مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

Upload: -

Post on 07-Apr-2016

234 views

Category:

Documents


6 download

DESCRIPTION

بسم الله. لماذا بصيرة ؟ لأنها الأصل عندما يستحكم الظلم ويستبد الظلام، الأصل في فراسة الرؤية وفي تكوين الرأي، والأصل عندما تستعيد عملية تغيير المنكر جوهرها وأصلها الصحيح، فترتقي من القول إلى الفعل. نحن؟ سوريون جمعنا التوحيد وألفت بين قلوبنا كلمات الله، فاشتدت همتنا بأصل اليقين، سعياً نحو إعادة بناء الثوابت والأصول الصحيحة في مجتمع مدنيّ حرّ، ما بعد نجاح ثورة التحرير. ميزاننا في هذا: الاعتدال اللطيف، وحدودنا فيه الشرع الحنيف. (قُل هَذِهِ سَبِيلي أَدْعُو إِلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ

TRANSCRIPT

Page 1: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون
Page 2: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

قامئة املواضيع

3

6

8

11

13

15

17

21

22

25

29

33

34

37

38

40

46

48

العدد العرشين 2014

لعنة السيايس: الثقافة أم إنعدام األخالق ؟ ...................................................................................................

ال تحزن يا بردي .........................................................................................................................................

القائد الحقيقي و القائد املزيف .................................................................................................................

أكرهها ......................................................................................................................................................

...................................................................................................................... ملاذا ال منيش الحيط بالحيط ؟

عىل هذا الطريق ........................................................................................................................................

...................................................................................................................................... قصة ما قبل النوم

تصميم من مجموعة صلة ............................................................................................................................

وظائف القلب ىف القرآن الكريم ..................................................................................................................

الجيل و الخفي من كونية الربيع العريب يف سوريا ........................................................................................

أدومها و إن قل ..........................................................................................................................................

........................................................................................................................................ من فكر العادليني

أم الفداء ذات النطاقني ...............................................................................................................................

............................................................................................................................................... لوحة بصرية

خواطر .......................................................................................................................................................

ملخص كتاب معامل ىف الطريق ......................................................................................................................

.......................................................................................................................... صندوق اإلسعافات األولية

ألبوم بصرية ................................................................................................................................................

Page 3: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

األخالق والسياسة هو الذي أدى إىل وجود األنظمة

الدكتاتورية الفاشية وإىل مامرساتها الالإنسانية؟

أيكون خالص إنسان ما بعد الثورات بتداخل القيم

األخالقية بالعمل السيايس؟ هل بإمكان اإلنسانية

جمع شتات الفلسفات السياسية واإليديولوجيات

السياسية والقطب املتنافرة يف إطار أخالقي قيمي

واحد؟ كيف ذلك ومن املعلوم أن أفعال السيايس

ترتهن إىل النسبية والحراك الواقعي املتغري والرصاع

عىل البقاء، عدا عن دوافع نفسية كاألنانية وحب

التسلط والسلطة والتغلب...؟ أسئلة كثرية عادت

إىل السطح مع الرصاع العنيف الحايل الذي نعيشه

أتت الثورات العربية وأىت

معها تحوالت وتغريات عىل كافة

األصعدة؛ السياسية واالقتصادية

واالجتامعية والجغرافية والفكرية... ولن

تكون ثورة كاملة إن مل تلق بظاللها عىل تغيري

املفاهيم والقيم والنظريات الفكرية املستندة إىل

اإليديولوجيات البائدة واملتباينة فيام بينها.

لعيل ال أبالغ إن قلت إن أكرث التجاذبات الفكرية

التي شهدناها يف فضاء ثوراتنا العربية وما بعدها،

وقفت وراءها سجاال قدميا حديثا متجددا؛ وأقصد

إشكالية العالقة بني السياسة واألخالق.

فوقفنا وجها بوجه أمام سؤال كبري عن شكل

النظام السيايس األمثل ملا بعد الثورات، والتحق

به سؤال األخالق الحارض دوما مع كل تطبيق

عميل للنظريات السياسية أو العلمية أو ألية قضية

فكرية، فتساءلنا عن ماهية القيم التي يجب أن

تستند األعامل السياسية ورجال السياسة إليها.

هل هي دينية أم يسارية أم نفعية أم علامنية...؟

أيستطيع حقا رجل السياسة االحتكام إىل األخالق يف

مسريته املهنية؟ هل حقا أن االنفصال الحتمي بني

كرامة إسالمية

3كرامة إسالمية

اإلفتتاحية

Page 4: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

4كرامة إسالمية

والفوىض الفكرية واألزمات األخالقية املتفشية

يف مجتمعاتنا العربية. أسئلتنا تلك تهم الجميع

سواء أكان مواطنا عاديا أو باحثا أو منظرا أو

واألهم من هؤالء: السيايس، كونه من املفرتض

أن ميلك حسا من املسؤولية –خاصة بعد

الثورات التي قامت يف أساسها ضد االستبداد

والظلم- من أجل البحث يف هذا اإلطار وآلية

تطبيقه كفعل سيايس مسؤول، ومن ثم كيفية

ارتقاء األعامل السياسية إىل املعايري والقيم

األخالقية ما أمكن!

بعد هذه املقدمة التنظريية، والتي متلك رشعية

للتأمل والوقوف مليا عليها خاصة إذا علمنا أن

أغلب أنظمة الحكم االستبدادية استندت يف

أساسها إىل تنظريات فلسفية كالتنظري السيايس

للنازية التي ارتكزت إىل أفكار كارل سميت االبن

الرشعي ملاكس فيرب )هذا األخري الذي طرح

مرشوعا للدولة األملانية املهزومة بعد الحرب

العاملية األوىل عام 1918(، أعود إىل واقعنا املرير

وأحاول معكم الوقوف عىل مشكلة سري العملية

السياسية يف سوريا من خالل "الحوار" أو غريه

كحلول فلسفية تتداخل فيها قيم إنسانية

متعددة كقيمة الحقيقة والصدق والرشعية...

فاملعارضة تضع هدفا للتفاوض أو الحوار

رحيل األسد ونظامه ورجاالته ومحاسبتهم

جميعا، والنظام يحسب نفسه أنه وضع أسسا

لإلصالحات حينام سمح بتعددية سياسية )كام

حدث بداية الثورة السورية حينام سمح لبعض

األحزاب والتيارات السياسية العمل لكن تحت

سقف الوطن وبأحضانه!(، مع إنكاره لوجود

املخالف له أو املعارض ملنظومته أصال، وليس

مقامي هنا الحديث عن النظام وسياسته )ألنه

نظام ساقط المحالة( إمنا ما يهمني هنا املعارضة

السياسية للنظام وفشلها السيايس واألخالقي،

حيث الزال الشعب يعاين ويخترب أكرب مأساة

عرفتها اإلنسانية والزالت أفق الحلول ضبابية

سواء كنا مع الحل السيايس والحوار أو مع الحل

العسكري أو مع كليهام.

ومع ازدياد الزخم العسكري عىل الساحة

وتحولها إىل ساحة رصاع إقليمي-دويل وما

حدث مؤخرا )بداية أغسطس( عندما حشد

أوباما وتابعوه من الغرب والعرب حملتهم عىل

ما يسمى "اإلرهاب" يف سوريا، والتي تسجل

يوميا مقتل العديد من املدنيني بسبب غارات

التحالف الجوي عدا عن غارات طريان نظام

الطغمة، ال منلك إال القول أين املخرج املخلص

لوقف شالل الدم هذا ولجم تكالب األمم عىل

اإلفتتاحية

Page 5: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

5كرامة إسالمية

أهلنا وأحبابنا الذين بذلوا كل نفيس وغال يف

سبيل الوصول إىل الكرامة والعدل؟ بتحديد

أكرب أين الخلل يف املعارضة السورية السياسية

التي تدعي متثيلها لهذا الشعب العظيم؟ أهو

ببساطة يتلخص يف قولنا إنه ال وجود أصال

لسياسيني سوريني حقيقيني، بل هم أقرب إىل

املثقفني الذين وجدوا أنفسهم مجربين عىل

لعب السياسة، وخري مثال األحزاب السياسية

األوىل التي تشكلت من ثلة من "املعارضني"

"املثقفني" كربيع دمشق )2001(، وإعالن

دمشق )2005( وغريها، حيث اعترب مثقفونا

أنفسهم حكامء املدينة الفاضلة، بالتايل تقع عىل

عاتقهم مسؤولية قراءة الواقع ونقده وتقييمه

تحت ضابط القيمة األخالقية بالصدح بكلمة

الحق من برجهم العاجي!

وكان ما كان حينام وضعوا عىل املحك، ونزلوا

إىل االمتحان الحقيقي يف املامرسة العملية

فوقعوا يف فخ غياب العمل الجامعي وطغت

الروح الفردية عىل تفكريهم وسلوكهم والتي

كانت لتكون مقبولة إىل حد ما يف العمل الثقايف

فحسب، فال كانوا سياسيني وال حكامء أخالقيني!

وإن أىت من يربر بتربيرات ساذجة ويقول

إن فشل وتخبط املعارضة السياسة يعود

إىل استبدادية النظام السوري الذي منع كل

مامرسة سياسية مغايرة لسياسته أو إىل القمع

واملالحقات األمنية وسياسة كم األفواه لكل

من يخالفه ولو بكلمة، فالرد ببساطة وبنفس

سذاجة التربير إن أردتم: أما آن لهذه املعارضة

أن تصقل شخصيتها وتتعلم الدروس جيدا

وتحدد طريقها وتجد الحلول املناسبة بعد 4

سنوات عىل بداية انتفاضة الشعب؟ أال تكفي

تلك السنوات؟ أم أن هناك متسعا من الوقت

والجهود املبذولة مبحض إرادتهم يك يسقطوا

آخر أوراق التوت؟

أم أن األمر ال يعدو سوى االعرتاف باملوت

الحقيقي )وليس الرسيري( لكل أجهزة املعارضة

السياسية كونها باألساس ولدت من رحم نظام

فاسد ظامل موغل بالوحشية، بالتايل وجب

تشييعها ودفنها!

