األنسنى الفكر فى مقاالتخيري د.حازم

إلى حبيبه.. تتم! لم أغنية

عالج من ماتت مصرية طفلة هى )حبيبه

األورام!( لعالج مصري معهد فى خاطيء

اليوم، ذكرى سوى أمس "ليساليوم..!" حلم سوى الغد وليس

جبران

2

المحتويات قائمةمقدمة.األنسنية. الذات األولى: بناء المقالةالعربي. العقل الثانية: هدر المقالةاألنسني. الفكر فى الثالثة: المرأة المقالةاألديان. لجوهر األنسني الرابعة: التثمين المقالةضفاف. بال أنسنية ـ سعيد الخامسة: إدوارد المقالة

الكتاب. مراجع أهم

مقدمة أن اليوم عليه قضي فقد االنسان، حياة وعاجزة، لقصيرة إنها

ـ نفسه هو ـ حياته نهر يلتقي أن عليه وقضي أحباءه، يفقد غداصحراءه! صور فجمال شتى، لهزائم بوابة الماضي على اإلنسان انكفاء

تظل عندما الخريف، روعة يماثل المتحركة غير الصامتة الماضي

3

قد النسيم من هبة أن رغم ذهبية، بفتنة السماء تحت تلمع األوراقتسقطها!

القصير اليوم يجعل الذي وحده هو السامقة باألفكار االعتزاز المستقبل إلى الدخول على والقدرة القوة اإلنسان ويمنح نبيال،

ـ، سعيد إدوارد الفذ األنسني تعبير حد على ـ مفتوحتين بذراعينمضمومة! بقبضة وليس

طريقي تعبيد وراءها من قصدت منها، البد كلمات كانت تلك وحده، العقل يخاطب ال هذا فكتابي الكريم، قارئي وعقل قلب إلى

الفكر جوانب بعض بمعالجة معني أيضا! فهو القلب ود يروم وإنما أمل على الوجود، فى قيمة كأعلى باإلنسان يقول الذى األنسني،

عالمنا فى آمنا مالذا المستقبل، فى له، السامق الفكر هذا يجد أنغيرنا! من إليه أحوج ـ يبدو ما على ـ فنحن العربي،

)وهى: بناء الكتاب هذا يضمها التى الخمسة للمقاالت سبق األنسني، الفكر فى المرأة العربي، العقل هدر األنسنية، الذات

ضفاف( بال سعيد/أنسنية إدوارد األديان، لجوهر األنسني التثمين وأظنها االنترنت، شبكة على متباعدة، زمنية فترات فى نشرت، أن

القت األمر ليسهل كتاب، دفتى بين بجمعها أغراني طيبا، قبوال ألكترونية مواقع فى نشرت أنها إذ مجتمعة، قراءتها أراد من على

متفرقة.

خيري حازم23/11/2008 فى القبة سراي

األولى المقالةاألنسنية الذات بناء

" للجميع متسع النصر موعد في" سيزير إيمي

للداللة المقال هذا في المؤلف يعتمده مصطلح "األنسنية"، في قيمة أعلى هو اإلنسان بأن القائلة اإلنسانية النزعة على

الدراسة مادة "اإلنسانيات" باعتبارها عن لها تمييزا الوجود، بمعنى أو والتاريخ، واآلداب والفنون باللغات تعنى التي الجامعية

اإلغريقية الكالسيكية المؤلفات دراسة باعتبارها حصرا أكثر

4

"اإلنسانوية" التي عن النزعة لتلك تمييزا والرومانية. وكذلك ادعائها. أو اإلنسانية إلى النزوع أو الميل على للداللة تستخدم

للمصطلح )كمرادف األنسنية مصطلح نحت في الفضل ويعود ترجمته إطار في طرابلسي، فواز ( لألستاذHumanism الغربي

)األنسنية كتاب وهو سعيد، إدوارد الراحل المفكر مؤلفات آلخر مصطلح نحت الوافية الترجمة اقتضت فقد الديمقراطي(، والنقد سعيد إدوارد أودعها التي الفكرية المضامين كافة يستوعب عربي في تأوج وقد واألدبي الفكري تطوره تبرز والتي األخير، كتابه

.(1)األنسني النهج التزامه الفهم، حق األنسنية مصطلح داللة فهم علينا الصعب ومن

مرت التي التاريخية والظروف اإلنسانية المشكالت عن بمعزل علينا يحتم ما وهو وفالسفة، مفكرين من استخدموه من بعصور

ما أول المصطلح، هذا أطلق الستخدامه. فقد األولى البدايات تتبع المفكرون يمثلها التي الفكرية الحركة على للداللة أطلق،

الشاعر أمثال من النهضة، عصر فيHumanists األنسنيون أوضح حركة . وهي)*(ورفاقه بتراركه فرنشسكو الكبير اإليطالي السلطة ومقاومة العقل، سلطان من اإلعالء إلى السعي سماتها

الوسطى القرون قيود علي التمرد أنصارها وسبيل والجمود،. (2)وتحطيمها

باعتماد مظهر إسماعيل المصري المفكر اقتراح ويظل ،Humanism الغربي للمصطلح ترجمة األنسنية، وليس النشورية،

ترجمة األنسني، وليس النشورى، اعتماد اقتراحه وكذلك تلك مضمون عن تعبيرا األكثر ،Humanist الغربي للمصطلح

بمعنى النشور من سلفا. فالنشورية إليها المشار الفكرية الحركة الغربي المصطلح إليه قصد عما تعبيرا األكثر هي وبالتالي البعث،

)المظلمة القرون رقاد من اإلنسان وبعث القديمة اآلداب إحياء من3) .

شأنها النهضة، عصر مطلع في النشورية أو األنسنية والحركة السائدة األوضاع تقييم أعادت أخرى، ثقافية ثورة أي شأن ذلك في على خلعه الذي المعنى تحدت أن تلبث لم ثم الوسيط، العصر في

في األولى الشرارة العصر. وكانت ذلك في الالهوت زعماء الوجود النشوريين، أو األنسنيين المفكرين من جماعة نهوض الثورة واإلنسانية. اآلدمية المفاهيم مع يتفق للحياة تفسيرا أعلنت

أنه غير األمر، أول استحياء على اإلعالن ذلك جاء الحال وبطبيعة الجماعة تلك مضت بعد. إذ فيما جرأة أكثر أضحى أن يلبث لم

الدين رجال به نظر الذي االزدراء تحدي في قدما األنسنية

5

األرض أن جزما وأكدت عالمنا، إلى الوسيط العصر في المسيحي وأنه للغاية، ثمينة هبة اإلنساني الوجود وأن طيب، جميل مقام كان اآلالم. ولما تجار لذلك يروج كما وبغيضا عرضيا أمرا ليس

منطقهم لدعم التجئوا األنسنيين فان الوضع، نفس للقدامى الحركة اتخذت ثم ومن والالتين، اإلغريق نفوذ إلى ءالجري

القديم. ويمكن التراث إحياء شكل الحاجة تلك زاوية من األنسنية من جماعة بتراركه، من ابتداء الثائرين، األنسنيين أولئك اعتبار

في بعضهم تردد على ونجحوا والتبصر، باإلدراك اتصفوا المجددين، ألسنتهم: "أيتها قبل معقوله صارخة الوسطى، القرون قيود سحق. (4)نعشقك" إننا.. الحرية

وساعد فاتحة، قوية األنسنية الحركة انطلقت النحو هذا على الحدث لهذا األنسنيين استقبال رغم الطباعة، آلة اختراع ذلك على وهو أهمية، يقل ال آخر لحدث استقبالهم برود يماثل ببرود

األنسنيين أن في شك ثمة الجغرافية. فليس االستكشافات انهم الطباعة! بل باختراع يبتهجوا أن عن أبعد كانوا الثائرين،

فسبزيانو لنا ضربه ذلك، على واضح مثل البداية! ولدينا في عادوها الخامس القرن في النبيلة األفكار ذوي أحد وهو دابستيتشي، وقت في أي فقط،1498 عام في توفي فسبزيانو أن عشر. فمع

ظل وقد نراه التقدم، من طيبة درجة فيه بلغ قد الطباعة فن كان ذكر فقد فحسب، ذلك عمره. ليس نهاية إلى الطباعة من يتوجس

كان أوربينو، الدوق وهو ونصرائه، حماته من واحدا أن فسبزيانو أصبح الموقف هذا أن مطبوعا. والحق كتابا يمتلك أن يخجل

لم الطباعة آلة أن رأوا األنسنيين ألن التالي، القرن في مستحيال بسرعة األوساط كل في تنتشر كتبهم راحت فبفضلها عدوتهم، تعد

يستغرق الطباعة آلة اختراع قبل الكتاب نسخ كان إذا البرق. ألنه اختراعها بعد النسخ وبمئات طباعته فان شهورا، أو عديدة أسابيع.(5)وضحاها عشية بين تتم أضحت

من األنسنية للحركة الطباعة آلة اختراع أسداه عما وفضال ماديا األنسنيين لدعم بدورهم اإليطاليون األمراء عمد عون،

والعامة! وذلك الكنيسة ضغط من كذلك وحموهم ومعنويا. بل الذي األمر الماثل، المقال اهتمام نطاق عن ذكرها يخرج ألسباب يكن لم إذ النهضة، عصر في األنسنية الحركة دعم في بقوة ساهم مدينة للحركة. ففي الثورية الطليعة سوى المدعومين أولئك

مساعدة وبفضل والفنانين، الرسامين أشهر أنجبت التي فلورنسا أعمال يترجم فيشينو مارسيليو األنسني المفكر راح األمراء،

مدينة في علمية أكاديمية أول تشكلت وتالمذته. وكذلك أفالطون

6

القسطنطينية سقوط بعد بيزنطة علماء كبار إليها هاجر فلورنسا، أفالطون لفكر األكاديمية تعصبت الفاتح. ولألسف محمد يد على عن إيطاليا إلى دخل الذي أرسطو فكر تدريس منعت أنها حد إلى

إيطاليا رشد. ومن وابن سينا كابن العرب، الفالسفة طريق فرنسا. إلى ومنهما وهولندا، ألمانيا في األنسنية الحركة انتشرت الفالسفة مؤلفات دخول المسيحي الدين رجال عارض وعندما

لهم قال المسيحية، أعداء جهة من آتية أنها بحجة المسلمين، التراث من يتجزأ ال جزءا يشكل الفكر الثائرون: "هذا األنسنيون تكن أيا منه، ونستفيد به نأخذ وسوف إليه، بحاجة ونحن اإلنساني،

. (6)منها!" جاء التي الجهة رجال يكن لم النهضة عصر في األنسني المفكر أن حقيقة

رجال كان بل فحسب، منهم وحيه مستمدا القدماء، كتب بما محيطا في ويحاكيهم حياتهم في يقلدهم جعله فتونا بالقدماء فتن قد

حركة أن جرم وتفكيرهم. وال لغتهم في بهم ويقتدي قناعتهم، كانت المنطقية، حدودها أقصى إلى أصحابها فيها أوغل متى كهذه وقوة. بحدة المسيحي الدين رجال من النيل إلى تتجه أن خليقة

بين بالتعارض القول شيوع على الحين ذلك منذ ساعد ما وهو األنسنيين مؤلفات في المسيحية والعقيدة األنسنية الحركة

"األنسنية" يتصف لمصطلح الفلسفي االستعمال أن وكتاباتهم. بيد عديدة فلسفية اتجاهات خالله برزت أنه ولو النسبية، بالحداثة اإلنسان تثمين على جميعها التقت المصطلح، تعريف في ودقيقة بقدرته إيمانها في تفاوتت أنها غير الوجود، في قيمة أعلى بوصفه مؤثرات ذلك في تحدوها طموحاته، وبلوغ آالمه تجاوز على منفردا العظيم الرواج يعدوعنها. التنويه حتى أو لذكرها مجال ال عديدة زيادة عن بآخر أو بشكل "األنسنية" مسئوال مصطلح لقيه الذي

االتجاهات أصحاب من مستعمليه عند معانيه في االختالف كثرة عن كذلك مسئوال كونه عن فضال المختلفة، الفلسفية إنما و فحسب، العامة أذهان في ليس المصطلح، حول االختالط

أيضا. والمؤلفين الكتاب من كثير لدى بما المأخوذين والمفكرين الفالسفة ببعض حدا ما وهو خصائص صياغة في حثيثة جهود لبذل وجاذبية رونق من لألنسنية

في اعتقدوا عالمية"، "أنسنية اعتباره على ااصطلحو لما بعينها المختلفة التعاريف في الواردة والتناقضات لالختالفات تجاوزها

عما األنسنية للفلسفة تمييزها في اعتقادهم جانب إلى لألنسنية، أن إلى تنوعها، على الجهود، تلك فلسفات. وذهبت من عداها

تقول فهى به، الالئقة المنزلة وينزله اإلنسان يحترم نهج األنسنية

7

التمحيص إلى تهدف أنها كما الوجود، في قيمة كأعلى باالنسان البشرية، وللطاقات البشري للعمل نتاج هي بما لألشياء النقدي كما الجمعي للماضي البشريين التأويل وسوء القراءة لسوء تحسبا

يمكن ال تأويل سوء يوجد ال األنسنية رحاب الجمعي. ففي للحاضر ال تاريخ كذلك يوجد ال و عقب، على رأسا وقلبه وتحسينه مراجعته

عذابات من فيه ما بكل بشغف وفهمه ما، حد إلى استعادته، يمكنوإنجازات.

بان القائلة األطروحة جذريا األنسنية تنسف أخرى، وبعبارة المستمر التجديد مع حتما يتعارض إتباعي أو تراثي هو ما تبجيل

األنسنيين أن نجد كمثال، التاريخ اتخذنا المعاصرة. وإذا للمعطيات على مفتوحا يزال ال التكوين، قيد محسوم، غير مسارا يرونه

قدره حق المقدر وغير المستكشف وغير والمتمرد الناشئ حضور صانع هو اإلنسان أن يرون أنهم تحديات. كما من يطرحه وما

القائل المبدأ وفق عقليا، اكتناهه على قادر فهو ثم ومن التاريخ، وجهة من نراه باألحرى، أو صانعوه، نحن ما فقط ندرك كبشر بأننا الكيفية تعرف أن يعني ما شيئا تعرف فأن الصانع، اإلنسان نظرالشيء. ذلك صنع بها التي

ــني وطبقا ــعيد، إدوارد الفذ لألنس ــنية ليست س طريقة األنس وســيلة هي وإنما دومــا، وأحسســناه عرفنــاه قد ما وتأكيد لتــدعيم أنه على اليــوم لنا يقــدم مما للكثــير صــياغة وإعــادة وإقالق تساؤل نحو على ومشــفرة النقــاش، على مغلقة معلبــة، مســلمة، يقينــات

ــير ــدي، غ ــودة تلك فيها بما نق ــطلح فيما الموج آراء كونه على اص الثقافيــة. فثمة المحرمــات برقــائق تغليفها يجــري خالــدة وأعمــال مجموعة عن كناية والثقــافي الفكري عالمنا بان القول في صعوبة مضــطرب تنــافر انه فاألرجح الخبراء، خطابات من وبديهية بسيطة

هــذا روحها تلــبي أن حضــارة المحســومة. ولكل غير المدونات منــني النهج ــذا األنس ــود. وله ــارات في نلتمسه أن علينا المنش الحض

جميع بين واحــــدة تكــــون تكــــاد العامة فخصائصه المختلفــــة،.(7)الحضارات

أنسنية( )ذاتا أنسنيا اإلنسان يعد األنسني، المعيار وباستخدامــير لتبصــير وســعى األنســنية أدرك طالما ــا، الغ بها يســتأثر ولم بهــه، لفريق أو لنفسه ــ ــذا بعين ــ ــان يعد وك ــ ــتى ذاتا اإلنس ــ جهل لو ح

ــدرك ولم األنســنية، الحالة تلك في لكنه عنهــا، أعــرض أو كنههــا، ي المتخلفة المجتمعات في خاصة ـ ثقافيا. فالشائع مغتربة ذاتا يكون

حــرة ثقافة امتالك في الطـــبيعي حقه عن اإلنســان تنـــازل هو ـــ

8

ــورة، ــاء لذاته إراحة ومتط ــه! وإرض ــتخداملمجتمع ــار وباس المعيــه، ــرا يعد نفس ــدرك من كل آخ ــنية ي ــتأثر األنس أو لنفسه بها ويس أخذ دون للحيلولة نفسه الــوقت في جاهــدا ويعمل بعينــه، لفريق الوســائل بشتى عنها وتعميتها حياة، كنهج بها ثقافيا المغتربة الذات

باألنســنية. األخذ ثمــار جــني من الذات تلك حرمان بهدف والسبل، األمــريكي والشــاعر األدبي الناقد أورده ما هنا بالثقافة والمقصــود

الصيت ذائع مؤلفه في ت. س. إليوت الجنسية يوالبريطان المولد شــعب حياة طريقة عنده فالثقافة الثقافة(، تعريف نحو )مالحظات

فنــون في الثقافة هــذه تظهر واحــد. و مكان في معا يعيش معين، عـــاداتهم وفى االجتمـــاعي، نظـــامهم وفى الشـــعب، هـــذا أبنـــاء

عام نوبل جائزة على الحائز إلليوت طبقا دينهم. و وفى وأعرافهم، ـــ الكثــيرون تكلم وإن الثقافة، األمور هذه اجتماع يكون ال ،1948

ــور صحيحا. فهذه هذا كان لو كما ـ للتسهيل ــزاء إال ليست األم األج الجسم تشــريح يمكن كما مــا، ثقافة إليها تشــرح أن يمكن الــتي

المختلفة األجــزاء مجمـوع من أكثر اإلنسان أن كما البشري. ولكن وأعرافها فنونها مجمــوع من أكــثر الثقافة فكذلك لجسمه، المكونة

ولكي بعض، في بعضــها يؤثر كلها األشياء الدينية. فهذه ومعتقداتها.(8)جميعا يفهمها أن يجب الفهم حق منها واحدا المرء يفهم

تنازل هو ـ المتخلفة المجتمعات في خاصة ـ الشائع إن أقول إراحة ومتطورة، حرة ثقافة امتالك في الطبيعي حقه عن اإلنسان

ليست ثقافة يكتسب التنازل هذا في لمجتمعه! وهو وإرضاء لذاته يصبح أنه أي حقا، ثقافته عليه تكون أن يجب ما أو الحقيقية ثقافته

األساسي المصدر صنعه. ولعل من ليست لثقافة مستهلكا تجار يلقيه ما هو الثقافي، اغترابه في ذاته راحة اإلنسان اللتماس

فريضة الثقافي اغترابه بأن يوهمونه ما عادة فهم روعه، في اآلالم في حقه عن طواعية التنازل إليه ويطلبون الصحيح، اإليمان يوجبها

إليه يطلبون زلفى! وكذلك و الله إلى تقربا ثقافته، وتطوير نقد عنه نيابة الحق هذا ممارسة سلطة بأعينهم آخرين بتخويل القبول

أنه واهية. وفاتهم حجج إلى ذلك في يستندون ما وغالبا غيره، وعن فما وأروعها، ملكاته أثمن تعطيل اإلنسان من يقبل أن يستقيم ال

يسكن الهي قبس إال ـ رجحانا اآلراء أكثر في ـ اإلنساني العقل يضرب ولظل رسالته، أداء عن اإلنسان لعجز ولواله صاحبه، جسد

قوة إبقائه سوى العقل تعطيل هدى. وما غير على الحياة في القائمة، األوضاع على تمرد أي كبت على تعمل أساسا، محافظة

ميل كل وتحارب السائدة، الثقافات بكل االحتفاظ إلى وتدعوالتغيير. إلى جذري

9

أن فمرجعه مجتمعه، إرضاء باغترابه اإلنسان التماس وأما ما غالبا وتطويرها ثقافته نقد في الطبيعي حقه عن اإلنسان تنازل

المغترب، واحترام تقدير على أفراده يصطلح مجتمع في يتم الضمانة هي السائدة الثقافة بأن الراسخ اعتقادهم في ويلتقون أيديهم إليها تمتد أن من أسمى وأنها هويتهم، لصيانة الحقيقية

عن جماعية بصورة يتنازلون ما عادة والتطوير. فالمغتربون بالنقد أحق يرونه من إلى وتطويرها ثقافتهم نقد في الطبيعي حقهم وعرا طريقا يتصورونه ما ارتياد على منهم وأقدر بذلك، منهم

أسلفت كما به وأقصد اآلخر، يقف ما بالمخاطر. وغالبا ومحفوفا ويعمل بعينه، لفريق أو لنفسه بها ويستأثر األنسنية يدرك من كل

كنهج بها المغتربة الذات أخذ دون للحيلولة نفسه الوقت في جاهدا تلك حرمان بهدف والسبل، الوسائل بشتى عنها وتعميتها حياة، اآلخر يقف ما غالبا إنه باألنسنية. أقول األخذ ثمار جني من الذات الذات تلك أخذ عدم وراء أي لألنسنية، المغتربة الذات إهدار وراء للذات الثقافي االغتراب لتكريس المحموم سعيه عبر وذلك بها،ويالته. بكل

يكن لم ـ المتخلفة المجتمعات في خاصة ـ اآلخر أن والحق في أمره. فاالغتراب على تعينه بعينها آليات وجود لوال لبانته ليبلغ ضمانا أكثر هو ما هناك وليس سدنته، من دائم لدعم حاجة

مثل له. فبدون ومنتظم دائم مؤسسي دعم وجود من لديمومته الدائم الرسوخ على الحفاظ بمكان الصعوبة من يصير الدعم ذلك

المؤسسية الصيغة تتخذ ما األذهان. وغالبا في االغتراب لفكرة تعني ال الكاتب يقصدها التي فالمؤسسية مختلفة، أشكاال

وزخم الموظفين من عرمرم وجيش ضخمة بنايات بالضرورة وبين المهيبة البنايات تلك بين ما تتراوح ولكنها بيروقراطي،

الدعائية بحرفيتهم االغتراب سدنة يصيرها بعينها، شخصيات أن يزعمون مقدسة، شبه رموزا لالغتراب ترويجهم ومهارة انقياد ييسر ما وهو خلفها، من وال يديها بين من ايأتيه ال الباطل

أعمى. انقيادا إليها المغتربين

يتسع مختلفة، أشكاال تتخذ المؤسسية الصيغة أن وكما عديدة. فتكريس مجاالت ليشمل المعنية المؤسسات تلك نشاط

قد كما محدودة آليات عبر فقط يتم ال للذات الثقافي االغتراب منها ومتنوعة عديدة آليات عبر يتم ولكنه الكثيرون، يتوهم

على اصطلح ما جانب إلى واإلعالمي، والتعليمي، البوليسي، اقتصار يعبر براء. وال منه والدين الدين إلى نسبة بالديني، تسميته

10

بكونها الكاتب قناعة عن بعينها آليات تعرية على الكاتب جهود بأنها الراسخة قناعته عن يعبر ما بقدر الرصد، في سهولة األكثر نتصور أن الذات. ولنا ذهنية في االغتراب ترسيخ في فعالية األكثر اآلليات تلك مثل تعوزه حين ثقيال زائرا الثقافي االغتراب يغدو كيف األبرياء، الضحايا إلى أخرى أحيانا وتحببه أحيانا تفرضه التي

رصدا يلي رؤوسهم. وفيما فوق غار إكليل أنه على لهم فتصوره:(9)للذات الثقافي االغتراب تكريس آليات أهم لبعض موجزا من يخلو مغترب مجتمع يكاد الالعنف: [ مؤسسات1]

حماية في فعالية األكثر الصد حائط باعتبارها العنف، مؤسسات الوظائف من غيرها و الوظيفة تلك أن الذات. إال غضبة من اآلخر

المغتربة المجتمعات في العنف مؤسسات تشتهر التي األخرى وظيفة وراءه يخفي فوالذيا ستارا كونها تعدو ال لها، المتميز باألداء

ـ محاولة ألية الوقائي اإلجهاض وهي أال وطأة، وأشد خطورة أكثر نيره من الذات وتحرير الثقافي االغتراب لقهر ـ ضآلتها بلغت مهما

عبر الوظيفة تلك العنف مؤسسات تؤدى أن الثقيل. والمعتاد تلك على الحفاظ بدعوى وغيرهم للبسطاء الدائم الترويع

البسطاء آدمية بإهدار إال تصان ال المجتمعات وكأن المجتمعات، الدائم الترويع أن أثبتت قد اإلنسانية ثقافيا. فالتجربة وتغريبهم الثقافي. لالغتراب سهلة فريسة ـ ليزا وال ـ منه جعل لإلنسان بحكم العنف، ارتكاب في البسطاء بعض يتورط الشديد، ولألسف

من هناك يكون أن يجب حيث العنف، مؤسسات في انخراطهماآلخر. عن نيابة السياسات لتطبيق ومستعد يرغب اآلخر سيطرة أدتاإلعالمي: التلقين [ مؤسسات2]

وسائل على المتخلفة، المجتمعات خاصة بعينها، مجتمعات في من المجتمعات تلك أبناء من العظمى الغالبية حرمان إلى اإلعالم الثقافي. اغترابهم تكريس وبالتالي ومواقفهم، آرائهم عن التعبير دور تحديد على المجتمعات تلك في إجماع يوجد ال أنه ورغم

العملية الممارسات أن إال اإلعالم، ووسائل الصحافة ومسئوليات تحدد نسبيا. و اختالفا مضمونها اختلف وإن موحدة، رؤية طرحت

في اإلعالم وسائل وسائر للصحافة األساسي الدور الرؤية هذه الشرح بدور للقيام وذلك اآلخر، يد في كأداة استخدامها ضرورة

والتطوير للنقد أداة كونها من أكثر لقراراته، والتأييد والتفسير على له موجه نقد أي يعتبر اآلخر أن عامة بصورة الجادين. ويالحظ

وأمن العام النظام عن الدفاع بزعم كله، للمجتمع موجه أنه نطاق على تستخدم التي المطاطة المفاهيم من وهما المجتمع،

غياب عليه ترتب المتخلفة. مما المجتمعات أنحاء شتى في واسع

11

لدى أو اإلعالم أجهزة في سواء الحقيقية، النقدية الرؤيةإليها. المشار المقهورة المجتمعات لتلك بالنسبة أو المسئولين

التعليمية المؤسسات تعدالتعليمية: [ المؤسسات3] االغتراب تكريس آليات وأخطر أهم من واحدة أشكالها بكافة

على أخطرها تكن لم إن المتخلفة، المجتمعات في الثقافي نفق لدخول الطفل بتهيئة تبدأ ما عادة التعليمية اإلطالق. فالرحلة

األسرة تتكفل وصارم. وقد منظم منهج عبر المظلم، االغتراب وقد مدرسته إلى الطفل فيدلف البائسة، المهمة تلك بإنجاز أحيانا أن شيوعا األكثر أن الثقافي. غير االغتراب لحياة تماما هيئ

سنواته في الطفل تهيئة في والمدرسة األسرة جهود تتضافر ال ما اغالب المغتربان فالوالدان ثقافيا، مغتربا يصبح ألن المبكرة سن في االغتراب أبجديات وليدهما تلقين في جهدا يدخران ـ يدركا أن دون ، األم لبن مع إياها يسقياه أنهما واألرجح مبكرة، بحتمية لديهما راسخ العتقاد وليدهما، على جنايتهما مدى ـ بالطبع أنهم المغترب. وفاتهم مجتمعه ومع ذاته مع الكفء للتعاطي تأهيله ال مشوها، مسخا ويحيلونه واإلبداعية النقدية قدراته يدمرون بذلك

تلبث ال تطويرا. ثم وال نقدا لها يملك فال ثقافته، على له سلطان األخرى التعليمية المؤسسات تضطلع عندما تكتمل أن المأساة

. وترسيخه االغتراب هذا تكريس بمهمة بمعدالت فيحتجون ذكرنا، ما صحة في اآلالم تجار يقدح وقد

حجة منها ويتخذون المتخلفة، المجتمعات في المرتفعة األمية أهم تكون تكاد التعليمية المؤسسات بأن الكاتب قول لدحض أن أقول وأخطرها. ولهؤالء الثقافي االغتراب تكريس آليات

باطل. فالكاتب بها أريد حق مقولة األمية معدالت عبارتفا االحتجاج للمدارس اإلشارة التعليمية المؤسسات حبمصطل يقصد لم

بيت إلى اإلشارة أيضا قصد ولكنه فحسب، والمعاهد والجامعات في تأثيرا واألكثر األولى التعليمية المؤسسة باعتباره األسرة

مسئولية في المشككين مزاعم يدحض ما الطفل. وهو المجتمعات في االغتراب تكريس عن التعليمية المؤسسات

ذلك، على األمية. عالوة معدالت ارتفاع إلى استنادا المتخلفة، تجبر نفسها األمية أن ـ يوم بعد يوما ـ اإلنسانية الخبرة تثبت

غالبا فاألمي المظلم، االغتراب نفق لدخول تلقائيا وتؤهله صاحبها أو الثقافي االغتراب تجنب من لتمكينه الالزمة القدرات يفتقد ما

المعرفة في الدائم اعتماده أهمها عديدة، ألسباب وذلك قهره، استقاء في الدائم ركونه جانب إلى به، المحيطين المغتربين على

بدورها تخضع التي والمرئية، المسموعة الوسائل إلى معلوماته

12

ارتفاع بأن القول يجوز أال أسلفنا. وأخيرا، كما االغتراب لسدنة غير البسطاء أمية ثمار يجني فمن لذاته، مقصودا األمية معدالت االغتراب لتكريس وسهلة رخيصة وسيلة األمية أليست ثم، اآلخر؟

نهوضها يتطلب التي التعليمية المؤسسات خالف على الثقافي، يظل حال، أية ؟! على باهظة نفقات و كثيرة جهودا المهمة بتلك

المجتمعات في التعليمية المؤسسات بأن قناعته على الكاتب بمزيد الزج على بقوة تساعد رديء، تعليم من تنتجه بما المتخلفة،

ال بإصرار وتحول المظلم، االغتراب نفق في األبرياء الضحايا من الصلد االغتراب حائط هدم على قادرة جديدة أجيال خلق دون ليك

امتالك في الطبيعي حقهم استرداد وبين المغتربين بين يحول الذيومتطورة. حرة ثقافة المرء حيرة في لعلالديني: التبرير [ محترفو4]

على حيا دليال والخطيرة، المهمة الجزئية لهذه صياغته إزاء وتردده والحق ـ يخشى فالمرء خطورتها، و الثقافي االغتراب مأساة عمق سبيال ومكان، زمان كل في أكثرهم وما اآلالم، تجار يجد أن ـ معه ال خبرة لهم وأن خاصة بها، والعبث كلماته مضمون تحريف إلى

عيونهم، أمام األوراق وخلط المغتربين مع التعاطي في بها يستهان تجد أن اآلخر. فهيهات لغير توفرت قلما ومتفرد، مذهل نحو على

لها يطيق ال راض، بها وهو بالية، غالئل في يرفل مغترب غير إنسانا فردوسا، مأساته يحسب مغترب غير إنسانا تجد أن تبديال! وهيهات

وحرفية مهارة على دليال يقوم ما الموت! وهو حتى أجله من يقاتل شفاء ال غصة نفسه وفى هذا الكاتب الصدد. يقول هذا في اآلخر تلك، لكلماته ظهره البريء القارئ يدير أن أسهل فما منها،

مع بتعارضها الماكر وزعمهم اآلالم تجار لغواية استجابة في باألبرياء الزج لهم تبيح التي تلك مقدسات المقدسات. فأي

دائما هو المألوف أن أذهانهم في اآلثم وترسيخهم االغتراب آتون خطأها؟! ثبت لو حتى يجوز، ال الشائعة اآلراء مخالفة وأن الحق

يبدي مغتربة بقعة كل في اآلخر إن أقول محموما حرصا عن النظر بغض لممارساته، الديني الغطاء توفير على وصارما

اآلالم تجار انصياع ذلك في مستغال الممارسات، تلك مشروعية وقد إال ، آخر يوجد يكاد لتوجيهاته. فال الدين بعباءة المتشحين

البسطاء يعتبرهم ممن طيب حظ على قبضته أحكم دينية. رموزا في الغضب مرجل يغلي لممارساته، هؤالء تبرير بدون أنه إلدراكه الثقافي االغتراب مهددا. ولعل وجوده ويصبح البسطاء، صدور المغتربين جانب من األعمى االنقياد في يتجلى ما أكثر يتجلى

أسيادهم، مصالح بدورهم يخدمون الذين التجار أولئك لدعاوى

13

لما وأوجاعهم. ونظرا المغتربين آالم حساب على ذلك جاء لو حتى بزعم والتكريم، اإلجالل أسباب من التجار هؤالء اآلخر به يحيط

عيون في مصداقيتهم من النيل عسيرا يبيت وتقواهم، صالحهم المصداقية تلك في للتشكيك محاولة أية تجعل لدرجة المغتربين،

اآلخر يغري ما غاليا. فغالبا ثمنها صاحبها يدفع مخزية، جريمة به، هو ليتكف أو أصنافا، الهوان فيذيقونه البائس بذلك المغتربين يكتفي ال المغتربين! وغالبا من الجزيل الثناء اآلخر يجنى وساعتها

دينية مؤسسات على سيطرته إلحكام فيعمد التجار، بأولئك اآلخربعينها.

مالئما مــدخال ذكــره ســبق فيما الكــاتب يــرى حــال، أية على ثقــافي لصــراع نتاجا كونه يعدو ال اإلنساني التاريخ تطور بأن للقول

ــذات أطرافه معقــد، ــذات األنســنية ال واآلخــر. أقــول المغتربة والــا، صــراعا ــوت لتعريف اســتنادا ثقافي ــثروبولوج إلي ــ للثقافة ياألن ـــ ذكــره الســابق ــاة شــاملة طريقة بأنها ـ كــون يعــني ما وهو ،للحي كما اإلنسان فاحتياجات الماركسيين، عند منه وأشمل أعم الصراع على المادية، االحتياجات تتجاوز فهي فحسب، مادية ليست أسلفنا وتــداخلها، جبهاته لتعــدد معقــدا، صــراعا وأهميتهــا. وأقــول خطرهاــذات لتبصير الساعية األنسنية الذات بين الصراع فهناك المغتربة ال

ــنية ــ اآلخر وبين اغترابهــــا، تكــــريس في اآلخر دور وتعرية باألنســدرك ــنية المـ ــريص لألنسـ ــاح دون الحيلولة على والحـ الـــذات نجـــاع في األنســنية ــذات إقن ــالتخلي المغتربة ال ــا، عن ب ــذا اغترابه وك باألنســنية نفســها المغتربة الــذات أخذ دون الحيلولة على الحريص

أو اســتخدام عن فيه اآلخر يتــورع ال مــؤلم، صــراع وهو حياة، كنهج وغــير المســتترة الوســائل كافة باســتخدام المغتربة الــذات إغــراء

األنسنية الذات بين الصراع أيضا لصالحه. وهناك لحسمه المستترة جـانب هو واحـد، جـانب من عـدائي صـراع وهو المغتربـة، والـذاتــذات ــة، ال في يلقي فهو ويؤججــه، أســلفنا كما اآلخر يغذيه المغترب

جهــود وأن هويتهــا، محو يعــني اغترابها قهر أن المغتربة الذات روعــذات ــنية ال ــنية، واألخذ اغترابها قهر على لحثها األنس ليست باألنس

الثقافية. هويتها لمحو ترمي حقها، في عدائية ممارسات سوىــارى، ال المضــمار هــذا في اآلخر مهــارة أن والمأســاة فهو تب

الــذات على واســتعدائها الــذات اغــتراب تكريس في ينجح ما دائماــذلك، المؤكــدة بالحوادث مليئة اإلنسانية والذاكرة األنسنية، وهي ل

اإلنســاني. الجــبين لها ينــدى مجملها، في ةوالإنساني دموية حوادث في المـراقب تضع نفســها على الــذات انقسـام مأســاة أن غرو وال

ــالجزء من حــيرة ــره. ف ــبر أم ــذات من األك ــرض أو يجهل ال عن يع

14

اآلخــر، على خالصه في ويعــول الثقــافي باغترابه ويبــاهي األنســنية قاســية، آالما دوما والمهمش الــذات من األصــغر الجــزء يتكبد بينما بها األخذ بضــرورة الــذات لتبصير جاهدا ويسعى األنسنية يدرك فهو

ــاة، كنهج ــ ــذي اآلخر شراسة يواجه لكنه حي ــ مهمة يوكل ما غالبا الــذات إلى به التنكيل ــة! وهو ال ــهم ما المغترب ــدوره يس تعقيد في ب

الصراع.

اآلخر ـــ األحيــان أغلب في ـــ يرويه الــذي اإلنســاني والتــاريخــوي ــ ــذات ويلقنه الق ــ ــعيفة المغتربة لل ــ يحسد وجلد دأب في الض الـتى النبيلـة، النفــوس تلك على المغتربين استعداء يمل ال عليهما،

وتــأبى المختلفــة، العصــور عــبر متناثرة بحق أو لحظات في تظهر النبيلةـــ النفــوس تلك أقصد ـــ لنفســها تســتأثر أال أصــحابها إنسانية

ــإدراك ــنية، بـ ــدها ترفل وأال األنسـ في اإلدراك، ذلك غالئل في وحـ على جاهدة تعمل فنراها باغترابها، المعذبة الذات فيه تشقى وقت كنهج بها األخذ ومزايا باألنســنية المغتربة الذات وتبصير اآلخر تعرية آالمها أن وتعليمها كاهلها، عن االغتراب نير لرفع بذلك هادفة حياة،

ما اآلخــر. وهو وأيــدي أيــديها صناعة هي إنما و محتوما قدرا ليست النفــوس تلك لمناصــبة ومكان، زمان كل في أقواه وما اآلخر، يدفع

ــاهرة النبيلة ــ ــداء والط ــ بكل لها اتهامه على عالوة بها والتنكيل الع للمرء يهيئ حتى السب، و واإلدانة باالستهجان ذكرها وإلحاق رذيلة

من أشــرف أصــحابها أن والحق بشــرية، صــيغة في شــياطين أنهااألرض. ظهر أقدامهم وطأت

في اآلخر مشــايعة النبيلة نفوســهم عليهم أبت أنسنيون إنهم كــذلك وراحــوا لهم، تســنى كيفما باألنســنية يبشــرون فراحوا إثمه،

منطقه وراء المســتتر قبحــه، المغتربة الــذات لــترى اآلخــر، يعرون هــؤالء أن المبكيــات المضــحكات المعســولة. ومن وكلماته الكاذب

المغتربة الــذات يحــدون المختلفة العصور في قاموا وقد األنسنيين لمحكــوم أذاهــا! فعجبا من يســلموا لم وخالصــها، اغترابها قهر نحو

ــه! وعجبا ويمــوت لجالده ينتصر باإلعــدام ضــحيته يغــري لجالد دون إبــداع، أيما وأبــدع أجــاد اآلخر أن خالصــها! الحق ينشد من بصــلب

، عجب خالصــهم! وال في عليه يعولون ما دائما المغتربين أن حتىــات ــار ليل تعمل الثقــافي االغــتراب تكــريس فآلي وال هــوادة بال نه ال إلها بــاالغتراب وأنينهم. فكــأني الضــحايا بعذابات آبهة غير رحمة، مخلصا كاهنا بــاآلخر ودمــاءهم! وكــأني المغــتربين بدموع إال يرتوي

ــتربين ويحض ، باســمه يتحــدث ، االغــتراب إله معبد في على المغ

15

على والتمــرد عصــيانه مغبة من إيــاهم تحــذيره جــانب إلى طاعته،ونواهيه! أوامره

الطبقي، بالصراع الوعي عن يتحدثون الماركسيون كان وإذا كجوهر يملك من وبين بينه الصراع لحتمية يملك ال من إدراك أي

بالصراع الوعي عن بدورهم يتحدثوا أن فلألنسنيين للماركسية، الذات إدراك الوعي بذلك وأقصد لألنسنية، كجوهر الثقافي عن المغتربة الذات لتعمية الرامية اآلخر لمساعي األنسنية

عن المغتربة الذات إعراض أو لجهل إدراكها وكذا األنسنية، خالصها. في اآلخر على وتعويلها اغترابها عن ودفاعها األنسنية األنسنية الذات بين وحتمي قائم أبينا، أم شئنا الثقافي، فالصراع

الذي اآلثم اآلخر في تمثلوا سواء اختالفهم، على غرمائها وبين الذات تعمية على جاهدا ويعمل بثمارها نفسه ويؤثر األنسنية يدرك

المغتربة الذات في تمثلوا أم حياة، كنهج بها األخذ عن المغتربة الثقافي اغترابها عن وتدافع األنسنية عن تعرض أو تجهل التي

الماركسية خالف على أنه خالصها. بيد في اآلخر على وتعول انتصار في إن نقول يملك، لمن انتصارها في مكان ال بأنه القائلة

كنهج باألنسنية المغتربة الذات تأخذ ففيه للجميع، متسع األنسنية المنتصرة األنسنية الذات أما الثقافي، اغترابها بذلك وتقهر حياة،

فهي كريما، عفوا وتمنحه أخرويته من اآلخر بتجريد تكتفي فلسوف على وتحرص أخرويته تعادي ولكنها تكرهه، وال اآلخر تعادي ال

وتعمل باألنسنية تأخذ نبيلة، أنسنية ذاتا بدوره ليصبح منها، تجريدهبها. األخذ على وحثه الغير تبصير على

بالذات يناط واالغتراب، األخروية عم الثقافي صراعها وفي والوسائل السبل بشتى مواجهتهما، في جبهتها تدعيم األنسنية الثقافي لالغتراب والعنيد القوي السادن هي فاألخروية المتاحة، مع التعاطي في نسبية سهولة األنسني يجد قد غيابها وفي للذات،

األنسني. ورب النهج وتبني قهره على المغتربين وحث االغتراب خطرا أقل هي وهل لالغتراب؟ الذاتي الدفع قوة عن وماذا قائل بمكان، الخطورة من واألخروية االغتراب أن الحق األخروية؟ من األنسنية، الذات مواجهة في والعدائية الحثيثة بجهوده اآلخر أن غير

ليفقد النبيلة، الذات تلك لتحطيم يسعى فهو وأنكى، أشد يكون المغتربة الذات تبصير وبين بينها يحول أنه كما جهودها، األنسنية فرص من بقوة ينال الذي األمر الثقافي، اغترابها قهر بضرورة

الواجب األولوية تقرير األنسنية. ويظل راية تحت الذات صدع رأب محكوما الثقافي، الصراع ذلك في بها األخذ األنسنية الذات على

16

تحديد على وقدرتهم كنفها، في األنسنيون يحيا التي باألوضاعاألنسني. الكفاح أولويات

مواجهة في لجبهتهم األنسنيين دعم بين وطيدة عالقة وثمة شأن فمن األنسنية، الذات بناء وبين الثقافي واالغتراب األخروية

بهؤالء معرفتنا تعميق األخير الفعل بها يتم التى الكيفية دراسة أولئك مواجهة فى بأنفسهم معرفتهم تعميق على عالوة األنسنيين،

إلحراز النبيلة مساعيهم إلجهاض ويرمون العداء يناصبونهم الذين عن االغتراب نير برفع وذلك للضحية متسع للجميع، متسع فيه نصر

عفوا ومنحه جرمه أسباب من بتجريده وذلك للجالد ومتسع عنقها، الذات بناء يعني .. ماذا بقوة نفسه يفرض الذي كريما. والسؤال لتعاليم يعمدون حين الدوجماطيقيون يعنيه ما يعني األنسنية؟! هل

ال المطلقة الحقيقة من قبسا ويعدونها إياها أنصارهم يلقنون بعينها يعدونها أدق بمعنى أو خلفه، من وال يديه بين من الباطل يأتيه

عقله وإغالق فيها اإلنسان اعتقاد عن مندوحة ال مطلقة، حقيقة اإلنسان إليه يطمح ما أقصى نأ متناسين أو ناسين عداها، ما دون امتالكها. ال نشدانها، في العقل إعمال وه المطلقة الحقيقة إزاء

إدراكها وبين بينه حيل قد أنه آنفا ذكرنا كما ال؟! والبائن وكيفالموت!! سوى يمزقه ليس صلد بحجاب

حين الشكاك، يعنيه ما يعني األنسنية الذات بناء ترى أم ال موحشا، قفرا الحياة وتصوير والفضائل القيم كل لهدم يعمدون

السالم مملكة إقامة و هإنسانيت لتثمين اإلنسان أمام فيه سبيل القول تعضد بتجربة يوما مر أنه يذكر الكاتب أن األرض. الحق على

في يوما أحدهم عمد فقد ،هإنسانيت وال الشكاك نهج بقسوة في فبدت وقيم، أفكار من صاحبه رأس حواه ما كل لهدم حضوره

تفعله ذهول: "ما في هلمحدث وقال وهلع فزع نظرة األخير عين نهج تعارض مدي للكاتب تأكد ومخيف!". حينئذ مرعب شئ

فيما لالعتقاد بطبيعته مؤهال كونه اإلنسان، إنسانية مع الشكاك هذا بقولي قصدت ما والسكينة. وأراني األمن نفسه في يبعث قصدت إنما و والجمود، السكون إلى اإلنسان في طبيعيا نزوعا تفزع ال دائمة، عقلية ثورة وهي األنسنية، إلى اإلنسان نزوع

الثراء يشبه عقلي، ثراء من له تمنحه بما وتقويه تمتعه بل صاحبها، قوة يعد لم العقل أن يعني الرياضيين. وحدوثها لدى الجسدي القائمة، األوضاع على تمرد أي كبت على تعمل أساسا، محافظة

ميل كل وتحارب السائدة، بالثقافات الحرفي االحتفاظ إلى وتدعوالتغيير. إلى جذري

17

(1) رقم الجدولالماركسية في بنظيره األنسنية في الصراع مقارنة

األنسنيةالماركسيةالمقارنة وجه بالصراع الوعيالجوهـــــر

الثقافي بالصراع الوعيالطبقي خصائصالصراع

اقتصادي/بسيط/ثقافي/معقد/باردساخن

أطرافالصراع

تملك ال التي الذات وسائل

الذي اآلخر و اإلنتاج، يملك

اإلنتاج وسائل

والذات األنسنية، الذات أو تجهل التي المغتربة األنسنية عن تعرض اغترابها عن وتدافع على وتعول الثقافي خالصها، في اآلخر

يدرك الذي واآلخر نفسه ويؤثر األنسنية جاهدا ويعمل بثمارها الذات تعمية على

بها. األخذ عن المغتربة

الصراع هدف

الذات انتصار وهو ،هالبروليتاري

متسع فيه ليس انتصار فانتصار لسواها،

هالبروليتاري الذات سحق بالضرورة يعني

البرجوازي اآلخر.عليه والقضاء

وهو األنسنية، انتصار متسع فيه انتصار تأخذ ففيه للجميع، المغتربة الذات حياة، كنهج باألنسنية

اغترابها بذلك قاهرة تكتفي وكذا الثقافي، األنسنية الذات اآلخر بتجريد المنتصرة

وتمنحه أخرويته من ال فهي كريما، عفوا

تكرهه، وال تعاديه. أخرويته تعادي ولكنها

النأي حتمية بل بأهمية، السابق قولنا األخير التوضيح ويعضد بعينها لتعاليم يعمدون حين الدوجماطيقيون، يفعله عما باألنسنيين

يأتيه ال المطلقة الحقيقة من قبسا ويعدونها إياها أنصارهم يلقنون

18

التوضيح تعضيد إلى خلفه. إضافة من وال يديه بين من الباطل يهدمون حين الشكاك إليه يعمد عما باألنسنيين النأي حتمية نفسه

فيه سبيل ال موحشا، قفرا الحياة ويصورون والفضائل القيم كل األرض. وأراني على السالم مملكة إقامة و اإلنسان إنسانية لتثمين

لها يسمح بما صياغتها سوى يعني ال األنسنية الذات بناء بأن قانعا شريطة وفعالها، أقوالها بين التطابق من ممكن قدر أكبر بتحقيق باإلنسان القائلة لألنسنية تثمين على واألفعال األقوال تلك انطواء النقدي التمحيص في الماثل وهدفها الوجود، في قيمة كأعلى تحسبا البشرية، وللطاقات البشري للعمل نتاج هي بما لألشياء كما الجمعي للماضي البشريين التأويل وسوء القراءة لسوء

في واألفعال األقوال تلك وقوع شريطة الجمعي. وكذا للحاضر:(10)لألنسنية العامة الخصائص إطار

اإلنسان هو التقويم األولى: معيار الخاصية[ 1] التقــويم معيار أن فتؤكد تبدأ أنها هي األنسنية به تمتاز ما أول

قــول وهو قــوانين، من اإلنســاني حسه يمليه ما عــبر اإلنســان، هوــالمعنى ال الحقيقي، األنســني ســياقه في يفهم أن يجب المبتــذل ب

ال أنه يـدعون فهم اآلالم، تجــار عند عــادة إليه يضاف الذي والفاسد أن متناســين أو ناســين اإلله، مقابل في اإلنسان وضع بدون أنسنية

ــ شيوعا اآلراء أكثر في ـ اإلنسان ما وأنه األرض على اإلله وجه هو ـ عن إال والمدنية التحضر دور إلى والوحشــية البربرية دور من انتقل

من مفروضة قــوانين ليست القـوانين هــذه أن القوانين. بيد طريقــة، على مبرما قضــاء ذلك في لكــان وإال الخــارج، هــذه إنما الفردي

تتمثل إذن . ففيها العـــام اإلنســـاني الحس يمليه ما هي القـــوانين الــذي هو اإلنســاني العقل أن أســاس على ناحيــة، من الفرديــة،

يتمثل أخــرى ناحية ومن شــرعوها، الــذين هم الناس أن أو يشرعها يخضع أن يجب القــوانين هذه ألن الفردية، جماح كبح من شئ فيها هو التقــويم معيــار بكــون القــول يعد ال أخــرى، الجميع. وبعبارة لها

وإعجــاب إلنســان تأليه األنســنية في فليس لإلنسان، تأليها اإلنسان المطلـق. وإنما والسـيد األوحد الكــائن جعله حد إلى له وحماس به

اآلالم تجــار ســعي دون والحيلولة النبيل الكــائن لذلك االنتصار فيها ـــ هنا باآلخر وأقصد اآلخر، زريبة في تعلف دابة وتصييره السترقاقه

ــلفت كما ــ أسـ ــذات، لتعمية يعمد من كل ــ ــانت أيا الـ أو هويتها كـاألنسنية. عن انتمائها، التطــور ورد بالعقل الثانيــة: اإلشــادة الخاصــية[2]

الدائمة ثورته إلى

19

أن فتؤكد تبــدأ أنها هي األنســنية به تمتاز ما أول أن آنفا ذكرنا نفســه.. كيف يطــرح الــذي والســؤال اإلنســان، هو التقــويم معيــار

انه ؟! لعمـري والعسـيرة الشـاقة المهمة بتلك يضطلع أن لإلنسانــ اإللهي القبس .. ذلك العقل ــ)**( لهيجل طبقا ــ ــذي ــ ــكن الـ يسـ

ــاح ســبيلهم الدائمة ثورته البشــر! إن أجســاد ــاة لتطــوير المت الحي فهي المطلقــة، الحقيقة أقــول وال الحقيقة الحقيقة. أقــول وإدراك

