قرا ﻌﻝا ﻲﻓ ﺔﻴﺌﺎﺸﻨﻻا ﻊﻴرﺎﺸﻤﻝا ﻲﻓ فﻴﻝﺎﻜﺘﻝا...

� �� ن� - �� ل A-(ا ��ء 2ا ��د: - ا��ار ��ص ار�� ا� 2018)، ا

431

أثر تطبيق الهندســـة القيمية على خفض التكاليف في المشاريع االنشائية في العراق

محمد حسن رشم كلية االدارة واالقتصاد

جامعة المثنى[email protected]

مؤيد أكرم أرسالن يات العامةوزارة االعمار واإلسكان والبلد

[email protected]

ستخلصالميهدف هذا البحث إلى استعراض التحديات والمعوقات التي تواجه تطبيق الهندسة القيمية في المشاريع

أيضًا . وقد تماالنشائية في البيئة العراقية وهي تحديات كبيرة تعود ألسباب عديدة فنية وٕادارية وسلوكية واجتماعية

إلى الجهود التي يمكن ان تبذل للتكيف مع البيئة الجديدة وتعزيز فرص النجاح فيها وذكر التجارب التطرق

والتطبيقات المختلفة لهذه التقنية على المشروعات االنشائية في الدول المطبقة وعرض عينة من دراسات حقيقية تم

ستتضمن الورقة عرض للنتائج المتميزة لتطبيق من خاللها تحقيق الجدوى االقتصادية من تطبيق الهندسة القيمية و

الهندسة القيمية على المشروعات والذي اتبع بتعميم بشأن تطبيق الهندسة القيمية على المشروعات الحكومية

وخلص البحث إلى طرح عدد من الدروس المستفادة من هذه التجربة القصيرة والثرية فيما يعين المهتمين بتطبيقات

التالي تحقيق االستفادة الكاملة من معطياتها.هذه التقنية وب

Abstract

Experts and specialists may consent that transferring a technique from external

environment i.e. east/west to be applied and settled in a local environment will lead to

many difficulties and requires tremendous efforts to accommodate such technique with

imported environment. Accordingly, this paper aims at highlighting challenges and

impediments facing the application of VE in civil projects in the Iraq environment; big

challenges caused by various technical, administrative, moral and social reasons. Also,

focusing on efforts exerted to accommodate the new environment, enhancing

opportunities for success, mentioning different experiments and applications of such

techniques on civil projects in Iraq, presenting a real case study by which economical

benefit is achieved through applying VE. Furthermore, the paper includes outstanding

http://dx.doi.org/10.24086/ cuesj.si.2018.n2a18

�!"� �$ #�د ��ص �� نا $%�& ��ار��-ا �و $ ا�� م ا)دار�� و ا� � *$ ا

(CIC-ADFIS’18) ،27 -28 ان ��+2018

432

results that accomplished after the progressive step of the Higher Economical Council

to adopt VE application on projects which is followed by the circular of Ministry of

Finance & National Economy relevant to the application of VE in governmental

projects.The paper concludes a number of useful lessons generated from such short and

rich trial that will certainly help those who concern about the application of this

methodology, therefore, attaining the ultimate benefits.

مقدمـــة

أحدثت التغيرات التكنولوجية للعمليات اإلنتاجية والتطورات التقنية وزيادة استخدام التكنولوجيا في

في النظم االدارية بما يالئم تلك األساليب الحديثة الشركات، وظهور المنافسة الحادة بين الشركات العالمية تطوراً

والحاجات المتزايـدة لمستخدمي المعلومات االدارية.

تؤدي نظام اإلدارة الجيدة دورًا أكثر حيوية في تحديد المعلومات التي تحتاجها اإلدارة الفعالة للمنظمة ،

الخاصة مع تزايد حدة التنافس التي واكبت ظهور وذلك بسبب النقلة العلمية الهائلة في أسلوب إدارة المنظمات

البيئة الحديثة للتصنيع ، وبذلك اتجهت اإلدارة الحديثة نحو التفكير في توجهات جديدة كرضا الزبون ، وكيفية

الوصول إلى عوامل النجاح األساسية مثل الكلفة ، والوقت ، والجودة .

رًا مع ظهور الكثافة اآللية واإللكترونية هي إدارية فجميع األنظمة واألساليب الحديثة التي ظهرت مؤخ

) ، وهندسة القيمة، وٕاعادة ABC) والتكاليف على أساس األنشطة (JITكلفوية مثل نظام اإلنتاج في الوقت المحدد (

هندسة العمليات، ولكن يجب أن تترجم هذه األنظمة واألساليب إلى معلومات ادارية ، من هنا كانت النظم اإلدارية

الدور الكبير والفعال في ترجمة هذه األنظمة إلى مقاييس مالية وغير مالية بما تساهم به من معلومات إدارية

لمساعدة اإلدارة .

ركز البحث الحالي على مفاهيم هندسة القيمة بوصفها أحد أبرز األساليب اإلدارية والتقنية الحديثة

بيئة األعمال لتحقيق الهدف الرئيس الذي تسعى إليه منظمات اليوم ، المالئمة لمواكبة التقدم العلمي والتغيرات في

والمتمثل في تلبية متطلبات ورغبات الزبون من خالل تحقيق هدفي: تخفيض كلفة المنتج ، وتحسين قيمته لنيل

تها رضا الزبون ، وهو المقياس األساس لنجاح المنظمات ، وكذلك فإن تجزئة المنتج إلى وظائف ومكونات ودراس

وتحليلها . أما أسلوب إعادة هندسة العمليات فيركز على حاجة المنظمات لتغيير عملياتها وأنشطتها .


433

مشكلة الدراسة

تتمحور مشكلة الدراسة على االجابة على التساؤالت التالية:

هل ان تطبيق مفهوم هندسة القيمة له دور في تخفيض التكاليف. -

ؤدي الى تحسين المنتج ونيل رضا الزبون.هل ان تطبيق مفهوم هندسة القيمة ي -

هل ان اسلوب إعادة هندسة العمليات يؤثر ايجابيا على المنظمة لتغيير عملياتها وانشطتها. -

اهمية الدراسة

تنبثق اهمية الدراسة من اهمية موضوعة الهندسة القيمية وهندسة العمليات وهي من الموضوعات الهامة

نها تؤدي دورا هاما في مساعدة ادارة المنظمة في تقليل الكلف وكسب رضا الزبون في االدارة الحديثة باعتبار ا

وبالتالي امكانية منتوجاتها على المنافسة. المنافسة.

فرضية الدراسة

تنطلق الدراسة من الفرضية التالية:

مية في المشاريع تطبيق الهندسة القيتلعب هندسة القيمة دورا هاما في تقليل الكلف وزيادة رضا الزبون عند

االنشائية في البيئة العراقية.

