الزهراء القدوة وقضايا المرأة المعاصرة - السيد عبدالله...

3

سماحة العلامة السيد عبد اهلل الغريفي

الزهراءالقدوة وقضايا المرأة المعاصرة

مجموعة أحاديث وكلمات حول الزهراء)ع(وقضايا المرأة في هذا العصر

إعداد لجنة الغريفي الثقافية

4

هـراء الـقــدوة وق�صـايـا الـمراأة املعا�صرة الز

يهدى ثواب هذا العمل اإىل روحاملرحوم عي�صى عبدالنبي الزيرةو املرحومة فخـرية عبد املجـيـد

والدي احلــاج عبد املجيد الزيرة

واحلـاج حممد الزيرة.

إهـداء

5

املحتويات

.................................................................................................................................................................... املقدمة

هراء3 النموذج الأكمل ................................................................................................................... الز

هراء3 ............................................................................................................... واقعنا وال�صديقة الز

هراء3 ................................................................................. خطاب املراأة امل�صلمة يف ذكرى الز

هراء3 القدوة وحاجات التاأ�صيل املعا�صر ....................................................................... الز

هراء3 و�صعارات املراأة يف هذا الع�صر ................................................................................ الز

ذكرى ال�صيدة زينب3 والـتاأ�صي�س لدور املراأة امل�صلمة املعا�صرة .........................

اآ�صية بنت مزاحم )امـراأة فرعون( مثال ومنوذجا ...............................................................

هموم املراأة املعا�صرة ................................................................................................................................

املراأة امل�صلمة وحتديات النفتاح .......................................................................................................

املراأة بني مهام الزوجية وم�صوؤوليات الدعوة ............................................................................

دور املـراأة بني التـجمـيد والتـغريـب .................................................................................................

هل ي�صمح الإ�صلم للمراأةاأن متار�س عمل ثقافيا واجتماعيا و�صيا�صيا؟ ...................

.......................................................................................................................... م�صوؤولية املراأة الر�صالية

........................................................................................................................................... اإ�صــكــالت وردود

........................................................................................................................................... حفل �صن التكليف

اخلامتة ................................................................................................................................................................

79

15222737415361718797

125131135151155

املحتويات

6


7

املقدمة

واملر�سلني الأنبياء �سيد على لوات ال�س واأف�سل العاملني، رب هلل احلمد حممد وعلى اآله الهداة امليامني، وبعد:

فهذه بع�ض كلمات حاولت اأن تقرتب من رحاب الزهراء فاطمة بنت ر�سول اهلل4 م�ستلهمة �سيئا من روحانيتها، تقواها، عبادتها، خلقها، طهرها، عفافها،

�سربها، جهادها.وخطابات م�سجد، اأحاديث اأنتجتها عاجلة خواطر اإل الكلمات هذه وما حفل، وم�ساركات وم�ساهمات يف ندوة اأو ملتقى... ولي�ست معاجلات حتمل �سبغة

البحث والدرا�سة والتحليل؛ مما يفر�ض التنبيه اإىل مالحظتني:

امللحظة الأوىل:الغالب يف كونها اخلطابة لغة اإىل اأقرب مب�سطة لغة الكلمات اعتمدت تخاطب جمهورا، وهذا ل يعني اأنها ل ت�سلح للنخب واملثقفني، بل هي كما يبدو النخب هوؤلء ذهنية من تقرتب اأن واأفكارها م�سامينها خالل من قادرة يل

واملثقفني.

امللحظة الثانية:قد يجد القارئ بع�ض التكرار اأحيانا، وهذا اأمر ناجت عن طبيعة التجميع

ملو�سوعات األقيت يف منا�سبات متفرقة.اإنه املتوا�سع منا هذا اجلهد يتقبل واأن والتوفيق، الت�سديد تعاىل ن�ساأله

ل املنان. املتف�س

املقدمة

ال�سيد عبد اهلل الغريفي13 جمادى الأوىل 1430هـ

8


9

هراء3 النموذج الأكمل الز

موذج الأكمل« يف كل تاريخ املراأة، هراء فاطمة بنت حممد4 هي »الن الزادرة ال�س الأحاديث ح�سب العاملني«، ن�ساء »�سيدة تكون اأن ا�ستحقت ولذلك امل�سادر مدون يف هو وكما امل�سلمني عند جميع والثابتـة ،4 اهلل ر�سول عن

املعتمدة. نعم.. فاطمة �سيدة ن�ساء العاملني.

واأبوها حممد �سيد الأنبياء واملر�سلني.وزوجها علي اأمري املوؤمنني و�سيد الو�سيني.

وابناها احل�سن واحل�سني �سيدا �سباب اأهل اجلنة اأجمعني.واأولدها الأئمة الهداة املع�سومون �سادات امل�سلمني.

ومقامات، مبقامات تعاىل اهلل هم خ�س الب�سر �سفوة من النفر هوؤلء مقامات اإنها ال�سادات، �سادة كانوا ولذلك والدرجات، الأو�سمة اأرقى ومنحهم ودرجات من اهلل تعاىل ولي�ست »�سفات تاأليهية« يطلقها ال�سيعة على اأئمتهم ÷ كما تزعم بع�ض الكتابات التي بداأت تظهر على �سفحات اجلرائد وال�سحف يف

هذه الأيام، اإنها كتابات �سيئة ومغر�سة ل يجوز ال�سكوت عليها اأبدا.

هراء النموذج الأكمل: الزاأعظم منها، فكانت املراأة - الدنيا - دنيا ت�سهد باأعظم امراأة مل نلتقي

حقا كما قال اأبوها امل�سطفى4 اأنها:


10


. »فاطمة �سيدة ن�ساء العاملني«(1)•. »فاطمة �سيدة ن�ساء اأهل اجلنة«(2)•

هراء 3: وقد تكثت كلمات النبي 4 تعريفا بالز•»اإنا فاطمة ب�سعة مني من اآذاها فقد اآذاين، ومن اأحبها فقد اأحبني، ومن

�سرها فقد �سرين«(3).، هذا احلديث »اإن اهلل عز وجل ليغ�سب لغ�سب فاطمة وير�سى لر�ساها«(4)•

يعرب عن ع�سمتها، واأنها ل تغ�سب اإل هلل، ول تر�سى اإل هلل. بني التي وروحي قلبي وهي مني، ب�سعة وهي حممد، بنت فاطمة •»فهي

جنبي«(5). . »اإنا فاطمة �سجنة منى يب�سطني ما يب�سطها ويقب�سني ما يقب�سها«(6)•

ال�سجنة: كالغ�سن من ال�سجرة.هذه بع�ض كلمات �سادرة عن من ل ينطق عن الهوى، اإن هو اإل وحي يوحى، هراء 3، وقبلها جاءت �سهادة اهلل تعاىل اإذ وهي ال�سهادة املع�سومة يف حق الز

ركم تطهريا}(7). ج�ض اأهل البيت ويطه ا يريد اهلل ليذهب عنكم الر قال: {اإن

•جاء يف �سحيح م�سلم: بالإ�سناد اإىل �سفية بنت �سيبة قالت: »قالت عائ�سة:

(1) ال�سدوق: الأمايل: 560، م72، ح7. (ط1- 1417هـ ، موؤ�س�سة البعثة، قم - اإيران).(2) ال�سدوق: الأمايل: 187، م26، ح7.

الإ�سالمي الن�سر (موؤ�س�سة ح970. فاطمة، لغ�سب اهلل يغ�سب ،30/3 الأخبار: �سرح املغربي: النعمان (3)التابعة جلماعة املدر�سني، قم - اإيران).

(4) املتقي الهندي: كنز العمال: 111/12، ح 34237. (طبع 1409هـ - 1989م، موؤ�س�سة الر�سالة، بريوت - لبنان).

(5) املجل�سي: بحار الأنوار 54/43، اأبواب �سيدة ن�ساء العاملني، ب3/ح48. )ط2، 1403هـ - 1983م، موؤ�س�سة الوفاء، بريوت - لبنان).

(6) احلاكم الني�سابوري: امل�ستدرك: 3/ 154، حتقيق واإ�سراف: يو�سف عبد الرحمن املرع�سلي.(7) الأحزاب: 33.

11

برود من �سرب - ل مرح ك�ساء- - مرط وعليه غداة 4 النبي خرج فاأدخله، ثم جاء احل�سني اأ�سود، فجاء احل�سن بن علي �سعر اليمن- من ا فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فاأدخلها، ثم جاء علي فاأدخله، ثم قال: {اإن

ركم تطهريا}«(1) . ج�ض اأهل البيت ويطه يريد اهلل ليذهب عنكم الرالنبي ربيب �سلمة اأبي بن عمر اإىل بالإ�سناد الرتمذي �سحيح يف •وجاء (�سلى اهلل عليه ]واآله[ و�سلم): »قال لـمـا نزلت هذه الآية على النبي (�سلى ج�ض اأهل البيت ا يريد اهلل ليذهب عنكم الر اهلل عليه ]واآله[ و�سلم) {اإنركم تطهريا} يف بيت اأم �سلمة فدعا فاطمة وح�سنا وح�سينا فجللهم ويطهبك�ساء وعلي خلف ظهره فجلله بك�ساء ثم قال: اللهم هوؤلء اأهل بيتي فاأذهب عنهم الرج�ض وطهرهم تطهريا. قالت اأم �سلمة: واأنا معهم يا نبي اهلل، قال

اأنت على مكانك واأنت على خري«(2) .

هراء3 املثل الأعلى يف تاريخ املراأة الزحواء هبطت حينما الأر�ض هذه على قدمها اأنثى اأول و�سعت اأن منذ هراء فاطمة بنت حممد ب�سحبة اآدم ÷، وحتى نهاية اأ�سواط الب�سرية تبقى الز4 هي الأوىل، هي القمة، هي املثل الأعلى يف كل تاريخ املراأة، واإذا كان هذا هراء فاطمة بنت اأن الز اإل الن�ساء التاريخ الطويل قد �سهد ناذج وناذج من موذج الأرقى«، هكذا قال اأبوها 4 يف قولته ال�سهرية حممد 4 تبقى هي »الن

التي دونتها م�سادر امل�سلمني: »فاطمة �سيدة ن�ساء العاملني«(3).

(1) م�سلم الني�سابوري: �سحيح م�سلم: 130/7. (ط. دار الفكر، بريوت - لبنان).(2) الرتمذي: �سنن الرتمذي: 30/5، ح 3258، (ط2، 1403هـ - 1983م، دار الفكر، بريوت - لبنان)، وذكر هذا احلديث يف كثري من امل�سادر: م�سند اأحمد بن حنبل 6: 292، وامل�ستدرك على ال�سحيحني 3: 146، و�سواهد الأخرى، امل�سادر وع�سرات ،563 :2 لل�سيوطي والإتقان ،360 :3 ا�ض للج�س القراآن واأحكام ،12 :2 التنزيل راجع كتابنا: الت�سيع (ن�سووؤه - مراحله - مقوماته) �ض 200 - 210. (ط 5، 1417هـ - 1997م، دار املالك،

بريوت - لبنان).

(3) النجم: 4-3.


12


وما كان ر�سول اهلل 4 لينطق عن هوى اأو عاطفة اأو حماباة، واإنا هو الوحي {وما ينطق عن الهوى اإن هو اإل وحي يوحى}(1).

فباأمر من اهلل تعاىل اأعطى ر�سول اهلل 4 فاطمة دون �سواها من الن�ساء هذا الو�سام الكبري.

قد يقال: اإن اهلل تعاىل - ح�سب ما جاء يف القراآن- قد حتدث عن مرمي قالت {واإذ تعاىل: قال ، العاملني ن�ساء على وا�سطفاها وطهرها عمران ابنة

طفاك على ن�ساآء العاملني}(2). رك وا�س طفاك وطه املالئكة يا مرمي اإن اهلل ا�س

هذا الن�ض يوحي باأن مرمي ابنة عمران هي املراأة الأوىل التي ا�سطفاها عن الثابت واحلديث القراآين الن�ض بني نوفق فكيف العاملني، ن�ساء على اهلل

ر�سول اهلل4 باأن فاطمة هي �سيدة ن�ساء العاملني؟. هناك اإجابتان:

الإجابة الأوىل: اأن نعطي لال�سطفاء يف هذا الن�ض القراآين معنى حمدودا ل يحمل امتدادا القراآن ة، ويف جمالت حمددة، وقد �سرح اإنه ا�سطفاء يف دائرة خا�س مطلقا،

بذلك، نذكر هنا مظهرين من مظـاهر هذا ال�سطفاء:

املظهر الأول: اإن اهلل تعاىل قد تقبل مرمي ابنة عمران للخدمة والعبادة يف بيت املقد�ض

ومل يتقبل غريها من الن�ساء، وكان هذا الأمر مق�سورا على الرجال فقط.ي ل من را فتقب ر ة عمران رب اإين نذرت لك ما يف بطني حم •{اإذ قالت امراأ

ميع العليم}(3). ك اأنت ال�س اإن

(1) النجم: 4-3.(2) اآل عمران: 42.(3) اآل عمران: 35.

13

كان اأملها الكبري اأن يكون املولود ذكرا لتجعله متفرغا للخدمة والعبادة يف بيت املقد�ض، وذلك ل يكون اإل للذكور.

عتها} جاء املولود على خالف ما متنت امراأة عمران، فاأ�سابها ا و�س •{فلماخلجل وال�ستحياء ونك�ست راأ�سها قائلة:

عتها اأنثى} وكاأنها تريد اأن تعتذر اإىل اهلل تعاىل، حيث •{قالت رب اإين و�سنذرت اأن يكون ما يف بطنها حمررا للعبادة واخلدمة يف بيت املقد�ض، ظنا نثى} فا�ست�سلمت كر كالأ منها اأن يكون ذكرا، اإل اأنه جاء اأنثى {ولي�ض الذاأنه اأكد لها لهذا الأمر و�سمتها »مرمي«، وهنا ب�سرها اهلل وطماأنها بعد اأن بيت يف والعبادة للخدمة الأنثى املولود هذا بقبول عت} و�س ا مب {اأعلم

املقد�ض.دخل كلما ا زكري لها وكف ح�سنا نباتا واأنبتها ح�سن بقبول ربها لها فتقب }•ا املحراب وجد عندها رزقا قال يا مرمي اأنى لك هذا قالت هو عليها زكري

من عند اهلل اإن اهلل يرزق من ي�ساء بغري ح�ساب}(1).

املظهر الثاين: ÷ من لها عي�سى املالئكة ووهب اإليها واأر�سل ا�سطفاها تعاىل اإن اهلل معنى الباقر÷ يف الإمام عن ورد الن�ساء، من لأحد ذلك يكن ومل اأب، غري

»ا�سطفاك« اأي ا�سطفاك لولدة عي�سى ÷ من غري اأب.

الإجابة الثانية: اأن نعطي ال�سطفاء زمانا حمدودا، فاإذا كان اهلل تعاىل قد ا�سطفى مرمي ابنة عمران على العاملني، فهو ا�سطفاء يف م�ساحة من الزمن ل متتد اأكث من زمانها واأكث من عاملها، وهذا ما اأكدته روايات واأحاديث �سادرة عن املع�سومني،

(1) اآل عمران: 37.


14


الأولني من العاملني ن�ساء »�سيدة وفاطمة عاملها«(1)، ن�ساء »�سيدة مرمي باأن والآخرين«(2)، ولعل يف هذا ال�سياق ياأتي احلديث عن ر�سول اهلل 4 باأن »فاطمة

�سيدة ن�ساء اأهل اجلنة«(3).

فانطالقا من هاتني الإجابتني ميكن اأن نوفق بني الن�ض القراآين واأحاديث الر�سول 4 يف �ساأن فاطمة 3، وهذا نظري قوله تعاىل يف �سورة البقرة: { يا

لتكم على العاملني}(4). تي اأنعمت عليكم واأين ف�س بني اإ�سرائيل اذكروا نعمتي ال

فهل ميكن اأن نعتمد هذا الن�ض للقول باأن بني اإ�سرائيل هم الأمة املختارة على جميع العاملني؟

قد ثبت لدينا اأن نبينا 4 هو �سيد الأنبياء، واأن اأمتنا اأف�سل الأمم بدليل ا�ض }(5). ة اأخرجت للن قوله تعاىل { كنتم خري اأم

ويف �سوء هذا ميكن اأن نفهم التف�سيل لبني اإ�سرائيل الوارد يف هذا الن�ض باأحد توجيهني:

الأول: ما ورد عن ابن عبا�ض يف تف�سري هذه الآية: اأراد عاملي اأهل زمانهم.الثاين: املراد تف�سيلهم يف اأ�سياء خم�سو�سة وهي: اإنزال املن وال�سلوى، وما اأر�سل اهلل فيهم من الر�سل، واأنزل عليهم من الكتب، اإىل غري ذلك من النعم، وتف�سيلهم

يف اأ�سياء خم�سو�سة ل يعني اأن يكونوا اأف�سل النا�ض على الإطالق(6).

اإحياء 670. (ط1- 1412هـ، جممع ن�ساء، �سيدة فاطمة املوؤمنني: 197/2، اأمري الإمام مناقب الكويف: (1)الثقافة الإ�سالمية، قم - اإيران).

(2) ال�سدوق: معاين الأخبار: 107، معنى ما روى يف فاطمة عليها ال�سالم اأنها �سيدة ن�ساء العاملني، ح1.(3) البخاري: �سحيح البخاري: 4/ 209- الرتمذي: �سنن الرتمذي: 326/5، 110، ح3870. (طبع 1401هـ -

1981م، دار الفكر، بريوت - لبنان).(4) البقرة: 47.

(5) اآل عمران: 110.(6) فتح اهلل الكا�ساين: زبدة التفا�سري1/ 142. (ط1- 1423هـ، موؤ�س�سة املعارف الإ�سالمية، قم - اإيران).

15

هراء3 واقعنا وال�صديقة الز

يف ع�سر ال�سياع والتغريب للمراأة امل�سلمة ما اأحوج واقعنا اإىل ا�ستح�سار موذج الأرقى يف حياة املراأة، ومن املوؤ�سف اأن هراء 3، الن ال�سديقة فاطمة الزيفت�ض ن�ساء هذه الأمة يف هذا الع�سر عن - ناذج - م�ستعارة من هنا وهناك مبا حتمله هذه النماذج من �سور �سوهاء مم�سوخة، اإنه النبهار املمجوج، والفتتان

اخلاوي، واللهث وراء ح�سارة العبث، وال�سقوط يف اأح�سان القيم الهابطة.

اإن اأي م�سروع للنهو�ض باملراأة ي�سر على اإلغاء »مكونات الأ�سالة والهوية والنتماء« هو م�سروع يتناق�ض كل التناق�ض مع دين هذه الأمة وقيمها واأخالقها

وثوابتها الإميانية والروحية.اإننا ل نرف�ض اجلديد ال�سالح الوافد من هنا اأو هناك مادام ل يتنافى مع

ديننا وقيمنا وثوابتنا، ومادام ل ي�سادر اأ�سالتنا وهويتنا وانتماءنا.

�صعارات الدفاع عن ق�صايا املراأة:�سعارات حتمل التي ال�ساحة يف املتحركة امل�سروعات جممل قراأنا اإذا الدفاع عن ق�سايا املراأة، فالوا�سح يف غالبيتها اأنها تقلل من قيمة املعايري الدينية

والروحية، اإن مل ندع اأنها ت�سادرها وترف�سها.

ومهما حاولت هذه امل�سروعات اأن تترباأ من تهمة امل�سادمة مع القيم الدينية والروحية، فاإن الواقع يربهن ومن خالل الكثري من العناوين املطروحة اأنها على غري وفاق مع هذه القيم، اأو على الأقل لي�ست معيارها الأ�سا�ض واإن تناغمت معه


16


بع�ض الأحيان جماملة لل�سارع الديني الذي بات يقراأ جيدا كل ال�سعارات، وبات الدينية قيمه ومع الإميانية، هويته مع تتنافى التي النتماءات كل مع �سريحا

والروحية.

دعوة اإىل كل النا�صطات:اإننا ونحن نعي�ض ذكرى اأعظم امراأة يف تاريخ الب�سرية ندعو كل النا�سطات من اأجل النهو�ض بواقع املراأة يف جمتمعاتنا العربية والإ�سالمية اإىل اأن ينفتحن هراء 3 مبا حتمله هذه احلياة من غنى فكري وروحي على �سيء من حياة الزيعطي اأن ل�ستطاع املعا�سر واقعنا يف بع�سه حركنا لو و�سيا�سي، واجتماعي للمراأة يف هذا الع�سر كل اخلري وال�سعادة، واأن مينحها كل الإح�سا�ض باإن�سانيتها وكرامتها ووجودها، واأن يحقق لها كل الطموحات النظيفة، وكل املطالب العادلة،

واأن ينه�ض بها النهو�ض الأ�سيل ولي�ض النهو�ض املوهوم املزيف.

هراء 3: يف خطى الزهراء 3، واأن تقتدي مطلوب من اأجيال املراأة امل�سلمة اأن ترت�سم خطى الز

هراء 3، وتواجه هذا الطلب اإ�سكالية تتحرك يف ال�ساحة املعا�سرة. بالز

هراء نوذج ت�سكل وفق �سرورات مرحلة تاريخية تقول الإ�صكالية: اإن الزقد انتهت، واملراأة امل�سلمة يف الع�سر احلا�سر يجب اأن تعيد ت�سكلها وفق �سرورات

املرحلة الراهنة.

جنيب عن هذه الإ�صكالية:حاجات هناك واأن حدثت، قد كبرية متغريات اأن ن�سك ل اإننا اأول: لها الع�سر هذا املراأة يف واأن م�ستمر، تبدل الواقع يف واأن حركة قد جتددت، �سروراتها التي تفر�سها مكونات املرحلة، وطبيعة التعاطي مع الواقع اجلديد، ول ا باأن اأي حماولة لإلغاء خ�سو�سيات الع�سر، ومنتجات املرحلة، �سوف ن�سك اأي�س

17

توؤزم العالقة بني املراأة وكل املوؤثرات املتحركة حولها.

يف الإن�سان لبناء الإ�سالمي امل�سروع فاإن الروؤية هذه على وتاأ�سي�سا واحلاجات وامل�ستجدات، املتغريات كل ح�ساباته يف ي�سع اأن يجب الع�سر هذا

وال�سرورات حتى ل يفقد قدرته على الإنتاج وال�سياغة والبناء.

و�سرورات حاجات ينتج وتغرياته حركته يف الزمان كان اإذا ثانيا: جديدة، فاإن هناك يف مكونات النف�ض الب�سرية حاجات و�سرورات ثابتة ل تتغري

ول تتبدل.

فالعقيدة الإميانية �سرورة وحاجة دائمة وم�ستمرة، وهي لي�ست نتاج مرحلة من التاريخ، لتنتهي بانتهاء تلك املرحلة، واإنا هي جزء من كينونة النف�ض

الب�سرية. وثقافة الإميان �سرورة وحاجة دائمة وم�ستمرة، فال ميكن اأن تلغى لت�ستبدل

بثقافة مناق�سة لالإميان. اإن القيم الروحية والأخالقية ل ميكن اأن تنتهي احلاجة اإليها لت�ستبدل بقيم

الف�ساد والف�سق والتحلل والعبث والف�ساد. اإن العبادة هلل تعاىل ل ميكن اأن تنتهي احلاجة اإليها لت�ستبدل بعبادة ال�سيطان

والهوى والطاغوت واملادة.احلاجة تنتهي اأن ميكن ل تعاىل اهلل �سريعة من امل�ستمد احلياة فقه اإن والرتباك والف�سل والعجز الق�سور من الكثري فيها بقوانني لي�ستبدل اإليه

واخللل. اإن العمل اجلاد والهادف والدوؤوب يف خدمة الإن�سان واحلياة، والدعوة اإىل الجتماعي الواقع بكل والنهو�ض املنكر، عن والنهي باملعروف والأمر اهلل والثقايف وال�سيا�سي والرتبوي، اأمر ل ميكن اأن تنتهي احلاجة اإليه، لي�ستبدل


18


بالركود واخلمول والك�سل وال�سرتخاء والتخلي عن امل�سوؤوليات والواجبات، من خا�سة م�ساحات حتكمها ل ثابتة و�سرورات حاجات جمموعة هذه الزمان واملكان، بل هي مفتـــوحـــة على حركة الزمان واملكان وحركة الإن�سان

واحلياة.

امل�ستوى الأجيال- متلك لكل املطروح موذج -الن 3 هراء الز اإن ثالثا: الأرقى من املكونات التي ت�سكل احلاجة وال�سرورة لبناء املراأة يف كل ع�سر:

مكونات العقيدة. مكونات الثقافة الإميانية.

مكونات القيم الروحية والأخالقية. مكونات العبادة.

مكونات الروؤية الفقهية يف كل جمالت احلياة. مكونات احلركة والعطاء واجلهاد والت�سحية، والعمل ال�سادق من اأجل �سنع

الإن�سان واحلياة وفق منهج اهلل تعاىل، ويف �سوء مبادئه واأحكامه وقيمه.

هراء 3، فالنفتاح على هذه املكونات يف م�ستوياتها املتميزة متلكها الزهراء 3 انفتاح على كل هذه املكونات. الز

هراء 3 فهل ميكن للمراأة يف هذا الع�سر اأن تدعي اأنها يف غنى عن الزلأنها ت�سكلت وفق �سرورات مرحلة تاريخية قد انتهت؟.

حاجة متثل التي الإ�سالم �سرورات وفق ت�سكلت قد 3 هراء الز اإن متحركة يف كل زمان ويف كل مكان، ومل تت�سكل وفق �سرورات تاريخية جامدة.

م�سروع يقود اأن وقادرا للتحرك، �ساحلا نوذجا هراء الز تبقى هكذا الهوية على يحافظ اأن امل�سروع لهذا اأريد اإذا ع�سر، كل يف باملراأة النهو�ض

الإميانية والأ�سالة الإ�سالمية.

19

اإن املراأة يف الع�صر الراهن تواجه م�صروعات متعددة:

النهو�ض تعتمد يف هذا ولكنها باملراأة، النهو�ض �سعار م�سروعات حتمل -1م�سروعات هي امل�سروعات هذه الإ�سالمية، املكونات مع تتناق�ض برامج تغريب وم�سادرة وا�ستالب، وم�سوؤولية املراأة امل�سلمة اأن حتذر من النخداع لكل يت�سدوا اأن ال�ساحة �سوؤون على القائمني وم�سوؤولية امل�سروعات، بهذه

حماولت التغريب وامل�سادرة وال�ستالب.النهو�ض هذا يف تعتمد ولكنها باملراأة النهو�ض �سعار حتمل م�سروعات -2اأفكار التي تطرح الربامج تلك التحريفية بالربامج ونعني برامج حتريفية، الإ�سالم وقيمه بطريقة حمرفة، ولعل هذا الجتاه اأخطر من الجتاه الأول، كون الجتاه املنحرف وا�سح الهوية ووا�سح الأهداف، اأما الجتاه التحريفي تدعي عناوين خالل من امل�سلمة املراأة واقع لخرتاق خبيثة حماولة فهو

الإنتماء اإىل الإ�سالم وهي يف واقعها م�سادرة ملفاهيم الإ�سالم وقيمه.خلط فيها برامج تعتمد ولكنها باملراأة النهو�ض �سعار م�سروعات حتمل -3م�سوه، مما ينتج ازدواجية مقيتة يف �سخ�سية املراأة، فهي توؤمن باهلل �سبحانه ت�سلي ال�سيطان، يهوى كما حياتها م�ساحات من الكثري يف تتحرك ولكنها التربج والتهتك، حتب الإ�سالم ولكنها تغرق يف القيم وت�سوم ولكنها تعي�ض يرف�سه ما حياتها يف متار�ض ولكنها القراآن تقد�ض لالإ�سالم، املناه�سة القراآن، تنتمي اإىل الدين ولكنها ل تعطي له ح�سورا يف حركة الواقع الجتماعي

والثقايف وال�سيا�سي.4- م�سروعات حتمل �سعار العودة باملراأة اإىل الأ�سالة والهوية والدين والقيم، ولكنها تعتمد برامج تكر�ض يف حياة املراأة التخلف واجلمود والنغالق واجلهل، انطالقا من فهم خاطئ للدين، والأ�سالة، والهوية، ومن روؤية مغلوطة للمراأة،

ودور املراأة، وم�سوؤوليات املراأة.


20


املراأة متار�ض اأن يرف�ض ت�سور ت�سكل والروؤية الفهم هذا �سوء ويف عمال ثقافيا، اجتماعيا، �سيا�سيا، حتى لو كان خا�سعا ل�سوابط ال�سرع والدين كون الدين وال�سرع اأ�سا�سا - وفق هذا الت�سور- ل ي�سمحان للمراأة اأن تتحرك يف هذه امل�ساحات، وقد نتج عن ذلك فر�ض ح�سار �سعب على ن�ساط املراأة بح�سور فيها ت�ساهم اأن باإمكانها كان كثرية، جمالت يف ودورها وحركتها فاعل، و�سمن �سوابط الدين وال�سرع، غري اأن الروؤية القا�سرة عطلت الكثري

من طاقات املراأة وقدراتها واإبداعاتها.5- م�سروعات النهو�ض احلقيقي باملراأة امل�سلمة، تعتمد هذه امل�سروعات على

م�سارين متوازيني:

امل�صار الأول: احلفاظ على الهوية الإ�سالمية يف م�سمونها العملي املتحرك، ولي�ض جمرد تاأكيد م�ساألة الإنتماء ال�سكلي، فامل�سروعات التي ل تاأخذ يف ح�سابها احلفاظ على التي الأ�سا�سية املكونات على حتريك القادرة العملية ال�سيغة وفق الهوية هذه مر ذكرها هي م�سروعات فا�سلة ل متلك النهو�ض بواقع املراأة يف خط النتماء

والأ�سالة.

املراأة امل�سلمة املعا�سرة يف حاجة اإىل نهو�ض يوؤكد هويتها الإميانية، وي�سوغ ل حركتها يف خط الإ�سالم، ولي�ض يف حاجة اإىل م�سروعات اإنتماءها الروحي، ويوؤ�سهويتها خ�سرت اإن �سيئا املراأة ربحت فما وم�سادرة، وا�ستالب واإف�ساد تغريب

واإنتماءها واأ�سالتها.

امل�صار الثاين: النفتاح على حركة الواقع يف متغرياته وم�ستجداته و�سروراته، ل مبعنى الإنئ�سار ل�سغوطاته وموؤثراته على ح�ساب الثوابت واملكونات، وعلى ح�ساب الهوية

21

والأ�سالة، واإنا يعني هذا النفتاح اأن يحت�سن امل�سروع النه�سوي الإ�سالمي حركة الواقع املتغري واملتجدد لي�سوغ حاجاته و�سروراته وفق روؤية الدين وفقه ال�سريعة، ممت هذه الروؤية لتكون قادرة على ا�ستيعاب كل املتغريات وامل�ستجدات، وقد �سوال�سرورات احلاجات كل مواجهة على قادرا ليكون ال�سريعة فقه مم �س كما هذا يف امل�سلمة باملراأة النهو�ض م�سروع اإن واملكان، الزمان خط يف املتحركة الع�سر والذي يعتمد الإ�سالم منطلقا ومنهجا لي�ض م�سروعا جامدا، ل ي�سع يف و�سروراته، الع�سر حاجات على ينفتح ول وامل�ستجدات، املتغريات كل ح�سابه نعم هو لي�ض م�سروعا تفر�ض عليه �سغوطات الواقع اجلديد التنازل عن هويته

واأ�سالته، وتفر�ض عليه التخلي عن ثوابته ومكوناته.


22


23

هراء3 خطاب املراأة امل�صلمة يف ذكرى الز

هراء 3 يحمل قيمة اخلطاب اإىل املراأة امل�سلمة يف ذكرى ال�سديقة الزتاريخ يف موذج« الن »املراأة ذكرى هي الذكرى هذه كون جدا، وكبرية كبرية

هراء 3 هي »القدوة واملثل«. الر�سالة، فالز

مزيفة« »ناذج اإىل ماأ�سورة امل�سلمة املراأة اأ�سبحت الع�سر هذا يف �ساغتها ثقافات تغريبية منحرفة، وروجت لها موؤ�س�سات وجمعيات مزروعة يف

قلب املجتمعات الإ�سالمية، ومدعومة من قبل الأنظمة احلاكمة.

مطلوب من املراأة امل�سلمة يف هذا الزمان املوبوء اأن متلك وعيا اإ�سالميا، ن يف مواجهة م�سروعات تغريب املراأة، وب�سرية اإميانية لتكون قادرة على التح�سهذه امل�سروعات التي زعمت لنف�سها اأنها متار�ض عمليات »النهو�ض« باملراأة ثقافيا

واجتماعيا و�سيا�سيا.

هل حقا متار�ض هذه امل�سروعات عمليات نهو�ض باملراأة يف جمتمعاتنا الإ�سالمية؟ ماذا تعني عمليات النهو�ض باملراأة ثقافيا واجتماعيا و�سيا�سيا؟

ال�سوؤال ولكن امل�ستويات، كل على باملراأة النهو�ض �سرورة يف اإ�سكال ل املطروح:

ما هي الأ�ص�س التي يجب اأن تعتمد يف م�صروعات النهو�س باملراأة؟اإذا كانت هذه الأ�س�ض حتمل »�سوابط الإ�سالم« و»معايري الإ�سالم« و»اأحكام الإ�سالم« و»قيم الإ�سالم«، فهي م�سروعات نباركها، نوؤيدها، نوؤازرها، ندافع عنها،

هراء 3 خطاب املراأة امل�صلمة يف ذكرى الز

24


ندعمها بقوة، اإل اأن امل�سروعات املتحركة يف ال�ساحة والتي حتمل �سعار »النهو�ض بل وقيمه، واأحكامه ومعايريه الإ�سالم �سوابط عن العزلة كل معزولة باملراأة« هدفها الأ�سا�ض اأن تخلق عزلة بني املراأة امل�سلمة واأ�سالتها الدينية، وهذا وا�سح

يف خطاب هذه امل�سروعات ويف براجمها الثقافية والجتماعية وال�سيا�سية.

املوؤ�ص�صات واجلمعيات الن�صوية:من املوؤ�سف جدا اأن اأغلب املوؤ�س�سات واجلمعيات الن�سوية يف البلدان العربية والإ�سالمية، ل حتمل »ال�سبغة الإ�سالمية«، هناك اأرقام قليلة جدا تتبنى »النهج الإ�سالمي«، قد ل جتد موؤ�س�سة اأو جمعية حتمل �سراحة �سعار العداء للدين، ورمبا ادعت اأكث هذه املوؤ�س�سات واجلمعيات اأنها حترتم الدين، ول تتنافى يف اأفكارها القوى على ال�سر�ض الهجوم هذا اأن هل اآخر، �سيء الواقع اأن اإل الدين، مع الدينية، والتيارات الدينية، والرموز الدينية هو تعبري عن احرتام الدين؟ هل اأن الرتويج ملفاهيم واأفكار تتناق�ض مع الدين هو تعبري عن التوافق مع الدين؟ هل اأن الإ�سرار على ت�سريعات وقوانني غري حمكومة لالإ�سالم هو تعبري عن النتماء

اإىل الدين؟

املطالبة بقانون الأ�صرة:اأثاروها �سجة يطالبون بقانون الأ�سرة، مل نرف�ض ذلك، وطالبنا ب�سمانات

حتمي القانون من النفالت بعيدا عن اأحكام اهلل.

اأن اأجل من ي�ستنفرونها زالوا ول اإمكانات، من لديهم ما كل ا�ستنفروا ي�سقط هذا املطلب، من اأجل اأن ت�سقط (ال�سمانات).ماذا يعني هذا؟ األ يعرب عن نوايا مبيتة تهدف اإىل العبث باأحكام اهلل، تهدف اإىل النفالت؟ اإننا ل نفهم

تف�سريا غري هذا.

25

هراء«: خطابنا اإىل املراأة امل�صلمة يف »ذكرى ال�صديقة الزبقراآنها، بقيمها، بعقيدتها، بدينها، باإ�سالمها، التم�سك كل تتم�سك اأن العناوين خادعة بوعي كل حماولت الخرتاق مهما كانت تواجه اأن ب�سريعتها، وبراقة، هذه املرة جاءونا بعنوان (با�ض التوعية) م�سروع قائم على ال�سراكة بني احلكومة واملوؤ�س�سات الأهلية، هدف هذا امل�سروع املعلن القيام بحملة توعية الأ�سر يف خمتلف مناطق البحرين، اإننا ل نتعقد من التوعية والتثقيف، اإل اأننا نت�ساءل والروؤى الأفكار والتثقيف؟ ما هي التوعية القائمون على برنامج من هم هوؤلء اإننا نحمل الدين من هذه الربامج. التي يطرحونها؟ وما هو ن�سيب واملفاهيم الكثري من ال�سك والريبة جتاه اأغلب هذه الربامج وامل�سروعات، �سواء قامت بها

جهات ر�سمية اأو بع�ض املوؤ�س�سات الأهلية الوا�سحة الهوية والجتاه.

