ًﺎﺟذﻮﻤﻧ ةرﺎﻌﺘﺳﻻا - ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔﻐﻠﻟا...

مجلة القسم العربي

. باكستان-جامعة بنجاب، الهور

.م2017 والعشرون،رابعالعدد ال

Majallah Al-Qism Al-Arabi

University of the Punjab,

Lahore - Pakistan.

No.24, Issue: 2017

االستعارة نموذجا - أثر األصوليين في تطور اللغة العربية *إبراهيم محمد سعيد محمد عارف الهرشلي.د

**محمد عبداهللا فتح اهللا البينجويني.د

Abstract:

There is a connection between “Fundamentalist Shria” and

the clarification of Islam sources also gaining Islamic principles

from the holy verses. The verses of Islam have sent down in

Arabic language. One of the essentials of this science is Arabic

language. Therefore، the scholars of this science paid a very close

attention to the structure of words and vocabulary. They did a

precise investigation and analysis. They have not stopped around

those things that the scholars of “Linguistic and Rhetoric” fields

have explained. Also، they clarified those points that have never

been crossed any mind before. Moreover، they could give a set of

subjects and precise points which now are considered as the most

common subjects and researches in the field of linguistics. For

instance، Imperative، Inhibition، General، Specific، Absolute،

Restricted، and Circulated a Common Metaphor، etc.

-------------------------------------------------

قسم الدعوة والخطابة/معهد العلوم اإلسالمية*

جامعة سوران، قسم اللغة العربية/ اآلدابيةكل**

م7201 والعشرون رابع العدد ال مجلة القسم العربي

180

This research indicates some observations that even

Fundamentalists have never thought about it in the field of

“Tropes” .It explains their role in the improvement of Arabic

language and they did doing investigations and researches.

Among them، is Tropes equal to Metaphor or the term of Metaphor

is wider? Or Tropes can be achieved by those things that

principles of Islam put for a particular meaning? On the other

hand، they also asked how does Fundamentalists have viewed

Tropes according to letters and verbs? Did they make any

differences between “Eloquent Simile” and “Tropes”? Finally،

impacts of Fundamentalists on the Rhetoric and Eloquent scholars

in this subject?

احلمد هللا رب العاملني والصالة والسالم على خامت األنبياء واملرسلني

: وعلى آله وصحبه أمجعني والتابعني هلم بإحسان إىل يوم الدين، وبعد

فإن قضية داللة األلفاظ على املعاين وما تنطوي عليها من مباحث مل

األصولينيبل دارت حوهلا مناقشات ، �ا النحاة واللغويون والبيانيون فقطخيتص

يف القدمي واحلديث، وكان لألصوليني مع تقدمهم فيها رأي، وتناولوها بالبحث

والتحليل، ولعلهم أول من شغل مبشكل اللفظ واملعىن تارخييا، الرتباط ذلك

إدراكهم الصحيح لطبيعة باحلكم الذي يراد استنباطه وتطبيقه، خصوصا وأن

كان مبثابة اللبنة األوىل يف حبثهم - باعتبارها أداة للفكر وصورته املادية - اللغة

أصول فاللفظ يف تصور علماء لبعض جوانب فكرة النمو اللغوي عرب الزمن،

:الفقه دليل الفكر، وهو خاضع للتبدل والتغري ويف ذلك يقول اإلمام الغزايل

كل من طلب المعاين من األلفاظ ضاع وهلك وكان كمن استدبـر فاعلم أن ((

المغرب وهو يطلبه، ومن قـرر المعاين أوال يف عقله مث أتـبع المعاين األلفاظ فـقد

املعاين أسبق يف الفكر أوال، مث تقوم األلفاظ ومفاد هذا الكالم أن )1(.))اهتدى

ومن بني املباحث اليت أطنب األصوليون يف احلديث عنها ،بعد ذلك بالتعبري عنه

محمد عبداهللا . د- هيم محمد سعيد محمدإبرا. د....االستعارة أثر األصوليين في تطور اللغة العربية