هدف الدراسة

تهدف الدراسة القاء الضوء على الطور التاريخي للهندسة القيمية وذلك توضيح مفاهيم الهندسة القيمية

ي واستعراض التحديات والمعوقات التي تواجه تطبيق الهندسة القيمية في المشاريع االنشائية في البيئة العراقية وه

تحديات كبيرة تعود ألسباب عديدة فنية وٕادارية وسلوكية واجتماعية.


(CIC-ADFIS’18) ،27 -28 ان ��+2018

434

الدراسات السابقة: المحور االول

أوًال: الدراسات المحلية

عنوان الدراسة الجامعة اسم الباحث السنة التسلسل

صالح الدين برزين شيخ محمد عزيز 2006 1استخدام هندسة القيمة وٕاعادة هندسة

فيض التكاليفالعمليات في تخ

ملخص الدراسة

أنصب اهتمـام الدراسـة علـى اسـتخدام أسـاليب تقنيـة حديثـة فـي المحاسـبة اإلداريـة والمتمثلـة بأسـلوب هندسـة

القيمـــة، وٕاعـــادة هندســـة العمليـــات لتحســـين قيمـــة المنتجـــات مـــن خـــالل تخفـــيض تكلفتهـــا كونهـــا مـــن العوامـــل الحاســـمة

راســـة فــي الشــركة العامـــة للصــناعات الكهربائيــة، وقـــد خلصــت الدراســة إلـــى لتحديــد الموقــف التنافســـي. تــم تطبيــق الد

ـــتم ـــى مســـتوى الكلفـــة المســـتهدفة ي ـــائج تمثـــل أهمهـــا فـــي إن تخفـــيض التكـــاليف لغـــرض الوصـــول إل مجموعـــة مـــن النت

باستخدام أساليب مختلفة معًا لتطبيق هندسة القيمة مع التحسين المستمر، وٕاعادة هندسة العمليات.


بغداد نور صباح حسين الشايع 2008 2دور هندسة القيمة في تخفيض كلف النوعية

وتحسين نوعية المنتجات


أشــارت الدراســة إلــى اســتخدام أســلوب تقنيــة هندســة القيمــة فــي تحســين نوعيــة المنتجــات مــن خــالل اســتبعاد

ورية التي ال تضيف قيمة للمنتج وتحليـل األداء الـوظيفي، وبالتـالي سـيتم تخفـيض كلـف النوعيـة، الوظائف غير الضر

تــم تطبيــق الدراســة فــي شــركة الفــداء العامــة / مصــنع تمــوز ، وقــد خلصــت الدراســة إلــى نتــائج كانــت أهمهــا تخفــيض

الكلف النوعية باستخدام أسلوب هندسة القيمة مع تحسين للمنتجات .


435

عنوان الدراسة الجامعة اسم الباحث لسنةا التسلسل

3 2006 صباح عبد الوهاب

النعيمي بغداد

تقنيات إدارة الكلفة االستراتيجية وتنفيذ وتقويم االستراتيجيات الوظيفية في بيئة األعمال المعاصرة


ــــذ وتقــــ ــــي اســــتعمال بعــــض تقنيــــات إدارة التكلفــــة لتنفي ويم االســــتراتيجيات تركــــزت مضــــامين هــــذه الدراســــة ف

الوظيفية، وكانت الشركة العامة لصناعة الزيوت النباتية مجاًال لتطبيق هـذه الدراسـة. وخلصـت الدراسـة الـى توصـيات

كثيــرة أهمهــا ضــرورة اعتمــاد الشــركة وضــع اســتراتيجيات ســواء علــى مســتوى الشــركة ككــل أم علــى مســتوى الوظــائف

لقيمـة، وبمـا ينسـجم مـع المتغيـرات والتطـورات الحاصـلة فـي بيئـة األعمـال (استراتيجيات وظيفية)، وعلى طول سلسلة ا

الخارجية للشركة.


بغداد جليل كاظم مدلول العارضي 2001 4التحليل االستراتيجي وأثره في تحقيق الميزة

التنافسية


الســتراتيجي بوصــفه مجموعــة مــن الوســائل التــي تســتعملها اإلدارة فــي تحديــد مــدى تنــاول الباحــث التحليــل ا

التغير في البيئة الخارجية وتحديد الميزة التنافسية، أو الكفاءة المميزة للمنظمـة فـي السـيطرة علـى بيئتهـا الداخليـة. وقـد

ــــة ) لغــــرض دراســــة الميــــزة التنافســــية، واســــتنPorterركــــزت الدراســــة علــــى اســــتراتيجيات ( تج الباحــــث أن لعامــــل البيئ

الخارجية أثرًا ايجابيًا ولكنه غير مباشر فـي االسـتراتيجيات التـي تـم دراسـتها، وكـان لعوامـل البيئـة الداخليـة أثـٌر مباشـٌر

فـــي اســـتراتيجيات قيـــادة الكلفـــة والتميـــز، كمـــا أن لـــه أثـــرًا مباشـــرًا وغيـــر مباشـــر فـــي الوقـــت نفســـه وبموجـــب اســـتراتيجية

التركيز.


(CIC-ADFIS’18) ،27 -28 ان ��+2018

436


5 2004 يعرب عدنان

السعيدي بغداد

تحليل استراتيجيات مصفوفة قيمة الزبون كمدخل لتحقيق الميزة التنافسية


تلخص هدف البحث فـي تحليـل اسـتراتيجيات مصـفوفة قيمـة الزبـون كمـدخل لتحقيـق الميـزة التنافسـية. إذ تـم

عمال معــايير كميــة ووصــفية لقيــاس الميــزة التنافســية. وتــم تطبيــق الدراســة فــي عينــة مــن الفنــادق، وهــي: فلســطين، اســت

وعشتار، وبابل، وقد حدد الباحث مواقع عينـة الدراسـة داخـل المصـفوفة مـن خـالل االعتمـاد علـى وجهـة نظـر الزبـون

لمتفوقــة فــي مجــال تحقيــق فــائض القيمــة تحقــق تفوقــًا فــي واإلدارة ودرجــة الفجــوة بينهمــا، وأظهــرت النتــائج أن الفنــادق ا

المعــايير الكميــة والوصــفية كافــة، وقــدم الباحــث العديــد مــن التوصــيات لعينــة الدراســة تمثلــت أهمهــا فــي تفعيــل نشــاط

الدعاية لديها ، وٕاتباع أكثر من أسلوب في الدعاية بما يسهم في تعزيز مكانة الفندق في السوق .