ذلــك، خالف تصــور وان يدركها أن البشري للعقل وهيهات محجوبة هــذا إلى ويـركن جفنه يرخي أن سوى حيالها يملك ال اإلنسان أن إذ

ــار موضع تضع أن على األنسنية تصر ذاك. لذا، أو الجانب كل االعتبــول في ما ــراء خصب من الفردية العق ــورة وث ــدال وث محاولة من ب

ال واحد أنه عنه "العقــل" يقــال من واحد طــراز في جميعا ضــغطها عقل لكل النفســية للــثروة حســابا تحسب كــذلك يتغير. واألنســنية

ومطامحــه. وال ونزعاته وعواطفه اهتماماته بــوفرة وتعنى إنساني، تبــدو التي المضللة البساطة من بكثير تضحي هذه بعنايتها أنها شكــردة، الصــيغ في ــدر ولكنها المج ــيرا جمعا وتوضح تق أغفله مما غف

مفهومــة.. على غــير وقــائع أنه على إليه ونظروا مضى فيما الناس ثورته إلى اإلنســان حيــاة تطــور ورد بالعقل اإلشادة تظل حال، أية

أنه تعــني العقل لألنســنية. وثــورة المهمة الخصائص إحدى الدائمةــوة يعد لم ــة، قـ األوضـــاع على تمـــرد أي كبت على تعمل محافظـ

وتحــارب السائدة، بالثقافات الحرفي االحتفاظ إلى وتدعو القائمة، يضـمر بـأن مطــالب األنسـني أن التغيير. حـتى إلى جذري ميل كل

عقل على الســيطرة أو الطغيــان صــور من صــورة لكل أبــديا عداء من وحرمــانهم اآلالم تجــار ردع البشر معشر لنا ليتســنى اإلنســان،بآالمنا. المتاجرة

ــية[3] ــة: تثمين الخاصـ ــاطي الطبيعة الثالثـ والتعـمعها المتحضر

ــاه بجعلها األنسنية، في اإلنسان مكانة استخلصنا قد مادمنا إي فقد الدائمــة، ثورته إلى التطــور ورد بعقله وإشــادتها التقويم معيار فيه يفــنى لكي ال الخــارج، إلى وعــود مد بحركة نقوم أن علينا بقي

عليــه. واإلنســان ويفرضــها فيه نفسه ليؤكد بل جديــد، من اإلنسان للموضــوع الــذات غــزو لعامل يخضع الطبيعة إلى االتجــاه هــذا في

بوصــفه إمكانياتهــا، لتحقيق كــأداة واســتخدامه عليه قيمها بفرضهاــالم ــانت هنا أدوات. ومن ع تثمين هي لألنســنية الثالثة الخاصــية ك

نفهم أن بنا منــوط أنه ورقي. غــير بتحضر معها والتعــاطي الطبيعةــدا ــارق جي ــذا بين الف ــترام ه ــة، األنســني االح ــادة وبين للطبيع عب

وتعاطيه للطبيعة األنســني البدائيــة. فتثمين الشــعوب عند الطبيعة

20

ــراقي المتحضر منحة بكونها الراسخ اعتقــاده من ينبع إنما معها وال أما اإلنسـاني، الوجـود إلدامة ملحة ضـرورة كونها عن فضال سخية،

رهبة تأليههــا، إلى الطبيعة مع تعاطيها في فتذهب البدائية الشعوباألمرين. بين ما وشتان جبروتها، من وخوفا يتم إنما التقـدم بـأن الرابعـة: القـول الخاصـية[4]

نفسه باإلنسان يصل حــتى باإلنســان التقــدم يمكن ال بأنه القــول وجاهة رغم

ــام تختفي وحــتى الكمــال درجة إلى إال األرض، وجه من واآلالم اآلثــيرا، يتقدم أن لإلنسان يمكن بأنه االعتقاد باألنسني يناط أنه وأن كث

ــان يتم إنما ذلك ــواه نفسه باإلنس ــة، وق ــوة ال الخاص أو خارجية بقــون، على عالية ــذا ففي الك ــبر ه ــانب تأكيد أك والنشــاط العقل لج

قد كما تعارض ثمة اإلنسانية. وليس الذات في الخارجي والتحقيق حق كونيــة، ســنة اجتهــاده على المجتهد فإثابة األولى، للوهلة يبــدوــثرهم وما اآلالم، تجار أن لها. غير االنصياع ـ البشر معشر ـ علينا أك على اإلنســان بقــدرة القول محاجة لهم يحلو ومكان، زمان كل في

الســنة تلك على المزايدة عبر الخاصة، لقواه استنادا التقدم إحراز وليس خارجية بقوة حتما يتم إنما التقدم أن بزعمهم وذلك الكونية،ــوى ــان بق ــة، اإلنس ــوزه أمر وهو الخاص ــحة تع ــارض الص مع ويتع

اآلراء أكــثر في هو ـــ أســلفنا كما ـــ اإلنسان أن السليم. إذ المنطقــيوعا ــل، هو إلهيا قبسا خالقه منحه األرض، على اإلله وجه شـ العقـ

ال وجوده. وأراني عليه به ويحفظ الحياة، مجاهل في به يضرب كيــرر حين الحقيقة أتجــاوز ال اإلنســان حاكمية أن مطمئن بضــمير أقــدو ــ ــارما التزاما كونها جوهرها في تع ــ الحاكمية عليه يطلق بما ص

ــة. فنحن ــير حكما محكومـــون البشر معشر اإللهيـ ــبر مباشر غـ عـــتي عقولنا ــا، منحنا ال ــتي إياه ــ األقل على أو لهلكنا لوالها وال اظللنهدى. غير على الحياة مجاهل في نضرب

21

الحسية النزعة الخامسة: تأكيد الخاصية[5] الجمالية ثورته إلى التطور وترد به االنسنية تشيد الذي العقل إن تنتج آلة يشبه الذي التفكير المجرد الجاف العقل ذلك ليس الدائمة

في التائه االسكالئي العقل مثل الحياة، غادرتها شاحبة تصورات الوعي هو بل العقيمة)***(، واألقيسة األجوف الديالكتيك بيداء

وهو الخارجية، للموضوعات مواجهتها في اإلنسانية للذات الكامل الحي. العيني الحس على ويتكئ يعاديها، وال العاطفة يواكب لهذا

الحسية النزعة هي خامسة بخاصية النزعة تلك تمتاز ولهذا إدراك واستلهامها العاطفة إلى الرجوع إلى تميل التي الجمالية هذه عن الحديث أن الظن أنحائه. واغلب بعض في الوجود

أبوابا ندفع كنا وإال والشرح، التفسير من مزيد يتحمل ال الخاصية. مصاريعها على مفتوحة

الذات بناء كيفية عن الحديث بصدد ونحن مالئما يكون وقد كتاب في المذكورة للمعالم الكريم القارئ إحالة األنسنية، سبيل على الحال بطبيعة أوردها لم والتي الحل(، هو )اإلنسان الحي التجسيد بوصفها المثال، سبيل على أوردتها إنما و الحصر، األنسنية بالذات يناط واعدا، أنسنيا نهجا أتصوره لما النابض

والممتعة الشاقة رحلتها في محاكاتهم، وليس بأصحابه، االسترشاد مجاالت لفتح الدؤوب سعيها في وكذا الصعب، األنسنية درب في

وأقصد األنسنية، المعالم تلك رمت اإلنساني. فقد للكفاح جديدة النفس ترومه ما لكل فانون، وفرانز أحمد وإقبال سعيد إدوارد بها

في يجول عما لناظرها فتكشف ترق، حين المتوثبة، اإلنسانية ما ثالثتهم في الكريم القارئ يجد ونقاء. ولسوف نبل من صدرها

سوى يعني ال األنسنية الذات بناء بأن قولنا تفهم على يعينه من ممكن قدر أكبر بتحقيق ـ أسلفنا كما لهاـ يسمح بما صياغتها واألفعال األقوال تلك انطواء شريطة وفعالها، أقوالها بين التطابق

الوجود، في قيمة كأعلى باإلنسان القائلة لألنسنية تثمين على للعمل نتاج هي بما لألشياء النقدي التمحيص في الماثل وهدفها

األقوال تلك وقوع شريطة البشرية. وكذا وللطاقات البشري من توا فرغنا التى لألنسنية العامة الخصائص إطار في واألفعال

ذكرها.

22

استرشاد مسألة أهمية على التأكيد الضروري من أنه بيد المحاكاة وليس المذكورة، بالمعالم بنائها المنشود األنسنية الذات

أو العقول لقولبة تسعى ال ـ أسلفنا كما ـ فاألنسنية لها، الحرفية تصر إنما و الدوجماطيقيون، يفعله الذي النحو على استنساخها

العقول في ما كل االعتبار موضع تضع أن على صارما اصرارا في جميعا ضغطها محاولة من بدال وثورة وثراء خصب من الفردية

تحسب يتغير. وكذلك ال واحد أنه عنه "العقل" يقال من واحد طراز بوفرة وتعنى إنساني، عقل لكل النفسية للثروة حسابا األنسنية

هذه بعنايتها أنها شك وطموحاته. وال ونزعاته وعواطفه اهتماماته المجردة، الصيغ في تبدو التي المضللة البساطة من بكثير تضحي مضى فيما الناس أغفله مما غفيرا جمعا وتوضح تقدر ولكنها

باحترامها يشي ما وهو مفهومة، غير وقائع أنه على إليه ونظرواالفردية. لالختالفات وثمينها للفرد

بناء يعنيه ما بين البين االختالف على تعرفنا وقد أما واآلن، تلقين من الدوجماطيقيون إليه يرمي ما وبين األنسنية، الذات

الرؤوس، تحويه ما لكل هدم من كالشكا إليه يرمي وما ألتباعهم من األنسنيين نهج به يتسم بما الكريم القارئ تذكير لزاما يبيت للبناء نزوعهم وكذا التلقين، وليس الفكرية العواصف إلثارة نزوع

ما والشكاك. وهو الدوجماطيقيين نهج خالف على الهدم، وليس في لالنخراط نزوعا القارئ يتصوره قد ما األنسنيين عن ينفي

"الصراع" المستخدمة غرمائهم. فكلمة مع وأبدي ساخن صراع تعني ال واآلخر، المغتربة والذات األنسنيين بين العالقة وصف في الصراع، أطراف نزوع من األولى للوهلة للذهن يتبادر قد ما

إال هنا تستخدم ال إذن فالكلمة والساذج، الصريح العنف لممارسة الغرماء وبين وغرمائهم، األنسنيين بين الهائل التعارض لوصف واآلخر. ودليل المغتربة الذات بالغرماء وأقصد البعض، بعضهم األنسنية انتصار في بأن والقوي الراسخ األنسنيين إيمان هذا قولي عن المغتربة الذات تتخلى األنسنية للجميع. فبانتصار متسع

الثقافي، اغترابها بذلك وتقهر حياة، كنهج باألنسنية وتأخذ اغترابها من اآلخر بتجريد تكتفي فلسوف المنتصرة األنسنية الذات أما

وال اآلخر تعادي ال فهي كريما، عفوا وتمنحه البغيضة، أخرويته ليصبح منها، تجريده على وتحرص أخرويته تعادي ولكنها تكرهه، وحثه الغير تبصير على وتعمل باألنسنية تأخذ أنسنية، ذاتا بدورهوالممتع. الصعب دربها في السير على

23

السلمي وسعيهم األنسنيين، لنهج تأكيدا سبق فيما ولعل تجسيد على القادرة األنسنية الذات بناء أقصد والبناء، للتشييد اآلالم تجار على الطريق لقطع وذلك الصحيحة، اإلنسانية الرفقة

لكل تسمح الرفقة فتلك نشدانها، باستحالة الباطل زعمهم في الوجود هيكل في ومنبرها موقفها باتخاذ العقائد من عقيدة

امتالك تلك أو العقيدة هذه أنصار يدعى أال شريطة الجميل، الحقيقة تلك إزاء اإلنسان إليه يطمح ما فأقصى ، المطلقة الحقيقة ال؟! و امتالكها. وكيف ال نشدانها، في عقله إعمال وه المطلقة

ليس وصلد كثيف بحجاب إدراكها وبين بينه حيل قد أنه البائن على إزائها رأيه فرض له يحق فال الموت. وعليه سوى يمزقه بما الوثوق هو إزائها اإلنسان يملكه ما وكل الحياة، رحلة في رفاقهقلبه. به إليه يفضي

جبهتهم لتدعيم والنبيل الحثيث سعيهم في واألنسنيون فهم غرمائهم، مع الحذر التعاطي سوى أمامهم ليس الواعدة،

الذات سوى الغرماء بهؤالء قصدت ما . وأرانيالمستقبل أنسنيو أخرويته. من يبرأ حتى واآلخر، اغترابها، من تبرأ حتى المغتربة،

فريسة أضحى وقد غيره رؤية من األنسني على أقسى فليس حتى صاحبه، يرحم ال فكالهما األخروية، أو الثقافي لالغتراب سهلة

تنشدها التي الصحيحة اإلنسانية الرفقة عن بعيدا يأخذه أنه بين المقارنة بصدد اآلن ومكان. ولسنا زمان كل في األنسنية بصدد نحن إنما و وبالء، شر فكالهما واألخروية، الثقافي االغتراب تحوالن كئودتين، عقبتين بوصفهما تجاوزهما، كيفية عن الحديث

درب يف ـ واآلخر المغتربة الذات أقصد ـ أصحابهما انخراط دوناألنسنية.

وبين بينها الصدع رأب كيفية ولننظر المغتربة، بالذات ولنبدأ اآلخر ويعمل االغتراب يسببه الذي الصدع ذلك األنسنية، الذات من الصدد هذا في أنسب تجسيره. وليس ال تعميقه، ىعل دوما الذات تمكين شأنهما من بوسيلتين، المباشر وغير الحذر األخذ

األنسنية. بالذات واللحاق االغتراب شرك من الفكاك من المغتربة بخطورة المغتربة الذات تعريف الوسيلتين: أوال، بهاتين وأقصد التعاطي بحتمية تبصيرها وكذا ، الثقافي االغتراب تكريس آليات تثوير اآلليات. ثانيا، تلك ألنسنة السعي على عالوة معها، الحذر أساسا، محافظة قوة إبقاءه دون والحيلولة المغتربة الذات عقل إلى وتدعو القائمة، األوضاع على تمرد أي كبت على تعمل

إلى جذري ميل كل وتحارب السائدة، بالثقافات الحرفي االحتفاظ مقدساتال في التجديف تعني ال هنا المقصودة والثوريةالتغيير.

24

يعد لم العقل أن تعني وإنما نفع، ورائه من ليس فيما شطحال وال القائمة، األوضاع على تمرد أي كبت على تعمل محافظة، قوة

ميل كل وتحارب السائدة، بالثقافات الحرفي االحتفاظ إلى وتدعو والتطور المعرفة طريق العقل تثويرفالتغيير. إلى جذري

ال ومن شيئا، ينقد أن يمكنه ال ثائرا عقال يملك ال ومن ،اإلنساني ينشده ما عين اغترابه. وهذا على وسيظل غتربم فانه شيئا ينقد

أحرارا! ال عبيدا المغتربين نيريدو فهم االغتراب، سدنة استعادة في المغتربين نجاح أن إلى ألمحنا قد كنا ولئن

همنجاح بالضرورة يعني همثقافت وتطوير نقد في الطبيعي همحق األكثر السبيل أن صراحة نقرر نحن فها ،الثقافي هماغتراب قهر في

تكريس آليات تعرية جانب إلى ،المسلوب الحق الستعادة فعالية مع المغتربة الذات تعاطى تثوير هو للذات، الثقافي االغتراب تثمين على القدرة لديها ،فاعلة ذاتا تصبح أن لها ليتسنى ثقافتها، رق من واإلبداعية الخالقة العقلية الملكات انعتاق فبدونالعقل.

حياة ال ميتا إدراكا لثقافتها الذات إدراك يصبح الثقافية، المحرمات ،المنشودة العقلية الثورة خيفنات أن ينبغي منه. وال رجاء وال فيه معرفية كنوزا ـ آجال أم عاجال إن ـ ثمارها ؤتىت أن تلبث لن ألنها

متناثرة، والعود المتردية همأوضاع اجتثاث في المغتربون نفقهاي كتلك ورةث أن بقولهم اآلالم تجار رهبنناي . والاألنسني للنهج األحمد

مزاعم فتلك ،بالنابل الحابل واختالط الفوضى بالحتمية تعني بالضرورة وهى يريدونها، األنسنيون ألن السليم، المنطق يعوزها ،المخزي اغترابه بها يقهر المغترب، المجتمع يد في أداة ،كذلك.والممتع الصعب األنسنية درب في مسيرته بها ويعزز

مع األنسنية الذات تعاطي أهمية بيان إلى لنتحول واآلن، أخرويته من إياه تجريدها عبر مباشر، غير وبشكل بحذر اآلخر

الصعب األنسنية درب في السير من وتمكينه والممجوجة، البغيضة أخروية تعرية إلى أساسية بصورة تستند رؤية والممتع. وهي

الغتراب وتكريسه باألنسنية، األناني استئثاره دوافع وإبراز اآلخر، قبح إبراز في بالغة أهمية األمور تلك فلمثل المسكينة، الذات

نصر موعد في بأنه لإليمان اآلخر ودفع منها، الذات وتنفير األخروية يأتي من كل يشغله شاغر هيكل اآلخرللجميع. و متسع األنسنية

يدرك من كل ـ أسلفنا كما ـ آخرا يعد أدق، بعبارة و اآلخر، فعال في جاهدا ويعمل بعينه، لفريق أو لنفسه بها ويستأثر األنسنية حياة، كنهج بها المغتربة الذات أخذ دون للحيلولة نفسه الوقت

جني من حرمانها بهدف والسبل، الوسائل بشتى عنها وتعميتهاالطيب. الفعل ذلك ثمار

25

ــول ــدار ءورا يقف ما غالبا اآلخر إن أقـ المغتربة الـــذات إهـــذات تلك أخذ عــدم وراء أي لألنســنية، ــا، ال ســعيه عــبر وذلك به الــتي وعذاباته ويالته بكل الثقــافي االغــتراب لتكــريس المحمــوم

اآلخر أخروية وراء الثقافية األنانية تقف بينما ألصــحابه. و يســببها بيد العــالمي. نظــيره أخروية وراء الثقافية الثنائية تقف المحلي،

ــديث من الكاتب على أشق ليس أنه المحلي، اآلخر أنانية عن الح حــتى فهــو، .أصال هوجود المغترب المجتمع فيه يدرك ال وقت في

االعتراف في جمة صعوبة يجد فإنه أخرى، أو بطريقة ،أدركه إنو هكينونتــ ومن نســيجه من يتجــزأ ال جــزء بأنه منه اعتقادا بوجوده،

من دربا يعد إنما به االعــتراف أنبــ كــذلك منه واعتقــادا الثقافيــة، االعــتراف ذلك مثل كــون في االعتقاد على عالوة ،والهذيان اللغو

على الكــاتب ويظلالثقــافي. لالنتحار دعوة المحلي اآلخر بوجودــودب ثقته ــاة، قيد على المحلي اآلخر وجـ ــذلك يظلو الحيـ على كـ

تعريته. بإمكانية إيمانه

الحــديث تــألف لم أنها في العذر، كل العذر، المغتربة وللذات الأص اآلخر هذا بوجود لجهلها إما ،المحلي لآلخر الثقافية األنانية عنــير طاولته، إلى الجلوس العتيادها أو ،أسلفنا كما ــدمي بما عابئة غ ق

واألرجح بــديال، عنها ترضى تعد ولم تلك أنانيته ألفت أنها حتى إليها،ــأن الكريم قارئه ذكري أن للكاتب معا. و العذرين اجتماع هو اآلخر ب

في قيمة أعلى اإلنســـان أن فقط يـــدرك ال هنا المقصـــود المحلي للعمل نتــاج هي بما لألشــياء النقــدي التمحيص حق له وأن الوجــود التأويل وســوء القــراءة لســوء تحسبا البشرية، وللطاقات البشري

ــريين ــ ولكنه الجمعي، للحاضر كما الجمعي للماضي البشـ أقصد ــــ إليه المشــار المحلي اآلخر ــوقت في أيضا يحــرص ـ على نفسه ال المــذكورين وهــدفها األنســنية جوهر إدراك عن مجتمعه أبناء تعمية

هــذا ثمــار بجــني االنفــراد في منه رغبة الســابقة، الفصــول في اإلدراك. عليهم تنطبق الـــذين أولئك تحديد بـــأن القـــول من مفر الوــترك أن يجب األنســني، للمعيار تبعا ،المحلي اآلخر أوصاف بداهة ي ،المغتربة المجتمعــات في الحاكمة لنخبا أن ولو. العزيز للقــارئ

وأقصد هيكلــه، في الزاوية حجر تشــكل رجحانــا، اآلراء أكــثر في الــذين وغيرهم، والساسة الحكام من طائفةال تلك الحاكمة بالنخب الــذات لتعمية والمواتية المترديــة، باألوضــاع دوما منــافعهم ترتبط

في يــنزعون فــنراهم وهــدفها، األنســنية جوهر إدراك عن المغتربة الحفــاظ بــدعوى األوضــاع، تلك على للمحافظة ومكــان زمــان كل

26

ــالح على ــنيهم مصـ ــال إلى دوما بهم يفضي ما . وهومواطـ االنفصـــدا وان ،الــذات عن الثقــافي ذلــك. خالف ثقافيا للمغــتربين األمر ب

ــديثي واراني ــذا بحـ ــار أعفيت قد هـ ــذكير عبء من اآلالم تجـ همتـــذات جلد بقبح لمواطــنيهم والملح المســتمر ــابت ،ال أولئك أن فالث

ــذين ــانيتهم تحملهم ال ــنيهم تعمية على الثقافية أن إدراك عن مواط لطالما آخر ولكنهم تجلد ذاتا ليســـوا وهـــدفها، األنســـنية جـــوهر

! وشروره بناره ـ تصطلي تزال وال ـ الذات تلك تاصطلــديث يتعلق فيما أما ــالمي، لآلخر الثقافية الثنائية عن بالح الع

ــني التساؤل وهو ،نفسه فرض في بقوة لحي مهم تساؤل ثمةف المع من العديد تســكين إلمكانية نظــرا ،العــالمي اآلخر مصــطلح بماهية

من أيا يكـــون قد ،العـــالمي فـــاآلخرتحتـــه. المختلفة المضـــامين في هنتنجتــون صــامويل أوردها الــتي الرئيســية الحضارات أصحاب واليابانية وهي: الصـــينية ،(الحضـــارات صـــدام) الشـــهير مؤلفه

الكــــاتب أن بيد.ــــ (11)واألفريقية واإلســــالمية والغربية والهندية الحضــارة أصــحاب إلى لإلشــارة المــذكور المصــطلح يســتخدمــانت أيا المهيمنة ــ ــارة، تلك ك ــ ــدوا طالما الحض ــ ــاء لتعمية عم ــ أبن

ــارات ــرى الحض ــنية، عن األخ ــاندة وذلك األنس المحلي اآلخر بمســانطواء البعض قــول منطقيا . ويظلالحــال بطبيعة القــول تعميم ب

ــالف ــاء جميع على الس ــارة أبن ــدر على المهيمنة الحض من وافر قــاطيهم عبر ،هؤالء هيلمس لما استنادا ،والظلم اإلجحاف المباشر تع

الثنائية لتلك بين رفض من ،العـــالمي لآلخر المنتمين البســـطاء مع ولهــؤالءالمغتربــة. الــذات آدمية إهدار بقبح عميق وإيمان الثقافية،

المســيطر العــام االتجــاه مع الماثل المقــال في نتعــاطى أننا ؤكدنــهمي ما غالبا والذي ،عالميا المهيمنة الحضارة في والمؤثر أولئك س

إليهامنا ســعوا أو توهموا وانبآخر. أو بشكل صياغته، في البسطاءــك! بخالف اآلخر ردع جــديتهم، حــال ،البســطاء بهــؤالء واألولىذل

ــالمي، ــذي الع ــه، ينتمــون ال ــدار عن إلي ــاء آدمية إه الحضــارات أبن الثنائية إزاء االســـتياء وإبـــداء عليهم، التبـــاكي من بـــدال ،األخـــرىالمقيتة! الثقافية

ــول ــالمي اآلخر عالقة تحكم بعينها ثقافة ثمة إن أق ــاء الع بأبن التي االستعمارية للثقافة األحيان، أغلب في ،مغايرة وهي ،حضارته

ال المحايد المراقب أن . حتىاألخرى الحضارات بأبناء عالقته تحكم المتباينتين، الثقافتين هاتين تعايش كيفية عن التساؤل سوى يسعه

الــذي التســاؤل !! وهوالعــالمي اآلخر ذهنية في التنــاقض، حد إلى ما غالبا االســتعمارية، ثقافته خالف فعلى الباحثين. يؤرق أن ينبغي

مع حضــارته بأبنــاء العالمي اآلخر لعالقة الحاكمة الثقافة تتعارض ال

27

التمحيص حق له وأن الوجــود في قيمة أعلى اإلنســان بــأن القــول البشــرية، وللطاقــات البشــري للعمل نتــاج هي بما لألشياء النقدي كما الجمعي للماضي البشريين التأويل وسوء القراءة لسوء تحسبا

ــارة أوالجمعي. للحاضر ــري بعبـ ــارض ثمة يوجد ال ما غالبا ،أخـ تعـ حضــارته بأبنــاء العــالمي اآلخر لعالقة الحاكمة الثقافة بين جــوهري

ــنية، ــان كليهما لتثمين وذلك واألنس ــاره لإلنس في قيمة أعلى باعتبــ إيمـــان على عالوة الوجـــود، التمحيص في اإلنســـان بحق اكليهمـ

البشــرية، وللطاقــات البشــري للعمل نتاج هي بما ،لألشياء النقدي.التأويل وسوء القراءة لسوء تحسبا

للثقافة مرادفا هنا الكلمة وأستخدم ـ االستعمار أما

نفوس في ثيري كبير، حد إلى غامض مفهوم فهو ـ، االستعمارية ،متباينة مشاعر والمستعمرة المستعمرة الشعوب عن فضال حسب كل آلخر، حللم ومن ألخرى زمنية فترة من تعريفه اختالف

يميل الماثلة الدراسة وألغراض الكاتب أن . غيرالفكرية منطلقاته ليسا طرفين بين استغاللية، عالقة بأنه االستعمار لتعريف

العالية، قدراته األقوى الطرف بموجبها يوظف دولتين، بالضرورة إلقامة ،أيديولوجية أو عسكرية أو اقتصادية أو سياسية كانت سواء

الزعم مقابل به، الخاصة المنافع وحصد به واالحتفاظ االستغالل أو االقتصادية قدراته تنمية أو االعتداء من األضعف الطرف بحماية

الثقافة تتسم ما وغالبا القبيل. هذا من أخرى مزاعم أية سبيل على منها، عديدة بخصائص العالمي لآلخر االستعمارية

وفوقية ، االستعمار شرعية في االعتقاد الحصر، ال المثال إهدار بمشروعية القول عن فضال المستعمر، ودونية المستعمر

. المستعمرة الشعوب آدمية ،العـــالمي لآلخر الثقافية الثنائية عن تحـــدثنا وقد أما ، واآلن

آخــرا العــالمي اآلخر يكون نأ إمكانية على التأكيد علينا لزاما يبيتــوقت في محليا ــنى ال ــه. بمع ــوارد، من أنه نفس ــألوف، بل ال والم

أبنــاء بتعمية بعينها مهيمنة حضــارة على القائمون يكتفي أال تاريخياــارات ــرى الحض ــنية عن األخ ــريس األنس ــترابهم وتك ــافي، اغ الثق

ــاء مع نفسه ءالشي لفعل يعمدون فنراهم من رغبة حضــارتهم، أبنــانبهم ــادهم وذلك األنســنية، بثمــار االســتئثار في ج بتعــرض العتق

ــالنهج األخذ شيوع حال للخطر مصالحهم يجتمع األنســني. وحينئذ ب على واحدا الجالد ويصبح واحد، آخر في والعالمي المحلي اآلخران

تجــاه ســلوكياته كبير حد إلى وتتشابه والعالمي، المحلي الصعيدين وهو األخــرى، الحضـارات أبنـاء تجــاه سـلوكياته مع حضـارته، أبنـاء

28

ــدث بعينها. وقد زمنية حقب في بحدوثه التاريخ ينبئنا الذي األمر يح أبنــاء مواجهة في شراسة أكثر العالمي اآلخر يكون أن أخرى أحيانا

يعضد ما وهو األخــرى، الحضــارات أبنــاء مواجهة في عنه حضــارته. اوشراسته األخروية بقبح القول

بأن قناعته على التأكيد المقال هذا مغادرة قبل للكاتب ويحلوــنية فجوهر للوعي، بناءا باألساس يعد األنسنية الذات بناء هو األنس

ــاعي األنسنية الذات إدراك أي الثقافي، بالصراع الوعي اآلخر لمس إعـــراض أو لجهل إدراكها وكــذا المغتربــة، الــذات لتعمية الراميةــذات ــنية عن المغتربة الـ على وتعويلها اغترابها عن ودفاعها األنسـ

بــأن قناعته على التأكيد أيضا للكــاتب يحلو خالصــها. كما في اآلخر األنســـنيين بين العالقة وصف في "الصـــراع" المســـتخدمة كلمة

األولى، للوهلة للذهن يتبادر قد ما تعني ال واآلخر، المغتربة والذاتــزوع من والســاذج، الصــريح العنف لممارسة الصــراع، أطــراف ن

ــارض لوصف إال هنا متســتخد ال فالكلمة األنســنيين بين الهائل التع الــذات بالغرمــاء وأقصد البعض، بعضــهم الغرمــاء وبين وغرمائهم،

للذات متسع للجميع، متسع األنسنية انتصار واآلخر. ففي المغتربةــذها اغترابها عن بتخليها وذلك المغتربة ــنية وأخ ــاة، كنهج باألنس حي متسع األنســنية انتصــار في الثقــافي. وكــذا اغترابها بــذلك قــاهرة اآلخر بتجريد انتصــارها حــال األنسنية الذات تكتفي فلسوف لآلخر،

كريما. عفوا وتمنحه أخرويته، من

الهوامشــــــــــــ

القدس في سعيد إدوارد : ولد]2003 ـ 1935[ سعيد ( إدوارد1) ثم اإلسكندرية، في فكتوريا كلية في دراسته . وبدأ1935 عام

درجة على وحصل كطالب، األمريكية المتحدة الواليات إلى سافر عام الماجستير ثم ،1957 عام برنستون جامعة من البكالوريوس

سعيد . قضى1964 عام هارفرد جامعة من والدكتوراه ،1960 نيويورك، في كولومبيا جامعة في أستاذا األكاديمية حياته معظم

المؤسسات كبريات من عدد في زائر كأستاذ يتجول كان لكنه العربية سعيد هوبكنز. تحدث وجون هارفرد جامعة مثل األكاديمية، واإليطالية واأللمانية باألسبانية وألم بطالقة، والفرنسية واإلنجليزية

تنوعت عديدة حقول في ومقاالت ودراسات بحوثا والالتينية. أصدر جانب إلى األكاديمي، اختصاصه وهو اإلنجليزي، األدب من

إحدى في سعيد مختلفة. توفي ثقافية وشئون الموسيقى إصابته نتيجة عاما67 عن2003 عام نيويورك مستشفيات

الفذ الراحل مؤلفات آخر على )اللوكيميا(. لالطالع الدم بسرطان

29

طرابلسي، فواز ترجمة سعيد، راجع: إدوارد سعيد إدوارد (،2005 اآلداب، )بيروت: دار ،الديمقراطي والنقد األنسنية

.17 ص كبير، إيطالي : شاعر]1374 ـ1304[ بتراركه )*( فرنشسكو

تتويجه عن القديم. وفضال الروح إحياء سبيل في كتاباته في جاهد أول ـ للكثيرين طبقا ـ فهو الشعراء، شاعر1341 عام روما في

النشوريين. أو األنسنيين الثقافة )القاهرة: دار ،الفلسفي المعجم وهبة، ( مراد2)

.55ص (،1979 الجديدة، والعلم الفكر رواد : أحد]1962 ـ1891[ مظهر ( إسماعيل3)

تحول ثم األحياء، علوم العربي. درس والعالم مصر في والترجمة Theاألنواع "أصلCharles Darwin داروين مؤلف األدب. ترجم إلى

Origin of Species ،" ورأس بالتأليف، . اشتغل1918 عام ونشره . وكذلك1927 "العصور" عام مجلة وأصدر "المقتطف"، تحرير والعربية" اإلنجليزية االصطالحية والعبارات الجمل "قاموس أصدر و ،1954 عربي" عام ـ النهضة: إنجليزي "قاموس و ،1951 عام

عنه أجزاء. يقول3 منه طبع وقد االنسكلوبيدي"، مظهر "معجم ناقدا كان الحر": "إنه الفكر "رسالة كتابه مقدمة في جالل ابنه

هما معنيين حول دارت أفكاره وأن اجتماعيا، ومصلحا ومفكرا شيء، كل دفع مخلصا كان وأنه األعلى، والمثل الفردية الحرية

حزب تكوين إلى دعوته مواقفه أهم وأن وجهوده، وأعصابه ماله الريف ألن والفالحين، العمال بحز أو الفالح حزب سماه اجتماعي

راجع: إسماعيل النشورية الريف". حول هي ومصر مصر هو عنده )القاهرة: مطبعة ،الشهرية المقتطف لواحق مظهر،

.5 ص (،1946 فبراير والمقطم، المقتطف في النهضة"، عصر في اإليطالي "المجتمع سكيفل، ( فرديناند4)

ذكي، الرحمن عبد الدكتور ترجمة وآخرين، سارتون جورج العربية النهضة نيويورك: دار )القاهرة؛ ،النهضة عصر حضارة

ص ص (،1961 والنشر، للطباعة فرانكلين مؤسسة مع باالشتراك.97 ـ63

سارتون جورج في النهضة"، عصر في "العلم سارتون، ( جورج5). 132 ـ101 ص ص ،م. س. ذ، وآخرين

باللغة عرض على المعلومات تلك استقاء في الكاتب ( اعتمد6) النزعة إلى عام "مدخل بعنوان لكتاب اإلنترنت شبكة على العربية

Jim هيريك لجيم "،Humanism : an Introduction اإلنسانيةHerrickبوكس بروميثيوس عن صادر . والكتاب Prometheus Books، نسخة على الكاتب حصول لتعذر . وذلك2005 عام بلندن

30

العرض مراجعة الكريم للقارئ ويمكن المذكور، الكتاب من اإلنترنت: شبكة على التالي الموقع على المذكور

www.iraqcenter.net في والوجودية اإلنسانية بدوي، الرحمن ( راجع: عبد7)

القلم، دار المطبوعات، بيروت: وكالة )الكويت؛ ،العربي الفكر1982.)

تعريف نحو مالحظات عياد، شكري ترجمة ( ت.س.إليوت،8) ص ( ،2003 للكتاب، العامة المصرية )القاهرة: الهيئة ،الثقافة

.171 ـ170 ص العربية للذات الثقافي االغتراب عن المعلومات من ( لمزيد9)

للذات الثقافي االغتراب خيري، راجع: حازم تكريسه وآليات(.2006 الثالث، العالم )القاهرة: دار ،العربية

في لألنسنية عامة خصائص يراه لما صياغته في الكاتب ( تأثر10) خاصة والمفكرين، الكتاب من العديد بآراء المختلفة الحضارات

" والثري القيم كتابه يف الوارد بدوي الرحمن عبد الفيلسوف رأي مع الكاتب اختلف وان "، العربي الفكر في والوجودية اإلنسانية

القارئ عين تخطئها لن عديدة، مواطن في المذكور الرأي أبرز : أحد]2002 ـ 1917[ بدوي الرحمن عبد المدقق. والدكتور

فقد إنتاجا، وأغزرهم العشرين القرن في المصريين الفالسفةتقريبا. كتابا150 أصدر

: فيلسوف]1831 ـ1770[ هيجل فريدريك فيلهلم )**( جورج من الغربية الجنوبية المنطقة في ولد ألماني، موضوعي مثالي

أهم يعتبر حيث األلمان، الفالسفة أهم أحد بحق ألمانيا. يعد التاسع القرن أوائل في األلمانية المثالية الفلسفة حركة مؤسسي

الميالدي. عشر :Scholastic Philosophy المدرسية أو االسكالئية الفلسفة ـ)***(

عشر، السادس "أنسنيو" القرن األمر أول التسمية هذه أذاع schola المدارس في ونمت نشأت التي الفلسفة بها ويقصدون

أو مدرسة في معلم كل على يطلقscholasticus لفظ كان فقد أو الديالكتيك ـمحقر. معنى على ينطوي قصد وهو مدرسة خريج

الخصام العربية اللغة في هو : الديالكتيكDialectic الجدل زينون هو البرهان. ومبدعه فن الفلسفية اللغة وفى واللجاجة

معلمه مذهب عن دفاعا] ق. م430 ـ 490 حوالي[ االيلي ضد]الميالد قبل السادس القرن من الثاني النصف[ بارمنيدس

مناقضة نتائج يستتبع بالوحدة معلمه قول أن يبينوا أن حاولوا الذين من . ولمزيد142 ،400 ص ،م. س. ذ ،وهبة مرادله. راجع:

31

قصـة وهبة، أيضا: مراد راجع الديالكتيك عن المعلومات(.1997 الثالث، العالم )القاهرة: دار ،الديالكتيك

كثيرا، بالثقافة الخاص نظيره عن الحضارة مفهوم يختلف ( ال11) هي الحضارة أن غير معين، شعب حياة طريقة إلى يشير فكالهما من ثقافي تجمع أعلى هي آخر بمعنى أو األوسع، الثقافي الكيان اإلنسان يميز أن يمكن الثقافية الهوية من مستوى وأعرض البشر

الموضوعية العناصر من بكل تعرف األخرى. وهى األنواع عن والمؤسسات، والعادات، والدين، والتاريخ، اللغة، مثل العامة

البشر، لدى للهوية مستويات للبشر. وهناك الذاتي والتحقق االتساع: من مختلفة بدرجات نفسه يعرف قد القاهرة فساكن أعرض هي إليها ينتمي التي مسلم. والحضارة عربي، مصري، "نحن" أنها أي نفسه، به يعرف أن يمكن التعريف من مستوى "هم" مقابل في بيتنا، في أننا بداخلها ثقافيا نشعر التي الكبرى

البشر من كبيرا عددا الحضارات تضم خارجنا. وقد اآلخرين عند األنجلوفوني. الكاريبي مثل قليال عددا أو الصينية، الحضارة مثل

ثقافات ذات كثيرة صغيرة جماعات وجدت التاريخ مدى وعلى تتحدد الفروق لهويتها. وكانت أوسع ثقافي معين إلى وتفتقر مائزة بين أو والفرعية الرئيسية الحضارات بين واألهمية الحجم حسب

لصمويل الجهيضة. وطبقا والحضارات الرئيسية الحضارات الصينية، في المعاصرة الرئيسية الحضارات تتمثل هنتنجتون األرثوذوكسية، والروسية والغربية، واإلسالمية، والهندية، واليابانية،

اتفقوا وإن الباحثين أن األفريقية. إال عن فضال الالتينية، واألمريكية وتلك التاريخ في الرئيسية للحضارات تحديدهم في عام بشكل

العدد على يختلفون ما غالبا فإنهم الحديث، العالم في الموجودة من التاريخ. لمزيد في وجدت التي للحضارات اإلجمالي

الشايب، طلعت ترجمة هنتنجتون، راجع: صامويل المعلومات )القاهرة: ،العالمي النظام صنع إعادة ـ الحضارات صدام

.80 ـ67 ص ص (،1998 سطور،

الثانية المقالة

32

)*(العربي العقل هدر

يعود ال للمنبع "النهرالسدود" يكتسح غربته في النهر

البياتي الوهاب عبد

ديكارت رينيه الفرنسي الفيلسوف قول مع متفقا أراني بداية البشر، معشر بيننا قسمة األشياء أعدل وكونه العقل، بفطرية

: "العقل(1)المنهج" عن "مقال الشهير مؤلفه فى يقول فديكارت فرد كل يعتقد )بالتساوي(. إذ الناس بين توزعا األشياء أحسن هو بحظهم يقنعوا أن عليهم يسهل ال الذين حتى الكفاية، منه أوتى أنه منه. لديهم لما الزيادة فى الرغبة عادتهم من ليس غيره، شيء من

هذا يشهد أن الراجح بل ذلك، فى الجميع يخطيء أن براجح وليس فى وهي الباطل، من الحق وتمييز الحكم، فى اإلصابة قوة بأن

كل بين تتساوى النطق، أو السليم بالعقل تسمى التى الحقيقة أن من ينشأ ال آرائنا إختالف بأن يشهد وكذلك بالفطرة، الناس فى أفكارنا نوجه أننا من ينشأ وإنما اآلخر، البعض من أعقل البعض يكفى ال ألنه اآلخر، فيه ينظر فيما منا كل ينظر وال مختلفة، طرق

أكبر استخدامه. وإن يحسن أن هو المهم بل عقل، للمرء يكون أن الفضائل. ألكبر استعدادها مثل الرذائل ألكبر لمستعدة النفوس الطريق يلزمون حين يستطيعون مبطئين جد إال يسيرون ال والذين

عنه". ويبتعدون يعدون من كثيرا يسبقوا أن المستقيم اإلنسان نصيب بأن القول إلى ديكارت مقولة من ولندلف

فى إخوته من غيره نصيب من أقل ليس العقل من العربي كما ـ ذلك. فاألرجح غير روعه فى اآلالم تجار ألقى ولو اإلنسانية،

يصير الناس. وعليه بين قسمة األشياء أعدل هو العقل أن ـ أسلفنا وبين بينه نفرق أال العربي، العقل عن الحديث بصدد ونحن مقبوال،

معشر أجسادنا يسكن الذى األرض. فالعقل أمم عقول من غيره آسيويا أو أوروبيا أو أفريقيا أو عربيا صاحبه كان سواء واحد، البشر

فى أفكارنا نوجه العرب معشر أننا األمر فى ما أمريكيا! كل أو يكون أن يكفى ال أنه ناسين جدبة، طرقا ونسلك خاطئة إتجاهات

إستخدامه، نحسن أن ـ ديكارت قال كما ـ المهم بل عقل، للمرءأصبنا! أصاب وإن ضللنا ضل إن الحياة، طريق فى بوصلتنا فهو

على التاريخ، عبر العقل رحلة بتتبع بحثنا لنبدأ حال، أية على الجابري عابد أورده ما يحدونا تطوره، مراحل على التعرف أمل اليونانية، الثقافة فى العقل العربي" بشأن العقل "تكوين كتابه فى

من أول ـ الفلسفة مؤرخو يذكر فيما ـ كان هراقليطس بأن وقوله

33

هذا يفسر الكوني. فلكى العقل "اللوغوس" أو بفكرة قال عن بعيدا الكون، فى السائد النظام اليونانى الفيلسوف الظواهر كلى" يحكم "قانون بوجود قال واألساطير، الميثولوجيا

العقول بأن الرجل قال األبدية. كما الدائمة صيرورتها فى ويتحكم الطبيعة ظواهر عن صحيحة معرفة إلى التوصل تستطيع البشرية

البحث فى اجتهدت هى إذا أي الكلي، العقل فى شاركت هى إذا ضرورة من النظام هذا به يتصف ما وأدركت الطبيعة نظام فى

لطيفة"، إلهية "نار بـ يكون ما أشبه الكوني العقل وشمول. فهذا قبس البشرية وقانونه. والنفس العالم حياة هو إلهى"، "نور هو بل فى يسري الذى الكلي القانون هذا من أى االلهية، النار هذه من

وتعمل القانون هذا تعرف أن إذن فعليها ويحكمها، الطبيعة. (2)بموجبه

فكرة كانت إذا أنه المذكور كتابه فى الجابري ويضيف وحدة من نوع إقرار إلى تميل الكلي العقل عن هراقليطس

منفصل غير للطبيعة محايث هذا الكوني العقل أن باعتبار الوجود، الكلي، العقل "النوس" أى للـ اناكساجوراس تصور فإن عنها،

الطبيعة فى مندمج غير مفارقا، مبدأ منه جعل إنه حيث من يختلف أجزاء من مركبة األجسام أن يرى لها. فاناكساجوراس محايث وال

مع ولكن المبدأ، حيث من نهاية غير إلى القسمة تقبل متشابهة بالبذور أشبه هى تنقسم، ال الصغر غاية فى أجزاء وجود افتراض كان فقط. ولقد بالعقل تتصور وإنما بالحواس تدرك ال األولى، البذور، هذه من فوضوى خليط عن عبارة أمره أول فى الكون الكل يشكل مطلق عماء عن عبارة أى "كاوس"، عن عبارة

. (3)الموجود وهو شيء كل نظم الذى هو ـ الناكساجوراس طبقا ـ والعقل

أو األولى، الخليط ذلك يتمكن كى ألنه األشياء. ذلك لجميع العلة تقوم محركة قوة من البد عطالته من الخروج من الكلي، العماء

القوة تركيبها. وهذه وإعادة بينها الوصل ثم األجزاء بين بالفصل الكلي. وهى العقل "النوس" أو اناكساجوراس سماها المحركة

التى وهى وانقسمت، وانفصلت امتزجت التى األشياء جميع تدرك والتى اآلن توجد والتى وجدت التى األشياء جميع فى النظام بثت

العالم، يحكم ـ الناكساجوراس طبقا ـ فالعقل توجد. وهكذا سوف شيء فكل للصدفة، مجال أى تترك ال اليونانى الفيلسوف فنظرية

مصادفة، مجرد كأنه يبدو، ما هناك كان وضرورة. وإذا نظام عنده إال ـ رأيه فى ـ راجعا ذلك فليس والضرورة، للحتمية خاضع غير أى

فـ أخرى جهة ومن جهة، من سببه. هذا اكتشاف عن عجزنا إلى

34

متعاليا، العالم عن بعيدا هكذا وحسب، يفكر عقال "النوس" ليس للجسم، بالنسبة كالنفس للعالم بالنسبة بالنفس: هو أشبه إنه بل قبس الحية الكائنات نفوس أن أو نفس، له ما كل نفس هو بل

خارجا عنها مستقال يظل إذ للطبيعة محايث غير فهو ذلك ومع منه، نفوس عنها تصدر مستقلة نفس عن عبارة دائرتها. إنه عن

. (4)كذلك مستقلة الفيلسوفين من كل تصور بين االختالف أمر من يكن ومهما

يتنزل )الذى الكلي للعقل واناكساجوراس هراقليطس اليونانين أو للطبيعة بمحايثته القول التوحيدية( فإن الديانات فى االله منزلة

بين للعالقة اليوناني التصور جوهر من يغير ال واستقالله انفصاله فكرة اإلنسان. فعلى وبين وبينه الكلي العقل وهذا الطبيعة

كل بل الرواقية، الفلسفة "اللوغوس" تأسست عن هراقليطس فكرة أما الوجود، وحدة من نوع إلى تميل التى الفلسفات

التى سقراط فلسفة وراء كانت "النوس" فقد عن اناكساجوراس لعابد وأرسطو. وطبقا أفالطون من كل فلسفة عليها تأسست على ثوراته كل رغم الحديث، األوروبي الفكر يظل الجابري،

أنه على إياه متصورا الكوني"، "العقل بفكرة "القديم" متمسكاالبشري". للعقل المطلق "القانون

وخصوبة ثراء األقل الفترة هى الوسطى العصور فترة ولعل الراحل المصري الفيلسوف قول رغم التاريخ، عبر العقل رحلة في الوسطى" إن العصور "فلسفة المهم كتابه في بدوى الرحمن عبد

تطور أدوار من دور غير الواقع في تكن لم الوسطى العصور بالتفكير عامر دور ممكناته، تحقيق إلى يسعى وهو اإلنساني العقل والبحث التفكير في العقل حرية أجل من المناضل الخصب الحي

إلى المؤدية الوسائل وتحقيق الطبيعة أسرار واكتناه الحقيقة عناإلنسانية! تقدم

مغلقا نفسه وجد اإلنساني العقل إن كتابه في بدوى يقول أن عليه فكان الدينية، العقيدة أسوار هى متينة أسوار داخل عليه

من بشيء يشعر بدأ الجدران. ولما هذه بين التجوال على يقتصر العقل حق مسألة من موقفه يحدد أن ذلك مع عليه كان الحرية

الدينية. العقيدة مضمون وبين نفسه بين الصلة أعنى النقل، بإزاء يقول ما بين فيما تام االتفاق بأن يقول أن األمر أول في عليه وكان

إال هى ما والفلسفة يتعدد، ال الحق ألن الدين، به أتى وما العقل به أن األولين اآلباء عند نجد الدين. لهذا هو والحق الحق، عن البحث واحد. أمر على "حكمة" تدالن "فلسفة" أو "الهوت" وكلمة كلمة

35

هذا إزاء كيانه يؤكد أن العقل فحاول فشيئا، شيئا الصلة تطورت ثم إن قال بأن الدهاء، من شيء في بالخضوع أوال المضمون. فبدأ

فهي مجملة، الحقيقة هذه أن غير اإليمانية، الحقيقة هى الحقيقة العقل. طريق عن يتم وكالهما والشرح، التفصيل إلى حاجة في

إذ عشر، والحادي العاشر القرنين في واضحا نراه الموقف وهذا أي اإليمان، يتعقل أن التفكير استقالل وراء من ينشد أنسلم نجد

.(5)ألتعقل" "أومن شعاره كان ولهذا يتعقله، حتى يفسره عشر الثاني القرن في أبيالرد بطرس , وقف لبدوي، وطبقا

ال العقل. فهو نصيب تقرير سبيل في تقدم وإن الموقف هذا مثل وهكذا عقليا عليها يبرهن ألن قابلة التثليث عقيدة بأن يؤمن يزال ما مع أجزائها كل في تتفق الدينية الحقيقة إن يقول ليزا ال كان

عليه الحال كانت مما أكثر تقدما عنده نجد أننا العقل. بيد به يقضي أقوال بين تعارض بوجود أيضا قال أبيالرد ألن ذلك أنسلم، عند

الفالسفة، وأقوال الالهوت أقوال وبين وبعض، بعضها الالهوت القرن أقبل إن وال". وما "نعم بمنهج المعروف منهجه في وذلك

من ويميزه العقل ميدان فأكثر أكثر يحدد بدأ حتى عشر الثالث الالهوتيين الفالسفة كبار لدى قدما يمضي تمييزا اإليمان، ميدان

التيار وهذا للنقل، وما ماللعقل بين البين الواضح التمييز نحو ميدان فنرى أريجين، سكوت دنس إلى نصل حتى قويا يستمر مداه، وضاق فشيئا شيئا انحسر قد بالعقل إثباته يمكن الذي النقل من وافرا عددا العقلي البرهان ميدان من أبعد االكويني فتوما

بطريق إثباتها الممكن من أن أسالفه ظن التي الدينية العقائد الممكن من ليس إنه فقال والخالص، والتجسد التثليث مثل العقل،

امكان فأنكر أريجين سكوت بعده من عقليا. وجاء عليها يبرهن أن وبيان الله وجود براهين أن بل عقليا، إثباتا النفس خلود إثبات

