ثم ت��أتي الخ��برة أليومي���ه والتعلم فتف���رغ على ه���ذه الص���يغ مع���اني ودلالات، فالمدرك لا يعمل وح��ده, إنم��ا هن��اك عوام��ل داخلي��ه وخارجي��ة تؤثر فيه ومن ثم تعطينا صور مدركه عن ما هيه الشيء المراد

(.7إدراكه وعلى ضوء المدرك يأتي السلوك)

الاستراتيجية.2 ( مصطلح يوياني ويعني فنونStrategyالاستراتيجية )

(,وقد كثر استخدام كلمة استراتيجية8الحرب وادارة المعارك.) في المعاهدات العسكرية وابتداء من القرن التاسع عشر,وقد تطور مضمونها وزادت اهميتها بعد ان كانت حتى نهاية القرن

الثامن عشرعن عبارة مجموع وسائل الخداع والتضليل التي يعتمدها القائد العسكري في مواجهة خصمه,فقد توسع في استخدام مصطلح الاستراتيجية في القرن العشرين وتعدى

نطاق العمليات العسكرية في الحرب,ليصبح التعريف فيما بعد بانها )علم وفن وضع الخطط العامة المدروسة بعناية

والمصممه بشكل متلاحق ومتفاعل ومنسق لاستخدام الموارد(9لتحقيق الاهداف الكبرى( )

.3, ص((بهاء عدنان الحسني, الأهمية الإستراتيجية للعراق, مصدر سبق ذكره6)( المصدر نفسه.7 ,شركة مطابع2( ( د. محمد حسين ابو صالح, التخطيط الاستراتيجي القومي,ط8

49,ص2009العملة السودانية,الخرطوم,

وقد الحقت كلمة الاستراتيجية بالعربية كما هي بدون يتم تعريبها لسعت معانيها ومقاصدها وغموضها في بعض الاحيان كما كانت هناك محاولات عديدة لتعريفها حتى اطلق من حاول

( كما جاء تعريف10تعريفها برحلة صيد الاستراتيجية.) الاستراتيجية في الموسوعة السياسية للكيالي بانها:علم وفن

وضع الخطط العامة المدروسه بعناية والمصممة بشكل متلاحق ومتفاعل ومنسق لاستخدام الموارد المختلفة )مختلف

(11اشكال الثروة والقوة( لتحقيق الاهداف الكبرى.) وقد مرمفهوم الاستراتيجية بتطورات واكبت دور الدولة,

وتطور فكر القائمين عليها والباحثين الاكاديميين , اضحى مفهوم الاستراتيجية يعني بجانب كبير منه ذلك التدبير العلمي

الشامل المستند الى قدرات الدولة, والذي يسعى لتحقيق اهداف محددة وباقل الكلف. ولانها كذلك ,فقد تخضع

الاستراتيجية لتقييم حسب معدلات الانجاز المتحققه وبكلفها (, أي انها كل التصورات والخطط والوسائل والافكار12الفعلية)

المتناسقة والمتكاملة التي من شانها تحديد وتحقيق المصالح الوطنية وتحقيق ميزات وقدرات تنافسية من منظور عالمي

للدولة وموسساتها بصورة تمكنها من تحقيق غاياتها عبر احسن استغلال للفرص والموارد, وتستجيب عبرها للمخاطر والتهديدات ونقاط الضعف في البيئة المحلية والدولية, ويتم

عبرها تحديد الرؤية والرسالة والغايات والأهداف الاستراتيجية(13للدولة.)

لذلك تعرف الاستراتيجية بانها)علم وفن استخدام الوسائل والقدرات المتاحة في أطار عملية متكاملة يتم

اعدادها والتخطيط لها بهدف خلق هامش من حرية العمل تعين صناع القرار على تحقيق أهداف سياساتهم العليا في

(.14أوقات السلم والحرب().الثقافة الاستراتيجية للدولة 3

الثقافة الاستراتيجية لدولة ما,تعد منطلقا حيويا لفهم الاعمال والقرارات الممكنة لتك الدولة,لأن الثقافة

الاستراتيجية هي )الاطار المنطقي الذي تناقش الدولة ضمنه المؤسسة الجامعية،3(د. عدنان السيد حسين, نظرية العلاقات الدولية،ط)9

.99 �98، ص ص 2010للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، د. جاسم سلطان، التفكير الاستراتيحي والخروج من المأزق الراهن،ط )(10.15،ص2010،مؤسسة أم القرى للترجمة والتوزيع, المنصورة،2 ، الموسسة4، ط1 الوهاب الكيالي واخرون، الموسوعة السياسية،ج(( د. عبد11

.169، ص1999العربية للدراسات والنشر، بيروت، د. قحطان كاظم الخفاجي, الاستراتيجية العسكرية والاستراتيجية التوقيت( (12

واشكالية التكامل, ملخصات بحوث ندوة بعنوان الاستراتيجية والاستراتيجية العسكرية اشكالية التبادل وضرورات التغيير, اصدار قسم الاستراتيجية, كلية

15,ص2010 كانون الاول 27العلوم السياسية ,جامعة النهرين, بغداد, )( د. محمد حسين ابو صالح, التخطيط الاستراتيجي القومي, مصدر سبق13

51ذكره,ص ,مركز1) (علي فارس حميد, التخطيط الاستراتيجي للأمن القومي العراقي,ط14

.16, ص2012رؤية للبحوث والدراسات الاستراتيجية, بغداد,

(.ان15الافكار الاستراتيجية,وتكمل صوغ قراراتها الدفاعية( ) الثقافة الاستراتيجية بعبارة عامة لبلد ما هي )منظومة عقائده

المشتركة,وفرضياته,وانماط سلوكه,المستمدة من تجارب مشتركة وروايات مقبولة,تسهم في صوغ هوية جماعية

وعلاقات بالجماعات الاخرى,وتحدد الغايات والوسائل المناسبة(. 16لانجاز الاغراض الامنية()

.الاستراتيجية العليا 4 درج استعمال تعبير )الاستراتيجية العليا( حديثا بوصفه

مجمل الخطط الخاصة بالدولة,او بائتلاف عدد من الدول. وقد راج استعمال مفهوم )الاستراتيجية العليا( او )الاستراتيجية

القومية( او )الاستراتيجية الشاملة(,منذ منتصف القرن العشرين في معرض الاستعمال المنسق للمصادر كافة لأمة

(.17من الأمم,من اجل تحقيق أهدافها القومية) ويتلخص دور الاستراتيجية العليا في تحديد المهمة الخاصة

بمختلف الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية, وتأمين توافقها, وتعد هذه الاستراتيجية من عمل رؤساء

الحكومات المتعاونين مع روساء أركان الدفاع الوطني(.18والمستشارين او مجلس الدفاع الاعلى )

لذلك فالاستراتيجية العليا هي استراتيجية شاملة, تلخص الرؤية الوطنية لتطوير وتطبيق وتنسيق جميع أدوات القوة

الوطنية بقصد تحقيق الأهداف الاستراتيجية الكبرى, وتشمل:حماية الامن القومي, وتعزيز الازدهار الوطني, ونشر قيم الوطنية. وقد تكون الاستراتيجية العليا معلنة, وقد تظل

(. 19مستترة ضمن الدوائر المعنية) وتعرف ايضا انها بانها ضمانة الوجود القومي وحماية المصالح

الحيوية....وتتحدد وفقا لعوامل مختلفة, مثل أهدافها وغايتها ,وأهداف وغايات شعوب أخرى من جهة, وقوتها

(.20النسبية من جهة أخرى) لذلك فان الاهداف السياسية هي التي تفرض الاهداف

العسكرية. وتحمل السلطة السياسية مسؤولية ادارة الحرب ,في حين تتحمل السلطة العسكرية مسؤولية بناء

( جنيفر كنيبر وأندرو تيريل, الثقافة الاستراتيجية الايرانية والردع النووي,ط(15 (,مركز الامارات للدراسات والبحوث88,دراسات عالمية)1

.8�7,ص ص 2009الاستراتيجية,ابوظبي, جنيفر كنيبر وأندرو تيريل, الثقافة الاستراتيجية الايرانية والردع النووي,) (16

8,صمصدر سبق ذكره ,دراسات1 امين محمود عطايا, الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية,ط) (17

(,مركز الامارات للدراسات والبحوث19استراتيجية العدد ).11,ص1998الاستراتيجية ,ابوظبي ,

.11المصدر نفسه, ص((18 )(هاري آر.يارغر, الاستراتيجية ومحترفوا الامن القومي التفكير الاستراتيجي19

, ترجمة :راجح محرز1وصياغة الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين, ط.46, ص2011علي, مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية, ابوظبي,

امين محمود عطايا, الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلي, مصدر سبق) (20.12ذكره,ص

القوة العسكرية ,وتاهيلها, وتشغيلها في الحرب, وكذلك ادارة العمليات الحربية. وتدل التجربة التاريخية على ان التطبيق

الناجح لستراتيجية ما, يستدعي اخضاع كل الوسائل المختلفة للآهداف السياسية, على ان تكون الوسائل العسكرية

والاقتصادية المستخدمة كافية لتحقيق أهداف الآمة السياسية ومنسجمة معها. وهناك امثلة كثيرة في تاريخ الحروب تدل

على الفشل في تحقيق التوازن بين الوسائل والاهداف, ومن ابرز هذه الامثله خسارة المانية النازية الحرب العالمية

(.21للاسباب سابقة الذكر )المحور الثاني: الاستراتيجية الايرانية الشاملة

وبعد توضيح المصطلحات ذات العلاقة بشكل فلابد من توضيح الاستراتيجية الايرانية العليا, والاستراتيجية العسكرية

الايرانية ولبيان طبيعة العلاقة التكاملية بينهما. ولان الاستراتيجية الشاملة عموما هي اوسع مدى من الاستراتيجية

العسكرية لايران. سنتناول أولا الاستراتيجية الشاملة ثمالاستراتيجية العسكرية لايران.

.الاستراتيجية الايرانية العليا)الاستراتيجية الشاملة(1 تعد ايران احدى اهم الدول التي تحتل موقعا جيو

ستراتيجيا متميزا وموثرا في المنطقة, فهي تمتد بين خطي شمالا ,وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة40�25عرض

( كيلو متر1.648.195اسيا, وتشغل مساحة قدرها) مربع ,وتشكل بموقها الجغرافي جسرا يربط وسط اسيا

ومشرقها اولا, وغرب اسيا وشرق البحر المتوسط ثانيا, اذ يحدها من الشرق باكتسان افغانستان, ومن الشمال

تركمانستان وأذربيجان وارمينيا وتركيا وبحر قزوين ومن الغرب العراق, ومن الجنوب الغربي الخليج ودول مجلس

(.22التعاون لدول الخليج العربية, ومن الجنوب المحيط الهندي)لقد مرت الاستراتيجية الايرانية بثلاث مراحل هي:

المرحلة الاولى :وتمتتد من قيام الثورة الاسلامية وحتى نهاية الحرب العراقية –الايرانية وقد تمحورت الاستراتيجية الايرانية

حينها في تصدير الثورة وتحريض شعوب المنطقة على الثورات الاسلامية. ولكن تجربة الحرب العراقية –الايرانية

والخسائر البشرية والاقتصادية وتجميد خطط التنمية جعل ايران تعيد النظر بستراتيجتها بشكل كبير في المرحلة التي

(. 23تلت وفاة السيد الخميني) المرحلة الثانية: من نهاية الحرب العراقية وحتى نهاية عهد

الرئيس الايراني محمد خاتمي وتتميزت بنشوء علاقات ايرانية.14المصدر نفسه,ص"21 ,المركز الثقافي للدراسات3د. علي البغدادي, ايران تاريخ وحضارة,ط( (22

.11�10,ص ص2011الاسلامية,بغداد, معادلةال د. عمار حميد ياسين, البرنامج النووي الايراني وانعكاسته على )(23

الامنية لدول مجلس التعاون الخليجي, المجلة السياسية والدولية, العدد80,ص2011,كلية العلوم السياسية, جامعة لمستنصرية, شتاء/19

جيدة ومع الكثير من الدول نتيجة انتهاج الحكومة الايرانية (.فمنذ وفاة السيد الخميني, ادركت24استراتيجية اكثر واقعية)

ايران عجزها الكامل في تغيير الخريطة السياسية للمنطقة تغييرا جذريا, وعن تصدير ثورتها الى الخارج, بالاضافة الى ان

الحكومة الايرانية بدأت في أعادة بناء الاقتصاد المدمر,وقد تطلب لتحقيق هذا الهدف ان أسهمت ايران بفعالية في تثبيت

دعائم الاستقرار في المنطقة, وتحسين العلاقات ,وتوسيع (,اما بالسنبة لسياسة25العلاقات التجارية مع جيرانها العرب )

ايران وخططها الاستراتيجية مع الدول الغير العربية المجاوره لها فقد فتح انهيار والتفكك اللاحق للاتحاد السوفيتي السابق فرصا وافاق جديدة امام ايران لتدعيم العلاقات مع تلك الدول )الدول التي انشقت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق(التي

تشترك معها في عناصر تاريخية, ثقافية, وعرقية, دينية, خاصة في ضوء حرص ايران على تصعيد دورها كقوة اقليمية

(.ومما ساعد على تعزيز اسس26ذات ثقل جيو� استراتيجي) هذه الاستراتيجية هو نجاح تيار الاصلاحيين بقيادة الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي في تولي السلطة ,اذا ساعد

ذلك على تحقيق نجاحات ملحوحظة في دائرة محيطة (ولهذا فقد تميز اسلوب ايران في التعامل مع27الاقليمي.)

جيرانها القدماء والجدد في عهد ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وبعد ازمة الخليج الثانية بثلاث سمات بارزة هي:

الحذر والتركيز على المصالحة ,والمصالح الاقتصادية والامنية بدلا من التطلعات الايديولوجية ,وتوسعة التعاون الاقتصادي

الاقليمي. وقد كان لهذا الاسلوب الايراني بعض النتائج الايجابية في العلاقات ,سواء مع جيرانها العرب او الدول

(.28الاخرى) وفي ضوء ما تقدم فان الاستراتيجية الايرانية في تلك

المرحلة ,قد أتسمت بالعقلانية وهي كما يصفها وزير الخارجيةالايراني السابق علي اكبر ولايتي:

))بان جمهورية ايران الاسلامية تعتقد اعتقادا راسخا ,في مبدا التعاون الاقليمي, باعتبارة دليلا على الجدية والريادة في

تنمية العلاقات الثنائية, و الثلاثية, والمتعده الاطراف, وسبيلا80( ( المصدر نفسه,ص24 ) ( محسن ميلاني, سياسية ايران في الخليج من المثالية والمجابهة الى25

البراجماتية والاعتدال, عن كتاب: جمال سند السويدي في ايران والخليج البحث ,مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية, ابوظبي,1عن الاستقلرار,ط

120, ص1996 د.وليد محمود عبد الناصر,ثلاث دوائر اقليمية للسياسة الخارجية( ( 26

, مركز الدراسات السياسية38الايرانية,كراسات استراتيجية العدد 2,ص1996والاستراتيجية بالاهرام,

) (د.عمار حميد ياسين,البرنامج النووي الايراني وانعكاسته على معادلة الامنية2780لدول مجلس التعاون الخليجي, مصدر سبق ذكره,ص

شيرين هنتر,ايران بين الخليج العربي وحوض بحر قزوين:الانعكاسات)(28 ,مركز الامارات38, دراسات عالمية العدد 1الاستراتيجية والاقتصادية, ط

37,ص2001للدراسات والبحوث الاستراتيجية,ابوظبي,

وحيدا لضمان السلام والاستقرار والامن في المنطقة, وان جهود ايران في اقرار الامن ,سواء في منطقة الخليج او

مجموعة دول الجوار ,او في منطقة اسيا الوسطى والقوقاز ,من اجل اقرار السلام والاستقرار ,انما يتم في

اطار هذه الاستراتيجية حيث ان الامن القومي لايران يتحقق(.29من خلال اقرار السلام والامن في المنطقة(()

والى الفترة الحالية, وتتميز2005المرحلة الثالثة:وتبدا من هذه الاستراتيجية بالغموض نظرا لتطور الاحداث وحجم التحديات التي تواجة الحكومة الايرانية.ويمكن تحديد هذه

الاستراتيجية من خلال النظر في السلوك الايراني في الاقليم, ويتضمن هذا السلوك من خلال التخطيط

لاستراتيجيات متعددة وتنفيذها جميعا بالتوازي والتزامن على وفق نمط من التفاعل والارتباط بينها, من اجل تعزيز قدراتها

كدولة اقليمية لها ثقلها واتباع سياسة الاطراف المتعددة والتي تتعامل ايران من خلالها مع اطراف متناقضة, فايران

ومن خلال استراتيجتها الجديدة تمزج بين المواقف السياسية والاعلامية والاستعدادات العسكرية من خلال الاستعراضات

المكثفة لعناصر قوتها الرادعة والهجومية .اي اننا امام )استراتيجية ايرانية عامة( تنتظم فيها استراتيجيات متعددة

في مناطق ذات ظروف وصراعات متنوعة ,ووفق اهداف تصب في المصلحة الاستراتيجية لايران,وهو مايشير الى وجود

عقول مخططة على مستوى من الكفاءة للتخطيط والادارة الاستراتيجية للازمات لتحقيق اهداف ايران العليا.لذلك يبدو

مهما الاشارة الى تصريح اطلقة الرئيس الايراني في عام اذ قال" ان ايران مستعدة للمساهمة في حل مشكلات2011

العالم",وهي بذلك أي ايران تفرض نفسها كقوة اقليمية(.30موثرة )

المحور الثالث: حزب النشاءة والتطور والامكاناتالعسكرية

.نشاءة حزب الله وتطوره1 يعرف حزب الله ،نفسه بالاتي ((هو تنظيم سياسي

السياسية والعسكرية علىلبنانعسكري متواجد على ساحة مدى أكثر من ثلاثين عاما , وقد اكتسب اهمية وجوده عن

طريق المقاومة العسكرية للوجود )الاسرائيلي( خاصة بعد ، وكلل الحزب عمله السياسي1982 عام بيروتاجتياح

على الانسحاب منالجيش )الاسرائيلي(والعسكري بإجبار حرب، وتصدى له في 2000الجنوب اللبناني في أيار من عام

سركيس ابو زيد,ايران والمشرق العربي مواجهة ام تعاون,ط)( نقلا عن:29 ,سلسلة الدراسات الايرانية –العربية, مركز الحضارة لتنمية الفكر1

261,ص2010الاسلامي,لبنان, (نقلا عن: د. منشد الوادي الشمري, الاعتبارات الجيواستراتيجية ودورها في)30

, مركز الخليج للابحاث,82تحديد السياسة الايرانية, مجلة اراء حول الخليج, العدد35-34.ص ص2011جدة, يوليو

وألحق في صفوفه خسائر كبيرة اعتبرت في 2006 تموز )اسرائيل( إخفاقات خطيرة وتهديدا وجوديا )لاسرائيل(

(.31كدولة(() وترجع نشأة حزب الله إلى الانقسام الذى حدث لحركة

أمل التى أسسها السيد موسى الصدر، حيث تسبب قيام فى انقسام الحركة إلى1979الثورة الإسلامية الإيرانية عام

جناحين، أحدهما رأى أن المرجعية لحركة أمل يجب أن تكون من داخل لبنان، فى حين دعا الجناح الآخر إلى المرجعية في

ايران، ثم تعزز الانقسام بين الجناحين، عقب الاجتياح ، فقد كان هناك فريق يؤيد1982)الاسرائيلي( لبيروت

التفاوض مع )اسرائيل(، وآخر تمسك بخيار المقاومة واستعادة ثقافة الاستشهاد، فحدث انشقاق بين كوادر وقادة

حركة أمل مكونين حزب الله، الذى اعتمد المقاومة خيارا استراتيجيا له فى مواجهة الاحتلال وقد ارتبط الحزب بإيران

ايديولوجيا وعسكريا، انطلاقا من ثوابت ومفردات فكرية وعقائدية، حيث أن كل أفراد الحزب من اللبنانيين الذين

(.32يعدون الولى الفقيه فى إيران مرجعا دينيا وسياسيا لهم) أن1985 شباط 16فقد جاء فى بيان صادر عن الحزب في

الحزب ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد فى ولاية(. 33الفقيه والتي يمثلها السيد الخميني)

ضديرتكز حزب الله على عقيدة أسلامية أساسها الجهاد )اسرائيل( حتى لو تغيرت التوازنات المحلية

والاقليمية,فمقاومة الاحتلال لا تحتمل المساوة لانها معركة وجود,وانسحاب )اسرائيل( من جنوب لبنان لايعني انتهاء

المعركة فالمعركة مستمرة حتى تحرير القدس وكامل(.34الاراضي العربية المحتلة )

فقد انتهج الحزب استراتيجية تعويضية تعتمد على تجنب مصادر القوة لدى الخصم, واستغلال نقاط الضعف لديه عبر

اربعة عناصر رئيسة: أ. تنظيم القوات في شكل شبكة منتشرة من خلايا ووحدات

صغيرة قادرة على الاتصال عبر اجهزة لاسلكية فردية مشفرة, تتشكل في انساق مترادفة في البلدات والقرى,عبر اعماق

متتالية بحيث يواجه الخصم مع كل تقدم مقاتلين جدد

،سلس��لة بح��وث ح��زب1د.نور الدين العاملي، حزب الله والمعادلة القرآنية،ط((31.13، ص 2010( ،بلا مكان وجهة نشر، 3الله )

اب��و بك��ر فتحي الدس��وقي, ح��زب الل��ه النش��اة وال��دور المس��تقبلي,مجل��ة()32 ,2006السياس��ية الدولي��ة, بحث منش��ور على الاه��رام ال��رقمي,تش��رين الاول

للموقع: digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=221758&eid=4697

ابو بكر فتحي الدسوقي,حزب الله النشاة والدور المستقبلي,مصدر سبق((33ذكره,انترنت

( د.ابتسام محمد عبد,علاقة الاحزاب والحركات العربية الاسلامية بايران)34 ,مركز الدرسات61)حزب الله وحماس انموذجا(,الملف السياسي, العدد

3,ص2009الدولية,جامعة بغداد,بغداد,تشرين الاول

وتكتيكات جديدة تتناسب مع المكان والتضاريس الذي هم(. 35اهله)

ب. العمل في داخل مناطق من القرى وبلدات تم تجهيزها مسبقا بشبكات ملاجئ وخنادق ومواقع حصينة ,مع توظيف مسبق لكافة المنشات المدنية في كل المناطق, وذلك ليس

فقط لتحييد وسائل التفوق التقليدي للخصم )مدرعات, طائرات قتال وهيلوكوبترات, مدفعيات, انظمة استشعار على

(.36مدار الساعة,خاصة الطائرات غير الماهولة() ج.الاستنزاف والرد البطئ لمواجهة سرعة المبادرة وكفاءة

نظم القيادة والسيطرة التي يتمتع بها الخصم,من خلال الانضباط التكتيكي بانتظار الهجمات داخل المواقع

الحصينة,واعادة التسلسل والظهور في الوقت المناسب لشن هجوم او عمل كمين,فضلا عن ان مقاتلي الانساق الامامية

يمكن تركهم في الخلف او التضحية بهم في شن عمليات في(.37مؤخرة الخصم)

د.التخزين المسبق للاحتياجات داخل الملاجئ والتحصينات والمنشآت المدنية في القرى والبلدات بصورة متراكمة على

مدى سنوات ماضية وابتدا من الانسحاب )الاسرائيلي( من ,للتعويض عن احتمالات قطع خطوط2000جنوب لبنان عام

الامداد المتدفقه من الشمال اللبناني بفعل التفوق الجوي(. 38والمدفعي )الاسرائيلي( في حالة أي اجتياح)

.الامكانات العسكرية لحزب الله 2 وعن الامكانات العسكرية لحزب الله وبحسب التقارير

)الاسرائيلية( المتابعة لحزب الله,فان الحزب يمتلك مالا يقل كيلومتر واكثر, بالاضافة40 الف صاروخ يصل مداها 20عن

الى مئات من قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات ومئات الصواريخ والمدافع المضادة للطائرات,والالاف من العبوات

(. ونظرا لطبيعة المواجهات39الناسفة المسماة بالذكية) العسكرية بين حزب الله و)اسرائيل(,فان سلاح الصواريخ هو

الاكثر تاثيرا على الامن )الاسرائيلي(,باعتباره قوة ردع وتحييد لفاعلية السلاح )الاسرائيلي( ولو نسبيا وانها اداة تهديد لامن

العمق )الاسرائيلي( باعتبار البعض منها قادر على ضرب

محمد صفوت الزيات, حزب الله بين الوعد الصادق وتغيير الاتجاه ,تحرير)( 35 عبد المنعم المشاط و ناهد عز الدين عن :اعمال الموتمر السنوي العشرين للبحوث السياسية في تداعيات الحرب )الاسرائيلية( اللبنانية على مستقبل

,ص2008,مركز البحوث والدراسات السياسية,القاهرة,1الشرق الأوسط ,ط156

157�� 156المصدر نفسه,ص ص ((36157,ص المصدر نفسه) (37157,ص المصدر نفسه)(38,موقع وزارة الخارجية )الاسرائيلية(,سلاح حزب الله في جنوب لبنان)( 39

,للموقع:20/7/2009http://www.altawasul.com/MFAAR/about+the+ministry+arab+site/behind+the+headlines/Behind-the-Headlines-Hizbullah-Weapons-in-Southern-Lebanon-20072009.htm

التجمعات السكنية للمستوطنين .ومن اهم الصواريخ التييملكها حزب الله هي

(: معظم الصواريخ التي يمتلكها حزب:صواريخ )كاتيوشا()اولا 25 و12الله من هذا النوع، الذي يتراوحمداه بين

ألف13ويمتلك حزب الله عددا تقريبيا يتجاوز (.40كيلومترا) صاروخ تم جمعها على مدى أعوام بعد انسحاب )اسرائيل( من

جنوب لبنان. ومعظم تلك الصواريخ من طراز كاتيوشا(. 41 كيلومترا)25سوفيتية الصنع التي يصل مداها إلى

ويعتقد أن ترسانة حزب الله من صواريخ الكاتيوشا مستمدة من المخزون الروسي والصيني القديم لتلك الصواريخ. ومثال

BM-21على ذلك القذائف السوفيتية الصنع من نوع غراد 25 وبمدى يبلغ 1963والتي أنتجت لأول مرة في عام

كيلومترا. وبسبب عدم دقة اصابتها للهدف، فان صواريخ كاتيوشا تكون أكثر فعالية عندما تطلق بأعداد كبيرة مجتمعة.

على عدد من2001ويعتقد أن حزب الله حصل منذ عام الذي تمكن عناصرMRBLمنصات اطلاق الصواريخ من نوع

الحزب من اطلاق مجموعة من هذه الصواريخ دفعة واحدة(.42وبشكل متكرر)

صواريخ )فجر( )الايرانية(: وهي صواريخ كاتيوشا مطورةثانيا: كيلومترا، وكانت75 و35من قبل إيران، ويبلغ مداها ما بين

قد أشارت إلى امتلاك حزب الله لصواريخ "فجر مجلة "جينز"(.43 كيلومترا)75" التييبلغ مداها 5

)زلزال( )الايرانية(:يعتقد الخبراء العسكريون أنثالثا: صواريخ الأكثر فعالية، والتي يبلغ2حزب الله يمتلك صواريخ زلزال

كيلومترا، التي يمكن تزويدها برؤوس400-200مداها ما بين كيلوغرام من المتفجرات. وتتميز هذه600حربية قوتها

الصواريخ بنظام وقود صلب، مما يسهل من عمليات نقلها واعدادها للاطلاق. ولا تتميز هذه الصواريخ بالدقة، أو بنظم

(.44متقدمة للتحكم في مسارها)( يوضح مدايات الصواريخ التي بحوزة حزب الله1مخطط رقم )

( صواريخ كاتيوشا صغيرة، حجمها )سنتمترا، ومعنى اسمها باللغة122 60الروسية "كاتي الصغيرة"، وقد استخدمها الجنود الروس لأول مرة قبل

عاما ضد الجنود الألمان الغزاة. موقع سي أن أن)( ماحقيقة القدرات الصاروخية والجوية لحزب الله,40

،انظر الرابط الالكتروني2006 أب 15الاخباري)باللغة العربية(،واشنطن،للموقع:

http://archive.arabic.cnn.com/2006/lebanon.escalation/7/16/Hezbollah.arsenal/,موقع البي بي سي, صواريخ حزب الله ما بين رعد وزلزال) (41

,للموقع:4/8/2006http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_5244000/5244946.st

المصدر نفسه، انترنت.()42 ماحقيقة القدرات الصاروخية والجوية لحزب الله,موقع سي ان ان )باللغة()43

.لعربية(,مصدر سبق ذكره, انترنت ,موقع البي بي سي,مصدر سبق صواريخ حزب الله ما بين رعد وزلزال) (44

ذكره,انترنت

,موقع البي بي سي,صواريخ حزب الله ما بين رعد وزلزالالمصدر:نقلا عن :,للموقع:4/8/2006

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_5244000/5244946.stm

رابعا :قدرات صاروخية مضادة للدروع:تعتبر قدرات حزب الله في هذا المجال فعاله وجاءت هذه الفعاليه من خلال الكفاءة

في استخدام الاسلحة المتطور التي يمتلكها الحزب ضد AT-14Krentالدروع امثال الجيل الثالث الاكثر تطورا من طراز

الموجهه ليزريا وذات الرؤس الحربية المترادفة التي تمكن من ملم,وهذا السلاح بالخصوص12اختراق تدريعات الصلب بعمق

50 مع )اسرائيل( وادى الى تدمير 2006استخدم في حرب (.45دبابة ميركافا الاكثر تطورا في العالم)

خامسا:قدرات صاروخية مضادة للسفن:يمتلك حزب الله الصينية الصنع والتي طورتها ايرانC-802صواريخ كروز

وادى2006واستخدمها حزب الله بفعالية كبيرة في حرب استخدام هذا النوع من الصواريخ الى اصابة الفرقاطة

" المجهزة بنظام يعتبر الاحدث فيHanit)الاسرائيلية( "حانيت �-Cالعالم لمقاومة صواريخ اكثر تطورا ودقه من الصاروخ

802(46. ) سادسا: القدرات الصاروخية المضادة للطائرات:تحتوي ترسانة

الحزب على صواريخ فردية مضادة للطائرات, بعضها متقادم ", وبعضها متطور من طراز "SA-7 Strelaمثل طراز "ستريلا �

متر5200" والتي يصل مداها الى حوالي Igla SA-18-IEايجلا � (.47 متر)3500بارتفاع

المحور الرابع: حزب الله والعلاقة مع الجمهوريةالاسلامية الايرانية

يرتبط حزب الله بعلاقات مميزه مع ايران,فحزب الله اللبناني ,والذي يؤمن بولاية الفقيه ,والذي يعتمد على ايران

في كثير من اسباب وجوده وديمومة فاعليته,وايران التي تؤمن جانب كبير من فاعليتها في الشأن الصهيوني عن

طريق القوى المتوافقه معها عقائدياومنها حزب الله اللبناني ( محمد صفوت الزيات, حزب الله بين الوعد الصادق وتغيير الاتجاه,مصدر(45

159سبق ذكره,ص159المصدر نفسه,ص) (46159 المصدر نفسه,) (47

جعل المتبعون للعلاقات الاقليمية لايحصروا علاقات الحزب بايران في بعد واحد,بل في اكثر من بعد,ولعل الامتداد

الطائفي والايديولوجي وصولا الى المصير المشترك هي الابرز في اسباب العلاقات بينهما ودلالاتها

المستقبلية .ويمكن التعرف على جانب مهم من المنطلقات العقائدية للعلاقة بين حزب الله وايران ,مايمكن ان نتلمسه

من تصريح امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ان التعويضات التي دفعها حزب الله للمتضررين من مواجهات

بين )اسرائيل( وحزب الله ,هي من2006حرب تموز عام مرشد الثورة الايرانية السيد علي الحامئني,واصفا المساعدة

(. 48الايرانية ب�"المال الطاهر").رؤية حزب الله للجمهورية الاسلامية في ايران1

كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية تمثل انموذجا حيا لحزب الله,وطموحه الاقتداء بهذه الجمهورية لاقامة دولة

اسلامية ,واعتبر الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله ,ان ,كان1979حدث اعلان الدولة الاسلامية في ايران العام

تاريخيا ومهما بالنسبة لنا في لبنان,لاسباب عدة,فعلى المستوى الفكري والايماني والعقائدي ,هناك دولة للإسلام

سوف تبني من خلال هذه الثورة تحكم بالاسلام ,وهناك سبب اخر سياسي,وهو الثورة اطاحت باهم واقوى حليف

)لاسرائيل( ومشروعها في المنطقة وهو الشاه ,ونحن ننظر الى مايجري والكلام للسيد حسن نصر الله,في الخارج من

بوابة الصراع مع العدو )الاسرائيلي( لمواجهة المشروع الصهيوني.والثورة الايرانية طردت السفير

)الاسرائيلي( ,واغلقت سفارتهم في طهران وحولت نفس المبنى الى اول سفارة لفلسطين, ومنذ ذلك الحين بدات العلاقات عاطفية ,ايمانية ,وفكرية,لاننا كنا نعتبر مايحدث

هناك لايمثل طموحاتنا فحسب ,بل طموحات كل المسلمين(.49والشرفاء اعداء الصهونية)

وبحسب حديث السيد حسن نصر الله ,انه وفي سنوات المقاومة وقفت الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب لبنان, وهذا ماجعل علاقتنا بها اقوى ,فايران ومنذ الايام

الاولى ,قامت بتاسيس مجموعة كبيرة من المؤسسات التي تخدم اللبنانيين وفي جميع المجالات, اسر الشهداء, الرعاية

(.50الصحية, البناء والاعمار,...الخ) لذلك كانت العلاقة الايمانية قوية بين قواعد حزب الله

وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية, ارتقت الى النظرة الى الامام الخميني او الامام الخمئني ليس كزعيم دولة, وانما

,مركز1,.طسركيس ابو زيد,ايران والمشرق العربي مواجهة ام تعاون()48109, ص 2010الحضارة للتنمية الفكر الاسلامي, بيروت,

,دار الهادي للطباعة1,ط2000-1948أمين مصطفى ,المقاومة في لبنان )(49446, ص2003والنشر والتوزيع, بيروت,

447�446,ص ص (المصدر نفسه)50

كزعيم ديني روحي ومرجعية وامام ,نتطلع اليه من خلال هذا(. 51المنظار)

وعن التبعية المطلقة لحزب الله تجاه ايران, ينفي السيد حسن نصر الله ذلك مؤكد على استقلالية حزب الله عن القرار الايراني ,كما ان الجانب الايراني لم يطلب مقابل الدعم الذي يقدمه للمقاومة, التبعيه له, بل بالعكس كان الجانب الايراني

يتحاشى أي نوع من التدخل حتى البسيط في شؤون حزب الله ,ولكن الدور الايراني كان في مجال المقاومة والعمليات

العسكرية للحزب هو دور استشاري مهني في الجانب(.52العسكري)

.اشكال التعاون الاستراتيجي بين حزب الله وإيران2 كان لايران الدور الاكبر في انشاء حزب الله ودعمه

بالمساعدات المادية واللوجستية والغطاء الايديولوجي,فمؤسسوا الحزب اللبنانيين دفعوا وثيقة انشائه

والتي تضمنت اهداف الحزب والغاية من تكوينه الى الامام الخميني الذي وافق عليها لتكتسب شرعية تبني الولي

الفقيه لها ,وعلى الفور امر السيد الخميني الحرس الثوري الايراني بمد يد المساعدة الى حزب الله ولبنان في مواجهته )لاسرائيل( من خلال وسائل عدة منها:انشاء معسكرات في

منطقة البقاع اللبناني لتدريب الراغبين بذلك,وتجهيز الحزب بمعدات عسكرية مختلفة,وتقديم مساعدات مادية متواصلة

ومساعدته على انشاء منظومة مؤسساتية خدمية � اجتماعية نشطة وفاعلة,فضلا عن الدعم السياسي اللامحدود,وقد سبق كل ذلك التنسيق مع سوريا لغرض نقل مواد القتال والسماح بمرور افراد الحرس الثوري الايراني من ايران الى لبنان عبر

(.53الاراضي السورية). الدعم اللوجستي الايراني لحزب الله3

ليس سرا ان التشكيلات المس��لحة "لح��زب الل��ه" اللبن��اني تشكل وسيلة الضغط الايراني��ة على )اس��رائيل( في سياس��تها الشرق اوسطية. وتعتمد علاق��ات (ح��زب الل��ه) م�ع الجمهوري�ة الاسلامية الايرانية على عدم الاع��تراف ب���)اس��رائيل(. وتحم��ل المساعدات الايرانية للحلفاء اللبنانيين طابع��ا عام��ا ��� التموي�ل والدعم الدبلوماس��ي والسياس��ي، واع��داد الك��وادر الايديولجي��ة والعس��كرية، وتزوي��دهم بالس��لاح والمع��دات الحربي��ة والعت��اد والتجهيزات بما فيها الانسانية. وتج��در الاش��ارة هن��ا م��ع ذل��ك، الى ان المساعدات المالية السنوية "لحزب الل��ه" تقلص��ت في عهد ال��رئيس محم��د خ��اتمي ال��ذي يمث��ل الج��انب المعت��دل من

,مصدر سبق ذكره,ص2000-1948الأمين مصطفى ,المقاومة في لبنان ( (51447

مصدر سبق ذكره,ص ص,2000�1948أمين مصطفى ,المقاومة في لبنان ) (52448�449

د.ابتسام محمد عبد,علاقة الاحزاب والحركات العربية الاسلامية بايران )حزب((536 � 5مصدر سبق ذكره,ص ص الله وحماس انموذجا(,

30 ملي��ون دولار الى 100 � 60النخبة السياسية الايراني��ة، من ملي��ون دولار في100مليونا, ثم عادة الى من جديد الى مبل��غ

فترة رئاسة محم��ود احم��دي نج��اد م��ع الاخ��ذ بعين الاعتب��ار ان(. 54هناك تقارير غير رسمية تؤكد تجاوز هذا المبلغ بكثير)

.حزب الله في المدرك الاستراتيجي الايراني3 تدرك الحكومة الإسلامية الإيرانية إن حزب الله ومساعدته

واجبا دينيا شرعيا وثوريا, وانها تدعمها أي الحكومة الاسلامية لايران طالما ان اراضيه محتلة او مهدد من قبل الكيان

الصهيوني, يقول الرئيس الايراني السابق والرئيس الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني

في لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني السيد نبيه بري " اننا مع تقديرنا للمواقف الشجاعة لشعب لبنان وحكومته في

دعم جبهة المقاومة امام محاولات التوسع للنظام الصهيوني, نؤكد على استمرار دعم جبهة المقاومة الشعبية في لبنان.

ان الاعداء يسعون دائما لايجاد شقاق بين الدول الصديقة, وتحالف جبهة المقاومة ضد المحتل للقدس باشكال

جديدة ,ولذلك ينبغي ان نواجه هذه المساعي المستمرة(.55والخطيرة بيقظة ووعي")

اما المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران السيد علي الخامئني فيشيد بتجربة حزب الله بقوله " ان الانتصار الذي حققه حزب الله والمقاومة الاسلامية في لبنان حدث عظيم لاينبغي الاستهانه,وهناك محاولات تجري للتقليل من اهميته

(.56على المستوى العالمي") لذلك فان حديث المرشد الاعلى ورئيس مصلحة تشخيص

نظام ورئيس سابق للجمهورية الاسلامية, لايمثل راي السلطة الدينية والسياسية في البلد فقط بل يمثل راي النخبة

السياسية سواء اكانوا من المحافظين ام من الاصلاحيين ,فلا خلاف بين الايرانيين على دعم حزب الله اللبناني دعما

مفتوحا, حيث ينظر الجميع على انه احد ابناء الثورة الاسلامية في ايران, وان دعمه يتجاوز المصلحة وحتى مبادى الثورة الى

(.57التعاطف العقائدي والوجداني) لذلك فان ايران ترى في حزب الله المشروع الوحيد

الناجح من مشاريعها الخارجية ومعبرها الى ميدان الصراع العربي � )الاسرائيلي(,ووسيلتها لمد نفوذها في المنطقة

ونشر مفاهيمها وأفكارها, وورقة من اوراقها للمساومة على أي وضع من الاوضاع المصيرية التي تتعلق في أي وقت, فقد

,للموقع:17/5/2011ايران ومشاكل الامن الاقليمي, قناة روسيا اليوم,( (54http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/68405/

, مصدرينظر: سركيس ابو زيد, ايران والمشرق العربي مواجهة ام تعاون()55109سبق ذكره,ص

) (نقلا عن :قسم الاعلام في مركز الامام الخامئني الثقافي, القائد والأمة,ج5651 �50, ص ص 2012,مطبعة البهاء, البصرة, 1,ط1 , سركيس ابو زيد, ايران والمشرق العربي مواجهة ام تعاون) (قارن مع:57

110 �109مصدر سبق ذكره, ص ص

ادخل الانسحاب )الاسرائيلي( والسوري من لبنان حزب الله في وضع جديد وصعب حكم عليه اعادة ترتيب اوراقه من جديد للمحافظة على وجوده بوجه الضغوط الدولية المتواصله لنزع سلاحه, لذا فان سيناريو المستقبل قد يحمل في احد طياته

صفقه امريكية � ايرانية لانهاء وجوده العسكري تقدم بموجبه الولايات المتحدة الامريكية لايران تنازلات فيما يتعلق

ببرنامجها النووي وعدم احالته الى مجلس الامن, شريطو ان تتوقف ايران عن الدعم اللوجستي لحزب الله لاضعافه

وسهولة الضغط عليه باتجاه نزع سلاحه, وهو مالايرغب الحزث(.58في حدوثه حاليا لكن قد يجبر عليه مستقبلا)

المحور الخامس: حركة حماس النشاءة والتطوروالامكانات العسكرية

ومن الايمان العميق لايران في دعم القضية الفلسطيني ودعم فصائل المقاومة حسب المعلن من المصادر الاعلامية الرسمية الايرانية ,فقد اختارت ايران دعم حركات المقاومة

( النصيب الأوفر في الدعمالفلسطينية ,وكان لحركة حماس) 1الايراني, وخصوصا بعد العدوان الصهيوني على غزة في ك

,وصمود الحركة وجهادها ضد العدوان2009 2- ك2008 )الاسرائيلي(, وسرعان ما تركز الدعم الايراني لهذه الحركة كجزء من دعم القضية الفلسطينية. لذا سيحاول الباحثين ان يركزا على هذه العلاقة مبتدئين بتوضيح ماهية حركة حماس

ونشاتها ومن ثم متابعة تطور علاقتة الحركة بايران, والمدركالايراني لحماس في المحور السادس من البحث.