أوجــه ركــزت هــذه الدراســة علــى فلســفة كــل مــن تقنيتــي التكــاليف المســتهدفة، والتحســين المســتمر مــع بيــان

التكامــل بينهمــا، وأهميــة ذلــك فــي تحقيــق الميــزة التنافســية للشــركة. وكانــت شــركة واســط العامــة للصــناعات النســيجية

ميدانًا لتطبيـق هـذه الدراسـة. وتوصـلت الدراسـة إلـى مجموعـة مـن التوصـيات أهمهـا ضـرورة اسـتخدام تقنيتـي التكـاليف

ظــر إليهمــا كونهمــا منفصــلتين عــن بعضــهما، مــع تــوافر نظــام المســتهدفة والتحســين المســتمر بشــكل متكامــل وعــدم الن

معلومات متطور ودقيق في الشركة من أجل تطبيق التقنيات الحديثة للمحاسبة اإلدارية.


6 2006 عباس نوار

كحيط المستنصرية

تكامل تقنيتي الكلفة المستهدفة، والتحسين المستمر في استراتيجيات التنافس للوحدات

االقتصادية


437

ثانيًا: الدراسات العربية

عنوان الدراسة اسم الباحث السنة التسلسل

عبد العزيز بن محمد السحيباني 2007 1إلى تفعيل مفهومها هندسة القيمة هل من سبيل!!...


ركــزت الدراســة حــول مفهــوم هندســة القيمــة كتفســير لتلــك الكلمــة وبيــان أصــل معناهــا واشــتقاقها وبــين أهميــة

هندسة القيمة وخلـص إلـى نشـر ثقافـة مفهـوم هندسـة القيمـة وجـوب تطبيقهـا وتعميمهـا علـى المشـروعات كافـة وٕادخـال

ة على األنشطة كافة. مفهومها في العقود الحكومي


التحديات التي تواجه تنظيم وممارسة هندسة القيمة علي محمد الخويطر 2004 2


تناولت الدراسة تحديد وتعريف الصعوبات والتحديات التـي تواجـه تنظـيم وممارسـة هندسـة القيمـة وممارسـتها

لعربيــة الســعودية وخارجهــا، وخلــص إلــى وضــع الحلــول المناســبة لمواجهــة مثــل هــذه التحــديات وطــرح داخــل المملكــة ا

عدد من التوصيات واالفتراضات لألخذ بها لتنظيم ضوابط خاصة بممارسة تطبيقات هندسة القيمة على المشـروعات

بأنواعها المختلفة.

ثالثًا: الدراسات األجنبية

ان الدراسةعنو اسم الباحث السنة التسلسل

1 2007 WSDOT هندسة القيمة وتطبيقها في قسم النقل في والية

واشنطن


توصـــلت الدراســـة إلـــى أن هندســـة القيمـــة هـــي أداة للتحســـين المســـتمر وٕاضـــافة جماليـــة للتصـــاميم وخلصـــت

م النقــل فــي واليـــة الدراســة إلــى أن تطبيــق هندســة القيمــة ســـوف يعمــل علــى التحســين فــي الخــدمات المقدمـــة مــن قســ


(CIC-ADFIS’18) ،27 -28 ان ��+2018

438

واشنطن ، وأيضًا توصلت الدراسة إلى نتائج تطبيقات لبعض المقترحات من شأنها أن تحقق الكلفـة واعتمادهـا معيـارا

يؤخذ به لدى المشاريع األخرى .


2 2006 Caldwell عرض لتقنية هندسة القيمة

Technology Review of Value Engineering


أشــارت الدراســة إلــى المراحــل التــي يــتم تطبيــق هندســة القيمــة مــن خاللهــا مــع بيــان ماهيــة هندســة القيمــة ،

وتوصــلت إلــى أن هندســة القيمــة هــي تحليــل للوظــائف والكلــف وتقيــيم للتصــاميم الخاصــة بالمشــروع وٕان المراحــل التــي

تمر بها هي خطة عمل لهندسة القيمة .


3 1998 SAVE

المنظمة الدولية لهندسة القيمة معايير منهج القيمة

Value Methodology Standard


بينت الدراسة إلى أهم معايير منهج هندسة القيمة وتوضيح ألهم المصـطلحات المتعـارف عليهـا فـي هندسـة

المعايير تلك سوف تزيد من مفهوم منهج القيمة وتبين خطة عمـل مـنهج القيمـة المعتمـدة مـن القيمة وتوصلت إلى أن

المنظمة العالمية لهندسة القيمة وخلصت إلـى اإلمكانـات الواجـب توافرهـا فـي اختصاصـية القيمـة والواجبـات التـي البـد

أن تقوم بها المنظمة.

موقع الدراسة الحالية منها

بقة لــم تتطــرق الدراســات الســابقة بصــورة تفصــيلية لــدور هندســة القيمــة فــي تحليــل يالحــظ ان الدراســات الســا

الوظــائف فئــات والمكونــات لــذلك فقــد بينــت الدراســة الحاليــة هندســة القيمــة كأســلوب لتخفــيض التكــاليف وتحقيــق الميــزة

التنافسية.


439

: اطار نظري ومفاهيمي عن الهندسة القيميةالثانيالمحور

ةنبذة تاريخي :اوال

نشأة الهندسة القيمية في األربعينات الميالدية في الواليات المتحدة األمريكية ، وفي شركة جنرال إلكتريك

)General Electric على وجه ا لتحديد ، وهي الشركة التي كانت تتولى صناعة محركات سفن وغواصات (

) DODية ، ثم في وزارة الدفاع األمريكية (م تم تطبيقها في البحرية األمريك1954البحرية األمريكية ، وفي عام

) ، ومنها انتقلت إلى عدد من الهيئات والمنظمات GSAم ، وفي وكالة الخدمات العامة األمريكية (1958عام

م ، ثم اليابان واستراليا والهند وكوريا وغيرها من بلدان العالم.( 1975العالمية بدًء بأوروبا في عام

SAVE,1998:123 (

م تم اقتباس هذا التقنية وتطبيقها على مشروعات وزارة الدفاع والطيران بالمملكة العربية 1984ام وفي ع

م حيث تم تطبيقها على المشروعات 1984السعودية، واستمر جل التطبيق على المشروعات العسكرية حتى عام

). 27: 2004الخويطر,المدنية بمختلف أنواعها (

مية مفهوم الهندسة القي :ثانيا

منهج الهندسة القيمية من أهم وأحدث هذه البرامج والتي تم تطبيقها اآلن في الكثير من البالد المتقدمة

الهندسة القيمية تقنيا وتطبق حاليا في دول مجلس التعاون الخليجي العربي منذ ما يزيد على العشرين سنة. تعرف

مطابقتها ألهداف ومتطلبات المالك والمستفيد ومن ثم جهد جماعي منظم ألجل تحليل وظائف المشروع و " بأنها

. ابتكار بدائل تؤدي تلك الوظائف وتحقق األهداف بأقل تكاليف ممكنة دون اإلخالل بالجودة والوظائف األساسية"

فهي تقنية حديثة وعلم منهجي معروف أثبتت مكانتها ألنها تساعد على تقليل التكلفة وتحسين الجودة في آن واحد.