هذه عن يقال أن يمكن ما وكل عقلية، تكون أن كلها تقبل ال صفاته. (6)قطعية وليست محتملة أنها هو البراهين

ميــدان عن العقل ميــدان انفصل عشر الرابع القــرن وبحلول ال قد الــوحي به يــأتي ما أن بمعــنى تامــا، يكــون يكاد انفصاال الدين

ــون ــ ــابال يكـ ــ ــان قـ ــ من ليس العقل به يقضي وما العقلي، للبرهـ أن كله هــذا نتيجة بــه. وكــانت جــاء قد الــوحي يكــون أن الضروري

كــان مما موضــوع، ذات غير مشكلة والنقل العقل مشكلة أصبحت العقل بين التوفيق تحــاول لن الــتي الحديثة الفلســفة بقيــام إيــذانا

ما الفلسفي. هذا البحث نطاق خارج المشكلة هذه تدع بل والنقل،ــيحية، أوروبا في حصل ــ ــالم يخص فيما أما المس ــ ــالمي، الع ــ اإلس

جميعا. لذكرها المجال يتسع وال ومتباينة، عديدة فاآلراء

36

ــورد بــأن نكتفي لــذا واألكــثر األبــرز الكثــيرون يــراه قد رأيا ن اإلســالمي، عالمنا أوضاع إليه آلت لما المتأنية القراءة مع انسجاما

ــأن أركون محمد المفكر قول وهو ــديني العقل بين المواجهة ب أو ال الواقعة الفــترة في أوجها بلغت الفلسفي والعقل الالهوتي/الفقهي

أعماال عندئذ الميالديين. وولدت عشر والحادي التاسع القرنين بينــرهص رائعة وأدبية فكرية نفسه أركــون كــان ما تمثل أو بالحداثة ت

ــتطاع مثال العاشر القرن األولية. ففي البدائية بالحداثة دعاه قد اس واســعة وسياســية اجتماعية مســاحة يكسب أن الفلسفي الموقف

ــار لتغذية يكفى بما ــاني تي ــتوعب حقيقي إنس الدينية المرجعية يس حتى العوام( وال سلوك يخص فيما )إال باألولوية لها يعترف أن دون

ــان والعقالني اإلنساني التيار هذا باألسبقية. ولكن ســريع لألسف ك الحــادي القرن في السلطة إلى السلوجوقيين وصول األفول. فبعد

وتفتقــر. تضــيق للمعرفة والسياسية االجتماعية األطر أخذت عشر العقل على الالهـــوتي/الفقهي العقل أولوية تحبذ بالتـــالي وراحت

الــوقت ذلك منذ ويتفــاقم يتزايد االتجــاه هــذا انفك الفلســفي. وما تصـفية بـأن القـول إلى أركــون دعا ما عمليـا. وهو هذا يومنا وحتى

كاملــة، شــبه تصــفية اإلسالمي الفكر ساحة من الفلسفي الموقفــالمرة، كاملة تكن لم إن ــ التيــــار ألفــــول طبيعية نتيجة يعد إنما ب

. (7)والعقالني اإلنساني الحديث، األوروبي الفكر يظل للجابري، طبقا أنه سلفا ذكرنا

الكوني"، "العقل بفكرة "القديم" متمسكا على ثوراته كل رغم البشري". وأرانى للعقل المطلق "القانون أنه على إياه متصورا العقل أن على أركون تأكيد مع الجابري قول تعارض بعدم مقتنعا

عشر السابع أو عشر السادس القرن من بدءا الغربية أوروبا فى سابقا. يعرفها كان التى تلك غير جديدة أسس على ينطلق راح من الفلسفى العقل ـ ألركون طبقا ـ ديكارت و سبينوزا حرر فقد

االستقاللية الرجالن أعطى إذ المسيحى، الالهوتى العقل هيمنة براثن من انتزعاها ما بعد البشرية وللذات البشري للعقل الذاتية واسبينوزا ديكارت ليس القروسطى. بالطبع الالهوتى العقل

جيل أى أيضا، تالهما الذى الجيل كل وإنما ذلك، فعل من وحدهما قبل. من واإلنجليز وكانط والموسوعيين وروسو وديدرو فولتير

التى هى البشرية الذات أن هنا الذاتية باالستقاللية والمقصود على المجتمع وتنظيم السلوك وقواعد األخالق تبلور أصبحت

بشرية مسألة القوانين وسن التشريع الخاصة. أصبح مسؤليتها كان ما السابقة، العصور فى ليحدث كان ما شيء بحتة. وهذا

عن ويستقل الخاصة معياريته هو يصبح أن على أبدا ليجرؤ االنسان

37

وقرون. قرون طيلة به تحكمت والتى عليه الخارجية المعيارية العصور فى عليه كانت عما كليا العقل مكانة اختلفت وهكذ

الالهوتى العقل مرحلة من الغربية أوروبا وانتقلت الوسطى، على المرتكز الكالسيكي، الحديث العقل مرحلة إلى القروسطى

. (8)المطلقة اليقينيات لنهايته، التاريخ عبر العقل لرحلة تتبعنا وصل وقد أما واآلن،

العقل مرحلة من اآلن تنتقل أوروبا بأن القول علينا لزاما يبيت مرحلة إلى المطلقة اليقينيات على المرتكز الكالسيكي الحديث

أجل من باستمرار نفسه على يعود الذى النقدى أو النسبي العقل اآلن البعض يدعوه ما األمر! وهو لزم إذا تعديله أو مساره تصحيح

وحركية دقة أكثر لكن تواضعا، أكثر عقل أى الحداثة، بعد ما بعقل واليقينيات الكبرى االيديولوجيات انهيار بعد ما معا)عقل آن فى

عقل بين الوحيد الفرق بأن أركون قول فى الراسخة(. ولعل المعارف يبلور وهو الثاني أن هو الحداثة بعد ما وعقل الحداثة أنه ويعرف المطلقة، الحقيقة إلى يصل لن أنه يعرف الجديدة

ولكنها كثيرا، أو طويال تدوم قد مؤقتة، نسبية، حقائق إلى يصل العقل بمأساة يشي أركون قول إن . أقول(9)أبدا تدوم لن حتما

الثقيلة وأغالله المتواضعه بمحاوالته يزال ال أراه الذى العربي عن الراهن! ناهيك بوضعه يلجها أظنه "الحداثة" وما لولوج يسعى الغربي! العقل غالئلها فى اآلن يرفل الحداثة" التى بعد "ما مرحلة

إهانة تتصوره قد ما على غيرة تثور أن العربية وللذات بتواضع القول اعتبرنا إن هذا وكرامته، العربي العقل لكبرياء إهانة، التاريخ عبر العقل رحلة فى العربي العقل مساهمة وضآلة

لها يروق بما السطور هذه كاتب ترمي أن أيضا العربية ووللذات أن ـ الرجاء في عليها وألح ـ أرجوها أنى بيد ثورتها، نيران ويطفئ تجد أن عسى نهايته، حتى الماثل البحث قراءة في قدما تمضى

به رمتنا قد الذات تلك تكون قد ما عنا وينفى روعها يهدىء ما فيه ليس األمر أن اليقين علم أعلم وأنا هذا حق. أقول بغير تهم من

تعمية يملوا ولن لم العربي عالمنا فى اآلالم فتجار بالهين، تكريسا العربية، العقلية للثروة هدر من يحدث عما مواطنيهمالمغلول!! العربي العقل وكرامة كبرياء الثمن كان ولو لمصالحهم

للتغرير والحيل الطرق يعدمون ال اآلالم، تجار إن أقول نسبيا كافية دراية من لنفسي أزعمه ما مع ـ أنى حتى بضحاياهم،

العقل هدر مسألة في الشك راودني ما كثيرا ـ الحيل بتلك للثروة فعلى هدر هناك نفسي: هل سألت ما العربي!! فكثيرا

38

أساس له ليس جائر اتهام بالهدر االتهام أن العربية؟! أم العقلية والتاريخ حولى الواقع أن الواقع؟! غير أرض على الصحة من

حين تجنيت وما الطريق ضللت ما أني دوما لى يؤكدان ورائي بصورة مسئولة بوصفها الخطيرة، الظاهرة تلك لرصد عمدت

التاريخ... من والمهين المخزي خروجنا عن مباشرةالعربي: العقل وهدر الثقافي االغتراب لطالما الذى الشك لذلك الوافر بالشكر أدين أني الحق

مع اتساقها ومدى العربي العقل هدر مسألة بشأن راودنى منى ورغبة الشك هذا فبفضل والمعاصرة، التاريخية المعطيات

ألتمس رحت الشائكة، المسألة هذه تجاه موقفي حسم فى لى سبق التى الفلسفية المقوالت بعض ذلك فى تدعمنى الحقيقة،

أني، األنسني. بيد الفكر مجال فى بحوثى أثناء إليها اهتديت أن ملزما أرانى هذا، بحثي فى تلك مقوالتى تثمين على اقدامى وقبل

فالمصطلح الدقة، وجه العقل" على "هدر بـ أقصده ما بتوضيح ومحكمة. فليس دقيقة صياغة إلى مضمونه ويحتاج فضفاضا يبدو

فى بعينه عقل مساهمة وضآلة تواضع من المرء يتخذ أن بكاف فقد للهدر، العقل هذا بتعرض للقول ذريعة التاريخ عبر العقل رحلة يكون ذلك ورغم ضئيلة وغير متواضعة غير مساهمة للعقل تكونللهدر!! بتعرضه يوصف ألن قابال

يعتقد عندما يحدث العقل" إنما "هدر بـ أسميه ما إن أو الثقافات من ألي المنتمين هنا باالنسان وأعنى اإلنسان،

له بنيت قد أنه أو ثقافة بناء استطاع قد أنه المختلفة، الحضارات سواء التطوير، و للنقد تخضع أن دون الدهر، مدى ستعيش ثقافة الهوتيا/فقهيا. عقال امتلك أنه أو فلسفيا عقال االنسان هذا امتلك بأنها: أشعاره هوراس الكبير الالتينى الشاعر وصف ذلك ومن

من عليه مرت مهما بسوء يمس لن البرونز، من أثرا "أبقى حضارته أو ثقافته كانت أيا ـ االنسان على الضرورى سنين"! فمن

النظر عند التواضع بالتزام وذلك عقله، يثمن أن ـ إليها ينتمى التى صنع من أو يديه صنع من كانت سواء حضارته، أو تلك ثقافته إلى

والتطوير. النقد ضد محصنة أو أبدية ليست بالضرورة فهى غيره، أو ثقافتنا تظل كاسيرر، أرنست األلمانى للفيلسوف فطبقا

أغوار ذات عتيقة طبقات تحيط خارجية قشرة مجرد حضارتنا اهتزازات أية لمواجهة الدوام على أنفسنا نعد أن وعلينا بعيدة،)لالنهيار!! تعرضه وقد الحضارى، أو الثقافى عالمنا تهز قد عنيفة

10).

39

التاريخ، عبر العقل لرحلة سلفا الوارد السرد ضوء وفى العقل العقل" على "هدر لمصطلح السابق تعريفنا وبتطبيق ـ متفاوتة بنسب ـ للهدر العقل ذلك بتعرض القول يمكن الغربي،

أصبح عندما وكذا الوسطى العصور فى الهوتيا عقال كان عندما وقبل المطلقة اليقينيات على مرتكزا كالسيكيا حديثا فلسفيا عقال

نفسه على يعود الذى النقدى أو النسبي العقل مرحلة إلى انتقاله ما األمر! وهو لزم إذا تعديله أو مساره تصحيح أجل من باستمرار

بعد ما عقل الحداثة، بعد ما بعقل ـ أسلفنا كما ـ اآلن البعض يدعوه قول فى الراسخة. ولعل واليقينيات الكبرى االيديولوجيات انهيار الحداثة عقل بين الوحيد الفرق بأن سلفا المذكور أركون محمد الجديدة المعارف يبلور وهو الثاني أن هو الحداثة بعد ما وعقل إلى يصل أنه ويعرف المطلقة، الحقيقة إلى يصل لن أنه يعرف تدوم لن حتما ولكنها كثيرا، أو طويال تدوم قد مؤقتة، نسبية، حقائق

متفاوتة، بنسب للهدر الغربي العقل بتعرض قولنا يؤكد ما أبدا، بكون آنذاك لقناعته الحداثة"، بعد "ما لمرحلة الراهن ولوجه قبل

أو الوسطى العصور فى له بنيت التى تلك سواء الثقافية، يقينياته النقد ضد ومحصنة أبدية الحديث، العصر فى بنفسه بناها التى تلك

والتطوير. كان التاريخ عبر الالهوتى العقل بأن القول منطقيا ويظل

األخير بلوغ قبل حتى الفلسفي، العقل من للهدر تعرضا أكثر بلغ وأظنه الحال، بطبيعة نسبى هنا فالهدر الحداثة، بعد ما مرحلة له شيدت قد أنه دوما اعتقد الذى الالهوتى العقل ظل فى ذروته أو نقد دون الدهر أبد تعيش أن شأنها من ومحصنة، مقدسة ثقافة

ما خطيئة! وهو العقل هذا عرف فى والتطوير تطوير! فالنقد الحديث الفلسفى العقل ظل فى حدث بما مقارنته يصعب

لم ـ الشديد لألسف ـ أنه بيد بنفسه، ثقافته شيد فقد الكالسيكي، الراسخة! واليقينيات الكبرى االيديولوجيات حبائل فى وقع أن يفتأ

الالهوتى العقل هدر من أقل بدرجة ولو للهدر نفسه معرضالنفسه!

العقل عن فماذا الغربي، للعقل بالنسبة الحال هو ذلك كان أن الدراسة؟! الحق هذه موضوع هو هدره وأن خاصة العربي،

فالبعض شائكة، أسلفنا كما فالمسألة التأنى، ببعض جدير األمر ينطوى والتحليل بالرصد العربي العقل هدر مسألة تعهد أن يرى أكون أن العقل! وأملى لهذا فادحة وإساءة جليلة إهانة على

نفسي أعفيت قد للهدر الغربي العقل تعرض عن السالف بحديثي للهدر تعرض قد الغربي العقل يكون أن يعقل ال ألنه الحرج، من

40

التاريخ فى العقل ذلك مكانة يعلم وكلنا المذكور، النحو على ذلك من نجا قد العربي العقل يكون حين فى الضخمة، وانجازاته

التاريخ!! من أخرجته التى محنته يعلم ـ أيضا ـ وكلنا الهدر، فى الماثل حديثي أعضد بأن الكريم قارئي لى ليسمح واآلن،

أن لى سبق والتى مهمة أراها التى الفلسفية بمقوالتي عجالة األنسني. وأنا الفكر مجال فى السابقة بحوثى أثناء إليها اهتديت

العقل هدر عن حديثي إبان ذلك فعل عن أحجمت قد كنت وإن أرى العربي العقل هدر عن للحديث انتقلت وقد اآلن فإنى الغربي،الحقا.. أذكرهما لسببين وذلك المقوالت، لتلك ماسة الحاجة مصطلح مع الفلسفية، مقوالتي عن حديثي، بداية ولتكن

"بناء بعنوان لى سابقة لدراسة محورا شكل "األنسنية" الذى سوى يعني ال األنسنية الذات بناء أن فيها جاء األنسنية"، الذات

بين التطابق من ممكن قدر أكبر بتحقيق لها يسمح بما صياغتها تثمين على واألفعال األقوال تلك انطواء شريطة وأفعالها، أقوالها

الماثل وهدفها الوجود، في قيمة كأعلى باإلنسان القائلة لألنسنية البشري للعمل نتاج هي بما لألشياء النقدي التمحيص في

البشريين التأويل وسوء القراءة لسوء تحسبا البشرية، وللطاقات تلك وقوع شريطة الجمعي. وكذا للحاضر كما الجمعي للماضي:(11)لألنسنية العامة الخصائص إطار في واألفعال األقوال

اإلنسان. هو التقويم معيار[ 1]الدائمة. ثورته إلى التطور ورد بالعقل اإلشادة[2]

معها. المتحضر والتعاطي الطبيعة ن تثمي[3 ]نفسه. باإلنسان يتم إنما التقدم بأن القول[4]الجمالية. الحسية النزعة تأكيد[5]

الدراسة في عنه الحـــديث الـــوارد األنســـني للمعيـــار وطبقا األنســنية أدرك أنســنية( طالما )ذاتا أنســنيا اإلنســان يعد نفســها، بعينـه، لفريق أو لنفسه بها يسـتأثر ولم بهـا، الغـير لتبصـير وسـعى

ــدرك ولم األنســنية، جهل لو حــتى ذاتا اإلنسان يعد وكذا أو كنههــا، ي ثقافيا. فالشائع مغتربة ذاتا يكون الحالة تلك في لكنه عنها، أعرض

ــ ــ المتخلفة المجتمعــات في خاصة ـ ــازل هو ـ حقه عن اإلنســان تنــبيعي ــرة ثقافة امتالك في الط ــورة، ح ــاء لذاته إراحة ومتط وإرض

ــتخدام ــه! وباس ــار لمجتمع ــه، المعي ــرا يعد نفس ــدرك من كل آخ ي في جاهــدا ويعمل بعينــه، لفريق أو لنفسه بها ويســتأثر األنســنيةــوقت ــ ــذات أخذ دون للحيلولة نفسه ال ــ كنهج بها ثقافيا المغتربة ال

41

تلك حرمــان بهــدف والســبل، الوســائل بشــتى عنها وتعميتها حياة،باألنسنية. األخذ ثمار جني من الذات

ــذكورة الدراسة فى انتهيت ولقد ــول إلى الم ــأن الق ــور ب تط أطرافه معقـد، ثقـافي لصـراع نتاجا كونه يعـدو ال اإلنسـاني التاريخــا، صــراعا واآلخــر. أقــول المغتربة والــذات األنســنية الــذات ثقافي شــاملة طريقة بأنها للثقافة ياألنــثروبولوج إليــوت لتعريف استنادا

ــاة ــ ــني ما وهو ،للحي ــ ــون يع ــ ــراع ك ــ ــمل أعم الص ــ عند منه وأش فهي فحســـب، مادية ليست اإلنســـان فاحتياجـــات الماركســـيين،

صـراعا وأهميتهـا. وأقـول خطرها على الماديـة، االحتياجات تتجاوزوتداخلها... جبهاته لتعدد معقدا،

الــذات لتبصــير الســاعية األنســنية الــذات بين الصراع فهناك وبين اغترابهـــا، تكـــريس في اآلخر دور وتعرية باألنســـنية المغتربة

الــذات نجــاح دون الحيلولة على والحــريص لألنسنية المدرك اآلخرــاع في األنســنية ــذات إقن ــالتخلي المغتربة ال ــا، عن ب ــذا اغترابه وك باألنســنية نفســها المغتربة الــذات أخذ دون الحيلولة على الحريص

أو اســتخدام عن فيه اآلخر يتــورع ال مــؤلم، صــراع وهو حياة، كنهج وغــير المســتترة الوســائل كافة باســتخدام المغتربة الــذات إغــراء

األنسنية الذات بين الصراع أيضا لصالحه. وهناك لحسمه المستترة جـانب هو واحـد، جـانب من عـدائي صـراع وهو المغتربـة، والـذاتــذات ــة، ال في يلقي فهو ويؤججــه، أســلفنا كما اآلخر يغذيه المغترب

جهــود وأن هويتهــا، محو يعــني اغترابها قهر أن المغتربة الذات روعــذات ــنية ال ــنية، واألخذ اغترابها قهر على لحثها األنس ليست باألنســا، في عدائية ممارســات ســوى ــرمي حقه الثقافية هويتها لمحو ت

العقلية..!! ثروتها وهدر لى سبق والتى مهمة أراها التى الفلسفية مقوالتى هى تلك

األنسني. الفكر مجال فى السابقة بحوثى أثناء إليها اهتديت أن العربي العقل هدر مسألة عن الحديث أن قارئي ليعلم أوردتها

بتلك االستعانة عن احجامي يعنى بمكان. وال السهولة من ليس عدم الغربي العقل هدر لمسألة وتحليلي رصدى إبان المقوالت

وتحليل رصد فى التفسيرى األنسني النهج هذا من االفادة امكانية بتلك االستئثار آثرت أنى غير الصحيح، هو فالعكس المسألة، تلك

العقل هدر لمسألة وتحليلي رصدى فى منها واالفادة المقوالت كون بمكان: أولهما األهمية من أراهما لسببين وذلك العربي، بالنسبة واألهم تعقيدا األكثر الحالة هي العربي العقل هدر مسألة له تترك لم العربي العقل إغتراب محنة أن إذ السطور، هذه لكاتب

42

فى السطور هذه كاتب رغبة هو الثانى االختيار!! والسبب ترف المذكور التفسيري األنسني للنهج المزدوج والتطبيق التكرار تجنب

والعربي... الغربي العقلين هدر وتحليل رصد فى االغتراب عالقة هي بقوة: ما نفسه يطرح الذى والسؤال

عقل به وأقصد العربي، العقل هدر بمسألة العربية للذات الثقافيالحال؟! بطبيعة الذات تلك

نتاجا كونه يعدو ال اإلنساني التاريخ تطور أن سلفا ذكرنا المغتربة والذات األنسنية الذات أطرافه معقد، ثقافي لصراع

تنازل هو الثقافي باالغتراب المقصود أن كذلك وذكرناواآلخر. إراحة ومتطورة، حرة ثقافة امتالك في الطبيعي حقه عن اإلنسان

مع الحال خالف على أنه اآلن، لمجتمعه!! ونضيف وإرضاء لذاته العربي العقل يكتسب الحداثة، عصر فى الفلسفي الغربي العقل ثقافة ومتطورة، حرة ثقافة امتالك في الطبيعي حقه عن بتنازله عليه تكون أن يجب ما هى ليست أو الحقيقية ثقافته هي ليست صنعه. وذلك من ليست لثقافة مستهلكا يصبح أنه أي حقا، ثقافته العقل شأن ذلك فى شأنه فقهيا، هذا يومنا حتى يزل لم لكونه

تقتضينا الموضوعية أن الوسطى. بيد العصور فى الالهوتى الغربي الحداثة عصر فى الفلسفي الغربي العقلين ادراك بأن القول

أبدية أنها على لثقافتيهما الراهن وقتنا فى الفقهى والعربي بمسألة يتعلق فيما تشابههما يعني والتطوير، النقد ضد ومحصنة نسب فى بينهما الفارق الشاسع البون رغم للهدر، تعرضهماالهدر..!! اغترابها فى راحتها تلتمس ما عادة العربية الذات إن قلت

ما عادة فهم روعها، في اآلالم تجار يلقيه ما بفضل الثقافي، العقلية، لثروتها هدرها ثم ومن الثقافي، اغترابها بأن يوهمونها

عن طواعية التنازل إليها ويطلبون الفقهي، العقل يوجبها فريضة زلفى!! وكذلك و الله إلى تقربا ثقافتها، وتطوير نقد في حقها

هذا ممارسة سلطة بأعينهم آخرين بتخويل القبول إليها يطلبون حجج إلى ذلك في يستندون ما وغالبا غيرها، وعن عنها نيابة الحق

ملكاته أثمن هدر اإلنسان من يقبل أن يستقيم ال أنه واهية. وفاتهم قبس إال ـ رجحانا اآلراء أكثر في ـ اإلنساني العقل فما وأروعها،

رسالته، أداء عن اإلنسان لعجز ولواله صاحبه، جسد يسكن الهي الراهن االعتقاد هدى. ويظل غير على الحياة في يضرب ولظل

الدهر، مدى ستعيش ثقافة لها بنيت قد بأنه العربية الذات لدى تجار نجاح على حيا دليال التطوير، و للنقد الخضاعها حاجة دون

على العقلية ثروتها هدر وفى ثقافيا الذات تلك تغريب فى اآلالم

43

محافظة قوة إال )الفقهي( اآلن العربي العقل فما مخيف، نحو إلى وتدعو القائمة، األوضاع على تمرد أي كبت على تعمل أساسا،

نقدها إلى جذري ميل كل وتحارب السائدة، الثقافة بكل االحتفاظوتطويرها..!! الثقافي باغترابها العربية الذات تلتمس أن أيضا ويحدث

حقها عن الذات تلك تنازل أن ذلك ومرجع مجتمعها، إرضاء يصطلح مجتمع في يتم ما غالبا وتطويرها ثقافتها نقد في الطبيعي

اعتقادهم في ويلتقون المغترب، واحترام تقدير على أفراده هويتهم، لصيانة الحقيقية الضمانة هي السائدة الثقافة بأن الراسخ

والتطوير. فالمغتربون بالنقد أيديهم إليها تمتد أن من أسمى وأنها نقد في الطبيعي حقهم عن جماعية بصورة يتنازلون ما عادة

منهم وأقدر بذلك، منهم أحق يرونه من إلى وتطويرها ثقافتهم ما بالمخاطر. وغالبا ومحفوفا وعرا طريقا يتصورونه ما ارتياد على ويستأثر األنسنية يدرك من كل أسلفت كما به وأقصد اآلخر، يقف

للحيلولة نفسه الوقت في جاهدا ويعمل بعينه، لفريق أو لنفسه بها بشتى عنها وتعميتها حياة، كنهج بها المغتربة الذات أخذ دون

األخذ ثمار جني من الذات تلك حرمان بهدف والسبل، الوسائل يقف ما غالبا إنه العقلية. أقول ثروتها هدر وتكريس باألنسنية،

لثروتها المغتربة الذات إهدار وراء غربيا، أم كان عربيا اآلخر، لتلك الثقافي االغتراب لتكريس المحموم سعيه عبر وذلك العقلية،

البائسة... الذات لوال لبانته ليبلغ يكن لم العربي، اآلخر خاصة اآلخر، أن والحق

دائم لدعم حاجة في أمره. فاالغتراب على تعينه بعينها آليات وجود دعم وجود من لديمومته ضمانا أكثر هو ما هناك وليس سدنته، من

من يصير الدعم ذلك مثل له. فبدون ومنتظم دائم مؤسسي االغتراب لفكرتى الدائم الرسوخ على الحفاظ بمكان الصعوبة

أشكاال المؤسسية الصيغة تتخذ ما األذهان. وغالبا في والهدر بالضرورة تعني ال الكاتب يقصدها التي فالمؤسسية مختلفة،

بيروقراطي، وزخم الموظفين من عرمرم وجيش ضخمة بنايات بعينها، شخصيات وبين المهيبة البنايات تلك بين ما تتراوح ولكنها

ترويجهم ومهارة الدعائية بحرفيتهم االغتراب سدنة يصيرها بين من ايأتيه ال الباطل أن يزعمون مقدسة، شبه رموزا لالغتراب

انقيادا إليها المغتربين انقياد ييسر ما وهو خلفها، من وال يديهاأعمى...

44

يتسع مختلفة، أشكاال تتخذ المؤسسية الصيغة أن وكما عديدة. فتكريس مجاالت ليشمل المعنية المؤسسات تلك نشاط

يتم ال العقلية، لثروتها المحزن والهدر للذات، الثقافي االغتراب آليات عبر يتم ولكنه الكثيرون، يتوهم قد كما محدودة آليات عبر

جانب إلى واإلعالمي، والتعليمي، البوليسي، منها ومتنوعة عديدة براء. منه والدين الدين إلى نسبة بالديني، تسميته على اصطلح ما

هدر من يصاحبه وما ـ الثقافي االغتراب يغدو كيف نتصور أن ولنا أحيانا تفرضه التي اآلليات تلك مثل تعوزه حين ثقيال زائرا ـ عقلي أنه على لهم فتصوره األبرياء، الضحايا إلى أخرى أحيانا وتحببه آليات أهم لبعض موجزا رصدا يلي رؤوسهم. وفيما فوق غار إكليل

:(12)العقلية ثروتها وهدر للذات الثقافي االغتراب تكريسالعنف. [ مؤسسات1]اإلعالمي. التلقين [ مؤسسات2]التعليمية. [ المؤسسات3]

الديني. التبرير [ محترفو4] ــاة ــارة أن والمأس ــر، مه ــان عربيا اآلخ ــا، أم ك ــذا في غربي ه

الــذات اغــتراب تكــريس في ينجح ما دائما فهو تبــارى، ال المضــمار والــذاكرة األنســنية، الــذات على واســتعدائها العقلية ثروتها وهــدر

ــانية ــالحوادث مليئة اإلنس ــدة ب ــذلك، المؤك ــوادث وهي ل دموية ح أن غــرو اإلنســاني. وال الجــبين لها ينــدى مجملهــا، في ةوالإنســاني

من حــيرة في المــراقب تضع نفســها على الــذات انقســام مأســاةــالجزء ــره. ف ــبر أم ــذات من األك ــرض أو يجهل ال ــنية عن يع األنس

ــول العقلية لثروته المخزي والهدر الثقافي باغترابه ويباهي في ويع والمهمش الــذات من األصــغر الجزء يتكبد بينما اآلخر، على خالصه

الــذات لتبصير جاهدا ويسعى األنسنية يدرك فهو قاسية، آالما دوما غالبا الــذي اآلخر شراسة يواجه لكنه حيــاة، كنهج بها األخذ بضرورة

في يســهم ما المغتربــة! وهو الــذات إلى به التنكيل مهمة يوكل ماالصراع. تعقيد

اآلخر ـ األحيان أغلب في ـ يرويه الذي اإلنساني والتاريخ يحسد وجلد دأب في الضعيفة المغتربة للذات ويلقنه القوي

التى النبيلة، النفوس تلك على المغتربين استعداء يمل ال عليهما، وتأبى المختلفة، العصور عبر متناثرة بحق أو لحظات في تظهر

ـ النبيله النفوس تلك أقصد ـ لنفسها تستأثر أال أصحابها إنسانية في اإلدراك، ذلك غالئل في وحدها ترفل وأال األنسنية، بإدراك

على جاهدة تعمل فنراها باغترابها، المعذبة الذات فيه تشقى وقت كنهج بها األخذ ومزايا باألنسنية المغتربة الذات وتبصير اآلخر تعرية

45

عن العقلي والهدر الثقافي االغتراب نير لرفع بذلك هادفة حياة، صناعة هي إنما و محتوما قدرا ليست آالمها أن وتعليمها كاهلها، زمان كل في أقواه وما اآلخر، يدفع ما اآلخر. وهو وأيدي أيديها

بها والتنكيل العداء والطاهرة النبيلة النفوس تلك لمناصبة ومكان، واإلدانة باالستهجان ذكرها وإلحاق رذيلة بكل لها اتهامه على عالوة

والحق بشرية، صيغة في شياطين أنها للمرء يهيئ حتى السب، و ما دائما فهم األرض، ظهر أقدامهم وطأت من أشرف أصحابها أن

:(13)الذات وانكار االيثار أغنية تحدوهمأنا.. أحترق لم إذا

أنت.. تحترق لم وإذانحن.. نحترق لم وإذا

إذن.. فمنالظلمات!! يجلو

االغـــتراب بين وثيقة طردية عالقة توجد أنه القـــول، صـــفوة كــان إذا الــذات. ألنه لتلك العقلي والهــدر العربية للــذات الثقــافي الطــبيعي حقه عن العــربي اإلنســان تنــازل يعنى الثقافي االغتراب

لمجتمعــه! وإرضــاء لذاته إراحة ومتطــورة، حــرة ثقافة امتالك في العقلي الهــدر من يخلو المعــنى بهــذا الثقــافي االغــتراب أظن فما

ــنيت قد بأنه الراسخ إعتقاده أي االنسان، لذلك ســتعيش ثقافة له ب ضد أبديــة..محصــنة ـ نظره وجهة من ـ وهى ال؟ وكيف الدهر، مدىــذا، النقد ــا، أم كــان عربيا اآلخــر، إن أقــول والتطــوير!! ل فى غربي

عن العربية الــذات لتعمية المحمــوم ســعيه وفى الثقــافى صــراعه ثروتها هــدر يكــرس إنما الثقــافى، إغترابها تكريسه عــبر األنســنية، النصر موعد ســـيزير: "فى بمقولة قناعته لعـــدم وذلك العقليـــة،

للجميع". متسعالعربي: العقل هدر مظاهر

للذات الثقافي االغتراب بين الوثيقة للعالقة تناولنا فى إنتهينا هذه جذور بأن القول إلى الذات لتلك العقلية الثروة وهدر العربية الثقافي االغتراب مصطلحي من لكل تعريفنا فى تكمن العالقة تنازل الثقافي" بأنه "االغتراب لمصطلح العقلي. فتعريفنا والهدر

إراحة ومتطورة، حرة ثقافة امتالك في الطبيعي حقه عن اإلنسان العقلي" بأنه "الهدر لمصطلح لمجتمعه!! وتعريفنا وإرضاء لذاته

أنه الهوتيا/فقهيا، عقال أو فلسفيا عقال امتلك سواء اإلنسان، إعتقاد الدهر، مدى ستعيش ثقافة له بنيت قد أنه أو ثقافة بناء استطاع قد

على للمصطلحين تعريفنا إن التطوير. أقول و للنقد تخضع أن دون العناصر أحد ـ بحق ـ يعد العقلي الهدر بأن يشي المذكور النحو

46

يتواجد أن الهدر لهذا يمكن أنه غير الثقافي، لالغتراب المكونة الفلسفي بالعقل مثال ذلك على ثقافي! وضربنا اغتراب بدون

الثقافي، االغتراب دون الهدر عانى فقد الحداثة، عصر فى الغربي أن دون الدهر، مدى ستعيش ثقافة بناء استطاع قد بأنه العتقاده

الالهوتى/الفقهى العقل عن بذلك التطوير! مختلفا و للنقد تخضع قد بأنه العتقاده الثقافي، االغتراب الهدر جانب إلى جمع الذى و للنقد تخضع أن دون الدهر، مدى ستعيش ثقافة له بنيت

التطوير.... للذات الثقافي االغتراب بين الوطيدة العالقة لهذه ونظرا

هذه كاتب استعانة منطقيا بات العقلية، ثروتها وهدر العربية فى ينخرطون الذين ألولئك مالزمة يراها بأمارات السطور هذه كاتب يستعين أن منطقيا بات أقول ـ الثقافي اإلغتراب العربي. العقل لهدر كمظاهر يعرضها وأن األمارات بتلك السطور

للكاتب كتاب وهوامشها( فى )بمتنها األمارات تلك وردت وقد وتحليل لرصد فيه عمد العربية"، للذات الثقافي "االغتراب بعنوانالعربية... للذات الثقافي االغتراب ظاهرة العربي: غير اآلخر على بالكامل التبعة إلقاء لعبة إدمان[1]

بصــورة أحوالها تتــدهور عنــدما المجتمعات تتساءل ما عادة ـــ الحــال بطبيعة ـــ يمثل سؤال وهو بنا؟ هذا فعل الذي من حادة،

ــؤال، لصاحب إرضاء شائع. واألكثر إنساني فعل رد إذا خاصة الس على بالكامل أحواله تـــدهور تبعة يلقي أن ثقافيـــا، مغتربا كـــان

العـــربي، عالمنا في فعله على المغـــتربون دأب ما وهو غـــيره،ــدعومين ــاآلخر ذلك في م ــربي، ب ــذي الع ــرص ال ــدوره ح أشد ب

زمنا المغــتربون ظل نفسـه. لـذا عن األنظار صرف على الحرص الغــزوات واعتبــار المغــول، على آالمهم تبعة إلقاء يفضلون طويال

وعما قــوتهم تدمير عن مسئولة عشر الثالث القرن في المغولية ـــ القومية نشأة أدت وركود! كذلك ضعف من نظرهم في ذلك تال

ــ أوروبا من المســتوردة وهى ــدة، رؤى نشــأة إلى ـ أصــبح إذ جدي حكموهم الذين األتراك على آالمهم بتبعة يلقوا أن العرب بمقدور

الســترقاق أمــامهم الطريق مهد فيمن التفكر دون عديــدة، قرونا لمعظم األوروبي االســتعمار فــترة أدت العــربي. وكــذلك العــالمــبروز والعشرين عشر التاسع القرنين في العربي العالم مناطق ل

السياســـية الســـيطرة أن إذ عليـــه، التبعة إللقـــاء قوية أســـباب وجه من ـــ كبــير حد إلى ـــ غيروا قد االقتصادي، والتغلغل الغربية، لم جديــدة وتوقعــات مخــاطر وأوجــدوا أهلها، حياة ومن المنطقة

ــاء يســبق ــاريخهم. ولكن في عهد منها بــأي العــربي العــالم ألبن ت

47

أن طبيعيا وكــان نســبيا، قصيرة كانت الفرنسية البريطانية الفترةــول ــرير دور يتح ــالم في األوحد الش ــربي الع ــوفيت إلى الع الس

في دولتهم إقامة في اليهود نجاح بعد خاصة واليهود، واألمريكيين.(14)فلسطين

ــورط في جــدال ال أنه والحق ــربي، غــير اآلخر ت بشــكل الع أن غــير وأوجاعــه، العــربي اإلنســان آالم تكريس في وفج، فاضح

في نصــيبه من العــربي اآلخر إعفــاء ـــ حــال بــأي ـــ يعــني ال ذلك وســعيه ممارســاته فلــوال للغايــة، وثقيل ضــخم وهو المســئولية،

العــربي غــير اآلخر جــرؤ ما وإضــعافهم جلدته أبناء لتغريب الدائمــادي النحو على بمصــيرهم التالعب على ــاريخ في الب العــربي. الت

من التهــوين األقل على أو العــربي اآلخر إعفــاء أن القــول صفوة على أو بالكامل التبعة وإلقــاء العربيــة، اآلالم تكــريس في دوره أمــارات أهم أحد يعد العــربي، غــير اآلخر على معظمها في األقل

ومجتمعه. العربي لإلنسان الثقافي االغتراب: اإلبداع معاداة و المبدعين اغتيال [2]

النــاس"، يعمل أن نفوســهم ويــؤذى يعملــون ال الــذين "إلى الـثري"مع كتابه حسـين طه الـدكتور صـدر البليغة الكلمـات بتلكــده واضــعا ســجنه"، في العالء أبي ــذلك ي ــدة على ب أهم من واح

ـــ المغــتربون دأب أثــرا. فقد وأعظمها الثقــافي االغتراب أماراتــداع ومعاداة المبدعين اغتيال على ـ مجتمعات أم كانوا أفرادا اإلب

خطــرا يمثالن وإبداعه المبــدع أن باعتبــار المختلفــة، العصور عبرــه، حــدود ال لهما فعدائهم ثم ومن اغترابهم، على داهما ال أنه إذ لــتراب يطيب ــام لالغ ــنزل أرض في مق ــدع ت ــداع المب منزلة واإلب

ــة. وكيف ــدث أن لنا رفيع ــال عن نتح ــدعين اغتي ــالم في المب الع فقد ســرور، نجيب الفذ المبــدع مأساة على نعرج أن دون العربيــ المنصــرم القرن ستينيات في ـ الحاكمة المصرية النخبة حولته ـ

توطأ، لم آفاق في التحليق إبداعه له يسول من لكل ردع لنموذج بعذوبته ـــ لنا يروى الرجل صدره! ولندع في يجول عما التعبير أو

إدريس، يوسف إلى استغاثة رسالة في مأساته بعض ـ المعهودةــاء ــول(15)نصه ما فيها ج ــرة المــوت جــربت بأنك : "..تق وأنت م

ــالج ــدن، في تع ــاك لن ــ وهن ــاء من ـ والســتينيات الخمســينيات أبن أنني تعلم أنت المرات. ثم مئات الموت جرب من ـ والسبعينيات

وأنا نعيى قرأت أنك البد الموت! ..بل في مات حتى مرارا جربته الحــبيب. لقد لبنــان صــحف في ثم اليوسف، روز في أرزق ال حي

في ليس مهال، أرسلوني..لكن و دمشق من عودتي فور تلقفونيــالنزالء، والمزدحمة المعروفة الحكومية المعتقالت من معتقل و ب

48

العقلية األمـــراض مستشـــفى المجـــانين، مستشـــفيات في إنمابالعباسية!! أفانين أحدث معي مارسوا ـ أول قسم ـ سرى قسم وهناك

وأوائل الجامعة، في طالب معي التعذيب! .. وكان ووسائل الجامعة، في وأساتذة النسيج، مصانع في وعمال العامة، الثانوية

الذرة أستاذ إمام الدكتور منهم ذرة وعلماء وفالحون، ومهندسون،اإلسكندرية... بجامعة

بمعجزة العقلية األمراض مستشفى من خرجت أنني ..المهم والعري الجوع الشارع..إلى إلى كالحطام! ..خرجت أو حطاما

البوليس أقسام جميع في الضرب والى والضياع والبطالة والتشرد المصريين من علينا والمحسوب األعداء أغراض تنفيذ في المخلص

بال مأوى، بال المطارد كالكلب وأدور أدور العرب!..خرجت نحن أو عن موقوفا. وبعيدا محاصرا مجمدا وزوجتي..وظللت طفلي

عن وبعيدا ، وممثل ومخرج مسرحي كمؤلف نشاطي مجاالت فجأة وجدتني أغان. ثم ومؤلف وزجال وناقد كشاعر النشر ميادين

المدد مجموع وبلغ الثانية، للمرة العقلية األمراض مستشفى في مستشفى حتى العقلية، األمراض مستشفيات في قضيتها التي

إسماعيل ونصفا!..اذكروا سنوات أربع النازي، اليهودي بهمان والمالهي المآسي ومئات فعال..وعشرات تدميره تم الذي المهدوى قلمك إال لها ليس الخ، البقري و خميس وشنق والغصص والقصصالصقر!

مسكني في خاطري..فتزورني مرة..علشان تخطيء أال ..ثم كسيح عام: نصف من أكثر منذ الفراش طريح ؟.. فأنا المتواضع

أملك ال و األمراض، تحالف بل المرض بأعباء وأنوء ضرير ونصف في وال موسكو في حتى وال لندن في وال مصر في العالج إمكانية

وباألسعار األطباء بأعباء العربي. وأنوء الوطن بلدان من بلد أي من أكثر منك أطلب لن والولدين..ال األسرة وأعباء لألدوية الجنونية

وقد الصبي ذلك شهدي، لترى األقل على الشاي معي تشرب أن ذكاء يفوق مخيف بذكاء يتمتع الذي فريد والصبي رجال، أصبح

يضحك والذي والروسية، واإلنجليزية العربية يجيد الكبار..والذي آخر عن يسأل والذي اليهود، يكره والذي شيء كل من ويسخر

إلى وينصت الضيوف جميع يحب والذي لبنان، في الحرب أخبار بأن وعدته أنني بشرفي الحكايات..أقسم عليهم ويقص حكاياتهم

وهو اليوم ذلك ومنذ أنت، وهو والحكايات، القصة ملك له أحضرإدريس! يوسف الدكتور عمه عن يسأل

بنفوذك تتدخل أن الشاي، بعد منك سأطلب تذكرت، اآلن من مكان أي في أو مصر في هنا الخصوصيين الناشرين أحد لدى

49

حتى أو شعرية مجموعة أو كتابا منى يشترى لكي العربي، الوطن يا ياليل وآه وبهية، ياسين الشعرية ثالثيتي من واألخير الثالث الجزء

حبال في رقادها من الشمس..بدال لعين قولوا قمر. وهومبلغ!". أي إلى حاجة في العنكبوت!..إنني

البسيطة: بالشكلية الشغف و العقالنية غياب [3] تقدمه يقيس ما كثيرا العربي اآلخر أن االهتمام يستدعي مما

ــداد ــانع بأع ــتي المص ــآت يبنيها ال ــتي المادية والمنش لها يخطط الــوم كلها وهذه ينفذها، التي العامة والمشروعات ــارف على تق المع

ــة، ــوه من وجه وهى الطبيعي ــة، العقالنية وج ــدما ولكنه المتفتح عنــ وأولى أجل وهى ـ اإلنسانية الشؤون إلى يتوجه تغــييب إلى يعمد ـ

الثقــافي، االغــتراب لتكــريس المحمــوم ســعيه إطار في العقالنية، والغرائز لألوهـــــــام األعمى االنقيـــــــاد على مواطنيه بحث وذلك

الموضــوعية إلى تســتند األخــيرة كــانت للعقالنيــة. فــإذا المناقضة العــربي اآلخر فــان ،(16)الحقيقة طلب في والجلد النقدية والرؤية

للعقالنيــة، الماسة مواطنيه حاجة رغم ذلــك، لخالف يــروج ما دائماــة، المجتمعات جميع في متينا حصنا العقالنية كانت إذا ألنه المتقدم

ــات في فهي ــ المغتربة المجتمع ــ العربية مجتمعاتنا ومنها ـ ــدر ـ أجــاء ــة، باإلنش ــأخر والعناي ــات تلك لت المتقدمة نظيرتها عن المجتمع

اســتعادة و اغترابها لقهر الماسة حاجتها على عالوة طويلة، مراحلومتطورة. حرة ثقافة امتالك في الطبيعي حقها

مواطنيه بين العقالنية حــــارب قد العــــربي اآلخر يكن ولئن يــزال وال ـــ آثر فانه لهــا، كبديل البسيطة للشكلية وروج المغتربين،

ــؤثر ــ ي ــا، نفسه ـ ــنراه به ما وهو ينتهي، ال بنهم تعاطيها على يقبل ف مماثلة بطريقة وتنشــئتها كــوادره تربية على إقباله في واضحا يبدو تعمده يعني مما ،(17)المغتربة غير المجتمعات في المعروفة لتلك ذلك في العــربي لمواطنيــه. واآلخر الثقافي االغتراب تكريس اآلثم ســموما، ضــحاياه بين يــروج فهو المخــدرات، بتــاجر يكون ما أشبه إحكــام له يتســنى حــتى تعاطيهــا، عن بقــوة معه ومن هو يحجم

يرفل حين في والطاعة، بالوالء له فيدينون ضحاياه، على سيطرته صــالحه سوى ورائها من يهدف ال بفعال فيأتي حريته، غالئل في هو

مواطنيه. صالح مع البين تعارضها رغم الخاص،العربي: غير اآلخر مع التعاطي عن العجز[4]

ألن فقط ليس التـــاريخ، خـــارج فتـــدافعوا بـــالعرب دفع لقدــير اآلخر اســتعمره الــذي الوحيد العــالم هو عــالمهم العــربي، غ يتخلف لمن يــده يمد وقد هزائمهم، في قوم على يصبر قد فالتاريخ

50

ــركب، عن ــذي أما ال ــاريخ يتســامح ال ال ــدا فيه الت ــدير أن فهو ، أب يــدا وذلك ،(18)عنه متباعدين ويمضوا له ظهورهم القوم ما هو تحدي الثقافي. اغترابهم قهر عن بإحجامهم يفعلونه زالوا وال العرب فعلهــ يعجزهم يزال وال ـ االغتراب هذا أعجزهم فقد الفجــوة جسر عن ـ

كفء تعـــاطى خالل من العـــربي، غـــير اآلخر وبين بينهم الفاصـــلة في والتمــادي اإلغــراق بـأن اغــترابهم أغراهم معه. فلطالما وخالق

العــربي اآلخر للنجاة! وســاعد الوحيد سبيلهم هو األسيرة، ثقافتهم أن العربية الذهنية في بغرسه المضــللة، القناعة تلك تكــريس على

الحقيقي االســتقالل لنيل الوحيد الســبيل هو عــربي آلخر الخضــوع أنها العربية الــذات العــربي. وفــات غير اآلخر مع الكفء والتعاطي

ال ســلبيا، اســتقالال ســوى العــربي لآلخر خضوعها وراء من تجن لمــاعها رداءة تختلف ــيرا ظله في أوضـ اآلخر ظل في مثيالتها عن كثـ

اآلخر مع تعاطيه في العــربي اآلخر يســببه عما فضال العــربي، غــيرــة، للــذات آالم من العــربي غــير المحمــوم حرصه مصــدرها العربي

تلك مصــالح على ذلك جاء لو حتى الخاصة، مصالحه وتعزيز لحمايةــذات ــا. ولعل على المغلوبة ال ــزو أمره ــريكي الغ ــراق األم يعد للع

ــيدا ــحا تجسـ ــذات لفشل واضـ ــة، الـ ــيين في ممثلة العربيـ العراقـ نظـــرا العـــربي، غـــير اآلخر مع الكفء التعـــاطي في المغـــتربين،

األضــرار عن يتــورع لم عــربي، آخر إلى وركونها ذلك في العتمادهاــه. فقد طموحاته تحقيق سبيل في الحيوية، بمصالحها فــات ونزوات

ــربي اآلخر ــ ــ ــراق، في الع ــ ــ الحاكمة العراقية النخبة في ممثال الع بــه، خــاص ملكــوت في أو معزولة جزيرة في يعيش ال أنه حينذاك،

لم النظــام هذا قواعد أن كذلك القائم. وفاته العالمي النظام خارج فإنها األخــيرة هــذه وحـدها. وحـتى العسكرية القوة على تعتمد تعد التقليــدي، وعتادها المســلحة القــوات حجم على فقط تقوم تعد لم)وعديــدة مهمة أخــرى أمــور إلى العســكرية القوة تستند إن البد إذ

19).