.نشاءة وتطور حركة حماس1 بعد وقت قصير من اندلاع الانتفاضة حركة حماس ولدت

ومنذ ذلك١٩٨٧في الضفة الغربية وقطاع غزة أواخر سنة الحين وهي تتوسط بين النقيضين وتبحث عن المكاسب،

رسائلها المشبعة بالشعارات والقيم الإسلامية والسلوكد ووتع ،الذي يشير إلى الواقعية السياسية واعتبارات عملية واقعية

فهي تواجه حربا مقدسة ضد )اسرائيل( لكن لم تلغ من وفي نفس الوقتحساباتها إمكانية وقف إطلاق النار المؤقت

وترفعفإنها تسعى إلى توطيد علاقات التعايش مع السلطة حماس راية الكفاح المسلح من أجل إنشاء دولة فلسطين على

نفس الوقت فإنهاجميع الأراضي الفلسطينية الانتدابية، وفي تنشئ نظاما من المؤسسات الاجتماعية والثقافية لصالح

د.ابتسام محمد عبد,علاقة الاحزاب والحركات العربية الاسلامية بايران()587�6ص ص )حزب الله وحماس انموذجا(, مصدر سبق ذكره,

() حماس هو الاسم المختصر ل�)حركة المقاومةالاسلامية(، وهي حركةحركة مقاومة شعبية وطنية تعمل على توفير الظروف الملائمة لتحقيق تحرر الشعب

الفلسطيني وخلاصه من الظلم وتحرير أرضه من الاحتلال الغاصب، والتصدي , للمزيد انظر:للمشروع الصهيوني المدعوم من قبل قوى سانده للصهيونية

حركة المقاومة الاسلامية � حماس,المركز الفلسطيني للاعلام,للموقع:http://www.palestine-info.info/arabic/hamas/who/who.htm#3

السكان الفلسطينيين المنغرسة بها, ففي نمط تفكير وسلوك(.59(حماس فإنها تدمج المرونة مع التمسك بالتقاليد

فقد كان فوز حماس في2006ووصولا الى عام انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني موشرا على تزايد ثقة الفلسطنيين بالتيار الاسلامي وبخط المقاومة ,وعلى

حالة التفكك والترهل والفساد التي تعاني منها حركة فتح, وعلى تراجع مسار التسوية السلمية ,وكانت محاولات

الإسقاط والإفشال التي تعرضت لها حكومة اسماعيل هنية من )اسرائيل( ومن اطراف فلسطينية وعربية ودولية دليلا على مدى خصومة هولاء للخط الاسلامي والمقاوم, وعلى ازدواجية المعايير حيث لايتم احترام العملية الديمقراطية

(,فقد تعرضت60ونتائج الانتخابات اذا تعلق الامر بحركة حماس) الحكومتان اللتان قادتهما حماس الى حصار قاس وفلتان

امني واعتدءات )اسرائيلية( شرسه, وتعطيل للمجلس التشريعي بأسر معظم ممثلي حركة حماس في الضفة الغربية.وجرت محاولات لتطويع حماس من خلال فرض

الشروط الرباعية الدولية التي اشترطت الاعتراف ب�)اسرائيل( مقابل فك الحصار. واضطرت حركة حماس للقيام بحسم

ادى الى سيطرتها على قطاع غزة2007عسكري في حزيران ,بينما قامت رئاسة السلطة الفلسطينية المتمثلة بحركة فتح

بالسيطرة على الضفة الغربية,وبمتابعة الالتزام بمشروع التسوية ,وقمع تيارات المقاومة وخصوصا حماس.وعاني

الفلسطنيون من تعمق الانقسام الفلسطيني,وتدهور دور المؤسسات الممثلة للشعب الفلسطيني منظمة التحرير

الفلسطيني والمجلس الوطني والمجلس التشريعي,كما عانوا من الضغط الخارجي ,خصوصا )الاسرائيلي( والامريكي,في

(.61صناعة القرار الفلسطيني وتوجيهه) وبعد ذلك جاء الصمود البطولي للمقاومة وفشل العدوان

لغاية27/12/2008)الاسرائيلي( على قطاع غزة في الفترة ,يكمن في عودة التألق لتيار المقاومة والتفاف18/1/2009

الجماهير حوله,والى تعاطف عربي واسلامي ودولي واسع مع الشعب الفلسطيني كما اعطى دفعة باتجاه اعادة ترتيب البيت

(.62الفلسطيني وفق رؤية حركة حماس المنتصرة ).الامكانات العسكرية لحركة حماس2

يشكل العمل العسكري في مشروع حركة " حماس " ، الوسيلة الاستراتيجية لدى الحركة من أجل مواجهة المشروع

,اصدر صحيفة ايديعوت1,عصر حماس,ط أبراهامسيلع و شاؤولمشعال()594,ص1999احرنوت,ترجمة مركز الزيتونه,بيروت,

( ( د.محسن محمد صالح,حقائق وثوابت في القضية الفلسطينية )رؤية60 ,مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات وبالتعاون مع مؤسسة2اسلامية(,ط

30,ص2010فلسطين الثقافية,بيروت,31�30) (المصدر نفسه,ص ص 6131) ( المصدر نفسه,ص62

الصهيوني ، وهو - في ظل غياب المشروع العربي والاسلامي الشامل للتحرير - سيبقى الضمانة الوحيدة لاستمرار الصراع

(. 63وإشغال العدو الصهيوني عن التمدد خارج فلسطين) كما أن العمل العسكري في بعده الاستراتيجي يشكل 

وسيلة الشعب الفلسطيني الأساسية للإبقاء على جذوة الصراع متقدة في فلسطين المحتلة، والحيلولة دون

المخططات )الاسرائيلية( الرامية لنقل بؤرة التوتر إلى انحاء مختلفة من العالمين العربي والاسلامي,لذلك فإن العمل

العسكري يعتبر أداة ردع لمنع الصهاينة من الاستمرار في إستهداف أمن الشعب الفلسطيني , إن من شأن مواصلة هذا

النهج وتصعيده الضغط على الصهاينة لارغامهم على وقف ممارساتهم المعادية لمصالح وحقوق الشعب الفلسطيني في

(. 64الضفة الغربية وقطاع غزة ) وحول الامكانات العسكرية للحركة لاتوجد بيانات دقيقة من مصادر معتمدة ومحايدة كما ان الحركة لا تكشف عن ما لديها من اسلحة ومعدات,الا ان الجانب )الاسرائيلي( يرصد

ويتحرى عن الامكانات العسكرية لحركة حماس ويقوم بنشر هذه التفاصيل من خلال تقرير استراتيجي سنوي اعتمدنا

(:65البيانات التي تم نشرها وهي كالآتي) الف11عدد القوات القتالية المنضوية تحت لواء الحركة هو ,مدافع110مقاتل,وتملك صواريخ مختلفه قد يصل عددها الى

(.66)15قصيرة المدى عدد ومنوقد اتضح بعد الاجتياح )الاسرائيلي( لقطاع غزة

والتي حاولت تحديد الامكاناتخلال الكثير من التقارير العسكرية لحركة حماس,اتضح ان الحركة تصنع اغلب المعدات

والصواريخ التي تقاتل بها القوات )الاسرائيلية( فالاضافة ,فجر1لأمتلاكها طرازات مختلفة من الصواريخ الايرانية,فجر

, فهي تصنع ماياتي:3,فجر2 ,بالاضافة الى3,قسام 2,قسام 1( تصنع صواريخ قسام 1)

,وصواريخ البتار وجميع هذه الصواريخ2,البنا 1صواريخ البنا كتب عليها صنع فلسطين.

( وسائل قتال مضادة للدروع من ضمنها قذائف صاروخية2) مضادة تطلق من طراز الياسين ,وهي بمثابة نسخ لطراز

الروسية الصنع .PG-2قذيفة

( حركة المقاومة الاسلامية � حماس,المركز الفلسطيني للاعلام,للموقع:(63http://www.palestine-info.info/arabic/hamas/who/who.htm#3

,مصدر سبق ذكره,انترنت(حركة المقاومة الاسلامية � حماس)64 معهد ابحاث الامن القومي )الاسرائيلي(,التقرير الاستراتيجي السنوي)(65

.299,مصدر سبق ذكره, ص2010)للاسرائيل( 299( المصدر نفسه,ص(66

(انتاج عبوات ناسفة من طراز شواظ وهي نفس العبوات3) , واثبتت فعالية2006التي استخدمها حزب الله في حرب

(.67كبيره في احداث خسائر وتعطيل الدبابات )الاسرائيلية() المحور السادس: القضية الفلسطينية والدعم الايراني

لحركة حماس لقد آمنت الثورة الاسلامية الايرانية بعدالة القضية

الفلسطينية حتى قبل قيامها نفسها ,لان الشعب الايراني ادرك منذ زمن بعيد مدى الظلم الفادح الذي تعرض له الشعب

الفلسيطيني كما ادركت مدى الخطر الذي تمثله الهجمه الصهيونية الاستطانية على الامة الاسلامية برمتها.وبعد

انتصار الثورة الاسلامية في ايران توحد الموقفان الشعبي والرسمي من القضية الفلسطينية فاصبحا يشكلان موقفا

واحد,واصبح الدفاع عن فلسطين من اولويات السياسة (,اذ تقوم على قناعة قوامها أن سلامة68الخارجية في ايران)

ارض الاسلام من العدوان قضية مبدئية )حسب الرؤية الايرانية المعلنة(,اذ لانقاش فيها,كما ان عودة الحق الى اصحابه أمر

(,وبناء على هذا جاء الموقف69واجب لامناص من تحقيقة) الايراني من عملية التسوية في الشرق الاوسط معبرا عن

رفض كل مايتعارض وأعتقادها بالمبادئ وحسب الرؤية الايرانية فأن ايران لاترفض السلام الحقيقي ولكنها كما تعلن

(.70ترفض الاستسلام ) وفي نفس الوقت فأن الجمهورية الاسلامية الايرانية قد

أعلنت أنها لاتريد رمي )الاسرائيليين( في البحر وان لدى ايران حلا للقضية الفلسطينيةاذ يقول المرشد الاعلى للثورة الاسلامية الايرانية السيد علي الخامئني,بمناسبة مؤتمر دعم

تشرين1الانتفاضة الفلسطينية الذي عقد في طهران بتاريخ :))أن مشروع الجمهورية الاسلامية لحل قضية2011الثاني

فلسطين ومداواة هذا الجرح القديم,مشروع واضح ومنطقي ومطابق للعرف السياسي المقبول لدى الرأي العام

العالمي,اننا لانقترح حرب كلاسيكية لجيوش البلدان الاسلامية ,ولانريد ان نرمي اليهود المهاجرين في البحر ,ولاطبعا تحكيم

الامم المتحدة وسائر المنظمات الدولية.اننا نقترح اجراء استفتاء للشعب الفلسطيني, فمن حق الشعب الفلسطيني

كأي شعب آخر أن يقرر مصيره ويختار النظام الذي يحكم بلاده.ويشارك كل الفلسطينين الاصليين من مسلمين

ومسيحين ويهود � وليس المهاجرين الاجانب �اين ماكانوا,في )( عدنان ابوعامر ,ماذا تبقى من قدرات حماس العسكرية,مجلة السياسة67

142�141,ص ص 2009,القاهرة,نيسان 176الدولية,العدد: ) ( زامل سعيدي,الورقة الايرانية,عن كتاب:مجموعة من الباحثين في العلاقات68

,مركز دراسات2العربية � الايرانية الاتجاهات الحالية وآفاق المستقبل,ط.639� 638,ص ص 2001الوحدة العربية ,بيروت,

.639)(المصدر نفسه,ص69.640)( المصدر نفسه,ص70

داخل فلسطين أو في المخيمات أو أي مكان آخر,في استفتاء النظام عام ومنضبط ويحددوا النظام المستقبلي

(.71لفلسطين(() وستطرد المرشد الاعلى لايران ))بأننا لانتوقع ان يرضخ الصهاينة الغاصبون له بسهوله )أي المشروع الايراني(,وهنا

(.72سيكون دور الحكومات والشعوب ومنظمات المقاومة(()ب.تاريخ وتطور العلاقات بين حركة حماس وايران

افتتحت حركة حماس مكتبا رسميا لها في1991في عام أعلن أن1992 في تشرين الثاني طهران ,وبعد عام وتحديدا

وفد من الحركة برئاسة الناطق إبراهيم غوشة وصل إلى طهران والتقى مع مرشد الاعلى للثورة الاسلامية السيد علي الخامئني، ومع قائد الحرس الثوري محسن رضائي، ووقع كلا الجانبين على مسودة اتفاق لإنشاء حلف سياسي وعسكري، وحسب الوثيقة فقد أخذت إيران على عاتقها تزويد حماس

بالمساعدة المالية والعسكرية والفرص السياسية ومحطة بث من جنوب لبنان , وعلى ما يبدو فقد صادق على الاتفاق عدد

من زعماء حماس وقاموا بزيارة طهران في بداية كانون الاول1992(73 .)

إن التأثيرات المهمه لهذا الاتفاق قد جاءت على ما يبدو مع مرور الوقت ومنها فهم سبب توسيع قدرة وفاعلية العمل

العسكري لحركة حماس والتي أعدت من أجل تشويش(. 74المفاوضات بين )اسرائيل( ومنظمة التحرير)

وبعد ذلك فتحت ايران قناة للتواصل مع حركة حماس ونسقت معها قبيل خوضها الانتخابات التشريعية وبعدها ، وفي هذا السياق جاءت زيارة خالد مشعل رئيس المكتب 2005السياسي لحركة حماس الى طهران في كانون الاول /

إبان الاستعداد للمعركة الانتخابية ثم تكرار زيارة لها ، بعد فوز كانت واللقاء مع مرشد الثورة . 2006حركته وذلك في شباط

ايران اول من رحب بفوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية وتعهدت بدفع الدعم الذي هددت به الولايات

المتحدة الامريكية الامريكية واوروبا بقطعه عن الفلسطينيين ان سيطرت حماس على السلطة من دون ان تقدم تنازلات

وايران هي الاعلى صوتا في تأييد حماس وبلا تحفظ وتتلقى تهديدات مباشرة من الولايات المتحدة الامريكية الامريكية ،

(.75كما استقبلت قيادات حماس قبل الانتخابات وبعدها)

,1 الاعلام في مركز الامام الخامئنيالثقافي � البصرة, القائد والأمة, ج(( قسم71.33�32, ص ص 2012, مطبعة البهاء, 1ط

33 المصدر نفسه,ص( (7295 (شاؤولمشعال و أبراهامسيلع,عصر حماس,مصدر سبق ذكره,ص)7395المصدر نفسه,ص()74 السياس��ة الاقليمي��ة الايراني��ة وأثره��ا في المص��الحش��يماء ج��واد ك��اظم,()75

, رس��الة ماجس��تير غ��ير منش��ورة,كلي��ة2001 ايل��ول 11الامريكي��ة بع��د اح��داث 89, ص 2008العلوم السياسية,جامعة النهرين,بغداد,

بين حماس و)اسرائيل( ,لم2009 � 2008وفي حرب تترد ايران في اعلان تاييدها لحركة حماس,وفي التنديد

بالعدوان )الاسرائيلي( على قطاع غزة,وذهب المسؤولون القيام بواجبهافيها الى مناشدة منظمة المؤتمر الاسلامي

فاجرى الرئيس احمديالتاريخي في مواجهة )اسرائيل( نجاد,على سبيل المثال اتصالا مع نظيره السنغالي عبد الله

لمنظمة المؤتمر الاسلامي ,اكد خلاله11واد رئيس القمة ال� "ضرورة ان تبذل الدول الاسلامية مساعيها لوقف جرائم

(.ودعا نجاد76الصهاينة المحتلين ضد الفلسطنيين العزل") اعتماد كل الوسائل لمساعدة الشعبالدول الاسلامية الى

(.77الفلسطيني) وبعد توقف الحرب على غزة,وعجز )اسرائيل( عن

تحقيق الانتصار المتوقع بالقضاء على حركة حماس,اثيرت ضجة دولية لمنع حماس من التزود مجددا بالسلاح,فكان الموقف الايراني هنا ايضا واضحا لجهة انتقاد المواقف

الدولية من جهة ,والدفاع عن حق الفلسطنيين في الحصول على السلاح من جهة ثانية,فقال وزير الخارجية منوشهر

متكي"ان أي حكومة او شعب لديهم الرغبة في الدفاع عن انفسهم,من الطبيعي جدا ان يبذلوا قصارى جهدهم للحصول

(.78على اسلحة") اما على صعيد المشاركة في اعادة الاعمار ,فقد شكلت السلطات الايرانية لجنة اطلق عليها )اللجنة المركزية لاعادة

اعمار قطاع غزة( تعهدت ببناء وتجهيز الف منزل سكني وعشر مدارس وخمسة مساجد, اضافة الى اعادة مستشفى

وتجهزه بالمعدات الطبية, كما تعهدت اللجنة باعادة اعمار وحدة سكنية,500احدى جامعات غزة وتجهيزها, وبناء

بالاضافة الى تامين المساعدات الى جميع عائلات الضحايا والمصابيين, كما تعهد البرلمان الايراني اعادة اعمار مبنى المجلس التشريعي الفلسطيني, الذي تعرض لتدمير كلي

(.79خلال الحرب )الاسرائيلي( على قطاع غزة) وتزامنا مع الذكرى الرابعة2012 من شباط 11وفي

رئيسوالثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران قام بزيارة لطهران بناء علىالحكومة الفلسطينية في قطاع غزة

دعوة وجهها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد,والذي استقبله بحفاوة بالغة ,وفي ساحة الحرية بطهران وامام

الالاف من الجماهير الايرانية المحتفلة بذكرى انتصار الثورة

د.محس���ن محم���د ص���الح,التقري���ر الاس���تراتيجي الفلس���طيني)(نقلا عن:76.212, ص2010مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات, بيروت, ,2009

212(المصدر نفسه,ص)77 مصدر سبق,2009(د.محسن محمد صالح,التقرير الاستراتيجي الفلسطيني )78

214 صذكره, مصدر سبق,2009(د.محسن محمد صالح,التقرير الاستراتيجي الفلسطيني )79

215 ص ذكره,

الاسلامية,القى الرئيس اسماعيل هنية كلمة هنأ فيها أن حركة حماس لنالجماهير بذكرى الثورة الاسلامية واكد

نضال الفلسطينيين سيستمر حتى وان تعترف أبدا )باسرائيل( فيها القدس، وعودةتحرير كامل الأراضي الفلسطينية بما

كما(.80كل اللاجئين الفلسطينيين المبعدين عن وطنهم) الشعب الفلسطيني للتهديدات الأمريكيةاعلن عن رفض

(.81والصهيونية للجمهورية الإسلامية الإيرانية) أكدت الرئاسة الإيرانية علىوفي ردها على كلمة الضيف

لسان نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي "أن طهران ستدعم الفلسطينيين بكل السبل في معركته ضد العدو

الصهيوني,كما ان إيران لن تحيد قيد أنملة عن عزمها على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وأن طهران ستلجأ إلى

(.82كل السبل المتاحة لها لدعم الفلسطينيين المقهورين") التقى المرشد الاعلى للثورة الاسلامية12/2/2012وفي

السيد علي الخامئني مع السيد اسماعيل هنية )رئيس السلطة انالفلسطينية في غزة(,وفي هذا اللقاء اكد مرشد الثورة

دعم الامم ولاسيما الامة الاسلامية للمقاومة الاسلامية في فلسطين هو العمق الاستراتيجي للقوى المقاومة مؤكدا"ان

الانتصارات الفلسطينية التي حصلت في السنوات الاخيرة هي ظاهرة الصحوة الاسلامية في المنطقة التي هي ناتجة عن صمود الشعب والقوى المقاومة الفلسطينية والانتصارات

القادمة وتحقيق الوعد الالهي مرهون بالمقاومة ,واشار مرشد الثورة الاسلامية الى صمود الشعب83والصمود"

الفلسطيني في غزة والحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني في يوما ,مضيفا"لا ريب ان المشاعر الجمة لشعوب22حرب

المنطقة في قضية حصار غزة كان لها تأثير كبير على فوران(.84بركان المنطقة")

وخاطب المرشد الاعلى للثورة الاسلامية, الزعيم الفلسطيني قائلا:"نحن لا نشك في صمودكم وتضحيات الكثير

من الاخوة في المقاومة الفلسطينية والامة ايضا لن تنتظر منكم سوى المقاومة والصمود",واعتبر الامام الخامنئي , ان

القضية فلسطينية هي قضية الاسلام وقضيتنا المركزية ،,وكالة انباء فارس,هنية :حماس لن تعترف ابدا )باسرائيل()(80

,للرابط الالكتروني للموقع:11/2/2012http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9010174348

هنية مخاطبا الشعب الإيراني الثائر: جئناكم من غزة العزيزة لتتعانق) (81,وكالة انباء فارس,للرابط الالكتروني للموقع:الانتصارات

http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9010174346 مصدر سبق ذكرلاه,وكالة انباء هنية :حماس لن تعترف ابدا )باسرائيل(,) (82

فارس. نقلا عن :الامام الخامنئي: على المقاومة التحلي بالحيطة والحذر للحيلوله) (83

,الرابط الالكتروني12/2/2012,وكالة انباء فارس,دون تسلل عناصر متخاذلةللموقع:

http://arabic.farsnews.com/newstext.aspx?nn=9010174526المصدر نفسه( (84

"اننا سنبقى الى جانب الشعب عن ذلك بقولهمعربا الفلسطيني ومقاومته الباسلة وايران ثابتة وصادقة تجاه

(. 85القضية الفلسطينية ولن تخذلها أبدا") وفي ضوء التهديدات2012وفي التاسع من آذار

)الاسرائيلية( بشن ضربة جوية تستهدف البرنامج النووي محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركةالإيراني ,هدد

حماس إن موقف الحركة من أي حرب )اسرائيلية( على إيران(.86سيكون "الرد بكل قوة")

ج.حركة حماس في المدرك الاستراتيجي الايراني تعد حماس من وجهة نظر ايران هي جماعة تهدف الى الحرية والتحرر من الاحتلال )الاسرائيلي( ، وينطلق موقف

ايران ومساندته للفلسطينيين وفق التصور الاستراتيجية الذي وضعه السيد الخميني عقب انتصار الثورة الاسلامية في

ايران ، إذ رفع شعار "اليوم ايران وغدا فلسطين" ، وفي الوقت الحاضر تؤكد الحكومة الايرانية وعبر مسؤوليها تبنهم

نفس التوجه فمثلا قال الرئيس احمدي نجاد امام مؤتمر القدس "ان )اسرائيل( تشكل تهديدا للعالم الاسلامي لكنها على طريق الزوال ، ان وجود النظام الصهيوني يرمي الى

فرض تهديد لا نهاية له وغير محدود ، بحيث لا تستطيع أي من الامم والدول الاسلامية في المنطقة وخارجها والشعور بأنها

(. 87في مأمن من هذا التهديد") وبالمقابل اعطى المرشد الاعلى للثورة الاسلامية السيد

علي خامنئي اولوية لدعم صمود الشعب الفلسطيني بالوسائل كلها وفقا لما جاء في كلمة امام المؤتمر الدولي الثالث لدعم القضية الفلسطينية، إذ أكد انه "لا يمكن للعالم الاسلامي ان يلزم الصمت وان لا يحرك ساكنا حيال الظلم الذي يتعرض له

مليون50الفلسطينيون" ، وجاءت خطوة التبرع الايراني ب� دولار للحكومة الفلسطينية لتعبر عن وجود إرادة نحو كسر

الحصار المفروض )اسرائيليا (وامريكيا واوروبيا ،بل وعربيا(. 88ضد الشعب الفلسطيني منذ وصول حماس الى الحكم)

وعند افتتاح المؤتمر الدولي الخامس1/11/2011وفي ألقى السيد علي الخامئني كلمة اوضح فيها الادراك الايرانية

ان ))منظمات المقاومةاذ قال والحقيقي لحركة حماس, الاسلامية التي تحملت في الاعوام الماضية أعباء الجهاد

الثقيلة لاتزال اليوم ايضا امام هذا الواجب الكبير.مقاومتهم المنظمة هي الذراع الفاعل الذي بمقدوره اخذ الشعب

الامام الخامنئي: على المقاومة التحلي بالحيطة والحذر للحيلوله دون) (85وكالة انباء فارس ,مصدر سبق ذكره,تسلل عناصر متخاذلة

نقلا عن:الزهار: سنضرب )اسرائيل( بقوة إذا نشبت الحرب مع إيران,جريدة) (8616,ص2009 اذار 9,عمان,16040الدستور الأردنية, العدد:

السياسة الاقليمية الايرانية وأثرها في المصالح نقلا عن:شيماء جواد كاظم,)(8789-88,مصدر سبق ذكره, ص ص 2001 ايلول 11الامريكية بعد احداث

89,ص المصدر نفسه)(88

الفلسطيني نحو هذا الهدف النهائي.المقاومة الشجاعة للجماهير لمن احتل ديارهم وبلادهم معترف بها رسميا

وممدوحة ومشاد بها في كل المواثيق الدولية .وتهمة الارهاب التي تطلقها الشبكات السياسية والاعلامية التابعة للصهيونية

على المقاومة الاسلامية كلام اجوف لاقيمة له .والارهابي العلني هو الكيان الصهيوني وحماته الغربيون,اما حركة

المقاومة الاسلامية في منظورنا هي حركة انسانية مناهضة(.89للارهابيين(()

ن�ظ�ر�ي�ا�ت� ب�ي�ن� ا�ل�ف�ك�ر�ي� ا�ل�م�ا�ل� ر�أ�س� م�و�ق�ع�و�ا�لإ�د�ا�ر�ة� ا�لاق�ت�ص�ا�د�

)*((*)أ.د. أحمد عبد السلام مختار سليمملخص:

يشير فحص الأدبيات البحثية إلى أن القضايا المرتبطة بالمعرفة وإدارتها ومضامينها بالنسبة للشركة قد تم التعرض لها على مستويات مختلفة في العديد من المجالات الأكاديمية

المختلفة بما فيها الإدارة والاقتصاد. ويهدف هذا البحث إلى إثراء مفاهيم رأس المال الفكري من خلال البحث في نظريات

الإدارة والاقتصاد والتعرف على الجذور النظرية لرأس المال الفكرى وارتباطاته بالفكر الاقتصادي والإداري المعاصر على

نحو يلتقي مع طبيعة الموضوع وتغلغله في العديد من ذات الصلة. ولقد قدم البحث عرضا وتحليلاالعلمية الميادين

لبعض الاتجاهات الفكرية السائدة بشأن هوية ومنابع رأس المال الفكري. وعرضت الدراسة مساهمة نظرية رأس المال البشري ونظرية الابتكار أو التغير الفني، ونظرية الاستثمار

ونظريات النمو الحديثةTheory of intellectual investmentالفكري )النظرية النيوكلاسيكية والنظرية التطورية( والنظرية

التطورية في تفسير رأس المال الفكري. كما وجدت الدراسة أن رأس المال الفكري هو امتداد لمفهوم الشركة المعتمدة

على الموارد و الشركة المعتمدة على المعرفة. مقدمة:

إن بزوغ اقتصاد المعرفة كنتيجة للمعلومات والمعرفة قد ساهم في بروز رأس المال الفكري كموضوع بحثي وميدان

أعمال. وظهر رأس المال الفكري مع التطورات الحديثة في الاقتصاد، والإدارة، والتكنولوجي وعلم الاجتماع بطريقة غير مسبوقة، سواء تم النظر إلى تلك التطورات من خلال فلترة

مجتمع المعلومات أو الاقتصاد المبني على المعرفة أو مجتمع ,مصدر1قسم الاعلام في مركز الامام الخامئني الثقافي,القائد والأمة,ج(( 89

34�33سبق ذكره,ص ص أستاذ الموارد البشرية والاستراتيجية - جامعة الإسكندرية.)*((*)

الشبكات أو الابتكار، فهناك إجماع على أن رأس المال المعرفي يعد محددا قويا للقيمة على مستوى أداء الاقتصاد

القومي. لقد طرأ تغير كبير على عجلة الاقتصاد بصورة غير

مسبوقة، حيث يمر العالم بأكبر حركات التغيير منذ الثورة الصناعية. حيث تبرز يوما بعد يوم المعاني المتكاملة لأبعاد

الاقتصاد المعرفي وشموله مجمل الأوضاع الاقتصادية. ولقد أصبحت المعرفة والمعلومات هي السلع الرئيسية سواء كانت

تلك المعرفة والمعلومات هي المكون الرئيسي في المعاملات موضوع التبادل أو أحد مكوناته الهامة. ولا يقتصر ذلك على

الصناعات الجديدة التي تركز أساسا على المعرفة ولكن أيضا على الصناعات التقليدية، ولقد ساعد على ذلك التقدم

التكنولوجي وما أحدثه من ثورة في طريقة تشغيل المعلومات وتخزينها بتكاليف منخفضة وبسرعة مذهلة. ولقد سهل ذلك على المديرين أن يستخدموا المعلومات في أعمالهم بكثافة

مما أدى إلى زيادة الطلب على المعلومات. وهكذا أصبح الاقتصاد المعرفي واقعا مختلفا عما سبقه من

اقتصادات، ولقد سقطت بالفعل العديد من المفاهيم والقوانين الاقتصادية الثابتة التي تشكلت منذ أكثر من مائة

عام. وإذا نظرنا إلى أي كتاب من كتب الاقتصاد، سنجد تفسيرا لقانون تناقص الغلة وهو أحد الأركان الأساسية في

الاقتصاد. وطبقا لهذا القانون فإنه كلما زاد استخدام أي مورد اقتصادي، يتناقص العائد المتراكم من هذا المورد، وبالتالي

كان مصدر الميزة الاقتصادية هو الموارد غير المستغلة أو غير المستخدمة. وتمثل فكرة قانون تناقص الغلة في ميدان

الأعمال بصفة عامة حجر الزاوية في الفكر الإداري والاستراتيجي لأن نظرية الإدارة تقع في قلب علم الاقتصاد. وم���ع ظهور الاقتصاد المعرفي استبدل قانون تناقص الغلة بقانون تزايد الغلة على الأقل في الصناعات كثيفة المعرفة، ويعنى هذا أن الشركة أصبحت قادرة على استخ���دام نفس

المورد في مواقع متعددة لأغراض مختلفة في نفس الوقت، وهو ما يعكف الاقتصاديون على دراسته في الوقت الراهن

فيما يطلق عليه اقتصادات النمو الجديدة، أو اقتصادات & Roos, Roos, Drogonetti)المعلومات المرتدة الإيجابية

Edvinsson, 1997, P. 11.) علىOECDولقد ركزت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

التحول نحو النمو الاقتصادي المعتمد على المعرفة؛ ويتصف بانخفاض التكلفة وزيادة الكفاءة في تحويل واسترجاع وتحليل

المعلومات. ويتسم الاقتصاد المبني على المعرفة بخاصية مميزة هي انتشار تواجد المعرفة في كل من المدخلات

والمخرجات والعمليات على مستوى الاقتصاد ككل. كما تعتمد القدرة على تخليق الثروة بشكل أساسي على الإدارة الفعالة

,OECD)للمعرفة. وطبقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فإن التحول تجاه اقتصاد المعرفة قد أدى إلى تحسن(،1996

في الأداء الاقتصادي. ولقد أجريت مجموعة من الدراسات على مستوى القطاعات الصناعية للربط بين الكثافة المعرفية في القطاع الصناعي، وبين معدل النمو على مستوى القطاع.

وأوضحت نتائج الدراسات أن الصناعات كثيفة المعرفة كانتالأكثر نموا في العقدين الماضيين.

وهكذا يلعب ما يسمى بالاقتصاد الجديد أو اقتصاد المعرفة دورا بارزا في زيادة معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي من خلال تركزه على استخدام المعرفة والتكنولوجيا والمهارات باعتبارها المفتاح الرئيسي لتوليد النمو. ولقد أشارت نتائج بعض الدراسات أن الهيكل الصناعي لبعض الدول المتقدمة

مثل الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول الأوروبية يعتمد بكثافة على المعرفة والتكنولوجي، كما وجدت تلك الدراسات

)أن الميزة التنافسية تكمن في الابتكار والإبداع والمعرفة Seleim and Bontis, 2013; Gera & Mang, 1998)ويوظف الاقتصاد .

الجديد مجمل منجزات تقنية المعلومات والاتصالات لتولد الثروة وتركيم الأرباح، وتوسيع دائرة الأسواق، كما يفتح آفاقا

واسعة لفرص عمل جديدة، كما يوسع من الخيارات المتاحةأمام المستهلكين، ويساهم في تحقيق الرفاهية.

والسؤال المطروح هو أين كانت المعرفة فى الماضى، مفهوم ودور المعرفة قد تغير بصورة جذرية فيوالحقيقة أن

النصف الثاني من القرن العشرين، بدءا بما يسمى بالنظرية الينوكلاسيكية في الاقتصاد إلى النظريات الأكثر حداثة، إلى

إلى الاستثمارات غير الملموسة( Porter, 1990)انتباه بورتر بغرض زيادة القدرة التنافسية للشركات. ولقد أشارت

الدراسات في هذا الميدان إلى أن رأس المال الفكري يعد بمثابة حجر الزاوية لنجاح شركات الاقتصاد الحديث )اقتصاد المعرفة(. لقد ورد في تقرير البنك الدولي عن التنمية في

بعنوان المعرفة طريق إلى التنمية )تقرير1999العالم عام ( أن لثلاثة مؤشرات3، ص 98/1999عن التنمية في العالم

خاصة بالمعرفة ارتباطا كبيرا بمعدلات النمو وهي التعليم، والانفتاح على التجارة، وتوفر البنية الأساسية للاتصالات.

حيث يتعلق الانفتاح على التجارة بفرصة استغلال المعرفة الأجنبية المتضمنة في السلع والخدمات التي يتم تداولها. كما أن التجارة تسمح للناس أن يتعلموا الممارسات التي تتبع في

الأعمال في مجتمعات أخرى. أما التحصيل التعليمي للسكان فيتعلق بقدرة الشعب على استخدام المعرفة. أما توافر البنية

الأساسية للاتصالات فتتعلق بقدرة الناس على الوصول إلى المعرفة المفيدة عند الحاجة. وهكذا فأن تراكم رأس المال

المادي لم يعد من العوامل الحاسمة في النمو الاقتصادي على مستوى الدولة، وكذلك لم يعد العامل الأكثر أهمية في نمو

الإنتاجية على مستوى المنظمة. بل أصبحت الاستثمارات غير الملموسة مثل البحوث والتطوير والتدريب لها الدور الأكبر.

ومن الناحية التاريخية ذكر مارشال أن رأس المال يتكون في جزء كبير منه من المعرفة والتنظيم وأن المعرفة هي أقوى

. كما أكدMarshall, 1965 as cited in Nahapiel & Ghoshol, 1998)آلة للإنتاج على الحاجة (Schumpter, 1951as cited in Nahapiel & Ghoshol, 1998)شومبيتر

لدمج المعرفة الصريحة والضمنية عند البحث عن المنتجاتالجديدة أو أساليب الإنتاج أو حتى الأسواق.

ويشير فحص الأدبيات البحثية إلى أن القضايا المرتبطة بالمعرفة وإدارتها ومضامينها بالنسبة للشركة قد تم التعرض لها على مستويات مختلفة في العديد من المجالات الأكاديمية

المختلفة بما فيها الإدارة والاقتصاد. ويهدف هذا البحث إلى إثراء مفاهيم رأس المال الفكري من خلال البحث في نظريات

الإدارة والاقتصاد والتعرف على الجذور النظرية لرأس المال المعرفي وارتباطاته بالفكر الاقتصادي والإداري المعاصر على

نحو يلتقي مع طبيعة الموضوع وتغلغله في العديد منالميادين ذات الصلة.

مشكلة الدراسة لقد انصرف الفكر الاقتصادي حتى الخمسينيات من هذا

القرن إلى التركيز على أن التنمية الاقتصادية تعتمد في الأساس على تراكم رأس المال المادي. وكانت تلك النظرة

سائدة بحكم طبيعة أن الأسواق المحتملة في ذلك الوقت كانت في حالة نمو، كما كانت المنافسة ترتكز على اقتصاديات

الحجم والتخصص. وبالتالي كان تركيز الاقتصاديون وواضعي السياسة منصبا على كيفية تحقيق معدلات عالية للنمو

الاقتصادي عن طريق تحديد العوامل المؤثرة على تراكم رأسالمال المادي.

ومنذ منتصف الخمسينيات اتضح أن تراكم رأس المال المادي بمفرده غير قادر على تفسير الاختلافات في معدلات النمو بين الدول، وكذلك الاختلاف في مستويات الإنتاجية بين

الشركات. ولقد أشارت الدراسات التجريبية إلى أن نسبة كبيرة من التحسن في الإنتاجية لا يمكن تفسيرها فقط بمجرد معرفة المدخلات من العمل ورأس المال، ولكن أيضا من خلال

مثل الاستثمار في الصحة،Residual Factorsعوامل البواقي والتعليم، والمهارات، والبحوث والتطوير، وتحصيل ونقل

المعرفة الفنية بصفة عامة. ومؤخرا أوضحت الدراسات التجريبية التي تمت على دول منظمة التعاون الاقتصادي

والتنمية أن الاستثمارات في مثل هذه الأصول المكملة كانت أكبر من تلك الاستثمارات التي تركز على تركيم رأس المال

. ولقد كان هذا التحول نتاج للتغير(Ducharme, 1998)المادي في طبيعة المنافسة، فالأسواق لم تعد تنمو بنفس الطريقة

التي كانت تنمو وتتوسع بها في الماضي، ومن ثم فإن النظرة السطحية لمعدلات النمو العالية من خلال الوصول إلى الحجم الاقتصادي عن طريق تركيم رأس المال المادي لم تعد كافية.

ولم تعد المنافسة مجرد البحث عن فرص سوقية، ولكنها أصبحت حرب من أجل زيادة الحصة السوقية عن طريق زيادة

المرونة في استخدام كل أنواع المدخلات مثل رأس المال المادي والفكري وغيرها من أشكال المعرفة الفنية. ويرى

البعض أن فكرة المنافسة قد استبدلت بفكرة أوسع هي التنافسية والتي تمتد إلى ما وراء المفهوم الضيق لآليات سعر

السوق، بل أصبحت تأخذ في اعتبارها السياق الاجتماعي ,Ducharme )والسياسي والتنظيمي والمؤسسي لعملية الابتكار

وبالتحديد تكمن مشكلة الدراسة الحالية في م����دى(.1998 مساهمة نظرية رأس المال البشري ونظرية الابتكار أو التغير

Theory of intellectualالفني، ونظري�����ة الاستثمار الفكري investmentونظريات النمو الحديثة )النظرية النيوكلاسيكية

والنظرية التطورية( والنظرية التطورية في تفسير وانتشاررأس المال الفكري.

أهداف البحث ما هي مكونات رأس المال الفكري والعناصر التي-1

تتشكل منها تلك المكونات؟ عرض وتحليل وتأصيل أهم الاتجاهات الفكرية بشأن-2

هوية ومنابع رأس المال الفكري. التعرف على موقع رأس المال الفكري في نظريات-3

النمو الاقتصادي. التعرف على موقع رأس المال الفكري بين بعض-4

نظريات الإدارة المعاصرة.منهجية البحث

تعتمد منهجية الدراسة الحالية على أسلوب البحث المكتبيمن خلال مسح وتحليل وتقييم الادبيات البحثية المنشورة.

رأس المال الفكري: ركزت بحوث رأس المال الفكري على ما هي مكونات رأس

المال الفكري والعناصر التي تتشكل منها تلك المكونات، ومازال هناك جدلا ونقاشا علميا قائما بشأن كل من تلك

& Seleim et al, 2004; Stewart, 1997; Edvinson)المكونات والعناصر Malone, 1997 Sveiby, 1997; Roose and et al., 1997; Nahapiet &

Ghoshol, 1998)وتفترض معظم الأطر النظرية في بحوث الموجة الأولى أن هناك ثلاثة مكونات لرأس المال الفكري هي

)الهيكل الخارجي، والهيكل الداخلي، ورأس المال البشري Bontis, 1998, 2000, Brennan & Connell, 2000; Saint-onge, 1998;

Brooking, 1997 )ومع ذلك فقد استخدمت معظم تلك الأطر مصطلحات مختلفة بمعاني قد تحوي بعض الاختلاف. على

(Stewart, 1997, P 86, P. 108,109)سبيل المثال. قسم ستيوارت رأس المال الفكري إلى ثلاث مجموعات:

رأس المال البشري، وهو عبارة عن المعرفة-1 والمعلومات التي يحوزها العاملون في المنظمة. والغرض

الأساسي من رأس المال البشري هو الابتكار سواء في صورةمنتجات أو خدمات أو تحسين عمليات الأعمال.

رأس المال التنظيمي أو الهيكلي، وهو عبارة عن-2 المعرفة التي تبقى في المنظمة ولا تغادرها عندما يترك

العاملون المنظمة في نهاية يوم العمل، وينتمي رأس المال التنظيمي أو الهيكلي للمنظمة ككل. ويشتمل على إجراءات العمل، وأدلة التشغيل، والنظم الإدارية، والهياكل والآليات التنظيمية، والبيانات، والمنشورات، وغيرها، وهو ما يشكل

الهيكل الداخلي المشار إليه في التقسيم العام لمكونات رأسالمال الفكري.

رأس مال العملاء، ولا تمتلكه الش�ركة مثل عدد العملاء،-3 ورضاء وولاء العملاء، وعلامات المنتج، والصورة الذهنية للشركة وغيرها. وبهذا يمكن القول أنه جزء من الهيكل

الخارجي المشار إليه. ,Bontis, 1998)ويتفق بعض الباحثين مثل بونتس وسينتجو

2000, 2001; Saint-onge, 1998)مع ما أشار إليه ستيوارت، إلا أنهما ركزا بصورة أكبر على الدور المحوري للمعرفة الضمنية، وهي تشكل في رأيهما المصدر الأساسي لرأس المال الفكري إلى

الحد الذي يعتبر فيه بونتس أن تحويل المعرفة الضمنية إلى معرفة صريحة هو الشكل الأكثر أهمية للتخليق الفعلي

للمعرفة، حيث أنه يؤدي إلى تخليق مفاهيم جديدة تماما. أما فيصنف رأس المال الفكري إلى(Sveiby, 1997سيفبي )

مجموعة من المكونات التي تتفق مع الاتجاه العام في تلك الموجة من البحوث وهي: الكفاءة المحورية للعاملين،

وتتضمن القدرة على التصرف في المواقف المختلفة لتخليق الأصول الملموسة وغير الملموسة. والهيكل الداخلي،

ويتضمن حقوق الاختراع، والمفاهيم، والنماذج، ونظم الإدارة، ونظم الحاسب. والهيكل الخارجي، ويتضمن العلاقة مع

المستهلكين، والموردين، والعلامات التجارية، وشهرة الشركة، والصورة الذهنية وغيرها. والجديد في اقتراح سيفبي هو ضرورة أن يندرج تحت كل مكون من مكونات رأس المال

الفكري الثلاثة مجموعة من المؤشرات التي تعبر عن النمو، وإعادة التجديد، والكفاءة، والاستقرار. وفي حين ترى

المجموعة السابقة من الباحثين أن رأس المال البشري والهيكل الداخلي والهيكل الخارجي هي مخازن لرأس المال الفكري وتقع كلها على نفس المستوى، نظر مجموعة أخرى من الباحثين إلى المكونات الثلاثة بطريقة مختلفة عن طريق

إضافة محور المستويات إلى بعض المكونات، وبالتالي تم

تقسيم رأس المال الهيكلي إلى رأس مال الهيكل الداخلي & Roose & Roose, 1997; Edvinson)ورأس مال الهيكل الخارجي.

