سرير عابر

مستغانمي... أحالم

اهداء ... دوما أبي .الى

ورجالها األمة هذه شرفاء يعبرون, والى الذين الرائعين , الخاسرين بأحالم متشبثين انحناء دون .بأقدارهم

في , واليك , تعثر يوم الجامح عبورك الشامخ عبورك فتنة... كي قدري .تقيم بك

أحالم

هي " سبيل ..الحقيقة عابرةيعترضسبيلها أن يستطيع شيء ".وال

زوال ايميل

األول الفصل

اللهفة مساء , كنا المطر, ضيافة في عاشقين األولىالعربية المدن خارج موعدا المصادفة لهما .للخوف رتبت

, باريستمتهن أن منا ظنا حذر على نكون أن لليلة نسينا.العشاق حراسة

, خلف يحتمي أن بد ال القتلة رحمة عاشتحت حبا إنللبهجة متراسمتاح على . أول رقصا نتمرن إذن أكنا

, مقاومة؟ فعل الفرح أن اعتقادنا أثناء السعادة منصةأن العشاق؟ أم لوازم من الحزن بعض

. همك يصبح بالشجن مخضبا العائد الولع مساء كيف في , فتيله وتعطل الغياب من عامين بعد الحب لغم تفكك

تتشظى, أن دون .بوحا الموقوت " " , لو كما أحبك قلت لو تود فراق بعد معانقة بعنف

مريضا " زلت ما ".بك تقولتترفع , كعواطف اللفظ متعذرة كلمات تقول أم تريد

, على كمرضعصي التعبير .التشخيص عن , , . ال معا ألنكما ال بيته في ألنك ال البكاء استطعت لو تود

أخيرا , ألنها بل, سعيدا لكونك تعيسوال ألنك ال جاءتيتكرر لن فاتن شيء أمام البكاء .كمصادفة لجمالية

سجائر , وأعقاب والربع .التاسعةالماطرة ضحكتها من سيجارة كبريت وقبل رطبت التي

.حزنكالرشد؟ , سن بلغ غيابك في ثغرها كيف ستسألها كنت

: وبعيد , فعلت ماذا كنتستستفسر تقع لم قبلةتعرى لمن عيناها؟ رأت من غيبتك؟ في بشفتيها

لك؟ كان كالما قالت لمن صوتها؟القسنطينية الدفوف ايقاع على التي المرأة ,هذه

. ما البكاء تطارحك كانت لو الرقصكما الذي تطارحك , هذا لتحدث أقدامها وقع من يدوزن الكوني االضطراب

حولك؟ . صلوات ترتل قدميها عند وأنت المطر ذاك كل

. . االستسقاء إلى الغيوم أنواع كل إلى بانتماءك تشعر , المنهطلة الدموع كل إلى البكاء أحزاب بسبب كل

.النساء

. الذي الرجل أنت الشجن؟ هذا بكل تفعل وماذا هنا هيبل يبكي , ال بل, يغني ال يطرب يرقصبل ال يدمع.يشجى

, ينتابك ال العاطفي الزخم هذا كل هاجس أمام غيربرواية, دوما متربصا .التفاصيل

يا الكتابة؟ في األمان عن !للغباء تبحث , , نزالء من تصبح أن قررت بيت وال لك وطن ال هنا أألنك

ذاهبا, , الرواية الى آخرون يذهب كما الكتابة الى , يذهب, كما النساء الى الكثيرون يذهب كما الرقص

حتفهم؟ الى األغبياءبقلم؟ الموت من تحتمي أم كتاب؟ في الموت أتنازل

, كنا من خدعة مرمى على الجلوسمتقابلين غرفة فيقنبلة. فتيل انتزاع على عاجزين تحت المخدع الغيرة

لغيرنا صار .سريرالذكريات , منزوعة مناطق تلزمنا كانت هذا ,لموعدنا

, كمين عن بعيدة علينا األشياء مؤامرة من مجردةهذا. إلى بها جئت فلماذا , الذاكرة كنت إذا بالذات البيتقدميها؟ إلى الحزن يتسرب أن تخاف

إلى شغفا بي أن في. ذلك جديدة حالة وهذه قدميهاالنساء. بأقدام تعلقت أن يحدث لم فقبلها .الحب

ما , هي لحظة لضحكتها العالي الكعب تخلع أن تعودترجل حزن على .تمشي

ببطء انحنت , لكنها برأسها, زنبقة تنحني كما أنثوي , دمي من بنعليها علق ما خلعت صمتها تخلع أن ,وبدون

مني الرقصحافية تواصل .وراحتخساراتي على الجميل انحنائها وقع تعي وغواية, أكانترجل؟ قلب تنتعالن أو تخلعان عندما قدميها

, بمشهد يذكرني كان فيها ما " "شيء في هاورث ريتا , قفازيها تخلع وهي للسينما الجميل الزمن ذلك

من الطويلين , السوداوين بذلك, إصبعا إصبعا الساتان , تكون أن بدون العالم رجال كل فتدوخ المتعمد البطء

شيئا قد .خلعتولذا النساء؟ بتفاصيل المبدعين شغف جاء هنا من هل

نزال في بوشكين قدمي مات شرف عن دفاعا غبيتقرأه تكن لم .زوجة

جميال يبدو الحزن كان حضرتها , . في أريد لجماليته وكنت , النظر أمعن ذاكرتي في متقدة بتفاصيله أحتفظ أن

األنثى تلك , إلى على كما الرغبة أنغام ترقصعلى التي , أتوسد بينما الرحمة من حافية المنتصرين خوان

قدميها عند عمري .خسارات

, التوقعات , كل مباغتة جاءت الحياة كما ذي لكأنها, هي

, لكأنها دوما القدمين مبللة حافية حب كل الى تذهببركة من لتوها صوبها خارجة ذاهبة أو .الخطايا

, أعرف! أعد لم التي المرأة هذه اشتقتها كم اشتقتها , قدميها الى أنتسب فأصبحت بها .قرابتي

, إلى . النظر أطلت إن خائف وأنا ذي الالمع هي العرقاألنوثة , تيار يصعقني أن ظهرها عري .على

. , كامرأة هكذا أشهى , هي تمنحك ظهرها مولية تمضي , مستحيلها بمسافة مشتعال تتركك تصورها .فرصة

, أنا تمر سبيل عابرة شذى مطاردة يحب الذي الرجل . تحتضنها امرأة تميتني تلتفت أن من دون أوهامي

من. األسود الفستان هذا لها اقتنيت ولهذا الخلفبسببشهقة, , الموسلين ظهره تعري التي الفتحة

عتمتها ضوء منها يطل مساحة أمام .وتسمرنيربما التي أو المستترة االهانة تلك بسبب اقتنيته

, تماما تصدق تكن لم بائعة جواب من أن اشتممتها , أن النفط رائحة منه تفوح ال مظهر ذي عربي بامكان

فحشعالم الى .االقتناء ينتمي

, قادتني عندما األوبرا من قادما مشيا أتجول كنتفوبور " الى " . قدماي من احتطت ما أونوريه سانت

نساء انتظار في فخمة سيارات جانبيه تقفعلى شارع , ال محالت من توجست وال التميز بأكياسفائقة محمالت

واحد ثوب سوى واجهاتها في . تضع أكن لم ثوبين أوأصال , الحي ذلك .أعرف

, أمدتني عندما مابعد في الحي اسم البائعة عرفتالثوب ذلك به ألحجز دفعته الذي العربون عليها .ببطاقة

األنفة " بتلك " , الجزائري النيف بمنطق بالجنون المشوبةفي معاشك ثمنه يعادل سهرة فستان الجزائر تشتري

. , أفعلت باألقل نفسك على تضن الذي أنت شهور لعدةمال تبذير في منك رغبة حصلت ذلك التي الجائزة تلك

األكثر, أنك للحب لتثبت أم لعنة؟ من لتنجو كما عليهامنه؟ سخاء

, عودتها تتوقع تعد لم المرأة سهرة فستان تشتري أنماذا غيابك تعرففي , وال أهي بقياساتها الزمن فعل

تدري فأنت للذاكرة؟ منك معابثة أم للقدر؟ منك رشوةهذا لم أن الموسلين من قصة عليه بنيت الذي الفستان

, لكل ذريعة يصلح األسود ولكن يوما .شيء يوجدخدعة كل في أساسي لون هو .ولذا

, منذ المقهى ذلك في صادفتها يوم من أذكر أكثر. لمبادرتها, الموسلين من ذريعة سوى أجد لم سنتين

التي هي كانت ان , سائال زفاف حفل في مرة رأيتهااألسود الموسلين من طويال ثوبا .مرتدية

أظنها. "" " ارتبكت ربما قالت ولكنها ال " .كانتستقولنعم " تقول أن ".أحرجها

, لم الواقع . في أن أحب كنت لكنني بعد التقينا نكن . كل, , أحب يكن لم ماض ذكريات امرأة مع ذاكرة أختلق

لها منطق .اللم قياسثوب على قصة نفصل اللحظة تلك منذ بدأنا

في يوما .خزانتها يوجدواجهة في شهرين قبل الفستان ذلك استوقفني عندما

أعرفه, أنني شعرت .. محل العاطفي انسيابه أحببت , لها حدث كأنه أو يرتديه أن بجسدها يطالب كان لكأنه

الجسد , " أن على علقته ثم ما سهرة في ارتدتهريثما" , أخرى المرأة .تعود المشجب

بين , ضائع كرجل مرتبكا كنت المحل دخلت عندما . بأجوبة فأجبت النساء البديهية مالبس األسئلة عن غبية

في فرطها قدر األناقة في المفرطة البائعة لتلك.بنيتي التشكك

Dans quelle taille voulez-vous cette robe Monsieur?

يوما جسدها سبرت ما امرأة قياس أعرف أن لي كيفبشفاه ريختر اال بمعيار أقيساهتزازاتها امرأة اللهفة؟

لشهوتها. السفلية الطبقات أعرف أعرففي . الشبقي , زمن أي وفي رغباتها حفريات تراكمت عصر أي

زالزلها حزام استدار تكمن , جيولوجي عمق أي وعلى , ... . منذ أعد ولم هذا كل أعرف الجوفية أنوثتها مياه

أعرف , ثوبها سنتين !قياس

, ذلك ثمن يكون أال أو بأميتي كثيرا البائعة تفاجأ لمفي يوحي. الثوب ما هيئتي في يكن فلم حوزتي

, ذلك دفع على بقدرتي وال النساء بشؤون بمعرفتي

.المبلغلها أقول أن تعمدت عندما بثقافتي فوجئت أنها غير

باسم معني غير , بأنني ما بقدر الفستان هذا مصمم , لهذا ترك لكأنه حتى األسود اللون أمام تواضعه يعنيني , , وأنني الضوء مكمن في عنه نيابة الثوب يوقع أن اللون

بثمن عار ظهر ضوء !فستان أشترييستدرك كمن :قالت

ذواقة - رجل .أنتمديحها أصدق لك لمثلها , وألنني الذوق أن القتناعي

, قلت نقود محفظة وامتالء بفراغ وينحط :يرقىليست - . هي , ليس المهم ضوء قضية بل ذوق قضية

. أحب دالي سالفادور عليه الضوء إسقاطات بل الشيءGala لحظة ايلوار بول الشاعر زوجها من خطفها وقرر

صيف البحر في العاري ظهرها .1949 رؤيته

شراء , زبائن عليه يعودها لم لحديث مندهشة سألتنيليس الثوب هذا ميزانيتهم مثل في .حدثا

رسام؟ - أنت هل . " لكنني " عاشق أنا بل أجيب :قلت كدت

مصور ... - أنا .ال , " مادمت " كبير مصور أنني أضيف أن يمكن وكان

صورة موجودا أحسن جائزة على باريسلحصولي في . التي الصورة تلك في يكن فلم عامئذ نلتها صحافية

. , ولذا مثلها امرأة فضول يغري ما الموت مع مناصفةهذا يكون أن تفهم لن أحد هي هو األسود الثوب

ما عليها أنفق أن أحببت التي العاطفية االستثماراتعليه المكافأة حصلت تلك .من

, وإنني باريس حتى بها ستأتي األقدار إن قال منيرتديها؟ سأراه

. أشهى . هي نارية كوردة داخله تتفتح ترتديه هاهيتراقص, وهي , هكذا الحاضر هو غيري رجال حضوري في

الغياب تفاصيل بكل .بيننابورخيستلك رأى , لو , وهو أنا معا لنا ترقص المرأة

, " كما " بالرقصاألرجنتيني قرابة للزاندالي لوجد " لفض, " الغيرة إيقاع على يرقص حزين فكر انه التانغو

العشاق .خالفات

ما لحظة ترقص . , في إغريقية الهة كانت امرأة تعد لمانخطاف لحظة .حافية

سأكتشف ذلك الشواء بعد رائحة تحب الهة كانت أنهاوال, قرابينهم تعاف عشاق محرقة ترقصحول البشري

قربانا غيرهم .تشتهي , , حدث فيها شيء تحرك كلما قسنطينة كانت لكأنها

, اضطراب وال حولها من الجسور واهتزت جيولوجيرجالها جثث على ترقصإال أن .يمكنها

فهم هذه بعد فيما حاولت عندما تفارقني لم الفكرةالمجوسية .نزعاتها

من صنع , ماالذي كتاب , في تواصل روائية المرأة تلكبعد خسارة التي النار أتلك قتالها؟ أخرى, مراقصةاالطفاء؟ على عصي جسد بحرائق قلمها أشعلت

الريح تحريض في رغبتها هي في , أم النار باضرامالعصابات؟ رجال عليها التيسطا التاريخ مستودعات

كنت الواقع , في الطغاة تنازل عندما أحبشجاعتها , من الكم ذلك بتهريب ومجازفتها التاريخ طرق وقطاع

, . عندما الحياة في جبنها أفهم وال كتاب في البارودبمواجهة األمر .زوج يتعلق

, وغبائها, رواية في لذكائها تفسيرا أجد ال كما تماما , حد الى األدب , خارج خبيرة تبدو التي وهي قدرتها عدم

, مستعد هو من بين التمييز على البشرية النفس في , من حياته يبذل أن مستعد هو ومن أجلها من للموت

. في المبدعين عماء انه قتلها طفولتهم أجل سذاجة.األبدية

. ال هي كتاب في تلهو طفلة كونها في عذرها كان ربما. تأخذ , الجد مأخذ الكتابة تأخذ وال األدب مأخذ نفسها

تعنيها النار .وحدهاقلت, , ولذا " : الثقاب أعواد منك أنتزع لن يوما لها

الحرائق أجل من بالنار اللهو ".القادمة واصلي

, طريق آخر سوى لها بالنسبة تكن لم الرواية أن ذلكاألفكار بريئة لتمرير مسميات تحت .الخطرة

, وعلى العربية الجمارك على التحايل لها يحلو التي هي, , الثقيلة حقائبها في تخبئ تراها ماذا التفتيش نقاط

السميكة؟ وكتبها, أنيقة . السرية. الجيوب كثيرة دائما سوداء حقائبها

تضليلية , بنية مرتبة نسائية تريد , كرواية امرأة كحقيبةشيئا تخفي ال أنها .إقناعك

كحقائب االنفتاح سريعة المغتربين ولكنها من .البؤساء, , اإلغالق محكم غير قفل به يشي غريب كاتب أكل

, لحقيبة , أي في وال متى صاحبها يدري ال الترحال أتعبها , أمام محتواها يتدفق العمر من الغرباء, محطة

المبعثرة أشيائه لملمة على لمساعدته فيتدافعونالتلصص من لمزيد يفاجأون أمامهم ما وغالبا عليه؟

أشيائه مع مخبأة .بحاجاتهم . سارق بامتياز سارق أن. الروائي ألحد يمكن ال محترم

أحالمه على أو حياته تفاصيل على سطا أنه يثبتمن. , السرية أمام كفضولنا كتاباته أمام فضولنا هنا

السجاد على المفتوحة الغرباء الكهربائي حقائب.لألمتعة

مرة, , ألول أمامي المرأة تلك حقيبة انفتحت يوم أذكر, كنت عندما المستشفى المرضفي سرير على يومها

, الجريدة في زميلي الحق عبد بال على أن, خطر .. كتابها الكتاب ذلك .يهديني

ذراعي في تلقيتهما رصاصتين من للشفاء أتماثل كنتأثناء, للمتظاهرين صور التقاط أحاول وأنا اليسرى

أكتوبر .1988أحداثمنذ كانت لها شعبية تظاهرة أول تشهد البالد

ألول, الشوارع الى ينزل والغضب ومعه, االستقالل مرةوالفوضى .الرصاصوالدمار

من , الرصاصتين تينك أتلقيت يومها أعرف أحد لم أعلىالعسكر , أكان خطأ؟ عن أم قصد عن الرسمية المباني

سالحا أمسك أنني , يظنون كانوا أم نحوهم أصوبه , أطلقوا عندما تصويري آلة بغير أمسك ال أنني يدرون

إثبات رصاصهم شاهد اغتيال قصد .نحوي , : عن, أم قصد أعن يوما أدري لن سوف كما تماما

الكتاب بذلك الحق عبد جاءني .مصادفةرصاصته أم القدر؟ هدية الكتاب ذلك أكان أكان األخرى؟

معا االثنان كان ربما حياتي؟ في آخر حادثا أم .حدثا

, , ليسالحب احساس أول هو الذعر بل االعجاب والسوى ." ليسالجمال الكتاب ذلك أمام ذعر فاجأني بداية

. " الفجائية الرؤى تلك أمام مذعورا وكنت يحتمل ال يكادذلك, أمام باآلخر الصاعقة المدوي .االرتطام

. أخشى وكيفال كارثة نهايته في هو جميل شيء أيمن لبلوغها.. حالة البشاعة من عمر يزمني كان .الجمال

معا والذعر الحب مدار أدخل ., كنت الكتاب ذلك أفتح وأناعلى المرأة تلك أشياء تبعثرت األولى الصفحة منذ

.مرضي فراش . حقيبتها تفرغ حضرتك في خزانتها ترتب امرأة كانت

, قطعة أمامك ثيابها الى, وتعلق تستمع وهي قطعة , لديميس أغنية تدندن أو تيودوراكيس موسيقى

.روسوستقاوم , كيف ال كأنها تبدو امرأة التلصصعلى شهوة

بترتيب , عنك مشغولة غرفتها في بوجودك تشعرذاكرتها؟

, تدعوك وجودك الى تنبهها كي السعال في تبدأ وعندماالجلوسعلى , الى تقصعليك وتروح سريرها ناصية

, كانت أنها تكتشف بك واذ أسرارك ليستسوى أسرارا, تخرج , , حالقتك وأدوات منامتك ثيابك حقيبتها من

, اللتين , الرصاصتين وحتى وجواربك اخترقا وعطرك.ذراعك

تشبهه أصبحت بطل قدر من خوفا الكتاب تغلق عندهاعاهته في , . حتى امرأة على التعرف كيف همك ويصبح

. البحرية كالبراكين داخلية مغامرة أكبر معها كل, عشت" , . لتسألها فقط تراها أن تريد وأنت داخلك حدث شيء

حقيبتها تمأل أن لها تسنى "بك؟ كيف

حذرة قراءة تقرأها أن عليك كتب .ثمةمسدسها اكتشفت الكتاب ذلك ثيابها أفي ثنايا بين مخبأالقصيرة؟, المواربة وجملها النسائية

تكتب كانت , لكأنها وحدها شخصا قتيال أحدا لتردي . كانت. فتصيبك عليه النار تطلق أن يحدث ولكن تعرفه

بين حبر جريمة تدبير على النادرة القدرة تلك تملكأوجده, قارئ دفن وعلى جنازة جملتين في فضوله

بتنظيفسالح. انشغالها أثناء يحدث ذلك كل غيره!الكلمات

, كنت من القدر بذلك رواية في حبيب جثة تكفن أراهابعد, رضيعا األم تلفلف كما األول العناية .حمامه

" : تتناسل الكاتب حياة في عاقر امرأة تقول عندماحتما", هي " الكتب كنت " وأنا الجثث تتناسل تعني

, أن , خشية أحشائها في أقيم أن مني تحبل أن أريدهاكتاب في جثة .أنتهي

.. " : إنها احبلي بها صارخا لغة أتصبب نشوة كل مع كنت"اإلخصاب هنيهة

على المنحدر العقم دمع لثما تلعقان وكانتشفتايكأنه مدرارا .اعتذار خديها

لسنوات كنت التي زوجتي مع أعرفها أحاسيسلممنع حبوب تناول بخوفي, أفرضعليها مهووسا الحمل

. أترك أن فكرة مأساتي طفلي في فتتكرر أغتال أنكانت يتيما تلت, ابني التي الفترة في انني حتى تعذبني

, على كما مذعورا أستيقظ كنت الحق عبد صوت اغتيالرضيع .بكاء

, لم , التي وهي حب فعل األبوة أن اكتشفت حياة معمن باإلنجاب حمل. " أحلم دوما معها لي كان سواها

".كاذب , " فإننا, " كاذب حمل من ننجب ال كنا إن بل. لكن نجهضه

رحم خارج تم حمل نتيجة إجهاضليسسوى كلإال, الروايات خلقت وما تنام المنطق مقبرة الى لحاجتنا

الموءودة أحالمنا .فيها

ألكتب اليوم أجلس كنت ماتت , إن .فألنها , كتاب في الجريمة تفاصيل ألمثل عدت قتلتها .بعدما

يتردد منها كمصور يلتقط التي الزاوية اختيار فيالتي, القصة هذه أكتب مدخل أي من أدري ال صورته , للحقيقة العريضة الزوايا من قرب من صورها .التقطت

التي نفسها الصورة التصوير وبمنطق آلة تلتقطهايتم, بعدما اال الحقيقي وجهها الى تعود وال معكوسة