181

، وتكشف دراستهم له عن إدراكهم جلوانب هامة من ةالستعار مبحث ا�از وا

ها؛ وأن فهم مراد الشارع متوقف على فهم لغة العرب ومعرفة علوم ،التغري الداليل

فعلى كل مسلم أن يتعلم من هذه اللغة ما يقيم به دينه، وكان اعتناء األصوليني

من علمهم بأن العلوم الشرعية اليت هي جمال حبثهم عربية، ولن ا باللغة نابع

إال يستكمل املرء خالل االستقالل بالنظر فيها ما مل يكن ريانا من النحو واللغة،

ملا ينتحى ويقصد يف فن اللغة كن ترديدا تد مل أن جهود األصوليني يف هذا الصد

إذ يقول يف ، فيما أغفل عنها اللغويونعلى حد تعبري إمام احلرمني بل كان منصبا

ولكن ملا كان هذا النوع فنا جمموعا ينتحى ويقصد مل يكثر منه ((: الربهان

، واعتنوا األصوليون مع مسيس احلاجة إليه، وأحالوا مظان احلاجة على ذلك الفن

يف فنهم مبا أغفله أئمة العربية، واشتد اعتناؤهم بذكر ما اجتمع فيه إغفال أئمة

اللسان وظهور مقصد الشرع، وهذا كالكالم على األوامر والنواهي والعموم

واخلصوص وقضايا االستثناء، وما يتصل �ذه األبواب، وال يذكرون ما ينصه أهل

وقد نتج عن االهتمام )2(.) اليت ال عدول عنهااللسان إال علىقدر احلاجة املاسة

باللغة من لدن األصوليني أن وصلوا إىل تقدمي حبوث يف اللغة تعد اليوم من صميم

البحث اللغوي احلديث، حنو مبحث مبدأ اللغات، والقياس، واحلقيقة وا�از،

لم وإن مباحث عواالستعارة، والتأويل، فضال عما قدموه يف مباحث الداللة،

هلذه األمهية ا البيان من أهم املباحث اليت احتاج إليها العلماء يف كل العلوم، ونظر

ومنو مباحثها ،)االستعارة( وهو ، علم البيانئألهم دعائم ومباد - الكربى

ليها إ وذكر معان طريفة مل يتطرق ،صوليني يف تدقيقوتوسع مسائلها كعادة األ

سنسجل هنا بعض - �اجبكي يف مقدمة اإلليه السإشار أ وهو ما ،هل اللغةأ

، فيما يتصل باالستعارة، مبينا مدى األصولاملالحظات اليت فطن إليها علماء

االستعارة :من ذلك.ودورهم يف منو اللغة العربية وتوسعهاالتفا�م إىل هذه القضية،

هل هي ترادف ا�از أم أخص منه؟ وهل جتري االستعارة يف األلفاظ

كيف عرض األصوليون وقوع االستعارة يف الفعل بالتبعية وبغريالتبعية؟ الشرعية؟و


182

ثار املرتتبة موقف األصوليني من التمييز بني االستعارة والتشبيه البليغ؟ واآل وما

ناول يف هذه نت اليت انفرد �ا األصوليون،ساملسائل من وغريهاعلى ذلك؟ هذا

.حث وباختصار من تلكم املسائل بالبالدراسة العلمية بعضا

مفهوم االستعارة بين البيانيين واألصوليين: المبحث األول

:الكالم يف هذا املبحث يكون من خالل األمور اآلتية

:االستعارة لغة: أوال

أي طلبه ،استعاراملال: من قوهلمة مأخوذ: لغة ) االستعارة(إن كلمة

مقابل،على أن يسرتده ما دون عارية، والعارية طلب شيء ما لالنتفاع به زمنا

:قال ابن منظور الطلب، عند املستعري عند انتهاء املدة املمنوحة له، أو

)3(.))طلب منه أن يعريه إياه: واستعاره الشيء واستعاره منه ((

:االستعارةفي اصطالح البالغيين:ثانيا

: مرحلتني تقتضي أن أقسمه إىلستعارةلالصطالحي طبيعة البحث اال

.)هـ471ت ( اجلرجاينعبدالقاهرــ االستعارة قبل عصر الشيخ 1

. اجلرجاينالقاهراالستعارة بعد عصر الشيخ عبد ــ2

:االستعارة قبل عصر الشيخ عبدالقاهر اجلرجاين

من راجع آثار رواد النقد والبالغة يرى أ�م كانوا يطلقون اسم االستعارة

يتفق استعماال ) االستعارة( وأ�م كانوا يستعملون كلمة على األنواع ا�ازية كلها،

بل إ�ا ،يف البالغة متأخرا ) ا�از(صطالحي الذي آلت إليه كلمة واملعىن اال

:لتسع معىن الكناية، ومن هؤالء الرواد على سبيل املثال ال احلصر

قدم وله يف مباحث االستعارة وا�از :هـ255بو عثمان عمرو اجلاحظ تأ ـ 1

بل إنه أحد مؤسسي علم البيان ومفتق أكمامه، وكانت حملاته تدور حول ،راسخة

بوجه عام حيث مل يصرح بنوع منه،بيد أنه جينح إىل شيء من التجديد ا�از

:ويشري إىل االستعارة إشارة صرحية وحياول ذكر أهم مقوما�ا منها


183

)4(.﴾ خلزنة جهنم النار وقال الذين يف ﴿:تعليقه على قول اهللا عز وجل

وجهنم ال يضيع منها شيء فيحفظ وال خيتار دخوهلا إنسان . احلفظة: واخلزنة((

وعلق على .))فيمنع منها، ولكن ملا قامت املالئكة مقام احلافظ اخلازن مسيت به

وطفقت، (تبكي على عراصها عيناها ... تغشاهاوطفقت سحابة :زاجر قول ال

وجعل املطر . تبكي على عراصها عيناها، عيناها ها هنا للسحاب. يعين ظلت

بكاء من السحاب على طريق االستعارة، وتسمية الشيء باسم غريه إذا قام

وإفصاحه عن االستعارة هنا دليل على أنه أراد من حتليله لآلية الكرمية )5(.)مقامه

هنا، ومتثيله لإلستعارة تشبيه املالئكة باخلزنة على طريق االستعارة اليت صرح �ا

أن اجلاحظ يطلق كلمة : وحتديده هلا بأن يقوم الشيء مقام الشيء يظهر جبالء

االستعارة على النصوص اليت حتمل على خالف ظاهرها، سواء أكانت تلك

النصوص قائمة على املشا�ة أو مل تكن كذلك، ألن قيام الشيء مقام الشيء

رة وهو النقل، أما نوع العالقة فقد تركها مطلقا، من أركان االستعاالميس إال ركنا

وممايعضد أن جمرد تسمية الشيء باسم غريه مقامه يعد عنده من قبيل االستعارة

ومن االستعارات من اسم الكلب قول الرجل (: ( قال،ماجاء يف كتاب احليوان

)6().)قد ضربت جرويت، وضربت عليه: منهم، إن أوطن نفسه على شيء

ة للجاحظ يد بيضاء يف الدراسات البيانية، ومن أبرز صور ا�از وباجلمل

وهذا ،اليت خلصت للجاحظ تصرحيه باسم االستعارة حماولة وضع تعريف له

)7(.املصطلح مل يعرف قبل كتابات اجلاحظ

يطلق ابن قتيبة :هـ276، ت ــ أبو حممد عبد اهللا بن مسلم بن قتيبة الدينوري2

لمجاز اسم ا�از على الفصول اليت حتمل على خالف يف الفصل الذي عقده ل

يطلق اسم االستعارة على كلمة منقولة من مسماها القدمي إىل ظاهرها، وهو أيضا

بشرط أن يكون املسمى اجلديد بسبب أو جوار أو تشاكل من ،مسمى جديد

فالعرب تستعري الكلمة فتضعها مكان الكلمة، ((: املسمى األول، قال ابن قتيبة


184

فيقولون . هلا، أو مشاكال إذا كان املسمى �ا بسبب من األخرى، أو جماورا

)8().)نوء ألنه يكون عن النوء عندهم: للنبات

ومن راجع األمثلة اليت طبقها على االستعارة يتضح لديه أن ابن قتيبة

ق يتفاستعماال ) االستعارة(كان يعرف ا�از مبعناه العام ، وأنه قد استعمل كلمة

بل إ�ا ،يف البالغة متأخرا ) ا�از(صطالحي الذي آلت إليه كلمة واملعىن اال

وأنه قد وضع كلمة االستعارة ملعان أوسع من املعاين اليت لتسع معىن الكناية،

)9(.استقرت عليها عند اإلمام اجلرجاين

منهجيا وهو أول من صنف كتابا :هـ296بو العباس عبداهللا بن املعتز ت أــ 3

وحتدث فيه عن سبعة عشر صورة من ،)البديع( يف علوم البالغة وهو كتابه بديعا

صورها،وا�از يف بديع ابن املعتز حمصور يف لون واحد يف تصوره وهو االستعارة،

عتناء �ا حيث قدمها على مجيع وأظهر اال،فقد صرح بامسها وذكرها عدة مرات

استعارة ((:يعه، وتعريف االستعارة عنده هوالفنون السبعة عشرة اليت ذكرها يف بد

وذكر كثريا من )10())الكلمة لشيء مل يعرف �ا من شيء قد عرف �ا

شواهدها، وقد قسمها إىل حسن االستعارة وفاحشها، وفاحش االستعارة هي

االستعارة غري املفيدة عند عبد القاهر، فإذا كان اجلاحظ هو أول من صرح باسم

.ا فإن مولد االستعارة إمنا منا وترعرع عند ابن املعتزاالستعارة وعرفه

أحد األعالم الذين اسهموا يف استقرار علوم :ـه395ــ أبو اهلالل العسكري ت 4

: وقد فصل يف االستعارة وعرفها فقال) الصناعتني(البالغة وتطورها يف كتابه

غريه لغرض، نقل العبارة عن موضع استعماهلا ىف أصل اللغة إىل: االستعارة((

وذلك الغرض إما أن يكون شرح املعىن وفضل اإلبانة عنه، أو تأكيده واملبالغة

)11())فيه، أو اإلشارة إليه بالقليل من اللفظ، أو حتسني املعرض الذى يربز فيه

ستعاري مل يزل غري حمدود بقيد الذي يظهر من هذا التعريف أن املصطلح اال

ا العسكري على االستعارة تؤكد ذلك،إن عدم املشا�ة، والشواهد اليت محله


185

ستعاري أو ا�ازي قد اجتاز القرن الرابع التحديد الذي ملسناه يف املصطلح اال