توعوية مب�سروعات النطالق يف �سادقة الر�سمية اجلهات كانت اإذا �سليمة، فهناك املوؤ�س�سات واجلمعيات واملواقع الدينية املوؤمتنة كل الئتمان على واجتماعيا، وثقافيا واأخالقيا وروحيا عقائديا الأجيال و�سالمة الأ�سر �سالمة فلماذا ل تن�سق اجلهات الر�سمية مع هذه املواقع الدينية املوؤمتنة؟ ملاذا التن�سيق

مع جمعيات مرفو�سة يف كل الأو�ساط املتدينة؟

اإن هذه الأو�ساط لن ت�سمح لأي �سكل من اأ�سكال التوعية اأن يتحرك ما مل يكن القائمون على ذلك موؤمتنني على الدين والقيم.

هراء« الز »ال�سديقة تعتمد اأن امل�سلمة املراأة م�سوؤولية نوؤكد اأخرى مرة املثل الذي ترت�سم خطاه، وتنهج نهجه، وت�سوغ وجودها من خالله، وتربي نف�سها

على هديه.

هراء 3 خطاب املراأة امل�صلمة يف ذكرى الز

26


27

هراء3 القدوة الزوحاجات التاأ�صيل املعا�صر

هل يجب على املراأة امل�صلمة املعا�صرة اأن تبحث لها عن »قدوة«؟

ل اإ�سكال اأن البحث عن »القدوة« اأحد �سرورات املرحلة الراهنة يف حركة املراأة املعا�سرة، احلركة الثقافية، واحلركة الجتماعية، واحلركة ال�سيا�سية.

اأين جتد املراأة املعا�صرة هذا »النموذج القدوة«؟املعا�سرة امل�سلمة املراأة ت�ستعريه اأن ميكن النموذج هذا اأن يقال: قد املرحلة، مع �سرورات التعاطي على الأقدر هو الغربي موذج فالن »الغرب«، من وحاجات احلا�سر، ول ي�سلح اأن ت�ستعري نوذجا من التاريخ!! هل اأن هذا الكالم

�سحيح؟

�سياغة يف الغربي موذج الن فا�ستعارة الكالم؛ هذا ب�سحة نعرتف ل ا �سريحا مع »الهوية الإ�سالمية ، فالذين يطرحون املراأة املعا�سرة ي�سكل تناق�سهو امل�سروع هذا واأهداف التغريبي«، »امل�سروع اأ�سحاب هم الغربي« موذج »الن

�سلخ املراأة امل�سلمة عن هويتها الإميانية.

امل�سلمني بلدان يف تتبناه امل�سلمة املراأة تغريب م�سروع اأن يوؤمل ومما هذه روجت وقد و�سيا�سية، واجتماعية، وتربوية، واإعالمية، ثقافية، موؤ�س�سات املوؤ�س�سات مل�سروع التغريب ب�ستى الو�سائل، واعتمدت خمتلف الأ�ساليب، وكانت وال�سابات املتغرب، ال�سباب من اأجيال امل�سلمني جمتمعات يف ن�ساأ اأن النتيجة املتغربات، هذه الأجيال التي تنكرت لهويتها الإ�سالمية، وا�ستعارت هوية بديلة.

هراء 3 القدوة وحاجات التاأ�صيل املعا�صر الز

28


املراأة، ت�سغيل املراأة، تعليم املراأة، قبيل: حترير �سعارات من كانت رمبا �سك ول التغريبـي. امل�سروع هذا اإىل املراأة اجتذاب يف كبري ب�سكل �ساهمت اأنها عناوين قادرة على الجتذاب، وال�ستقطاب، مبا حتمله من اإغراءات اآ�سرة

لعواطف املراأة وطموحاتها ورغباتها.

والتخلف، واجلهل والنغالق اجلمود من املراأة تتحرر اأن اإىل ندعو اإننا ولكن لي�ض من خالل م�سروع تغريـبي ي�سقطها يف لون جديد من العبوديات فتكون والتيه، والإغراء، والف�ساد، وال�سياع، والبتذال، والهوى، ال�سيطان، اأ�سرية

والنحراف، وال�سالل.

اأ�سباب اجلمود واجلهل املراأة من جميع اأن تتحرر التحرر احلقيقي هو والنغالق، ومن جميع اأ�سباب التغريب وال�ستالب، وم�سادرة الهوية الإ�سالمية،

واإلغاء النتماء الإمياين.دنيا على املراأة يفتح انطالق من اأف�سل نتائجه اأ�سوء يف اجلمود ولعل

الرذيلة، وامليوعة والف�سوق، دنيا متوت فيها العفة والف�سيلة، والقيم والأخالق.

األعوبة ولعل النغالق يف اأخطر معطياته خري من انفتاح يجعل من املراأة رخي�سة يف �سوق الدعايات واملزايدات املبتذلة.

وال�سمود التحدي اإرادة امل�سلمة املراأة متلك اأن هو احلقيقي التحرر واملواجهة اأمام م�سروعات ال�ستكبار التي حتاول اأن تهيمن على مقدرات الأمة، هويتها ت�سادر واأن وا�ستقاللها، وا�ستقرارها، واأمنها، ثرواتها، كل ت�سرق واأن

وانتماءها واأ�سالتها.اإىل امل�سلمني جمتمعات يف املراأة ت�ست�سلم اأن الفا�سحة املفارقة ملن اإنه ثقافة ال�ستكبار، واإىل مناهج ال�ستكبار، واإىل اإعالم ال�ستكبار، وهي حتمل �سعار الرف�ض والتحرر من عبودية ال�ستكبار، اإن هذا هو النبهار والإنئ�سار والنهزام

وال�ستعباد.

29

واأن ل هويتها الإميانية، توؤ�س اأن ومتى ما ا�ستطاعت املراأة يف جمتمعاتنا تعرب عن انتمائها القراآين، واأن حتافظ على قيمها الروحية، واأن تتحدى حماولت التجهيل والتجميد، وخمططات ال�ستالب والتغريب، فهي اجلديرة بو�سام احلرية

والعزة والكرامة.

اإننا ندعو اإىل اأن تتعلم املراأة، واإىل اأن تتثقف املراأة، فاملراأة التي ل متلك العلم والوعي والثقافة، امراأة فا�سلة وعاطلة وعاجزة، اإنها طاقة م�سلولة ومهملة، النظافة يف تعي�ض واأن والثقافة، العلم الأ�سالة يف تعي�ض اأن للمراأة نريد ولكن

العلم والثقافة. هل من الأ�سالة اأن يكون العلم والثقافة و�سيلة من و�سائل التغريب وال�ستالب

وامل�سادرة؟! هل من الأ�سالة اأن يكون العلم والثقافة طريقا تعرب من خالله قوى الهيمنة لتفر�ض �سيطرتها على �سعوبنا والأمنية، وال�سيا�سية الثقافية والقت�سادية

با�سم العوملة وثورة املعلومات ونظام العامل اجلديد؟! هل من الأ�سالة اأن يكون العلم والثقافة يف خدمة اأهداف الأنظمة وال�سيا�سات

والجتاهات واملوؤ�س�سات التي حتارب الإ�سالم؟!والأخالق القيم لتدمري اأداة والثقافة العلم يكون اأن النظافة من وهل

والف�سيلة، ولتحطيم املناعة الروحية عند الأمة؟!واملجون الف�سق لرتويج �سعارا والثقافة العلم يكون اأن النظافة من هل

والدعارة، والبغاء املقنن؟! هل من النظافة اأن يكون العلم والثقافة اإعالما ومنهجا، يربر للمراأة اأن ترف�ض

تعاليم الدين، واأحكام ال�سريعة، واأن تهزاأ باحلجاب، وال�سرت، والعفاف؟!


30


الفاعلة الأداة لتكون تتثقف، واأن امل�سلمة، املراأة تتعلم اأن اإىل ندعو اإننا يف حركة التغيري الثقايف والجتماعي وال�سيا�سي، اإل اأننا نريدها الأداة الأ�سيلة والأداة النظيفة التي تعطي حلركة التغيري اأ�سالتها ونظافتها، ونقاءها وطهرها.

موؤ�س�سات تتكون واأن تغيريية، ن�سائية حركات تت�سكل اأن املهم من لي�ض ن�سائية ثقافية اجتماعية و�سيا�سية، املهم اأن تكون هذه احلركات التغيريية، وهذه الت�سكالت املوؤ�س�سية متلك اأ�سالة الإنتماء، املهم اأن تكون هذه احلركات واملوؤ�س�سات منطلقات ت�ساهم يف �سياغة وعي الأجيال، وثقافة الأجيال، وقيم الأجيال وفق

املكونات الإميانية واملكونات الروحية لهذه الأمة املنتمية اإىل الإ�سالم.

اإننا نوؤمن ب�سرورة اأن تكون املراأة امل�سلمة عن�سرا منتجا، وطاقة متحركة، ولكن وال�سيا�سة، والرتبية والجتماع الثقافة جمالت �ستى يف فاعلة وقدرة ب�سرط اأن تكون املراأة امللتزمة باأحكام ال�سريعة، و�سوابط الدين، وقيم الإ�سالم،

وتوجيهات القراآن.قد يقال: اإن اأحكام ال�سريعة، و�سوابط الدين، وقيم الإ�سالم، وتوجيهات القراآن هي التي حولت املراأة امل�سلمة اإىل عن�سر عاطل، واإىل طاقة جامدة، واإىل قدرة م�سلولة، بفعل القيود الثقيلة التي اأرهقت حركة املراأة، وخنقت طموحاتها

الكبرية.هذا كلم فيه افرتاء وجتن على ال�سريعة والدين والإ�سالم والقراآن، فاإذا اأردنا اأن نعتمد التاريخ فال�سواهد كثرية على اأن املراأة يف ظل معطيات ال�سريعة والثائرة، واملجاهدة، واملثقفة، والأديبة العاملة كانت والقراآن والإ�سالم والدين التاريخ، اأمثلة من ي�ستوح�ض البع�ض كان واإذا احلياة. ميادين كل يف والعاملة

وي�سر على اأن يكون احلديث من وحي احلا�سر فلن نبتعد عن حديث احلا�سر.

هذه هي املراأة امل�سلمة امللتزمة يف اإيران كانت �سريكة الرجل يف انت�سارات الثورة، كانت مثال ال�سمود، وال�سموخ والتحدي، كانت بحجابها الإ�سالمي، بزيها

31

وعنوان الرف�ض، بقراآنها، عنوان بدينها، باأخالقها، بقيمها، بعفافها، الديني، الثورة، وعنوان اجلهاد، وعنوان البناء، وعنوان العطاء.

وهذه هي املراأة امل�سلمة امللتزمة يف جنوب لبنان ال�سامد، الذي قهر غطر�سة اليهود ال�سهاينة، كانت مع الرجل يف خنادق اجلهاد، وخنادق املقاومة، وخنادق والرتبية والإعالم الثقافة خنادق يف الكبري دورها متار�ض زالت ول ال�سهادة، والجتماع وال�سيا�سة، ومل يكن الدين وقيم الدين، �سببا يف تعطيل قدرات العطاء واجلهاد والإبداع عند هذه املراأة، بل كان العامل الذي اأعطاها العنفوان وال�سموخ واحلركية والهادفية والفاعلية. ولنا يف الكثري من مواقع العطاء يف هذا الزمن، امللتزمة امل�سلمة املراأة اأن و�سواهد تربهن على �سواهد اأو ذاك، البلد ويف هذا بالدين قادرة على اأن ت�سكل ح�سورا حقيقيا، ووجودا فاعال، له م�ساهماته الكبرية

يف كل الجنازات املعا�سرة.

املنتمية املراأة واقع يف والنغالق اجلمود من حالت هناك كانت واإذا واإنا نف�سه، الدين يتحملها ل والنغالق اجلمود هذا فم�سوؤولية الإ�سالم، اإىل فهما اأنتج مما الدين، م�سامني ت�ستوعب مل التي املتخلفة الذهنية تتحملها خاطئا يف التعاطي مع الكثري من ق�سايا املراأة، ولقد ظل الواقع الن�سائي وعرب تاريخ طويل حمكوما لهذا الفهم اخلاطئ مما جمد عند املراأة دورها وحركتها يف

�ستى جمالت احلياة الثقافية والجتماعية وال�سيا�سية.

نخل�س اإىل نتيجة هامة وهي اأن املراأة امل�صلمة املعا�صرة يحا�صرها اجتاهان:

الجتاه الأول : الجتاه الـــذي يحـاول اأن ي�ســادر هـــويتــها الإ�ســالمية، ويـ�سـتـلب قــيمـها الروحية، وي�سوغها على �سـوء النمـوذج الغربي يف اأفكـارها واأخالقها وعاداتها

و�سلوكها وزيفها


32


الجتاه الثاين :الجتاه الذي يحاول اأن يجمد دور املراأة ، ويعطل كل حركتها يف جمالت العمل الثقايف والجتماعي وال�سيا�سي بدعوى اأن ذلك يتنافى مع توجهات الدين.

وهنا يتحتم �سرورة ولدة الجتاه الإ�سالمي الأ�سيل؛ الذي يحمي املراأة من كل جمالت التغريب وال�ستالب وامل�سادرة، ويفتح اأمامها كل اآفاق احلركة

والفعل والعطاء والإبداع...

وعند هذا املنعطف من احلديث، يجب اأن ن�ستح�سر »النموذج الأكمل للمراأة« وهو ال�سديقة فاطمة الزهراء3 لنكت�سف من خالل هذا النموذج اخل�سائ�ض

الأ�سا�سية لت�سكل الجتاه الإ�سالمي الأ�سيل يف حركة املراأة املعا�سرة.

»القدوة« تكون اأن ميكن فال التاريخ من نوذج 3 الزهراء اإن يقال: قد حلركة املراأة يف حا�سرها بكل �سروراته ومتغرياته وم�ستجداته.

�سرورات مع التعاطي على قادر معا�سر نوذج اإىل احلا�سر يف حاجة هذا املرحلة وحاجاتها، ومكوناتها، وهمومها، وق�ساياها، وحتدياتها...

فا�ستعارة النموذج التاريخي رجوعية اإىل املا�سي، وعودة اإىل الوراء، قد تعيق حركية احلا�سر وتعطل م�ساراته، وهذا يتنافى مع روح املعا�سرة واحلداثة يف حركة

اإن�سان هذا الع�سر.

لنا حول هذا الكلم جمموعة ملحظات:امللحظة الأوىل:

النماذج الكبرية الذين �سنعوا تاريخ الب�سرية هم اأكرب من م�ساحات الزمان م�ساحة على وحتركوا التاريخ، يف وعا�سوا التاريخ، يف ولدوا اأنهم �سحيح واملكان،

حمدودة من الأر�ض...

33

اإل اأنهم دخلوا التاريخ ليبقوا العنوان الأكرب يف حركة التاريخ، اإىل نهاية هذا التاريخ، كما النهر بداأ يف حلظة من حلظات التاريخ ول زال يتجدد ويتجدد مع حركة التاريخ، وكما ال�سم�ض والقمر كانت لهما بداية يف التاريخ، اإل اأنهما ل زال يتجددان

لي�سنعا حركة الزمن اإىل نهاية هذا العامل...

هم الأنبياء، هم العظماء هوؤلء كان اإذا وكيف التاريخ، يف العظماء كذلك الأو�سياء، هم الأ�سفياء من عباد اهلل...

اإنها واملكان؟ الزمان من حمدودة م�ساحات يف هوؤلء نوؤطر اأن ميكن فهل العطاء والإبداع توا�سلها مع مواقع اأن جنمد الب�سرية اجلناية الكربى على امل�سرية

يف حركة التاريخ..

يف �سوء هذا، هل ي�سح اأن يقال اأن الزهراء3 نوذج من التاريخ، ول ميكن ا�ستعارة ناذج التاريخ، فال ميكن اأن تكون القدوة حلركة احلا�سر؟!.

هي احل�سور املتجدد، والتجدد احلا�سر، فمن الوهم واحلماقة الزهراء3 اإنها الدميومة التاريخ، املا�سي، ونوذجا يف الزهراء3 حالة يف اأن نفهم والغباء

والبقاء وال�ستمرار.

امللحظة الثانية: من اجلناية على م�سرية الب�سرية اأن نقطع توا�سلها مع مواقع العطاء والإبداع يف حركة التاريخ، ومع منجزات العقل والفكر والتجارب، وكيف اإذا كانت هذه املواقع

وهذه املنجزات يف خط الوحي والنبوة والإمامة.

وابنة الوحي، ربيبة فهي املواقع، هذه من واحدة هي 3 فاطمة الزهراء الأمناء... فمن ال�سادة الأئمة واأم الأو�سياء، الأنبياء، وزوجة علي �سيد حممد �سيد مدر�سة وعن الزهراء، تبتعد عن عطاءات اأن املعا�سرة؛ املراأة على حركة اجلناية

الزهراء، وعن نهج الزهراء، وعن اأخالق الزهراء 3..


34


ح�سور اأي املعا�سرة امل�سلمة املراأة ثقافة يف جند ل اأن جدا املوؤ�سف من للزهراء3

اأي املعا�سرة لالأجيال والإعداد البناء مناهج يف جند ل اأن جدا املوؤ�سف من ح�سور للزهراء3 ..

.. من املوؤ�سف جدا اأن ل جند يف برامج الإعالم املعا�سر اأي ح�سور للزهراء3 ح�سور اأي املعا�سرة الن�سائية الفعاليات يف جند ل اأن جدا املوؤ�سف من

للزهراء3.

امللحظة الثالثة:امل�سلمة املراأة حلركة املعا�سر امل�سروع يف حا�سرة 3 الزهراء تكون اأن

�سرورة تفر�سها احلاجة لتاأ�سيل هذا امل�سروع.

حلركة املعا�صر امل�صروع لتاأ�صيل املطلوبة الأ�صا�صية احلاجات هي ما املراأة امل�صلمة؟

احلاجة الأوىل :التاأ�صيل العقيدي:التاأ�سيل هذا وهدف عقيدي، تاأ�سيل اإىل يحتاج معا�سر ن�سائي ت�سكل فاأي »هوية ت�سادر اأن حتاول التي الدخيلة، ال�سياغات كل من الت�سكل هذا حماية هو و�سيا�سية واجتماعية وثقافية فكرية الع�سر اجتاهات ن�سطت يف هذا وقد النتماء«

تتبنى امل�سروع التغريـبي املناه�ض للم�سروع الإ�سالمي.

تكون املعا�سر، الن�سوي امل�سروع حركة يف العقيدي التاأ�سيل هذا �سياق ويف هذا يعطيه فيما – الزهراء« للمراأة الأكمل »النموذج ل�ستح�سار كبرية ال�سرورة النموذج للم�سروع من اأ�سالة مبدئية عقيدية وجتذر اإمياين، فقد كانت الزهراء 3 املراأة ال�سلبة القوية يف اإميانها ويف انتمائها الإ�سالمي، وكانت املراأة ال�سلبة القوية الأ�سالة هو املعا�سرة املراأة حتتاجه ما واأ�سد وعقائديتها، ومبداأيتها اأ�سالتها يف

35

3 حا�سرة يف وعي املراأة امل�سلمة واملبدئية والعقائدية، ومبقدار ما تكون الزهراء املعا�سرة تكون هذه املكونات قد جتذرت يف عمق امل�سرية الن�سائية.

احلاجة الثانية: التاأ�صيل الثقايف:املراأة امل�سلمة املعا�سرة تتجاذبها – كما ذكرنا – ثقافات التغريب وال�ستالب وثقافات التجميد والتجهيل... ويف ظل هذا التجاذب اخلطري تكون احلاجة كبرية اإىل »تاأ�سيل ثقايف« يعطي للحركة الن�سائية اأ�سالتها الفكرية، ون�سجها الثقايف، ويحميها

من ثقافات التغريب، وثقافات التجميد، وم�سارات اجلمود والنغالق.

3 هي النموذج الأو�سح الذي ج�سد هذه الأ�سالة الثقافية، فاإذا والزهراء اأن عليها فيجب وثقافيا، ا فكري ل يتاأ�س اأن املعا�سر مل�سروعها امل�سلمة املراأة اأرادت

تنفتح على عطاء الزهراء، وعلى فكر الزهراء، وعلى مدر�سة الزهراء 3.

احلاجة الثالثة :التاأ�صيل الروحي والأخلقي:غياب امل�سمون الروحي يف حركة امل�سروع الن�سائي املعا�سر، قاد هذه احلركة الدين، وقيم الإ�سالم، اأخالقيات عن �سريحة وابتعادات وا�سحة، انفالتات اإىل الجتماعية، والفعاليات الثقافية، الفعاليات ن�سطت مهما ال�سريعة، و�سوابط والفعاليات ال�سيا�سية، فاإنها تبقى فاقدة لدورها احلقيقي ما دامت ل حتمل م�سمونا

روحيا يحميها من كل النزلقات والت�سيبات.

من اخلطر اأن تن�سط الفعاليات الثقافية بال معطيات روحية واأخالقية، ومن اخلطر اأن تن�سط الفعاليات الجتماعية بال معطيات روحية واأخالقية، ومن اخلطر

اأن تن�سط الفعاليات ال�سيا�سية بال معطيات روحية واأخالقية...

هكذا تكون احلاجة ملحة اإىل »التاأ�سيل الروحي والأخالقي« يف امل�سروع الن�سوي امل�سلمة املراأة على فيجب التاأ�سيل لهذا الأعلى املثل هي والزهراء3 املعا�سر.. الروح عطاءات على تنفتح واأن الزهراء، عند الروح اآفاق على تنفتح اأن املعا�سرة


36


عند الزهراء، واأن تن�سهر مع �سفاء الروح عند الزهراء 3، واأن تتعلم من مدر�سة والإخال�ض، وال�سدق، والف�سيلة، والعفة، والنقاء، للطهر الكبرية املعاين الزهراء

واحلب، والوفاء، والإيثار، والبذل، والعطاء...

احلاجة الرابعة: التاأ�صيل اجلهادي:جمالت كل ويف وال�سيا�سة، والجتماع والروح، الفكر خط يف املراأة جهاد احلياة اأحد اخل�سائ�ض الهامة التي تعطي للمراأة املعا�سرة ح�سورها الفاعل، ودورها

احلقيقي يف ال�ساحة.. وهذا اجلهاد يف حركة املراأة املعا�سرة له م�ساران:

امل�صار الأول: جهاد يف الدائرة اخلا�صة باملراأة:�سبيل ويف املراأة، بواقع النهو�ض �سبيل يف اجلهاد يتحرك الدائرة هذه ويف

تثبيت حقوقها امل�سروعة اأ�سريا وثقافيا واجتماعيا واقت�ساديا و�سيا�سيا...

امل�صار الثاين: جهاد يف الدائرة الأو�صع:اأجل من املختلفة، احلياة ميادين يف املراأة جهاد يتحرك الدائرة هذه ويف

النهو�ض بكل الواقع الذي تعي�سه الأمة...

اأن يعتمد وحتى يكون لهذا اجلهاد م�سمونه الأ�سيل يف كلتا الدائرتني يجب نهج الإ�سالم، ومبادئ القراآن، واأحكام ال�سريعة، واإل تاهت به امل�سارات وتفرقت به

ال�سبل، وزلت به الأقدام، وانحرفت عنده الأهداف..

املراأة على فيجب امليادين، �ستى يف والعطاء اجلهاد من تاريخ الزهراء3 حركتها مقومات كل منه لت�ستلهم التاريخ هذا على تنفتح اأن املعا�سرة امل�سلمة

اجلهادية املعا�سرة...

37

هراء3 الزو�صعارات املراأة يف هذا الع�صر

هراء3، هراء 3، ورغم اأن ق�سية الز ونحن نعي�ض مو�سم ال�سديقة الزيف ال�سبغة هذه على نحافظ اأن كانتم�سوؤوليتناتفر�ض واإذا باملاأ�ساة، ت�سطبغ هراء 3، فاإنه ل يجوز اأن نغفل الأبعاد الكبرية يف حياة اأعظم امراأة ق�سية الزهراء 3 يف تاريخ الن�ساء، فمن ال�سروري جدا اأن نفهم كيف نوظف مو�سم الزالإمياين العطاء دنيا على اأجيالنا وبكل واقعنا وبكل بنا ينفتح واعيا، توظيفا

هراء 3. والروحي والثقايف والجتماعي وال�سيا�سي يف حياة الز

املو�سم ل ترقى يف 3 يف هذا الزهراء اأن جمال�ض املوؤ�سف جدا من متثل التي العظيمة، ال�سخ�سية لهذه احلقيقي التوظيف م�ستوى اإىل اأغلبها موذج الأكمل يف تاريخ املراأة، ومتثل يف حياتها اأحد مكونات الوعي والأ�سالة الن

لهذه الأمة.

يف الكبرية احلاجـة تفر�سها �سرورة 3 هراء الز مو�سم ا�ستثمار اإن الأطروحة الإ�سالمي ومن خالل املنظور وفق املراأة واقع الع�سر ل�سياغة هـذا

الإميانية.

وهذا ال�صتثمار يحتاج اإىل:هراء 3، ومبقدار ما يرتقي خطابنا اأ- درجة عالية من الوعي يف فهم الزيف هذا الوعي والفهم نكون اأقدر علـى ال�ستفادة من هذا املو�سم، وكلما انخف�ض

هراء 3 كان ال�ستثمار �سعيفا وبليدا ومتخلفا. م�ستوى وعينا يف فهم الز

هراء 3 و�صعارات املراأة يف هذا الع�صر الز

38


ب - كما يحتاج ال�ستثمار لهذا املو�سم الزهرائي اإىل درجة عالية من وعي وق�سايا املراأة ب�ساأن يت�سل فيما وخا�سة وحاجاته، و�سروراته املعا�سر الواقع عن غيابا هراء الز ملو�سم يعطي الوعي هذا غياب واإن املراأة، واأو�ساع املراأة

احل�سور يف حركة هذا الواقع املعا�سر للمراأة.

�صعارات املزايدة بق�صايا املراأة: اإن ق�سية املراأة يف هذا الع�سر تعي�ض »�سعارات املزايدة«، هذه ال�سعارات البغي�سة املمقوتة، فاأنتم ترونها وت�سمعون من خالل بع�ض الالفتات والعناوين بال�سعارات يتاجرون الذين اأكث فما الإعالمية«، »املزايدات هذه من الكثري من اأجل اأهداف ثقافية اأو اجتماعية اأو �سيا�سية، وغالبا ما تكون هذه الأهداف

مرفو�سة يف اأو�ساطنا الإ�سالمية.

حقوق املراأة:املنتديات خالل ومن ال�سحافة، خالل من الأيام هذه يف تتحرك ول م�سروع عنوان العنوان وهذا املراأة، حقوق عن الدفاع �سعارات واملوؤمترات ميكن لأحد اأن ي�سادر هذا الجتاه ما دامت املراأة يف هذا الع�سر تفقد الكثري من حقوقها، امل�ساألة لي�ست م�ساألة ال�سعار والعنوان، امل�ساألة كم هي م�سداقية هذا ال�سعار وهذا العنوان، امل�ساألة ما هو الفهم املطروح لهذه احلقوق، وهل ين�سجم

هذا الفهم مع روؤية الإ�سالم ومع قيم الدين؟!ر على رفع �سعار املطالبة بحقوق املراأة، و�سعار الدفاع عن ق�سايا اإننا ن�ساملراأة، ولكننا نرف�ض كل الرف�ض اأن يكون هذا ال�سعار خارج روؤية الإ�سالم والدين، كون املراأة على هذه الأر�ض تنتمي اإىل الإ�سالم وحتمل هوية الدين، فامل�سروعات التي تتبنى ق�سايا املراأة يف هذه ال�ساحة يجب اأن ت�ستمد مكوناتها من الإ�سالم

وروؤية الدين، واإل فهي م�سروعات مرفو�سة ودخيلة على هذه الرتبة.

39

رمبا يقول هوؤلء النا�سطون اأو النا�سطات يف الدفاع عن ق�سايا املراأة يف اأقرته وثيقة حقوق الوطنية، ومن خالل ما اإننا ننطلق من م�سوؤوليتنا البحرين بني امل�ساواة توؤكد ثوابت من وميثاقنا د�ستورنا يف جاء ما �سوء ويف الإن�سان،

الرجل واملراأة يف احلقوق والواجبات.

ونقول لهوؤلء: مرهون الحرتام هذا اأن اإل واملنطلقات، العناوين هذه نحرتم كنا واإن مبدى الن�سجام والتالوؤم مع مقررات الدين وال�سريعة، فال ي�سح لن - كمنتمني للدين والإ�سالم - اأن نحرتم اأي عنــوان واأي منطــلق اإذا كـــان هذا العنوان اأو هذا

املنطلق يتنافى مع ثوابت ال�سريعة وقيم الدين ومبادئ الإ�سالم.

حقوق عن ندافع وحينما املراأة، ق�صايا نطرح حينما فنحن لذلك املراأة فاإن خطابنا ينطلق:

اأ. من ن�سو�ض القراآن.ب. ومن اأحاديث ال�سنة النبوية.

ج. ومن روايات الأئمة املع�سومني.د. ومن م�سلمات الفقه الإ�سالمي.

هـ. ومن م�سوؤوليتناال�سرعية وواجبنا الديني.

الديني اخلطاب الآخر، واخلطاب الديني اخلطاب بني كبري فالفارق يتحدث بلغة الن�سو�ض القراآنية، ولغة الأحاديث والروايات الثابتة، ولغة الفقه، يتحدثون والآخرون تعاىل، هلل والطاعة العبادة ولغة ال�سرعية، امل�سوؤولية ولغة

بلغة اأخرى.

وهذا الأخالقي«، »الوجدان �سياغة على اأقدر الأوىل اللغة اأن �سك ول الوجدان هو الأ�سا�ض يف اللتزام والتطبيق واملمار�سة.

ذكــرى الـ�صـيدة زيـنـب3 والـتـاأ�صي�س لــدور املــراأة الـم�صـلمـة الـمعـا�صـرة

40


علـى النفتــاح �ســــرورة عــــلى نوؤكد فـــاإننا الروؤية هــذه مـــن انطالقــا اإىل يهدف اأ�سيل، ح�ساري م�سروع على التوفر اأجل من هراء3« الز »حياة اأن متنح �سياغة واقع املراأة يف كل مكوناته املعا�سرة �سياغة ربانية قادرة على وراء وتلهث تلهث املراأة ف�ستبقى واإل الفا�سلة، واحلياة والعزة الكرامة املراأة

�سراب كاذب، و�سعارات خادعة.

41

ذكرى ال�صيدة زينب3والتاأ�صي�س لدور املراأة امل�صلمة املعا�صرة

ماذا يعنى اللقاء مع الذكريات التاريخية؟الدينية املنا�سبات مع يتعاطون النا�ض اأكث ولعل النا�ض، من البع�ض التاريخية بطريقة عاطفية بحتة، ولذلك يطغى على هذه اللقاءات والحتفالت اأو ال�سبغة العاطفية، والفوران العاطفي، ل فرق يف ذلك بني منا�سبات احلزن

منا�سبات الفرح.

هذه يف وبفوران وبعنفوان العواطف، تتحرك اأن اأبدا نرف�ض ل نحن املنا�سبات، فالعواطف هي التي تعطي للذكرى حرارتها وحركيتها وفاعليتها، اأمـا التعاطي املفرغ من ال�سحنات العاطفية، ومن الزخم الوجداين، فهو تعاط جامد

ا وحرارة وحركية وفاعلية. وراكد وجاف، ل يحمل نب�س

فالذين يطالبون باأن تخمد العواطف اإنا يريدون اأن يجمدوا حيوية هذه املنا�سبات وحركية هذه املنا�سبات.

اأن تتبــلد م�ســاعر اجلماهري مـ�ســاألة خــطرة جــدا، الأنظــمة ال�سـيا�ســية ال�ستبدادية يف كثري من مناطق العامل حتاول دائما اأن تخدر م�ساعر ال�سعوب..

ملاذا ؟ لأن ال�سعوب املخدرة ي�سهل ا�ستعبادها وقهرها، والهيمنة عليها.

لق�ساياها تعي�ض احلما�ض ول الكبرية، تن�سى ق�ساياها املخدرة ال�سعوب و(غ�سب امل�ساعر) (�سحوة من تخاف املت�سلطة فالأنظمة لذلك امل�سريية،

امل�ساعر) و(ثورة امل�ساعر).

ذكـرى ال�صيدة زينب3 والتاأ�صي�س لدور املراأة الـم�صلمة املعا�صرة

42


ق�سية القد�ض كانت امتحانا مل�ساعر اجلماهري امل�سلمة، ولذلك تفجر غ�سب اجلماهري وتفجر غ�سب ال�سعوب، وقد حاولت الكثري من الأنظمة ال�سيا�سية اأن

ت�سكت هذا الغ�سب اجلماهريي، وهذا الغ�سب ال�سعبي.

هي امل�ساعر هذه لأن النا�ض؛ م�ساعر يخدر اأن لأحد ي�سمح ل اأن يجب املخزون الذي ميون الأمة بال�سمود والتحدي والرف�ض يف احلالت التي حتتاج مذخورا وامل�ساعر العواطف من املخزون هذا يبقى اأن يجب ذلك، اإىل الأمة

للمواقف ال�سعبة.

النفالت فاإن خطرة، م�ساألة والعواطف امل�ساعر وخمود تبلد كان واإذا ا، امل�ساعر املنفلتة ل حتكمها والت�سيب يف امل�ساعر والعواطف م�ساألة خطرة اأي�س

مبادئ و�سوابط، واإنا ت�سيطر عليها الأهواء وامل�سالح والأغرا�ض الذاتية.

اإننا نريد للم�ساعر والعواطف اأن تتحرك، ولكن يجب اأن يكون هذا التحرك عاقال، واإل حتولت هذه النفعالت اأدوات دمار وفو�سى واإرباك.

حينما نفرح اأو نحزن فيجب اأن يكون فرحنا اأو حزننا عاقال. حينما نر�سى اأو نغ�سب فيجب اأن يكون ر�سانا اأو غ�سبنا عاقال.

يحكمنا اأن فيجب ننفعل، نتحم�ض، نعادي، نوايل، نبغ�ض، نحب، حينما العقل.

امل�ساعر املنفلتة م�ساعر مدمرة، وي�سهل اأن تنحرف، وي�سهل اأن ت�سرق، قد اأو اأو (حزب منحرف) اأو (اإعالم م�سلل) ي�سرق م�ساعر الأمة (نظام حاكم) (اجتاه �سال) حينما يحاول هذا النظام اأو هذا الإعالم اأو هذا احلزب اأو الجتاه مواجهة يف يوظفها اأو الإ�سالم، خط عن العواطف اأو امل�ساعر بهذه يبتعد اأن

رجال الإ�سالم.

43

اأمل يحدثنا التاريخ اأن الإعالم الأموي لعب دورا كبريا يف ت�سليل اجلماهري، ويف تغييب وعيها ويف �سرقة عواطفها.

ولناأخذ مثال، ما حدث بعد واقعة كربالء، الإعالم الأموي �سور جلماهري ال�سام اأن احل�سني ÷ واأ�سحابه ما هم اإل جماعة متردوا على ال�سلطة ال�سرعية املتمثلة يف يزيد بن معاوية، واأنهم خوارج، ولذلك ت�سدت ال�سلطة لهم واأبادتهم حفاظا على الإ�سالم ووحدة الأمة، وقد واجه الإمام علي بن احل�سني زين العابدين ÷، وواجهت ال�سيدة زينب بنت اأمري املوؤمنني 3 هذا الإعالم بقوة و�سالبة،

وا�ستطاعت هذه املواجهة اأن تك�سف الكثري من األعيبه، واأكاذيبه وت�سليالته.

يروي لنا التاريخ: اأن قافلة الأ�سارى من اآل حممد 4، ويف هذه القافلة ون�ساء املوؤمنني، اأمري بنت وزينب ،÷ العابدين زين احل�سني بن علي الإمام ملا النبوية القافلة هذه كربالء، مذبحة بقية وهم البيت2، اآل من واأطفال ازدحمت قد ال�سامية اجلماهري كانت دم�سق بوابة وعند ال�سام، اإىل و�سلت ال�سلطة على متردوا الذين اخلوارج، من الأ�سرى و�سول تنتظر ال�سوارع يف الإ�سالمية، واجلماهري تعي�ض عنفوان الفرح ابتهاجا بهذا النت�سار الكبري، الذي

حققه اأمري املوؤمنني يزيد بن معاوية على هوؤلء املتمردين.

من الأ�سارى هوؤلء على للتفرج تتزاحم واجلماهري دم�سق مدخل عند اخلوارج، ينربي �سيخ كبري قد اأرهقته ال�سنون، يقرتب من قافلة الأ�سارى، يرمق بطرفه اإىل ال�سماء، يحرك �سفتيه بالدعاء قائال: »احلمد هلل الذي خذلكم، وقتل

رجالكم، ون�سر اأمري املوؤمنني يزيد عليكم«.