)29: 2010لموسوي,(ا

هو أسلوب علمي مدروس أصبح مستخدما بفعالية من قبل الكثير من الشركات إن أسلوب الهندسة القيمية

والمؤسسات الهندسية العالمية والمحلية. ونجاحها يعود إلى أنها تسهل على المالك اتخاذ القرار وتساعده على

ألهداف والمهام المطلوبة مع مراعاة الحصول على الحصول على أكبر عائد مادي وفي نفس الوقت تحقيق ا

الوظائف التي يرغبها المالك مثل الجمال والبيئة والسالمة والمرونة وغيرها من العوامل الهامة التي تفي أو تفوق

)22: 2006توقعات المالك والمستفيد. (عزيز,


(CIC-ADFIS’18) ،27 -28 ان ��+2018

440

أسباب زيادة التكاليف غير الضرورية ورداءة الجودة :ثالثا

ثير من األخطاء التي وقعت وتقع في معظم المشروعات اإلنشائية في جميع المراحل وخصوصا هناك الك

في المراحل األولى ومن النادر الحصول على عمل إنشائي متكامل يرضي المالك والمستفيد. ونتج من هذه

د على رداءة القيمية. األخطاء تكاليف زائدة وتكاليف غير ضرورية. وال يزال هناك الكثير من العوامل التي تساع

إن هذه العوامل (موضحة أدناه) تعتبر عقبات في طريق الحصول على القيمة الجيدة وأن أفضل طريقة للتغلب هذه

العقبات هي استخدام أسلوب العمل الجماعي المتبع في الهندسة القيمية بواسطة فريق عمل متعدد التخصصات

)31: 2008يع , مكون من جميع األطراف ذات العالقة.(الشا

إن االستغالل األمثل للموارد هو مطلب تزداد الحاجة له يومًا بعد يوم ألن معظمها إن لم يكن جميعها

قابل للنضوب ويزداد الطلب عليها باضطراد. ومن أجل هذا يصبح تطبيق منهج الهندسة القيمية على المشروعات

لعالمية الشديدة. وخصوصا إذا علمنا أن هناك الكثير من والخدمات وغيرها مطلب ملح للبقاء في ظل المنافسة ا

)44: 2006(النعيمي, - العوامل التي تساهم في زيادة التكاليف الغير ضرورية ورداءة الجودة والقيمة معا، ومنها:

غياب المواصفات المحلية •

قلة المعلومات (األهداف، المتطلبات، التكاليف) •

يم والمعاييرالمبالغة في أسس التصم •

)Safety Factorsالمبالغة في معامل األمان ( •

عدم االستفادة من التقنيات الحديثة. •

ضعف العالقات والتنسيق بين الجهات المعنية باتخاذ القرار. •

عدم تقدير وتحديد التكلفة في البداية. •

االعتماد على الفرضيات دون الحقائق. •

األولية وليس التكلفة الكلية.التركيز على التكلفة •

ضيق الوقت المتاح للدارسات والتصميم. •


441

منهج الهندسة القيمية :رابعا

Problem Solvingالهندسة القيمية أو إدارة القيمة هو أسلوب منهجي فعال لحل المشكالت (

Methodologyة على الفعالية ) ثبتت جدواها في معظم بالد العالم المتقدمة، حيث أنها تركز في البداي

)Effectiveness) عن طريق تحليل الوظيفة (Function أو الوظائف المطلوب تحقيقها وتحديد األهداف (

) ومن Goals, Objectives, Needs, Requirements and Desiresواالحتياجات والمتطلبات والرغبات (

) التي تجعل من المنتج أكثر قبوال، و Quality) عبر تحديد معايير الجودة (Efficiencyثم تبحث في الكفاءة (

Life Cycleأخيرا تسعى للحصول على ذلك بأوفر التكاليف الممكنة. والتكاليف هنا يعنى بها التكاليف الكلية (

Cost، LCC ,27: 2006) وليس التكاليف األولية فقط. (عزيز (

توطين الهندسة القيمية :خامسا

وتقديم البراهين العلمية والعملية الخاصة بتوطين الهندسة القيمية , باألرقام اآلن عودة إلى بداية الحديث

)Caldwell ,2006 ,131-133)(76: 2001ملتقى الهندسة القيمية األول، (

) كتب باللغة العربية عن الهندسة القيمية وجميعها مؤلفة من قبل ثالثة مهندسين 3تم حتى اآلن تأليف ثالث ( .1

من دول عربية.

) جامعات ومعاهد علمية في دول عربية.5رس نظرية الهندسة القيمية اآلن في خمس (تد .2

ا�وظ��

Function

��ا�

ا��

LCC

ا��دة

Quality


(CIC-ADFIS’18) ،27 -28 ان ��+2018

442

) مهندس عربي حصل على شهادات مهنية في الهندسة القيمية. ويعتبر هذا أنجاز متميز 70أكثر من سبعين ( .3

% من المتخصصين على مستوى 10للمهندس العربي، حيث أن عدد المتخصصين العرب يمثل أكثر من

مختص. 670لم البالغ عددهم حتى اآلن العا

أصبحت الدراسات القيمية تطبق على المشروعات الهندسية وفي برامج التشغيل والصيانة وفي العمليات اإلدارية .4

دراسة سنويا في دول الخليج العربي. ومنذ أول تطبيق لها في منطقة الخليج العربي عام 70-50بمعدل

) دراسة هندسة قيمية نتج عنها تحسين في جودة المشروعات 700ة (، تم إجراء أكثر من سبعمائ1978

) دوالر أمريكي.2الهندسية مع الحصول على وفر زاد على بليوني (

العوامل المؤثرة على نقل التقنيات الحديثة :سادسا

البيئة يكاد يتفق الخبراء والمتخصصون على أن نقل التقنية من بيئة خارجية ثم تطبيقها وتوطينها على

المحلية أمر يصاحبه كثير من المصاعب ، ويتطلب جهودًا كبيرة وجادة لتكييف تلك التقنيات لتتعايش مع البيئة

)32, 2004: (الخويطر ,المستوِردة ، وتعود إلى عوامل عدة منها

، وفي مجال اختالف البيئة : لقد كان ابتكار أسلوب الهندسة القيمية بدًء في الواليات المتحدة األمريكية .1