.اهلجري إىل القرن اخلامس

وعلى أي حال لقد كان رواد النقد والبالغة يطلقون اسم االستعارة على

هذه املرحلة الزمنية ، وعلل األنواع ا�ازية كلها، أما كلمة ا�از فلم تستعمل يف

) االستعارة(الدكتور املهدي السامرائي الدوافع وراء هذه اإلستعاضة بأن كلمة

وسيكون لنا مع الدكتور )12(.ا�از: أكثر توافقا ملضمون النقل من كلمة

.السامرائي وقفة يف املبحث اآليت إن شاء اهللا

حيتل اإلمام ):هـ471ت (رجاين االستعارة بعد عصر الشيخ عبد القاهر اجل. 5

ومل يزامحه فيه ، مل يصل إليه أحد ممن قبلهعبد القاهر يف البحث البالغي مركزا

املعاين والبيان، وحيسن بنا أن : وحسبه أنه واضع صرحي علمي أحد ممن بعده،

نشري إىل أن اجلرجاين قد حاول فصل االستعارة عن املواضيع اليت رمبا تلتبس �ا،

ألن االستعارة تقوم على نقل األلفاظ مع د فصل االستعارة عن التمثيل،فق

مراعاة عالقة املشا�ة، أما التمثيل فال يقوم على النقل إنه يقوم على اإلنتزاع من

اعلم أن من املقاصد اليت تقع العناية �ا أن نبني حال ((: قائال : أمور متعدة

إلطالق حىت ال فرق بني العبارتني، أم االستعارة مع التمثيل، أهي هو على ا

ه إال أ�ا تتضمنه وتـتصل به؟ فيجب أن نفرد مجلة من القول يف حدها غري حد

حاهلا مع التمثيل، قد مضى يف االستعارة أن حدها يكون للفظ اللغوي أصل، مث

الذي تقدم يف ينقل عن ذلك األصل على الشرط املتقدم، وهذا احلد ال جييء يف

معىن التمثيل، من أنه األصل يف كونه مثال ومتثيال،وهو التشبيه املنتزع من جمموع

أمور، والذي ال حيصله لك إال مجلة من الكالم أو أكثر، ألنك قد جتد األلفاظ

وإذا كان األمر .يف اجلمل اليت يعقد منهاجارية على أصوهلا وحقائقها يف اللغة

على املراد بالتمثيل، إذ لو زائدا االستعارة جيب أن تقيد حكما أن كذلك بان

كان مرادنا باالستعارة هو املراد بالتمثيل لوجب أن يصح إطالقها يف كل شيء

)13().)يقال فيه إنه متثيل ومثل


186

واعلم أن االستعارة ((: وقال،كما فصل اجلرجاين االستعارة عن التخييل

، ألن املستعري ال يقصد إىل إثبات معىن اللفظة ال تدخل يف قبيل التخييل

وإمنا يعمد إىل إثبات شبه هناك، فال يكون خمربه على خالف املستعارة،

)14().)خربه

وأما بشأن متييز االستعارة عن عموم ا�از فقد مس اجلرجاين لب

أن كل استعارة جماز، ((احلقيقة حيث ذكر أن الصحيح من القضية يف ذلك

أن تريد تشبيه الشيء ((: ن قوام االستعارةإإذ ،)15()) كل جماز استعارةوليس

بالشيء، فـتدع أن تـفصح بالتشبيه وتظهره، وجتيء إىل اسم املشبه به فتعريه املشبة

)16().)وجتريه عليه

عدة وا�از فقد بكر تقسيمات وبعد أن فصل اجلرجاين بني االستعارة

: لإلستعارة باعتبارات متعددة، واالعتبارات اليت قام عليه هذه التقسيمات هي

طبيعة النقل واإلعارة أو تعدد وجه الشبه وعدم تعدده، أو اعتبار حصول الفائدة

مسية والفعلية واحلرفية وغريها من ، أو على أساس اال أو عدم حصوهلامن النص

ن الدراسة ا�ازية قد بلغت مرحلة إ: قولعتبارت والتقيمات، حبيث نستطيع الاال

النضج بفضل ما قدمه اجلرجاين، وبعد اجلرجاين اصطفت أقدام الباحثني، وإن

الدراسة ا�ازية اليت قدمها اجلرجاين كانت األساس الذي بىن عليه املتأخرون

)17(.تصورا�م للقضية ا�ازية

:االستعارة عند األصوليين:ثانيا

أن االستعارة يف اصطالح علماء املعاين والبيان عبارة عن سبق أن ذكرنا

أن تذكر أحد طريف التشبيه وتريد الطرف اآلخر مدعيا : نوع من ا�از وهي

على ذلك بإثباتك للمشبه ما خيص املشبه دخول املشبه يف جنس املشبه به داال

... معىن االستعارة به، وإمنا مسوا هذا النوع من ا�از استعارة للتناسب بينه وبني

وأن ا�از أعم من االستعارة،أل�ا عبارة عن نقل االسم عن أصله إىل غريه

للتشبيه بينهما على حد املبالغة، وليس كل جماز للتشبيه، فال يكون كل جماز


187

استعارة،ولكنها يف اصطالح بعض األصوليني عبارة عن مطلق ا�از يعين املرادف

)18(.له

احلقيقة مبا أريد من ) هـ430ت ( و زيد الدبوسي فبعد أن عرف أب

ما أريد به غري (( :التكلم ما وضع واضع اللغة الكالم له، قال يف تعريف ا�از

ذلك املعىن، ألنه ليس حبق منه على اعتبار الوضع، ولكن جتوز به على طريق

األصل غري االستعارة عن املعىن األصلي هلذا املعىن، وكان هذا املعىن على اعتبار

باللسان دون القلب الذي هو معدنه، وهذا : حبك يل جمازا، أي: حق من قولك

الوعد منك جمازا أي مل ترد التحقيق بل الرتويج ألنه باطل على ما عليه أصل

دات يف احلكمة، وهلذا مسي ا�از مستعارا كأن القائل استعاره للمعىن الذي الع

)19().)قصده فكساه به

أن عالقات : للمجاز إلمام البزدوي توجيههم ترادف االستعارةوعلل ا

ا�از اليت فصل فيها البيانيون تنحصر يف املشا�ة احلسية أو املعنوية موضحا ذلك

وذلك بطريقني ال ،وطريق االستعارة عند العرب االتصال بني الشيئني(( :بقوله

د من الصور له صورة ألن كل موجو ؛ثالث هلما االتصال بينهما صورة أو معىن

أما املعىن فمثل قوهلم للبليد .ومعىن ال ثالث هلما فال يتصور االتصال بوجه ثالث

التصال ومشا�ة يف املعىن بينهما، وأما الصورة فمثل ، وللشجاع أسد،محار

مازلنا نطأ السماء حىت أتيناكم أي املطر التصال بينهما : قالوا،تسمية املطر مساء

عال عند العرب مساء واملطر من السحاب ينزل وهو مساء عندهم صورة؛ ألن كل

﴿يا أيـها الذين آمنوا ال تـقربوا الصالة وأنتم :فسمي بامسه، وقول اهللا عز وجل

وا وإن كنتم سكارى حىت تـعلموا ما تـقولون وال جنبا إال عابري سبيل حىت تـغتسل

مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغآئط أو المستم النساء فـلم جتدوا

ه كان عفو�ا ماء فـتـيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الل

املطمئن من األرض يسمى احلدث بالغائط �اورته صورة يف ، وهو)20(﴾غفورا

ودخل معه السجن فـتـيان قال أحدمهآ إين أراين أعصر مخرا ﴿:العادة وقال تعاىل


188

ر منه نـب زا تأكل الطيـ ل فـوق رأسي خبـ نا بتأويله إنا نـراك وقال اآلخر إين أراين أمح ئـ

؛ ألن العنب مركب بثفله ومائه ، أي عنبا التصال بينهما ذاتا )21(﴾من المحسنني

)22().)وقشره

وقد تفرع عن هذا اختالفهم يف جواز االستعارة يف األلفاظ الشرعية،فقد

ب واالتصال حصر األصوليون مدار جواز االستعارة يف القرب واالتصال، والقر

بني كل موجودين من حيث وجدا، فإن كان وجودمها حسا يتحقق يثبت ويتحقق

يتحقق االتصال بينهما ويعترب باعتبار الوجود احلسي، وإن كان وجودمها شرعا

وهي قائمة مبعناها االتصال بينهما باعتبار ذلك الوجود، واملشروعات توجد شرعا

وله ، وحاجزا مشروع قائم مبعناه وهو كونه مطلقا متعلقة بأسبا�ا، حنو امللك فإنه

االتصال بينها معىن وصورة كما يف سبب تعلق به وهو الشراء فيتحقق

.فصحت به أي بذلك االتصال االستعارة. احملسوسات

وهو بصدد مناصرة القائلني - )هـ730ت(ويقول عبدالعزيز البخاري

توضيح ذلك أن االستعارة اجلارية بني و ((: -االستعارة يف األلفاظ الشرعية جبواز

السبب واملسبب والعلة واملعلول يف الشرعيات با�اورة اليت بينها نظري االستعارة

يف احملسوسات، فاالتصال الصوري وهو معىن قوله فصار االتصال يف السبب

معىنألنه ال مناسبة بني السبب واملسبب معىن، إذ نظري الصور فيما حيس،

فضاء إىل الشيء، ومعىن املسبب ليس كذلك، وكذا معىن العلة السبب اإل

اإلجياب واإلثبات، ومعىن املعلول ليس كذلك، فال ميكن إثبات املناسبة بينهما

واالستعارة معىن بوجه، فكان هذا االتصال من قبيل اتصال املطر بالسحاب،

احملسوسات اجلارية يف املشروعات باملعىن الذي شرعت له نظري االستعارة يف

فنظري األوىل استعارة الشراء للملك، ولفظ العتق إلزالة ملك . باالتصال املعنوي

املتعة، فإ�ا جائزة لالتصال الصوري كما يف املطر والسحاب ال باملعنوي، إذ ليس

وكذا بني معىن العتق ومعىن زوال ملك . بني معىن الشراء ومعىن امللك مناسبة


189

تعارة احلوالة للوكالة فإن معىن احلوالة نقل الدين من ذمة إىل ونظري الثانية اس. املتعة