ت�سل هذه الكلمات اإىل �سمع الإمام علي بن احل�سني زين العابدين، واإىل واليتامى الأ�سريات الن�ساء اأ�سماع واإىل املوؤمنني، اأمري ال�سيدة زينب بنت �سمع الأ�سارى من اآل حممد 4، ت�سل هذه الكلمات القا�سية اإىل اأ�سماعهم، فتجرح قلوبهم، وتتندى يف عيونهم دمعات �سامته ل متلك اأن تعرب عن اآهاتها وتوجعاتها،


44


ل ولأنهم يبكوا، اأن لهم م�سموح لأنه غري ال�سدور، داخل العربات يف فتختنق يريدون اأن ي�سقطوا اأمام املاأ�ساة.

هذا ال�سيخ ال�سامي الذي اأطلق هذه الكلمات، واحد من �سحايا الإعالم ال�سيخ هذا نعم الكاذب، الإعالم �سحية بكاملها �سعوب ت�سقط وقد امل�سلل،

ال�سامي اأحد �سحايا الإعالم الأموي.

فلما �سمع الإمام علي بن احل�سني ÷ كلمات ال�سيخ ال�سحية، توجه اإليه وخاطبه بكل حب و�سفقة ورحمة: »يا �سيخ هل قراأت القراآن؟« فاأجاب ال�سيخ بكل

ذهول وا�ستغراب: وما اأنتم والقراآن؟

اأن هوؤلء الأ�سارى ل عالقة لهم بالقراآن، لأن ت�سوروا هذا ال�سيخ يعتقد الأموي الإعالم بالإ�سالم. لهم عالقة ل خوارج اإنهم له قال الأموي الإعالم للني من جماهري ال�سام اأن يزيد بن معاوية هو املمثل احلقيقي قال له ولكل امل�س

لالإ�سالم، وللقراآن.... يزيد الذي قتل احل�سني ÷

يزيد الذي هدم الكعبة... يزيد الذي اأباح املدينة....

يزيد الغارق يف املجون واللهو وال�سهوات، املدمن على �سرب اخلمر...

وكما قال بول�ض �سالمة يف ملحمته املعروفة يخاطب املوؤذن ل�سالة ال�سبح:رافــــع ال�سوت داعيا للفالح اأخف�ض ال�سوت يف اأذان ال�سباحـــق ب�ســــاحب العـــــر�ض م�سغول عــن اهلل بالقـيان املــالح وترفي يـــــــــزيد نــهـلـــة راح األــــف اهلل اأكبــر ل تـــ�ســـاوي بـيـــن كــــف

املمثل هو ال�سام اأهل من امل�سللني نظر ويف ال�سيخ هذا نظر يف يزيد الأ�سدق والأنقى لالإ�سالم وللقراآن.

45

اأما اآل حممد 4 فال عالقة لهم بالقراآن، ول عالقة لهم بالإ�سالم هكذا حتدث اإعالم ال�سلطة الأموية ... لذلك كان الذهول وال�ستغراب من هذا ال�سيخ الإعالم قال كما - الإ�سالم عن اخلارجني الأ�سارى هوؤلء ي�سمع وهو ال�سامي

- يتحدثون القراآن، ردد كلمات ال�ستغراب: ما اأنتم والقراآن؟!

ال�سوؤال - ال�سامي ÷ على العابدين الإمام علي بن احل�سني زين اأعاد واحلوراء زينب وبقية الأ�سارى يتابعون احلوار :

: يا �سيخ هل قراأت القراآن؟ الإمام ÷ قال: نعم.

ة ل املود جرا اإ لكم عليه اأ فهل عرفت هذه الآية: {قل ل اأ�ساأ قال ]الإمام ÷[ يف القربى}(1).

قال ال�سيخ: نعم قد قراأت ذلك. فقال علي ÷ له: فنحن القربى يا �سيخ، فهل قراأت يف بني اإ�سرائيل {واآت ذا

القربى حقه}(2). فقال ال�سيخ قد قراأت.

: فــنحن القربى يا �سيخ، فهـــل قـراأت هـذه الآية: فقال علي بن احل�ســني ]1[ �سول ولذي القربى}(3). ا غنمتم من �سيء فاأن هلل خم�سه وللر {واعلموا اأن

قال: نعم. يريد ا الآية:{اإن يا �سيخ، فهل قراأت هذه القربى : فنحن له علي÷ فقال

ركم تطهريا}(4). ج�ض اأهل البيت ويطه اهلل ليذهب عنكم الر قال ال�سيخ: قد قراأت ذلك.

�سنا اهلل باآية الطهارة يا �سيخ. : فنحن اأهل البيت الذي خ�س فقال علي÷

(1) ال�سورى: 23.

(2) الإ�سراء: 26.(3) الأنفال: 41.

(4) الأحزاب: 33.


46


اإنكم باهلل به.وقال: تكلم ما على نادما �ساكتا ال�سيخ فبقى الراوي: قال هم؟!

: تاهلل اإنا لنحن هم من غري �سك وحق جدنا ر�سول فقال علي بن احل�سني1 اهلل 4 ... فبكى ال�سيخ ورمى عمامته ثم رفع راأ�سه اإىل ال�سماء وقال اللهم

اإنا نرباأ اإليك من عدو اآل حممد 4 من جن واإن�ض، ثم قال: هل يل توبة؟ فقال له: نعم اإن تبت تاب اهلل عليك واأنت معنا.

. فقال: اأنا تائب فبلغ يزيد بن معاوية حديث ال�سيخ فاأمر به فقتل(1)

وهكذا �سقط راأ�سه ثمنا ملوقفه اجلرئ، وكلماته ال�سجاعة، فال�سلطة الأموية امل�ستبدة ل تريد لأحد اأن ي�ستيقظ وعيه، ول تريد لأحد اأن ي�سحو �سمريه، اإنها اأن تعي�ض اأن يبقى خمدرا، واأن يبقى م�سلال، تريد للجماهري تريد لكل ال�سعب

الوعي املزيف، والعواطف العمياء.

الإعالم �سجل بها يحفل كثري، كثري ونظائرها التاريخية احلادثة هذه الأموي وت�سليالته لوعي اجلماهري، ولعواطف النا�ض. ومن خالل هذه احلادثة التاريخية ات�سح لنا دور الإمام علي بن احل�سني زين العابدين يف الت�سدي لهذا

الإعالم الت�سليلي، واإبطال زيفه، وتعرية اأكاذيبه.

يف فعالة م�ساهمة 3 املوؤمنني اأمري بنت زينب ال�سيدة �ساهمت وقد واإجها�ض احل�سينية، الثورة �سورة ت�سويه حاول الذي الأموي الإعالم مواجهة

مفعولها، وحما�سرة امتداداتها.

ت�سدت العقيلة زينب 3 من خالل خطبها اجلريئة يف الكوفة، ويف ال�سام، وقد الأمة، بوعي يتالعب اأن الذي حاول امل�سلل الإعالم اإىل هذا املدينة، ويف ا�ستطاعت اأن تخلق هزة عنيفة يف وعي النا�ض، ويف م�ساعرهم، ويف وجدانهم،

(1) ابن طاوو�ض: اللهوف يف قتلى الطفوف، دخول الروؤو�ض والن�ساء اإىل ال�سام، 102. (ط1 1417هـ ، اأنوار الهدى، قم اإيران).

47

العنفوان متثل وكانت احل�سينية، الثورة �سوت عن تعرب زينب احلوراء كانت املوقف اجلريء وكانت الأموي. النظام الذي قهر غطر�سة والتحدي وال�سمود

الذي ج�سد وعي الثورة، وحرك اأهدافها.

وميكن اأن نوجز دور احلوراء زينب3 بعد واقعة كربلء يف النقاط التالية:التعريف بهوية الثورة احل�سينية وبرجالت الثورة. 1 -

مواجهة الإعالم امل�ساد للثورة احل�سينية. 2 -�سنعوا الذين �سد ال�سعبي الغ�سب وا�ستثارة اجلماهري م�ساعر اإيقاظ 3 -

جمزرة كربالء.حتريك اأهداف الثورة احل�سينية يف واقع الأمة. 4 -

وعند هذا املنعطف من هذا احلديث؛ نحاول اأن ن�ستلهم من ذكرى ال�سيدة زينب بنت اأمري املوؤمنني 3، ما يوؤ�س�ض لدور املراأة امل�سلمة يف واقعنا املعا�سر.

دور املراأة امل�صلمة يف واقعنا املعا�صر:ل �سك اأن املراأة لي�ست رقما مهمال، واإن كانت عوامل واأ�سباب جعلت من املراأة حالة مهملة يف كثري من جمتمعاتنا، ولعل الفهم اخلاطئ والرتبية اجلاهلة

كان لهما الأثر الكبري يف تعطيل دور املراأة، وحتويلها اإىل وجود م�سلول.

ومقابل هذا الجتاه التجميدي لدور املراأة، يوجد يف الواقع املعا�سر اجتاه اآخر هو الجتاه التغريبي وهو الجتاه الذي مار�ض عملية تغريب املراأة، و�سلخها اأغلب اأن القول وميكن الدينية، اأ�سالتها عن واإبعادها الإ�سالمية، هويتها عن هي الع�سر هذا يف امل�سلمني جمتمعات يف ت�سكلت التي الن�سائية املوؤ�س�سات موذج الغربي، مما اأنتج اأجيال موؤ�س�سات تغريبية، تهدف اإىل �سياغة املراأة وفق النن�سائية متغربة، فاقدة لهويتها الإ�سالمية، متنكرة لقيمها الروحية، ترت�سم خطى

املراأة الغربية يف ال�سياع والتيه والنحالل.


48


وهكذا بقيت املراأة يف جمتمعنا يتجاذبها هذان الجتاهان: •اجتاه التجميد الذي عطل كل طاقات املراأة، و�سادر كل اإبداعاتها.

•واجتاه التغريب الذي �سرق هوية املراأة، واأ�ساع اأ�سالتها.•وبني هذين الجتاهني بداأ يتاأ�س�ض الجتاه الإ�سالمي الأ�سيل، وبداأت تت�سكل

ال�سيغة الواعية.

فما هي اأهم عنا�صر هذا التاأ�صي�س وهذا الت�صكل؟ ميكن اأن نحدد ذلك من خالل العنا�سر التالية:

العن�صر الأول: اأ�صالة النتماء:فكل اأ�سيلة، اإميانية قاعدة على املعا�سرة املراأة تتاأ�س�ض حركة اأن يجب العقيدي« »امل�سمون بعيدا عن املراأة توؤ�س�ض حلركة اأن التي حتاول ال�سياغات اأن مهما حاولت ومرفو�سة، ومنحرفة دخيلة �سياغات الإمياين« هي و»املرتكز والعناوين، الألقاب �ستى حتمل واأن والتهاويل، التالوين ب�ستى نف�سها ت�سبغ اأو موؤ�س�سة الأ�سالة هي يف النتماء اإىل الإ�سالم واإىل قيم الإ�سالم، فاأي حركة اأ�سالة الإنتماء بجميع اإذا مل حتافظ على اأي عنوان، اأو جمعية ن�سائية، وحتت اإىل املنتمية املراأة هموم عن تعرب ل جمعية اأو موؤ�س�سة اأو حركة فهي مكوناته

الإ�سالم.

العن�صر الثاين: وعي النتماء:غياب الوعي عند املراأة ي�سعها اأمام م�سارين مرفو�سني:

الفاعلة، قدراتها ويعطل الر�سايل املراأة دور يجمد الذي التجهيلي: امل�صار ويخنق طموحاتها الكبرية.

وقيمها روحيتها على ويجني املراأة، هوية ي�سادر الذي التغريبي: وامل�صار واأخالقها.

49

هنا تاأتي �سرورة (الوعي) عند ن�سائنا، الوعي الأ�سيل الذي ي�سوغ الروؤية وفق مفاهيم الإ�سالم النقية اخلالية من كل ال�سوائب والتلوثات والرت�سبات، يف هذه املرحلة نحن يف حاجة اإىل احلذر ال�سديد يف التعاطي مع املفاهيم والأفكار وامل�سطلحات املطروحة يف ال�ساحة الثقافية ويف ال�ساحة ال�سيا�سية، حتى ل نتورط يف متاهات تناأى بنا عن م�ساراتنا الأ�سيلة، فنخ�سر اآخرتنا من اأجل �سراب موهوم.

العن�صر الثالث: روحية النتماء:قيمة املراأة امل�سلمة فيما حتمله من روحية النتماء اإىل الإ�سالم، واأخالقية النتماء اإىل قيم الإ�سالم، فيما حتمله من عفة وطهر ونقاء، و�سدق واأمانة ووفاء،

وحب واإيثار، وح�سمة ووقار.الروحية، لهذه تكون حمكومة اأن يجب امل�ستويات كل على املراأة فحركة وهذه الأخالقية، خا�سة يف هذا الع�سر الذي �ساعت فيه القيم الروحية واأ�سبحت

الأخالق �سلعة رخي�سة يف الأ�سواق املتاجرة بالقيم واملبادئ.نحن ل نريد فعاليات ثقافية بال قيم روحية، ول نريد فعاليات اجتماعية

بال قيم روحية، ول نريد فعاليات �سيا�سية بال قيم روحية...

العن�صر الرابع: واقعية النتماء: النتماء احلقيقي لالإ�سالم هو الذي يتج�سد �سلوكا حيا يعرب عن واقعية هذه يف الفاعل دورها متار�ض باأن اجلديرة فاملراأة اللتزام، و�سدق النتماء، املرحلة، يجب اأن تكون املراأة امللتزمة باأحكام الإ�سالم، املج�سدة لتعاليم الدين،

املراأة الطائعة هلل، ال�سائرة على هدي اهلل.

لنهجه، التاركة لأوامره، العا�سية اهلل، اأحكام على اخلارجة املراأة اأما م�سروع يف للم�ساركة موؤهلة غري فهي وللنـزوات، وللهوى لل�سيطان املاأ�سورة والجتماعي الثقايف الواقع ي�سوغ اأن فيه يفرت�ض الذي والتغيري؛ الإ�سالح

وال�سيا�سي يف خط اهلل، ويف هدي اهلل.


50


واأن الإن�سان، دنيا نعمر اأن هو والتغيري الإ�سالح م�سروع نفهم ل اإننا نخرب اآخرته، اإن هذا هو الإف�ساد والتدمري، والبوؤ�ض وال�سقاء. قال تعاىل:{ومن نكا ونح�سره يوم القيامة اأعمى ڀ قال رب اأعر�ض عن ذكري فاإن له معي�سة �ساآياتنا فن�سيتها وكذلك اأتتك ڀ قال كذلك ريا اأعمى وقد كنت ب�س مل ح�سرتني

اليوم تن�سى}(1).

اإنهم اأن ي�سوغوا احلياة بعيدا عن منهج اهلل، نعم هوؤلء الذين يريدون يعي�سون العمى يف هذه الدنيا، و�سوف يعي�سون العمى يف الآخرة. قال تعاىل:{ومن

ل �سبيال}(2). كان يف هذه اأعمى فهو يف الآخرة اأعمى واأ�س

كل الثقافات التي تبتعد بالإن�سان عن هدي اهلل، واأحكام اهلل، هي ثقافات العمى، مهما حملت من �سعارات التنوير والتحديث واملعا�سرة.

العن�صر اخلام�س: حركية النتماء:النتماء اإىل الإ�سالم لي�ض حالة جامدة، تنكفئ عند حدود الذات، وتنغلق يف دائرة الفرد، فالنتماء اإىل الإ�سالم حركة فاعلة مغرية، ومبقدار ما يكون هذا القدرة على فاإنه ي�سوغ النتماء واعيا، ومبقدار ما يكون هذا النتماء �سادقا،

احلركة والفعل والتغيري.

والنهزام، والنكفاء واجلمود الركود يعي�ض امل�سلم الإن�سان وجدنا واإذا فثمة خلل يف طبيعة النتماء، خلل يف م�ستوى الوعي اأو خلل يف م�ستوى ال�سدق.

من خالل هذا العن�سر تتاأ�س�ض (احلركية) يف حياة املراأة امل�سلمة، هذه احلركية التي تفر�ض على املراأة امل�سلمة اأن يكون لها ح�سور فاعل يف كل حركة

الواقع الأخالقي والثقايف والجتماعي وال�سيا�سي.

(1) طه: 126-124(2) الإ�سراء: 72

51

الفاعل الوجود اإنها احلياة، يف العاطل الوجود لي�ست امل�سلمة املراأة املنتج، وم�سوؤوليتها كما هي م�سوؤولية الرجل يف الأداء الر�سالتي، والفعل الثقايف، واملمار�سة الجتماعية، وامل�ساركة ال�سيا�سية �سمن ال�سوابط ال�سرعية، واملعايري

الأخالقية.

الأبعاد امل�صلمة يف املراأة النتماء« عند اأن نوجز »حركية وميكن التالية:

اأن تعطي لالأفكار واملفاهيم الإ�سالمية حركتها الفاعلة يف داخل ال�سخ�سية، 1 -فتت�سكل بذلك »�سخ�سية املراأة امللتزمة«.

اأن تعطي لالأفكار واملفاهيم الإ�سالمية حركتها الفاعلة يف داخل املجتمع، 2 -فتت�سكل بذلك »�سخ�سية املراأة الر�سالتية«.

فتت�سكل الإميانية، اأن ت�سادر هويتها التي حتاول التحديات كل تواجه اأن 3 -بذلك »�سخ�سية املراأة ال�سامدة الثابتة«.

وقيم الإ�سالم، عن الدفاع �سبيل يف والعذابات العناءات كل تتحمل اأن 4 -الإ�سالم، فتت�سكل بذلك »�سخ�سية املراأة امل�سحية«.

ملتزمات، موؤمنات، ن�ساء اإىل حاجة يف - املرحلة هذه يف - فال�ساحة عامالت، �سامدات، م�سحيات من اأجل الإ�سالم والدين.

فاأي م�سروع ثقايف اأو اجتماعي اأو �سيا�سي يحاول اأن ي�سادر هذه املكونات يف �سخ�سية املراأة امل�سلمة، فهو م�سروع يجب اأن يرف�ض، واأن يواجه؛ لأنه م�سروع ل

يتناغم مع هموم املراأة امل�سلمة، ومع اأهدافها الإ�سالمية، وطموحاتها املبدئية.

وهنا اأخاطب الرجل، اأبا كان اأو زوجا اأو اأخا اأو ابنا اأن يتحمل م�سوؤوليته على احلفاظ يف الر�سالتي، دورها متار�ض لكي املراأة، جانب اإىل الوقوف يف


52


ال�سعبة، التحديات القراآنية يف زحمة قيمها الدفاع عن الإميانية، ويف هويتها ويف مواجهة م�ساريع التجهيل وم�ساريع التغريب.

53

اآ�صية بنت مزاحم )امراأة فرعون( مثــال ونـمــوذجــا

حدثنا القراآن الكرمي عن هذه املراأة املوؤمنة ال�سامدة يف �سورة التحرمي لذين اآمنوا امراأة فرعون اإذ رب اهلل مثال ل الآية احلادية ع�سر قال تعاىل: {و�سني من القوم ني من فرعون وعمله وجن ة وجن ن قالت رب ابن يل عندك بيتا يف اجل

املني}(1). الظ

مثال فرعون امراأة مزاحم) بنت (اآ�سية يقدم القراآين الن�ض هذا فاملراأة معا، والرجال للن�ساء بل فقط، للن�ساء لي�ض الإميان، ونوذجا يف خط يف منظور القراآن متلك القدرة اأن ترقى اإىل م�ستوى اأن تكون املثل والقدوة لكل امل�سرية الب�سرية، من هنا يجب اأن ت�سقط كل املقولت الزائفة الظاملة التي تروج لها الثقافات املعادية لالإ�سالم، والتي تتهم الإ�سالم باأنه يتعامل مع املراأة بدونية اأرقى نوذجا املراأة قدمت نظرية اأو دين اأو مبداأ اأي يف اأخربوين وامتهان، اأن املراأة حتظى للرجال والن�ساء، يف القراآن فقط جاء هذا التاأكيد، مما يعني

مبوقع متميز جدا يف الفهم الإ�سالمي.

كانت حا�سرة حينما جمع بنت مزاحم اآ�سية اأن الروايات بع�ض حتدثنا التي الع�سا ÷ مبعجزة ÷، جاء مو�سى بهم مو�سى ليواجه ال�سحرة فرعون بني ڀ ونزع يده اه فاإذا هي ثعبان م حتولت ثعبانا، واليد البي�ساء { فاألقى ع�ساظرين}(2)، فعقد فرعــون اجتماعا مـع م�ست�ساريه لتدار�ض للن اء بي�س فاإذا هي

(1) التحرمي: 11(2) الأعراف: 107 – 108.

اآ�صـيــة بـنـت مـــزاحــم )امـــراأة فــرعون( مـثـــال ونــمــوذجـــا

54


ن م يخرجكم اأن يريد ڀ عليم ل�ساحر هذا ن اإ حوله للمالإ {قال مو�سى اأمـــر رجه اأ {قالوا م�ست�ساروه عليه اأ�سار فماذا تاأمرون}(1)، فماذا ب�سحره كم اأر�سمو�سى اإن عليم}(2)، �ساحر بكل ياأتوك ڀ حا�سرين املداآئن يف ر�سل واأ واأخاه �ساحر، واأنت متلك من ال�سحرة ما ت�سقط به �سحر مو�سى، فاجمع ال�سحرة يف حرة مليقات يوم م�سهد كبري يح�سره النا�ض، وهكذا عقد الجتماع { فجمع ال�سهم كانوا اإن حرة ال�س بع نت لعلنا ڀ تمعون جم اأنتم هل ا�ض للن وقيل ڀ علوم م

الغالبني}(3).

حرة قالوا لفرعون اأئن ا جاء ال�س وماذا حدث يف هذا امللتقى الكبري؟ { فلمبني}(4). ن املقر كم اإذا مل ا نحن الغالبني ڀ قال نعم واإن لنا لأجرا اإن كن

فاألقوا ڀ لقون م اأنتم ما األقوا و�سى م لهم {قال النبوي: التحدي وبداأ اه ا لنحن الغالبون ڀ فاألقى مو�سى ع�س ة فرعون اإن هم وقالوا بعز ي حبالهم وع�س

فكون}(5). فاإذا هي تلقف ما ياأ

فماذا كان موقف ال�سحرة وهم ي�ساهدون هذا التحدي الكبري؟

ا برب العاملني}(6). حرة �ساجدين ڀ قالوا اآمن {فاألقي ال�ساألـــوان باأق�سى ال�سحرة وتهدد والعناد الكربياء على فاأ�سر فرعون اأما حر فل�سوف ه لكبريكم الذي علمكم ال�س العذاب،{ قال اآمنتم له قبل اأن اآذن لكم اإن

كم اأجمعني } (7). لبن ن خالف ولأ�س عن اأيديكم واأرجلكم م تعلمون لأقطالإميان، نور واأب�سروا قلوبهم، يف الربانية الهداية جتلت وقد اأنهم اإل

(1) ال�سعراء: 34 – 35.

(2) ال�سعراء: 36 – 37.(3) ال�سعراء: 38 – 40(4) ال�سعراء: 41 – 42(5) ال�سعراء: 43 -45

(6) ال�سعراء: 46 – 47(7) ال�سعراء: 49

55

نا ا اإىل رب ري اإن واجهوا تهديدات فرعون بكل اإ�سرار وعنفوان وثبات {قالوا ل �سفرعون، امراأة مزاحم بنت اآ�سية امل�سهد هذا ح�سر ممن وكان منقلبون}(1)، فلما راأت املعجزة الإلهية اأعلنت اإميانها، وهنا حاول فرعون اأن يجعلها ترتاجع

عن هذا الإميان، فنهاها وحذرها وخوفها، ولكنها اأبت واأ�سرت على الإميان.

فانتقل معها اإىل اأ�سلوب العنف والإرهاب اأوتد يديها ورجليها باأربعة اأوتاد، واألقاها يف ال�سم�ض، ثم اأمر اأن يلقى عليها �سخرة عظيمة، ومار�ض معها اأق�سى اأنواع البط�ض والتعذيب، وكانت يف ذروة العذاب تردد بكل هدوء وثقة واطمئنان: القوم ني من وعمله وجن فرعون ني من ة وجن ن بيتا يف اجل ابن يل عندك {رب

املني }(2). الظ

من املوؤمنة املراأة تتعلمها اأن يجب التي الكبرية الدرو�س هي ما ق�صة اآ�صية بنت مزاحم؟

الدر�س الأول: يجب على املراأة املوؤمنة اأن تعرب بكل �سموخ وجراأة عن اأ�سالتها وهويتها وانتمائها اإىل خط الإميان، كما عربت اآ�سية بنت مزاحم، واأن ترف�ض كل

النتماءات الأخرى..

واإذا وجدت املراأة التي األغت انتماءها اإىل الدين، اأنها ماأ�سورة لنظريات واأيديولوجيات واأفكار بعيدة عن ثقافة الدين، واأحكام وقيم الدين، فما هو املربر الذي يدفع باملراأة امل�سلمة املنتمية اإىل الدين اأن تبحث عن »وجودها« و»حريتها« و»حقوقها« و»قيمتها« يف غري تربتها النظيفة، ويف غري اأر�سها الإميانية اخل�سبة،

ويف غري نبعها الإمياين ال�سايف.

والبوؤ�ض ال�سقاء عا�ست قد التغريب لثقافة املاأ�سورة املراأة كانت واإذا والظماأ واحلرمان يف ظل �سعادة موهومة زائفة، ومن خالل اللهث وراء �سراب

(1) ال�سعراء: 50(2) التحرمي: 11


56


خادع، ولذة كاذبة، فجدير باملراأة امل�سلمة التي متلك الأ�سالة، والطهر، والنقاء الأخالقية ونقاوتها الروحي وطهرها الإميانية اأ�سالتها عن تعرب اأن والنظافة ونظافتها ال�سلوكية، من خالل اللتزام العملي بتوجيهات الدين واأحكامه وقيمه،

والرف�ض لكل ما يتنافى مع هذه التوجيهات والأحكام والقيم.

الدر�س الثاين: ال�سمود والثبات على العقيدة اأمام الإغراءات والتحديات.عن تتخلى اأن اأجل من خطريين اأ�سلوبني مزاحم بنت اآ�سية واجهت

عقيدتها:

الأ�صلوب الأول: اأ�صلوب الإغراءات:اأنها رف�ست كل اإل اأكرب من »دنيا فرعون« و»ق�سور فرعون«، اإغراء واأي ذلك، لأنها م�سدودة اإىل عطاءات اهلل الكبرية التي ل تنفذ {رب ابن يل عندك ماء ال�س كعر�ض ها جنة {عر�س اأمام فرعون دنيا قيمة فما ة}(1)، ن اجل يف بيتا ل اهلل يوؤتيه من ي�ساء واهلل ذو ت للذين اآمنوا باهلل ور�سله ذلك ف�س والأر�ض اأعدماوات ال�س ها عر�س ة وجن كم ب ر ن م مغفرة اإىل العظيم}(2)،{و�سارعوا ل الف�س

ت للمتقني}(3). والأر�ض اأعد فهل تتعلم الن�ساء، ويتعلم الرجال، وتتعلم ال�سابات، ويتعلم ال�سباب، اأن العقيدة اأثمن واأكرب من كل اإغراءات الدنيا، فكم هم اأولئك الذين ي�سحون بكل الدنيا، ولذائذها ومتعها، و�سهواتها، حينما يكون اخليار بينها وبني العقيدة؟! وكم هم اأولئك الذين باعوا دينهم، وعقيدتهم من اأجل متعة زائلة، ولذة عابرة، ومن اأجل وظيفة ما هي اإل متاع اأيام، ومن اأجل حظوة ل تدوم عند حاكم اأو �سلطان، اأو تاجر اأو وجيه؟. الإن�سان الذي ا�ست�سعر لذة العقيدة، ولذة الإميان، ولذة حب اهلل، ل ميكن اأن تبهره كل لذائذ الدنيا، هكذا يكون الإميان ال�سادق وهكذا تكون العقيدة النقية.

(1) التحرمي: 11 (2) ااحلديد:21

(3) اآل عمران: 133

57

الأ�صلوب الثاين: اأ�صلوب الإرهاب والعنف:مــار�ض فــرعون اأقـ�سى األــوان الإرهــاب والعنـف مع (اآ�سية بنت مزاحم)، ولكنها كانت ال�سامدة الثابتة، حتملت كل العناء، والبالء، والعذاب، ومل تتنازل بكربياء تهزاأ وكانت العذاب، بكل تهزاأ كانت ودينها، ومبدئها، عقيدتها، عن فرعون، وطغيان فرعون لأنها حتمل يف قلبها »حب اهلل«، ما قيمة فرعون وجربوت الإميان و»عظمة اهلل«، و»قدرة اهلل« اهلل« »حب اأمام فرعون، واإرهاب فرعون، قوة تتحدى كل الطواغيت واجلبابرة وامل�ستكربين، وتتحدى كل الإرهاب والعنف

والطغيان.

دخلت امراأة على احلجاج، وكانت هذه املراأة حتمل »الولء لأمري املوؤمنني علي ابن اأبي طالب ÷ «، حتدثت مع احلجاج بلغة اأغاظته، ذكرها احلجاج باأنها األ تخ�سى اللغة، تتحدث مع احلجاج ويف جمل�ض احلجاج، فكيف تتحدث بهذه »اإين وبكل عنفوان و�سمود: املوؤمنة املراأة اأجابته هذه بط�ض احلجاج و�سطوته،

خفت اهلل خوفا �سريك يف عيني اأ�سغر من الذباب«(1).

هكذا ي�سنع الإميان ال�سادق، فهل تتعلم ن�ساوؤنا وبناتنا يف هذا الع�سر من موقف اآ�سية بنت مزاحم، ومن مواقف املوؤمنات ال�سادقات، مواقف ال�سمود والثبات، والإ�سرار على العقيدة واملبداأ والدين والقيم، خا�سة واأن املراأة يف هذا ال�سارع، يف الأ�سرة، داخل يف حتديات وقا�سية، �سعبة حتديات تواجه الزمان اليوم املراأة مكان، كل يف املوؤ�س�سات، يف العمل، يف اجلامعة، يف املدر�سة، يف املنحرفة، وال�سحافة املنحرف، والإعالم املنحرفة، الثقافة حتديات تواجه اأمام ت�سقط فهل املنحرفة، وال�سيا�سة املنحرف، واملجتمع املنحرف، والتعليم

هذه التحديات؟

(1) وجاء يف بع�ض امل�سادر التاريخية اأن املراأة كانت من اخلوارج، كما يف كتاب الفتوح لأحمد بن اأكثم الكويف ج7/�ض56. (ط1، 1411هـ، دار الأ�سواء، بريوت – لبنان).


58


تنهزم، مهما ت�سقط، ل ت�سعف، ل اإميانها ل ال�سادقة يف املوؤمنة املراأة كان حجم و�سراوة التحديات، لأنها واثقة بعطاء اهلل، واثقة بن�سر اهلل.

الدر�س الثالث: {وما الآخرة ونعيم اهلل اإىل عطاء دائما النظر م�سدود املوؤمن الإن�سان

عند اهلل خري واأبقى}(1).

كانت الدنيا بكل ترفها ولذاتها ومتعها تركع بني يدي اآ�سية بنت مزاحم، كان باإمكانها اأن تغرق يف حياة الرتف واللذة واملتعة، ولكنها كانت م�سدودة اإىل نعيم اأكرب، وحياة اأبقى{وما عند اهلل خري واأبقى}، {رب ابن يل عندك بيتا يف

ة}(2). ن اجل

ل يعني الرتباط بهم الآخرة، التخلي عن هموم الدنيا، اإن هم الآخرة هو الآخرة هو هم اإن والأنظف، والأطهر الأنقى معناها الدنيا لهموم يعطي الذي

الذي ي�سوغ تطلعات احلياة يف م�سارها الأ�سوب والأقوم والأ�سلم.

�سيء له يتوفر قد الآخرة، عن مف�سولة الدنيا هموم يعي�ض الذي اإن الندم ذلك عاقبة اأن اإل احلرام، وال�سهوة احلرام، واللذة احلرام، املتعة من واخل�سران، وال�سقاء واحلرمان، حينما ي�سب فـــوق راأ�ســه مــن عــذاب احلميم ميم وم ڀ طعام الأثيم ڀ كاملهل يغلي يف البطون ڀ كغلي احل ق {اإن �سجرة الزميم ڀ بوا فوق راأ�سه من عذاب احل حيم ڀ ثم �س ڀ خذوه فاعتلوه اإىل �سواء اجل

ك اأنت العزيز الكرمي}(3). ذق اإن

(1) الق�س�ض: 60.(2) التحرمي: 11.

(3) الدخان: 50-43

59

واأما الذي عا�ض العفة يف البطن والفرج ومل تاأ�سره اأهواء النف�ض، و�سهواتها املحرمة، وتطلع اإىل اجلنة ونعيمها فهو مع املتقني {اإن املتقني يف مقام اأمني ڀ جناهم تقابلني ڀ كذلك وزو ق م �سترب ات وعيون ڀ يلب�سون من �سند�ض واإ يف جناملوتة اإل املوت فيها يذوقون ل ڀ اآمنني فاكهة بكل فيها يدعون ڀ عني بحور

ك ذلك هو الفوز العظيم}(1). ب ن ر ال م حيم ڀ ف�س الأوىل ووقاهم عذاب اجل

(1) الدخان: 57-51


60


61

هموم املراأة املعا�صرة

هذا ميلك ما مبقدار الإ�سالمية املنا�سبات هذه مع التعاطي قيمة اإن اأقول وحينما املعا�سر، الواقع حركة مع »التوا�سل« على قدرة من التعاطي »التوا�سل« ل اأعني اللهث والجنرار وال�ست�سالم لكل مفرو�سات هذا الواقع، بكل

ما حتمله من تفاهات و�ساللت وان�ساخات.

البع�ض يحاول اأن يفهم »املعا�سرة« اأو »الع�سرنة« مبقدار ما يتم »التواوؤم« و»التجان�ض« مع حركة الع�سر، ولو بالنخالع عن �سرورات »النتماء« و»الهوية« و»الذات«، كما يحاول البع�ض اأن يخ�سع الإ�سالم اإىل تف�سريات ي�سميها تف�سريات

ع�سرية.

ففي ال�ساحة الثقافية والجتماعية وال�سيا�سية املعا�سرة تن�سط حماولت اأنها تعيد قراءة الإ�سالم بعقلية معا�سرة وبنظرة حداثية، جادة تزعم لنف�سها

متهمة القراءات الأخرى باأنها قراءات ما�سوية متخلفة.

اإن امل�صروعات الثقافية املناه�صة للإ�صلم اتخذت منحيني: الأول: م�سادمة الفكر الإ�سالمي ب�سكل مبا�سر اأو تغييبه.

الثاين: اإجها�ض الفكر الإ�سالمي من داخله.

لأحد درا�سة من املقطع هذا نقراأ الإ�سالمي للفكر التغييب �سياق ويف الباحثني:


62


والعلوم) والثقافة للرتبية العربية (املنظمة عن �سدر 1989 �سنة »يف التابعة جلامعة الدول العربية ما اأ�سمته (اخلطة ال�ساملة للثقافة العربية)، وقد باأنف�سهم، العرب الوزراء العمل، اختارها �سة لإجناز هذا تكونت جلنة متخ�سوقد قامت اللجنة بتوجيه الدعوة اإىل اأكث من �ستمائة باحث ومفكر عربي لكي ي�ساركوا يف و�سع (اإ�سرتاتيجية الثقافة العربية)، ولي�ض بني هوؤلء مفكر م�سلم

واحد..«(1).

لت�سليط الثقافية ال�ساحة يف تتحرك التي املكثفة املحاولت بع�ض ولعل الأ�سواء على رموز فكرية معروفة اأمثال (حممد اأركون) و(علي حرب) و(ح�سن حنفي) و(اجلابري) و(عبد الكرمي �سرو�ض) هي ت�سب يف اجتاه املنحى الثاين.

كما تقدم اأن امللتقى الذي �سم اأكث من �ستمائة باحث ومفكر، مل ي�سارك فيه عامل م�سلم واحد، نعم حينما تناول امللتقى مو�سوع »الفكر الإ�سالمي« حتدث

با�سم الإ�سالم اثنان من الباحثني هما: 1- الدكتور حممد اأركون (وله كتابات يف الطعن يف القراآن) .

2- الدكتور ح�سن حنفي (والذي اكت�سف بعد درا�سات معمقة اأن القراآن الكرمي كان علمانيا قبل اأن يحوله امل�سلمون اإىل الوجهة الدينية).

وهكذا يت�سح لنا حجم املوؤامرة على الإ�سالم يف داخل امل�سروعات الثقافية العربية.

ال�سياغات اأن اكت�سف لالإ�سالم املناه�ض الثقايف امل�سروع اأن ويبدو دامية املبا�سرة قد اأ�سبحت عاجزة عن اأن حتقق اأهداف امل�سروع، ولذلك ال�سوجد نف�سه يف حاجة اإىل �سياغات اأخرى حتمل »ال�سبغة الإ�سالمية« ولكنها تعمل

على اإجها�ض الإ�سالم من الداخل.