في شيء, تظهيرها كل أن فكرة تقبل يلزمني مختبر , , هم معكوسين نراهم الذين الناس وان مقلوبا يولد

, بقلب, الحياة تتكفل أن قبل بهم التقينا ألننا كذلكلتظهير مختبرها في .البشر حقيقتهم

, من جدوى وال الضوء فاجعة أتلفتها محروقة أفالم إنهم . لقد بهم موتى االحتفاظ .ولدوا

مقبرة في نواريهم الذين أولئك غير موتى ليسثمة

اذن. , الذاكرة شئنا من موتا نشيع أن بالنسيان يمكننا , ما أنهم ونقرر صباح ذات فنستيقظ األحياء عادوا من

.هنا , لهم نخترع أن كتاب في ميتة لهم نلفق أن بامكاننا

بسكتة داهمة كحادث وفاة مباغتة قلمية, , لنبكيها, ذكراهم يعنينا وال غرق كحادثة مفجعة سير

نبكي , كما من. أشيائهم نتخلصمن أن نحتاج الموتى , بهم, ذاكرتنا تشابك من رسائلهم من نحتاج. هداياهم

, ثم الوقت بعض تلبسحدادهم أن السرعة وجه على.ننسى

حالة من , لتشفى التمثاال, حب رفاة يلزمك عشقية , ذياك على مصرا الفراق بعد تلميعه تواصل لحبيب

. ورخام قبر يلزمك يوما به انخطفت الذي البريقالناس أقرب كان من لدفن .اليك وشجاعة

, بحب تحتفظ ال التعفن طور في حب جثة يتأمل من أنتالذاكرة براد في الروايات , , ميت خلقت هذا لمثل .أكتب

لماذا سئلوا لكتاب الطريفة األجوبة تلك يكتبون. أذكر" , " آخر " وأجاب األموات األحياء ليجاور أحدهم أجاب

المقابر من أسخر موعدا " " , كي أضرب كي ثالث " .ورد , , سبق المرأة موعدا تضرب أن كتاب في اال يمكنك أين , في جثتها إقحام على مصرا موتها خديعة ابتكرت أن

, بؤس برغم األحياء .المعاشرة موكبتضم التي المقابر من سخرية المفارقة هذه أليسفي

وتترك , رخامها في تحت ويجيئون يمشون األمواتحياتنا .شوارع

) فرنسا ) سكان الغوليين أن قرأت كانوا, وكنت األوائلالى إرسالها يريدون التي الرسائل النار الى يرمون

وبمكاتيب. وأشواقهم موتاهم بسالماتهم محملة.وفجيعتهم

. , وحدها بريد ساعي تصلح النار انقاذ وحدها بامكانها , , صنع. أجل من نارا كان الذي الرماد ذلك أكل الحريق

جميل؟ كتاب , أن بد ال الكتابة في تقدمت كلما تنطفئ التي حرائقك

صفحة رمادها بالبريد, تجمع موتاك الى وترسله صفحةمن, ضمانا أكثر وسيلة توجد فال .كتاب المسجل

رماد من حفنة انجاز في سنوات تقضي أن اذن تعلمكتاب, رمي لمتعة , الكلمات البحر في تبعثر أن البحر الى

, على يؤتمن ال البحر بكون مهتم غير أحببت من رمادكتاب, على يؤتمن ال القارئ كما تماما .رسالة

في رسالة وضع تشبه رواية في فكتابة والقائها زجاجة. متوقعين. غير أعداء أو أصدقاء أيدي في تقع وقد البحر

, يقول أغلب في أنه يضيف أن ناسيا غرين غراهامفي يقبعون لنا لعشاق كانت بجثث ستصطدم قعر الظن

. صخرة الى مربوطين غرقوا أن بعد النسيان محيط . لنا كان ما وأنانيتهم بكتابة جبروتهم أيدينا نشغل أن اال

. ذلك, بعد بامكانهم انقاذهم حتف الة تمتد ال حتى ,روايةكتاب في محنط حب برفاة المعنيون بأنهم يباهوا .أن

, يعد لم حب هو عنه نكتب حبا نوزع, ام وكتابا موجودا , في ننثره عشق رماد ليسسوى منه النسخ آالف

.المكتبات. الذين , رمادا, ال حريقا كتابا ال مخطوطا نهديهم نحبهم

عندنا يساويهم ال ما .بأحد نهديهم

, زواجه , بعد روسيا من عائد وهو عمره أواخر في بلزاكالسيدة تراسل, من التي األرستقراطية المرأة هانكسا

منها زواجه بعد ومات سنة عشرة ثماني بستة معهاعربة, في كهولته تجر والخيول لها يقول كان أشهر

الى روسيا ثلوج من به :باريس تمضي " , أو مصاغا لك سأشتري فيها نتوقف مدينة كل في

علي. سيتعذر وعندما لن, ثوبا أحدوثة سأقصعليك ذلك".أنشرها

, طريق وألن اليها للوصول ماله أنفق كان وألنه الرجعةكثيرة, قصصا قصعليها يكون قد .طويال

تلك, هي بلزاك روايات أجمل , حتما أحد يقرأها لم التيهنا موجودة عادت ما امرأة أجل من .لتحكيها وابتكرها

, الوحيد الشخص أجل من الكتاب هذا أكتب لهذا ربمايعد لم , الذي بقي ما الذي ذلك يقرأه أن اليوم بامكانه

, أنا وقصة معصمها أنا ساعة اال .قلمها منه , والتي له كانت يوما لها تنبهت قد أكن لم التي ساعته

, كأني لي أصبحت . مذ تعلمت فمنه سواها أرى أعد لمأصحابها جثث من ايالما أكثر األشياء أشالء .أن

يجيد , هو كيف يتعلم أن عليه وكان الحب أجاد الذيفي. " الموت مضاجعة أحب ال قال فقد, موته سرير

." , للحياة مني تمجيدا الحب لمنازلة دوما السرير قصدتالسرير على مات , لكنه حب. شبهة كغيره لي وترك اياه

بها أفعل ماذا أدري ال .وأشياء

أمامي . ساعته منذ وأنا عليها أكتب التي الطاولة على . عمرا أهديه بها عمري مقايضة في منهمك أيام

. في. تائها كتاب لكتاية يكفي اضافيا وقتا افتراضيا , اال أملك ال أقدارنا , تقاطع بأية ألفهم صوته بوصلة

المرأة تلك الى معا الحب أوصلنا .مصادفةتعب دون في أستمع األبد الى المحفوظة حواراتنا الى

, , الى الجمل بين الصامت تهكمه الى األشرطة ذلك تلك. , بالكالم نلوذ كنا عندما حتى بيننا كان الذي البياض

الكائنات! اله يا حتى , صوته صوته؟ وتركت أخذته كيف . تلك ضحكته يمت لم منه شيئا !لكأن

أذى عنك ترد وهل كيف ؟ فاجعتان تتزامن عندما القدردون من تماما عشق من شفيت انك تقول أن تستطيع

تبكي, أن أن دون من أو !تضحك

نسائيا شأنا البكاء .ليسأن للرجال بد , ال على أو البكاء في حقهم يستعيدوا

التهكم في حقه يستعيد أن إذن .الحزنأن , وعليك : أم الرجولة بحرقة أتبكي خيارك تحسم

االستخفاف من كبير بقدر نصا تكتب كبير ككاتبتأخذه! أن من عبثية أكثر الحب كما فالموت والسخرية

الجد .مأخذأللفته , أصبح . لقد وحدث, األطوار غريب وحميميته

, التسلسل ما فترات في أفقدك أن تواتره لفرطلتستدل, الزمني روزنامته الى تستند فأصبحت لفجائعك

, ما حادث على أو عمرك منعطفات على , على معتمدا . تردع أن اآلن وعليك أصدقائك لموت الزمني التراتب

, لجمت كما للحزن الى نزعتك نزعتك العمر معكنت, زمن في والضحك التهكم عادة تكتسب أن الغضب

بسبب فيه , تبكي صديق, خيانة أو قضية بسبب أو .امرأة , بالفتك إيغاال حولك يحوم الموت أخرى كلؤم, مرة بك

, . , ليصيبك يخطئك بجوارك دوما وإنما فيك ينفجر ال لغم

, ال حين ترى ال , حيث الذي. نيرون لعبة معك يلعب تتوقع , أحد انقضعلى كلما يمزح كان انه ويقول يضحك كان

فأخطأه بخنجره ليطعنه .أصحابه , مرة كل يخطئك دام ما يمازحك فالموت رجل يا اضحك

غيرك !ليصيب

الثاني الفصل

مارس جنيه , 1942في جان نادرة سجن نسخة لسرقته , , الفقير وهو عليه تعذر أن بعد فرلين بول دواوين ألحد

.شراءها, المشرد ": النسخة هذه ثمن أتعرف التحقيق أثناء سئل وعندما

" أجاب سرقتها؟ بعد التي أصبح قد يكن لم الذي جنيه ...": أعرف بل ال المعاصر الفرنسي األدب مشاهير أحد

".قيمتها , على حصلت أنني بلغني عندما الحادثة هذه تذكرت

, صورة ألحسن العام " جائزة فيزا مسابقة في صحفية . تلك" سرقت عندما ألنني ربما فرنسا في الصورة

فك من سيكون, الصورة كم أعرف أكن لم الموت . كنت حتما ولكنني المصورة المآسي سوق في سعرها

, أعرف مكلفة, تكون أن لصورة يمكن كم وأعرف قيمتها , في عطبا سنوات عشر قبل كلفتني ذراعي وقد

.اليسرى

, يثرى من ثمة صور حرب أصبحت التي الحروب صور فيوثمة, لها بصورة ثمنا يدفع .من

, تمنحك صورته من يمل ال الذي الحاكم صورة وحدهاالبال تنقالته , راحة في يوميا مطاردته شرف لك كان إن

, وفي. المأساة في متورط لكنك كان اللتقاطها تاريخفي السعيد اليمن في كما للمصور فيه ينادى

إعدام, لحظات ليلتقط مشهد الخمسينات وتخليد الثوار. الساحات السيوففي بضربات المتطايرة رؤوسهم

قطع, كان , أيامها المصور وعلى إنجاز أهم الرؤوسبه يبدأ أن البالد في واألوحد .مهنته األول

, , في مصورا تصبح الصورة صاعقة عليك تنزل يوم ذاتالموت .العبثي زمن

, وسط صورته عن يبحث قتيل مشروع حرب مصور كلأن. في مخاطرة ثمة . الدمار البشع للموت مصورا تكون

, . حتى عندذاك خرابك يرمم ولن الداخلي دمارك كأنهجائزة فرحة على .حصولك

هذا إلى سبقوك الذين الحروب مصوري من المشاهيرالدامي معافى:" , المجد وال سالما تخرج لن أنت يؤكدون

: ." ال آخر اكتشاف على تقع لكنك المهنة هذه يمكنك من, المقطوعة , الرؤوس مع تتعامل وأنت محايدا تكون أن

لتضبط الدم برك وسط .عدستك واقفا, , بالضحايا مولع للجثث نهم عالم تغذية في متورط أنت

الموت أنواع بشاعته وكل في .الغريبالجثث من مزيدا تفرضعليك الفرجة دكتاتورية

.المشوهة, إنهم الخوف دائم يجعلك مما ساخن بدم صورا يريدون

, ويجمد دمها يتخثر أن تبرد أن صورك أن على قبل , صور , تتدفق المآسي حنفية من حيث هناك ترسلها

على البشري .الوكاالت اإلفناء , , أن أو المقابر إلى يذهبوا أن الموتى بإمكان ذلك أثناء

في , ينتظروا وجمدت. الموت بهم توقف لقد البرادات . أخلدتهم تدري ولن عدستك على األبد إلى صورتهم

ثانية, قتلهم تعيد أ،ك أم .بذلك , تصور ال الكاميرا خلف أنك إال ذنبك يخففمن سوى ال

موتك .احتمال" : . أمرك في يشتبه الجميع عنك الشكوك يرد ال هذا لكن

من ". , لصالح إنجازات لتمجيد هنا أأنت تعمل؟ أنت , بشاعة بنقلك أم إعالميا زهوا ومنحهم جرائمهم القتلة

, إلى الحكم؟ في البقاء وحق البراءة صك اآلخرين تمنحالقتلى أحزاب من حزب من أي من ولصالح تنتمي؟

.. األعداء{ إلى صورك ترسل !القتلةاالعتذار في وقتك , وستقضي عن تقترفها لم ذنوب عن

, , بيت وال تعيشفيه محترم بيت عن إليها تسع لم جائزة, لغيرك , واآلخر قتل الذي صديقك عن الصحافيين من

ذات وانتحر 13الذي امرأته قتل عجز .. حزيران أن بعدالصورة سماسرة من يكون أن .عن

, كما الصورة أن االعتقاد دائم عليها, كنت تعثر الحب .. . هدية النادرة األشياء ككل إنها تتوقعها ال حيث

.المصادفة, القرية تلك إلى صباح ذات قادتني التي هي المصادفة

إلى طريقي في قسنطينة, وأنا من آتيا العاصمةالبعض, تحذير برغم .بالسيارة

عندما زميل مع من كنت تستيقظ لم قرية استوقفتناموتاها, أمام مذهولة ومازالت .كابوسها

ثمة يكن , لم في ليختبئ الموت عاد أن بعد خوف من , بغنائه محاطا المجاورة المنيعة من الغابات وسباياه

قرية, على ليلة غارات في إال يخرج ولن العذراواتقتله, أدوات شاهرا بنية أخرى اختارها التي البدائية

, تبشر فتوى صدرت مذ بضحاياه للتنكيل معلنة, " المجاهدين" السالح استعملوا هم إن الثواب من بمزيد

, , لقطع فؤوسوسيوفوسواطير من الصدئ األبيض , إربا, الرضع وتقطيع البطون وبقر .الرؤوس

, قلما ألنهم يعودون القتلة كان شيئا قلما خلفهم تركوا, . أصحابها جثث تجاوز كانت المواشي حتى بالحياة يشي

ميتة باإلنسان وتموت أخيرا فيها .تتساوى

بتصويرها تغريني أمكنة الجزائرية القرى ألن . كانت ربمافي أزورها كنت مذ ذاكرتي في عاطفيا مخزونا لها

في الطالبي الفرح قوافل, مواكب مع السبعينات , تدشينها يتم قرية بافتتاح لالحتفال الجامعية الحافالت

, غالبا ألف مشروع ضمن الدولة لرئيس رسمي بحضوراشتراكية .قرية

إحساس دائما لي , كان لذا فردا فردا عرفتهم قد بأنني , جثثا أمامي مكومين البائس موتهم أصور أن علي عز

النايلون؟ في أكياسمن , ما يملكون كانوا الذي بالقليل لنا أولموا الذين هم

رؤؤسهم أحزنني والئم على تصوير شاهد أكون أن.المقطوفة

بالمذابح المرئي الهوس زمن المبيتة , في وبالميتاتله, تتيح لمصور الحسنة النوايا يصدق من الشنيعة

مالحقة حق ليست الصورة مهنية؟ ببراءة القتلى جثث , , تجعل التي هي الصورة أخالق بل المروءة أخالق

مأساتك لحظة تخليد نجدتك على يفضل .المصور

الموت لحظة القبضعلى إلقاء محاولة فيإطالق, القناصمواصلة المصور بإمكان الفوتوغرافي

الصورة " عن بحثا الجثث على ".الصفقة فالشاته , درجات وللجثث أيضا مراتب للموت أن يدري فهو

في ألصحابها تكن لم .حياتهم تفضيل . , وأخرى المجالت ألغلفة األولى الدرجة من جثث ثمة

الثانية الدرجة . , من وثمة الملونة الداخلية للصفحات . صور , إنها أحد يشتريها ولن أحدا تستوقف لن أخرى

نحسأصحابها .يطاردك . أيها البصر مد على أمامك ممد الموت هاهوذا

قم.. !فصور المصور

رأيته ..ثم , على الجالسوحيدا الصغير ذلك هناك يفعل كان ماذا

الذهول؟ رصيف . خمسوأربعون الموتى بدفن عنه منشغلين الجميع كان

ما. عددها تجاوز من جثة تسع أن قرية لمقبرة يمكنالمجاورة القرية بمقبرة فاستنجدوا .أموات

مذبحة , في على موزعة مقابر ثالث يلزم كان طلحة بن . , فهل جثة ثالثمائة من أكثر لدفن قرى هذه ثالث الموت

, األرواح بعض تخمينه لفرط وترك لطفا أكثر كان المرةبين من فكيه؟ تنجو

. ذهوله غيبوبة يواصل أنه لو كما جالسا الصغير كانعثروا أنهم أحدهم الحديدي أخبرني السرير تحت عليه

. من تسلل حيث والده عليه ينام كان الذي الضيقاألرضي , مطرحه وأخويه أمه مع يتقاسمه كان الذي

. هي أمه كانت ربما أو السرير تحت ليختبئ التي وانزلق . تنطلي ال حيلة وهي الذبح من إلنقاذه هناك به دفعت

, انه حيث القتلة على , دائما أم قامت مجاورة قرية في , على عثروا أنهم غير السرير تحت بناتها بإخفاء

يشغل , مخبئهن السرير كان التي الغرفة لبؤس نظرا , , نحو وسحبوهم أرجلهن من فشدوهن نصفمساحتها

بجثثهن ونكلوا قتلوهن الحوشحيث .ساحة

, أكثر ليكون الصغير ذلك رأى تراه أن ماذا من حزنايبكي؟

, نظرات في إال له لغة وال فمه على الصمت أطبق لقد

إلى عينيه تنظران كأنهما تبدوان اللتين الفارغتين . لجثة ينتبه لم انه حتى وحده يراه الذي شيء كلبه

, على والملقاة نباحه عدم ليضمنوا اإلرهابيون سممه , انتظار في منه البشر مقربة دفن الناسمن ينتهي أن

الحيوانات بمواراة ذلك بعد .ويتكلفوايجلسوهو . كان ربما صدره إلى الصغيرتين ركبتيه يضم

أثناء, , ثيابه في تبول ألنه خجال أو تحت خوفا أرضا نومهالبائس, سرواله على واضحة اآلثار زالت وما .السرير

مستند اآلن شعارات هو أهله بدم عليه كتبت جدار إلى , يتعلم لم ألنه طالسمها يفك كيف يعرف القراءة لن

, من. بدم يعرف لن فهو مخبأه يغادر لم وألنه بعدالقتلة وقع عربي, بالتحديد بخط كتبت بكلمات جرائمهم

. الساخن, الدم بعضها من يسيل مازال وبحروف رديءإخوته؟, , أبدم أحد بدم أم أبيه أم أمه

. من نجا معجزة بأية حتى وال يعرفشيئا لن بين هو . , بأية تعرف ال وأنت الحياة فكي بين ليقع الموت فكي

, تركت, سبب ألي وال , قوة مجاور مكان في الموت , الدمار وصخب الموت بعد األشياء سكون تصور ورحت

صمته النهائي , في خرسهم في الناجين .ودموع , ذلك أن تتصور ما بل أنت تراه ما تصور تكن الطفل لك

الخرس حد .رآه , قول حضرني الطفل لذلك صورة ألتقط كنت عندما

أمريكي :" مصور أن تريدوننا كيف مماثل موقف أمامبالدموع؟ مليئة وعيوننا العدسة "نضبط

أكن , ولم , ال األنجح صورتك تلتقط كي أنك ألصدق بعد , بقدر الدقة فائقة تصوير آلة إلى إلى تحتاج حاجتك

العدسة ضبط من يمنعك دامع .مشهدانتقاء في متقدمة تقنيات إلى تحتاج إلى, ال بل األلوان

, توثيق بصدد هنا مادمت باألبيضواألسود فيلم.األشياء األحاسيسال

, الجائزة تلك بنيلي علمت عندما راودتني فكرة أولأفضل عن , العالمية إلى العودة هي للعام صحفية صورة

, الطفل ذلك عن للبحث القرية .تلكفكرة , كانت يوما وتتزايد علي تلح به , لقائي آخر بعد

, أخر وأحيانا إنسانيا بعدا أحيانا مشاريع لتأخذ شكلالحياة إلى القرية تلك عودة فيها أصور .فوتوغرافية

أحصل أن قبل , حتى قد كنت الجائزة تلك مال علىعلى الصغير ذلك لمساعدة أخصصنصفه أن قررت

من , الخروج . أن نفسي وبين بيني ونويت يتمه محنة , الذي بالقدر حيا مادمت به .أستطيعه أتكفل

: الطفل ذلك مع متعاطفا يجعلني كان ماالذي أدري الأم المشترك؟ التصوير أيتمنا آللة ابنا أصبح كونه

بالتبني؟مال شبهة التخلصمن أستعجل جعلني كانت وماالذي

, فيها الوحيد جرمي كان لجريمة مريبة رائحة منه تفوحاآلخرين فظاعات تبييضذلك . توثيق أريد كنت كأنني

, , الضحية مع باقتسامه دم من به علق مما وغسله المال.نفسها

أربع من الذي حسين زميلي قصة تحضرني كانت طبعاالجائزة على حصل , سنوات صورته عن للصورة العالمية

, , فتبدت ألم لحظة شالها سقط تنتحب المرأة الشهيرة, في حد الموت أمام وعزالء ومكابرة جميلة حزنها وشاح

. تمثال لكأنها للبكاء " " استدراجك لمايكل النائحة العذراء.أنجلو

, , وجد طلحة بن قرية إلى وصوله عند حسين وكان. أكفانها في ممدة جثة ثالثمائة من أكثر أمام نفسه

أخذ حيث موسى بن مستشفى إلى لتلك فتوجه صورة , فقدت إنها له قيل والتي تنتحب فاجأها التي المرأة

تلك في السبعة .المذبحة أوالدها , , اكتشف العالم وجابت الصورة انتشرت عندما ذلك بعد

المرأة أن خالتهم حسين بل األوالد أم .ماكانت . عبثية فكل خدعته كامل في للموت صورة أخذ قد كان