)23().)ذمة ومعىن الوكالة نقل والية التصرف

أن االتصال الذي هو طريق االستعارة يتحقق يف احملسوس : وحاصله

واملشروع مجيعا صورة ومعىن فيجوز به االستعارة يف الكل ملا مر أن جواز

ويسمى بعضهم .الطريق وحتققه ال على التوقيفاالستعارة متوقف على معرفة

ا�از الذي عالقته املشا�ة استعارة، فاالستعارة عند هذا البعض أخص من ا�از،

كما وادعى بعضهم أن ا�از منحصر يف املشا�ة، وخص اإلمام الرازي االستعارة

الصورة باملتشابه املعنوي ال الصوري، ألن تسمية الشيء باسم مشبهه، إما يف

كإطالق اسم األسد على املنقوش يف احلائط بصورته، وإما يف املعىن كالصفة

الظاهرة للحقيقة، كإطالق اسم األسد على الشجاع، فال جيوز يف احلقيقة

كاستعارة لفظ األسد للرجل األخبر؛ إذ هي صفة غري مشهورة،وقد اجتمعت

فأخرج هلم عجال جسدا ﴿:اىلاملشا�ة يف الصورة والصفة الظاهرة معا يف قوله تع

، فإن العالقة جمموع الشكل )24(﴾ له خوار فـقالوا هذا إهلكم وإله موسى فـنسي

)25(.واخلوار

حىت يكون أبلغواختلفوا هل يشرتط أن يكون ذلك املعىن املستعار منه

أن ذلك ليس : والصحيح: زانلالستعارة؟قال السمرقندي من احلنفية يف املي

كماشرطوا يف صحة ا�از كون املعىن ا�ازي )26(.بشرط، وإن كان هو الغالب

يف األصل كالشجاعة اليت هي صفة مشهورة لألسد والبالدة اليت هي مشهورا

األقرب أنه ال يشرتط ذلك حىت تصح :صفة مشهورة للحمار، وقال الزركشي

)27(.خر صفة مشهورة لألسدتسميته أسدا، وإن مل يكن الب

:دراسة االستعارة حديثا :ثالثا

حديثاجيد اجتاهني يف البحث املؤلفةمن ميعن النظر يف الكتب البالغية

:االستعاري


190

ويتمثل يف الدراسات األكادميية التقليدية اليت تعرض : اإلجتاه األول

حسن (األستاذ و ) شوقي ضيف(املوضوع عرضا تأرخييا، ولعل ماكتبه األستاذ

جتاه، والدراسة ا�ازية ميثل هذا اال) فضل عباس(واألستاذ ) حبنكة امليداين

التقليدية تقوم على نظرية النقل والعالقة، وقد جرت العادة يف البالغة العربية أن

متيز بني ا�از واالستعارة بوجود عالقة املشا�ة فيها وعدم وجودها يف أنواع ا�از

.األخرى

فقد سلكه أساتذة آخرون حاولوا االستفادة من البالغة : الثاينجتاهالا و

، حيث وقف وقفة )مصطفى ناصف( األستاذ جتاهاالاألجنبية، وممن ميثل هذا

معارضة لتلك املفاهيم والتقسيمات مستعينا يف وقفته بآراء فلسفية عميقة،

من االستعارة، بدال :فاألستاذ مصطفى ناصف مييل إىل استعمال كلمة

إ�ا ((: جماز، ذلك ألن الكلمة األخرية مومهة رديئة يف اللغة العربية قائال:كلمة

تتضمن الرتك والنسيان واإلغفال على حني أن االستعمال االستعاري يتجاذبه

وال مييل األستاذ ناصف إىل االعتقاد بوجود مشا�ة موضوعية )28())الضدان معا

أن هناك تشا�ا قائما ((: ز فالقدماء يفرتضونتصلح لتمييز االستعارة من ا�ا

فهو يرى أن املشا�ة املوضوعية ال وجود هلا .)29(.))موجودا قبل اللغة اإلستعارية

ومن الواضح أننا لسنا أمام أشياء تتداعى الشرتاكها ((:يف االستعارة غالبا إذ يقول

املشا�ة يف صفة أو صفات، فاالستعارة بنت احلدس، واحلدس تعاطف يتجاوز

ومعىن ذلك أن كل العالقات ال وجود هلا يف املوضوع )30(.))وال يتقيد �ا

اخلارجي إمنا هي بنت احلدس، واحلدس سرعة يف الفهم واإلدراك، فما يكون

عندك غري متشابه يكون عند غريك متشا�ا، وما يكون عندك عدمي العالقة يكون

ول إن العالقات كلها التعدو أن تكون عند غريك قوي العالقة، ومن هنا ميكن الق

)31(.عنصرا إضافيا

وقد أيد بعض الدارسني للبالغة العربية كاألستاذ مهدي صاحل السامرائي

: توحي) جماز(أصل الفكرة ودليلها، ووجه وجاهة رأي األستاذ ناصف بأن كلمة


191

جانب معىن قدميا إىل معىن جديد، وهذا االختيار يعين إغفال جنوزأننا ((

أسد وقصدت الرجل الشجاع، فإنك مسوق ألن : حلساب جانب آخر، إذا قلت

تتصور أنك قد اجتزت لفظ الرجل وجعلت نصب عينيك اللفظ األخري وحده،

وإن كانت لفظة جماز توحي هذا الوحي فإن كلمة االستعارة ليست كذلك إ�ا ال

عار واملستعار توحي أنك بسبيل الرتك واإلغفال إ�ا توحي باجتماع املست

)32(.))له

وقد حاول السامرائي أن يعضد تأييده لوجاهة رأي األستاذ ناصف :هذا

االستعارة على األنواع ا�ازية كلها، :بأن رواد النقد والبالغة كانوا يطلقون اسم

معلال الدوافع وراء هذه )املصدرنفسه(ا�از فلم تستعمل يف أدبيا�م: أما كلمة

ا�از، : االستعارة أكثر توافقا ملضمون النقل من كلمة:كلمةاالستعاضة بأن

ومن ،مبعىن اإلعارة، تعليله بأن الكلمة األوىل توحي بصورة مباشرةمعضدا

ا�از : مفاهيم اإلعارة نقل شيء من مالك حقيقي إىل شخص مستعري، أما كلمة

.فال توحي �ذا املعىن بوضوح

ئي يف تعليالته ومعضداته، بل أرى أن ذلك وأنا ال أوافق األستاذ السامرا

كتمل ومل تىل طبيعة البحث البالغي وقتئذ، مبعىن أن دعائم هذا العلم مل إيعود

تستو على سوقه بل كانت يف مرحلة النضوج إىل أن جاء الشيخ عبدالقاهر

. اجلرجاين ففتق أكمامه وفتح كنوزه وحد مفاهيمه، واهللا أعلم

:بيه البليغ واالستعارة بين البيانيين واالصوليينالتش: لمبحث الثانيا

إحلاق أمربأمر يف صفة مشرتكة بينهما بأداة ملفوظة أو : التشبيه هو

فأجزاء التشبيه أربعة، املشبه، واملشبه به،ووجه .ملحوظة لغرص يقصده املتكلم

وأجزاءه قد تذكر مجيعها، وقد حيذف وجه الشبه أواألداة، وقد. الشبه، واألداة

فيتسع �ذا ميدان ،حيذف مع األداة وجه الشبه، ويبقى كل من املشبه واملشبه به

التخييل أمام العقل وتتضاعف املبالغة، ألن حذف أداة التشبيه أفاد أن املشبه

عني املشبه به إدعاء، وحذف وجه الشبه جيعل النفس تذهب كل مذهب يف


192

يه اسم التشبيه البليغ، وقد يلحق تقدير الوجه ولذا أطلق البيانيون على هذا التشب

املشبه باألداة والوجه يف احلذف ويبقى املشبه به فقط ولكن الجيري اسم املشبه

صم بكم عمي ﴿:به على املشبه، إذيكون املشبه مقدرا منوياكما يف قوله تعاىل

: وكما يف قول عمران بن حطان)33(.﴾ فـهم ال يـرجعون

)34(.احلروب نعامة فتخاء تنفرمن صفري الصافرأسد علي ويف

هو (، و)هم صم بكم عمى:(فقد حذف املشبه يف اآلية والبيت وتقديره

يف وقت السلم، واحلذف على تقدير املشبه وإرادته اليؤثر يف قوة ) أسد

به املبالغة،واليغري من مرتبة التشبيه خبالف حذف املشبه ونسيانه وإجراء اسم املش

كلمت أسدا فإنه يؤثر ويغري جمرى الكالم، وختتلف صياغة اجلملة :به عليه حنو

.اليت اشتملت على التشبيه البليغ

وقد ذكرالبالغيون أن االسم إذاقصد إجرائه على غريما هوله ملشا�ة

:بينهما كان ذلك على وجهني

لقيت أسدا أي رجال: كقولك أن اليكون املشبه مذكورا: أحدمها

.، ووردنا حبرا، أي كرميا ، فالخالف يف أن هذا استعارة التشبيه شجاعا

، فاسم املشبه به إن كان خربا ، أو مقدرا ان يكون املشبه مذكورا : الثاين

، أويف حكم اخلرب بأن يقع الطرفان مفعولني لفعل من )زيد أسد(عن املشبه حنو

وخلته حبرا ، أسدا علمت حممدا (( واخلربمفعولني حنوأ األفعال اليت تنصب املبتد

و أسد، أ حبر، وكأنه إن حممدا : ن حنوأو كأ ، أويقع الطرفان معمويل إن ورأيته بدرا

مررت بزيد (:، أوصفة حنو)،ومضى سيفا أقبل حممد بدرا (: حنويقع املشبه به حاال

.وقد جرى ذهب األصيل على جلني املاء: حنو، أو مضافا )األسد

فجمهور البالغيني ، البالغيون يف هذا النوع من التشبيه البليغاختلفوقد

ملا فيه من قوة ، والبعض يرى أنه استعارة،يرون أنه مل خيرج من دائرة التشبيه

ودعوى االحتاد بني املشبه واملشبه به،فاألصح أنه يسمى تشبيها ،املبالغة

إلثبات لكالم موضوعا الاستعارة، ألن اسم املشبه به إذاوقع هذه املواقع كان ا


193

، فصوغ الكالم يف الظاهر )زيد أسد(:معناه ملاجرى عليه أونفيه عنه، فاذاقلت

إلثبات معىن األسد على زيد وهو ممتنع على احلقيقة، واذا امتنع إثبات معىن اخلرب

كان الكالم إلثبات شبهه من اجلنس )زيد أسد(:أو ما يف حكمه ملاقبله مثل