العقلي: الجبن أو النقدية الرؤية افتقاد[5]ــول كيفية هو ممتع كشــيء يســتوقفه ما أن ســعيد ادوارد يق

)الذاتية الســخرية من ولجزء للشك ينفتح العقل في بحيز االحتفاظــذلك أراد ما . وأراه(20 اإلنســان افتقــاد مغبة من التحــذير ســوى ب

منهــا. فالنقد الثقــافي خاصة بــه، المحيطة لألوضــاع النقدية للرؤيةــذيب للحسن تثمين ــ ــالمية العربية وثقافتنا للقبح، وتهـ ــ مهما اإلسـ موضع نبصر أن لنا يتسـنى حـتى فيهـا، النقد إعمـال من البد سمتــاتنا مصدر أن الظن الثقافي. وأغلب اغترابنا نقهر وأن أقدامنا مأس

ــ كعرب ـ امتالك وبين بينها يحــول جبن، من عقولنا به تتسم ما هو ـ

51

ــادة حقيقية نقدية رؤية ــا، المحيطة لألوضــاع وج ــافي خاصة بن الثق ـــ هو ســعيد ادوارد عنه يتحــدث الــذي البنــاء النقد فــان منهــا. لــذا، ثقافته مع تعاطيه في العــربي اإلنســان يحتاجه ما عين ـــ بالضرورة

ــتي ــا، في يرفل يلبث ال الـ ــروج له أريد إذا غالئلهـ ــاة من الخـ مأسـ نوعا تشــكل أن ينبغي ال العــربي اإلنســان الثقــافي. فثقافة اغترابه

اتجاه في وعمله فكره تقود وحيد، وقود مصدر ذات المحركات من اإلنسانية للحياة والمتطورة المتغيرة الطبيعة مع ذلك لتنافى واحد،

مرضى العــرب معشر أننا القــول، وجل. صــفوة عز الله أرادها كما تنازلنا عــبر بأنفسنا، أنزلناها ومشكالتنا بالكامل، ذاتية بلوانا ثقافيا،

العربية ثقافتنا وتطــــــوير نقد في الطــــــبيعي حقنا عن المؤسف داخل الثقــافي االغــتراب لســدنة األعمى انقيادنا وعــبر اإلســالمية،

. وخارجه العربي عالمنالألمور: التجزيئية والرؤية التناقض اعتياد [6]

أمــارة رصد من االغتراب جحيم من الهارب على أقسى ليس االغترابية األمـــارة باعتبارها لألمـــور، التجزيئية والرؤية التنـــاقض

المغــترب اعتقــاد فمصــدره األلم والشــفقة. فأما لأللم إثارة األكثرــاده بحتمية ــارة، لتلك ارتيـ ــاطي له أريد ما إذا األمـ مع الكفء التعـ

معها، وتعايشه لها المغترب اعتياد فمصدرها الشفقة مجتمعه. وأماــتى ــاطي عن ليعجز أنه حـ ــرء من مع الكفء التعـ ــا. ويظل بـ منهـ

إزاء المغــتربين موقف هو الصــدد، هــذا في بــروزا األكــثر النمــوذجــائهم بإعالن المغتربون يكتفي ما فعادة والسلوكيات، العبادات انتم

ــا، لديانة ــ ــياتها، العمل دون بعينه ــ ــذا بمقتض ــ ــوعهم وك ــ اآللي خض تعضــيدها دون والصــوم...الخ(، بالصــلوات الدينية)القيام للطقوســلوك ــتزم، بالس ــادهم المل ذاتها في تثبت عناصر بأنها الزائف العتق

إزاء المغـــتربين لموقف الـــوافي التحليل أن غـــرو إيمـــانهم. والــاقض واضح باعتياد يشي والسلوكيات، العبادات تجزيئية ورؤية للتن

أفعــال اقتراف على المغترب إقبال فمصدره التناقض لألمور. فأما للطقــوس بالخضــوع الصــارم التزامه مع فجة بصـــورة تتعــارض

ــتى ــة! ح ــحى أنه الديني ــتربين بين مألوفا أض الواحد ينتهي أن المغــالته، من منهم ــدلف ثم ص ــاة إلى بنهم ي ــتراب، حي ــأتي االغ من في

محمد لإلمام الشهيرة المقولة في ولدينه. ولعل له يسئ ما الفعال الشــرق في ورأيت مســلمين، بال إســالما الغــرب في عبــده"رأيت

الــذي الصــارخ التنــاقض لــذلك واضحا إسالم" تجسيدا بال مسلمينــاقض غيره. وليس عن ثقافيا المغترب يميز الوحيد الشــيء هو التن

فهو والســلوكيات، العبــادات إزاء المغــتربين موقف به يشي الــذي فقد لديانته، المغترب إدراك على التجزيئية الرؤية بغلبة أيضا يشي

52

ــحى ــتزل أن مألوفا أض ــترب يخ ــوعه في ديانته المغ ــارم خض الص ومن واحــدة، حزمة الديانة أن متناسـيا، أو ناســيا الدينية، للطقوس

للطقوس الصارم الخضوع كون على عالوة جائزة، غير فتجزئتها ثم بالســلوكيات، الصارم االلتزام عن ـ بآخر أو بشكل ـ يغني ال الدينية

ــيرة أن حيث من ــورة المجتمع تمس األخ ــرة، بص ــؤثر مباش فيه وتــوة، ــاس األولى تظل حين في بق ــان بين خالصة عالقة باألس اإلنســه، ــده فهو ورب ــادر وجل عز وح من ومعاقبة أتاها من إثابة على الق

والرؤية التنــاقض شــرك في الوقــوع أن القــول تركهــا. صــفوة ثم ومن الثقافي، االغتراب لمأساة مالزما أمرا يعد لألمور التجزيئية

ــردا المغترب، قدرة بمدى ـ بالضرورة ـ المأساة تلك زوال يرتبط ف حقه اســتعادة و اغترابه جحيم من الهــروب على مجتمعــا، أم كــان

ومتطورة. حرة ثقافة امتالك في الطبيعيالتاريخ: إلى العربي العود

الموجز عرضنا مطالعة من فرغت وقد أما الكريم، قارئي نفسي اعفاء فى أستأذنك فإني العربي، العقل هدر مظاهر لبعض ينطق التي تلك الهدر، لهذا الوخيمة النتائج رصد عبء من وإياك

الخروج عن مجملها في أسفرت التي وتلك المعاصر واقعنا بها مفتوحة أبوابا بيديه يدفع كمن كنت وإال التاريخ، من المهين العربي

من واياك نفسي بإعفاء الكريم، قارئي مصاريعها!! وأراني، على يعلمها والتى العربي، العقل لهدر الوخيمة النتائج تلك سرد عبء

أكون ما أحرص وخارجه، العربي عالمنا داخل والداني القاصي أخرى مسألة إلى التاريخ من المهين خروجنا مسألة تجاوز علىالتاريخ! إلى العربي العود وهى باالهتمام وأجدر أولى

العود، لهذا الممكنة للكيفية رؤيتي عن حديثي أبدأ أن ولي صادقا تجسيدا وأراها بساطتها، على مهمة أراها قصة بسرد

العربي... العقل هدر لمأساة بمدرس القاهرية، األمسيات إحدى فى التقيت، قد كنت

أصدقائه أحد حضرة فى ذلك وكان اإلعالم، كليات بإحدى الجامعي المدرس هذا تخصص عدم للفلسفة. وبرغم الدارسين

نقاشنا يتطرق أن الالئق من أنه رأيت أني إال الفلسفة فى الشاب هذا من علمت وقد خاصة وعقالنية، راقية فكرية نواحي إلى

جامعة من أكثر فى العقول، بناء أى بالتدريس، يقوم أنه المدرس بدأت العربية! وبالفعل الجامعات الحدى اعارته عن فضال مصرية، المهمة األمور بعض حول التساؤالت بعض بطرح كعادتى، النقاش

بالحديث. وبالفعل الرجل الغراء محاولة فى ـ فعلت ما وليتنى ـ

53

فقهيا، الرجل عقل بدا فقد صدمت، أنى غير أردت، ما لى كان متدينا االنسان يكون أن واألسى!! أفهم للدهشة تدعو بصورة يناصب فقهيا، عقال جامعة مدرس يمتلك أن أفهم ال ولكنى

العداء!! والفالسفة الفلسفه والشبق جلستنا، نهاية فى الجامعي، المدرس أخبرني المهم،

دور حول علمية دراسة إجراء يريد أنه عينيه، يملء الجنسي هنا البغاء. إلى إلى مجتمعنا فى المرأة دفع فى الدرامية األعمال

للدراسة، المجتمعية األهمية عن أسأله أكد لم أنى بيد غرابة، وال الوحيد سبيله إنها قائال بادرنى ثم اإلجابة، فى وتلعثم تردد حتى

هذه عمل أراد أنه ظننت الجامعية!! لقد الترقية على للحصول على منه حرصا المرأة، لدى البغاء دوافع على للتعرف الدراسة

البغى، لمعالجة وسائل إيجاد فى منه ورغبة الدوافع تلك تحليل أن المجتمع. بيد فى ودمجها تأهيلها العادة تمهيدا وجسديا، نفسيا وال بغي تظل البغي عليها: "إن يحسد بالهة فى أضاف الرجل عقيدتى به تقضى لما طبقا الموت سوى لتطهيرها سبيل

الدينية.."!! المدرس فهم وجمود سذاجة ليس استيائي سبب أن الحق

البحث لعبثية المؤلم ادراكى وإنما الدينية، لعقيدته الجامعى اسهام من تأكدى عن فضال جدواه، وعدم مجتمعاتنا فى العلمي

الهدر تعميق فى العربي عالمنا فى العلمي البحث علي القائمين يكون أن البائس. فالمفترض العالم هذا أبناء لعقول المحزن حد فى هدفا يكون أن وليس المجتمع، خدمة فى العلمي البحث

الترقية، على للحصول وسيلة مجرد يكون أن يصح ال أنه كما ذاته،المزعوم!! العالم هذا تصور كما

معشر لنا يتسنى بقوة: كيف نفسه يطرح الذى والسؤال الحضارة فى وفعالة حقيقية مساهمة نساهم أن العرب

ـ الفقهي العربي والعقل ذلك يتحقق أن يمكن االنسانية؟! كيفوالسوء؟! الرداءة من الحالة بهذه ـ صوره أرقى فى وهو حتى

عالمنا فى أنسني ثقافي تيار تدشين هو رأيي فى الحل االغتراب وبين بينهم الثقافي الصراع طبيعة أنصاره يدرك العربي، تبصير إلى ـ وحرص دأب فى ـ يعمدون ثم ومن واألخروية، الثقافي

االغتراب هذا بكون تبصيرها وكذا اغترابها بخطورة المغتربة الذات من إخراجها ثم ومن العقلية، ثروتها هدر عن مسئوال اللعين

المشروع لحقها استعادتها عبر اغترابها، لقهر إياها التاريخ. داعين آليات مع الحذر تعاطيها عبر وكذا ومتطورة، حرة ثقافة امتالك فى

54

المغتربة الذات تظل أن متصورا فليس االغتراب، تكريس تظل أن متصورا ليس أنه كما صنعها، من ليست لثقافة مستهلكة

من ليست التى ـ ثقافتها بأن الراسخ اعتقادها على الذات هذه هذا يجسده ما رغم والتطوير، النقد ضد ومحصنة مقدسة ـ صنعها

التطور ديمومة هى كونية لسنة ومخيف ساذج تحدى من االعتقادوالتغير.

ثقافتها أبدية فى المغتربة العربية الذات اعتقاد أن وأظن المغتربة الذات تلك برؤية ـ بأخرى أو بصورة ـ مرتبط وقدسيتها

التدهور حتمية روعها فى اآلالم تجار ألقى فلطالما العام، للتاريخ أفضل والحاضر الحاضر، من أفضل فالماضي للزمن، المستمر

السليم، المنطق الحال بطبيعة يخالف ما المستقبل. وهو من يمكن المستقبل وكذا الماضي من أفضل يكون أن يمكن فالحاضر

جانب إلى نجمع ال؟! ونحن الحاضر. وكيف من أفضل يكون أن األرض تحويل على فقدرتنا ثم ومن علينا، السابقين خبرات خبراتنا قدرة أن كما وجدودنا، أبائنا قدرة من أكثر وجميل طيب لمقام

قدرتنا.. تفوق نفسه الشيء فعل على القادمة األجيال التيار بأنصار فيناط البغيضة، باألخروية يتعلق فيما أما اآلخر لتجريد والحذر الحثيث السعي المنشود، األنسني الثقافي

الثقافي االغتراب تكريس آليات تفكيك عبر وذلك أخرويته، من الذات على قبضته عبرها ويحكم توظيفها اآلخر يجيد والتى للذات

العقلية.. قدراتها تثمين عن عاجزة مغلولة فيبقيها المغتربة، ارساء المنشود األنسني الثقافي التيار بأنصار يناط كما

الدارة والحذر الحثيث السعي المغبون، العربي عالمنا فى دعائمه العالقة، إدارة فبدون عربي، غير أم كان عربيا اآلخر، مع العالقة

وغير العربي اآلخرين، مع الصدام األنسنيين يجنب نحو على الثقافي التيار هذا مثل قيام بمكان الصعوبة من يصير العربي، الفرص كافة اقتناص األنسنيين على أن غير المنشود، األنسني فهى ترويضها، أقول وال وتعريتها، األخروية من للنيل المتاحة

البغيض وحرصها ألنانيتها نظرا الترويض، على بالضرورة تستعصي بالوالء، لها يدين ولمن لنفسها األنسنية بمغانم االستئثار على

اثراء على وقدرتها األنسنية بخطورة واسعة دراية على فاآلخر ال؟! واألنسنيون وكيف لغيرهم، توافر قلما بشعور أنصارها

على باالطمئنان يشعروا لم إذا ـ لهم أتيحت إذا ـ السعادة يرفضوناالنسانية.. فى اخوتهم

الهوامش:

55

ـــــــــ

الفلسفية الجمعية مجلة فى المقالة هذه )*( نشرت.2008 عام ،17 رقم العدد ،المصرية

،المنهج عن مقال الخضيرى، محمود ترجمة ديكارت، ( رينيه1) ـ69 ص ص (،2000 للكتاب، العامة المصرية )القاهرة: الهيئة

70. )بيروت: مركز ،العربي العقل تكوين الجابري، عابد ( محمد2)

.20 ـ18 ص ص (،1989 العربية، الوحدة دراساتالصفحات. نفس ،المرجع نفس( 3)الصفحات. نفس ،المرجع نفس( 4) )القاهرة: ،الوسطى العصور فلسفة بدوي، الرحمن ( عبد5)

.195 ـ190 ص ص (،1969 المصرية، النهضة مكتبةالصفحات. نفس ،المرجع نفس( 6) )إعداد العالي بنعبد السالم وعبد سبيال عن: محمد ( نقال7)

البيضاء: )الدار ،مختارة نصوص ـ والعقالنية العقل وترجمة(، (،2007 ،9 رقم العدد فلسفية، دفاتر سلسلة للنشر، توبقال دار.28 ـ25 ص ص

.17 ـ16 ص ص ،المرجع نفس( 8)الصفحات. نفس ،المرجع نفس( 9) الدولة محمود، حمدى أحمد ترجمة كاسيرر، ( ارنست10)

والمجلس للكتاب العامة المصرية )القاهرة: الهيئة ،واألسطورة ص (،1975 االجتماعية، والعلوم واآلداب الفنون لرعاية األعلى

391. ،األنسنية" الذات "بناء بعنوان للكاتب ( راجع: دراسة11)

هو االنسانللكاتب: راجع االنترنت. وأيضا شبكة على منشورة(.2007 عام للنشر، سطور )القاهرة: دار ،الحل

،العربية للذات الثقافي االغتراب خيري، ( راجع: حازم12)(.2006 عام الثالث، العالم )القاهرة: دار

ترجمها حكمت، ناظم العظيم التركى للشاعر ( األبيات13)سرور. نجيب الراحل المصرى الشاعر للعربية

التــأثير الخطــأ؟ أين عنــاني، محمد ترجمة لــويس، ( برنارد14)ــاهرة: دار ،المسلمين واستجابة الغربي للنشــر، ســطور )الق

.250 ـ235 ص ص (،2003ــالة: نجيب الكامل النص ( أنظر15) ــرور، للرسـ ــالة سـ إلى "رسـ

ــزب ،ونقــد أدب مجلة إدريس"، يوسف ــ ــاهرة: ح ــ التجمع )الق ديســمبر ،34 العــدد الرابعــة، الســنة الوحدوي(، التقدمي الوطني. 130 ـ117 ص ص ،1987

56

ــق، ( قســطنطين16) األجيــال إلى حــديث العمــــل؟ ما زري العربيـــة، الوحـــدة دراســـات )بـــيروت: مركز ،الطالعة العربية

.68 ـ66 ص ص (،2004 ،يمـــدبول )القـــاهرة: مكتبة ،العربية األمة أمين، ( ســـمير17)

.225 ص (،1988 خروج السيد، وكمال الله عبد ظريف ترجمة منصور، ( فوزي18)

6 ص ص (،1993 مدبولي، )القاهرة: مكتبة ،التاريخ من العرب.7 ـ دروس ـــ التاريخ زقاق من الخروج إبراهيم، الدين ( سعد19)

ــبرى الفتنة ــاهرة؛ ،الخليج في الكـ ــ ــويت: مركز )الق ــ ابن الك. 166 ـ164 ص ص (،1992 الصباح، سعاد دار خلدون؛

ــدين حســام ترجمة ســعيد، ( إدوارد20) الــتي اآللهة خضــور، الــوين ،دائما تفشل ــ ــيروت: التك ــ ــع، والنشر للطباعة )ب ــ والتوزي.137 ص (،2003

الثالثة المقالةاألنسني الفكر فى المرأة

امرأة تولد ال "المرأة

إمرأة" تصبح وانمابوفوار دى سيمون

األفكار جذور بينما بطيء العقل تقدم يقول: "إن فولتير كتب أن أود ما تحديدا هى الجذور العمق". هذه فى ضاربة الفاسدة

أمر أن طالما إليه، النظر وألفت المقال هذا صدر فى له أعرض منا تتطلب ـ نالحظ سوف كما ـ ميسر. والمسألة غير انتزاعها معشر ـ أذهاننا فى دفينة وتصورات أفكار فى والخوض البحث من تتطلبه عما فضال بالرجل، وعالقتها بالمرأة تتعلق ـ البشر

تمنيت لطالما الذى األنسني الفكر فى المرأة لمكانة جادة مناقشة ـ الوحيد ربما ـ السبيل باعتباره ربوعنا، فى آمنا مالذا له يجد أن

.(1)التاريخ إلى للعودة أمامنا المتاح والتصورات األفكار على للتعرف الحثيث السعى إن أقول

والتى بالرجل، وعالقتها بالمرأة تتعلق والتي أذهاننا، فى الدفينة البد وصالبته، رسوخه فى به يعتد ميراثا، نفسه الوقت فى تشكل

57

إجابة إذن كهذا. فلنلتمس لمقال المنطقية البداية يشكل وأن فكرة البشري العقل بنى كيفالتالي: السؤال على شافية

النوع؟ تتطلب الشافية؟! إنها اإلجابة تلك لمثل السبيل ولكن..كيف

الحجم به يسمح أن يمكن ال والتحليل، الرصد من قدرا بالضرورة تخصص لدراسة حاجة فى أننا فاألرجح المقال، لهذا سلفا المقرر فى النجازها الفرصه لي تتاح أن أتمنى الغرض، لذلك بأكملها

من الوحيد المخرج بأن قانعا أرانى الحين، ذلك المستقبل! وحتى أن بشرط التفسيرية، النماذج أحد بعرض االكتفاء هو المأزق هذا لفكرة البشرى العقل لبناء المبكرة المحاوالت عن مجمله في يعبر

أن المختار للنموذج البد أخرى، ناحية ومن ناحية، من هذا النوع، من العديد فيه تتفق العقالنية، باألسانيد مدعما فلسفيا يكون

الموضوع..! هذا حول البدائية للشعوب الفطرية األفكار وأبرز أقدم من واحدا أرسطو اليوناني الفيلسوف لنا وضع لقد

نموذج النوع. وهو وتحديد التناسل لعملية التفسيرية النماذج األفكار من العديد فيه تتفق العقالنية، باألسانيد مدعم فلسفى نمط أن إلى الموضوع. إضافة هذا حول البدائية للشعوب الفطرية الحديث، خطابنا عن غريبا األمر واقع فى ليس األرسطي التفكير اليقين وجه على نجهل اآلن حتى فمازلنا منه، العلمي السيما السطور هذه كاتب استند النوع!! وقد تحديد على القدرة مكمن

الجنس "عن أرسطو مؤلفات من الرابع للكتاب يقول فيما ينطلق ق.م. وفيه322 و330 عامي بين ما كتبه، الذى الحيوانى"،

.(2)سبقوه من أعمال تضمنتها فكرة من أرسطو تحديد عملية أساس هو األب إن أناكساجوراس يقول إذ

األكثر ألنها الذكور إنتاج عن المسئولة هي اليمنى النوع. فالخصية أن أمبيدقليس يرى اليسرى. بينما من فيأتين اإلناث، حرارة. أما

العناصر هي فتلك الحيض، ودم الرحم حرارة على يعتمد األمر هاتين في نرى أنثى. وكما أم كان ذكرا النوع في تتحكم التي

أكثر مهيأة الفرصة كانت الحرارة درجة زادت كلما الحالتين،الذكور. إلنجاب

النقاط، بعض في عليه السابقين الفالسفة أرسطو انتقد وقد لكي الفرصة تهييء البرودة أن على البرهنة مسألة بأن وقال الهين. ولكنه باألمر ليست أمه أحشاء في وهو رحم للجنين يكون

من افتراضه رغم والسخونة، البرودة بين فارق بوجود يقر هذا مع "نفحة" فهى الجنين، على للنطف تأثير وجود عدم أخرى ناحية

58

الدم إنضاج على القدرة لديه من هو خالصة. فالذكر وقدرة مؤلفه فى يقول نطف. فأرسطو إلى الحرارة بقوة وتحويله

حيث الشكل". ومن أصل تحوي نطفة عنه المذكور: "فتصدر سواء األول المحرك هو ـ أرسطو رأي في ـ الذكر أن نفهم المبدأ، مجرد األنثى بينما آخر، كائن من أو منه نابعة ذاتية الحركة كانت أن وبما حرارة، إلى تحتاج إنضاج عملية كل أن ووعاء. وبما مادة

إذا للذكر يكون الدم، إنضاج لعملية الخالصة النتيجة هي النطف لتوفر برودة األكثر هي األنثى أن األنثى. وبما حرارة تفوق حرارة

نطفا أنتجت وإال بعضه تفقد أن وجب فقد أكبر بكميات لديها الدمبدورها..!! يبرر الذي هو والبرودة السخونة بين الجوهري الفارق هذا

يفرز الساخن، التناسلية. فالعضو األعضاء بين التشريحية الفروق تخزينها. أما من الخصية تتمكن حتى صغيرة بكميات نقية خالصة اإلنضاج بعمليات يقوم أن يستطيع ال الذي البارد، اآلخر، العضو تالئمه. التي قدراته جهاز فلكل الرحم هو أكبر جهاز إلى فيحتاج الغالب، العنصر هو بالحرارة يتمتع الذي الرجل كان إذا ولكن هذا يحدث األمهات؟ يشبهن إناثا بل إناثا، هذا مع ينجب فلماذا على القدرة للذكر يكون فال الذكورى، األساس يغلب ال "حينما معه، شكله فرض من يتمكن ال الحرارة في ما لنقص الدم إنضاج للضد" بالضرورة فيتغير بمسئولياته يضطلع أن من أدنى فيصبح

"فضد جزئي عجز عن ينتج األنثى ميالد أن أرسطو. أي يقول كما هذا صحة نتبين أن ـ ألرسطو طبقا ـ األنثى"! ويمكننا هو الذكرالحقائق. بعض من األمر

الحرارة "ألن الذكور من أكثر إناثا والكهول الشباب ينجب إذ الكهول"، لدى منعدمة وتكون الشباب لدى تامة بعد تكون ال

نقص على عالمة يعد فيما رطب، سائل مجرد نطفهم فتصبح إضافة المناخية، األحوال بعض تتدخل أبدانهم. كذلك في الحرارة تهيئ فإنها متجمدة باردة تكون فحينما والماء، الطعام لطبيعة عملية صعوبة من تزيد البرودة زيادة أن اإلناث. إذ إلنجاب الفرصة كلها الرجال. ولكنها مهمة وهى نطف، إلى الدم وتحويل اإلنضاج الذكورية القدرة تفعيل بمجرد ألنه تكميلية و زائدة عارضة أسباب

مؤلفه في أرسطو كتب هذا الذكور. وفى إال إنجاب يتم فلن أقصى يعد الذكور من بدال اإلناث يقول: "إنجاب سلفا إليه المشار الطبيعة تفرضه ضروري أمر القاعدة. ولكنه عن الخروج حاالت بين فارق هناك حيث الحيوانات، نوع على المحافظة من فالبد إلى تحول تغير يتغير. فإن أن يمكن شيء واألنثى". وكل الذكر

59

الضد إلى يتحول الغلبة له ليس ما التناسل، عملية الضد. وفىالمولد. العنصر افتقدها التي القدرة طبيعة حسب

في أساسية عناصر ثالثة أرسطو اليوناني الفيلسوف ويميز القدرة وهى الضد إلى تتحول أن ممكن الذكورية القدرات الناتج كان غالبة تكن لم فان الذكور، تمنح التي الذكورية التوليدية

لم للذكر. فان التفرد تعطي التي هي ةالشخصي أنثى. والقدرة القدرة غلبت األب. فسواء وليس األم مالمح الذكر حمل غالبة تكن

مالمح الشخصية القدرة تحدد بينما النوع، تحدد فهي ال أم التناسلية تتمكن ال بحيث غالبة تكن لم ال. فان أم غالبة كانت سواء الشبه

يقف األم. وال تشبه أنثى الناتج فيكون األنثوية المادة تشكيل من هناك والشخصية التوليدية القدرة جانب فإلى الحد، هذا عند األمر

لها يكون أن دون الجنين، تشكل التي الحركية. فالحركة القدرة أضفنا مرتخية. فإذا أو متصلة تكون قد مادته، تكوين على تأثير

اإلتيان على القدرة ضعف إلى اشتدت، أم ضعفت الحركة، ارتخاء دون من ألبيهم أجدادهم مالمح األطفال اكتساب هذا لنا فسر بها،

أمهاتهم. مالمح هو ـ أرسطو نظر وجهة من ـ األمثل النموذج يكون هذا وعلى

ذكرا. وأن الناتج فيكون الغالبة، هي التناسلية القدرة تكون أن متصلة، الحركة تكون أباه. وأن فيشبه الشخصية، القدرة تسود

األحوال أسوأ في حدث األب. فإذا مع تماما مالمحه فتتطابق ألبيه. أما األكبر جده أو جده يشبه فسوف الحركة في ضعف

يكون التناسلية القدرة ضعفت التالي: إذا فهو األدنى، النموذج كانت فان أمها، تشبه الشخصية القدرة ضعف ومع أنثى، الناتج

إن خاصة. أما بصفة األم تشبه أن نفترض فنحن متصلة الحركة لألم. الكبرى الجدة أو الجدة فستشبه الحركة في ارتخاء حدث التناسلية القدرة تدنت وتلك: فإن هذه بين وسط حالتان وثمة

تشبه أنثى الناتج يكون الشخصية، القدرة وسيطرت الذكورية تشبه فسوف مداه وحسب الحركة في ارتخاء حدث وإن األب، وانخفضت التوليدية القدرة غلبت إذا ألبيها. أما األكبر جدها أو جدها

حدث فان أمه، يشبه ذكرا الناتج فسيكون الشخصية، القدرةألمه. الكبرى جدته أو جدته يشبه فسوف الحركة في ارتخاء

حيوانية بل بشرية مالمح أية يحمل ال كائن يولد أحيانا ولكن أرسطو: يقول هذا؟ في السبب فما "المسخ"، يسمى فيما فقط، في يتبقى ال المادة على السيطرة يتم وال الحركة ترتخي "حينما

يغيب أن يجب الحيوانية. وال أي العامة..."، الصفة إال األمر نهاية

60

التناسلية القدرة كذلك الرجل، من تأتي الحركة أن عنا تم المرأة. فإن يخص الذي الجانب فهي المادة والشخصية. أما

إال يبقى فال الحركة ارتخاء واشتد القدرات مختلف على السيطرة المهجن الحيوانية..!! فالمسخ المادة أي األنثوية البهيمية المادة

التى للمادة األصل طبق لألنثى، مستنسخة نسخة يكون يكاد القوى وجيشان الرجولية، القدرة عجز النفحة. إنه تلك تحكمها القوى عالقة فى توافق أى يتبقى فال للمادة، الحيوانية البهيمية

عن الناتج األنثوي اإلفراط من نوعا بالتالي المسخ ويكون الحاضرة قول بحسب وذلك إفراط، أى يوجد فال للذكور بالنسبة المادة. اما

المذكور. كتابه في أرسطو الرابع الكتاب فى الوارد التفسيري، أرسطو نموذج هو ذلك

نهاية فى أرسطو وضعه الحيواني"، الجنس "عن مؤلفاته من البيولوجية! األزلية إلى وخضوعها المرأة دونية يرجع وهو مشواره،

أعماله في نفسه، هيجل حتى وال آخر، فيلسوفا تجد لن وربما الفكر في ملخصا عصرها بأنها للفلسفة هيجل تعريف عليه ينطبق أن الكريم قارئي لتعلم هذا أرسطو. أقول على ينطبق مثلما

المرأة خضوع بأزلية والقائل التفسيري، أرسطو لنموذج اختياري فى اليغاله نظرا ـ يعد إنما مشوه، موجود أنها على إليها والناظر

من غيره ينسخ ال الحال بطبيعة أنه ولو بمكان، األهمية من ـ القدم أو دينية، أسباب إلى المرأة خضوع ترجع التى األخرى النماذج

......إلخ. أو اقتصادية، أو تاريخية، أو اجتماعية، لنموذج اختيارنا انتقاد حقه، وهذا الكريم، للقاريء يعن وقد

أرسطو اليوناني الفيلسوف أن إلى استنادا التفسيري، أرسطو على الرجل من أدنى المرأة أن إلى المهم نموذجه في يذهب في تجلت التي المناسبة وصفاتها تنجزها التي الوظيفة اعتبار

فيه حرمت مجتمعا ـ بحق ـ كان األثيني األثينى. فالمجتمع المجتمع مجتمع ألنه تماما، مقهورة كانت أنها كما امتياز أي من المرأة ودورها المرأة عادى أنه حتى كاملة سيطرة الرجل عليه سيطر اعتقد بها. حقا تتحلى التي الفضائل عليها وأملى تلعبه، الذي

البشرية الشخصية وتغيير تشكيل على البيئة قدرة في أرسطو هذه بتطبيق ـ الغريب األمر وهو ـ يهتم لم أنه غير وقدراتها،

يهتم لم فهو العبيد، على تطبيقها من أكثر النساء على المعتقدات يحملون رآهم الذين أولئك ثم المترف، الحر بالرجل إال الواقع في

أدنى..! خصائص بطبيعتهم

61

النموذج بخصوصية القول وجاهة من الرغم على إنه أقول أنهم على البشر من العظمى الغالبية عامل الذى األرسطي

من أدنى مرتبة في بالضرورة بأنهم عليهم حكم ثم أدوات، افهامنا عن الرأي هذا أصحاب عجز واضحا يظل البشري، الموجود

بطرق أرسطو مؤلفات درسوا الذين الباحثين من عددا أن كيف اتخاذ على مجبرون أنهم يشعرون ال ـ اللحظة هذه حتى ـ شتى

أن المرأة!! حتى إلى الرجل بها نظر التي للطريقة معارض موقف كتاب في ذهبJohn Ferguson فرجسون جون الباحث وهو أحدهم أرسطو نظرة رفضوا الذين أولئك أن إلى أرسطو عن أصدره يعانوا لم أنهم من يتأكدوا أن من البد للنساء، السياسة في الدونية

عملية مساواة يقدمون وهم المتبقية المبتسرة األحكام من النموذج تعبير بصدق زعمنا يعضد ما ! وهو(3)معا آن في ونظرية

جنس بدونية والقائلة السائدة القناعة ورسوخ قدم عن األرسطى طبيعة عن النظر بغض عليه، الرجال جنس وأفضلية النساء

كتلك بيولوجية، أسانيد كانت سواء القناعة، لتلك المعضدة األسانيدبيولوجية.. غير كانت أو نموذجه، في أرسطو بها أخذ التى

للمرأة: الكبرى التاريخية الهزيمة

العرض خالل من ولنفسي، لك أثبت قد أنا ها الكريم، قارئي النوع، وتحديد التناسل لعملية التفسيري أرسطو لنموذج السابق

شأن ذلك في شأنه ـ للرجل وخضوعها المرأة بدونية القول أن ـ أذهاننا في عميقة بجذور يضرب ـ األخرى الفاسدة األفكار كافة

لطالما التى والحجج األسانيد اختالف على ـ، البشر معشر المثير السؤال، أن الجائر! بيد القول ذلك لتعضيد استخدمت

نشأة اقترنت هل بقوة: ترى مطروحا يظل والجدل، للحيرة عليه الرجال جنس وأفضلية النساء جنس بدونية القائلة القناعة

خلق على الحقة تاريخية لحظة فى نشأت أنها أم االنسان بخلق الكبرى التاريخية الهزيمة لحظة البعض يسميها التى تلك االنسان، الذهنية فى ورسوخا عمقا تزداد الحين ذلك منذ أخذت ثم للمرأة،

اليوناني الفيلسوف ومنهم الكثيرين، أغرى ما وهو البشرية، القناعة تلك تعضيد أقصد ـ تعضيدها بمحاولة حقا ال أرسطو،اختالفها؟! على والحجج األسانيد بشتى ـ الوليدة

القناعة نشأة كانت إذا ما حول قاطع رأي تكوين أن أعتقد اقترنت قد عليه الرجال جنس وأفضلية النساء جنس بدونية القائلة من درب هو بل بمكان، الصعوبة من أمرا يعد االنسان، بخلق ال؟! نفسه! وكيف المستحيل هو يكن لم إن المستحيل، دروب

62

أن إلنسان وليس البشرية، فجر فى وحدهما كانا وحواء وآدم العالقة طبيعة حول آنذاك بخلدهما دار ما اليقين وجه على يعرف ليس وكذا ـ والمرأة الرجل بين العالقة طبيعة أقصد ـ بينهما

كانت وهل الحياة؟ فى دوريهما نظما كيف يعرف أن إلنسان )المرأة( بالسيد التابع عالقة كانت أم للند الند عالقة بينهما العالقة

بينهما! دار ما اليقين وجه على يعلم وحده الله )الرجل(؟ إلى يتشابه والذى الخليقة، بدء لقصة الديني السرد أن الحق

بها وأعنى السماوية، األديان بها جاءت التى الكتب فى به يعتد حد يعد الكريم، واإلنجيل( والقرآن )التوراة المقدس الكتاب هنا

على التعرف فى البشر معشر جانبنا من وثقة قبوال األكثر المصدر عالقة وطبيعة البشرية تاريخ من جدا المبكرة الفترة تلك أحداث

مع اإلنسان، إلى الله كلمة هى الكتب تلك أن باعتبار بحواء، آدم الخليقة، بدء لقصة القرآني السرد أن االعتبار فى األخذ ضرورة

صراحة ويساوى بااليجاز يتسم لها، التوراتي السرد خالف وعلى بل الغريب، أن . بيد(4)المسئولية تحمل فى وحواء آدم بين

ووضوح بساطة على الديني، السرد ذلك أن أيضا، والمدهش تماما! فهناك متعارضتين بل مختلفتين، بطريقتين يفهم صياغته،

للرجل، المرأة خضوع ألزلية الشك اليقبل واضحا تكريسا يراه من الشك يقبل ال واضحا تكريسا أخرى ناحية من يراه من وهناكوالرجل!! المرأة بين المساواة ألزلية

للعقل األقرب هى الثانى الرأى أصحاب نظر وجهة ولكون الباحثة قراءة لعرض السطور هذه كاتب يعمد األشياء، وطبيعة القراءة تلك الخليقة، بدء لقصة الديني للسرد تادرس مارلين المرأة تضامن منشورات ضمن الصادرة دراستها فى الواردة القناعة نشأة اقتران عدم لترجيح مدخلنا تعد والتى ،(5)العربية بخلق عليه الرجال جنس وأفضلية النساء جنس بدونية القائلة

قراءة فى نالحظ سوف كما ـ مجمله فى الديني فالسرد اإلنسان، ألزلية واضحا تكريسا األرجح على يعد ـ له تادرس مارلين الباحثة

والرجل..! المرأة بين المساواة صورته. على االنسان الله : )فخلق(6)القديم العهد يقول

أن اآلية هذه من خلقهم(. ونفهم وانثى خلقه. ذكرا الله صورة على الله. صورة على التى هى وحده آدم صورة وليست االنسان صورة

هذا إلى وما القرار صنع على وقدرة وارادة وفكر قوة فاالنسان واضح هنا الله. والتأكيد صفات أيضا هى التى السامية الصفات من

صورة على هما معا وحواء آدم أن يؤكد وانثى، ذكر كلمتى على

63

الختلفت الله صورة على بمفرده كان لو ألنه وحده، آدم وليس اللهاآلية.. صيغة

وحده. آدم يكون أن جيدا : )ليس(7)قال آدم الله خلق وعندما أنيس له وأراد بمفرده أدم رأى الله أن نظيره(. أى معينا له فاصنع

خلقت حواء أن هو المقصود المعنى أن البعض يقول ومعين. وهنا له. ولهؤالء خلقت قد وانها التابع وهي األصل فهو آدم أجل من

حينما أنه وهو صغيرا، مثاال دراستها فى تادرس مارلين تسوق معنى فهل يعينه أو ليؤنسه آخر ابنا يريد انه ويقول ابنا ألحد يكون

السلطة حق له األول وأن األول أجل من خلق الثانى االبن أن هذا األصل هو األول ألن لألول الخضوع واجبه الثاني وأن الثاني على

التكملة؟! هو والثاني لتعينه! خلقت وبين له خلقت بين جدا كبير فرق هناك

أى له المكمل وهى األصل هو الرجل أن بالضرورة تعنى فاألولى المتأمل تساعد. ولكن فقط جاءت وهى األصل وهو عدد، زيادة وكلمة )معين(، تقول فهى تماما مختلفا شيئا تقول أنها يجد لآلية

هذا أن تعنى مساعد. فالمعين كلمة عن تماما تختلف معين يكن لم إن يعينه الذى مستوى نفس على يكون وأن البد الشخص

هناك أن تعنى فانها المساعد أما إعانته، يستطيع حتى عليه متفوقا واضح يساعد. والفرق لكي فقط أتى تكميلي هو من وهناك أصل اآلية فى التالية الكلمة فهو الفرق هذا يؤكد الذى االثنين. أما بين

أو الند هو المختلفة القواميس تقول كما والنظير )نظيره(، وهى الطرفان يكون أن تحتم وهى البعض، يقول كما األقل وليس المثل

شيء. كل فى واحد مستوى من األرض وامألوا أثمروا لهما وقال وحواء آدم الله بارك وقد

انه قط يقل لم ولكنه والدواب، والطيور األسماك لهم أخضع وقد كلمة أن إذ مهمة، ملحوظة آلخر. وهذه طرف أو آلخر جنس أخضع

هذه لكانت آلخر جنس خضوع الله أراد فاذا واردة، كانت الخضوع تراه ما يفعل. وهو لم ولكنه عليها، ويؤكد يذكرها لكي قوية مناسبة مع الوقوف فى المرأة حق على دليال تادرس مارلين الباحثة أن لها أريد فقد له، خضوعها وعدم المساواة، قدم على الرجلله. معينا تكون

لكونها أو منه جزء لكونها آلدم حواء خضوع يبرر من وهناك المتحكم هو الرجل يكون المنطق هذا ومن ضلعه، ومن منه خلقت

من خلق آدم فكون حقا، غريب الفكر هذا المرأة. ولكن فى األحوال. إنها من حال بأي التراب لهذا يخضع أنه يعنى ال التراب

64

ضلع استخدم الله كان آدم. واذا لخلق الله استخدمها مادة مجرد وانهما يتجزأ ال جزء وحواء آدم أن هنا فالداللة حواء خلق فى آدم

العهد يقول األقل. ولهذا أنها مطلقا يعنى وال الحياة فى شريكين ويكونان بامرأته ويلتصق وأمه أباه الرجل يترك : )لذلك(8)القديم الضلع. مسألة فى ذاته القديم العهد شرح هو واحدا(. هذا جسدا

أو المرأة على السيد هو الرجل أن معناه هذا أن مطلقا يقل فلم باألعلى منفصلين وليسوا واحدا جسدا إذا األقل. فهما هى انها

والمرأة، الرجل بين المساواة أزلية لمفهوم تأكيد هذا وفى واألقل،العكس..! وليس

االصحاح بداية فى ثانية مرة ليؤكد القديم العهد ويعود الله، صورة على هما معا وحواء آدم أن التكوين سفر من الخامس

شبه على االنسان الله خلق آدم. يوم مواليد كتاب : )هذا(9)فيقول خلق(. يوم آدم اسمه ودعا وباركه خلقه وأنثى عمله. ذكرا الله

البنوة حق يعطيه فهذا حواء قبل خلق آدم كون إن قائل ويقول غير أمر بعده. وهذا من القادمين على السلطة وحق األولى

يأخذ ال األكبر فاالبن تادرس، مارلين للباحثة والكالم منطقى، بين من فقط. وليس مختلفة حقوقا بل األصغر من أكثر حقوقا

أن ينبغى السليمة التربية فى أن نعلم السيادة. وكلنا الحقوق هذه بل أصغر ذاك أو أكبر هذا لكون أبنائه بين يفرق ال عادال األب يكون كان إذا إال السيادة حق يعطيه ال أوال خلق آدم بينهم. فكون يعدل

والرعاية يكبر حتى األصغر يرعى عادة األكبر ظالما. واالبن أباالحال! بطبيعة السيادة ليست

وبحديثها بالحية التكوين سفر من الثالث االصحاح ويبدأ كانت إذا يذكر لم القديم العهد أن هنا حواء. والمالحظ مع الشهير

بل بمفردها حواء إلى ذهبت أم آدم ومعها حواء إلى ذهبت قد الحية أحيل كانت الحية أن ذكر بعد الموضوع فى مباشرة يدخل

لماذا أيضا القديم العهد يذكر الله. ولم خلقها التى المخلوقات هى ألنها كلمتها إنها يقول فال بالذات، حواء إلى الحية ذهبت

الحديث إلى مباشرة يدخل بل عليها، التأثير فى واألسهل األضعف حواء..)أخذت إن القديم العهد يقول قصيرة مناقشة معها. وبعد

.(10)فأكل( معها أيضا رجلها وأعطت وأكلت ثمرها من كان وإن نقاش بعد الشجرة من أكلت حواء أن هنا والمالحظ

وأعطت استدارت حواء أن إذ نقاش، دون أكل فقد آدم قصيرا. أما نظر وجهة من ـ يدل فإنما شيء على دل إن وهذا معها، فأكل آدم

ثم نقاش! ومن دون استسلم آدم أن على ـ تادرس مارلين الباحثة

65

إلي تذهب أن بالحية األجدر كان إنه القول نستطيع تتساءل: هل بأن للقول مدخال التساؤل هذا من مارلين حواء؟! وتتخذ وليس آدم

اآلخر، الجنس حساب على جنس الدانة السعى من بدال بنا، األجدر التى هى الخطيئة أمام الضعف مثل العامة الصفات إن نقول أن

الشخصية الصفات أما وحواء، آدم من الجنسين من العالم ورثها سأله حينما آدم وأن شخصية..! خاصة كصفات فلنبقيها منهما لكل وألقى عظيما خوفا خاف ال أم الشجرة من أكل قد كان إذا الله

هى معى جعلتها التى : )المرأة(11)قائال حواء، على فورا بالتهمة مارلين تقارنه الذى القول فأكلت(. وهو الشجرة من أعطتنى التى

الله وسأله هابيل، أخيه األخير قتل قابيل! فحينما بقول تادرس خضوع مع حزن، بكل قال بل أحد، على باللوم قابيل يلق لم عنه،يحتمل(!! أن من أعظم : )ذنبي(12) عظيمين وندم

وحواء آدم عى الله أوقعه الذى العقاب اآلن ولنتأمل األرض : )ملعونة(13)آلدم الله قال بعدهما. لقد من والبشرية

من اآلية هذه آخر حياتك(.. إلى أيام كل منها تأكل بسببك. بالتعب وهو اشتياقك يكون رجلك : )إلى(14)لحواء والجهد. وقال التعب أن المالحظ أن بيد وحواء، آدم العقاب نال فقد عليك(. إذن يسود

لحسمت قالها لو أنه إذ تخضعين(، )وله مثال لحواء يقل لم الله ولكنه األمر، وانتهى خاضعة اليوم حواء ولكانت نهائيا، القضية

ويحاول حواء علي سيسود للسقوط، وكنتيجة آدم، إن يقول تادرس مارلين الباحثة فيه ترى ما عليها. وهو الدائمة السيطرة

تصبح ألن الجنة من الخروج تلت التى المجتمعات لنزوع تفسيرا من شعورية ال إستجابة إال رأيها فى ذلك فليس أبوية، مجتمعات

نهاية فى الباحثة إليها! وتخلص الصادر الله ألمر المجتمعات تلك القول إلى الخليقة بدء لقصة التوراتى للسرد الموضوعية قراءتها

والمرأة، الرجل بهما وتعنى الطرفان، أعاد المسيح مجيء بأن تحليلها بحسب ـ ألنه السقوط، قبل كانا كما الحقوق فى متساويان فلماذا المساواة عدم هو السقوط قبل الوضع كان إذا ـ المدهش

النقمات؟! ضمن من الله قالها رأي تكوين بأن اعتقادى عن سلفا عبرت الكريم، قارئي

النساء جنس بدونية القائلة القناعة كانت إذا ما مسألة حول قاطع أمرا يعد اإلنساني، الخلق قدم قديمة عليه الرجال جنس وأفضلية

يكن لم إن المستحيل، دروب من درب هو بل بمكان، الصعوبة من هذا عرض بعد اآلن، يسعنى ال ثم نفسه! ومن المستحيل هو

بدء لقصة ـ التوراتي خاصة ـ الدينى للسرد الموجز التحليل بخلق تقترن لم المذكورة القناعة نشأة بأن القول سوى الخليقة،

66

مكانها فالحقيقة يقينيا، يكن لم وإن األرجح أراه قول وهو االنسان، من الكريم وقارئي نفسى ألعفى هذا االله! أقول صدر الوحيد

الحقيقة مالك من ستأتى أنها البد والتى المتوقعة االنتقاداتالمطلقة!

كون رجحنا وقد النساء جنس بدونية القائلة القناعةواآلن، االنساني، الخلق قدم قديمة ليست عليه الرجال جنس وأفضلية

تلك الحقة، تاريخية لحظة فى نشأت بأنها القول من إذن مفر فال ثم للمرأة، الكبرى التاريخية الهزيمة لحظة البعض يسميها التى

البشرية، الذهنية فى ورسوخا عمقا تزداد الحين ذلك منذ أخذت ـ تعضيدها بمحاولة حقا ال أرسطو، ومنهم الكثيرين، أغرى ما وهو

على والحجج األسانيد بشتى ـ الوليدة القناعة تلك تعضيد أقصد الكبرى التاريخية الهزيمة تلك عن نتساءل أن أيضا اختالفها. ولنا

تداعياتها؟! فى نرفل نزال ال والتي للمرأة، التاريخ، لعلم االحتكام سوى سبيل من أمامنا ليس أنه الحق

هذا على االجابة من تمكيننا على األقدر العلم ـ األرجح على ـ فهو المكتوب للتاريخ نطمئن أن لنا كيف والمهم. ولكن، الملح التساؤل

التى هى ومكان زمان كل فى نفوذا األقوى الفئة أن والمعروف حين فى وأعمالها، وبأفكارها بها المؤرخون ويهتم التاريخ فى تبرز

النسيان؟! و التجاهل ومكان زمان كل فى األضعف الفئة تعانى فمع الموضوعية، للدراسات االحتكام هو رأيي فى الوحيد الحل السياسية القوة من لمزيد واكتسابها أخرى وتكتالت فئات بروز

اهتمام نفسه الوقت فى تكتسب فإنها والمعرفية واالقتصاديةمؤرخيها. أفرادها بين من تنتج أو المؤرخين، العمال طبقة صعود فمع الحديث، عصرنا به يشهد ما وهذا

واالتحادات المنظمات قوة تزايد بسبب ومعرفيا واقتصاديا سياسيا دراسة أعادوا الذين المؤرخين عدد إزداد العمالية، والنقابات

واالضطهاد الظلم لمقاومة العمال حركة يدرك أكبر بوعى التاريخ أيضا هذا األموال. حدث رؤوس أصحاب من عليهم وقع الذى

المقاومة والحركات الشباب وحركة الزنوج لحركة بالنسبة تلك عن الحال بطبيعة تشذ لم النسائية لالستعمار. والحركة

ازدياد مع وكذا العالم، بالد مختلف فى قوتها تزايد فمع القاعدة، السياسية القوة من نوعا واكتسابها صفوفها تنظيم على قدرتها

ظهور ازداد آلخر، مجتمع من تنقص أو تزيد والمعرفية، واالقتصادية قراءة إعادة أهمية أدركوا الذين والمؤرخين المؤرخات من عدد

67

الكاتبة تعبير حد على وذلك المرأة، لدور تفهما أكثر بأفق التاريخ.(15)السعداوي نوال

الموضوعية التاريخية للدراسات االحتكام لنا يحق إنه أقول التي الكبرى التاريخية الهزيمة عن لتساؤالتنا اجابة عن بحثنا فى

آخر؟! باعتبار أو نحو على للرجل وأخضعتها المرأة، بجنس لحقت التاريخ في المرأة لدور تفهما األكثر هى الدراسات تلك أن

: "أصل(16)هي الصدد، هذا في األهم الدراسة اإلنساني. ولعل إن انجلز فردريك يؤكد وفيها والدولة"، الخاصة والملكية العائلة

المرأة، لجنس عالمية تاريخية هزيمة كان األمومي الحق إسقاط توافر لعدم وذلك التاريخ، قبل ما عصر إلى بكليته ويعزوه

تحققت ومتى كيف عن ـ نفسه انجلز تعبير حد على ـ معلوماتالمتمدنة!! الشعوب عند الثورة هذه

لدراسته الرابعة األلمانية الطبعة مقدمة في إنجلز يقول تاريخ دراسة إن والدولة"، الخاصة والملكية العائلة "أصل القيمة للمؤرخ األم"، "حق كتاب صدر عندما ،1861 عام منذ تبدأ العائلة

المؤلف تقدم فقد باهوفن، يعقوب يوهان السويسري والحقوقي عند توجد كانت البدء فى ـ1التالية: بالموضوعات العمل هذا فى

غير التعبير عليها أطلق محدودة، غير جنسية عالقات البشر كل تنفي العالقات هذه ان ـ2"الهيتيرية". انجلز، برأى الموفق، الممكن من يكن لم ولهذا األبوة، على األكيد الدليل لتقديم امكانية الحال كان كما األم، حق بموجب األم، خط حسب إال النسب تقرير

هذا، جراء من ـ3الغابرة. األزمنة شعوب جميع عند البدء فى ثقة بكل المعروفات الوحيدات الوالدات بوصفهن النساء، تمتعت برأى بلغ، والتقدير، االحترام من كبير بقدر الفتى، للجيل وتأكيد

حكم أي "الجينيكوقراطية"، التامة النساء سيادة حد باهوفن، المرأة تخص الذى األحادي الزواج إلى االنتقال ان ـ4النساء..!