مصادفة وجدت المرأة صورة في تختصر كانت الحرب , مصادفة وجدوا وأطفال المصور عدسة حيث حيث

الموت .براثن

. , العبثية, التفاصيل من كثير فيه الحب كما الموتالمتقنة كالهما المصادفات .خدعة

دعوى , تقم لم التي المرأة تلك فكون غرابة األكثر أما , الذين الجزارين بمالحقة الدولة طالبت وال القتلة ضد

الصغيرة األجساد , نحروا يقنعها من جاء السبعة ألقاربها " وثراءه " مجده صنع الذي المصور على دعوى ترفع بأن

الغرب, في حقوقا للصورة أن اكتشفت عندما بفجيعتهاالعالم في صاحبها يملكها جمعيات. ال فتطوعت العربي

التي الكبرى العالمية المجالت على الدعاوى لرفعالصورة وهو , نشرت الجزائري حياء عن الدفاع بذريعة

الموت مرور بعد !ينتحبالبعضمن على أصعب . ال ينجح آخر جزائريا يرى أن

. قد ولذا حقه في ترتكبها أن يمكن جريمة أكبر فالنجاح, يغفر نجاحاتك لك يغفر لن لكنه جرائمهم .للقتلة

الجوار , بحكم أو المهنة بحكم قرابته , وكلما ازدادت , كيف, يفهم ال ألنه عليك حقده أسباب ازدادت منك

شيء كل في مثله هو , وأنت أخفق حيث .تنجح , غرقت لو الطفولة منذ معه وتربيت لعبت الذي جارك

بحياته . لجازف نجحتفي لو لكنك الغرق من إلنقاذك , الجامعة, إلى وستذهب فيها ورسب ويبقى, البكالوريا

, . من ستخرج يوم وذات اإلخفاق حائط إلى مستندا هوقتيال سترديك الرصاصة بنجاحاتك مسدسه .مكفنا

, األولى الصفحة أسفل الجائزة نيلي خبر ظهر عندماالجريدة " من , كلب جثة عنوان تحت انتشارا األكثر

," وتاله فرنسا في الصورة جائزة على تحصل جزائري" عنوانه بالفرنسية جريدة في آخر مقال الغد في

الجزائر كالب تكريم تفضل ثمة ", فرنسا أن أدركت , في االتفاق مصادفة يتجاوز األمر وأن تتدبر مكيدة

نظر .وجهة, كانت األمر وانتهى بي حلت قد النجاح .لعنة

, ألكتشف, الوقت بعض يمر أن بد ال كان خلف لكن أن ." جاري " كان صديق جهد والتجني الحقد من الكم ذلك

له وتوسطت قسنطينة في في العمل إلى لينتقل , فوفر, فيها أعمل التي نفسها الجريدة في العاصمة

كل بكيده , علي جثة في أرى وجعلني األعداء طعناتإخالصاألصدقاء عن يغني ما الوفاء من الكلب ,ذلك

عدوا منه ألجعل يكفي ما الخدمات من له قدمت .بعدما

بعد عاد الموضوع أن طرحه غير في ليشغلني ذلك:اآلخر

ذلك لجثة أم الطفل؟ ذلك لصورة الجائزة منحوا تراهم الكلب؟

, سنوات مدى على مذابحنا العالم إلى صدرنا وقد وماذا؟الحياة إتالف , وتم أن بعد جثثنا من أكثر ألناس الشعورية

جثة من أنفسهم على وقعا أكثر ندرتها في أصبحتاإلنسان؟

حقا , أصبح المعاصر اإلنسان ضمير أن لو كارثة أليستيرى عندما , يستيقظ يبدو وال بكلبه يذكره كلب جثة

, قرابة وال به شبها يرى ال آخر إنسان بجثة معه, مهتما . .. عالم عالمه عن ومتخلفا مختلفا يراه عالم من ألنه

تتقاتل .جثثتلك , شغلتني القرية, تلك إلى العودة قراري حد األسئلة

الموت ذلك تفاصيل في جواب عن .المركب بحثا

***

القرية , تلك زميل رفقة قصدت صباح طبعا . ذات احتطنا , معنا المهنية بطاقاتنا أخذنا بعدم الطريق لمفاجآت

في وقعنا لو , فيما ينصبه مزور أمني حاجز قبضةالطرقات تلك لسلوك يضطر من الصطياد اإلرهابيون

, " الكافرة, " الطاغوت دولة في يعملون ممن بالسيارة , بطاقة يملك أحد أي باختصار , أي ولو رسمي ختم عليها

, له تروق ال مخلوق أي أو البلدية في زباال يعمل كان, , هيئته يصطحبونه أو به حاجة لهم تكن لم إن فيذبحونه

إلى يحتاجون ممن كان إن مخابئهم .خدماته إلى, وانتشرت عمت المزورة الحواجز ظاهرة كانت

لحواجز تماما مشابهة األمن وأصبحت رجالبزاتهم , على اإلرهابيون سطا الذين الحقيقيين

, مما وأسلحتهم . العسكرية وحيرة بلبلة الناسفي أوقع , هوياتهم وأظهروا حاجز إلى اطمأنوا هم فان

قد, العجوز , الحقيقية كذلك ويقتلون مزورا به يفاجأون , وقال أوقفه بحاجز خيرا استبشر للعسكريين الذي

:بمودةاليوم؟.. - همشهنا ما الكالب واش

يطلق وهو أحدهم عليه النار فرد :عليهالكالب - هم !إحنا

خشية الثبوتية أوراقهم يحملوا لم هم في وان وقوعهم

, , حقيقيين أمن لرجال الحاجز وكان مزور حاجز قبضةإرهابيون بأنهم , , اتهموا بعد األساس هذا على وعوملوا

ثبوتية أوراق بدون يتنقلون أيضا اإلرهابيون أصبح ,أن .. الخدمة في مجندون أو دولة موظفو أنهم مدعين

.العسكرية , حفاظا الناس كان , وهكذا بال يتنقلون سالمتهم على

, في ثبوتية أوراق وال عمل بطاقة وال جيوبهم في هويةرفاقهم, وأسماء بمواعيدهم تشي مفكرة وال حوزتهم

مهنتهم .فتفضح

إلى وصولي , كان حادث وبدون بسالم القرية تلك , , أجد لم أنني لوال به تفاءلت إنجازا الذكر شيئا يستحق

هناك عنه أبحث كنت .مما , موتاهم كبيوت الناسموصدة قلوب .كانت

هناك : وكنت على, أستدل كيف األسئلة مهب في تائها , في متشابهة جميعها والبيوت البيت بؤسها؟ ذلك

إليه يستند كان الذي الجدار ذلك على أتعرف كيفالجدران , غسلوا وقد , الطفل في ثرثرتها من خوفا

أبنائها؟ دم من القرية ذاكرة لغسل محاولةذلك عن أسأل في, ومن متناقضة واألجوبة الطفل

اليتامى لرعاية جمعية إن البعضيقول اقتضابها؟واصطحبه. تكفلت حضر أقاربه أحد إن يقول وآخر به

. اختفى الطفل أن يجزم وآخر أخرى قرية ملتاعا, إلىحقل في ويدفنونها الكلب جثة يحملون رآهم أن بعد

بوجود. يسمع لم وآخر . بعيد يريد ال لعله أو الطفل هذا , فضولي على له صبر وال بوجودي يسمع .أن

, الصدمة في يغرقنا شيئا متأخرا شيئا دائما نفقد تجعلنا . حتى. هنا يثرثر الأحد تهذي الصمت كانت التي الجدران

, الكلس, بماء طليت مذ الخرس أصابها .بالقتلة

بالغرباء أحزنني يحتفون كانوا الذين القرويين أن . يتحدثون كانوا والذين يخافونهم إليهم, أصبحوا

ببالهة يقفون أصبحوا السبعينات في حولهم ويتحلقون , وكأنهم عليهم , ليتفرجوا آخر عالم من إليهم قادمون

. عادت ما لغتهم لكأن تكلمهم بماذا تدري ال انك حتى., لغتك والحذر والفقر القهر لهم اخترعها لغة هي بل

اكتشف مذ أمره من المذهول .قدره لغة

, زمن في عندما قدرك تختار التي التضاريسهيالجغرافية تضعك البشرية , الوحوش الجبال أقدام عند

. مرمى على حتما أنت واألدغال الغابات مشارف وعلىمن .حتفك قدر

, القرى تلك لسكان أصبحت العالم عن عزلتهم في , يدفنون واحدة مالمح , النائية اثر ذاته اليوم في فيها

قرية الوجود من بعدها تختفي ليلية .بأكملها غارة

, , , التي الرتيبة حياتهم من مستنسخ عبثيته في موت انهفيها الواحد يتناولون الطبق من واحدة وجبة يوم كل

واحدا , مقهى ويرتادون العائلة أفراد لكل يدخن, نفسهالمصنوعة نفسها الرديئة السجائر والصغار الكبار فيه

الجبلي العرعار من إلى , محليا يذهبون يمرضون وعندما , ,) والدواء ) الواحد الطبيب حيث الدشرة مستوصف

األمراض الواحد .لكلليصلوا الوحيد المسجد في يلتقون كانوا جمعة وكل

لإلله فأفسدوا. ويتضرعوا القتلة جاءهم حتى الواحدآخر رب باسم وقتلوهم وحدانيتهم .عليهم

, لكأنهم حربا ويموتون ذاتها الحياة يكررون أجيال منذ , لوجودهم اآلخرين عن نيابة أخرى المكان بعد في

نفسه .الخطأفي ضريبة أكبر ودفعوا فرنسا ضد جاهدوا لكأنهم

عليها, قسمة كتب بلدية لهم لتكون فقط االستشهاد " عليها" يرفرف الشعب والى الشعب من علم شعار

بأيد, بها المنكل لجثثهم قبر بتوفير وتتكفل جزائريصامدين. خلفك تتركهم , جزائرية المقبل الموت حتى

الهزيلة مواشيهم مع البائسة الحجرية أكواخهم .فيالذين , هؤالء صور ال فيشيء تشبههم تكاد ال

في كما أكواخهم جدران تغطي وأجدادهم ألسالفهم. , بيتك ضممت لو تود التراب ساللة من منحدرون ألنهم

, بحرارة صافحت لو صدرك إلى عرقهم أيديهم رائحة . . وحده يدا لك يمدون ال ولكنهم المشققة الخشنة

حيثما لسانه لك يمد وجهك الموت .وليت

. , منظر فاجأني فقد له حد ال حزن انتابني مغادرتي أثناء, موجع بعد وتم القرية تلك مشارف على كانت لغابة

قبل من تاما حرقا حرقها األخيرة السلطات , زيارتي

, حماية بذريعة مغادرتها على اإلرهابيين إلجبارمن .القتلة المواطنين

, البشر من جيلين بين حساب تصفية أثناء حرب كل فياألشجار من جيل منطقها , يموت يتجاوز معارك في

الغابات .فهم" . " وقت وال الشجر يسأل مذهوال من؟ يقتل ألحد من

, أحرقت فرنسا ألن مرة أصلع أصبح جبال يجيب كيتترك ال كي تاما حرقا , أشجاره تقية من للمجاهدين

شامال جويا قصفا قصفته الجزائرية الدولة ألن ومرةتترك ال مالذ حتى من .لإلرهابيين

: أن بإمكانها يعد لم األشجار حتى نبكي أن باستطاعتنا.واقفة تموت

حريقا يضمر وطن ضد يفعل أن الشجر يستطيع ماذاإليه ينتسب من ؟ لكل

: في يأتينا العدو يعد لم يضحك أن البحر وبإمكانفي. بيننا يولد إنه الكراهية البوارج .أدغال

مد على المحروقة األشجار منظر أصابني لماذا أدري الأحالمك , البصر تأبين لحظة تصيبك التي الكآبة .بتلك

تلك باغتيال مات مني شيئا أعادتني. لكأن األشجارالشباب آالف فيه قضى جميل زمن إلى المتفحمة جثثها

خدمتهم جيلي األخضر " من السد بناء في ".العسكريةاألشجار زرع في ذهبتا الكثيرين أعمار من سنتان

. يطاردك الذي الشعار كان التصحر من الجزائر لحماية" : الجزائري آنذاك مكان كل والصحراء في يتقدم

".تتراجعنكتة؟ ذلك كل !أكان

األول النفط بزمن كنا رمال . مشتعلين أحالم لنا وكانتيبتلعون, كانوا الذين جيوب إلى أصابع من تسربت ذهبية

الصحراء البالد لهاث من أسرع .ويتقدمون ! كثبان بين التائه خدعة إنها الشعارات لسراب وطن يا

, , وال فيه يدق وتد على تعول ال المتحركة الرمال منتلوح واحة !منه على

.. اخترقنا كيف بل إليه؟ كيفوصلنا الخالي النصف هوذاإلى وتسرب مشارف الرمل على نعد لم شيء؟ كل

. التصحر, إنه فينا الصحراء أصبحت بل الصحراء

.العاطفيديسمبر ذات ذلك على 1978حدث بومدين لنا ترك عندما

التلفزيون ورحل , شاشة تلك الغامضة .ابتسامته , الثاقبة ونظرته العادة من صرامة أقل مالمحه كانت

, وهو شاربيه على يمررها أن تعود التي ويده حدة أقلحاولت, ما لفرط منهكة كانت من يخطب الجزائر رفع

التاريخ .مطب�ات , . هو يقوله ما يومها عنده يكن فلم شيئا يقل الذي لم

نادر - مرض من للعالج قصدها التي موسكو في له قالوا - حتمي موته إن الفتك أنه. وسريع الواضح من وعاجل

, حبنا وليختبر أهله بين ليموت مجروح سباق كحصان عادبعد, لشعب له العاطفي الجفاء من بداياته في عانى أن

.. وعفوية بل�ة بن طل�ة عليه يفضل .طيبته كان , التي النضالية وحياته الحياء أورثته التي الريفية أصوله

كبرياءه , صقلت وحشمته الموت هيبة على يصر جعلتهالسرية غموضشخصيته تشبه ميتة كبيرا فمات

.المعقدة, 29ذات , كنا الميالد بأعياد يحتفل العالم وبينما ديسمبر

جثمان مؤسسات نودع يده على ولدت الذي الرجل , لنزاهته كان الذي الرجل الكبرى وأحالمها ال الجزائر

. , , ترك ولكنه قريبا أو أهال له عرفنا وال بيتا حتى يمتلكوصيارفة أجهزة , لنا بقمع سيتكلفون برنسه تحت تربوا

رحل , . أجيال لعدة مستقبلنا ورهن وإفقارنا أحالمنابعده ستتحول أنها يدري لم التي الدموع بجداول مودعا

دماء أنهار .إلىالناس . بكاه إشاعة موته لكأن مؤامرة تخفي كفاجعة

. بومدين حكم من تعلم فالجزائري مكيدة نفسه ومرضه , برجال األمر يتعلق عندما طبيعيا موتا ثمة أن يصدق أال

.السياسةرحل , ولذا الذين الجزائر رجاالت ككل باألسئلة مكفنا

وتصفيات وانتحارات ميتات لهم عابرة لفقت انتقاميةوللتاريخ.. .للقارات

, الجزائري يصدقهما ال أمران ثمة الواقع الموت: في . , لدى التفكير فآلية حالل مال من والثراء طبيعي بسبب

شاهدا كان الذي , الجزائري تجعله الحكم عجائب على, , سرق أثرى من وكل قتل مات من كل أن يعتقد

الريب هذا , وبسبب للثقة األخضر السد انهار الجماعي

الخيانات كثبان .وابتلعتنا

أحن أن , يحدث . العشرين في كنا السبعينات جزائر إلى , كنا لكننا حينا أفق يتجاوز ال العالم أن وكان نعتقد

, واألحالم . الثورة نصدر كنا فقد يحسدنا كان كله العالمأمامه ألناسمازالوا ركعت أعزل بشعب منبهرين.فرنسا

باألسود صورا يبث تلفزيون جهاز كان واألبيض العالم , ذلك معجزة مصدقين غير مساء كل حولها نتحلق

العجيب .الصندوقكنا , وألننا كانت الحي إلى التلفزيون أدخل من أول

الحلوى من طبق بإرسال إلينا تتقربن مع الجارات عصرامعنا, التلفزيون بمشاهدة لهم نسمح كي .أوالدهن

حياة أنماط لنا اإلستقالل كانت فرحة بحكم متداخلة , ننعم أن دون المساكنة نتعلم وجعلتنا شملنا لمت التي

" " بالنسبة, استقالل غنيمة وأصبحت بناية في بالسكينةوحماقة, نزاهة وضريبة , للبعض بحكم الذي ألبي بالنسبة

تركها التي الشاغرة األمالك توزيع عن مسؤوليتهفيشقة , الفرنسيون اإلقامة على أصر اإلستقالل بعد

من بقي ما قيها سيقضي إنه دار غير عمره, لإليجار , أن بعد قبره إلى سنة ثالثين بعد إال يغادرها ولن

, التي بالسرعة صحته , تدهورت البناية حالة بها تدهورتبعد نهائيا مصعدها تعطل كما القدر دوالب به وتعطل

, السنوات في شيخوخته ليقضي لإلستقالل األولىالخمسة طوابقها صعود .لهاث

الزمن ذلك , في الجيران كان بينما ل�إلستقالل األول , .. كنت وعلينا التلفزيون على بالتفرج من مشغولين

, , تنفح أن مراهق بصبر أترقب للشقة اآلخر الجانبالبولونية السيدة تلك زوجها , نافذة مع تسكن كانت التي

الدول من التقنيين المهندسين مئات مع حضر الذي,, االشتراكية " الجزائر " في الصناعية الثورة بـ للنهوض

التي األخرى الصغيرة الثورات في جاهلين سيحدثونها .. والفتيات الفتيان .حياة

, الحرب من لتوها الخارجة الجزائر في , كانت تقع صبية, شؤونها وإدارة لتهنئتها العالم كل من جاؤوا من حب

مغامراتها للقارات وتعرف العابرة األولى العاطفية .. الحب آالفقصص خالل من واللهجات والجنسيات

والعراقيين التي الفلسطينيين وبين بينها ولدتليعملوا جاؤوا الذين واللبنانيين أساتذة والمصريين

, تحتسطوة وقعوا والذين ومستشارين ومهندسينبعض, معها ليقتسموا كما , اسمها تاريخها شرف

عروبتها من فقدت ما معهم .وتقتسم , بولونيا الحب جاء لي التي . بالنسبة الجغرافية بحكم

, بناية في بصري مرمى في الشقراء المرأة تلك وضعتشقتنا على , تطل بمسافة ولكن اآلخر الجانب من

يليق بما فرنسا هندسته الذي الشارع ذلك وجاهة تحترمفخامة من له المجاورة الرسمية .بالمباني

الحمام روب ترتدي صباح ذات وتقوم, شاهدتها األبيض . شيئا منها يبدو يكن لم المرآة أمام بتجفيفشعرها

ألنها. ربما . عاريا تتجسسعليها العيون أن تدري كانتالمغرية وحركاتها المبلل بشعرها كانتشهية عن لكنها

قصد .غير , العمر مع لتصبح صورتها فتوتي ذاكرة اختزنت يومها

للغواية أال رمزا عندي شروطها من أصبح التي النسائية .. عري مشروع تظل وإنما عارية المرأة .موارب تبدو

, " مشتعلة, " االشتراكية الكتلة من الرفيقات ككل كانتالتي القضايا من بجميع السبعينات بركان يقذفها كان

القارات .كلاألولى االكتشافات عمر في , , وكنت وبتلك بها مشتعال

مثلي بشرية نملة تحملها أن من األكبر العالمية .القضايا

, في أقيم وجدتني سنوات بعدة ذلك بعد تزوجت عندما . كانت لغرفة مقابلة نوم تأملت. غرفة ما كثيرا غرفتها

, , لجنوني ومرتعا األولى تجاربي مختبر لسنتين كان بيتاالزوجية قبل حياتي سيصبح لما مقابال القدر يضعه أن

.. والبرودة التعقل .الفائقة, , دوما , فتتعلم خجوال مرتبكا فتى تأتيها أولى امرأة ثمة

, أخرى ثم رجال تكون أن يدها , على بسنوات ذلك بعد , رجولتك سطوة فيها وتختبر تعلمته بما .ستبهرها

, على زوجتك في وحدها وغبيا أبله يكون أن جسدك , ستتحاشى. قبلها خبراتك اكتسبت كنت فإن حضرتها

. بعد كسبتها كنت وإن حياء عن أمامها استعراضهاذكاء, عن استعراضها ستتفادى يتسرب . الزواج ولذا

, في األجساد وتسقط بينكما ما في الشهوة إكسير

التآخي .وهدة

. " كانت " أعد" " ولم فيها وقعت نسائية حفرة أول أولغا " : في الرجل يسقط قال من اآلن حفرة أذكر أول

.. . في السقوط تاريخ هو الرجل فتاريخ تصادفه نسائية".الحفر

كثيرا حديثها لكنني أثناء جدتي قول ضاحكا تذكرت ماالنساء في ثروته بذر ما كثيرا الذي أبي بسبب عن

, ": " البقر" بأذناب تمسك من له نصبها في تفنن فخاخفي به !".الحفر رمين

, , حفرة أول في بفتى يلقي ما اليتم بل الشهوة ليستيصادفها , , نسائية من ينجبه عساه يحتويه رحم عن بحثا

.جديد " النساء " تعنيني تكن لم أولغا كانت , قبل ما بقدر

واألشياء .. الحيوانات .تعنينيجدتي في يختصرن كن جميعهن المرأة, النساء ألبي

أمي سرير غادرت مذ األولى طفولتي احتضنت التيفي للنوم وانتقلت سنوات رضيع لعدة .فراشها

, سرير كعابر مشواري بدأت األرضي فراشها علىاألسرة األخير ستتلقفه السرير حتى اآلخر بعد .واحدا