)35(. وهذا خليق بأن يسمى تشبيها، إلحداث التشبيهسم موضوعا فيكون اال

بدا يل : ( حنو ، أوفاعال )األسد مقبل: (سم مبتدا حنو أما إذا وقع اال

إليه ، أومضافا )مررت بأسد: ( حنوأو جمرورا ) يت أسدا أر : ( حنو، أو مفعوال )أسد

ثبات معىن وليس إل،، فالكالم موضوع إلثبات احلكم لألسد)يا ابن القمر: (حنو

فرتاق جيب ستعارة ال للتشبيه، وإذا افرتقا هذا اال فيكون صوغ الرتكيب لال،األسد

ا نفصل بني اخلرب والصفة يف العبارة والعبارة كما أن ،صطالحأن نفرق بينهما يف اال

تبيني : والصفة،إثبات يف الوقت للمعىن: ختالف احلكم فيهما بأن اخلربال

والذين عدوا التشبيه البليغ من . ت واستقروتوضيح وختصيص بأمر قد ثب

االستعارة من البالغيني معظمهم من املتقدمني حيث مل تكن معامل التشبيه

واالستعارة قد وضحت بعد، ولذا جندهم يطلقون االستعارة على بعض شواهد

.التشبيه، كما يطلقون التشبيه على بعض أمثلة االستعارة

تعليق العبارة على غري :ستعارة بأ�ايعرف اال) هــ368ت (فالرماين

مث يفرق بينها وبني التشبيه . ماوضعت له يف أصل اللغة على جهة النقل لإلبانة

ما كان بأداة مذكورة يف الكالم، واالستعارة ليست كذلك وهو�ذا : بأن التشبيه

االستعارة تليق العبارة((:جيعل التشبيه الذي طويت أداته استعارة يقول الرماين

والفرق بني . على غري ما وضعت له يف أصل اللغة على جهة النقل لإلبانة

بأداة التشبيه يف الكالم فهو على - ما كان من التشبيه -االستعارة والتشبيه أن

ألن خمرج االستعارة ، وليس كذلك االستعارة، مل يغري عنه يف االستعمال ،أصله

: يها من أشياءكل استعارة فالبد فو .له يف أصل اللغة] ليست[خمرج ما العبارة

فاللفظ املستعار قد نقل عن أصل إىل فرع . ومستعار منه،مستعار ومستعار له

وكل استعارة بليغة فهي مجع بني شيئني مبعىن مشرتك بينهما يكسب بيان . للبيان


194

إال أنه بنقل الكلمة والتشبيه بأداته الدالة عليه يف ،أحدمها باآلخر كالتشبيه

)36().)اللغة

: احلقيقة: (يف تفريقه بني احلقيقة وا�از يقول) هـ392ت(وهذا ابن جين

وإمنا .ما كان بضد ذلك: وا�از،ما أقر يف االستعمال على أصل وضعه يف اللغة

. االتساع والتوكيد والتشبيه: وهي،يقع ا�از ويعدل إليه عن احلقيقة ملعان ثالثة

ويف مثال ساقه بعد ذلك )37().فإن عدم هذه األوصاف كانت احلقيقة البتة

فمن ذلك قول النيب صلى اهللا عليه وسلم يف (( :يوضح هذه األوصاف إذ يقول

ليس جمازا بل هو حقيقة )هو حبر(فاملثال الذي ساقه ابن جين .))هو حبر: الفرس

.قر عليه األمر عند علماء البيان بل هو تشبيه بليغبالنسبة ملا است

فبعد أن عرض قضية أبلغية ا�از من احلقيقة : )هـ456ت(وابن رشيق القريواين

فصار التشبيه واالستعارة وغريمها ((: أدرج التشبيه يف ضمن أقسام ا�از إذ يقول

ا�از بابا من حماسن الكالم داخلة حتت ا�از، إال أ�م خصوا به أعين اسم

وهذا أمر )38(.))وذلك أن يسمى الشيء باسم ما قاربه أو كان منه سبب،بعينه

فقد وسع ابن رشيق يف معىن ا�از حيث أدخل ،غري مسلم به عند البيانيني

التشبيه مع االستعارة بل وأدخل غري التشبيه وغري االستعارة يف دائرة ا�از ومل

أنه انعطف أخريا ليتبع رأي السابقني الذي أشار يبني مقصوده من غريمها، إال

)39()).إال أ�م خصوا به أعين اسم ا�از بابا بعينه((: إليه بقوله


195

ولعل ) هـ366ت(وقد تصدى هلذا اخللط علي بن عبدالعزيز اجلرجاين

من أبرز مباحث ا�از عند القاضي اجلرجاين حبث االستعارة فقد أفاض يف ذكرها

ديدها والفرق بينه وبني ما يشبه �ا من فنون بالغية مث يقف وقفة وحتليلها وحت

ناقدة يبني فيها الفرق بني االستعارة والتشبيه ويضع حدا لإلستعارة أصاب فيه

ورمبا جاء من هذا الباب ما يظنه الناس استعارة وهو ((: كل اإلصابة ويقول

من االستعارة عد فيها تشبيه أو مثل؛ فقد رأيت بعض أهل األدب ذكر أنواعا

:قول أيب نواس

فإذا صرفت عنانه انصرفا واحلب ظهر أنت راكبه

رى هذا وما أشبهه استعارة، وإمنا معىن البيت أن احلب مثل ظهر، نانولس

أو احلب كظهر تديره كيف شئت إذا ملكت عنانه؛ فهو إما ضرب مثل أو تشبيه

تعارة ما اكتفي فيها باالسم املستعار عن األصل، ونقلت شيء بشيء؛ وإمنا االس

ومالكها تقريب الشبه، ومناسبة املستعار له . العبارة فجعلت يف مكان غريها

للمستعار منه، وامتزاج اللفظ باملعىن؛ حىت ال يوجد بينهما منافرة، وال يتبني يف

)40(.))أحدمها إعراض عن اآلخر

أول من نبه وتنبه هلذا الفرق الدقيق بني االستعارة والقاضي اجلرجاين هو

:والتشبيه البليغ، وهو يف كالمه اآلنف ذكره يقرر عدة حقائق

ــ رد خطأ من عد قول أيب نواس املذكور استعارة، والتنبيه على أنه تشبيه، 1

.وليس استعارة

. لغوي ــ التفرقة بني التشبيه وهو حقيقة لغوية وبني االستعارة وهي جماز2

االستعارة ال جيمع فيها بني طريف التشبيه بل البد فيها من إحالل املشبه ــ3

)41(.به حمل املشبه بعد حذفه ويستغىن باملستعارمنه عن املستعار له

يف وقد نظر الشيخ عبدالقاهر اجلرجاين يف هذه اخلالفات وعقد فصال

أن يضع ضوابط دقيقة ملفهوم الفرق بني التشبيه البليغ واالستعارة واستطاع


196

اعلم أن االسم إذا قصد إجراؤه ((: االستعارة والتشبيه وفروقا يفرق بينهما قائال

: على غري ما هو له ملشا�ة بينهما، كان ذلك على ما مضى من الوجهني

أن تسقط ذكر املشبه من البـني، حىت ال يعلم من ظاهر احلال : أحدمها

) وردنا حبرا (، وأنت تريد امرأة، و) عنت لنا ظبية: ( أن تقولأنك أردته، وذلك

وأنت تريد املمدوح، فأنت يف هذا النحو من الكالم إمنا تعرف أن املتكلم مل يرد

ما االسم موضوع له يف أصل اللغة، بدليل احلال، أو إفصاح املقال بعد السؤال،

ولذلك جتد الشيء يلتبس منه . .....،أو بفحوى الكالم وما يتلوه من األوصاف

....حىت على أهل املعرفة،

أن تذكر كل واحد من املشبه واملشبه به فتقول زيد أسد : والوجه الثاين

وهند بدر، وهذا الرجل الذي تراه سيف صارم على أعدائك، وقد كنت ذكرت

ين بعض الشبهة، فيما تقدم، أن يف إطالق االستعارة على هذا الضرب الثا

اعلم أن الوجه الذي يقتضيه . ووعدتك كالما جييء يف ذلك، وهذا موضعه

القياس، وعليه يدل كالم القاضي يف الوساطة، أن ال تطلق االستعارة على حنو

: هو تشبيه، وإذا قال هو أسد، مل تقل : زيد أسد وهند بدر، ولكن تقول: قولنا

إنه استعارة ال : شبهه باألسد، وتقول يف األول: ولكن تقولاستعار له امساألسد،

)42().)تتوقف فيه وال تتحاشى البتة

فكذلك فقل يف قولك :فإن قلت...(:(ل اجلرجاين ليتابع ويقولءويتسا

زيد أسد، إنه أراد تشبيهه باألسد، فأجرى امسه عليه، أال ترى أنك ذكرته بلفظ

ما تقول زيد واحد من األسود، فما الفرق بني احلالني، التنكري فقلت زيد أسد، ك

فاجلواب أن الفرق بني وهو . وقد جرى االسم يف كل واحد منهما على املشبه

أنك عزلت يف القسم األول االسم األصلي عنه واطرحته، وجعلته كأن ليس هو

قصدك التشبيه أمرا باسم له، وجعلت الثاين هو الواقع عليه واملتناول له، فصار

مطويا يف نفسك مكنونا يف ضمريك، وصار يف ظاهر احلال وصورة الكالم

- إن تـعلقه الوهم - ونصبته، كأنه الشيء الذي وضع له االسم يف اللغة وتصور


197

كذلك، وليس كذلك القسم الثاين، ألنك قد صرحت فيه بذكر املشبه، وذكرك

أن تتوهم كونه من جنس املشبه به، وإذا مسع السامع قولك زيد له صرحيا يأىب

أسد وهذا الرجل سيف صارم على األعداء، استحال أن يظن وقد صرحت له

بذكر زيد أنك قصدت أسدا وسيفا، وأكثر ما ميكن أن يدعى ختيـله يف هذا أن

ءته وإقدامه يقع يف نفسه من قولك زيد أسد، حال األسد يف جرا

وإذا كان األمر كذلك، وجب أن يفصل بني القسمني، فيسمى ......وبطشه،

)43(.))استعارة على اإلطالق، ويقال يف الثاين إنه تشبيه: األول

:التشبيه البليغ عند األصوليين

ذكرنا آنفا أن بعض البيانيني قد أطلقوا لفظ االستعارة على التشبيه