Malone, 1997،) حيث يصف روس (Roose, Roose, 1997)رأس المال الفكري بأنه عبارة عن مكونين أساسيين هما رأس

، رأس المالThinking ICالمال الفكري المعتمد على الفكر . ويشير النوعNonthink ICالفكري غير المعتمد على الفكر

الأول إلى رأس المال البشري أما الآخر فيصف رأس المال الهيكلي. وحدد هؤلاء الباحثون أنه في حين أن قيمة رأس

المال البشري تنبع من الكفاءات المحورية والاتجاهات وخفة الحركة الفكرية للعاملين بالمنظمة. فإن قيمة رأس المال

الهيكلي تنبع من القيمة التنظيمية المشتقة من البنية التحتية والعمليات والمعلومات في المنظمة وكذلك استراتيجيات إعادة التجديد والتطوير، وهذا ما يمثل رأس مال الهيكل

الداخلي. أما علاقة الشركة بالأطراف الخارجية فتمثل رأس المال الخارجي. وقد يكون السبب في التقسيم إلى مستويين

أن كل مكون يتطلب طرق مختلفة في الإدارة والتطوير. وتتفق أعمال روس وزوجته تماما مع أعمال إديفنسون

،(Edvinsson and Malone, 1997, P.52)ومالون في شركة سكنديا بالتمييز(Brooking, 1997)على صعيد آخر قام معهد بروكينج

بين الأشكال الآتية من رأس المال الفكري: الأصول المرتبطة ، وتتمثل في قدرات المنظمة المرتبطةMarket Assetsبالسوق

بالجوانب غير الملموسة، وتنبع أهميتها لكونها توفر موقعا تنافسيا للمنظمة في الأسواق مثل المنتجات ذات العلامات،

وولاء المستهلك، وقنوات التوزيع، والعقود، والإعلان. الأصول ، وتتكون منHuman – Centred Assetsالمرتبطة بالعنصر البشري

الخبرات، وقدرات الإبداع وحل المشكلات، والقيادة، والمهارات، والمبادرات الإدارية الكامنة في العاملين بما في ذلك قدرة العاملين على العمل في ظل الضغوط. وتعد هذه

الأصول من الأهمية بمكان لما توفره من معلومات نوعية هامة Infrastructureعن الشركة. الأصول المرتبطة بالبنية الأساسية

Assetsوتشمل التكنولوجي، والمناهج والعمليات التي تمكن ، المنظمة من الأداء مثل ثقافة المنظمة، ونظم الإدارة، وقواعد

البيانات، ونظم الاتصالات، وغيرها. ويعتبر هذا النوع من الأصول الهامة لأنها تعمل على استجلاب الطلبيات، وتحقيق

الأمان، والدقة، والجودة للشركة. مكون الأصول(Sullivan, 1999)كما أبرز أيضا سوليفان

الفكرية والذي يقسم رأس المال الفكري إلى مكونين ، ويتكون منHuman Capitalأولهما : رأس المال البشري

العاملين في المنظمة بما لديهم من مهارات، ومعارف فنية، ومعارف ضمنية يتم استخدامها وتوظيفها في المنظمة. أما

، وهي عبارة عنIntellectual assetsالثاني فهو الأصول الفكرية الخطط، وبرامج العمل، والإجراءات، والمذكرات، والرسومات،

وبرامج الحاسبات الآلية، والهياكل المؤسسية وغيرها. ويطلق على العناصر من الأصول الفكرية التي يتم حمايتها قانونا

، مثل حقوقIntellectual Propertyمسمى حقوق الملكية الفكرية الاختراع وحقوق التأليف والعلامات التجارية وأسرار التجارة

وغيرها. واستنادا إلى المناقشة السابقة، يستطيع الباحثمناقشة وتحليل مكونات رأس المال الفكري كالآتي:

- رأس المال البشري:1 يعتبر بمثابة روح الشركة، فهناك العديد من القصص في

تاريخ الإدارة عن انخفاضات كبيرة في أسعار أسهم الشركات بسبب ترك بعض الأفراد الرئيسيين الشركة أو تقاعدهم أو

فصلهم أو مرضهم وغيرها. ويعني ذلك أن رأس المال البشري لا تملكه الشركة، فالعاملين يشاركوا في أعمال الشركة

بكامل حريتهم، وهذا معناه أن جزءا كبيرا من قيمة الشركة غير خاضع لسيطرتها. وبالتالي يشكل رأس المال البشري

مفهوم متعدد المحاور يحوي في جنباته جوانب ملموسة وأخرى غير ملموسة، وجوانب يمكن السيطرة عليها وأخرى لا

يمكن السيطرة عليها، جوانب مستقرة وأخرى ديناميكية، وجوانب خاصة بالشركة وأخرى خاصة بالصناعة. وكما أن هناك

العديد من الجوانب التي تنضوي تحت مفهوم رأس المال البشري مثل خفة الحركة الفكرية والاتجاهات والكفاءات

المحورية، وتنطوي خفة الحركة الفكرية على عوامل مثل Packagingالقدرة على التكيف والابتكار والمحاكاه وكذلك

وتعني القدرة على تحويل الفكرة إلى منتج أو خدمة، أما الاتجاهات فتتكون من السلوك والمعرفة، وتتكون الكفاءات

ويرى(.Roos and et al., 1997)المحورية من المهارات والمعارف أن رأس المال البشري على مستوى(Hudson, 1993)هودسون

الفرد هو توليفة من أربعة عوامل هي العوامل الوراثية والتعليم والخبرة والاتجاهات عن الحياة والأعمال. أما بونتس فيرى أن رأس المال البشري يمثل مخزون المعرفة الفردية

في المنظمة وأيضا القيمة المتراكمة للاستثمارات في تدريب(.Bontis, 98, 99, 2000الأفراد وكفاءتهم المحورية )

وعموما يعتبر رأس المال البشري جوهر القدرات التنظيمية في أي منظمة، فالمنظمات في حد ذاتها لا تفكر ولا تتخذ

قرارات ولا تقوم بتخصيص موارد بل يفعل ذلك الأفراد بما لديهم من مهارات ومعارف وقدرات يستخدمونها لتحقيق

المهام والأعمال في المنظمات في سبيل تحقيق الأهداف التنظيمية. ويتضمن رأس المال البشري متغيرات مثل التعليم

والخبرة والتدريب والموهبة والمهارات الوظيفية والفنيةوالقدرة على حل المشاكل والتعامل مع عدم التأكد وغيرها.

- رأس المال التنظيمي:2 أما رأس المال التنظيمي فهو عادة ما تملكه المنظمة على عكس الحال بالنسبة لرأس المال البشري. ويتضمن المخزون

غير البشري للمعرفة في المنظمة، ويشتمل رأس المال التنظيمي على قواعد البيانات والهياكل التنظيمية وأدلة

العمل وحقوق الملكية الفكرية وأي شيء آخر تعتبر قيمته بالنسبة للشركة أعلى من قيمته الأداة المستخدمة في

الاحتفاظ به. وهكذا فرأس المال التنظيمي له جوانب ملموسة وأخرى غير ملموسة وجوانب ديناميكية وأخرى ثابتة، كما أن له

جوانب تتعلق بالشركة نفسها. فرأس المال التنظيمي مثل برامج Physicalبطبيعته يمكن أن يحوي جوانب ملموسة

& Edvinsson)الحاسب والهيكل التنظيمي وإجراءات التشغيل Malone, 97)كما أنه غير ملموس لأنه يتضمن حقوق الاختراع .

في المنظمة والعلامات التجارية والآليات التنظيمية والثقافةالتنظيمية والطرق غير الرسمية لأداء العمل.

ويهدف رأس المال التنظيمي إلى السيطرة على معرفة العاملين وجعلها متاحة بالمنظمة، بالإضافة إلى المعرفة

والمعلومات الأساسية عن أطراف التحالف، وأيضا الحفاظ على تاريخ المنظمة ويعد ذلك هدفا أساسيا من أجل بقاء المنظمة، وفي معظم الحالات فإن رأس المال التنظيمي يمكن أن يباع أو يتم الترخيص به لآخرين، فهو يوفر رؤية

ولو تقريبية عن الجزء الأكبر من القيمة السوقية للشركة. ولكون رأس المال التنظيمي يؤثر على التشغيل اليومي

بالشركة، فإنه يعتبر من أكثر الأشكال المرئية لرأس المال الفكري. ونتيجة لذلك فإن معظم محاولات تقييم الجوانب

غير المرئية بالشركة التي تمت في الماضي ركزت على القيمة التنظيمية. ويمكن تصنيف أصول رأس المال

التنظيمي بالشركة إلى: أصول رأس المال التنظيمي أو الأصول الفكرية التي-1

يمكن حمايتها بالقانون. وتتضمن قواعد البيانات التجارية، وحقوق الامتياز

)الفرانشيز(، وبراءات الاختراع، ونظم رقابة الجودة الجديدة، وحقوق التأليف، واسم ورمز الشركة، والتصميمات المسجلة،

والعقود/ الاتفاقات، وأسرار التجارة، والبرمجيات الخاصة بالشركة، والدراسات والبحوث الخاصة بالشركة، والمعرفة

المسجلة في مستندات وأوراق العمل، والرسوماتوالتصميمات.

أصول رأس المال التنظيمي أو الأصول الفكرية التي لا-2يمكن حمايتها بالقانون.

وتتضمن أساليب جديدة في تنظيم وإدارة الشركة، وقوائم العملاء، وقنوات الاتصال مع بيوت الخبرة والجامعات ومراكز

البحوث، وشهادة الجودة )عددها، الجهات المانحة وغيرها(، وبيانات عامة أخرى، وقواعد البيانات الأخرى المتصلة بها

الشركة، وكتالوجات المعلومات، والأدلة واللوائح والإجراءات، الذكاء التنافسي )تجميع معلومات عن المنافسين من حيث

عدد المنتجات والتصميمات، تحليل وتشغيل تلك المعلومات، التعرف على نقاط القوة والضعف لديهم(، والخبرة بالأطراف

التي تتعامل معها الشركة. - رأس مال العلاقات:3

أما رأس مال العلاقات فيتضمن المعرفة المجسدة في سلسلة القيمة التنظيمية، وهي تلك المعرفة المطمورة في

العلاقات التي تكونها الشركة مع الموردين والعملاء وأطراف التحالف الأخرى. فلقد أدت زيادة التفاعلات بين المنظمات وأطراف التحالف في مختلف الصناعات إلى أهمية الاعتماد

على الأطراف الخارجية حتى في العمليات اليومية. فمحاولات الشركة لخفض التكاليف جعل العديد منها يقوم بعمليات

حتى للأنشطة التي كانت تعتبر جوهرية.Out sourcingالإسناد تعمل في مجالNikeعلى سبيل المثال فإن شهرة شركة

الأحذية، وواقع الأمر أن الشركة لا تشارك بصورة مباشرة في أي مرحلة من مراحل الإنتاج الفعلية ولكن أنشطتها قاصرة

على التخطيط وتصميم المنتج والتطوير والتوزيع والتسويق. ويلعب رأس مال العلاقات دورا بالغ الأهمية في ظل هذه

الحالات. ولا يتم بناء رأس مال العلاقات من خلال معاملات محددة ولكن من خلال تبادل طويل الأجل للمعلومات والسلع والمعارف بين أطراف العلاقة. وأقل نتيجة محتملة لذلك هي

BPالوفر في التكاليف، على سبيل المثال توفر شركة % من ميزانيتها في30خمسين مليون دولار بما يعادل

Roose) بسبب التعاون الكبير مع الموردين Offshoreمشروعات and et al., 1997) كما استطاعت شركة هوندا ،Hondaبناء

نجاحات عديدة بسبب قدرتها على العمل مع موردين كانوا على استعداد للتعامل مع الشركة. ويعتبر الموردون الآن في

العديد من الحالات جزءا مكملا لنظام العمل بالشركات، كما أصبح من الشائع أن تجد العاملون لدى الموردين يعتمدون في

أداء مهامهم على توجيهات المركز الرئيسي للعميل. كما أصبحت التحالفات كأحد أشكال العلاقات جوهر استراتيجية

& British Airwaysالعديد من الشركات، فالتحالف بين كل من American Airways وبين كل من British Telecom وشركة MCI

هي أمثلة يتم فيها اختيار الطرف المناسب من أجل تحقيق مصالح مشتركة وقوة للطرفين. ويتضمن رأس مال العلاقات

متغيرات العلاقات مع العملاء والموردين والأطراف الأخرى الفاعلة ذات الصلة بميادين عمل المنظمة مثل الجهات

والمؤسسات العلمية والبحثية والجمعيات المهنية والتي توفرمعرفة ذات قيمة عالية للمنشأة.

رأس المال الفكري ونظريات التنمية الاقتصادية: يطلق الاقتصاديون على العوامل التي من الصعب السيطرة عليها اسم الصندوق الأسود. وحديثا أظهر الاقتصاديون إعادة

اهتمام فيما يتعلق بالمعرفة ودورها في النمو الاقتصادي.

وتقدم الدراسة في الأجزاء التالية تحليلا مكثفا للخلفيات النظرية لهذا النوع من الاستثمارات غير الملموسة في أدبيات الاقتصاد بالرجوع إلى بعض المجالات في النظرية الاقتصادية، وبالذات في نظريات النمو الاقتصادي والتغير بغرض الوقوف

على الجذور النظرية لرأس الفكري في الفكر الاقتصادي:- نظرية رأس المال البشري:1

أشارت الدراسة في مواضع سابقة إلى أن الأصول غير الملموسة )الفكرية( أكثر أهمية من الأصول الملموسة. ولهذا

ينبغي تحديد وفهم الأصول غير الملموسة بصورة جيدة، ويمثل لأفراد جزءا حرجا وأساسيا من تلك الأصول غير الملموسة. إن

فكرة رأس المال البشري مطروحة منذ زمن بعيد، وفي هذا الصدد يقول مارشال أن من أعظم رؤوس الأموال التي يمكن

MarshaL, 1890 as cited)الاستثمار فيها هو رأس المال البشري in Dooley, 2000)ولكن هذه الفكرة لم تلعب دورا هاما في

.1950الاقتصاد حتى نهاية عام يعتبر الكثيرون أن الموارد البشرية وطاقاتها الفكرية هي

أهم عوامل النمو الاقتصادي وأنها العنصر الجوهري في عمليات الإنتاج. وبسبب أنها مكملة للاستثمار في رأس المال

المادي ولأهميتها كأحد عوامل الإنتاج، فعادة ما يشار إليها فيالأدبيات البحثية برأس المال البشري.

وتعرف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية رأس المال البشري على أنه المعرفة التي يستحوذ عليها ويقوم بتحصيلها

الأفراد أثناء حياتهم لاستخدامها في إنتاج سلع وخدمات . ويركز(OECD, 1996, P. 23)وأفكار في ظل ظروف السوق

المفهوم السابق على المنفعة المنتجة بواسطة المعرفة البشرية ويتجاهل مصادر الاستحواذ على المعرفة )مصادر رسمية أو غير رسمية، عائلية ومدرسية، وظيفية أو حتى

أوقات الفراغ(، كما لا يولي اعتبار لطبيعة المعرفة والكفاءات سواء ذهنية أو سلوكية أو فنية أو لطريقة الحصول عليها

سواء من خلال أعمال سابقة أو أداء وظائف معينة أو غيرها. ويعد هذا المفهوم تعريفا تجريديا لرأس المال البشري ويركز

على محورين هما الطاقة المنتجة التي تتأتى من المعرفة، والمنافع المرتبطة بتحسين أساليب تقدير الطاقة المنتجة

لرأس المال البشري. وتركز نظرية رأس المال البشري على أهمية الأفراد

والنظر إليهم على أنهم استثمار، ويستثمر الأفراد في التعليم والتدريب لتحقيق منافع مستقبلية. وهكذا فإن رأس المال

البشري يعتبر أصل ومشابهه للأصول المادية من حيث كونه استثمار، ولكن الاستثمار في البشر أعظم شأنا. ويعتبر شولتز وبيكر من أبرز مؤسسي نظرية رأس المال البشري في الأدب

الاقتصادي، ولقد ركز شولتز على رأس المال البشري من المنظور الكلي، في حين ركز بيكر على المستوى الجزئي في

تحليله لرأس المال البشري. ولقد ركز كلاهما في تحليلاته على أن الموارد البشرية هي أحد عوامل الإنتاج الرئيسية

وتساهم بنسبة كبيرة في زيادة الإنتاجية. علاوة على ذلك فإنه مثل الاستثمار في رأس المال المادي، فإن الاستثمار في

رأس المال البشري يمكن أن يؤدي إلى توليد وفورات خارجية تعود على المجتمع ككل. والتعليم العام مثال على الاستثمار

الذي يؤدي إلى وفورات خارجية إيجابية، فهو يسرع بالنقل السريع والكفء للمعرفة والاستحواذ عليها. ومنذ البداية

حاولت نظرية رأس المال البشري أن تفسر الطبيعة المكملة للموارد البشرية وأثرها ليس فقط من منظور مساهمتها في

عملية الإنتاج )كمدخلات(، ولكن وهذا هو الأهم، من منظور مساهمتها في تحصيل ونقل المعرفة الفنية. فالاستثمار في التدريب المتخصص ينظر إليه كمكمل لشراء آلات أكثر تقدما

ورقيا، كما أن له منفعة مباشرة في تحصيل أشكال جديدة من ولذا يؤكد البعض على أن(. Ducharme, 1998)المعرفة الفنية

العديد من الدول النامية لم تستفد من رؤوس الأموال الأجنبية المتدفقة إليها نتيجة لعدم قدرتها على استيعاب رأس المال المادي. ويرجع السبب في ذلك إلى أن طبيعة ونوعية رأس

المال البشري في الدول المتخلفة لم تكن متناسبة مع نوعية(.32، ص 1992وطبيعة رأس المال المادي )الفيل،

ولقد احتلت نظرية راس المال البشري مكانة كبيرة بعد النتائج التي توصلت إليها الأبحاث والدراسات التي اكتشفت أن الزيادة في الناتج القومي في الدول الصناعية تعد كبيرة

جدا بالمقارنة بالزيادة في عوامل الإنتاج المادية. فلقد أوضحت دراسة سولو في الولايات المتحدة أن نسبة التباين

%، ولا80غير المفسر في نمو الدخل القومي تقدر بحوالي يفسرها تركيم رأس المال المادي، كما أوضحت دراسة

حتى1948دنيسون في الولايات المتحدة في الفترة من أن نسبة مساهمة رأس المال المادي في النمو1973

(.28 ص 1992% )الفيل، 23% - 16الاقتصادي تراوحت بين ولعل هذا يفسر استناد شولتز في مفهومه لرأس المال

البشري على ثلاثة فروض أساسية وهي أن النمو الاقتصادي الذي لا يمكن تفسيره بالزيادة في المدخلات المادية يرجع

أساسا إلى الزيادة في المخزون المتراكم لرأس المال البشري، كما يمكن تفسير الاختلافات في الإيرادات وفقا للاختلافات في مقدار رأس المال البشري المستثمر في

الأفراد، وأخيرا يمكن تحقيق العدالة في الدخل من خلال زيادة نسبة رأس المال البشري إلى رأس المال المادي. وهذا ما

دفع بعض المحللين إلى ضرورة التركيز على رأس المال Productivity paradoxالبشري لحل معضلة التناقض في الإنتاجية

والمتمثل في التناقض الواضح بين الزيادة السريعة في معدل التغير الفني خلال العقد الأخير، وحقيقة الانخفاض في معدل

)نمو الإنتاجية إلى أقل من مستواه بعد الحرب العالمية الثانية OECD, 1996.)

وطبق��ا لنظري��ة رأس الم��ال البش��ري، ف��إن الاس��تثمار في العنصر البشري من قبل الأفراد والمنظمات والحكومات يعم�ل على زي��ادة الإنت��اج والإنتاجي��ة ليس فق��ط للعنص��ر البش��ري نفس��ه، ولكن لبقي��ة العناص��ر الإنتاجي��ة الأخ��رى العامل��ة في المنظمات، بل وعلى مستوى المجتم��ع كك��ل. فالاس��تثمار في العنصر البشري يتيح مزيد من فرص العمل أم��ام الأف��راد، كم��ا يسمح بزي��ادة حركي��ة عنص��ر العم��ل نح��و القطاع��ات الإنتاجي��ة الجذابة. لقد أوضحت الأدبيات البحثي��ة في مج��ال الاقتص��اد أن نظرية رأس المال البش��ري تواج��ه تح��ديات تجريبي��ة قوي��ة في جوانب المدخلات والمخرجات في دالة إنت��اج المعرف��ة. فهن��اك صعوبات بالغة في تحديد درجة المهارة والمعرفة والجهد ال��تي يمتلكها العامل فعلا أو يمكنه الحصول عليه��ا من خلال الخ��برة والتدريب. وعادة ما تس��تخدم الش��هادات العلمي��ة لقي��اس تل��ك الكفاءات، ولكن الكثيرين يشككون في مصداقية الاعتم��اد على الشهادات العلمية، وبالتالي فهي قياس غير دقيق على أحسن تق��دير. ه��ذا إلى ج��انب أن هن��اك مش��كلة عام��ة في مص��داقية التعليم بالممارسة الذي يتم خ��ارج المؤسس��ات التعليمي��ة، من ناحية أخرى هن��اك ع��دم تأك��د كب��ير بش��أن عملي��ة تحوي��ل رأس

المال البشري إلى مخرجات )مشكلة الصندوق الأسود(. (Mincer, 1989 as cited in Ducharm, 1998)ولقد لخص مينسر

مساهمة نظرية رأس المال البشري، بقوله أن رأس المال البشري يلعب دورا محوريا في عملية التنمية الاقتصادية، فهو عبارة عن مجموعة من المهارات والمعارف والخبرات الناتجة

من التعليم والتدريب، وبالتالي فهو المصدر الأساسي للابتكار. وعند هذه النقطة يمكن القول أن رأس المال البشري يساهم

في مفاهيم الأصول والموارد المعرفية غير الملموسة التيبرزت إلى واقع الممارسات في نهايات القرن العشرين.

ولقد أوضحت الدراسات التجريبية المبكرة أن رأس المال البشري له تأثير إيجابي على متغيرات النواتج، فلقد ناقش كل

أن الابتكار(Bartel & Lichtenberg, 1987)من بارتل وليشتنبرج التكنولوجي يعدل من الطلب على العمل في صالح العمالة

ذات التعليم الأفضل بسبب تمتعهم بميزة تنافسية في تنفيذ التكنولوجي المبتكر والجديد. كما أوضح شولتز أنه بالإمكان

% من الزيادة في دخل العمل من خلال70-36تفسير ما بين العائد على الاستثمار الإضافي في رأس المال البشري

(.1992)الفيل، وحقيقة الأمر أن تأثير نظرية رأس المال البشري على مفهوم الاستثمارات المعرفية غير الملموسة ورأس المال

الفكري يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك. فلقد كرست الأعمال التجريبية الحديثة جهودها نحو التعرف على التأثير الاقتصادي

للاستثمار في التدريب وإعادة التأهيل المهاري. ووجدت دراسة بارتل ارتباط إيجابي بين تنفيذ البرامج التدريبية والنمو

في إنتاجية العمل ليس فقط على المستوى الفردي ولكن ,Bartel)على مستوى التنظيم ككل. كما وجد نفس الباحث

أن التدريب له تأثير ذو دلالة على النمو في الأجر، كما(1992 أنه يترجم في صورة معدل للعائد على مستوى الشركة يصل

Mincer, 1998 as cited in)%. أيضا أوضحت دراسة مينسر 13إلى Ducharme, 1998)أن معدلات العائد على الاستثمار في التدريب

تتجاوز مثيلاتها من العوائد على الاستثمارات في التعليم بالمدارس، ولقد استنتج الباحث أن التدريب يظل مربح

للشركات حتى في أوقات زيادة حركية عنصر العمل نحو القطاعات الإنتاجية المختلفة. ولقد أشار في دراساته إلى أن

الفرد غير المتدرب يحصل على نفس الإيرادات بغض النظر عن عمره، أما الفرد الحاصل على التدريب وإن كان يحصل

على إيرادات أقل أثناء التدريب، لتحمله جزء من تكلفة التدريب إلا أنه يحقق إيرادات أكبر في عمر لاحق. أيضا أشارت

ذات الدراسة أنه كلما زاد الاستثمار في التدريب خاصة التدريب المتخصص كلما زادت احتمالات بقاء الفرد في

كما أشارت دراساتالمنظمة واحتمالات استقرار العمالة. % من الأداء70اخرى أن رأس المال البشرى يفسر حوالى

(.Seleim, Ashour, and Bontis, 2007)فى شركات البرمجيات المصرية :Technical change theory- نظرية الابتكار أو التغير الفني 2

والشق الثاني من الأدبيات البحثية الذي ساهم بصورة فعالة في مفهوم الاستثمارات المعرفية غير الملموسة ورأس المال الفكري يرتبط بالتغير الفني أو الابتكار. فمن المقبول الآن أن النشاط العلمي والتكنولوجي ليس عاملا خارج نطاق النمو الاقتصادي، فهو يتولد نتاجا لمجهودات بعض الوكالات

الاقتصادية أو المؤسسات التي تستجيب بصورة طبيعية للحوافز الاقتصادية لجهودها العلمية والتكنولوجية. فالابتكار

هو عنصر أساسي في استراتيجية الشركة وقوة دفع أساسية تقف خلف السياسات الاقتصادية لتحسين التنافسية العالمية

والتقدم الاقتصادي. وكما في حالة رأس المال البشري، فإن أهمية الابتكار أو التفسير الفني كأحد العوامل الأساسية في النمو الاقتصادي

تم إدراكه منذ زمن بعيد. فلقد أشار كل من آدم سميث، وديفيد ريكاردو، وكارل ماركس إلى أهمية التغير الفني كعامل

. ورغم أن(Ducharme, 1998)أساسي في التقدم الاقتصادي الاقتصاديين النيوكلاسيك لم يضعوا التغير الفني في محور

تركيز النماذج التي قدموها، إلا أن العديد منهم فحص السؤال الخاص بالتغير التكنولوجي بصفة عامة باستخدام ثلاثية

شومبيتر والتي تقسم عملية التغير التكنولوجي إلى ثلاثة مراحل هي الاختراع أي توليد أفكار جديدة، ثم الابتكار أي

تحويل الأفكار الجديدة إلى منتجات تقدم للأسواق، وأخيرا & Canibano Garcia)الانتشار أي توزيع المنتجات في الأسواق

Sanchez, 1999 .) وتقليديا ركزت دراسات الابتكار على أنشطة البحوث

والتطوير، حيث أن الإنفاق على البحوث والتطوير يتم فحصها بصورة منفصلة عن بعض متغيرات المدخلات الأخرى مثل

العمل، والمواد، ورأس المال المادي. ومع ذلك أوضحت بعض أنOslo Manualالتحليلات الحديثة اعتمادا على دليل أوسلو

البحوث والتطوير هو النشاط الوحيد الذي يمكن الاستثمار فيه من أجل الابتكار حيث أن الأنشطة الأخرى يمكن أن تؤدي إلى

)تنفيذ جديد للتكنولوجي أو تحسين المنتجات والعمليات Caibano, Garcia & Sanchez, 1999.)ومن أكثر المؤشرات

المستخدمة في الأنشطة التكنولوجية والابتكارية هي كمية الاستثمار في البحوث والتطوير )قياس المدخلات(، وعدد

حقوق الاختراع الممنوحة )قياس المخرجات(. ويعد الإنفاق على البحوث والتطوير مقياس بروكسي للموارد التي تم تخصيصها للحصول على ابتكارات، ولكنه لا يعكس الكمية

الفعلية لأنشطة الابتكارات التي تقوم بها الشركات والصناعة والتي تشتمل على بحوث وتطوير غير رسمية وطارئة غير

مدرجة في التقارير والبيانات الرسمية. كما تعد حقوق الاختراع مقياس تكنولوجي صرف للمعرفة الجديدة، ولكنه لا يفسر القيمة الاقتصادية لهذه المعرفة. ويرجع التركيز على استخدام براءات الاختراع كمؤشر ثابت على المخرجات من

نشاط الابتكار إلى عدة اعتبارات أهمها: أن القيمة الاقتصادية الفعلية لبراءة الاختراع من الصعب تقديرها. وأن المقارنات

التي تعتمد على هذا المؤشر تعتمد على افتراضات غير واقعية، ليس كل الابتكارات يمكن وضعها في صورة براءات اختراع، ليست كل براءات الاختراع تصبح ابتكارات. والأهمية

الاقتصادية الفعلية للتكنولوجي الجديد يمكن فهمها عن طريق ,Santarelli & Piergiovanni)القياس المباشر لمخرجات الابتكار

إنها تشير إلى ما إذا كانت فكرة منتج جديد أو محسن(، 1996 بدأت في الاستحواذ على قيمة اقتصادية حقيقية، ويحدث ذلك

عندما توضع نتائجها في صورة منتج يقدم للأسواق وهذا ما أشار إليه فريمان )عالم الاقتصاد المشهور( بأنه أول معاملة

تجارية تشتمل على منتج جديد. أوضحت الدراسات أن الزيادة في تمويل البحوث والتطوير

GDPفي منظمة دول التعاون الاقتصادي والتنمية )كنسبة من ( أن الاستثمار في الابتكار كان له مدلولات1960منذ عام

اقتصادية كبيرة. ولقد أشارت نتائج الدراسة التي قام بها كل في(Santarelli & Piergiovanni, 1996)من سانترلي وبيرجيوفاني

إيطاليا إلى وجود ارتباط ذي دلالة بين القوة في ابتكار المنتج والتنافسية التجارية. وأوضحت الدراسة أن الصناعات التي

حققت فيها إيطاليا أداء إيجابيا في التجارة العالمية كانت تتمتع فيها بطاقات ابتكارية عالية، وأن الإنفاق على البحوث

والتطوير كان له ارتباط إيجابي بتطوير ابتكارات المنتج. وأبرزت النتائج أن الشركات الصغيرة الأقل من خمسين عاملا

كانت أكثر ابتكارا عما كان متوقعا. ولقد أصبح واضحا الآن أن الابتكار أو التفسير الفني

يتضمن أكثر من مجرد أنشطة البحوث والتطوير، بل يشتمل على أنشطة مثل الاستحواذ على التكنولوجي الجديد،

والتسويق، وتطوير برامج للتدريب والتصميم وغيرها. وتؤكد الكتابات الحديثة أن معظم الابتكارات مستمرة وتراكمية

بطبيعتها، فهي أساسا توليفات جديدة من الأساليب وليست منتجات أو عمليات أو أنظمة جديدة تماما، وهذا معناه أن عملية التعلم بالشركات داخلية وتراكمية. ولتحقيق وضعا

تنافسيا ينبغي على الشركات والأفراد أن يستنفروا بالكامل في عمليات تعلم معقدة يكون الأساس فيها ليس فقط تمويل

البحوث والتطوير ولكن أيضا تجميع معرفة فنية عامة وخاصة من خلال العديد من الأساليب، مثل التسويق والتدريب

والاتفاقيات، والاستثمار المشترك، والتحالفات الاستراتيجية والكونسورتم، والتراخيص والعلامات التجارية وغيرها من

الاستثمارات غير الملموسة. وهكذا فإن عمليات الابتكار تحوي في جعبتها أكثر من مجرد

تخليق معرفة جديدة من خلال البحوث والتطوير، بل تعمل على دمج المعرفة القائمة من خلال عمليات التعلم والاستثمار

)فيما هو غير ملموس. وقدم كل من تورنمين ومولر Tournemine & Muller, 1996)إطارا لنظم تطوير الابتكارات

القومية في هونجري فحواه أن الابتكار يعتمد على آليتين هما: آليات التعلم وآليات البحوث. وتتحدد آليات التعلم من

خلال التفاعل بين وظائف الشركة المختلفة، وكذلك التفاعل بين الشركات، كما أن آليات البحوث تتحدد من خلال البحوث والتطوير الداخلية والبحوث والتطوير الخارجية على مستوى

الشركات، وكذلك البحوث الأساسية ونظام التعليم. ولقد أشار إلى أن الأدبيات البحثية في التغير(Ducharme,1998)دوشارم

Residual Factorالفني كثيفة وتتراوح بين تقدير عامل البواقي على أنه مؤشر للتغير الفني إلى تحليل تفصيلي ومتعمق لعوامل مثل البحوث والتطوير، والمدفوعات للتكنولوجيا

وغيرها. وتشهد العديد من المشروعات حاليا في العديد من الصناعات بأهمية الاستثمار في البحوث والتطوير،

والتكنولوجي الجديد، والإعلان وغيرها من أجل الوصول إلى عمليات جديدة وابتكارات المنتج، وتطوير وصيانة القدرات Cohen)الواسعة لاستيعاب واستغلال المعلومات المتاحة خارجيا

& Levinthol, 1990) .

وهكذا تبدو الاستثمارات المعرفية غير الملموسة أنها أحد المرتكزات الحديثة لمشروعات الأعمال التي ترغب في

أنه (Brennan, 1992الحصول على ميزة تنافسية. وأشار برينان ) بالنسبة للشركات الصغيرة المبتكرة العاملة في بيئات

التنافسية، فإن أكثر الأصول الطويلة الأجل أهمية هي الأصول غير الملموسة مثل معرفة العاملين، والتكنولوجي، والترتيبات

الإنتاجية، والتسويق ونظم التوزيع وغيرها. وجدير بالذكر الإشارة إلى أن الابتكار يختلف بحسب مرحلة التطور الصناعي، فمرحلة بدء الصناعة تتطلب ابتكارا أساسيا

وهو المنتج، أما مرحلة النمو في الصناعة فتتطلب ابتكارا تراكميا وهو ابتكار العمليات، أما مرحلة النضج فتتطلب ابتكارا

تراكميا في المنتج، وتحتاج مرحلة التدهور في الصناعة إلى (.Strebel, 1987)ابتكار أساسي في المنتج والعمليات

:Intellectual investment (Ducharme, 1998)- الاستثمار الفكري 3 توسع هذه النظرية من نطاق الاستثمارات غير

الملموسة. وطبقا لمنظور الاستثمار الفكري، فإن الاستثمارات غير الملموسة تذهب إلى ما هو أبعد، وتشير إلى الفهم العام للعالم المحيط وتفاعلاته الاجتماعية وأيضا فكرة الثقافة الصناعية. ويركز هذا المفهوم على حقيقة أن كفاءة

الشركة تعتمد على حركية الموارد )بما في ذلك المعرفة العامة وثقافة الشركة( نحو الفرص السوقية والتكنولوجية

المناسبة. وبهذا المفهوم فإن هذا النوع من الاستثمار الفكري يشتمل على الموارد التي تخصصها الإدارة للاحتياجات

المتوقعة للعملاء، والبحوث والدراسات التي تسبق التنافسية، وذكاء السوق، ودوائر الجودة، ومراجعة أداء العاملين، وتخليق

شبكات صناعية ومتعددة القوميات، وخدمات الاستشارات،والتحالفات، والاستثمار المشترك والكونسورتم وغيرها.

(Caspar & Afriat, 1988 in Ducharme, 98)ولقد أشار كاسبر وأفريات إلى أن الاستثمار الفكري ليس مجرد نوع مختلف من

الاستثمارات غير الملموسة، ولكن الأهم أنه يشير إلى طريقة عامة في التفكير مثل الثقافة حيث تكون هناك إمكانية لتطوير واستخدام طرق ووسائل كانت تقع في الماضي في المنطقة

الرمادية وأصبحت الآن على قمة استراتيجيات الشركاتوأولوياتها.

:New growth theoriesنظريات النمو الحديثة وتحاول نظريات النمو الحديثة تفسير اقتصاد المعرفة

باعتباره مرحلة من مراحل عملية التطور الاقتصادي التي تعول الكثير على الاستثمارات المعرفية غير الملموسة كأحد

المرتكزات الأساسية للنمو الاقتصادي. وتنقسم نظريات النموالحديثة إلى نظريتين هما:

النظرية النيوكلاسيكية:-1 تحاول هذه النظرية استطلاع دور المعرفة والتكنولوجي

عن طريق دمجها إلى دالة الإنتاج النيوكلاسيكية. وتركز النظرية على تخصيص الموارد المحدودة، وتستخدم مفهوم

دالة الإنتاج والتي تقوم بتحويل المدخلات إلى مخرجات. وطبقا لهذه النظرية يعزي النمو إلى الزيادة في مدخلات

العمل ورأس المال، أما الجزء الباقي غير المفسر بالزيادة في العمل ورأس المال والذي يشكل البواقي فيعزي إلى التقدم الفني أو التكنولوجي في هذين العاملين بمقتضى التطور التكنولوجي والاستثمارات غير الملموسة. وتنظر النظرية النيوكلاسيكية إلى التقدم الفني على أنه متغير

، أو(Solow, 1956 in Clement, Hammerer, Schwarz, 1998)خارجي على أحسن تقدير فإن التقدم الفني هو معرفة فنية

وتكنولوجية متضمنة في الآلات والأجهزة الحديثة التي يتم استخدامها، وبالتالي فإن الاستثمارات في تلك الآلات الجديدة

كما يعزي(.Clement and et al., 1998)تصبح أداة للتقدم الفني بعض أنصار النظرية النيوكلاسيكية الجزء غير المفسر من النمو عن طريق العمل ورأس المال إلى الاستثمارات غير

أما رومر(.Abramouitz, 1989 in Clement)الملموسة مثل التعليم (Romer, 1990 in Celement and et al., 1998)في تفسيره للنمو

الاقتصادي، فقام بالتمييز بين نوعين من العمالة هي العمالة الماهرة، والعمالة غير الماهرة، وتستخدم العمالة الماهرة

لإنتاج المنتجات المادية ولتخليق المعرفة الجديدة التي تخفض من الإنتاجية الحدية لرأس المال المادي. وهكذا يمكن القول بأن النظرية النيوكلاسيكية في معالجتها للمعرفة تنظر إليها

كمورد لا يؤدي إلى تمايز، حيث يفترض أن الشركات لديها نفس المعرفة الثابتة في سباقها مع اليد الخفية في الأسواق. ويعد هذا الفكر قاصر في توصيفه لظاهرة المعرفة بسبب أن

الاقتصاديين النيوكلاسيك يفترضوا أن كل الأطراف لديها معلومات كاملة، كما أن الموارد تتحرك بحرية كاملة. ويتعارض

هذان الافتراضان مع فكرة أن الأفراد لديهم حدود في قدراتهم المعرفية وأن بعض أشكال المعرفة الضمنية من

الصعب التخاطب بشأنها.

:Evolutionary theory النظرية التطورية -2 وتدرك النظرية التطورية والتي يشار إليها أحيانا بنظرية

الأنظمة أن الابتكار والتغيرات التكنولوجية والتنظيمية المرتبطة به هي المحفزات الأساسية للنمو الاقتصادي. ولا

تنظر هذه النظرية إلى السوق على أنه حالة من التوازن الاستاتيكي، بل تنطلق من افتراض أن السوق يتغير بصورة

متسقة وأن ميادين الأعمال تحتاج إلى الابتكار بغرض التكييف مع التغير في البيئة. وعلى هذا لم تحاول النظرية التطورية

تضمين المعرفة في إطار التوازن النيوكلاسيكي من خلال دالةالإنتاج.

فهي تركز على أن التقدم التكنولوجي أو التغير الفني كأحد المرتكزات الرئيسية للنمو لا يتحدد من خلال عوامل

خارجية، ولكنه عامل داخلي. واستنادا إلى مجالات مثل التنظيم الصناعي ورأس المال البشري واقتصاديات التغير

الفني فإن النمو يعزي إلى تراكم المعرفة وينظر للمعرفة في هذا المضمار من منظور أوسع والتي تشتمل على رأس المال

البشري ورأس المال التنظيمي وبعض الجوانب من رأس)المال المادي والتي تتضمن التكنولوجي أو التغير الفني

Ducharme, 1998)وتعتبر النظرية التطورية أن النمو الاقتصادي . تحدده عمليات التعلم والاكتشافات وليس مجرد نتيجة

كما تؤكد النظرية التطورية(.Dosi, 1992)لتخصيص الموارد على أن عوامل الإنتاج كمحددات للنمو ليست مجرد عوامل

منفصلة تعمل بمعزل عن بعضها البعض بل أنها تؤثر فيبعضها البعض وهذا يعظم الاستفادة منها.

)فلقد نظر نيلسون ووينتر للشركة في النظرية التطورية Nelson & Winter, 1982)على أنها هيراركية من الأنشطة التي

تعمل من خلال مجموعة من أنماط العمل الخاصة والمتسقة ؛Organizational Routinesنسبيا. يطلق عليها الآليات التنظيمية

والآليات التنظيمية هي موارد تنظيمية أساسية بعضها صريح يتمثل في القواعد البيروقراطية، وبعضها ضمني يتمثل في ثقافة المنظمة. كما يطلق على تلك الأنماط المتسقة نسبيا

، وهي قواعد تنظيمية تعمل على حلCompetencesالكفاءات المشاكل في المنظمات. ويلاحظ أن تلك النظرة لنيلسون

وينتر تتشابه مع بعض المداخل الموجودة في نظرية المنظمة بما تتضمنه من هياكل وسلوكيات وأنظمة عمل وغيرها. وهذه الآليات التنظيمية أو الكفاءات تخضع لعمليات تطورية، كما يتم

تقييمها وإعادة إنتاجها والحذف والاختيار منها، وتلك أيضا عملية تغيير يتم تفعيلها من خلال مجموعة من الآليات التنظيمية الجديدة الناتجة من عمليات البحث والاختيار

الداخلي وكذلك نتيجة للتأثيرات البيئية. ويصف نموذج نيلسون ووينتر الشركة بما أسماه حالة

، وخصائص التشغيل، وقواعد الاستثمار،Firm stateالشركة )وقواعد التسجيل، وقواعد البحث. وحاول سليمنت وزملاؤه

Clement and et al., 1998)تفسير ما أسماه نيلسون ووينتر بحالة Firm Physical Stateالشركة من خلال الحالة المادية للشركة

والتي تتكون من مخزون رأس المال المادي بما يحتويه من آلات ومصانع وأجهزة وغيرها. وتتكون الحالة المعلوماتية للشركة والتي تتكون من مجموعة من الملفات والذاكرة

البشرية في الشركة وغيرها. أما خصائص التشغيل فهي عبارة عن مجموعة من القواعد الثابتة نسبيا تحكم سلوك الشركة

في الأجل القصير. أما قواعد الاستثمار؛ فهي مجموعة من القواعد التي تحدد الزيادة أو النقصان في مخزون رأس مال الشركة. أما قواعد التسجيل فهي مجموعة من القواعد التي

، أما قواعد البحث العامةKnowledge stateتغير من حالة المعرفة Searchفهي القواعد الحاكمة لتعديل وتغيير الآليات التنظيمية

القديمة واستبدالها بآليات جديدة تتناسب والتحولات فيمنظومة العمل بالشركة.

موقع رأس المال الفكري في نظريات الشركة: مع التغير الجذري نحو أهمية المعرفة في إدارة المنظمات

والنظر إلى رأس المال الفكري بمثابة حجر الزاوية لنجاح شركات الاقتصاد الحديث، لذا قد يلزم البحث في جذوره

النظرية ولارتباطاته ببعض نظريات الإدارة. يقدم هذا الجزء عرضا وتحليلا لبعض الاتجاهات الفكرية

السائدة بشأن هوية ومنابع رأس المال الفكري. فهناك ادعاءات بأن رأس المال الفكري هو امتداد لمفهوم الشركة

المعتمدة على الموارد، كما يمكن مناقشة أن رأس المال الفكري هو امتداد نظرية الشركة المعتمدة على المعرفة أو

امتداد لنظرية رأس المال البشري. رأس المال الفكري ومنظور الشركة المعتمدة على.1

الموارد: وطبقا لأعمال بورتر فإن الميزة التنافسية تتحدد من خلال

عوامل بيئية خاصة بالسوق والصناعة، وأن العامل الأكثر أهمية والمحدد لنجاح منظمة الأعم��ال هو الموقف التنافسي

في الصناعة. وبالتالي فإن البحوث في الإدارة الاستراتيجية ركزت على تحليل هياكل الأسواق كمحددات لاختلافات الأداء

. (Porter , 1980)في الصناعة إلا أن هذا المدخل قد تعرض للعديد من الانتقادات من قبل

الاقتصاديين والباحثين في مجال الإدارة الاستراتيجية، ومن ( مدخل تحليل الصناعة في مجال1أهم هذه الانتقادات: )

الإدارة الاستراتيجية كما ورد في أعمال بورتر مازال محل مناقشات وجدل منهجي في مجال اقتصاديات التنظيم الصناعي حيث يركز على أسواق المنتج ويرى أن مصدر

)الربحية هو خصائص الصناعة وموقع الشركة داخل الصناعة Porter , 1980.)( 2أكدت بعض الأبحاث على أن الأرباح غير )

العادية التي تحققها الش�ركات أكثر ارتباطا بالش�ركة عنها . كما(McGahan & Porter, 1997; Rumelt,1984; 1991بالصناعة )

أشارت دراسات أخرى إلى وجود اختلافات جوهرية ومنتظمة في أداء شركات تنتمي إلى نفس المجموعة الاستراتيجية

,Cool & Schendlelداخل الصناعات الدوائية بالولايات المتحدة )1988.)

وهكذا فقد ركزت نظرية الإدارة في تلك الفترة على افتراض أن الموارد موزعة بصورة متجانسة داخل الصناعة،

ومن السهل الوصول إليها بواسطة الشركات المنافسة، وبالتالي افترضت أن المعرفة مساوية للمعلومات، ولذا فهيمتاحة ومجانية ومن السهل تكييفها حسب احتياجات الشركة.

ولقد أدت الانتقادات السابقة إلى ظهور مداخل بديلة، وأحد المداخل البديلة يركز على بناء مزايا تنافسية من خلال

الكفاءات المحورية على مستوى الشركة، ويعتمد هذا المدخل ,Wernemfeld)على الموارد كمحدد أساسي للمزايا التنافسية

، والشركات ذات الأداء المتميز تمتلك أصول ومهارات(1984 خاصة ومن الصعب محاكاتها وهذا يجعل أداءها أحسن من

وترجع جذور هذا المدخل إلى نظرية(. Aker,1991)المنافسين نمو الشركة لبين روس، والتى ترى أن الشركة عبارة عن

مجموعة من الموارد غير المتجانسة، وأن مدى الخدمات المتاحة من الموارد الموجودة بالشركة يتحدد من خلال

والجديد في(. Penrose, 1959, P.24)المعرفة المتاحة بالشركة أنها تعرضت لما يسمى بالصندوقPenroseأعمال السيدة

الأسود في النظرية الاقتصادية، وهو ما يمكن أن يطلق عليه الموارد والقدرات التي تشكل الأساس المستقر للأداء

الاقتصادي للشركة واتجاهات التطوير فيها. ومن وجهة النظر هذه فإن الشركة أكثر من مجرد وحدة إدارية، إنها توليفة من

الموارد المنتجة التي توضع في استخدامات مختلفة عبر الزمن. ويتحدد ذلك من خلال القرار الإداري، واعتبرت أن

الخصائص المميزة للش�ركة وكفاءتها المحورية هي أس�اس.(Penrose,1959, P. 21)نمو الشركة

ويركز مدخل الموارد على عدم اكتمال سوق عوامل الإنتاج، وبالتالي فهذا المدخل يصف الشركة على أنها مجموعة من الموارد التي لا تتحرك بصورة كاملة، كما أنها غير متجانسة،

ويلقي الضوء على عدم تجانس الشركة واختلاف درجات التخصص ومحدودية انتقال موارد الشركة، كما يركز على أن

نوع وأهمية وطبيعة موارد الشركة وقدراتها هي محددات هامة لربحيتها. وموارد الشركة يمكن أن تكون مخزون من العوامل المتاحة المملوكة أو المسيطر عليها بواسطة الشركة. ويتم

تحويل هذه الموارد إلى منتج نهائي أو خدمة باستخدام مجموعة من أصول وآليات الشركة مثل التكنولوجي، ونظم

المعلومات الإدارية، ونظم الحوافز، والثقة بين الإدارة (. ويشتمل مصطلح مواردAmit & Schoemaker, 1993والعمال )

الشركة على كل الأصول، والقدرات، والعمليات التنظيمية، والخصائص، والمعلومات، والمعرفة المتاحة التي تسيطر عليها

الشركة. علاوة على ذلك فإن موارد الشركة تمكنها من تنفيذ ( والمدىDaft, 1993الاستراتيجيات لتحسين الكفاءة والفعالية )

الواسع من موارد الشركة سواء الاستراتيجية أو غيرالاستراتيجية يمكن تصنيفها في ثلاث فئات:

موارد رأس المال المادي، وتشتمل على التكنولوجي-1

المادي، والمصانع، والأجهزة، والموقع الجغرافي، والاتصالبالمواد الخام.