. تعي أن وبدون حدث طفولتك في شيء كل , ثمة ذلكحياتك , من لحظة آخر إلى حوله سيدور .سيء

يوما امرأة تناد لم اللغة" " ألنك مع عالقتك ليست أمي , باألشياء عالقاتك كل بل ستتضرر التي .وحدها

بها" "مثل بدأ بجملة حياتي أختصر أن يمكن روسواعترافات " كتابه في الذاتية إلى " : " سيرته مجيئي

. من سأعرفه ما بداية ذلك وكان حياتها أمي كلف الحياة".مآسيتمي يحيط, منذ ما مع أمومة عالقة أقيم وأنا المبكر

الذي. اليوم حتى أما فترة كل لي أختار فيه بي تصدمنيطفلها, لست أنني وتذكرني .األشياء

, عثر, كما اكتشفتها نظريته األمومة أرخميدسعلى . الذي الكبير األبيض الوعاء فذلك حمامه داخل وهو

في , يحتويني في ول�د أن حدث كجنين مائي فضاء. , أمي الحمام مغطس من جعل غريبا إحساسا داخلي

أن فقد خشية مغادرته رافضا وقتي كل فيه أقضي كنت , قد تكون أن أتوقع كما مائه من أمي يفرغ دماء فرغت

الوالدة لحظة بي تنزف .وهي , ال عندما حتى تؤلمني أن لألمومة قرابة يحدث لها تكون

, وأحنو, أطعمها طفولتي في كنت التي القطة كتلك بيفي, وأجلسها , عليها المدرسية كتبي أطالع وأنا حجري

, يدي أمرر أو أحملها ترفضأن شرسة فجأة أصبحت ثم.عليها

, , نهرتني يدي على مخالبها آثار تركت وقد يوم ذاتأتركها, أن وأمرتني تحب, جدتي وال حبلى ألنها وشأنها

. ما يوم في أنه أدركت ألنني فبكيت أحد يقربها أن, سيصبح عني وستتخلى حقيقيون صغارا .لها

, , واحدا تتفقدهم تلعقهم ترضعهم رأيتها ذلك بعدمنهم . واحد في تفرط ال كثرتهم وعلى وتظل, واحدا

عنقه من محموال به لتعود عنه فكيها تبحث .بين , , بحق, الله وتطالب حيوان من تغار يجعلك كالعقم اليتم

به مخلوقاته التساوي أحد .مادمت

: القطة تستطيع كيف القطة مع بدأت الوجودية أسئلتيوهل أن تؤذيه؟ أن دون من أنيابها بين صغيرها تحمل

الذي أبيهم عن صغارها تخفي هي عندما حقا يحدثوغير قساة جميعهم اآلباء وهل يأكلهم؟ أن يجوع

أكثر قطط ثمة وهل يحملن مبالين؟ نساء من أمومةبالرحمة؟ وتضن اللبن تذر أثداء , , وخبرت كبرت عندما ذلك " بعد , كبرت األوطان يتم

" وجعا أكثر وأصبحت القطة :أسئلةيلحق أن لوطن يمكن حيوان هل يلحقه ال أذى بأبنائه

التهامها في القطط أشرسمن الثورات هل بنسله؟, ألبنائها كثر مهما قطة تقبل ال وكيف جوع؟ غير من

ترتاح, , وال عنها أحدهم يبتعد أن ترضعهم صغارها حتى , المنافي إلى أوالد وطن يرمي بينما حولها وتجمعهم

معني غير أوساخهم والشتات طمر في وهل بأمرهم؟ , بدون يعرضون رجال من حياء أكثر هي التراب تحت

عار, المنهوب؟ خجل المال بخميرة المنتفخة بطونهم , فـ جواب عن األسئلة لهذه أبحث , " لم عمياء األجوبة

ترى األسئلة ".وحدها

الثالث الفصل

أيلول !باريسذاتفي . كنا بتبديد أنشغل أن بدءا قررت شتاء كأنه خريف

عن, مرة توقفألول من بخمول به, الحياة فحلت الجريعمر .متاعب

, , الخسارات. االنكسارات تلك الهدر ذلك وكل ,األربعون , التي االنتصارات صداقات كانت ما التي الصداقات

, الشهوات وتلك انتصارات على ... ماكانت استوت التيالخافتة الصبر .نار

. في الغرباء طيش اختبار استطعت لو أود كنت, أسماء , لهن أعرف ال بنساء أحلم المتأخرة صباحاتي

اقتحامهن على كالم بدون لضجر , يشجعنك عابرات نساء , الرعب. سلبك وقد المتعة ممالك تعبر كيف ولكن عابر

منه , الهارب بإثم تعيش أن وعليك رجولتك مرور جوازالمحققة غير .الشهوات

سرير, كل في كاذبة , لكأنني ألسفار حقائبي أعد كنت , , أنثوي حزن عن بحثا الحزن في أتململ صدرها نحو

فيه , أرحم .أستقر

, ما كل يفخخ حولي الحزن كان بالسفر سعادتي برغمفرحا لغيري تكتشف , يبدو تجعلك التي الجائزة بتلك بدءا

مهانة من أسابيع إلى تحتاج أنك مرة بسخرية , الستالم, باريس إلى السفر من تتمكن كي اإلجراءات

وصولها يستغرق ال صورة العالم جائزة إلى باإلنترنتلحظة, من أكثر .كله

" تأشيرة " هي الصورة فيزا أن . ذلك لصاحبها, ال للصورةفي األشياء حق البشر منح تعني ال الصور وعولمة

!التنقلأم " : .. ال أنت إذن األهم من نفسك لتسأل لك وقت

التقطتها؟ ".صورةأنت . . مشغول ساللم تنتظرك صاخبة برغبات مدينة

المترو قاطرات نحو بك لتقذف تتلقفك فتختلط, معدنية , وسط ويحدث والمشردين والمسرعين بالعابرين

, ترتطم أن البشرية يكنس. األمواج الذي ذاك ال بموطنك , . للحذر مثيرا يتسكع األمل عن عاطال أو الغربة شوارع

, على. القتلة وأجهز مفخرتك كان آخر وطنا إنما والريبة.أحالمه

أن ستعرف ذلك , بعد وأن باريس إلى سبقتك الجزائر , جعلت رأسها نحو اإلرهابيون صوبها التي الرصاصة تلك

والسينمائيين الكتاب بعشرات هنا يتدفق نزفهاواألطباء والمسرحيين وأن, والرسامين والباحثين

, بتأسيسعدة قام الشتات جزائريي من الجديد الفوجما لمساندة على جمعيات مثقفين من الجزائر في بقي

اإلرهاب قبضة في الموت .قيد

بأيام وصولي الجزائري بعد الثقافي المركز قصدت . الصحافة على اإلطالع في ورغبة الوطن ألخبار تسقطا

فرنسا إلى عناوينها كل تصل ال التي .الجزائريةكضريح موحشا جماله على المبنى فاخر كان لتأبين شيد

. وهب بذريعة شيد لعله أو بها االحتفاء بذريعة للثقافةالصعب , االسترزاق الزمن في للذين الصعبة بالعملة

الوطن دكاكين في بضاعتهم .كسدت. ماكانت ولم البالد هموم تصفح على تشجع برودته

, كانت ملصقات سوى الصقيع من يومها تعلن ينقذنيباريس في متفرقة ثقافية نشاطات .عن

عرض تاريخ مفكرتي في أسجل بأن إحدى اكتفيتفيه, يقام الذي الرواق عنوان وكذلك المسرحيات

لرسامين .جزائريين معرضجماعي

يوم الرواق ذلك يومين بعد أقصد وأنا ماكنتألظنكل, أن انطالقا االفتتاح الحقا ستتضافر الغريبة األقدار

, على رأسا قدري لتقلب المعرض ذلك .عقب من , , أمام البرد تحت كوقوفك بدفئها تستبقيك القاعة كانت

المشوي القسطل . عربات له دفء باريس شوارع في , أنفسهم الرسامون صنعها وكلمات ولون رائحة

عاطفيا المبدعين , إلحراجك بصور اللوحات بين بفضلهمجوار , صغيرا جزائريا علما وبوضعهم اغتيلوا الذين

, أال تحثك بكلمة اللوحات دليل وإرفاقهم الذهبي الدفترثانية مرة اغتيالهم في من, تساهم وإهمال بالنسيان

وثكالى يتامى من خلفهم .تركوا

. تكاد البكاء في برغبة . تشعر المعرض زيارتك على تندمانتظارك؟ في الصور هذه كل لتجد هنا حتى أسافرت

, احتدم يقتل من حول الزوار بعض بين النقاشيومها . أن ينتظرون كانوا كأنهم الجزائر في كي من يلتقوا

. غير. مزاجي على وتعذر مجادلتهم علي تعذر يختلفواالحزن من لمزيد االستفزاز المهيأ من الكم ذلك تجاهل

الجمل بين به .المتراشق . العودة قررت البقاء أطل أيام لم من يوم في الحقا

.األسبوع

ذلك أقصد أن قبل أيام عدة قضيت أنني الرواق أذكر , عنه بعيدة غير مترو محطة في لوجودي ظهيرة .ذات

يبدو فيه شيء كل . كان شيء ال ومسالما هادئا يومها . تآمر خبث في اللوحات صخب عدا االفتتاح ضجيج من

.عليك صمتها , نظري استوقفت عندما المعرض ذلك في أتجول رحت

تمثل معروضة لوحات مرسومة مجموعة جسورا جميعهافي مربك تكرار بجاذبية النهار من مختلفة ساعات في

كل. نفسه تشابهه للجسر منها أربعة أو :ثالثة , , وجسر قسنطينة جسور أقدم القنطرة باب جسر

األقطار سيدي ذات العالية الحجرية بأقواسه راشدكصغير, مختبئا الشالالت وجسر . المتفاوتة الوديان بين

, , كان قسنطينة جسور أعلى مسيد سيدي جسر وحدهعلى مختلفة بطريقة جسرا مرسوما تمثل فريدة لوحة

شاهق علو على الحديدية بالحبال الطرفين من معلقافي .السماء كأرجوحة

, كأنني بصرية ألفة عندي لها لوحات أمام طويال وقفت , أو ما زمن في . عرفتها رسمها في الفنان شاركت

, بك تنحرف عاطفية بشحنة محملة بساطتها على كانتذاتك , , إلى تشطرك أو تخترقك لكأنها .حتى

, , تعبرنا, وأخرى جسورا ثمة أن أتأملها وأنا كتلك, فكرت , , قول حسب تسكننا التي واألخرى نسكنها التي المدن

ذاكرة " في طوبال بن ".الجسد خالد

الحبري الكائن ذلك إلى التفكير أوصلني كيف أدري الاسمه انتحلت . الذي أوقع وكنت سنوات لعدة صحافيا

, المتربصبكل اإلرهابيين رصاص من به محتميا مقاالتي

, كما, الحياة في يوما يوجد لم الرجل هذا بأن واثقا قلمتلك مؤلفة .الرواية زعمت

, ولتشابهنا لشخصيته حبي لفرط راودتني التي الفكرةكثيرة أشياء في , في يختلفعنيسوى يكن لم إنه حتى

, فقد بعدما رساما أصبح وإنه بجيل يكبرني ذراعه كونه , , أفقد أن بدون بينما التحرير معارك إحدى في اليسرى

أعيشإعاقة, أصبحت تحريكها ذراعي من تمنعنيتلك تصوير أثناء رصاصتين تلقيت مذ بسهولة

.المظاهرات, فكرت الكتاب ذلك قرأ شخصآخر يكون قد أنه بسخرية

الرجل لوحات يسرق المرة هذه تلك , وراح ويرسم , مستندا بها مولعا طوبال بن خالد كان التي الجسور

تلك في وصفها تبدو. إلى ماكانت اللوحات لكن الرواية , من الشفاء على تمرين هي ما بقدر الرسم في تمرينا

من أكثر األلم ممكن بريشته الرسام يلمسفيه وجععليه, ليدلك كما .مرة

حتما المسكونين إنه وعشاقها الصخرة أبناء أحد.بأوجاعها

فضوال لدي اللوحات تلك , خلقت إلحاحه في مباغتا , معها حديث مد أحاول المعرض على المشرفة فقصدت

تزودني الرسام كي عن .بمعلومات , جميلة أربعينية سيدة على تدلني وهي قالت أنها غير

كتفيها , القوام على بتموجات األحمر شعرها :ينسدلاللوحات - بتلك المكلفة السيدة هي إمدادك , ها بإمكانها

معلومات من تحتاجه .بما , وبتلك بمودة نفسها المرأة لي التي قدمت الحرارة

في فرنسا البعضفي بعضهم إلى الناس بها يتحدثذات المناسبات هذه . مثل اإلنساني التضامني الطابع

:قالت -Bonjour.. Je suis Francoise.. que puis – je pour

vous?من " لم المرأة هذه تستطيعه ماذا بعد أعرف أكن

".أجلي:فأجبتها

بهذه - مهتم عن. إني أعرفشيئا لو أتمنى اللوحات

.صاحبهابحماسة السيدة :ردت

لزيان - الجزائريين , إنها الرسامين كبار .أحدمعتذرا :قلت

- .. مع لكنني االسم بهذا أشاهد سمعت لم األسفاليوم قبل .أعماله

:ردت - , ومقل . العرض ضنين إنه هذا , أتفهم ولذا أيضا الرسم

, . بيعت لوحاته معظم ترى كما بسرعة لوحاته .تنفدأقف, وأنا الجسور قلت مجموعة :أمام

السلم - هذا النفسوقع في يتركه الذي األثر هذا غريبإحساسا. تعطيك وأخرى لوحة بين النور دورة اللوني

, مع نهاره دورة في الجسر ترافق ال أنك األلوان أنذاتها, إنها .تتغير

:قالتأيام - من اللوني االختزال تعلم البدء. ألنه في الحاجة

. , ما بالكاد له كان األلوان في فاقتصد مال لديه يكن لم, يكفي جسرا بألوانه فرسم أربعة أو ألوان .لثالثة

المرأة :واصلتلهم - الرسامين . كل أول في بيكاسو متقشفة بدايات

اللون عليها غلب لوحات رسم فرنسا إلى هجرته:, األزرق تلك الزرقاء لمرحلته واحدا سببا النقاد ورأى

شراء من منعه الجديد المهاجر فقر أخرى إن ألوانلحقول . لوحة من أكثر رسم غوغ فان خياره وحدد

في يكن لم األصفر الشمسألنه اللون سوى .حوزته , أن لوال بثقافتها إعجابي المرأة لهذه سأبدي كنت

بدأت ذهني الذي الرسام بذلك كليا مشغوال كان . , أفكر رحت وكعادتي لبؤسه وأحزن معه في أتعاطف

مساعدته من تمكنني .طريقةلها :قلت

- .. في فكر أحد يكون أال أفهم موهوب ال رسام مساعدةللرسم؟, ألوان شراء ثمن يملك ال كهذا

وقالت السيدة :ضحكت - , .. هذه عن بداياته عن أحدثك كنت ليسهكذا األمر

سنة أربعين قبل رسمها التي في اللوحة يعالج كان يوم" . لوحة إلى بيدها أشارت التحرير حرب أثناء تونس

".المعلق الجسر

: : تونس كتب أسفلها في اللوحة في .1956دققتيشوشذهني بدأ ما ,. شيء عبرتني مجنونة فكرة

. العقلية قواي في أشكك أن خشية استبعدتها ولكنني:قلت

- .. إذن؟ عمره كم شابا ظننتهستيني - .إنههذه - إلى أوصله الذي الجسور؟ وما - ! رسمها اللوحات هذه غالبية طبعا بقسنطينة هوسه

, 10منذ أن حدث فيها سنوات يرسم يكن لم بفترة مر. . الجنون ذلك من بقي بعضما هذا الجسور سوى

بيعت معارضسابقة معظمها .في , , على أقع أن األسئلة واصلت أنا إن فجأة خشيت

.مخيف اكتشافعواقبها أدري ال مفاجأة من أهرب وكأنني :سألتها

لوحات - يعرضغير هذه؟ وماذا الجسوربأحذية محملة بحرية شباكا تمثل لوحة إلى مشيرة قالت

بالماء بمقاييسوأشكال ومنتفخة عتيقة تبدو مختلفةمنها :المتقاطر

أحب . - من إنها اللوحة , هذه أال وأعجب إلي لوحاتهاآلن حتى بيعت .تكون

بلوحة إعجاب عدم من مني بدا ما , وأمام أفهمها لمموضحة :قالت

مظاهرات - لضحايا تخليدا زيان رسمها أكتوبر 17هذهمع , 1961 مسالمة مظاهرة باريسفي في خرجوا

المفروض التجول حظر برفع للمطالبة على عائالتهمموثوقي, منهم بالعشرات البوليس فألقى الجزائريين

. مات السين تهر , األطراففي وظلت غرقا الكثيرون, أيام لعدة السين على تطفو بعضهم وأحذية جثثهم

ال معظمهم السباحة لكون .يعرفمنها معرفة أقل أبدو ال حتى أقاطعها وأنا قلت

:بتاريخياستطاع.. - ما األمن Papon أدري عن آنذاك المسؤول

, المحرقة إلى بهم يبعث أن باريس مع في فعل كما , ليرموا رجاله من ألفا عشرين فأنزل ذلك قبل اليهود

السين " إلى منهم " . بهم الواحد البوليسيستوقف كان " .. يجيب" ما وغالبا السباحة؟ أتعرف محمد سائال . وعندها "" شبهة عنه يدفع كان لو كما ال المسكين

نحو الجسر من البوليسبدفعه كان" . "يكتفي السينعنقه بربطة أطرافه شد جهد توفير لمجرد !السؤال

بنبرة المرأة المرة واصلت هذه :فرحةاللوحة - هذه من استوحت العنصرية لمناهضة جمعية إن

تخليدها . فكرة ذكرى آخر في قامت الجريمة لهذهالسين 17لمظاهرات نهر في شباك بإنزال أكتوبر

. تحتوي الشباك أخرجت ثم الضحايا بعدد أحذية علىبالماء المهترئة أحذيتها امتألت على , التي وعرضتها

, الغرقى بأولئك تذكيرا للفرجة السين .ضفاف

أمام فجأة صوتي ماعادت فقدت التي اللوحة تلكنزاعات , لفظ مساحة بل األلوان نزاعات لفظ مساحة

.التاريخالتي المرأة هذه صدري إلى أضم أن في برغبة شعرت

, ونصفها فرانسواز , نصفها فيها. شيئا أقبل أن فرنسا , , , إلى أعود ثم أبكيها أن أؤلمها أن فيها شيئا أصفع أن

وحدي البائسألبكي الفندق .ذلكأشتهيها؟ لحظتها أبدأت

تفكيري فرانسواز الرتباطها , قطعت معتذرة وفاجأتنيأتأملها, األفكار مشتت اللوحة تلك أمام وتركتني بموعد

القاعة .تغادر

, تجاه بالفضول إحساسمتزايد يفارقني لم المساء فيالرسام أفضت , ذلك التي اللوحة تلك منظر فارقني وال

, أقمتها ود عالقة وأفسدت غريبة أفكار إلى نهر بي مع.السين

. فالشباك, الموتى يتركه ما رسم تعمد الرسام هذا حتماال .الجثة عذابنا

, أصحابها من بؤسا أكثر أحذية أمام يضعك أن تعمد , مثقلة كأقدارهم . مهملة الحياة أوحال من بها علق بما

, تتحلل كما الماء بفعل وتهترئ تتبلل التي األحذية تلكسيرة. بأسمائها تروي التي األشياء حياة سيرة إنها جثة

أصحابها .حياة

, قضيت رحلوا الذين أحذية أقدار في متأمال السهرةيدروا أن بدون انتعلوها الذين ينتعلون هؤالء أنهم

. تخونهم أن توقعوا ما األخير لمشوارهم يومها حذائهم

غرق لحظة ,. أحذيتهم نجاة, قوارب كانت ما طبعا . من وأخرى زوج من أحذية كقارب بها تمسكوا ولكنهم

, , واحدة لفظت ثم وجهتها يعرف أحد ال مسافات مشتأقدام فارقت عندما األخيرة كانوا. أنفاسها أصحابها

.) حذاء ) فردة ألف وستين متظاهر ألف ثالثين يومهاعشر اثنا منهم التي سيق والمالعب المعتقالت إلى ألفا

" " . دائما عانى الذي السين أن غير إليوائهم من حجزت , يومها غرق من عدد بالتحديد يعرف عاد ما النسيان علة

.منهم

أتصور هؤالء رحت كل فيها غرق ليلة بعد السين ضفافالمارة, يتسلى أحذيتهم وتركوا باستنطاقها. البؤساء

... ترى ماذا وثالثة وحل آثار وأخرى جير آثار عليها فهذهيعمل عامال, كان أم زباال؟ أم بناء؟ أم أدهانا؟ صاحبها

على العاملة السمر األيدي طوابير سيارات في تركيب " آنذاك" الجزائري يمارسها كان هذه غير مهنة فال ؟ بيجو

.فرنسا فيالفردة مع ذهبي بسيطة آمال ألصحابها كان أحذية

عادت. ما فردة من, األخرى الخالي األمل ذلك إنها حذاء , على, مرمية جوفها في ما أفرغت كصدفة الرجاء

من. فارغة أصدافا يصبح ال المحار أن ذلك الشاطئنصفين, إلى يشطر عندما إال فرادى , الحياة ويتبعثر

الشاطئ .على , كل في بي ذهب أرق بعد إليه توصلت ما آخر كان

أ،, , صوب األحذية لوحة ألشتري الرواق الغد في أقصد , ذلك في وألساهم فرانسواز لصداقة المعرض كسبا