(1) نقال عن الظفريي يف درا�سة له بعنوان: الأبعاد اخلفية لختيار عوا�سم الثقافة العربية.

63

فامل�سروع املناه�ض لالإ�سالم يف هذه املرحلة يتحرك يف عدة م�سارات، ومن خالل عدة �سياغات:

1- ال�سياغات العلمانية املك�سوفة. 2- ال�سياغات العلمانية املبطنة.

3- ال�سياغات التخديرية والتمييعية التي تعتمد »الإجها�ض الأخالقي« اأداة لتحقيق اأهداف امل�سروع.

»التوا�سل« على القدرة نلك اأن �سرورة من نعنيه ما لنا يت�سح وهنا الإ�سالمية املنا�سبات بهذه لحتفالتنا نعطي واأن املعا�سر، الواقع حركة مع »ح�سورها الفاعل« يف �سياغة حركة الواقع املعا�سر يف اجتاه الأ�سالة الإميانية، اإىل »غيبوبة« يف التاريخ، اإذا حتولت هذه الحتفالت اأما والنتماء الإ�سالمي. واإىل »ا�سرتخاء« يف اأح�سان املا�سي، واإىل »تهوميات عاطفية« غري واعية، فاإننا الواقع حركة يف الفاعل دورها وجمدنا الذكرى، قيمة �سادرنا قد نكون بذلك

الثقايف والجتماعي وال�سيا�سي.

احلوراء ال�سيدة ذكرى خالل ومن نحاول الفهم، هذا من وانطالقا زينب3 اأن ننفتح على بع�ض هموم املراأة املعا�سرة.

هموم املراأة املعا�صرة:ال�ساحة« »هموم نغفل اأن نريد ل املراأة« »هموم عن نتحدث وحينما البلد، ومبا الواقع اجلديد يف هذا اأن اإل الأخرى، فالهموم متداخلة متمازجة، يحمله من »متغريات« اأنتج جمموعة »اإ�سكالت« و»ت�ساوؤلت« حول »�سوؤون املراأة«، مما اأوجد اإرباكات �سعبة يف الروؤية والفهم، وقد حا�سرت املراأة يف هذه ال�ساحة

عدة اجتاهات متركزت يف: 1- اجتاهات التغريب الثقايف.


64


2-اجتاهات التغريب الأخالقي. 3-اجتاهات التجميد والتجهيل.

ويف زحمة هذه احل�سارات ال�سعبة، يجب على املراأة امل�سلمة اأن تتعرف بو�سوح على »خيارها الإمياين الأ�سيل«، لكي ل تبقى تعي�ض »الغب�ض« يف الروؤية

ويف املوقف، ولكي ل تبقى تعي�ض »التجاذبات« امل�سبوهة هنا وهناك.

ومن اأجل اأن تتوفر املراأة على هذا الو�سوح يف التعرف على اخليار الأ�سيل يجب عليها اأن متلك »الب�سرية الإ�سالمية« يف حتديد املوقف.

ويف الإجابة عن كل الت�ساوؤلت والإ�سكالت، وما حتاول اأن تفر�سه الجتاهات الأخرى املناه�سة هو اإخ�ساع املراأة ملجموعة روؤى وت�سورات غري اإ�سالمية.

هي لي�ست امل�ساألة ولكن كبرية، عناوين الجتاهات تلك تطرح رمبا العناوين، امل�ساألة كيف يجب اأن تتعاطى املراأة مع تلك العناوين؟

والجتماعي الثقايف املراأة بواقع النهو�ض نريد اإننا يقولون: اإنهم وال�سيا�سي.

هذا عنوان جميل جدا، ل نختلف عليه، ولكن ال�سوؤال املطروح:يف يجب اأن نفهم النهو�ض؟ ك

وما هو املنهج الذي يجب اأن يعتمده هذا النهو�ض؟ وهنا �سنجد فهمني: الفهم الإ�سالمي، والفهم الآخر.

وهنا �سنجد منهجني: املنهج الإ�سالمي، واملنهج الآخر.

اإننا ل نرف�ض اأن تتحرك م�سروعات النهو�ض بواقع املراأة، ولكننا نرف�ض اأن تنطلق هذه امل�سروعات من فهم ل ين�سجم مع فهم الإ�سالم، واأن تعتمد منهجا

ل ين�سجم مع منهج الإ�سالم ...

65

ولكي نكون اأكرث و�صوحا نحاول اأن نطرح الت�صاوؤلت التالية:

وال�سرت واحلجاب جزء من م�سروع العفة اإىل الدعوة اأن الأول: هل الت�صاوؤل النهو�ض باملراأة؟

مفا�سل من ا هام مف�سال ت�سكل الدعوة هذه الإ�سالمي، املنظور يف امل�سروع النه�سوي.

يف املنظور الآخر، هذه الدعوة ت�سكل اأحد معوقات امل�سروع للنهو�ض باملراأة. وهنا نحن اأمام منظورين خمتلفني.

الن�سوي توظيف طاقات النه�سوي امل�سروع و�سائل اأن من الثاين: هل الت�صاوؤل املراأة يف جمالت الفن ال�سائع: الغناء، املو�سيقى، الرق�ض، امل�سرح، ال�سينما؟

وفق الجتاه الال اإ�سالمي هذه الألوان مـن الفن تعترب مظاهر ح�سارية متقـدمـة، وجزء مــن م�ســارات النـهـو�ض.

ت�سكله هذه الهابط، مبا الفن األوان الإ�سالمية كل القيم يف حني ترف�ض الألوان من م�سادرة ومتييع لأخالقية الأمة، واأ�سالتها الروحية.

امل�سروع يعتمدها التي للمراأة احلقوقية املنظومة هي ما الثالث: الت�صاوؤل النه�سوي؟

كل ا�ستوعبت متكاملة حقوقية منظومة الأ�سري الإ�سالمي الفقه يف حاجات الأ�سرة و�سروراتها.

يف امل�سروعات الأخرى منظومات حقوقية فيها الكثري من الق�سور والنق�ض. ياأتي الفارق كبريا وكبريا بني ت�سريعات �سادرة عن اهلل اأن ومن الطبيعي جدا

العامل احلكيم الب�سري وت�سريعات �ساغتها عقول حمدودة قا�سرة عاجزة.


66


اأن املوؤ�سف ومن اهلل، اأحكام على الب�سرية الت�سريعات هذه وقد جتراأت اإلغاء نظام الطالق، ونظام القوامة، جند يف جمتمعات امل�سلمني من يدعو اإىل هنا من الإجها�ض، اإباحة واإىل واملراأة، الرجل بني مييز الذي املرياث ونظام فنحن نحذر من حماولت الهيمنة على »الأحكام ال�سرعية« من خالل ما ي�سمى

»بالتقنني« لالأحوال ال�سخ�سية.

مع ول�سنا ال�سخ�سية، الأحوال اأحكام مع التعاطي يف الفو�سى مع ل�سنا الت�سيبات يف معاجلة ق�سايا اخلالفات الزوجية، وندعو اإىل تنظيم الأو�ساع يف

داخل املحاكم ال�سرعية.

اإننا نطرح الفكرة التالية: �سني« لتدار�ض هذا املو�سوع، واخلروج اأن تت�سكل »هيئة من العلماء املتخ�سبال�سيغة املنا�سبة، اأما اأن يعطى للهيئة التي ت�سمى باملجل�ض الت�سريعي احلق يف

�سياغة قانون الأحوال ال�سخ�سية، فم�ساألة لنا منها موقف مت�سدد.

ملاذا هذا املوقف املت�صدد؟ اأول: الد�ستور الذي يحكم الت�سريع يف هذا املجل�ض ل يفر�ض عليه اأن يعتمد اأن ال�سريعة »ال�سريعة الإ�سالمية« كم�سدر وحيد، نعم ين�ض هذا الد�ستور على

الإ�سالمية م�سدر رئي�سي للت�سريع، وهذا ل مينع من اعتماد م�سادر اأخرى.

للتو�صيح: توجد عدة �صيغ للن�س الد�صتوري يف اعتماد ال�صريعة الإ�صلمية: اأ- (ال�سريعة الإ�سالمية م�سدر الت�سريع): وفق هذه ال�سيغة ل يجوز اعتماد اأي

م�سدر اآخر يتنافى مع ال�سريعة الإ�سالمية.ال�سيغة توجد للت�سريع): وفق هذه الرئي�سي الإ�سالمية امل�سدر ب- (ال�سريعة

اإىل جانب ال�سريعة الإ�سالمية م�سادر اأخرى غري رئي�سية.

67

ج- (ال�سريعة الإ�سالمية م�سدر رئي�سي للت�سريع): وفق هذه ال�سيغة توجد اإىل ا. جانب ال�سريعة الإ�سالمية م�سادر اأخرى رئي�سية اأي�س

د- (ال�سريعة الإ�سالمية م�سدر من م�سادر الت�سريع): وهذه ال�سيغة ل تعطي لل�سريعة الإ�سالمية اأي خ�سو�سية، وقد اعتمد »د�ستور البحرين« ال�سيغة الثالثة اأن يعتمدها الت�سريع، من اأن هناك جمموعة م�سادر رئي�سية ميكن وهذا يعني �سمنها »ال�سريعة الإ�سالمية«، فكيف ن�سمن �سالمة الت�سريع لالأحوال ال�سخ�سية،

وعدم امل�سا�ض باأحكام ال�سريعة؟.

حم�سوم - املطروحة ال�سيغة وفق - املجل�ض هذا يف القرار اإن ثانيا: ل�سالح الأكثية احلكومية، فم�سري الت�سريع بيد ال�سلطة - اأنا هنا طبعا ل اأحتدث عن املوقف من م�ساألة النتخابات اإيجابا اأو �سلبا، واإنا اأتناول خطورة اأن يكون

املجل�ض الت�سريعي �ساحب ال�سالحية يف و�سع قانون الأحوال ال�سخ�سية -.

ثالثا: ولو �سلمنا باأن اأكثية �سعبية اإ�سالمية ا�ستطاعت اأن تفر�ض اأحكام ال�سريعة على قانون الأحوال ال�سخ�سية، فمن ي�سمن ا�ستمرارية هذه الأكثية يف

الدورات الأخرى.

اأن اأجل من امل�سلمة املراأة اأن اإىل نخل�ض ال�سابقة الت�ساوؤلت من خالل »الب�سرية متلك اأن يجب الأ�سيل اخليار على التعرف يف الو�سوح على تتوفر �سة الإميانية« و»الروؤية الإ�سالمية«. ونظرا لكون املراأة يف الغالب غري متخ�س�سة« يف ا واإ�سالميا، فمن ال�سروري اأن تعتمد »املرجعية الإ�سالمية املتخ�س فقهي

حتديد الروؤى والأحكام والت�سورات.

ولي�ض يف هذا م�سادرة »لعقل املراأة« ول »حلرية املراأة« كما تروج مقولت من جمال اأي يف �ض« التخ�س »ثقافة ميلكون ل الذين اإن والتغريب، العلمنة على ي�ستنكر فهل �سة«، املتخ�س »املرجعيات يعتمدوا اأن يجب جمالت احلياة، الإن�سان الرجل واملراأة اإذا كان ل ميلك »ثقافة الطب« اأو»ثقافة الهند�سة« اأو»ثقافة


68


القانون« اأن يرجع اإىل الأطباء، واملهند�سني، والقانونيني؟

وللعلم، للعقل، احرتام هو بل الإن�سان، لعقل م�سادرة هذا يف لي�ض �ض �ض الإ�سالمي والتخ�س �ض. فلماذا يعترب الرجوع اإىل ثقافة التخ�س وللتخ�س

الديني م�سادرة لعقل الرجل اأو م�سادرة لعقل املراأة؟ اإنه التيه وال�سالل الذي يحاول اأن يفر�ض لغته املبهورة بالزيف، والزبد، واخلواء، اإنه الهوى املاأ�سور اإىل غوايات ال�سيطان، فما اأ�سوء امل�سري املنكود الذي ينتظر هوؤلء الذين يحملون الب�سائر العمياء والتي �سوف تقودهم اإىل متاهات

اأ�سد عمى و�ســالل..ل �سبيال}(1)، {ومن {ومن كان يف هذه اأعمى فهو يف الآخرة اأعمى واأ�ساأعمى قال رب مل القيامة يوم ونح�سره نكا له معي�سة �س فاإن اأعر�ض عن ذكري اليوم وكذلك فن�سيتها اآياتنا تتك اأ كذلك قال ريا ب�س كنت وقد اأعمى ح�سرتني

تن�سى}(2).

ويعي�سون الدنيا، يف العمى يعي�سون ال�سيطان لغوايات املاأ�سورون هوؤلء ق ذلك ما كنت العمى يف �ساعات الحت�سار املرعبة {وجاءت �سكرة املوت باحل

يد} (3). منه حت

ويعي�سون العمى حينما يحتو�سهم مالئكة العذاب بحراب من نار يف القبور املظلمة املوح�سة، يف رحلة عذاب برزخي اإىل يوم الن�سور {ومن ورائهم برزخ اإىل

يوم يبعثون}(4).

(1) الإ�سراء: 72.(2) طه: 124.

(3) ق: 19.(4) املوؤمنون: 100.

69

ب ن�س اإىل هم ن كاأ �سراعا الجداث من {يخرجون وهم العمى ويعي�سون ون}(1). يوف�س

ويعي�سون العمى يف عر�سات القيامة، حيث الأهوال وال�سدائد، {يوم ترونها ا�ض �سكارى ع كل ذات حمل حملها وترى الن عت وت�س ا اأر�س عة عم تذهل كل مر�س

وما هم ب�سكارى ولكن عذاب اهلل �سديد}(2).

كنتم تي ال م جهن {هذه القرار وبئ�ض النار اإىل العمى يقودهم و�سوف ا كنتم تكفرون}(3)، ن�ستجري باهلل من النار، ومن غ�سب لوها اليوم مب توعدون ا�س

اجلبار، واأن ل يجعلنا يف زمرة الأ�سرار والفجار.

(1) املعارج: 43.(2) احلج: 2.

(3) ي�ض: 63 64.


70


71

املراأة امل�صلمة وحتديات النفتاح

وق�سايا امل�سلمة املراأة بني تعاي�ض اأزمة اأنتجتا روؤيتان خاطئتان، توجد املراأة بني التعاي�ض اأزمة تنتفي ف�سوف الروؤيتني هاتني �سححنا واإذا الع�سر، والع�سر، و�ست�سبح من�سجمة ومتعاي�سة مع الع�سر وروحه وق�ساياه، مع حمافظتها

على التزامها وقيمها وثوابتها.

والروؤيتان اخلاطئتان اللتان اأنتجتا هذه الأزمة التي يتحدث عنها اأ�سحاب الثقافة املناه�سة للدين هما:

- الروؤية الأوىل: الفهم اخلاطئ ملعنى النفتاح.- الروؤية الثانية: الفهم اخلاطئ ملعنى اللتزام.

واإذا التعاي�ض، اأزمة يف ن�سكل »النفتاح« فهما خاطئا ف�سوف فاإذا فهمنا املراأة بني فعلية اأزمة تنتج ف�سوف خاطئا فهما ودورها« املراأة »التزام فهمنا

والع�سر ولتو�سيح الفكرة اأكث، نقول:

الروؤية الأوىل اخلاطئة:بكل الع�سر، يف موجود هو ما كل مع ان�سياق باأنه النفتاح فهمنا اإذا هو ما كل ومع وامل�ستجدات، املتغريات كل مع التعاطي واأنه وتلوثاته، �سلبياته موجود يف ال�ساحـة، واإذا فهـمنا النـفتـاح باأنــه حــالة مـن النفالت والتمرد عـلى الطبيعي فمن والقيمية، والأخــالقية الـروحيـة ال�سـوابط عـلى والتمرد القيم، حيـنئــذ اأن تن�ســاأ اأزمة بني ال�ســاب املوؤمن وهذا النفتـــاح، و�ستـ�سبـح اأزمة بني املـراأة امللتزمة وبني هذا النفتاح، لأن النفتاح بهذا املعنى اأمر خاطئ ومرفو�ض،


72


هذا من ن�ساأت اإذا فالأزمة النفتاح، وحركة اللتزام بني اأزمة ن�سوء وي�سبب الفهم اخلاطئ لالنفتاح.

الروؤية الثانية اخلاطئة:وهي الفهم اخلاطئ ملعنى (التزام املراأة ودورها يف الإ�سالم).. فاإذا فهمنا والجتماعية، والثقافية الفكرية املراأة حركة ي�سادر منغلقا؛ فهما املراأة دور اأزمة مع حركة الواقع، نعم لو �سححنا الروؤيتني، فلن تكون هناك ف�سوف تن�ساأ

اأزمة اأبدا. الآخر مطلقا، نفي يعني، »والذي النغالق �سد باأنه النفتاح فهمنا لو ورف�ض احلوار مع الآخر، ورف�ض اجلديد مطلقا، ورف�ض التغيري يف الأ�ساليب«، يرف�ض ول الآخر، ينفي ول انغالقا، يعي�ض ل امل�سلم الإن�سان اأن الوا�سح ومن احلوار مع الآخر، ول يرف�ض اجلديد مطلقا، ول يرف�ض التغيري مادام ذلك �سمن الثوابت والقيم الإ�سالمية، وبالتايل فال توجد اأزمة حقيقية بني الإن�سان امللتزم

»رجال اأو امراأة« وحركة الواقع وحركة الع�سر وحركة التطور.

اأن تتجمد اأن اللتزام ل يعني الروؤية ملعنى اللتزام، وقلنا واإذا �سححنا املراأة، ول يعني اأن تتخلى عن ممار�سة م�سوؤولياتها الروحية والثقافية والجتماعية اللتزام بني التوفيق قادرة على تكون اأن الطبيعي فمن والر�سالية، وال�سيا�سية

وحركة النفتاح.

الجتاهات التي تواجه املراأة:واملراأة يف هذا الع�سر - بكل م�ساحاته - تواجه ثالثة اجتاهات:

- الأول: اجتاه التغييب. - الثاين: اجتاه التغريب.

- الثالث: اجتاه التاأ�سيل.

73

الأول: اجتاه التغييب: اأو ا ثقافي اأو ا اجتماعي عمال متار�ض اأن لها ي�سمح ل الذي الجتاه وهو ا اأو �سيا�سيا، فاملراأة يجب اأن ت�سجن يف البيت، ويجب اأن ل يكون لها ح�سور تربويثقايف ول ح�سور اجتماعي ول ح�سور تربوي، هذا ي�سمى تغييب للمراأة (ول اأريد فهم الجتاه، هذا اأ�سحاب م�ستندات هي وما الجتاه هذا مربرات اأبحث اأن ي�ستندون لروايات واأحاديث، ولديهم م�ستندات يعتربونها �سرعية، وهي مناق�سة) ونحن نرف�ض هذا الجتاه، ويجب اأن نفهم هذه الروايات - امل�ستند اإليها - فهما اآخر، ونعترب اأن دور املراأة يف داخل البيت دور مقد�ض وكبري جدا، واأنه يجب اأن ل تزاحمه اأية اأدوار اأخرى، لكن ل يعني هذا اأن ل ي�سمح لها اأن متار�ض العمل الثقايف

والرتبوي والجتماعي، بل حتى العمل ال�سيا�سي اإذا كان فيه م�سلحة لالإ�سالم.

الثاين: اجتاه التغريب: وهو اجتاه معاك�ض متاما لجتاه التغييب، فهو اجتاه يريد للمراأة اأن تنطلق يف كل املجالت بعيدا عن ال�سوابط الدينية وال�سرعية، ويريد للمراأة اأن تتحرر من قيمها ودينها، لتكون املراأة يف بالد امل�سلمني هي املراأة (النكليزية) والفرن�سية

وهي املراأة الرو�سية، اإىل اآخره.

ى باجتاه التغريب »التغريب الثقايف، والأخالقي، وال�سيا�سي« هذا ما ي�سمالإ�سالمية، وهو اجتاه التغريب يف كل بقعة من جمتمعاتنا وتتحرك م�سروعات يريد اأن ي�سادر هوية املراأة، وهوية ال�ساب، وهوية ال�سابة، وهوية املجتمع امل�سلم، وهو اجتاه خطري ومرفو�ض، فكما ل نقبل اجتاه التغييب ل نقبل اجتاه التغريب،

فكال الجتاهني مرفو�سان وخطريان ويجب اأن نحذر منهما.

الثالث: اجتاه التاأ�صيل: والدينية الإميانية بهويتها املراأة عالقة ل نوؤ�س اأن هو التاأ�سيل اجتاه


74


واأ�سالة الدين، اإىل النتماء اأ�سالة تعي�ض التي املراأة وجنعلها والأخالقية، النتماء اإىل القيم، واأ�سالة النتماء اإىل املبداأ، هذه الأ�سالة يف النتماء ل متنع كما دورها متار�ض واأن والجتماعية، الثقافية الآفاق يف تنطلق اأن من املراأة ولياء بع�ض هم اأ ميار�سه الرجل، فالقراآن حينما يقول {واملوؤمنون واملوؤمنات بع�سوالنهي عن باملعروف الأمر اأن يعني املنكر}(1)، عن وينهون باملعروف ياأمرون لي�ض وظيفة الرجل فقط، واإنا هو وظيفة املنكر والدعوة اإىل اهلل يف املجتمع،

الرجل واملراأة. فالإ�سالم ينيط باملراأة م�سوؤولية ر�سالية، جهادية، دعوتية.

وتنهون باملعروف مرون تاأ ا�ض للن اأخرجت ة اأم اآية اأخرى {كنتم خري ويف ة} مبا فيها من الن�ساء والرجال، مبا فيها عن املنكر وتوؤمنون باهلل...}(2)، {اأمباملعروف وياأمرون ري اخل اإىل يدعون ة اأم نكم م ال�سباب وال�سابات {ولتكن من منكم راأى »من الن�ساء من واأمة الرجال من اأمة املنكر...}(3) عن وينهون والعمل الثقايف، والعمل الر�سايل، العمل م�سوؤولية اإذا ون�ساء، رجال منكرا«(4) الرتبوي، والعمل اجلهادي، والعمل ال�سيا�سي - اإذا كانت هناك م�سلحة لالإ�سالم

- هي م�سوؤولية عامة بني الرجل واملراأة.

اإذا معنى التاأ�سيل، هو اأن جنعل املراأة مرتبطة بهويتها، واأن ل تتنازل عن دينها، ويف نف�ض الوقت تكون املراأة الفاعلة واملوؤثرة والداعية واحلا�سرة يف مواقع ال�ساحة، والتاريخ حافل مبوؤمنات ج�سدن الإميان يف اأرقى درجاته، ومار�سن عمال ا، بل الواقع املعا�سر، يحمل �سواهد و�سواهد على ن�ساء ملتزمات ا ور�سالي جهاديكن يف اأعلى درجات اللتزام، ومــار�سن اأعـلى درجــات اجلهــاد والعمــل يف �سبيل الإ�ســالم، فال�سـهيدة بنت الهــدى �سـقيـقـة ال�سـهـيـد ال�سيــد حمـمد بــاقـــر ال�ســـدر

(1) التوبة:71(2) اآل عمران: 110.(3) اآل عمران: 104.

(4) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة: 16/ 135، باب وجوب اإنكار العامة على اخلا�سة، ح 12. (ط2 1414هـ، موؤ�س�سة اآل البيت ÷، قم اإيران).

75

امراأة كانت يف اأرقى درجات التزامها باحلجاب والعفاف وبدينها وقيمها، وهي من ملتزما جيال �سنعت وقد واملثقفة، واملربية والداعية واملنا�سلة املجاهدة ومن كتاباتها وحما�سراتها الإ�سالمي، من خالل العامل ويف العراق الن�ساء يف خالل براجمها، ور�سمت تاريخا اإىل اأن نالت ال�سهادة مع �سقيقها على يد النظام

البائد يف العراق. املجاهدة، الفل�سطينية واملراأة لبنان، يف واملراأة اإيران، يف املراأة وهكذا مواقع يف وفاعلة وقيمها بدينها ملتزمة املراأة تكون اأن م�سكلة هناك فلي�ست ال�ساحة �سمن �سوابط �سرعية حمددة، اإذا نحن نرف�ض اجتاه التغييب والتغريب،

ونوؤكد على اجتاه التاأ�سيل.ال�سابة اأيتها الأ�سيلة كوين احلياة، يف وانطلق ال�ساب اأيها الأ�سيل كن

باتباعك للدين وانطلقي يف احلياة..

اإذا من خالل فهمنا ملعنى النتماء اإىل الدين ومعنى اللتزام، ومن خالل فهمنا ملعنى النفتاح، لي�ست هناك اأي م�سكلة يف اأن تكون املراأة ملتزمة كل اللتزام بحجابها و�سرتها وعفافها واأن تكون حا�سرة يف كل الواقع الثقايف والجتماعي والرتبوي، واأن يكون لها دورها الإ�سالمي، فال توجد م�سكلة ول اأزمة تعاي�ض، لأن الأزمة اأنتجتها روؤية خاطئة وفهم خاطئ، اإما ملعنى النفتاح واإما ملعنى اللتزام.

هذه مقدمة انطلقت من عندها واأقول: يف املطروحة والق�سايا الت�ساوؤلت من جمموعة املعا�سرة املراأة اأمام ال�ساحة، التي حتتاج اإىل حتديد موقف الإ�سالم من هذه الق�سايا بالن�سبة للمراأة،

منها: واأن امل�سرح؟ متار�ض واأن الفن؟ متار�ض اأن للمراأة ي�سمح مدى اأي اإىل يف الإعالمية الو�سائل يف الظهور متار�ض واأن الرتفيهية؟ الفعاليات متار�ض

التلفاز وغري التلفاز؟


76


هذه ق�سايا مطروحة فهل يجوز للمراأة اأن متار�سها اأم ل يجوز؟ ول اأريد اأن اأدخل يف كل هذه الق�سايا، فعندنا روؤيتنا وت�سوراتنا وفهمنا، واإنا يعنيني عنوان

واحد من هذه العناوين، �ساأعطيه بع�ض الوقت.

ممار�صة املراأة للريا�صة:

ما هو م�ستوى ما ي�سمح به الإ�سالم للمراأة مبمار�سة الفعاليات الريا�سية؟ فهل م�سموح للمراأة اأن متار�ض الريا�سة اأم ل؟ وما هي امل�ساحة التي ي�سمح بها

الإ�سالم للمراأة؟

اأتناول م�صاألة الفعاليات الريا�صية من خلل ثلث نقاط:النقطة الأوىل: ما حكم ال�سريعة الإ�سالمية يف ممار�سة املراأة للريا�سة؟

ال�سوابط �سمن الريا�سة متار�ض اأن املراأة على يحرم فقيه يوجد ل وال�سروط ال�سرعية، ومع عدم ترتب املف�سدة. فال مانع اأن متار�ض املراأة ريا�سة امل�سي اإذا كانت يف اأجواء نظيفة ومل توجد فيها اأية م�سكله، اأو ريا�سة اجلري يف

مواقع خا�سة منف�سلة.

ل م�ساألة البدن، لتقوية كحركات البحت، الأويل بعنوانها الريا�سة اإذا خالف يف جوازها، فال متنع ال�سريعة املراأة من ممار�سة الريا�سة، اإذا كان ذلك

�سمن ال�سروط ال�سرعية ول يرتتب على ذلك مفا�سد اأخالقية واجتماعية.

ملحظة هامة: ريا�سة اأو امل�سي، كريا�سة البحتة، الريا�سية املمار�سة هنا عن احلديث اجلري، بعيدا عن اأي عنوان اآخر، اأما اإذا كان احلديث عن امل�سروع الريا�سي، اأن اأن ل نخلط بني بد لدرا�سته، فال اأخرى اإىل حيثية اآخر، ويحتاج فهو بحث نبحث الريا�سة كعمل، اأو اأن نبحث الريا�سة كم�سروع، فهما عنوانان خمتلفان،

77

ة، ففي النقطة الأوىل بحثنا عن الريا�سة وكل عنوان له درا�سته وحيثياته اخلا�سالبحتة، بعيدا عن اأي عنوان اآخر، كعنوان امل�سروع الريا�سي، اأو عنوان املوؤ�س�سة الريا�سية، اأو عنوان املركز الريا�سي، واإنا حكم الريا�سة مبا هي هي، وذكرنا ما هو موقف الإ�سالم منها، و�ساأحتدث عن الريا�سة كم�سروع يف النقطة الثالثة.

بال اجلواز هو فاجلواب الريا�سي، العمل اأ�سل عن ال�سوؤال كان فاإذا ال�سوؤال عن كان واإذا ال�سوابط، و�ساأتناول ال�سرعية؟ ال�سوابط اإ�سكال، �سمن

امل�سروع الريا�سي.. فهذا يحتاج لبحث اآخر �ساأتناوله.اأن يجوز فاجلواب: اخلياطة؟ متار�ض اأن للمراأة يجوز هل �ساألنا: فلو متار�ض اخلياطة، لكن لو كان ال�سوؤال: هل يجوز اأن تلتحق مب�سروع خياطة؟ فهو بحث اآخر يحتاج لدرا�سة بطريقة اأخرى، فم�ساألة اأن متار�ض املراأة الطبخ، اأو اأن

متار�ض اخلياطة، يختلف عن حتول الطبخ واخلياطة مل�سروع.

فاإذا �ساألت عن عمل املراأة الثقايف، فنقول ل م�سكلة يف ذلك، اأما عندما لدرا�سة يحتاج اآخر مو�سوع فهو ثقايف، م�سروع يف املراأة م�ساركة عن ت�ساأل

اأخرى.اأو اأن تكتب كلمة تدعو وعندما ت�ساأل هل يجوز للمراأة اأن تكتب ق�سيدة،

فيها اإىل اهلل؟ فهذا عمل ثقايف.وكذلك لو �ساألت هل يجوز للمراأة اأن متار�ض عمال اجتماعيا؟ فنقول اأنه يجوز بكل تاأكيد، بل يجب اأن متار�ض العمل الجتماعي، لكن عندما يتحول العمل الجتماعي اإىل م�سروع، فهو بحث اآخر ويحتاج لدرا�سة اأخرى، غري م�ساألة العنوان

الأويل. يجوز »هل عن يختلف ال�سيا�سة؟ متار�ض اأن للمراأة يجوز هل وال�سوؤال للمراأة اأن تنتمي حلزب �سيا�سي«، فاإذا هذه نقطة اأ�سا�سية، فال نخلط بني اأ�سل

العمل بعنوانه الأويل وبني انطالق العمل بعنوان اآخر، كاأن يتحول اإىل م�سروع.


78


اخلل�صة: ممار�سة املراأة للعمل الريا�سي يف ذاته اأمر جائز، لكن مع توفر ال�سروط ال�سرعية وانعدام املف�سدة، واأما مو�سوع امل�سروع الريا�سي ف�سنتناوله يف النقطة

الثالثة.

اأن للمراأة بها ي�سمح التي الريا�سية املمار�سة �سروط هي ما الثانية: النقطة متار�سها؟

ا تتحدث عن ال�سروط للعملية الريا�سية البحتة ونوؤكد اأن هذه النقطة اأي�سبعيدا عن امل�سروع.

�صروط املمار�صة الريا�صية:ال�صرط الأول: اأن تكون املمار�سة الريا�سية بذاتها عمال جائزا، كامل�سي واجلري، وبع�ض احلركات، اأما لو �سارت املمار�سة كاملالكمة، والتي ي�ست�سكل فيها

كثري من الفقهاء، ملا يرتتب عليها من اإثارة واأ�سرار، فهذا العمل غري م�سروع.

اأجواء م�سروعة، فال اأجواء املمار�سة الريا�سية اأن تكون ال�صرط الثاين: يجوز اأن متار�ض الريا�سة يف ال�سارع بطريقة ملفتة، كما ل بد اأن تكون املمار�سة التي متار�ض الأجواء تكون اأن بد الأجانب، فال بعيدة عن الختالط كم�ساهدة فيها ولي�ض الرجال، نظر من خالية �سليمة نظيفة اأجواء الريا�سة املراأة فيها

اختالط بني �سباب و�سابات.

التميع يروج حلالت الريا�سية مما الأزياء تكون اأن ل الثالث: ال�صرط والتف�سخ الروحي والأخالقي وال�سلوكي، فال بد من مراعاة العفة واحل�سمة واخللق الديني، حتى لو كانت املراأة متار�ض الريا�سة يف و�سط جمموعة من الن�ساء، حيث

ل فائدة يف اأن تهتم بتقوية بدنها لكنها متيع �سخ�سيتها الروحية.

79

اأداء يف تفريط الريا�سي العمل ذلك يف يكون ل اأن الرابع: ال�صرط ريا�سة يف لعبت اإذا فالبنت مثال، اأوقاتها ال�سالة يف �سرعية، كرتك واجبات بيتها اأو ب�ستان خا�ض بها اأو باأهلها واأقاربها، ولكنها مل تكن تهتم بوقت ال�سالة،

فهذه الريا�سة غري جائزة �سرعا.

لذلك نن�سح ال�سباب الذين يريدون ممار�سة الريا�سة، اأن ل يفوتوا عليهم الواجبات ال�سرعية، واأن ل يتهاونوا ب�سالتهم، فالريا�سة مباحة وجائزة، لتقوية

البدن واملعنويات، لكن لي�ض على ح�ساب الدين.

ال�صرط اخلام�س: عدم الإ�سراف يف املمار�سة الريا�سية، بحيث ت�ستغرق كل اأوقات املراأة على ح�ساب الهتمامات الأخرى الثقافية والرتبوية والجتماعية

وال�سيا�سية.

بحيث الريا�سية الألعاب يف ال�ستغراق عدم من بد ل اأخرى وبعبارة ت�سيطر على كل الهتمامات والطموحات، وهذه م�سكلة معا�سرة، وتوجد اأنظمة ودول تخطط ل�سبابنا، حتى الريا�سة اأ�سبحت موظفة لقتل طاقات �سبابنا وقتل

اهتماماتهم الكربى.

فال�سباب الذي يلعب كرة قدم اأربع �ساعات وخم�ض �ساعات يوميا، ل ينتظر منه اأن يفكر بق�سايا الأمة، اأو اأن يفكر بق�ساياه ال�سيا�سية والثقافية، اأو اأن يفكر بعنوان كان واإن وهو اهتماماته، �سادرنا لأننا والأخالقية، الرتبوية بالق�سايا

مباح، لكن ما كل ما هو مباح يجوز لك اأن ت�سرف فيه.

يف اهتماماتي وكل وقتي كل اأ�سيع اأن يعني ل لكن حالل، فالريا�سة الريا�سة على ح�ساب درا�ستي وق�ساياي، فهذا غري جائز.

فال بد اأن ل يـ�سرقني العمل الريا�سي، بحــيث ي�سبح طموحي واهتمامي ووجودي وحياتي كلها ريا�سة، وهذا ما تريده الأنظمة، تريد منهم اأن ل يفكروا


80


بالق�سايا يفكروا ل واأن ال�سيا�سية، بالق�سايا يفكروا ل واأن ال�ساحة، بق�سايا واهتماماتهم طموحاتهم، وتقتل ال�سباب، طاقات ت�سرق وهكذا الكربى،

احلقيقية.

ماذا لو حتول العمل الريا�صي اإىل م�صروع؟ النقطة الثالثة: ماذا لو حتول العمل الريا�سي اإىل م�سروع؟

فهل يجوز للمراأة اأن ترتبط بهذا امل�سروع ؟ وهل يجوز للمراأة اأن تنت�سب اإىل جمعية ريا�سية؟ اأو اأن تنت�سب اإىل دورة ريا�سية ؟ اأو اأن تنت�سب ملركز ريا�سي؟

فاحلديث هنا عن امل�سروع الريا�سي، ولي�ض عن اأ�سل املمار�سة الريا�سية. واحلديث هنا يتناول:

هوية امل�سروع. 1 -هوية القائمني على امل�سروع. 2 -هوية الربامج لهذا امل�سروع. 3 -

فما هي روؤيتنا حول امل�سروعات الريا�سية الن�سائية والرجالية وامل�سروعات الثقافية وال�سيا�سية؟ يف احلديث عن امل�سروع الريا�سي، توجد جمموعة من العناوين:

الأول: هوية امل�صروع: لتحديد جواز النتماء لهذا امل�سروع اأم ل، ل بد من درا�سة هوية القائمني املنطلقات؟ هي ما ومو�سوعية، ودقيقة كاملة درا�سة الريا�سي امل�سروع على وما هي الأهداف؟ وهل اأن املنطلقات والأهداف ل ت�سطدم مع الدين؟ اأم اأنها يجب ال�ساحة يف اليوم يطرح م�سروع فاأي الدين، ت�سادم واأهداف منطلقات درا�سته، لأن الواقع - وبكل �سراحة - يربهن وبكل و�سوح اأن اأكث امل�سروعات ا فت توظيفا منحرف الثقافية والجتماعية والريا�سية والفنية يف هذا البلد قد وظعن الإ�سالم، وانظروا اإىل اجلمعيات املنت�سرة يف البلد، وتعرفوا على املوؤ�س�سات

81

جمعية 40 اأو 30 اإىل ت�سل التي البحرين يف الن�سائية فاجلمعيات املوجودة، اأو ثالث فقط. بل هناك اإنها جمعيتان اإ�سالمية؟ تقريبا، هل كلها حتمل هوية جمعيات هويتها �سارخة ووا�سحة �سد الدين، ولها برامج تن�سف وحتارب الكثري من قيمنا، وحتارب املواقف ال�سرعية، وحتارب العلماء، وحتارب الدين، فاإذا كان 99 % من اأبناء البلد م�سلمني، وتوجد فيه40 جمعية اأو اأكث، ول يوجد فيها �سوى 3

جمعيات متم�سكة بالدين، األي�ست هذه جناية وجرمية؟ األي�ست هذه كارثة؟

اإذا يجب يف اأي م�سروع اأ�سع يدي عليه اأن اأتعرف على هويته، ول بد اأن ل اأنخدع مب�سروع ثقايف اأو اجتماعي اأو ريا�سي، فابنتي وزوجتي اأمانة يف عنقي واأنا م�سوؤول اأمام اهلل عندما اأ�سلمها لهذا امل�سروع، فال بد اأن اأدر�ض هوية امل�سروع،

فامل�سروعات القائمة الآن يف البحرين، م�سروعات مريبة جدا.