أترك الجواب لكم.

اإلفتتاحية

Page 6: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

6عيل الطنطاوي

التحزن يا بردى

عيل الطنطاوي _ من كتاب دمشق

زاوية منقولة

Page 7: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

7

زاوية منقولة

ال. تحزن يا بردى, فام أنت وحدك املضاع, إن هنا

أمة بقضها وقضيضها, هي مثلك مضاعة, وهي

مثلك بنت املجد والسؤدد.

ال تحزن يا بردى! فلقد عشت حينا من الدهر,

وأنت تسقي النيل والفرات وسيحون والوادي الكبري

... أفيرضك وأنت من لدات الدهر, أن تذل ويذل

أهلك أياما.

ال تحزن يا بردى. بل اصرب, حتى إذا أعجزك

الصرب فرث بأمواهك وليضطرم موجك, حتى تغسل

عن قومك عار الذل والخنوع للمستعمرين من

الفرنسيني, إنه ال يغسله إال ثورتك, هذه سنة الحياة

يا بردى, ال بالحق ولكن بالقوة, أفلم تتعلم إىل

اليوم سنة الحياة؟

لقد غر املستعمرين منك لينك, فأهم شدتك, إن

املاء عىل لينه يجرف جبال من جربوته وكربيائه,

ولقد ثرت مرة, فبلغ رشاشك )بواتيه( من هنا,

و)حيدر آباد( من هناك! فهل استنفدت تلك املرة

قوتك كلها؟ أما فيك بقية من الشباب؟ أتعبت إذ

تجري هذه املاليني من السنني؟ إنها فرتة صغرية من

عمرك, فعالم الوىن؟ إنك ال تزال شابا, ومل تنس بعد

جيش خالد وال موكب الوليد. لقد كان ذلك أمس,

وسيكون مثله يف غد.

فاصرب ولنصرب يا بردى! إن الصرب مفتاح الفرج يا

بردى!

تتمة

`

“ألن أحلف بالله

وأكذب، أحب إيل من أن

أحلف بغري الله وأصدق “

موضوع . السلسلة الضعيفة لأللباىن )91(

ال تكذب

Page 8: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

زاوية منقولة

القائد الحقيقي

والقائدالمزيفيارس تيسري العيتي

8يارس تيسري العيتي

Page 9: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

زاوية منقولة

هناك نوعان من القادة يف هذا العامل: القائد الحقيقي

والقائد املزيف.

القائد الحقيقي هو الذي يستمد قوته من قوة من

يقودهم وثقتهم بأنفسهم لذلك هو يسعى وبشكل

منهجي منظم إىل تقويتهم و تعزيز ثقتهم بأنفسهم،

أما القائد املزيف فيستعري قوته من ضعف من

يقودهم وانخفاض ثقتهم بأنفسهم لذلك هو يسعى

وبشكل منهجي منظم إىل إضعافهم وزعزعة ثقتهم

بأنفسهم ليستقر يف أفهامهم أنهم بدونه ال شيئ

وبوجوده هم كل يشء!

القائد الحقيقي يؤمن بالناس، يؤمن بكرامتهم

ومتيزهم وطاقاتهم ومواهبهم، يؤمن بهم إىل درجة

تدفعهم إىل اإلميان بأنفسهم. القائد الحقيقي كاملرآة

التي تعكس أفضل ما لدينا من صفات؛ املرآة التي

ننظر فيها فرنى أنفسنا كبارا وشجعانا وأقوياء. أما

القائد املزيف فال يؤمن بالناس وال يؤمن بكرامتهم

وال بقيمتهم، إنه يعامل الناس كأشياء وال يعاملهم

كبرش وهو كاملرآة التي تعكس أسوأ ما فينا من

صفات فعندما ننظر فيها نرى أنفسنا صغارا وجبناء

وضعفاء.

القائد الحقيقي يرحب بالنقد ويشجع عليه ويشكر

من يأيت به وال يعتربه تهديدا له ألنه يستمد شعوره

باألمن من داخله؛ من استقامته وصدقه مع نفسه

ومع اآلخرين. أما القائد املزيف فيجعل نفسه إلها

ال ينتقد، إنه يخاف من النقد ويعتربه تهديدا له

ويعاقب من يأيت به ألنه ال يستمد شعوره باألمن من

داخله؛ من استقامته وصدقه مع نفسه ومع اآلخرين،

بل يستمد هذا الشعور من الخارج؛ من املنافقني

املحيطني به، من مدحهم و إطرائهم و تصفيقهم و

هتافهم!

زاوية منقولة

9يارس تيسري العيتي

Page 10: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

القائد الحقيقي يحيط نفسه بـ)بطانة الخري( برجال

يشبهونه يف الصدق والشجاعة واحرتام الناس، أما

القائد املزيف فيحيط نفسه بـ)بطانة السوء( برجال

يشبهونه يف الكذب والجنب واحتقار الناس.

القائد الحقيقي ينظر إىل القيادة عىل أنها خدمة

للناس وتلبية لحاجاتهم، أما القائد املزيف فينظر إىل

القيادة عىل أنها استعباد للناس وتسخري لهم.

القائد الحقيقي متواضع إىل درجة الخجل وشجاع

إىل درجة التضحية بنفسه يف سبيل الغاية التي يقود

الناس إليها؛ يصف املؤلف جيم كولينز صاحب كتاب

Good To Great القادة الحقيقيني بقوله: ) إنهم

خائفون ورشسون يف الوقت نفسه، خجلون وجريئون

يف آن واحد(.

بقي أن أقول أن القائد الحقيقي ميكن أن يكون أبا يف

بيته أو مدرسا يف صفه أو مديرا يف مؤسسته أو وزيرا

يف وزارته أو رئيسا يف دولته.. ما أحوجنا اليوم إىل

القادة الحقيقيني يف كل مكان.

زاوية منقولةزاوية منقولة

10تتمة

من أقوالهم

قال ابن تيمية:

نهى النبي صىل الله عليه وسلم عن

االختالف الذي فيه جحد كل واحد

من املختلفني ما مع اآلخر من الحق

... واعلم أن أكرث االختالف بني األمة

الذي يورث األهواء: تجده من هذا

الرضب. وهو أن يكون كل واحد من

املختلفني مصيبا فيام يثبته، أو يف

بعضه، مخطئا يف نفي ما عليه اآلخر.

ابن تيمية، اقتضاء السراط المستقيم

Page 11: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

أكرهها عايف التنكة

11

زاوية ميدانية

عايف التنكة

زاوية ميدانية

Page 12: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

12

تأيت فجاءة املروحية الفاجرة تحمل قنابل ساقطة،

ال تستطيع معها حيلة سوى أن تنزل امللجأ و تحمل

بيدك ما تستطيع من أطفال،

إن كنت جلدا حملتاثنني وإن كنت مثيل فواحد، تبقى

الفتاة املصابة بالتوحد وحيدة يف الغرفة تقبع عىل

كرسيها املتحرك ال تدري ما الذي يجري حولها ورمبا

كانت تدري! ما استطاع أحد الوصول إليها يف جلبة

املفاجئة وفزع يصيبك من هدير املروحية الفاجرة

تراوح فوق رأسك، ورمبا مل يلحظ وجودها أحد !

ال وقت يسمح بالنزول إىل امللجأ فبضعة أمتار مسافة

طويلة جدا عندما تكون املروحية الفاجرة تراوح فوق

رأسك ترتبص االنقضاض بقنابلها الساقطة، فتهرع إىل

املمر بني غرفتني تجلس فيه القرفصاء عل جدران املمر

متنع عنك وعنأطفالك الشظايا إذا ما نزلت القنبلة

الساقطة قريبا من دارك !

يف املمر ثالثة عرش روحا ترتقب القدر بعجز كامل،

تتسارع األنفاس و تدور حلق العيون، األم تكتنف

أصغر أطفالها إىل صدرها و األب يتمتم بالشهادتني

انظر أنا خالل الباب ألرى تلك الفتاة املتوحدة الزالت

عىل كرسيها املتحرك وحيدة بال حول أو قوة، تلتقي

عيني بعينيها لثانية واحدة أو اثنتني !!

ثانية واحدة فقط أفقد معها كل شعور باإلنسانية كل

إحساس بالرجولة، هذا هو أنت يف مواجهة املوت،

عاريا متاما أمام ذاتك !! ثانية واحدة فقط !!!

يا الله !!!!!!

كم كشفت مواجهة املوت للذات من حقائق كنت

أجهلها !!!

ثوان و تهوي القنبلة الساقطة ولها صفري بل هدير، و

يبدأ الرصاخ والعويل، ثم تنفجر !!!

الحمد لله مل تسقط فوقنا ...

بل قريبا من دار مجاورة لتقتل سبعة !!!

يف الصباح تدير التلفاز لتنظر يف األخبار، فتقرأ كل

األهوال التي عاينت باألمس يقرأها الناس و ال يلقون

لها باال عىل الرشيط اإلخباري بالصيغة التالية :

"مقتل سبعة مدنيني بسقوط برميل ألقته مروحية

للنظام يف مدينة كذا .."

ال بأس ....