- موارد رأس المال البشري، وتتضمن المكون البشري2 في البنية التحتية في المنظمة مثل المعرفة الفنية، والخبرات

المهنية، والخبرة، والتقييم، والذكاء، والعلاقات، ورؤيةالمديرين الفرديين والعمال.

- موارد رأس المال التنظيمي، ويتكون من الهيكل3 التنظيمي، والتخطيط الرسمي وغير الرسمي، ونظم الرقابة

والتنسيق، والتفاعلات غير الرسمية بين المجموعات داخل الشركة، والعلاقة بين الشركة وأطراف البيئة. أساليب العمل

الرسمية وغير الرسمية، والأنظمة، والأدوات، والمناهج،والعلامات التجارية وحقوق الاختراع.

في التحليل الاستراتيجي التقليدي، فإن ما تستخدمه ,Porter)الشركات لتنفيذ استراتيجياتها يعتبر موارد استراتيجية

. وليس كل رأس المال المادي والبشري والتنظيمي(1985 وهكذا فإن خصائص رأس(.Barney, 1991)موارد استراتيجية

مال الشركة التي تمكنها من تشكيل وتنفيذ استراتيجياتها والتي تحسن من كفاءتها وفعاليتها تعتبر موارد استراتيجية

وتعد المعرفة موردا حرجا يسمح(.Wernerfelt, 84للشركة ) . وبالتالي(Nonaka, 1991)بزيادة كبيرة في الكفاءة والفعالية

فإن هذه المناقشة تأخذ مدخل الموارد خطوة أكثر تقدماوتركز على المعرفة والتعلم كموارد حرجة.

فإن السؤال الأساسي الذي يحيط بوجهة نظر مدخل الموارد يطرح قضية ما هي خصائص الموارد والقدرات التي

تمكن الشركات من توليد ريع اقتصادي كبير وتحقيق تميز عن ;Foss & Knudsen, 1996)المنافسين. ولقد حددت بعض الكتابات

Li & Calantone, 1998; Peteraf, 1993; Barney, 1991)أربعة متطلبات للموارد والمهارات حتى تكون مصدرا للتميز في الأداء، وهي

أن تكون ذات قيمة، وأن تكون نادرة بين المنافس الحالي والمحتمل، وأن تكون غير قابلة للمحاكاه بصورة كاملة، وألا

يكون هناك بديل استراتيجي كامل لها؛ وأن تكون غير متجانسة. وهكذا يتنبأ مدخل الموارد بنجاح الشركة على

أساس تراكم المدخلات النادرة ذات القيمة، والتي يكون من المكلف تقليدها ومحاكاتها لاستخدامها في عمليات الإنتاج

والتوزيع بتكلفة أقل من الربح الذي تتيحه هذه الموارد. وهكذا، ليست كل موارد الشركة بما فيها المعرفة تستطيع أن توفر للشركة عنصر التميز في الأداء. فالمعرفة يمكن أن

تتراوح بين معرفة عامة تمتلكها معظم الشركات داخل الصناعة إلى معرفة متخصصة بدرجة عالية تمتلكها شركة

بعينها. ولكي تكون المعرفة مورد حرج فإنه يجب أن يتوفر فيها كل الخصائص والمتطلبات التي تؤهلها لتمييز المنظمات

من حيث كونها ذات قيمة، ونادرة، وغير قابلة للمحاكاة بصورةكاملة، وكما لا يكون هناك بديل استراتيجي كامل لها.

فالمعرفة ذات القيمة العالية تمكن من تحقيق التميز في الأداء بسبب قدرتها على تمكين الشركة من تنفيذ

الاستراتيجيات لتحسين الكفاءة والفاعلية. ومن أمثلة المعرفة ذات القيمة هو المعرفة بالتغير في حاجات المستهلكين،

فالمعرفة بحاجات محددة للمستهلك تؤدي إلى تطوير منتج وتصميمات متميزة يمكن حمايتها وهذا يحسن من كفاءة

وفاعلية المنظمات. أيضا فإنه إذا تملكت المعرفة ذات القيمة عدد من الشركات فإن كل منها يكون لديها القدرة على استغلالها بطريقة مشابهة ويؤدي هذا إلى تآكل الميزة

وتلاشيها، وبالتالي فإن المعرفة يجب أن لا تكون شائعة ومتاحة لكل الشركات المنافسة، بل تكون نادرة حتى تحقق

تميز في الأداء. علاوة على ذلك فإن المعرفة ذات القيمة والنادرة تؤدي إلى تميز في الأداء إذا لم تستطع الشركات الحصول عليها

ومحاكاتها، ويرتبط ذلك بغموض المعرفة، ويتحدد غموض المعرفة كأحد الموارد الاستراتيجية من خلال أربعة عوامل تحد

لتعقد والخبرة وا الضمنية من المحاكاه التامة لها وهي.السابقة والخصوصية

. رأس المال الفكري ومنظور شركة المعرفة:2 يوفر منظور المعرفة خط جديد لفهم وتحليل المنطق من

وجود الشركة. وينظر هذا المنظور للشركة على أنها مؤسسة لإنتاج وتكامل المعرفة، ويقوم منظور شركة المعرفة على افتراض أساسي هو أن المدخلات الحرجة للإنتاج والمصدر الأساسي للقيمة هو المعرفة. ففي الواقع الفعلي تعتمد إنتاجية أي عنصر بشري للشركة على أنها مؤسسة لإنتاج

وتكامل المعرفة، وبالتالي فإن المعرفة، وحتى الآلات نفسها (. وبالتاليGrant, 1996عبارة عن أجسام وهياكل من المعرفة )

فإن جوهر عمل المنظمة يكمن في تخليق ونقل وتوظيف كما(،Demsetz, 91; Grant, 96; Nonak, 94)المعرفة والانتفاع بها

إن الاختلافات في الأداء بين المنظمات ترجع لاختلاف قواعد ,Ashour)تخليق وتطوير وتوزيع وتوظيف واستخدام المعرفة

2000; Seleim et al, 2005, 2007; Seleim and Khalil, 2011; Guthrie, 2001; Rastogi, 2000; Spender, 96; Hedlud, 1994; Kogut & Zonder, 1992)ويرى

البعض أن هذا المنظور أدى إلى تحول التركيز من مجرد & Moran)المنظور التاريخي لتقدير القيمة إلى تخليق القيمة

Ghoshal, 96.)والجديد في هذا المنظور أنه يتعرض لما يسمى بالصندوق الأسود في دوال الإنتاج الاقتصادية الذي عجزت عن

تفسيره مختلف نظريات الشركة مثل النظرية الاقتصادية ونظرية المنظمة والإدارة الإستراتيجية والإدارة المالية

وغيرها.

نتائج ومضامين الدراسة ناقشت الدراسة مساهمة أربعة نظريات أساسية: الأولى هي نظرية رأس المال البشري التي تنظر إلى البشر على أنهم أكثر عوامل الإنتاج أهمية من حيث القدرة على زيادة

وتحسين الإنتاجية. النظرية الثانية هي نظرية الابتكار أو التغير الفني، وترى أن الاستثمار في الابتكار هو السبب الرئيسي

للنمو، وأن التنافسية تتحقق من خلال الاستثمار في البحوث والتطوير وغيرها من الاستثمارات غير الملموسة. والنظرية

Theory of intellectualالثالثة هي نظرية الاستثمار الفكري investmentوتركز على أن الكفاءة تتحقق من خلال حركية

;Romer, 1986)الموارد نحو الفرص التسويقية والتكنولوجية Barro & Salai Martin, 1995.)أما النظرية الرابعة فهي نظريات

النمو الحديثة )النظرية النيوكلاسيكية والنظرية التطورية( وتحاول تفسير الاقتصاد المعرفي كمرحلة في عملية التطور

والتي تكون فيها الاستثمارات غير الملموسة من المحددات الأساسية للنمو الاقتصادي. وترى أن تراكم المعرفة هو المورد الأساسي للنمو الاقتصادي مع الأخذ في الاعتبار

تخصيص الموارد المحدودة كنقطة بداية، وهذا هو مفهوم النظرية النيوكلاسيكية. أما النظرية التطورية فتنظر للشركة

على أنها هيراركية من الأنشطة التي تعمل من خلال آليات وقواعد عمل، وتعتبر أن الأساس في هذا الطرح هو التعلم

(.Dosi, 1992; Nelson &Winter 1982)والاكتشافات وكما هو الحال في نظرية رأس المال البشري، فإن

الأدبيات النظرية والتجريبية في التغير الفني )الابتكار( قد ساهمت بوضوح في تطوير مفاهيم الاستثمارات المعرفية غير الملموسة، والأمر هنا أكثر جلاء حيث أن التغير الفني غالبا ما

يتصف بمكونات مختلفة عادة ما ترتبط بالاستثمارات غير الملموسة. وهكذا فإن مفهوم الاستثمار الفكري يتسع ليشمل بالإضافة إلى عناصر الاستثمارات غير الملموسة فكرة الثقافة

التكنولوجية وثقافة الصناعة والثقافة العلمية. ولقد ناقش بعض الباحثين أن الاستثمارات غير الملموسة لا ينبغي أن

تقتصر فقط على الإنفاق الذي يمكن معرفة تكلفته، بل يجب أن يمتد ليشتمل كل ما يتعلق بتخليق البيئة المناسبة لتخليق

,Machlup, 1982; Dosi, 1984; Freeman & Perez)ورعاية الابتكار ومع ذلك يؤكد دوشارم على أن التركيز على الجانب غير( 1988

الملموس في هذا الإطار الواسع للاستثمار الفكري يبدو فكرة أكثر واقعية، حيث أن ترجمة هذا المفهوم الواسع للاستثمار

الفكري في صورة إطار عمل يستخدم لتجميع بيانات يعتبرمسألة صعبة.

تنظر النظرية النيوكلاسيكية في معالجتها للمعرفة على انها مورد لا يؤدي إلى تمايز، حيث يفترض أن الشركات لديها

نفس المعرفة الثابتة في سباقها مع اليد الخفية في الأسواق.

وينظر هذا الفكر لظاهرة المعرفة نظرة ضيقة بسبب أن الاقتصاديين النيوكلاسيك يفترضوا أن كل الأطراف لديها

معلومات كاملة، كما أن الموارد تتحرك بحرية كاملة، ويتعارض هذا مع فكرة أن الأفراد لديهم حدود في قدراتهم المعرفية

وأن بعض أشكال المعرفة الضمنية من الصعب التخاطببشأنها.

ورغم أن النظرية التطورية للشركة قدمت وصفا مناسبا لمخزون المعرفة المجسد في الآليات التنظيمية إلا أنها تفتقد

إلى المضامين السياقية للتغير في بيئة الأعمال. ولم تقدم وصفا للتغير في الآليات التنظيمية عبر الزمن، فإذا ما تم

ترميز هذه الآليات في فترة معينة فإنها قد لا تكون صالحة للعمل بها في فترة أخرى تقوم فيها الشركة بتغيير توجهاتها

الاستراتيجية. ويوفر مدخل الموارد منظور معين للشركة، حيث تكون

الموارد الملموسة وغير الملموسة الهامة والمميزة هي الأساس في تمييز المنظمة وتفوقها، ويؤدي هذا إلى توسيع

مدخل الموارد. ومع التسليم بهذه الافتراضات فإن أهم المكونات الحرجة في موارد الشركة ليست الموارد الملموسة

مثل الأصول المادية والأموال ولكن الموارد غير الملموسة المتمثلة في رأس المال الفكري والأصول المعرفية التي تحوزها المنظمات. سواء أطلق عليها المعرفة أو الأصول

أو( Cohen & Levinthan, 90)الخفية أو الطاقة الاستيعابية ,Zamber & Kogut)الكفاءات المحورية، أو القدرات الجوهرية

أو الذاكرة(، Hall, 1992) أو الموارد غير الملموسة (95 أو أي مصطلح آخر مشابه في(Walsh & Ungson, 91)التنظيمية

المعنى ينظر منظور شركة المعرفة إلى المعرفة على أنها أهم

مورد استراتيجي تسيطر عليه الشركة. وواقع الأمر أن المعرفة هي مركز العديد من المجالات البحثية التقليدية مثل

التعلم التنظيمي، وإدارة التكنولوجي، والسلوك التنظيمي، والتسويق، والموارد البشرية وغيرها. ولكن القضية محل اهتمام هذا المنظور الجديد تمتد إلى ما وراء الاهتمامات التقليدية للميادين السابقة وتتطرق إلى اهتمامات أخرى

خاصة بماهية المعرفة من حيث أنواعها وخصائصها ذات المضامين الاستراتيجية الحرجة ليس فقط في مجال الابتكار

كمحدد للأداء التنافسي ولكن في مجال عوائق التقليد والمحاكاة لمصادر التميز. وهكذا يذهب هذا المنظور يذهب

لأبعد من دالة الإنتاج ومدخل الموارد ويطرح وجهة نظر جديدة للشركة على أنها نظم ديناميكية متطورة وشبه مستقلة لإنتاج

وتطبيق المعرفة.الدراسات المستقبلية

ينبغي ان تتصدى الدراسات المستقبلية الى التركيز على اخضاع تلك النظريات لدراسات تجريبية منتظمة ودراسات

تعتمد على اختبار مجموعة من الفروض في مجالات مختلفة حتى يتسنى للباحثين الخروج بمجموعة من النتائج حول هذه

النظريات أو اقتراح مجموعة من الاتجاهات والعلاقات البحثيةلتعديل مسارها.

القيود على الدراسة تتمثل أهم القيود على الدراسة الحالية انها اقتصرت على التحليل والتقييم النظري لمجموعة الدراسات والبحوث التي استخدمتها الدراسة في مجالات الإدارة والاقتصاد بما يتفق

وأهداف الدراسة.Absterct

The examination of literature review indicates that issues related to knowledge management and its implications for the company have been exposed at different levels in many different academic fields, including management and economics. The aim of this research is to enrich the concepts of intellectual capital through research in the theories of management and economics and to identify the theoretical roots of intellectual capital and its links with modern economic and administrative thought in a way that meets the nature of the subject and penetrates it in many related fields. The research presented an analysis of some of the prevailing intellectual trends regarding the identity and origins of intellectual capital

The study found that intellectual capital is an extension of the company's resource-based concept. The results also indicate that intellectual capital is the extension of the company's knowledge-based theory. The study also presented the contribution of human capital theory, the theory of innovation or technical change, the theory of intellectual investment, the theories of modern growth (neo-classical theory and evolutionary theory), and the evolutionary theory in the interpretation of intellectual capital.

إدارة التنوع في المجتمعات المتعددة الثقافات

)*((*)أ. م. د. عبد الحسين شعبانعوضا عن المقدمة

مقاربتان يمكننا الولوج إليهم��ا لمناقش��ة مفه��وم التن��وع في المجتمع��ات المتع��ددة الثقاف��ات وذل��ك من خلال الهوي��ة

Identity:ومقارباتها المؤتلفة والمختلفة الأولى تتعلق بالمعنى والدلالة، حيث يكون سؤال الهوية

تعبيرا عن الشعور بالتحقق أو بالفداحة وبالامتلاء أو التبدد. ع��راقي – ن��ائب رئيس جامع��ة اللاعن��ف، ل��ه العدي��د من أك��اديمي ومفك��ر )*((*)

المؤلفات في مجالات الفكر والقانون والسياسة الدولية والأدي��ان والمجتم��ع المدني والثقافة والأدب. حائز على وسام أبرز مناض��ل لحق��وق الإنس��ان في

.2003العالم العربي، القاهرة ،

الثانية تتعلق بالدال والم��دلول والعل��ة والمعل��ول، لك��ون سؤال الهوية هو سؤال قل��ق واض��طراب بمع��نى س��ؤال أزم��ة وتحد، قبل أن يكون سؤال طمأنينة وأمان، لاسيما حين يتناول الأمر الهوية في تفريعاتها وخصوص��ياتها وطموحه��ا وعلاقته��ا

بالآخر .المقاربة الأولى

حول وإشكاليا جوهريا سؤالا الأولى المقاربة تطرح وجود معنى دقيق للهوية من عدم��ه، ويتف��رع عن��ه س��ؤال آخ��ر حول إمكانية الاستناد إليها في تحديد الظواهر الاجتماعي��ة من عدمها، وهو ما طرحه المفكر ماكس ف��ايبر بمس��تويين: الأول يتعلق بالنظرة الكونية التي تتألف منها المعتقدات والتصورات النظري��ة بخص��وص الواق��ع الحقيقي، لاس��يما في م��ا يتعل��ق بمغ��زى الوج��ود والك��ون . والث��اني يتعل��ق ب��النظرة الواعي��ة والإرادوية التي تتحرك فيه الذات "الجمعوية" )الجامعة( ض��من

90تقسيمات العالم الواقعية أو المركبة. وإذا ك��ان مفه��وم الهوي��ة ق��د أخ��ذ يتبل��ور خلال الث��ورة الفرنسية وما بعدها فإن وصوله إلى العالم العربي والإسلامي كان مت��أخرا وإن ك��انت ص��ياغته ق��د ج��اءت على لس��ان الأم��ير شكيب أرسلان لاحقا في كتاب بعنوان: لماذا ت��أخر المس��لمون

وه��و س��ؤال م��ا زال محم��ولا بمدلولات��ه91ولماذا تقدم غيرهم؟ المختلفة من حيث علاقته بالحداثة والكينونة الثقافية ودوائرها المتنوعة الوطني��ة والعربي��ة والإس��لامية وبع��دها الإنس��اني، ثم علاقتها بالدولة من حيث التنوع الثقافي والتعددية، سواء على المس��توى الق��ومي أو ال��ديني أو اللغ��وي أو غ��ير ذل��ك. وعلين��ا الإق��رار أن س��ؤال الهوي��ة ج��اء مت��أخرا في ال��وعي الع��ربي والإسلامي عن السؤال الذي يتعلق بالوجود، ولاسيما بعد فترة

الاستعمار الغربي للمشرق والمغرب العربي. ويمكن الق��ول أن��ه ح��تى في الغ��رب ك��ان من الص��عب الإحاطة الكاملة بمفه��وم الهوي��ة ، ففي فرنس��ا مثلا ك��ان ق�د

93 المح����افظين واليعاقبة92نش����ب الخلاف بين الجيرون����ديين - ظه��ر مفه�وم الهوي�ة في بداي�ة الأم��ر في كتاب�ات الفيلس��وف والم��ؤرخ الألم��اني 90

( . وللمزي��د1920-1864( وهو الذي ناقش��ه م��اكس ف��ايبر )1911-1833فيلهلم دلتاي ) من المعلوم��ات يمكن مراجع��ة : م��اكس ف��ايبر: مق��الات في سوس��يولوجيا ال��دين ،

و العلم والسياسة2015، بيروت ، 1المنظمة العربية للترجمة، ترجمة منير الفندري، ط بوصفهما حرفة، المنظمة العربية للترجمة، ترجمة جورج كتورة ، توزي��ع مرك��ز دراس��ات

. وراجع كذلك: كاترين كوليوتيلين، ماكس فايبر والت��اريخ،2011الوحدة العربية، بيروت ، . انظ��ر: رض��وان1994ترجمة ج��ورج كت��ورة، المؤسس��ة الجامعي��ة للدراس��ات والنش��ر ،

الس��يد - مس��ألة الحض��ارة والعلاق��ة بين الحض��ارات ل��دى المثقفين الع��رب في الأزمن��ة.125، ص 2004الحديثة ، دار الكتاب العربي، بيروت ،

- للاستزادة في سؤال النهضة يمكن مراجعة : شكيب أرسلان ، لماذا تأخر المسلمون 91.2011ولماذا تقدم غيرهم؟، دار مكتبة الحياة،

· وينتمي الث��ورة الفرنس��ية أعضاء حزب سياسي نشأ أثناء-الجيرونديون هم 92 قادت��ه إلى مقاطع��ة جيرون��د وعاص��متها "ب��وردو" ويمثل��ون الطبق��ة الوس��طى

 البرجوازية، والجيرونديون جمهوريون. 1792، ال��تي تأسس��ت في الع��ام جمعي��ة أص��دقاء الدس��تور"- اليعاقب��ة هم " 93

بجمعية اليعاقبة، أي أصدقاء الحرية والمس��اواة ويطل��ق عليهم وأعيدت تسميتها

الثوريين ، حيث تبنى الفري��ق الأول الخصوص��ية في حين تبنى الفريق الثاني الكونية، ارتباطا بما ش��كلته فلس��فة الأن��وار من مرجعية للهوي��ة ق��امت على عنص��رين أساس��يين هم��ا: الحري��ة

والمساواة. وق��د واج���ه مفه���وم الهوي���ة في المجتمع���ات العربي���ة والإس��لامية ثلاث ص��دمات أساس��ية: أوله��ا- ص��دمة الاس��تعمار ال��تي امت��دت إلى الخمس��ينات، س��واء بش��كل مباش��ر أو غ��ير

مباشر وما زالت تأثيراتها قائمة. 1967 يوني��و )حزي��ران( الع��ام 5 وثانيه��ا- ص��دمة هزيم��ة

التي ما يزال العالم العربي يعاني من تأثيراته��ا في م��ا يتعل��ق بمواجهة المشروع الص�هيوني، خصوص��ا بع��د قي��ام "إس��رائيل"

وتشريد الشعب العربي الفلسطيني .1948العام وثالثها- صدمة محاولة التغيير أو ما سمي بموجة "الربي��ع الع���ربي"، ال���تي ت���أخر وص���ولها مقارن���ة بعملي���ة التح���ول الديمقراطي التي شهدتها أوروبا الشرقية والتي توجت به��دم

وانهيار الأنظمة الشمولية، وكانت1989جدار برلين في العام موجة التغيير التي هبت على العالم الع��ربي ق��د انكس��رت عن��د شواطئ البحر المتوسط، ولم تتمكن من الوصول إلى م��دياتها

، أي بع��د م��ا2011حتى في المرحلة اللاحق��ة وم��ا بع��د الع��ام يزيد عن عقدين من الزمان حيث واجهها الكثير من المعضلات والمشكلات النظرية والعملية والمنعرجات الداخلية والخارجية، خصوصا بفعل الفوضى التي ضربت العديد من البلدان العربي��ة وق��ادت إلى تص��دع الدول��ة الوطني��ة، لاس��يما ح��روب ونزاع��ات أهلية وتغلغل الأيادي الخارجية. وكانت موجة التغيير الثمانيني��ة

قد شملت بعض دول أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا. يمكنن��ا الق��ول إن انبع��اث مفه��وم الهوي��ات ك��ان أك��ثر حضورا في البلدان الانكلوساكس��ونية مث��ل: بريطاني��ا وأمريك��ا وكندا، لكنه في نهاية الثمانينات وبعد تفكك الكتل��ة الاش�تراكية ارتفع رصيده لاعتبارات قومية وديني��ة وإثني��ة وغيره��ا، وهك��ذا ف��إن الهوي��ة أص��بحت عنص��را م��ؤثرا، س��واء على المس��توى الداخلي أو على مستوى العلاقات الدولية ، بل إن بعض ال��دول الكبرى استخدم انبع��اث الهوي��ات وه��و أم��ر ط��بيعي وت��اريخي لأغراضها الخاص��ة وللت��دخل في ش��ؤون البل��دان الأخ��رى تحت عنوان "حماية الأقلي��ات" وه��ذه الذريع��ة تم الع��زف عليه��ا في أواخ��ر أي��ام الدول��ة العثماني��ة ال��تي ك��انت تس��مى ب���"الرج��ل الم��ريض". كم��ا تس��تخدم حالي��ا من خلال "كلام ح��ق ي��راد ب��ه باطل"، ولاس��يما ع��بر ش��عارات جذاب��ة مث��ل يافط��ة "منظوم��ة حقوق الإنسان" التي يعتبر العالم الع��ربي والإس��لامي الأش��د

انتهاكا لها على المستوى العالمي.

أيضا اسم "ن��ادي اليعاقب��ة" وه��و الن��ادي السياس��ي الأك��ثر نف��وذا خلال الث��ورةالفرنسية وتحول إلى حركة شعبية راديكالية.

وإذا ك��انت هن��اك تفس��يرات مختلف��ة والتباس��ات بش��أن مفهوم الهوية وتناقض زاوية النظر إزائه، إلا أنه اكتسب ق��وة جديدة في العقود الأربعة الماضية، ب��ل ق��اد أحيان��ا إلى ح��روب دولي��ة وأهلي��ة مثلم��ا حص��ل في يوغس��لافيا الس��ابقة ال��تي انقسمت إلى ستة دول ودخلت حروبا وشهدت ج�رائم وأعم�ال إب��ادة فيم��ا بينه��ا ، وفي روان��دا راح مئ��ات الآلاف من البش��ر ضحية صراع قبلي بين قبيلتي الهوتو والتوتسي وهو م��ا ي��ذكر بالصراعات الدموية والحروب بين البروتستانت والكاثوليك تلك التي اندلعت في أوروب��ا، س��واء "ح��رب المئ��ة ع��ام" أو "ح��رب

( والتي ت��وقفت بم��وجب معاه��دة1648-�� 1618الثلاثين عام" )94ويستفاليا.

أما الحديث عن منطقتنا فهو حديث ذو شجون، فقد شهد 100العراق منذ قيام الدولة العراقية وإلى اليوم أي ما يقارب

عام، مشكلة محتدم��ة تتعل��ق بالهوي��ة الكردي��ة ذات الخصوص��ية القومية واللغوية والتاريخية والتراثي��ة والثقافي��ة بش��كل ع��ام، تتجلى في النزوع الكردي للاعتراف ب الهوية الخاصة والتعب��ير عنه��ا بأش��كال مختلف��ة، ب��دءا من إق��رار الحق��وق ووص��ولا إلى إقامة كيانية خاصة مستقلة. وحدث الأم��ر في الس��ودان أيض��ا،

1956حيث استمرت المشكلة الجنوبية منذ استقلاله في العام ، حيث تم انفص��ال الجن��وب ع��بر اس��تفتاء2010ولغاي��ة الع��ام

وذلك بسبب الهوية. مثلما يستمر الصراع بش��أن المس��ألة الكردي��ة في تركي��ا، لاسيما الصراع المسلح منذ أواسط الثمانينات ولم يج��د ل��ه حلا حتى الآن، مثلما ارتفعت وتيرة الصراع بشأن حقوق الكرد بع��د

، والس��بب يع��ود إلى رغب��ة الك��رد1979الثورة الإيرانية الع��ام في التعبير عن خصوصيتهم وهويتهم بإقامة كيانية خاص��ة لهم وحكم أنفسهم بأنفسهم. واحتدمت القضية الكردية في سوريا

ع��ام" هي الح��رب ال��تي ان��دلعت بين بريطاني��ا وفرنس��ا100"ح��رب ال� -� 94-�� 1337 س��نة )من الع��ام 116واستمرت من الناحية الفعلية نح��و ( وإن1453

ادع��اء المل��وك الإنجل��يز ب��أن الع��رشتخللتها فترات هدنة وسلام، ومن أس��بابها الفرنسي لهم، وبالطبع فإن هناك أسبابا سياس��ية واقتص��ادية وشخص��ية ك��انت

" فهيThirty Years War "حرب الثلاثين عام" "وراء اندلاع هذه الحرب الطويلة. أما سلسلة من الحروب والصراعات الدموية التي وقعت معاركها ابت��داء في أوروب��ا الوسطى، وخصوصا في ألمانيا وامتدت إلى أراضي روس��يا وإنكل��ترا وكاتالوني��ا "إسبانيا" وشمال إيطاليا وفرنس��ا، وهي ح��رب ديني��ة وطائفي��ة بالدرج��ة الأولى بين طائفتي البروتستانت والكاثوليك، وقد شهدت أوروبا بسببها تدميرا ش��املا، وانتشرت خلالها الأمراض والمجاعات، مثلما عرفت هلاكا لملايين البش��ر. يكفي

% وأن هن��اك أك��ثر من30أن نعرف أن عدد النفوس في ألماني��ا انخفض بنس��بة مليون ونصف المليون قضوا نحبهم، وقد انخفض ع��دد ال��ذكور إلى النص��ف،13

وفي نهاي��ة المط��اف تم التوص��ل إلى ص��لح يض��من المص��الح المش��تركة وع��دم التدخل، بل والتعاون الاقتصادي والتجاري، وقد عرف ه��ذا الص��لح باس��م "ص��لح

.1648وستفاليا" أو معاهدة وستفاليا العام انظر: عبد الحسين شعبان، محاضرة في بيروت، بعنوان : نحو وستفاليا عربي��ة: في تحديات الدولة الوطنية في العالم الع��ربي، منت��دى عب��د ال��رحمن النعيمي،

.2016 ديسمبر )كانون الأول( 16

في إط��ار ت��داخلات أجنبي��ة دولي��ة وإقليمي��ة2011بع��د الع��ام زادتها تعقيدا ، خصوصا في ظل النزاع المسلح .

في منطقتنا ) والأمر يش��مل95كما أن أوضاع المسيحيين المج��اميع الثقافي��ة الديني��ة واللغوي��ة والإثني��ة الأخ��رى أيض��ا(، تعتبر مؤش��را خط��يرا على ع��دم الاع��تراف ب الهوي��ة الفرعي��ة وخصوصية الح��ق في الاعتق��اد والض��مير وممارس��ة الطق��وس

من الإعلان18والشعائر الدينية بحرية وفقا لما تقرره الم��ادة العالمي لحقوق الإنسان ومن العهد ال��دولي الخ��اص ب��الحقوق

، والأم��ر لا يتعل��ق بمواق��ف الس��لطات96المدني��ة والسياس��ية ونظرة الدساتير المحافظة في الكث��ير من الأحي��ان والنص��وص والعقبات القانونية والإدارية فحس��ب، ب��ل يمت��د إلى المجتم��ع، ولاس��يما في ظ��ل ص��عود التي��ار التكف��يري ممثلا بالقاع��دة وابنته��ا داعش وش��قيقاتها. ولم يقتص��ر الأم��ر على الع��راق،

ب��ل امت��د إلى س��وريا في2003وخصوصا بع��د الاحتلال الع��ام ظل الاحتراب الداخلي وتآكل الهوية الجامعة، وشهدت البلدان هج��رة كب��يرة للمس��يحيين، مثلم��ا هي هج��رتهم القس��رية من فلس���طين، من خلال عملي��ات إجلاء إكراهي��ة ظلت تمارس���ها الس��لطات "الإس��رائيلية" على نح��و منهجي ومنظم، ف��انخفض

% قب��ل الاحتلال إلى أق��ل من20عددهم الذي كان يربو على % حاليا.1.5

وك��ان لبن��ان ق��د ع��انى من نزي��ف مس��يحي من��ذ الح��رب ولا ي��زال ه��ذا ال��نزيف مس��تمرا ويش��كل1989-1975الأهلي��ة

تهديدا حقيقيا للوجود المس��يحي ليس في لبن��ان فحس��ب، ب��ل في المنطقة لما له من ت��أثير على التن��وع الثق��افي والتعددي��ة والعيش المشترك و الهوية الجامعة، بل ويعتبر خسارة حقيقية للفسيفساء الثقافية في المنطقة مثلم��ا حص��ل إب��ان عملي��ات

- انظر كتبنا: المسيحيون والربيع العربي ، دار آراس للطباعة والنشر، اربيل، 952012.

.2013المسيحيون: ملح العرب، دار ضفاف، بيروت /الشارقة، أغص��ان الكرم��ة المس��يحيون الع��رب، مرك��ز حم��ورابي للدراس��ات والبح��وث

.2015الاستراتيجية، بغداد/بيروت ، من المعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على18- تنص المادة 96 .لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين. ويشمل ذل��ك حريت��ه في1"

أن ي�دين ب��دين م�ا، وحريت�ه في اعتن�اق أي دين أو معتق�د يخت�اره، وحريت�ه في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الش��عائر والممارس��ة والتعليم، بمف��رده أو

.لا يجوز تعريض أحد لآرائ��ه من ش��أنه أن2مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة. يخل بحريته في أن يدين بدين م��ا، أو بحريت��ه في اعتن��اق= =أي دين أو معتق��د

.لا يجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دين��ه أو معتق��ده، إلا للقي��ود3يختاره. التي يفرضها القانون والتي تكون ض��رورية لحماي��ة الس��لامة العام��ة أو النظ��امالعام أو الصحة العامة أو الآداب العامة أو حقوق الآخرين وحري��اتهم الأساس��ية.

.تتعهد الدول الأطراف في هذا العه��د ب��احترام حري��ة الآب��اء، أو الأوص��ياء عن��د4وجودهم، في تأمين تربية أولادهم دينيا وخلقيا وفقا لقناعاتهم الخاصة.

انظر : حقوق الإنسان: مجموع��ة ص��كوك دولي��ة، المجل��د الأول، الأمم المتح��دة، ( ال��ذي21 )ال��دورة 2200. قرار الجمعية العام��ة للأمم المتح��دة 1993نيويورك،

23 ودخ��ل ح��يز النف��اذ في 1966تم اعتم��اده في ديس��مبر/ك��انون الأول الع��ام .49 ،وفقا لأحكام المادة 1976مارس/آذار العام

تهجير اليه��ود من الع��الم الع��ربي في مطل��ع الخمس��ينات وم��ا بعدها . كما ازدادت معاناة الأقباط في مصر وشهدت كنائسهم وممتلك��اتهم تفج��يرات وتج��اوزات وأعم��ال إره��اب جعلت من

هويتهم الفرعية وخصوصيتهم الدينية "أولوية".بهذا المعنى يمكننا القول إن كل خطاب للهوية يفترض :

- وجود خلل في المنظومة السياسية والقانونية ال��تي تتعل��ق1 بمبادئ المساواة أو انتفاء للعدال��ة أو ض��عف في المش��اركة أو طمس وع��دم اع��تراف ب��التنوع الثق��افي أو تهميش للتعددي��ة

الثقافية. - وج���ود معطي���ات موض���وعية ل���دى الجماع���ة المهمش���ة أو2

المستلبة بحيث تشعر أنها ضحية عن��ف رم��زي أو م��ادي، س��واء كان ذلك عبر عدم المس��اواة أو التمي��يز أو الاحتق��ار والازدراء والتجاه��ل، أو من خلال أعم��ال قم��ع ق��د تص��ل إلى الإب��ادة

.Genosideالجماعية - وج��ود رد فع��ل ن��اجم من أش��خاص أو جماع��ة تتب��نى فك��رة3

الخصوصية أو تقوم على صياغة خط��اب جدي��د يق��دم معطي��ات مختلفة عما هو سائد، سواء بتأكيد خصوص��ية الانتم��اء الع��رقي أو اللغ��وي أو ال��ديني أو الم��ذهبي، وذل��ك بال��دعوة إلى رف��ع مطالب لرد الاعتبار والاعتراف لهم بالتميز والتمايز والحق في الاختلاف والتب��اين الق��ائم م��ع الثقاف��ة الس��ائدة ثم المطالب��ة ب��اعتراف بخصوص��يتهم من داخ��ل المنظوم��ة أو ح��تى رفض��ها بالكام��ل في حال��ة ع��دم الاس��تجابة إلى خط��ابهم وبالس��عي

للانسلاخ عنها. وهكذا سيكون كل خطاب للهوية موجه للذات وللآخ��ر في آن. فإما للذات بمعنى الشعور بالخصوصية والتوحد، وأما للأخر فسيكون هذا الآخر بالصدق أو الت��وهم، أي حقيق��ة أو افتراض��ا مشجبا تعلق عليه كل الأخطاء. وهكذا س��يكون خط��اب الهوي��ة الموجه نحو الذات به��دف تض��خيمها مثلم��ا س��يكون ض��د الآخ��ر بهدف تقزيمه أو "أبلسته"، وفي الحالتين لا بد من بناء سردية جديدة أو إعادة صياغتها سواء كحلم أو يوتوبيا، وقد تقود ه��ذه

إلى الصدام مثلما تشجع القوى الخارجية للتدخل .المقاربة الثانية

سواء أراد البعض أم لم يرد ف��إن س��ؤال الهوي��ة ب��رز في إط��ار ج��دل النهض��ة، وذل��ك ارتباط��ا ب��التخلف ال��ذي يعيش��ه العالم��ان الع��ربي والإس��لامي، ولاس��يما بالمقارن��ة م��ع تق��دم

1875الغ��رب. وك��ان لإق��رار نظ��ام المل��ة " العثم��اني" الع��ام وال��ذي ج��اء تعب��يرا عن "الخصوص��ية" من جه��ة، وفي ال��وقت نفسه تعبيرا عن "الرابط��ة الإس��لامية" في مواجه��ة المش��اريع الاس���تعمارية الهادف���ة للتغلغ���ل تحت م���زاعم " ال���دفاع عن

الأقليات". نق��ول إن س��ؤال الهوي��ة ب��رز بفع��ل التح��ديين ال��داخلي والخ��ارجي، على ال��رغم من أن المفه��وم لم يتم تحدي��ده على

نحو دقيق، حتى ذاع صيته في الخمسينات من القرن المنصرم وحظي أحيانا بتضخيم خاص، لدرجة أصبح شعارا تعبوي��ا أق��رب إلى الش��عارات الآيديولوجي��ة من قبي��ل " ال��دفاع عن الهوي��ة"، والأمر يشمل البلدان المتقدمة مثلم��ا يش��مل البل��دان النامي��ة، وفي الوجهين، وسواء ك��ان الوق��وف ض��د ت��ذويب أو استص��غار الهويات من جانب القوى الدولية الكبرى المتنفذة لمقاومة أي ن��زوع للتح���رر والتفلت من هيمنته���ا وف���رض نم���ط حياته���ا، ولاس��يما في ظ��ل العولم��ة، أو من جانبه��ا م��رة أخ��رى لمن��ع هويات " وافدة" من التأثير على ثقافتها من ج��انب لاج��ئين أو مه��اجرين من ال��دول النامي��ة، وخصوص��ا من ال��دول العربي��ة

والإسلامية. وفي الحالين لم تنس هذه القوى الدولية الكبرى التلاعب بالمش���اعر حين تتب���نى زيف���ا موض���وع " حماي���ة الأقلي���ات" المهضومة الحقوق أو المنتقصة في العديد من البلدان العربية والإسلامية، والمقصود بذلك المجاميع الثقافية الدينية والإثنية

واللغوية وغيرها. وهناك وجه آخر للانفجار الذي شهده صعود الهويات في جميع بلدان الع��الم اله��ادف إلى التعب��ير عن حق��وق ومس��اواة وخصوصية وكيانية مستقلة، وسيان في الأم��ر أك��ان المقص��ود ب��ذلك الع��الم الث��الث أو البل��دان المتقدم��ة، بغض النظ��ر عن النظام السياسي، فبعضها يتشبث للحفاظ على م��ا ه��و ق��ائم، لاس��يما من ج��انب ال��دول، وبعض��ها الآخ��ر يس��عى للتعب��ير عن نفسه حتى ولو بالانفصال، من جانب المجاميع الثقافي��ة ال��تي

تشعر بالتمييز والتهميش.درس أكاديمي

وبق���در م���ا يش���كل التن���وع في المجتمع���ات المتع���ددة الثقافات مسألة سياسية ومجتمعية للسلطة الحاكمة وخارجها، فإنه مصدر للدراسات والأبحاث الأكاديمية، تلك التي تندرج في دراس��ات عل��وم الفلس��فة والسياس��ة والق��انون والاجتم��اع والنفس والإدارة والاقتصاد وغيرها، كما يشغل حيزا غير قليل من الج���دل والس���جال والاختلاف والص���راع، على مس���توى الإثنيات واللغات والأديان والطوائف. وق��د ارتفعت وت��يرة ه��ذا الج��دل والس��جال في ثمانين��ات الق��رن الماض��ي، س��واء على المس��توى ال��داخلي أم على المس��توى ال��دولي، وخصوص��ا في

المجتمعات المتعددة الثقافات. وته��اوي1989وك��ان لانهي��ار ج��دار ب��رلين في الع��ام

الأنظمة الشمولية في أوروبا الشرقية أث��ره الكب��ير في ان��دلاعالصراع بين:

هويات "كبرى وصغرى" و"تابعة ومتبوعة"،

و" عليا وأدنى" و" قوية وضعيفة"

و" أغلبية وأقلية" وهي المصطلحات التي رافقت هذا الص��راع، على ال��رغم من ميلي إلى تسميتها "هويات كلية" و"هويات فرعية" بمع��نى

97أن الأولى عامة وشاملة والثانية جزئية ومحددة.

لقد تعرض��ت الكيان��ات الك��برى والمقص��ود ب��ذلك )ال��دول والمجتمعات المتعددة الثقافات( للتصدع، واتخ��ذ الأم��ر معادل��ة طردية بانتعاش الهويات الفرعية التي وجدت الفرصة مناس��بة للتعبير عن وجودها وكيانيتها بعد ط��ول انتظ��ار وكبت وش��عور ب��الغبن والحرم��ان، ناهي��ك عن ش��عور ب��وهن أو ض��عف في "المواطنة" بسبب التمييز وسياسات الإقصاء والتهميش وعدم

المساواة. وق��د انش��غلت التي��ارات الفكري��ة والسياس��ية: القومي��ة واليسارية والماركسية والليبرالية والدينية، بقضايا التن��وع في المجتمعات المتعددة الثقافات خلال العق��ود الس��بعة الماض��ية، خصوصا حين تندلع أزم��ة أو تتف��اقم وتق��ترب من الانفج��ار، أو حين تش��عر ه��ذه بانس��داد الأف��ق، ومث��ل ه��ذا الم��أزق وج��دت نفس��ها في��ه العدي��د من الحرك��ات والجماع��ات والمجتمع��ات، والأمر لا يقتصر على مجتمعاتنا وحدها، بل إن أس��ئلة الهوي��ات أصبحت كونية، فما بالك بمجتمعاتنا ال��تي تعيش بأزم��ة عميق��ة

- بخص��وص موض��وع الهوي��ة ومتعلقاته��ا، ولاس��يما الثقاف��ة والعولم��ة يمكن 97 مراجعة المصادر والنصوص الآتية مقارنة ومقاربة: الجابري، محمد عاب��د - عش��ر اطروح��ات )بش��أن الثقاف��ة والعولم��ة( انظ��ر كت��اب: الع��رب والعولم��ة، مرك��ز

)وقائع ندوة وأوراق عمل(. كذلك انظ��ر: س��ليم،1998دراسات الوحدة العربية، جيهان- عولمة الثقاف��ة واس��تراتيجيات التعام��ل معه��ا في ظ��ل العولم��ة، مجل��ة

، حنفي، حسن- الثقافات2003( تموز )يوليو( 7، )293المستقبل العربي، العدد : صراع أم حوار؟ نموذجان بديلان: كت��اب ص��راع الحض��ارات أو ح��وار الثقاف��ات؟

.الع��الم، محم��ود أمين- حض��ارة واح��دة أم1997الق��اهرة، منش��ورات التض��امن، حض��ارات متع��ددة )مقارب��ة نظري��ة عام��ة( كت��اب: ص��راع الحض��ارات أم ح��وار الثقافات، المصدر السابق. العالم ، محم��ود أمين – المش��هد الفك��ري والثق��افي

. العالم، محمود أمين – مفه��وم الهوي��ة، مجل��ة الع��ربي،2000العربي، القاهرة، . البيط��ار، ن��ديم- ح��دود الهوي��ة القومي��ة، دار1995، نيسان )ابريل( 437العدد

. حرب، علي- حديث النهاي��ات، فتوح��ات العولم��ة وم��أزق1982الوحدة، بيروت، . الحم��د، ت��ركي- هوي��ة بلا2000الهوية، المركز الثقافي العربي، الدار البيض��اء،

. أدونيس-1998هوي���ة- نحن والعولم���ة، المجلس الأعلى للثقاف���ة، الق���اهرة، ، ب��يروت،1موس��يقى الح��وت الأزرق )الهوي��ة، الكتاب��ة، العن��ف( دار الآداب، ط

. ياسين ، السيد- العولمة: رؤية أبستمولوجية، الق��اهرة، جامع��ة الق��اهرة،2002 . غلي��ون، بره��ان وأمين ، س��مير- ثقاف��ة العولم��ة2000قسم العلوم السياس��ية،

. طرابيشي، جورج- عولم��ة الثقاف��ة،1999وعولمة الثقافة ، دمشق، دار الفكر، . س��عيد، ادوارد- الثقاف��ة الامبريالي��ة، دار2000، ص��يف 25مجل��ة أب��واب، الع��دد

. وبرك�ات، حليم- المجتم�ع الع��ربي في الق��رن العش��رين،1997الآداب، بيروت، . 2000مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت،

- Amin Maalouf- in the name of Identity- violence and the need to belong- Penguin publisher, London 2003.-  Charles Antaki, Sue Widdicomb- Identities in talk, SAGE Publications, London,Thousands Oaks,New Delhi,1998.- Amartya Sen, Identity and violence , the illusion of destiny, Penguin publisher, 2005.- Mark lilla- The Once and Future Liberal: After Identity Politics, Hardcover, 15 August, 2017 - Martin T. Biegelman , Identity Theft Handbook: Detection, Prevention, and Security, published by John Wiley and sons, Inc, Hoboken , New Jersey, 2009-: Helmut Anheier & Yudhishthir Raj Isar, Heritage, Memory & Identity, SAGE Publications Ltd , 2011.