فالبلد ت�سج بالنحراف والف�سق والعبث بالدين والأخالق، وهذا ما نكرره يف لقاءاتنا وكلماتنا وحما�سراتنا، فهم ياأتون مب�سروعات ثقافية با�سم النهو�ض باملراأة، ونحن نريد النهو�ض باملراأة، والدفاع عن حقوق املراأة، لكن من اأي منطلق نريد النهو�ض باملراأة؟ هل يكون بالنطالق من باري�ض اأو اأمريكا، فناأتي بامراأة من باري�ض لهذا البلد امل�سلم لكي ت�سرف على م�سروع ن�سائي؟ وهذه لي�ست حركة عفوية، بل اإن اأمريكا وفرن�سا وبريطانيا تخطط لهوية هذا البلد، فاليوم تنطلق وح�ساب، ح�ساب األف لها نح�سب اأن ويجب خطرية، منطلقات من م�سروعات ب�سكل بذلك ي�سرحون وهم للدين، املناوئة بامل�سروعات اأغرق قد الآن فالبلد وا�سح، فجمعيات تديرها عقول من اخلارج اأمريكية وفرن�سية، تخطط للنهو�ض باملراأة، فهل املراأة الفرن�سية التي جاءت لتدير م�سروعا ن�سائيا يف البحرين تريد ت�سنع اأن تريد اأنها اأم والقراآن؟! والدين لالإ�سالم الإ�سالمية املراأة ب تقر اأن منها امراأة فرن�سية وامراأة اأمريكية ؟! اإذا ل بد من درا�سة امل�سروعات من حيث

هويتها ومنطلقاتها، واأهدافها واأجوائها.


82


الثاين: هوية القائمني على امل�صروع: ا اأو اجتماعيا، فال بد من التعرف على ا اأو ثقافي �سواء كان م�سروعا ريا�سيالقائمني على هذه امل�ساريع يف البلد ب�سكل عام، واأنا هنا اأ�سنف امل�سروعات يف

البحرين (الثقافية والريا�سية والجتماعية) اإىل ما يلي:

الق�صم الأول: م�سروعات تابعة مبا�سرة لل�سلطة: (التي هي م�سروعات حكومية)، وال�سلطة قائمة عليها.

وهنا اأقول وبكل �سراحة اإننا نحمل كل ال�سك والريبة جتاه هذه امل�سروعات، يف بلد يعبث باأخالقه مبراأى وم�سمع من احلكومة.

فمن الذي ي�سرف على الف�ساد والدعارة والف�سق والعهر واملالهي والفنادق لكل والراعية املوجهة هي تكن مل اإن �سامتة را�سية، الدولة األي�ست البلد، يف

ذلك. وبعد ذلك يراد مني اأن اأ�سلم بناتي ون�سائي مل�سروع ت�سرف عليه احلكومة؟! احلكومة، عليها ت�سرف والتي البلد يف الآن املنت�سرة امل�سروعات نعرف ونحن والتي تنخر يف قيم هذا البلد واأخالقه ويف دينه، فالبلد منخور بالدعارة، وتاأتي ن�ساء من خمتلف مناطق العامل للبحرين لإحياء ال�سهرات احلمراء يف الفنادق، على علم ومراأى وم�سمع من احلكومة، فعلى اأي اأ�سا�ض اأ�سلم بناتي مل�سروع يحمل الكثري من الريبة؟! األي�ست هذه جرمية وجناية، فعندما نرى هذا الواقع األ يجعلنا

نتحفظ، ونعي�ض الريبة واخلوف والهلع؟

الق�صم الثاين: م�سروعات تابعة ملوؤ�س�سات خا�سعة لل�سلطة: فهي م�سروعات اأهلية، لكنها خا�سعة لنظام وتوجيهات ال�سلطة، مل تن�سئها ال�سلطة، لكن ال�سلطة ت�سع النظام الذي ي�سرف عليها، ويهيمن عليها، فالنادي اأو املركز الريا�سي الثقايف املوؤ�س�سة)، اأ�س�ض هذه الأهايل هم من كان لو بحتة (حتى اأهلية موؤ�س�سة لي�ض واإنا هو موؤ�س�سة خا�سعة ملوؤ�س�سة ر�سمية ميكن اأن تفر�ض عليه يف يوم من الأيام

83

خا�سعة املوؤ�س�سات فهذه ذلك، من يتخل�ض اأن النادي ي�ستطيع ول قرار، اأي ملنظومة ر�سمية تفر�ض عليها قرارات، وتفر�ض عليها برامج يف بع�ض احلالت، واأحيانا الر�سمي، القرار عن يخرج اأن الثقايف املركز اأو النادي ي�ستطيع ول تدفعها اجلهات الر�سمية عن طريق الت�سجيع والتاأييد والدعم وامل�ساندة والتزيني فتنطلي وت�سجعها، تدفعها ولكنها اأحيانا جتربها ل فهي مغر�سة، برامج نحو ل النوع فموؤ�س�سات من هذا املوؤ�س�سة، الإداريني يف هذه بع�ض املخططات على

يجوز اأن اأئتمنها على اأي م�سروع، خا�سة مبا يرتبط بالن�ساء..

ببع�ض وندفع املوؤ�س�سات، هذه يف ونعمل نتعاون اأن من مينعنا ل وهذا وملتزمني خمل�سني اأنا�سا النوادي على القائمون كان اإذا خا�سة براجمهم،

ومتدينني. ولكن التعاون، من نوع يوجد البحرين يف مناطقنا يف اإن هلل واحلمد امل�سكلة اأن ال�سلطة اإذا مل تتدخل اليوم ف�سوف تتدخل غدا، لذلك اإذا كانت هناك

م�سروعات حيوية فال مانع منها.

ونحن ل نانع من فتح نواد ومراكز ثقافية، لكن بع�ض الق�سايا الأ�سا�سية ل بد اأن ل جنعلها حتت يد الدولة، التي ميكن اأن تهيمن يف اأي حلظة على م�سروع من هذا النوع، فهذه امل�سروعات ل اأ�ستطيع اأبدا اأن اأ�ستاأمنها على بناتي ول على اأولدي، وكم �سمعنا اأن املوؤ�س�سة الر�سمية تدخلت يف النادي واملركز وفر�ست عليه ا عندما يتعلق الأمر باملراأة، فهي حالة ح�سا�سة وخطرية، موقفا معينا، خ�سو�سول بد اأن نح�سب لها األف ح�ساب، واإل ف�سياأتي يوم نرى اأنف�سنا غارقني، ونحن ل ن�سكك يف القائمني على هذا النادي اأو ذلك النادي، لكن امل�سكلة اأن امل�سروعات

من هذا النوع هي حتت هيمنة الدولة.

الق�صم الثالث: م�سروعات تابعة ملوؤ�س�سة اأهلية: اأي اأنها غري خا�سعة للتوجيهات فهي الإ�سالمية[ التوعية ]كجمعية الر�سمي للنظام خا�سعة غري اأو الر�سمية،


84


باإجازة ر�سمية لكن هيمنة اجلهة الر�سمية اأقل بكثري من هيمنتها على الأندية واأقل من هيمنتها على املراكز الثقافية، والفرق كبري ووا�سح، فال�سلطة ل ت�ستطيع اأن

تدخل ب�سكل مبا�سر وتفر�ض براجمها على اجلمعيات، فهي جمعيات م�ستقلة..

الإ�سالمية فغري اإ�سالمية، وغري اإ�سالمية ق�سمني: على اجلمعيات وهنا ل ميكن اأن اأ�ستاأمنها على م�سروع كامل�سروع الريا�سي الن�سائي، واأما الإ�سالمية

فتحويلها يف حاجة اإىل درا�سة متاأنية وحذرة حل�سا�سية هذا املو�سوع.

الق�صم الرابع: م�سروعات تابعة ملواقع اأهلية بحتة: كاحل�سينيات واحلوزات، ومع ذلك امل�سروع الريا�سي يحتاج اإىل �سيغة مدرو�سة متاما يف ت�سكله ويف الإ�سراف

عليه ويف انتماءاته.

يف ظل هذه الإ�صكالت والتحفظات حل�صا�صية وخطورة ال�صاأن الن�صائي، ن�صع ما يلي:

• اأن يتوىل الإ�سراف على امل�سروع الريا�سي الن�سائي نخبة من العلماء املعروفني(اإذا كان هناك حاجة) املعتمدين املوثقني الواعني، فلي�ض كل معمم ي�سلح الدولة، ول اأئمة م�ساجد موظفون يف امل�سروع، حيث يوجد ي�سرف على اأن ميكن اأن اأ�سمح اأبدا ملوظف يف الدولة اأن ي�سرف على عملي، اإذا الإ�سراف العام على امل�سروع الريا�سي يجب اأن يكون بيد العلماء املعروفني واملعتمدين، وممن ميتلكون روؤية فقهية وروؤية اإ�سالمية وا�سحة، وعندهم اإر�ساد اإ�سالمي

وا�سح واملوثقني عند علماء البلد، كل ذلك حتى تكون القرى واملدن اآمنة.

• اأن يعينهم على ذلك عدد من الكفاءات الثقافية والإدارية، فال مانع اأن ن�ستفيدمن الكفاءات املوجودة يف النوادي، اأو الكفاءات الثقافية الأخرى يف البلد، فين�سمون ون�ستفيد من قدراتهم واإمكانياتهم، حيث ميكن اأن توجد كفاءات

85

اإدارية ل ميلكها العامل، اأو خربة اجتماعية ل ميلكها العامل، وي�سرتط يف هذه الكفاءات الإدارية والفنية والثقافية اأن يتوفر فيها اللتزام الديني.

اأن يتوىل اجلهاز التنفيذي نخبة من الن�ساء الواعيات وامللتزمات كل اللتزام• واملعروفات كل املعرفة.

اأن يكون امل�سروع م�ستقال عن املواقع واملوؤ�س�سات، التي ي�سكل الرتباط بها• تعقيدا للم�سروع.


86


87

املـراأة بني مـهـام الـزوجـية وم�صـوؤوليـات الـدعـوة

البيت ب�سوؤون تت�سل مهام جمموعة املراأة على تفر�ض الزوجية احلياة الزوجي، و�سوؤون الأولد، كما اأن النتماء اإىل الإ�سالم يفر�ض على املراأة القادرة جمموعة م�سوؤوليات تت�سل ب�سئون الدعوة اإىل اهلل والأمر باملعروف والنهي عن تتعامل اأن ميكن فكيف الر�سايل. العمل جمال يف الفعاليات وممار�سة املنكر،

املراأة املوؤمنة مع هاتني امل�ساحتني من املهام وامل�سوؤوليات؟

من خالل قراءة الواقع الن�سائي يف جمتمعاتنا جند عدة حالت تعرب عن عدة اأ�سناف من الن�ساء.

احلالة الأوىل: �سنف من الن�ساء التزم مبهام احلياة الزوجية، وفرط مب�سوؤوليات املهام وم�ساحة امل�ساحتني، بني التوفيق اإمكان عدم بدعوى الر�سايل العمل

الزوجية هي املقدمة.

احلالة الثانية: �سنف ثان من الن�ساء التزم مب�سوؤوليات العمل الر�سايل، وفرط وم�سوؤوليات امل�ساحتني، بني اجلمع على القدرة عدم بدعوى الزوجية، مبهام

العمل الإ�سالمي مقدمة على مهام احلياة الزوجية.

احلالة الثالثة: �سنف ثالث من الن�ساء فرط يف مهام الزوجية، ويف م�سوؤوليات العمل الر�سايل، وهذا التفريط نا�سئ عن جهل اأو عن عمد وعدم التزام.

الزوجية، يوفق بني مهام اأن ا�ستطاع الن�ساء رابع من الرابعة: �سنف احلالة وم�سوؤوليات العمل الر�سايل نتيجة وعي والتزام وتخطيط.

املراأة بني مهام الزوجية وم�صوؤوليات الدعوة

88


ما هو موقفنا من هذه احلالت:املوقف من احلالة الأوىل:

ل اإ�سكال يف وجوب التزام املراأة مبهام الزوجية، فيما يت�سل بحقوق الزوج الواجبة وفيما يت�سل برعاية وتربية الأولد، ولي�ض كل ما متار�سه املراأة يف البيت هو من اللتزامات الواجبة، فبع�ض الأعمال تعترب تطوعية بالن�سبة للمراأة، كما هو �ساأن بع�ض اخلدمات كالطبخ والغ�سل مثال، فهي لي�ست واجبة على الزوجة اإل اإذا اأن تفرط يف م�سوؤوليات العمل الر�سايل اأما اأخذت �سرطا �سمن العقد، اإذا

كانت متلك اإمكانات هذا العمل، فم�ساألة يف حاجة اإىل مراجعة وحما�سبة.ما هو م�ستوى �سرورة العمل الإ�سالمي؟ ما هو م�ستوى تغطية احلاجات يف �ساحة العمل؟ ما هو م�ستوى القدرة على التوفيق؟ ماذا اإذا ح�سل التزاحم؟

املمار�سات والتخلي عن العمل، التفريط مب�سوؤوليات يجوز ل واخلال�سة م�سوؤولية يلي فيما نتناول �سرعية، مربرات بال الدين، تخدم التي والفعاليات

املراأة الر�سالية، كما تفر�سها الأدلة الإ�سالمية..

املوقف من احلالة الثانية:نالحظ على هذه احلالة:

، �سرعاأ- اأهم تزاحم مبا هو الزوجية ما مل املهام اأداء التفريط يف ل يجوز وهذا التزاحم ل بد من الرجوع فيه اإىل اأهل اخلربة من العلماء والعارفني، ل اأن تفر�ض املراأة نف�سها وجود التزاحم، وترجح اأحد الطرفني ح�سب قناعتها،

اإل اإذا كانت ب�سرية وعارفة وقادرة على الت�سخي�ض والرتجيح.اإن الربجمة والتنظيم يوفران للمراأة اإمكانية ال�ستفادة من الوقت والطاقات مماب- مينح القدرة على التوفيق بني مهام احلياة الزوجية وم�سوؤوليات العمل الر�سايل.

89

يخدم توظيفا الزوجية، احلياة داخل يف دورها املراأة توظف اأن ميكن - ج امل�سوؤوليات الر�سالية.

جاء يف احلديث: »جهاد املراأة ح�سن التبعل«(1)، حينما توفر املراأة لزوجها• ي�سكل فاإن هذا بال�ستقرار والطمئنان، اأ�سريا هادئا ومريحا، ميالأه جوا عامال مهما يف دفع الزوج يف جمالت العمل الر�سايل، ويف �سحنه بالن�ساط والفاعلية، والثبات وال�سمود، بخالف الزوجة التي ت�سع لزوجها جوا اأ�سريا يف وثباته وحيويته ن�ساطه على �سلبا يوؤثر مما وم�سطربا، وقلقا ماأزوما �ساحات العمل الر�سايل، وهكذا تكون املراأة م�ساركة مع زوجها يف جهاده،

اأو مثبطة وخمدرة له.واإذا• تلقتني اإذا دخلت اإن يل زوجة 4 فقال: ر�سول اهلل اإىل جاء رجل خرجت �سيعتني واإذا راأتني مهموما قالت: ما يهمك، اإن كنت تهتم لرزقك فقال ا، هم اهلل فزادك اآخرتك باأمر تهتم كنت واإن غريك به تكفل فقد رها باجلنة، وقل لها: اإنك عاملة من عمال اهلل، ولك ر�سول اهلل 4: »ب�س

يف كل يوم اأجر �سبعني �سهيدا«(2).

املوقف من احلالة الثالثة:وتثقيف ديني، من اإميانية توعية اإىل الن�ساء يف حاجة ال�سنف من هذا تتعرف اأجل ومن الزوجية احلياة داخل مهامها يف على املراأة تتعرف اأن اأجل التكاليف يف التفريط اإىل يوؤدي ما كثريا فاجلهل الر�سالية، م�سوؤولياتها على التكاليف هذه اأداء يف اخللل اإىل يوؤدي ما وكثريا وامل�سوؤوليات، والواجبات

والواجبات وامل�سوؤوليات.

(1) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة: 20/ 136، باب اأنه يجب على املراأة ح�سن الع�سرة مع زوجها...، ح 2. (ط2 1414هـ، موؤ�س�سة اآل البيت ÷، قم اإيران).

(2) الطرب�سي: مكارم الأخالق، الف�سل الثاين يف اأ�سناف الن�ساء، �ض200. (ط6، 1392هـ 1972م، من�سورات ال�سريف الر�سي، قم اإيران).


90


جاء يف احلديث عن اأمري املوؤمنني علي بن اأبي طالب ÷ اأنه قال: »ق�سم• ظهري: عامل متهتك وجاهل متن�سك«(1).

اأبي عبد اهلل: »العامل على غري ب�سرية كال�سائر• اآخر عن وجاء يف حديث على غري الطريق، ل يزيده �سرعة ال�سري اإل بعدا«(2).

ثم اإن هذا ال�سنف من الن�ساء الذي ميثل احلالة الثالثة قد ل يكون منطلقه التمرد هو واإنا والتكليف، بالوظيفة العلم وعدم اجلهل هو التفريط هذا يف وتوجيه ن�سح اإىل حاجة يف الن�ساء من النمط هذا املخالفة، على والإ�سرار واإر�ساد مبختلف الو�سائل املمكنة، ويف حاجة اإىل حتذير من مغبة الإ�سرار على اأو على م�ستوى اأحكام اهلل �سبحانه، �سواء على م�ستوى املهام الزوجية خمالفة

امل�سوؤوليات الر�سالية.جاء يف احلديث: »اأميا امراأة اآدت زوجها بل�سانها مل يقبل اهلل لها �سرفا ول• عدل ول ح�سنة من عملها حتى تر�سيه، واإن �سامت نهارها، وقامت ليلها،... وكذلك الزوج اإذا كان لها ظاملا«(3). وورد التحذير ال�سديد لأولئك املتقاع�سني

عن اأداء م�سوؤولياتهم يف الأمر باملعروف والنهي عن املنكر..وعي�سى• داوود ل�سان على اإ�سرائيل بني كفروا من الذين قال تعاىل: {لعن وا وكانوا يعتدون ڀ كانوا ل يتناهون عن منكر فعلوه ا ع�س ابن مرمي ذلك مب

لبئ�ض ما كانوا يفعلون}(4). عن اأبي جعفر ÷ يف حديث قال: »اأوحى اهلل اإىل �سعيب النبي ÷: اأين• من األفا و�ستني �سرارهم، من األفا اأربعني األف: مائة قومك من معذب

(1) ال�سهيد الثاين: منية املريد، �ض181. (ط1، 1404هـ، مكتب الإعالم الإ�سالمي، قم اإيران).(2) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة 27/ 24، باب عدم جواز الق�ساء والإفتاء بغري علم، ح11. (ط2 1414هـ،

موؤ�س�سة اآل البيت ÷، قم اإيران).(3) ال�سدوق: الأمايل، �ض 515، املجل�ض 66. (ط1، 1417هـ، موؤ�س�سة البعثة، قم اإيران).

(4) املائدة : 78 - 79.

91

خيارهم، فقال ÷: يا رب هوؤلء الأ�سرار، فما بال الأخيار؟ فاأوحى اهلل عز وجل اإليه: داهنوا اأهل املعا�سي ومل يغ�سبوا لغ�سبي«(1).

، له• الذي ل دين ال�سعيف املوؤمن يبغ�ض »اإن اهلل اأنه قال: 4 النبي عن فقيل له: وما املوؤمن الذي ل دين له؟ قال: الذي ل ينهى عن املنكر«(2).

املوقف من احلالة الرابعة:وامل�سوؤوليات الزوجية، املهام بني التوفيق يف املراأة دور يتكامل وهنا امل�ساحة التزامات يف من عليها فر�ض ما بكل امللتزمة الزوجة فهي الر�سالية، باملعروف والأمر اهلل اإىل الدعوة جمالت يف الن�سطة العاملة وهي الزوجية، والنهي عن املنكر، ويف اأداء الدور الجتماعي والثقايف والرتبوي وال�سيا�سي �سمن

ال�سوابط الإ�سالمية.

الن�صو�س الإ�صلمية توؤكد م�صوؤولية املراأة الر�صالية:تعاىل فهي ن�سو�ض عامة تخاطب) 1 اإىل اهلل الدعوة تتحدث ن�سو�ض حينما

الرجل واملراأة معا:من ني اإن وقال ا احل �س وعمل اهلل اإىل دعا ن مم قول اأح�سن •{ومن

امل�سلمني}(3).. {ادع اإىل �سبيل ربك باحلكمة واملوعظة احل�سنة وجادلهم بالتي هي اأح�سن}(4)••{الذين يبلغون ر�سالت اهلل ويخ�سونه ول يخ�سون اأحدا اإل اهلل وكفى باهلل

ح�سيبا}(5).

(1) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة:146/16، باب وجوب الغ�سب هلل مبا غ�سب به لنف�سه...، ح1. (ط2 1414هـ، موؤ�س�سة اآل البيت ÷، قم اإيران).

(2) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة:59/5، باب الأمر باملعروف والنهي عن املنكرمر ، ح15.(3) ف�سلت :33

(4) النحل : 521(5) الأحزاب : 93


92


فهي) 2 املنكر عن والنهي باملعروف الأمر ن�سو�ض تتحدث وحينما ن�سو�ض عامة �ساملة للرجل واملراأة:

وينهون• باملعروف ياأمرون بع�ض اأولياء هم بع�س واملوؤمنات {واملوؤمنون اأولـئك ور�سوله اهلل ويطيعون كاة الز ويوؤتون الة ال�س ويقيمون املنكر عن

حمهم اهلل اإن اهلل عزيز حكيم}(1). �سري ري وياأمرون باملعروف وينهون عن املنكر• ة يدعون اإىل اخل نكم اأم {ولتكن م

واأولـئك هم املفلحون}(2). ا�ض تاأمرون باملعروف وتنهون عن املنكر}(3).• ة اأخرجت للن {كنتم خري اأم

وقال النبي 4: »من راأى منكم منكرا فليغريه بيده فاإن مل ي�ستطع فبل�سانه• فاإن مل ي�ستطع فبقلبه لي�ض وراء ذلك �سيء من الإميان ويف رواية اأن ذلك

اأ�سعف الإميان«(4)

: الواقع التاريخي للمراأة امل�سلمة) 3 بدءا من ع�سر الر�سالة، وامتدادا مع حركة التاريخ كانت املراأة امل�سلمة ا واجتماعيا، كانت املراأة راوية للحديث، وحاملة متار�ض دورا فقهيا وثقافيا وتربويللفقه، ومعلمة للقراآن، ومربية لالأخالق، وداعية اإىل اهلل، واآمرة باملعروف، وناهية

عن املنكر.ومع زوجها، مع م�سوؤولياتها بكل امللتزمة الزوجة كانت الذي الوقت يف ومل الر�سالية، مب�سوؤولياتها التفريط يف الزوجي التزامها يدفعها مل اأولدها

(1) التوبة: 71.(2) اآل عمران: 104.(3) اآل عمران: 110.

(4) ال�سيد الربوجردي: جامع اأحاديث ال�سيعة: 14/ 398، باب ف�سل الأمر باملعروف والنهى عن املنكر، ح 48. (طبع 1407هـ، النا�سر: مدينة العلم، قم اإيران).

93

مهامها اأداء من والجتماعية والثقافية والرتبوية الر�سالية حركتها متنعها الزوجية، كونها متلك وعي الإنتماء الذي يفر�ض عليها اأن تكون الزوجة ال�ساحلة التي املراأة تكون واأن اأولدها، وجتاه زوجها، جتاه واجباتها كل على املحافظة

توؤدي دورها الر�سايل ح�سب ما متلك من اإمكانيات وقدرات وطاقات...

فلم جتد اأي �سعوبة يف هذا التوفيق والتكامل بني الأدوار يف داخل الأ�سرة اأن ا�ستطعن ن�سائية بنماذج حافلة املعا�سرة وال�ساحة خارجها، يف والأدوار من اأكث على الر�سايل التحرك ويف الزوجية، احلياة مهمات اأداء يتكاملن يف

م�ستوى ثقايف وتربوي واجتماعي و�سيا�سي.

�صوؤال يطرح: ماذا لو منع الزوج زوجته من اخلروج لأداء بع�ض امل�سوؤوليات الر�سالية؟ باإذن اإل البيت من تخرج اأن للمراأة يجوز ل اأنه ا فقهي معروف هو ما وح�سب

زوجها.يف الإجابة عن هذا ال�سوؤال نتحدث عن عدة �سور خلروج املراأة من البيت:

ال�صورة الأوىل: اأن يكون خروجها لهدف غري �صرعي.. كما لو خرجت من اأجل اأن ت�سارك يف حفل حمرم، هذا اخلروج حمرم، حتى لو

اأذن لها الزوج بذلك، بل حتى لو اأمرها بذلك.... عن ر�سول اهلل 4: (ل طاعة ملخلوق يف مع�سية اخلالق)(1)•

مع�سية يف خملوق بطاعة دان ملن دين ل •« املوؤمنني÷ اأمري عن اخلالق«(2).

. ا�ض واخ�سون}(3)• {فال تخ�سوا الن

(ط2 ح7. املخلوق، مر�ساة يف اخلالق اإ�سخاط حترمي باب ال�سيعة:154/16، و�سائل العاملي: احلر (1)1414هـ، موؤ�س�سة اآل البيت ÷، قم اإيران).

(2) امل�سدر نف�سه ح8.(3) املائدة: 44.


94


ال�صورة الثانية: اأن يكون اخلروج ب�صكل غري م�صروع.. كما لو خرجت بال �سرت �سرعي، هذا اخلروج بهذا ال�سكل حمرم، واإن اأذن

لها الزوج، بل واإن اأمرها بذلك..

ال�صتمتاع يف الزوج حلق منافيا اخلروج يكون اأن الثالثة: ال�صورة بزوجته..

باإذن اإل واإن كان لغر�ض م�سروع وب�سكل م�سروع ل يجوز هذا اخلروج الزوج...

ال�صورة الرابعة: اأن يكون اخلروج فيه تفريط مب�صوؤوليات املراأة الأ�صرية اأو اإرباك العلقة الزوجية..

هذا اخلروج غري م�سروع اإل اإذا كان لهدف اأكرب واأهم من تلك امل�سوؤوليات ومن ذلك الإرباك وفق قاعدة التزاحم.

يف كما �صلبية اأو حمرمة نتيجة اأي اإىل يوؤدي ل اأن اخلام�صة: ال�صورة ال�صور الأربع ال�صابقة..

هل ي�صرتط يف هذه ال�صورة اإذن الزوج؟هنا اجتاهان فقهيان:

اإذن الزوج انطالقا من حق »القوامة«، واعتمادا على ي�سرتط الجتاه الأول: بع�ض الروايات التي متنع اخلروج مطلقا اإل باإذن الزوج..

الجتاه الثاين: ل ي�سرتط اإذن الزوج، حتى لو منع الزوج، كون هذا املنع تع�سفا يف ا�ستعمال احلق..

95

اأو عقلي) وكون اإعطاء الزوج هذه ال�سالحية املطلقة (بال مربر �سرعي من املانعة الروايات واأما باملعروف}، {وعا�سروهن القراآين املبداأ مع يتنافى

اخلروج مطلقا اإل باإذن الزوج، فهي مناق�سة �سندا ودللة.

ومن النماذج لهذه الروايات:ما جاء يف الو�سائل (14: 125): عن اأبي عبداهلل ÷ قال: »اإن رجال من الأن�سار على عهد ر�سول اهلل 4 خرج يف بع�ض حوائجه فعهد اإىل امراأته عهدا اأن ل تخرج من بيتها حتى يقدم، قال: واأن اأباها قد مر�ض فبعثت اإىل ر�سول اهلل 4 ت�ستاأذنه اأن تعوده، فقال ر�سول اهلل 4: اجل�سي يف بيتك واأطيعي زوجك، فثقل فاأر�سلت اإليه ثانية بذلك فقال 4: اجل�سي يف بيتك واأطيعي زوجك، قال: فقال عليه؟ اأ�سلي اأن فتاأمرين مات قد اأبي اأن :4 اإليه فبعثت اأبوها فمات 4: ل، اجل�سي يف بيتك واأطيعي زوجك، قال: فدفن الرجل، فبعث اإليها ر�سول

اهلل 4: اإن اهلل قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك«(1).... الرواية �سعيفة �سندا لوجود عبد اهلل احل�سرمي املعروف بالكذب والغلو

الرواية ظاهرة يف ا�ستحباب طاعة الزوج حيث اأخذ العهد عليها اأن ل تخرج ما دام غائبا.

القول باأن الرواية تعطي الزوج احلق يف حب�ض زوجته يف البيت يجعلها تتنافى مع العناوين القراآنية ال�سريحة:

تكرهوا �سيئا ويجعل• اأن فاإن كرهتموهن فع�سى باملعروف {وعا�سروهن ا كثريا}(2). اهلل فيه خري

(1) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة:175/20، باب وجوب طاعة الزوج على املراأة، ح1.(2) الن�ساء: 19.


96


عزيز• واهلل درجة عليهن جال وللر باملعروف عليهن الذي مثل {ولهن حكيم}(1).

•.(2){ قوا عليهن ي وهن لت�س ار {ول ت�س

(1) البقرة: 228.(2) الطالق: 6.

97

دور املـراأة بني التـجمـيد والتـغريـب

النقاط التي اأود اأن اأعاجلها هي ثلث نقاط اأ�صا�صية: . م�سروع النهو�ض بواقع املراأة الإ�سالمي

. اأهم مكونات امل�سروع الإ�سالمي للنهو�ض بواقع املراأة والجتماعي الثقايف املراأة دور يف التخلف لظاهرة التف�سريات اأهم

وال�سيا�سي.

اأول: م�صروع النهو�س بواقع املراأة بني النهج الإ�صلمي والنهج الآخر..يف ظل املتغريات وامل�ستجدات التي ت�سهدها ال�ساحة يف هذا البلد الطيب املراأة، ق�سايا حول احلديث ين�سط الإ�سالم، اإىل النتماء اأ�سالة يحمل الذي

وهموم املراأة، وطموحات املراأة، حا�سر املراأة، وم�ستقبل املراأة.

ول ن�سك اأن املربرات قائمة لتن�سيط هذا اللون من احلديث، والذي اتخذ م�سارات متعددة على ال�سعيد الثقايف والجتماعي وال�سيا�سي.

ووجدت كل الجتاهات الفكرية وال�سيا�سية الفر�سة املفتوحة للتعاطي مع م�ساألة املراأة، وق�سايا املراأة، وتطلعات املراأة وجميع �سوؤون املراأة.

»النهو�ض �سعار حتمل وموؤ�س�سات وفعاليات دعوات ال�ساحة يف انطلقت تكوين واإىل اإ�سالح، واإىل تغيري، اإىل حاجة يف الواقع هذا كون املراأة« بواقع

جديد.


98


ومن اأجل هذا النهو�ض والتغيري والإ�سالح والتكوين، كانت هناك �سياغات اإىل ن�سري اأن هنا ويهمنا م�ساحات، يف وتختلف م�ساحة، يف تتفق واأطروحات الإ�سالمية، الروؤية النهج الذي يعتمد نهجني يف هذه ال�سياغات والأطروحات،

والنهج الآخر بكل اأطيافه وتنوعاته.

ق�سايا يف الدين« »اإيديولوجيا اإقحام على الإ�سرار هذا ملاذا يقال: قد ثابتة مبادئ من ينطلق الذي الإ�سالح هذا وال�سيا�سي، الجتماعي الإ�سالح ومتفق عليها كما هي مبادئ امليثاق الوطني، وكما هي مبادئ الد�ستور، وكما هي

توجيهات القيادة ال�سيا�سية.

�سحيح اأن مبادئ امليثاق والد�ستور وتوجيهات القيادة ال�سيا�سية ميكن اأن حتدد اخلطوط العامة يف حركة الإ�سالح الجتماعي والقت�سادي وال�سيا�سي، اإل اأن ال�سياغات العملية التطبيقية �ستبقى حمكومة للروؤى والت�سورات واملنظورات ة فيما هو املتعددة، ولذلك جند كل الجتاهات حتاول اأن تطرح اأوراقها اخلا�س»الربنامج العملي« الذي تعتمده لتفعيل امل�سروع الإ�سالحي، ول نريد هنا الدخول

يف جدل حول مناق�سة بع�ض اأ�س�ض امل�سروع الإ�سالحي.

ونعتقد اأن من احلماقة واجلناية على اأ�سالة هذا البلد الذي يعتز بانتمائه يف راأي له يكون اأن اهلل منهج هو الذي »دينه« على ن�ستكث اأن الإ�سالم، اإىل الإ�سالح والتغيري، ول ن�ستكث على كل العقول التي �ساغتها ثقافات اأر�سية فيها

الكثري من الغب�ض والتيه وال�سالل، اأن يكون لها راأي يف الإ�سالح والتغيري.

دعونــا مـن هـرطـقـات هــوؤلء، فيجب اأن ن�سر على اأن يكون لهذا الدين العظيم ح�سوره يف كــل م�ســارات احلركة الإ�سالحية الـراهنـة، اإذا اأردنــا لـهــذه الـحـركـة اأن تتنـاغم مـع هــموم وطـمـوحـات �سعبنـا املـ�سلـم، املـوؤمن بديـنـه وقـيمه وهويته، واأي حمــاولة لإقـ�ســاء الـدين بعيـدا عن حركة الإ�ســالح والتغيـري، فـهـي

حماولة ملـ�سـادرة وا�ستـالب الـهوية والأ�سـالة والتـاريخ لـهذا البـلد.

99

اأن هناك نهجني نعود للحديث حول م�سروع »النهو�ض بواقع املراأة«، قلنا يف �سياغة هذا امل�سروع، النهج الذي يعتمد الروؤية الإ�سالمية، والنهج الآخر بكل اأطيافه واألوانه. ومن الوا�سح اأن النهجني ميتلكان روؤيتني خمتلفتني يف الكثري من »حيثيات« هذا امل�سروع للنهو�ض بواقع املراأة، ول يعني اأنهما ل يتفقان يف بع�ض

احليثيات.

املهم اأن لدينا قراءتني خمتلفتني لواقع املراأة، ولكل قراءة روؤيتها يف فهم هذا الواقع، ويف �سوء هذا الختالف يف القراءة والفهم، ياأتي الختالف يف نط

امل�سروع الإ�سالحي للنهو�ض بواقع املراأة.

وللتو�صيح نحاول اأن ن�صتعني بالأمثلة التالية:املثال الأول: من اأولويات م�سروع النهو�ض بواقع املراأة املطالبة بحقوق املراأة:

اأن ب�سرورة اأحد ي�سك فال اتفاق، حمل تبدو الإطار هذا يف امل�ساألة حتظى املراأة بجميع حقوقها امل�سروعة، ول ي�سك اأحد اأن للمراأة حقوقا اأ�سرية،

واقت�سادية، واجتماعية، وثقافية، و�سيا�سية..

ولكن ما هي هذه احلقوق؟حتديد ويف احلقوق، لهذه امل�ساحة حتديد يف النهجان، يختلف هنا �سياغة يف اخلا�ض نظامه له - املتكامل الرباين املنهج - الإ�سالم ال�سوابط، »املنظومة احلقوقية للمراأة«، ومتثل هذه ال�سياغة اأن�سج واأكمل واأروع ال�سياغات، الإن�سان و�سروراته، بينما ال�سياغات لأنها �سياغة ربانية ب�سرية بكل حاجات الأخرى �سياغات ب�سرية ناق�سة، فيها الكثري من التناق�ض والتهافت واجلور على

حاجات الإن�سان و�سروراته…

قبل اأ�سهر قراأت يف جريدة الأيام (العدد 4443) مقال لإحدى الن�ساء - ل �سرورة لذكر ال�سم - تدعو فيه املراأة العربية واخلليجية على وجه اخل�سو�ض


100


اإىل ا�ستلهام ن�سال املراأة التون�سية ممثلة يف حركة منظماتها الن�سائية، واأ�سادت بقانون الأحوال ال�سخ�سية الذي اأ�سدره احلبيب بورقيبة.