اللهم إنك تعلم فجور عدونا وضعف قوتنا وقلة

حيلتنا وسوء طويتنا وتراخي شكيمتنا وفساد قلوبنا

وما أنت أعلم به بأنفسنا من أنفسنا...

اللهم اجمل علينا بالسرت يف الدنيا واآلخرة ومتم،

اللهم ونسألك أن ال تعذبنا بالنار وأن تدخلنا الجنة

عاملنا مبا أنت أهله وال تهلكنا مبا نستحقه

والحمد لله رب العاملني

زاوية ميدانية

عايف التنكة

تتمة

2014/10/4

زاوية ميدانية

Page 13: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

13

لماذا ال نمشي

الحيط الحيط؟ سارة

أدب الثورة

سارة

Page 14: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

14 تتمة

أدب الثورة

بوسع اإلنسان أن يعيش تاركا العنان لنفسه

وشهواته...

كام بوسعه أن يعيش تحت ظل النظام مساملا صامتا...

بوسعه أن يستيقظ كل يوم بال سبب منطقي، مييض

حياته كام البهائم...

ويتفضل عليه الظامل املبجل بكرسة خبز من رغيفه

املرسوق...

سألتني صديقة اليوم، ماذا استفدتم اليوم من الثورة؟!

وكأن الجائع قد شبع بعد الثورة، انظري حولك

تجدينه قد ازداد جوعا... مل أدر حقيقة ماذا أرد عليها،

لكن هل ترسي علينا نحن البرش الذي كرمنا باألمانة

-قوانني املاشية املرتبطة مبعدل العلف اليوم؟!ال أدري

إن كان يحق لنا أن نتكلم ومل نترضر كام البقية...

ولكن،الله كرمنا وخلقنا لنستخلف يف األرض ونعمل ال

لنمر عليها بسالم ونرتكها كام جئنا إليها أو أشد سوءا...

ويتلقانا السؤال املعتاد... “كرمال الله هأل حتغريو

الكرة األرضية؟!”قد ال نستطيع تغيري يشء، وقد

نستطيع أن نكون جزء صغريا من التغيري الضخم،

هي حياة واحدة سنحياها،وقد كتب موعد موت

الشهداء قبل والدتهم... فأيهام خري؟! ميتة الشهيد

أم ميتة الفراش؟! وأيهام أفضل حياة الكرامة

أو حتى محاولة الحصول عليها أم حياة السالم

الذليلة؟!

قد تكون الثورة رضبا من الجنون حسب إحصائيات

الجوع و األموات، ولكنها أحيت قلوبا ميتة وأظهرت

الحق من الباطل... أظهرت املعادن الحقيقة وبنت

نفوسا طيبة كانت قيد البناء عىل شكل آخر...

اللهم تقبل شهداءنا وأفرج عن املعتقلني وأشعل

الهمة يف قلوبنا يا الله...

ألهمنا الصواب ودلنا عىل طريق الحق يا رحمن...

Page 15: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

أدب الثورة

15إبراهيم شيبان

على هذه الطريق

إبراهيم شيبان

Page 16: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

16 تتمة

منيض مخلفني وراءنا العامل بأرسه ..

متجهني إىل األمام بينام ترتاجع األشياء واألقوام ..

تتهاوى عندنا قيم املجتمع، لتحل مكانها أخرى ...

............

تتهاوى من حولنا األشياء واألشخاص، نخرس أضعاف

مانكسب ...

موقنني بأن مامنيض نحوه يستحق البذل مهام طال انتظاره

.....

............

عىل الدرب نذكر وننىس، نتشبث بوجودنا ويهرب منا ..

منيض متسلحني باألمل، نرسم ابتسامة وسط الدموع ....

نحاول أن نبقي يدنا مشدودة عىل يد رفيق سرينا....

بينام تحاول األخرى تهدئة نبضات قلب تعب من طول

الطريق وتخلفه عن الكثريين ممن سلكوا ذات الطريق ..

............

يسبقنا عىل ذات الدرب من صدق العزم وعلم مغزى

وجوده ..

بينام يحيد عنها من ليس أهال للميض فيها قدما ...

............

يتملكنا خوف من التعرث، من فقدان الدليل والدافع ...

من عمى الليايل الطويلة، وحلكة ظالمها ...

............

خوف من غربة تتملكنا ..

ألفناها وباتت جزء منا، ال نفتأ ننفضها عنا بال جدوى ..

نسعى بكل مامنلك لنبذها من قلوبنا ..

............

وعىل هذه الطريق ننام لتصحوا أحالمنا ..

منوت لتولد آمالنا، ولتستمر بدمنا رسالة الراحلني

ويتسلمها عنا من

يأيت وراءنا ويحمل العزم والدافع ذاته عىل ذات الطريق

...

............

عىل هذه الطريق منيض يدفعنا إمياننا ويتخاطفنا شوق

وحنني ..

لكننا نتجاهله وعيوننا ترنو نحو الضوء القادم من النهاية ..

نحو نهاية للطريق ..

وهذا هو الطريق

أدب الثورةأدب الثورة

Page 17: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

قصةما قبل النــــوم

السوري

أدب الثورة

17السوري

Page 18: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

يف يوم من األيام عاشت دودة صغرية سمت نفسها

موظفا .. يف جحر تحت األرض سمته وظيفة ..

يغريها يف كل حني ضوء قادم من األعىل بإطالة النظر

و مداومة التفكر و الخروج من عتمة التكرار و من

جحيم التنافس ..

قد مينحها الجحر وهم االستمرار و ضباب االستقرار..

و قد يربط مؤخرتها الصغرية بسلسلة تكرار يومية

وهمية مكتوب عليها و بخط عريض .. املعيشة .. لكن

الضوء العلوي يغريها أيضا بحقائق واسعة و جميلة

ليس من السهل أبدا تجاهلها كلام تقدم بها العمر

ودارت بها الحياة.

..

يف يوم ما تحرك يشء ما يف أحشاء الدودة .. يشء ال

يقاوم ..

سمته شعورا ..

حركة غري مفهومة .. تراوغ و تجعل من أمر االستمرار

يف الجحر موت محتم ..

حركها الشعور الحر .. فدفعها للتحرك باتجاه النور

القادم من األعىل .. وإذ وصلت إىل مكان تجمع الضوء

استطاعت أن تلوي نفسها معاكسة كل قوانني الحركة

التي تعودتها سابقا.. يك تتمكن من تفحص تلك

الطاقة الضوئية القادمة من فوق ..

بعد لحظات من االنبهار استطاعت إدراك مساحة

مضيئة بالغة االتساع ..

هالها املنظر وغمرها النور ..

فابتسمت ..

و بكت ..

و سمت ذلك االتساع: سامء ..

مل تستطع املقاومة ..

دفعها شعور ال يقاوم ملالمسة الرحابة ..

فتحرك جسدها و ارتقت حركاتها و تسامى زحفها

بتسامي هدفها .. فزحفت نحو السامء ..

و استمرت حتى وجدت نفسها خارج الجحر ..

أدب الثورة

عايف التنكة

18السوري

Page 19: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

تنفست ..

كان املكان مرعبا واسعا و جميال بآن معا ..

لكن السامء ما تزال بعيدة ..

تلفتت حولها .. فوجدت دربا طويال صاعدا نحو

األعىل ..

دربا بنيا قاسيا و خشنا .. ومخيفا ..

سمته شجرة ..

كان الدرب يالمس السامء يف نهايته .. أو هكذا رأت ..

فزحفت نحوه و بدأت التسلق ..

مل يكن التسلق سهال .. فالدرب وعر و طويل و ميلء

مبخاطر شتى ..

لكنها مل تتوقف .. فقد خرجت من جحرها أخريا

واتجهت نحو االتساع وما من يشء سيوقفها .. إال

املوت ..

استمر الصعود .. وتزايدت املخاطر .. حتى وصلت

مكانا مرشفا عاليا .. تبدو السامء فيه وشيكة ..

فسلكت دربا جانبيا صغريا

سمته غصنا ..

يتوارى تحت عامل من قلوب صغرية خرضاء ..

سمتها أوراقا ..

استطاعت أخريا أن ترى العامل من فوق الغصن

املرشف .. كحقيقة فعلية .. ال كوهم مقيت ..

فتمسكت بالغصن .. و ربطت نفسها فوقه .. يك ال

مينعها يشء بعد اآلن من مالمسة االتساع ..

و إذ أمعنت يف إرصارها .. نطق يشء ما يف صدرها

.. كأنه جنني أو رمبا كمون ناطق ما كان ليخرج لوال

إرصارها املستمر .. يرصد الكينونة الحقة يف سبيل

الصريورة الحقة ..

كأن روحها تتصاعد منها .. وتخرج خارجها لتلفها و

تغطي كل كيانها القديم .. و كل ماضيها الدودي ..

بقيت مرصة فوق صليبها حتى صارت روحا يف داخلها

جسد ..

و إذ ذاك سمت نفسها رشنقة ..

و ابتدأ املخاض ..

أدب الثورة

عايف التنكة

19السوري

Page 20: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

..

تعاقب دوران الشمس ..

وسمته زمنا ..

رابطت .. و متاسكت

مل تكن الريح هينة لينة .. ومل تكن عوامل الطبيعة

طيعة لطيفة .. بل كان الكون قاسيا.. وكانت الحياة

قمة يف الخشونة ..

لكنها كمنت حتى نطق املولود .. كروح يف داخل

جسد يف داخل روح ..

صارت جسدا بني روحني ..

شعرت بحقيقة االختالف .. كأنها تطلق جنينا .. أو

طائرا .. أوجناحا عمالقا .. أو كرة أرضية من صميم

صلبها ..