مييز بني االستعارة والتشبيه البليغ كثري من األصوليني، جاء يف البليغ، وممن مل

وأليب حنيفة رمحه اهللا أن احلقيقة وا�از من أوصاف اللفظ (( :سراركشف األ

بإمجاع أهل اللغة فجعل ا�از خلفا عن احلقيقة يف التكلم الذي هو استخراج

)44(.))جيريان يف املعايناللفظ أوىل مماذكرـ أي صاحباه ــ ألن احلقيقة وا�از ال

: أن من قال ململوكه الذي هوأكربمنه سنا: ويتضح الفرق بني املذهبني

هذا ابين،فإن اإلمام ذهب إىل أن اململوك صارحرا بقول سيده هذا،ألن قول

هذا ابين، فيمن هوأكربمنه سنا يستحيل محل الكالم على احلقيقة فيه، : السيد

هذا حر، وجبت الصريوة إليه : ابين، جماز متعني وهوهذا : وملاكان هلذا الكالم

عن لماكان ا�ازعندمها خلفا ف: لتعذر استحالة احلمل على احلقيقة،أما الصاحبان

احلقيقة يف احلكم، أن هذه العبارة تعد لغوا، اليرتتب عليها شيء، ألن العبارة مل

كربمن مالكه اليصح أن يكون املالك يف منزلة أب مملوك أتصادف حمال

)45(..سنا

فأنت ترى هذا الرتكيب الذي هو تشبيه بليغ عند البالغيني األصوليون

ومن ا�از ((: يعتربونه جمازا، واألكثر صراحة من ذلك ماجاء يف قواطع األدلة


198

تسميتهم الشىء باسم الشىء على معىن التشبيه، قال النيب صلى اهللا عليه وسلم

)46()).يف من سيوف اهللا عز وجلهو س: خلالد بن الوليد

والعالقة : - وهو بصدد سرد أنواع عالقات ا�از - ويقول الزركشي

الثالثة اليت سردها هياملشا�ة، وهي تسمية الشيء باسم مشبهه، إما يف الصورة

كإطالق اسم األسد على املنقوش يف احلائط بصورته، وإما يف املعىن كالصفة

وقد اجتمعت :(( اسم األسد على الشجاع، ويقول الظاهرة للحقيقة، كإطالق

فأخرج هلم عجال جسدا ﴿:املشا�ة يف الصورة والصفة الظاهرة معا يف قوله تعاىل

فإن العالقة جمموع الشكل )47(.﴾له خوار فـقالوا هذا إهلكم وإله موسى فـنسي

النيب أوىل بالمؤمنني من أنفسهم وأزواجه ﴿:تعاىلواخلوار، وإما بدون أداة، كقوله

ه من المؤمنني أمهاتـهم وأولو االرحام بـعضهم أوىل ببـعض يف كتاب الل

ن ذلك يف الكتاب والمهاجرين إال أن تـفعلوا إىل أوليائكم معروفا كا

أبو يوسف : مثل أمها�م يف احلرمة وحترمي املناكحة، وقوهلم: ، أي)48(﴾مسطورا

)49().)أبو حنيفة

وقد . بليغ عند البيانيني وليست جمازا تشبيهواألمثلة اليت ساقها الزركشي

جماراة عند كالمه يف االستعارة عن ) 792ت (رجع العالمة سعدالدين التفتازاين

من بليغا البالغيني السابقني وسلك مسلك األصوليني عادا مايعتربونه تشبيها

زيد أسد مستعمل فيما وضع له : يف قولنا سدا أقبيل االستعارة، ومل يسلم أن

فهو عنده استعارة كما يف ،وهو احليوان املفرتس، بل مستعمل يف معىن الشجاع

يف زيد أسد مشبه به سدا أإن : سكاكيقولنا رايت أسدا يرمي، ورفض قول ال

فوجب املصري إىل التشبيه نسان اليكون أسدا مستعمل يف معناه احلقيقي، ألن اإل

. إن ذلك إمنا جيب إذاكان أسد مستعمال يف معناه احلقيقي: حبذف أداته قائال

أما إذا كان مستعمال يف معىن الرجل الشجاع فال جيب ذلك ، ومما استدل به

أن املشبه به يف مثل هذااملقام كثريا مايتعلق به اجلار(( السعد على رأيه العالمة


199

: ، أي جمرتيء علي صائل، وكقولهأسد على واحلروب نعامة: كقوله وا�رور

)50(.))والطرياغربة علي أي باكية

وقد بىن السعد هذا الدليل على أن كلمة أسد جامدة فاليصح تعلق

)51(. مشتقا كمجرتيء ليصح تعلق اجلاروا�روربهمشبها اجلاروا�رور�ا،لذلك قدر

ومل يسلم البالغيون هذاالرأي وفندوا أصل دعواه ودليله، فقد فندها

ستعمال موضحا أنه اليتصور يف هذا اال) 816ت(العالمةالسيد الشريف اجلرجاين

)52(.زم عن االستعارة، بل هوجمازمرسل من إطالق امللزوم وإرادة الالتشبيه فضال

يف طرف اليصح أن يكون داخال جمرتئا : وبني ابن اليعقوب املغريب أن

يدخل وجه الشبه يف الطرف لعدم ألنه وجه شبه وال التشبيه كمايرى السعد،

والوجه سوى ... وإال طلب وجه آخر لصحة التشبيه (( :دخوله يف مفهومه قائال

)53().) بطلت االستعارة املبنية عليهعتباراالجرتاء، واذا بطل التشبيه على هذا اال

واستدالل السعد بتعلق اجلار وا�رور بأسد على أنه مستعمل يف معىن

جمرتيء مل يصمد أمام ناقديه ويف مقدمتهم السيد الشريف الذي بني أن تقدير

املشبه املشتق الضروة له ألن اجلاروا�رور ميكن أن يتعلق باألسد مبعناه احلقيقي

)54(. مايلزم األسد من اجلرأة على سبيل التبعية لألسدإذالوحظ

سلك يف تفنيد رأي ) هــ1230ت(أن العالمة حممد بن أمحد الدسوقي إال

حيث وضح أن اجلار وا�رور ميكن تعلقه بأداة التشبيه ، آخرالسعد مسلكا

سبة املقدرة ملافيها من معىن الفعل وهو أشبه،ويكون املعىن أنت تشبه األسد بالن

فإن جمنون )55(.﴾ما أنت بنعمة ربك مبجنون ﴿:إيل، كما قيل يف قوله تعاىل

)56(.)متعلق بأداة النفي أي انتفى ذلك بنعمة ربك

:االستعارة التبعية بين البيانيين واألصوليين: المبحث الثالث

: اىل قسمنيتنقسم االستعارة عند البيانيني انقساما أوليا

االستعارة يف اللفظ املفرد وهي اليت يكون املستعارفيها لفظا :سم االولالق

.)أقبل البدرالساطع(، ولفظ البدر حنو )رأيت أسدا (مفردا كلفظ األسد يف حنو


200

ىل تقسيمات متعددة باعتبارات إ تنقسم واالستعارة يف املفرد أيضا

اىل الستعارة يف املفردتقسيم :التقسيم االول: خمتلفة، وفيمايلي بيان لألهم منها

.املصرحة واملكنية

البيانيون يف االستعارات الواردة يف املفرد فرأوا أن اللفظ املستعار نظر

يؤتى به صرحيا للداللة به على غريماوضع له يف اصطالح به التخاطب، قد

شيء من صفاته، أو ولكن يكىن عنه بذكر يؤتى به بلفظه، يطوى فال بذاته، وقد

االستعارة التصرحيية، وهي اليت :البعيدة، فيسمى القسم االول القريبة أولوازمه

: صل املشبه به، مثل قوله تعاىلالذي هو يف األ يصرح فيها بذات اللفظ املستعار

الصراط هوالطريق، فقد شبه الدين بالصراط )57(.﴾اهدنا الصراط المستقيم ﴿

بقي أنهما وحذف املشبه به وهواالسالم ، و ىل اهلدف، يف كل مإجبامع التوصيل

سالم، طلقت على اإلأ املشبه به، وقداستعريت كلمة الصراط بذا�ا للطريق، و

.فهي استعارة تصرحيية للتصريح بذات اللفظ املستعار

االستعارة املكنية، وهي اليت مل يصرح فيها باللفظ :ومسي القسم الثاين

البعيدة ، أولوازمه القريبة خصائصه أو ه، أواتشيء من صف ذكر املستعار، وامنا

قضوا األميان بـعد تـوكيدها﴿: مثل قوله تعاىل فقد استعملت النقض )58(.﴾وال تـنـ

ن النقض يستعمل حقيقة لألشياء املادية، فشبهت أ جبانب االميان، وحنن نعلم

بشيء من لوازمه، أي أبقي ميان باحلبال جبامع الربط يف كل منهما، وقدرمز لهاإل

)59(.نقض يف احلقييقة من لوازم احلبالله صفة تدل عليه، وهي النقض ألن ال

:تقسيم االستعارة يف املفرد اىل أصلية وتبعية: التقسيم الثاين

سد، أ : ( مثل جامدا هي اليت يكون اللفظ فيها امسا : ـ فاالستعارة األصلية1

.)بدر،مشس

ية، وتقع هذه االستعارة يف غري أمساء األجناس وهي اليت االستعارة التبع ــ2

جارح، : ( مثلمشتقا مسا اأو ) اشرق، قتل: (مثليكون اللفظ املستعارفيها فعال


201

ورمبا تكون هذه التسمية . )، لن، علىيف(ثل من حروف املعاين مأوحرفا ) جمروح

)60(.من وضع اإلمام فخر الدين الرازي أيضا

تعارة كذلك بناء على دعوى أن االستعارة تعتمد ومسيت هذه االس

، وإذا كان األمر كذلك فإن التشبيه، والتشبيه إمنا يتحصل إذا كان املشبه موصوفا

.األفعال وما يشتق منها من الصفات غري القابلة ألن توصف مبفردها

ى البيانيون أ وكذلك احلروف إمنا ميكن وصفها إذا تعلقت بغريها، لقد ر

يف األمساء اجلامدة ومنهاأصل االستعارة وعالقتها يكون أوال تشبيه الذي هوأن ال

الفعل املاضي أو املصادر، وبعد التشبيه الذي يكون يف املصدريشتق من املصدر

املفعول، وبناء على هذا التصور اعتربوا مر، مث يشتق اسم الفاعل أواملضارع أواأل

تبعا لالستعارة يف املصادر، واجريت استعارة االفعال واملشتقات إمناكانت