أعشقها وجدتني لوحة بشراء .الخيري . , أما العلني مشروعي هذا كان الواقع مشروعي في

, وأواصل أخرى مرة بفرانسواز ألتقي فأن اآلخرذلك عن أكثر .الرسام استنطاقها

, عشت األمني التشرد سرير في عام ونصف عاما� , خاصة بحافة أتنقل العالم عن تم منقطعا ثكنة إلى

كل يضم للصحافة بيت إلى أمنية ألسباب تحويلهاالجزائرية إلى, المطبوعات إال أغادرها ال باللغتين

الجديدة .إقامتي , كان فما تسميته يصعب مكانا� وال, , كان نزال� وال بيتا�

" محمية. " اسمه مستحدث نوع من مسكنا� كان زنزانة" فيشاطئ " , المحميون يتقاسمه وأصبح منتجعا كان

. الخوفبسقف سقف من فيه تحتمي األمن ورجالوباب. سرير لك يكون أن القضية كانت فما اإلهانة

, لك تكون أن بل القتلة من .كرامة يحميك , والذعر والغبن الخوف أيام مازافران صيف في

تقيم, أنها أدري كنت بيتها اليومي في بمحاذاتي , اآلخر, النصف على لي المالصق الشاطئ على الصيفي

العالم (, من ( , الصنوبر نادي شاطئ في المناقضلبؤسي , فيالتها محجوزة أكثر بنجوم محمية توجد لكبار حيث

.القوماختار . الذي أنا حسابا� له أحسب لم عذاب هذا في وكان

المنفى , ذلك من احتمائي من أكثر حبها من ألحتميما, أول هو العاطفي األمن وإذ .فقدت القتلة

أن عليها؟ تمردي ونما لها كراهيتي تغذت هناك أمن , ولكن بمحاذاتي المناقضة تكون األخرى الجهة في دائما

, عنها, يفصلني ال التي هي إليها يوصلني شيء ال لي .. , , ذعر, وال بحر وال رمل وال شمس وال .مطر

الشرفة إلى أخرج كنت فنار أحيانا بوحشة أنتظرها . الشتوي الشوق قوارب عسى ممطر ليل في بحري

بها .إلي تجنح . عند لوعتها بارتعاد الجميلة المباغتة بشهقة أحلم

باندهاشنظرتها. . . اللقاء أبي بن كعمر األولى بضمتها \ طرفي " يوافق لعله السماء في أقل�بطرفي ربيعة

, طرفها ." نفسي ممنيا النوم إلى أذهب ثم تنظر حينفي, العشق ملة على يعمدنا عساه من بالمطر غفلة

والقتلة .الموت , أن قبل الوقت بعض األمنية غرفتي قاسمني الذي مراد

. يتحول يعجب كان طريدتها إلى السلطة من محمي� منإلى ويناديني الشرفة في طويال وقوفي الداخل من

الطرب من وشيئا� كأسا .ألشاطره , من وال الشرب مدمني من كنت ما هواة ولكوني

, , أعذاري, فهم وأساء اعتذاري أزعجه ما كثيرا الصخب

ليسحبني الشرفة إلى ال وخرج بتذمر قائال� الداخل نحوتميزه دم خفة من :يخلو

- .. يلعن بيك واش راجل . يا تخمم؟ واشراك حياة بوها .. كلهم يروحوا بالدنيا باليش على ما أنا ..يقو�دوا شوف

. ال بحرا� يرى بحره مع الجزائري نكبة يمثل مراد كانمعه يقيم كيف . يدري وبينه البحر فبين سليمة عالقة

. مدينة نسكن كنا ولذا تاريخي فهم وسوء توجسوريبة , عدم البحر ويبادلها للبحر ظهرها تولي جميلة شاطئية

.االكتراثقول أدركت " .. هناك أو " كأعمى وحيد البحر بورخيس

البحر كنت أنني أدركت !ربما

***

الحصول في تعب ألنه عاتبني الصباح في هاتفته عندما , المحببة الجزائرية بسخريته ثم باريس في رقمي على

أنني مدعيا� يمازحني راح قلبي حصلت إلى مذ نسيتهالتي وسامته أصور أن بدل كلب لجيفة جائزة على

, حتى األوربيات تسير دوخت اإلسعاف سيارة أصبحت .. رؤيته لدى عليهن مغمى يقعن من إلخالء .وراءه

" - .. في" تهز وهي نمشي أنا وراي خويا يا األمبيالنسيرحم.. لي قل كيفاشندير !باباك؟ البنات

. به باالستخفاف الموت على الفرصة يفوت كان مرادلوجوده مدينا� كان , وربما الدائم بمرحه الحياة قيد على

, بالجمال أيضا� باستخفافه منه يشع لجمال ,ومدينا�خلقته عقدة بذلك .متجاوزا

" أن " ليذكرني الدحدوح يسميني كان السياق هذا وفي . في له وكانت بشاعته على تغطي لن النسبية وسامتي

المغني مقولة إلى تستند نظرية سيرج هذا الفرنسي." أبقى " ألنها الجمال من أقوى البشاعة إن غاسبور

حصل بشاعته في فبرغم كن ما فاتنات على غاسبورالدمامة ضفاف يتجاوز عندما القبح وكأن غيره ,متناولللغواية المثير الجمال من ضربا� النادر فيضه في .يصبح

يتجاوز منطق األمر في من. وكان يشرحه قد فهمي " , الجميالت النساء لندع بروست قول اآلخر الطرف

ال الذين ". للرجال على يراهن مراد كان لذا لهم خيال , العوانسوالنساء خجل محطما� اإلناث الرصينات خيال

الفاضحة بممازحته .بمباغتهن

, له ضربت الحقا� به لقاءاتي أحد , في الرواق في موعدا . بين نتجول كنا معرضزيان بزيارة اهتمامه أبدى أن بعد

واألبواب اللوحات الجسور فكرة معظمها تتقاسم التي , إلينا انضمت عندما المواربة التي العتيقة فرانسواز

, . وجد كيف بتردد تسأله راحت ذلك قبل بها فته عر�حديث. وبعد ثقافته المعرض سعة استعرضفيه جدي

فجأة أضاف :الفنية - , وأدري زيان وجع أفهم تحملها كجزائري التي المأساة

وهذه, الممدة الجسور هذه في أجد كمتلق لكني لوحاته. األبواب أختار أن لي كان ولو أنثويا� � رمزا المواربة

المعرضلسميته لهذا ".النساء " عنوانا�فكرته يشرح عجبنا أمام :وراح

تقبع - الذي الغشاء هو الموارب أنوثة الباب كل خلفه . تلك ليسسوى منه مشروع هو ما االنتظار بقيد مغلولة

األبدية , الدعوة هو, فذلك المغلق بعضه أما للولوج .. للنساء أعرف لم لذا لإلغواء الصارخ � التمنع عصيا بابا�

. بالصبر يتواصى وقت قضية إنها االنفتاح .على

أنا علينا . نزل بارتباك شعرت مفاجئ صمت وفرانسوازذلك. أمام باالنفتاح أبوابها بدأت كأنما الرجل أنوثتها

البدء في اهتماما� توليه تكن لم .الذيبذلك مراد جاء أين من أدري , ال فقد الفرويدي التحليل

. مرة ذات إنه حتى شيء كل الجنسفي يقحم أن اعتاديقنعنا عن راح دفاعا� سياسية مرافعة أثناء

استطاعوا, ما العرب ككل الجزائريين أن الديمقراطية, المذكرة الشعارات تلك غير االنتصارات من ينجزوا أن

االستقالل فحولة أجل من , فدفعوا بينما البشر ماليين. , بنسائهم استخفافهم المؤنثة بالشعارات استخفوا

هوس كان كلمات " ولذا بتذكير المطالبة في مراد " إلى" " طريقها تجد عساها الحرية و الديمقراطية

العربي .اإلنجاز , لجيل زيان بانتماء متحججا� فكرته معارضة حاولت عندما

يرى , ال قال الطريقة بهذه :األمورلن - وأنت شعورية ال أحاسيسودوافع وليد اإلبداع

, تدري بلوحة, مبدع يعني كان ماذا اجتهدت مهما أبدا�نظمها بقصيدة أو .رسمها

:قلت -. , إليك إيصاله أراد ما تدرك المبدع حياة تعرف كنت إن

السري المفتاح هي .ألعماله حياته � متهكما النقاشقال بنا اشتد :عندما

يمنعون, - الذين تحارب كيف إن بربك الرأي حرية عنكلوحة؟ " تفسير في معك تطابقي ترفضعدم كنت

هي الفن في حقيقة الحقيقة نقيضها يكون التي".كذلك

, بضرورة قناعة على كنت برأيه قناعتي من إبعاد أكثر , كنت ما علي يفسد ال حتى فرانسواز عن الرجل هذا

, أنه خاصة شهر منذ له في أخطط جلسنا عندما ذلك بعدما, لي يوضح الجدية من يخلو ال بمزاح راح المقهى

, يعتقده أجناس من يقابلها وما األبواب نوعية بين شبها�مثال. األوربيات يرى فهو الزجاجية , النساء كاألبواب

, بينما منها اقترابك حال تنفتح التي العصرية للمحالتخشبية تشهر كأبواب وقارهن وجهك في العربيات

ومحصنات منيعات أنهن إيهامك لمجرد من . سميكة وثمة , اللولبية, األبواب بطء يتبعن تستسهلهن ال حتى

تدور التي للفنادق تجتاز الزجاجية كي كاملة دورة بك ! يحتمين وأخريات بخطوة تجتازها أن يمكن كان عتبة

عصري , بباب ولكنهن, واأللسنة األقفال كثير مصفح .. عن كما الباب دواسة تحت المفتاح لك غير يتركن

.قصد . يكره كان لكنه أكثر ال صبر قضية إليه بالنسبة األمر كان

. مهانة حاسة إلى يحتكم كان موصد باب خلف االنتظارأمامه التي المرأة نوعية ليعرف خبرة , الفراسة وإلى

أن عليه األبواب من نوع أي اكتشاف اللصوصفي ! على وكنت استعصاءه , يتحدى معي بوجوده فرحي

, أن قررت حركة من حياتي إلى أدخله ما إلى وحاجتيلقاءاتنا التي, أجعل الفحولية لمناوراته تفاديا� متباعدة

فرانسواز حول تحوم .بدأت

صباح , في عن بحثا� الرواق قصدت التالي اليومذلك, على زالت ما أنها من ألتأكد كما القدر فرانسواز

إياي اشتهائها .من . لي يروق كان وال العابرة للمغامرات رجال� يوما� أكن لم

. كانت فرانسواز ولكن المصادفة شراشف في النوم , تعنيني وأصبحت لسبب .لسببين تعنيني

, رجل أجل من عاطفي شرود لحطة بها تعلقت أكون قدألي اإلجباري المعبر . هي اآلن لكنني إليه يوصل طريق

. مني يأخذها أدعه أال قررت آخر رجل بسبب أريدهاطبعي فقط من ليست جسارة يمتلك .ألنه

***

اإلحساس من تعفيني جميلة ذرائع حوزتي في كانالمواربة, لعروضها استسلمت أنا إن .بالذنب

تلك من مفر لي يكن لم الواقع الخبيثة في النوايا , متعة لك تضمر امرأة عليك تطرحها بريئة ألسئلة

هكذا.. أو كالمها شاهقة من .تستنتج, الجهنمية الشهوات بوابة واحدة بجملة فتحت فرانسواز

. وتركتني الحمم أوقفسيل كيف أدري ال مذهوال�لها؟, باالستسالم أم أبمقاومتها

أي � فأمام قائما ندمي احتمال كان الخيارين من .خيار , الجنسأن في عليك أسئلتك من , لتنجو � أحيانا تتغابى

المتعة نحو تذهب كونك إلى تتنبه ال تحتاج , حتى ألنكصغيرة خيبة أكبر إلى خيبات عن .تلهيك

, وفسقه غبائه إلى الجسد أكاذيب إلى تحتاج أنت ولذاشعور, دون من المسروقة النزوات تقصد كي وتناسيه

.بالذنباإلذعان إلى حاجة في , أنت لأللم تهيئك التي للمتعة

, إلى مستندا للموت يهيئك الذي المخدر اللذيذ ولأللمالموت " قول لمعرفة طريق ال ساد دي للمركيز عنيف

فاسقة بمخيلة ربطه من ".أفضل, وأنت لتوقظصخب المخيلة تلك إلى حتما ستحتاج

. تحتاج قهرا� االستكانة تعودت تضرم حواسذكورية أن . بنزوات المسكون أنت دوما� مؤجلة رغبات في النار

نحو صباح كل يذهبون لمواجهة, الذين يستعدون موتهم , � أحيانا األخيرة وباآلثام حينا� بالصالة .أخرى الموت

" كان " ممتع وقت لقضاء فرانسواز دعوة قبولي أن غيرفرحة , يحمل أن خشية قبل من أعرفه لم بذعر مشوبة

, . ذلك قبل إنني حتى اللقاء عند فحولتي بليلة, تخونني

تلفزيونية مقابلة في تقول شاهدتها أوبرا مغنية تذكرتالتي الليلة في � إنها مزعجا تعيشكابوسا� حفالتها تسبق

صوتها فقدت وقد المسرح على تقف نفسها فيه ,ترى , وتجلسفي مرة كل مذعورة تستيقظ يجعلها مما

, تطمئن كي أقصاه إلى صوتها لتجرب إلى سريرهاالنوم, إلى تخلد ثم . قوته

, المرضي الخوف وذلك الذكوري الذعر عمر بلغت تراني , األكثر اللحظة تلك في للفحولة مباغت فقدان من

, تريد الذي الشخص أمام لها بالذات؟ احتياجا� إدهاشه , لفرطصمت يدري ال مذعور أوبرا مغني هو رجل أكل

يختبر كيف رجولته أعضائه !صوت

االنفراد استعجالي وعدم تمنعي في وجدت فرانسواز ,� شيئا , بها � ومثيرا الصامت األنثوي للتحدي ومثيرا� مغريا�

. اعتذرت بعدما خاصة لالحترام عرضها أيضا� قبول عنبعض استضافتي في طيبتها من نابعا� كان أظنه الذي

بيتها في ., الوقت المكلفة اإلقامة مصاريف علي لتوفرنواياها حسن مثبتة :قالت

إضافية - غرفة الوقت عندي لبعض فيها يقيم أن يحدث , زيان معارف من ومعظمهم لباريس العابرون .األصدقاء

في الجميلة الفنون معهد مدير زوجة شغلها من آخروابنها زوجها اغتيل التي . الجزائر كانت المعهد داخل

ضحايا من المبدعين عائالت لدعم المعرض هذا فكرةبمبادرة في, اإلرهاب أستقبلها أن ارتأيت ولهذا منها

هذه بعد كبير نفسي دعم إلى لحاجتها .المحنة بيتيكانت التي العبارة قالت أنها تدري فرانسواز تكن لم

شيء بأي إلقناعي اآلن تكفي بعد علي .تعرضه � مندهشا :سألتها

بيتك؟ - في يقيم زيان وهل:ضاحكة أجابت

- . إلى , عاد فعندما بيته في يقيم من أنا شئت وإن أجللي ترك , الجزائر بعد عليه عرضت ثم طويلة لفترة البيت

. األمر كان لقد اإليجار معه أتقاسم أن يناسبني ذلك .� أحيانا يشغله أن مقابل البيت إيجار نصف يدفع تماما

باريس يزور . . عندما البيت فهذا حقا� محظوظة إننيعلىشقة, معقول بسعر العثور بإمكانك يعد ولم جميل

السين نهر على تطل !كهذه

. سألتها أسمع ما أصدق أعد :لمعلى - تطل الشقة ميرابو؟ وهل جسر

متعجبة :ردتزرتها؟ - هل

أنني أخبرتها لو مجنونا� سأبدو في كنت زرتها أن سبق.رواية

كاذب بهدوء :فأجبتهذا .. - أحب ألنني هذا قلت كان, ال لو وتمنيت الجسر

كذلك .األمر - .. تزور أن بإمكانك ولذا كذلك فعال� كلما إنه الشقة

الجسر ذلك رؤية في برغبة .شعرتبكبريائي مجازفا� فجأة :سألتها

الوقتفي - لبعض باستضافتي قائما عرضك زال أمابيتك؟

-� ..طبعاواصلت :ثم

-Oh.. mon Dieu.. comme tu me rappellesZiane c'est fou.. tout ca pour un pont!

." " . بسببجسر.. هذا كل يكن لم خطأ على كانت طبعا, وربما صاحت قد مادامت صواب على خطئها في كانت

بزيان" تذكرني كم إلهي ".ياهذا أن ... ذلك جسر مجرد لكلينا بالنسبة ماكان .الجسر:أضافت

افتتاح.. - سيكون . بالمناسبة يومين بعد معرضزيانهناك أراك أن .أتمنى

من ينتظرني ما كل في أفكر وأنا بعد أجبتها مفاجآت:اآلن

سأحضر.. - .حتما�

الرابع الفصل

, ذهبت حضوره بعدم درايتي معرضه برغم افتتاح لحضوربإستهالك, يغريني ما األمر في كان فقد الفردي

الحزن كهذا احتياطي لحدث به أحتفظ .الذي

. ال األمر األول لقاءنا علي� أفسد الذي هو مرضه أظن ال , لو حتى موعدا� يخلف أن في بحقه الرسام احتفاظ يعدو

زفاف حفل .لوحاته كان, له معرض افتتاح يوم حضور يكره أنه قالت فرانسواز

وأضوائه بضوضائه . ألنه صبر من له عاد ما للغرباء يومشعائر حضور على يحرصون من ومسايرة مالطفة علىبعضها, أخذ أعمال تأمل على حرصهم من أكثر االفتتاح

. أنه بل الرسام عمر من , أعواما� معارضه أحد في حدثتعليق أمر الرواق إدارة مع تتولى أن منها طلب أن

, اللوحات أن يكره ألنه الجدران على أماكنها واختيار , بعد نفسه زيارة يمكنه حتى لوحاته كغريب يعلق .ذلك

, البياض سوى له مالذ ال األبدي الهارب .هو . أيكون أراد ما له لإلنسحاب كان ذريعة� يجد تمارضكي

الحقيقي؟.. المرض براثن في فسقط المتعالي

. في , تخفت األول لونه يأخذ شيء كل الرسام غيابوأناس الضوء لفراشات المظللة إمتهنوا البهجة

, . بإفتقاد بالفقدان شعور ينتابك طقوساإلفتتاحات . يجتاحك بعد تمتلكه لم لن شيء رجل أجل من األسى

.. غيابه, المريع غيابه في حضوره عنه يحجبك تراه.الرائع, رجل , أن حضوره فهم يساء أن يكره أنه الحقا� ستدرك

. أن ذلك كالمه تفسير فن " يساء يجيدون ال الرساميينالوقت. كل صامتون موسيقيون إنهم ".الكالم

هنا , , وهو في صمته على مغلقا� مركون أسود كبيانو , الصاخب بغيابه ازدحمت بلوحاته تضج �,, صالة مبعثرا

, المنهطلة, نفسه كغيوم الجدران على متدفقا� متناثرا�الزوار .على

, ال الخسائر يواجه وهو معه تتعاطف أن إال تملكبعثرة. فن المعرضفي هذا أن ذلك على بفرشاة الحزن

, ليسسوى اللوحات بها تصهل التي واألبواب الجسورللخسارات اعتبار .الجميلة إعادة

تزداد , كانت واحدة فكرة المعرض ذلك غادرت عندما : أن داخلي بيت رسوخا� حتى الرجل هذا طيف أطارد

, يتقن, الذي هو سره لملمة تباعا� أواصل كي فرانسوازالغياب بعثرة فن .أيضا�

***

, الفندق, غادرت رواية في بطال� كنت لو كما تماما�, الشهر يقارب ما منذ فيه أقيم كنت الذي الصغير

بيت نحو مفاجئ لسفر حقيبتي ليس وأعددت أظنه كنتكتاب في إال !موجودا�

, , مع جسر يشطرها مدن مع الجسور مع أنا نساء متعاقدعبور أهبة على يكن� أحل .حيث

, الهزيلة الشك خيول على أذهب العشاق صوب, بذرائع , . ذاكرة فوق شرعية غير مستوطنة أقيم بيته هو بيت

الرسام, هذا التقى حيث الكاتبة اآلخرين تلك مع .حتما�

للكآبة معتقال� تدخل كما تدخله بيت ذبذبات ترصد كيف.الجميلة

. , كتاب في بدأتها حياة فتستأنف األمكنة ألفة تفاجئكموجود اآلخرين كأنك حياة .الستئناف

. � مكتوبا كتابا� تفتح كما تفتحه رواية في كبطل تدخله, على , أن من لتتأكد فيه شيء كل متلمسا� برايل طريقة

, لتتأكد باألحرى أو حقيقية تعيشلحظة األشياء أنك. وهمي, بطل مع التماهي لمواصلة هنا ولست حقيقية

أنك لك تومي لحظات . أشياء كذلك ليست وهي تعرفهاكذلك ليست وهي عشتها أنك .تتوهم

أن تظن , وكنت لك يلفق بكتاب فإذا كتابا� تلفقك الحياة : الذي. القارئ األحزن فيك فأيهما عليه حياة انطلت

خديعة عليه انطلت الذي العاشق أم الرواية؟ خدعةمؤلفتها؟

أنت تفعل ولماذا غريب بفرح دمت ما إذن؟ سعيد , , رمم تضاجع حب جثة تعاشر ألما� األكثر األشياء األشياء

بخيانة, يشي عما المهملة التفاصيل في باحثا� الفاضحةأحببت .منحاجتك .. أهي أم األدب؟ على تذاك� أم للذاكرة؟ معابثة

على النوم إلى كحاجتك تغار؟ علقت أن أسرة , األغطية إلى كحاجتك سبقوك رجال رائحة بشراشفها

امرأة, للهاث صدر الخفيفة على أنفاسها استعادت ,� وحيدا عليها تنام وسادة على البكاء إلى كحاجتك ,غيرك