الصناعة على وجه التحديد، وبقي تطبيقها مقتصرًا على هذا المجال لما يزيد عن عقدين من الزمان ، ثم ُنقلت

كانت أول تجربة لها في العراق ، 1990إلى مجال اإلنشاءات ، وكل ذلك كان في نفس بلد المنشأ ، وفي عام

تحدة عنها في العراق ، فالواليات المتحدة تقف على رأس وما من شك أن بيئة التطبيق تختلف من الواليات الم

الدول المتقدمة تقنيًا ، بينما العراق ودول الجوار جزء من دول العالم الثالث أي من الدول

)52, 2010النامية.(الموسوي,

تراث قديم اختالف الحضارة : الحضارتان الغربية والعربية مختلفتان ، فحضارة العراق حضارة قديمة مستمدة من .2

تمر بقوة وضعف ، وليست هي اآلن في –وكما هو حال الدول –، قوامه مجموعة من المبادئ والقيم ، لكنها

مراحل القوة. في حين أن الحضارة األمريكية هي حضارة مادية بحتة ، وحضارة حديثة عمرها نحو مائتي عام

ة. ولذا فطبيعة العمل والجد فيها غير البيئة فقط. وهي تعيش في هذه الحقبة أوج وعنفوان قوتها المادي

) 52, 2010المحلية.(الموسوي ,


443

اختالف المجتمع : المجتمع العراقي ومثله العربي يختلف اختالفًا كبيرًا عن المجتمع الغربي ، فالمجتمع الغربي .3

واألبحاث ، بخالف مجتمعاتنا أكثر قابلية للتغيير ، وأكثر تحفيزًا لذلك ، وُيعمل اإلبداع في المجاالت التطويرية

التي ال تحبذ التغيير والتعديل والتبديل ، وتختلف نظرته لألمور ، وتزداد فيه النظرة العاطفية التي تنحي النظرة

الموضوعية في كثير من األحوال ، فضًال عن سوء الفهم لكثير من األمور ومن ذلك سوء فهم العالقات

األداء واإلبداع. ولعل من أسباب ذلك أن المجتمع الغربي خليط من مجتمعات االجتماعية مما يؤثر سلبًا على

كثيرة ، ومن جميع أنحاء العالم من أجل التطوير ، وأن عمر الدولة كلها قصير مقارنة بالحضارات

)Caldwell ,2006 ,102األخرى.(

ل مختصين وخبراء ال يعتمدون اختالف األنظمة: األنظمة في المجتمعات الغربية أنظمة مدروسة ومعدة من قبَ .4

بشكل رئيس على األنظمة المستوردة ، وٕان فعلت فمن بالد مشابـهة تناسب أنظمتها. كما أنها ذات طابع مرن ،

مما يعني إمكانية تغييرها أو تعديلها متى اقتضت المصلحة ذلك. بخالف الواقع هنا ، فكثير من األنظمة

ا ال يكون هناك تشابه بين العراق وبين تلك البالد التي استعير منها هذا استوردت من بلدان أخرى ، وكثيرًا م

النظام أو ذاك وبين هذه البالد. كما أن النظام هنا كثيرًا ما يأخذ صفة الرتابة والجمود حاليا ، وال يكاد يتغير إال

) 34, 2004في نطاق ضيق، وبعد جهد غير قليل.(الخويطر ,

يم التي تنبثق من خاللها النظرة العلمية والعملية في البلدان المتقدمة تنظر إلى األمور اختالف المفاهيم : المفاه .5

من زوايا مختلفة ، وهي أكثر ممارسة للنشاط المهني ، ولهذا تختلف نظرة المجتمعْين إلى الواقع والمستقبل ،

الجدية في العمل واألداء ، والدقة في ومن ذلك النظرة نحو المال العام مثًال والتفريق بينه وبين المال الخاص ، و

تطبيق األنظمة ، وكيفية التعامل بأسلوب الثواب والعقاب وأسلوب النقد والتطوير هناك ، والنظرة إلى الوقت

) 35-34, 2004واحترامه، وغير ذلك من فوارق كثيرة.(الخويطر,

مة الدول الصناعية والمتقدمة علمًا وتقنية، الفوارق العلمية والمهنية: إذا كانت المجتمعات الغربية تقف في مقد .6

وتزيد فيها أعداد المؤسسات التعليمية والتدريبية ودور األبحاث ومراكز التقنية، فإن الواقع هنا على الضد من

ذلك تمامُا فيما عدا بعض الجهود التي ال تكاد تذكر عند المقارنة. ولعل مما يزيد من فعالية مثل هذا في تلك

)35, 2004العدد السكاني وتباين المصادر والمشارب. (الخويطر , المجتمعات


(CIC-ADFIS’18) ،27 -28 ان ��+2018

444

المحور الثالث: التجارب والتطبيق

لقد كان لتطبيق الهندسة القيمية على األعمال المدنية في بعض الدول العربية نتائج متميزة من حيث:

تم تطبيق الهندسة القيمية على عدد من طبيعة التطبيق وبيئته، ونوعية المعنيين بالتطبيق والمتأثرين به. ولقد

)81: 2001ملتقى الهندسة القيمية األول، (المشروعات المدنية المختلفة في بعض الدول العربية ومنها:

مشاريع البنية التحتية. •

مشاريع المياه والصرف الصحي. •

مشاريع تخفيض منسوب المياه وتصريف السيول. •

الطرق والجسور. •

ي (مكاتب، منشآت تعليمية، مرافق صحية، منشآت صناعية، وغيرها).المبان •

األعمال الخدمية مثل: (مشاريع النظافة، التشغيل والصيانة، صيانة الطرق والمزروعات، التشجير والرصف •

واإلنارة، وغيرها.)

المدارس. •

المستشفيات. •

المنشآت األكاديمية الجامعية. •

عملي)سة القيمية (مثال استخدامات الهند :اوال

تستخدم الهندسة القيـمية في عمليات و مشاريع البناء فهي تقوم على تحليل التقنيات و األساليب و الــطـرق

المتبعة في البناء و اآلالت المستخدمة و طريقة التصميم و نوعية الجدران و شكل النوافذ و األبواب و , و

األفضل . فمثًال عند بناء جدار هنالك عدة أنواع من الطابوق والبلوك للحصول على الجودة المطلوبة بالسعر

المستخدم في بناء قواطع الجدران: طابوق أحمر فخاري, بلوك اسمنتي ,ثرمستون ,ألواح الجبس علي اطار معدني .