ساس، وكذلك رأوا يف استعارة احلروف للداللة به االستعارات فيها على هذا األ

الذي يدل على الظرفية للداللة ) يف(على معىن حرف آخرمثل استعارة حرف

)61(.على، الذي يدل على االستعالء: على معىن حرف

الستعارة التبعية أنه من وقد ذكر السكاكي يف معرض احلديث عن ا

: ستعارات املكنيةاألفضل إذا أريد الدقة والضبط أن جيعلوا هذه االستعارة من اال

ولو أ�م جعلوا قسم االستعارة التبعية من قسم االستعارة بالكناية بأن قلبوا ((

نطقت احلال بكذا احلال اليت ذكرها عندهم قرينة االستعارة : فجعلوا يف قوهلم

ح استعارة بالكناية عن املتكلم بوساطة املبالغة يف التشبيه على مقتضى بالتصري

وإذا املنية : املقام، وجعلوا نسبة النطق إليه قرينة االستعارة كما نراهم يف قوله

أنشبت أظفارها جيعلون املنية استعارة بالكناية عن السبع وجيعلون إثبات األظفار

)62(.))هلا قرينة االستعارة

املناسبة أحب أن أشري أن الكتور مهدي السامرائي أشار إىل أن و�ذه

السكاكي مل ينكر االستعارة التبعية كما صورها الدكتور أمحد مطلوب؛ ألن إنكار

ستعارتني عرتاف �ا مع اإلشارة إىل مكان اجلمع بني االاالستعارة التبعية شيء واال


202

ولو أ�م جعلوا قسم ((: ن كالم الساكي نفسهوليس األمر كذلك أل. شيء آخر

صريح يف اإلنكار، وكذلك أشار ))االستعارة التبعية من قسم االستعارة بالكناية

األستاذ حممد تاويت كما نقله الدكتور السامرائي إىل ضيق أفق السكاكي بإرجاع

)63(.التبعية وا�از العقلي إىل االستعارة املكنية

فعل واملشتق بالتبعية حينا وقد عرض األصوليون قوع ا�از يف ال

تبعية االستعارة فيهما ال ل آخر، وممن مال إىل األول األسنوي، معوبغريالتبعية حينا

من الفعل واملشتق تابع ألصله وهو املصدر يف كونه حقيقة أو ألن كال ((: بقوله

جمازا، فإطالق ضارب مثال بعد انقضاء الضرب أو قبله إمنا كان جمازا؛ ألن

)64(.))زيد ذو ضرب جماز ال حقيقة: الضرب واحلالة هذه كقولناإطالق

واألصح أنه قد يكون يف ((: ورجح القاضي زكريا األنصاري الثاين بقوله

أي "واتبعوا ما تتلوا الشياطني" أي ينادي "ونادى أصحاب اجلنة ":املشتق حنو

. ة فال جماز فيهال يكون فيه إال بالتبع للمصدر أصله فإن كان حقيق: تلته، وقيل

)65(.))ممنوع قلنا احلصر

إلطالق الصالة مبعىن دعا تبعا ) صلى(ومثل ابن النجاراحلنبلي لألول بـ

: ومثل لغريالتبعية بإطالق املاضي مبعىن االستقبال حنو قوله تعاىل،على الدعاء

ونادى ﴿ و)67(.﴾أتى أمر الله فال تستـعجلوه ﴿ و)66(﴾ونفخ يف الصور ﴿

)69(. أي وينفخ ويأيت وينادي)68(﴾أصحاب اجلنة أصحاب النار

ن ماعده ابن إفاألصوليون يف هذااملصطلح خيالفون ماعليه البيانيون ف

يف الفعل بدون تبعية،هوبالتبعية عندالبيانيني، ألن ا�از جيري يف الفعل النجارجمازا

يف املصدر، وكأن التبعية عند األصوليني غريالتبعية عندالبالغيني بناء على جريانه

.واهللا أعلم

فقد بني األصوليون أن ا�از قد : أما خبصوص االستعارة يف احلرف

و يكون المجاز أيضا (( :يدخل احلرف بالذات أي أصالة جاء يف الكوكب املنري

هل أنـتم ﴿: ل عن األمر يف قـوله سبحانه وتـعاىل يف حرف فإنه قد جتوز بـ ه


203

ال جيري : وقيل .....أي فأسلموا وانـتـهوا﴾ فـهل أنـتم منتـهون ﴿ ﴾،مسلمون

)70(.))المجاز يف احلروف إال بالتبعية، كوقوع المجاز يف متـعلقه

وذهب اإلمام الرازي إىل أنه ال يدخل بالذات يف احلرف، ويعلله بأنه ال

يفيد إال بذكر متعلقه ودخول ا�از فرع عن كون الكالم مفيدا لكن يستعمل

فالتـقطه آل فرعون ليكون هلم ﴿: متعلق احلرف جمازا فيسري منه إليه كقوله تعاىل

)71(.﴾عدو�ا وحزنا

لتقاط بصريورته عدوا ملا كان جمازا كان إدخال الالم العلة عليه فتعليل اال

، وهذا راجع إىل جماز الرتكيب بضم احلرف إىل ما ال ينبغي ضمه إليه أيضا جمازا

: عند الرازي، ولكن األسنوي رفض هذا ألنه قد يوجد يف ا�از اإلفرادي حنو

ض تعليل الرازي عدم دخول ا�از بالذات كما رف). يرمي بالنشابرأيت أسدا (

ألنه يرتتب عليه أن احلقيقة مل تدخل بالذات يف احلرف بكونه غري مفيد،

)72(.أيضا

بأن ضم احلرف إىل ما وناصر القاضي زكريا األنصاري هذا الرأي حمتجا

واألصح : ((بالتبع يف الرتكيب إذ يقولال ينبغي ضمه إليه قرينة جماز اإلفراد ال جمازا

فهل ترى هلم من : بالذات حنو) احلرف(أنه أعين ا�از يف اإلفراد قد يكون يف

فالتقطه آل [ :باقية أي ما ترى وبالتبع ملتعلقه، وال يكون إال يف االستعارة حنو

وقيل ال يكون فيه إال بالتبع يف الرتكيب ال يف اإلفراد، وعليه ...... اآلية ] فرعون

ال يكون فيه ال بالذات وال بالتبع ألنه ال يفيد إال بضمه إىل اإلمام الرازي، وقيل

غريه، فإن ضم إىل ما ينبغي ضمه إليه فهو حقيقة أو إىل ما ال ينبغي ضمه إليه

فراد كقوله قلنا ال نسلم الشق الثاين بل الضم فيه قرينة جماز اإل. فمجاز مركب

)73(.)) أي عليها﴾وألصلبنكم يف جذوع النخل﴿ :تعاىل

ن الذي ينقدح يف ذهن املتكلم الفصيح صورة التشابه بني معىن أوالواقع

فعل ومعىن فعل آخر أوبني معىن اسم مشتق ومعىن اسم مشتق آخر، أوبني معىن

يدل عليه حبرف، ومعىن يدل عليه حبرف آخرفيستعري الفعل أواالسم املشتق أو


204

ذكرها البيانيون واليالحظ بباله سلسلة اإلجرات التحليلية اليت احلرف، وال ختطر

فعال وال يف املشتقات من األمساء وال يف احلروف، فماالداعي األهذه التبعية ال يف

االستعارة يف األفعال واالستعارة يف األمساء املشتقة واالستعارة يف احلروف العتبار

ا جراءات حتليلية اللزوم هلإطالة الطريق على الدارس لنصوص االستعارة بإتبعية و

وصوا بصرف النظر يف حبوث االستعارة عن أ ليه بعض املعاصرين وإ،وهذاما انتهى

استعارة كلمة بدل : ن نقولأصلية وتبعية، وحسبنا يف كل ذلك أىل إتقسيمها

)74(. أم حرفا أم فعال كلمة سواء أكانت امسا

.وصلى اهللا على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم

-----


205

شمالهوا

18: املستصفى .1

43/ 1:الربهان يف أصول الفقه .2

446: القاموس احمليط: وينظر). عور( مادة 618/ 4: لسان العرب .3

49: غافر .4

142/ 1، البيان والتبيني .5

414/ 2: احليوان .6

1/132:ا�از يف اللغة والقرآن الكرمي بني اإلجازة واملنع، عبدالعظيم املطعين:ينظر .7

88: تأويل مشكل القرآن .8

66: مهدي صاحل السامرائي. ا�از يف البالغة العربية، د: رينظ .9

75: البديع يف البديع البن املعتز .10

268: الكتابة والشعر: الصناعتني .11

68: ا�از يف البالغة العربية: ينظر .12

238: أسرار البالغة .13


462/ 1: ردالئل اإلعجاز، ت شاك: ، وينظر280: أسرار البالغة ىف علم البيان .15

67/ 1: دالئل اإلعجاز، ت شاكر .16

99: ا�از يف البالغة العربية، السامرائي:ينظر .17

2/59: كشف األسرار شرح أصول البزدوي: ينظر .18

119: تقومي األدلة يف أصول الفقه .19

43: النساء .20

36: يوسف .21

2/59: أصول البزدوي بشرح البخاري .22

62/ 2: كشف األسرار شرح أصول البزدوي .23

88: طه .24

3/70: البحر احمليط يف أصول الفقه:رينظ .25

1/551: ميزان األصول يف نتائج العقول:ينظر .26

72/ 3: البحر احمليط يف أصول الفقه: ينظر .27


206

4: الصورة األدبية،مصطفى ناصف .28

5:ة األدبية.الصور .29

14الصورة األدبية .30

85:نظرية املعىن،مصطفى ناصف .31

119 :ا�از يف البالغة العربية، مهدي السامرائي .32

18: لبقرةا .33

513/ 3: إميل بديع يعقوب. املعجم املفصل يف شواهد العربية د: ينظر .34

واستدراكات السعد على ،230: واسرارالبالغة،562: املطول وحاشية السيد عليه: ينظر .35

198: اخلطيب

85: النكت يف إعجاز القرآن:ينظر .36

444/ 2: اخلصائص .37

266/ 1: العمدة يف حماسن الشعر وآدابه .38

نفسهاملصدر .39

41: الوساطه بني املتنيب وخصومه ونقد شعره .40

بسيوين . ودراسات بالغية، د،1/148:ا�ازيف اللغة والقرآن الكرمي، عبدالعظيم املطعين: ينظر .41