تحركت .. مزقت روحها الخارجية .. عادت جسدا .. يف

داخله روح ..

نظرت نحو األسفل فوجدت ترابا و الكثري من

الدودات ..

سمتهم مواطنني ..

نظرت نحو األعىل فعانقتها الرحابة ..

و إذ حاولت ملسها .. طارت ..

مل تعد تزحف .. بل صارت تطري ..

أيقنت أنها ليست وحدها يف هذا الكون .. بل متلكت

قلبها قوة هائلة و رحيمة متلك آفاق االتساع ..

قوة تبارك الطريان و تبارك أي زحف مرشوع نحو

السامء ..

فسمته الله ..

وسمت نفسها فراشة .. أو ثورة .. أو وطنا .. أو مجرد

إنسان .. ال يرىض بغري التحليق بديال ..

أدب الثورة

عايف التنكة

20تتمة

Page 21: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

https://www.facebook.com/Sela.Syr21

تصميم من مجموعة صلة

تصميم من مجموعة صلة

Page 22: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

وظائف القلب في القرآن

الكريم

22 Naum.Sh

Naum.Sh

أعضاء بصرية

Page 23: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

أعضاء بصرية

هذا املوضوع دفعني للبحث يف القرآن عام يتعلق

بالقلب، فوجدت أن اإلشارة للعقل يف القرآن )أفال

يعقلون، تعقلون .. ( قد وردت حوايل خمسني مرة ،

بينام وردت اإلشارة للقلب وأفعاله وما يؤثر به وفيه

.. أكرث من مئة مرة

ومن يتأمل يف خصائص القلب حسب ما ورد يف القرآن

الكريم ، يرى أن كثريا منها كنا نظنها تخص العقل

.. فقط

وهذه أغلب الصفات والسامت التي وصف بها القلب

:يف القرآن الكريم

)االطمئنان )ولتطمنئ قلوبكم به

الخوف )وإذ زاغت األبصار وبلغت القلوب الحناجرـ

)من شدة الخوف

)الرعب )سنلقي يف قلوب الذين كفروا الرعب

)الفقهـ الفهم )لهم قلوب ال يفقهون بها

)املرضـ النفاق )يف قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا

القسوة )ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي

)كالحجارة أو أشد قسوة

)الكفر )قالوا قلوبنا غلف، بل لعنهم الله بكفرهم

)االستكبار )أرشبوا يف قلوبهم العجل بكفرهم

)الزيغـ الضالل )يف قلوبهم زيغ

)الهداية )ربنا التزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا

األلفة واملحبة )فألف بني قلوبكم فأصبحتم بنعمته

)إخوانا

)الحرسة )ليجعل الله ذلك حرسة يف قلوبهم

الكفر )من الذين قالوا آمنا بأفواههم ومل تؤمن

)قلوبهم

اإلميان )ولكن الله حبب إليكم اإلميان وزينه يف

)قلوبكم

)التقيـة )يقولون بأفواههم ما ليس يف قلوبهم

السمعـ تأثري القلب عىل السمع )ونطبع عىل قلوبهم

)فهم ال يسمعون

الشجاعة والبأس )لريبط عىل قلوبكم ويثبت به

)األقدام

23 Naum.Sh

Page 24: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

أعضاء بصرية

الخري )إن يعلم الله يف قلوبكم خريا يؤتكم خريا مام

)أخذ منكم

) الغيظ ) ويذهب غيظ قلوبهم

الشك والريبة )وارتابت قلوبهم فهم يف ريبهم

)يرتددون

النفاق )يحذر املنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم

)مبا يف قلوبهم

)العلم )وطبع الله عىل قلوبهم فهم ال يعلمون

)اإلنكار )فالذين ال يؤمنون باآلخرة قلوبهم منكرة

الغفلة )أولئك الذين طبع عىل قلوبهم وسمعهم

)وأبصارهم وأولئك هم الغافلون

التقوى )ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى

)القلوب

)الوجل والرهبة )الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم

التعقل والفهم )أفلم يسريوا يف األرض فتكون لهم

)قلوب يعقلون بها

)الطهارة )ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن

)اللني )ثم تلني جلودهم وقلوبهم إىل ذكر الله

اإلشمئزاز )فإذا ذكر الله وحده اشأمزت قلوب الذين ال

)يؤمنون باآلخرة

)السكينة )هو الذي أنزل السكينة يف قلوب املؤمنني

الخشوع )أمل يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر

)الله

الرأفةـ الرحمة )وجعلنا يف قلوب الذين اتبعوه رأفة

)ورحمة

العمى )فأنها ال تعمى األبصار ولكن تعمى القلوب

)التي يف الصدور

فتعالوا يا إخويت نعد العدة لنذهب إىل الله بقلب

: سليم

.)إال من أىت الله بقلب سليم(

.. فاجعلنا يا ربنا منهم ومعهم

تتمة

أعضاء بصرية

24

Page 25: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

25

دراسة

أبو يعرب املرزوقى

أبويعرب املرزوقي

الجزء الثاين

الجلي والخفي

من كونية

الربيع العربي

في سوريا

25

Page 26: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

الجزء الثاين

كنت أدرك بحدس غائم الكوابيس التي تحاك ضد األمة اإلسالمية عامة وقلبها العريب خاصة دون

فهم لسالسل العلل التي تجعلها مفهومة. وألنها غري مفهومة كان الكثري يتهم من يفكر فيها بأنه يعاين مام أصبح يسمى بعقدة املؤامرة. وطبعا مل ينقد أحد نقد عقدة املؤامرة فيبني أن نفيها قبل

تحديد املقصود بها هو بدروه هروب من مواجهة حقيقة علمية تتمثل يف أن البرش مهام ترقوا يبقى

أساس سلوكهم خاضعا ملنطق التاريخ الطبيعي أعني الرصاع من أجل مقومات الحياة ومن ثم

مبنطق البقاء لألقوى: فإذا كان القصد باملؤامرة هو التقانص املتبادل بني الكائنات الحية وخاصة ما كان

منها قادرا عىل التخطيط االسرتايتيجي فإن نفيها مناف للعقل وللتاريخ.

-1فكل الجامعات محكومة داخليا )بني األفراد والفئات( وخارجيا )بني الجامعات املختلفة( ومن بدء التاريخ املعلوم يحكمها التقانص املتبادل )كل

حصول عىل مقومات الحياة منطقه هو منطق الصيد: أي حيل الحرب ما مل يعل اإلنسان عىل

الحيوانية بالروحانية القرآنية: النساء 1 والحجرات 13( والرصاع من أجل مقومات الحياة )املاء والكأل

يف البداوة والطاقة واالقتصاد حاليا(: وميكن أن يسمى التخطيط لهذا الرصاع بني األمم والجامعات

مؤامرات متبادلة هدفها تحريك الرصاع الداخيل

ألضعاف الخصم من أجل النجاح يف الرصاع الخارجي.

-2 كثريا ما يعاب عىل أي محاولة للفهم تأخذ بعني االعتبار هذا البعد من التاريخ البرشي بأنها تعقد

األمور فتبدو وكأنها تبعد عن الفهم أكرث مام تقرب إليه وخاصة عند من تعود عىل الكسل الذهني وال

يريد أن يزعج راحة باله إىل أن تحل به املصائب متناسيا آية الردع )60 من األنفال( التي مل يعد

يعمل بها يف الحقيقة إال أعداء األمة. ذلك أن التعليل الدقيق لألحداث غالبا ما يكون من البعائد

التي قد ال تتبادر إىل األذهان بسبب خفاء الصلة بينها وبني مجرى األحداث. ويف الغالب يكتفي

الفهم العامي بالقول إن الفلسفة تعقد األمور دون فائدة مكتفيا برضب املثال املعتاد يف حكمة الكسىل

من العباد: ال تدر يدك وراء رأسك لرتينا األذن اليرسى بيدك اليمنى اليمنى بل أرنا إياها دون

حاجة لاللتفاف حول رأسك.

لكننا مضطرون لاللتفاف حول الرأس معاندين الفهم العامي ألن الفهم العلمي يفرس البسيط باملعقد مبجرد أن يبني أن البساطة هي بساطة

من ال عقل له وأن كل األمور مرتابطة يف تحديد مجريات التاريخ البرشي الذي هو حيواين قبل أن يكون إنسانيا. والراس هنا تتحدد بظاهرتني من يغفل عنهام لن يفهم ما يجري يف تاريخنا

الحديث وخاصة علل تكوين دولة إرسائيل يف قلب

دراسة

26أبو يعرب املرزوقى

Page 27: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

الوطن العريب بدافعني ذايت ليهود العامل وأجنبي ملستعمريه.

-3فإرسائيل غاية ذاتية لليهود وأداة استعامرية للغرب االستعامري. والجمع بني الغاية واألداة

هو جوهر ما يسمى باملسيحية الصهيونية التي تعترب الواليات املتحدة األرض املوعودة الجديدة

التي ستمكن من العودة إىل األرض املوعودة القدمية ومن ثم لتحقيق سلطانهم عىل العامل.