ولقيم الإ�سالم، القانون فيه جتاوزات �سارخة لأحكام تعلمون هذا وكما الدين، يكفي اأن تعرفوا اأن من جملة مواده »اإباحة الإجها�ض«.

التون�سية، للمراأة الطويل الن�سال اإجنازات هي وهذه القانون، هو هذا ال�سطور كاتبة »ا�ستلهامه« اإىل تدعو ما وهذا الن�سائية، منظماتها واإجنازات وجه على اخلليجية واملراأة العربية، املراأة تكون اأن متمنية الأيام، جريدة يف

اخل�سو�ض قد قطعت اأ�سواطها الطويلة يف الو�سول اإىل هذا الإجناز الكبري.

اأنا واثق جدا اأن اأ�سواتا ن�سازا على هذا امل�ستوى لن جتد لها �سدى مقبول قوا قيم الدين، يف بلد - كالبحرين - قد ت�سرب اأبناوؤه وبناته حب الإ�سالم وتع�ساإل اأنني �سقت ذلك مثال على وجود »النهج الآخر«، ولأقول لأولئك الذين يطالبون بعدم اإقحام »اإيديولوجيا الدين« يف ق�سايا الإ�سالح الجتماعي وال�سيا�سي: هل حركة تقود اأن الإباحية« و»اأيديولوجيا ال�سالل« »لأيديولوجيا نرتك اأن يعني اأولئك مع حديثي يف قا�سيا اأكون اأن اأريد ل وال�سيا�سي؟! الجتماعي الإ�سالح فه واحلماقة وقلة احلياء اأن ي�ستكثوا املذعورين من الدين، لأقول لهم: اإنه من ال�سعلى الإ�سالم اأن يتحرك بني اأبنائه، ليقول كلمته يف ق�سايا الجتماع، ويف ق�سايا ال�سيا�سة، ويف ق�سايا القت�ساد، ويف ق�سايا الأ�سرة، ويف ق�سايا املراأة، ويف ق�سايا

ال�سباب، ويف ق�سايا الرتبية، ويف ق�سايا الإعالم، ويف ق�سايا كل احلياة.

الآخر يف والنهج الإ�سالمي النهج تغاير الربهنة على �سياق ويف الثاين: املثال التعاطي مع م�سروع (النهو�ض بواقع املراأة) ن�سوق مثال اآخر..

101

ما هو املوقف من )زي املراأة(؟ »احلجاب الإ�سالمي بالزي املراأة التزام ي�سكل الآخر، النهج منظور يف ال�سرعي اأو ال�سرت ال�سرعي« حالة من حالت التخلف والتزمت واجلمود والنغالق، ج من فالثقافة املناه�سة للدين تهزاأ بظاهرة »اللتزام« عند املراأة امل�سلمة، وتروخالل اإعالمها وو�سائلها، ومن خالل اأدبياتها لتحري�ض املراأة امل�سلمة على التمرد،

والنعتاق من اأ�سر هذه التقاليد العتيقة.

عند الإ�سالمي بالزي فاللتزام اآخر، فهما فيحمل الإ�سالمي النهج اأما املراأة ي�سكل اأ�سالة النتماء، مبا متلكه هذه الأ�سالة من قيم و�سوابط وثوابت، عن والن�سالخ والنحراف التخلف مظاهر من مظهرا عليها اخلروج يعترب

الهوية.فم�سروع النهو�ض بواقع املراأة وفق املنظور الآخر يفر�ض التخطيط لتحرير املراأة من اأ�سر اللتزام باحلجاب الإ�سالمي، والذي يعطل دور املراأة الجتماعي

والثقايف وال�سيا�سي، ويعطل طاقتها الإنتاجية.

اأما م�سروع النهو�ض بواقع املراأة وفق املنظور الإ�سالمي، فيفر�ض حماية املراأة من اأ�سر النفالت والت�سيب وال�سياع الفكري والأخالقي وال�سلوكي، وكون احلياة جمالت كل يف الكبري الر�سايل دورها يعطل ل »اللتزام« تعي�ض املراأة الجتماعية والثقافية والرتبوية وال�سيا�سية، ومما ميالأ النف�ض اعتزازا وافتخارا اأن املراأة امل�سلمة املعا�سرة اأثبتت ح�سورها الكبري يف كل مواقع احلياة، ويف كل مواقع التحدي، ويف كل �ساحات العطاء، املراأة امل�سلمة امللتزمة بحجابها الإ�سالمي �ساهمت يف جناح الثورة الإ�سالمية يف اإيران، ول زالت ت�ساهم بكل اقتدار يف كل

امليادين الثقافية والجتماعية والرتبوية والإعالمية وال�سيا�سية.

�سموخ بكل �ساهمت لبنان الإ�سالمي يف بحجابها امللتزمة امل�سلمة املراأة الهزمية اإحلاق ويف الإ�سرائيلي، العدو غطر�سة اإ�سقاط يف وعنفوان و�سمود


102


زالت ول اجلنوب، اأر�ض من مدحورا مذعورا فخرج يقهر، ل الذي بجي�سه الثقافية الفعاليات كل وا�سحا يف دورا لبنان متار�ض امللتزمة يف امل�سلمة املراأة

والجتماعية والرتبوية والإعالمية وال�سيا�سية.

من الكثري امللتزمة يف امل�سلمة املراأة اأدوار �سرد ال�سرت�سال يف اأريد ول من الهدف واإنا العامل، من متعددة مناطق ويف والإ�سالمية، العربية البلدان

اإثارة هذه ال�سواهد هو الربهنة على زيف املقولت املناه�سة للدين.

اأثارت اإعجابي كلمات لفتاة بحرانية قراأتها قبل اأ�سهر يف جريدة الأيام، تقول هذه الفتاة امللتزمة: »كنت اأدر�ض يف اإحدى الدول العربية وب�سبب ارتدائي احلجاب عانيت الأمرين، حتى ا�سطررت اإىل ترك درا�سة الطب بعد اأن خريتني اجلامعة التي اأدر�ض فيها بني اأن اأخلع احلجاب اأو اأترك الدرا�سة، فرتكتها بعد اأن كنت متفوقة ويف �سنتي الثانية، وعدت للبحرين مرفوعة الراأ�ض بحجاب الإميان والتقوى، هذا مع اأن بع�ض اأقاربي ن�سحوين مبوا�سلة الدرا�سة بدون حجاب، لكن ذلك مل يكن يهمني، واأنا اأوا�سل درا�ستي يف تخ�س�ض اآخر يف جامعة البحرين، وكم اأنا �سعيدة الآن ومرتاحة ال�سمري تغمرين ال�سكينة واأح�ض بتوفيق اهلل يل اأين

ما ذهبت«.

وحت�سرين كلمة املراأة امل�سلمة الرتكية (مروة قاوقجي) حينما حدثت �سجة �سينتهي فاإن م�سعاهم اخلائب الف�سيلة، ومطاردوا »مانعوا احلجاب احلجاب:

اإىل خ�سران؛ لأن اإطفاء نور اهلل مهمة م�ستحيلة، مل يفلح فيها ب�سر اأبدا«.

اأ�سوق هذا كمثال األوان الفن املعا�سر املثال الثالث:املراأة والتعاطي مع بع�ض الغناء، يربز: الفن هذا �ساحة يف امل�ساألة هذه ملعاجلة ولي�ض النهجني لتغاير

املو�سيقى، الرق�ض، امل�سرح، ال�سينما.

النهج الآخر - الذي يعتمد الروؤية غري الإ�سالمية - يبارك كل هذه الألوان من الفن، بكل اأ�سكالها و�سيغها، واأجوائها، ويعتربها اأناط ح�سارية، وظواهر

103

رقي وتقدم يف جمتمعات هذا الع�سر. واملراأة هي العن�سر الأكث اإثارة وجاذبية وفاعلية يف عامل الفن املعا�سر؛ ولذلك مت توظيفها بكل اإتقان لأداء هذا الدور.

املنظور وفق - املراأة بواقع النهو�ض م�سروع يتجه الفهم هذا �سوء ويف الال اإ�سالمي - اإىل اأن ت�سغيل الطاقات والإمكانات الفنية فيما هو الفن باأ�سكاله املتنوعة عند املراأة هو من متبنيات هذا امل�سروع واهتماماته الأ�سا�سية، دونا ب�سكل ت�ساهم املراأة دامت ما والأخالقية، الدينية واملعايري لل�سوابط ح�ساب

فاعل يف تن�سيط حركة الفن، وحتقيق اأهدافه.

اأما النهج الإ�سالمي - وفق منظوراته وت�سوراته - فريف�ض »الفن الهابط« اأ�سكاله واألوانه و�سوره، كونه ي�سكل م�سادرة وا�ستالبا ومتييعا لقيم الأمة، بكل واأخالقياتها الأ�سيلة، فال ي�سمح الإ�سالم مبمار�سة اأي لون من األوان هذا »البتذال الأخالقي« مهما حاولت »ثقافة ال�ستالب« اأن تعطيه تهاويل الإغراء والجتذاب.

الأمة، قيم ل يوؤ�س الذي النظيف« »الفن جتاه عقدة يحمل ل الإ�سالم الأ�ساليب ويعتمد ومبادئها، دينها، ويحمي اأخالقها، نظافة على ويحافظ اأو الأولية بعناوينه املحرم فالفن التي ل تقرتب من منطقة احلرام، امل�سروعة بعناوينه الثانوية، هو فن مرفو�ض، ل ي�سمح الإ�سالم بالتعاطي معه �سواء بالن�سبة

للرجل اأو بالن�سبة للمراأة.

واأما الفن الهادف النظيف الذي ل يحمل اأي خمالفة �سرعية، فهو فن ل ندعو ونحن والتبليغ، الدعوة اأ�ساليب من اأ�سلوبا يعتمده بل الإ�سالم منه مينع لأن تتاأ�س�ض جمعية للفن الإ�سالمي، ندعو لأن يتاأ�س�ض امل�سرح الإ�سالمي لتوظيف الطاقات والكفاءات الفنية عند �سبابنا و�ساباتنا، توظيفا يخدم اأهداف الإ�سالم، وي�ساهم يف حت�سني الأمة روحيا واأخالقيا وثقافيا، ويف �سياغة الواقع الجتماعي الفنية للحركة ويعطي هادفة، نظيفة �سياغة وال�سيا�سي والإعالمي والرتبوي

م�سمونها الأ�سيل، و�سبغتها الأنقى والأطهر.


104


الإ�سالمي املنظور بني امل�سافة لنا تت�سح الثالثة الأمثلة هذه خالل من روؤيتان فهناك املراأة«، بواقع النهو�ض »م�سروع مع التعاطي يف الآخر واملنظور متغايرتان يف م�ساحات كبرية من هذا امل�سروع، ل ننفي اإمكانية اأن تلتقي الروؤيتان

يف بع�ض امل�ساحات.

ثانيا: اأهم مكونات امل�صروع الإ�صلمي للنهو�س بواقع املراأة..ويهمنا هنا اأن نوؤكد على اأهم املكونات يف امل�سروع الإ�سالمي للنهو�ض بواقع

املراأة: القاعدة الأ�صا�صية لهذا امل�صروع:- 1

يجب اأن يرتكز امل�سروع النه�سوي الن�سوي على »القاعدة الإ�سالمية«، ومن خالل هذه القاعدة تتحدد »املنطلقات« و»الأهداف«، وتتحدد »املناهج والو�سائل«، وتتحدد املفاهيم والأفكار، واملعايري والقيم… هنا يتمايز هذا امل�سروع الإ�سالمي عن بقية امل�ساريع الأخرى، التي تاأ�س�ست على قواعد فكرية متنافية مع القاعدة

الفكرية الإ�سالمية.

»اأ�سالة تتحدد الإ�سالمية« »القاعدة على الرت�ساء يرتكز ما ومبقدار كل من املوقف يتحدد الأ�سالة هذه �سوء ويف النه�سوي، امل�سروع يف النتماء«

امل�سروعات الن�سوية املتحركة يف ال�ساحة.

الوعي الإ�صلمي:- 2من تتاأ�س�ض اأ�سيال، ا اإ�سالمي وعيا النه�سوي« »امل�سروع ميتلك اأن يجب يف امل�سروع يعتمدها التي واملفاهيم، والأفكار والت�سورات، الروؤى كل خالله �سياغة الواقع الن�سوي يف جميع مكوناته . اإن غياب الوعي الأ�سيل يعر�ض امل�سروع

اإىل منحيني خطريين:

105

املنحى الأول:اجلمود والنغالق، مما يوؤدي اإىل خلق حالة من »ال�سلل« يف حركة امل�سروع، وتعطيل الكثري من اإمكاناته وقدراته، كما يعطي ذلك مربرا لأعداء امل�سروع اأن

يتهموه بالإفال�ض والعجز والق�سور.

املنحى الثاين:

الرتباك والتعث، ورمبا النحراف، فالنطالق بامل�سروع بطريقة ل متلك روؤية واعية ب�سرية �سوف لن يحمي امل�سروع من الرتباك والتعث، ولن يحافظ وبالتايل لن يحقق امل�سروع اأهدافه يف وا�ستقامة احلركة، على �سالمة امل�سار،

النهو�ض بواقع املراأة وفق منظور الإ�سالم وت�سوراته.

وهنا جانب اآخر خطري ينتجه غياب الوعي الإ�سالمي الأ�سيل، وهو حالة الغب�ض يف التعاطي مع امل�سطلحات املطروحة يف ال�ساحة الثقافية، ويف ال�ساحة ال�سيا�سية، وهي م�سطلحات �سبابية، وقد تختزن يف ال�ساحة الجتماعية، ويف داخلها م�سامني تتنافى مع منظوراتنا الإ�سالمية، وهكذا تت�سرب هذه امل�سامني بطريقة غري مبا�سرة اإىل ذهنية الأمة، فتت�سكل هذه الذهنية وفق روؤى وت�سورات منحرفة عن الإ�سالم، اأو روؤى وت�سورات ل حتمل النقاوة والأ�سالة، فيجب على امل�سروع النه�سوي الن�سوي اأن يتعاطى مع هذه امل�سطلحات بحذر �سديد حتى ل

يتورط يف متاهات تبعده عن م�ساراته الأ�سيلة، وتناأى به عن خط اهلل تعاىل.

ال�صبغة الروحية والأخلقية: - 3متميزة، روحية �سبغة يحمله من الإ�سالمي مبا النه�سوي امل�سروع قيمة واأخالقية اإميانية عالية، فيجب اأن تنطبع حركة امل�سروع يف امتداداتها الثقافية والجتماعية وال�سيا�سية بهذه ال�سبغة الروحية، وبهذه اخل�سو�سية الأخالقية، الروحاين بالطابع املراأة بواقع للنهو�ض الإ�سالمي امل�سروع يتميز وهكذا


106


والأخالقي، وهذا الطابع هو جت�سيد للم�سمون العبادي، فاحلركة النه�سوية هنا ي�ستهدف عبادي واإنا هي عمل بحتا، �سيا�سيا اجتماعيا، ثقافيا، لي�ست عمال ا {اإن ور�سوانه« »مغفرته على والتوفر تعاىل« اهلل من »القرب على احل�سول غالبا الأخرى، النه�سوية امل�سروعات كانت فاإذا قـني}(1)، الـمت من اهلل ل يتقبامل�سروع فاإن البحتة، الدنيوية والدوافع الذاتية، واملنافع امل�سالح حتكمها ما النه�سوي الإ�سالمي، حتكمه الدوافع الأخروية واملعايري الأخالقية، مما مينحه والدميومة والإيثار، والت�سحية والإخال�ض وال�سدق والنقاء، والطهر النظافة

والبقاء.

التوازن بني حاجات الروح وحاجات اجل�صد: - 4من اأهم خ�سائ�ض امل�سروع النه�سوي الإ�سالمي اأنه يوازن بني حاجات الروح وحاجات اجل�سد، ويوازن بني مطالب الآخرة ومطالب الدنيا، فلي�ض م�سروعا لالإ�سالح هذا اآخرته، ويخرب الإن�سان، دنيا يعمر الذي امل�سروع هذا والتغيري والبناء

امل�سروع الذي ي�ستجيب حلاجات اجل�سد، ويتنكر حلاجات الروح.

الذي ذلك والتغيري والبناء لالإ�سالح م�سروعا فلي�ض �سحيح، والعك�ض ار يتنكر حلاجات اجل�سد، ويتغافل عن مطالب الدنيا.. {وابتغ فيما اآتاك اهلل الدنيا}(2)، »اعمل لدنياك كاأنك تعي�ض اأبدا واعمل يبك من الد الآخرة ول تن�ض ن�س

لآخرتك كاأنك متوت غدا«(3).

امل�سروع الذي يعتمد »منهج اهلل« هو القادر على هذه »املوازنة«، وما عداه فهي م�سروعات ل تعطي احلياة اإل اخل�سران وال�سقاء واحلرمان وال�سياع والبوؤ�ض

(1) املائدة: 27.(2) الق�س�ض: 77.

(3) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة 76/17، كتاب التجارة، ب28، باب عدم جواز ترك الدنيا لالآخرة وبالعك�ض، ح2. (ط2 1414هـ، موؤ�س�سة اآل البيت ÷، قم اإيران).

107

نكا ونح�سره يوم القيامة اأعمى والعناء{ومن اأعر�ض عن ذكري فاإن له معي�سة �سريا ڀ قال كذلك اأتتك اآياتنا فن�سيتها ڀ قال رب مل ح�سرتني اأعمى وقد كنت ب�س

وكذلك اليوم تن�سى}(1).

بعيدا عن »منهج اهلل« فهو م�سروع اأن ي�سوغ احلياة فاأي م�سروع يحاول خا�سر، ل يحمل لالإن�سان اإل مزيدا من التيه وال�سالل والعمى يف الدنيا والآخرة

ل �سبيال}(2). {ومن كان يف هذه اأعمى فهو يف الآخرة اأعمى واأ�س

ال�صمولية والمتداد:- 5يف منحجزا م�سروعا لي�ض املراأة، بواقع للنهو�ض الإ�سالمي امل�سروع الواقع الواقع، هذا يت�سع لكل حاجات اإنه امل�سروع الذي دائرة حمدودة �سيقة، والجتماعية والرتبوية، والأخالقية والروحية والثقافية، الفكرية امتداداته يف

والقت�سادية وال�سيا�سية.

المتداد وهذا ال�سمولية، اأن متلك هذه يجب امل�سروع لهذا �سياغة فاأي والت�ساع، واإل كانت �سياغة مبتورة جمزءة.

ال�سمولية يف بال�سرورة امل�سروع، ل نعني ال�سمولية يف وفيما نتحدث عن التطبيق، فقد ل تتوفر الظروف املو�سوعية، واملناخات املالئمة لكل املفردات يف هذا امل�سروع، ولذلك يجب اأن يعتمد امل�سروع النه�سوي الن�سوي يف حركته هذين

البعدين:

الأول: البعد ال�صرتاتيجي: ومن خالله يحافظ امل�سروع على كل طموحاته الكبرية، و�سياغاته املتكاملة،

واأهدافه البعيدة.

(1) طه: 124 125 126.(2) الإ�سراء: 72.


108


الثاين: البعد املرحلي: ومن خالله يحاول امل�سروع اأن ي�ستفيد من كل الفر�ض املالئمة لتحريك يف امل�سروع وجناح القائمة، املو�سوعية والظروف يتالءم مبا مفرداته، بع�ض

اإجناز اأي خطوة، هو حركة يف خط الإ�سرتاتيجية.

الفاعلية الهادفة: - 6هو واإنا م�سروعا جامدا، لي�ض املراأة بواقع للنهو�ض الإ�سالمي امل�سروع وتنتج احلركية، هذه تفر�ض الإ�سالمي النتماء طبيعة لأن متحرك، م�سروع عنا�سرها الفاعلة، ومتى ما جتمدت احلركة يف داخل هذا النتماء، فثمة خلل

على م�ستوى الفكر اأو على م�ستوى التطبيق.

ماذا نعني باحلركية؟ احلركية فعل ون�ساط وعطاء، فالإن�سان املنتمي لالإ�سالم، وامل�سروع املنتمي النتماء هذا يكون ما ومبقدار والن�سوب، واجلمود الركود يعرف ل لالإ�سالم، واعيا، ومبقدار ما يكون �سادقا فاإنه ي�سوغ من الإن�سان املنتمي وامل�سروع املنتمي والأخالقية الروحية امتداداته بكل الواقع حركة يف موؤثرة منتجة، فاعلة قوة

والثقافية والجتماعية وال�سيا�سية.

ونعني ر�سالتي«، »م�سروع هو النه�سوي الإ�سالمي امل�سروع اآخر: وبتعبري بالر�سالتية: توظيف كل الطاقات والقدرات الفكرية والنف�سية والعملية يف خدمة

اأهداف الر�سالة، ويف خدمة اأهداف الإ�سالم.

والهادفية، والفاعلية احلركية عنا�سر داخلها يف تختزن فالر�سالتية فاحلركية يجب اأن تكون فاعلة، والفاعلية يجب اأن تكون هادفة، والهادفية يجب

اأن تكون يف خط الإ�سالم.

109

الهادفة، واإنتاجيته الفاعلة، حركيته النه�سوي امل�سروع يحقق ولكي يفرت�ض اأن يعتمد ال�سيغة القادرة على احلركة والفعل والعطاء، ويف ظل املتغريات املحكوم املوؤ�س�سي الت�سكل ولعل الراهنة، املرحلة ت�سهدها التي وامل�ستجدات لل�سوابط الإ�سالمية، هو اأحد ال�سيغ العملية القادرة على الأداء املنتج على كل

امل�ستويات: الروحية والأخالقية والثقافية والرتبوية والجتماعية وال�سيا�سية.

وفاعلية احلركة، انتظامية النه�سوي للم�سروع يوفر املوؤ�س�سي فالت�سكيل القدرات كل توظيف يف اجلاد التعاطي ومينحه القدرة، وجاهزية التاأثري، والإمكانات والطاقات والكفاءات، وحتريك كل الأهداف والغايات والطموحات.

ثالثا: اأهم التف�صريات لظاهرة التخلف يف دور املراأة الثقايف والجتماعي وال�صيا�صي..

لة لأداء هذا الدور الكبري - حديثنا عن املراأة يف جمتمعات هل املراأة موؤهالكبري بني حركة الفارق املراأة موؤهلة، فلماذا جند هذا واإذا كانت امل�سلمني - والأكفاأ والأقدر الأكث حركة، التاريخ هو فالرجل عرب املراأة؟ الرجل وحركة وميادين الجتماعي، العمل وميادين والثقافة، العلم ميادين امليادين، كل يف

ال�سيا�سة؟!.

ما هي التف�صريات املطروحة لهذه الظاهرة؟ .. التف�صريات املرفو�صة: نبداأ اأول بتناول بع�ض التف�سريات اخلاطئة- 1

التف�صري الأول: العامل الديني..يف املراأة عند والتخلف والركود اجلمود هذا �سبب اأن البع�ض يدعي والقبوع يف نف�سه، حيث فر�ض عليها احلجاب، »الدين« امل�سلمني هو جمتمعات البيوت، واأثقلها بقيود اأعاقت حركتها الثقافية والجتماعية وال�سيا�سية، ولذلك


110


مل يربز لها اأي دور وا�سح يف ميدان العلم والثقافة، ويف ميدان العمل الجتماعي، ويف ميدان الأداء ال�سيا�سي، ويف اأهم ميادين احلياة املتحركة.

األ يدل ذلك على اأن النتماء الديني هو ال�سبب يف اإنتاج هذا »ال�سلل« يف حركة املراأة امل�سلمة؟ ويف املقابل نرى املراأة الأخرى التي ل تعي�ض اللتزام الديني

قد اقتحمت كل امليادين؟!

مناق�صة هذا التف�صري: ون�صع حول هذا التف�صري عدة ملحظات:امللحظة الأوىل:

الأفكار منظومة وال�سلل، والتعطيل للتخدير و�سيلة لي�ض الإ�سالمي الدين والأحكام والقيم يف هذا الدين تاأبى اجلمود والركود والنغالق.

، الإ�سالم دين العقل املفتوح على كل اآفاق الكون، واآفاق احلياة، واآفاق الإن�سان الإبداعات كل »العقل« يف فجر كيف لرتوا »القراآن« الإ�سالم كتاب اقراأوا والقدرات والإمكانيات والطاقات، فدين يعطي العقل كل هذا احل�سور والفعل

واحلركة هل ميكن اأن نتهمه باأنه دين اجلمود والركود والنغالق؟ ل والذين يعلمون ذين ال ي�ستوي هل } الدين هذا يف الكبري ال�سعار العلم يعلمون}(1)، دين يحمل »�سعار العلم« وكما جاء يف اأول ن�ض قراآين: {اقراأ ك الذي خلق ڀ خلق الإن�سان من علق ڀ اقراأ وربك الأكرم ڀ الذي با�سم ربعلم بالقلم ڀ علم الإن�سان ما مل يعلم}(2)، هل ميكن اأن نتهم هذا الدين باأنه

يجمد عند اأتباعه انطالقة الفكر والثقافة والعلم؟! القيمة على الإ�سالم ن�سو�ض اأكدت الدين، لهذا النتماء قيمة هو العمل الكربى للعمل، فالأفكار واملفاهيم اإذا مل تتحول اإىل م�سمون عملي متحرك

(1) الزمر: 9(2) العلق: 1- 5

111

ن�سان لفي ر ڀ اإن الإ ا {والع�س يف حياة الإن�سان امل�سلم، كان النتماء مرفو�سوا وتوا�س بــالــحق ـــوا وتوا�س ات ــاحل ال�س وعمـلوا اآمنـوا ذين ال اإل ڀ خ�سر ذين اآمنوا مل تقولون ما ل تفعلون ڀ بر مقتا عند }(1)، {يا اأيها ال رب بالــ�سمعيارا »العمل« على يعتمد دينا اأن فهل تفعلون}(2)، ل ما تقولوا اأن اهلل

لالنتماء ميكن اأن نتهمه باأنه ينتج »ال�سلل« والتخدير والتعطيل؟ مبداأ الأمر باملعروف والنهي عن املنكر يف الإ�سالم، قوة فاعلة تنتج احلركة يف كل مواقع احلياة الروحية والثقافية والجتماعية والقت�سادية والرتبوية العطاء وطاقات الفعل يحرك طاقات دينا اأن فهل وال�سيا�سية، والإعالمية اأتباعه حركة عند يعطل باأنه نتهمه اأن امليادين ميكن كل هذه والتغيري يف

الثقافة وحركة الجتماع وحركة ال�سيا�سة؟ يف الأ�سا�سية النتماء مكونات اأحد ت�ســكل الكـبيـر م�ســمونها يف الدعوة ني اإن وقال ا احل �س وعمل اهلل اإىل دعا ن مم قول اأح�سن الإ�سالم،{ومن من امل�سلمني}(3)، والدعوة اإىل اهلل تفر�ض التوفر على جمموعة كبرية من امل�ستويات كل وعلى والعملية، والنف�سية الفكرية واملوؤهالت ال�ستعدادات كل م�ستوى وعلى وال�سيا�سية، والإعالمية والرتبوية والجتماعية الفردية العامل، وتفر�ض التوفر على امتالك الروؤية بكل الظروف املو�سوعية املتحركة »املكانية والزمانية«، هل اأن دينا يحمل كل هذه الهتمامات الكبرية، ويفر�ض الأتباع جمود يف ال�سبب اأنه نتهمه اأن ميكن واملوؤهالت ال�ستعدادات هذه

واملنتمني، وانح�سار اأدوارهم الثقافية والجتماعية وال�سيا�سية ؟!.

(1) الع�سر: 1 - 3(2) ال�سف: 3.(3) ف�سلت: 33


112


امللحظة الثانية:

اأما حديث »املعوقات« التي فر�سها الدين على املراأة: احلجاب، القبوع يف البيوت، القيود الثقيلة...

فحديث ل اأ�سا�ض له من ال�سحة، فاحلجاب اأو الزي الإ�سالمي ل ي�سكل عائقا يف حركة املراأة الثقافية والجتماعية وال�سيا�سية، وقد اأ�سرنا قبل قليل يف اأن تثبت اأن املراأة امل�سلمة امللتزمة بزيها الإ�سالمي ا�ستطاعت اإىل حديثنا هذا هو »الزي« هذا وكان واجلهادي، وال�سيا�سي والجتماعي الثقايف ح�سورها »التحدي الكبري« الذي اأ�سرت املراأة امل�سلمة امللتزمة اأن تواجه به قوى التغريب

وامل�سادرة وال�ستالب، واأن تواجه به اأنظمة القهر واجلور والإرهاب.

واأما القبوع يف البيوت، ومزاعم القيود الثقيلة التي اأعاقت حركة املراأة، فلنا معها وقفة يف م�ستقبل احلديث، و�سوف يت�سح اأن هذه املقولت ل متلك قدرة

على الثبات اأمام النقد واملحا�سبة.

امللحظة الثالثة:اإذا كانت املراأة - يف جمتمعات امل�سلمني - وعرب تاريخ طويل قد عا�ست حالة النح�سار، والنزواء، والإق�ساء، والتخلف، فال يتحمل الدين نف�سه م�سوؤولية جانب اإىل ال�سلبيات، بع�ض عن امل�سوؤول هو للدين اخلاطئ الفهم ولعل ذلك،

اأ�سباب وعوامل اأخرى �سوف نعر�ض لها اإن �ساء اهلل تعاىل.

امللحظة الرابعة:اأن على برهنت التي الن�سائية النماذج اأروع الإ�سالمي التاريخ يحت�سن الدين قادر على اأن يفجر يف املراأة كل الإبداعات الثقافية والعلمية، وكل الطاقات

الروحية والإميانية، وكل الإمكانات الجتماعية وال�سيا�سية واجلهادية...

113

التاريخ هذا ويف ،4 اهلل ر�سول بنت فاطمة هراء الز التاريخ هذا يف خديجة املجاهدة الأوىل يف الإ�سالم، ويف هذا التاريخ زينب بطلة كربالء.

الدين الذي ا�ستطاع اأن يبدع هذه النماذج هل ميكن اأن نتهمه باأنه ال�سبب يف خلق »ال�سلل« و»اجلمود« يف حركة املراأة؟

التف�صري الثاين: العامل الذهني والعقلي..امل�ستوى يف واملراأة الرجل بني التمايز اعتبار اإىل التف�سري هذا يتجه الذهني والعقلي هو ال�سبب يف كون املراأة اأقل فاعلية من الرجل يف ميادين العلم اأكث فالرجل ال�سيا�سة، ميادين ويف الجتماعي، العمل ميادين ويف والثقافة، ا�ستعدادا وتاأهيال يف قدراته الذهنية والعقلية مما جعله الأكفاأ من املراأة يف تلك

امليادين.

مناق�صة هذا التف�صري: ونلحظ على التف�صري:

اأول: فاإننا ل ن�سلم ب�سحة هذا التمايز الذهني والعقلي، فمن الن�ساء من متلك قدرات ذهنية وعقلية اأكث من الرجال، فلم تثبت �سحة هذه املقولة التي ترى الرجل اأكث تاأهال على امل�ستوى الذهني والعقلي من املراأة، ولعل الواقع التعليمي املعا�سر يربهن على تفوق الطالبات يف امل�ساحات الدرا�سية، وحتى يف املواد العقلية البحتة.

ثانيا: الواقع التاريخي والواقع املعا�سر يربهنان على وجود كفاءات عقلية موذج عند املراأة ل تقل عن كفاءات الرجل، ورمبا تتفوق اأحيانا، ولناأخذ هذا »النالقراآين« فيما حدثنا القراآن عن »ملكة �سباأ« فيما متيزت به من كفاءة �سيا�سية، وقدرة عقلية، يف اإدارة املوقف حينما و�سلت الر�سالة من نبي اهلل �سليمان، حيث عقـدت اجتمــاعا �سم اأكفاأ العـقول مـن رجـال اململـكة للت�ساور يف هـذه امل�ساألـة: ه ب�سم اهلل واإن ه من �سليمان اإن اإيل كتاب كرمي ڀ األقي { قالت يااأيها املالأ اإين


114


حيم... قالت يا اأيها املالأ اأفتوين يف اأمري ما كنت قاطعة اأمرا حتى حمن الر الرت�سهدون}(1).

فماذا كان جواب هوؤلء الرجال الذين ي�سكلون النخبة املتميزة يف جهاز اململكة ال�سبئية؟

كانت امللكة احلاكمة تريد منهم اأن يفكروا معها يف معاجلة املوقف ال�سعب، اأن يحركوا عقولهم، وقدراتهم الذهنية، واإذا بهم يربزون ع�سالتهم وبدل من ماذا فانظري ليك اإ مر والأ �سديد �ض باأ واأولوا ة قو اأولوا نحن {قالوا اجل�سدية تاأمرين}(2)، اعرتفوا بعجزهم عن اإعطاء الراأي واكتفوا بالتلويح مبنطق القوة .. واإذا بها من خالل كفاءة �سيا�سية وا�سحة حت�سم املوقف براأي ذكي جدا { قالت ة وكذلك يفعلون}(3)، ذل هلها اأ ة اأ اإن امللوك اإذا دخلوا قرية اأف�سدوها وجعلوا اأعزال�سائب املوقف حددت ثم جدا... متقدم �سيا�سي ن�سج عن يعرب حتليل اإنه وكانت املر�سلون}(4)، يرجع ب فناظرة ة بهدي اإليهم مر�سلة {واإين والواعي:

النتيجة اأنهــا {اأ�سلمت مع �سليمان هلل رب العاملني}(5).

ثالثا: اإن �سمور الكثري من الكفاءات الن�سائية، كان نتيجة ملجموعة عوامل والجتماعية الثقافية الظروف توفرت فلو واإل اهلل �ساء اإن لها نعر�ض �سوف وال�سيا�سية للمراأة كما توفرت للرجل، لوجدنا ر�سيدا كبريا من اإبداعات املراأة

واإجنازاتها العلمية والثقافية والجتماعية وال�سيا�سية.

(1) النمل: 32-29.(2) النمل: 33.(3) النمل: 34.(4) النمل: 35.(5) النمل: 44.

115

التف�صري الثالث: العامل التكويني:يتجه هذا التف�سري اإىل اعتماد »العامل التكويني« كاأ�سا�ض لتف�سري ظاهرة

التخلف يف حياة املراأة: وهنا يطرح عن�سران:

العن�صر الأول: �سعف البنية التكوينية عند املراأة:وقد �سبب هذا ال�سعف عجزا وا�سحا عند املراأة يف اأداء املهام الر�سالية، بدنية اإىل قدرات املهام يف حاجة وال�سيا�سية؛ كون هذه والثقافية والجتماعية

وج�سدية كبرية، واملراأة ل متلك ذلك.

ونلحظ على هذا الطرح: ل وال�سيا�سية والجتماعية والثقافية الر�سالية الفاعلية م�ساألة اإن اأول: ترتبط بالقدرات البدنية، واإنا هي يف حاجة اإىل قدرات عقلية وفكرية ونف�سية وعملية، هي يف حاجة اإىل م�ستويات كبرية من الإميان والوعي والإرادة، وهذه قد

تتوفر عليها املراأة بدرجة اأكرب من الرجل.

ثانيا: الواقع التاريخي اجلهادي للمراأة يربهن على ذلك، القراآن حدثنا عن »اآ�سية بنت مزاحم امراأة فرعون« كمثال رائع ملوقف الإميان ال�سامد املتحدي لذين اآمنوا امراأة فرعون اإذ قالت رب ابن يل عندك بيتا يف رب اهلل مثال ل {و�س

املني}(1). ني من القوم الظ ني من فرعون وعمله وجن ة وجن ن اجل

هراء وخديجة وزينب، و�سمية اأم عمار (اأول �سهيدة ويف تاريخ الإ�سالم: الزيف الإ�سالم)، والكثريات اللواتي برهن على قدرة املراأة على ال�سمود والتحدي واجلهاد والعطاء، وامل�سرية التاريخية وامل�سرية املعا�سرة حتمل ال�سواهد الكثرية

على �سحة ذلك.

(1) التحرمي: 11.


116


العن�صر الثاين: العوار�س الطبيعية يف حياة املراأة: الرتاجع اأ�سباب يربر اأن التف�سري هذا يحاول العن�سر هذا خالل من عوار�ض والإر�ساع، والولدة، واحلمل، ال�سهرية، فالدورة املراأة، عند والتخلف تعطل قدرات املراأة الثقافية والجتماعية وال�سيا�سية؛ ملا يرتتب على هذه العوار�ض من تاأثريات نف�سية و�سحية وعملية، لها انعكا�ساتها الوا�سحة على حيوية املراأة

ون�ساطاتها.