وبنيوي��ة، س��واء على ص��عيد الحكم أم خارج��ه، بفع��ل تح��ديات الاس��تتباع الخ��ارجي من جه��ة والاس��تلاب ال��داخلي من جه��ة أخرى، وخصوصا للمجاميع الثقافي��ة الإثني��ة والديني��ة واللغوي��ة والسلالية وغيرها التي تعاني من ش��عور بالاض��طهاد الم��ركب، سيما وأن الهوية التي كانت حتى وقت قريب " جامع��ا" ب��دأت

تتآكل أو تتضاءل أو تتشظى، سواء بإدراك منا أو دون إدراك. ولع���ل الانفج���ار الاجتم���اعي ال���ذي حص���ل في بعض المجتمعات بشأن الهوية هو في حقيقته كشف عما هو حاصل بالفع��ل، أك��ان انفج��ارا كلي��ا أم جزئي��ا، لكن��ه تعب��ير عن أزم��ة متراكمة ومعتقة تتعلق بالهوية ومفهومها والتعاطي معها، بما في ذل��ك جوانبه��ا القانوني��ة والعملاني��ة المتعلق��ة ب��الحقوق والحري��ات ومب��ادئ المس��اواة والش��راكة والمش��اركة والعدال��ة

التي تمثل عناصر أساسية في المواطنة. وبقدر ما هناك " تنميط ثق��افي" غ��ربي للفك��رة، فهن��اك خوف غربي في الوقت نفسه من اختراقات لثقافات الوافدين للمجتمعات الغربية، وانعكس ذلك الهلع أو الرفض للآخر، سواء بالتعاطي مع قض��ية اللاج��ئين والمه��اجرين وموض��وع الحج��اب واتهام الإسلام ب��الحض على العن��ف والإره��اب وغ��ير ذل��ك من النزعات الاستعلائية الشوفينيية واستصغار الهوي��ات الأخ��رى،

بما يتعارض مع الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.سؤال قديم- جديد

البش��ر من��ذ الق��دم، س��واء علىلقد واج��ه س��ؤال الهوي��ة المستوى الف��ردي أم على المس��توى الجم��اعي: من أن��ا أو من نحن؟ ثم يستكمل هذا السؤال من خلال أسئلة أخرى لما يمثله الإنس����ان، نش����أة وانتم����اء كمعطى أول، وفيم����ا بع����د عملا وصيرورة، كمعطى ثان وهذا السؤال ليس جدي��دا وإن اكتس��ب

أبعادا جديدة ومضامين جديدة ومعطيات جديدة: ، أي أن الإنس���ان أوالمعطى الأول س���يكون دون خي���ار

المجتم��ع لم يخ��تر انتم��اءه ال��ديني أو الط��ائفي أو الق��ومي أوسلالته أو لغته..الخ

أم���ا المعطى الث���اني فه���و خي���ار، أي أن���ه تفض���يل بين خيارات، وبالتالي سيكون خيارا واعيا ومكتسبا، من خلال وعي وعملية خلق، فقد يختار الإنسان أن يكون اشتراكيا أو ليبرالي��ا أو قوميا، علمانيا أو متدينا، مثلما قد يختار جنسيته، ومثل ه��ذا الاختيار يحسبه هويته الجديدة أو أحد أوجه هويته، ال��تي تك��ون متعددة أحيانا وليست واحدية، موحدة وجامعة وليست متفرق��ة

ومنفردة. وإذا ك��ان الأول طبيعي��ا، ف��إن الث��اني يعب��ر عن الإرادة البشرية والتدخل الإنساني لإكساب الهوية شكلا جديدا مفتوحا

.98قابلا للتطور

.277 ( ص )الهوية، الكتابة، العنفانظر: ادونيس- موسيقى الحوت الأزرق، - 98

ويرتبط سؤال الهوي��ة بالص��راع ال��ذي لم يتوق��ف من��ذ أن وجدت البش�رية، لأن�ه ج�زء من الظ�واهر الناتج�ة عن الاجتم�اع

البشري ومحاولة فرض الهيمنة، وهذه الظواهر هي : الأولى: ظاهرة التنوع حيث تتنوع حاج��ات الن��اس وطموح��اتهم وآمالهم وأهدافهم وأفكارهم وأديانهم وثقافاتهم وتقالي��دهم، وهذا التنوع يتراوح بين التوازي والتلاقي وحتى التضاد وص��ولا

للصراع. الثانية: ظاهرة الاختلاف، وتلك قاعدة بين البش��ر في نظ��رتهم للحي��اة وفي مص��الحهم ورؤيتهم للحق��وق والحري��ات وكيفي��ة توزيع الثروة وإدارة الحكم، خصوصا باختلاف مواق��ع الطبق��ات

والفئات المهيمنة . وهناك من يضيف إليها ظ��اهرة الن��درة، أي ن��درة الم��واد الطبيعية والمادية التي لا تتناسب م��ع الحاج��ة الإنس��انية، حيث

، علما بأن التدافع والتصارع في99تكون سببا للصراع والهيمنة الأفكار والإرادات والمصالح لم يكن س��لبيا ب��المطلق ، ب��ل إن��ه

في وجه منه كان وراء تقدم البشرية.؟كيف تتكون الهوية

ولكن كيف تتكون الهوية؟ ه��ل بمج��رد النش��أة والانتم��اء، وهم��ا موروث��ان طبيعي��ان،أم من خلال عملي��ة الخل��ق والعم��ل والصيرورة، وهي عملية إبداعية مستمرة ومفتوحة؟ ويمكن أن نقارب الموضوع عبر هوية " الأنا" فكلما ك��انت غ��ير ملتبس��ة، كلم��ا اس��تطاع ال��دخول في ح��وار متك��افئ م��ع الآخ��ر على المس��توى الثق��افي، أم��ا إذا ك��انت الهوي��ة مح��ط إش�كاليات، فإنه��ا س��تكون معلق��ة أو مرج��أة أو متأرجح��ة حس��ب تعب��ير أدونيس الذي يقول: إنه لا يستطيع أن يعطيها وصفا: ال��ولادة، المواطنة، الجنسية، اللغة، الإب��داع والتمي��ز، فردي��ا أو جماعي��ا.

وبتقديري قد تكون كل ذلك. وإذا ك��انت الهوي��ة الفرداني��ة أس��اس الفك��رة الليبرالي��ة والديمقراطي���ة الس���ائدة، فإنه���ا على العكس من ذل���ك في مجتمعاتن�ا حيث ينظ�ر إليه�ا بارتي�اب، ب�ل وتص�بح مص�در ش�ك أحيان��ا، لأن المعي��ار الكلاني الش��مولي يتخطي أي ح��ديث عن الخصوصية، التي ستعني حسب هذا المنط��ق، المس��اس بهوي��ة الأمة، "الجماعة البشرية السائدة" ، العشيرة، الحزب، الجهة أو المنطق��ة. ووفق��ا له��ذه الرؤي��ة يتم التعام��ل م��ع المجموع��ات الثقافي��ة الأص��غر والأق��ل ع��ددا وال��تي تس��عى للحف��اظ على

خصوصياتها في دولة متعددة القوميات أو الأديان. وتختل���ف أولوي���ات ه���ذه الجماع���ة الس���ائدة ب���اختلاف الآيديولوجيات والأفضليات، فتارة تقصي أو تهمش الآخر باسم القومية وأخرى باسم الدين وثالثة باسم المذهب ورابعة باسم

- انظر: أحمد عبد الحكيم ود. هشام مرسي وم. وائل عادل - حرب اللاعن��ف: 99 ، ص2007، ب��يروت، 1الخيار الثالث، الدار العربية للعل��وم وأكاديمي��ة التغي��ير، ط

53-55.

الآيديولوجيا، وهكذا، فالمختلف لا يستحق سوى الإبعاد والنب��ذ، وم��ا علي��ه إلا الرض��وخ والاس��تكانة وقب��ول حكم "الأغلبي��ة" أو الجهة المهيمنة، وحسب أدونيس مرة أخرى، فالأمر ليس نفي��ا للآخر بقدر ما ه��و نفي لل��ذات في الآن، وبق��در انفت��اح ال��ذات على الآخر، فإن الهوية تزداد غنى، وبقدر م��ا تنكمش ال��ذات وتتقلص في انتمائيتها، نشأة ومواطنة، تزداد فق��را، ولا يمكن

طمس التغاير والتنوع والتعدد جزئيا أو كليا. يمكن القول إن لا ذات بلا آخر، فلا ذات دون تأثير وت��أثر، وحين تك��ون الهوي��ة من الق��وة والفاعلي��ة تك��ون أك��ثر ثق��ة بالنفس، وأكثر استعدادا للانفتاح على الآخر وأك��ثر حيوي��ة في

.100التعاطي والتلاقح معه هك��ذا ت��زداد الأمم والش��عوب مراجع��ة لتاريخه��ا بفع��ل حاضرها المأزوم ومستقبلها الغامض أحيانا، لأن الهوية تمث��ل الخص��ائص والس��مات ال��تي تميزه��ا عن غيره��ا من الهوي��ات الأخرى، خصوصا تلك ال��تي فيه��ا م��ا ه��و ث��ابت نس��بيا وم��ا ه��و متغير، فاللغة والدين والتاريخ والتراث، تكونت عبر عصور ، أما العادات والتقاليد والآداب والفن��ون فيمكن أن تتط��ور ويض��اف إليه��ا ويح��ذف منه��ا م��ا لم يع��د مناس��با أو لا ينس��جم م��ع روح العصر، خصوصا وإن هناك تلازما عضويا بين الهوي��ة والثقاف��ة بحيث لا يمكن الفصل بينهما، فمثلما لكل شعب ثقافته، فإنه��ا

في الوقت نفسه عنوانا لهويته. وحين تك��ون الهوي��ة متماس��كة وقوي��ة، فإنه��ا ستش��هد انفتاحا على الهويات والثقافات الأخرى، ومثالنا على ذلك هو انفتاح الثقافة العربية - الإسلامية على الترجمة من الثقاف��ات الأخرى في العصر العباسي الأول والثاني، وهو م��ا يع��ني أنه��ا كانت "ثقافة حوار وتفاعل مع الآخ��ر"، ف��ترجمت عن اليوناني��ة والفارس��ية والهندي��ة لرف��د ثقافته��ا وتعزي��ز هويته��ا، والعكس ص��حيح ف��إن التراجع��ات ال��تي ش��هدتها الحض��ارة العربي��ة- الإسلامية انعكست سلبا على الهوية وقادت إلى الانغلاق، وقد لعبت الهيمن��ة الأجنبي��ة والاس��تعمارية دورا كب��يرا فيم��ا لح��ق بالأم��ة العربي��ة من تراج��ع وتخل��ف، الأم��ر ال��ذي ش��وش على

مفهوم الهوية وجعل السؤال أكثر راهنية. قد1967 حزيران )يونيو( العام 5وإذا كانت صدمة هزيمة

طرحت موضوع الهوية على بساط البحث، لأنها تركت تأثيرات على الوعي العربي فإن صدمة ما أطلق عليه " الربيع العربي" هي الأخ��رى ط��رحت أس��ئلة إش��كالية فيم��ا يتعل��ق ب الهوي��ة والدولة والشرعية، بعد أن كانت صدمة الاستعمار قد انعكس��ت

على الفكر العربي، وخصوصا بعيد نشوء الدول الوطنية. الثقافة تشمل طريقة حياتنا كله��ا وأخلاقن��ا ومؤسس��اتنا وأساليب عيشنا وتقاليدنا، حيث لا حدود لتفس��ير الع��الم وإنم��ا

انظر: شعبان، عبد الحسين- هذه النج��ف ال��تي توشوش��ني، جري��دة النه��ار-�� 100.2009 آب )أغسطس( 19 في 23789)اللبنانية( العدد

، فهل الهوية في ظل العولمة101سعي لإعطائه شكلا خاصا به أرخبي��ل مفت��وح تتلاقى في��ه الش��عوب وتتم��ازج أم أنه��ا برك��ة راك��دة ومغلق��ة؟ فمثلا رغم الس��مة الغالب��ة للمجتم��ع الع��ربي لغوي��ا وإثني��ا وديني��ا )العربي��ة- الإس��لامية( لكن��ه ك��ان ملتقى القومي��ات والإثني��ات والثقاف��ات مث��ل: البابلي��ة، والأش��ورية، والفينيقي���ة، والفارس���ية، والهندي���ة، والتركي���ة، والكردي���ة والزنجي��ة، وإض��افة إلى الإس��لام هن��اك المس��يحية واليهودي��ة، وتمازجت ه��ذه الثقاف��ات والأدي��ان المتنوع��ة في ك��ل إنس��اني وثقافي واحد، لكنه متع��دد، وت��آخت اللغ��ة العربي��ة م��ع اللغ��ات الأخرى وتفاعلت واقتبست منه��ا، فن��ا وأدب��ا وفك��را، إذ ك��ان " العقل اليوناني" أحد مرتكزات الفك�ر الفلس��في الع�ربي زائ�دا "النق��ل الإس��لامي"، ولعبت الترجم��ة دورا مهم��ا في توس��يع دائ��رة الثقاف��ة العربي��ة، المتع��ددة، مح��ل الواحدي��ة، وك��انت

.102الأندلس امتدادا خلاقا لبغداد

عاملان ساهما في انقس��ام دول وانفص��ال كيان��ات ظلت "متح��دة" لس��نوات طويل��ة أو هك��ذا ب��دت ص��ورتها من الخ��ارج، وعلى حد تعبير جان بول سارتر في وصفه للاتحاد الس��وفييتينة ومنيع�ة من وتجرب�ة البل��دان الاش�تراكية " إنه�ا قلاع محص�

.103الخارج ولكنها هشة وضعيفة من داخلها" العام��ل الأول- العولم��ة وال��دور ال��ذي لعبت��ه في إظه��ار الهويات الفرعية حيث ساهمت على تشجيع التشبث ب��الفوارق على حساب الجوامع، والتمايز حد العزل��ة وض��يق الأف��ق أحيان��ا على حس��اب المش��ترك والوح��دة وذل��ك من خلال م��ا له��ا من نف��وذ وت��أثير بفع��ل ث��ورة الاتص��الات والمواص��لات وتكنولوجي��ا المعلومات والإعلام والطفرة الرقمية "الديجيتل" وب��الطبع لمب والتط���رف والتمي���يز في يكن ذل���ك بعي���دا عن نهج التعص���

التعامل مع الخصوصيات والهويات الفرعية. والعام��ل الث��اني - ارتف��اع رص��يد فك��رة حق��وق الإنس��ان ومبادئ المواطنة والمساواة على صعيد عالمي، وه��و م��ا ك��ان غائبا في ظل الأنظمة الشمولية والاستبدادية. وأص��بح الإق��رار ب��التنوع والتعددي��ة و الهوي��ات الفرعي��ة وخصوص��ياتها "مس��ألة كوني��ة"، الأم��ر ش��جع مجموع��ات ثقافي��ة ديني��ة وإثني��ة ولغوي��ة وس��لالية، المطالب��ة بحقوقه��ا في ظ��ل بيئ��ة دولي��ة داعم��ة ومناس��بة، خصوص��ا وإن ص��راع الهوي��ات ارتقى أحيان��ا إلى

تقرير اللجن��ة العالمي��ة للثقاف��ة والتنمي��ة، منش��ورات اليونس��كو، بعن��وان "- 101 . وردت الإشارة إليه في كت��اب أدونيس- موس��يقى1996تعددنا الخلاق، باريس،

.291الحوت الأزرق، ص .295-294 انظر: ادونيس- موسيقى الحوت الأزرق، المصدر السابق، ص- 102 - انظر: شعبان، عب��د الحس�ين- المثق��ف وفق��ه الأزم�ة، دار بيس��ان، ب��يروت، 103

حيث اعتبر سارتر البلدان الاشتراكية السابقة ذات الستار129 -128، ص 2016الحديدي منيعة من الخارج لكنها هشة من الداخل وهو ما أثبتت الحياة صحته.

مصاف نزاعات كبرى وت��رك ن��دوبا وجراح��ات وح��واجز تاريخي��ة.104واجتماعية ونفسية

وهك��ذا ان��دلعت ح��روب لا ت��زال آثاره��ا ماثل��ة ح��تى الآن جمهوري��ة، ويوغس��لافيا15وانقس��م الاتح��اد الس��وفييتي إلى

كيان����ات ، وانفص����لت تشيكوس����لوفاكيا إلى6تم����زقت إلى جمهوريتين وإن كان بطريق��ة مخملي��ة )التش��يك والس��لوفاك(، وانشطر جنوب السودان عن شماله باس��تفتاء ش��عبي وتش��كل إقليم تيمور الشرقية بقرار دولي بانفصاله عن أندونيسيا، كما تم الاعتراف بكوسوفو المنقسمة عن صربيا، وكل ذل��ك يتعل��ق ب الهوية ومتعلقاتها، إضافة إلى الحراك العالمي الذي ش��هده العدي��د من البل��دان في الش��رق والغ��رب، وذل��ك تحت عن��وان

انبعاث الهويات والتعبير عن خصوصياتها.إدارة التنوع

إذا كانت الغالبية الس��احقة من المجتمع��ات تعددي��ة، س��واء قومية أم إثنية أم ديني�ة أم لغوي�ة أم س�لالية، فإنه�ا عاش�ت إم�ا ضمن اتحادات طوعي��ة واختياري��ة أي اتفاقي��ة ورض��ائية، أو أنه��ا كانت مفروضة عليها وإكراهي��ة، ح��تى إن البعض ق��ال عن دولن��ا التي لم نشارك في تأسيسها في الغالب أنه��ا ملص��قة بطريق��ة ص��مغية، فم��ا أن تتع��رض للش��مس ح��تى ت��ذوب، وه��و العن��وان الخاص بالهشاشة والعطوبية، التي يعاني منها بعض المجتمع��ات المتع��ددة الثقاف��ات، وال��تي لم تنجح في إدارة التن��وع بص��ورة

صحيحة واحترام حقوق الإنسان مثلما هي مجتمعاتنا. وستصبح الدولة رخوة ومفككة بالتدرج كلما تنكرت للتنوع أو لم تحس���ن إدارت���ه بص���ورة ص���حيحة تق���ود إلى التع���ايش والتفاهم والاحترام المتبادل، وه��ذه الرخ��اوة والتفك��ك ت��زداد وتتس���ع هوته���ا في العلاق���ات بين المج���اميع الثقافي���ة، حين تمارس قومية أو دينا أو طائف��ة أو فئ��ة أو طبق��ة اجتماعي��ة أو جماع��ة سياس��ية )أو من ي��دعي تمثيله��ا( التس��يد على الآخ��ر،

- يمكن مراجعة كتبنا وأبحاثنا حول موضوع الهوي��ة والمواطن��ة ومتعلقاتهم��ا 104 في: من هو العراقي- إشكاليات الجنس�ية واللاجنس��ية في الق��انونين الع��راقي

، وش��عبان، عب��د الحس��ين- ج��دل2002وال��دولي، دار الكن��وز الأدبي��ة، ب��يروت، .2009الهويات في العراق: الهوية والمواطنة، ال��دار العربي��ة للعل��وم، ب��يروت،

وبحثنا الموسوم "الفك��ر الع��ربي وكياني��ة حرك��ة المواطن��ة" المق��دم إلى مرك��ز الكواكبي والمؤسسة العربية للديمقراطي��ة والمعه��د الع��ربي لحق��وق الإنس��ان،

. وبحثن��ا المعن��ون "أي��ة علاق��ة2009 ش��باط )ف��براير(، 25-24الرباط )المغرب( جدلية بين التربية والمواطنة" المقدم إلى منتدى الفك�ر الع�ربي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي )الجزائ��ر( وجامع��ة الب��ترا )عم��ان( والمنظم��ة الإس��لامية

تش��رين الأول/اكت��وبر28-25للتربي��ة والعل��وم والثقاف��ة )الرب��اط في الجزائ��ر، (. وبحثنا الموسوم "الطائفية السياسية كأداة للت��دخلات الإقليمي��ة: تخ��وم2010

الطائفية وأدلجة الهوية – انعكاسات الجيوبوليتيك، المق��دم إلى المرك��ز الع��ربي ، ومحاض��رتنا2013 نيس��ان/إبري��ل 11-10للأبحاث ودراسة السياس��ات، الدوح��ة،

بعن��وان " ج��دل2016في المرك��ز ال��دولي لعل��وم الإنس��ان - بيبل��وس )لبن��ان( الهوي��ة والمواطن��ة في مجتم��ع متع��دد الثقاف��ات" )المطبوع��ة في ك��راس(،

. وكتابن��ا : الهوي��ة والمواطن��ة- الب��دائل الملتبس��ة والحداث��ة2016بيبل��وس، .2017المتعثرة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،

وذل��ك ب��اللجوء إلى الق��وة لح��ل الخلاف��ات باس��تخدام وس��ائل متعددة مثل: الإقصاء والتهميش والتمييز وعدم المساواة، في حين أن الدول��ة س��تكون قوي��ة وموح��دة بالمواطن��ة المتس��اوية والمساواة التامة والاعتراف بحقوق الجماعات الثقافية وإدارة التنوع وفق صيغة دس�تورية يقره�ا الجمي�ع وعلى أس�اس حكم

القانون. ولأن التج��ارب ال��تي عش��ناها لم تفلح في إدارة التن��وع على نحو سليم، فقد ب��رز الاختلاف والخلاف في زاوي��ة النظ��ر إزاء فك��رة "الأقلي��ة" و"الأكثري��ة"، ب��ل ازداد الش��ق اتس��اعا، خصوصا عن�دما ي�ترافق م�ع اس�تخدام الق�وة والعن�ف في ح�ل

الخلافات. ولكن دعن��ا نتس��اءل عن أي��ة "أقلي��ة" نتح��دث وعن أي��ة "أكثري��ة" نع��ني؟ وه��ل ثم��ة اس��تبطان للاس��تتباع من جه��ة والخضوع من جهة أخرى أم أن مفه��وم "الأقلي��ة" و"الأغلبي��ة" ملتبس بح���د ذات���ه، خصوص���ا إذا تم التج���اوز في���ه على مب���دأ المساواة كمبدأ حقوقي وقاعدة قانونية؟ ولعل ذلك واحدا من تحديات الحداثة، وفي ال��وقت نفس��ه ج��زء من تح��ديات حق��وق الإنس��ان، لا س��يما فيم��ا يتعل��ق بمب��ادئ الش��راكة والمش��اركة، فضلا عن الحق في التعبير والحق في الاعتقاد، وبالتالي الح��ق

.105في الاختلاف وك��ان العه��د ال��دولي للحق��وق الاقتص��ادية والاجتماعي��ة والثقافية ال��ذي ص��در عن الجمعي��ة العام��ة للأمم المتح��دة في

ق��د أك��د على1976 ودخل حيز التنفي��ذ في الع��ام 1966العام "الخصوصية الثقافية"، بما ي��ترادف م��ع مفه��وم الهوي��ة ذات��ه، لكن تلك الهوية والخصوصية ينبغي ألا تكون مغلقة أو نهائي��ة، بل لا بد لها أن تك��ون مفتوح��ة ومتفاعل��ة م��ع الهويات��الأخرى، وبه��ذا المع��نى تش��كل جانب��ا حيوي��ا من التواص��ل الإنس��اني

106والتفاعل البشري بما يغني الهوياتجميعها.

- بسبب الممارسات السلبية والتمييزية للأنظمة الشمولية والاس��تبدادية إزاء 105 المجاميع الثقافية الإثنية والدينية والمذهبية تولد شعور لديها ب� " المظلومي��ة"، وخلف هذا الشعور ردود فع�ل ح��ادة وص�لت إلى الانتق��ام والرغب�ة في التس�يد، ولاسيما بعد كبت طويل ومعاناة شديدة في أجواء من الكراهية، فضلا عن غياب

دار بيني وبين رج��ل دين ش��يعي مرم��وقالمواطنة الحيوية، وأستعيد هنا حوارا حول مس�ألة= ="المظلومي�ة"، وعلاق�ة ذل�ك1991في لندن في أواسط العام

بالدولة والمواطنة، وك��ان رأيي أن التخلص من فك��رة التمي��يز ه��و ب��رد الاعتب��ار للمواطنة المتس��اوية والحاض��نة للتن��وع بك��ل ص��نوفه وتح��ريم الطائفي��ة، وليس مواجه��ة الطائفي��ة بض��دها، س��واء باس��م "المظلومي��ة" أو "الأحقي��ة" أو ب��زعم "الأغلبي��ة" أو بغيره��ا. وانطلاق��ا من تل��ك الح��وارات ال��تي س��ادت في الأج��واء العراقية، خصوصا في ظل الصراع الدائر في العراق دعا الباحث طيل��ة م��ا يزي��د عن ثلاثة عقود في ما كتبه وألفه ونشره، إض��افة إلى محاض��رات وب��رامج عم��ل ولوائح حقوقية إلى تحريم الطائفية وتعزي��ز المواطن��ة، ثم بل��ور ذل��ك بمش��روع متكام��ل بع��د احتلال الع��راق. انظ��ر: مش��روع ق��انون لتح��ريم الطائفي��ة وتعزي��ز

، منش��ور في كتابن��ا "ج��دل الهوي��ات" قس��م الملاح��ق، مص��در2008المواطن��ة، سابق.

- انظر: العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، مصدر سابق. 106

وبالعودة إلى حكم القانون نسأل: "ما أنس��ب أن يحكمن��ا أفضل الناس، أو تحكمنا أفضل القوانين؟" ومثل ه��ذا الس��ؤال الراهني سبق لأرسطو تلميذ أفلاطون ورائد مدرسة المشائين أن طرحه قبل أكثر من ألفي وثلاثمائة عام في كتاب��ه الش��هيرس علم الأخلاق، يبحث في م���ا "السياس���ة"، وأرس���طو مؤس��� يسمى بالمعرفة العملية، أي تل��ك ال��تي تجع��ل الن��اس ق��ادرين على التص��رف الس��ليم والعيش في س��عادة، فالإنس��ان حس��ب

. 107نظره حيوان عاقل ووظيفته أن يعقلن الأمور وإذا كان الجزء الأول يتعلق بالحك��ام، ف��الجزء الث��اني من القاعدة يتعلق ب�"حكم القانون"، ول��و احتكمن��ا إلي��ه لوج��دنا أن

Rule Of Lawحكم القانون أو "سيادة القانون" أو ما نطلق عليه استقر في المجتمعات المتقدم��ة، وإن ك��ان بع��د كف��اح طوي��ل وصراع مرير، لأن الح��اكم مهم��ا اتس��م بالعدال��ة أو الرغب��ة في إقامته��ا موض��وعيا وذاتي��ا، فإن��ه يمكن أن ي��نزلق إلى عكس��ها،

بش��ر، والبش��رمثلما يمكن أن يخطىء، لأنه في نهاية المطاف ضعفاء بطبيعة الحال، وحس��ب فولت��ير كلن��ا معرض��ون للخط��أ،

. يضاف إلى ذلك مزاجية108وعلينا أن نأخذ بعضنا بعضا بالتسامح الإنسان وأهواءه ونزواته وصبواته حبا أو كرها، وت��أثير عوام��ل اجتماعية ونفسية وتربوية وتاريخية عليه، قد تبع��ده عن مس��ار

العدالة والحق. ولهذا فإن حكم القانون بقدر ما يمكن أن يحقق الطم��وح نحو العدالة، فإنه كان عامل تقدم وتط��ور لحي�اة البل�دان ال�تي سلكت سبيله، بفعل وج��ود ق��وانين منظم��ة لحي��اة مجتمعاته��ا، وهي ق��وانين تس��مو على الجمي��ع أف��رادا ومؤسس��ات، حكام��ا ومحكومين، وتوقع الجزاء القانوني لمخالف��ة أحكامه��ا أو ع��دم الامتث��ال إليه��ا، بواس��طة س��لطة قض��ائية توك��ل مهم��ة تنفي��ذ أحكامه��ا إلى الحكوم��ة أو الس��لطة التنفيذي��ة، والق��انون به��ذا المعنى هو مجموعة من القواعد الناظمة لحياة الن��اس وتص��در من سلطة عليا تقوم بتشريعها، وتس��مى بالس��لطة التش��ريعية

)البرلمان(، حسب مبدأ الفصل بين السلطات. ويفترض أن يطبق "حكم القانون" بوجود مجتم��ع ووج��ود دول��ة في حياتن��ا المعاص��رة، وه��ذه الدول��ة تك��ون محكوم��ة بالقواعد والق��وانين والأنظم��ة والت��دابير ال��تي تس��عى لتنظيم شؤون المجتم��ع، وتمث��ل مس��احة من الأرض وس��كان يقيم��ون عليها بصفة دائم��ة وتنظم ش��ؤونهم س��لطة سياس��ية محكوم��ة بالق��انون وبقض��اء يفص��ل في النزاع��ات ويحاس��ب من يق��وم

بارتكاب مخالفات أو انتهاكات. ويعتبر القانون أحد عناصر قيام الدولة، وتفترض القاعدة القانونية: المس��اواة أم��ام الق��انون وعنص��ر الثب��ات )النس��بي(

انظر: أرسطو – في السياسة، ترجمة الأب أوغس��طينس برب��ارة البولس��ي،- 107.2012، 1المنظمة العربية للترجمة، بيروت، ط

انظ��ر: فولت��ير – رس��الة التس��امح، ترجم��ة ه��نرييت عب��ود، دار ب��ترا للنش��ر- 108.2009والتوزيع، عمان،

والوضوح والعمومية مثلم��ا ينبغي يطب��ق على الجمي��ع فحس��ب مونتس��كيو: "الق��انون يجب أن يك��ون مث��ل الم��وت لا يس��تثني أحدا"، كما يعتبر الدستور هو القانون الأعلى أو أب��و الق��وانين، لأنه ينظم ش�ؤون الدول�ة ويس�ير أعماله�ا ويح�دد نظ��ام الحكم والحقوق والواجبات، ومن مصادره: التشريع والأعراف العام��ة

والخاصة، وهذه قواعد غير مكتوبة. الدولة والقانون، كانا مصدر النزاع التاريخي بين طبق��ات وفئات وجماعات، ولكل تفسيره ونظريته حول تبرير وجودهما كمؤسستين اجتم��اعيتين، وفي نفس ال��وقت، فهم��ا وس��يلتان للتعبير عن مص��الح المجتم��ع وك��ل حس��ب مبررات��ه في تمثي��ل

، كم��ا أن��ه ه��و109الطبقة أو الفئة أو الجماع��ة ال��تي يعب��ر عنه��ا الذي يمكنه بواسطة المؤسس��ات إدارة التن��وع في المجتمع��ات المتعددة الثقاف��ات، وكلم��ا ك��انت ه��ذه الإدارة س��ليمة وترتك��ز على المواطنة المتكافئة كلما اس��تطاعت ح��ل الخلاف��ات ال��تي تنشأ بين الهويات أو من يمثلها بصورة سلمية وبالاحتكام إلى

القانون والعكس صحيح. وإذا كانت تحديات الهوية داخليا أساسا مستمرا لاحت��دام الج��دال والس��جال والص��راع، ف��إن التح��ديات الخارجي��ة لم تكن بعيدة عن ذل��ك، خصوص��ا ت��داخلاتها وتأثيراته��ا المختلف��ة، حيث ظ���ل الموق���ف من الحق���وق والحري���ات، وبخاص���ة من مب���دأ المساواة التامة والمواطنة الكاملة، وهما ركنان أساس��يان من أركان الدولة العص��رية، س��ببا في الاحت��دام والص��راع والتن��احر أحيانا، وذلك ما استثمره العنص��ر الخ��ارجي في إث��ارة النع��رات وتأليب البعض على البعض الآخ��ر، والت��دخل بحج��ة حماي��ة ه��ذا الفريق أو ذاك، لاس��يما للهوي��ات الفرعي��ة ب��العزف على ال��وتر الحس��اس ل��ديها في ظ��ل ش��عورها بالمظلومي��ة والتهميش، خصوصا إذا شكلت الهويات الكلية ذات الصفات العامة، عنص��ر تحد للقوى المتنف��ذة والمتس��يدة في العلاق��ات الدولي��ة، ح��تى وإن أدى ذل��ك إلى تع��ريض وح��دة الدول��ة للتم��زق والمجتم��ع

110للتشظي.

ثقافة الهوية وهوية الثقافة ه��ل يمكن الح��ديث عن هوي��ة ثابت��ة أو متكامل��ة أو دون تغيير، باعتبارها معطى ساكنا وسرمديا، ح��تى وإن ك��انت بعض

.Kelsen, Hanz, General theory of law and state, 1945 انظر: - 109 انظر: الشاوي، منذر – النظرية العامة في القانون الدس��توري، دار ورد، عم��ان،

.45 – 32. ص 2007 ويمكن مراجع���ة ومقارن���ة الش���اوي، من���ذر - نظري���ة الق���انون في الم���ذاهب

.2008، عمان، 1الشمولية، المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، ط كذلك: مرزة، إسماعيل – مبادىء القانون الدستوري والعلم السياس��ي، دار ورد،

.2011، 2عمان، ط ق����ارن ك����ذلك كتابن����ا: الدس����تور والدول����ة – من الاحتلال إلى الاحتلال، دار

.2004المحروسة، القاهرة، - انظر: شعبان، عبد الحسين- جدل الهويات في العراق، مصدر سابق. 110

عناصر الهوية قابلة للثبات مثل ال��دين أو اللغ��ة؟ أم أن الهوي��ة بش���كل ع���ام تخض���ع لن���وع من التغي���ير في الفهم أولا وفي التفسير ثانيا، وحتى لو بقيت الأصول قائمة، فان بعض عناصر الهوية مثل العادات والفنون، فإنها تتطور وتكون أك��ثر عرض��ة للتغيير حذفا أو إضافة، لاسيما علاقتها مع الثقافات والهوي��ات الأخرى، تأصيلا أو استعارة، وهذه لا تأتي دفعة واحدة ب��الطبع، بل تتم عملية التحول بصورة تدرجي��ة، تراكمي��ة، طويل��ة الأم��د، والأمر ينطبق على تفاعل وتداخل الهويات، خصوص��ا من خلال

عناصر التأثير القوية سياسيا وثقافيا واقتصاديا. لق���د ازداد ج���دل وص���راع الهوي���ات، في زمن العولم���ة، لاسيما بعد انته��اء الح��رب الب��اردة وهيمن��ة لاعب أساس��ي في العلاقات الدولية، ولعل الش��عور بالاس��تهداف ك��ان فادح��ا، من ج��انب الهوي��ات الفرعي��ة أو الص��غرى، في حين ش��عرت بعض الهوي��ات الك��برى، العام��ة، وك��أن هيبته��ا ب��دأت تتص��دع بحكم الثقاف��ة الاس��تعلائية الس��ائدة، أو من ح��اول توظيفه��ا لخدم��ة أغراض��ه السياس��ية الفوقي��ة، س��واء ك��انت ديني��ة أو اثني��ة أو طائفية أو غير ذلك، الأمر الذي ساعد على الانكفاء والتش��رنق

والانغلاق وضيق الأفق في التعاطي مع الآخر. وبدلا من الاستكانة أو الخضوع أو قبول التس��يد للهوي��ات الك���برى أو من ي���دعي تمثيله���ا من الفئ���ات المهيمن���ة على الهوي���ات الفرعي���ة، ب���زعم التف���وق أو الأغلبي���ة أو ادع���اء الأفض��ليات، ف��إن نزع��ات رفض التع��ايش وع��دم الرغب��ة في التواصل كانت ردود فعل قائمة بالمقابل، وتتجه ص��وب العزل��ة

والقطيعة أحيانا، بدلا من التعايش والمشترك الإنساني.د الهوي��ة، وهي الثقافة هي الوعاء الذي يس��توعب ويجس�� التي تعبر عن الشعور بالانتماء، فالثقافة هي توالف بين القيم المتراكبة والمتفاعلة م�ع الآخ�ر أيض�ا، لاس�يما إنس�انيا، وم�ع

.111التقاليد والعادات، التي تعكس سلوك وحياة الناس فالثقافة مثل الكائن الحي الذي يخض��ع لق��وانين التط��ورد الحياتية ذاتها، التي تمثل رؤية شاملة للع��الم تتجلى أو تتجس��

- يتوصل صموئيل هنتنغتون إلى استنتاج مثير يشكل ج��وهر نظريت��ه" ص��دام 111 الحضارات وصراع الثقافات" حيث يعتبر الإشكالية الأساسية "ثقافية- حض��ارية" لأنه يدرك أن الثقافة هي سياج الهوية، وبالتالي تش�كل إح��دى الأس�س المهم�ة "للمقاومة"، أي لمواجهة محاولات الاقتلاع أو التذويب، وبم��ا أن الإس��لام يعت��بر وعاء ثقافي�ا للع�رب والمس�لمين بش�كل ع�ام وأس�اس حض��ارتهم، فإن�ه يش�كل تهديدا للغرب، ويقف حجر عثرة بوجه انتصار الليبرالية على المستوى السياسي والاقتصادي، مثله مثل البوذية والكونفوشيوس��ية، وه��ذه كله��ا تواج��ه الحض��ارة

المسيحية – اليهودية الغربية. Huntington- Samuel- Aclash Of Civilization, Foreign Affaires, Summer 1993Huntington, Samuel- The Clash Of Civilization And Remarking of world order, LondonSimon and Schuster,1997 قارن: شعبان، عبد الحسين- جذور التيار الديمقراطي في العراق، ه��ل انقط��ع نسل الليبرالية العراقية )قراءة في أفك��ار حس��ين جمي��ل( دار بيس��ان، ب��يروت،

.30-29، ، ص 2007قارن كذلك: شعبان، عبد الحسين – " الإسلام والإرهاب الدولي" دار الحكم�ة، ط

.2002، لندن، 1

فردي��ا أو مجتمعي��ا في المف��اهيم والقيم وظ��واهر الس��لوك والممارسات المعنوية والعملية والحياتي��ة، توح��دها اللغ��ة، وإن تن��وعت تن��وع فئ��ات المجتم��ع من حيث مواقفه��ا الاجتماعي��ة والفكرية، بما يشكل الخصوصية الثقافية والقومية العام��ة في

.112المجتمع بهذا المعنى فالثقاف�ة هي مجم�ل أس�اليب المعيش��ة في حي��اة الش��عب اليومي��ة، ال��تي تش��مل عناص��رها المترابط��ة في نسيج متكام��ل، الرؤي��ة العام��ة، والقيم والمب��ادئ، والمف��اهيم، والتقالي��د، والع��ادات، والمعتق��دات، والمق��اييس والمع��ايير، والممارس��ات، والأع��راف، والق��وانين، والأمث��ال، والمروي��ات،

. 113والمناقب الأخلاقية، والقواعد السلوكية اليومية قد يكون الاهتمام ب الهوية في العقود الأخيرة ناجما من تراجع دور الآيديولوجيات، لاسيما بعد انخفاض منسوب الصراع الآي���ديولوجي من���ذ نهاي���ة عه���د الح���رب الب���اردة في أواخ���ر الثمانينات، أو تحول��ه من ش��كل إلى ش��كل آخ��ر، خصوص��ا بع��د انهيار الكتلة الاشتراكية، وصعود الإسلام كعدو تقلي��دي للغ��رب بعد سيادة عهد "الليبرالية" الجديدة سياس��يا واقتص��اديا، ال��تي

بظ��اهرة العولم��ة، لاس��يما في ظ��لارتبطت موجته��ا الجدي��دة الثورة العلمية- التقني��ة، خصوص��ا في مج��ال تقني��ات الاتص��ال والمعلومات، وسعت للهيمنة على السوق الدولية على مستوى

الكرة الأرضية. ولعل هذا التوجه ارتبط بفك��رة النظ��ام الع��المي الجدي��د، الذي اتس��م بمنط��ق الس��وق وتس��ليع مظ��اهر الحي��اة الثقافي��ة والاجتماعي��ة ، وإزال��ة الح��واجز أم��ام انتق��ال رؤوس الأم��وال والسلع وخصخصة المؤسسات الاقتصادية وإلغاء ملكي��ة الدول��ة لها، وتحكم الشركات "فوق القومية" في السياسة الاقتص�ادية الدولية، وسعي المحافظون الج��دد في الولاي��ات المتح��دة إلى جعل سلطة السوق مقدسة، وتحطيم كل العوائق التي تعترض طريقها، سواء كانت دولا أم حكومات، مجتمعا مدنيا ومنظمات

.114غير حكومية، أو غيرها وهك��ذا أخ��ذ دور الثقاف��ة يتع��اظم، س��واء على الف��رد أو الش��عب أو الأم��ة أو الدول��ة، وي��زداد تأثيره��ا على السياس��ة والاقتص��اد، خصوص��ا بع��د أن س��عت العولم��ة لتس��ليع الثقاف��ة به��دف تحطيم منظوم��ة القيم الخاص��ة ب��� الهوي��ات الأص��غر الفرعي��ة، بع��د س��يادة الهوي��ات الك��برى أو الهوي��ة الأك��بر من خلال تعميم نمط الاستهلاك والفرداني��ة، خصوص��ا العلاق��ة بين

- قارن: حنفي، حسن – الثقافات : صراع أم حوار؟ نموذجان ب��ديلان، دراس��ة 112 منشورة في كتاب " صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟ "، الق��اهرة،مطبوع��ات

وما بعدها.54، ص 1997التضامن، انظر: بركات، حليم- المجتمع العربي في القرن العش��رين، مرك�ز دراس�ات- 113

.109، ص 2000الوحدة العربية، بيروت، ج�ذور التي�ار ال��ديمقراطي في الع�راق، مص�در- انظر: شعبان،عبد الحسين- 114

وما بعدهما. 34- 33، ص سابق

الق��وى المتس��يدة والناف��ذة في العلاق��ات الدولي��ة وبين الأمموالشعوب والدول الصغيرة.