ذلك أن إرسائيل ال ميكن اختصارها يف دور القاعدة االستعامرية وال ميكن اختصارها يف دور الدافع

الديني الحتالل األرض املوعودة. إمنا هي مثرة التقاء املطلبني اللذين تجمعها غاية واحدة هي اإلبقاء عىل سلطان الغرب الذي صار يعرف ذاته بكونه صاحب الحضارة اليهودية املسيحية سلطانه عىل العامل. ومن يهمل أحد هذين الوجهني ودوره يف

هذه الغاية يبترس األمور فال يحسن التعامل معها باسرتاتيجية قادرة عىل الظهور عليها الذي هو

رسالة املسلمني إلنقاذ البرشية من الفلسفة التي تعترب الجميع “جوهيم” يستعبده ويستبد به من

يتصور نفسه شعب الله املختار. فام هام هاتان الظاهرتان بتحديد فلسفي غري مقترص عىل القرائب

بل يتجاوزها إىل البعائد؟

فأما األوىل فهي التخطيط االسرتاتيجي ملن يتعامل من القوى اإلمرباطورية العاملية مع حقائق التاريخ

بهذا املنطق معتربا إياها بالجوهر رصاعا عىل أسباب العيش بني البرش بوصفهم قبل كل يشء

خاضعني ملنطق التاريخ الطبيعي )الرصاع من أجل البقاء(: وذلك هو مدلول العجل الذهبي واقتصاد

االستعباد والربا.

وأما الثانية فهي خصائص املنطقة اإلسالمية وخاصة ما يشغل قلب العامل منها أعني ما اصطلحت

املسيحية الصهيونية عىل تسميته بالرشق األوسط الكبري أعني موضوع كالمنا هنا لفهم ما يجري يف

سوريا. فهي الفريسة املستعدة لألخذ عنوة ألن أصحابها يغطون يف نوم عميق وال يعملون بالوصية

االسرتاتيجية القرآنية: اآلية 60 من األنفال.

-4رأينا بالتحليل املفهومي من منطلق فلسفة التاريخ الطبيعي )اإلنسان حيوان( وفلسفة التاريخ

الروحي )عبادة العجل( كيف أن منطقتنا صارت فريسة بسبب تجاهل أهلها هذين املنطقني بل

والخضوع لعكسهام أعني عدم العمل بآية الردع التي تهدف إىل التصدي لهام مبا يحول دون

مفعولهام الذي وصفناه فحددنا طبيعته. إنه الغرق يف االنحطاطني:

االنحطاط الذايت الذي أغرق الفكر الديني يف خرافة السكر الروحي عند النخب التقليدية: فصارت معاركهاالفكرية مدارها أتفه قضايا الحياة مثل

تحليل كذا وتحريم كذا واالنحياز السالب للفساد واالستبداد برتكه يرتع يف البالد خدمة لحامتهم من

مستعبدي اإلنسان يف كل مكان.

دراسة

27أبو يعرب املرزوقى

Page 28: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

واالنحطاط األجنبي الذي أغرق الفكر الفلسفي يف سخافة السكر املادي عند النخب الحديثة: فصارت

الثانية: فصارت معاركها الفكرة مدارها أسخف مظاهر التقدم مثل مدح كذا وذم كذا من قشور التمدن واالنحياز املوجب لهذا االستبداد والفساد

الذي يعيث يف البالد خدمة لحامتهم من مستعبدي اإلنسان يف كل مكان.

-5 فلننزل اآلن إىل أحداث التاريخ: أليس كل ما يجري منذ حروب الخليج ومنذ ثالثتها خاصة هو

استعداد االستعامر الغريب -األورويب األمرييك-الستباق ما بدأ يلوح يف األفق بعد بداية النهاية للحرب الباردة مع االتحاد السوفيايت الذي ذوى وإعادة احتالل الرشق األوسط الكبري الذي ميثل

مادة القوة الخام بكل مدلوالتها -املادية والروحية-استعدادا فاعال ملنع األقطاب الجديدة من رشوط

منازعة الغرب عىل زعامة العامل بأدوات قوته التي صارت يف متناول الجميع)العلوم والتكنولوجيا(؟

أال يدل عودة الرشق األقىص للفاعلية التاريخية التي تنافس الغرب يف ما كان يتصوره حكرا عليه

قد أعاد البرشية إىل رشوط القوة األساسية منذ أن نشأت الجامعات البرشية أعني الرثوات واملواقع الطبيعية التي متكن من التحكم يف رقاب البرش )الطاقة والغذاء يف اليابسة ويف البحار السخنة(.

وبعبارة وجيزة أليس مشكل الغرب اليوم هو: كيف يحول دون املحيطني بدار اإلسالم عامة وبالوطن العريب خاصة عدميي القوة الذاتية لحامية ذاتهام

وثرواتهام من مقاسمته بل وإخراجه منها لقربهام ولقدرتهام الدميغرافية املهولة؟ أال يستعد الغرب ملنع الصني والهند واملسلمني إن انتقلوا من القوة

إىل الفعل من أن تصبح لهم قدرة عىل منافسته يف سيادة العامل بعد أن أصبح ما يتميز به عليهم من

العلوم والتكنولوجيا والتنظيم الحديث لالقتصاد والتجارية وحتى للحياة الجمعية يف متناولهم؟

وهذا يقتيض خطة ذات وجهني:

وجه سالب:

منع رشوط البناء الحديث بالنسبة إىل القوى التي ماتزال يف طور التكون والتي متثل بالقوة خطرا

عليه: أي تفتيت الدول وإدخالها يف حروب أهلية ال نهاية لها حتى تبىقي بحاجة إىل حامية بعضها ضد بعضها اآلخر وهو ما سيوقف كل إمكانية ملنافسته

يف العلوم والتكنولوجيا.

وجه موجب:

االستحواذ عىل مقومات القوة املادية قبل فوات الفوت وذلك مبنع القوى التي تجاوزت هذا الطور

وأصبحت قاب قوسني أو أدىن من تجاوزه يف ما يتميز به ومن ثم خنقها بالسيطرة قبلها عىل

مصادر الطاقة واملمرات العاملية فضال عن مجال التمدد الدميوغرايف بسبب فراغها شبه الكامل من

الكثافة السكانية.

تتمة

دراسة

28

Page 29: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

29

دراسة

أدومها

وإن قـــــــــل

حلل ثم حل

بقلم فؤاد

29 فؤاد

Page 30: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

كلام مر وقت وجلست ألتفكر فيام مىض من

أوقات وكيف تم إنفاقها وماذا كانت محصلتها

وحجم االستفادة منها... أذهل بالنتائج... لضعفها

لألسف!

كرثة املشاريع واألفكار واآلمال ال تكاد تنتهي

من عقل أي واحد منا ولكن أي من هذه األفكار

والطموحات يتحقق أو يرى النور ... لألسف أقل

القليل.

وبدراسة كل النتائج اإليجابية املتحققة والتي

نجحت يف إمتامها أنت أومعظم البرش، ستجد أن

من أهم العوامل تحققها هو االستمرارية وبغض

النظر عن كمية وحجم العمل املبذول فيها.

قد تجد حافظا للقرآن بذل ما يقارب السنة من

عمره بشكل مكثف وبوترية عالية جدا حتى

حقق هذا اإلنجاز الرائع ولكن لوال استمراريته

ومحافظته عىل الهمة العالية املستمرة ملا وصل

لنيل هذا الرشف، وهذا النوع من اإلنجازات

هو األقل عموما، حيث باملقابل ستجد معظم

الحفظة اآلخرين وهم األكرث من ذوي العمل

البسيط املستمر، فمنهم من خصص ساعة يوميا

واستمر لعدة سنوات لنيل ذات الرشف وآخرين

بذلوا وقتا أقل فاحتاجوا لسنوات أكرث لتحقيق هذا

الفخر ولكنهم وفقط ألنهم استمروا نجحوا بذلك...

وكل من تقاعس عن االستمرار فشل أو وصل

لتحصيل أقل.

وميكننا أن نعمم املثال نفسه عىل أي يشء آخر يف

الحياة، واألمثلة عىل ذلك كثرية جدا، ومنها أيضا

املطالعة وجميعنا حاول االلتزام بها بعد أن عرف

أهميتها وفوائدها ولرمبا خصص ساعات يوميا

لهذه الغاية ولكن لألسف وألسباب متعددة منها

الضغط يف الوقت أو االنشغال أو السفر أو الكسل

فعل ذلك أليام قليلة ثم توقف متاما، قرأ لعدة

ساعات ... عدة أيام ثم توقف عن املطالعة ألشهر

بل رمبا لسنوات وغالبا كرر املحاولة بعد أن أحس

من جديد بحجم الخري الذي يفقده ويضيع منه

فخصص جرعة اندفاعية كبرية للبدء من جديد

بوترية عالية ثم ما لبث أن خبت همته وتوقف

حلل ثم حل

30 فؤاد

Page 31: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

وعاد إىل وضعه السلبي السابق.

ولعل هذا يحدث بكل األمور تقريبا كحفظ

القرآن، التامرين الرياضية، االهتامم باآلخرين،

تنمية املواهب والهوايات ....

ويف هذه املواقف أتذكر دامئا الحديث النبوي يف

صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة ريض الله

عنها أنها قالت: سئل النبي صىل الله عليه وسلم

أي األعامل أحب إىل الله قال أدومها وإن قل،

وقال اكلفوا من األعامل ما تطيقون.

إن هذا الحديث يصلح ليكون أحد مبادئ نهضة

أمتنا، حيث البد من العمل للنهوض، والعمل

حتى يؤيت مثاره البد له من االستمرارية، وعندها

تحدث اآلثار الكبرية والنتائج املذهلة.

االستمرار بالعمل يضمن النجاح ويدعو للتطوير

ويزيد من الخربات ويراكمها وكل ذلك يتطلب

االتقان والذي بدوره يفتح أبواب اإلبداع.

حاول أن تنظر حولك ألي عمل كبري مؤثر يف الحياة

سرتى لزاما أنه مستمر ومبني ليستمر وهذا يعطيه

القوة والصالبة.