لرأسين وسادة .وكانت . حيالها تستطيع ال متأخرة غيرة عاجزة غيرة من أسوأ ال

� .شيئا

, التوقف وقررت المخدوعين بكآبة أصبت متى أدري الذلك التفتيشفي , عن حاولت أن بعد شيء البيتعن

" شيفرة, " أفك أن هولمز شارلوك طريقة على كثيرا�الكتاب, ذلك بموجودات تفاصيله مقارنا� .الكتاب

أقيم كي األشياء شفاء عن طويال� � بحثت حوارا معها, , احتماالتخالف عن لقاء احتماالت عن بحثا� استنطاقيا�

تكون قد متع ما عن مكان في .اختلست , " أريد " كنت سقطت لطائرة السوداء العلبة أمام كما

أعرف . أن الكارثة حدوث قبل العشاق قالها كلمة آخرمكان أي في الحب؟ ذلك هوى علو أي في من بالذات؟

تلك من نجا وهل المحبين؟ تبعثرتشظايا غرفة أيذلك غير العشقية الكتاب؟ الكارثة

, , الغرفة في االحتفاء من بكثير وضعتني فرانسوازلغرفتها كان , المجاورة التي الغرفة أنها موضحة

. مازحة بلهجة أضافت ثم كمرسم زيان :يشغلها. أنت- شهرين: قل أشياءك تفرد أن بإمكانك محظوظ

السرير , هذا حتى مكان كل في اللوحات يكن كانت لملالستعمال .صالحا�

� متعجبا :سألتهابها؟ - فعلتما وماذا, شارك- الخيري الجماعي المعرض في ببعضها زيان

معرضه في لوحات من حوزته في بقي ويعرضماالخيرية للجمعية ريعه نصف يذهب الذي الحالي الفردي

إقناعه. عبثا� حاولت . نفسها � دائما إنه بعضها بإبقاء, واحدة. لوحة بيع يرفضلسنوات كان أحيانا� متطرف

.. وهذه . لم تصور منها واحدة على يبقي رفضأن المرةالجدران على المعلقة اللوحات سوى يكن , تبق لم ولو

. . أن أراد أظنه المرض لعله للبيع لعرضها إياها أهدانيوهو , يتخلصمنها ال لمن لوحة ووجد الحياة قيد على

. قول يردد كان زهوه حائط على يعلقها أن سوى يعنيهعندما " بل تبيعها عندما لوحة تفقد ال أنت آخر رسام

جدران على يعلقها لن من حائط يمتلكها على بل قلبهاآلخرون يراها أن قصد ".بيته

هؤالء يد في يقع أن من خوفه جعله , ربما الذي هو , سيشترون الذين أن من واثق ألنه للبيع جميعها يعرضها

أو, الرسامين لوحاته هؤالء لكل المعروضة اللوحات , ,� حتما هم والجدد منهم المعروفين أناس الجزائريين

لبعضهم القليلة اإلمكانات رغم كبير .بقلب

غرفة في تحتفظ فرانسواز التي كانت باللوحة نومهاسنة زيان لها مرة 1987رسمها أول عليها تعرف عندما

في الجميلة كموديل الفنون .معهد , تعود حياء مسحة من تخلو ال الرسمة كانت عريها على

� , حتما , التعري تحترف كانت المرأة ال زيان لريشةلوحة من بأكثر نومها غرفة جدران تحمل وتغطي

آخرين فنانين .تواقيع . أنثى لكأنها رسام يملها ال امرأة فرانسواز لي لكل بدت

, كنت. وأخرى لوحة بين اختالفشخصيتها لفرط فرشاةإلى نفسك تسلم وكأنك معها النساء تشعر من .قبيلة

, لي كانت وال يغريبني ما األمر في يكن لم ذلك رغمأدخل أن . رغبة إليها سبقوني الذين الرجال مع تحد في

, في انتقائيا� رجال� الجسدي جوعي على كنت فقد , على الثوب بانحسار المولع أنا متعتي في كما حرماني

, جسدها في وجدت ما متوهم مكمن جسد المكشوف.فتنتي

. " ثوبها " نصف انزالق في فينوس كـ امرأة أريد كنت. أكسو امرأة, رغبتي حسب اآلخر نصفها أعري أو نصفها

, بإصالح أتكفل عاهر ونصفها طاهر إفساد نصفها أو . أقيسرجولتي كنت فيها نصف فبكل نصفيها .أحد

بهذا . فرانسواز للرجولة, سيئا� اختبارا� كانت المقياساآلخر أحدهما يعاشر بفصلين امرأة ربيع: كانت أمامك

. , وكانت الشاحبتين وخريفشفتيها المحمر شعرها : كيف ثغرها األولى تغريني مشكلتي ال امرأة أضاجع

بتقبيلهما؟ الرفيعتان شفتاهامواجهة في شجاعتي أجد في كنت بالتفكير شفتيها

. كان, مثلي أخاله ذلك إلى سبقني حتما� الذي زيان. يعاشر قبلي, اكتشف فهل حياة مستحضرا� فرانسواز

زيف من بؤسا� أكثر القبلة زيف !المضاجعة؟ أنبأشباح, مزدحما� األول الموعد ذلك في السرير كان حتما�

سبقوني �, من محاوال بذلك أشعر كنت ووحدي إليهذاكرته .استنطاق

الخطايا فيها تراكمت ة قاعدة , أسر� خرق منها تتوقع " قانون. " يكسر أن المخدع لذلك تريد أحقا� الكتمان

وينطق؟.. الصمت, , , حللنا حيث دمنا ما علينا الله نعم إحدى ة األسر� صمت

عابري .سرير جميعنا , يبتكرا ولم مرة ألول يلتقيان جسدين ارتباك أدري

. لكن بعد المشتركة نملك لغتهما كنا ما أننا واضحا� كانللتحاور نفسها .األبجدية

لحظة تصرخ امرأة أكره صراخ. كنت كل ففي الحب . أعرف ال كنت النسائي الغش نوايا من تخلو ال مراوغة

إال . للمتعة , فال: عليها يغمى أو امرأة تبكي أن احتمالين . كطائر اإلغماء وعي بلوغ دون جناحيه متعة فارد محلق

. شاهقة غيبوبة حالة المتعة خفقا� لتحليقه يسمع وال.الصمت. كانت توحد لحظة كائنين تعرفصمت ال فرانسواز

, , كأفعى تتلوى تنتفضكسمكة كقطة تموء ,كانتمواجهة الشرسفي العصيان ذلك تختبر وكلبوءة

. وكنت. الكائنات إناث كل كانت يدري الذكورة ال رجال�الجامحة المهرة لتلك لجاما� يتدبر .كيف

فرانسواز مع للحب . كان وكنت المجففة الفاكهة مذاق , تدخين إلى مهموم رجل حاجة وحدتي إلى فجأة أحتاج

الفناء سيجارة . في . جرداء شجرة كجذع عاريا� أرتعد أنا وها الحب .انتهى

كآبة أكثر , ال رغبة تعتريك بعده فيه حب ال حب فعل من . المرأة األولى خيانتك إنها البكاء في تكون ملحة قد

. من حزينا� لست وأنت كثيرا� الحين ذلك منذ خانتك . بعد.. أجلك من بل , أجلها فجأة تشعر المتعة تلك

, هو, ما تدري ال ما شيء ينقصك .بالخواءأنك تظن , كنت , كما ستمحو تلك األولى بنزوتك

, . كما, ولكن األلم زرقة من بك علق ما آثار لو بإسفنجة , إذا الطباشير من لتنظيفسبورة إسفنجة تمرر كنت

ضبابية اللوح تزيد � بك .وتلوثامعاشرة عن حديثها أثناء مرة قالت التي هي أليست

": أن بد ال مكرهة النوم " زوجها غرف أبواب على توضع " شارات بعضاألماكن في توضع كما التلويث ممنوع

نحب.. لمنع ال بمن دائما� نلوث أننا ذلك ".التدخين

كنت ولماذا إذن؟ الحب مارست أالنك لماذا عجل؟ على , تعد لم السرية بمتعته مكتفيا جسدك عاشرت ما لفرط

مع التعامل غيره؟ تعرف جسد

ستة عربي فيسجن قضى الذي الصديق ذلك أذكربتهمة عاما� , عشر في تزوج محظور حزب إلى االنتماء

, وانتظرته أحبته محامية من األخيرة كم. األعوام طويال� , ال جميل حميمي النفسبلقاء يمنيان قضيا األعوام من

للحارسحق فيه متعتهما يكون وشوشة !التلصصعلى , , . عيد ذات فجأة هكذا الرجل سراح أطلق يوم وذات

. صرة مع السجن أمام به ألقوا الحرية يهدوه أن قرروا . يدري كان وما بؤسمتاعه األقبية تضم تلك في أنه

, عندما إال فحولته عنفوان األبد وإلى فقد قد الرطبةبولع , احتضن بها حلم التي المرأة تلك العاشق السجين� .طويال

, ارتطم الحرية لجسد تحسسه , أثناء عبوديته بعنةإلى تمت ال أحالم� معاشرة على قادرا� عاد ما أنه مكتشفا�

!بصلة جسده , الحياة أخفقت أن بعد انفصالهما بخبر سمعت مدة منذ

ألحقته ما ترميم عطب في من العربية المعتقالت.بحبهما

, تتوقع أن عليك الوفاء في عمرك هدر بك أثناء يغدر أن . ما, آخر لجسد فوفاؤك أعضاؤه لك تتنكر وأنت الجسد

فاضحة خيانة إال .لجسدك هو , سبات� في ندخل القلب خريف في يوم آخر بغروب

, مقتاتين عاطفي لشتاء� ومجزون طويل الذكرى بدسمنجمعه الشمالي القطب كحيوانات فتئنا ما الذي األمل

� الجليدية تحسبا البؤس .لمواسم .. السميك الفرو تحت اختباؤك يسعفك لن جليد ذات

.لألمنيات . تتقلصفحولتك.. الحب عن العاطل قلبك يضمحل رويدا�

التمتع من لم, العاطلة فيك عضو كل وإذا واإلمتاعاضمحل, قد .تستعمله

للحب الماضي في مدين أنك بإنجازاتك تدري وحده , ولى العشق زمن لكن الخارقة .الفحولية

علمتك السابقة يؤسس خيباتك حب االحتراسمن

, ." وهمك " مات آخر بعد حب األبد إلى كلمة على نفسهحد الموت, بحب حتى حب .الموت

االكتشاف هذا حول تدور اآلن مأساتك !كل

***

, البراد لملء المجاور السوق قصدت التالي اليوم في , في اإلقامة بإمكاني يكن فلم الغذائية بالمواد والتبضع

عليه, اإلنفاق بدون . بيتعلى األسبوع نهايات فرح مساحيق مكتشفا� أتجول كنت

� بردا المرتجفة باريس جزار , وجه محل استوقفني عندماالوردية الخنازير برؤوس الحديدية خطاطيفه يزين

حمراء , المعلقة ورقية قرنفلة أسنانها بين .حاملة , إهانة أهي متسائال� أتأملها للحظة أن بقيت للقرنفل

رأسكائن يتحول أن اإلهانة أم خنزير؟ فم في يوضعلدى مزهرية إلى جزار؟ حيا�

, جيراننا كان يوم السبعينات إلى المشهد أعادنيمن اآلتون , األوربيون ينفكون ال الشرقية أوربا

, التي األسابيع لنهايات ولهفة بحماسة يخططونفيها في يذهبون البرية الخنازير الصطياد زرافات

العاصمة مشارف على المنتشرة .الغابات, , اليوم أصبح مذ صيد بجولة القيام على يجرؤ أحد ال

والفؤوس بالسواطير مدججين ينزلون وأدوات القتلة , بين من البشر من ضحاياهم ليصطادوا الرؤوس قطع

, ويرحلون ل العز� مهمة القرويين البرية للخنازير تاركين , وإتالف بإفساد الحياة قيد على بقي من أرزاق قطع

...محاصيلهم , يأخذ الغابات في ومطاردته رأسخنزير اصطياد كان

آنذاك الصيادين اليوم من يأخذه مما أكثر وجهدا� وقتا�يعرف الذين القرويين من بأكملها رؤوسعائلة قطعفي صعوبة يجدون وال أكواخهم مواقع تماما� القتلة

كالنعاج .ذبحهمالعودة , وكانت الصيادين تمأل واحد برأسخنزير

. البشرية الطرائد صيادي لكن زهوا� آنذاك األوربيينوجودهم فرحة يضمنوا الرؤوسكي من كثير يلزمهم

, فهم للجرائد األولى الصفحات برؤوس على يشتروناألنباء وكاالت تتناقله خبر صدارة .اآلخرين

الرؤوس ظاهرة ولدت لإلشهار هكذا المعروضة البشرية , , حدث, التي كتلك للعبرة أو للفرجة وأخرى لالستثمار أ , زينوا أن الوقت من متسعا� وجدوا عندما الموت ألمراء

أشجار كما القرية أشجار , بها وفخخوها الميالد أعياد " رأس " قطف يحاول من أول في لتنفجر جاهزة لتكون

.قريبه

" يسقط " بسقوطها التي الكبيرة الرؤوس حرب في , وتلك التاريخ مطب في منها وطن يلزم التي الصغيرة

, لن التي النكرة وتلك جريدة في خبرا� لتصنع الكثير, يسمع , تتحسسرأسك أن إال تستطيع ال أحد بقطافها

باريس في جزار واجهة أمام وأنت من . حتى وتحزن, , طفولتك في يتفتح كان الذي البلدي القرنفل أجل

القرنفالت من ما, باقات الذي الشذى بذلك الصغيرة , � إكراما أعمارها قصفت مذ الورود في تشتمه عدت

المتحضر لقصابي .العالم , حالة وفي جائعا� فيها يتجول ميلر هنري كان مدينة في

" , " مبصر, غير التويلري حدائق وسط متنقال� انتصاب , عساها رخام من نسائية أجساد عريها سوى تغادر

, سوى أنا أكن لم تشرده فندق إلى وترافقه الرخاميأي في المعلقة كان, الرؤوس سبب ألي .مكان

, ) الليل ) أرصفة على المنتشرات بيغال مومسات حتىال هيئة عريهن في التلصصعلى غواية أمام يصمد

مع, أقيم أن شارعهن أعبر وأنا أستطع لم رجل , عالقة أية الفرو معاطف تحت العارية أجسادهن

تناقلت. آخر بمشهد يذكرنني كن فقد تفاصيله فضول . لو مشهد العربي البؤس لمومسات العالمية الصحافة

� ألجهشراقصا زوربا على , رآه رؤوسهن علقت لنساء , من تخرج ال عربية مدينة في البائسة بيوتهن أبواب

إال . حرب اآلتي الجيل يكبر وريثما أخرى لرجالها لتبتكر , من البيوت تفرغ كانت الشهداء , من أثاثها, ومن رجالها

, وأيتامها الحروب أرامل لتسكنها عيشها لقمة .ومنال . لكن .. الجميالت , تحزن ال األرامل صديق يا زوربا تهتم

. يزين إنهن يترملن ال الحروب الصغيرات سادة قصورلشرف. غسال� يمتن الفقيرات البائسات وحدهن العربية

مات, كما . الوطن رؤوسهن وبإمكان له فداء� أزواجهنيمثلن فاضالت ماجدات بمباركة قطعت التي الخمسين

, األبواب على معلقة تبقى أن بإمكانها النسائي االتحادلطهارة تأكيدا� كامال� , يوما� يعتبر كي قطعتها التي اليد

مقابل " المتعة مذلة بقبول جازفوا الذين الفقراء بهاغير", الدنيا هذه في آخر شيئا� تمني على وتجرأوا الغذاء

كعكة لتزيين جماجمهم القائد إضافة ميالد .عيدنترك جديدة مدنا� ندخل عندما أننا يعتقد من يخطئ

في , ذاكرتنا .� محمال مدينة يقصد يذهب حيث كل� المطاريتقاسمها, ال مدن في آخرين مع ويقيم بأخرى

, يراه وحده خراب في ويتجول معهم .بالضرورةالركن " هذا في بيتك خربت دمت العالم وما من الصغير

." قد تكن لم ولكنك حللت أينما الخراب فسيالحقكذلك بقول بعد حقيبتك, سمعت أن تظن كنت وال الشاعر

. كنت ما إال و الجماجم من الكم بهذا .سافرت محملة , كانت إن بعد تدري ال مازلت الذي أنت إذن فاكتب

فعل أم تستر فعل قتل, الكتابة فعل كانت إذا انفضاحانبعاث فعل .أو

الطغاة كل على النار أطلقت لو من, تتمنى لكن بجملة , فيه غرمائك كل نزال في بقلم الكاتب أيها تنازل

عروشمن على .الجماجم يتربعون

كلماتك تختار أن األوراق على تهجم أن قبل عليك كانمالكم , , بعناية قدر بأدنى القتلة إلى ضرباتك تصوب أن

. الموهبة تلك تكتسب أن المجازفة من موهبة. ممكن , , غير وراءته صاحبها إلىسالمة تسعى غيبية كتب كتابة

رواية تسببه بما , معني ال كاتب جبن وال أضرار من رديئة � ثأرا يوصيه أو حياته على يأتمنه أن لقارئ .لدمه يمكن

. .. وحده بكتاب العربي الدم لكل الثأر لتحاول تكون منأيها شبهة . الحبر لتنظيف أكتب الشبهات الجالسعلى

, � سالحا محارب ينظف كما العمر خردة من � مرآبك .قديما, . ساعته إال لك وقت وال الجاه من متسع للقتلة مازال

معصمك في بعده القوة .. تدق من يلزمها بما يدك تمد.للكتابة

, لتقصعليه الشجاعة تجد ال قد هذا بتلك وبرغم حل ما!اللوحة

, حتى مراد هاتفت فرانسواز عند إقامتي من يومين بعد, ال أن يعد باريس في عني بحثا� ويقعدها الدنيا يقيم

إخباره دون الفندق .بذلك تركت. الجديدة إقامتي عن تفاصيل إعطاءه طبعا� تحاشيت

في نلتقي أن عليه التالي واقترحت .اليومقال حين أبدا� توقعته ما الذي الخبر بذلك فاجأني لكنه

� لي :معتذرا . جرداء شجرة كجذع عاريا� أرتعد أنا وها الحب .انتهى

أن - أستطيع . لن ناصر بانتظار مشغوال� سأكون غدا� أراك . عندي لإلقامة ألمانيا من سيحضر المولى بعض عبد

غد.. بعد جميعا� سنلتقي شئت إن لكن .الوقتمصدق غير :سألته

ناصر؟ أي- - . أنه.. تدري أنت المولى عبد الطاهر الشهيد ابن ناصر

في سنتين منذ بانتمائه يقيم اتهم أن بعد ألمانيا . اللجوء حق على حصل مسلحة إسالمية لجماعة

إلى. السياسي العودة طبعا� بإمكانه ليس لكن هناكوالدته باريسللقاء إلى سيحضر ولذا لم الجزائر التي

.. . واتفقنا ألمانيا في مطوال� به التقيت سنتين منذ يرهاإلى مجيئه يبرمج كي أن شقة استئجاري باريسعند

, عدم يفضل أمنية ألسباب فهو عندي اإلقامة من يتمكنالفندق في .اإلقامة

, : ناصر مجيء خبر خبرين لي يزف مراد كان وهكذامجيء . وحتمية من يكن فلم والدتها رفقة أخته

إلى بمفردها والدته تأتي أن .باريس المعقولالمفاجأة صاعقة .أذهلتني

ما التي المرأة تلك ستأتي في أحقا� حياتي كان مفكرةمعها؟ موعد

أنتظر , عدت ما انتظارها لفرط بعدما .مجيئها ستأتي, , بيننا الوقت جثة فيهما تمددت االنقطاع من سنتان

شبيه شيء دوار, وجوارها لحظة أحببتها فقد بجثتيمظلة يفتح أن دون الفراغ في يقفز كمن عشقي

, , الهبوط يائسبنفسه.. يلقي كما أحببتها كما تركتها ثم . كنت أما أسفل إلى النظر بدون جسر ابن من

.. موت وطريقة حياة طريقة الجسور حيث قسنطينة!وحب

عنها يتخل لم التي , تلك , أن خشية عنها تخليت رجل يوما� " . من كان قد هجر رب القائل كأنني عني هي تتخلى

فراق\ خوف خوف كان قد وفراق ".هجر , من الدائم خوفي نفسه التخلي من إيالما� تخليها أكثر

.عني

مواقعهم عن دفاعا� يستميتون الذين العشاق عكس, ومكاسبهم لمن, وأترك أنسحب أغار عندما العاطفية

جديد من اختياري فرصة .أحبرجل . كنت أن لي كان ما بامتياز االختيارية الخسارات

رجل إلى امرأة تهجرني أن فكرة .آخر أتقبل. إليها سبقني قد أحد يكون أن فكرة أتقبل لم الذي أنا

إلى أطمئن أن لي كلمة كيف كل مع داخلي تزرع امرأةالشك من .حقوال�

كنت إن مرة ألول سألتني يوم أجبتها, أذكر :أحبها - .. أخافك أنني أدريه ما أدري .ال

التيه أخاف كنت الواقع , في ال فمثلها حبها سيلي الذييقاصصنفسه أن دون بعدها يحب أن لرجل .بها يمكن

إال, منها الخوف أواجه أن يمكن ال أنني فكرت يومها � هجرا عليها : . باإلجهاز اعتماد آخر احتمال ثمة وكان

. فقد جميل كتاب داخل الرحيم القتل في طريقتهاأن . حدث بحرص انتقتها أشياء بالكتابة يغري ما أهدتني

المدرسية اللوازم اختيار على دخوله أم يوم لطفلهاالمدرسة إلى .األول

, صادفتها بأسبوعين الحق عبد موت بعد مكتبة وكنت فيلتبعث بريدية وطوابع ظروفا� تشتري قسنطينة في

ألمانيا في ناصر إلى � . رسالة دفترا بيدها تمسك كانت . سألتني, تحرشبها ألنه اشترته إنها مازحة قالت أسود

:فجأة - , جميال�؟ شيئا� ستكتب هل إياه أهدينك إن

:قلتسأفعل - أظنني مني .. ال أكثر إليه .ستحتاجين

, منه تطلب البائع إلى توجهت اهتماما� جوابي تعر لم. " عدة بها تمدني وهي قالت معين نوع من سيالة أقالم

" قالت لو كما كتابا� منك ". " أريد فهل طفال� منك أريد , � زوجا امرأة تستبقي كما بكتاب تستبقيني أن تريد كانت

الطويل؟ بطفل؟ للفراق تهيئني كانت أمما مراوغة متوجسا� :سألتها

هذه - مناسبة الهدية؟ ما

مازحة :ردتعيد . - أنه سأفترض مناسبة نخترع أن شئنا متى بإمكاننا

المرات.. من شئت متى ألدك إني .ميالدك , أبوتي كخدعة الجميلة خدعتها األمومة .لها كانت

وقالت بالدفتر :أمدتني -Bon anniverssaire!