لحق عملية مخالفة على ينطوي كان غير ال واحدا رجال بموجبه إن قائال انجلز المرأة..! ويضيف هذه فى المزمن اآلخرين الرجال

باهوفن يجدها والشائكة، المثيرة الموضوعات هذه على األدلة من والعناية، الدقة بفائق مجموعة عديدة، استشهادات فى بوفرة

الكالسيكي.. الغابرة األزمنة أدب الحق بموجب انه لتأكيد باهوفن مقوالت من انجلز وينطلق

النسل لحبل تبعا إال يحسب ال النسب كان طالما أي األمومي، كان العشيرة، في البدائي الوراثة نظام بموجب وكذلك النسائي،

العشيرة. وكان في انسباؤه يرثه العشيرة في المتوفى العضو يتألف التي األشياء أن العشيرة. وبما في اإلرث يبقى أن ينبغي

68

منذ بالفعل تنتقل األرجح، على كانت، فقد زهيدة، كانت اإلرث منها ناحية من بالدم األقرباء إلى أي األنسباء، أقرب إلى األزمان غابر

بل عشيرته، إلى ينتمون ال كانوا المتوفى الرجل أوالد األم. ولكن سائر مع بدء ذي باديء أمهم يرثون فكانوا أمهم، عشيرة إلى

لم انه الظن. بيد أغلب األول المقام في بعد، وفيما بالدم، أقربائها عشيرته، إلى ينتمون ال كانوا ألنهم والدهم يرثوا أن بوسعهم يكن

وفاة بعد العشيرة. ولذا هذه في األب ملك يبقى أن ينبغي فكان األول المقام في قطعانه تنتقل أن ينبغي كان القطعان، صاحب

أخوات ذريات إلى حتى أو أخواته أوالد وإلى وأخواته إخوته إلىارثه. من محرومين فكانوا بالذات، أوالده أمه. أما

تعطى جهة من كانت تتنامى، الثروات كانت ما بقدر ،اوهكذ جهة من وكانت الزوجة، مركز من أهم مركزا العائلة في الزوج ألجل المترسخ المركز هذا من االستفادة إلى السعي تولد أخرى من يكن لم األوالد. ولكنه مصلحة في التقليدي الوراثة نظام تغيير

للحق تبعا يحسب النسب كان طالما هذا يتحقق أن الممكن ذلك يكن فألغى! ولم الحق، هذا إلغاء ينبغي كان األمومي. ولهذا

طبقا ـ كانت التي الثورة، هذه اآلن! فان نتصوره الذي بالقدر صعبا إلى بحاجة تكن لم البشرية، عرفتها التي الثورات أهم من ـ النجلز جميعا وسعهم في كان األحياء. فقد العشيرة أعضاء من أي مس

بأن يقضي بسيط قرار اتخاذ يكفى باألمس. كان كانوا كما يبقوا أن العشيرة ضمن المستقبل في الرجل العشيرة أعضاء ذرية تبقى عشيرة إلى وتنتقل منها النساء العشيرة أعضاء ذرية تخرج وبان

وحق النسائي النسل حبل حسب االنتساب ألغى والدها. وهكذا النسل حبل حسب االنتساب وأقر األم، خط حسب الوراثة

الوالد. خط حسب الوراثة وحق الرجالي كان األمومي الحق إسقاط بأن القول إلى انجلز ويخلص

دفة الزوج أخذ النساء. فقد لجنس كبرى تاريخية هزيمة بحق المشرف، مركزها من الزوجة وحرمت أيضا، البيت في القيادة

إلنتاج بسيطة أداة وأمست زوجها، رغائب عبدة وغدت واستذلت، ببالغ يظهر الذي ـ النجلز طبقا ـ هذا المذل المرأة وضع األوالد. إن

يونانيي عند أشد وبسفور البطولي العصر يونانيي عند السفور بالمساحيق، ونفاقا رياء تدريجيا طلى قد الكالسيكي العصر

عليه يقض لم ولكن وأرق، أخف أشكال أحيانا عليه وأضفيت النحو، هذا على الحصر بوجه الرجال سلطة أقرت إن إطالقا. وما

هو آنذاك، ظهر انتقالي شكل في يتبدى األول مفعولها أخذ حتى

69

رصدها في انجلز أسهب التي سلبياتها بكل )األبوية(، العائلة شكلوالتساؤل..!! الدهشة ويثير االهتمام يسترعى نحو على وتحليلها

لمسألة انجلز فردريك تفسير أن أعلم الكريم، قارئي شأن ذلك فى شأنه يلقى، قد للمرأة الكبرى التاريخية الهزيمة من أوغيره السقوط حادثة فى اياها الواجد التوراتى التفسير االنتقادات، بعض الصدد، هذا فى المطروحة األخرى التفاسير

لكارل شريك وهو ـ صاحبه واعالء اطروحاته جرأة إلى استنادا واعتباره االقتصادى للعامل ـ الشيوعية النظرية وضع فى ماركس

ال قد انتقادات الهزيمة. وهى هذه عن بآخر أو بشكل مسئوال اياه على قادرة غير أهميتها، على تظل، ولكنها السليم، المنطق يعوزها األطروحات االنجلزي. فجرأة التفسير تجاهل بامكانية اقناعنا

لمسألة انجلز تفسير فى االقتصادي للعامل الواضح واالعالء مغادرته بالضرورة يعني ال للمرأة الكبرى التاريخية الهزيمة

حياده عن نفسه صاحبه تخلى بالضرورة يعنى ال وكذا للموضوعية، شخصية خصائص من انجلز عن عرف ما ظل فى خاصة العلمي،األمر. ذلك مثل حدوث بصعوبة تشي، وعلميةالثقافي: االغتراب ضحية..جالدها المرأة

لكون ترجيحنا أتبعنا وقد اآلن، أمامنا مفر ال أنه الظن أغلب عليه، الرجال جنس وأفضلية النساء جنس بدونية القائلة القناعة فردريك لتفسير مسهب بعرض االنسان، خلق قدم قديمة ليست وهو للمرأة، الكبرى التاريخية الهزيمة بلحظة يسمى لما انجلز

من إليه يوجه قد ما رغم االحترام، مجمله فى يستحق تفسير السطور هذه كاتب القناع كافية غير ـ أسلفت كما ـ أراها انتقادات، حدث ما هو االنجلزي التفسير كان إذا عما النظر وبغض بتجاهله، عاشته الذى بالواقع له صله ال نظرى بناء مجرد كان أم بالفعل

سوى اآلن أمامنا مفر ال إنه أقول ـ األولى طفولتها فى البشرية وترسيخ بتعميق الثقافي االغتراب عالقة وتحليل لرصد التحول مجتمعاتنا فى خاصة للرجل، وخضوعها المرأة بدونية القول

التاريخية المرأة هزيمة مع ولد وأنه بد ال الذى القول ذلك العربية، تداعياتها، فى ترفل المختلفة المجتمعات تزال ال والتى الكبرى،

اآلن. نرى كما متفاوتة، بنسب

تنـــازل الثقـــافي" بأنه "االغـــتراب للــــ تعريفنا البداية ولتكن إراحة متطــورة، حــرة ثقافة امتالك في الطــبيعي حقه عن االنسان

أورده ما هنا بالثقافة لمجتمعـــــــــه..! وأقصد وإرضـــــــــاء لذاته

70

الثقافــة"، تعريف نحو "مالحظــات المهم مؤلفه في ت.س.إليــوت واحــد. و مكان في معا يعيش معين، شعب حياة طريقة عنده فهى

ــذه تظهر ــون في الثقافة ه ــاء فن ــذا أبن نظــامهم وفى الشــعب، ه ال إلليــوت طبقا دينهم. و وفى وأعرافهم، عاداتهم وفى االجتماعي،

ـــ للتســهيل ـ الكثيرون تكلم وإن ، الثقافة األمور هذه اجتماع يكون يمكن الــتي األجــزاء إال ليست األمور صحيحا. فهذه هذا كان لو كماــري. ولكن الجسم تشريح يمكن كما ما، ثقافة إليها تشرح أن البش

المكونة المختلفة األجـــزاء مجمـــوع من أكـــثر اإلنســـان أن كماــمه، ــ ــذلك لجس ــ ــثر الثقافة فك ــ ــوع من أك ــ وأعرافها فنونها مجم ولكي بعض، في بعضــها يؤثر كلها األشياء الدينية. فهذه ومعتقداتها

.(17)جميعا يفهمها أن يجب الفهم حق منها واحدا المرء يفهم حين ثقافيا يغترب ـ وزمان مكان أى فى ـ اإلنسان إن أقول

اراحة متطورة، حرة ثقافة امتالك في الطبيعي حقه عن تنازلي في ذاته راحة اإلنسان التماس لمجتمعه! فأما ارضاء و لذاته

في خاصة روعه، في اآلالم تجار يلقيه ما فمصدره اغترابه فريضة الثقافي اغترابه بأن يوهمونه فهم المتخلفة، المجتمعات

في حقه عن طواعية التنازل إليه ويطلبون الصحيح، اإليمان يوجبها إليه يطلبون زلفى! وكذلك و الله إلى تقربا ثقافته، وتطوير نقد

عنه نيابة الحق هذا ممارسة سلطة بأعينهم آخرين بتخويل القبول أنه واهية. وفاتهم حجج إلى ذلك في يستندون ما وغالبا غيره، وعن

فما وأروعها، ملكاته أثمن تعطيل عبده من الله يقبل أن يستقيم ال لعجز ولواله صاحبه، جسد يسكن الهي قبس إال اإلنساني العقل

الدنيا. وأما الحياة في له الله أرادها التي رسالته أداء عن اإلنسان عن تنازله أن فمرجعه المجتمع إرضاء باغترابه اإلنسان التماس

مجتمع في يتم ما غالبا وتطويرها ثقافته نقد في الطبيعي حقه في ويلتقون المغترب، واحترام تقدير على أفراده يصطلح

الحقيقية الضمانة هي السائدة الثقافة بأن الراسخ اعتقادهم بالنقد أيديهم إليها تمتد أن من أسمى وأنها هويتهم، لصيانة

حقهم عن جماعية بصورة يتنازلون ما عادة والتطوير. فالمغتربون منهم أحق يرونه من إلى وتطويرها ثقافتهم نقد في الطبيعي

محفوفا وعرا طريقا يتصورونه ما ارتياد على منهم وأقدر بذلك،بالمخاطر. نتساءل: هل أن فلنا المرأة، عن يتحدث هذا مقالنا أن وبما

أخرى، بعبارة الثقافي؟! أو االغتراب أمام سواء والرجل المرأة الرجل؟! وهل من أكثر المرأة على سلطان الثقافي لالغتراب هل

االغتراب أغالل من الفكاك على المرأة قدرة الرجل قدرة تفوق

71

وامرأة، رجل بين يفرق ال اللعين االغتراب هذا أن الثقافي؟! أم القدرة مدى فى أو له الخضوع فى سواء أمامه، النوعان فيتساوى

الرجل بين التكافؤ هذا بمثل القول يصح قهره..؟! وهل على عن نعلمه ما ظل فى الثقافي، االغتراب مواجهة فى والمرأة ومنها المتخلفة، المجتمعات فى خاصة للمرأة، النسبي الضعف

ومنها الثقافى، االغتراب تكريس آليات مواجهة فى مجتمعاتنا، على اصطلح ما جانب إلى واإلعالمي، والتعليمي، البوليسي،

بالديني!! تسميته السهولة من ليست األسئلة هذه على االجابة أن الحق

إليها نجد أن عسى الشافية، االجابة التماس معا فلنحاول بمكان، فى إليه خلصنا ما على تأكيدنا كالعادة البدء نقطة سبيال..! ولتكن

القائلة القناعة لكون ترجيحنا وهو المقال، هذا من السابق الجزء االنسان، خلق قدم قديمة ليست للرجل وخضوعها المرأة بدونية

ـ وقبوال ثقة األكثر المصدر وهو ـ الدينى السرد فى جليا بدا ما وهو تاريخية هزيمة حدوث مسألة ترجيحنا الخليقة. وكذا بدأ لقصة السقوط حادثة فى التوراتى السرد وجدها التى تلك للمرأة، كبرى

لويس األمريكي االثنوغرافي قبله ومن انجلز فردريك ووجدها تلك أقصد ـ برأينا وهى األمومي، الحق إسقاط في مورغان هنرى

اليوناني الفيلسوف ومنهم الكثيرين، أغرى ما ـ الكبرى الهزيمة تلك تعضيد أقصد ـ تعضيدها بمحاولة ـ أسلفنا كما ـ الحقا أرسطو، وتنوعها اختالفها على والحجج األسانيد بشتى ـ الوليدة القناعةللنظر! ملفت بشكل

بأن للقول السابقة والترجيحات التأكيدات من ولننطلق والكالم ـ فالعقل الثقافي، االغتراب أمام سواء والرجل المرأة

أن البشر. بيد معشر بيننا قسمة األشياء أعدل هو ـ لديكارت قد خاصة، بصفة المتخلفة المجتمعات وفى عامة، بصفة المرأة االغتراب تكريس آليات أمام الصمود على قدرة أقل تكون

فى نجدها ثم ومن الدينية، الصبغة ذات اآلليات خاصة الثقافي، الرجل من الثقافي باالغتراب وتمسكا انخراطا أكثر األحيان بعض

وثيقة طردية عالقة بوجود القول منطقيا يبيت المغترب! وعليه، المرأة بدونية القائلة القناعة ورسوخ الثقافى االغتراب بين

القناعة، تلك ترسخت االغتراب زاد للرجل! فكلما وخضوعهاصحيح! والعكس

االغتراب فى الموغلة المجتمعات فى تجد أن فالمألوف ما غالبا إنها للرجل! بل بخضوعها وتباهى دونيتها عن تدافع امرأة

72

القناعة! هذه ذكورا، أم كانوا اناثا صغارها، تلقين إلى ذلك تتجاوز تحفظها مهمة، داللة ذات أراها حادثة، تحضرني السياق هذا وفى

زيارة فى كنت أنى وهو العادة، غير على ـ الحظ لحسن ـ ذاكرتي بعصبية ـ تنهر مسنة امرأة المصري. ووجدت الريف قرى الحدى للطفل: قائلة عمرها، فى طفال لضربها صغيرة طفلة ـ شديدة

الطفل أن أعلم بنت"! وكنت وهى ولد قلبها..انت على "اضربها الدرجة هذه للتفكر: إلى دعانى الذى األمر أحفادها، من والطفله

وتكريس جنسها بنات دونية لترسيخ المغتربة المرأة تعمد أن يمكن لمجتمعها..! وإرضاء لذاتها إراحة للرجال، خضوعهن

إرضاء تلك بفعلتها المسنة المرأة تبغى لنفسي: أن وقلت مجتمع فى تعيش وأنها خاصة تفهمه، يمكن أمر فهذا مجتمعها، تبغى أن المغترب. أما واحترام توقير على أفراده اصطلح مغترب، نتفهم أن الكريم ولقارئي لى ذاتها..فكيف إراحة تلك بفعلتها

األيام من يوم فى طفلة نفسها المسنة المرأة هذه تكن ذلك؟! ألم لشيء ال العادلة، غير المعاملة هذه مثل من األمرين عانت ثم ومن

ألم كهذا؟ ألمر يستريحا أن وضميرها لعقلها فكيف أنثى، لكونها إال أما أصبحت وقد خاصة جنسها، ولبنات لنفسها تثأر أن بها أولى يكن

األقل على بل جنسها، بنات لنصرة أقول ال تعمد، بأن وجدة، بين المساواة مفادها الصغار، نفوس فى جديدة قناعة لترسيخ والمرأة، الرجل والشابة، الشاب والصبية، الصبى والطفلة، الطفل المرأة هذه وأن أما لنفسي، أقول والمسنة؟! ووجدتنى المسن وراء وأن فالبد السليم، المنطق به يقضى ما تفعل لم المسنة الفعل بهذا أغرتها بعينها دوافع المنطقى وغير الشاذ سلوكها مدى وما الدوافع هذه هى ما وعقلها!! ترى قلبها إلى وحببته

قوتها..؟! بقية شأن شأنها المسنة، المرأة هذه أن الظن أغلب الثقافي، االغتراب بنير ناءت وزمان، مكان كل فى المغتربات،

لم أنها ولو تكريسه، آليات أفرزته الذى المؤلم الواقع وأرعبها اغترابها لقهر لعمدت فعلت لو أنها إذ أوأهدافها، كنهها تدرك

تمردها دون حال المسنة المرأة هذه إغتراب إن أقول ـ الثقافي بكل المغترب مجتمعها فى السائدة الثقافة نقد على واقدامها سوى المغتربات، من وغيرها هى أمامها، يبق لم ثم ومن سلبياتها، الثقافة، تلك كنف السلبية" فى بـ"الراحة تسميته يمكن ما التماس

وخضوعهن بدونيتهن القائلة للقناعة الكامل خضوعهن عبر وذلك بعطفه! تحظين أن أمل على االغتراب، فى شريكهن للرجل، فهى الضحية، ضحية تكون أن المرأة هذه قبلت أخرى وبعبارة

73

على عالوة له، خضوعها أن غير الثقافي، لالغتراب ضحايا والرجل خضوعها أقصد ـ فهو عطفه، ويمنحها الرجل غرور يرضي كونه

تتصوره ما يجنبها ـ بدونيتها القائلة للقناعة تكريسها و للرجل عنه يسفر الذى المؤلم الواقع مع باحتماله لها قبل ال صداما

االمتعارف المرأة للمجتمع. وحجج الثقافي االغتراب بالضرورة االحتمال على تقوى ال ضعيفة أنها هى الصدد هذا فى عليها

اشباعا للرجل خضوعها فى تجد وأنها كالرجال، الواقع ومجالدةالرجل..! كنف فى باألمان شعورا تتصوره ما على عالوة النوثتها،

تفوز المرأة، جانب من لألوراق ومخيف شديد خلط هذا وفى وأقلهما الضررين بأخف ـ المغتربة نظرها وجهة من ـ بفضله

تمارس ستارته، خلف ومن المغترب الرجل عباءة مرارة! فتحت من خرجت هى إن ممارسته صعوبة فى تعتقد ما المغتربة المرأة وإلى نفسه الوقت فى نفسها تجنب أنها إلى إضافة عباءته، تحت

وليس مؤلما، تراه الذى الواقع مع التعاطى مسئولية كبير حد ناتج ومريض، مؤسف مصلحي خضوع إذن متخلفا! المسألة مغتربا

إلى المغتربة، المرأة منها خلصت للواقع، اغترابية قراءة عن ال معه، والتعايش المؤلم الواقع هذا علي التحايل حتمية بل وجوب، منها ظنا وتطويرها، السائدة الثقافة تحرير عبر تغييره الى السعى

تكريس آليات بفضل يقينها فى استقر ما على بذلك تحافظ أنها أو نقدها على يقدم من ينتحر ثقافية، هوية أنه على االغتراب،تطويرها!

خضوع غروره أرضى وإن المغترب، الرجل ان الظن وأغلب يظل أنه إال وفوقيته، بدونيتها أمامه واقرارها له المغتربة المرأة ومن االغتراب، فى شريكته إليه ترمى بما نفسه قرارة فى يشعر

أنه على دائما إليه ينظر أنه إذ خضوعها، إزاء المخاوف تساوره ثم شيوع لنا يفسر الذى منه! األمر والنيل به نسائية" لاليقاع "حيلة ـ لنا يفسر وكذا المغتربة، المجتمعات فى النساء بمكر القول

الرجل عالقة كون ـ( 18)السعداوي نوال للدكتورة هنا والكالم العربية،عالقة مجتمعاتنا ومنها المجتمعات، تلك فى والمرأة راحة وفرار، اقبال وألم، لذة واحد، آن فى مشبوب وحب كراهية

التناقضات تلك آخر ومكر..إلى سذاجة وحنان، قسوة وعذاب، فى والنساء الرجال بين الشائعة العاطفة تلك تميز التى

المغتربة..! المجتمعات الثقافي، االغتراب جالدها ضحية المرأة أن القول صفوة

عمدت لما الثقافي، االغتراب يفرزه الذى المؤلم الواقع فلوال

74

كنف فى راحة تتصوره لما التماسا والحيلة المكر إلى المرأة غير المجتمعات فى نرى ما نحو على ـ ولرأيناها السائدة، الثقافة

الحضارة بناء فى المساواة قدم على للرجل شريكة ـ المغتربة االبداع ندرة المغتربة المجتمعات فى االنسانية. فالمالحظ

تضمحل الثقافي االغتراب ظل ففي للنظر، ملفت بشكل النسائي، العمر، نهاية وحتى الطفولة منذ ونفسا وعقال جسدا النساء قدرات

قبضة من تفلت أن تستطيع التى المرأة تلك فعال لنادرة وانها البيت داخل الرجل وبشريكها بها المتربص الثقافي االغترابوخارجه.

األنسنية: الذات بناء فى المرأة دور

ال السابقة، كتاباتي في جاء لما طبقا األنسنية، الذات بناء إن من ممكن قدر أكبر بتحقيق لها يسمح بما صياغتها سوى يعني

واألفعال األقوال تلك انطواء شريطة وأفعالها، أقوالها بين التطابق كأعلى امرأة، أم كان رجال باإلنسان، القائلة لألنسنية تثمين على بما لألشياء النقدي التمحيص في الماثل وهدفها الوجود، في قيمة القراءة لسوء تحسبا البشرية، وللطاقات البشري للعمل نتاج هي

الجمعي. للحاضر كما الجمعي للماضي البشريين التأويل وسوء الخصائص إطار في واألفعال األقوال تلك وقوع شريطة وكذا

:(19)لألنسنية العامةاإلنسان. هو التقويم معيار[ 1]

الدائمة. ثورته إلى التطور ورد بالعقل اإلشادة[2]معها. المتحضر والتعاطي الطبيعة ن تثمي[3 ]نفسه. باإلنسان يتم إنما التقدم بأن القول[4]الجمالية. الحسية النزعة تأكيد[5]

ــار وطبقا أنســنية( )ذاتا أنســنيا اإلنســان يعد األنســني، للمعيــير لتبصــير وســعى األنســنية أدرك طالما ــا، الغ بها يســتأثر ولم بهــه، لفريق أو لنفسه ــ ــذا بعين ــ ــان يعد وك ــ ــتى ذاتا اإلنس ــ جهل لو ح

ــدرك ولم األنســنية، الحالة تلك في لكنه عنهــا، أعــرض أو كنههــا، يــ المتخلفة المجتمعــات في ثقافيا. فالشــائع مغتربة ذاتا يكون كما ـ

ــ ســلفا وضــحنا امتالك في الطــبيعي حقه عن اإلنســان تنــازل هو ـ لمجتمعــه! وباســتخدام وإرضــاء لذاته إراحة ومتطــورة، حرة ثقافة

لنفسه بها ويســتأثر األنســنية يدرك من كل آخرا يعد نفسه، المعيار أخذ دون للحيلولة نفسه الــوقت في جاهــدا ويعمل بعينه، لفريق أو

ــائل بشتى عنها وتعميتها حياة، كنهج بها ثقافيا المغتربة الذات الوس باألنســنية. األخذ ثمــار جــني من الذات تلك حرمان بهدف والسبل،

ــورف ــاريخ تطـ ــاني التـ ــ اإلنسـ ــوثي في إليه انتهيت لما طبقا ــ بحـ

75

الــذات أطرافه معقــد، ثقافي لصراع نتاجا كونه يعدو ال ـ ودراساتي اســتنادا ثقافيــا، صــراعا واآلخــر. أقــول المغتربة والــذات األنســنية ،للحيــاة شــاملة طريقة بأنها للثقافة ياألنــثروبولوج إليوت لتعريف

ــني ما وهو ــون يع ــراع ك ــمل أعم الص ــيين، عند منه وأش الماركس االحتياجــات تتجاوز فهي فحسب، مادية ليست اإلنسان فاحتياجات

ــدد معقدا، صراعا وأهميتها. وأقول خطرها على المادية، جبهاته لتعوتداخلها...

الــذات لتبصــير الســاعية األنســنية الــذات بين الصراع فهناك وبين اغترابهـــا، تكـــريس في اآلخر دور وتعرية باألنســـنية المغتربة

الــذات نجــاح دون الحيلولة على والحــريص لألنسنية المدرك اآلخرــاع في األنســنية ــذات إقن ــالتخلي المغتربة ال ــا، عن ب ــذا اغترابه وك باألنســنية نفســها المغتربة الــذات أخذ دون الحيلولة على الحريص

أو اســتخدام عن فيه اآلخر يتــورع ال مــؤلم، صــراع وهو حياة، كنهج وغــير المســتترة الوســائل كافة باســتخدام المغتربة الــذات إغــراء

األنسنية الذات بين الصراع أيضا لصالحه. وهناك لحسمه المستترة جـانب هو واحـد، جـانب من عـدائي صـراع وهو المغتربـة، والـذاتــذات ــة، ال في يلقي فهو ويؤججــه، أســلفنا كما اآلخر يغذيه المغترب

جهــود وأن هويتهــا، محو يعــني اغترابها قهر أن المغتربة الذات روعــذات ــنية ال ــنية، واألخذ اغترابها قهر على لحثها األنس ليست باألنســا، في عدائية ممارســات ســوى ــرمي حقه الثقافية هويتها لمحو ت

العقلية..!! ثروتها وهدر هذا موضوع ـ المرأة عن للحديث واستئنافا حال، أي على

والرجل المرأة بأن قناعته السطور هذه كاتب يؤكد ـ، المقال إلى يعمد حين بينهما يفرق ال اآلخر وأن االغتراب، أمام سواء

سلفا. إليها أشرنا تكل، ال آليات عبر الثقافي، إغترابهما تكريس وزمان، مكان كل فى المغتربة، المرأة بأن قناعته يؤكد وكذلك

أفرزته الذى المؤلم الواقع ويرعبها الثقافي، االغتراب بنير تنوء بـ"الراحة تسميته يمكن ما التماس إلى فتعمد تكريسه، آليات

الكامل استسالمها عبر وذلك اللعين، االغتراب كنف السلبية" فى االغتراب، فى شريكها للرجل، وخضوعها بدونيتها القائلة للقناعة

من ـ المرأة تظل كله، ذلك بعطفه! ورغم تحظى أن أمل على مغتربة غير أم مغتربة كانت وسواء السطور هذه كاتب نظر وجهة

نعش فى األول المسمار دق في المنشود األنسنيين أمل ـ "راحتها عن المأمول تخليها عبر وذلك واألخروية، الثقافي االغتراب برفضها يتعلق فيما األقل على بمسئولياتها، واضطالعها السلبية"،

يكون ما غالبا الخضوع هذا فناتج للرجل، الماكر والخضوع الدونية

76

غير ظاهرها فى بدت ولو الشائع، النحو على صحية، غير عالقاتذلك..! ال ـ المغتربة المرأة خاصة ـ مجتمعاتنا فى المرأة أن أعرف

فهى الثقافى، االغتراب لهيمنة بالتصدى كثيرة أحيان فى لها قبل كونه ـ وعيا النساء أكثر عند ـ يعدو ال فاألمر وجوده، تدرك ال حتى

يتسيده مجتمع عليها اصطلح راسخة، قديمة وتقاليد عادات مجرد أم كان عربيا اآلخر، فيه يعمد شرسا ثقافيا صراعا وليس الذكور،

كان رجال العربية، للذات الثقافي االغتراب لتكريس عربي، غير يكن لم إن الصعب، من أنه جيدا..أعرف امرأة؟! أعرف أم صاحبها

تتصدى أن فكرها وهذا المغتربة المرأة على المستحيل، من جيدا. ولكن ذلك قهره؟! أعرف على تعمل وأن الثقافي لالغتراب

أمامنا يبق لم إذ أوضاعنا، إليه آلت ما هو حواء لمخاطبة يدعونى ما استنفار سوى أمامنا يبق لم التاريخ، من المهين خروجنا بعد مالذ، بقسط اضطالعهن بحكم فهن وزوجاتنا، وبناتنا وأخواتنا امهاتنا همم وقدرتهن بالرجل عالقاتهن وبحكم والنشء، الصغار تنشئة من وافر

بذور غرس على ـ أردن لو ـ قادرات عليه، التأثير على النسبية بوجوب يتعلق فيما األقل على الصغار، عقول فى األنسنية

كل فيه يدرك يوم يأتى أن عسى والمرأة، الرجل بين المساواة فى ترحيب موضع ليسا أنهما واألخروية الثقافي االغتراب من

الشمس وتشرق عودة، غير إلى ويرحال عصاتهما فيحمال ربوعنا، أكثر والرحمة والعدالة الحرية تحب حرة كشعوب علينا مرة ألولالموت.. من خوفها من

ــدعوها ما لفعل عمــدت هى إن المــرأة إن قائل يقــول وقد ن المغــترب، المجتمع مع للصــدام وصــغارها نفســها تعرض فقد إليه،

ــدما خاصة المنطــق، يعــوزه ال قــول الصــغار. وهو هــؤالء يكــبر عن في الطفل تهيئة في والمدرسة األســرة جهــود تتضافر أن فالشائعــ المغتربان فالوالدان ثقافيا، مغتربا يصبح ألن المبكرة سنواته اغالب

سن في االغــتراب أبجــديات وليــدهما تلقين في جهدا يدخران ال ماــدركا أن دون األم، لبن مع إياها يســقياه أنهما واألرجح مبكــرة، ــ ي ـ

بحتمية لــديهما راسخ العتقــاد وليدهما، على جنايتهما مدى ـ بالطبعــاطي تأهيله ــ ــول مجتمعه ومع ذاته مع الكفء للتع ــ ــترب. أق ــ المغ

تلك المغتربة بممارســاتهم واألمهــات اآلبــاء إن الــرأى هذا لصاحب ويحيلونهما واإلبداعية النقدية الطفـــل/الطفلة قـــدرات يـــدمرون

نقــدا لها يملكــان فال ثقافتهمــا، على لهما سلطان ال مشوها، مسخا لمســئولياتها، المرأة تحمل بأهمية قناعتنا يعضد ما وهو تطويرا، وال

عــبر وكــذا للرجــل، المــريض المصــلحى الخضــوع عن تخليها عــبر

77

يتم أن على الصــغار، عقــول فى األنســنية بــذور بغــرس اضطالعها يحمد مــاال فيحدث لألمر، اآلخر يفطن أن خشية وحذر، بحرص ذلك

واســعة دراية على ومكــان، زمان كل فى اآلخر، وأن خاصة عقباه،بالمغتربين..! وخطيرة

الهوامش:ــــــــــ

بعنوان للكاتب : دراسةاألنسني الفكر مجال فى كتاباتنا ( راجع1) العقل "هدر بعنوان وأخرى ،األنسنية" الذات "بناء

أيضا: للكاتب االنترنت. وراجع شبكة على تجدهما ،العربي"(.2007 عام للنشر، سطور )القاهرة: دار ،الحل هو االنسان

فرانسواز الفرنسية االجتماع لعالمة التالي الكتاب عن ( نقال2) وأنوثة ذكورة صبحى، كاميليا ترجمة ايريتييه، ايريتييه: فرانسواز

للكتاب، العامة المصرية )القاهرة: الهيئة ،االختالف فكرة ـ.186ـ175 ص ص (،2003

النساء إمام، الفتاح عبد إمام ترجمة أوكين، موللر ( سوزان3) المصرية )القاهرة: الهيئة ،الغربي السياسي الفكر فى

بالمجلس للترجمة القومي المشروع مع بالتعاون للكتاب العامة.116ـ115 ص ص (،2005 للثقافة، األعلى

وزوجك أنت اسكن آدم يا الكريمة: "وقلنا القرآنية اآليات ( راجع4) من فتكونا الشجرة هذه تقربا وال شئتما حيث رغدا منها وكال الجنة

وقلنا فيه كانا مما فأخرجهما عنها الشيطان الظالمين. فأزلهما إلى ومتاع مستقر األرض فى ولكم عدو لبعض بعضكم اهبطوا. 36 ،35 اآليات البقرة، سورة ،كريم قرآن حين"،

)القاهرة: سلسلة ،المضطهدة حواء تادرس، ( مارلين5) ص (،1990 العربية، المرأة تضامن منشورات الثقافية، المكتبة

.19ـ7 ص.27 اآلية األول، االصحاح التكوين، سفر ،القديم العهد( 6).18 اآلية الثاني، االصحاح التكوين، سفر ،القديم العهد( 7).24 اآلية الثاني، االصحاح التكوين، سفر ،القديم العهد( 8).2ـ1 اآلية الخامس، االصحاح التكوين، سفر ،القديم العهد( 9).6 اآلية الثالث، االصحاح التكوين، سفر ،القديم العهد( 10).12 اآلية الثالث، االصحاح التكوين، سفر ،القديم العهد( 11).13 اآلية الرابع، االصحاح التكوين، سفر ،القديم العهد( 12).17 اآلية الثالث، االصحاح التكوين، سفر ،القديم العهد( 13).16 اآلية الثالث، االصحاح التكوين، سفر ،القديم العهد( 14)مدبولي، )القاهرة: مكتبة ،المرأة عن السعداوي، ( نوال15)

11ـ10 ص (،2005

78

الخاصة والملكية العائلة أصل انجلس، ( فردريك16)تاريخ(. بدون التقدم، )موسكو: دار ،والدولة

راجع: الثقافي االغتراب عن المعلومات من لمزيد( 17) )القاهرة: دار ،العربية للذات الثقافي االغتراب خيري، حازم(.2006 عام الثالث، العالم

،العربية للمرأة العاري الوجه السعداوي، ( نوال18) (،1994 واالسكندرية، بالفجالة المستقبل ومطابع )القاهرة: دار

.121 ـ120 ص ص(.1) رقم الهامش ( راجع19)

الرابعة المقالةاألديان لجوهر األنسني التثمين

أى الحياة..! أال فيها أتيت لحظة أع "لم المجهولة، األرجاء هذه على عيني فتحت قدرة

الليل!.. قلب فى الغاب زهرة تتفتح كما المجهول نفس سيلقانى أيضا، موتى عند

الحياة!" أحب ألني الموت وسأحب قديم، كصاحبطاغور

الفكر مجال فى السابقة كتاباتى يقرأ لم ولمن بداية، قدر أكبر اإلنسان يحقق أن "األنسنية" هى بأن أقول األنسني،

تلك انطواء شريطة وأفعاله، أقواله بين التطابق من ممكن أعلى هو اإلنسان بأن األنسنية لقول تثمين على واألفعال األقوال

بما لألشياء النقدي التمحيص في الماثل وهدفها الوجود، في قيمة القراءة لسوء تحسبا البشرية، وللطاقات البشري للعمل نتاج هي

الجمعي. للحاضر كما الجمعي للماضي البشريين التأويل وسوء الخصائص إطار في واألفعال األقوال تلك وقوع شريطة وكذا

:(1)يلي فيما وجزهان والتى لالنسنية، العامةاإلنسان. هو التقويم معيار[ 1]

الدائمة. ثورته إلى التطور ورد بالعقل اإلشادة[2]معها. المتحضر والتعاطي الطبيعة ن تثمي[3 ]نفسه. باإلنسان يتم إنما التقدم بأن القول[4]الجمالية. الحسية النزعة تأكيد[5]

79

أنسـنية( )ذاتا أنسـنيا يعد ــ األنسـني للمعيار طبقا ـ واإلنسانــير لتبصــير وســعى األنســنية أدرك طالما ــا، الغ بها يســتأثر ولم بهــه، لفريق أو لنفسه ــ ــذا بعين ــ ــان يعد وك ــ ــتى ذاتا اإلنس ــ جهل لو ح

ــدرك ولم األنســنية، الحالة تلك في لكنه عنهــا، أعــرض أو كنههــا، ي ومنها المتخلفــة، المجتمعــات في ثقافيا. فالشائع مغتربة ذاتا يكون

امتالك في الطــبيعي حقه عن اإلنسان تنازل هو العربية، مجتمعاتنا لمجتمعــه! وباســتخدام وإرضــاء لذاته إراحة ومتطــورة، حرة ثقافة

لنفسه بها ويســتأثر األنســنية يدرك من كل آخرا يعد نفسه، المعيار أخذ دون للحيلولة نفسه الــوقت في جاهــدا ويعمل بعينه، لفريق أو

ــائل بشتى عنها وتعميتها حياة، كنهج بها ثقافيا المغتربة الذات الوس باألنســنية. األخذ ثمــار جــني من الذات تلك حرمان بهدف والسبل،

لصــراع نتاجا كونه يعــدو ال ـــ رأيي في ـــ اإلنســاني التــاريخ تطــورف واآلخــر. المغتربة والــذات األنســنية الــذات أطرافه معقــد، ثقــافي

ــثروبولوج إليــوت لتعريف استنادا ثقافيا، صراعا أقول للثقافة ياألن وأشــمل أعم الصراع كون يعني ما وهو ،للحياة شاملة طريقة بأنها فحســب، مادية ليست اإلنســان فاحتياجــات الماركســيين، عند منه

ــة، االحتياجــات تتجــاوز فهي وأهميتهــا. وأقــول خطرها على الماديوتداخلها... جبهاته لتعدد معقدا، صراعا

الــذات لتبصــير الســاعية األنســنية الــذات بين الصراع فهناك وبين اغترابهـــا، تكـــريس في اآلخر دور وتعرية باألنســـنية المغتربة

الــذات نجــاح دون الحيلولة على والحــريص لألنسنية المدرك اآلخرــاع في األنســنية ــذات إقن ــالتخلي المغتربة ال ــا، عن ب ــذا اغترابه وك باألنســنية نفســها المغتربة الــذات أخذ دون الحيلولة على الحريص

أو اســتخدام عن فيه اآلخر يتــورع ال مــؤلم، صــراع وهو حياة، كنهج وغــير المســتترة الوســائل كافة باســتخدام المغتربة الــذات إغــراء

األنسنية الذات بين الصراع أيضا لصالحه. وهناك لحسمه المستترة جـانب هو واحـد، جـانب من عـدائي صـراع وهو المغتربـة، والـذاتــذات ــة، ال ــذات روع في يلقي فهو ويؤججــه، اآلخر يغذيه المغترب ال

ــني اغترابها قهر أن المغتربة ــا، محو يعـ ــود وأن هويتهـ ــذات جهـ الـ ســوى ليست باألنســنية، واألخذ اغترابها قهر على لحثها األنســنية

وهــدر الثقافية هويتها لمحو تــرمي حقهــا، في عدائية ممارســاتالعقلية..!! ثروتها

ـــ المســتطاع قــدر ـــ فيها أوجزت منها، البد مقدمة تلك كانت خاصة األنســني، الفكر عن السابقة كتاباتى فى إليه خلصت ما أهم

ــ الكريم قارئي وتجنب ـ تجنبني واسعة، بمعرفة بعد تحظ لم وأنها ـ

80

ــاقش جديد مقال كل فى باألنسنية التعريف إعادة عبء أحد فيه أن المقــال هــذا موضــوع إلى اآلن األنســني. ولنــدلف الفكر أبعــاد

الثقافة فى المظلمة المنــاطق إنــارة إلى فيه أعمد والذى الشائك، كأنسنيين فيه نبلغ يوم، يأتي أن أمل على األنسنية، بمصابيح الدينية

أمرها، على المغلوبة المغتربة، الذات تمكين وهو أهدافنا، أهم أحد ال أن العــربي، عالمنا فى خاصة وبصــفة المعمورة، أنحاء شتى فىــحية تقع ــر، ض ــان محليا لآلخ ــا، أم ك ــتفيد فهو عالمي لألسف المس

جــوهر على يضــفيه أن نفسه هو يتعمد الــذى الغمــوض من الشديد لفهمــه، سبيل ال كهنوتيا لغزا المغتربين عيون فى فيصوره األديان،

التعــاطى على المدهشة وقدرته بحرفيتــه، يصــيرهم من عبر سوى قهر إلى ودهـــاء شراسة بكل تعمد دينيـــة، رمـــوزا المغـــتربين، مع

يعلم هوادة. فاآلخر أو رحمة دون الثقافي، اغترابها وتكريس الذات على ـــ األديــان حرص جليا ويبدو الحقيقة تتضح ذلك، بدون أنه جيدا

في الغضب مرجل فيغلي معتنقيهــا، عقــول هدر عدم على ـ تعددهاواألخروية! الثقافى االغتراب وجود يتهدد ثم ومن المغتربين، صدور

لجــوهر أنســنى تثمين من عليــه، مقــدم أنا فيما ويحــدوني عن البحث بــأن هيجل فريــدريك األلمــانى الفيلسوف قول األديان، ما ونشــاطه اإلنسان حماس يوقظ وأبدا دائما يظل سوف الحقيقة

ــرق فيه بقى ــير وروح ينبض ع ــعر. غ ــدا أعلم أني يش ــني جي قد أنــال، في ألتقي، ــاالعتراض الحـ اإلنســـان بامكـــان هلاآلتي: بـ

هــذه أصــحاب يســتند ما وغالبا معنى؟ وبأى الحقيقة؟ معرفة ـــ نفسه هيجل تعبــير بحسب ـــ يبــدو فيما هنــاك أن إلى التساؤالت

ــافر من ضــربا موجــود بوصــفه االنســان بين التجــانس وعــدم التن يعتد شكوكا فهناك ثم ومن مطلقة، هي التي الحقيقة وبين متناهى

المتنــاهي بين جسر هنــاك يكــون أن يمكن كــان إذا ما حــول بها! (2)والالمتناهي على الواضح وتعويلها المطروحـــة، التســـاؤالت وجاهة ورغم

ــيغة طبيعة ــرية، الص ــاس يوقظ الحقيقة عن البحث يظل البش حم يشـــعر! ويظل وروح ينبض عـــرق فيه بقى ما ونشـــاطه اإلنســـان

ــ متوقفا معرفتها المنشــود الحقيقة معــنى ــ به يعتد حد إلى ـ على ـــذى الطريق ليس أنه إياهــا! غــير نشــدانه فى االنســان يســلكه ال

ــدرة ال ما إلى يطمح أن لالنســان ــه، له ق اليقينية المعرفة وهو علي للغايــة، ومعقد شائك فاألمر يسلكه، الذى السبيل كان أيا للحقيقة،

معناها يــرون قد الحقيقة لنشــدان الواحد الســبيل رفــاق أن حــتىــتى الفلســفة، مثال مختلفــة! خذ أوجه على ــرز أحد تظل ال وأهم أب

هيجل قــول رغم الحقيقــة، لنشــدان االنســان أمــام المتاحة السبل

81

مع يبــدو فيما يتعــارض بأنه الحقيقة لمعرفة الفلســفى السعى عن عقبة أن كما بضــآلته، اإلنســان وشــعور البشــري التواضع فضــائلــدور وجبنه! فالعقل العقل خوف وهى تعترضه، إضافية ــ يجد المه ـ أن سـعيدا يكــون سـوف إنه يقول أن الطبيعي من ـ لهيجل والكالمــدرس ــدرس ما بين من الفلســفة، ي ــوم، من ي أن بشــرط لكن عل

ــأن لقناعته ! وذلك(3)لها دراسته قبل عليه كان ما نحو على تتركه ب تجــاوز أنه لو الخطــأ، الطريق إلى انحرف قد يكون أن البد التفكيرالمجتمع..! فى المألوفة السبل نطاق

فى واحد طريق رفـــاق كـــونهم ورغم الفالســـفة، إن أقـــول ما وهو مختلفــة، أوجة على الحقيقة معــنى يــرون الحقيقة، نشدان

أمبــيريكوس، ســكتوس الفيلســوف لقــول واضحا تجسيدا فيه نرى الكــريم قــارئى . وإلى(4)النظر زوايا لتعــدد تبعا تتعــدد الحقائق بأن

الحقيقة: معنى في الفالسفة بعض نظر وجهات أسوقالعلم: فى المطلقة الحقيقة أولمو: نهاية جان رأى ـ1

على يرتكز أن بالضــرورة يتعين المطلقة الحقيقة مفهــوم إنــابق مطلق ــذا فكر كل على بل تجربة كل على س ــانى. وه هو إنس ديكــارت. أما عند االلهية والحقــائق أفالطــون لمثل بالنســبة الحالــذى العلمى المنهج ــرف ال ال ــود العالقة إال يع ــببية( وي تجاهل )الس

يحــرر وبذلك هذه، االرتكاز نقطة يتخطى أن عليه فيتعين المطلق،.(5)الدوجماطيقي طابعها من الحقيقةالحرية: هى الحقيقة هايدجر: ماهية مارتن رأى ـ2

عملية هى األخــيرة كحرية. هــذه الحقيقة ماهية انكشفت لقد ســلوك الموجــود. كل تكشف الــتى يوجــد، المنفتح الموجــود تــرك الموجــود هــذا من موقفا ومتخــذا يوجد الموجود تاركا يحدث منفتح

إلى ســلوك كل مســبقا، أســندت، قد الحرية ذاك. إن أو الخــاصــائن ــه. وذلك فى الك ــالم إنها حيث من كليت ــاف استس ــذا النكش ه(.6)هو وكما كليته فى الموجود

الحقيقة: وهو الحق هو هيجل: الله فردريك رأى ـ3ــوة ذات الماهية وهو الخالد الحق هو الله ــة. إنه القـ المطلقـ

شــيء ينكشف ال العالم هذا فى وانه العالم، فى نفسه عن يكشف الكــون جــوهر فهو وعظمتــه، ومجــده العقل ســوى أعــنى ســواه،

Universal كـــونى عقل هو التـــاريخ، ومحـــرك Mind، العقل وما .(7)االنسان جسد يسكن إلهيا قبسا إال البشري

82

ــات عرضــنا وقد واآلن، ــنى فى الفالســفة بعض نظر وجه مع ــ االنسـان إليه يطمح ما أقصى بـأن القـول منطقيا يصير الحقيقة،

يفضى بما الوثــوق وهــ الحقيقــة، إزاء ـــ علمه وكــثر قدره عال مهماــه، قلبه به إليه ــ ــبيل على معرفتها ال وعقلـ ــ ال؟! اليقين. وكيف سـ

ــائن ــاب وبينها بينه حيل قد أنه والب ــثيف بحج ــلد ك يمزقه ليس وصــذا الموت! أقول سوى إليها فخيل جمحت، هى إن نفسي أللجم ه

ــ اعتقدت هى إن أو بالحقيقة، غيرها من أدرى أنها مالك يفعل كما ـــ اليقين ــل، الطريق هو للحقيقة نشــدانها طريق أن ـ وســعت األمث نفسه تطمح أال باالنسان غيرها! فالمنوط على بالقوة رأيها لفرض

قول الممكن! وهو حدود يستنفذ أن عليه كان وإن المستحيل، إلى هو وانما استســالم، أو يــأس أمــارة ليس ـ لى بالنسبة األقل على ـ

ــديث عنها مندوهة ال مقدمة ــ ــي، إلى محببا أراه آخر لح ــ وهو نفس الرفقة بها وأقصد الصحيحة، اإلنسانية الرفقة وجمال بروعة القولــتى ــمح ال ــاحب لكل تس ــاذ فكر ص ــبره موقفه باتخ هيكل في ومن

ذاك أو الفكر هـــذا أنصـــار يـــدعى أال شـــريطة الجميـــل، الوجـــود اإلنســان إليه يطمح ما فأقصى اليقين، وجه على للحقيقة امتالكهم

ــوق وه ـ دائما سنذكر وكما ذكرنا كما ـ الحقيقة إزاء يفضي بما الوثــدانها، في وقلبه عقله به إليه ــتى مبرراته للقلب أن إذ نش اليعلم الشيئا..!! العقل عنها

أزعم وال األمر، أهون ال الكريم، قارئي هذا، بقولى أنى غير معرفة االنسان بامكان كان إذا ما مسألة فى قاطع برأى أبت أنى

العكس، على بمكان. بل السهولة من ليست فالمسألة الحقيقة، كانت ما وإال تداعياته، وتخشى به يعتد حد إلى ومعقدة شائكة أراها

حاجة المختلفة، العصور عبر األقالم، أصحاب من بغيرى أو بى لمعالجة التماسا الكتب، هذه كل وكتابة األوراق هذه كل لتحبير

االنسانى! وأملى الوجود قضايا وأخطر أهم من لواحدة موضوعية هذه خطورة ابراز فى تواضعه، على المقال، هذا يساهم أن

وتعقدها. القضية: الحقيقة لنشدان ألفة األكثر الطريق هو الدين

الطريق بوصــفه الــدين عن حــديثي بداية فى مالئما يكون قد أســوق أن الحقيقــة، لنشــدان اإلنســان أمــام وألفة شــيوعا األكــثر

العــالم حــديث وهو هــذه، قنــاعتي يعضد دليال الكــريم للقــاريء الحضــارات" "صــدام الشهير كتابه فى هنتنجتون صمويل األمريكي

العوامل بين عامل : "..أهم(8)بأنه له ووصــــــــفه الــــــــدين، عن يؤكــدون". األثيــنيون كــان كما الحضــارات تعــرف التى الموضوعية

83

الحضــارات عن نفسه الكتــاب في هنتنجتــون حــديث على عالوة دائما : "..كانت(9)بأنها إياها ووصفه اإلنسانى، التاريخ فى الرئيسيةكبيرة..". وبدرجة الكبرى العالم ديانات مع ومتطابقة متوحدة

به يقــول ما مع الحــال بطبيعة تتعــارض ال المذكورة وقناعتيــرين، من فريق ــرون أنهم إذ المفك ــاك أن ي بال هن ــ ــرى س ــام أخ أم

ــ سـلفا أوضحنا كما ـ وأهمها أبرزها لعل الحقيقة، لنشدان االنسانــؤول وقد فهمه، يساء قد حديثي أن أعلم وأنا هذا الفلسفة! أقول ي

ــ يعلم والله ـ ورائه من قصدت ما أنى رغم وجائر، ظالم نحو على ـ عن التعــامي الئقا أو مقبــوال يعد المعاش. فلم الواقع مقاربة سوى

ــائق ــ ــمس من أوضح حولنا جميعا نراها حق ــ ــيرة ش ــ كبد فى الظهالسماء..!