100: عبد الفتاح


املصدر نفسه .43

1/77: سراركشف األ .44

2/85: وا�از يف اللغة والقرآن. 82: اصول البزدوي: ينظر .45

286/ 1: طع األدلة يف األصول، للسمعاينقوا .46

88: طه .47

6: األحزاب .48

3/71: البحر احمليط يف أصول الفقه .49

580: املطول .50

4/54: حاشية الدسوقي على شرح املختصر ضمن شروح التلخيص: ينظر .51

580: حاشية السيد الشريف: ينظر .52

ضمن شروح التلخيص،4/54: مواهب الفتاح .53

580:املطولحاشية السيد الشريف على : ينظر .54


207

2: القلم .55

ضمن شروح التلخيص،4/55: حاشية الدسوقي .56

7: الفاحتة .57

91: النحل .58

:ت(بغية اإليضاح لتلخيص املفتاح يف علوم البالغة، عبد املتعال الصعيدي : ينظر .59

520/ 3 ):هـ1391

111: وا�از يف البالغة العربية،�89اية اإلجياز : ينظر .60

237/ 2: والبالغة العربية اسسها وعلومها،359:خمتصراملعاين، التفتازاين: ينظر .61

384: مفتاح العلوم:ينظر .62

111: ا�از يف البالغة العربية: ينظر .63

133: �اية السول شرح منهاج الوصول:ينظر .64

52: غاية الوصول يف شرح لب األصول:ينظر .65

99: الكهف .66

1:النحل .67

44:األعراف .68

1/168:الكوكب املنري: ينظر .69

1/168:الكوكب املنري .70

8: القصص .71

132: �اية السول شرح منهاج الوصول:ينظر .72

52: غاية الوصول يف شرح لب األصول .73

2/240:البالغة العربية أسسها وعلومها، للشيخ عبدالرمحن حبنكة امليداين: ينظر .74

المصادر

أسرار البالغة، أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرمحن بن حممد الفارسي األصل، اجلرجاين .1

.حممود حممد شاكر،مطبعة املدين بالقاهرة، دار املدين جبدة:تعليق) هـ471: وىفاملت(الدار

البحر احمليط يف أصول الفقه،أبو عبد اهللا بدر الدين حممد بن عبد اهللا بن �ادر الزركشي .2

.م1994 -هـ 1414األوىل، : الطبعة دار الكتيب، )هـ794: املتوىف(

بن حممد املعتز باهللا ابن املتوكل ابن املعتصم ابن البديع يف البديع،أبو العباس، عبد اهللا .3

.م1990 -هـ 1410الطبعة األوىل : دار اجليل،الطبعة)هـ296: املتوىف(الرشيد العباسي


208

الربهان يف أصول الفقه،عبد امللك بن عبد اهللا بن يوسف بن حممد اجلويين، امللقب بإمام .4

–بن عويضة،دار الكتب العلمية بريوت صالح بن حممد :حتقيق، )هـ478: املتوىف(احلرمني

.م1997 -هـ 1418لبنان،الطبعة األوىل

هـ 1391: املتوىف(بغية اإليضاح لتلخيص املفتاح يف علوم البالغة عبد املتعال الصعيدي .5

.م2005-هـ1426: السابعة عشر: مكتبة اآلداب،الطبعة

امليداين، دارالقلم، دمشق، كة رمحن حسن حبنلعبدا سسها وعلومها وفنو�ا،أالبالغة العربية .6

.م2007، الثانية: الطبعة

.أمحد مطلوب،مكتبة النهضة بغداد،بدون طبعة وبدون تأريخ. البالغة عند السكاكي، د .7

البيان والتبيني،عمرو بن حبر بن حمبوب الكناين بالوالء، الليثي، أبو عثمان، الشهري باجلاحظ .8

.ه1423: وت،عام النشرة اهلالل، بري دار ومكتب)هـ255: املتوىف(

)هـ276: املتوىف(أبو حممد عبد اهللا بن مسلم بن قتيبة الدينوري تأويل مشكل القرآن، .9

. لبنان، بدون طبعة–إبراهيم مشس الدين،دار الكتب العلمية، بريوت : حتقيق

:املتوىف(تقومي األدلة يف أصول الفقه،أبو زيد عبد اهللا بن عمر بن عيسى الدبوسي احلنفي .10

-هـ1421األوىل، : العلمية،الطبعةخليل حميي الدين امليس،دار الكتب:حتقيق، )هـ430

.م2001

. حاشية الدسوقي على شرح املختصر ضمن شروح التلخيص،داراإلرشاد اإلسالمي، بريوت .11

.بدون طبعة وبدون تأريخ

ين، حاشية السيد الشريف اجلرجاين على املطول، علي بن حممد بن علي الشريف اجلرجا .12

.م2004تعليق أمحد عزو عناية، دار إحياء الرتاث العريب،لبان ط األوىل

احليوان،عمرو بن حبر بن حمبوب الكناين بالوالء، الليثي، أبو عثمان، الشهري باجلاحظ .13

.هـ1424الثانية، : بريوت،الطبعة–ة دار الكتب العلمي، )هـ255: املتوىف(

. م2006د،ممؤسسة اخلتار،القاهرة ط الثانية بسيوين عبد الفتاح فيو .دراسات بالغية د .14

دالئل اإلعجاز يف علم املعاين،أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرمحن بن حممد الفارسي .15

الدار -املكتبة العصرية ياسني األيويب، :حتقيق) هـ471: املتوىف(األصل، اجلرجاين الدار

.النموذجية

مد بن أمحد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي شرح الكوكب املنري،تقي الدين أبو البقاء حم .16

حممد الزحيلي ونزيه محاد،مكتبة :حتقيق) هـ972: املتوىف(املعروف بابن النجار احلنبلي

.م1997 -هـ 1418لعبيكان،ط الثانية ا


209

الكتابة والشعر، أبو هالل احلسن بن عبد اهللا بن سهل بن سعيد بن حيىي بن : الصناعتني .17

علي حممد البجاوي وحممد أبو الفضل : حتقيق )هـ395حنو : ىفاملتو (مهران العسكري

.هـ1419 بريوت، –إبراهيم،املكتبة العنصرية

.الصورة األدبية ،مصطفى ناصف، دار مصرللطباعة، بدون طبعة وبدون تأريخ .18

دار عروس األفراح يف شرح تلخيص املفتاح،�اء الدين السبكي، ضمن شروح التلخيص، .19

.بدون طبعة وبدون تأريخ بريوت،اإلسالمي اإلرشاد

: املتوىف(-العمدة يف حماسن الشعر وآدابه،أبو على احلسن بن رشيق القريواين األزدي .20

.م1981 -هـ1401اخلامسة، : د،دار اجليل،طحممد حميي الدين عبد احلمي :حتقيق) هـ463

زين الدين غاية الوصول يف شرح لب األصول زكريا بن حممد بن أمحد بن زكريا األنصاري، .21

.دار الكتب العربية الكربى، مصر ،بدون طبعة )هـ926: املتوىف(أبو حيىي السنيكي

قواطع األدلة يف األصول،أبو املظفر، منصور بن حممد بن عبد اجلبار ابن أمحد املروزى .22

حممد حسن حممد حسن :حتقيق) هـ489: املتوىف(السمعاين التميمي احلنفي مث الشافعي

.م1999/ـه1418األوىل، : عي،دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان،الطبعةمساعيل الشافإ

كشف األسرار شرح أصول البزدوي،عبد العزيز بن أمحد بن حممد، عالء الدين البخاري .23

.دار الكتاب اإلسالمي،بدون طبعة وبدون تاريخ): هـ730: املتوىف(احلنفي

الدين ابن منظور األنصاري لسان العرب،حممد بن مكرم بن على، أبو الفضل، مجال .24

.هـ1414 -الثالثة : بريوت،الطبعة-دار صادر): هـ711: املتوىف(الرويفعى اإلفريقى

براهيم املطعين،مكتبة وهبة إعبدالعظيم .ا�از يف اللغة والقرآن الكرمي بني اإلجازة واملنع، د .25

.م2007القاهرة

حتقيق حممد عبد ) هـ505: املتوىف(املستصفى ،أبو حامد حممد بن حممد الغزايل الطوسي .26

.هـ1413السالم عبد الشافی، دار الکتب العلمية، الطبعة االولی

املطول شرح تلخيص املفتاح، سعدالدين التفتازاين، تعليق أمحد عزو عناية، دار إحياء الرتاث .27

.م2004، ان ط األوىلنلب العريب،األوىل، : وب،دار الكتب العلمية،الطبعةإميل بديع يعق. املعجم املفصل يف شواهد العربية د .28

.م1996 -هـ 1417

مفتاح العلوم،يوسف بن أيب بكر بن حممد بن علي السكاكي اخلوارزمي احلنفي أبو يعقوب .29

الثانية، : لبنان،الطبعة-وتنعيم زرزور،دار الكتب العلمية، بري : تعليق )هـ626: املتوىف(

.م1987 -هـ 1407


210

دار املفتاح،ابن يعقوب املغريب،ضمن شروح التلخيص،مواهب الفتاح،يف شرح تلخيص .30

.بدون طبعة وبدون تأريخ. اإلسالمي بريوت اإلرشاد

:حتقيق ميزان األصول يف نتائج العقول يف نتائج العقول، عالء الدين السمرقندي، .31

.م1988، األوىل:ط ،بغداد عبدامللك عبدالرمحن السعدي، مطبعة اخللود،.د

.طفى ناصف،دار القلم، القاهرة، بدون طبعة وبدون تأريخنظرية املعىن ،مص .32

النكت يف إعجاز القرآن، علي بن عيسى بن علي بن عبد اهللا، أبو احلسن الرماين املعتزيل .33

حممد زغلول سالم،دار املعارف مبصر،ط . حممد خلف اهللا، د :قيقحت )هـ384: املتوىف(

.م1976الثالثة،

عبد الرحيم بن احلسن بن علي اإلسنوي الشافعي، أبو �اية السول شرح منهاج الوصول، .34

األوىل : ط لبنان، - بريوت –دار الكتب العلمية )هـ772: املتوىف(حممد، مجال الدين

.م1999 -هـ1420

: املتوىف(الوساطة بني املتنيب وخصومه،أبو احلسن علي بن عبد العزير القاضي اجلرجاين .35

مطبعة عيسى البايب ل إبراهيم، علي حممد البجاوي،حممد أبو الفض: حتقيق وشرح) هـ392

.احلليب وشركاه

-*-* -*-

ًﺎﺟذﻮﻤﻧ ةرﺎﻌﺘﺳﻻا - ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔﻐﻠﻟا...

Documents