األمنية هذه تقول أن بإمكانها يكن أو لم بالفرنسية إالتعبير.. وال صيغة الجزائرية اللهجة فليسفي بالفصحى

أن . بإمكانك تفيض بينما سعيدا� ميالد عيد ألحد به تتمنىالتعازي بمفردات اللهجة .!والمواساة هذه

. يشرع لكتاب بداية تصلح وجدتها للفكرة ضحكتيوم كتابته في . جزائري � شيئا أكتب لك لكنني ميالده عيد

, أمره نسيت والذي إياه أهدتني الذي الدفتر ذلك على ." إال " عليه أعثر ولم مازافران في لإلقامة ذهبت عندما

, أنني واألصح قريبة مدة عنه منذ بحثت الذي .أنا , أن, بد ال بل وأقالما� دفترا� أحد يهديك أن يكفي ال لتكتب

. هذا كتابة ألستطيع وماكنت الكتابة حد إلى أحد يؤذيكزودتني, أنها لوال . الكتاب ال فنحن للكتابة الالزم بالحقد

ضده , بل أحد أجل من كتابا� .نكتب

. دفترها هذا. وكل معصمي في يده وساعة أمامي . وأنا متناولي في الورق ببياض المكفن أكتب الوقت

, بالشراسة معها سرا� الحب أمارس كنت كما عنها , يأتي. كان الحلم في ألنني نفسها عنيفا� إياها اشتهائي

, الفسق ذلك ينتهي كان وعندما اليقظة في أرفضها, , الحلمي � سرا ويجهشجسدي باسمها أصرخ كنت

, كل, أكره لساعات يدي وأكره أحزن ثم أعضائي بالبكاءبأمرها تأتمر .التي

. الورق على أستحضرها نفسه بالعنف أكتب إياها ,باليدعري لمواجهة الفحولة من الكثير يلزمني أنه ذلك

أنثى. مقاربة في ينجح لم ومن يعرفكيف , البياض لن . . البعض الحب نمارس كما نكتب فنحن ورقة يقارب

كيفما عنوة الكتابة ال. يأخذ أنها يعتقد واآلخر اتفق , � لبنا تدر ال التي كالناقة بالمراودة إال نفسها إال تمنحك , أجل من مالطفتها في أعواما� فيقضي إبساس بعد

كتاب .إنجازأن لك كيف , لكن , عندما قارئا� وتجامل ورقة تالطف

, � مصرا موجودا� عاد لشخصما الموت إيقاع على تكتبحدث بما إخباره .على

! ؟ حزنا� األموات يزيد الذي العلم نفع ما

, كانت ولكن وجميلة هادئة بدأت قد فرانسواز مع حياتي , الصمت ذلك يؤثثها شغف وال لهفة يلي بدون الذي

, , تحت المدفون الندم الصامتة الخيبة تلك الجسد ضجة.الكلمات

صباح ,, كل , سيجارة يدخن حماما� يأخذ الجميل الندم كان . الندم الشاحبتين الشفتين على قبلة كان يضع الذي

, يلهو كان السوء سرير من أفضل الوحدة أن يدري , كما جديد سرير . باختبار النوم عادة فمن ندمه ليكذب

, أنه نفسه يقنع كي وبعده الحب قبل كثيرا� يثرثر أن� ليس ليسحبا ما على !نادما�

. , ربما فرانسواز أجد فلم التالي اليوم في استيقظنالمعهد إلى باكرا� نهضت .تكون

, األنثى فينوس مع الصباحية قهوتي أتناول أن قررت . في تلك وقفتها في كانت بالبيت الموجودة الوحيدة

حقيقية امرأة بحجم الصالون من كأنثى , ركن تبدواألنثوي التبرعم أهبة على الجميل نعاسها من تستيقظ

لهفة, تنتظر , األخير لتسقط, عينيك من أوامر أو يديكامرأة وتصبح أرضا� .مالءتها

ذلك أشياء مثل , كانت الحقيقة, نصف تخفي البيتثوبها تحت عما بالبحث يغريك بانسياب ملفوفة

.الحجري , ألنها اقتناها الذي هو أنه سوى عنها تعرفشيئا� لن أنت

والمرأة. بدون أنثاه يعيشمعها أن بإمكانه التي . أن, من يمنعها لن ذلك ولكن عطبا� منه أكثر إنها عقد

واألشهى األشهر األنثى .تكونإلهاب على القدرة لها إن قال رودان يكون أن وأفهم

, . االبتسام دائمة هي الحياة بهجة تمثل الحواسألنهاصباح كل رائق بمزاج الحب, . تستيقظ إلهة وهي ألنها

. مترفعة, بشهوات أنثى إنها برجل تتلوث لم !والجمال� كشجرة حتما عمرهن يقضين نساء من أسعد هي

, يتكرم أن انتظار في الصالون تزين التي عليها المطاط

... أسبوع كل مرة بالسقاية البيت !صاحب

قضيتفي الوقت من كم . الأدري معها التباسجسديأنوثة جمالية أتأمل رغباتها؟ جغرافية في نظري أجيل

شيء كل بلغز تحيط .فيها , الساعات من الصامت الوقت من كثير المصور حياة في

تلك, ومن الصورة المهملة تسبق التي البيضاء .الحياة , للحلم وقتا� عنده يخلق المتيقظ الضجر ولذا, ذلك

.. حركة أو شجرة تأمل في ساعة يقضي أن بإمكانه . أو نافذة بستائر العابثة بحري الريح منار انعكاسضوء

.. , تأمله في ساعات أقضي كنت الذي كذاك البحر علىليل ".مازافران " في

كما الجمال اإلحساسأن فينوستعطيك وحدها لكن , كانزالق والبهجة , الحب تكون قد أشياء الحجري ثوبها

, , وتأملت الركضقليال� عن توقفت إن قدميك .الحياة عند , أجمل, معها قضيته الذي الصباحي الوقت ذلك كان ولذا

قضيته ليلي وقت غيرها من .مع . الشامتة األشياء ككل ذلك بعد استنطاقها أحاول لم

البيت ذلك في . . صمتا� أن ماجدوى أكثر تقول لن هيمخادعة؟ اعترافات منها أنتزع

غريب منها قريب أنا . حيث وحده, شيئا� أرى لن عليهايرى .شكي

القدرة فقدت باألشياء األولى خلوتي . في رؤيتها علىأصبحت استنطاقها أثناء أنني فهم تلقائية حتى فقدت

. لقد ذاكرتها بها, .. بعض العابر الشيء بي وإذ شيأتنيالشاهد. الثابت المقيم الكائن وهي .علي كغيري

فينوس تركت أمامها الشارد الذهول من ساعة بعدأكتشف الشرفة إلى تحية وخرجت وألقي المنظر

ميرابو " جسر على ".الصباحالكاتبة تلك رواية إلى في استنادا� إال تصدق ال التي

أنهما, من األقل على واثقا� أكون أن بإمكاني الرواياتهنا مطر وقفا ..ذات

, , الجسر من مرأى على هنا طويال� قب�لها وأنه اليوم كماقرأ أن السياب بعد قصيدة من شيئا� .عليها

على ائتمناه جزائريين قبلة يذكر الجسر زال حبهما؟ أماأرواح على يؤتمن لم نهر يجري األبديتين قدميه وتحت

أكتوبر ذات عشرات 1961 الجزائريين طفت عندمامكبلة؟ إليه ألقيت التي الجثث

لغير ذاكرة للسين أن مجراه لو .الحزن, والسجون المالعب بهم فاضت معتقل ألف عشر اثنا

وغريق مفقود الجسور وستمئة فوق قدرهم توقفتعبر وهي الطافية لجثثهم النظر تول لم التي الكثيرة

.تحتهامع ود عالقة إقامة على الرواية تلك في خالد عجز أفهم

المنظر .الجميل هذا. " معه " خالف على أنا وال السين نهر على عاتبا� لست

المياه كل فذاكرة من بجثث العصور عبر المحملة , يمكنها, وال الهويات بين تفرق أن تستطيع ال األجناس

سنة ألقوا الذي الفرنسيين جثث بين إلى 1789التمييز .. وجثث الثورة باسم النهر ألقوا هذا الذين الجزائريينبتهمتها قرنين مسافة على .إليه

اتجاه في دفعتها .المصب جميعها , النوايا في سوى أشك وال األنهار براءة في أثق أنا

. في شكي للجسور . الطيبة للثورات الكبيرة الشعاراتخطبائها أحد اسم الفرنسية الثورة أعطت فعندما

كان, ما لجسر خدعة األمر .فيجملته ليقول الفرنسي البرلمان وقففي الذي ميرابو

على " الشهيرة إال نغادر ولن الشعب بإرادة هنا نحن ." قرنين بعد أنه يدري أكان الرماح � أسنة شاهدا سيكون

آخر؟ شعب إرادة ضد حرب على , بقاطرة أمضي أين دار غير النافذة عمري أغلقت

. على شرفتي تطل أحل حيث اآلخرين بأحزان المزدحمةفي. هنا حتى بي وإذ ال, فاجعة جوعه لفرط كمن باريس

. تعاستي أصنع العامرة الحياة مائدة إلى الجلوس يعرف,. من الحرمان ذاكرة من وحينا� حينا� الفقدان .ذاكرة

, الحي أكتشف ونزلت حماما� خالد أخذت فيه أقام الذياسمه. زيان استعاد بيته دخلت مذ أنني ذلك لسنوات

كأبطال, من األول شيئا� دائما� يلتقطون الذين إستر بول , آثاره, أتعقب أخباره أتسقط كنت أجمع. الطرقات

, , يكون قد مكان كل سائال� متقصيا� الشوارع في غباره , � مستعينا شيئا� له , عنى � دليال كانت لو كما الرواية بتلك

زيارتها إلى سبقني لمعالم .سياحيا�

أختبر , كنت سحره على وأسطو رواية ببطل االفتتانأمر حيث معه .متماهيا�

آثار أتعقب حب؟.. أكنت رائحة أتشمم أم رجل

. كنت أحيانا� وبينه بيني واهية تبدو المسافات كانت . , في أثره مقتفيا� هو كنت لو كما المواقف أعيش

والمعارضوالمقاهي والشوارع أضاجع . األسرة كنت . في مواعيد أعطي سريره كان سرير في نساءه

. أتأمل يرتاده كان الذي شرفة المقهى من ميرابو جسر , أنثاه, أجالس مطبخه في أعددتها قهوة أحتسي بيته

على, الرخامية النوم إلى أخلد المساء وفي المفضلة .. من وكثيرا� بعضرائحته عليه ترك أفكر. سرير أرقي

من سنوات منذ منعته التي نفسها المرأة تلك في طويال�أليساألمر. حقا�؟ النوم غريبا�

, ويأس االنتظار لهفة على زلت ما أجهلها ألسباب.اللقاءأثر تلك أقتفي كنت ما غيرها تعقب بذريعة التي المرأة

مكمن, على يدي اليوم سأضع فقد. سواها سرهاينام رجل مع موعدا� الموجعة الحياة مصادفات أهدتني

بمستشفى سرير يوجد ( Ville juive)في ال أنه ادعتكتابها في .سوى

ما غالبا� الروايات أبطال أن بسبب.. ذلك يمرضون!مؤلفيهم

, العالقة نوعية كان أيا� زيان مع موعدي أن أعي كنت , , في حدث هو عنه ستنجم التي والنتائج بعده ستتم التي

بذلك. له أستعد أن وعلي الحيطة حياتي من القدر ,� شهرا األمر مني أخذ أن بعد أفسده ال حتى العاطفية

مطاردة أتعرف في أن بضرورة إلقناعها فرانسوازالمرض.. سرير على ولو .عليه

الخامس الفصل

ورد باقة .وقصدته اشتريت . كرسحياته برسام يليق ال إنه األبيض اللون تحاشيت

اللون هذا أقل . إللغاء أبدو تجعلني أناقة أيضا� تفاديت , أدركه عاشق غيرة وتوقظ مرضه حضرة في لياقة

الشك فيسن .الحب . يصدق حتى بعضمقاالتي معي له أحضر أنسأن ولم

لزيارته بن , ذريعتي خالد اسم يحمل توقيعها أن خاصة.طوبال

الرقم تحمل غرفته تكون أن شيء كان , 8بدون فيها , رقم المرضى غرف فكل دنقل ألمل ديوان بآخر يذكرك

البياض مملكة .في " / / تاج أبيض المعاطف لون أبيض األطباء نقاب كان

/ الراهبات أردية أبيض // الحكيمات األسرة/ لون المالءات/ / / المصل أنبوبة المنوم قرص الشاشوالقطن أربطة

".اللبن كوب

. وطلة سمراء بابتسامة لكن البياض ضيافة في كانبعد قزح كألوان المطر مضيئة فيها توقف .ظهيرة

, األلوان من شيئا� واضعا� بحفاوة علي .بيننا نهضيسلم - ... تفضل خالد .أهال�

أرد كي أناديه صيغة بأية وال اسم بأي أعرف سالمه. لم � مرددا باحتضانه :فاكتفيت

سالمتك.. - ع الله حمد .أهال�ماذا بهذه متسائال� ليستقبلني له قالت فرانسواز تكون.الحرارة

. إذن هو ها .جلسقبالتيبأناقة كان العمر هم .يرتدي

, منذ المهربة القسنطينية الوسامة تلك وسيما� كانفي , قرون بعض سميكين بحاجبين األندلسيين جينات

عليه, يطغى زال ما رماديته على وشعر السواد, الشيء , ترك صامت تهكم نصفها أن بعدها أدركت وابتسامة

كأخدود غمازة على الجانب آثاره على الزمن نحتهافمه من .األيمن

اإلغراء في طاعنتان عينان له ,, وكانت منهكة ونظرة , للحياة ازدرائه لفرط النساء أحبته .لرجل

. به مسرع يهم ال عمره؟ صقيع, كم وينتظره الخريف . الموت. منتصف الجميل اليأس منتصف إنه الشتاء

لهذا, وهو , األول جاذبية. جاذبيته أوج في يبدو يبتسم . سأفهمه وهذا الكثير خسر ألنه الكثير يعرف � من .الحقا

, وتعلمت صغرت العالي لسريره المقابل الكرسي علىالمنضدة للسؤال الجلوسخلف .المنخفضة

تأخذ كيف خفيفا�؟ طرقا� الرجل ذلك ذاكرة تطرق كيفعن أجوبة , منه بذريعتها؟ جئت ولكنك تطرحها لن أسئلة

, بدون مريض غرفة في الكالم نافذة تفتح تبدو كيف أن , سرقة, على الموت تسابق انتهازيا� أو أنانيا� أو غبيا�

.أسرارهكمن :يعتذر قلت

- . في لقاؤنا يتم أن آسف كثيرا� الموعد هذا تمنيتالله. شاء إن تحسن المستشفى في .صحتك

� مازحا :رد - .. الشفاء على مستعص� صبر بي تهتم .ال

:قلتمن.. - كثير مع تواطؤ ولي الفنية أعمالك أحب أنا � بدءا

بوجودك, فوجئت عندما ثم باريسطلبت لوحاتك في . ذكرى مرور بمناسبة فأنا بك تجمعني أن فرانسواز من

أعد نوفمبر شخصيات ثورة مع مطولة حوارات مجموعة .. أنني إحساس لي التحرير حرب في ساهمت جزائرية

� سأنجز جميال حوارا� .معك � مبتسما :قال

- , . لنا بلغني ما حسب فنحن أيضا� ذلك االهتمامات أعتقداألشياء, من الكثير حب في ونشترك .ذاتها

ما لحظتها عنه أعرف أكن اكتسب لم أنه ألدرك يكفي , التغابي فن على وتدرب الحقيقة حدس زمن منذ

وأن, , .. " الذكي النساء" بها يعني كان ربما هنا .األشياءكي المسجل فتح أستأذنه وأنا رسمية قلت أعطي

:للقاء - .. التحرير حرب فأنتخضت كثيرا� ذاكرتك تعنيني

معارك .. وعايشت من لك بقي ماذا الفترة تلك وبطوالتالحقبة؟ تلك وأبطال رجاالت ذكرى

� رد :مازحا - . للبطوالت إال وجود ال مضللة ذاكرة تالحق أنت

البطوالت. � الصغيرة حقا ال نختلقها أساطير .الكبيرة .. بسالحك ال الضمير ببسالة تخوضها المعارك وال أكبر

الناس, فيها يستبسل التي هي المعارك وتلك بعضالتكيصنعون الذين النكرة , البسطاء الكبير النصر أسطورة

.. صحافي يسألهم ولن أحد ذكرهم على يأتي لن والذينسرير ماضيهم على .المرضعن

. حاولت حوارنا به بدأ الذي العكسي المنطلق فاجأني:وجهته مسايرة

-, الدهاة لها يخطط الثورات إن يقول من توافق لكنكويجني األبطال الجبناء؟ وينفذها ثمارها

, يعنيه فجأة أصبح الحوار وكأن جلسته من وأصلح ابتسمبعد رد الصمت ثم من :شيء

التي - الثورة هذه في تجربتي أختصر أن لي كان إنجميع القابلة, عايشت المقولة هذه فبتصحيح مراحلها

. لي بالنسبة اليوم عمر كل في تخطط , للمراجعة الثورة. السراق ثمارها ويجني األغبياء وينفذها األقدار له

عبر, . دائما� في, عدالة ال هكذا األشياء حدثت التاريخ , في أنصبتها بقسمة األقدار تتسلى الموت ثورات

, ربع, وشهداء األخيرة الساعة مجاهدي بين والغنيمة . أتدري األخيرة , الساعة في األخير الشهيد منظر عبثية

, حضرته؟ في الطرفان يتعانق عندما األخيرة المعركةصفقة فوق أول تبرم شهيد آخر .جثة

. ال مغلقة أجوبة أسئلته كانت صمتي مالزما� إضافة بقيت, , إليه يوصلني مدخل عن أبحث كنت لكنني عليها لك

ماض له كان إن أعرف في عساني خالد ماضي يطابق . � متعرجا طريقا� إليه سلكت الرواية :تلك

كيفعشت.. - .. وأنت ماضكان أي البدايات تلكماضيك؟

, يستخف بدأ عجوز كمحارب ساخرا� :بانتصاراته أجاب - , عن التحدث أحب المحققة غير القديمة لألحالم إجالال�

بصيغة كان.. الماضي الذي المغفلين ماضي في الجمع . " أما " أنا أكون أن نسيت أنا تقول أن فيه اليوم, عيبا�

, زعيم أي يتحدث أن الطبيعي من اللصوص فبجسارةبصيغة نفسه عن !الجمع عصابة

يضحك وهو األخيرة جملته .قال . الذي الحزن الهادئ الحزن جمالية له بالغة كان أكسبه

, أنه, أدركت ضحك إن كان بحيث التهكم وفصاحة الصمتمشاركته إلى .البكاء يدعوك

نفسه عن الحديث إلى ألعيده :قلتالجزائر - رسامي كبار كأحد اسمك أن لكن حق يعطيك

� ومتفردا فردا� .تكونساخرة بنبرة :أجاب

تكتسبه - ال الحق الشيخوخة ذاك بحكم وإنما بموهبتك , كنت.. كما تعود األخير السرير هذا تبلغ عندما والمرض

" " . الجميع: ألن أنا جديد من تصبح وأعزل وحيدا� بدءا�حولك من .انفضوا

أن , عليك , بالمفرد والتفكير بالمفرد الكالم على تتدرببصيغة تتحدث عمرا� قضيت الذي ألهميتك, أنت ال الجمع

" " , , لم األنا ألن ولكن تجلسعليه كرسي ألهمية والموجودة . تكن األحالم جيل كان جيلك أيام على

واحد, هدف أجل من والموت .الجماعيةتكن , لم , , الخيانة وال الوصولية وال األنانية أحيانا� تنقصنا

الرفاق قتل جريمة حتى .. وال السخرية تنقصنا كانتباالنضباط عليها محكوم نضالية حياة فجيعة تلك وكانت

من , والجدية ضربا� أيامنا على والحلم الذكاء جعل ممانقصفي. من أعاني وأنا زمن منذ كريات التمرد

هنا.. إلى القهر أوصلني ولذا !الضحك . قلت إليه الحديث أواصل كيف أعرف � لم :معلقا

- .. استطاع بما يواجهها كل الحياة .إنها:قال

يتخلى.. - كل . تقصد تركب استطاع حيث قناعاته عن , يترجلون خلسة رفاقك وترى للرفض البخاري القطار

, , الواحد � واقفا عمرا� فيه مسافر أنك وتدري اآلخر بعد . ماذا ولكن ينزل من آخر كنت وأنك إن تفعل أن بإمكانك