اأن هذا التف�سري ل يكفي لتربير م�ساألة اجلمود والركود والتخلف ونعتقد عند املراأة، رغم ما تنتجه هذه العوار�ض من تاأثريات وانعكا�سات على حياة املراأة، فالتجارب التاريخية واملعا�سرة حلركة املراأة وجهادها يربهن على اأن العوار�ض

الطبيعية يف حياة املراأة ل ت�سكل عامال كبريا يعيق حركتها وعطاءاتها.

ب- ما هو التف�صري ال�صحيح لظاهرة التخلف عند املراأة؟هنا نطرح عدة عوامل متداخلة اأنتجت هذه الظاهرة:

العامل الأول: الواقع الرتبوي الذي عا�صته املراأة:تخ�سع املراأة اإىل نطني من الرتبية:

اأبعدت املراأة عن كل الأجواء الثقافية الرتبية التجميدية: والتي النمط الأول: والجتماعية وال�سيا�سية بحجة اأن ذلك يتنافى مع توجيهات الدين.

هذه الرتبية حاولت اأن تعتمد جمموعة روايات:الرواية التي تعترب القيمة الأخلقية الكبرية للمراأة اأن ل ترى الرجال( 1)

ول يراها الرجال:

جاء يف كتاب و�سائل ال�سيعة: عن اأمري املوؤمنني ÷ قال: »كنا عند ر�سول اأي �سيء خري للن�ساء؟ فعيينا بذلك كلنا - اأي عجزنا اهلل4 فقال: اأخربوين

117

لنا قال بالذي فاأخربتها 3 فاطمة اإىل فرجعت تفرقنا، - حتى الإجابة عن ر�سول اهلل 4 ولي�ض اأحد منا علمه ول عرفه، فقالت: ولكني اأعرفه: خري للن�ساء يا 4 فقلت: ر�سول اهلل اإىل الرجال، فرجعت يراهن ول الرجال يرين اأن ل ر�سول اهلل �ساألتنا اأي �سيء خري للن�ساء؟ خري لهن اأن ل يرين الرجال ول يراهن الرجال، فقال: من اأخربك، فلم تعلمه واأنت عندي؟ فقلت: فاطمة، فاأعجب ذلك

ر�سول اهلل 4 وقال: اإن فاطمة ب�سعة مني«(1).

لنا حول ال�صتدلل بهذه الرواية عدة ملحظات:. الرواية �سعيفة �سندا- 1

م�سمون الرواية غري مقبول لأنه ي�سيء اإىل الإمام علي ÷، حيث يتهمه- 2 بالعجز وعدم القدرة على اجلواب، واإن كان على ح�ساب اإثبات ف�سيلة اإىل 4 من هراء، ومما يوؤكد هذه الإ�ساءة ا�ستغراب الر�سول ال�سديقة الز

معرفة الإمام علي اجلواب.. تتنافى مع الواقع التاريخي للمراأة امل�سلمة يف ع�سر الر�سالة- 3

ولو �سلمنا ب�سحة الرواية فهي متثل توجيها اأخالقيا خللق حالة العفاف عند- 4 املراأة، وابتعادها عن كل الأجواء املختلطة الفاقدة لل�سوابط الإ�سالمية، بني اللقاء األوان من لون لأي املطلق التجميد على الرواية هذه تدل ول

الرجل واملراأة.

الروايات الدالة على ا�صتحباب حب�س املراأة يف البيت:( 2)من رجال »اإن قال: ÷ اهلل عبد اأبي عن ورد ما الروايات: تلك ومن الأن�سار على عهد ر�سول اهلل 4 خرج يف بع�ض حوائجه فعهد اإىل امراأته عهدا اأن ل تخرج من بيتها حتى يقدم، قال: واإن اأباها قد مر�ض فبعثت املراأة اإىل ر�سول اهلل 4 ت�ستاأذنه اأن تعوده فقال: ل اجل�سي يف بيتك واأطيعي زوجك قال: فثقل

(1) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة 20 / 67، باب ا�ستحباب حب�ض املراأة يف بيتها اأو بيت زوجها، ح7.


118


فاأر�سلت اإليه ثانيا بذلك فقال: اجل�سي يف بيتك واأطيعي زوجك قال: فمات اأبوها اأ�سلي عليه فقال: ل، اجل�سي يف بيتك اأن اأبي قد مات فتاأمرين اإن اإليه فبعثت واأطيعي زوجك قال: فدفن الرجل فبعث اإليها ر�سول اهلل 4: اإن اهلل قد غفر

لك ولأبيك بطاعتك لزوجك«(1).

ووجه ال�ستدلل بهذه الرواية اأن منع خروج املراأة من البيت مطلق، ولي�ض مقيدا بحالة منافاته حلق الزوج يف ال�ستمتاع اأو باأي حالة اأخرى، واملفرو�ض يف الرواية اأن الزوج م�سافر ول يحتاج اإىل زوجته، ثم اإن اخلروج لغر�ض م�سروع وفيه

بر بالأب، ومع ذلك اأكد عليها ر�سول اهلل 4: اأن تبقى يف بيتها وتطيع زوجها.

لنا حول ال�صتدلل بهذه الرواية عدة ملحظات:1- الرواية �سعيفة �سندا لوجود عبد اهلل بن القا�سم احل�سرمي املعروف بالكذب

والغلو.2- الرواية لي�ض فيها دللة على ا�ستحباب حب�ض املراأة يف البيت، واإنا هي ظاهرة يف ا�ستحباب طاعة الزوج حيث اأخذ العهد عليها اأن ل تخرج، ويف ذلك غفران

لها ولأبيها.القراآنية القوانني مع يتنافى البيت يف املراأة حب�ض بجواز القول اإن -3

ال�سريحة:{وعا�سروهن باملعروف}(2). •عروف اأو ت�سريح باإح�سان}(3). • {فاإم�ساك مب{ولهن مثل الذي عليهن باملعروف}(4). •

. تعتدوا}(5)• رارا ل �سكوهن �س {ول مت

(1) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة 20 / 175، باب وجوب طاعة الزوج على املراأة، ح1.(2) الن�ساء/19.(3) البقرة 229.

(4) البقرة/228.

(5) البقرة/231.

119

الروايات الناهية عن الختلط:( 3)نظرة يف هذه الروايات: هناك نوعان من الختالط:

اأ - الختلط املحرم وهو ل يخ�صع لل�صوابط ال�صرعية والأخلقية:. اأن تكون املراأة غري ملتزمة بال�سرت ال�سرعي- 1

. عدم اللتزام بال�سوابط ال�سرعية يف الكالم والنظر وغريها- 2. اأن يرتتب مف�سدة على ذلك- 3

ال�صوابط لكل اإذا كان هذا الختلط خا�صعا فيما املباح ب- الختلط ال�صرعية والأخلقية ول يرتتب عليه اأي مف�صدة:

ومع ذلك فالإ�سالم يرى كراهية اختالط الن�ساء بالرجال ملا يرتتب على ة يف اجلل�سات التي ينطلق فيها كل من الرجال والن�ساء ذلك من اآثار �سلبية، خا�سيف الأحاديث املفتوحة بال حواجز، فمن الو�سائل التي اعتمدها الإ�سالم حلماية على التاأكيد الأ�سرية وحت�سينها، الدائرة واملراأة يف خارج الرجل بني العالقة

عدم الختالط كخط عام، مع ال�سماح به �سمن �سوابط �سرعية حمددة.الر�سايل العمل جمالت يف تنطلق التي الهادفة اجلادة اجلل�سات نعم ال�سرعية ال�سوابط توفر مع منها مانع فال وال�سيا�سي والجتماعي والثقايف

والأخالقية.

اإل واجلماعات اجلمعات اإىل الن�صاء خروج عن ( 4) الناهية الروايات العجائز:

الن�ساء يف ÷ عن خروج اأبا عبد اهلل �ساألت يعقوب قال: يون�ض بن عن العيدين واجلمعة فقال: »ل، اإل امراأة م�سنة«(1).

ويرد على هذا ال�ستدلل بهذه الرواية:(1) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة 238/20، كتاب النكاح، ب 136، ح2. (ط2 1414هـ، موؤ�س�سة اآل البيت ÷،

قم اإيران).


120


اأول: اإنها معار�سة برواية اأخرى اأقوى �سندا، وهي �سحيحة علي بن جعفر عن اأخيه مو�سى بن جعفر ÷ قال: �ساألته عن الن�ساء هل عليهن من �سالة العيدين

واجلمعة ما على الرجال؟ قال: »نعم«(1). ثانيا: ال�سرية العامة للم�سلمني يف زمن النبي 4 توؤكد اأن الن�ساء كن ي�ساركن للدخول واخلروج، للن�ساء بابا 4 الر�سول �ض وقد خ�س امل�ساجد، يف ح�سور

وجعل الن�ساء يف ال�سفوف اخللفية.ثالثا: ل ميكن اأن نت�سور اأن الإ�سالم مينع من اأن تتثقف املراأة ويكتفي بتثقيف

العجائز فقط.

النمط الثاين: الرتبية التغريبية:وهذه الرتبية حاولت �سلخ املراأة امل�سلمة عن هويتها الإ�سالمية يف اأفكارها

واأخالقها و�سلوكها وعاداتها وعالقاتها ولبا�سها.

وقد اعتمدت هذه الرتبية:اأ- املناهج التعليمية.

ب - الو�سائل الإعالمية.جـ- الأدوات الثقافية.

د- املوؤ�س�سات الجتماعية..

امل�سلمني جمتمعات يف ن�ساأ اأن التغريبية الرتبية هذه اآثار من كان وقد اأجيال من ال�سباب وال�سابات يعي�سون:

التغريب الثقايف.) 1(

(1) احلمريي: قرب الإ�سناد، �ض224، باب ما يجب على الن�ساء من �سالة، ح871. (ط1، 1413هـ، موؤ�س�سة اآل البيت ÷، قم اإيران).

121

. التغريب الأخالقي) 2(

ويف �سوء هذا التغريب متت م�سادرة اأدوار املراأة امل�سلمة، وعطاءاتها يف خط الإ�سالم، وخط الر�سالية، وهكذا مت �سرقة طاقات املراأة، ووظفت قدراتها

يف اخلط الآخر.

العامل الثاين: انخفا�ض م�ستوى التوعية يف الأو�ساط الن�سائية:. عدم وجود حوزات ن�سائية•

. عدم وجود موؤ�س�سات ثقافية وتربوية واجتماعية•. غياب الفعاليات الن�سائية الواعية•

. تخلف املجال�ض احل�سينية الن�سائية•. اإهمال املبلغني لل�ساحة الن�سائية•

وقد ترتب على ذلك جمموعة نتائج يف الواقع الن�صائي:. هبوط م�ستوى الوعي) 1

. غياب الكفاءات العلمية والثقافية) 2. �سمور احلركة والفاعلية والن�ساط) 3

العامل الثالث: الن�سغالت البيتية التي ت�ستهلك طاقات املراأة وتعطل فاعليتها ودورها الر�سايل:

هل املراأة م�سوؤولة عن خدمات البيت؟• واإذا كانت هذه الن�سغالت ت�ستهلك ن�سبة كبرية من طاقات املراأة، فهل•

هذا يعفيها من م�سوؤولياتها الر�سالتية؟لتوفيق بني امل�سوؤوليتني. ا•


122


عمل املراأة له دائرتان:)1( الدائرة الأ�صرية:

خلق اجلو الإمياين يف داخل الأ�سرة.- 1. توفري الأجواء الهادئة امل�ستقرة داخل البيت- 2

اإزالة عوامل التوتر والإزعاج. عدم اإثارة اخلالفات وال�سراعات.

اإ�ساعة جو احلب وال�سفاء واملودة.. ح�سن التبعل للرجل (جهاد املراأة ح�سن التبعل)(1)

اأهمية توفري الأجواء امل�صتقرة:. بالن�سبة للزوج

. بالن�سبة للزوجة

. بالن�سبة لالأولد جاء رجل اإىل ر�سول اهلل 4 وقال: »اإن يل زوجة اإذا دخلت تلقتني، واإذا خرجت �سيعتني، واإذا راأتني مهموما قالت يل: ما يهمك؟ اإن كنت تهتم اهلل فزادك اآخرتك باأمر تهتم كنت واإن غريك، به تكفل فقد لرزقك اإن هلل عمال، وهذه من عماله، لها ن�سف :4 ا، فقال ر�سول اهلل هم

اأجر ال�سهيد«(2).رعاية الأطفال (الرتبية الإميانية، العبادية، الأخالقية، الثقافية، العملية).- 3

. مراقبة �سلوك الزوج- 4

(1) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة 163/20، كتاب النكاح، ب 81، ح2. (ط2 1414هـ، موؤ�س�سة اآل البيت ÷، قم اإيران).

(2) احلر العاملي: و�سائل ال�سيعة 32/20، كتاب النكاح، ب 6، ح14.

123

)2( الدائرة الجتماعية:. العمل الرتبوي . العمل الثقايف

. العمل الجتماعي . العمل ال�سيا�سي


124


125

هل ي�صمح الإ�صلم للمراأةا؟ اأن متار�س عمل ثقافيا واجتماعيا و�صيا�صي

اأي عمل ثقايف، اأن متار�ض اأن الإ�سالم يحرم على املراأة البع�ض يدعي

اجتماعي، �سيا�سي، فهل ت�ستند هذه الدعوى اإىل جمموعة مربرات �سحيحة؟

املربر الأول: الإ�سالم فر�ض على املراأة احلجاب، ومن الطبيعي اأن احلجاب يعطل دور الإنتاجية املراأة ي�سل طاقة واأن احلجاب الثقايف والجتماعي وال�سيا�سي، املراأة

ويجمد قدرتها يف العمل.

ولنا حول هذا املربر عدة ملحظات:

الثقايف العمل وممار�سة الإ�سالمي ال�سرت بني منافاة ل الأوىل: امللحظة والجتماعي وال�سيا�سي، فاللتزام بال�سرت والعفة واحل�سمة ل يجمد العقل والفكر التفوق جدارة وبكل اأثبنت امللتزمات امل�سلمات من الكثريات فهاهن والثقافة، الفكري، والثقايف، والعلمي، فما كان ال�سفور والتربج والبتذال هو الذي يعطي

للعقل قدرته على العطاء والإبداع.

الجتماعية احلركة يعطل ل واحل�سمة والعفة بال�سرت اللتزام اإن ثم العمل ميار�سن اأن ا�ستطعن امللتزمات من الكثريات اأن بدليل وال�سيا�سية، الجتماعي وال�سيا�سي وبكل كفاءة، وال�سواهد على ذلك حا�سرة هنا وهناك، ويف

هذا البلد اأو ذاك.

ا؟ هل ي�صمح الإ�صلم للمراأة اأن متار�س عمل ثقافيا واجتماعيا و�صيا�صي

126


ول نريد اأن نذهب بعيدا، فهاهي املراأة البحرانية امللتزمة متار�ض دورها الثقايف والجتماعي وال�سيا�سي دون حاجة اإىل اأن تتخلى عن التزاماتها الدينية


على ا�ستثمارها يتوقف ل املراأة عند الإنتاجية الطاقة اإن الثانية: امللحظة البتذال والتخلي عن ال�سرت والعفة.

هناك جمالت كثرية ميكن للمراأة اأن متار�ض من خاللها دورها الإنتاجي من دون حاجة اإىل ال�سفور والتربج.

املراأة جعل جمتمعاتنا، على فر�ض الذي اإ�سالمي الال الواقع كان واإذا امل�سلمة امللتزمة متتنع من اقتحام الكثري من مواقع العمل، فامل�سوؤولية يتحملها

هذا الواقع املنحرف، ول تتحملها املراأة امللتزمة املحافظة على دينها وقيمها.

ثم دعونا نت�صاءل: الكثري من- 1 تعطيل �سبب قد العمل الكثري من مواقع املراأة يف ت�سغيل األي�ض

طاقات الرجال؟ لو �سلمنا اأن املراأة امل�سلمة ترف�ض العمل يف الأجواء غري امللتزمة مما �سبب- 2 تعطيل طاقة املراأة الإنتاجية، ويف هذا خ�سارة اقت�سادية للمجتمع، فكم هي اخل�سارة الروحية واملعنوية والأخالقية النا�سئة من ولوج املراأة تلك الأجواء

غري امللتزمة؟ تكلف- 3 وجرائم مفا�سد من امللتزمة غري املختلطة الأجواء هذه تنتج وكم

املجتمع خ�سائر مادية باه�سة؟.

اإن الإ�سالم ل مينع املراأة اأن تعمل اإذا اقت�ست ال�سرورة ذلك، ب�سرط اأن م�سوؤوليات يف تفرط ل واأن والأخالقية، ال�سرعية وال�سوابط بال�سروط تلتزم

الأ�سرة والزوج والأولد.

127

امللحظة الثالثة: اإن هذه الإ�سكالية وغريها من الإ�سكاليات التي تواجه احلجاب التي الثقافة هذه التغريب«، »ثقافة نتاج هي - ال�سرعي ال�سرت - الإ�سالمي ا�ستطاعت اأن تقتحم ذهنية الكثريين والكثريات من اأبناء جمتمعاتنا الإ�سالمية،

معتمدة و�سائل الإعالم، والرتبية، والثقافة، والفن، والريا�سة.

وقد لعبت املوؤ�س�سات واجلمعيات الن�سائية ذات الطابع التغريبي دورا كبريا اإثارة الإ�سكالت والتهامات وال�سبهات �سد »احلجاب الإ�سالمي«، ومن هنا يف نحذر ن�ساءنا وبناتنا من النخداع بكثري من العناوين وال�سعارات التي تطرحها

هذه اجلمعيات.

اإننا ندعو اإىل وجود املوؤ�س�سات واجلمعيات الن�سائية، التي متار�ض دورها املوؤ�س�سات تعتمد هذه اأن نوؤكد ولكنا وال�سيا�سي، والرتبوي والجتماعي الثقايف واجلمعيات الأهداف احلقيقية التي تعرب عن هوية املراأة امل�سلمة امللتزمة بدينها، من تتبنى تلك اأو اجلمعية هذه اأن وا�سح ب�سكل ثبت فاإذا واأخالقها، وقيمها، خالل اأهدافها، وبرناجمها العملي، »تاأ�سيل الهوية الإ�سالمية« للمجتمع الن�سوي يف هذا البلد، وحماية قيمه الروحية، وتكونه الثقايف والجتماعي وال�سيا�سي وفق

ال�سوابط ال�سرعية والإميانية.

اإذا ثبت ذلك، فم�سوؤولية املراأة امل�سلمة اأن تنفتح بكل اإمكاناتها وقدراتها اأن ترف�ض التعاطي مع اأو تلك، واإل فم�سوؤولية املراأة امل�سلمة على هذه اجلمعية

جمعيات تروج لثقافة التغريب وال�ستالب وم�سادرة الهوية، والدين، والقيم.

املربر الثاين: وثاين املربرات التي اعتمدتها دعوى التهام باأن الإ�سالم يعطل دور املراأة الرجال بني الختالط يحرم الإ�سالم كون هو: وال�سيا�سي والجتماعي الثقايف انطالقاتها ويعيق املراأة، حركة على ي�سغط - اإ�سكال بال - وهذا والن�ساء،

الثقافية والجتماعية وال�سيا�سية.


128


ونلحظ على هذا املربر: اأول: هناك نوعان من الختالط:

. الختلط املحرم: وهو الذي ل يخ�سع لل�سوابط ال�سرعية والأخالقية( 1 . اأن تكون املراأة غري ملتزمة بال�سرت ال�سرعي

. عدم اللتزام بال�سوابط ال�سرعية يف الكالم والنظر وغريهما . اأن ترتتب مف�سدة على ذلك الختالط

فهذا اللون من الختالط مينعه الإ�سالم حماية للعالقة بني الرجل واملراأة - يف خارج الدائرة الأ�سرية - من اأن تقع يف النزلقات اخلطرية، وما يرتتب على

ذلك من الأ�سرار التي تهدد الأ�سرة، واملجتمع، واحلياة.

ال�سوابط( 2 لكل خا�سعا الختالط هذا كان اإذا فيما املباح: الختلط ال�سرعية والأخالقية ول يرتتب عليه اأي مف�سدة.

وابط ال�سرعية ح اأن الختالط اخلا�سع لل�س ابق يت�س ثانيا: يف �سوء التق�سيم ال�سوالأخالقية ل مينع منه الإ�سالم، اإذا اقت�سته �سرورات حياتية واجتماعية، واإذا يوؤكد-يف الإ�سالم نعم الإ�سالمي، العمل الر�سالية يف جمالت فر�سته احلاجة اآثار من ذلك على يرتتب ملا عام، كخط الختالط اجتناب على - توجيهاته �سلبية، خا�سة يف اجلل�سات التي ينطلق فيها كل من الرجال والن�ساء يف الأحاديث جمالت يف تنطلق التي الهادفة اجلادة اجلل�سات واأما حواجز، بال املفتوحة العمل الر�سايل والجتماعي والثقايف فال مانع منها مع توفر ال�سوابط ال�سرعية


ب�سكل عام، حت�سينا يتحفظ على حالة الختالط الإ�سالم اأن �سلمنا لو ثالثا: والجتماعي الثقايف املراأة عمل فاإن واملخاطر، الأ�سرار من الجتماعي للواقع

129

وال�سيا�سي ل يتوقف على هذا الختالط، فيمكن للمراأة اأن متار�ض دورها الكبري يف الأو�ساط الن�سائية.

وميكن للمراأة التي متلك اإمكانات فكرية وعلمية واأدبية اأن متار�ض دورها من خالل البحث والدرا�سة والكتابة.

وميكن للمراأة اأن متار�ض دورها الجتماعي والثقايف وال�سيا�سي من خالل اجلمعيات يف الن�سائية اللجان خالل من اأو الن�سائية، واجلمعيات املوؤ�س�سات واحلركة للعمل كبرية م�ساحات على تتوفر اأن للمراأة ميكن وهكذا العامة،

والن�ساط من دون حاجة اإىل الختالط.

املربر الثالث: الجتماعي املراأة دور بتجميد الإ�سالم لتهام املطروحة املربرات وثالث والثقايف وال�سيا�سي هو »وجود روايات واأحاديث دينية« متنع املراأة من النطالق

واحلركة.]وقد عاجلنا هذه الروايات �سابقا وذكرنا املوقف منها(1)[.

ال�سريحة يف الإ�سالمية الن�سو�ض امل�ساألة من خالل اأتناول اإىل هنا مل ما وهذا وجمالته.. امتداداته بكل الإ�سالمي العمل يف املراأة م�سوؤولية تاأكيد

اأتناوله يف العنوان التايل.

(1) انظر �سفحة 116 اإىل 119 من هذا الكتاب.


130


131

م�صوؤولية املراأة الر�صالية

النتماء الإ�صلمي يفر�س جمموعة مكونات:

- املكون الأول: الإميان.- املكون الثاين: اللتزام.

- املكون الثالث: الر�سالية.

وهذا ما اأكدته الن�صو�س القراآنية:

ات احل ال�س وعملوا اآمنوا ذين ال ل اإ خ�سرڀ • لفي ن�سان الإ اإن ڀ ر والع�س }.(1){ رب وا بال�س ق وتوا�س وا باحل وتوا�س

. ني من امل�سلمني}(2)• ا وقال اإن احل ن دعا اإىل اهلل وعمل �س {ومن اأح�سن قول مم. ذين قالوا ربنا اهلل ثم ا�ستقاموا}(3)• { اإن ال

ماذا تعني الر�صالية؟اأن يوظف الإن�سان امل�سلم كل طاقاته الذهنية والنف�سية والعملية يف خدمة

الر�سالة... واأدوات هذا التوظيف كثرية:1- الدعوة اإىل اهلل.

2- الأمر باملعروف والنهي عن املنكر.3- الفعاليات الرتبوية والثقافية والجتماعية وال�سيا�سية.

(1) الع�سر: 3-1(2) ف�سلت: 33

(3) الأحقاف: 13


132


بعد هذا التمهيد نطرح هذا ال�صوؤال: هل هذه امل�صوؤوليات الر�صالية ة بالرجل اأم ت�صمل املراأة اأي�صا؟ خا�ص

ادق اإىل الإ�سالم، ل فرق اجلواب: اإنها م�سوؤوليات يفر�سها النتماء ال�سبني الرجل واملراأة، فاملراأة كالرجل م�سوؤولة اأن متار�ض دورها الر�سايل يف الدعوة اإىل اهلل والأمر باملعروف والنهي عن املنكر، ويف كل املجالت الرتبوية والثقافية والجتماعية وال�سيا�سية �سمن ال�سوابط ال�سرعية التي يحددها الإ�سالم حلركة

املراأة..فاخلطابات الدينية يف جمال الدعوة والعمل الر�سايل ل تخ�ض الرجل اخلطاب ذكر واإن معا، واملراأة للرجل موجهة عامة خطابات هي بل وحده،

للتغليب.

هذه بع�س مناذج من تلك اخلطابات:)1( قوله تعاىل يف �صورة النحل/ الآية 125:

اإن اأح�سن بالتي هي �سنة وجادلهم واملوعظة احل كمة باحل ك رب اإىل �سبيل {ادع القراآين الن�ض باملهتدين}. هذا اأعلم وهو �سبيله عن ل �س ن مب اأعلم هو ك ربيحدد اخلط العام لأ�سلوب الدعوة، فيما هي م�سوؤولية الداعية امل�سلم رجال كان

اأو امراأة.

لت/ الآية 33: )2( قوله تعاىل يف �صورة ف�صني من امل�سلمني}. ا وقال اإن احل ن دعا اإىل اهلل وعمل �س {ومن اأح�سن قول مم

)3( قوله تعاىل يف �صورة اآل عمران/ الآية 104:املنكر عن وينهون باملعروف وياأمرون ري اخل اإىل يدعون ة اأم نكم م ولتكن }والآمرة اخلري، اإىل الداعية ]اجلماعة[ الأمة هذه املفلحون}. هم واأولئك اأمة من بالفالح، هي لها تعاىل والتي �سهد اهلل املنكر، والناهية عن باملعروف

الرجال والن�ساء.

133

)4( قوله تعاىل يف �صورة التوبة/ الآية 112:اجدون الآمرون باملعروف اكعون ال�س ائحون الر امدون ال�س ائبون العابدون احل {التالب�سرى اإنها املوؤمنني}. ر وب�س اهلل دود حل افظون واحل املنكر عن اهون والن

للموؤمنني رجال ون�ساء حينما يتوفرون على هذه ال�سفات..

)5( قوله تعاىل يف �صورة التوبة/ الآية 71: اأولياء بع�ض ياأمرون باملعروف وينهون عن املنكر هم {واملوؤمنون واملوؤمنات بع�سحمهم اهلل اإن كاة ويطيعون اهلل ور�سوله اأولئك �سري الة ويوؤتون الز ويقيمون ال�س

اهلل عزيز حكيم}.

هذا الن�ض �سريح يف حتميل املوؤمنني واملوؤمنات م�سوؤولية الأمر باملعروف والنهي عن املنكر...

والن�سو�ض القراآنية يف هذا املعنى، وكذلك الروايات كثرية جدا، فال جمال لأن يدعي مدع باأن الإ�سالم يعطل دور املراأة الجتماعي والثقايف وال�سيا�سي، حيث

اأن هذا الدور هو جزء من مكونات النتماء الإمياين.

الواقع التاريخي:

انطالقتها منذ الإ�سالمية الدعوة حلركة التاريخي الواقع قراءة اإن املراأة لدور وا�سحة روؤية اأمام ت�سعنا الع�سر، هذا وحتى الر�سالة ع�سر يف وال�سيا�سية والجتماعية والرتبوية والثقافية العلمية امل�ستويات كل امل�سلمة على

واجلهادية...وعدد الزهراء، فاطمة وال�سديقة املوؤمنني، اأم خديجة ال�سيدة يف ولنا املوؤمنني، ون�ساء جماهدات اأمري ابنة من ال�سحابيات، وال�سيدة احلوراء زينب كثريات عرب التاريخ، اأكرب ال�سواهد العملية على اأن املراأة امل�سلمة مار�ست اأدوارا اأن مما يربهن واجلهاد، والعطاء والتثقيف والرتبية والتبليغ الدعوة كبرية يف


134


الإ�سالم ي�سمح بل يفر�ض على املراأة اأن يكون لها ح�سورها الر�سايل يف كل املواقع ما دامت قادرة وملتزمة ب�سوابط الدين وال�سريعة.

ال�صهيدة بنت الهدى منوذجا:

ال�سيد ال�سهيد الهدى، �سقيقة ال�سدر بنت اآمنة ال�سيدة اأن نطرح ميكن الع�سر.. هذا يف املجاهدة العاملة للمراأة حيا نوذجا ال�سدر، باقر حممد

ونحاول اأن نوجز اأهم الأدوار التي مار�ستها هذه املراأة املجاهدة:

(1) الإ�سراف على عمل ن�سوي يف بغداد والكاظمية، وله وجود يف اجلامعات، جمموعة الأخوات من عدة مع بالتعاون تقيم الهدى بنت ال�سهيدة وكانت

حما�سرات وندوات وبرامج ثقافية وتربوية.

(2) التوجيه العام: كانت تقوم بعمل عام من خالل تبني كل امراأة لها قابلية الأو�ساط يف دورها لتمار�ض ر�ساليا اإعدادا وتعدها والعمل، العطاء على

الن�سوية.

الكاظمية، الزهراء يف املدار�ض، كما يف مدار�ض بع�ض اإ�سرافها على (3)واملدار�ض الدينية للبنات يف النجف الأ�سرف.

(4) الكتابات الواعية: كانت متلك قلما جيدا، واأ�سلوبا اأدبيا جذابا، جت�سد ذلك من خالل كتاباتها يف املجالت الإ�سالمية، ومن خالل جمموعة كبرية

ومتنوعة من الكتب والق�س�ض الهادفة.

(5) دورها ال�سيا�سي واجلهادي : �ساطرت اأخاها ال�سهيد ال�سيد حممد باقر ال�سدر يف كل عمله ال�سيا�سي واجلهادي حتى ا�ست�سهدت معه.

135

اإ�صــكــالت وردود

قد تطرح بع�ض اإ�سكالت يف مواجهة امل�سروع الإ�سالمي للنهو�ض باملراأة يف هذا الع�سر.

من هذه الإ�صكالت:احلجاب مل يعد حاجة يف هذا الع�سر ورمبا �سكل عائقا يف حركة النهو�ض عند املراأة، ف�سرورات الواقع اجلديد تفر�ض ال�ستغناء عنه، واإلغاءه، واإعطاء

املراأة حق التحرر منه.

الختالط بني اجلن�سني اأ�سبح �سرورة ع�سرية، فلم يعد املوقف الفقهي من الختالط منا�سبا مل�ستجدات الواقع املعا�سر ومقت�سيات املرحلة الراهنة.

بع�ض حقوق املراأة قد تغريت بفعل تطورات املجتمع الب�سري، فيجب اأن تعدل بع�ض القوانني الإ�سالمية: قانون الإرث، قانون الولية، قانون الطالق، قانون اإىل حاجة يف الأ�سرة اأحكام من فالكثري الزوجات، تعدد قانون النفقة، تغيري، من اأجل اإنتاج فقه لالأ�سرة وللمراأة، يتنا�سب مع حاجات هذا الع�سر،

ويتنا�سب مع �سرورات هذه املرحلة.

اأمام املنهزم للعقل اإفرازات هي الإ�سكالت وهذه الإ�سكالت، من وغريها على القدرة فقد املعا�سر اجليل هذا اأبناء من فالكثري الع�سر، حتديات

مواجهة التحديات.


136


وهذا ال�صعف والنهزام له اأ�صبابه:

الذهنيات هياأ مما والب�سرية والوعي الروؤية غياب الأ�سباب هذه فمن بل وحدهم اجليل اأبناء م�سوؤوليته يتحمل ل الغياب وهذا والتاأثر، لالنفعال ي�ساركهم يف ذلك كل املعنيني ب�سياغة وعي الأجيال من علماء ودعاة ومبلغني وتربويني ومثقفني واإعالميني، هوؤلء جميعا �ساهموا يف اإنتاج هذا الغياب حينما روا يف اأداء وظائفهم يف احت�سان اأجيال الأمة وبناء وعيها بامل�ستوى املطلوب، ق�س

والقادر على مواجهة التحديات والإ�سكالت.

ومن الأ�سباب لن�سوء حالت النهزام لدى اأجيالنا املعا�سرة �سعف الإرادة ت�سعف وعندما وعوامله، مكوناته له ال�سعف وهذا والت�سدي، املواجهة يف ونرتاجع ال�سغوطات، اأمام وننهزم التحديات، اأمام ن�سقط داخلنا يف الإرادة اأمام املواجهات، وعلى كل حال حينما ت�سكل لدى الأجيال العقل املنهزم، والإرادة اأ�سبحت هذه الأجيال ماأ�سورة للتحديات، حمكومة لل�سغوطات، مما املنهزمة، بع�ض الدينية وعن الثوابت بع�ض التنازل عن ب�سرورة �سعورا اأوجد يف داخلها امل�سلمات الفقهية، ويف هذا ال�سياق تاأتي تلك الإ�سكالت التي طرحت يف مواجهة

م�سروع النهو�ض باملراأة والأ�سرة يف ظل الربنامج الإ�سالمي.

بع�ض هذه نعالج اأن ونحاول الإ�سكالت، العام من هذه املوقف هذا هو وتهافت خلل من فيها ما لنكت�سف تف�سيلية معاجلة املطروحة الإ�سكالت

وق�سور.

معاجلة اإ�صكالت احلجاب:»احلجاب« م�سطلح ا�ستعمال على اإ�سرارنا عدم على نوؤكد البداية يف والذي حاولت الإ�سكالت املناه�سة اأن ت�ستوحي منه جمموعة دللت �سلبية مبا والإق�ساء والعزل املناه�ض من معاين احلجب الت�سور اللفظ يف يحمله هذا

للمراأة.

137

موا�صفات اللبا�س ال�صرعي للمراأة:يكون لكي اللبا�ض يف تتوفر اأن يجب موا�سفات جمموعة الإ�سالم و�سع على حتافظ التي هي امللتزمة امل�سلمة فاملراأة اإ�سالميا«، ا و»زي �سرعيا« »لبا�سا هذه املوا�سفات يف لبا�سها، ويف زيها، وقد ظهرت يف هذا الع�سر »اأزياء متنوعة

با�سم الأزياء الإ�سالمية« وكثت الأ�سئلة حولها وهل اأنها ت�سكل »لبا�سا �سرعيا«؟وهل تعترب املراأة املرتدية لهذه الأزياء ملتزمة بال�سرت ال�سرعي؟

وهل حدد الإ�سالم �سكال معينا للبا�ض املراأة، وهل ميكن اأن يتغري �سكل اللبا�ض ال�سرعي من زمان اإىل زمان؟

الأ�سر اأو�ساط ويف املتدينات، الن�ساء اأو�ساط ت�ساوؤلت مطروحة يف هذه امللتزمة. يف الإجابة عن هذه الت�ساوؤلت نقول:

جمموعة على املراأة« »لبا�ض يتوفر اأن �سرورة على اأكد الإ�سالم اإن »الزي بني الفا�سل يتحدد خاللها من و�سوابط، �سروط وجمموعة موا�سفات الأزمان بتعدد الأ�سكال تتعدد اأن جاز واإذا ال�سرعي«، غري و»الزي ال�سرعي« وابط، وتعدد املجتمعات فاإنه ل يجوز اأبدا اأن ت�سقط املوا�سفات وال�سروط وال�س

فهي من الثوابت التي ل تتغري بتغري الأع�سار وتغري الأم�سار.

نخل�س اإىل القول: اأن اللبا�س ال�صرعي للمراأة امل�صلمة له جانبان:اأول: اجلانب الثابت..

هذا اأن �سك ول ال�سرعية، وابط وال�س وال�سروط املوا�سفات يف ويتمثل وابط حتمي قيما ثابتة يف الثابت يعرب عن كون هذه املوا�سفات وال�سروط وال�سحياة املراأة، ويف حياة الأ�سرة، ويف حياة املجتمع، هذه القيم ت�سكل حاجة و�سرورة

ل تتغري بتغري الزمان واملكان.


138


فاحلفاظ على العفاف والطهر الروحي والأخالقي، وحت�سني املجتمع يف مواجهة عوامل الف�ساد والف�سق والنحراف، وحماية احلياة �سد كل اأ�سكال العبث والتبذل وال�سقوط، هذه القيم ثابتة يحتاجها الإن�سان، وحياة الإن�سان يف كل زمان

ويف كل مكان.