ــزداد جميلة، لوحة االنسانى الوجود أتساءل: أليس ودعونى ت تختلف أن كونية ســنة واختلفت؟! أليست ألوانها تباينت كلما جماال

وصـوب؟! ألم حـدب كل من الحقيقة ينشـدون من مسالك وتتباين األصل طبق نســخا عقولنا يخلق أن ـــ أراد هو إن ـــ قــادرا الله يكن الله، فسبحان والله، أجيب: بلى أيضا البعض؟! ودعونى بعضها من

ــبل تعدد عن الحديث فى الخطأ أين قدرته. إذن، جلت المتاحة الســل، كرم وقد لالنسان، الحقيقة؟! أليس لنشدان أن فى الحق بالعق

يختار؟! وأن يفكر قنــاعتي تعضــيد من فــرغت وقد اآلن، أظنــني حــال، أية على

واألكــثر شــيوعا األكــثر وإنما الوحيــد، ليس السبيل، هو الدين بكون الــدين، بتعريف مطــالب للحقيقــة، نشــدانه في اإلنســان أمام ألفة

أنا ما أفعل ذا أنا الجزئيــة. وها هــذه فى الحــديث محور وأنه خاصةــرف فهو الفلســفى"، "المعجم إلى ذلك فى مستندا به، مطالب يع فى المحـــدود وعن إطالقـــه، فى المطلق عن يعـــبر بأنه الـــدين

لتعريف طبقا ـ دين أى يتصف ولهذا بينهما، العالقة وعن محدوديته،:(10)يأتى بما الفلسفى" ـ "المعجم

معينة. وطقوس شعائر أوال: ممارسةأخرى. قيمة أية تعدلها ال مطلقة قيمة فى ثانيا: االعتقاد أو متكــثرة تكــون قد عليــا، روحية بقــوة الفــرد ثالثــا: ارتبــاط

أحادية. بين تعارض ال بأنه إعتقادى الكريم القارىء أيها تشاركنى وقد

الــدين الزم الــذى التصــور وبين الفلسفى" للدين، "المعجم تعريف الحقيقــة، هو اإلله أن وهو اليــوم، حــتى يالزمه يــزال وال البداية منذ

84

الخاتمـــة، وهو األشـــياء كل بداية البدايـــة، شـــيء. وهو كل حقيقة ثانيـة. الكل يرتد وإليه األشــياء كل تنطلق األشــياء. فمنه كل خاتمة

الخاصة التناقضات تجد ولديه العالم، ألغاز كل حل على القادر وهو الــذى التحجب! وهو بعد تكشــفت وقد معناها، للتفكير مدى بأعمق

من أيضا مطلــق. وهو بذاته قــائم وجــود جانبه فى شــيء ألى ليسوالعقل! القلب ألم يخرس رحابه فى

ـــ تعــددها على ـــ األديان جوهر بأن للقول يدعونى الذى األمرــدين إن سلفا قلت قد اإلله. وكنت معرفة هو األكــثر الطريق يعد ال

الحقيقة هو فاالله إذن الحقيقة، لنشدان اإلنسان أمام وألفة شيوعا جــوهر هى االله فمعرفة ثم ومن األديان، عبر االنسان ينشدها التى

ــان، ــعائر اختالف وما األديـ ــوس الشـ ــوى آلخر دين من والطقـ سـ جــوهر بوحــدة القــول من ـــ تنــال أن ينبغى وال ـــ تنال ال خصوصية، المطلقة القيمة معرفة ينشــدون األديــان أصــحاب فكل األديــان،ــوة ــتى الروحية والقـ ــدث الـ ــفي"، "المعجم عنها تحـ كأحد الفلسـدين. أى فى توافرها الالزم العناصر

هناك يكون أن يستقيم ال أنه إلى سلفا خلصت الكريم، قارئيــديث فى حرجا ــدد عن الح ــبل تع ــدان المتاحة الس ــة، لنش الحقيق

ــرم االنســان وأن الســيما ــل، ك وأنا خاصة يقتضــينى، ما وهو بالعق مرتبطة أراها مهمة لمســألة أعــرض أن الــدين، عن الحــديث بصدد عن وحــديثي ســلفا إليه خلصت ما أقصد ـــ بــاألمرين االرتبــاط أشد

أمــام كطــريقين والفلســفة، الدين بين العالقة طبيعة وهى ـ، الدين جــانب من إليهما ينظر أنهما الحقيقــة. فالحاصل لنشــدان االنســان بل التعــارض، درجة إلى اختالفهما فى يصــالن أنهما على أنصارهما بها يــذخر عديــدة، ذلك على والشــواهد كثيرة، أحايين فى والصدام نجد أن مألوفا بــات المختلفــة! وقد عصــوره فى االنســانى التــاريخ

بتجهم الفلســـفة إلى ينظر بـــأن يكتفى ال من األديـــان معتنقى بين يقترفهــا! من يـأثم خطيئة واعتبارها تحريمها إلى يـذهب بل وريبــة،

ــدى من الفلســفة وأنصــار الفالسفة بين نجد أن مألوفا بات وكذا يبومعتنقيها..! األديان إزاء شديدا نفورا

تكــون أن ينبغى ما هو هــذا نفســه: هل يطرح الذى والسؤال لبلوغه؟! بالطبع سبيل ماال عبرهما ينشد طريقين بين العالقة عليه

وذلك والفلســفة، الــدين الطــريقين، بين تعــارض ال أنه فالثــابت ال، الطــريقين سالكوا يصل أن يحدث ما كثيرة أحيانا لسببين: أوال: انه

الفيلســوف مثال اللــه. خذ هى الحقيقة أن وهى النتيجــة، نفس إلى القــوة ذات الماهية وهو الحقيقــة، هو الله إن وقوله هيجل، الشهير

85

فى وانه العالم، فى نفسه عن يكشف الله إن قوله المطلقة. وكذاــذا ــالم ه هيجل الفيلســوف يلتقى . أالســواه شــيء ينكشف ال الع

على ــــ األديـــان جـــوهر كونه على ســـلفا اتفقنا ما مع تلك بأقوالهــ تعــددها على دليال االلتقــاء هــذا يقــوم أال اإللــه؟! ثم معرفة وهو ـ قد وأنصــارهما؟! ثانيــا: اننا الطــريقين بين البنــاء التالقح امكانيةــلفا اتفقنا ــائن ان على س ــان بين حيل قد أنه الب معرفة وبين االنس

ــاب الحقيقة ــثيف بحج ــلد ك ــوى يمزقه ليس وص ــوت! وأن س المــ الحقيقة معرفة إزاء اإلنســان إليه يطمح ما أقصى ــوق وه بما الوث للصــدام مجــال فال ثم ومن نشدانها، في وقلبه عقله به إليه يفضي

على للحقيقة أحــدهما أنصــار معرفة بــدعوى والفلســفة الدين بيناليقين!! وجه

أنصـار بين العــداء تـأجج نفسر أن هــذه والحال إذن لنا فكيف المجتمعــات في نــراه الذي النحو هذا على الفلسفة، وأنصار الدين

بين العــداء نــيران يؤجج من هناك يوجد أنه الظن المغتربة؟! أغلب هو عالميــا، أم كـان محليا اآلخـر، أن قانعا الطريقين. وأراني أنصار

ــك، يفعل من ــذا ذل ــأتناوله ما وه ــزاء فى والتحليل بالرصد س األج ولو أســهم قد المقــال هــذا يكــون حــتى المقــال، هــذا من المتبقية من ـــ ســنرى كما ـــ المستفيد فهو اآلخر، تعرية فى متواضع بشكل

الصحيحة.. االنسانية الرفقة مع بشدة يتعارص الذى العداء هذااآلخر؟ انتاج من الدينية الثقافة هل

تحدثنا ما هو فالدين الدينية، والثقافة الدين بين شاسع البون ــابقة، الجزئية فى عنه ــوهره وعرفنا السـ ــه، معرفة بأنه جـ أما اإللـ

الحيــاة مع وتعاطيه لدينه االنســان فهم بها فــأعنى الدينية الثقافة يتجلى الثقــافى االغــتراب أن قانعا الفهم. وأرانى هــذا أساس على يلقيه لما المغــتربين، جــانب من األعمى االنقيــاد فى يتجلى ما أكثر

محاولة أية أن إيــاهم موهما دينيــة، ثقافة أنه على روعهم فى اآلخر الدينية الثقافة عظيم! فهــذه وإثم خطيئة والتطــوير بالنقد لتناولها تـــوفر ما غالبا المغتربة الـــذات روع فى ويلقيها اآلخر ينتجها الـــتى

مرجل يغلي هافبــدون المشــروعة، غــير لممارســاته دينيا غطــاءا مهــددا. وأعوانه اآلخر وجــود ويصــبح المغتربين، صدور في الغضبــأعوان وأقصد ــترف اآلخر ب ــبرير يمح ــديني الت ــذين ال ــدمون ال يخ

ــدورهم ــالح ب ــيادهم، مص ــتى أس ــاء لو ح ــاب على ذلك ج آالم حسوأوجاعهم. المغتربين

به اختتمت الـــذي للســـؤال منطقيا تفســـيرا ذلك فى ولعلــذا من الســابقة الجزئية ــال، ه ــأجج نفسر أن لنا كيفوهــو: المق ت

86

المغتربة، المجتمعات في الفلسفة، وأنصار الدين أنصار بين العداءــائن أن رغم على الحقيقة معرفة وبين االنســان بين حيل قد أنه الب ما أقصى وأن المــوت، ســوى يمزقه ليس صلد بحجاب اليقين وجه

إليه يفضي بما الوثــوق وهــ الحقيقة معرفة إزاء اإلنسان إليه يطمحــدانها؟! اآلخر في وقلبه عقله به ــرص من إذن هو نش ــذا على يح ه

ــفة، وأنصار الدين أنصار بين العداء، لنيران المستمر التأجيج الفلس أتبــاع يلقنها الــتى الدينية الثقافة رســوخ يتهــدد العــداء هــذا فبــدون

تتهــدد ثم ومن المغتربــة، للــذات الــدينى التبرير محترفى من اآلخر من واألخطر المشــروعة، غــير ممارســاته وتنكشف اآلخر مصــالح

من بالضــرورة ينــال الفلســفة معــاداة عن الذات توقف أن هو ذلكــدرة ــريس على اآلخر ق ــافي، اغترابها تك ــنى كيف إذ الثق له سيتس

ــدما المضى ــترويج فى ق ــه، لثقافة ال ــدم ينتجها ديني ــالحه لتخ مص الــذات اســتبدال ظل في الــذات، مصلحة حساب على وممارساته

ــفي العقل ــوتى/الفقهي، بعقلها الفلس ــتعادتها الاله في لحقها واسومتطورة. حرة ثقافة امتالك

ــدى من هو مغتربة بقعة كل في إذن اآلخر يب ــا محموما حرصــذات تلقين على ــة، ثقافة ال ــذات ليس ديني ــدها لل ــا. أو نق تطويره

ــادة ــال بطبيعة التلقين يتم ما وع ــبر الح ــار ع المتشــحين اآلالم تج حظ على قبضـته أحكم وقد إال آخـر، يوجد يكــاد الـدين. فال بعبــاءةــبرهم ممن طيب ــوه يعت مواطن ــة. ونظــرا رمــوزا به يحيط لما ديني أســباب من ـــ الــديني التــبرير يمحــترف أقصد ـــ التجار هؤالء اآلخر

لم إن عســيرا، يـبيت وتقـواهم، صــالحهم بـزعم والتكــريم، اإلجالل لدرجة مواطــنيهم، عيــون في مصــداقيتهم من النيل مستحيال، يكن

األنسنيين جانب من المصداقية تلك في للتشكيك محاولة أية تجعل المغتربين اآلخر يغري ما غاليا. فغالبا ثمنها يدفعون مخزية، جريمة

أو أصــنافا، الهــوان فيــذيقونهم النبالء بهــؤالء ـ المدهش األمر وهو ـــ ــاعتها بهم، هو ليتكف ــنى وس ــاء اآلخر يج مواطنيه من الجزيل الثن

المغتربين!

ســيطرته إلحكــام فيعمد ،اآلالم بتجــار اآلخر يكتفي ال وغالباــات على ــة، المؤسسـ ــاعها محاولة في الدينيـ األقل على أو إلخضـ

ــدها. وقد الشــريف األزهر مؤسسة تكــون تحيي للمؤسسة نموذجــا رغم عليهــا، قبضــته إحكــام إلى اآلخر ســعى لطالما الــتي الدينيــة، هــذا في يعنيــني اإلســالمية. وال الشعوب عيون في الرفيعة مكانتها يخــرج أمر فهــذا ال، أم نجحت قد اآلخر مســاعي كانت إذا ما الصدد

ــاق عن ــام نط ــذا اهتم ــال، ه ــني إنما المق تلك من قبس رصد يعني

87

103 رقم الشــهير القــانون سن أبرزها يكــون قد والتى المساعي،ــورد الــتى مــواده، تفضي قــانون وهو ،1961 لســنة على بعضــها ن القــرن ستينيات في المصري اآلخر بمحاوالت لقارئه المثال، سبيل

:(11)الشريف األزهر على قبضته إحكام المنصرم

ــ2 مــادة ــتي الكــبرى اإلســالمية العلمية الهيئة هو األزهر ـ ال ونشــره، وتجليته ودراســته اإلســالمي الــتراث حفظ على تقــوم على وتعمل الشـــعوب، كل إلى اإلســـالمية الرســـالة أمانة وتحمل وكفالة الحضارة ورقي البشر تقدم في وأثره اإلسالم حقيقة إظهار اآلخــرة. وفى الدنيا في الناس لكل النفس وراحة والطمأنينة األمن

ــتراث العربية الحضــارة ببعث تهتم كما ــري العلمي وال لألمة والفكالجمهورية. رياسة ويتبع القاهرة، العربية..ومقره

لشـــئون وزير الجمهورية رئيس من بقـــرار يعين ــــ3 مـــادةاألزهر.

ــادة ــ5 م ــار ـ ــيخ يخت ــوث مجمع هيئة بين من األزهر ش البحــوافر ممن األزهــر( أو هيئــات )إحــدى اإلســالمية الصــفات فيهم تت

ــروطة ــاء في المشـ ــذه أعضـ ــة، هـ ــرار ويعين الهيئـ رئيس من بقـ التعيين هذا قبل يكن لم فإن الجمهورية، صار الهيئة تلك في عضوا

التعيين هذا بمقتضى فيها. عضوا مجمع هيئة بين من يختـــار وكيل لألزهر يكـــون ــــ7 مـــادة

المشـــروطة الصـــفات فيهم تتـــوافر ممن أو اإلســـالمية البحـــوث لم فــإن الجمهوريــة، رئيس من بقــرار الهيئــة. ويعين هــذه ألعضــاء

التعــيين هــذا قبل يكن هــذا بمقتضى صــار المجمع هيئة في عضــوا التعيين حين مقامه ويقــوم األزهر شــيخ الوكيل فيها. ويعاون عضواغيابه.

ــادة ــ12 م ــدى لألزهر األعلى للمجلس يكــون ـ هيئــات )إحالجمهورية. رئيس من قرار بتعيينه يصدر عام، األزهر( أمين مجمع أعضــاء الجمهورية رئيس من بقــرار يعين ـــ18 مــادة

الــوزير عــرض على بنــاء لــه، تشــكيل أول في اإلســالمية البحــوث لهــذا رئيسا األزهر شــيخ األزهر. ويكــون شيخ من باقتراح المختص

بهــذا العمل تاريخ من سنة خالل الجمهورية لرئيس المجمع. ويجوزــاء بالمجمع أعضاء بتعيين قرارات يصدر أن القانون اقــتراح على بن

أعضــائه جميع تعيين يتم حتى وذلك األزهر شيخ المــادة لنص وفقــاالقانون. هذا من16

88

عام أمين يرأسها دائمة، عامة أمانة للمجمع يكون ـ23 مادة أن بشــرط اإلســالمية والبعــوث الثقافة مــدير المنصب هذا ويشغل من17 المــادة في عليها المنصــوص العضــوية شــروط فيه تتحقق

على بنــاء الجمهوريــة، رئيس من قــرار بتعيينه ويصــدر القانون هذا العــام األمين ويكــون األزهر شــيخ وموافقة المختص الــوزير عرض

ـ التعيين قرار بمقتضى ـ للمجمع دام ما المجمع في عضــوا شــاغالالوظيفة. لهذه

ــادة ــ27 م ــوز ـ ــري عضو لقب منح يج ــاء فخ المجمع ألعض ويصــدر أثــر، ذات علمية خــدمات لإلســالم يؤدي لمن أو السابقين،

ــذا بمنح ــرار اللقب ه ــاء الجمهورية رئيس من ق من عــرض على بنالمجمع. مؤتمر من باقتراح المختص الوزير

وهى األزهر ) جامعة الجامعة رئيس تعــيين يكــون ـــ41 مادة ترشيح على بناء الجمهورية، رئيس من ( بقرار األزهر هيئات إحدى قد يكــون أن فيه ويشــترط األزهــر، شــيخ واقــتراح المختص الوزير في الجامعات بإحدى أو األزهر بجامعة األستاذية كراسي أحد شغل

الـــتي األحكـــام جميع عليه المتحـــدة. وتســـري العربية الجمهوريةالمتحدة. العربية الجمهورية في الجامعة رئيس على تطبق

أربع األزهــر( لمــدة جامعة )رئيس تعيينه ...ويكون ـ44 مادةــتاذ وظيفة شاغال تعيينه مدة خالل ويعتبر للتجديد، قابلة سنوات أس

نهاية قبل منصــبه تــرك أو مدته تجــدد لم فــإذا التــذكار، سبيل على إذا قبل من يشــغلها كــان الــتي أســتاذ وظيفة شــغل إلى عاد المدة أن إلى شخصــية بصــفة شــغلها شــاغرة تكن لم فإذا شاغرة، كانت

تخلو.

رئيس من بقــرار يعين عــام أمين للجامعة يكــون ـــ45 مــادةــة، ــاء الجمهوري ــوزير عــرض على بن رأي اســتطالع بعد المختص ال

الجامعة. رئيس جامعة )في الكلية عميد المختص الـــوزير يعين ــــ51 مـــادة الجامعة رئيس ترشــيح على بنــاء الكليــة، أســاتذة بين األزهــر( من

العميد ويكــون األزهــر، شــيخ وموافقة القــوانين تنفيذ عن مســئوال الكلية مجلس قـــرارات تنفيذ عن وكـــذلك الجامعيـــة، واللـــوائح

ــذه حــدود في الجامعة ومجلس ــوانين ه ــوائح، الق ــدم والل إلى ويق جامعية ســـنة كل في الجامعة رئيس التعليم شـــئون عن تقريـــرا

بالكلية. النشاط نواحي وسائر العلمية والبحوث

89

......الخ

الدينية: للثقافة اآلخر إنتاج تداعيات

ــابقة الجزئية فى أنا ها ــربت قد الس ــاج على مثال ض اآلخر انت قبضــته، إحكام إلى الرامية المصري اآلخر بمساعى الدينية للثقافة

ــبرهم ممن طيب حظ على فقط ليس ــوه يعت ــة، رمــوزا مواطن ديني في الرفيعة مكانتها رغم الشريف، األزهر مؤسسة على أيضا وإنماــى. وها القرن ستينيات في وذلك اإلسالمية، الشعوب عيون الماض

النتــاج الرامية المحمومة المســاعى هــذه لمثل يكن لم أنه أؤكد أنا يقينــات أنها على المغتربة، الذات روع فى تلقى بعينها، دينية ثقافة

غــير نحو على ومشــفرة النقــاش، على ومغلقة ومعلبــة، مســلمة، المحمومة المســاعي هذه لمثل يكن لم أنه أؤكد انني أقول ـ نقدي

الدينية الثقافة عليهــا. فكــون تــترتب ســلبية تــداعيات من تخلو أن تنتج وكونها وأعوانــه، هو مصــالحه لحماية تــرمى اآلخر ينتجها الــتي

لآلخر يخضــعون ما عــادة الــذين الــديني، التــبرير محــترفي بأيــدي بتحــريم تقــترن عنــدما وخاصة األمــور، هذه كل بالوالء، له ويدينون

الســلبية، التــداعيات من العديد لها يكــون وأن البد والتطوير، النقدوأهمها: التداعيات هذه أخطر لرصد نعمد يلى وفيما

الثقافي: االغتراب تكريس ـ1ــذات حرمانهو الدينية، للثقافة اآلخر انتاج يقترن في حقها ال

ــا، الــذات اغــتراب بتكريس والتطوير، بالنقد لها التصدي أي ثقافي ،ومتطورة. وعليه حرة ثقافة امتالك فى حقها عن تنازلها تكريس

على تســاعدها اغترابهــا، فى االيغــال ســوى أمامها الــذات تجد ال أو بوليســية كــانت ســواء الثقــافى، االغــتراب تكــريس آليات ذلك

صـــبغها وقد المغتربة الـــذات أودينيـــة. فنجد اعالمية أو تعليمية عبء ناظرها تكفى أنها حــتى خاصــة، بصــبغة الثقــافي االغــتراب

ــا، في التفكر ــلية إلى تنبهت قلما فهى هويتهـ ــتر أفضـ ــورة سـ عـ يــزين تــاج أنه معتقدة حلت، أينما باغترابها تفاخر فنراها اغترابها،

القـارئ يتسـاءل صـاحبه. وقد يـدمي شـوك تاج أنه والحق جبينها االغتراب أن والجواب غيره، عن المغترب تمييز كيفية عن الكريمــداء ــا، أعــراض تصــاحبه ما غالبا بصــاحبه، يحل ك تخطئها ال بعينهــدت العين، ــها رص ــابي فى بعض ــتراب كت ــافى "االغ ــذات الثق لل

العربية".

90

ألهم اومكثفـــ مـــوجزا عرضا يلى، فيما أورد للفائـــدة وتتمةــذكور الكتــاب فى وردت كما االغترابية األعــراض هــذه ،(12)الم

كل في األعــــــراض هــــــذه مثل رصد باالمكــــــان أن فالواضحــات ــة، المجتمع ــانت عربية المغترب ــير أم ك ــة. ألن غ ــذه عربي ه االغتراب، أعراض فيها تتشابه ما غالبا ثقافيا المغتربة المجتمعات

ما هو الرأى هذا أن وأظن ذلك، خالف المدقق لغير األمر بدا وإنالمجتمعات: هذه ألوضاع المتأنية القراءة تثبته أن يمكن

[ غـــير اآلخر على بالكامل التبعة إلقـــاء لعبة إدمـــان[1 . المحلياإلبداع. معاداة و المبدعين اغتيال [2 ]البسيطة. بالشكلية الشغف و العقالنية غياب [3 ]

العالمي. اآلخر مع التعاطي عن العجز[4] العقلي. الجبن أو النقدية الرؤية افتقاد[5]لألمور. التجزيئية والرؤية التناقض اعتياد [6 ]العقلية: الثروة هدر ـ2

ـ أوضحت كما ـ يقترن الدينية للثقافة اآلخر انتاج مادام ثروتها بهدر أيضا يقترن أنه فالبد ثقافيا، الذات اغتراب بتكريس

الثروة بهدر مصحوبا الثقافي االغتراب يكون ما عادة العقلية. ألنه لى سابق مقال فى إليها اهتديت مقولة وتلك للمغترب، العقلية عالقة بوجود القول إلى فيه انتهيت العربي"، العقل "هدر بعنوان العقلية الثروة وهدر العربية للذات الثقافي االغتراب بين وثيقة العالقة هذه جذور بأن القول إلى أيضا يهف وانتهيت الذات، لتلك العقلي. والهدر الثقافي االغتراب مصطلحي تعريف فى تكمن إنما

حقه عن اإلنسان تنازل الثقافي" بأنه "االغتراب مصطلح فتعريف وإرضاء لذاته إراحة ومتطورة، حرة ثقافة امتالك في الطبيعي

اإلنسان، إعتقاد العقلي" بأنه "الهدر مصطلح لمجتمعه! وتعريف بناء استطاع قد أنه الهوتيا/فقهيا، عقال أو فلسفيا عقال امتلك سواء تخضع أن دون الدهر، مدى ستعيش ثقافة له بنيت قد أنه أو ثقافة النحو على المصطلحين تعريف إن . أقول(13)التطوير و للنقد

لالغتراب المكونة العناصر أحد يعد العقلي الهدر بأن يشي المذكوراغتراب! بدون يوجد أن يمكن الهدر أن غير الثقافي،ومعاداتها: األديان رفض ـ3

الدينية، للثقافة اآلخر النتاج السلبية التداعيات اخطر من لعل وجهة من ـ باعتبارها مجملها، فى األديان، من البعض نفور هى

91

السترجاعها! ومن سبيل وال اآلخر براثن فى سقطت قد ـ نظرهم لمصالح حماية توفر لكونها ـ، األديان أقصد ـ رفضها فاألفضل ثم

من عنه تسفر ما إلى إضافة ثقافيا، الذات اغتراب وتكرس اآلخر، هذا لقولى المعضدة للمغتربين. واألمثلة العقلية للثروات هدر

المصري الشاعر كتابات المحلى الصعيد على أبرزها لعل عديدة، كتابات ونبله شرفه يعلم وكلنا فللرجل سرور، نجيب الراحل

لالفادة المحموم وسعيه باألديان، اآلخر فعله ما على ألما تقطر وأوجاعها. الذات آالم حساب على ذلك كان ولو وتوظيفها، منها:(14)يلزم" ما "لزوم الشهير ديوانه في نجيب قول ذلك ومن

باللصوص تندد قامت ـ كلها ـ العقائد كلاللصوص أيدى إلى ـ عجبا ـ انتهت ثم

زارادشت، بوذا، كونفشيوس، أوزير،القائمة! تطول وعيسى..كم موسى،

العقائد، آالف ستموتالعقائد، آالف لتجيء

باللصوص! مألى الناس أرض وتظل

ال أخرى والعتبارات ،(15)أنسنيته بحكم سرور نجيب كان وإذا من هناك فإن العداء، يناصبها ولم األديان يرفض لم لسردها، مجال مؤسس وهو ـــ مثال مـاركس المأل. فكــارل وعلى صراحة ذلك فعل

بحــدة األديــان هــاجم ـــ إنجلز فردريك رفيقه مع الشيوعية النظريةــات فى ــيرة، كتاب ــلوك وهو كث ــاد إلى أرجعه س ــاركس اعتق في م

وتجــار اآلخر بــراثن بين من األديــان استعادة ـ استحالة بل ـ صعوبة في اآلخر مفهــوم اختالف أعلم وأنا هــذا لــه. أقــول المــوالين اآلالم

ــاآلخر فى عنه الشــيوعية ــؤثر من هو الشــيوعية فى األنســنية. ف ي باألنســنية نفسه يؤثر من هو فاآلخر األنسنية فى أما بالثروة، نفسه

األديــان، عن الشــهير مــاركس كــارل حــديث سويا وثمارها. ولنقرأ وهى ،لها ســلبيا تــأثيرا تصوره لما وإدراكه إياها رفضه مدى لنلمس على المخيفة اآلخر لقـــدرة دؤوب رصد بعد إليها وصل أظنه قناعة مصــالحه به يحمى ستارا لها واتخاذه الدينية، الثقافة توظيفو إنتاج

هو : "الدين(16)ماركس المغتربة. يقول الذات مواجهة فى وأنانيته والــروح الرحمــة، تعــوزه عــالم في القلب وهو المقهورين، تنهدات

الشعوب". أفيون بحق انه الروح، تعوزه عالم في األديان: جوهر على التأكيد عبر الذات حماية

وهــذا ـــ يتسـاءل أن ذكرته ما كل بعد الكريم للقاريء يعن قد

92

ــاذا حقه ــ: لم ــني التثمين ـ ــوهر األنس ــان؟ لج أن هى واالجابة األديــان، جوهر تثمن األنسنية ــ حماية ،اإلله معرفة وهو األدي وقد ذات،للــداعيات أهم بعض الســابقة الجزئية فى أوردت ــاج الســلبية الت النت وذلك ،بشــدة الــذات من تنــال خطيرة، وكلها الدينية، للثقافة اآلخر

مــؤلم وهــدر ثقافيــا، الــذات الغــتراب مهين تكريس على النطوائها األديــان رفض إلى بــالبعض تــدفع كونها على عالوة العقلية، لثروتها

ــدين اســترداد ـ استحالة بل ـ صعوبة فى منهم اعتقادا ومعاداتها، الاآلخر! براثن بين من

ــارة ــاطق وبانـ ــة، ثقافتنا فى المظلمة المنـ بها وأقصد الدينيـ ـــ به يعتد حد إلى ـــ ممكنا يصــبح األنســنية، بمصابيح األديان، جوهرــذات تمكين ــة، ال ــتى فى أمرهــا، على المغلوبة المغترب ــاء ش أنح االغتراب نير عنها تخلع أن العربي، عالمنا فى خاصة وبصفة العالم،

هــذا انتــاج رفضت وقد فنراها بــه، كاهلها اآلخر يثقل الــذى الثقافيــة، لثقافتها اآلخر ــدها عــبر الديني والتطــوير بالنقد الثقافة هــذه تعه

ــدائمين، ــتفيدة ال ــالثروة ذلك فى مس ــتى العقلية ب ــا. وهبت ال إياه كهــذا منــاخ ظل فى أنه ـــ الثقة كل ـــ واثق الســطور هــذه وكــاتب طالب بين الصــحيحة االنســانية الرفقة عن الحــديث ممكنا سيصبحــدب كل من الحقيقة ــ ــوب، ح ــ ــرق اختلفت مهما وص ــ ــتى الط ــ ال

لبلوغــه، ســبيل ال أنه على ســلفا اتفقنا لما نشــدانهم فى يسلكونهااليقين.. وجه على الحقيقة معرفة وهو

الهوامش: ــــــــــ

للكاتب : دراسةاألنسني الفكر مجال فى السابقة كتاباتنا ( راجع1) العقل "هدر بعنوان وأخرى ،األنسنية" الذات "بناء بعنوان

الفكر فى المرأة" بعنوان ثالثة دراسة إلى إضافة ،العربي" للكاتب االنترنت. وراجع شبكة على جميعا تجدها "،األنسني

عام للنشر، سطور )القاهرة: دار ،الحل هو االنسانأيضا: 2007.)

)إعداد العالي بنعبد السالم وعبد سبيال عن: محمد ( نقال2) البيضاء: دار )الدار ،مختارة نصوص ـ الحقيقة وترجمة(،

ص (،1993 ،4 رقم العدد فلسفية، دفاتر سلسلة للنشر، توبقال.11 ـ9 ص

الصفحات. نفس المرجع، نفس( 3).39 ص المرجع، نفس( 4).79ـ78 ص ص المرجع، نفس( 5)

93

.76ـ73 ص ص المرجع، نفس( 6) بنعبد السالم وعبد سبيال . محمد11ـ9ص ص المرجع، نفس( 7)

،مختارة نصوص ـ والعقالنية العقل وترجمة(، )إعداد العالي العدد فلسفية، دفاتر سلسلة للنشر، توبقال البيضاء: دار )الدار.74 ص (،2007 ،9 رقم

صدام الشايب، طلعت ترجمة هنتنجتون، ( صامويل8) )القاهرة: سطور، ،العالمي النظام صنع إعادة ـ الحضارات

.70 ص (،1998الصفحة. نفس ،المرجع نفس( 9) الثقافة )القاهرة: دار ،الفلسفي المعجم وهبة، ( مراد10)

.199ص (،1979 الجديدة، العامة اإليضاحية: اإلدارة ومذكرته القانون نص أنظر( 11)

1961 لسنة103 رقم القانون بالهيئة، القانونية للشئون يشملها التي والهيئات األزهر تنظيم إعادة بشأن

رقم الجمهورية رئيس بقرار الصادرة التنفيذية والئحته ) القاهرة: وزارة ،التعديالت آلخر وفقا1975 لسنة250

األميرية، المطابع لشئون العامة الهيئة المعدنية، والثروة الصناعة.48 ـ1 ص ص (،1999

راجع الثقافي االغتراب عن المعلومات من لمزيد( 12) )القاهرة: دار ،العربية للذات الثقافي االغترابللكاتب:

(.2006 عام الثالث، العالم على منشور ،العربي" العقل "هدر بعنوان للكاتب ( مقال13)

االنترنت. شبكة المصرية )القاهرة: الهيئة ،الكاملة األعمال سرور، ( نجيب14)

.228 ص (،1996 الثالث، المجلد للكتاب، العامة علمية )دراسة المصري كيخوته دونللكاتب: ( راجع15)

نجيب الراحل المصري الشاعر وفكر لحياة وثائقيةالطبع. تحت ،سرور(

(16 )karl Marx, "Contribution to the Critique of Hegel's Philosophy of Right : Introduction" , in Robert C. Tucker (ed),

The Marx – Engels Reader, (New York: W.W.Norton & Company . INC., 1972), PP.11-12 .

الخامسة المقالةضفاف بال أنسنية ـ سعيد إدوارد

عاشقوه" خانه وجه "مهيار

94

أدونيس

ذلك كان واحدة، مرة سوى حياتى فى سعيد إدوارد أر لم قاعة فى ألقاها رائعة، محاضرة فى قليلة، بشهور رحيله قبل

وكانت ،2003 عام مارس فى بالقاهرة األمريكية بالجامعة إيوارت ـ ساعتها الرجل اإلنسان". بدا حقوق وعمومية بعنوان: "فلسطين

أن النهاية! أذكر ودنو المرض وطأة رغم عمالقا، ـ دائما تخيلته كما أنهم حتى الرفيعة، بمكانته تليق بالغة، بحفاوة استقبلوه الحاضرين

شتى! وأذكر مشارب من وكانوا طويال، زمنا له يصفقون ظلوا عليه أقبل محاضرته، إلقاء من سعيد إدوارد فراغ بعد أنه كذلك

أكد لم أنى غير الحال، بطبيعة أحدهم وكنت لمصافحته، الكثيرون خانتنى حتى إليها، يجلس سعيد إدوارد كان التى المنصة من أقترب

سأظل ما وهو للرجل، واجالال احتراما مصافحته، وتهيبت شجاعتى قصرت، أم طالت سنوات، من لى بقى ما عليه وأندم بألم، أذكره

الحياة! ذمة فى أيضا كان ولكنه فحسب، فذا مفكرا يكن لم سعيد إدوارد

أنسنيا لتخطيء عيناه تكن لم إليه الناظر أن حتى فريدا، نموذجا وقدرة ثاقبة، بصيرة وهو يملك، ما أروع الحياة ذاكرة أودع فذا،

جهدى، قاصرا المقال هذا في واإلبداع! وأراني النقد على عبقرية الفكر مجال فى المهيب االدورى االسهام وتحليل رصد على

سعيي على عالوة وثراء، روعة من عليه ينطوى ما بكل األنسني، على األنسني، للفكر رؤيتى على االسهام هذا تأثير مدى لبيان

قناعتي رغم ذلك االدورى! أفعل باالسهام مقارنة تواضعها، فى حاليا المهيمن الثقافي المناخ بوقوف والمحبطة المحزنة

ادوارد أمنية كانت وأظنها أمنيتي، تحقيق دون حائال العربي عالمنا الساحة فعلى ربوعنا، فى آمنا مالذا له الفكر هذا يجد أن قبلي،

يبرع جوع، من تغني وال تسمن ال بالية، ثقافية تيارات تتصارع المعلبة ألفكارهم، الترويج فى الفت، بشكل كثر، وهم أنصارها

زمان لكل صالحيتها بدعوى النقاش، على والمغلقة والمشفرة التغير بديمومة تقضي كونية سنة من بذلك هازئين ومكان،

والتطور! عازم أنا فيما قدما أمضي أن قبل مالئما، يكون قد أنه بيد

فراغ فى يعيش ال الناس من أحدا بأن الكريم قارئي تذكير عليه، بيئته. وصف من لنا فالبد الحياة إلى نعيده أن أردنا فاذا اجتماعى،

نحاول أن دون العظماء عن نتكلم أن الحكمة من ليس أنه إذ الفهم على يمتنعان شيئان وهما وعبقريتهم، شخصيتهم تفسير

95

فعله أنوى ما عين هو فيها. وهذا نشأوا التى البيئة إلى الرجوع بغير وثرية، فريدة سعيد ادوارد حياة كانت فكما التالية، السطور فى

لهذه فتناولنا كنفها! لذا، فى وعاش نشأ التى بيئته كانت كذلك الذى األنسنى، النزوع ارهاصات تتبع على شك بال يساعدنا البيئة

حتى وقلبه، عقله عليه وملك حياته، طوال سعيد، إدوارد صاحب الفت نحو على إليه، والدعوة به التبشير فى جهدا يدخر لم أنه

وملهم! فى االدورية الخصوصية إلى التنبيه أيضا، مالئما يكون وقد وجود يتوقع أن الكريم للقاريء ليس أنه بمعنى باأللم، االحساس

ـ المثال سبيل على ـ االدورى القلق بين تقارب، حتى أو تماثل، خطورتها على المتخلفة، مجتمعاتنا فى الشائعة القلق وأنماط

سنرى، وراءها! فكما المادى العوز يقف ما غالبا والتى وأهميتها، تلقى أنه حتى موسرة، فلسطينية ألسرة ابنا سعيد ادوارد كان

الثقافة ونقد الستيعاب بها يعتد بدرجة أهله راقيا، غربيا تعليما ادوارد أقصد ـ أنه وعبقريا! غير مذهال آراه نحو، على االنسانية

من النمط ذلك مسئولية فى معتقدا رحيله، حتى ظل ـ بالطبع خالف على العربية، ثقافته وبين بينه الصلة وشائج قطع عن التعليم

باللوم! لتعهدها مجال ال ذهبية، فرصة فيه يرون قد ممن الكثيرين على باأللم، االحساس فى االدورية بالخصوصية قولنا يعضد ما وهو

فى العبقريات، أصحاب من غيره خصوصيات مع النسبي، تشابههاومكان.. زمان كل

سعيد إدوارد نشأ التى للبيئة تناولي فى أستند ولسوف والتى المكان"، "خارج الشهيرة مذكراته إلى ربوعها فى وعاش

اصابته يفيد طبيا تشخيصا تلقيه بعد كتابتها على ادوارد أقدم يخلف أن بأهمية الرجل شعر )اللوكيميا(. فقد الدم بسرطان

سنواته وأمضى ولد حيث العربي، العالم فى حياته عن ذاتية سيرة والكلية المدرسة ارتاد حيث المتحدة الواليات فى كما التكوينية،والجامعة!

البيروتية، اآلداب دار وهو العربي، الناشر وصف فى ولعل عالية درجات أحيانا يبلغ الصنعة، وجميل غنائي نص بأنها للمذكرات

فيه ومرح. يكشف حميم ذاته، اآلن فى هو، ما بقدر الصراحة من البيئة معالم لقراءه ويستعرض الشخصى، ماضيه دقائق ادوارد

من واحدا بحق ليصبح ينتصر، أن من ومكنته شخصيته كونت التى الوصف هذا فى لعل أقول ـ الحديث العصر أنسنيي وأبرز أهم

فى بأهميتها لقناعتي تعضيدا المكان"، "خارج لـ والبليغ الموجز

96

خاصة سعيد، ادوارد لدى األنسني النزوع إرهاصات عن الكشف من األنيقة العربية الطبعة لتلك مقدمته فى نفسه، ادوارد وأن

ال أن : "..آمل(1)قوله وهو القناعة، هذه يعزز ما يورد المذكرات، الذى سعيد( المركب )إدوارد فى الجديد إن قلت إن متبجحا أبدو

الغربية، ثقافته أدت عربي هو الصفحات، هذه خالل فى يظهر إذ الثقافة، تلك وإن العربية، أصوله توكيد إلى األمر، ويالسخرية

اآلفاق تفتح األحادية، بالهوية القائلة الفكرة على الشك ظالل تلقىالثقافات"! بين الحوار أمام الرحبة

المكان"، "خارج إلى سويا اآلن لندلف الكريم، قارئي قراءة فى قدما مضيه عبر كعادته، أبهرنا وقد إدوارد، نجد ولسوف

يكتب كمن ال نفسه، يحادث كمن فيها بدا لجوانيته، ومبهره عميقة فها العالم، أنحاء شتى فى القراء، من وعريض واسع جمهور إلى مباركة حالة عندى األرق : "إن(2)يقول إذ بالدهشة، ألستنا يعقد هو

من تنشيطا، أكثر هو ما عندى تقريبا. فليس ثمن بأى إليها أرغب تعرفى إعادة غير خسرتها، لليلة الوسن ظالل فورا عنى أطرد أن أو ساعات بضع قبل كليا أخسره كدت ما على الباكر، الصباح فى

التيارات من كتلة نفسي أرى واآلخر، الحين إياه. بين استعادتى الصلدة، الذات فكرة على نفسي عن الفكرة هذه المتدفقة. أؤثر

تلك كبيرة. تتدفق أهمية الكثيرون عليها يعلق التى الهوية وهى اليقظة. ساعات خالل حياتى، موضوعات مثل مثلها التيارات،

وال التصالح تستدعى ال حاالتها، أفضل فى تكون عندما وهى، ولكنها مكانها، غير فى تكون وقد النشاز، قبيل من التناغم. إنها

أنواع هى وبما المكان وفى الزمان فى دائم حراك فى األقل على وإنما أمام، إلى بالضرورة تتحرك ال الغريبة، المركبات من مختلفة

غير من ولكن طباقي نحو على اآلخر، ضد واحدها أحيانا يتحرك قد لى يحلو ما على الحرية، ضروب من ضرب مركزى. إنه محور ما مقتنعا أكون أن عن البعد كل بعيد أنى من الرغم على أعتقد، أن

بها أتشبث التى الثوابت أحد هى هذه التشكيك بذلك. ونزعة كليا بتنافر الحد هذا إلى مليئة وحياتى تعلمت، أنى خاص. والواقع بنوع

مكانى"! غير فى أظل وأن تماما سويا أكون أال أؤثر أن األصوات، جرأة فى لنا ويعرى شخصيته، مفتاح إذن يعطينا إدوارد

االقتباس فى يحدثنا األنسني! أليس نزوعه ارهاصات وشفافية والذى الحياة، رحلة فى رافقه لطالما الذى القلق عن السابق

ظروف دائم، تأجج حالة فى به واالحتفاظ خلقه على ساعدت عن نفسه االقتباس فى يحدثنا أليس فيها؟! ثم، نشأ التى البيئة أفضل فى تكون المتدفقة، التيارات من ككتلة لنفسه رؤيته

97

يشى حديث التناغم؟! وهو وال التصالح تستدعى ال عندما حاالتها، المستمر! والتشكيك الدائم بالحراك االدورى بالولع مجمله فى

وأن تماما سويا يكون أال إيثاره عن إدوارد لنا يكشف أليس وأخيرا، الفكر عالم لولوج صاحبها تهيىء أمور مكانه؟! وكلها غير فى يظل

وأنا لي بقى الذى ما الحقا. إذن، سنرى ما نحو على األنسني، صياغته فى وساهمت فيها، نشأ التى إدوارد بيئة عن الحديث بصدد أمامي يبق لم أنه الظن أغلب والعبقري؟ الفريد النحو هذا على

االدورى، القلق تفسر التى الحوادث وتحليل لرصد السعى سوى والتشكيك بالحراك االدورى الولع إلى إضافة االدورى، والالتناغمالدائمين!

طفولته، عن مذكراته فى إدوارد حديث البداية ولتكن بقاءه عن فيها نشأ التى البيئة مسئولية مدى عن القلق وتساؤله

إفهامنا فى جزئيا، ولو يساهمان، فهما حياته، طيلة مكانه غير فى والتشكيك الدائم بالحراك والولع االدورى القلق ومسببات دواعى

طفولة عن مذكراته فى يحدثنا ال؟! وادوارد المستمر. وكيف بالذات االحساس وبين بينه حالت صارمة، منزلية لقيود حبيسة

على األولى خطواته يخطو أن وأجبرته القيود، هذه يتجاوز فيما نتاج أيضا كانا ألنهما بوالديه، ذلك فى مقتديا الذات، خلق طريق ماركيز: "ال قول نفسه الوقت فى للذات! ومجسدا خلق عملية

تجبرهم إنما أمهاتهم، تلدهم يوم األبد وإلى واحدة مرة البشر يولد عن أيضا يحدثنا بأنفسهم"! وإدوارد أنفسهم يلدوا أن على الحياة

أجبر التى الكولونيالية، التعليمية والمؤسسات االرساليات تأثير ساهمت والتى التعليمية، رحلته خالل خاصة معها، التعاطى علىبالذات! الذات خلق نحو اتجاهه تعزيز فى

دوما : "كنت(3)طفولته المكان" عن "خارج فى إدوارد يقول

الجامد المنزلية والتربية الضبط نظام لى يترك مكانى. لم غير فى أى أو متنفس أى التاسعة، سن منذ أبي فيه حبسنى الذى الصارم،

وترسيماته. هكذا قواعده يتجاوز ما فى بالذات لالحساس مجال ذات اليومية عذاباته فى تراقبه والدى، )إدوارد( مخلوق أصبحت بحيث الهمة، فتور من درجة على لكنها عنه، كليا مختلفة داخلية )إدوارد( أساسا، مساعدته. وكان عن األحيان، معظم فى تعجز،

ويفشل المدرسة يرتاد الذى الصبى وأخيرا الشقيق ثم االبن هو عليها(. وقد ويتحايل يتجاهلها )أو باألصول التقيد محاوالته فى

نتاج أيضا هما كانا والديه ألن الوجوب واجبة خلقه عملية كانت بيئتين إلى ينتميان بالذات. فلسطينيين للذات خلق عملية

98

القاهرة فى يعيشان جذريا، متغايرين ومزاجين مختلفتين من حومة ضمن نفسها هى تعيش مسيحية أقلية الكولونيالية. ابنى

فوق يفتقدان، اآلخر. وهما سوى سند منهما ألى ليس األقليات، مزيج باستثناء سلوكهما، فى بها يهتديان أعراف أية إلى كله، ذلك

وحكم الحرب، قبل ما فترة من فلسطينية عادات غريب: من ومن والمجالت الكتب من انتقائي نحو على مجمعة أميريكية لم )التى المتحدة الواليات فى أبي أمضاها التى العشر السنوات

والتعليم االرساليات تأثير ومن (،1948 العام إال أمى تزرها بريطانية مواقف ومن الهامشي، ثم ومن المتقطع المدرسي األسياد هؤالء يحكمها التى البشرية وسواد األسياد تمثل كولونيالية

فى حولهما والداى عاينه حياة نمط من وأخيرا، معا، آن فى لـ يمكن الخاصة. فهل ظروفهما مع تكييفه وحاوال القاهرة

مكانه؟"! غير فى إال يكون أن هذه، والحال )إدوارد(، وأبرز أهم من واحدة مع تجربته لنا يروى إدوارد ولندع فيها، الدراسة على أجبر التى الكولونيالية التعليمية المؤسسات

يرى ولسوف بمصر، فيكتوريا كلية وهى التعليمية، رحلته خالل تعزيز شأنه من تلك تجربته عن ادوارد حديث أن الكريم القاريء ساهمت ـ لها المشابهة األخرى التجارب جانب إلى ـ بكونها قناعتنا نحو واتجاهه تناغمه وال إدوارد قلق تعزيز فى بأخرى أو بصورة

يواجه أنه فيكتوريا كلية فى إدوارد أدرك فقد بالذات، الذات خلق العظمى بريطانيا إدوارد بها قصد ـ وخطرة جريحة كولونيالية قوة

لغتها تعلم على مجبرا نفسه ووجد تؤذيه، ألن وقابلة بل ـ،آنذاك. السائدة الثقافة هى لكونها ثقافتها واستيعاب

فكتوريا فى حياتنا : "اتسمت(4)مذكراته فى إدوارد يقول إلى السائدة النظرة حينها. كانت أدركه لم كبير بتشوه كولدج

كولونيالية نخبة فى اشتراكاتهم، دفع تمموا أعضاء، أنهم التالمذة مع نحبها، قضت بريطانية إمبريالية فنونا تعليمها يجرى مزعومة

وعن وآدابها، إنكلترا حياة عن تماما. علمونا ذلك ندرك نكن لم أننا عادات وعن وأفريقيا، الهند عن والبرلمان، الملكي النظام

مكان أى فى أو مصر فى استخدامها نستطيع لن واصطالحات بمثابة يعدان العربية اللغة وتكلم العربي االنتماء كان آخر. ولما

ال أن عجب فال كولدج، فكتوريا فى القانون عليها يعاقب جنحة وجغرافية وثقافتنا وتاريخنا لغتنا عن المناسب التعليم أبدا نتلقى

متخلفين أذيالنا نجر إنكليزا، تالمذة بصفتنا يمتحنوننا بالدنا. وكانوا إلى صف من أصال، تحقيقه يستحيل مبهم، هدف تحقيق إلى سعيا أهلنا يواكبنا تالية، دراسية سنة إلى دراسية سنة ومن آخر صف

99

قلبي فى أدركت إنى علينا. ثم البال منشغلى المسار ذلك طوال حياتى إلى تشدنى التى األواصر نهائيا قطعت كولدج فكتوريا أن

بتنا فقد تهافت، قد أميركى مواطن أنى أهلى ادعاء وأن السابقة، بل وخطرة، جريحة كولونيالية قوة نواجه دونيون أننا جميعنا ندرك ثقافتها واستيعاب لغتها تعلم على مجبرون ونحن تؤذينا، ألن وقابلةمصر". فى السائدة الثقافة هى لكونها

مذكراته من عديدة أخرى مواضع فى إدوارد تأكيد ويظل على تأكيده وكذا وممثليها، الكولونيالية من نفوره مسألة على

ـ سلفا عنها المعبر ـ لقناعتنا تعضيدا بذاته، ذاته خلق على حرصه وكذا االدورى القلق تغذية فى المنشأ بيئة لعبته الذى المهم بالدور يرفض إدوارد هو بالذات. فها الذات لخلق االدورى التوجه تحفيز

كأجانب الماضي، القرن أربعينيات فى ولذويه له المصريين معاملة أن رفضه إلى إضافة العربية، بهويته احساسه رغم كخواجات، أو

الكولونيالية. يقول للشخصية ممجوجة نسخة مجرد إلى يختزل أربعينيات يقصد ـ األربعينيات حلول : "..مع(5)ذلك عن إدوارد وهو )خواجات(، صرنا )شوام( بل مجرد نعد لم ـ، الماضي القرن عداء لسعة دائما يحمل الذى األجانب على الدال التبجيلي اللقب كنت أنى من الرغم المصريون. وعلى المسلمون يستخدمه عندما ثمة كان فقد األصلي، المصري مظهر ولى المصرية باللهجة أتكلم

أنى مع ما، نوعا أجنبي أنى إلى التلميح أستنكر بي. وكنت يشي ما أنى من الرغم على أجنبيا، يعتبرونني أنهم العمق فى أدرك

تقريحا، يقرحنى ـ الخواجة لقب يقصد ـ اللقب هذا عربي...كان بهويتى إحساسي نمو بسبب جهة من التعيير هذا رفضت فقد

لنفسي الناشيء وعيي بسبب ثانية جهة الفلسطينية.. ومن إلى أختزل أن من وأصالة تعقيدا أكثر كائنا العموم، على بوصفى،

الكولونيالية"! للشخصية ممجوجة نسخة مجرد لمسألة تقييمه بشأن مذكراته فى إدوارد أورده فيما ولعل

من يعفيني ما ،1951 عام األمريكية المتحدة الواليات إلى رحيله بها تعج التى األحداث من بالمزيد االستشهاد فى قدما المضي

رافق لطالما الذى القلق مجملها فى تفسر والتى إدوارد، مذكرات خلقه على ساعدت الذى القلق ذلك صغيرا، كان منذ إدوارد

فيها نشأ التى البيئة ظروف دائم، تأجج حالة فى به واالحتفاظ إدوارد أورده فيما لعل منها. أقول لقبس سلفا عرضنا والتى إدوارد

التى األحداث من المزيد سرد فى قدما المضي من يعفيني ما التيارات من ككتلة لنفسه رؤيته ـ سبق ما إلى إضافة ـ تؤكد

وال التصالح تستدعى ال عندما حاالتها، أفضل فى تكون المتدفقة،

100

وولعه الذات، بخلق إدوارد اليمان تفسيرها على التناغم! عالوة تماما، سويا يكون أال وإيثاره المستمر، والتشكيك الدائم بالحراك

فيه لبس ال نحو على الرجل تحدث مكانه! فقد غير فى يظل وأن أنه إذ مغامرة، بوصفه المتحدة الواليات إلى رحيله عن غموض وال حياته إليه ستؤول كانت عما جدا غامضة فكرة إال ساعتها يملك لم بكون يشي الذى الحديث وهو المغامرة، تلك على يقدم لم أنه لو

لمسببات تتويجا جاءت إنما وتداعياتها األمريكى الحلم مغامرةالمتجذر! االدورى القلق

تلك عن حديثى أختم أن فى الكريم قارئي أستأذن وعليه، فى شاركت والتى سعيد ادوارد فيها نشأ التى االستثنائية البيئة

االدورى التقييم بهذا والعبقري، الفريد النحو هذا على صياغته المكان"، "خارج مذكراته فى سعيد، إدوارد توا. يقول إليه المشار

أزال : "..ما(6)األمريكية المتحدة الواليات إلى رحيله مسألة عن عليها انطوى التى المغامرة خطورة مجرد من اآلن إلى أندهش إال أملك . لست1951 عام األمريكية المتحدة الواليات إلى قدومى

أجيء لم أنى لو حياتى إليه ستؤول كانت عما جدا غامضة فكرة جديدة، بداية فيها بدأت أنى أعرفه الذى أميركا. ولكن إلى

ابتداء األشياء تعلم ألعيد قبل، من تعلمته ما ما، حد إلى متناسيا، ما وألغى أختبر وأفشل، أحاول ذاتى، مخترعا مبتكرا، الصفر، من