ذكر الدكتور عبد الكريم بكار أن االنسان الذي

يتعلم ملدة نصف ساعة يوميا يف أحد العلوم يصبح

بعد خمس سنوات مرجعا يف هذا العلم. عندما

تفكر بالنتيجة من هذه الزاوية تذهلك النتائج

وحجم التغيري الذي قد يصيبك ويصيب املجتمع

باملقابل من جراء هذا املبدأ.

مشاكلنا ترتكز يف الجهل وضعف الخربة واملؤهالت،

فتجد الواحد منا يبلغ الثامنة عرشة من عمره وهو

ضعيف املؤهالت وغري مناسب لدخول سوق العمل

لقلة خربته ولفقدانه التخصص مبجال محدد، فرتاه

يصبح عالة عىل املجتمع يف الوقت الذي ينتظر

منه أن يكون شخصا منتجا، وبدال من العمل

لتجاوز هذه املشكلة تراه بعد عدة سنوات أكرث

تيها وضعفا وتشتتا، وقد زادت مشاكله وكرب حجم

الضغط عليه أكرث. وبعدها أيضا بسنوات أخرى

حلل ثم حل

31 فؤاد

Page 32: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

سرتى غالبا املشاكل نفسها وال حل يلوح يف األفق.

ومتر السنون واملوضوع يتفاقم وكل ذلك يرافقه

ضغوط نفسية وأزمات، وفرد جديد يف املجتمع...

بدال من العطاء يأخذ... وبدال من التطور يفشل.

ولعل هذا ولألسف ينطبق حتى عىل طالب

الجامعات حيث يدخل الطالب جامعته

ويتخصص مبجال غالبا ال يفقه الكثري عنه

ويتخرج من جامعته بعلم ضعيف هزيل حصله

خالل رحلته للحصول عىل الشهادة والتخرج ليس

إال.

وبالعودة يف الزمن نرى بوضوح أن خمس سنوات

متر مر السحاب ونصف ساعة يف اليوم من

املستحيل أنها غري متوفرة، فإذا عقدنا العزم اآلن

وبغض النظر عن عمرنا واملرحلة التي نحن فيها

وخصصنا وقتا محددا يوميا يف موضوع محدد

فلن مير وقت طويل حتى نلحظ تغريا كبريا يف

حياتنا نحو األفضل بعون الله.

وقالوا ال تحقرن صغرية ... فإن الجبال من

الحىص...

فكام هي تقال عىل األعامل السيئة والذنوب

فإننا نستطيع إطالقها عىل األعامل واالنجازات.

ويقول املفكر اإلسالمي مالك بن نبي إن حركة

التاريخ تقوم عىل آالف الجهود الصغرية التي ال

نلقي لها باال.

التغيري ليس مستحيال وال صعبا إذا عاملناه بروية

وطول بال فواقعنا السلبي نتج عن سنوات طويلة

من االنحدار وتغيريه يحتاج إىل وقت وعمل دؤوب

مستمر، وال أنفع ما يعني عىل ذلك، مثل أحب

األعامل اىل الله أدومها وإن قل.

حلل ثم حل

32 تتمة

قال رسول الله صىل الله

عليه وسلم:

“املسلم من سلم الناس

من لسانه ويده، واملهاجر

من هجر ما نهى الله

عنه”.

صحيح - أخرجه اإلمام أحمد يف املسند،

وهو يف سنن النسايئ وقال األلباين: حسن صحيح.

بلغوا عني ولو آية

Page 33: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

من فكر العادليني

33من أقوال عمر بن الخطاب

من أقوال عمر بن الخطاب

إنكم ال تنرصون عىل عدوكم بقوتكم وال عدتكم ولكن تنرصون عليه بطاعتكم

لربكم ومعصيتهم له فإن تساويتم يف املعصية كانت لهم الغلبة عليكم بقوة

العدة والعتاد

Page 34: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

زاوية املرأة

محمد عمارة

مقتطفات من كتاب مسلمون ثوار _

كانت أسماء بنت أبي بكر من ضمن من

ضرب عليهم الحصار مع ابنها عبد الله بن

الزبير من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي ..

سيدة عجوز قد بلغت من العمر مائة عام ! ..

ذهب بصرها, ولكنها احتفظت بعقلها اليقظ

الواعي ورأيها الصائب الحكيم بل وبقيت لها

أسنانها جميعا!

ويوما بعد يوم أخذت وطأة الحصار تشتد

على سكان مكة, وعلى أنصار عبد الله بن

الزبير .. وكات المجانيق تمطر المدينة

بالحجارة فتدكها دكا .. فلجأ عبد الله إلى

34

أم الفداء محمد عمارة

ذات النطاقين

زاوية املرأة

Page 35: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

35

زاوية املرأة

المسجد الحرام, فلم ينج المسجد وال الكعبة من حجارة

المجانيق!

ولم يصمد مع عبدالله سوى نفر قليل .. وأوشكت

الساعة الحاسمة, واقتربت لحظة اقتحام جيش الحجاج

لمكة .. فتطهر القائد الثائر عبد الله بن الزبير, وصلى,

ولبس ثياب القتال, ودخل على أمه أسماء ليلقاها,

ويعرض عليها األمر, ويأخذ مشورتها, ويودعها الوداع

األخير .. وعندما أحست بوقع أقدامه في حجرتها,

سألت:

_ أعبد الله؟

_ نعم, يا أماه!

فسألها عن حالها .. فشكت إليه اعتالال في صحتها ..

فحدثها _ وهو يريد أن يدخل في موضوعه _ عن أن في

الموت راحة مما يشكو منه اإلنسان! ..

فقالت أسماء .. األم التي بلغت من العمر مائة عام,

ألحب أبنائها إليها:

_ يابني! ال تقبل خطة تخاف على نفسك منها, خوفا من

القتل! عش كريما ومت كريما .. وإياك أن تؤسر فيلعب

بك صبيان بني أمية! ..إنك, يا بني, أعلم بنفسك, فإن

كنت تعلم أنك على حق, وإليه تدعو, فامض له, فقد

قتل عليه أصحابك! .. وإن كنت إنما أردت الدنيا, فبئس

العبد أنت! أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك! .. وال

تقل: إني كنت على الحق, فلما ضعف أصحابي ضعفت..

فإن هذا ليس فعل األحرار وال أهل الدين .. فكم خلودك

في الدنيا؟ .. القتل أحسن, يا بني! ..

فلما اطمأن عبد الله إلى رأي أمه أسماء, وتيقن من أنها

لن تجزع الستشهاده, قال لها:

_ هذا, والله, رأيي, يا أماه! .. ولكني أحببت أن أعلم

رأيك, والحمدلله لقد زدتني بصيرة على بصيرتي! .. ولقد

جئت مودعا, فإني أرى هذا اليوم آخر يوم من الدنيا

يمر بي!..

_ إذن فهذا وداع؟! .. فاقترب مني أشمم ريحك, وال

تبتعد!..

وخرج عبد الله من عند أمه أسماء بطاقة من الفداء

جعلته ومعه نفر يسير من صفوة أصحابه يقاتلون جيشا

جرارا اقتحم عليهم المسجد الحرام وزحفت جحافله

من كل األبواب .. ودارت بين الفريقين معركة فريدة,

ولم يستطيع فيها أعداء عبد الله الوصول إليه رغم

كثرتهم, حتى سقط عليه حجر من المنجنيق فوقع على

محمد عمارة

Page 36: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

األرض فأسرعوا إليه واحتزوا رأسه وحملوه إلى الحجاج,

ففرح الحجاج وأرسله إلى الخليفة عبد الملك بن مروان

بدمشق, فأرسله هو اآلخر كي يطوفوا به في المدن

واألقاليم.. أما الجثمان فلقد صلبه الحجاج قرابة الشهر

دون أن يسمح بدفنه.

وبعد أن اطمأنت األم القوية الصابرة إلى أن ابنها لم

يضعف في مواطن الشدة, ولم يتردد في لحظات

الهول.. وأنه قد مات ميتة الشهداء األبطال.. أحست أن

بينها وبين الموت مهمة عليها أن تقوم بها حيال هذا

البطل الشهيد..

فخرجت تقودها جواريها, وذهبت إلى قصر الحجاج,

لتطلب منه أن يأذن بدفن الشهداء .. وعندما دخلت

عليه, لم ترهب سطوته, ولم تخش قوته وال جبروته,

ودار بينهما هذا الحوار:

_ يا حجاج! قتلت عبد الله؟!

_ يا ابنة أبي بكر! .. إني قاتل الملحدين!

_ بل أنت قاتل المؤمنين الموحدين!

_ كيف رأيت ما صنعت بابنك؟!

_ رأيتك أفسدت عليه دنياه, وأفسد عليك آخرتك! وال

ضير أن أكرمه الله على يديك! فقد أهدي رأس يحيى بن

زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل!..

ثم طلبت إليه أن يأذن لها في دفنه .. فرفض!

وعادت أسماء إلى منزلها تنتظر, حتى جاء إذن الخليفة

عبد الملك بن مروان بإنزال عظام القتلى من على

صلبانها, والسماح لذويها بدفها.. فأخذت أسماء عظام

ابنها عبد الله, وقد تقطعت أوصاله, وذهبت رأسه,

فغسلته, وكفنته, وصلت عليه ودفنته بعد مضي ما

يقرب من شهر على استشهاده!