الهوية: مقفلة أم مفتوحة؟ يبقى السؤال الجوهري هل الهوية ثابتة وكاملة وبالت��الي مقفلة غير قابلة للتطور أم متغيرة ومتحولة ومفتوح�ة وقابل�ة للإضافة والحذف!؟ واس��تكمالا له��ذا الس��ؤال يل��وح دور الإرادة للفع��ل أو للمعطى الت��اريخي ال��ذي يقب��ل التط��ور وال��تراكم والتفاعل مع غيره، حيث تتمث��ل الهوي��ة في عناص��ر معرفي��ة ونس��ق معتق��دات وقيم ومع��ايير، وعلى ال��رغم من مح��اولات العولم��ة تحوي��ل الثقاف��ة إلى س��لعة يتم ت��داولها على نط��اق واسع، وخاضعة لسوق الع��رض والطلب والاحتك��ار، فإن��ه يمكن

القول أن هناك ثلاث مستويات لتشكيل الهوية: فهن��اك المس��توى الأول- الف��ردي، فلك��ل ف��رد هويت��ه وخصوصيته وتتبدل هذه أيضا إلى حدود معينة حس��ب اتص��الاته

.115وتفاعله مع الآخرين وردود فعله إزاءهم وهن���اك المس���توى الث���اني- الجم���اعي أو المجتمعي أو الجمعي "الجمعوي" كما تسمى مغاربيا، وهي تمث��ل المش��ترك

وش��عور أفراده��ا بم��ا يوح��دهم أو يجمعهمللجماع��ة الإنس��انية.كانتماء ذا خصوصية

أم���ا على المس���توى الث���الث فه���و المس���توى الوط���ني والقومي، وفي كل الأحوال فان هذه المستويات الثلاث تتح��دد بن��وع المواجه��ة، اتفاق��ا أو اختلاف��ا م��ع الآخ��ر، لاس��يما ال��ذي تواجهه قربا أو بعدا، وهو ما يذهب إليه المفكر المغربي محم��د

. 116عابد الجابري نجم ص��راع الهوي��ات عن نزاع��ات اجتماعي��ة- اقتص��ادية، لاسيما في إطار العلاق��ات الدولي��ة، خصوص��ا علاق��ة البل��دان المتقدمة صناعيا بالدول النامية، حيث تح��اول الأولى ترويض��ها وتطويعه��ا ونهب موارده��ا، وأحيان��ا يتخ��ذ احت��دام الهوي��ات ش��كل ص��راع متن��وع، فيم��ا يتعل��ق بنم��ط الحي��اة والس��لوك ومنظومة القيم، حتى وإن اتخذ شكلا ديني�ا أو لغوي�ا أو قومي�ا، لكنه يمثل من حيث الجوهر مح��اولات لف��رض الاس��تتباع وإملاء الإرادة من جانب القوى الكبرى، ومقاومة وممانعة من الق��وى

الصغرى. وهن��اك ن��وع آخ��ر من الاحت��دام في الهوي��ات، ينجم عن نزاعات إثنية أو دينية أو لغوية أو طائفية، وأحيانا تت��داخل ه��ذه النزاعات التي تكاد تكون سائدة حاليا في المجتمعات المتخلفة

115 -Martin Rost- An introduction of the concept of Identity, Independent center of privacy protection, ICPP, 2003.

الجابري، محمد عابد- العولم��ة و الهوي��ة الثقافي��ة، دراس��ة ض��من كت��اب"- 116 .297، ص 1998العرب والعولمة"، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،

أو البل���دان النامي���ة أو م���ا يمكن أن يطل���ق علي���ه مجتمع���ات الأط��راف أو بل��دان الجن��وب الفق��ير، بس��بب ض��عف الدول��ة المركزي��ة من جه��ة وش��ح الحق��وق والحري��ات وع��دم تحقي��ق المساواة التامة والمواطنة الكاملة من جهة أخرى، لاسيما في دول متعددة الأعراق والقوميات والإثنيات والأديان والطوائف، فسرعان م��ا تن��دلع الص��راعات بين من ي��دعي تمثي��ل القومي��ة الكبرى أو الدين السائد أو النافذ أو الطائف��ة الأك��بر من موق��ع السلطة ومن خارجها أحيانا، وبين "أقليات" أو فئات مس��تبعدة أو مهمشة، فيستعين كل طرف بثقافته السائدة، عندها ين��دلع

العنف ويحتدم الصراع وتتباعد الكيانات وتكبر الهويات. هناك من اعتقد بأن الصراع بين الهويات ك��اد أو يك��اد أن يختفي في المجتمع��ات المتقدم��ة، وخصوص��ا ال��ذي اتخ��ذ بع��دا )استئصاليا واقصائيا( عنفيا وعسكريا ومسلحا، ح��تى ل��و بقيت بعض ظلال��ه أو استحض��ر تاريخ��ه، فإنم��ا يتم ذل��ك على ص��عيد الفكرة والسياسة والتاريخ والمصالح الاقتص��ادية، لاس��يما بع��د إس��دال الس��تار على جوانب��ه المأس��وية، حيث ش��هدت أوروب��ا، اتح��ادا متمي��زا وناف��ذا أساس��ه المص��الح الاقتص��ادية والمن��افع المتبادلة وثقافة التسامح والتعايش والتعاون، وحتى ل��و ش��هد هذا الاتحاد مصاعب ومثالب وتص��دعات في الس��نوات الأخ��يرة،

، فإنه ما ي��زال2016وخصوصا بعد انسحاب بريطانيا منه العام يمثل مشتركا أوروبيا وفضاء يمكن أن يسهم في حل مشكلات أوروب��ا، بم��ا فيه��ا التخفي��ف من نزع��ات العزل��ة لص��الح تعزي��ز

التعاون والمشتركات. وك��ان الأس��اس في ه��ذا الاتح��اد دولت��ان احتربت��ا لق��رون وهما: فرنس��ا وألماني��ا، لكن توافقهم��ا ك��ان حج�ر الزاوي�ة في قي��ام الاتح��اد الأوروبي، وخصوص��ا باعتم��اد مب��ادئ المواطن��ة واحترام حقوق الإنسان، ولكن ذلك لا يعني عدم وجود أش��كال جديدة من الصراع في الدول الرأسمالية المتقدمة، وقد شهدنا في السنوات الأخيرة تدافعا ش��ديدا بش��أن اس��تقلال اس��كتلندا

ج��اء2014عن بريطانيا، لكن الاستفتاء الذي حصل في الع��ام بنت��ائج عكس��ية، مثلم��ا ش��هدت إس��بانيا ص��راعا مفتوح��ا بش��أن

على ال��رغم من ح��دوث2017دس��تورية اس��تفتاء كاتالوني��ا ت���وترات وأعم���ال عن���ف، لكن ج���دالا دس���توريا انفتح بش���أن

الهويات الفرعية، وخصوصياتها ومسألة حق تقرير المصير. وعلى خلاف ذلك نجد الص�راع في البل�دان النامي��ة بش��أن الهوي��ة يتج��ه مباش��رة وعلى نح��و ح��اد إلى العن��ف والوس��ائل العسكرية، حيث تندلع حروبا دولية وإقليمي��ة وأهلي��ة، وه��و م��ا حدث في أمريكا اللاتينية ويحدث في آس��يا وأفريقي��ا، واس��تمر على نحو ح��اد في الع��راق والس��ودان والص��ومال وأفغانس��تان ولبنان حيث تتقدم الهويات الفرعية على الهوية الجامعة، وق��د استشرى الأمر في العراق بع��د الاحتلال، رغم ال��دثار الس��ميك من القوة والقمع الذي تغلف به في السابق، لكنه س��رعان م��ا

انفج��ر، وبخاص��ة عن��د إق��رار القس��مة الطائفي��ة- الإثني��ة ال��تي كرسها بول بريمر الحاكم الم��دني الأم��ريكي للع��راق بع��د أي��ار

أيل��ول )س��بتمبر( الع��ام25. وك��ان م��ا ح��دث في 2003)مايو( بشأن استفتاء إقليم كردستان عن الع��راق من ت��داعيات2017

دراماتيكي��ة ت��ركت تأثيراته��ا الس��لبية على العلاق��ة بين بغ��دادوإربيل.

وباس���تثناء م���ا حص���ل من مع���ارك البوس���نة والهرس���ك والصراع بين الصرب والكروات والمسلمين والمس��يحيين، وم��ا حصل بين روسيا والشيشان وفي جورجي��ا وألباني��ا وهي كله��ا خرجت من عباءة الأنظمة الشمولية، فإن تعايش الهويات أم��ر معترف ب��ه ومص��ان قانون��ا وممارس��ة، وأخ��ذ يش��كل ج��زءا من الثقافة المشتركة ذات الأبعاد الإنسانية، وبخاص��ة فيم��ا بينه��ا، ح���تى أن انفص���الا مخملي���ا ك���ان ق���د حص���ل بين التش���يك والسلوفاك، بعد وحدة أو اتح��اد دام عق��ودا من الزم��ان، وذل��ك

وذل��ك1993 كانون الثاني )يناير( العام 1باتفاق الطرفين في س��نوات من انهي��ار النظ��ام الش��مولي3بع��د م��ا يزي��د عن الاشتراكي السابق.

الهوية إذا وعي الإنسان وإحساسه بذات��ه وانتمائ��ه إلى جماع��ة بش��رية قومي��ة أو ديني��ة، مجتمع��ا أو أم��ة أو طائف��ة أو جماعة في إطار الانتماء الإنساني العام، وحس��ب حليم برك��ات "إنه��ا معرفتن��ا.. بم��ا، وأين، ونحن، ومن أين أتين��ا، وإلى أين نمضي، وبما نري��د لأنفس��نا وللآخ��رين، وبموقفن��ا في خريط��ة

. 117العلاقات والتناقضات والصراعات القائمة"!؟

ويمكنن��ا أن نع��رف الهوي��ة به��ذا المع��نى كإط��ار مفت��وح يمث��ل مجموع��ة الس��مات الثقافي��ة ال��تي تمث��ل الح��د الأدنى المش��ترك بين جمي��ع ال��ذين ينتم��ون إليه��ا، وال��تي تجعلهم يعرفون ويتميزون بصفاتهم تلك عما س��واهم من أف��راد الأمم

والجماعات الأخرى. وقد تتطور الهوية بالانفتاح على الغ�ير، وق�د تنكمش، أي يمكن أن تتحدد أو تتقلص، تنحص��ر أو تنتش��ر، لكنه��ا دون أدنى شك تغتني بتج��ارب الن��اس ومعان��اتهم وانتص��اراتهم وآم��الهم،

.118وهذه المسألة تتأثر سلبا وإيجابا بالعلاقة مع الآخر

وهك��ذا يمكن الق��ول أن الهوي��ة ليس��ت معطى ج��اهزا والتغيير هو ال��ذي ، 119ونهائيا، وإنما هي عمل يجب إكماله دائما

يطبع الهوية وليس الثب�ات، والتفاع�ل بحكم علاق�ة الإنس��ان ب��الآخر، وليس الانع��زال، ولا يتعل��ق الأم��ر بالقض��ايا السياس��ية حس��ب، بم��ا فيه��ا المواطن��ة وحقوقه��ا، ب��ل إن المس��ألة تمس بالص��ميم الج��انب الثق��افي، وه��ذا الأخ��ير بق��در كون��ه معطى

أنظر: بركات، حليم- المجتمع العربي في القرن العشرين، مصدر سابق، ص- 11762.

- قارن: الجابري، محمد عابد- العولمة و الهوية الثقافي��ة، مص��در س��ابق، ص118298.

.8 انظر: أدونيس- موسيقى الحوت الأزرق، مصدر سابق ، ص - 119

مرتبطا بالماضي والمستقبل، فإن الجانب السياسي له علاق��ة بالحاضر، الراهن، القائم، أما جوانب الهوية الخصوصية الثلاث فلها علاقة بالأرض والتاريخ والجغرافيا )الزمان والمكان( مث��ل علاقتها بالثقافة المشتركة الس��ائدة في الأم��ة )اللغ��ة وال��دين والآداب والفنون والعادات والتقاليد(، وأخيرا علاقته��ا بالكي��ان

القانوني لوحدة الوطن والأمة )اتحادهما في دولة مثلا(. وإذا كانت الهوية منجزا غير مكتمل فهذا يعني نزع صفة القدسية أو الكمال عنها، لأنها في حالة من التط��ور والتغي��ير،

وه��و م��ا120خصوصا بالتفاعل مع الآخر، إغناء وليس إلغ��اء له��ا. يذهب إليه هول ستيوارت الذي يعتبر الهوي��ة في حال��ة تح��ول

.121دائم، فهي ليست معطى منجزا متكاملا لا ينتهي

إن جدل الهويات لا يعني بالضرورة الصراع بينه��ا، بق��در ما هو حالة صراع واتحاد، احتدام واحتواء، وعلاقة تمثل وتعلم، رغم المغ��ايرة وع��دم التج��انس والاختلاف، إنه��ا حال��ة نف��ور وتكامل أحيانا، ومثل هذا التنوع في العلاقة، لاس��يما الاختلاف، يؤكد التلازم بين الثقافة من جهة، والتعددية والتن��وع من جه��ة أخرى. فهوية طالبان مثلا وفق��ا لمنطق��ه حس��ب أدونيس: هي ج��اهزة مس��بقا، مكتمل��ة، ومغلق��ة، كأنه��ا ش��يء بين الأش��ياء: حج���ر، أو ف���أس أو س���يف، وه���ذا الأم���ر ينطب���ق على داعش وأخواتها وعلى جميع القوى المتعصبة، س��واء ك��انت قومي��ة أو دينية أو آيديولوجية أو غيره��ا، تل��ك ال��تي تض��ع هوي��ة الإنس��ان وراءه وليس أمامه، باعتباره��ا هوي��ة مغلق��ة وليس��ت مفتوح��ة، متكونة وكاملة، وليست قابلة للإضافة والحذف، أي أنها أق��رب إلى الثبات وعدم التغي��ير، فلا وج��ود لل��تراكم والتط��ور ووفق��ا

.122لهذا المنطق، لأن الآخر لا وجود له، غائب، عدو

لق��د تغي��رت خص��ائص الثقاف��ة الي��وم بفع��ل الم��ؤثرات الاقتص��ادية والاجتماعي��ة والسياس��ية، خصوص��ا في ظ��ل ث��ورة الاتص��الات وتكنولوجي��ا المعلوم��ات، ف��التلفزيون والكوم��بيوتر والإن��ترنيت س��اهمت مس��اهمة كب��يرة في ه��ذا التغي��ير، ولعل��ه بقدر التقارب الذي أحدثه، فق��د جعلت التم��ايز والخصوص��يات، س��مة مم��يزة للهوي��ات والثقاف��ات المختلف��ة، حيث تس��عى الشعوب لاكتشاف أساطيرها ورموزها وترسيخ ذاكرتها وتعزيز لغته��ا الخاص��ة، وبالخص��وص عن��دما تخش��ى من الت��ذويب أو الإقصاء، وقد حفزت العولمة مثل هذا التهديد، خصوص��ا عن��دما جعلت العالم كله "قرية واحدة" هي أقرب إلى "سوق" واح��دة، فالهويات الطرفية )العالمثالثية( وقفت ضد هويات الهيمن��ة، و الهوي���ات الفرعي���ة في الدول���ة الواح���دة، س���عت للتش���بث

بخصوصياتها إزاء محاولات الإقصاء والتهميش. ، المؤسس�ة1 انظر: البرغثي، محم�د حس��ن- الثقاف��ة العربي�ة والعولم�ة، ط- 120

.121، ص 2007العربية للدراسات والنشر، بيروت، ستيوارت، هول- هويات قديمة وجدي��دة، إثني��ات قديم��ة وجدي��دة ، المجلس- 121

.79، ص 2001الأعلى للثقافة ، القاهرة، .202 انظر: ادونيس- موسيقى الحوت الأزرق، مصدر سابق، ص - 122

تكامل وليس تنافر يتع��ذر الحف��اظ على الهوي��ة بأس��اليب القم��ع والطغي��ان والانعزال، فهذه الممارسات تؤدي إلى تصحير الهوي��ات، وب��دلا من الانفتاح والتواص��ل والتع��دد، ت��ؤدي إلى الانغلاق والانكف��اء والتقوقع، ومثلم��ا لك��ل إنس��ان لغت��ه، فل��ه هويت��ه ال��تي تتع��زز بالانفتاح مع الآخر، فردا أو جماعة، وقد يك��ون الإنس��ان يحم��ل أكثر من هوية، بمعنى أنه عربي أو ك��ردي أو تركم��اني، مس��لم أو مسيحي أو غير ذلك، لكن هويته العامة عراقية، وكذا الح��ال لمن عاش في المنفى، فرغم احتفاظه بهويته، فقد يكون ق��د

أضاف إليها هوية مكتسبة. وكنت قد أجبت على س��ؤال بخص��وص الهوي��ة ال��ذي ك��ان

سؤال الهوي��ة يلح علي��كمحاوري قد وجهه إلي عندما قال: إن دائما.. أين أنت؟ فأجبت: ه��ل يكفي رف��ع ش��عار الحف��اظ على الهوي���ة في المنفى لكي نتمس���ك بالهوي���ة؟ أليس ثم���ة هم إنس��اني يتش��كل بمع��زل عن الإرادة وبخاص��ة للجي��ل الث��اني؟؟ ونقلت ح��وارا أداره المنت��دى الأورومتوس��طي ح��ول الش��مال

2000والجنوب في الرباط، في أكت��وبر )تش��رين الأول( الع��ام وحض���رته نخب���ة متم���يزة من المثقفين، حين ق���ال أس���امةالشربيني في معرض معالجته لظاهرة الازدواجية في الهوية: حين أك��ون في المغ��رب أش��عر ب��أنني مغ��ربي ع��ربي ومسلم، وحين أكون في بلجيكا أشعر بأنني بلجيكي وج��زء من المجتمع الأوروبي، وهنا يثار تساؤل مشروع: وهل المكان ه��وخت ال��ذي يح��دد الهوي��ة؟ أم أن الهوي��ة ال��تي تك��ونت وترس�� واكتس��بت كياني��ة مس��تقرة تظه��ر على نح��و جلي في بيئته��ا الحقيقي��ة، حيث المك��ان والاس��تمرار والتفاع��ل حيث اللغ��ة والدين وغيرها من العناص��ر ال��تي هي أق��رب إلى الثب��ات، في حين أن العناص��ر الأخ��رى تتع��زز وتغت��ني باس��تمرار بالإض��افة والحذف والتواصل بين الحضارات والتلاقح بين الثقافات فرديا

أو مجتمعيا. وإذا كان مثل هذا الأمر يواجه النخبة، خصوص��ا من تك��ون منه��ا وترع��رع، ثم انتق��ل ليواص��ل وين��دمج في مجتم��ع جدي��د، ف��الأمر مختل��ف ب��اختلاف درج��ة ال��وعي والنض��ج والمعرف��ة والاس���تعداد للتكي���ف والان���دماج وبالت���الي حم���ل الثق���افتين ومواص��لة الاس��تفادة من النب��ع الأول، بالق��در ال��ذي تتم في��ه

الاستفادة من المصادر الجديدة، المضافة. الثقافة "العليا" التي تمح��و الثقاف��ات الأدنى أو تهمش��ها هي ثقافة غير إنسانية، ولا هوي��ة خ��ارج الإنس��ان، حيث يتح��دد أفق الهوية بالانفتاح والتقدم بلا ح��دود أو نهاي��ات، وه��و أف��ق مفتوح للتح��رر من قي��ود الواق��ع، وه��و أف��ق رم��زي يوح��د بين

البشر على أساس المشترك الإنساني. وإذا كان الإلحاح على الهوية العمودية في ظروف تاريخية معين��ة أم��را "مش��روعا"، وض��من ح��دود التح��رر من الإس��تعمار

والهمينة الخارجية، إلا أن الاستمرار في هذا الإلحاح خارج تلك الظ��روف، يص��بح خط��را على الهوي��ة ذاته��ا، حيث ي��ؤدي إلى الانكماش والانكفاء والان��زواء، فالتعددي��ة والت��آلف من س��مات الهويات المفتوحة التي ترفض الصهر والاستتباع مثلما ت��رفض الهيمن����ة والتس����يد، وتتش����بث بالمعرف����ة وليس الهيمن����ة، بالموض��وعية والعقلاني��ة ، وليس الانعزالي��ة والانغلاقي��ة، هي التي ينبغي أن تطبع سجال الهويات وهو ما اس��تهدفه الب��احث عن��دما ش��رع بكتاب��ة كتاب��ه "ج��دل الهوي��ات في الع��راق"، حيث وض��ع الواق��ع أمام��ه وح��اول نق��ديا ومن خلال ق��راءة جدلي��ة الهوي��ات والكيان��ات الموح��دة، المتع��ددة، العام��ة والفرعي��ة، ص��ياغة علاق��ة أساس��ها المش��ترك الإنس��اني ب��اقتراح حل��ول

حقوقية- إنسانية، من خلال فكرة المواطنة ونبذ الطائفية.في نقد الهوية

ين��اقش أدونيس123في كتابه " موس��يقى الح��وت الأزرق" فكرة الهوية ويستهل حديثه بالعب��ارة القرآني��ة ال��تي تض��يء بق��دمها نفس��ه، ح��داثتنا نفس��ها على ح��د تعب��يره، وأع��ني به��ا "التع��ارف"، أي الحرك��ة بين الإنفص��ال والإتص��ال في آن، من خلال "روية الذات، خارج الأهواء" وبخاصة الآيديولوجية، ويمكن أن نض��يف الديني��ة والقومي��ة وغيره��ا، بمعايش��ة الآخ��ر داخ��ل

حركته العقلية ذاتها، في لغته وإبداعاته وحياته اليومية. وبعد أن يستعرض أدونيس آركيولوجي��ة الغي��اب المع��رفي العربي على خارطة المعرفة الإنس��انية، وه��و م��ا أش��ارت إلي��ه على نحو ص��ارخ تق�ارير التنمي�ة البش��رية في العق�د الماض�ي، لاس��يما ش��ح المع��ارف ونقص الحري��ات واس��تمرار الموق��ف السلبي من حقوق الإنسان وبخاصة حقوق الم��رأة والمج��اميع

يط��رح124الثقافية، الدينية والإثنية واللغوية والسلالية وغيره��ا، سؤالا حول سبل الخروج من هذا الغياب، ويسأل أيضا ولم هذا الغياب؟ لاسيما بتمث��ل ذل��ك نق��ديا ومعرفي��ا، من خلال معرف��ة الآخر بمعرفة ذاتنا معرفة حقيقية، ولعل الخطوة الأولى ال��تي ظل يركز عليها في كتابه الممتع والعميق، ه��و كي��ف يمكن أن

يصغي بعضنا إلى بعض!؟ ه��ذه الرؤي��ة تس��تند إلى إحلال الفك��ر النق��دي التس��اؤلي مح��ل الفك��ر التبش��يري- ال��دعائي، حيث يص��بح الوص��ول إلى الحقيقة التي هي على ط��ول الخ��ط تاريخي��ة ونس��بية، وص��ولا يشارك فيها الجميع رغم تبايناتهم إلى درج��ة التن��اقض أحيان��ا،

- انظر: أدونيس–موسيقى الح��وت الأزرق )الهوي��ة، الكتاب��ة، العن��ف(، مص��در 123 )الاستهلال(.8-5سابق، ص

- قارن: تقارير التنمية الإنس��انية العربي��ة، من��ذ ص��دور التقري��ر الأول، الع��ام 124 وه��و بعن��وان : تح��ديات الأمن الإنس��اني في2009 وح��تى تقري��ر الع��ام 2002

البل��دان العربي��ة، البرن��امج الانم��ائي للأمم المتح��دة )المكتب الاقليمي لل��دول ، وقد شارك الباحث بأوراق خلفية في عدد من التق��ارير2009العربية(، بيروت،

السنوية، إضافة إلى مساهمات مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي لغرب آس��ياوالباسفيك )الأسكوا(.

وهذا يعم��ق الخ��روج إلى فض��اء الإنس��ان بوص��فه أولا، إنس��انا، ويدفع الذات إلى ابتكار أشكال جديدة لفهم الآخر ثاني��ا، وثالث��ا يكشف لنا إن الهوية ليست معطى جاهزا ونهائي��ا، وإنم��ا هي تحمل عناص��ر بعض��ها متحرك��ة ومتحول��ة على الص��عيد الف��ردي والعام، وهو ما يجب إكماله واس��تكماله دائم��ا في إط��ار منفتح

بقبول التفاعل مع الآخر. هل الهوية جوهر قائم بذاته، لا يتغي��ر أو يتح��ول؟ أم هي علاقة تجمعها مواصفات بحيث تكون معناها وشكلها؟ وبالت�الي لا ب��د من تنميته��ا وتعزيزه��ا وتفعيله��ا في إط��ار المش��ترك الإنس��اني، الأم��ر ال��ذي يتخطى بعض المف��اهيم الس��ائدة، ذات المسلمات السرمدية الس��كونية لدرج��ة التقوق��ع، وينطل��ق إلى خ���ارج الأنس���اق والاص���طفافات الحتمي���ة، من خلال ق��راءات مفتوح��ة تأخ��ذ التط��ور بنظ��ر الاعتب��ار عناص��ر تفعي��ل وتعزي��ز

وتحول في الهويات الخاصة والعامة. بهذا المعنى لا يكون اختلاف الهوي��ات أم�ر مفتع��ل ح�تى داخل الوطن الواح��د، إذا ك��ان ثم��ة تكوين��ات مختلف��ة ديني��ة أو إثنية أو لغوية أو سلالية، ناهي��ك عن اختلاف الهوي��ات الخاص��ة

للفرد عن غيره وعن الجماعة البشرية. ولعل هناك علاقة بين الشكل والمعنى التي تتك��ون منه��ا الهويات الفرعي��ة – الجزئي��ة الخاص��ة وبين الهوي��ات الجماعي��ة العامة ذات المشتركات التي تتلاقى عن��دها الهوي��ات الفرعي��ة للجماع��ات والأف��راد، حيث تك��ون الهوي��ة العام��ة أش��به بإط��ار قابل للتنوع والتعددية، جامعا لخصوصيات في نسق عام موحد، ولكنه متعدد وليس آحادي، فمن جهة يمثل هوي��ة جامع��ة، ومن جهة أخرى يؤلف هوي��ات متع��ددة ذات طبيع��ة خاص��ة بتكوين��ات متميزة، أما دينيا أو إثنيا أو لغوي��ا أو غ��ير ذل��ك، فالش��كل ليس

مسألة تقنية، حسب أدونيس، وإنما هو مسألة رؤية. إن الح��ديث عن هوي��ات فرعي��ة أو خصوص��يات قومي��ة أو دينية، ل�"أقليات" أو "تكوينات"، يستفز أحيان��ا بعض الاتجاه��اتبة ديني��ا أو قومي��ا، فهي لا ت��رى في مجتمعاتن��ا س��وى المتعص�� هوية واحدة إسلامية أو إسلاموية حسب تفسيراتها وقومي��ة أو قوموية حسب أص��ولها العرقي��ة ونم��ط تفكيره��ا واص��طفافات طبقية كادحية حسب آيديولوجياتها الماركسية أو الماركسيوية، أما الحديث عن حقوق وواجبات ومواطنة كاملة ومساواة تام��ة وحق الجميع في المشاركة وتولي المناص��ب العلي��ا دون تمي��يز بما فيها حقوق المرأة وحق��وق متس��اوية للأدي��ان والقومي��ات، فهي تص��بح في الواق��ع العملي "م��ؤامرة" ض��د الأم��ة وال��دين، تق��ف خلفه��ا جه��ات إمبريالي��ة- اس��تكبارية تض��مر الش��رور للمجتمعات العربية – الإسلامية، وبهذا المع��نى لم تس��لم ح��تى حقوق بعض المبدعين في التميز والاستقلالية والتفكير الح��ر، واعت��برت بمثاب��ة "انش��قاق" وخ��روج على الجماع��ة، أم��ا في

معارض��ة تفكيره��ا، ف��الأمر ق��د يس��تحق العق��اب والتح��ريموالتجريم.

ولع��ل مث��ل ه��ذه الممارس��ات، لاس��يما بح��ق الجماع��ات القومية أو الديني��ة دفعه��ا للانغلاق وض��يق الأف��ق، وبخاص��ة إذا تعرضت للاض��طهاد الطوي��ل الأم��د وش��عرت بالتهدي��د لهويته��ا، وهو الأمر الذي كان أحد نقاط ضعف الدول��ة القطري��ة العربي��ة

تاريخيا، خصوصا في مرحلة ما بعد الاستقلالات. وقد تج��د هن��اك من ي��دعو لع��دم نش��ر الكلام ال��ذي ينتق��د أوضاعنا العربية، لأنه يتحدث عن المساوئ لكي لا يستفاد منها العدو، تحت مبرر "عدم نشر الغسيل الوس��خ"، ولكي لا نس��يءرون أن إخف��اء إلى صورتنا أمام الآخرين، وينسى هؤلاء المبش�� الم��رض لا يش��عر الم��رء بالطمأنين��ة على ص��حته ولا يعي��د ل��ه العافية، كما أن التغلب على العدو يحت��اج إلى تش��خيص لنق��اط ض��عفنا والتخلص من بعض النزع��ات العنص��رية إزاء الآخ��ر في داخلن���ا، ب���ل إزاء بعض���نا البعض كم���ا يتطلب ق���راءة واقعن���ا موض��وعيا ب��روح النق��د والنق��د ال��ذاتي والاع��تراف بحق��وق المجموع���ات الثقافي���ة وبالهوي���ات المتع���ددة في مجتمعاتن���ا المتنوعة، وعدم تجميل صورتنا أمام أنفسنا، خصوصا إذا ك��انت

صورة البعض كالحة. وما زال الموقف من المجموعات القومية والدينية قاصرا في الكثير من الأحيان، وح��تى الاع��تراف ببعض الحق��وق ي��أتي كمنة أو مكرمة أو هبة أو حسنة، حيث تسود تصورات مخط��وءة عنه��ا، ب��ل إن الكث��ير من الس��ائد الثق��افي يعتبره��ا، خص��ما أو "عدوا " محتملا أو أن ولاءها هشا وقلق��ا وس��رعان م��ا يتح��ول إلى الخارج أو حتى " خلاي��ا نائم��ة" أو " ط��ابورا خامس��ا"، دون أن نعي أن هضم حقوقها، تارة باسم مص�لحة الإس��لام وأخ��رى مص��لحة العروب��ة والوح��دة وأحيان��ا ب��زعم ال��دفاع عن مص��لحة الكادحين والقوى العلماني��ة والمدني��ة وقيم النض��ال المش��ترك وغ��ير ذل��ك، ه��و الس��بب الأساس��ي في مش��كلة المجموع��ات الثقافي���ة وليس نقص���ا في ولائه���ا أو خروجه���ا على الهوي���ة الوطنية العامة التي تصبح لا معنى لها بسبب معاناتها، وبسبب نقص المواطنة الفادح والنظر إلى أفرادها كرعايا لا مواط��نين من الدرج���ة الأدنى، وإن ك���ان المواطن���ون كك���ل مهض���ومي الحق��وق، ف��إن العبء ال��ذي س��يقع على كاه��ل المجموع��ات

125الثقافية سيكون مركبا ومزدوجا ومعاناتها كذلك.

اس��تحقاقات المواطن��ة العض��وية الح��ق- انظ��ر: ش��عبان، عب��د الحس��ين – 125-21،)ورقة عمل قدمها إلى( منتدى الفكر الع�ربي، الرب�اط، والمشاركة والهوية

. لقد تعرض المسيحيون في السنوات القليلة الماض��ية2008 نيسان )ابريل( 23 إلى حملة شرسة ل��دفعهم إلى الهج��رة، س��واء في فلس��طين أو في الع��راق أو لبنان أو سوريا أو مصر، مثلما تعرضت مكونات أخرى مث��ل الإيزي��ديين والص��ابئة والدروز وغيرهم، كما عانى الكرد والتركمان والأمازيغيين وغيرهم في البل��دان العربية من التمييز وع��دم الاع��تراف بخصوص��يتهم وهوي��اتهم، وم��ا ي��زال ينظ��ر لمحاولاتهم التشبث بهوياتهم وتأكي��د خصوص��ياتهم بعين الريب��ة والش��ك، وعلى الرغم من التحسن النسبي على الصعيد القانوني والرسمي بخص��وص الهوي��ات

إن الموقف من المجموع��ات الثقافي��ة ودلالاته��ا لا يق��وم الإنسان بوصفه إنسانا، له حقوق وواجبات معروفة في الدول��ة العصرية، بحقوق المواطنة، وإنما يقيم��ه بوص��فه "انتم��اء"، أي هو يحول الإنسان إلى سياسي برأس إث��ني أو ق��ومي أو دي��ني أو مذهبي، وهكذا يتحول الإنساني إلى سياس��ي، وه��ذا الأخ��ير إلى حق��ل من الح��روب تبع��ا للمص��الح السياس��ية والمادي��ة، فتهيمن الأهواء والنزعات على العقول وتظه��ر الوحش��ية عن��د الممارسة، ويغيب كل ما هو إنس��اني، وأحيان��ا كث��يرة تس��تخدم القوى الخارجية ه��ذه الثغ��رات والعي��وب والنظ��رة الاس��تعلائية القاصرة للنفاذ منها لتش��تيت الهوي��ة الجامع��ة، والع��زف على الهوي��ات الخاص��ة لدرج��ة التع��ارض والتص��ارع م��ع المش��ترك

الإنساني. إن الفك��ر اليقي��ني المطل��ق، ه��و فك��ر إمح��ائي لا ي��ؤمن بالآخر، ويريد إلغاء الف�روق داخ��ل المجتم�ع بكيانات��ه ومكونات�ه وأف��راده وس��جن التعددي��ة وإقص���اء الخصوص���يات وتطوي��ق ومحاصرة التن��وع، والأك��ثر من ذل�ك يري�د إلغ�اء ت�اريخ مكون�ات بحيث يلعب فيه��ا مث��ل ك��رة عمي��اء تت��دحرج في طري��ق أعمى

126 وبأيد عمياء.

ب والعص���بية هم���ا اتجاه���ان إلغائي���ان لمن لا إن التعص��� يتعصب لهما، ولعل جدل الهويات يكش��ف إن اختي��ار الص��راع بدل التعايش، والصدام ب�دل الحل�ول الإنس��انية، س�يكون ض�ارا وخطيرا على الهويات الكبرى مث��ل الهوي��ات الص��غرى، وه��ذه الأخيرة إن لم يتم احترامها وتأمين حقوقها المتساوية ستكون عنص��ر ض��عف كب��ير ويتس��ع باس��تمرار على مس��توى الهوي��ة والدولة، إذ لا بد من اتباع طريق المعرف��ة وش��راكة الن��اس في المس��ؤولية والبحث عن الحقيق��ة وعن المع��نى، س��واء ع��بر الهوي���ات الفرعي���ة- الجزئي���ة أو من خلال الهوي���ات الأوس���ع والأك��بر، ولكن بانس��جام م��ع الهوي��ة العام��ة ال��تي لا تس��تقيم كينونتها وحقوقها الا باحترام الهوي��ات الفرعي��ة وخصوص��يتها

.127على مستوى الجماعات أو الأفراد

الفرعية، إلا أن الأم��ر لم يص��ل إلى التغي��ير في ال��وعي الع��ربي إزاء الآخ��ر، فلاتزال هناك هوة مجتمعية بين النظرية والممارسة العملية.

.212- انظر: ادونيس- موسيقى الحوت الازرق، مصدر سابق، ص 126 - يعتبر الباحث أن مصطلح "الأقليات" هو مصطلح ملتبس، حتى وإن استخدم 127

من ج��انب الأمم المتح��دة في "إعلان حق��وق الأقلي��ات" الص��ادر عن الجمعي��ة أو في " إعلان حق��وق الش��عوب الأص��لية" الص��ادر في1992العام��ة في الع��ام

، وه���و يمي���ل إلى مص���طلح " التن���وع الثق���افي" أو المج���اميع أو2007الع��ام المجموعات الثقافية، عند حديثه على ما ج��رت الع��ادة على تس��ميته بالأقلي��ات، ويقصد بذلك التن��وع ال��ديني والق��ومي والم��ذهبي والإث��ني واللغ��وي والس��لالي وغير ذلك، لأنه يرى أن الأمر يتعلق بمبادئ المس��اواة والتك��افؤ بغض النظ��ر عن كون هذه المجموعة " أقلية" أو أكثرية" لأن مفه��وم الأكثري��ة والأقلي��ة، يحم��ل في ثناياه معنى التسيد من جهة والخضوع أو الاستتباع من جهة أخرى، وه��و لا ينبغي أن يشمل القوميات أو الأديان، التي ينبغي أن تكون على ق��در واح��د من المساواة، لأن الأمر يتعلق بالحقوق التي تشمل البشر جميع��ا على نح��و متس��او بغض النظ��ر عن ع��ددهم أقلي��ة أم أكثري��ة، لأن الحق��وق ش��املة وعام��ة وتخص

أزمة الهوية يب��دو الح��ديث تجري��ديا عن الأغلبي��ة والأقلي��ة، إن لم يتم تحدي��ده وتوض��يحه، فهن��اك أغلبي��ة مض��طهدة، في حين هن��اك

، وهن��اك "أقلي��ة ظالم��ة"، في حين هن��اك128أغلبي��ة مض��طهدة "أقلية مظلومة"، هن��اك إذا "هوي��ة س��ائدة" وأخ��رى "خاض��عة"، بغض النظر عن عددها كبيرة أو صغيرة، أغلبية أو أقلية، مالك��ة أو غير مالكة، فهناك "أغلبية فقيرة ومعدم��ة"، في حين هن��اك "أقلية غنية ومستغلة"، في حين توجد "أقلي��ة مس��تغلة"، ولكن

129هل هذه جميعها تشكل هوية أم أن الهوية لها جوانب أخرى

يمكن النظر إلى موضوع الهوية وأزمتها من زاويتين: الأولى نقص الشرعية والتمثيل، وهذه ج��زء أساس��ي من أزم��ة الدول��ة الوطني��ة العربي��ة المعاص��رة من��ذ انحلال الدول��ة العثمانية وبعيدها بقيام ال��دول الوطني��ة، وحص��ول أخ��رى على استقلالها بوقت لاحق، وهي أزمة لا تزال مستفحلة ومفتوح��ة وعليه��ا ت��داخلات خارجي��ة دولي��ة كث��يرة، لا س��يما إقليمي��ة، وخصوصا بعيد موجة الربيع الع�ربي، وم��ا رافقه��ا من ت�داخلات عسكرية وغير عسكرية دولية، أدت إلى تص��دع الدول��ة الوطني��ة وتع��ثر مس��اراتها وتهدي��دها ب��التفتيت والانش��طار والتش��ظي، خصوصا في ظل ضعف الشرعية أو النقص الفادح في الحقوق والحريات وغي�اب حكم الق�انون وسياس�ات التمي�يز والإقص�اء، وحتى في البلدان التي انه��ارت أنظمته��ا وانه��دمت ش��رعياتها القديمة، فلم تستطع بناء ش�رعيات جدي�دة وتع�ثرت مس��اراتها

في الكثير من الأحيان. الزاوي���ة الثاني���ة ع���دم الاع���تراف بحق���وق )المج���اميع الثقافي��ة( "الأقلي��ات"، وإن ك��انت انتهاك��ات حق��وق الإنس��ان عام��ة، إلا أن م��ا يق��ع على المجموع��ات الثقافي��ة والقومي��ة والديني�ة وغيره�ا، ك��ان مض�اعفا ومزدوج�ا ومركب��ا، وق�د ت�رك تأثيرات خاصة على كيانياتها، لا سيما بفعل الت��داخل الإقليمي

ومحاولات التوظيف الخارجية.أوهام عاشت معنا

أخلص بع��د ه��ذا لنق��د بعض مواقفن��ا، فق��د عاش��ت معن��اخمسة أوهام:

الإنسان بغض النظر عن عرقه ودينه وقوميته ولغت��ه ولون��ه وأص��له الاجتم��اعي، وهي حق�وق لا يمكن تجزئته�ا أو الانتق��اص منه�ا أو المفاض�لة بينه�ا لأي س�بب

كان. انظر: ش��عبان، عب��د الحس��ين- المس��يحيون والربي��ع الع��ربي، دار آراس، اربي��ل،

.15-14، ص 2012 قارن: شعبان، عبد الحسين– أغصان الكرمة، المسيحيون العرب، مركز حمورابي

.2015للبحوث والدراسات الاستراتيجية، بيروت، بغداد، حسب القول الأثير للمفكر كارل ماركس، "الشعب الذي يضطهد شعبا آخر،- 128

ليس حرا." - انظر: شعبان، عبد الحس��ين – جدلي��ة الهوي��ة والمواطن��ة في مجتم��ع متع��دد129

.)محاضرة للباحث(2016الثقافات، بيبلوس،

ال�����وهم الأول – إن ال�����دول الص�����ناعية والمتقدم�����ة والديمقراطية حلت مس��ألة الهوي��ة، ب��إقرار مب��ادئ المواطن��ة، فض��لا عن مب��ادئ التس��امح ال��ذي تح��ول من ال��دائرة الديني��ة والطائفية، إلى الدائرة الثقافية، خصوص�ا الاع�تراف بالتعددي�ة والتن��وع، ولا س��يما في ظ��ل اعتب��ار التس��امح حال��ة قانوني��ة وليست أخلاقية أو سلوكية فحسب، لكن مث��ل ه��ذا الح��ل ك��ان ناقص��ا ومبت��ورا، أو غ��ير متكام��ل أو أن حاج��ات الإنس��ان في تط��ور دائم، الأم��ر ال��ذي احت��اج إلى تعميق��ه وتط��ويره وتلبي��ة

احتياجات جديدة للتعبير عن الهوية. ولهذا فإن الموجة العالمية الثانية للتغيير ط��رحت مس��ألة الهوية الدينية والإثني��ة والطائفي��ة إلى ح��دود كب��يرة، خصوص��ا الش��عور بالتم��ايز والخصوص��ية، ال��ذي س�يبقى حاج��ة إنس��انية، لاسيما بالانتماء، وقد لاحظن��ا ذل��ك على نح��و كب��ير في أوروب��ا الشرقية وأمريكا اللاتينية، حيث ج��رى رد الاعتب��ار ل��دور ال��دين

واللغات والإثنيات، فضلا عن الطوائف وامتداداتها. الوهم الثاني – إن تحقي��ق المواطن��ة الكامل��ة والمس��اواة التام��ة في ال�دول الديمقراطي��ة المتقدم�ة، ولاس��يما في ظ�ل الرف��اه الاجتم��اعي ي��دفع ص��راع الهوي��ات إلى الخل��ف مقاب��ل صعود مبادئ المواطن��ة، لكن ذل��ك مثلم��ا ت��بين التجرب��ة لم ين��ه الص��راع أو الج��دل أو التفك��ير في خي��ارات وب��دائل لانبع��اث الهويات الفرعية، ولعل الحاجة الإنسانية للتفكير بش��كل أرقى للاجتماع الإنساني، ولطريقة التعبير عنه ستظل قائمة م��ا زال الإنسان موجودا، وهي تتطور معه في إطار قانوني واجتماعي وثق��افي وج��زء من ممارس��ة إنس��انية س��لوكية متواص��لة ولا

نهائية. وهن���اك نم���اذج كث���يرة مث���ل الص���راع بين الوالان���يين والفلامانيين في بلجيكا على الرغم من أنها دول��ة ديمقراطي��ة وفيدرالية والمواطنة المتس��اوية فيه��ا محترم��ة، وك��ذلك رغب��ة كاتالوني��ا وإقليم الباس��ك بالانفص��ال عن إس��بانيا ومقاطع��ة الكيب���ك عن كن���دا، واس���كوتلاندا عن بريطاني���ا، وحساس���يات

20ومش��اكل جن��وب فرنس��ا وإيطالي��ا وغيره��ا، إذ توج��د نح��و مس��ألة تتعل��ق بحق��وق المجموع��ات الثقافي��ة تنتظ��ر حل��ولا ومعالجات مرضية، ناهيك عن أن مشكلات جديدة أخ��ذت تظه��ر في هذه البلدان ذات الإقرار بالتنوع الثقافي، تتعلق بالان��دماج والهوية، وما يترتب عليها من تحديات، وازدادت تلك المشكلات

أيل��ول )س��بتمبر( الإرهابي��ة ال��تي حص��لت في11ما بعد أحدث .2001الولايات المتحدة العام

الف��ارق الأساس��ي بين حل��ول المجتمع��ات الديمقراطي��ة ومجتمعاتن���ا، ه���و أنهم يلج���ؤون إلى الس���لم والاحتك���ام إلى الدس���تور وإلى التف���اهم والتس���ويات الرض���ائية، في حين أن النزاع لدينا ينتق�ل إلى اس�تخدام الق�وة والس�لاح، وأحيان�ا يتم

الاستقواء بأطراف خارجية تزيد اللوحة تعقيدا.