445

ران فكيف نقيم هذه النوعيات من المواد و نختار األفضل ألداء الوظيفية المطلوبة ؟ إن وظيفة الجد

الرئيسة هي حجز المساحات و الفصل بينها وهناك وظائف أخرى مــطـلوبة في مادة الطابوق للجدران و هي : حجز

الصوت ,العزل الحراري ,القوة و المتانة ,مقاومة التصدع و الشقوق ,الدقة في المقاسات ,سهولة البناء و االستخدام

و االعمال الصحية ,امتصاص الرطوبة . ,و خفة الوزن ,سهولة عمل التوصيالت الكهربائية

نقوم بتقييم الوظائف بصورة موضوعية بناءأ على مواصفات المواد والخبرة السابقة للمهندس المقيم من

خـالل الخبرة التنفيذية في الموقع ويمكن عمل جدول مبسط كالتالي:

مواد البناء الوظيفة

البلوك الكونكريتي

الطابوق الفخاري

نالثرمستو الحجر األحمر

الواح الجبس على أطار معدني

6 7 10 10 5 عزل الصوت

3 9 8 7 9 المتانة

7 5 9 8 8 المقاسات

8 4 9 9 7 التوصيالت

2 8 6 4 4 امتصاص الرطوبة

8 8 10 10 4 عزل الحرارة

0 10 9 9 10 مقاومة التصدع

9 4 9 8 10 سهولة البناء

43 55 60 55 57 مجموع النقاط المصدر : من اعداد الباحثان باالعتماد على المقابالت مع مهندسي المواقع

و يالحظ أن ترتيب األفضلية وفقًا لما يأتي: الثرمستون ،البلوك الكونكريتي, الطابوق الفخاري , الحجر

األحمر , ألواح الجبس على اطار حديدي .

أتي: بعد هذه الخطوة يتم تقيم أسعار المواد و فقًا لما ي


(CIC-ADFIS’18) ،27 -28 ان ��+2018

446

الف دينار للمتر 150الف دينار للمتر المربع الواحد. البلوك الكونكريتي بتكلفة 350الثرمستون بتكلفة

الف دينار 300الف دينار للمتر المربع الواحد ,الحجر األحمر بتكلفة 350المربع الواحد، الطابوق األحمر بتكلفة

دينار للمتر المربع الواحد . الف 125للمتر المربع الواحد ,ألواح الجبس بتكلفة

ومن هنا نالحظ مالئمة الطابوق األحمر للمباني فنيًا و اقتصاديًا , في حين يكون البلوك االسمنتي في

الدرجة األولى من الناحية االقتصادية و لذلك نالحظ أن األغلبية من الناس و الذين ال يهتمون بالعوامل الـفـنـيــة أو

وظائف الــتـشـغـيـل و الـصيـانة للمبنى خالل فـتـرة تشــغـيـلـه يـعـتـمـدون عليه في األبنية السكنية . عمر المبنى أو تكرار

وهذا جانب يجب االنتباه إليه من قبل المهندس المصمم و المشرف حيث أن زيادة بسيطة في سعر الطابوق

اد منها في وظيفة الجدار و المبنى بشكل األحمر تبرر استخدامه للمشاريع نظرا للميزات و الخواص التي يستف

شامل من ناحية زيادة عمر المبنى و متانته و التوفير في التدفئة و الراحة للساكن أو المستثمر.

مما سبق نجد أن هذا العلم يعتمد الجمع ما بين الكلفة الدنيا مع الجودة العليا معًا أو الكـلـفــة الدنـيـا

سلوب في االختيار ليس باألمر السهل فهو يعود على خبرة المهـنــدس الدارس و على للمشاريع لوحدها , وهذا األ

متطلبات المستثمر و المستخدم مع النظر لما يمكن حدوثه في المستقبل (تكالـيــف الصيانة) وهل هناك كلفة تراكمية

دام العائد من تطبيق أسلوب الهندسة أم كلفة قليلة عند استخدام هذا النوع من المواد بدًال من ذاك ..... إذًا ما

القيمية هو خفض التكاليف و زيادة الجودة فهو أسلوب مطلوب ال يمكن ألي شخص ان يرفض التعامل معه بل

)77, 2007سوف يرحبون بهذا االجراء. (السيحباني,

ل ,أي مهندس القيمة مهندس القيمية غالبًا ال يصمم و لكن تصله المشاريع بعد التصميم فيبدأ فيها بالتـــعدي

ــال و عــلــم الهندسة القيمية عليه أن يكون تصميمه تصحيحي أكثر من كونه تأسيسي , و قبل أن يدخل في مـجـ

حاصًال على بكالوريوس هندسة معمارية , ومن أجل دعم االقتصاد الوطني فإن التوسع في استخدام أســلوب و

في أجهزة الدولة و حتى لدى القطاع الخاص . تقنية الهندسة القيمية يصبح أمرًا مرغوباً

ان هناك عددا من الرؤى التي تدور ببال المختصين مثل الحديث عن الهندسة القيمية , وهي مدى تقـبــلـها

النتيجة التي تعود بعد تطبيقها وهل تطبيق مثل هذا العلم ضروري أم ال فكل شيء البد من دراسة الـــمنـاخ المحيط

و أرضيته قبل تأسيسه , فالكثير يعـتـبـر أن الهندسة القيـمـيــة هي ( للتقشف ) أو إللغاء أجزاء من أحد به وبيئته

المشاريع على حساب حجمه . ولــكـن الحقيقة أنها زيادة في حـجم المشاريع ككل ألنها تزيد من كميات المشروع أو

)89, 2002وع الذي تم التوفير منه. (السامرائي, أي مشروع اخر يتم اعتماده من حساب التوفير مشابه للمشر


447

ماليين دوالر 5متر مربع وتم توفير 10000مليون دوالر ستبني لــنا مشروعًا بمساحة 50فاذا فرضنا أن

ماليين 5(مثًال وجد مبالغة في مساحة الحديد أو زيـــادة عدد األبواب أو الكهربائيات دون فائدة ) وتم توفير الــ

مع المحافظة على الجـــودة ,واالستفادة لبناء أي مشـروع اخـر في موقع اخر ولقد وجد من الدراسات أنه في دوالر

بل أنه في شركة أرامكو 100حالة صرف سعودي واحد على دراسات الهندسة القيمية فسينتـج لنا عائدا بـ

), و يبدو أن 2004 ,102 (الخويطر , 400لى م حصلوا مقابل ال الواحد عـ 1998السعودية في عام

الكثيرين قد تعودوا على األسراف في حجم المشروع دون فائدة تذكر مقابل سوء في استخدام المشروع وعدم التنظيم

لهذا االستخدام , بل أنه على المستوى الشخصي لكل شخص فـهـنــاك هــدر ال طائل من ورائه في بناء المنازل

تند تصميم الـمـبـنـى الى مهـنـدس غــيـر دقـيـق أو الـى غير متخصص فسيزيد من كمية الحديد التي ال تزيد فعندما يس

من تحمل المبنى بل يظل تحمله كما هو ويزيد في كمية السمنت مادام أن ذلك على ظهر المالك الذي يدفع قيمة

المواد ويطالب المقاول باألداء والبناء فقط.