وهنا أحست األم أنها أكملت رسالتها, فانتقلت إلى

جوار ربها بعد أن دفنت ابنها بأيام! .. ماتت كريمة, كما

عاشت كريمة.. والتزال كلماتها البنها تدوي في اآلذان:

)) يابني! ال تقبل خطة تخاف على نفسك منها, خوفا من

القتل! .. فإن كنت على الحق, وإليه تدعو, فامض إليه,

فقد قتل عليه أصحابك! فليس الضعف فعل األحرار وال

أهل الدين.. القتل أحسن من الضعف, يابني! ..((

زاوية املرأة

36 تتمة

Page 37: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

لوحــــة بصرية

37عــــمــــران

Page 38: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

38

خواطر

خواطر

www.facebook.com/baseerahmag

Page 39: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

39

خواطر

خواطر

ننسحب عند أول مطاف عند أول محنة، وقد

أحاطنا الله بكل ما يعيينا، وقد كلفنا رسميا بقرآن

يتلى إلى يوم القيامة ...

ننسحب لسبب غريب جدا، ننسحب لنريح

رؤوسنا، وقد أرهقتنا النقاشات وأوجعت رؤوسنا..

ننسحب لننعم بالهدوء، بعيدا عن ضوضاء العمل

...

ننسحب وكأننا نريد الجهاد في سبيل الله، هادئ،

مستقرا، نعيما، ما به سوء وال كره ..

يفاجئنا هدهد سليمان )عليه السالم(، يصفعنا

يعبر كل تلك المسافة بين فلسطين واليمن من

أجل قضية يؤمن بها ؟؟!!

بجناحين خفيفين، وحتى بدون تسلمه للمهمة

رسميا، واستخالفه لها....

يكفيه إيمانه بقضيته استخالفا رسميا له من الله ...

يعود وقد أنجز مهمته ليرى سليمان )عليه السالم(

غاضبا يتوعد. ..

هل يأس وقال »لقد قطعت كل تلك المسافة

وشقيت كل هذا لتستقبلني هكذا ؟!!«

لم يهتم، فهنا ال شيء مهم غير القضية، ال شيء

غير الجهاد ألجلها ...

وقال له ))وجئتك من سبأ بنبأ يقين((، لم يذكر

شيئا عن تعبه وجهده، كل المهم هو الهدف

والعمل له، كل المهم هو وظيفتي كخليفة لله ..

نحتقر أفعالنا وتصابينا أمام هذا، يستيقظ فينا

الهدهد، يحلق بإرادتنا لألعالي، ينتصر بنا على

سلبيتنا، ويقنعنا بأنه البد من المشقة البد

من المجاهدة، البد من ذرف العرق والدموع

والدماء...

ببساطة ألنها الدنيا ..

ألنها ساح جهاد ..

ستنقضي يوما ما، وسيذهب غبار الحرب...

لينظر كل منا ما سعى ...

وهنالك عندها نجزى.

البراء بن مالكعن الهدهد في داخلنا

Page 40: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

40

ملخص كتاب

ملخص كتاب

Page 41: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

41

ملخص كتاب

معالم فى الطريق

سيد قطب

ملخص كتاب

عليهام ذاك الجيل الفريد الذي صنع املعجزات -

لرتسخ حكم الله يف األرض من جديد وتحطم صنم

عبودية البرش للبرش لتجعلها خالصة لله وحده.

وأهدى سيد قطب هذا الكتاب وفصوله اإلثني عرش

إىل تلك الطليعة ... مبينا لها خطوطا رئيسية كانت

كام ييل:

يف الفصل األول والذي عنون بـ)جيل قرآين فريد(

يتحدث الكاتب عن الدعوة األوىل التي بدأ اإلسالم

بها والتي أنتجت الجيل الفريد من الصحابة وهو

الجيل األفضل عرب التاريخ، ويوضح تلك األرسار التي

جعلت من ذاك الجيل متفوقا والتي تركزت

بجعل القرآن نبعا وحيدا يستقون

منه، وبأن ذاك الجيل كان يقرأ

القرآن ال ليستمتع أو

يتثقف بل ليتلقى

أمر الله وينفذه

بعد قرائته باإلضافة

إىل أن ذاك الجيل كان فور

دخوله اإلسالم يرمي خلفه ما عرفه

يف الجاهلية من عادات وتبعية وروابط

كافة.

ويف الفصل الثاين من الكتاب )طبيعة املنهج القرآين(

تحدث فيه سيد عن الفرتة الذي نزل فيها القرآن يف

مكة والتي كانت ثالثة عرش عاما والتي تزامنت مع

نتناول يف هذا العدد كتاب معامل يف الطريق لسيد

قطب رحمه الله، وهو كتاب تحدث عن جوهر

الدعوة اإلسالمية وبني أرسار نجاحها يف يومنا هذا

والتي استقاها من العرب والدروس التي نجحت يف

املايض وتوجت برتسيخ حكم الله يف األرض بعد

قدوم الرسول صىل الله عليه وسلم والبدء بدعوته

من مكة والتي أنتجت ذاك الجيل من الصحابة

الذي فتح العامل وحطم األصنام وألغى معامل

الجاهلية.

ويبدأ سيد )رحمه الله( كتابه بالتحدث عن إفالس

األنظمة البرشية الحديثة واحتضارها وخلوها من

أي قيم تدفعها عىل االستمرار، ويرى أنه ال بد من

بعث إسالمي جديد تقوم به طليعة تعزم وتسري،

تحطم وترمي، ورائها كافة مظاهر الجاهلية الحديثة

متشبثة بالعقيدة واملنهج اإلسالميني -الذين سار

Page 42: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

42

ملخص كتاب

ملخص كتاب

)الجهاد يف سبيل الله( هكذا عنون الكاتب الفصل

الرابع والذي بدأ فيه بإيضاح طبيعة اإلسالم كدين

واقعي حريك وأنه إعالن عام لتحرير اإلنسان من

العبودية للعباد كائنا من كانوا، وتقرير ألوهية

الله وحده وربوبيته للعاملني من خالل ثورة شاملة

تزيل حاكمية البرش يف كل صورها وأشكالها، ثم

يطلق األفراد بعد ذلك أحرارا يف اختيار العقيدة

التي يريدونها - بعد رفع الضغط السيايس عنهم،

وبعد البيان املنري ألرواحهم وعقولهم ....ويؤكد

أن محاولة إيجاد مربرات دفاعية للجهاد تنم

عن فهم خاطئ لطبيعة هذا الدين وحني

ننىس أن القضية هي قضية ألوهية

وعبودية العباد.

وأىت الفصل الخامس

من الكتاب

بعنوان )ال إله إال

الله منهج للحياة( بني فيه

سيد أن القلب املؤمن واملجتمع

املسلم هام اللذان تتمثل فيهام هذه

القاعدة وتتأصل بكافة تفاصيل الحياة وتبنى

عليها كافة الشعائر.. وأن السمة املميزة للمجتمع

املسلم هي أنه يقوم عىل العبودية لله وحده يف

أمره كله. كام يضيف بأن املجتمع اإلسالمي ال يقوم

فرتة كان فيها املجتمع أسوأ ما يكون أخالقا وتوزيعا

للرثوة والعدالة وتناول القرآن حينها قضية العقيدة

فقط ومل يتجاوزها إال بعد أن تأكد أنها قد استوفت

ما تستحقه من البيان، وأنها استقرت استقرارا مكينا

ثابتا يف قلوب العصبة املختارة من بني اإلنسان ...

وملا تقررت ال إله إال الله يف النفوس صنع الله بها

وبأهلها كل يشء وأزال حكم الفرس والروم وغريهم

ال ليتقرر فيها سلطان العرب أو غريهم... بل ليتقرر

سلطان الله.

أما الفصل الثالث من الكتاب )نشأة املجتمع

املسلم( يذكرنا الكاتب بأن املجتمع املسلم يقوم

عىل قاعدة نظرية وهي )شهادة أن ال إله إال الله(

وما يرتتب عليها من إفراد الحاكمية لله وحده

وجعلها منهاجا للحياة تعود معها حياة البرش

بجملتها إىل الله. ويذكر أنه من النتائج الواقعية

املبهرة إلقامة املجتمع عىل آرصة العقيدة وحدها

أنها جعلت من هذا املجتمع مجتمعا مفتوحا

لجميع األجناس واألقوام واأللوان واللغات، بال أي

عائق من تلك العوائق. وصنعت منه حضارة عجيبة

متجانسة ضخمة تحوي خالصة الطاقة البرشية.

Page 43: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

43

ملخص كتاب

ملخص كتاب

ورشيعة ونظاما، وخلقا وسلوكا وأن املجتمع

الجاهيل "هو املجتمع الذي ال يطبق فيه اإلسالم،

وال تحكمه عقيدته وتصوراته، وقيمه وموازينه،

ونظامه ورشائعه، وخلقه وسلوكه. ويتجه إىل أن

املجتمع اإلسالمي هو الذي يتجمع فيه الناس عىل

أمر يتعلق بإرادتهم الحرة واختيارهم الذايت... أما

املجتمع الذي يتجمع فيه الناس عىل أمر خارج

عن إرادتهم اإلنسانية فهو املجتمع املتخلف... أو

باملصطلح اإلسالمي. هو "املجتمع الجاهيل" !

)التصور اإلسالمي والثقافة( يف هذا الفصل

يتحدث الكاتب عن املصادر التي يجب أن

يتلقى منها الفرد املسلم الرشيعة

الكونية )العقيدة - األخالق-

السلوك- العبادات

- ونفس اإلنسان

وأسباب قدومه إىل

الكون إلخ( والتي يجب

أن يتلقاها املسلم عن مسلم،

يثق يف دينه وتقواه، ويعلم عنه أنه

يتلقى يف هذا كله عن الله، خالفا إىل أن العلوم

التطبيقية الدنيوية )كيمياء- طب - أحياء - الفلك-

العلوم االدارية( من املمكن تلقيها من املسلم وغري

املسلم. وأن األصل يف املجتمع املسلم حني يقوم

حتى تنشأ جامعة تقرر عبوديتها الكاملة لله وحده

وال تدين لغريه يف نظامها وشعائرها ومن هنا قبل

إنشاء أي مجتمع مسلم يجب االتجاه لتخليص

ضامئر األفراد من العبودية وأن كل مجتمع ال يقر

العبودية لله وحده هو مجتمع جاهيل.