فى هى، مباغتة سبال سالكا جديد، من البدء ألعاود اختبرته، تقييمه فى قدما إدوارد قاطبة". ويمضى السبل أعسر الغالب، عن بعيد بأنى أشعر اليوم، هذا إلى أزال، : "وال(7)نفسها للمسألة

كنت أنى متوهما لست أنى مضحكا. ومع األمر بدا مهما البيت، عشت أو العربي، العالم فى بقيت )أفضل( لو حياة سأعيش المذكرات الندم. وهذه بعض يالزمنى يزال فال أوروبا، فى ودرست

إذ والفراق، المغادرة لتجربة استعادة وجوهها، من وجه فى هى، فى عشت قد كنت وينقضي. ولما يتسارع الزمن بوطأة أشعر

سبعة دامت إقامة من الرغم على موقت، باحساس نيويورك مراكمة من بدال المتراكم، ضياعي من ذلك فاقم فقد عاما، وثالثين

الفوائد"! إدوري: منظور ـ األنسنية دراسة أسس

الرؤية غور لسبر يتصدى أن بالطبع المرء على سهال ليس المتحدة. ألنه الواليات فى األنسنية الحركة دراسة ألسس االدورية

يعرف كما األنسني، المضمار فى يبارى ال سعيد إدوارد كان إذا هذه عنوان فى إليها المشار لرؤيته فكيف والداني، القاصي

101

رموز وأبرز أهم أحد وصاحبها مرضي، نحو على تقارب أن الجزئية األخيرة، العقود فى أيضا، والعالمية بل األمريكية، األنسنية الحركة

تناولي فى أرانى هنا عديدة! من أظنها قادمة، أخرى لعقود وربما يقولون! كما باالياب، الغنيمة من قانعا الشائكة الجزئية لهذه

منى.. ذلك تقبل الكريم قارئى فليتك الواليات فى برنستون بجامعة سعيد إدوارد الطالب إلتحق

االنسانيات، فيها ودرس الماضي، القرن خمسينيات فى المتحدة قراءاته العظمى. وأسست بالكفاءة يتمتعون أساتذة أيدى على باحثا بعد فيما حققه ما لكل والفلسفة واألدب الموسيقى تاريخ فى

فى الدروس لبرنامج الرزينة الشمولية له أتاحت ومدرسا. إذ المعرفة، من كاملة حقول فى الذهنى التحرى فرصة برنستون

بنقد المعارف تلك اتصلت عندما الحرج! وفقط من أدنى وبحد من أستاذ إياه منحه الذى الرؤيوى بالتمكين أو المحفز سزاثمارى

مستوى من فأعمق أعمق ينقب نفسه إدوارد وجد بالكميور، طراز منحاه بلورة فى ما، بطريقة الرسمي. وبدأ، األكاديمي اإلنجاز

سنته من األولى األسابيع والمستقل. وخالل المتماسك الفكرى بالتعقد المبكر انبهاره لتنمية المزيد يفعل أن ضرورة أدرك الثانية

تنطوى التى المتعددة وااللتباسات بالتعقدات وخصوصا ـ والفجائية حياته! طوال الزمه انبهار وهو ـ، والخطابة الكتابة عمليتا عليها

األساتذة هم ذلك إلى إدوارد حفز الذى أن األمر فى والمفارقة فى كواندرو فيهم بمن والمزاج، المقاربة حيث من تقليدية األكثر والندا وطومسون الكالسيكيات، فى وأوتس الفرنسية، اللغة

أجبر الموسيقى، االنجليزية. وفى اللغة فى وجونسون وبنتلى ثم والطباق، الهارمونى درس عقبة اقتحام على نفسه إدوارد بيتهوفن عن الغنية والوضعية التاريخية السيمينارات لمتابعة انتقل

يقتدى مثالين وإدكون فوربز إليوت صار حيث خصوصا، وفاغنر.(8)بهما

وأحد إدوارد، دراسة مجال وهى االنسانيات، الرتباط ونظرا فى رحيله، وحتى1963 عام منذ ابتداء بتدريسها قام التى المواد انقطاع، وبدون قرن من يقرب ما منذ تقدم، التى كولومبيا جامعة

أسطورية بل شهيرة التخرجية، قبل األساسية المواد من مجموعة عام تأسس الذى الشغال، العقلية. مفاعلها التربية تمثيلها فى

عنوانها كاملة سنة مدار على تدرس مواد سلسلة هو ،1973 فى والفلسفية األدبية األعمال بأمهات الطالب تعرف االنسانيات،

"الغربية" االنسانيات باسم تعرف مؤخرا صارت الغربية، الثقافات اإلنسانيات تسمية تحت معروضة موازية مواد عن لها تمييزا

102

نظرا إنه أقول ـ(9)الغربية" "غير "المشرقية" أو "الشرقية" أو الحد، هذا إلى الدوارد األكاديمية بالسيرة االنسانيات، الرتباط وقارئي يجنبنى نحو على لها، محدد معنى عن بالبحث ملزما أجدنىالنسبي! غموضها الكريم

أن نجدNew International Dictionary معجم فى بالكشف "فروع يعنى ـ، الجمع صيغة فى عادة ويستخدم ـhumanity لفظ

واألدب القديمة، الكالسيكية الدراسات وبخاصة الرفيعة، المعرفة الالهوتية". وعند المعرفة عن متميزا باعتباره العلمانى، المحض نجدDictionary of Education and Instruction معجم إلى التحول

نحو "اتجاه ذات معينة دراسية فروع من تتكون االنسانيات أن على تعمل "التى الطبيعية العلوم مقابل فى االنسان"، تهذيب أن نفسه المعجم فى خاصة". ونجد بصفة العقلية بالمواهب النمو

التحررية"، "بالتربية يسمى ما نطاق فى داخلة كانت االنسانيات واالنسان الحر اإلنسان ومطالب لظروف "تتكيف كانت هذه وأن

جون العلمية". ويقول "التربية يقابلها وكان )الجنتلمان("، المهذب التحررية" "التربية إن الموضوع، هذا فى ثقة مرجع وهو نيومان،

بقصد ال العقلية فيها تدرب عقلية "ثقافة هى المنهج هذا وفق مهنة أو حرفة أجل من أو عارض، أو محدد هدف ضوء فى صياغتها بذاتها". هى أجلها من بل علم، أو دراسة أجل من أو محددة، الدارس. إما يرغب حسبما تعنى االنسانيات ان القول صفوة

الدراسة وإما الالهوتية، الدراسة مقابل فى العلمانية الدراسة الدراسة وإما الذهنية، الدراسة مقابل فى والخلقية االجتماعية

. (10)العملية الدراسة مقابل فى الذهنية من كولومبيا جامعة فى بالتدريس قام سعيد إدوارد إن قلنا

من أشرف متميزا مكانا له وفر ما وهو رحيله، وحتى1963 عام وذلك األوروبيين، وأسالفها األمريكية، األنسنية الحركة على خالله

نظرا اآلن، يظلنا الذى القرن بدايات وفى الماضي، القرن فى الجامعية وبالبرامج بالتربية األنسنية تربط التى الوثيقة للصلة

األدب مادتى بين واضحة جلية تتبدى التى الصلة خصوصا. تلك .ةاألنسني الحركة وبين سعيد، ادوارد درسهما اللتين واالنسانيات

الجيدة الكتابة دراسة على انكباب هما بما األدب ومادة فاألنسنية وثاقهما تشد ترابط، أيما ـ ادوارد رأى فى ـ مترابطان والقيمة،

مضمارا تعد معانيها، تنوع على االنسانيات، مادة أن قوية. كما صلة االنسانيات مادة تتعلق الدوارد، األنسنيين. فطبقا للمفكرين

البشرية وبالقدرة البشري، العمل وبمنتجات العلمانى، بالتاريخ فى األنسنية صميم يتمثل حين . فى(11)الكالمى التعبير على

103

من بشر صنع من هو التاريخى العالم إن القائلة العلمانية الفكرة وذلك عقليا، اكتناهه يمكن وإنه ربانى، صنع من ال ونساء، رجال "العلم الرائع مؤلفه فى فيكو باتيستا جان صاغه الذى المبدأ وفق

قد ما فقط ندرك التاريخ فى كبشر إننا فيه قال إذ الجديد"، وفقا األشياء نعرف أن نستطيع إننا أخرى، أنتجناه. أوبعبارة

. (12)صنعت بها التى للطريقة ركز ،(13)الديمقراطي" والنقد "األنسنية األخير كتابه وفى

النقدية، والممارسة األنسنية الحركة دراسة على اهتمامه ادوارد إلى سهامه يوجه نقدى مذهب األنسنية بأن قناعته إلى استنادا

قواه يستمد مذهب وخارجها، الجامعة داخل السائدة األوضاع الموقف وهو المنفتح، العلمانى الديمقراطي طابعه من وقيمه ذاتها إلى ترى التى والمتزمتة العيابة األنسنية بالتأكيد تتبناه ال الذى الكتاب فى اهتمامه ادوارد قصر نخبوي! وكذا تكوين أنها على

المتحدة الواليات فى األنسنية الحركة دراسة على نفسه ينطبق محاجته من كبيرا قسما بأن قناعته إلى استنادا األمريكية،

خالل المتحدة الواليات فى عاش البلدان! فادوارد سائر على العقود تلك خالل وكان أسلفنا، كما البالغة حياته من األوفر القسط هو األنسني. ذلك بالفكر ملتزما وباحثا وناقدا مدرسا األربعة،سواه! من أكثر إدوارد عرفه الذى العالم

توا، إليها المشار الرئيسية ادوارد محاجة أهمية تأتى هنا من الحرب نهاية بين الممتدة السنوات خالل بأنه قوله فى والمتمثلة األنسنية الحركة تعرف لم لدراسته، وضعه وحتى الثانية العالمية

وإنما فيها، شك ال متواصلة أزمة مجرد المتحدة الواليات فى يقدرها ممن محرومة وأحيانا حينا، صامتة أساسية، تحوالت عرفت

التى ذاتها األسس فى تغييرات طرأت ادوارد، قدرها. فبحسب حق فى طويل لزمن األنسنية والممارسة األنسني الفكر عليها قام

أن ـ أراد هو إن ـ الدوارد العالم. وكان وسائر المتحدة الواليات السابق، فى كما يستمر وأن بساطة، بكل التحوالت، تلك يغفل بحماس كتب لطالما الذى الرجل وأنه خاصة النعامة، طريقة على حياته. بيد سنى معظم خالل بها فطريا وارتبط خاسرة، قضايا عن دور لعب عن باالقالع نفسه، أقنع قد سعيد ادوارد كان لما أنه

الواقع من الهرب بأن غيره القناع تواقا رأيناه فقد النعامة، بكثير إثارة وأقل علمية أقل ماضوى، حنين إلى العاطفي واالنكفاء

بأن منه إيمانا ممنهج، عقالنى نحو على المسألة مع التعامل منفيه. للطعن مجال ال نحو على األنسنية، قواعد به تقضي ما هو هذا

104

من جزءا كانت الباردة الحرب إن دراسته فى إدوارد يقول الواليات فى األنسنية للحركة التهديدات فيه بدت شامل نمط

عموما. البشرية حالة عن ذاته الفكر طبيعة فى منبثة المتحدة انتظار "فى كافافى لقصيدة األخير السطر إن أيضا ويقول

المعادى اآلخر وجود بفائدة األنيقة، سخريته فى البرابرة" يوحى، نوعا البشر هؤالء كافافي: "كان يقول إذ الظروف، تلك مثل فى شبح يربض أن مفاجئا يكن لم ـ الدوارد والكالم ـ هنا حل"! من من

األقل، على لجيلين األنسنية الممارسة صدر على الباردة الحرب وحديث الكليانية، ضد الحرية عن الالمتناهية الرطانة عن ناهيك كليا، واضحة الكليانيون بها يؤمن التى القيم أن عن الساخر كويبلر

كل غامضة بالديمقراطية المؤمنون يحملها التى القيم فيماالغموض! أو المفكر فكرة القته الذى الرواج بتأكيد إدوارد يكتفى وال فى بعينه، ثقافى بحقل المختص الملتزم، غير األنسني الباحث القول حد إلى يذهب نراه العشرين. بل القرن من الثانى النصف

فكرة حضن فى نشأ الغربي، لألدب ومدرس أكاديمي كباحث إنه، العمق فى أيديولوجية فكرة ـ رأيه فى ـ وهى هذه، االختصاص فى أنها، على الدرجات. عالوة أعلى إلى ومؤسساتية ومترسملة

للتاريخ حد أبعد إلى وجامدا سياسيا فهما رسخت تقدير، أقل ومؤلفون متعاقبة تاريخية حقبات ثمة كانت الدوارد، األدبي. فطبقا

أن غير المقارن، والتحليل للبحث قابلة رائدة ومفاهيم رئيسيون أبدا. الجذرى للفحص قابلة تكن لم ذاته االختصاص حقل أيديولوجيا

وإن قسرى، غير موقف عن ناجما سعيد ادوارد رآه الذى األمر وهو بين األفضل أنه يفترض الذى األمريكى الواقع تجاه ظفراويا، يكن

األمم! النقد" عام "تشريح بعنوان فراي نورثروب سفر صدور وكان

حد إلى والنزق التجاوزى التعبير ذاته اآلن وفى الذروة هو ،1957 من الهدف كان الحركة. إذ محمومة بل المعقدة اآللة لتلك غريب للنظام)*(يونغية ـ باليكية توليفة إلى السعي من أقل ليس وراءه

اختراع قلب ـ قلبه فى يكمن مصغر، عالم فى انتظم وقد األنسني كونى انسان وهو البشرية"، "األلوهة باليك يسميه ما ـ فراى

يهودي. ـ مسيحى أوروبي مركزى لمعيار تجسيدا مهمته يمارس التقاليد فى والتداوم والتقاليد للتصاميم كان ما هو الملفت أن بيد

المختلفون، واتباعهم وإليوت وفراى آرنولد اقترحها التى األدبية فكلها مشتركة، عديدة سمات من اختالفات، من بينهم ما على

105

األدبية األنواع تحركها أوروبية، مركزية عن وصادرة ذكورية تقريبا استوقف ما يسميها. وهو فراى كان كما األصلية"، "النماذج أو

هو بما فراى، أنتجه ما كان إذا عما للتساؤل ودعاه سعيد، ادوارد يعد األمريكية، األنسنية النزعة داخل كونية لنظرة األخيرة التوليفة

أنه أم العاتيان، والقوة االزدهار يعززها ليبرالية، كونية نظرة بحققذر..! واقع لتجميل زينة مجرد

للرواية يكن لم فراي، لنظام الجامدة الشروط منظار فمن والسياسية التاريخية بالظروف فعلية صلة مثال للمسرح وال

االيديولوجية( المؤدية بالظروف )ناهيك المخصوصة واالقتصادية كتابة يسمى أدبي نوع وجود فكرة أن نشوئهما. واألكيد إلى

عالم دخل هو وال فراي، نظام قط يدخل "أقلوية" لم "نسوية" أو النضالية مترتباته فراي مثل الذى االنسنيين العمل أو الفاعلية

التى السرديات فى دور أى تلعب لم مثال، القومية، إن الهادئة. ثم الملكي النظام مثل مؤسسات سطوة تحظ فراي. ولم يناقشها

من اهتمام بأى األراضى استيطان ووكاالت الكولونيالية والشركات جاين أو شكسبير ألعمال قراءته فى ال االطالق، على فراي جانب

يتناول عندما وطأة أشد التغييب جونسون. ويبدو بن أو أوستن وأوسكار و. ب. ييتس إلى سبنسر من ايرلندا عن األعمال أمهات هموم صميم فى يقع أنه علما شو، وبرنارد جويس وجيمس وايلدبالذات. وتملكها األرض حدود رسم مسائل جميعا هؤالء

و"النقاد ومعاصروه، فراى أسقط بساطة، وبكل هكذا، ملكية أكانت سواء الملكية، حول الصراع قبلهم، الجدد" من

الرغم على الكولونيالية، األقاليم أو األمريكية الحدود أو األراضي نظام به تأثر الذى نفسه، باليك انتاج فى الصراع ذاك حضور من

وهرمان كوبر وفينيمور أوستن وجاين ديكنز عن ناهيك فراي، إلى أعمالهم ارتقت الذين المؤلفين وجميع توين ومارك ملفل

أصال ترد "العرق" ال مفردة أن الكالسيكية. حتى األعمال مصاف على بالحفاظ ما عالقة لها كان التى ـ العبودية فراي. أما عند

فراى عند اهتمام بأى تحظ فلم ـ األرض على السموات ملكوت يعزز ما واألقليات! وهو والفقراء األرقاء أنتجه الذى األدب ومثلها واقع لتجميل زينة مجرد فراى أنتجه ما كان إذا عما ادوارد تساؤل

قذر! صامتة أساسية، تحوالت أن على للبرهنة سعيه اطار وفى

فى طرأت قد قدرها، حق يقدرها ممن محرومة وأحيانا حينا، األنسنية والممارسة األنسني الفكر عليها قام التى ذاتها األسس

106

بالنقد سعيد ادوارد تناول المتحدة، الواليات فى طويل لزمن األنسنية الكونية النظرة فى والفتا مهما دورا يلعبان رآهما عنصرين

من يستحقان بما يحظيا لم وإن لها، ادوارد وصف للتو أوجزنا التى ضمن يوجد األدب إن القائلة الفكرة هو األول، االعتراف: العنصر

األشياوات أن االفتراض هو الثانى، افتراضى. والعنصر وطنى إطار الروايات أو المأساوية والمسرحيات الغنائية واألشعار األدبية إليه التعرف يمكن شكل فى األقل على أو ثابت شكل فى تنوجد

االفتراضين أصابت البلبلة أن إدوارد أثبت متوقع، هو بانتظام. وكمامعا!

والنقصان الشك من كبير مقدار يكتنف للرجل، فطبقا األدب نتاج هى لوردزورث غنائية قصيدة إن القائلة الفكرة

إنها أو فرد، عبقرى نتاج هى أو عشر الثامن القرن فى االنجليزى أخرى، أعمال عن والمتمايز المختلف الفنى العمل موقع تحتل والبيانات البرلمانية والنقاشات والرسائل السجالية المناشير مثل

أبحاث من يضارعها وما الشكوك سواها. تلك أو القانونية أو الدينية االجتماعية والتشكيالت الكتاب بين النسب وصالت الجماعات عن

والسلطة، المعرفة بين الصالت وكذلك التحتية، والبنى والطبقات كليا تبديدا والتخوم والحدود والجمالية القومية األطر بددت قد

"المؤلف" مثل كلمات ـ الدوارد اليزال والكالم ـ تعد تقريبا! فلم قبل. من كانت كما موثوقة مقوالت بالتالي، و"العمل" و"األمة"،

كان وإال والمؤلفات، المؤلفين وجود إنكار قط يعنى ال هذا أن على درجة إلى تمظهرهم أنماط واختالف تعقيد يعنى وإنما جنونا، هذا

كتب وردزورث أن نجزم عندما يساورنا اطمئنان أى فى التشكيك وال وردزورث األمر. فال فى ما كل وهذا "ب"، "أ" أو القصيدة هذه

بمنأى تقع أفكار، مجموعة هما بما "ب"، القصيدة "أ" أو القصيدة والعمق التفسيرية وفاعليتها لحدودها التشكيكي التمحيص عن

المعرفي. األفكار هذه إن بقوله يدهشنا أن كعادته، إدوارد، يفت ولم الشكوك من الكثير تثير أحيانا أنها ولو تختف، لم للتحدى المعرضة

إدوارد لالستعمال! يقول صالحة غير يجعلها ما وهو والوساوس، الكتاب بأن االدعاء جنونا يعد بأنه مثال، اقتناعه، رغم هذا،

صفحة على كأنما أعمالهم ينتجون والرسامين والموسيقيين بعمل فقط ليس الوسم، عميق أصال، موسوم بيضاء! فالعالم

المعلومات من ضخم بكم أيضا وإنما السابقين، والفنانين الكتاب المدى مع اليوم، الفردى الوعى فى تتحشد والخطابات،

المشاعر تدهم التى المواد من الضخم واألرشيف السيبرنيطيقى

107

القول ـ ادوارد برأى ـ بمقدورنا يعود ال بحيث وصوب، حدب كل من الحيز يبدأ وأين الخاص أو الفردى الحيز ينتهى أين كاملة بثقة

الحيزين، بين تجرى صاخبة جديدة سير حركة أن ذلك العام،تكوينه! فى ويعدل اآلخر فى منهما الواحد يتداخل

الحرب نهاية تزامن عن ادوارد تحدث نفسه، االطار وفى المركزية الرؤية خاللها واستخدمت جندت بأنها يقول التى الباردة،

من عدد مع سمعتها، تشويه من زادت مهمات فى األوروبية خالل الثقافية الحروب عكستها التى األخرى المهمة التغيرات

فى الحرب ضد النضاالت قبيل والتسعينيات: من الثمانينيات وتضافر وانبثاق داخليا، العنصري التمييز ضد النضاالت وكذا فيتنام،

اعادة على تؤسس ـ الشقاقية األصوات من مبهرة مجموعة عبر وشوهدت عنها سمع ـ، عهدا أقدم شقاقية أصوات اكتشاف

وأنثروبولوجية تاريخية قطاعات فى وذلك أجمع، العالم أرجاء الفروع فى والمعارضة المهمشة القطاعات من وغيرها وأقلوية

إدوارد حديث إلى االجتماعية. إضافة والعلوم لالنسانيات الرئيسية فى طالبه صفوف فى عظيم تغير حدوث من الحظه عما المهم البيض، الذكور من غالبية من تغيروا أنهم إذ كولومبيا، جامعة

المتعددى والنساء الرجال إلى ،1963 عام األمر أول درسهم أنها ادوارد رأى أمور الحقا. وهى درسهم الذين واللغة االثنية

فى األنسني المنظور فى البطيء الزلزالي التغير فى أسهمتالقرن. هذا مطلع

بحديث نظره وجهة يزخم فرأيناه بذلك، ادوارد يكتف ولم أنسني حقل هى بما األمريكية، األفريقية الدراسات نجاح عن آخر

إلى التحول حد إلى طويال اعتماده تأجل قد يكن وإن ـ جديد العالم فى ممثل أنسني حقل هو بما تمظهره قمع أو فضيحة،

تساؤل موضع وضعها اثنين: أوال، أمرين تحقيق فى ـ، األكاديمى ذى الكالسيكي األنسني للفكر المنافقة، بل الشعارية، الشمولية بما الخاصتين وراهنيتها أهميتها تأسيسها وثانيا، األوروبية؛ المركزية

الوقت فى األمريكية األنسنية مكونات من أساسي مكون هى كيف بدورهما التحوالن هذان أبان ادوارد، الراهن. فبحسب

التجارب عن جدا طويلة لمدة األمريكية األنسنية الفكرة استغنت المحرومة والجماعات وللنساء اإلفريقيين لألمريكيين التاريخية

الهوية عن عملية فكرة على اتكاءها فضح ما وهو والمهمشة، تأدبا، التعبيرات ألكثر طبقا جدا، ومختصرة منقحة الوطنية

ممثلة أنها يظن كان صغيرة، مجموعة فى تأكيدا ومحصورة قطاعات عن فعال تتغافل الفكرة أن مع بأسره، األمريكى للمجتمع

108

للتدفق أمانة أكثر اندماجها لكان اندمجت لو قطاعات منه، واسعة واقع سمات أبرز هما اللذين المزعج للعنف وأحيانا المستمر

امريكا. فى الثقافي والتعدد الهجرة األساسية، للتحوالت والممتع الرائع تحليله ختام وفى

التى قدرها، حق يقدرها ممن أحيانا والمحرومة حينا، الصامتة والممارسة األنسني الفكر عليها قام التى ذاتها األسس فى طرأت

إن سعيد ادوارد يقرر المتحدة، الواليات فى طويل لزمن األنسنية األنسنية الحركة تاريخ معظم على استرجاعية نظرة يلقى من

من بلون ابتليت إنها للقول مضطر العشرين القرن فى األمريكية مساءلة. فاقتصار غير من يبقى أن يمكن ال األوروبية المركزية المترجمة الغربية الروائع من قليل عدد على الجامعية الدروس الغربيين، عالم منه يتكون عما الدائرة وتضييق الزاما، والمبجلة ولغات ـ وأفريقية..إلخ وصينية وهندية اسالمية ـ تراثات وتجاهل

األمور هذه كل مكرس، أو محترم هو ما تصنيف عن خارجة تبدو لنقد اخضاعها األقل على أو منها التخلص وجوب ادوارد يرى

يراه ما وهو أخرى، تراثات عن الكثير جذري. فمعرفة أنسني بأن الظن وبين األمريكيين بين يحول أن يجب حاصال، ادوارد

أخرى، حصرا! وبعبارة غربية ممارسة تكون أن يمكن األنسنية فى ـ المتحدة الواليات فى االنسانيات ومادة األنسني الفكر يحتاج

إلى يتحوال إن ما تزخيم. ألنهما واعادة تأمل اعادة إلى ـ إدوارد رأى مجرد ويصيرا الفعلية الهوية يفقدا حتى ـ المومياءات كما ـ تراث

وقمع! تبجيل أدوات: الممارسة إطار في إدوارد أنسنية

لكتاب المتميز تقديمه في أحمد، إقبال األنسني المفكر يقول وممتعة، مهمة حوارات مجموعة يضم الذي والسيف"، "القلم :(14)سعيد إدوارد مع بارساميان دافيد البارز اإلعالمي أجراها حياتهم عرفت الذين النادرين األشخاص من واحد سعيد "ادوارد المجرد المبدأ بين والتقاء والواقع، المثاليات بين مدهشا تطابقا

"االستشراق" الصيت ذائع كتابه نشر أن الفردي. ومنذ والسلوك لوصف غالبا استخدمت )جريئة( قد كلمة فان ،1978 عام في

مصدر وهي ملموسة، جرأته فان الفعلية، الحياة الثرية. في كتاباته بضع قبل جرت حادثة تذكرت واألصدقاء. وقد لألسرة وراحة الهام

بيروت في الغداء طعام يتناولون األصدقاء من ثالثة سنوات. كان محمد استبداد من فر الذي الباكستاني الشاعر فايز، أحمد فايز مع

له ليتخذ أمريكيا المدعوم ـ حينذاك باكستان رئيس ـ الحق ضياء

109

األهلية. كان الحرب تمزقه كانت الذي لبنان في كالمالجئ ال ملجأ )أغنية قصيدة يلقي فايز راح بينما تماما منسجما سعيد إدوارد حامية معركة اندلعت بالضبط فلسطيني(. عندها لطفل المهد

إلى مسرعين الندل قريب. هرب مكان في النارية باألسلحة عن غريزيا الباحة. توقفت في الزبائن نحن سوانا يبق ولم الداخل، بتساؤل ونظرت اإلنكليزية، إلى األوردو من فايز قصيدة ترجمة

إدوارد جيدا. حثني ومقاتليها بيروت يعرف الذي الثالث صديقنا إلىوتابعنا.."! ، عادي غير شيء يحدث لم تابع" وكأنه قائال: "هيا

ــال هو يســأل: من ولمن ــذي أحمد إقب ــارئي إلى أســوق ال ق أســتاذ هو أحمد أجيب: إقبــال سعيد؟ إدوارد حق في كلماته الكريم في والمتـوفى ،1933 عــام الهند في المولـود السياسـية، العلــوم

انجــذابا ذاته في وجد الــذي المحــارب . وهو1999 عــام باكســتان كانوا، أينما والمضطهدين، للمقهورين الممثلة الحركات نحو فطرياــان جنوب أو الشيشان أو البوسنة أو أمريكا في سواء ــام أو لبن فيتن

بالتــاريخ، واسعة دراية له كانت الهندية! إذ القارة شبه أو العراق أوــان ــالب وك ــأي دوما يط ــدين بالن ــف، النهب عن والقومية بال والعن

هو واإلقليميــة! إقبــال والشوفينية لألصولية ملكيا مدخال باعتبارهما لم والعلمانية األنسنية : "إن(15)بقوله ورثاه لموته إدوارد حزن من

ــديقا يملكا ــالم من أفضل صـ ــالم وداعية السياسة عـ ــال السـ إقبـ أحمد إقبال بكلمات االعتداد الكريم، قارئي شاركتني، احمد"! فهال

ــه؟! شــريطة رفيق حق في ــول أال درب ــداد ذلك يح ــ االعت بطبيعة ـــار لنا يسمح الشك، من بهامش وإياك، احتفاظي دون ـ الحال باختبالحقا! سأفعل ما نحو على الكلمات، تلك صدق مدى

أهم بعض الكــريم، القــارئ أيها ولــك، لنفسي أوجز، ولسوف ســـعيد ادوارد بممارســـات المرتبطة االدورية القناعـــات وأبـــرز

على ولو لغيرهــا، أو لها عرضت قد أكــون وأن بد ال والتي األنسنية، عرضي إطــار في الســابقة، الجزئية في مباشــر، وغــير متنــاثر نحو

في النقدية والممارسة األنســـــــنية للحركة الثمينة إدوارد لدراسةــاك تمكيني في أهمية من لذلك لما األمريكية، المتحدة الواليات وإي

األنســني المفكر عنه تحــدث الــذي الجبــار، التنــاغم ذلك اختبار من األنســنية. ممارســاته وبين ســعيد ادوارد قناعــات بين أحمــد، إقبال االقتباســـات أن الكـــريم، القـــارىء أيها تتفهم، أن أتوقع أنى غـــير

ــوى بما ،(16)التالية االدورية ــات من عليه تنط ــة، قناع أعجز ادوري وجاللهــا، روعتها مــدى وصف عن أيضــا، يعجز غــيري وأظن بحــق، عامــة، قضــايا على تنســحب، ألن وملهم، عبقــرى وبشــكل قابلــة،ــيرة، مهمة ــاوز وخطـ ــير تتجـ ــدث ما بكثـ الجامعة أروقة داخل يحـ

110

مدرسا ســعيد، إدوارد عرفه الــذي العــالم ذلك األكاديمية، والدوائرسواه: من أكثر األنسني، بالفكر قانعا وباحثا وناقدا درجة إلى تصل شديدة، بجدية النقد مع أتعامل [ "إنني1] أحد الفرد..بجانب فيها يقف معركة خضم في حتى بأنه، اإليمان

وعي وجود من ذاتي. فالبد نقد هناك يكون أن يجب أطرافها، نناضل حيوات وحتى وقيم ومشاكل قضايا هناك تكون كي نقدي،

يثري عنصرا بوصفه لنفسه ينظر أن النقد على أجلها..فينبغي من والسيطرة الطغيان أشكال كل مع بناءة تضاد حالة وفى الحياة،

الالقسرية المعرفة هي االجتماعية النقد فأهداف واالستغالل؛اإلنسانية"! الحرية وغرضها بالصفوف بااللتحاق لإليعاز يخضع ال النقدي [ "..الفكر2]

عن ذاك. فبعيدا أو الرسمي العدو هذا على حرب في للمشاركة عمل على االنكباب بنا يفترض مسبقا، المصنع الحضارات تصادم من بعضها واآلخذة المتشابكة الحضارات على مشترك دءوب الفهم أنماط به توحي مما أعمق بشكل والمتعايشة بعض

وقتا تتطلب هذه األرحب الفهم طريقة أن المزيفة. غير االختزالية فكرى بمجتمع اإليمان من وتتغذى النقد، من ومزيدا صبورة وأبحاثا وردة الفعل استعجال على قائم عالم في عليه الحفاظ يصعب

الحدث ومن الفردية المبادرة من تغتذى الفعل. فاألنسنية السيادة. احترام ومن المسقطة األفكار من وليس الشخصي

معين حيز التاريخ في لها نتاجات أنها على النصوص قراءة فيجبمجسد". بشكل فيه تعيش والمذهب األنسنية النزعة تاريخ كامل إلى [ "..انظر3] الثقافات من عدد أكبر في ـ حكما مترابطان وهما ـ النقدي

إنساني إنجاز من ما أن تجد إحصاءه، تستطيع الزمنية والحقبات له كانت أو الجديد مكونات من هاما مكونا وحوى إال تحقق عظيم

فن في ومثير صحيح هو ما كل بين األجد هو بما قبول أو به، صلة جذريا العامة..تنسف القاعدة ثقافتها..هذه أو فكرها أو الحقبة تلك

يتعارض إتباعي أو تراثي هو ما تبجيل إن القائلة الرجعية األطروحة كل بعيد المعاصرين. وهو والفكر الفن في التجديدات مع حكما إن تقول التي ـ واألصوب ـ األقسى بنيامين فالتر مالحظة عن البعد

همجية. وهى وثيقة أيضا هي إنما الحضارة وثائق من وثيقة كل المغزى. عظيمة مأساوية إنسانية حقيقة أساسا أنها لنا تبدو فكرة

أن إلى يرون الذين وهم إطالقا الجدد األنسنيون يستحقها ال نقية، كانت إذا إال أساسا صحية تكون لن المكرسة الثقافة

111

دامت ما المطاف. ولكن نهاية فى تبسيطين، نحو على وخالصية على يوجد، وأمال، وعدا الجديد، إليها الوافدين لجميع تمثل أميركا،

محكما ربطا األميركية األنسنية لربط جدا وجيه سبب يبدو، ما وبالجديد الوجود دائم هو ما وتعرجات ومفاجآت ونخعات بطاقات

يصلنا..". الذي والمختلف في مداها ينحصر حقة أنسنية نزعة توجد أن يمكن [ "..ال4] بذل هي ورموزنا. فاألنسنية ولغتنا ثقافتنا لفضائل الوطني التبجيل

في اللغة منتجات يفهم أن أجل من اللغة في المرء جهود كافة ويتعاطى ترجمتها ويعيد أخرى وتواريخ أخرى لغات ويدرس التاريخ

في طريقة األنسنية ليست اليوم، ألهميتها فهمي معها. وبحسب هي إنما و "ه" دوما، "ه" وأحسسنا عرفنا قد ما وتأكيد تدعيم لنا يقدم مما الكثير للكثير صياغة إعادة و وإقالق تساؤل وسيلة النقاش، على مغلقة معلبة، مسلعة، يقينات أنه على اليوم

روائع، في الموجودة تلك فيها بما نقدي، غير نحو على ومشفرة القول "الكالسيكيات". يصعب حظيرة في جميعا حشرها يجري

من وبديهية بسيطة مجموعة عن كناية والثقافي الفكري عالمنا إن غير المدونات من مضطرب تنافر باألحرى الخبراء: إنها خطابات

المحسومة..". المشروع يتهدد ما أخطر الدينية الحماسة [ "لعل5]

للعلمانية العداء كلية طبيعتها في أنها طالما األنسني، األحادية، السياسية أشكالها في تشكل، هي بل والديمقراطية،

النقاش على انغالقا وأشدها تزمتا الالإنسانية أشكال أكثر جزء هو متكامل علماني منظور على الحفاظ أن إطالقا..واألكيد

التعصب هو الديني التعصب األنسنية..إن الرسالة من أساسي يكون لمن عذر ممارسه. وال أو إليه الداعي كان من كائنا الدينيالديني("! تعصبكم من خير الديني تعصبنا )إن شعاره الفلسفة يكتسب أن المرء مقدور في أنه [ "..صحيح6]

من )بديال الخطأ الرتكاب البشري الذهن قابلية أن غير والمعرفة، المعرفة في يوجد ذلك. لذا مع المطرد( مستمرة تحسنه

وقابل وناقص مؤقت شيء جذريا، مكتمل غير شيء دوما اإلنسانية تكويني بخلل األنسنية الفكرة كل يصيب ما والمجادلة..وهو للطعن الذاتي بالعنصر االعتراف منه..يجب تتخلص أن لها قبل ال مأسوي

طالما ما، نوعا معه والتصالح األنسانويين والممارسة المعرفة في حيادي علم إلى األنسنية تحويل محاولة من ترجى فائدة ال أن

وحسابي".

112

بأن مطالبة األنسنية النزعة أن جازما اعتقادا أعتقد [ "إني7] الذاكرة، عوالم وفى المختلفة، الصمت صنوف في تنقب

النبذ أمكنة في كما الفناء، من بالكاد الناجية المرتحلة للجماعات تقارير إلى طريقها تجد ال الشهادات من نمطا لتستخرج والحجب،

من تنجو بها التي بالكيفية فأكثر أكثر تتعلق أنها مع المراسلين، بيئة ـ العولمة سمات أبرز من هي التي ـ واإلجالء والمعس الطحن كفافية، صغرى وأمم واقتصاديات مضاعفا استغالال مستغلة )االمبريالي( أو المركز عواصم خارج تقع أكانت مهمشة وشعوبداخله". اإلقصاء. إلى وال االنكفاء إلى بصلة تمت ال "..األنسنية[ 8]

هي بما لألشياء النقدي التمحيص هو هدفها تماما: إن بالعكس بل والتنوير. التحرر على البشرية وللطاقات البشري للعمل نتاج

القراءة لسوء النقدي التمحيص يقع األهمية من ذاته القدر وعلى الجمعي. للحاضر كما الجمعي للماضي البشريين التأويل وسوء

رأسا وقلبه وتحسينه مراجعته يمكن ال تأويل سوء قط يوجد فلن ما، حد إلى استعادته، يمكن ال تاريخ قط يوجد لن عقب. و على

يوجد لن وإنجازات. وعكسا، عذابات من فيه ما بكل بشغف وفهمه سيطرة خطة أو وحشي جمعي قصاص أو معيبة سرية مظلمة قط

أيضا كلها هذه تقع فضحها. بالتأكيد، يمكن لن معلنة إمبراطورية األبدي بالتخلف الحكم من الرغم على األنسنية، التربية صميم في

على المزعومة الجديدة المحافظة الفلسفة كل تصدره الذي الكلمة هي البرهنة كانت إذا ـ مبرهنة بأكملها وأعراق طبقات

بعض إن للداروينية، الممكنة التأويالت أسوأ بواسطة ـ المناسبة حرية ألحكام وفقا والتخلف والمرض والفقر الجهل يستحق البشر

برامج بواسطة قولبتهم تستطاع آخرون بشر فيما التجارة،جديدة". نخب إلى لتحويلهم وسياساتها الفكرية المصانع التاريخ إدراك هو األنسنية جوهر أن ندرك ال كنا [ "..إذا9]

الذات، وتحقيق الذات معرفة من متواصل مسار هو بما البشري الذكور، البيض واألميركيين األوروبيين وحدنا، إلينا بالنسبة ليس على شيئا ندرك لم أننا يعنى فهذا الناس، لجميع بالنسبة وإنما

ثقافات توجد ، العالم في أخرى حصيفة تراثات اإلطالق. توجد سبتزر، لليو رائعة عبارة هنا . تحضرني آخرون عباقرة يوجد أخرى،

حياته سنوات آخر أمضى الذي القرن، هذا أنتجه نصوص قارئ ألمع هو يقول: )األنسني أوروبي، أصل من أميركي أنسني مفكر هو بما البشري(. العقل أغوار سبر على البشري العقل بقوة يؤمن من

عن بالحديث يكتفي وال األوروبي"، "العقل يقول ال سبتزر أن الحظ

113

وحسب..بالتأكيد البشري العقل عن يتحدث "القانون" الغربي. إنه وانجازات أعظم إنجازات وجود أقبل، أنا كما يقبل، أن للمرء يمكن

كليا االهتمام تستحق ال انجازات وجود بل الفنون، في شأنا أقل المطاف( نهاية في شيء، كل يحب أن يستطيع أحد من )فما

اإلنسانية صفته يفقد إنسانا أو شيئا إن يقال أن أسمح لن ولكنني ينتمي ألنه أو أهلنا من ليس أنه لمجرد نهائيا الحساب من ويسقط

وتجربة منظور عن صادر أنه أو تراثنا، عن مختلف تراث إلى اإلنتاج مسارات عن مختلفة إنتاج مسارات عن ناجم أو مغايرين

تعاليها: )جدوا في المرعبة عبارته في بلو صول حال هو كما عندنا،الزولو(". قبائل بين لبروست قرينا لي

هو أنسنية، كلمة باستخدامي فيه، أفكر ما [ "..أول10] بغية فكرنا باليك وليم بها كبل التي السالسل تحطيم في الرغبة

الحفاظ يمكن أنه قياسية. كما تاريخية تأمل عملية في توظيفه آخرين بحاثة مع مشترك جماعاتي شعور عبر األنسنية على

عن بعيد أنسني من ليس إذ أخرى، وعصور أخرى ومجتمعات شيء من وما كلها، المجاالت بسائر مرتبط مجال العالم. وكل

التأثيرات كل من وسليما معزوال يبقى أن يمكن العالم في يحدث في وإنما والمعاناة، المظالم موضوع نتناول أن الخارجية. فعلينا

االجتماعي والواقع والحضارة التاريخ في واسع بشكل مندرج إطارالنقاش". حقل توسيع على دورنا االقتصادي. ويقوم

في األخير، أقل لم إن الوحيد، متراسنا هي [ "..األنسنية11] تاريخ تمسخ التي والمظالم الالإنسانية السياسات مواجهة

جدا المشجع الديمقراطي الحقل هذا نمتلك بتنا البشرية. وقد وعلى للجميع، المفتوحة االفتراضية، الشبكة بهذه والمتمثل أن أرثوذكسية أو طاغية ألي وال السابقة لألجيال يكن لم مستوى

تتصوره".

بممارسات المرتبطة االدورية القناعات وأبرز أهم كانت تلك وأهميتها، لخطورتها بنصها، وأوردتها جمعتها األنسنية، سعيد إدوارد

ادوارد قناعات بين ـ الجبار التناغم ذلك اختبار في أسلفت، كما األنسني المفكر عنه تحدث الذي ـ، األنسنية ممارساته وبين سعيد والمشار والسيف"، "القلم لكتاب المتميز تقديمه في أحمد، إقبال

العربي القارئ إلغراء أخرى، ناحية ومن ناحية، من سلفا. هذا إليه ارتفاع على االدورية، الروائع قراءة على باإلقبال ـ ندرته على ـ

بحق هي جوفاء، أعمال قراءة عن بالتحول إقناعه وكذا ثمنها، تستحقها! ال أراها حفاوة، من تلقاه ما رغم طحن"، بال "جعجعة

114

في االدورية الروائع تجد أن بصعوبة غيري، من أعلم وأنا هذا، أقولالكافي! باالهتمام يتعهدها من البالية الثقافية أجواءنا

سعيد إدوارد لممارسات معالجتى لتكن حال، أية على لهذه مضمارا كانت لطالما التي القضايا بطبيعة محكومة األنسنية،

وأعماله، إدوارد نشاطات أن انتباهى استرعى فقد الممارسات، إدوارد اهتمام ملك بعينها، قضايا حول تتمحور وثراءها، تنوعها على

أو محاضرة أو كتاب أو حديث يخلو يكاد ال وقلبه! إذ عقله عليه بها من األنسني موقفه على التأكيد من سعيد الدوارد حوار أو ندوة

واستقاللية وفلسطين االستشراق مقدمتها فى مهمة، قضايا إضافة للجدل، ومثيرة شائكة قضايا كونها جميعا بينها جمع المفكر،

إدوارد عنها دافع خاسرة، قضايا ـ األمر ويالسخرية ـ كونها إلى الموقف حياته! وهو سنى معظم خالل بها فطريا وارتبط بحماس

رحيله! حتى له يتنكر أو ادوارد عنه يتحول لم الذىاالستشراق: قضية بسعيه ملفت، نحو على القضية، بهذه ادوارد اهتمام ارتبط

كثيرا، االرتباط هذا لنفسه! وتأثر جديد سبيل لتكوين الدءوب تصنع بل تكتشف، ال البدايات إن فيكو قول في ادوارد باعتقاد بلورته على ساعد والذى المتجذر، اعتقاده وأيضا وتصاغ، وتخلق الحركة على كولومبيا جامعة فى المتميز مكانه من اشرافه الحقا

األنسني الفكر وتزخيم تأمل اعادة أهمية فى األمريكية، األنسنية مجرد ويصير الفعلية الهوية يفقد أن خشية المتحدة، الواليات فىوقمع! تبجيل أداة

أكمل قد ادوارد كان عمره، من الثالثينات مطلع ففي ورواية كونراد "جوزيف األول، كتابه ووضع التقليدية، األشياء بأن مطالبا نفسه وجد أنه المقاالت. غير وبعض الذاتية"، السيرة

أشكال من شكال المنهج اختيار وكان لنفسه، جديدا سبيال يجد النص أو القص مشكلة كان بالطبع فيه المركزى لكن البداية،

وميشيل بالبنيوية اهتمامه منذ تكثف أن األمر يلبث السردي! ولم ادوارد أنهى ،1973ـ1972 سنتي ومالءمتها. وخالل ومدى فوكو، السنة قضى حيث بيروت، فى والمنهج"، "بدايات: القصد كتابه

فريحة، أنيس يد على العربية، دراسة بدأ وحيث متفرغا، األكاديمية التراث، جانب إلى والكالسيكية، الحديثة النصوص معه وقرأ

التاريخية النصوص من العديد عن فضال خلدون، وابن كالغزالي!(17) والشعرية

115

على يجرى ما أن ادوارد رأى ،1973 اكتوبر حرب اندالع ومع تجربته عبر اكتسبه ما على عالوة األوسط، الشرق فى األرض

االعالم وسائل فى يكتب ما مع أبدا يتوافق يكن لم الشخصية، يراه ما أن القائلة فكرته يتصور المثال. وأخذ سبيل على األمريكية

بعد تتم لم تمثيل نظام من جزءا كان الغرب فى ويقرأه المرء حول فكرته ومعمق! وكذا منهجى نحو على ونطاقه تاريخه دراسة

يحمل الذى التمثيل واساءة الهيمنة نظام ـ النظام هذا استبدال تواريخها تكتب أن للشعوب يسمح بفضاء ـ، االستشراق اسم

مسودات بتصحيح قيامه وأثناء ،1974 شتاء بها! وفي الخاصة في وجوده إبان ادوارد بدأ والمنهج"، "بدايات: القصد كتابه

"االستشراق"، رائعته الحقا سيصبح ما انجاز على العمل هارفارد، الذى الجديد سبيله وملفت، مبهر نحو على فيها، وجد أظنه والتى

!(18)عنه يبحث كان "االستشراق"، ادوارد به بدأ الذى االفتراض إلى وبالنظر

لالفتراضات تماما مغايرا جاء أنه نجد والشهيرة، الرائدة دراسته المعنية الغربية، الدراسات فى بها البدء على اصطلح التى

ليس الشرق : "إن(19)التالي باالفتراض ادوارد بدأها فقد بالشرق، ثمة، وجود مجرد ليس الطبيعة. فهو حقائق من خاملة حقيقة

أن ثمة. وينبغى وجود مجرد ليس نفسه الغرب أن كما بالضبط وأن تاريخهم، يصنعون البشر أن العظيمة فيكو مالحظة بجدية نأخذ

المالحظة هذه نسحب وأن صنعوه، ما هو يعرفوه أن بمقدورهم ما جغرافية وأقساما وأقاليم مواضع أن الجغرافية: ذلك على لتنطبق

أن دون ـ وثقافية جغرافية كيانات هى حيث من والغرب، كالشرق االنسان. ومن صنع من هى ـ تاريخية كيانات كونها عن شيئا نقول

تاريخ ذات فكرة هو تماما، نفسه الغرب بقدر الشرق، فان ثم، حقيقية عليه أسبغت التى والمفردات والصور، الفكر، من وتراث

هذين من كال فان الغرب. وهكذا أجل ومن الغرب فى وحضورايعكسه"! ما، حد إلى و، اآلخر يدعم الجغرافيين الكيانين

الجديد االفتراض ذلك مثل تبنى على القدامه تبريره وفى الدراسة فى استناده مع انسجامه عن ادوارد تحدث والجرىء،

المتوافرة النضال مجاالت توسيع بغية األنسني"، "النقد إلى نفسها مكان الطويل، المدى على عمقا، أكثر وتحليل فكر وإحالل

)وغيره هو أسرته لطالما التى الالمبررة الوامضة الغضب التماعات20).