ت التحديا :ثانيا

قد يواجه تطبيق الهندسة القيمية في المشروعات االنشائية في البيئة العراقية تحديات كبيرة لعدد من

األسباب أهمها:

اختالف البيئتين ، إذا تم نقل هذه التقنية من بيئة تقف على رأس هرم التقدم وتوطينها في واحدة من المجتمعات .1

جوانب كثيرة. النامية ، ذات بيئة تختلف عن تلك البيئة من

أن أوج تطبيقها في الواليات المتحدة األمريكية كان في المجال العسكري (البحرية األمريكية). في حين أن .2

التطبيق الذي نتحدث عنه هو في المشروعات المدنية ؛ ولذا كان التحدي مركبًا من جانبين.

الفًا جذريًا عن البيئة المدنية.أن التطبيق السابق كان في البيئة العسكرية ، وهي بيئة تختلف اخت .3

أن التطبيق كان في بيئة متقدمة علميًا وٕاداريًا. وقد واكب هذا التحدي عدد من العقبات منها: .4

ضعف الحافز االجتماعي نحو الهندسة القيمية ؛ ألنها تقتضي تغيير ، والتغيير أمر غير مرغوب بوجه عام . أ

، وفي المجتمعات النامية على وجه الخصوص.

عف الحافز المادي الذي يتمثل في توفير التكاليف ، بسبب طبيعة النظر إلى المال العام. وتباين ض . ب

المشاعر نحوه ، وعدم الشعور بالعائد المباشر من وراء التطبيق.


(CIC-ADFIS’18) ،27 -28 ان ��+2018

448

أن التطبيقات على المشروعات الحكومية ، وهو مجال تضعف فيه الحوافز التي تعين على التطبيق ألسباب . ت

صر التالية:تتركز في العنا

–األسباب الفنية: اختالف نوع المشروعات في القطاع المدني واتساع رقعتها.(فمنها المنشآت ((كالمباني .5

والحدائق ، ...)) ، والمرافق ، والخدمات ، والتشغيل ، والصيانة ، وغيرها). -والجسور –والطرق

المحلية تغلب عليها العمل الروتيني ؛ والتركيز على األسباب اإلدارية: فالبيئة اإلدارية في األجهزة الحكومية .6

األعمال الجزئية دون االستراتيجية.

األسباب السلوكية: قلة الحوافز والدوافع التي تدعو إلى تبني مثل هذا النوع من الدراسات ؛ ألن مبدأ الثواب .7

والعقاب يغيب أو يكاد يغيب في مؤسسات القطاع العام.

د المجتمع على األسباب االجتماعية: .8 التركيز على شكل المشروع ومظهره ال على وظائفه األساسية ، وتعو

التباهي بأشكال المشاريع حيث تالحظ كثرة عبارات (أكبر ، وأفخم ، وأجمل ، ......) ، وليس ( أفضل ، أجود

، ... ). ومن أهم جوانب التباهي جانب التكلفة.

قها في العراقالتحديات المتوقعة عند تطبي :ثالثا

لألسباب المذكورة أعاله، فقد تواجه تطبيق الهندسة القيمية على المشروعات االنشائية في البيئة العراقية

معوقات فعلية حقيقية تكاد أن تعصف بالجهود المبذولة لتكييف هذه التقنية مع الواقع المحلي واالستفادة من

: برز تلك المعوقات المتوقعةمعطياتها في البيئة المحلية .فيما يلي عرض أل

عدم وجود خطط إجرائية محددة تساعد في عملية تنظيم المهنة وبالتالي االستفادة من تطبيقات هذه التقنية .1

على المشروعات.

عدم توفر اإلمكانات وصعوبة اتخاذ اإلجراءات الالزمة إلتمام ذلك التنظيم بالنظر إلى الطبيعة اإلدارية .2

ات القطاع العام.المهيمنة على مؤسس

مقاومة البعض لهذا المنهج ونتائجه لعدم رغبتهم في التقويم وتغيير الروتين الذي اعتادوا عليه، أو لعدم .3

قناعتهم التامة بجدواه.

قلة المباالة واالهتمام بتوفير المال العام وتحقيق وفورات على المشاريع التي تحت إدارتهم. .4


449

التطبيق .التردد في المبادرة باتخاذ قرار .5

الخوف من االقتراحات والتغييرات التي تترتب عادة على نتائج الدراسات القيمية وكيفية التعامل معها. .6

الوقت الذي قد تستغرقه الدراسة القيمية وتطبيق نتائجها والتأخير الذي قد يحدثه ذلك على مسار المشروع. .7

ه يجب أن يرأس فريق العمل أخصائي هندسة قيمية.قلة المؤهلين في تطبيقات الهندسة القيمية بالنظر إلى أن .8

عدم وجود آلية لتطبيق اقتراحات ونتائج دراسة الهندسة القيمية . .9

عدم منح الثقة للمهندسين العراقيين وٕاعطاء الفرصة لهم الكتساب الخبرات. .10

واعد بيانات وجود ضعف في المعلومات ومصادرها الالزمة للدراسة وصعوبة التنسيق في ذلك وعدم وجود ق .11

للتكاليف والمواصفات والمقاييس ونحوها.

ربما مقاومة بعض األطراف المعنية بالدراسة وعدم التعاون والتفاعل مع فريق العمل واألفكار التي يطرحها. .12

ال يوجد معايير واضحة ومحددة الختيار المشروعات دراسة الهندسة القيمية. .13

االستنتاجات والتوصيات

اتاالستنتاج أوال:

أن الهندسة القيمية أداة ترشيد فعالة وبرنامج تقييم هندسي منظم يتم استخدامه لتأكيد كفاءة األداء الوظيفي .1

وضبط التكلفة للمشاريع.

مرونة التطبيق على المشاريع بأنواعها المختلفة من إنشائية، وصناعية، واقتصادية، وٕاجرائية وغيرها. .2

رات مالية كامنة في المشروعات من خالل أسلوبها المتميز في طرح قدرة الهندسة القيمية على تحقيق وفو .3

األفكار والبدائل والتي ساهمت في خفض التكلفة الكلية للمشاريع ذات الميزانية العالية.

أهمية ارتباط برنامج الهندسة القيمية بأصحاب القرار وأن يكون في بيئة عملية مناسبة تكفل وتدعم حرية الدراسة .4

والتقييم.في الطرح


(CIC-ADFIS’18) ،27 -28 ان ��+2018

450

اقتران التطبيق بالتدريب والتأهيل من خالل عقد حلقات وورش عمل وتدريب على رأس العمل يتم تنفيذها بشكل .5

دوري.