الوهم الثالث – إن الدول الاشتراكية السابقة حلت مسألة الهوية، ح�تى اعتق�دنا أن ألماني�ا الديمقراطي�ة أص��بحت "أم�ة" منفصلة عن الأمة الألمانية، وهو ما تبن��اه دس��تورها في الع��ام

بحكم نظامه��ا الاجتم��اعي، لكن ه��ذا ال��وهم س��رعان م��ا1977 أثبت قصر النظر، بل وأدى لدى فريق من الذين كانوا ينظرون إلى التجربة الاشتراكية باعتبارها قوة مث��ل ونم��وذج رائ��د، إلى القن��وط والي��أس والإحب��اط، خصوص��ا بع��د أن ان��دلعت الموج��ة الديني���ة والطائفي���ة، بك���ل ب���دائيتها في العدي���د من ال���دول الاش��تراكية الس��ابقة، وق��ادت ه��ذه إلى انقس��امات وح��روب طاحن��ة، فيوغس��لافيا انش��طرت إلى س��تة أقس��ام والاتح��اد الس��وفييتي إلى خمس��ة عش��ر قس��ما، وانقس��مت جمهوري��ة تشيكوسلوفاكيا إلى جمهوري��تين، وإن ك��ان بطريق��ة مخملي��ة، ولا تزال الح�روب والص�راعات قائم�ة والحل�ول بعي�دة المن��ال، كان آخرها بين روسيا وأوكراني��ا، خصوص��ا بش��أن ش��به جزي��رة

القرم. ال��وهم الراب��ع – إن ج��دل الهوي��ات ينحص��ر في الع��الم الثالث، لكن ذلك ليس صحيحا بالكام��ل فق��د اس��تطاعت بل��دان عالمثالثي��ة أن تج��د طريقه��ا الخ��اص إلى الديمقراطي��ة وتج��د حلولا لقومي��ات وأدي��ان ولغ��ات متع��ددة، مث��ل الهن��د وماليزي��ا، ال��تي له��ا هوياته��ا الموح��دة، م��ع الهوي��ات المتع��ددة الديني��ة والطائفية والإثني��ة الس��لالية واللغوي��ة، المختلف��ة والمتعايش��ة والمتصالحة في الآن، وهناك تج��ارب أخ��رى على ه��ذا الص��عيد، والمسألة مرهونة بنوع نظام الحكم من جهة، ومن جهة أخ��رى الخيارات المجتمعية ودرجة التوافق الثق��افي ووس��ائل التعب��ير

عن الشعور بالتميز والخصوصية. الوهم الخامس – ترفعنا عن التخويض في المسائل ال��تي اعتبرناه��ا جزئي��ة ، حيث اتجهن��ا لرف��ع الش��عارات الك��برى ذات الرنين العالي، ولم ننظر إلى مشاكل التنوع الثقافي وإدارات��ه بنظرة واقعية وما يترك��ه من ت��أثيرات على الهوي��ات الفرعي��ة بشكل خاص، ولكن ذلك لم يكن سوى هروب إلى الأمام وع��دم مواجه��ة المش��كلة ال��تي تعيش بينن��ا، ح��تى إذا م��ا اس��تفحلت أص��بحت الحل��ول المطروح��ة لمعالجته��ا ش��حيحة ومح��دودة، خصوصا وقد تم استثمارها من قوى خارجي��ة إقليمي��ة ودولي��ة، وك��ان ينبغي ع��دم إغم��اض العين عن الظ��اهرة، س��واء ب��دت مختبئ��ة أو معلن��ة، وك��ان لا ب��د من دراس��تها وتحليله��ا ووض��ع معالجات تتسم ب��الجرأة، س��واء على مس��توى الهوي��ة الفرعي��ة

الإثنية أو الهوية الدينية أو المسألة الطائفية. والسؤال الذي يظل يلح، هل هناك هوية عام��ة واح��دة أم هناك هويات خاصة في إط��ار الهوي��ة العام��ة؟ وه��ل هي هوي��ة واح��دة أم هوي��ات متع��ددة لك��ل ف��رد، وهي في حال��ة تفاع��ل وتواصل، لكن التعب��ير عنه��ا ه��و م��ا يتم غالب��ا، أنت ع��راقي إذا تعلق الأمر بالجنسية والهوية العام��ة، وأنت ع��ربي أو ك��ردي أو

تركم��اني إذا ج��رت عملي��ة تص��نيف ق��ومي، وأنت مس��لم أو مسيحي أو صابئي أو إيزيدي إذا كان الأمر يتعلق بال��دين، وأنت شيعي أو سني أو كاثوليكي أو بروتس��تانتي أو أرم��ني إذا ك��ان الأمر يتعلق بالطائفة، وأحيانا هناك من يختار هوية آيديولوجية،

الماركسية، العروبية، الاشتراكية... إلخ. وبسبب حالة النكوص التي شهدها الفكر اليساري عموم��ا بمدارسه المختلفة، وإثر انهيار الكتلة الاشتراكية، برزت مسألة الهويات الفرعية على نحو شديد، موضوعيا وذاتيا، ومع الإقرار التام بحقوق الهويات الفرعية، فإن ما يراد لدول المنطقة ه��و دفعها للصراع بين الهويات، ال��ذي يمكن أن يتح��ول إلى ص��راع عنفي، وعندها تتحرك خرائ��ط التقس��يم اس��تذكارا بس��ايكس – بيكو بحيث تتحول دول المنطقة إلى أقليات متصارعة، وهو م��ا تري���ده "إس���رائيل" لكي تبقى "الأقلي���ة" المتمي���زة علمي���ا وتكولوجي��ا واقتص��اديا ومدعوم��ة من الغ��رب، وعن��دها تف��رض

وهو ما فكر ب��ه كيس��نجر ودع��ا إلي��ه130منطق تسيدها وهيمنتها منذ أواسط السبعينات، بقوله: علينا إقامة "إمارة وراء كل ب�ئر

نفط". وعن الهوي��ة الموح��دة واح��ترام التن��وع أج��د في تعب��ير

خلال "خي��ا باتاش��اريا" الس��فيرة الهندي��ة في المغ��رب الس��يدة "مهرجان السينما العالمي للذاكرة المش��تركة"، محاضرتها في

الذي انعق��د في مدين��ة الن��اظور الش��مالية الريفي��ة خ��ير مث��ال يمكن أن أقتبسه وه��و يمث��ل "اس��تثنائية ال��درس الهن��دي" في ت���دبير التع���دد والاختلاف من خلال مقول���ة هندي���ة قديم���ة

أو إلى الكنيس��ة  أو المس��جد إلى أذهب لا هن��دي، "أنا بقوله��ا ت�������������������راني، أن  أردت  وإذا  المعب�������������������د،  إلى

.131الأماكن" هذه جميع في فستجدني نعود ونحن نختتم هذا البحث للسؤال المحوري الذي يب��دأ ولا ينتهي، فالأسئلة تولد أسئلة أخرى، وأول الفلس��فة س��ؤال كما يقال، إذا ما الأقلية وما الأكثرية؟ م��ا ال��دين؟ م��ا الل��ه؟ م��ا الهوية؟ ما المواطنة؟ ما المس��اواة؟ م��ا العدال��ة؟ م��ا الش��راكة والمش��اركة؟ ه��ذه الأس��ئلة المعق��دة تعكس طبيع��ة اللوح��ة الاجتماعي��ة والفكري��ة والإثني��ة والديني��ة واللغوي��ة والس��لالية والطائفية المتنوعة والمختلفة، الأمر الذي يستوجب إدارة هذا التن��وع ب��الإقرار بحق��وق الآخ��ر وبح��ق الاختلاف وك��ل ه��ذا يس��توجب إبق��اء المس��ألة مفتوح��ة لح��وار مجتمعي وحق��وقي

.132شفاف يشمل جميع المشتركات الإنسانية .The Muslim Discovery of Europe, 1982 انظر: لويس، برنارد – - 130 7 - محاضرة السفيرة الهندية خيا باتاش��اريا في مدين��ة الناض��ور ي��وم الثلاث��اء 131

.2017نوفمبر )تشرين الثاني(، - في حوار بين فيلسوف اللاعنف الفرنسي جان – ماري م��ولر مؤل��ف كت��اب 132

"نزع سلاح الآلهة" والسيد علي فضل الله، حول مفهوم اللاعنف الذي قال عن��ه آي��ة الل��ه الس��يد محم��د حس��ين فض��ل الل��ه في لق��اء س��ابق: إن��ه الرف��ق أي من الرفقة، ونعني به��ا ال��دعوة إلى الرف��ق والتواص��ي والت��آزر والتع��ارف والم��ودة والرحمة واللين وتجنب العنف والقسر والدعوة للتشارك، وهذه كلها وردت في

السياسة الدولية والمشكلة السكانيةدراسة في تفنيد حجج المالثوسية الجديدة

)*((*)أ.م.د ناجي محمد عبداللهالملخص

هناك نظرة قاسية ترسمها السياسة الدولية نتيجة تحكم الدول الكبرى المتقدمة تجاه الدول الفقيرة، تلك هي اته��ام الاخ��يرة على أنه ع��الم يفيض بالس��كان، واتهامه��ا ب��أن م��ا تش��هده من زي��ادات س��كانية ك��ان س��ببا لج��ل المش��اكل ال��تي يع��اني منه��ا الع��الم، ومنه��ا تن��اقص الغ��ذاء، وزي��ادة الفق��ر، ونف��اذ مص��ادر الطاق��ة، وزي��ادة مش��اكل البيئ��ة والاحتب��اس الح��راري.... الخ. وه��ذه هي نظ��رة المالثوس��يين الج��دد . في حين ان الحق��ائق تش��ير ان النظ��رة المالثوس��ية هي محض اف��تراء، ب��دليل ان الزيادة السكانية التي شهدها الع��الم على م��ر الازم��ان لم ت��ؤد الى نقص الغذاء او موارد الطاقة، وظلت الارض تمنح الانس��ان من خيراتها، وان التداعيات ال��تي اش��رنا اليه��ا س��ببها ال��رئيس عالم الشمال الغني والمتقدم، نتيج��ة التن��افس البي��ني بس��بب التطور الصناعي والتكنولوجي، وحياة الرفاهية والبذخ، وهو ما

ستعمل الورقة على اثبات ذلك بالتحليل.المقدمة

كثيرة هي المسائل والقضايا التي تعنى بها السياس��ة الدولي���ة في عالمن���ا الي���وم، فبينم���ا ك���انت ب���الأمس تختص بالعلاقات الدولية بكل أشكالها سواء كانت تعاونية أو تنافس��ية أو تصارعيه، فإنه��ا الي��وم وحس��ب كث��ير من المهتمين بالش��أن الدولي أخذت تتراجع لصالح مضامين أخ��رى تهم الع��الم، ب��اتت أكثر إلحاحا من قضايا الصراع والحرب، فنحن الي��وم في ع��الم

القرآن الكريم، وهي تدل على التسامح وإن لم يرد النص عليه، واعتبر العنف لا يحل المشاكل أو يزيلها وقد يعق��دها، واس��تخدام الق��وة ليس ه��و القاع��دة، ب��ل الاستثناء وذلك بع��د اس��تنفاد الوس��ائل الفعال��ة الأخ��رى، وفي مق��دمتها الح��وار لاستعادة الحق. وفي الجلسة ذاتها سأل الشيخ حس��ين ش��حاده – م��ولر – لم��اذا قلت نزع سلاح الآلهة، ولم تقل نزع سلاح الش��ياطين؟ أج��اب م��ولر: الآله��ة هم الشياطين، وهؤلاء من صنع البشر، ولذلك هم عنفيون، أما الله فهو مطلق، ه��و محبة وس��لام ولا عن��ف وتس�امح، والطري��ق إلي��ه متع�دد وليس واح��دا، ولا يمكن وضع الله في صندوق أو في إطار محدد، إنه شامل وعام، وخير طريق إلى الل��ه

هو العلاقات البشرية الإنسانية، وليس العكس. قد تكون آلهة البشر خيرة وقد تكون شريرة، والإنس��ان به��ذا المع��نى ه��و الإل��ه حسب الروائي الأرجنتيني أستورياس مؤلف رواية "السيد الرئيس" حين يق��ول: الإنسان إله بسبب من صوته، الصوت حسب فيورب�اخ ص�احب النظري�ة الحس�ية، يأتي إلى الأذن، وهذه تحوله إلى الدماغ والأخير يعطي الإشارات الإرادية للقيام بالفع��ل، وتل��ك من أج��واء م��ؤتمر "المجتمع��ات المتع��ددة الطوائ��ف في الش��رق

الأوسط" ومن حواراته الغنية والعميقة.كلية العلوم السياسية، جامعة تكريت.)*((*)

غير العالم الذي كنا نعيشه إب��ان ف��ترة الح��رب الب��اردة، وح��تى أيل��ول11غير العالم الذي عشناه بالأمس القريب بع��د أح��داث

، وان كن��ا نعيش بعض ملامح��ه لح��د الآن، وخاص��ة فيم��ا2001 يتعل��ق ب��الحرب على الإره��اب، واس��تخدام الق��وة العس��كرية، نقول نحن اليوم في عالم جديد لان معطياته جديدة، وتحديات��ه جدية وكبيرة بحسب كث��ير من المفك��رين والساس��ة واللاع��بين الكبار، مثل الأزمات الاقتصادية، الإص��لاحات السياس��ية ونش��ر الديمقراطي��ة، والمش��كلة الس��كانية، والفق��ر، وتن��اقص م��وارد

الطاقة، وتلوث البيئة....الخ. في هذه الدراسة محاولة لطرح مسألة الزيادة الس��كانية أو م��ا يطل��ق علي��ة تس��مية الانفج��ار الس��كاني ال��تي يش��هدها الع��الم وال��تي ب��اتت من المواض��يع ال��تي تهتم به��ا السياس��ة الدولي��ة وتعق��د له��ا الم��ؤتمرات، إذ أص��بحت بنظ��ر الكث��ير من الساس��ة والباحثين يجدون فيها مشكلة كب��يرة ته��دد الع��الم، ومس��تقبل الأجيال تل��ك هي المش��كلة الس��كانية ، وم��ا ل��ه من آث��ار كب��يرة على مس��تقبل الغ��ذاء الع��المي والطاق��ة والبيئ��ة إض��افة إلى التنمية ومستقبلها في الدول الأكثر اكتضاضا بالسكان والأكثر

فقرا في العالم. يمثلهالاول:وتحاول الدراسة طرح رأيين بشأن هذا الموضوع،

المالثوسيون، من أن الزيادة السكانية هي المش��كلة الرئيس��ية لتن��اقص الغ��ذاء ومص��ادر الطاق��ة والتل��وث البي��ئي، والث��اني: معارض للمالثوسية ويرى أن سياسات دول الش�مال المتقدم�ة هي المس��ببة ال��رئيس لتل��ك المش��اكل ال��تي يطرحه��ا الفري��ق

الاول. وعلى ه��ذا الاس��اس تح��اول فرض��ية الدراس��ة أن تثبت ب��أن المشكلة السكانية لم تكن هي الوحيدة في في ظهور تداعيات التأثير على الغذاء العالمي، ونضوب مص��ادر الطاق��ة، والفق��ر، وتلوث البيئة، والاحتباس الحراري. وان لع��الم الش��مال الت��أثير الاكبر في ذلك كونها المسيطرة على الاقتصاد الع��المي، وهي المستهلك الاك��بر للغ��ذاء نتيج��ة الرفاهي��ة ال��تي تعيش��ها، وهي ايضا المستنزف الاك��بر لمص��ادر الطاق��ة، والاك��ثر تلوث��ا للبيئ��ة

بسبب التنافس الصناعي والتقدم التكنولوجي. أما الاشكالية التي تعالجها الدراس��ة فهي تتمح��ور في الاجاب��ة

على حزمة من الاسئلة:كيف ينظر المالثوسيون الى الزيادة السكانية؟.-ما هي الحجج التي يسوقها لنتائج هذه الزيادة؟- م��ا ه��و دف��اع ال��رأي المع��ارض للمالثوس��ية وحججهم في-

ذلك؟ ه��ل فعلا سياس��ات دول الش��مال هي أك��ثر ت��أثيرا على-

مستقبل الارض؟. كيف تعاملت الدول الاكثر تأثيرا في السياسة الدولية م��ع-

موضوع الزيادة السكانية؟.

س��يتم ع��رض الموض��وع في هيكلي��ة مقس��مة الى ثلاث��ة:أقسام

تحديد المفاهيم-طروحات المالثوسية الجديدة-دفاع المعارضين للمالثوسية.-: تحديد المفاهيم1

)*( )*( : نظريةمالثوس1-1

فيمقالته������������������������������������������������������������الأولى 1798)مبدأالس����كان(،والتيعرفتبمقالةمالثوس����الأولىفيالعام

Robertذكرروبرتم�����������������الثوس ) Malthus) إنالنموالسكانيسيكونأعظممشكلةتواجهالجنسالبش��ري،ذلكإنقو

،(133)قوة الأرضةنموالسكانأعظمبش�������������������كلغيرمحدودمنبمعنىأنقدرةالإنسانعلىالإنجابوالتناسلأعظممنهاعلىإنتاجضروريا تالحياة،وخاصةقدرةالأرض��������������������������������������علىالإنتاج.

،4ويرىمالثوسإنقدرةالإنسانعلىالتكاثرتخضعلمتواليةهندس���ية )8 ������������������������������������������������������������������������������،16،

،1(،أماالمواردالغذائيةفإنهاتخضعفينموهالمتواليةحس���ابية)32 ، وب��ذلك فخلال ق��رنين يك��ون ع��دد الس��كان(134)،...(4،�� 3،�� 2

، وبع��د ثلاث9 إلى 256بالنس��بة لوس��ائل المعيش��ة كنس��بة: ، وفي مرحلة متقدمة ت��ؤول13 إلى 4096قرون يكون كنسبة

ويعتقد مالثوس إن السكان يتضاعف، (135)الموارد إلى التناقص كل خمسين سنة، وهو أمر سيزيد من إنتاج الغذاء، ولذلك فهو تنبأ بأنه ستكون هناك فج��وة كب��يرة في احتياج��ات الن��اس من الطع��ام، وظ��ل م��الثوس متش��ائما من أن الأح��وال البش��رية ستس���وء، وان الفج���وة بين من يملك���ون، ومن لا يملك���ون س���تهيجها الض���غوط على مص���ادر الأرض، عكس المتف���ائلين الذين كانوا يرون بالإنسان القدرة على تحس��ين ذات��ه ووض��عه

، ويضع م��الثوس حل��ول(136)من خلال اكتساب المعرفة والتقدم للزي����ادة الس����كانية من خلال طريق����تين: الأولى: عوائ����ق ايجابية) موانع قهرية( تتمثل بزيادة معدلات الوفيات من خلال الحروب والأوبئة والمجاعات، والثانية: عوائ��ق س��لبية ) موان��ع وقائية( من خلال تخفيض معدل الولادات، وتأخير سن الزواج،

(،1834-1766سميت بهذا الاسم على اسم واض��عها توم��اس م��الثوس) .)*((*) درس الرياضيات، وعلم اللاهوت في جامعة كامبردج ، وتم ترسميه قسيس��ا في

الكنيسة الانكليزية. . ب��ول كني��دي، الاس��تعداد للق��رن الواح��د والعش��رين، ترجم��ة مج��دي نص��يف،133

، س��ير روي ك��الن، ع��الم يقيض17(، ص 1994،�� 1) القاهرة: مكتبة م��دبولي، ط.38بسكانه، مصدر سبق ذكره، ص

http://www.althakafaaljadeda.com/325/22.htm . د. هاشم نعمة، نظريات السكان، 134للعقل،احمد خميس، تحديد للنسل أم تحديد . 135

http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=5780 . سير روي كالن، عالم يفيض بسكانه،عرض لأسباب المشكلة وحل جذري لها،136

ترجمة ليلى الجبالي، ) الك��ويت: المجلس الوط��ني للثقاف��ة والفن��ون والآداب، ، بول كنيدي، الاستعداد للقرن الواحد والعشرين، ترجم��ة مج��دي38(، ص 1996

.18(، ، ص1994، 1نصيف، ) القاهرة: مكتبة مدبولي، ط

. ل���ذلك فه���و من (137)وإج���راءات لمن���ع الفق���راء من ال���زواج المعارض��ين لتق�ديم المعون�ات والمس��اعدات للفق�راء لأن من شأن ذلك أن يشجع الفقراء على ال��زواج والإنج��اب.لق��د ذهب م��الثوس ابع��د من ذل��ك بقول��ه "إن الع��دد الف��ائض من جميع الأطفال ال��ذين ول��دوا، ينبغي ض��رورة أن يف��ني ، إلا إذا فس��ح لهم المجال بموت الأف��راد الكب��ار في الس��ن... وعليه ... ف��انه يجب علينا، بدلا من السعي الأحمق غير المثمر للوقوف ب��وجه عمليات الطبيعة في إحداث هذا الموت والفن��اء، وب��دلا من أن نوص��ي الفق��راء برعاي��ة النظاف��ة والطه��ارة ، أن نحثهم علی عادات معاكسة، لذلك علينا أن نجعل الشوارع في مدننا أضيق و أقل عرض��ا، و أن نض��ع ع��ددا أك��بر من الس��كانفي البيوت ، و ندع الطاعون يعود من جديد... بل إن علينا- فوق ه��ذا كله - أن نقف في وجه نشاط ه��ؤلاء الأف��راد الخي��رين ال��ذين يرتكب��ون خطأ فاحشا ويتخيلون أنهم يقدمون خدمة إلی البشرية بإيجاد

.(138)خطط لاستئصال بعض الأمراض ": المالثوسية الجديدة 2-1

لق��د تم تفني��د نظري��ة م��الثوس من قب��ل النظري��ات دينيس��هرونج ال��ذيالاقتص��ادية، وبعض علم��اء الاجتم��اع أمث��ال

ولا يتقبل اليوم نظري��ة م��الثوس))يقول في كتابه علم السكان عن الس���كان بالش���كل ال���ذي ص���درت ب���ه أص���لا س���وى قل���ة

وعلى ال��رغم من،(139(()منال��ديمغرافيين – يع��ني علماءالس��كان ذلك فإن الأفك��ار المالثوس��ية لم تمت فق��د تم إع��ادة ص��ياغتها بشكل جديد يتلاءم مع معطيات القرنالعشرين، وأص��بح الح��ديث ي�����دور ح�����ول الحجم الأمث�����ل للس�����كان لأن الم�����وارد لا تكفلتزايدالسكان إلى ما لا نهاية، وكان من بينمن تبنى الأفك��ار المالثوسية مارك فينكل يلش وسيد جويك في كتابهم��ا مب��ادئ الاقتصاد السياسي، وإدوين كانان وغيرهم، وسمي هذا الاتج�اه ب�"المالثوسية الجديدة"، التي ترى نفس م��ا ي��راه م��الثوس، من أن الانفج��ار الس��كاني س��يؤدي إلى تن��اقص الغ��ذاء الع��المي والجوع والتخلف، ثم ليضيفوا الى ذل��ك ت��داعيات اخ��رى جدي��دة هي نض��وب مص��ادر الطاق��ة والت��أثيرات على البيئ��ة ك��التلوث والاحتب��اس الح��راري. نش��ط ه��ذا الفك��ر بع��د الح��رب العالمي��ة الثانية، ونجح هؤلاء في ال��ترويج لأفك��ارهم ل�دى ع��دد كب��ير من الاجتماعيين والأطباءوالاقتص��اديين الغرب��يين، وك��ذلك في دول أسيا وأفريقي��ا وأمريك��ا اللاتيني��ة،. فهم بالإض��افة إلى تأيي�دهم للحروب، والأوبئة، كطريقة للحد من الزيادات السكانية، ف��إنهم

137 ��. د. رمزي زكي، المشكلة السكانية، وخرافة المالتوسية الجديدة،) الك��ويت : (، ص1984المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سلسلة ع��الم المعرف��ة،

27. الرؤي��ة الإس��لامية لعلاق��ة الإنس��ان ب��الموارد. نقلا عن صبحي رمض��ان ف��رج، 138

وحقيقة النظرية السكانية. www.quran-m.com/firas/arabicold/?page=show_dselect_page=17httpet&

مصدر سبق ذكره.. نقلا عن احمد خميس، تحديد للنسل أم تحديد للعقل،139

يطرحون أفكار جديدة تؤدي إلى ذات النتيجة، كضرورة التعقيم الجماعي)من العقم( للنساء والرجال لإفساد قدراتهم الجنسية على الإنجاب حتى وان كان بدون علم الناس، وإباحة الإجهاض،

.(140)وإلغاء قوانين إغاثة الفقراء لمنع تكاثرهم لق��د بعثت المالثوس��ية الجدي��دة تل��ك الرؤي��ا المتش��ائمة مؤك��دة على نم��و الاحتياج��ات البش��رية م��ع نض��وب الكث��ير من الموارد من جهة، وتلوث البيئة من جهة أخرى، وشخصت حدودا وك��وابح قس��رية إزاء النم��و الس��كاني، وعملت على أن تتب��نى

، وك��ان(141)المؤسسات الدولية وجوب الحد من الزيادة الس��كانية في جوهره دعوة لإعادة ط��رح1972نادي روما الذي عقد العام

تقريره الذي أطلق عليه "حدودالنظرية المالثوسية، إذ جاء في متمثل��ة بانهي��ار النظ��امالنم��و"، تبش��يرا بوق��وع كارث��ة عالمي��ة

العالمي في حال استمرار كل من نمو السكان وتوسع الإنت��اج، وازدي��اد التل��وث وارتف��اع وت��يرة اس��تنزاف الم��وارد الطبيعي��ة،

بنفس النسب الحاص��لة في وقت إع��داد التقري��ر،وتلوث البيئة وط��الب التقري��ر بض��رورة إيق��اف مس��تويات النم��و الس��كاني

. (142)العالية لتلافي الكارثةوالمالثوسية الجديدة: الزيادة السكانية2

لاشك بأن هناك زيادات سكانية مستمرة، ينظ��ر الج��دول ) رقم ( حجم الزيادات السكانية وهي بتقديرنا حالة أزلية حيثما وجد1

الإنس��ان، وبالمقاب��ل هن��اك أيض��ا ح��الات وف��اة، الا أن الخلاف والج��دل الق��ائم ه��و: ه��ل أن الزي��ادة الس��كانية هي الس��بب ال��رئيس لمش��اكل الج��وع، والفق��ر، ومش��اكل البيئ��ة ، وهي مشاكل رئيس��ية تش��غل السياس��ة الدولي��ة الي��وم؟، أم أن ه��ذهالزيادة مسألة طبيعية مع وجود الحياة لأنها سمة ملازمة لها؟.

المالثوسيونالجددفي الزي��ادة الس��كانية ال��تيالمتشائمون يرى تشهدها الدول الفقيرة مشكلة حقيقية آنية ومستقبلية لك��ثرة ت���داعياتها، وخاص���ة على إنت���اج الغ���ذاء، على قاع���دة تق���دير مالثوسالذي رأى أن قدرة تكاثر الإنسان أعظم بكثير من قدرة الأرض على إنتاج محاصيل الغ��ذاء، وس��يأتي الي��وم ال��ذي تص��ل في��ه الزي��ادة الس��كانية ح��دا لا تس��تطيع الأرض بع��ده إطع��ام

الإنسان.....

-تطور سكان العالم منذ القرن السابع عشر1جدول- التعداد العالميالسنة

للسكان بالمليون مقدار الزيادة

السكانية السنوية1650500------185010002,500,000

.236-210 . ينظرالمصدر السابق، ود. رمزي زكي، مصدر سبق ذكره، ص ص 140الأسعار وتخصيص الموارد في الإسلام، . د. عبد الجبار السبهاني، 141

http://faculty.yu.edu.jo/Sabhany/default.aspx?pg=6d2f9fc5-55f0-42ea-80e7-13bالمستقبليات الغربية..وزيف عالميتها المزعومة، ، . د.حسام السعداوي142

http://arabrenewal.net/index.php?rd=AI

1950200010,000,00019603000100,000,0001976400062,500,0001990530092,857,0002000614084,000,0002013716278,500,0002025- متوقع

8000-10000------

الجدول من إعداد الباحث، استنادا للمصادر التي ذكرت س��ابقا.. جاك أتالي، أفاق المستقبل، ترجمة د. محمد زكريا إسماعيل،

، ب��ول كني��دي،166(، ص 1992) ب��يروت: دار العلم للملايين، .عبدالمنعم مصطفى القمر، الانفج��ار38مصدر سبق ذكره، ص

الس��كاني والاحتب��اس الح��راري، ) الك��ويت:المجلس الوط��ني (، ص2012،�� 391للثقاف��ة والفن��ون، سلس��لة ع��الم المعرف��ة،

UN Population Division 2014 . و 11(معدل النمو السنوي في السكان2جدول رقم )

مع��دل النم��و الدولةالسنوي

معدلالخصوبةولادا

تالمرأةالواحد

(2)ة

2000-2005

نسبة السكان في عم�������ر

سن6520052010200

52015

ال�������دول الأق�������لنمواالأكثر فقرا(

2,92,769, 23

ال�������دول النامي�������ةمتوسطةالنمو

1,81,36, 28, 58, 6

ال�������دول الأك�������ثر نموامنظم��ة التع��اون

والإنماء الاقتصادي

1,28,08, 17, 12

5, 14

الج��دول من إع��داد الب��احث المص��ادر: تقري��ر التنمي��ة البش��رية-2007. وتقري��ر التنمي��ة البش��رية للع��ام 94، ص2009للع��ام .234، ص 2008

. لذا يرى هذا الفري��ق أن(143)فطابور الجياع يزداد يوما بعد يوم"ثمة تداعيات كبيرة للزيادة السكانية.

: زيادة الفقر 1-2 يرى فريق المتش��ائمون ب��أن الزي��ادة الس��كانية ال��تي تش��هدها الدول الفقيرة كانت السبب الرئيس في زيادة الفقر في ه��ذه ال��دول، ويستش��هدوا ب��ذلك بتق��ارير التنمي��ة البش��ريةللامم المتح��دة ال��تي تش��ير أن نس��بة ال��ذين يحص��لون على دولارين

% ( من8,94-� 46 ,8يومي��ا في ال��دول الأق��ل تنمي��ة بين ) % ( في27-2مجم����وع الس����كان، في حين أن النس����بة هي )

. نقلا عن د. عب��د المنعم مص��طفى القم��ر، الانفج��ار الس��كاني والاحتب��اس143 الحراري، ) الكويت:المجلس الوطني للثقافة والفنون، سلس��لة ع��الم المعرف��ة،

.26(، ص 2012، 391

، من غ��ير دول منظم��ة(144)ال��دول المتوس��طة وعالي��ة التنمية الإنم��اء والتع��اون الاقتص��ادي. وي��رى ه��ذا الفري��ق إن الفق��ر سيزيد من الهوة بين عالم الشمال الصناعي المتحض��ر، وع��الم

الجنوب الفقير، هذا الفارق الكبير من وجهة نظر كثير من المحللين والمفك��رين وح��تى الساس��ة يع��د تهدي��دا للسياس��ة الكوني��ة والاس��تقرار الع��المي، فال��دول الفقيرة لا أمل لها في تحقيق الاستقرار السياسي م�ا لم يكن

.ويعزي(145)لديها مصادر اقتصادية كافية لإطعام وإلباس سكانها بعض المفكرين الغربيين ذلك بشكل رئيس إلى النمو السكاني غير المحسوب، والذي يرون فيه أزمة حقيقية، ومشكلة كب��يرة على كوكب الأرض، إذ يتصور هؤلاء المفك��رون أن من نتائجه��ا حدوث المجاعات، وقوع الصراعات والح��روب، واحتم��ال وق��وع كوارث نووي��ة ك��برى، ولغ��رض تج��اوز ه��ذه المرحل��ة الانتقالي��ة للنم��و الس��كاني الانفج��اري في ال��دول المتخلف��ة لا ب�د من أن يختفي نم��ط الأس��رة التقلي��دي ال��ذي يش��كل ن��واة الاقتص��اد الزراعي، وظهور نمط الأسرة الحديثة في المجتم��ع الص��ناعي

.(146)قليلة العدد: الج�وع2-2

لم تكن الزيادات السكانية، واتساع الفج��وة الحاص��لة بين معدل النمو السكاني وانخفاض الإنتاج الغذائي السبب الرئيس والوحيد لزيادة الجوعى في ع��الم الجن��وب، حس��ب م��ا تنب��أ ب��ه م��الثوس، وإنم��ا هن��اك العدي��د من الأس��باب تض��افرت لت��ؤدي بالنتيج��ة إلى الكث��ير من المجاع��ات، منه��ا الفق��ر، والتخل��ف، وغي��اب الخط��ط التنموي��ة، وغيره��ا. وفيم��ا يتعل��ق بالزي��ادة الس��كانية كس��بب، فق��د ظ��ل م��يزان الغ��ذاء والس��كان متوازن��ا

، بل إن الإنتاج العالمي للغذاء كان أك��ثر،1985-�� 1950للفترة %(،في حين ك��ان النم��و7,2حيث ك��ان زي��ادة إنت��اج الحب��وب )

(9,1السكاني لتل��ك الف��ترة ) ، إلا إن ه��ذا الم��يزان اخ��ذ(147)%� ب��الاختلال من��ذ تس��عينات الق��رن الماض��ي، إذ انخفض إنت��اج الحب��وب الأم��ر ال��ذي أدى إلى س��حب المخ��زون لس��د العج��ز،وبالنتيجة انخفض نصيب الفرد من الاستهلاك العالمي بنسبة )

%(، مما سبب ارتفاع سعر القمح المس��تورد، وم��ازال الطلب3 يتزايد ليشكل مشكلة عالمية تتمثل بزيادة الطلب على الغ��ذاء،

. وه��ذا ألقى بض��لاله على(148)وم��ازالت ه��ذه المش��كلة تتف��اقم ال��دول الفق��يرة ال��تي تج��د ص��عوبة في ت��أمين ه��ذا المحص��ول

جاك لوب، الع��الم الث��الث وتح��ديات البق��اء، ترجم��ة احم��د . للاستفاضة: ينظر144 (، ص19986فؤاد بلبع،) الكويت: المجلس الوط��ني للثقاف��ة والفن��ون والآداب،

.180-168ص .178-176، ص 2009تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة للعام

. روبرت د. كانتور السياسة الدولية المعاصرة، ترجمة د. احمد مظهر، ) عمان:145.350(، ص 1989مركز الكتب الأردني،

.192. سير روي كالن، عالم يفيض بسكانه، مصدر سبق ذكره، 146.20. نفس المصدر ، ص 147.21نفس المصدر، ص . 148

الاستراتيجي. إلى جانب نفاذ الطعام فهناك أيضا خوفا متزايدا ، فق��د كش��ف تقري��ر لمنظم��ةمن نفاذ المي��اه الص��الح للش��رب

الأمم المتحدة حول المي��اه أن نم��و ع��دد س��كان الع��الم والنم��و الاقتصادي وأنماط المعيشة والاس��تهلاك من العوام��ل المهم��ة التي تؤثر على استهلاك المياه، وجاء في التقرير ال��ذي يحم��ل عنوان "المياه في عالم متغير" أن التاريخ أظهر علاق��ة وثيق��ة بين النمو الاقتصادي وتنمية موارد المي��اه، وأظه��ر التقري��ر إن

ملي��ون80الزيادة الس��نوية في الس��كان البالغ��ة س��نويا بنح��و ملي��ار م��تر مكعب إض��افي من المي��اه64نس��مة ، تحت��اج إلى

، وكشف تقرير آخر للأمم المتحدة إن الق��رن الواح��د(149)سنويا والعشرين سيشهد اشتدادا في التنافس على المياه للأغ��راض كافة، ق��د يص��ل إلى ح��د وق��وع النزاع��ات، وخاص��ة على انه��ار الأمريكي���تين، وجن���وب ش���رق آس���يا، وإفريقي���ا، والش���رق

.(150)الأوسط: تلوث البيئة واستنزاف موارد الطاقة3-2

من النتائج الأخ��رى ال��تي يرجعه��ا المتشائمونالمالثوس��يون إلى الزي��ادة الس��كانية، هي اس��تنزاف مص��ادر الغ��ذاء، وك��ذلك تل��وث البيئ��ة، ففي الم��دن يتزاي��د الطلب على الغ��ذاء والم��اء والطاق��ة، والتخلص من النفاي��ات، وه��ذه عوام��ل ت��ؤدي إلى الإخلال بالتوازن البيئي، فعلى سبيل المثال المدينة التي يبل��غ تعداد نفوسها مليون نسمة تحتاج كمتوسط ع��المي ي��ومي إلى

( طن وق���ود،9500( طن غ���ذاء، ) 2000( طن م���اء، ) 6250) ( طن ص��لبة،2000 ( طن عوادم سائلة، )5000وهذا ينتج عنه )

. وق��د ج��اء بتقري��ر مجلس إدارة(151)( طن ملوث��ات ه��واء950و) برن��امج الأمم المتح��دة للبيئ��ة -ال��دورة الاس��تثنائية العاش��رة لمجلس الإدارة/ المنتدى البيئي الوزاري الع��المي المنعق��د في

، أن النفايات البلدية الص��لبة بلغت2008 شباط 22-21موناكو 2004( ملي��ار طن في الع��ام 1,84في الع��الم م��ا مق��داره )

وتتصاعد وت��يرة انت��اج.�� (152)2003%( عن العام 7بزيادة قدرها )ر، ففي العام كان سكان المدن2000النفايات مع زيادة التحض

( مليار نسمة وينتج��ون أك��ثر من ثلاث��ة ملايين طن2,9يقدر ب�) من النفاي��ات الص��لبة يوميا، ويتوق��ع ان يتض��اعف ال��رقم في

(153)2025الع��ام وفي الم��ؤتمر الث��اني للامم المتح��دة للبيئ��ة. ، دق1992والتنمية ال��ذي عق�د في ري�و دي ج�انيرو في الع��ام

ناقوس الخطر لمشاكل البيئة، خاص��ة الغ��ازات الس��امة ) ث��اني149http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=232314&pg=11. 4

http://www.akaleel.net/vb/showthread.php?p=26967. مس��تقبلنا المش��ترك، تقري��ر للأمم المتح��دة، ترجم��ة محم��د كام��ل ع��ارف،150

) الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفن��ون والآداب، سلس��لة ع��الم المعرف��ة،.365(، ص 1989

.20. سير روي كالفن، مصدر سبق ذكره، ص 151152.http://www.unep.org/gc/gcss-x/download.asp?ID=452

.البيئة: يج�ب وق�ف نمو مع�دلات النفاي�ات في هذا الق�رن. 153https://arabicedition.nature.com/journal/2013/11/502615a

أوكس��يد الك��اربون وغ��از الميث��ان وأكس��يد الن��تروجين (، ال��تي ، مم��ا س��تترك أث��ر ب��الغ على2030ستتض��اعف بحل��ول الع��ام

التوازن فوق سطح الأرض، والتأثير على سمك طبقة الأوزون، أض��ف إلى ذل��ك ارتف��اع درج��ة ح��رارة الأرض نتيج��ة الاحتب��اس

، ومن جانبه��ا ح��ذرت(154)الحراري، التي أخذت تسجل بالارتفاع وكال��ة البيئ��ة الأوربي��ة من أن التغي��ير الحاص��ل في درج��ات الحرارة نتيجة الاحتباس الحراري سيؤدي الى ذوبان ثلاثة أرباع

، مما سيتس��بب بفيض��انات2050ثلوج جبال الألب بحلول العام ( .155)مدمرة في أوربا

من ج��انب اخ��ر ي��رى المالثوس��يونأن وت��يرة اس��تغلال الم��وارد الطبيعي���ة تش���هد ارتفاع���ا كب���يرا بس���بب التط���ور العلمي والتكنولوجي، وتض��اعف الإنت��اج الص��ناعي، لتلبي��ة الاحتياج��ات الفردية المتزاي��دة نتيج��ة الزي��ادات الس��كانية، وتحس��ن الوض��ع

كش��فتالمعاش��ي، ويع��د الب��ترول الي��وم الاك��ثر اس��تنزافا، إذ وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا لها في تقرير لها، ان الاستهلاك العالمي للمنتوجات النفطية، قد وصل عتبة

متوقع��ة تزاي��د2018المئ��ة ملي��ون برمي��ل يومي��ا نهاي��ة الع��ام معنى هذا أن البشرية تق��وم.(��� 156)2019الطلب عليه في العام

بتبذير كنزها من الموارد بإس��راف، وك��أن الغ��د لم ي��أت، نتيج��ة استهلاك لموارد طاقة ص��عبة التجدي��د التلق��ائي ال��تي اقتض��ى تكوينه��ا آلاف الس��نين، يض��اف الى ذل��ك ص��عوبة التوص��ل الىمصادر بديلة تعين في التقنين من استنفاذ الأرض لمصادرها.

( ملي�ون6 ومن جانب أخر يش�ير تقري�ر للأمم المتح�دة أن ) هكتار من الأراضي الجاف��ة تتح��ول إلى ص��حارى س��نويا، وان )

، وت�أتي الق��ارة(157)( مليون هكت��ار من الغاب�ات ت��دمر س��نويا11 الأفريقية في مقدمة المناطق التي تفقد غاباتها والتي قدرت

، في حين2005 ولغاي��ة 1990( مليون هكتار للف��ترة من 52ب�)(158) مليون هكتار من الغابات47فقدت أمريكا اللاتينية بحدود

الاحتباس الحراري4-2:

للاستفاضة ينظر: نعومي تشومسكي، أميركا..ما نقوله نحن يمشي، ترجمة .� 154 ، جيمي149-147(، ص ص 2008سامي الكعكي، ) بيروت: دار الكتاب الع��ربي،

كارتر، قيمنا المهددة- أزمة أمريكا الأخلاقية، ترجمة حس��ام ال��دين خض��ور،) بلا: ، جاك أتالي ، آفاق المستقبل، مصدر سبق ذك��ره،152-149(، ص ص 2008بلا،

.168-167ص ص 155.. www.bee2ah.com/%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%AB%D9%82%D8%A8-%D8%B7%D8%A8%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%B2%D9%88%D9%86

كم برميل نفط يستهلك العالم يوميا؟156 https://arabic.rt.com/business/969766-%D9%83%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%84-%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%87%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7/.