116

تبريره، فى ادوارد، إصرار مدى يالحظ أن الكريم وللقاريء التى الكلمة أنها جيدا يعلم وهو "أنسنية"، به قام ما يسمي أن على

بعد ما عصر فى المغلوطة النقدية الدراسات بازدراء ترفضها األنسنية، لقناعاته سعيد ادوارد بوالء قولي يعضد ما وهو الحداثة، وكنتلها. تجسيدا ممارساته تأتي أن على المدهش واصراره

يفكر ما أول بان إدوارد قول الموقف، هذا لمثل تأهبا سلفا، أوردت السالسل تحطيم في الرغبة هو "أنسنية"، كلمة باستخدامه فيه، تاريخية تأمل عملية في توظيفه بغية الفكر باليك وليم بها كبل التي

شعور عبر األنسنية على الحفاظ بامكانية قوله إلى قياسية. اضافة وعصور أخرى ومجتمعات آخرين بحاثة مع مشترك جماعاتي

مرتبط مجال العالم. وكل عن بعيد أنسني من ليس إذ أخرى، أن يمكن العالم في يحدث شيء من وما كلها، المجاالت بسائر قوله الخارجية. وكذلك التأثيرات كل من وسليما معزوال يبقى

مندرج إطار في وإنما والمعاناة، المظالم موضوع تناول بوجوب االقتصادي. االجتماعي والواقع والحضارة التاريخ في واسع بشكل

النقاش! حقل توسيع بمهمة المفكرون يضطلع أن على

المنشورة العميقة، كليفورد جايمس مراجعة على رده وفى أحد هى بما والنظرية"، "التاريخ المرموقة الدورية فى1988 عام

صاحبها تحدث والتى الثقافة"، "محنة النافذ كليفورد كتاب فصول وهى "االستشراق"، كتاب صميم فى كبيرة مفارقة وجود عن

نزعة وبين والمؤكد، المعلن األنسني ادوارد انحياز بين النزاع ادوارد ومقاربة الكتاب موضوع عليها ينطوى التى لألنسنية العداء أنماط إلى "االنتكاسة ادوارد على كليفورد نعى الموضوع! إذ لذلك

أن من تذمر وكذا االستشراق("، )كتاب يهاجمها التى ذاتها التأصيل تتبعها التى االجمال بعادات ملتبس، نحو على "متورط الكتاب مكان فى كليفورد استطراد إلى الغربية". اضافة األنسنية النزعة

المعقدة، النقدية ادوارد وضعية قائال: "إن المهمة مراجعته من تال من شواذ مجرد أنها على رفضها يمكن ال تنافرات من فيها بما

من الكتاب منه يعانى ما أعراض من عرض هى وانما الشواذات، ـ االستشراق يقصد ـ الكتاب "مراوحات أن مضيفا قلقة"، محنة

. (21)شموال" تزداد تجربة خصائص من هى يقرر كليفورد، جايمس مراجعة على رده فى إدوارد إن أقول

الفكر كليفورد يصف بها التى الطريقة هى فيها المثيرة النقطة أن شدد التى المتقدمة النظرية مع أساسا متفارق أنه على األنسني

اتفق أنه فوكو. حتى ميشال نظرية واستلهمها، خاص بنوع عليها

117

حد إلى تخلصت، قد المتقدمة النظرية تلك أن كليفورد قول مع الفكرة على تغلب التى واالجمال التأصيل أنماط من كبير،

إن قائال كعادته استدرك أن يلبث لم ادوارد أن األنسنية. غيروجه. غير فى حق على كان كليفورد

األمريكية الجامعات إلى الفرنسية النظرية فوفود هزيمة اسداء إلى أدى والسبعينيات، الستينيات خالل واالنجليزية،

قوى يد على األنسني، للتراث قاضية، ضربة نقل لم إن قاسية، بما االنسان بموت وتلك هذه بشرت وقد البنيوية، بعد وما البنيوية

عنها تعبر كما لألنسنية المعادية األنظمة غلبة مؤكدة مؤلف، هو كان وإن بارت. وادوارد، وروالن ذاته وفوكو شتراوس ليفي أعمال وناقشوها الفرنسية النظرية تناولوا الذين النقاد أوائل من واحدا

كليفورد الحظ كما ـ متأثر غير ظل أنه بيد األمريكية، الجامعات فى األنسنية. لاليديولوجيا عداء من النظريات تلك تحمله بما ـ حق عن سلفا، إليه والمشار الراسخ، اقتناعه إلى ادوارد يرجعه ما وهو

عن وامتناعه األنسنية، الفكرة باسم األنسني المذهب نقد بامكانية واالجمال التأصيل تيارات من تيار إلى االنسنية النزعة اختزال البعد قدمتها التى بالحجج اقتناعه عدم كليفورد. وكذا يتبينها كالتى

لـ الرافضة بمواقفها أنسنية، الضد البنيوية نشوء اثر على حداثية، فرانسوا جان تسمية بحسب والتحرير"، التنوير سرديات "كبريات

البأس مقدارا إنه إدوارد عنه يقول ما إلى الشهيرة. اضافة ليوتار فى البشر أن إلى طمأنه واالجتماعية، السياسية نشاطيتة من به

وال والمساواة، العدالة أفكار تحركهم أن يمكن األربعة العالم أرجاء! (22) فعال تحركهم تزال

إزاء األنسني موقفه تأكيد على نفسه الحرص اطار وفى "الثقافة بعنوان مهما، آخرا كتابا ادوارد وضع "االستشراق"، قضية

من ورحابة مدى أعظم عالم فوق جناحيه فيه بسط واالمبريالية"، التواطؤ عن ليكشف "االستشراق"، مؤلفه غطاه الذى العالم أنتجتها التى والثقافة االمبريالية بين الحميمي والتشابك الكلي

ضد للثورة مقموعة أبعادا ليكشف هذا ادوارد مجتمعاتها. وتجاوز ويوجه األوروبي، غير العالم بقاع جميع فى االمبريالية السيطرة

القومية فى الممثلة المضادة االستعالئية إلى األنسني نقده الثقافي! أو العرقي الصفاء ونظريات واألصولية الشوفينية

مع االدورى التعاطي أنسنية على للبرهنة سعيي أختم ولسوف عن ادوارد فيها تحدث ورشيقة، شيقة بفقرة االستشراق، قضية: (23)بقوله نفسه، وعن واالمبريالية"، "الثقافة كتابه

118

لم موضوعية ألسباب نشأت، منفى. لقد كتاب الكتاب "..هذا أقصى غربي. ومنذ تعليم ذا عربيا عليها، السيطرة بوسعى يكن

العالمين، كال إلى أنتمي بأنني أحسست استذكارها، أستطيع لحظة سنوات خالل منهما. لكن، أى من عضويا جزءا كلية أكون أن دون

ألفة أشد كنت التى العربي العالم من األجزاء تلك أن حدث حياتى، أنها، أو الحروب أو المدنية االضطرابات تماما غيرتها قد بها

وما كنت الزمن، من طويلة الوجود. ولفترات من زالت ببساطة، حين خاص وبشكل المتحدة، الواليات فى المنتميا خارجيا أزال

ال )التى ومجتمعاته العربي العالم ثقافات بعمق، وعادت حاربت، هو ما أعني ال )منفى( فأنا أقول حين أنني الكمال(. بيد لها أزعم ضفتى كال إلى انتماءك أن ذلك العكس، على محروم. بل أو حزين

فإن أكبر. وعالوة، بسهولة تفهمهما أن لك يتيح االمبريالي الفالق عديدة بطرق هى كله، الكتاب هذا فيها انجز التى المدينة نيويورك،

البنية ذاتها طوايا فى تضم وهى النموذجية؛ النفى مدينة جدا فانون. وقد فرانتز يصفها كما االستعمارية للمدينة الثنوية المانوية

هنا؛ بها المجازف والتأويالت االهتمامات نمط نشط كله ذلك يكون وكأنني أشعر أن لى أتاحت الظروف هذه أن فيه ريب ال ما لكن

السؤال واحدة. أما جماعة ومن واحد تاريخ من أكثر إلى أنتمى لالحساس ناجعا بديال بحق لالعتبار قابلة الحالة هذه كانت اذا عما

ألمة بالوالء بحس وللشعور واحدة ثقافة إلى باالنتماء المعتاد كتابه قارىء ادوارد يقصد ـ للقارىء يترك أن ينبغي فإنه واحدة،

عليه"! إجابة ليختار واالمبريالية" ـ "الثقافةفلسطين: قضية

أو محاضرة أو كتاب أو حديث يخلو يكاد ال إنه سلفا قلت من األنسني موقفه على التأكيد من سعيد الدوارد حوار أو ندوة

إضافة للجدل، ومثيرة شائكة كونها جميعا بينها جمع بعينها، قضايا فطريا وارتبط بحماس إدوارد عنها دافع خاسرة، قضايا كونها إلى

على يصدق ما أكثر يصدق القول هذا أن قانعا رحيله! وأرانى حتى أن الرجل أكد فلطالما فلسطين، قضية من سعيد ادوارد موقف التطبيع، رفضهم في الفلسطينيين، على إن القائلة الفكرة

بالغ سالحا تشكل تمييز، دون من اإلسرائيليين كل مقاطعة بالضرر! إذ عليهم ويرتد الفاعلية إلى النهاية في يفتقر العمومية،

يقبل ال بما لإلسرائيليين يوضحوا أن ـ ادوارد رأي في ـ عليهم أن ال إذ األوسط، الشرق من طردهم إلى يهدف ال كفاحهم أن الشك ! وكما1948 قبل ما أو1917 قبل ما إلى الساعة إعادة يمكن التحول عملية إبان يؤكد، أن مانديال نيلسون األفريقي الزعيم اعتاد

119

العنصري لالفص أو العزل نظام عن بالده فى السياسي ادوارد اعتاد أفريقيا، جنوب في البيض حقوق على الالإنساني،

يؤكدوا أن بدورهم الفلسطينيين على أن يؤكد أن أيضا األرض في معهم والمشاركة البقاء لهم يريدون أنهم لإلسرائيليين

على مناشدتهم يمكن فقط هنا فمن المساواة، أساس على سكان لكل والسياسية واإلنسانية المدنية الحقوق أساس

سيطرة بقوة ادوارد عارض نفسه الوقت فلسطين. وفى أرضهم احتالل في واستمرارهم الفلسطينيين على اإلسرائيليين

للعناصر الفلسطينيون قال لو أنه رأى أنه إياها. بيد وحرمانهم األهداف إلى يطمحون إنهم اإلسرائيلي المجتمع في الديمقراطية

األمن ظل في الكريمة والحياة الحقوق في التساوي أي نفسها، أن ـ الدوارد والكالم ـ معها. شريطة التعاون ألمكنهم والسالم،

المجتمع لطبيعة دقيق إدراك على بناء بذلك الفلسطينيون يقوم المتحدة الواليات تجاه الفيتناميون فعل مثلما اإلسرائيلي، المدني

.(24)فرنسا تجاه والجزائريون األمريكية الفلسطينيين حديث مع ذلك تواقت بوجوب ادوارد قال كذلك

من الفلسطيني البيت ترتيب إعادة وكيفية الداخلية أوضاعهم عن المعاناة في االستمرار كشعب عليهم يستحيل أنه الداخل. ذلك

وفسادها. فمن الحاكمة الفلسطينية النخب طغيان تحت الصامتة استمرار ـ رأيه فى ـ المتعاقبة اإلسرائيلية الحكومات مصلحة واالفتقار والفساد الضعف من القدر بهذا تتسم فلسطينية، سلطة

والحوار الديمقراطية عن الحال بطبيعة التام لبعدها الشعبية، إلى على الجاد بالعمل الفلسطينيين ادوارد طالب األنداد. لهذا، بين

هناك للمناداة اإلسرائيلية"، "الوالية أسماه ما إلى كفاحهم إيصال والمستقلتين. المتجاورتين دولتيهما في للشعبين، والعدالة بالسالم

االحتالل آالم وتحملهم تخبطهم في سيبقوا الفلسطينيين بأن وقال ثانية، جهة من الالانساني الفلسطيني والحكم جهة، من وأهواله

من الذنب عقدة دون من به يقوموا أن على بذلك، يقوموا أن إلى اآلالم تجار بين الواضح التمييز أساس وعلى العدو، مخاطبة طبقا ـ إسرائيل. فاليهود في للسالم الساعية الحقيقية والقوى ونعم المحرقة، عانوا عاديين. نعم، مستعمرين ليسوا ـ إلدوارد

يستخدموا أن لهم يمكن ال كال، السامية. لكن مناهضة ضحايا انهم يتحمل ال آخر شعب بتشريد يشرعوا، أو ليستمروا، الحقائق هذه(.25المؤلمة) السابقة الحقائق هذه من أي عن ةمسؤولي أي

األحيان، بعض فى ادوارد، حياة كانت تلك، آلراءه نتيجة جدية التهديدات تلك وكانت عنيفة، مجموعات من للتهديد عرضة

120

يكون أن عليه بأن تحذره "اف. بي. آي" كانت الـ أن حد إلى أبدا يصغ لم ولكنه ممكن، حد أفضل إلى متنبها كان منتبها. وقد

يتجنب أو عطلة في يذهب بأن خبير أو صديق من مشورة أي إلى إزاء األنسني موقفه من يخفف أن أو العامة األماكن في اللقاءات

مع تترافق لحياته التهديدات تلك كانت حين فلسطين. وحتى قضية في سرطاوي عصام اغتيل حين وحتى فعليه، اغتيال حوادث على طبيعية حياة يعيش إدوارد ظل تونس، في جهاد وأبو باريس

بعد بالقتل التهديدات توقف عدم فى لالنتباه. ولعل الفت نحو وال مدريد، في المباحثات إلى الفلسطينية التحرير منظمة انضمام

مع اتفاقية على ـ آنذاك المنظمة رئيس ـ عرفات ياسر وقع أن بعد هو حدث ما كل أن إذ االدورى، الموقف ألنسنية تأكيدا إسرائيل،

تتزامن حيث العربي العالم فحسب! ففي التهديد مصادر تغير ووجود المستقلة اإلرادة انهيار مع المتزايدة األجنبية المصالح القناعات أصحاب فان العام، االنهيار من جو وفي الداخلي الفساد

التي الحكومات قبل من خطرون أنهم على يعتبرون األنسنية.(26)بالقبول وليس باإلكراه تحكم

فلسطين بتحرير بعمق ملتزما ظل ادوارد ان القول صفوة رؤيا بأن منه اقتناعا القومية، محدوديات أبدا ينسى أن دون

كونه مع يتفق ما بالعدوى! وهو جميعا تصيبنا للعالم ذاتيا متمركزة والثقافة السياسة في العالمية لتكريس دوما عمد الذى المناضل

فإنها مرة قال الطائفية. وكما للخيارات كمعادل الجمال وعلم قبضة أو مفتوحتين بذراعين التاريخ ستدخل كنت إذا ما مسألة

! (27)مضمومةالمفكر: استقاللية قضية

المتحدة الواليات في ريث محاضرات برنامج إطار في العام الدور حول لفرضيته تعضيده سبيل وفي ،(28)األمريكية

أن سعيد إدوارد أكد القائم، للوضع ومزعج وهاو مكالمنت للمفكر اختزاله يمكن ال المجتمع، في محدد اجتماعي دور ذو فرد المفكر

وحسب. بعمله يقوم طبقة من كفئا عضوا يكون ألن ببساطة قدرة وهب فرد المفكر أن هي إلدوارد بالنسبة المركزية فالحقيقة

أو فلسفة، أو موقف، أو رؤية، أو رسالة، وتبيين وتجسيد، لتقديم، له ـ إلدوارد والكالم ـ الدور أيضا. وهذا وألجله جمهور إلى رأي

مهمته بأن الشعور دون يلعبه أن للمرء يمكن وال أيضا، مخاطره وأن والجمود، التزمت ومواجهته علنا، المربكة األسئلة طرح هي

احتواءه الكبرى الشركات أو الحكومات تستطيع ال امرؤا يكون والقضايا الناس هؤالء يمثل أن هو وجوده مبرر والذي بسهولة،

121

إلدوارد، البساط. وطبقا تحت كنست أو روتيني بشكل نسيت التي جميعا الناس : أن العامة المبادئ قاعدة على ذلك المفكر يفعل

من والعدالة الحياة يخص فيما الئقة سلوك معايير لتوقع مؤهلون دون أو عمدا المعايير هذه انتهاك وأن األمم، أو الدنيوية القوى

وشجاعة. بنبل يقاتل وأن ضدها المفكر يشهد أن يتطلب عمد المفكر ينتقد أن ، إدوارد نظر وجهة من دوما، يعني ال وهذا

بأن ـ المفكر ـ يفكر أن هو األصح بل المختلفة، الحكومات سياسة عدم في المستمرة والرغبة الدائمة، اليقظة لحالة حافظة مهنته

معها. المرء بتسيير الموروثة األفكار أو الحقائق ألنصاف السماح الجسدية بالطاقة شبيهة عقلية طاقة بالضرورة يتطلب ما وهو

وجه على شعبيا تجعله ال أنها ولو المفكر، تغني للرياضيين، ال للكلمة، سعيد إدوارد مفهوم في الحقيقي، الخصوص. فالمفكر

وجوده بكل يراهن شخص هو بل إجماع، باني هو وال مهدئ هو أو السهلة، الصيغ لقبول االستعداد عدم حس حي، نقدي حس على

والمكيفة المتملقة التأكيدات أو ،ةالجاهز المبتذلة األفكار يفعلونه. وما التقليديون، أو األقوياء يقوله أن يجب لما باستمرار

لقول مستعدا يكون أن بل سلبيا، معارض نحو على فقط ليسنشط. نحو وعلى عالنية ذلك

إنه قائال بنفسه، مثال وقرائه لسامعيه ادوارد يضرب وكعادته، يعمل أن عديدة، مرات المختلفة، اإلعالم وسائل عليه عرضت لما

يكون أن عني ذلك ألن ببساطة ذلك، فعل رفض بأجر، مستشارا أيضا ومحكوما بعينها، مجلة أو واحدة تليفزيونية لمحطة حبيسا بهذه الخاصة المفاهيم ومنظومة الجارية السياسية باللغة

أي عن دوما ادوارد أعرض مماثل، نحو تلك. وعلى أو المؤسسة حيث المعارضة، أو للحكومة األجر المدفوعة باالستشارات اهتمام

له أفكاره توظف أن يمكن استخدام أي عن فكرة لديه يكن لم أيها الرأى تشاركنى وأظنك ـ أراها ممارسات بعد. وتلك فيما

العام بالدور االدورية للقناعة أمينا تجسيدا ـ الكريم القاريء ربا يخدم كمن ال القائم، للوضع ومزعج وهاو كالمنتم للمفكر، الجانب في الشياطين كل فيرى التمييز، ضعيف نحو على سياسيا

على القادر هو ـ إدوارد نظر وجهة من ـ الحقيقي اآلخر! فالمفكر يستطيع، وجه أحسن على الحقيقة يقدم أن بين االختيار حسمتوجهه. أن بعينها سلطة أو بعينه لراع يسمح أن وبيناألنسني: للفكر رؤيتى على االدورى االسهام تأثير

122

ألهم الموجز عرضي من فرغت وقد أما الكريم، قارئى تبينت اآلن أظنك األنسنية، ممارساته وأهم سعيد ادوارد قناعات

ومهارة بسرعة يعدو أسطوري، بعداء أشبه كان الرجل أن معى ونقيضه! ولسوف الشيء بين يفصل وهمي، حاجز على فائقتين،

على استطاعتي، قدر الطالعك، التالية السطور فى جاهدا أسعى رؤيتى على األنسني الفكر مجال فى االدورى االسهام تأثير مدى

نفسه. للفكر "الثقافة لرائعته العربية للترجمة تقديمه فى ادوارد يقول

أو اللغز مشارف على ليقع نظرى فى األمر : "إن(29)واالمبريالية" وأفريقيا، والهند، باكستان، "االستشراق" فى ساعد لماذا السر؛

إطالق على المتحدة، والواليات وأوروبا، الالتينية، وأمريكا واليابان، الجديدة، التحليل وأساليب الجديدة، االنشاء أنهاج من العديد

العربي العالم فى تأثيره ظل فيما والثقافة، للتاريخ تأويل واعادات ألهميته بنصه، أوردته الملهم، االدورى القول هو محدودا؟!". ذلك

لإلفادة المتاحة، اإلمكانيات حدود في السعي، على تحفيزي فى رؤيتي بأن الشك يساورنى حين أحزن االدورى! ولكم اإلسهام من

تكن لم لربما الحقا، إليها أشير والتي األنسني، للفكر المتواضعة قناعتي، أن اليوم! بيد بيننا كان أنه لو سعيد ادوارد استاذى لترضي

بالكثير دوما تغريني عظيما، دينا االدورى لإلسهام تدين رؤيتي بأنوالتفاؤل! الثقة من

الممتعة، لمقاالته قراءتى عبر سعيد، بادوارد معرفتى بدأت جريدة وهي ويكلي"، "األهرام لجريدة كتابتها على اعتاد التى

أتطلع األهرام. كنت مؤسسة عن االنجليزية باللغة تصدر مصرية، عندى يكن لم أنه حتى االدورية، المقاالت تلك لمطالعة بالغ بشغف

عدد على عثورى، غير بالمستقبل أحلم أن من امتاعا أكثر هو ما عليه! العثور فى األمل أفقد كدت الدوارد، مقال به الجريدة، من ساعتها أكن لم أنى رغم االدورى، بالفكر شغفت الدرجة هذه إلى

توا! ذكرت مما أكثر عنه أعلم واعتقادا االدورى بالفكر شغفا أزداد وجدتني الوقت وبمضي

لسببين: وذلك بالذات، الذات خلق على مساعدتى على قدرته فى األنسني. فال بالنقد وولعه كمفكر، باستقالليته ادوارد اعتزاز أوال، من الدرجة بنفس عبر بعده، أو ادوارد قبل عربيا، مفكرا أظن

فى وحقه المفكر استقاللية قضية فى رأيه عن والروعة الوضوح أن دوما تعني ال المفكر استقاللية بأن القائل هو فادواردالنقد!

تظل أن تعنى وانما المختلفة، الحكومات سياسة المفكر ينتقد

123

الدائمة، اليقظة لحالة حافظة ـ المفكر مهنة ـ الفكرية المهنة األفكار أو الحقائق ألنصاف السماح عدم في المستمرة والرغبة

عقلية طاقة بالضرورة يتطلب ما معها. وهو المرء بتسيير الموروثة تجعله ال أنها ولو المفكر، تغني للرياضيين، الجسدية بالطاقة شبيهة يزال ال والقول الحقيقي، الخصوص. فالمفكر وجه على شعبيا

بكل يراهن شخص هو بل إجماع، باني هو وال مهدئ هو ال الدوارد، الصيغ لقبول االستعداد عدم حس حي، نقدي حس على وجوده

المتملقة التأكيدات أو ،ةالجاهز المبتذلة األفكار أو السهلة، وما التقليديون، أو األقوياء يقوله أن يجب لما باستمرار والمكيفة

مستعدا يكون أن بل سلبيا، معارض نحو على فقط يفعلونه. ليسنشط! نحو وعلى عالنية ذلك لقول

مذهل، نحو على باألخالق، ادوارد عند الفكر ارتباط ثانيا، مجتمعاتنا فى نراه ما خالف بينهما! على الفصل يصعب أنه حتى

علم على نار من أشهر شهيرة، عربية شخصية هى العربية! فها تباع التليفزيونية وأحاديثها كتاباتها أن اليوم يقال يقولون، كما

الشخصية! هذه صاحب ويقوله يكتبه ما أهمية على داللة بالكلمة، القرن سبعينيات وربما وستينيات خمسينيات فى احتل أنه صحيح

عربية دولة فى بارز، عربي نخبوي برمز لصيقا موقعا الماضى من اليوم الرجل به يتمتع لما تبريرا لنا يقدم قد ما بارزة. وهو

كتابات أن هو لالستغراب والمثير المدهش واسعة. لكن شهرة توا، إليه أشرت الذى الرواج هذا كل تلقى التى وأحاديثه، الرجل

وربما ـ نفسه الرجل يدافع راهنة، ألوضاع انتقادا معظمها فى تأتى ربما مماثلة، أوضاع عن باستماته ـ واألحاديث الكتابات نفس فى

أن دون وبصره، سمعه تحت الماضي، فى ارتكبت أبشع، كانتضميره! لها يهتز

المختلفة، ادوارد كتابات فى التدريجي، تعمقي قادنى المهم، العديد إطالق إلى "االستشراق"، فى دعوته، من االفاده فكرة إلى واعادات الجديدة، التحليل وأساليب الجديدة، االنشاء أنهاج من

وضعت العالم! وبالفعل، أرجاء شتى فى والثقافة، للتاريخ تأويل مسحية، دراسة وهي العربي"، العالم "آالم بعنوان لى، دراسة أول غور لسبر فيها بالتحليل! عمدت تعج مما أكثر بالمعلومات تعج

عبارة أسبابها! والدراسة ندرى وال نحسها التى تلك العربية، اآلالم فترة األولى العربي، التاريخ فى مهمتين فترتين بين مقارنة عن

السلبي، االستقالل فترة والثانية األوروبي، لالستعمار الخضوعاليوم! وحتى االستعمار زوال من الفترة وهى

124

األمة تنفست العربي، عالمنا عن األوروبي االستعمار فبرحيل تدم لم تلك الحقيقي االستقالل لحظة أن أن بيد الصعداء، العربية المستعمر محل الحاكمة العربية النخب حلت ما فسرعان طويال،

العربية األوضاع تكريس على طاقتها جهد تعمل وراحت األوروبي، في تماثل ممارسات، خالل من األوروبيون، خلفها التى المتردية، كثيرة أحيان في تتجاوزها بل االستعمارية، الممارسات مضمونها

فى أسميته، ما العربي العالم دخل أسوأ! وبذلك هو ما إلى اتسمت التي الحقبة تلك السلبي، االستقالل بحقبة دراستي، الستقالل األعظم القطبيين مساندة أهمها لعل عديدة، بخصائص

العربية الدول الواليات تخلي عدم على سلبيا! عالوة استقالال السوفيتي االتحاد انهيار بعد المساندة، تلك عن وحلفائها المتحدة الخاص الدافع باستثناء دوافعها، انتفاء لعدم الشرقية، كتلته وتفككالشيوعي! المد باحتواء

فى حسابي، العربي" على العالم "آالم نشرت قد وكنت منها خرجت أنى قليلة! غير نسخ سوى منها توزع لم رديئة، طبعة براثن في العربي عالمنا سقوط أن أهمها لعل مهمة، أراها بنتائج

جاء السلبي االستقالل مسئولية أبناؤه يتحمل أسباب، بعدة ممهورا القوتان حبذت اآلخر. فقد البعض مسئولية يتحملون وال بعضها

خدمة وساندتاه، العربي للعالم السلبي االستقالل األعظم األوضاع تلك حيال ليملك العربي عالمنا كان لمصالحيهما. وما

الستقالله المؤهلة الداخلية للعوامل تثمينه إال اللهم شيئا، العربية الثقافة غلبت فقد ذلك، يحدث لم الحقيقي. ولألسف،

قدرتهم من ونالت أمرهم، على العالم هذا أبناء األسيرة اإلسالمية على السلبي. وساعد االستقالل براثن في وقوعهم إدراك على العربي العالم خضوع إبان )وأذنابهم(، األوروبيين نجاح بالطبع ذلك

اإلسالمية العربية الثقافة تحرير محاوالت قمع في لحكمهممحبسها. في بقائها مصلحتهم القتضاء األسيرة،

نهاية في عليه كان عما اليوم يختلف األمر كان اذا ما وحول أن رأت أنها إذ بنعم، الدراسة أجابت األوروبية؟ االستعمارية الحقبة

وهى العالم، في الوحيدة العظمى كثيرا! فالقوة يختلف األمر من عشر الحادي أحداث منذ تنفك لم األمريكية، المتحدة الواليات لالستقالل مناوئتها تعلن نفسها، الدراسة وضع وقت وحتى سبتمبر بزعم به، حقيقي عربي استقالل الستبدال وتدعو السلبي، العربي بصفة والغربي األمريكي، القومي األمن لدواعي ذلك مواءمة

إغفال عدم ضروريا يظل نفسها، للدراسة وطبقا أنه، عامة! بيد اإلعالء دائمة لكونها المتحدة، الواليات مع التعاطي في الحذر

125

الحاكمة العربية النخب تساند ظلت فقد عداها، عما لمصالحها في النخب لتلك والمساندة الدعم خاللها قدمت عديدة، لعقود

مواطنيها! مواجهة لـ كتابتى على سنوات عدة مرور بعد اآلن، اقرارى ورغم

مجمله، فى العمل بتواضع القول بامكانية العربي"، العالم "آالم على ـ سنرى كما ـ كبير تأثير له كان فقد كثيرا، به أعتز أرانى

أن عن لى كشف أنه بالعمل اعتزازي يزيد األنسني! والذى توجهى عند هيكل أقدس في والهدم البناء لمباشرة ماسة حاجة هناك

يصبح حتى األسيرة، اإلسالمية العربية ثقافته وهو العربي، اإلنسان استعباده أمرا وتبوء التاريخ إلى العودة له يتثنى وحتى مستعصيا

به. الالئقة مكانته بعنوان لى ثانية دراسة فى باستفاضة ناقشته ما وهو الذات أن إلى فيها توصلت العربية"، للذات الثقافي "االغتراب

تنازلها به وقصدت الثقافي، االغتراب أسميته مما تعانى العربية لألسفومتطورة! و حرة ثقافة امتالك فى الطبيعي حقها عن

االغتراب وجد ـ الدراسة عنه كشفت ما بعض وهذا ـ الشديد في األولى بذرته سقطت منذ الرعاية، بأسباب يحيطه من الثقافي

)ص(. فقد النبي وفاة أعقاب في قصد غير عن العربية أرضنا للدولة السياسي النظام مسألة مع األوائل المسلمون تعاطى وهى اإلسالم، ظهور على السابقة العربية لخبرتهم طبقا الوليدة

تلك مع اإلسالمي التعاطي التسام الحال. وذلك بطبيعة متواضعة النسبي الغموض ذلك أن وفاتهم النسبي، بالغموض المسألة الكفء والتعاطي متغيرة، طبيعة ذات فالمسألة لذاته، مقصودا

لإلسالم األيديولوجي الزخم ثمنوا أنهم لو لهم ميسورا كان معها عدل كان . وإذارالبش أجساد الله أودعه الذي اإللهي والقبس المسلمين عصم قد لإلسالم الناس محبة وفيض األجالء الصحابة غير و العربي اآلخرين فان الخبيث، النبت ذلك شرور من األوائل التماسا الرعاية، بأسباب تعهده عن ـ بعد فيما ـ يتورعا لم العربي وال ـ أدمت حادة، أنيابا أشواكه واستحالت نما لذا منه، لإلفادة والزالت ـ وأعجزتها المتعاقبة، العربية األجيال ـ تدمي زالت

عالمها. ومع نفسها مع الكفء التعاطي عن ـ تعجزها عالمنا فى ثقافية ثــورة تدشــين وجوب إلى الدراسة وخلصت

ليس فيما الشــطح أو المقدســات فى التجــديف عن تنــأى العربي، الله أودعه الــذي اإللهي القبس ذلك لتثمين وتــدعو نفــع، ورائه من

يعمل ال ومن المعرفة، طريق العقل العقل. فإعمال وهو أجسادنا، وسيظل مغترب فانه شيئا ينقد ال ومن شيئا، ينقد أن يمكنه ال عقله

126

فعالية األكــثر السبيل أن إلى كذلك الدراسة اغترابه. وخلصت على مع تعاطيها تثـــوير هو المســـلوب لحقها العربية الـــذات الســـتعادة

لــديها فاعلــة، ذاتا تصــبح أن لها ليتســنى اإلســالمية، العربية ثقافتها تحقيق وبالتــالي فيهــا، الســاكن اإللهي القبس توظيف على القدرة انعتــاق لإلســالم. فبــدون األيــديولوجي الــزخم من القصوى اإلفادة

ــات ــات رق من واإلبداعية الخالقة الملك ــة، المحرم ــبح الثقافي يص منــه. رجــاء وال فيه حيــاة ال ميتا إدراكا لثقافتها العربية الذات إدراك

الثــــــــــــورة تخيفنا أن ينبغي ال أنه تؤكد أن الدراسة يفت لم كما كنــوزا ـــ آجال أم عــاجال إن ـــ ثمارها تؤتى أن تلبث لن ألنها الثقافية، األحمد والعود المتردية أوضاعنا اجتثاث في ننفقها متناثرة، معرفية االكــتراث عـدم وجـوب على تأكيـدها الى اإلنساني. اضـافة للتاريخــ تعــني الثقافية الثــورة إن اآلالم تجــار بقــول ــ بالحتمية ـ الفوضى ـ

ــليم، المنطق يعوزها مزاعم فتلك بالنابل، الحابل واختالط ألننا الس المغــترب، المجتمع يد في أداة ـــ كــذلك بالضــرورة وهى ـــ نريــدها

اإلنساني. وجوده ابه ويعزز اغترابه، بها يقهر

الـــــذات مواجهة فى "اآلخر بعنـــــوان لى ثالثة دراسة وفى عمدت باألخطاء، مليئة طبعتها تخرج أن العاثر حظها شاء العربية"،

ــا، زمنية فترة خالل وذلك اآلخر، ثقافة وتحليل لرصد ــدأ بعينه من تبــتعمار رحيل لحظة ــالم عن األوروبي االسـ ــربي العـ مع وتنتهي العـ لهــذه الوحيــد، وربما المهم، االســهام نفسها. وتمثل الدراسة انتهاء

الـــذات بين للتميـــيز األنســـني المعيـــار اســـتخدامها في الدراسة الشــيء! فســاعتها بعض متواضع نحو على ذلك جــاء وإن واآلخــر،

ــال والحق ــ ــني الفكر بطبيعة كافية دراية على أكن لم يق ــ أو االنس أمــور بتأكيد لألنسنية تعريفي فى اكتفيت فيه! لذا االدورى االسهام قيمة كأعلى باإلنسان التعريف فى جوهرها تمثل أهمها لعل بعينها،

ــدفها وتمثل الوجــود، في ــدي التمحيص فى ه هي بما لألشــياء النق القــراءة لســوء تحســبا البشــرية، وللطاقــات البشــري للعمل نتــاج

ــوء ــريين التأويل وسـ الجمعي. للحاضر كما الجمعي للماضي البشـ طريقة ليست األنســنية بأن االدورى القول على تأكيدي إلى إضافة

وســيلة هي وإنما دومــا، وأحسســناه عرفنــاه قد ما وتأكيد لتــدعيم أنه على اليــوم لنا يقــدم مما للكثــير صــياغة وإعــادة وإقالق تساؤل نقــدي، غــير نحو على ومشفرة النقاش، على مغلقة معلبة، يقينات

خالــدة وأعمــال آراء كونه على اصطلح فيما الموجودة تلك فيها بماالثقافية. المحرمات برقائق تغليفها يجري

ــدرك لم ما ذاتا العربي اإلنسان يعد المذكور، للمعيار طبقاو يــوهر ــنية ج ــدفها، األنس وراء الكامنة األســباب عن النظر بغض وه

127

أهمها ـــ بحق ـــ الثقــافي االغــتراب يعد والــتي اإلدراك، ذلك غيــاب من فهو نفســه، للمعيــار وطبقا اآلخــر، اإلطالق. أما على وأبرزها

وراء أي وهـدفها، األنسـنية لجـوهر العربية الـذات إهــدار وراء يقف لتكـريس المحمـوم سـعيه عـبر وذلك لهمـا، الذات تلك إدراك عدم

أســلفنا. كما الثقــافي االغــتراب مقدمتها وفي اإلهدار، ذلك أسباب فحســب، العربي اآلخر يكن لم الدراسة فى المقصود اآلخر أن غيرــدرك من كل هو بل ــوهر ي ــنية ج ــدفها األنس ــدا ويعمل وه في جاه

بهـــدف لهمـــا، العربية الـــذات إدراك دون للحيلولة نفسه الـــوقتــني من حرمانها ــ ــار ج ــ ــتوي األمر ذلك اإلدراك. ففي ذلك ثم ــ يس لآلالم ينضب ال مصــدرا باعتبارهما العــربي، وغــير العــربي اآلخــرانالعربية!

وفى نشرها، فى كثيرا تسرعت أرانى لي، رابعة دراسة وفىــولى ــون ألن قب ــورة ســعيت الحــل"!، هو "االنســان عنوانها يك لبلــتى ــني، للفكر رؤيـ ــتخدمتها الـــتى الرؤية تلك األنسـ ــوذج اسـ كنمـ اكتشــافها، وأعــدت المصرى"، كيخوته "دون دراستى فى تفسيرى

ــالفكر تعنى مهمة، مقاالت مجموعة فى نسبيا، أفضل بشكل ربما ب تــرتيب بحسب هنا أذكرها االنــترنت، شــبكة على نشــرتها األنسني،

كتابتها:األنسنية. الذات بناء ـالعربي. العقل هدر ـاألنسني. الفكر فى المرأة ـاألديان. لجوهر األنسني التثمين ـ

ــاالت، تلك ففى ــتى المق ــوى وال ــة، نشــرها أن ــذا مع مجمع ه يســتطيع األنســني"، الفكر فى "مقــاالت بعنوان كتاب فى المقال،

للفكر رؤيـــتى تـــأثرت مـــدى أى إلى يلمس أن الكـــريم القـــاريء األنســني، النقد عن ادوارد حديث االدورى. فلوال باالسهام األنسني

تحت عربية، غير أم كانت عربية ذات، ترزخ أن امكانية اكتشفت ما األوروبية المركزية لعقيدة ادوارد تعرية ولوال الثقافي، االغتراب نير ادوارد تأكيد ولـوال الغربي، اآلخر على تعرفت ما الغربي، الفكر فى

اآلالم، تجــار من واحــدا أرانى لكنت المفكــر، استقاللية على الدائم أختم وعلم! ولسوف قوة من اتيت ما بكل المحلى اآلخر عن أدافع

بعــرض كثــيرا، يكن لم إن الشيء، بعض طال قد أظنه الذى حديثى مدى أى إلى قارئي ليعلم األنسني، للفكر رؤيتى مالمح ألهم موجز والــذى األنســني، وفكــره ســعيد بادوارد السطور هذه كاتب شغف

الديمقراطي" أصــدق والنقد "األنسنية األخير ادوارد كتاب فى أرىوجالله! روعته عن تعبير

128

ممكن قدر أكبر اإلنسان يحقق أن هى ـ عندى "األنسنية" ـ األقوال تلك انطواء شريطة وأفعاله، أقواله بين التطابق من

في قيمة أعلى هو اإلنسان بأن األنسنية لقول تثمين على واألفعال نتاج هي بما لألشياء النقدي التمحيص في الماثل وهدفها الوجود، وسوء القراءة لسوء تحسبا البشرية، وللطاقات البشري للعمل الجمعي. وكذا للحاضر كما الجمعي للماضي البشريين التأويل

العامة الخصائص إطار في واألفعال األقوال تلك وقوع شريطةيلي: فيما اوجزها والتى لالنسنية،

اإلنسان. هو التقويم معيار[ 1]الدائمة. ثورته إلى التطور ورد بالعقل اإلشادة[2]

معها. المتحضر والتعاطي الطبيعة ن تثمي[3 ]نفسه. باإلنسان يتم إنما التقدم بأن القول[4]الجمالية. الحسية النزعة تأكيد[5]

األنســـنية أدرك أنســـنية( طالما )ذاتا أنســـنيا يعد واإلنســـان بعينــه، لفريق أو لنفسه بها يســتأثر ولم بهــا، الغــير لتبصــير وســعى

ــدرك ولم األنســنية، جهل لو حــتى ذاتا اإلنسان يعد وكذا أو كنههــا، ي ثقافيا. فالشائع مغتربة ذاتا يكون الحالة تلك في لكنه عنها، أعرض

ــة، مجتمعاتنا ومنها المتخلفـــة، المجتمعـــات في ــازل هو العربيـ تنـــورة، حرة ثقافة امتالك في الطبيعي حقه عن اإلنسان إراحة ومتط

كل آخــرا يعد نفســه، المعيــار لمجتمعــه! وباســتخدام وإرضاء لذاته ويعمل بعينـــه، لفريق أو لنفسه بها ويســـتأثر األنســـنية يـــدرك من

ــوقت في جاهــدا ــذات أخذ دون للحيلولة نفسه ال ثقافيا المغتربة ال بهــدف والســبل، الوســائل بشــتى عنها وتعميتها حيــاة، كنهج بها

التــاريخ تطــورفباألنسـنية. األخذ ثمـار جـني من الذات تلك حرمانــ اإلنســاني ــ رأيي في ـ معقــد، ثقــافي لصــراع نتاجا كونه يعــدو ال ـ

صــراعا واآلخــر. أقــول المغتربة والــذات األنســنية الــذات أطرافه طريقة بأنها للثقافة ياألنــثروبولوج إليــوت لتعريف اســتنادا ثقافيا،

عند منه وأشــمل أعم الصــراع كــون يعــني ما وهو ،للحيــاة شــاملة فهي فحســـب، مادية ليست اإلنســـان فاحتياجـــات الماركســـيين،

صـراعا وأهميتهـا. وأقـول خطرها على الماديـة، االحتياجات تتجاوزوتداخلها... جبهاته لتعدد معقدا،

الــذات لتبصــير الســاعية األنســنية الــذات بين الصراع فهناك وبين اغترابهـــا، تكـــريس في اآلخر دور وتعرية باألنســـنية المغتربة

الــذات نجــاح دون الحيلولة على والحــريص لألنسنية المدرك اآلخر

129

ــاع في األنســنية ــذات إقن ــالتخلي المغتربة ال ــا، عن ب ــذا اغترابه وك باألنســنية نفســها المغتربة الــذات أخذ دون الحيلولة على الحريص

أو اســتخدام عن فيه اآلخر يتــورع ال مــؤلم، صــراع وهو حياة، كنهج وغــير المســتترة الوســائل كافة باســتخدام المغتربة الــذات إغــراء

األنسنية الذات بين الصراع أيضا لصالحه. وهناك لحسمه المستترة جـانب هو واحـد، جـانب من عـدائي صـراع وهو المغتربـة، والـذاتــذات ــة، ال ــذات روع في يلقي فهو ويؤججــه، اآلخر يغذيه المغترب ال

ــني اغترابها قهر أن المغتربة ــا، محو يعـ ــود وأن هويتهـ ــذات جهـ الـ ســوى ليست باألنســنية، واألخذ اغترابها قهر على لحثها األنســنية

وهــدر الثقافية هويتها لمحو تــرمي حقهــا، في عدائية ممارســاتالعقلية..!! ثروتها

الهوامش: ـــــــــــ

،المكان خارج طرابلسي، فواز ترجمة سعيد، ( إدوارد1).10 ص (،2000 اآلداب، )بيروت: دار

.359 ـ358 ص ص ،المرجع نفس( 2).43 ـ42 ص ص ،المرجع نفس( 3).233 ص ،المرجع نفس( 4).244 ص ،المرجع نفس( 5).276 ص ،المرجع نفس( 6)الصفحات. نفس ،المرجع نفس( 7).339 ـ338 ص ص ،المرجع نفس( 8) والنقد األنسنية طرابلسي، فواز ترجمة سعيد، ( إدوارد9)

.19ـ18 ص ص (،2005 اآلداب، )بيروت: دار ،الديمقراطي أسعد، ميخائيل يوسف ترجمة )محرر(، مايرجرين ( ثيودور10)

مع باالشتراك المعرفة )القاهرة: دار ،االنسانيات معنى.77 ـ33 ص ص (،1972 والنشر، للطباعة فرانكلين مؤسسة

ص ص ،م.س.ذ الديمقراطي، والنقد األنسنية سعيد، ( إدوارد11).32ـ31

.52 ،27 ص ،المرجع نفس( 12) قام التى لألسس االدورى للتحليل عرضه فى الكاتب ( يستند13)

المتحدة الواليات فى األنسنية والممارسة األنسني الفكر عليها األنسنيةبعنوان: وهو األخير، سعيد إدوارد كتاب إلى األمريكية،

.الديمقراطي والنقد والعالم باليك وليام االنجليزى والفنان الشاعر إلى )*( نسبة التى التوليفة هو يونغ. والمقصود كارل السويسري النفسانى

130

مقولة البشرية" وبين "األلوهة عن باليك فكرة بين فراي يقيمهايونغ. عند الجمعى الالوعى مستودع هو بما أصلي"، "نموذج

سعيد، أحمد: إدوارد إقبال كتبها التى المقدمة نص ( راجع14) القلم األسدى، توفيق ترجمة بارساميان، دافيد مع حوارات

والخدمات والنشر للدراسات كنعان )دمشق: دار ،والسيف.22ـ7 ص ص (،2004 االعالمية،

Edwardالجارديان: في أحمد إقبال لصاحبه إدوارد نعي ( راجع15)Said, Eqbal Ahmad, The Guardian, Friday May 14,1999.

مجلةاألعمال: هذه من االدورية االقتباسات ( جمعت16) االنجليزى األدب )القاهرة: قسم ،)ألف( المقارنة البالغة

العدد بالقاهرة(، األمريكية بالجامعة النشر وقسم والمقارن النقدى والتقويض سعيد إدوارد بعنوان والعشرون، الخامس

الديمقراطي، والنقد األنسنية سعيد، . إدوارد2005 لالستعمار، البربرية وجه فى األخير السور االنسانية "النزعة . ــــــــ،م.س.ذ

،دبلوماتيك لوموند )االستشراق("، كتاب صدور على عاما25 ـ ،2003 أيلول/سبتمبر العربية، الطبعة

www.mondiapolar.com/article_print1707.html تعقيبات الحديدي، صبحى وتحرير ترجمة سعيد، ( ادوارد17)

للدراسات العربية )بيروت: المؤسسة ،االستشراق على.141ـ140 ص ص (،1996 والنشر،

.145 ـ144 ص ص ،المرجع نفس( 18) )بيروت: ،االستشراق ديب، أبو كمال ترجمة سعيد، ( ادوارد19)

.40 ص (،2003 العربية، األبحاث مؤسسة وجه فى األخير السور االنسانية "النزعة سعيد، ( ادوارد20)

ص ،م.س.ذ )االستشراق("، كتاب صدور على عاما25 ـ البربرية3. ص ص ،م.س.ذ الديمقراطي، والنقد األنسنية سعيد، ( إدوارد21)

.25ـ24.28ـ25 ص ص ،المرجع نفس( 22) الثقافة ديب، أبو كمال ترجمة سعيد، ( إدوارد23)

.71 ص (،1997 اآلداب، )بيروت: دار ،واالمبريالية ،بعدها وما أوسلو ـ السالم عملية نهاية سعيد، ( إدوارد24)

.256ـ246 ص ص (،2002 والتوزيع، للنشر اآلداب ) بيروت: دارالصفحات. نفس ،المرجع نفس( 25) سعيد، أحمد: إدوارد إقبال كتبها التى المقدمة نص راجع( 26)

ـ7 ص ص ،م.س.ذ والسيف، القلم بارساميان، دافيد مع حوارات22.

131

الصفحات. نفس ،المرجع نفس( 27) راجع: ادوارد المفكر الستقاللية االدورية الرؤية حول ( للمزيد28)

،دائما تفشل التى اآللهة خضور، الدين حسام ترجمة سعيد،(.2003 والتوزيع، والنشر للطباعة )بيروت: التكوين

. 9ص ،م.س.ذ واالمبريالية، الثقافة سعيد، ( إدوارد29)

الكتاب مراجع أهمالعربية: أوال: باللغة

ــــــــــــــــــــ

103 رقم القانون بالهيئة، القانونية للشئون العامة اإلدارة( 1) التي والهيئات األزهر تنظيم إعادة بشأن1961 لسنة

رئيس بقرار الصادرة التنفيذية والئحته يشملها ،التعديالت آلخر وفقا1975 لسنة250 رقم الجمهورية

لشئون العامة الهيئة المعدنية، والثروة الصناعة ) القاهرة: وزارة(.1999 األميرية، المطابع

132

تعقيبات الحديدي، صبحى وتحرير ترجمة سعيد، ( ادوارد2) للدراسات العربية )بيروت: المؤسسة ،االستشراق على

(.1996 والنشر، )بيروت: ،واالمبريالية الثقافة ديب، أبو كمال ترجمة ( ــــــ،3)

(.1997 اآلداب، دار )بيروت: دار ،المكان خارج طرابلسي، فواز ترجمة ( ـــــــ،4)

(.2000 اآلداب، ) بيروت: ،بعدها وما أوسلو ـ السالم عملية نهاية ( ــــــ،5)

(.2002 والتوزيع، للنشر اآلداب دار )بيروت: مؤسسة ،االستشراق ديب، أبو كمال ترجمة ( ــــــ،6)

(.2003 العربية، األبحاث تفشل التى اآللهة خضور، الدين حسام ترجمة ( ــــــ،7)

(.2003 والتوزيع، والنشر للطباعة )بيروت: التكوين ،دائما األسدى، توفيق ترجمة بارساميان، دافيد مع حوارات ( ــــــ،8)

والنشر للدراسات كنعان )دمشق: دار ،والسيف القلم(.2004 االعالمية، والخدمات

والنقد األنسنية طرابلسي، فواز ترجمة ( ـــــــ،9)(.2005 اآلداب، )بيروت: دار ،الديمقراطي

الدولة محمود، حمدى أحمد ترجمة كاسيرر، ( ارنست10) والمجلس للكتاب العامة المصرية )القاهرة: الهيئة ،واألسطورة

(.1975 االجتماعية، والعلوم واآلداب الفنون لرعاية األعلى )القاهرة: ،الشهرية المقتطف لواحق مظهر، ( إسماعيل11)

(.1946 فبراير والمقطم، المقتطف مطبعة نحو مالحظات عياد، شكري ترجمة ( ت.س.إليوت،12)

للكتاب، العامة المصرية )القاهرة: الهيئة ،الثقافة تعريف2003.)

أسعد، ميخائيل يوسف ترجمة )محرر(، مايرجرين ( ثيودور13) مع باالشتراك المعرفة )القاهرة: دار ،االنسانيات معنى

(.1972 والنشر، للطباعة فرانكلين مؤسسة ذكي، الرحمن عبد الدكتور ترجمة وآخرون، سارتون ( جورج14)

العربية النهضة نيويورك: دار )القاهرة؛ ،النهضة عصر حضارة(.1961 والنشر، للطباعة فرانكلين مؤسسة مع باالشتراك

النزعة إلى عام مدخل ،Jim Herrick هيريك ( جيم15) بروميثيوس عن صادر ،Humanism : an Introduction اإلنسانية

تعذر . لألسف2005 عام بلندن ،Prometheus Books بوكس اضطر ثم ومن الكتاب، هذا من نسخة على الحصول للكاتب

133

الموقع على إليه الرجوع الكريم للقارئ يمكن له، بعرض لالستعانةwww.iraqcenter.netاإلنترنت: شبكة على التالي

،العربية للذات الثقافي االغتراب خيري، ( حازم16)(.2006 الثالث، العالم )القاهرة: دار

للنشر، سطور )القاهرة: دار ،الحل هو االنسان ( ــــــ،17)(.2007 عام

وثائقية علمية )دراسة المصري كيخوته دون ( ــــــ،18) تحت ،سرور( نجيب الراحل المصري الشاعر وفكر لحياةالطبع.

عن مقال الخضيرى، محمود ترجمة ديكارت، ( رينيه19)(.2000 للكتاب، العامة المصرية )القاهرة: الهيئة ،المنهج

النساء إمام، الفتاح عبد إمام ترجمة أوكين، موللر ( سوزان20) المصرية )القاهرة: الهيئة ،الغربي السياسي الفكر فى

بالمجلس للترجمة القومي المشروع مع بالتعاون للكتاب العامة(.2005 للثقافة، األعلى

صدام الشايب، طلعت ترجمة هنتنجتون، ( صامويل21) )القاهرة: سطور، ،العالمي النظام صنع إعادة ـ الحضارات

1998.) ،الوسطى العصور فلسفة بدوي، الرحمن ( عبد22)

(.1969 المصرية، النهضة )القاهرة: مكتبة ،العربي الفكر في والوجودية اإلنسانية ، ( ـــــــــ23)

(.1982 القلم، دار المطبوعات، بيروت: وكالة )الكويت؛القديم العهد( 24) ـ وأنوثة ذكورة صبحى، كاميليا ترجمة ايريتييه، ( فرانسواز25)

للكتاب، العامة المصرية )القاهرة: الهيئة ،االختالف فكرة2003.)

الخاصة والملكية العائلة أصل انجلس، ( فردريك26)تاريخ(. بدون التقدم، )موسكو: دار ،والدولة

.كريم قرآن( 27) )القاهرة: سلسلة ،المضطهدة حواء تادرس، ( مارلين28)

(.1990 العربية، المرأة تضامن منشورات الثقافية، المكتبة وترجمة(، )إعداد العالي بنعبد السالم وعبد سبيال ( محمد29)

للنشر، توبقال البيضاء: دار )الدار ،مختارة نصوص ـ الحقيقة(.1993 ،4 رقم العدد فلسفية، دفاتر سلسلة

ـ والعقالنية العقل وترجمة(، )إعداد ( ـــــــــــــــــــ30) دفاتر سلسلة للنشر، توبقال البيضاء: دار )الدار ،مختارة نصوص(.2007 ،9 رقم العدد فلسفية،

134

)بيروت: ،العربي العقل تكوين الجابري، عابد ( محمد31)(.1989 العربية، الوحدة دراسات مركز

الثقافة )القاهرة: دار ،الفلسفي المعجم وهبة، ( مراد32)(.1979 الجديدة،

الثالث، العالم )القاهرة: دار ،الديالكتيك قصـة ـــــ،( 33)1997.)

المصرية )القاهرة: الهيئة ،الكاملة األعمال سرور، ( نجيب34)(.1996 الثالث، المجلد للكتاب، العامة

،العربية للمرأة العاري الوجه السعداوي، ( نوال35)(.1994 واالسكندرية، بالفجالة المستقبل ومطابع )القاهرة: دار

(. 2005مدبولي، )القاهرة: مكتبة ،المرأة عن ( ـــــــ،36)

األجنبية: ثانيا: باللغةـــــــــــــــــــــ

)1 (Robert C. Tucker (ed), The Marx – Engels Reader, (New York: W.W.Norton &Company. INC., 1972).

135