أن استيراد التقنية الفنية أو اإلدارية من بيئة معينة بغرض تطبيقها في بيئة أخرى يتطلب عمًال كبيرًا البد أن .6

أسس موضوعية تـهدف إلى تـهيئة البيئة المستوِردة من الناحية يسير وفق برنامج علمي منهجي يعتمد على

الفنية واإلدارية واالجتماعية ، ومن ثم تطويعها لتشابه البيئة المصدرة لهذه التقنية أو تلك ، والتي نرى ضرورتها

وأهميتها في أي تجربة قادمة .

التوصيات :ثانيا

ا ترسيخ المفهوم ، تـهيئة األجواء لصنع القرار ، وطرح اآللية السعي إلى إيجاد آلية منهجية يمكن من خالله .1

المناسبة على عدد من أصحاب القرار في عدد من الهيئات والمنظمات في القطاعين العام والخاص ، ومن

ذلك إعداد عدة عروض بأشكال مختلفة ، منها القصير لكبار المسؤولين ، ومنها المتوسط (حلقات قصيرة)

عليا والوسطى ، ومنها ما يكون على شكل ندوات وورش عمل للمختصين من المهنيين (المعماريين لإلدارتين ال

والمهندسين وغيرهم) .

.SAVE International (IRAQ Chapter( السعي إلنشاء الفرع العراقي للمنظمة الدولية لمهندسي القيمة. .2

راقية بهدف توحيد الجهود ، وٕايجاد مظلة واحدة السعي إلنشاء شعبة الهندسة القيمية بالجمعية الهندسية الع .3

لفريق العمل لكي يستطيعون من خالله مضاعفة الجهد وتوجيهه إلى جميع الفئات التي تستفيد من الهندسة

القيمية.

تصميم برامج تدريبية مهنية ومتخصصة يتم اعتمادها من كل من وزارة االعمار واالسكان ووزارة التعليم العالي .4

لعلمي.والبحث ا

التركيز على المشروعات االستراتيجية الكبرى عند إجراء الدراسات القيمية ؛ من أجل تحقيق نتائج إدارية .5

واجتماعية ملموسة.


451

المشاركة في المنتديات والمؤتمرات العلمية. وتكثيف هذا النوع من المشاركات في عدد من اللقاءات ، .6

شر في توعية المجتمع ومن بينهم االدارة العليا.والمؤتمرات الهندسية ، لما لذلك من أثر مبا

إبراز منهج الهندسة القيمية. ويكون ذلك من خالل طرح تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال ، عرض .7

التجارب الناجحة في البلدان المطبقة لهندسة القيمية وبيان العوائد الفنية واالقتصادية التي تنعكس على

التغيير وقلة مخاطره.المؤسسة وبيان مزايا

أهمية العمل على إيجاد الحوافز المادية والمعنوية التي تعين األجهزة اإلدارية على تطبيق الهندسة القيمية، .8

مثل, تأكيد استفادة الجهة من الوفر المتحقق من تطبيق دراسات الهندسة القيمية,

لمناسب ,تخصيص الوظائف المناسبة لفريق تشجيع ودعم العاملين في هذا الحقل ، وتهيئة المناخ اإلداري ا .9

العمل , تحقيق االتصال المباشر بين فريق العمل االدارة العليا من أجل إحاطته دوريًا بمجريات العمل ،

وتذليل أي عقبات قد تقف في طريق العمل.

لة لدى أكثر ضرورة تجاوز العقبات , ويكون ذلك بالتعامل مع الواقع ، واستيعاب مقاومة التغييـر المتأص .10

الناس بالمثابرة والصبـر ، وعدم استعجال النتائج.

عدم اإلفراط في التوقعات ,كثيرًا ما يتوقع بعض العاملين نتائج مذهلة، وأن يتلقى أعمالهم اآلخرون بالقبول .11

المطلق، فإذا ما حصل شيء من عكس ذلك أصيبوا بخيبة األمل، وتناقلوا ذلك كثيرًا، وربما انعكس على

ئهم وأعمالهم.أدا

إدخال المادة في برنامج طالب الدراسات العليا في عدد من الجامعات العراقية/ كافة اقسام الهندسة . .12

المصادر

.2004الخويطر ، علي ، تطبيقات الهندسة القيمية المملكة العربية السعودية

تحليل القيمة ، رسالة دبلوم عالي في السامرائي ، أحمد عبد الدائم عمر ، تخفيض تكاليف المنتوج باستخدام أسلوب

.2002محاسبة التكاليف ، كلية اإلدارة واالقتصاد/ جامعة بغداد ،

هندسة القيمة هل من سبيل إلى تفعيل مفهومها / رسالة ماجستير/ بغداد السحيباني ,عبد العزيز بن محمد ,

/2007 .


(CIC-ADFIS’18) ،27 -28 ان ��+2018

452

لنوعية وتحسين نوعية المنتجات/ رسالة دور هندسة القيمة في تخفيض كلف ا الشايع, نور صباح حسين,

. 2008ماجستير/بغداد/

عزيز، برزين شيخ محمد، استخدام هندسة القيمة وٕاعادة هندسة العمليات في تخفيض التكاليف/ دراسة تطبيقية في

الشركة العامة للصناعات الكهربائية، اطروحة دكتوراه فلسفة في المحاسبة ، كلية اإلدارة واالقتصاد/

.2006ة صالح الدين ، أربيل ، جامع

.2001ملتقى الهندسة القيمية األول، ، سجل أوراق العمل، االمارات العربية المتحدة،

الموسوي, عدنان هاشم عيسى, هندسة القيمة والكلفة المستهدفة واثرها في خفض التكاليف وتحقيق الميزة

. 2010التنافسية/رسالة ماجستير/بغداد/

تقنيات إدارة الكلفة االستراتيجية وتنفيذ وتقويم االستراتيجيات الوظيفية في بيئة األعمال دالوهاب,النعيمي ,صباح عب

. 2006المعاصرة/رسالة ماجستير/ بغداد /

.2006وزارة الشؤون البلدية والقروية، ، الرياض، تقارير دراسات قيمية،

Alasheash, Saleh, Th.(1994), Value Engineering (VE) and Design Technical Review

(TR), SAVE Annual Proceedings, (www.value-eng.org).

Caldwell, J. (2006), Technology Review Value Engineering,

(http:technology.information.com).

قرا ﻌﻝا ﻲﻓ ﺔﻴﺌﺎﺸﻨﻻا ﻊﻴرﺎﺸﻤﻝا ﻲﻓ فﻴﻝﺎﻜﺘﻝا...

Documents