.23. مستقبلنا المشترك، مصدر سبق ذكره، ص 157 . ينظر د. عبد المنعم مصطفى القمر، الانفجار السكاني والاحتباس الح��راري،158

.89مصدر سبق ذكره، ص

يرى المالثوسيون ومؤيدهم في الدول والمنظمات أن ظ��اهرة الاحتباس الحراري وارتف��اع درج��ةحرارةالارض، تع��د الي��وم من بين النتائج الخطيرة والحديثة للزيادات السكانية بسبب انبع��اث الغ��ازات، ويش��ير تقري��ر للأمم المتح��دة إن لكارث��ة الاحتب��اس الح��راري أث��ار كب��يرة على الأرض والإنت��اج ال��زراعي، بس��بب انبعاث الغازاتومنه��ا الغ��ازات الدفيئ��ة الناتج��ة عن اس��تخدامات السكان، الامر الذي أدى بنتائج عكسية على المناخ، ففي العام

اشتدت حالة الجفاف في أمريكا الشمالية، وأصبح إنت��اج2012 الغلا من القمح والذرة وف��ول الص��ويا مه��ددا، وطبق��ا لبرن��امج الاغذية العالمي للامم المتحدة تم تسجيل الإحص��ائيات التالي��ة

%(62في الولايات المتح��دة: انخفض مع��دل القمح الجي��د من ) 2011%(، ومخ��زون ف��ول الص��ويا انخفض في الع��ام 24الى) ( مليون كغم، في حين كان المخ�زون في الأع�وام2550الى )

( مليون كغم، وارتفعت نسبة الأراض��ي الجاف��ة3855السابقة ) %( ، وت��أثرت مس��احات كب��يرة من الأراض��ي17الى أك��ثر من )

من.(159)الزراعي��ة ال��تي ت��ربي المواش��ي بح��الات من الجف��اف جانبها رأت منظمة ساستاينابلبوبولايشناوستراليا )منظمة غير الحكومية( أن آثار وتيرة النمو السكاني الع��المي تلقي بثقله��ا على ك���وكب الأرض والمن���اخ، وط���البت ال���دول بخفض ع���دد

.(160)السكان والحد من انبعاث الغازات الدفيئة: المتفائلون3

لقد مر ما يق��ارب الثلاث��ة ق��رون على ط��رح نظري��ة م��الثوس، ومازالت الأرض تمنح الإنس��ان الطع��ام، ل�ذا يجم��ع المتف��ائلون المعارض��ون للنظري��ة المالثوس��ية، ومنهم الاقتص��اديون ب��أن تداعيات الزيادة السكانية ليست كما يصورها المالثوسيون وأن هناك الكثير من الحقائق التي تدعم اتجاه��ات ه��ذا الفري��ق. ثم لم يسأل أحد من الب��احثين كي��ف اس��تدل م��الثوس إن الس��كان يتزاي��دون بمتوالي��ة هندس��ية والغ��ذاء بمتوالي��ة عددي��ة، أو م��ا يس��مى بق��انون "تن��اقص الغل��ة"، لم ي��دلنا المالثوس��يون على التجرب��ة ال��تي تؤك��د ص��حة نظري��ة م��الثوس، واكتفى مؤي��دوه بترديد ما قاله، بدليل أن النظرية طرحت لأول مرة في الق��رن

عش��ر، ولم يحص��ل ال��ذي تنب��أ ب��ه م��الثوس، الزي��ادةالث��امن الس���كانية مس���تمرة، والأرض مس���تمرة بإنتاجه���ا ال���زراعي

والصناعي على وفق الاحتياجات البشرية. : الارض تحتوي الزيادات السكانية1-3

يدعيالمتشائمونأنمساحاتالأرضستكونفيالمستقبلغيرمتوافقةمعالزياداتالسكانية،ممايؤديالىحدوثالاضطراباتوالص��راعاتوالحروب،مستندينفيذلكعلىالتجاربالتيأجراهاالعلماءعلىالحيوانات،وكيفتبدأبالتصارععندمايزدادعددهافيظلثباتمساحةالمكان،ونقولبهذاالخصوص ...لايصحأنتطبقتجاربالحيواناتعلىالبش��رهذاالكائنالذيك

.2011برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة للعام . 159، مصدر سبق ذكره.عقبة في وجه إنقاذالمناختزايد سكان العالم . 160

رمهاللهبالعقلوالتنظيم،فبعقلهيمكنلهإيجادالحلولللمشاكلالتيتواجهه،وخيرمثالعلىذلكماوصلتإليهالبشريةمنتطورحضاريوتكنولوج

يوانتقالهبينموجاتالتطورالعلميمنالزراعةثمالصناعةومنثمعص��رالمعلوماتية،وكلهاتطوراتجاءتنتيجةحاجتهلإشباعرغباته،إضافةالىح الةالتنظيمالعاليةالذيبلغتهالمجتمعاتالبش���������������������������رية.ثممنقالأنالإنسانيةتعيش��محنةمكانية،فإذاماتماحتسابمساحةاليابسةقياس��ابتعدادالعالمالحالي،نجدأنمساحةاليابسةمنالكرةالأرضي

،فستكونحصةالفردالواحدمنالأرض��بحدود)2( مليونكم130ةتبلغ ) (8،علىحسابس�����������������������������������������كانالعالم )2( م1625

مليارنسمة،واذاافترضنااننصفهالايصلحللعيش،فالنصفالمتبقييك (2م500فيللعيش�����المرفه،إذامااحتس�����بناانمايحتاجهالفردهو )

لحياةمرفه����ة )بيت،ومخ����زن،وح����دائق ...الخ(،وب����ذلكفإن ) مليارنس��مة.130-نصفمساحةاليابسة( تكفيلس��كن 2مليونكم65

يضافالىذلكإنالعالمليسوحدةسياس���������������������������������������ية-جغرافية،وانالاكتظاظالسكانيليسبدرجةواحدةفيكلالعالم،فالكثاف

نس��مة/كم160،وفيالهن��د 2 نس��مة/كم200ةالس��كانيةفيألمانيا نسمة/كم3،وفياستراليا 2 نسمة/كم500،اندونيسياجزيرةجنوا 22(161).

التقدم العلمي والمالثوسية2-3: على الرغم من مرور نصف قرن من انعق��اد ن��ادي روم��ا ال��ذي

متمثل��ة بانهي��ار النظ��امك��ان متش��ائما بوق��وع كارث��ة عالمي��ة العالمي في حال استمرار كل من نمو السكان وتوسع الإنت��اج، وازدي��اد التل��وث وارتف��اع وت��يرة اس��تنزاف الم��وارد الطبيعي��ة، وتلوث البيئةإلا أنه لم يحصل أي من الذي جاء به تقرير النادي. بل العكس تماما، إذ جاء في تقدير مختص أن الأرض يمكنها أن

–�� 10توفر غذاء يكفى لإطعام م��ا بين ) ( ملي��ار نس��مة في15 ظ��ل اف��تراض أن ظ��روف سياس��ية السياس��ة، واقتص��ادية،

لق������د ومن ج������انب آخ������ر .(162)واجتماعي������ة مس������تقرة أهملمالثوسوالمالثوسيةعنص��ر التق��دم العلمي والتكنول��وجي في مج��الات الحي��اة المختلف��ة، ومنه��ا زي��ادة الإنت��اج ال��زراعي والصناعي، ففي الوقت الذي سجلت فيه الزيادة الس��كانية م��ا

، س��جل الغ��ذاء1980-1950%( للف��ترة م��ابين 1,8-1,6نسبته ) زاد1989-1984%( لنفس الف����ترة، وفي الف����ترة 3زي����ادة )

، وفي الجانب الص��ناعي تض��اعف حجم(163)%(1الإنتاج الغذائي ) الإنتاج الصناعي منذ الثورة الصناعية في دول أوروب��ا وأمريك��ا الشمالية بمقدار يتراوح بين ثلاثين وأربعين م��رة خلال الف��ترة

م، بينما تضاعف ع��دد الس��كان خلال نفس1950-1850ما بين 161. http://www.watersexpert.se/People.htmمقتبس من: محم�د الس��يد غلاب، وص��بحي عب��د الحكيم، ديمغرافي��ا و جغرافي��ا) الق��اهرة: مكتب��ة الانجل��و

175( ص 1978، 4المصرية، ط .http://www.cba.edu.kw/elsakka/chap008_312.doc. السكان والموارد، 162

163(29).further &disussion of food prodution and food secarity grain productionform word grain : grain prices from \ MF \ intemational financial statistics Washington D-C monthly

Variousissuses. Tillstandet i varlden 90. .http://www.watersexpert.se/People.htm..

، معنى هذا إن النظرية التي أس��س(164)الفترة مرة واحدة فقط مالثوس رؤيته عليها بشأن علاقة الإنس��ان بالغل��ة، لم يكن له��ا أساس استقرائي صائب. أما عن وت��يرة الفق��ر ونس��بة الجي��اع فهما كقانون طبيعي مستمران مع الحي��اة، على وف��ق النس��ب والمعايير التي تفرضها الظروف الداخلية الخاصة بالدولة منه��ا م��دى الاس��تقرار، وص��لاح الحكم والتنمي��ة، ودولي��ة ي��أتي في

مقدمة ذلك تنافس الدول الكبرى على مناطق النفوذ. الثورة الصناعية والبيئة3-3:

لقدحولتالثورةالصناعيةالبيئةالطبيعيةإلىبيئةصناعية،وجعلتهاجزءمنالنظامالصناعي،فالمناجمشوهتالريف،والعوادمودخانا

،(165)لمعاملوالمص������������������������������������انعلوثتالهواءوالأنهاروعلىالرغممنالإجراءاتوالسياساتالصارمةالتيتتبناهاكثيرمنالدولالمتقدمةللتقليلمنحجمالنفاياتس��نويا،ومنهاعملياتتدويرالنفاياتب طرقآمن����������������������������ة،والطم����������������������������ر،إلاأنالتقاريرتؤكدأنهذهالإجراءاتلاتؤثركثيراعلىحجمالنفاياتعلىالمست

.(166)%( منالنفاياتسنويا10وىالعالميلأنهناكزيادةعالميةبحدود ) إنيذكرتقريراللجنةالعالميةللبيئةوالتنميةللأممالمتح�����دة

البعض ويقص��د بهم ع��الم الش��مال يس��تهلك م��وارد الك��رة الأرض��ية بمع��دل لن ي��ترك للأجي��ال القادم��ة س��وى القلي��ل، وآخرون أك��ثر بكث��ير ويقص��د بهم ال��دول الفق��يرة يس��تهلكون القلي��ل، ويعيش��ون على حاف��ة الج��وع، والم��رض، والم��وت

، وإن الفقراء مجبرون على اس��تنزاف م��وارد البيئ��ة(167)المبكر س��عيا وراء ق��وت ي��ومهم، ولكن إفق��ارهم للبيئ��ة لن ي��ؤدي إلا مزي�����������دا من فق�����������رهم. من جه�����������ة اخ�����������رى

تأكيدالكثيرمنالمص��������������������������������������������ادروالوقائعوفأنالدولالصناعيةالكبرىهيالمصدرالأولوالأكبرلإلحاقالضرربالبيئةبسببالاستخدامغيرالمسئولللوقودوالتوسعفيالصناعات،وهينفسهاالتيتعارضتنفيذالقراراتالدوليةالهادفةإلىإنقاذالبيئةوالمحاف

2003ظةعليهامنالدمار،وظهره��������������ذاجليافيمؤتمرميلانو حملالادارة الامريكي��������ةال��������ذي حولالتغيراتالمناخي��������ة،

مسئوليةوض�������عالعقباتأمامالاهتمامبالبيئة, بدليلرفض�������هذه 1997الإدارةالتص������������������������������ديقعلىاتفاقيةكيوتولعام

.(168)لتعارضهامعالمص������������������������������������������الحألأمريكيةليسهذاحسببلإنالأمرانعكسحتىعلىمستوىمساهمةالسكانفيانبعاثغازثانيأوكسيدالكاربونفيالجو،إذأشارتقريرالتنميةالبشريةللأمم

الرؤي��ة الإس��لامية لعلاق��ة الإنس��ان ب��الموارد وحقيق��ة. صبحي رمض��ان ف��رج، 164النظرية السكانية.

www.quran-m.com/firas/arabicold/?page=show_d httpet & .ك��افين رايلي، الغ��رب والع��الم، ترجم��ة د. عب��د الوه��اب محم��د المس��يري،.�� 165

.124(، ص 1986، 2ي للثقافة والفنون والآداب، ج) الكويت: المركز الوطن وعلى سبيل المثال فإن التدوير الآمن للمخلفات يكلف دول الاتحاد الأوربي.� 166

بليون دولار سنويا.75مجتمعة نحو .51. مستقبلنا المشترك، تقرير للأمم المتحدة، مصدر سبق ذكره، ص 1671684.The Guardian Newspaper, 4 sep 2003.

2014المتحدةللعام أنمقدارانبعاثالغازالمذكورللفردمنمجتمعاتالدولالغنيةذاتالتنمية

(11,2-5,8البش���������������ريةالعالية،والعاليةج���������������دابلغ )طنسنويا،فيحينكانتمساهمةالفردفيمجتمعاتالدولالفقيرةذاتالتن

(0,5-������� 1,8ميةالبشريةالمتوسطةوالمنخفض�������ةلاتتجاوز) طنس���نويا. كم���ا ان الس���بب ال���رئيس في تع���رض طبق���ة

الحامي��ة للحي��اة على الأرض من مخ��اطر الأش��عة ف��وقالاوزون للتل��������������������������������ف،البنفس��������������������������������جية

هوالزيادةفيإنتاجمركباتالفلوروفلوريدالكاربونالصناعية،وهيمواديدخلفيتركيبهاالكربون،والفلوروالكل��ور،ويبلغالإنتاجالعالميمن

( طنس�������������������نويا،1400هذهالغازاتبح�������������������دود ) وتأتيالولاياتالمتحدةعلىرأس�����������������������������الدولفيإنتاجها.والزيادةفيإنتاجأكاس��يدالنتروجين،التييتوقعالعلماءزيادةكمياتها

(30فيالجوالىبح�����������������������������دود ) مليونطن،كماأنللتجاربالنوويةهيالأخرىدوركبيرفيتدميرطبق��ةالأ

،وكلهذامسئولعنهالدولالصناعيةالمتقدمةبالدرجةالأسا(169)وزونسوليسالدولالفقيرةكمايشاعلذلك.

(6 أما بش��أن التص��حر يش��ير أح��د تقاريرالأممالمتح��دةأن ) (11مليونهكتارمنالأراضيالجافةتتحولإلىصحارىس�����نويا،وان )

،وأنالقارةالأفريقيةفق��دت(170)مليونهكتارمنالغاباتتدمرس��نويا ولغاي�����ة1990( مليونهكت�����ارللفترةمن 52من غاباته�����ا )

(47،وفقدتأمريكااللاتينيةبح�������������������������������دود )2005 .(171)مليونهكتارمنالغاب���������������������������������������������������ات

إنالإهداربهذهالمساحاتيعودكماهومعلنالىقطعالأخشابمنقبلالسكانالمحليينلأغراضالاستخداماتاليوميةمثلالطبخأوإنش��اءالأكواخ،أوتحويلهاالىأراضيزراعية،ومراعيللماشية،إلاأنهناكسبهماربمايكونأخطرمنالأسبابالتيذكرناها،وهوإنالعديدمنشركاتالأخشابالأجنبيةالتيتحملجنسيةالدولالغنيةتقومبشراءأواستئجارالغاباتفيأفريقياوأمريكيااللاتينية،سواءكانبشكلقانونيأوغيرقان

.(172)ونيبسببفسادالحكوماتوالأفرادلغرضتصنيعالخشبالدول الصناعية تستنزفمصادر الطاقة4-3:

يقرالمالثوسيونأنوتيرةاستغلالالمواردالطبيعيةتشهدارتفاعاكبيرابسببالتطورالعلميوالتكنولوجي،وتضاعفالإنتاجالص��ناعي،لتلبي ةالاحتياجاتالفرديةالمتزاي���دة، وتحسنالوضعالمعاش���ي،وي���أتي

http://uqu.edu.sa/page/ar/82527. اسباب تلف طبقة الاوزون، 169.23. مستقبلنا المشترك، مصدر سبق ذكره، ص 170 . ينظر د. عبد المنعم مصطفى القمر، الانفجار السكاني والاحتباس الح��راري،171

،391) الك��ويت:المجلس الوط��ني للثقاف��ة والفن��ون، سلس��لة ع��الم المعرف��ة، .89(، ص2012

( مليار دولار سنويا، ل��ذا800تقدر قيمة التجارة الدولية من منتجات الغابات بحدود ).�� 172 هناك ش��عور ل�دى ال�دول النامي�ة أن ع��الم الش�مال المتق��دم يق��وم باس��تغلال غاب�اتهم لصالحه منذ قرون. جدير بالذكر ان مساحات الغابات في عالم الشمال قد زادت بمق��دار

، وفي أمريك�ا الش�مالية زادت بح�دود2005-1990تسعة ملايين هكتار في أوربا للف�ترة د. عب��دالمنعم مص��طفى القم��ر، الانفج��ار الس��كانيأربعة ملايين هكتار للفترة نفس��ها.

.89والاحتباس الحراري، مصدر سبق ذكره، ص

البترول اليوم على رأس أهممصادرالطاقة،وسيستمرمستقبلا. ( ملي���ون100-95وتشيرالإحصائياتانالعالماس���تهلك م���ا بين )

. أي بإجم��الي س��نوي(173)2018-2016برميل يوميا للمدة مابين ( ملي�����������ار برمي�����������ل. وي�����������ذكر35بح�����������دود )

جيميكارترأنالولاياتالمتحدةتستهلكلوحدهاسبعةملياراتبرميلنفط .(175)(ملياربرميل5,5،والدولالأوربيةبح���������دود )(174)س���������نويا

أنمدىالتطورالصناعيوالتقدمالتكنولوجيللدولهوالعنصرالحاسمفيمدىاستهلاكمصادرالطاقة،إذاماتممقارنةذلكبالكثافةالسكانيةللد

(4،3ول،ولإثباتذلكس���������������نحاول في الج���������������دولين ) طرحمثالللمقارنةبينمجموعتينمنال���دولهما الاك���ثر اس���تهلاكا للنفط الأولى: مجموعة الدول الص��ناعية ذات التنمي�ة البش��رية العالي���ة،والثانيةمجموعةدولقس���م منه���ا ص���ناعية ولكن ذات

تنميةبشرية متوسطة ومنخفضة. المجموعةالأولى3جدول رقم -

استهلاكالسكان/مليونالدولةالبترول اليومي

الولاياتالمتحدة

315,800,00018,500,0

الاتحادالأوربي

497,456,00914,580,000

4,700,000 126،400,000اليابان3,200,000 142,700,000روسيا

2,800,000 198,400,000البرازيل48,600,0002,300,000كورياالجنوبية

2,280,000 34,700,000كندا1,364,056,00المجموع

048,360,000

المجموعةالثانية-4جدول رقم-استهلاكالبترولاليالسكانالدولة

ومي1,353,100,00الصين

010,300,000

1,258,400,00الهند0

3,600,000

هل فك��رت يوم��ا كم يبل��غ اس��تهلاك. ينظر على سبيل المثال: محمد عبدالله، 173العالم اليومي من النفط؟

 http://www.aliqtisadi.ps/article/30488/%D9%87%D9%84-%D9%81%D9%83%D8%B1%D8%AA-%D9%8A%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D9%83%D9%85-%D9%8A%D8%A8%D9%84%D8%BA-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7%D8%9F.

. جيمي كارتر، جيمي كارتر، قيمن��ا المه��ددة- أزم��ة أمريك��ا الأخلاقي��ة، ترجم��ة174.148(، ص 2008حسام الدين خضور،) بلا: بلا،

175. 42. Debunking the myth thAt Illuminist Governments of the World are in middle east now just because of "big oil" interests.www.cuttingedge.org/news/n1658.cfm

244,800,0001,100,000اندونيسيا2,860,000 28,700,000السعودية180,000,000345,000باكستان152,400,00086,000بنغلاديش166,600.000302,000نيجيريا29,000 86,500,000أثيوبيا

الكونغوالديمقراطية

69,600,0011,000

47,700,0025,000تنزانيا35,600,00011,000أوغندا

3,622,900,00لمجموع0

20,127,000

تقرير التنمية البشريةالجدولين من اعداد الباحث والمصادر: ، والدول الأكثر5/9/2017، صحيفة الانباء الكويتية، 2013

استهلاكا للنفط عالميا..https://ar.wikipedia.org/wiki/

وإذااعتمدناسكانالعالمس��بعةمليارات،فمعنىذلكأنالمجموعةالأ%( منسكانالعالمتس���تهلك بح���دود )20ولىالتيتش���كلاقل من )

%( منالاس��تهلاكالعالميللنفط،أماالمجموعةالثاني��ةفإنهاعلى51 %(51العكس تمام��������������������ا، إذ تش��������������������كلبحدود ) %(20منسكانالعالملكنهاتس���������������������������تهلكفقطبحدود )

مناستهلاكالنفطالعالمي. وبغضالنظرفيماإذاصحتالنظريةالمالثوسيةبشأننضوبمصادرال

،فمنالمفترضوحسبالمت(176)طاقةبسببالزيادةالس���كانية،أملمتصح ش������������������������������������������������������������������������������ائمينالمالثوسيينالذينيرجعونكلالنتائجالسلبيةللزيادةالسكانيةأنتكونال

مجموعةالثانيةهيالأكثراس���تهلاكاللنفط،لأنالواقعيؤكدأنالزيادةالسكانيةليسلهاعلاقةبذلكوأنالصوابهوأنالدولالصناعيةالمتنافسةعلىهرمالاقتصادالعالميوالمتسابقةعلىبلوغدرجاتالتطورالتكنولوجيهيالتيتستهلكمنمصادرالطاقةأكثر،وانتنافسالصينوالهندالىحدمامعدولالمجموعةالأولىباستهلاكالنفطلميكنبسببكونهماأكبردولتينبالسكانعالميا،وإنمالكونهمابدأتاتحققاننجاحاتاقتصاديةوخاصةفيم

جالالصناعةودخولهماالتنافسفيالاقتصادالعالمي. دول الشمال والنفايات3- 5:

في نظرة سريعة لحجم مخلفات النفاي��ات للس��كان عالمي��ا، يظهر أن الفرد في المجتمعات��ذات التنمي��ة البش��رية العالي��ة

. هن��اك نظري��ات ومفك��رين فن��دو طروح��ات مالثوسوالمالثوس��ية الجدي��دة من176 استمرار الأرض بفقدان الكثير من مصادرها، وخاصة الب��ترول، إذ م��ازالت هن��اك مؤشرات عالي��ة ج��دا بالنس��بة للاحتياطي��ات، ومن جه��ة اخ��رى ب��دأت الكث��ير من الدول تعمل على استخدام الطاقة البديلة او المتجددة، ومنه��ا الطاق��ة النووي��ة، والطاقة==الشمسية، والمائية، والحيوي��ة، وطاق��ة الري��اح ....الخ, وق��د وص��لت

% من الاس��تهلاك الع��المي19 الى 2013استخدام الطاقة المتج��ددة في الع��ام للطاقة، وهي نسبة تعد عالية وغير مس��بوقة. نه��ا خال��د، اس��تهلاك الطاق��ة في

.http://www.noonpost.net/content/4817العالم.

ينتجمنالفض�������������لاتأكثربكثيرمنهافيالمجتمعاتالفقيرةفي المجتمع��������������ات ذات التنمي��������������ة البش��������������رية المنخفضةبسببالإس��������������������������رافبالغذاءوالماء، ففي

(700الولاياتالمتح�����دةوالاتحادالأوربي يخلف�����الفردحوالي)كغمس�������������نويامنالنفايات،ويخلفالفردفيالص�������������ين)

(كغم،أمافيالدولالفقيرةمثلالهندفإنمخلفاتالش������خص )450 ،(177)( كغمس���������������������������������������������������������نويا150

بمعنىأنالدولالغنيةيكونإنتاجهاللنفاياتالناتجةعنالسكانمنغيرالصناعيةوالزراعيةيكونأضعافلتلكالتييخلفهاالسكانفيالدولالمت

وس�����������������������������������������������������������طةوالفقيرة،إذأنكثيرمنسكانالدولالفقيرةينحصراهتمامهمفيكيفيةتأمينمتطلباتهماليومية،وبمايعينهمعلىالعيشفيأدنىالحالات،ويسدرمققوتهماليومية،وهمربمافيكثيرمنالحالاتلايأبهونالىالطرقالتييتبعونهافيتحصيلذلكأكانتتضربالبيئةأوتستنزفها،فهناكأناسفيمناطقمنأفريقيايقطعونمسافاتطويلةبحثاعنمياهالشرب،أوفيالبحثعلىأخشاببعضالأشجارلاستخدامهافيالطهي،لكنفيكلالأحواللا

يؤذونالبيئةبنفسالقدر. أمافيمايتعلقبالنفاياتالصناعيةفهيالأخرىفيارتفاعوزيادةفيالد

وتش��������������������������������يرولالص��������������������������������ناعية،تقاريردوليةأنالعالمينتجمنهذهالمخلفاتبحدودأربعةبلايينطنسنوي

%(10ا،وأنهاتسجلارتفاعاس�����������������������������������نوياقدره )نتيجةالتوسعوالتنافسالصناعيالعالمي،وتس��جلالولاياتالمتحدةوح

(439( مليونطنس�����نويابمعدل )160دهاإنتاجامنالنفاياتبحدود ) ثم اننا لا يمكن اغفال المخلفات الالكتروني��ة.(178)مليونطنيوميا

الاخط��ر على البيئ��ة تل��ك ال��تي تحويه��ا الاجه��زة الالكتروني��ة المختلفة ) شاشات التلف��زة، الكوم��بيوترات، اجه��زة الاتص��ال، وغيرها( كونها تتوافر على مواد لا تتحلل بس��هولة، فض��لا على احتواءه����ا على الم����واد الكيمياوي����ة الس����امة مث����ل م����ادة

وتش��ير التق��ارير أن دولمنظم��ة التع��اون الاقتص��اديالرص��اص،.(179)( طن يوميا1,75( تنتج من هذه النفايات )OECDوالتنمية )

?/http://www.startimes.com. اربعة مليارات طن من النفي��ات ينتجه��ا الع��الم س��نويا. 177t=31676814.

.3/11/2014. صحيفة الحياة، 178 أن مبيع���ات2013 كش���ف تقري���ر ص���ادر من ش���ركة ج���ارتنر البحثي���ة في الع���ام .179

ملي��ار وح�دة مباع��ة ، وأن هن��اك ملي�ار ه��اتف2,4الكمبيوترات والموبايلات ستصل إلى ، بينما كان ع��دد2013 مليار جهاز موبايل سيباع مع نهاية العام 1,9ذكي مباع من أصل

ملي�ون ه�اتف ذكي675 ق�درت ب� 2012الوحدات المباعة من الهواتف الذكي�ة في ع��ام فهذه الأرقام المخيفة بعد انتهاء عمرها الافتراضي أو كسرها أو الاستغناء عنها تتح��ول

15الى نفايات الكترونية، و تشير بعض الدراسات أن إنتاج رقيقة من السليكون طوله��ا كيلوجراما من النفايات الصلبة وآلاف اللترات من مياه الص��رف14سنتيمترا يخلف نحو

م��ادة كيميائي��ة مختلف��ة.وت��درك1000 إلى500وتستلزم عملية تصنيع الش��رائح م��ا بين الدول الغربية خط��ورة ه��ذه الأجه��زة عن��دما تص�بح نفاي��ات، فتعم��ل على تص��ديرها الى الدول الفقيرة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، من قبل شركات متخصصة، وبأسعار زهيدة لاستخدامها ما تبقى من عمرها الافتراضي، ومن ثم تصبح نفايات تدفن في تلك

ناهي��ك عم��ا يس��مى بالض��باب الالك��تروني الن��اتج عن ك��ثرة اس��تخدام الاتص��الاتال��دول، اللاسلكية والموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من محطات الإذاعة والتلفزة والقنوات

الفضائية، وأجهزة البث والنقالات ينظر:

: نظرة من زاوية أخرى4ثمة حقائق لا يمكن التغافل عنها.

مقارنة الانشطة السكانية1-4: لا يمكن تحميل عالم الجنوب وتحديدا الفق��يرة منه��ا مس��ئولية المشاكل العالمية التي يثيرها المالثوسيون، إذا ما تم مقارنته بالأنشطة السكانية للدول الغني��ة، خاص��ة في مج��ال التص��نيع، والاس��تهلاك الكب��ير للمحروق��ات، إض��افة الى حجم الفض��لات سواء كانت فضلات الإنسان وفض��لات الأك��ل المختلف��ة نتيج��ة ال��ترف وال��تي س��بق ذكره��ا، أو الفض��لات الالكتروني��ة نتيج��ة التطور الحضاري والتكنولوجي ال�ذي يتم�يز ب�ه ع�الم الش�مال

ثم ه��ل من الإنص��اف ونحن نتعام��ل م��ععن ع��الم الجن��وب. استخدامات السكان أن نساوي بين استخدامات س��كان ال��دول المتقدم��ة م��ع اس��تخدامات س��كان ال��دول الفق��يرة، أخ��ذين بالاعتب��ار متغ��يرين مهمين، الأول: متوس��ط عم��ر الإنس��ان،

تشير إحصائيات الامم المتح��دة إذ والثاني: الرفاهية ونتائجها. إن متوسط عم�ر الف��رد في دول الش��مال يع��ادل ض��عف عم��ر

( ش��خص في1000الفرد في دول الجنوب،وبذلك ف��إن حي��اة ) ( ش��خص من2000الف��رد في ال��دول الغني��ة تع��ادل حي��اة )

الفق��راء، وملي��ون ش��خص يع��ادلون ملي��ونين، والملي��ار نس��مة تع��ادل ملي��ارين في ع��الم الجن��وب. وه��ذا يع��ني مزي��دا من اس��تهلاك للم��وارد المي��اه والغ��ذاء والطاق��ة...الخ، مقارن��ة.باستهلاك الأفراد في الدول الفقيرة ومع الأخذ بعين الاعتبار الرفاهي��ة وحي��اة الب��ذخ ال��تي يعيش��ها الفرد في دول الشمال، وال��تي هي بالأس��اس تش��كل أض��عافا مضاعفة من حي��اة الف��رد الجن��وبي ليس في التكلف��ة المادي��ة وحس��ب، وإنم��ا في ص��رفيات الغ��ذاء والم�اء ومص��ادر الطاق��ة إض��افة الى النفاي��ات، ف��إن النس��بة بين الع��المين بالتأكي��د س��تزداد . وب��الرجوع الى إحص��ائيات التنمي��ة البش��رية للأمم

أن نقس��م الس��كان الى أربع��ةيمكن ، ف2014المتح��د للع��ام : س��كان ال��دول الغني��ة ج��دا ذات التنمي��ةالأولىمجموع��ات

( دول��ة يبل��غ مجم��وع تع��داد49البش��رية المرتفع��ة ج��دا وهي ) : س���كان ال���دول ذاتوالثانية(،��� 1,189,700,000نفوس���ها )

( دولة ويبل��غ تع��دادها )53التنمية البشرية المرتفعة وعددها ) : سكان الدول ذات التنمية البشريةالثالثة(،� 2,485,500,000

( دول��ة ، ويبل��غ تع��داد س��كانها )42المتوس��طة، وع��ددها) : فهي ال��دول الرابعة(، أما س��كان المجموعة2,262,100,000

( دول��ة،43الفقيرة ذات التنمية البشرية المنخفض��ة وع��ددها )

http://www.alfajr-news.net/node/22660النفايات الالكترونية خطر يدمر الكون، -البيئة: يج�ب وق�ف نمو مع�دلات النفاي�ات في هذا الق�رن.-

https://arabicedition.nature.com/journal/2013/11/502615aمخاطر النفايات الالكترونية.-

http://3wash1010.wikispaces.com/%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9

(، وإذا افترض����نا1,145,600,000ويبل����غ تع����داد س����كانها) المجموعتين الأخيرتين كمجموعة واحدة كون أغلب دوله��ا من ع��الم الجن��وب، ومقارنته��ا م��ع المجموع��ة الأولى فق��ط على

أساس عمر الفرد ماذا نجد؟: حاصل ضرب عدد سكان المجموعة الأولى ال��تي تش��كل نس��بة رب��عع���دد دول الع���الم م���ع نس���بة ف���ارق العم���ر وه���و الض���عف، )

1,189,700,000 X 2= (، وبتقدير الباحث ه��ذا2,379,400,000 هو الرقم الحقيقي ال�ذي يجب اعتم�اده في الإحص�ائيات، اذا أردن�ا احتس��اب الف��ارق في مس��توى المعيش��ة ورفاهي��ة العيش وانت��اج الفضلات بكل انواعها. وهو يعادل ثلثي مجموع سكان المجموعتين

(،3,407,700,000الثالث��ة والرابع��ة واللت��ان يبل��غ مجموعهم��ا ) وتشكلان نصف س��كان الع��الم. م��ا نري��د إثبات��ه هن��ا ه��و أن الزي�ادة السكانية تبقى في دول الشمال حتى وان انخفض��ت نس��بة النم��و، نعم العبرة بع��دد النف��وس ولكن م��اذا ل��و ك��انت القل��ة تعيش حي��اة أطول، وتستهلك أك��ثر، وتعيش حي��اة رفاهي��ة وب��ذخ، ف��إن النتيج��ة ستكون أكثر تأثيرا على الموارد والبيئة، وب��ذلك تك��ون الع��برة ليس بعدد السكان وانما العبرة بما يستهلكه، وم��ا يخلف��ه ه��ذا الع��دد من نتائج سلبية عالمي��ا، وبالت��الي أك��ثر خط��را على مس��تقبل الأجي��ال

(، والمخطط.5على وفق النظرة المالثوسية. ينظر الجدول رقم )التصنيف العالمي

حسب تقارير التنمية البشرية للأممالمتحدة

الدخل نصيب الفرد من الدخل القومي /

دولار

متوس ط

العمرسنة

سحب المياه العذبة

بالنسبة المئوية من

المواردالمائية

الفضلات CO 2غاز )

طن للفرد( سنوياللعام

2010

دول تنمية بشرية عالية) دول غنية(

3339139,38,211,2-5,8

دول تنمية بشرية متوسطة ) دولمتوسطة(

542828,916,41,8

دول تنمية بشرية منخفضة ) دولفقيرة(

163319,84,40,4

-استخدامات الفرد في الدول الغنية والفقيرة5جدول رقم -على سبيل المقارنة

الجدول من إع��داد الب��احث: المص��در : تقري��ر التنمي��ة البش��رية2013-2014

: عالمي الشمال والجنوب.. اتساع الفجوة2-4إناتساعالفجوةبينالعالمينتأتيعلىرأسقائمةالأزماتالتيتواجهال

سياسةالدولية،ذلكأنربعسكانالعالميعيشبرفاهيةالتقدموالتطور %(80العلمي،وهمالأغني�����������������������������������اء،ويتمتعونب�)

منثرواته،فيحينإنثلاثةأرباعسكانالعالممازاليعيشالبؤس��والحرمان ،(180)%( منثرواته20والجوع،ولايملكونس����������������������������وى)

وكانتالنتيجةتحكمالأقليةبالأكثرية،فكيفإذاترسخاعتقادلدىالشعوبالفقيرةبانالنموالسكانيليسهوالذييهددهم،وهميرونأنكثيرمنأرا

. د.عبد الخالق عبد الله، العالم العاصر والصراعات الدولية،) الك��ويت: المجلس180.119-118(، ص ص 1989الوطني للثقافة والفنون والآداب،

ضيهملمتستغلبشكلصحيح،وانهناكنظامااحتكاريايشجععلىاستخد امإنتاجالغذاءعلىوفقمعاييرمحددةبحثاعنالربح؟. وفي ه���������ذا يرىم���������������������������������������������������������������الكولمفريزر-رئيسوزراءاسترالياالأسبقبأنهذاالتباينالكبيربينالمجموعتينيعدم

شكلةسوفنشعربهابصورةتراكمية،ومتص��اعدةخلالالعقودالقادم .(181)ة

المشكلةأنالهوةبينالغنىالفاحش،والفقرالمتقعفيالعالمينستست مربالازدياد، نتيج��ة أناني��ة ع��الم الش��مال،وفش��ل الحكوم��ات والمنظم��ات الدولي��ة في ايج��اد الحل��ول والمعالج��ات لتمكين عالم الجنوب من النهوض بواقعها المتخل��ف، وردم اله��وة م��ع عالم الشمال، وخاصة في جانبه�ا الإنم�ائي وص�نع السياس�ات

. فض�����لا من(182)والق�����رارات على مختل�����ف المس�����تويات انمؤشراتالتطورالعلميوالتكنولوجيوالاكتشافاتالعلميةالمتسارعةلدىالطرفالأولستزيدمنمشاكلالطرفالثانيالذيلميتمكنمناللحاق،مماسيجدمزيدامنالاختلالاتالبنيويةعندنقلمزاياهامنالذينيملكونإل

ىالذينلايملكون.

اختلالات بنوية3-4: يعتق���د الب���احث أن من بين أهم الاس���باب ال���تي تثيره���ا المالثوسية الجدي��دة بش��أن المس��ألة الس��كانية هي الاختلالات البنيوي��ة في أعم��ار الس��كان بين مجتمع��ات ع��المي الش��مال والجن��������������وب. إذ ينتابالحكوماتالغربيةهاجس��������������كبير بشأنأعمارالسكانالمنتجينبينالدولالمتقدمةوالدولالفقيرة،ك��ون المجتمعات الغربي��ة مص��ابة بالش��يخوخة بس��بب ارتف��اع نس��بة ذوي الاعم���ار الكب���يرة فيه���ا على عكس مجتمع���ات ال���دول الفقيرة، ويتوقعأنتس��تمر ه��ذه الحال��ة مم��ا ي��ؤدي الى تراجع��افيالحجم،وشيخوخةفيالنوع،فقدجاءفيتقريرالتنميةالبشريةللعا

س������نة(65 إننسبةكبارالس������ن )أك������ثرمن 2008-2007م %( منالس��كان، والنس��بة12,�� 7سجلفيالدولالمتقدمةمانس��بته)

أخذت بالزيادة،فيحينكانتالنسبةفيالدولالفقيرةمانسبتهبحدود ). (183)2015-2005%( للفترة 3الولايات المتحدة والمالثوسية الجديدة4-3:

الي���������������������وملاأحدينكربأنالولاياتالمتح���������������������دة هيالأكثرسطوةوتحكمابالنظامالعالميوالسياس���ةالدولية،فض���لا

.351. نقلا عن نفس المصدر، ص 181 . د. عب��د المنعم13-9. ينظ��ر: س��ير روي ك��الفن، مص��در س��بق ذك��ره ، ص ص 182

مصطفى القمر، الانفجار السكاني والاحتباس الحراري، مصدر س��بق ذك��ره، ص27.

183 ��. ،188-185: زبيغينوبرنجس��كي، الاختي��ار، مص��در س��بق ذك��ره، ص ص،ينظر .234، ص 2008-2007وتقرير التنمية البش��رية الإنم��ائي للأمم المتح��دة للع��ام

%(22,� 1جاء في نفس التقرير على سبيل الخصوص أعلى نسبة في ايطاليا )%(.2, 2في حين كانت أوطأها في رواندا)

من كونهاالتيتمسكبزمامالاقتص�������������ادوالأمنالعالميين،وهيتلعباليومالدورالأكثرتأثيرافيكلمالهعلاقةبالأمنالبيئيسواءابالأسب ابأوالمعالجات، وهي الاك�����ثر تبني�����ا لأفك�����ار المالثوس�����يةالجديدة،وهذاأفضىفيالنهايةهيمنةأمريكيةمطلقةعلىكلمالهمسا سبالش�����������������������أنالدولي،فأص�����������������������بحتمقولة )ماهوصالحللولاياتالمتحدةفهوص����������������������������الحللعالم(ش���عاراأمريكياغيرقابلللنقاش،فعملتعلىفرضالقراراتالتيتخدممصالحها،ورفض��تالقراراتالتيتحدمنقوتهاوهيمنتها،ومنهاقراراتالمؤتمراتالدوليةفيمجالالتلوثالبيئيوالمعاهداتوالبروتوكولاتالمعم ولبهامن���������������������������������������������������������������������ذالعام

199ولحدالآن،ولمتجرأأيدولةالوقوفبوجهها،منهنايمكنأننفهمماقال2

هكولنب�����������������������������������������������������������������������اول – 1997وزيرخارجيةالولاياتالمتحدةالأسبقعندولتهفيمؤتمركيوتو

"إنتطويرقوتهاالعسكريةوزيادةنموهاالاقتصادييحققانلهااستم،و(184)راريةالدولةالكبرىمنأجلالسيطرةعلىالأهدافالإس��تراتيجية"

هذادفعالولاياتالمتحدةرفض�����مقرراتمؤتمرريوديجانيروفيالعام ،وبروتوك�����������ول مونتري�����������ال،واتف�����������اقكيوتو1992 ،التيتنصعلىخفضالغازاتالمسببةللاحتباس������������الحراري.1997

وتع��دالولايات المتح��دة الدول��ة الأك��ثر ض��ررا بالبيئ��ة وت��أثيرافيالاحتباسالحراريوزيادةثانيأوكسيدالكربونفيالجو،إذيقدرانبعاث

( ملي��ونطن،وهومايش��كل )60458هالغازثانيأوكسيدالكاربون )21)%

منالانبعاثالع�������������������������������������������������������������������الم.أمافيمايتعلقبموضوعزيادةالسكانعلىالمس��توىالعالمي،فق(185)ي

دتجلىموقفالسياس������������������������������������ةالأمريكيةمنذالعام منخلالالمذكرةالتيأعدهاهنريكيسنجرعندماكانمستش������ار1974

،وجاءفيه��ا1975الأمنالقومي،وأقرتهاالإدارةالامريكية فيالعام أنزيادةعددسكانالعالمهوالتحديالأكبرللولاياتالمتحدة،وربمايكونأكبرمنالتحديالنوويلأنهاس��تحرمالولاياتالمتحدةمنالثرواتالطبيعيةلدىالدولالأقلتطورا،كماأنزيادةعددالسكانفيهذهالدولسوفيؤديإلىظهورجيلمعاديللإمبريالية،ولذاعلىالولاياتالمتحدةالعملللحدمنزيادةالسكانفيتلكالدول،واقترحاستخدامالغذاءكسلاحلمكافحةتلكالزيادات،وعدمتقديمحتىالمعوناتالإنسانيةفيحالاتالكوارثللدولالت

،(186)يلاتضعسياساتلحدالنسلوبنفسالاتجاهذهبالتقريرالذيأعدتهلجنةمجلسالشيوخالأمريكيفي

1973أكتوبرعام منأنالولاياتالمتحدةتوزعفائضالغذاءلاعلىأساسالحاجاتالأكثرإلحا

. نقلا عن د. عامر طراف، التل�وث البي�ئي والعلاق�ات الدولي�ة،) ب�يروت: مج�د184.237(، ص 2008، 1المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط

.298، ص2008-2007 . تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة للعام 185 ، برن��امج الاتج��اه مسؤولية أميركا عن الغلاء في العالم العربي، . عمرو سالم186

.7/2008 /8المعاكس، محطة الجزيرة الفضائية،

،(187)حاوإنماعلىأساسالاعتباراتالتيتمليهاسياس���������تهاالخارجية عليهيعتق��������������������������������������������������������������������������دالباحثإنالإدارةالأمريكيةترىإنأيزيادةللس��كانوفيأيبقعةمنالعالميهددأمنهاالقومي،ومصالحهاالإستراتيجية،فعملتبطرقش��تىللحدمن هذهالزيادة، جله��ا تتط��ابق م��ع أفك��ار م��الثوس ك��الحروب،والاوبئة.وتتطابقالرؤياالبريطانيةبهذاالخصوصمعالرؤياالأمريكي ة،ويكفيهناأننذكرماقالهالأميرفيليب������������������������دوقأدنبرة-زوجالملكةايلزابيث،وهومنالمناوئينلناديرومالمساعدةالدولالفقيرة"لوأتيحليبعدالموتأنأعودإلىالحياةبشكلتقمصفإننيأتمنىأنأعود

.(188)كفيروسقاتلللحدمنعددالسكان"الخاتمة

خلاصة الق��ول إنن��ا نتف��ق م��ع ال��رأي القائ��ل أن هن��اك مش��كلة س��كانية عالمي��ة، تتزاي��د ت��داعياتها على ال��دول الفق��يرة ذات معدلات الخصوبة العالية، إلا أن هذا لا يعني أنها هي المسئولة عن التداعيات العالمية، وهو هدف الدراسة لإثباته انطلاق��ا من الفرض��ية، فق��د أثبتت الدراس��ة أن ال��دول المتقدم��ة تتحم��ل مسئولية ما يتعرض له الع��الم منت��داعيات تل��وث البيئ��ة، ونف��اذ مص��ادر الطاق��ة نتيج��ة الاس��تخدام غ��ير الرش��يد في الغ��ذاء والموارد الطبيعية، ومصادر الطاقة، وإذا كانت الدول الفق��يرة متهمة كونها ذات وتائر عالية في النم��و الس��كاني، ف��ان ع��الم الش��مال المتق��دم، وخاص��ة دول منظم��ة التع��اون والتنمي��ة الاقتصادية، هو الآخر متهما كونه الأكثر إسرافا للغذاء، والاكثر تلوثا للبيئة، والاكثر استنزافا واستخداما لم��وارد الأرض، كون��ه عالم صناعي ويحتكر كل حلقات التكنولوجية المتقدم��ة، فض��لا عن ذلك انه يخوض تنافسا وصراعا بينيا في هذا المجال هدف��ه

السيطرة العالمية والهيمنة. وبالرغم من ذلك فإن الحاصل اليوم هو إن الفري��ق التش��اؤمي )المالثوسيين الجدد( رأيه ه�و الس��ائد والمس��موع، كون�ه يمث��ل رأي الدول المتقدم��ة ص��احبة الس��طوة في السياس��ة الدولي��ة، فهم يص���رون على أن نف���اذ م���وارد الارض، ونقص الغ���ذاء، والتل��وث البي��ئي بك��ل انواع��ه وت��داعياتها يرج��ع الى الزي��ادة السكانية، وبالنتيجة دفعوا المنظمة الدولي��ة للأمم المتح��دة أن تأخ��ذها على محم��ل الج��د، فق��امت بتخص��ص المؤسس��ات،

والمؤتمرات العالمية المتخصصة لها.Abstract

International Politics and the Problem of PopulationA Study in Refutation of Arguments of the New  Malthusists

There  is a  harsh view drawn by the  international politics as a result of the control of the advanced major countries  of the poor ones accusing the last as the world of flooding population and that this increase in population was the reason behind most of the problems in the world, including the decrease of food, poverty, the exhaustion of

د. حامد ربيع، سلاح الغذاء ومستقبل التع��اون ال��دولي م��ع ال��وطن الع��ربي،.�� 187 .40، ص 1984، أيلول، 39مجلة شؤون عربية العدد

.نقلا عن نفس المصدر . 188

sources of energy, and increase the problems of the environment and global warming  .... etc. This is the view of the new Malthusists. While the facts indicate that their view  is pure slur. As evidence of this, the population increase the world witnessed over the ages did not lead to the food shortages or lack of energy resources,  the earth continued to  grant of man of  its wealth . The implications  which we pointed it out were mainly caused by the  advanced and wealthy world of the north as a result of inter- competition  because of industrial advancement and technology and the life of extravagance and affluence. This is what this paper is to prove through the analysis.