يف فصل الكتاب السادس يتحدث سيد قطب عن

أن هذا الكون مسري مبشيئة الله تدبره وقدر يحركه

وناموسا ينسقه، ومبا أن اإلنسان من هذا الكون،

فقد كان له ناموسا ينسقه وأن الله قد وضع له )

رشيعة كونية( لكل البرش وأن ما من ترشيع وتوجيه

وأمر ونهي إال وهي شطر من الناموس العام الذي

يحقق التناسق املطلق بني البرش والكون، ويصون

الحياة من الفساد، كام أنه يحقق التناسق بني البرش

وفطرتهم فال تقوم املعركة بني املرء وفطرته.

يف هذا الفصل والذي أطلق عليه سيد )اإلسالم

هو الحضارة( يحدثنا عن أن املجتمع اإلسالمي

ليس فقط الذي يضم ناسا ممن يسمون أنفسهم

"مسلمني" ألن "املجتمع اإلسالمي" برأيه هو

املجتمع الذي يطبق فيه اإلسالم. عقيدة وعبادة،

Page 44: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

بل هو اإلسالم فقط... ويقول سيد إن الدعوة مل

تكن يف أول عهدها يف وضع أقوى منها اآلن... وأنها

كانت مستنكرة تحف بها امرباطوريات تنكر كل

مبادئها وأن عنارص القوة الحقيقية كامنة بها... فهي

متلك أن تعمل يف أسوأ الظروف وأشدها حرجا.

ويوضح أنه ليس يف اإلسالم ما نخجل منه، وما

نضطر للدفاع عنه، وليس فيه ما نتدسس به للناس

تدسسا، أو ما نتلعثم يف الجهر به عىل حقيقته

بل أن من يحتاج للتربير هم الذين يعيشون يف

الجاهلية.

)استعالء اإلميان(، }وال تهنوا وال تحزنوا

وأنتم األعلون إن كنتم مؤمنني{

يبحر سيد يف هذا الفصل يف

اآلية السابقة ويخربنا

بأن املؤمن ويف

كافة املواقف

واألحوال وحينام يضج

الباطل ويرفع صوته ويغرف

املجتمع يف شهواته يظل املؤمن هو

األعىل سندا ومصدرا... وإدراكا وتصورا لحقيقة

الوجود كام أنه األعىل تصورا للقيم واملوازين...

وهو األعىل ضمريا وشعورا وخلقا وسلوكا ورشيعة

ونظاما. واملؤمن يقف قابضا عىل دينه كالقابض

توفري هذه الكفايات يف كافة الحقول باعتبارها

فروض كفاية يجب أن يتخصص فيها أفراد منه.

)جنسية املسلم عقيدته( يعيد سيد يف هذا الفصل

توضيح مفهوم الوطن والجنسية يف اإلسالم فيقول:

مل يعد وطن املسلم األرض، إمنا وطنه هو "دار

اإلسالم"، الدار التي تسيطر عليها عقيدته وتحكم

فيها رشيعة الله وحدها، الدار التي يأوي إليها

ويدافع عنها، ويستشهد لحاميتها ومد رقعتها...

وهي "دار اإلسالم" لكل من يدين باإلسالم عقيدة

ويرتيض رشيعته رشيعة ونظاما -ولو مل يكن مسلام

- كأصحاب الديانات الكتابية الذين يعيشون يف "دار

اإلسالم..."

والوطن هو دار تحكمها عقيدة ومنهاج حياة

ورشيعة من الله... هذا هو معنى الوطن الالئق بـ

"اإلنسان". وأما الجنسية فهي عقيدة ومنهاج حياة،

وهذه هي اآلرصة الالئقة باآلدميني .

يف هذا الفصل والذي كان بعنوان )نقلة بعيدة(

يوضح سيد أمورا يجب مراعاتها خالل الدعوة

لإلسالم... بدأها بأنه يجب أن ال ندع الناس يدركوا

أن اإلسالم مذهب من املذاهب اإلجتامعية الوضعية 44

ملخص كتاب

ملخص كتاب

Page 45: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

45

ملخص كتاب

تتمة

الصورة واحدة من صور النرص الكثرية.

وأن القيمة الكربى يف ميزان الله هي قيمة العقيدة

وأن السلعة الرائجة يف سوق الله هي اإلميان.

ويختم سيد الفصل بقوله: إنها قضية ومعركة

عقيدة، وهذا ما يجب أن يستيقنه املؤمنون حيثام

واجهوا أعدائهم، وقد يحاول أعداء املؤمنني أن

يرفعوا راية غري راية العقيدة يك ميوهوا عىل املؤمنني

حقيقة املعركة فمن واجب املؤمنني أال يخدعوا.

))وما نقموا منهم إال أن يؤمنوا بالله العزيز

الحميد((

صدق الله العظيم، وكذب املموهون

الخادعون

http:// : لتحميل الكتاب

goo.gl/Q33AzN

عىل الجمر، وهو يرى نهاية املوكب الويضء ونهاية

القافلة البائسة.

كام أن املؤمن ال يستمد قيمه وتصوراته من الناس

حتى يأىس عىل تقدير الناس... بل يستمدها من رب

الناس وهو حسبه وكافيه.

)هذا هو الطريق(، بهذا الفصل ختم سيد كتابه...

وفيه دعى الداعني إىل الله يف األرض كافة، ويف كل

زمان بتأمل اآليات }والسامء ذات الربوج * واليوم

املوعود * وشاهد ومشهود* قتل أصحاب األخدود(

وكيف أن القرآن أعدها بهذا األسلوب ليصور طبيعة

طريق الدعوة إىل الله واحتامالته، وكان يرسم

للمؤمنني معاملا يف الطريق ويعد نفوسهم لتلقي

أي من تلك اإلحتامالت. إنه حادث بشع تلذذ فيه

الطغاة بتعذيب املؤمنني وهو يبدو يف حساب

األرض خامتة أسيفة أليمة... لكن القرآن يعرف

املؤمنني باملعنى الحقيقي لهذه الخامتة وهو معنى

كريم وكبري جدا، ويعرفهم بالقيم التي يزنون بها

ومبجال املعركة التي يخوضونها ليس األرض وحدها،

وأن الحياة ليست هي القيمة الكربى يف امليزان،

وأن النرص ليس مقترصا عىل الغلبة الظاهرة... فتلك

Page 46: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

صندوق اإلسعافات األولية:

يعترب صندوق اإلسعافات األولية رضورة ال غنى عنه يف املنزل أو السيارة أو العمل أو الرحالت ، فوجود وسائل اإلسعافات األولية تساعد عىل إسعاف املصاب برسعة ،

وتجنب تدهور حالته وتفادى حدوث املضاعفات املرتتبة عن اإلصابة ، فمعظم اإلصابات ميكن التعامل معها

بسهولة وبقليل من الخربة وكثري من العناية وبتجهيز صندوق اإلسعافات األولية عىل أكمل وجه. ويجب حفظ

مواد اإلسعافات األولية داخل صندوق محكم الغلق والكتابة عليه بشكل واضح ووضعه يف مكان ظاهر ميكن

الوصول إليه . حقيبة اإلسعافات األولية للرحالت يجب أن تكون من النوع الخفيف ولها مقابض لسهولة حملها.

مالحظة هامة:

- يف املنزل يجب حفظ حقيبة أو صندوق اإلسعافات األولية بعيد عن متناول األطفال الصغار لضامن سالمتهم.

- تأكد من تاريخ صالحية املواد من فرتة ألخرى وقم باستبدال كل مادة انتهى تاريخ صالحيتها.

- احتفظ بقامئة أرقام هواتف الطوارئ بصندوق أو بحقيبة اإلسعافات األولية.

- يجب االحتفاظ داخل صندوق اإلسعافات األولية بدليل املواد والحالة التي يتم استخدامها كدليل إرشادي عند

استعامل األدوية.

محتويات حقيبة اإلسعاف األويل:

-1 قطن

-2 شاش

-3 شاش معقم علب

-4 أربطة شاش

-5 رباط ضاغط

-6 حامل ساعد

-7 الصق طبي

46

اإلسعاف األويل

اإلسعاف األويل

Page 47: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

-8 خوافض لسان تستعمل كجبائر لألصابع

-9 سرينغات

-10 بوفيدون سائل + بوفيدون مرهم

-11 سافلون أو زفري سائل

-12 كحول أو نشادر

-13 محلول وريدي

-14 مخدر

-15 حب مسكن

-16 حقن مضاد حيوي

-17 حقن ديكلون

-18 مرهم عيني

-19 مرهم للحروق

أدوات الجراحة الصغرى

-20 كفوف معقمة

-21 خيط حرير وإبر خياطة

-22 مرشط وشفرات

-23 ملقطني-مقصني-بنس لحمل إبرة الخياطة

-24 علبة معدنية توضع فيها األدوات الجراحية معقمة

-25 كيس سريوم

47

اإلسعاف األويل

تتمة

Page 48: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

48

عدسة شاب دمشقي

عدسة شاب دمشقي

Page 49: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

49

عدسة شاب دمشقي

عدسة شاب دمشقي

Page 50: مجلة بصيرة - العدد الواحد والعشرون

50

عدسة شاب دمشقي

عدسة شاب دمشقي