اأزمة املجتمعات يف هذا الع�سر، اأزمة الإن�سان يف هذا الع�سر، وهل هل والأخالقية«... الروحية القيم »�سقوط اإل الع�سر هذا يف احلياة اأزمة وهل

... فاأزمة ال�سيا�سة وال�سيا�سيني اأزمة قيم ... واأزمة احلكام واحلاكمني اأزمة قيم

... واأزمة الثقافة واملثقفني اأزمة قيم ... واأزمة القت�ساد والقت�ساديني اأزمة قيم

نكرر القول: اإن ال�سوابط الإ�سالمية يف لبا�ض املراأة، هي �سوابط ثابتة ل تتغري، كونها تعرب عن قيم ثابتة.

ثانيا: اجلانب املتغري..فاإذا كان الإ�سالم ي�سر على »املوا�سفات وال�سروط وال�سوابط ال�سرعية« فهو ميلك مرونة كبرية مع »ال�سكل والطريقة«، فال م�سكلة يف اأن يتغري ال�سكل، وتتغري الطريقة بتغري الزمان وتغري املكان، ما دام هذا ال�سكل ملتزما باملوا�سفات

وال�سروط وال�سوابط ال�سرعية التزاما �سحيحا...

فقد ال�سرعية، للمعايري جت�سيدا الأقوى »الأ�سكال« الإ�سالم ل يف�س نعم بع�سها اأن اإل الإ�سالمية« واملعايري وابط »ال�س على يتوفر �سكل من اأكث يوجد والأف�سل يف التج�سيد الأقوى يف ال�سكل فهو واملعايري، وابط لل�س اأقوى جت�سيدا

املنظور الإ�سالمي..

139

وهنا األفت اإىل م�صاألة مهمة:�سهرة«، »لبا�ض اأنه ميثل اإل ال�سرعية، املوا�سفات اللبا�ض على يتوفر قد ولبا�ض ال�سهرة يف امل�سطلح الفقهي هو اللبا�ض الذي يثري ال�ستهجان وال�ستقباح عند عامة النا�ض يف البلد، وبتعبري اآخر هو اللبا�ض الذي يعر�ض �ساحبه للت�سهري العباءة« »ارتداء ن�ساوؤه األف ملتزما جمتمعا اأن فلو النا�ض، وحديث والت�سنيع فظهرت امراأة وارتدت زيا اآخر متوفر على ال�سروط ال�سرعية اإل اأن هذا الزي جعلها متثل ظاهرة �ساذة يف هذا املجتمع، وحمل ت�سهري، وا�ستهجان، وا�ستقباح، الهتك اإىل �ساحبه يعر�ض حيث حمرم وهو �سهرة« »لبا�ض يكون الزي فهذا والإذلل، ويحرم على املوؤمن اأن يهتك نف�سه واأن يذلها، ولكن اإذا اأ�سبح هذا الزي ا ماألوفا ل يوجب الت�سهري وال�ستقباح اجلديد املتوافر على ال�سروط ال�سرعية زي

وال�ستهجان خرج عن كونه »لبا�ض �سهرة« وخرج عن كونه حمرما.

تبقى هنا نقطة جديرة بالهتمام:اإن الكثري من بنات اجليل اجلديد من املوؤمنات امللتزمات، يت�ساحمن يف دقة تطبيق »املوا�سفات واملعايري ال�سرعية« فيما يرتدينه من اأزياء، خا�سة واأن

هذه الأزياء يروج لها باأنها اأزياء اإ�سالمية.

»ال�سوابط تطبيق يدققن يف اأن امللتزمات املوؤمنات بناتنا من املطلوب على القدرة ميلكون ممن اخلربة ذوي اإىل يرجعن واأن ال�سرعية«، واملعايري الأزياء حبائل يف الن�ساء من اجليل هذا ي�سقط اأن خ�سية الدقيق، الت�سخي�ض

املتنافية مع �سوابط ال�سرع.

ال�صوابط الإ�صلمية يف لبا�س املراأة:يف املراأة« »لبا�ض حتكم اأن يجب وثابتة حمددة �سوابط و�سع الإ�سالم ال�سوابط، كونها بالتنازل عن هذه الإ�سالم ي�سمح ول كل مكان، كل زمان ويف


140


الكينونة بحاجات ترتبط واإنا املتغرية، واملكان الزمان بحاجات ترتبط ل الإن�سانية يف داخل املراأة ويف داخل الواقع الب�سري، قد يت�سامح الإ�سالم يف تغري ال�سكل وال�سورة اإذا فر�ست ذلك �سرورات الزمان واملكان وحاجات الواقع، اإل اأنه ل يت�سامح يف ال�سوابط واملكونات اإل يف احلالت ال�ستثنائية التي ي�سوغ فيها

ارتكاب املخالفات ال�سرعية.

ال�صوابط الثابتة التي حددتها ال�صريعة الإ�صلمية يف لبا�س املراأة تتمثل فيما يلي:

اأن يكون اللبا�س يغطي جميع بدن املراأة ما عدا الوجه والكفني.( 1)يف م�ساألة الوجه والكفني يوجد خالف فقهي، فيذهب بع�ض الفقهاء اإىل وجوب �سرت الوجه والكفني، ويذهب اآخرون اإىل جواز الك�سف اإل اإذا ترتبت على ذلك مفا�سد، وامل�ساألة خا�سعة عند الفقهاء اإىل طبيعة الفهم والتعاطي مع الأدلة ال�سرعية. وقد وردت عدة اجتاهات يف تف�سري قوله تعاىل: {ول يبدين زينتهن اإل

ما ظهر منها}(1).

فما هي الزينة امل�صتثناة؟- الوجه والكفان فقط.

- الوجه والكفان والقدمان.- الثياب اخلارجية فقط.

- الكحل واخل�ساب.- اخلامت وال�سوار واحلذاء.

اأمام املراأة بدن �سرت وجوب على امل�سلمني علماء فيجمع ذلك عدا وما الرجل الأجنبي اإل يف احلالت ال�ستثنائية املن�سو�ض عليها �سرعا.

(1) النور: 31.

141

هذا هو راأي ال�سريعة ال�سريح الوا�سح، فال يلتفت اإىل مقولت ل تعرب عن اأن له يوؤ�سف ومما �ض، فقهي متخ�س فهم اإىل ت�ستند ول اأ�سيلة، �سرعية روؤية تتجراأ بع�ض الأقالم على اقتحام م�ساحة الفتوى بكل �سهولة، وكاأن جمرد القدرة �سيا�سية اأو اجتماعية اأو ثقافية حما�سرة اإلقاء اأو �سحافية، مقالة كتابة على توؤهل هذا اأو ذاك لأن يكون فقيها قادرا على اإعطاء الراأي ال�سرعي، لي�ض حمرما �ساأن هو كما وال�سريعة والجتهاد الفقاهة يف �ض يتخ�س اأن اإن�سان اأي على �سات الأخرى، اأما اأن يتحول كتاب الأعمدة يف ال�سحف، وكل حمرتف يف التخ�سال�سيا�سة، اإىل فقيه يتحدث يف �سئون ال�سريعة فهذا اأمر يعرب عن عبث ل مربر له،

�ض العلمي يف هذا املجال اأو ذاك. وعن ا�ستهانة بقيمة التخ�س

ا« يحكي لون الب�صرة:( 2) اأن ل يكون لبا�س املراأة رقيقا »�صافاإذ يفقد هذا اللبا�ض حينئذ دوره يف احلفاظ على القيمة الأخالقية التي ت�سكل اأحد املرتكزات املهمة يف التاأ�سي�ض ل�سرت املراأة، مبا يحمي العفاف واحلياة

والعالقات.

اإن لبا�سا رقيقا �سفافا ي�ستنطق فتنة اجل�سد لأ�سد خطرا يف بع�ض احلالت ر قيم من الأج�ساد املك�سوفة املتعرية، ويف كل منهما ما يف�سد اأخالق احلياة، ويدم

الإن�سان، ويحرك غرائز النف�ض، وي�ستثري نهم ال�سيطان، وين�سر ثقافة العبث.

والإن�سان، واحلياة والقيم الأخالق لتحمي اهلل �سريعة ت�سدت لهذا والثقافة، من كل اأ�سكال العبث والف�ساد والدمار وال�سقوط يف قب�سة ال�سيطان.

وياأتي يف هذا ال�سياق جمموعة ال�سياجات الأخالقية التي و�سعتها ال�سريعة والطي�ض النفالت من وحمايتها الإن�سان، داخل يف الغريزة حركة لرت�سيد والتمرد..فما توؤكده ال�سريعة من �سوابط يف لبا�ض املراأة ويف �سلوك الرجل واملراأة اأجل حرا�سة الأمن الروحي، وال�سالمة الأخالقية، وال�ستقرار النف�سي، هو من

والطهر الجتماعي، والنقاء الثقايف، والنظافة ال�سيا�سية.


142


ل �صكل من اأ�صكال التربج:( 3) اأن ل يكون لبا�س املراأة ميثمن الرجل عند اجلن�سية الغريزة ي�ستثري ما املراأة متار�ض اأن هو التربج

خالل:

اأ- التج�صيم املثري:م مواقع مثرية قا �ساغطا على البدن، مما يج�س قد تلب�ض املراأة لبا�سا �سيمن ج�سدها، فهذا لون من األوان التربج حتى لو كان اللبا�ض �ساترا ومغطيا لبدن املراأة، فيجب اأن يكون اللبا�ض بطريقة حمت�سمة حتى ل يتحول اإىل و�سيلة اإغراء واإثارة، وحتى ل يتحول اإىل اأداة هدم ودمار. فكما هو مطلوب من املراأة اأن تغطي ل بنحو اللبا�ض هذا وطريقة الغطاء هذا �سكل يكون اأن م�سوؤولة فهي بدنها،

ي�سادر اأهداف »اللبا�ض الإ�سالمي« وال�سرت ال�سرعي.

هي ملتزمات ن�ساء ترتديها والتي احلديثة الألب�سة اأ�سكال فبع�ض جت�سيد للتربج ولكن من خالل �سكل اللبا�ض الذي يربز كل مكونات ج�سد املراأة

الظاهرية.

كما قلنا �سابقا، اإن الإ�سالم ل يفر�ض �سكال حمددا ملا تلب�سه املراأة، ولكنه هذه اأهم ومن ال�سكل، هذا عليها يتوافر اأن يجب وموا�سفات �سوابط و�سع ال�سوابط واملوا�سفات األ يكون مظهرا من مظاهر التربج، واأحد مظاهر التربج، ارتداء الألب�سة ال�سيقة التي تربز مواقع يف ج�سد املراأة ي�سكل بروزها وجت�سمها

اإثارة وفتنة، وحتريكا لغرائز الرجال، ورمبا لغرائز الن�ساء.

ب - الألوان ال�صارخة:عند وال�سهوة الغريزة نهم جتتذب �سارخة األوانا املراأة لبا�ض يحمل اأن الرجال اأمر ي�سكل �سورة من �سور التربج، رمبا يكون هذا اللبا�ض �ساترا لكل بدن املراأة اإل اأن هذا الختيار ال�سارخ يفقد املراأة الكثري من ح�سمتها واتزانها، مما

143

ال�سائنة، والت�سرفات امل�سبوهة، والأغرا�ض العابثة، للنظرات عر�سة يجعلها والنزوات الطائ�سة.

فجدير باملراأة امل�سلمة امللتزمة اأن ل ت�سع نف�سها يف هذه املنزلقات، واأن تبتعد عن كل الإثارات، واأن تكون كما اأراد لها اهلل تعاىل، املراأة النظيفة العفيفة ال�سترية، ال�سائنة ل�سرفها وعر�سها من كل امللوثات، والأ�سباب التي توؤدي اإىل

اخلد�ض والتلوث.

ج- الزينة التي توجب الفتنة:الذي الظاهر التزين اأنواع بع�ض املراأة ت�ستخدم اأن التربج اأ�سكال اأحد يوؤدي اإىل الفتنة والإثارة، وقد تفننت اأ�ساليب ال�سيطان يف هذا الع�سر يف اخرتاع اأدوات الفتنة والإثارة من اأجل اإيقاع الإن�سان يف قب�سة النزوات وال�سهوات، ويف اأ�سر اجلن�ض الهابط، والغريزة املجنونة، وقد �ساهم الإعالم الفا�سق يف الرتويج لأ�سباب الفتنة والعبث، واإ�ساعة اأ�ساليب الف�سوق والفجور، مما اأوقع اأعدادا كبرية

من �سباب و�سابات هذه الأمة يف حبائل ال�سيطان واإغراءاته.

م�سائد من خطرية م�سيدة هو و�سوره اأ�سكاله كل يف املراأة تربج اإن ال�سيطان، واأحبولة ماكرة من حبائله، ولهذا جاء النهي ال�سديد يف القراآن عن

ة الأوىل}(1). اهلي ج اجل جن ترب التربج: {ول ترب

، كانت املراأة يف اجلاهلية تخرج اإىل جمتمعات الرجال ونواديهم بكل زينتها وبال �سوابط اأخالقية.

فحذر القراآن من هذا النمط من ال�سلوك ملا يرتتب عليه من اآثار �سيئة جدا على اأخالق املجتمع ونظافته.

فماذا بدائية، �سيغ وذات حمدودة اجلاهلية يف التربج اأ�سكال كانت واإذا

(1) الأحزاب: 33.


144


ال�سارخ العري التربج من الع�سر، مبا يحمله هذا تربج جاهلية هذا عن والتك�سف الفا�سق، والبتذال املمقوت، وكل اأ�سكال العبث بالقيم والأخالق،

و�سمن خمططات مع�سرنة، وبرامج ممنهجة؟

اإ�صكالت تواجه اللبا�س ال�صرعي »احلجاب«:يحاول اأعداء امل�سروع الإ�سالمي للنهو�ض باملراأة يف هذا الع�سر اأن يثريوا اإ�سكالت حول »الزي الإ�سالمي للمراأة« اأو ما ي�سمى »احلجاب« نتناول هنا بع�ض

هذه الإ�سكالت:

الإ�صكال الأول:وبعبارة الإنتاجية. املراأة طاقة وي�سل يعطل »احلجاب« الإ�سالمي الزي اأخرى اإن احلجاب يوؤدي اإىل تعطيل اأكث من ن�سف املجتمع عن العمل والإنتاج، فاملراأة املاأ�سورة للحجاب ول�سكل خا�ض من الزي يفر�ض عليها التزامات حتا�سر الكثري من حركتها، وتعطل الكثري من قدراتها، فال ميكن اأن تكون عن�سرا عامال اأ�سر اأن تتحرر من والإنتاج يجب العمل املراأة قوة يف �سوق منتجا، وحتى تكون

احلجاب لتمار�ض دورها بكل حرية وانطالق.

مناق�صة الإ�صكال الأول: نالحظ على هذا الإ�سكال..

اأول: هذا الإ�سكال ينطلق من نظرة مادية بحتة »مقدار الإنتاج«، ول يهم ا، بعد ذلك اأن تبقى القيم والأخالق اأو ل تبقى ما دمنا نوفر للمجتمع اإنتاجا ماديووفق هذه النظرة يجب اأن ت�ستخدم املراأة كو�سيلة اإنتاج واإن فر�ض ذلك التخلي خ�سارة من التخلي هذا على يرتتب وما والأخالقية الدينية ال�سوابط كل عن

معنوية وروحية.

145

العمل يف املراأة دور يعطل الإ�سالمي احلجاب اأن - جدل - �سلمنا لو والإنتاج، فنحن هنا بني خيارين:

وال�سرت باحلجاب التزامها على ت�سر باأن املراأة نطالب اأن الأول: اخليار ال�سرعي؛ مما يوؤدي اإىل تعطيل دورها الإنتاجي ويف هذا خ�سارة اقت�سادية كبرية

للمجتمع.

تتمكن لكي و�سرتها، حجابها عن تتخلى باأن املراأة نطالب اأن الثاين: اخليار التخلي خ�سارة معنوية وروحية كبرية الإنتاجي، ويف هذا اأن متار�ض دورها من

للمجتمع.

فاأي اخليارين هو الأوىل؟وفق النظرة املادية البحتة يكون اخليار الثاين هو الأوىل، ما دام املعيار

»الربح والإنتاج املادي« ول ي�سر اأن ت�سقط القيم الروحية والأخالقية.

لأن احلفاظ على الأوىل، الأول هو يكون اخليار الأخالقية النظرة ووفق قيم املجتمع الروحية اأهم بكثري من مكا�سب مادية مهما كان حجمها وعطاوؤها.

دورها املراأة متار�ض اأن خاللها من ميكن كثرية جمالت هناك ثانيا: الإنتاجي من دون حاجة اإىل التخلي عن احلجاب.

الإ�سالم ل مينع املراأة اإذا اقت�ست ال�سرورة اأو فر�ست احلاجة اأن متار�ض العمل بني تالزم فال والأخالقية، ال�سرعية وال�سوابط ال�سروط وفق العمل والتخلي عن اللتزام ال�سرعي باحلجاب، وقد برهن الواقع املعا�سر يف الكثري من املجتمعات اأن املراأة امل�سلمة امللتزمة قادرة اأن متار�ض دورها يف العمل والإنتاج من

دون اأن تتخلى عن حجابها ال�سرعي، وما يفر�سه هذا احلجاب من التزامات.


146

هـراء الـقــدوة وق�صـايـا الـمراأة املعا�صرة خامتةالز

فاملقولة التي يروجها دعاة التربج مقولة زائفة، تتحرك يف �سياق م�سروع اأ�سالتها وعن الإ�سالمية، هويتها امل�سلمة عن املراأة �سلخ اإىل الهادف التغريب

الروحية.

ثالثا: لو اأردنا اأن نتعامل مع الإ�سكال املطروح بنف�ض املعيار املادي، فاإننا ن�ستطيع اأن نحاكم الفكرة املثارة على �سوء هذا املعيار.

اأجواء املراأة الآثار املرتتبة على ولوج كم هي هنا نطرح �صوؤال: العمل بل �صوابط �صرعية؟

توؤكد الدرا�سات والإح�ساءات وجود ن�سبة كبرية من امل�ساكل الأخالقية، واملفا�سد الجتماعية، والأزمات النف�سية، والرتبوية وال�سحية، وقد ترتتب على

ذلك يف بع�ض احلالت جرائم واعتداءات.

كم تكلف املجتمع هذه امل�صاكل واملفا�صد والأزمات واجلرائم؟ال�سوؤال واإنا والأخالقية، والروحية املعنوية التكلفة عن لي�ض وال�سوؤال عن التكلفة املادية باخل�سو�ض، اإنها تكلف املجتمع غاليا، واأثمانا باهظة، وهدرا الختالط ول�ست هنا يف �سدد حما�سبة ظاهرة وللطاقات، ولالأوقات، للثوات هو النقطة هذه يف اإليه اأهدف ما اآخر، حديث له مو�سوع فهذا امللتزم، غري اإلغاء احلجاب بذريعة احلاجة اإىل املراأة يف �سوق العمل اأن الدعوة اإىل التاأكيد نف�سه، واحلديث الإنتاج املادية اخلطرية على حركة اآثارها لها والإنتاج، دعوة

هنا عن الآثار املادية.

و�سرت حجاب من �سوابط بال العمل اأجواء تقتحم اأن املراأة دفعنا فاإذا والتزام �سرعي، ف�سوف ت�ساهم يف تهيئة اأ�سباب الف�ساد والنحراف واجلرمية، وهذه الأ�سباب كما ذكرنا كما تكلف املجتمع اأ�سرارا معنوية وروحية واأخالقية فهي تكلفه اأ�سرارا مادية كبرية جدا...فالدعاة اإىل ت�سغيل املراأة خوفا من تعطيل

147

هذا نتيجة املجتمع ت�سيب التي املادية اخل�سارة من وخوفا الإنتاج، يف دورها ال�سرعية بال�سوابط تلتزم اأن العاملة املراأة ا اأن يطالبو التعطيل، يجب عليهم

والأخالقية، من اأجل م�سلحة املجتمع الروحية واملادية معا.

رابعا: يف الوقت الذي نوؤكد على �سرورة توظيف كل الطاقات يف العمل والإنتاج، فاإننا نلفت اإىل خطورة تعطيل دور املراأة يف داخل الأ�سرة، وما ميثله هذا

الدور من �سناعة الإن�سان وبناء الأجيال، وهو دور ل يوازيه اأي دور اآخر.واإذا كان للعمل والإنتاج من قيمة كبرية يف عامل التنمية والقت�ساد فاإن

�سناعة الإن�سان والأجيال هو التنمية الأهم والإنتاج الأكرب.

والرتبوي والثقايف الجتماعي املراأة اأحتدث عن عمل ل فاإنني ]وللتنبيه وال�سيا�سي، وهذا ما تناولناه يف بحث �سابق(1)[.

اإن خروج املراأة للعمل من اأجل ك�سب املعي�سة اإذا فر�سته �سرورات حياتية، وتن�سئة والبناء الإعداد املراأة يف جمال يكون على ح�ساب م�سئوليات األ فيجب

الأجيال، وحماية اأجواء الأ�سر من الف�سل والهتزاز.

من املوؤ�سف جدا اأن ثقافة هذا الع�سر حاولت اأن تكر�ض عند املراأة نظرة العزوف عن الرتباط بدور البيت والأ�سرة، حتى يف احلالت التي ل ي�سكل اخلروج للعمل حاجة اأو �سرورة، فكاأن القيمة الكبرية للمراأة اأن تكون عاملة اأو موظفة واإن

اأدى ذلك اإىل التفريط باأدوار اأهم.

خام�صا: اإن الذين يتباكون لتعطيل دور املراأة يف العمل، ويعتربون احلجاب اأحد معوقات هذا الدور، هل قاموا بدرا�سة علمية للتعرف على اأ�سباب العطالة يف

هذا املجتمع اأو ذاك؟

(1) راجع �سفحة 125 من هذا الكتاب.


148

هـراء الـقــدوة وق�صـايـا الـمراأة املعا�صرة خامتةالز

العطالة فاأ�سباب وعناء، جهد كثري اإىل حاجة يف امل�ساألة اأن اأجد ول والبطالة يف جمتمعاتنا وا�سحة جدا، ولي�ض منها التزام املراأة بحجابها ال�سرعي، لل�سوابط الفاقدة الأجواء يف لالنخراط عائقا ي�سكل اللتزام هذا كان واإذا ال�سرعية والأخالقية، فم�سوؤولية ذلك يتحملها �سانعو تلك الأجواء الفا�سدة التي

ل تتالءم مع طبيعة اللتزام والتدين.

نطالب اأن من بدل الأجواء تلك وتنظيف بت�سحيح نطالب ل فلماذا املراأة باأن تتخلى عن التزاماتها الدينية والأخالقية، ورمبا ميعن بع�ض اأ�سحاب املوؤ�س�سات يف ال�سغط على املراأة امللتزمة حينما ي�سعون �سمن �سروط القبول األ

تكون املراأة متحجبة.

هكذا ويف جمتمعات تدين بالإ�سالم، يكون التحدي ال�سارخ لقيم الإ�سالم وتعاليمه، ويحا�سر اللتزام والتدين.

�صاد�صا: نقول لهوؤلء املتباكني لتعطيل املراأة، ملاذا ل يتعاىل بكاوؤكم واأنتم ت�ساهدون الأعداد الكبرية الكبرية جدا من ال�سباب العاطلني؟

األ ي�سكل ذلك تعطيال للطاقات الإنتاجية؟ األ ميثل ذلك حرمانا للمجتمع من القدرات والإمكانات؟ األ يبعث ذلك على الأ�سى والأمل؟

م�صكلة اإل اأمامنا تبق ومل العاطلة، الطاقات كل ا�صتوعبنا هل الن�صاء امللتزمات باحلجاب، فيجب اأن يتحررن من هذا اللتزام حتى ل

ي�صكل عائقا لهن يف طريق العمل والتوظيف؟... كفى عبثا بالقيم والأخالق

... وكفى هذه املزايدات الرخي�سة فاملراأة امل�سلمة امللتزمة اأقوى من هذا العبث، ومن هذه املزايدات.

149

الإ�صكال الثاين: احلجاب يحفز الغريزة اجلن�سية على اجلموح وال�ستعار:

خل�صة الإ�صكال:حواجز اأمامها تو�سع حينما م�سعورة، قوة وهي اجلن�سية الطاقة اإن فاإن هذا والأخالقية، الدينية القيود وبع�ض بني اجلن�سني، والف�سل كاحلجاب يزيدها �سراوة وا�ستعارا وجموحا، بينما اإزالة هذه احلواجز يخفف من �سراوة الغريزة اجلن�سية، ويهدئ من ا�ستعارها، فحينما تك�سف املراأة مفاتن ج�سدها، وهكذا ترتو�ض النهم اجلن�سي، يثري ل عاديا، ماألوفا �سيئا املفاتن تتحول هذه

الغريزة اجلن�سية.

مناق�صة هذا الإ�صكال:ن�سع حول هذا الكالم جمموعة مالحظات:

(1) لقد اأكد علماء الرتبية والنف�ض والجتماع على خطاأ هذه النظرية يف تروي�ض اأنهم اإل الأوقات، الرتبويني يف وقت من بع�ض رمبا طرحها الغريزة اجلن�سية، نتائج من والأخالقية الدينية ال�سوابط اإلغاء على ترتب مبا خطاأها، اكت�سفوا مدمرة ومرعبة، واآثار خطرية على كل امل�ستويات النف�سية وال�سحية والجتماعية

وال�سلوكية.

(2) الواقع العملي يوؤكد خطاأ هذا الت�سور، فاجلوعة اجلن�سية اأ�سد �سراوة من جوعة املعدة، ت�سوروا اإن�سانا جائعا ي�سرخ يف داخله نداء املعدة، وو�سعت اأمامه اأطباق فيها اأ�سهى الأطعمة وقيل له: متع نظرك فقط بهذا الطعام ال�سهي، فهل ا�ستمرار هذا النظر لو دام طويال ي�سكت �سرخة اجلوع يف معدته، كون الطعام اأ�سبح ماألوفا، اأم اأن الأمر بالعك�ض، فاإن وجود الأطباق ال�سهية اأمامه حتفز نداء اجلوع يف داخله. وهكذا الغريزة اجلن�سية، وهي اأ�سد �سراوة من غريزة الأكل، ونداوؤها اأقوى من نداء املعدة، فاإن وجود املفاتن اجل�سدية للمراأة مك�سوفة اأمام


150


الرجل، يوقظ نهم الغريزة اجلن�سية، ويزيده ا�ستعال، واإذا �سكت حلظات فاإنه ينطلق ب�سكل اأكث عنفوانا ومتردا يف حلظات اأخرى..

الأ�سبــاب اأهــم مــن هــي املعــا�سرة احلــياة يف اجلـن�سية املثيــرات (3)ما وهذا اجلرمية، وحالت والف�ساد، النحراف حالت لزدياد والعــوامل

توؤكده كل التقارير والدرا�سات.

(4) ولو �سلمنا اأن هذا التمرد على �سوابط ال�سرت عند املراأة، يهدئ نهم اجلن�ض عند الرجال، حيث ت�سبح مفاتن املراأة ماألوفة وعادية، فهل اأن هذا يقتلع احلوافز اجلن�سية الفطرية املخلوقة يف داخل الإن�سان، اأم اأنه �سوف يدفعها اأن تبحث لها عن م�سارات وم�سارات مهما كان �سكلها ولونها... ولو قدر لهذا النهم اأن ي�سكت وارتباكات واأزمات نف�سية، عقد اإىل يتحول ذلك فاإن جدا بعيد وهذا متاما

ذهنية، وا�سطرابات �سلوكية، وتعقيدات حياتية.

اأحد ي�سكل الإ�سالمي) (احلجاب ال�سرعي ال�سرت باأن القول اإىل نخل�ض (5)ال�سوابط املهمة حلماية العالقة بني اجلن�سني يف خارج دائرة الزواج، كما يحمي الغريزة اجلن�سية من عوامل الإثارة والتاأجيج، وبذلك ين�سم ال�سرت اإىل �سوابط

ن الأجواء الجتماعية والأخالقية وال�سلوكية. اأخرى متثل »�سياجات« حت�س

الإ�صكال الثالث:احلجاب الإ�سالمي يعطل دور املراأة الجتماعي وال�سيا�سي والرتبوي، فتتحول اإىل عن�سر م�سلول اجتماعيا و�سيا�سيا وتربويا.. ]عاجلنا هذا الإ�سكال حتت عنوان:

هل ي�سمح الإ�سالم للمراأة اأن متار�ض عمال ثقافيا واجتماعيا و�سيا�سيا؟«(1)[.

(1) راجع �سفحة 125 من هذا الكتاب.

151

حفل �صن التكليف

العدد يحت�سد حيث املهيب، املالئكي امل�سهد هذا اأمام نف�سي اأجد واأنا الكبري من براعم الإميان، اأح�ض بداخلي خ�سوعا ورهبة، وتتندى يف عيني دمعة، وي�سبح اخليال يف عامل من الطهر والرباءة، وتزدحم اخلواطر م�سحونة باأ�سواق

م�سدودة اإىل اأفق رحب ل ت�سكنه اإل القيم النظيفة.

وهنا اأ�ست�سعر فيو�سات ربانية على هذا اجلمع من براعم الطهر والإميان، تتلوث نقية مل براعم طاهرة ونحن يف حم�سر الإلهية الرحمة تتنزل ل وكيف اإىل الإميان جمذوبة الأهواء، جاءت حتمل ع�سق نزوات بها تعبث بذنوب، ومل

نداء الدين، واإىل اأحكام الرب العظيم.

فرحماك يا رب، من اأجل هذه الرباعم الطاهرة، ارحمنا، واغفر لنا، وتب علينا، وعاملنا بلطفك وكرمك.

اأيتها الرباعم الطاهرة:التي كلماتك وبكل وبراءتك، نقائك بكل تو�سلي اهلل، اإىل طرفك �سدي اأحوجنا اإىل هذه ل تعرف الزيف والكذب والنفاق، ارفعي الأيدي �سارعة، فما واآلمنا، ومعاناتنا عذاباتنا من �سيئا تخفف علها ال�سادقة، الربيئة ال�سراعة امللتقى، هذا اأجمل ما اهلل. وفيو�سات اهلل، وعفو اهلل، رحمة ت�ستمطر وعلها

نبارك فيه لفتيات الإ�سالم هذا ال�سرف الكبري.


152


اأيتها الفتاة املوؤمنة: واأنت الآن تبداأين »مرحلة التكليف الرباين« كم هو مقامك كبري كبري.

الآن اهلل جل جالله يخاطبك، ويتحدث معك ياأمرك، ينهاك، يدعوك اإىل• ناره، فكوين طاعته، يحذرك من مع�سيته، يرغبك يف جنته، يخوفك من

كما اأراد اهلل، لتكوين القريبة من اهلل املحبوبة لديه.

، اإليك بقوله واأفعاله• 4 يخاطبك، يتحدث معك، يتوجه الآن ر�سول اهلل وبكل ما �سدر عنه، من اأجل اأن ي�سنعك »املراأة الطائعة هلل ولر�سوله 4«. فكوين كما اأراد ر�سول اهلل 4، لتكوين القريبة من اهلل ور�سوله، املحبوبة

لدى اهلل ور�سوله 4.

يتحدثون• يخاطبونك، ال�سالم عليهم البيت اأهل من الأطهار الأئمة الآن الهدى اإىل يقودونك ال�سحيح، الرباين املنهج اأمامك ي�سعون معك، وال�سالح واخلري والفالح، فكوين كما اأراد اأئمتك الأطهار، لتكوين القريبة

من اهلل ور�سوله واأو�سيائه، املحبوبة لدى اهلل ور�سوله واأو�سيائه.

العاملني• ن�ساء �سيدة 4 اهلل ر�سول ابنة فاطمة هراء الز ال�سديقة الآن تخاطبك، تتحدث معك، تر�سم لك طريق العفاف وال�سرت والطهر والف�سيلة، وت�سوغ يف داخلك حياء الإميان، وعفة الدين، وخلق الإ�سالم، وتعلمك معنى

الطاعة والعبادة وال�سرب والعطاء واجلهاد.

اأيتها الفتاة املوؤمنة:امل�سوهة، النماذج من حذار وحذار قدوتك، نوذجك، مثلك، هراء الزمن القريبة لتكوين ال�سالم، عليها هراء الز فاطمة �سيدتك اأرادت كما فكوين هراء املحبوبة لديهم اهلل ور�سوله واأو�سيائه ومن ال�سديقة الطاهرة فاطمة الز

اأجمعني.

153

، الآن الإ�سالم يخاطبك، يتحدث معك، ي�سع بني يديك عقائده، مفاهيمه•ثقافته، تعاليمه، اأحكامه، مبادئه، قيمه، اأخالقه، فكوين كما اأراد الإ�سالم، العاملة الإ�سالم، خطى يف ال�سائرة امللتزمة« »املراأة القراآن اأراد وكما لتكوين الدين املج�سدة لأخالق اإىل منهج اهلل، امل�سدودة القراآن، باأحكام

من الفائزات املفلحات املقربات.

ويتحدثون• يخاطبونك، الغيبة ع�سر يف النواب العدول الفقهاء الآن ومعامالتك، عبادتك، اأحكام تعلمك التي »الفتاوى« لك يقدمون معك، رونك »مفاهيم الدين« لتكوين على هدى من نور، وكل ممار�ساتك، ويب�سواملواقف، فارجعي الروؤى لك الدروب ويحددون كل ويقودون م�سريتك يف اإىل الفقهاء، وحذار اأن يخدعك املظلون املرجفون الذين ي�سعون جاهدين مع بالعالقة مت�سكي الدين، مراجع وعن العلماء عن النا�ض يف�سلوا اأن املنحرفة النتماءات كل من حلمايتك ال�سمانة فهي الدينية املرجعية

وامل�سارات التائهة.

ماذا يفر�س عليك هذا الت�صريف الإلهي؟ ما هي متطلبات مرحلة التكليف ال�صرعي؟

1- تاأ�صي�س العقيدة.اأ�سول الدين وهذا الإميان يفر�ض اأن متلكي »ثقافة العقيدة وثقافة الدين«: تاأملي

اقراأي اح�سري درو�ض العقيدة ا�ساأيل.

2- اللتزام العملي باأحكام الدين: – الجتماعي ال�سلوك – الأ�سري ال�سلوك – الأخالق – العبادات اأ .

املعامالت املالية – ال�سلوك العام.ب . اللتزام بال�سرت واحلجاب.


154


وهذا اللتزام يفر�س عليك اأن تتوفري على:1. ثقافة فقهية »معرفة الأحكام – م�ساألة التقليد«.

2. ثقافة روحية واأخالقية »برنامج روحي واأخالقي«.3. ثقافة اإ�سالمية عامة »مفاهيم الدين« »برنامج ثقايف«.

4. ثقافة �سلوكية »ثقافة التقوى« »برنامج املراقبة واملحا�سبة«.5. ثقافة ر�سالية »اأن تكوين عاملة لالإ�سالم« »برنامج ر�سايل«.

م�صوؤولية اأولياء الأمور:1. التهيئة ملرحلة التكليف.

2. الرعاية والرتبية.3. توفري الو�سائل الثقافية.

155

اخلامتة

الأوراق التي بني يدي القارئ الكرمي احت�سنت جمموعة عناوين؛ متركزت حول الزهراء وق�سايا املراأة، وحاولت – وفق �سياقاتها املتعددة – اأن متازج بني ت�سكل هذه اأن الع�سر، ع�سى امل�سلمة يف هذا املراأة النموذج« وحركة »الزهراء

املقاربات م�ساهمة يف م�سروع النهو�ض باملراأة ح�سب معايري الدين وال�سريعة.

واآخر دعوانا اأن احلمد هلل رب العاملني.

اخلامتة

156


ـــــة نرحب بتوا�سلكم معنا، وبكل ملحظـــاتكم واقرتاحاتكم : مكتب �سماحة العلمة ال�سيد عبد اهلل الغـــــريفي - الـــلجنة الثــــقافيـ w w w . a l g h u r a i f i . o r g الإلـــكــــتـــرونــــــــــــي: املــــــــــــوقـــــــع - فـــــــــــــاكـــــــــــــــــــــ�س: 17403130 - هــــــــــــــــــــــــاتــــــــــــف: 17403134 الـــبــــــحــــــريـــن مـــــــــــــمـلــــــــــكــــة - ال�سمالية ال�ســــــــــهــــــــلـة - l a j n a @ a l g h u r a i f i . o r g الإلـــــكــتــرونـــــــــــــــي: الــــبـــــريــــد

أيتها الفتاة المؤمنة:ف��ي ع��ص��ر ال��ض��ي��اع وال��ت��غ��ري��ب واقعنا أح��وج م��ا المسلمة للمرأة فاطمة ال��ص��دي��ق��ة استحضار إل��ى ��م��وذج األرق��ى في ه��راء3، ال��ن ال��زحياة المرأة، ومن المؤسف أن يفتش األم��ة ف��ي ه��ذا العصر نساء ه��ذه هنا من مستعارة - نماذج - عن وهناك بما تحمله هذه النماذج من صور شوهاء ممسوخة، إنه االنبهار الممجوج، واالفتتان الخاوي، واللهث والسقوط في العبث، وراء حضارة

أحضان القيم الهابطة.

الزهراء القدوة وقضايا المرأة المعاصرة - السيد عبدالله...

Documents