السريعة القطارات أيام على تولد !لمبنا يمضي الحوار , كان فسألته كالمه يوصلنا حيث :إلى

في.. - تمثل محطة أية رحلتك؟ والغربة:قال

- .. الوصول حتى أركبها قاطرة إنها محطة ليست الغربةقصاص, ما, األخير تنقصمنك كونها في يكمن الغربة

, . الصقيع ازداد احتضنك كلما بلد منها تأخذ في جئتحرمانك. إلى تعيدك تعطيك ما كل في ألنها داخلك

الغربة. نحو تذهب ولذا ... األول فتنكشف لتكتشفشيئا�.باغترابك

انكشفت؟ - وبماذا - . بهذه ال بعاهتي , انكشفت في يوجد بما بل تراها التي

تراه وال .أطرافها

, أنه لو كما الحديث عن فجأة , صمت � صمتا استطردبها البوح تريد ال أشياء عن نفسه إلى الحديث .ليواصل

أقاطع , لم . كأنه اليسرى ذراعي يتأمل رأيته بكلمة صمته . يملك أكان الظاهرة غير عاهتي حدس استشعر

بعاهتي؟.. يعرف كان أم المعوقينكالمه مواصال� :أردف

هذا - تفهم لن أحد . أنت فقد من إال يفهمه ال أمر هذاالخفية. " األطراف ظاهرة من يعاني وحده "أطرافه

. هو بل موجودا� زال ما المبتور العضو بأن ينتابه إحساسإلى بعضاألوقات في .. يمتد . يؤلمه إنه الجسد كامل

.. توجد ال يد أظافر تقليم أو حكه إلى بحاجة !ويشعر. كذلك غادرناها التي واألوطان فقدناها التي األشياء

. غيابهم منا اقتلعوا الذين . واألشخاص اختفاءهم يعني ال. المبتورة أطرافنا نهايات أعصاب في يتحركون إنهم

فينا .. , يعيشون .. كما تعيشامرأة كما يعيشوطن كما . .. وفي يراهم غيرنا أحد وال رحل الغربة يعيشصديق

, , وننفضح أطرافنا صقيع فيزداد يساكنوننا وال يسكنوننا � بردا !بهم

في كمن سرت بهدوء قالها كلمات قشعريرة جسدي .. فيصيبك نفسه على النار بإطالق .يتسلى

ليد كان الذاتية السيرة خالل من حياته لي يختصر ." يتم " إنه جسد ذاكرة ليتمها كيف. أصبحت األعضاء

هذا؟ أفهم ال أنني أعتقد . ذلك تقبيل في أو البكاء في برغبة الطرف شعرت

. خساراتنا تبدأ حيث هناك ذراعه من المعطوب.المشتركة .. إنه إلهي !خالد يا

, , فيحب لغته حب في الرجل ذلك حب في وقعتوانتقائه األلم على , استعالئه فيحب وجعه معزوفة

, من تشع ألنها جهد بدون لحظة كل جمالها تبتكر وسامة.. داخله الحد ذلك إلى أحبته قد حياة تكون أن وأدركت

� روائيا كائنا� ليكون خلق .لقد, كان يضيفه ما وإلى الكلمات جرس إلى التنبه دائم

, . فيأخذه سؤاال� عليه تطرح لجملة ويصوغه الصمت منك , بقوله غالبا� يبدأ آخر سؤال :في

..تقصد-

التساؤلية صيغته , وفي . يصححك هو جوابه يكمن تلك , , ال صوتك من نبرة أقل بصوت دائما� الرصاص بقلم لكن

, قلم . رجل فقط هو ليسمعلما� هو حوزته في أحمر" , الحقيقة تلك يملك كبورخيس التي" يسخر الهزلية

قبل من تعرفها لم متعة مجالسته من .تجعليتصفح وهو :مقاالتي قال

- " . بيد التجذيف هي الكتابة يكتب من كل أحسد تدري؟هذا" وبرغم . واحدة فقدت لقد متناولي في ليست هي

, يكون أن بد ال تبحر كي ألنك ربما اإلبحار في لك الرغبة . , توقفتعن الرسم حتى لي وجهة وال نحوه تبحر مرفأ

سنتين منذ .ممارسته, أمدني ذلك العاطفية نشرته عن بموجز هذا اعترافه

إلى " تعود أن بيكاسو قول تذكرت أن أنني أي الرسم, " عنده فنية مرحلة كل ارتبطت فقد الحب إلى تعود

في جديدة امرأة مرحلة. بدخول كل كانت وربما حياته . , كانت وربما حياته في جديدة امرأة بدخول عنده فنية

, خالل سألتها كلما حياة كانت فقد عكسذلك الكتابة � معا قضيناهما اللتين أجابت " السنتين تكتب؟ ال لماذا

للشفاء كيماوي وعالج الحب مع قطيعة إعمال الكتابةنفترق .. منه عندما ".سأكتب

:قلت - .. هذه كل رسمت قد تكون أال حقا� .الفترة مؤسف

:أجاب - , لدفع الحياة أمام الضعفاء وسيلة الكتابة كما الرسم

استقويت. األذى ألنني أحتاجها عدت ما وأنا المقبلشيئا. يملك ال الذي هو األقوى ال. بخساراتي ليخسره

. . على كنت أن يحدث لم سعيد رجل أنا تنغشبهيئتيالخفة من القدر قبل هذا مهما� كان بما واالستخفاف

.اليومكما العمر هم تخلع أن الحياة مساء في بدلة عليك تخلع

, تعلق أن اإلصطناعية أعضاءك أو ذراعك تخلع أو نهارك , وأن المشجب على . خوفك الذين كل األحالم عن تقلع

بقصاصأحالمهم ماتوا !أحببتهم

جاذبيته سر فجأة أصبح . أدركت كونه في تكمن كانتعليه. يخاف أو يخسره ما لديه عاد ما عندما .حرا�

� وهو محتكما يتصرف نفسه فاجأ كلما جماله يدرك , قبل, عاشمن كما اآلخرين لحكم ال وال. لمزاجه

. , خفته خفيفومفلس ألنه تحسده أن إال تستطيعأنفسهم الناس به أثق مما . اكتسبها وبإمكانه نفاق من

على يجرؤ لم ما معارف من يصادفه من لكل يقول أنمن .قبل قوله

� مادحا ينافقه كان الذي الموهوب غير الرسام في كرأيهالذي, والجار , أعماله خوف عن اللحية يجامله كان

, حياء عن اختالساته عن يسكت كان الذي والصديقالغباء والعدو أمامه يدعي كان الذي .المنافق:سألته

بعد - صديق لك يبقى أال تخشى هذا؟ أال:ضحك

- . من أصدقائيسقطوا ألخسره صديق لي كان ماتغادر. عندما كانت, القطار لشجرة ظهرك تولي وطنك

, . اختبار, الفشل كما النجاح � عدوا كان ولصديق صديقة, جيد , ضوءك ليسرق منك سيتقرب للذي حولك لمن

, والذي عيوبه كشف ضوءك ألن سيعاديك حين والذي , شرعية عدم إلثبات حياته نذر ينجح أن في فشل

.نجاحكعلى دائما� , الناستحسدك ألن الحسد يستحق ال شيء

, . يحسدونك الغربة على حتى متاعك سقط هو متاعهم� كأنما نقدا ضريبته تدفع أن وعليك مكسب التشرد

ليخسر, يدفع أن يحب رجل وأنا يعنيني. وحقدا� صديقا�بورصة في أساوي كم الناسوأعرف أختبر أن كثيرا�

العاطفية وهو . نخاستهم ثمينة صداقته لك تبدو البعضمقابل عنك ليتخلى مقال 500جاهز من يكسبها فرنك

, وإنما يحتاجه ال مبلغا� منك يستدين وآخر فيه يشتمك , أصبح وآخر منه لحرمانك أحسنت يغتبط ما لفرط عدوك

الرد " يمكن ال الذي الحد إلى كبيرة خدمات ثمة إليهبغير ". عليها تنكر من تعذر أن بد ال ولذا الجميل نكران

البشرية؟, النفس ضد تستطيع ماذا لكأصدقاء؟ - تعيشبدون وكيف - .. كبار أعداء على العثور همي أصبح إليهم لي حاجة ال

. تحت تنقنق التي الصغيرة الضفادع تلك بهم أكبر

في منازلتها إلى وتستدرجك من, نافذتك أصغر مستنقع . وتمنعك تشوشعليك لكنها للعداوة صالحة تكون أن

.. وتعكر العمل , من . حتى حقير زمن إنه حياتك عليك , بالنسبة مأساة ذاته حد في وهذا تقزمت األعداء قاماتفي جيوشفرنسا سنوات لثالث حارب مثلي لرجل

ضآلة.. اليوم أنازل أن تريدني كيف سيفك الجبال يترفعمنازلتها؟ عن

تعيشوحيدا�؟ - إذن أنت � مبتسما :رد

-� , .. أبدا صديق إني يحتاجني من لكل دائما� موجود أنا . فقدته صديق آخر لي صديق ال ولكن � الجميع شاعرا كان

االجتياح أثناء بيروت في سنوات منذ توفي فلسطينيا�أجد. لم المساحة اإلسرائيلي تلك ليشغل بعده أحدا�

. . ما مني ماتشيء معه داخلي يمألها كان التي الجميلةووجعي مزاجي مع يتطابق من .وجدت

أضاف ثم قليال� :سكتمرة - أول هذه . تدري؟ لكأنك ألحد هكذا فيها أتحدث

. هكذا ووسيم تقريبا� عمرك في كان لقد به تذكرنيانتقائه , مثلك في مذهل ولكنه معروف غير شاعرا� وكان

المستشفى. أغادر عندما بعض , الكلمات على سأطلعكحوزتي.. في زالت ما . قصائده

يعتذر كمن فجأة :قالأكون - , قد .. الكالم في ضنين أنا عادة كثيرا� تحدثت

أبناء " أحدهم حسب ".الصمت فالرسامونأمازحه وأنا :قلت

- .. الصبر أبناء فالمصورون تهتم ..!الوقد ابتسامة قال وجهه :أضاءت

- .. .. مثله تتكلم أنت إلهي يا هذا !جميلله أقول جميعهم.. " كدت المرأة تلك رجال ألن طبعا�

. ألودعه" وقفت شيئا� أقل لم لكنني ضمني. يتشابهون , وسألني إليه :بحرارة

المقابلة؟ - هذه ستنشر متىبمحبة :أجبته

, لم- .. أريد فأنا شئت إن ستتكرر لقاءاتنا لتنشر بعد تنتهبكل يحيط عميقا� .شخصيتك عمال�

� مازحا :قال - .. إال بكاتب التقيت ما عني كتابا� ستعد إنك لي تقل ال

كتاب في ذاكرتي أشالء يلملم بأن !وأغريته . قلت يعنيها أنه :استنتجت

. , ال- بالورق الوقت تكفين الكتابة كاتبا� لست أنا , االحتفاظ.. مهنتي مصور أنا , األبيض تثبيت الوقت بجثة

لوحة.. على فراشة تثبت كما .اللحظةنحو يرافقني وهو :الباب قال

- .. ذاك أو بذا نفسك سوى تكفن ال أنت الحالتين .فيتذكر كمن واصل � ثم :شيئا

التي - بالصورة المقبلة المرة في تأتيني تنسأن الجائزة على بها أنك . حصلت فرانسواز أخبرتني لقد

كبير .مصور" , كبير صفة على أعلق لم أشبهه بدأت سوى" كأنني

تهكم نصفها .بابتسامة . الكم بذلك مليئا� المستشفى وغادرت للبياض تركته

األلوان من .المذهل

, أعيد وجدتني البيت إلى فرانسواز عادت عندماحوارنا االستماع تسجيل .إلى

. المقال كتابة قصد الشريط أفرغ كنت إن سألتنيأنني . أجبتها في الواقع في يكن فلم به ألمتأل أفرغه

. أنني يومها توقعت وال مقال أي أكتب أن كمن , نيتي , في ذاكرته ثوب أسمال سأرتق الرجل ذلك إلى سبقني

!كتاب

***

, بتلك عليك تغدق أن الحياة قررت واحدة دفع , سعادة من إرعابك حد سخائها في المفجعة المصادفات

. أصدق أكن لم حسابا� لها تحسب حتى لم بزيان لقائيناصر على أتعرف التالي اليوم في .كنت

سيليه وما األمر في .. أكان مصادفة أخرى مصادفات منحقا�؟

الله " به يوقع الذي اإلمضاء هي مشيئته". المصادفة � قدرا نسميه ما هي .ومشيئته

من النقطة تلك في أقدارنا تقاطع في أمر وكان العالم . الحياة من هبة كان إن يوما� أعرف لن تزامنه في مذهل

من مقلبا� .مقالبها أو

ذلك عدت ما الجزائر غادرت مذ أنني أدريه ما كلالذي المصور وال في. الصحافي بطال� أصبحت كنته

مباغتة؟, أهبة يعيشعلى سينمائي فيلم في أو روايةألمر مرتقبة.. جاهزا� لفاجعة أو طارئ لفرح .ما

, في نتواعد نحن ها قسنطينة بعثرتهم من عواصم نحنالباريسي الخوف وضواحي .الحزن

, من ناصر أجل من حزنت نلتقي أن قبل من أجل حتى , ألن التاريخ ضواحي في ضيفا� يقيم أن من أكبر اسم

عدا شيئا� يورثه لم من, أباه البعضصنع وألن اسمه , مزرعة يدير كما البالد وأدار ألوالده عقاريا� ملكا� الوطن

, شرفاء يتشرد بينما القتلة خرائبها في تربي عائليةالمنافي في .الوطن

ناصر ,. جميل . به لقائي كان وجميال� كان تصورته كما � معا والحب التاريخ فيها احتضنت منه كان , وضمة فقد

حياة ونصفه الطاهر سي .نصفه . األصدقاء شمل لم يحب كان أسعدنا مراد وكان. بدا

بالحياة فيها يحتفي مناسبة عن البحث .دائممؤثثة بساطتها على استعاض كانتشقته من بدفء

, استعان ومن ما خسارة عن الجميل باألثاثليغطي القسنطينية ال بالموسيقى داخلي نواح على

.يتوقف � متعجبا :سألته

هذا؟ - كل تفعل أن استطعت متى� رد :مازحاالتشكيلية - بالمعارض انشغالك !أثناء

يقصد ما .فهمتأحضرتها؟, واألغاني- أين من القسنطينية - . من األغاني كل األسواق في تجد هنا من اشتريتها

. يهود الفرقاني حتى تمار وسيمون ريمون الشيخهذه معظم فرنسا في ينتجون .األشرطة قسنطينة

إلى ألمانيا من سفره وعن أخباره عن ناصر أسأل رحتفيه وجد كان .مشقة باريسإن

� مازحا :رد - : ! أقصد أضاف ثم المسافة من أطول األسئلة كانت

على اإلهانات المطارات من إليك تقدم التي المهذبةأسئلة .شكل

� مازحا مراد :قال.. " واش- معروف الخروف وجه خويا يا !"تدير

ناصر :ردبماذا؟بأنه - الذئب؟ معروف

مراد :أجاب - . , أدري وال األيام هذه كثيرة فالذئاب الذئب تكن لم إن

. دمت ما عليك خوف ال األقل على هنا لغضبك سببا�على. خطرا� تشكل وال فحتى. بريئا� عندنا أما اآلخرين

سالمته يضمن ال !البريء � متذمرا ناصر :رد

. نحن- , , في غير ال وآخر وذا وآخر موت بين نفاضل � جسديا لتصفيتك عنك يبحثون زمن . الجزائر يدوم عذابك

. القتلة من إنقاذك بذريعة أوربا في رصاصة اختراقكل عريا� ال, يقتلونك العري أن عذابك من ويطيل لحظة

. تشعر مهانة ويغتالك حميميتك من يجردك بل أنك يقتل, منهم تكون لن لكنك بينهم الناسوتقيم بين تمشي

الناسبسبب بين ومكشوف عار وسحنتك, أنت اسمك . تحب. أنت حر بلد في أنك برغم لك خصوصية ال ودينك

وتنفق وتسافر وأجهزة وتعمل الكاميرات بشهادةاالستخبارات وملفات .التنصت

مراد :قاليحدث - بالدك وهذا في أيضا� .لك

ليسألنا وقف الجدل لينهي :وكمايا - تاكلوا جماعة؟ واشتحبوا

, . نقاش تغيير في رغبة وإنما لجوعي ال بالسؤال سعدتبداية يصلح .لجلسة ال

من المسكين ناصر ينتظر لما أعماقي في ضحكتمع يومية ومشاكسات تضحية مجادالت أقصى الذي مراد

: الكحول تناول عن امتناعه لضيفه إكراما� بها يقوم قدوعاد. في المطبخ مراد قصد نجيبه أن وقبل حضرته

األجبان من وآخر الصومون من قال. بصحن والمخلالتالطاولة على يضعها :وهو

- .. العشاء قبل قلبكم .هزواأن إلى اقترحت نتحول ال حتى البيت إلى بيتزا نطلب

للطبخ مراد مختبر في بيضاء .فئرانبوليمة قال نفسه ممنيا� :ناصر

مذاق - تغير قسنطينية أطباق لنا ستعد ا ام� تأتي عندما

.. ألكلنا اشتقت كم فمي في األماني ..الهمبرغر � مازحا مراد عليه :رد

يا - � دعك حقا أصبحت وإال الجزائري الطبخ من رجل� .إرهابيا

بمزاح :مواصال�أنه - عالقة أتدري يثبت أمريكا في مؤخرا� كتاب صدر قد

.. لو اإلجرامية بالنزعات األكل أنواع عليه بعض اطلعبعد تتدخل أن الحكومة واجب من أنه لوجدوا مسؤولونا

يأكله ما في عندنا اآلن اإلرهاب أن بذريعة الجزائريونالجزائري المطبخ من أوال� .يتغذى

� سألته ونظرا الجادة :لنبرتهتقول؟ - ما أحقا�

:أجاب - ..� شعبا أرأيتم الرؤوس " طبعا� بأكل مهووسا�

فرنسا" في حتى الجزائري؟ الشعب مثل المشوشطةتسأل تكاد يطالبك " ما حتى تأكل أن تريد ماذا جزائريا�

جزار". لدى وقوفا� الجميع ترى الحالل ببزلوف اللحم .. إلى بهما يعود رأسين أو لخروف برأسمشوي ليفوز

يجده, لم وإن لوبيا " البيت المفضل طبقه أصبحواحد". لشهر اتبع نفسه غاندي أن لو والله بالكراوع

" ريجيم بوزلوف " وتغذى المعاصر الجزائري المطبخ " واشترى " ومعزاه عصاه لباع كراوع وتعشى

!كالشينكوف . . روحه لجمال يا الله قاتله مراد لكالم كثيرا� ضحكنا

إنه. الموت المرحة من سخريته أنقذته لشعب .نموذجالمازح جدله مواصال� :قلت

بسبب - سوى ربما نفكر ال للكراوع الزائد استهالكناأية نحو الجزائر ومغادرة .وجهة بالهروب

قسنطيني بمثل مستشهدا� :قاطعني - " أصبحنا " بوزلوف على إقبالنا الراس " وبسبب مثل

اللسان.. فير فينا ما "!المشوشط

) ما ) يوصل البيتزا ساعي جاء , حين بالهاتف طلبناه . خاصة اإلجرامية بالنزعات الجزائري األكل عالقة بذريعة

البيتزا , أن جيناتها بحكم وهي المافيا بلد في ولدتالحد هذا إلى بريئة ليست !اإليطالية

, ذلك ينسني لم جمعنا الذي النادر الجميل الفرح

, فاستدرجت يعنيني وحده كان الذي إلى الموضوع ناصر � قائال األخبار من :مزيد

- , على تربى الذي على صعب تحضر أن للحاجة والئم آن . على يعز كان وإن بيتزا بشريحة يرضى أن األمومة

في المسكينة ستتحمله ما عذاب نفسي من العمر هذا.السفر

سائال واصلت :ثم؟ - معك هنا ستقيم هل. .. ال- هنا ستزورني لكنها الفندق في أختي مع ستسكن

كيفستتم.. بعد أدري ال .األمور حتما� . كان والباقي معرفته أريد كنت الذي الوحيد الشيء قال

.تفاصيل مجرد

! في العنيفة المصادفات لهذه وكيف إذن ستأتي هيتكتمل, أن ذلك سخائها على شيء وبدون مجيئها بدون

المفاجأة صاعقة من .القدر . رحت شرود حالة في قد دخلت مصادفة في أفكر بعيدا�

هنا بوجودي علما� تعطيها ذريعة أو بها .تجمعنيكان كيفلي وإذا ستقيم؟ فندق أي أعرففي أن

ال؟ أم سيرافقها زوجهاأبحثعن أزال ال للحديث كنت ناصر بها أستدرج طريقة

, يقاوم لم عندما أخبارها ببعض يبوح عساه زوجها عنناصر إلى الحديث موجها� وقال شتمه شهوة :مراد

هذاك - معاها الرخيص؟ واشجايبتغاب� :سألته

تتحدث؟ - عمن:قال

- .. ال النجوم إن أخته � زوج وضيعا !ترفعناصر :أجاب

- .. يطالب أن فرنسا زار إذا يخاف سيأتي أظنه أقارب الإلى العودة من بمنعه الفرنسية السلطات الضحايا بعض

كمجرم, ومحاكمته التعذيب الجزائر لجلسات نظرا� حرب , بأمر تمت التي وبعضاالغتياالت عليها أشرف التي

في . منه أعماله لمتابعة يسافرون أوالده وحدهم.الخارج

وقال عصبية سيجارة مراد :بتذمر أشعل - , لهم يكن لم لو يثرون ال كيف جيد استثمار الحرب

ومصلحة الجثث من مشغولين مدخول اآلخرين إبقاء في . بأمرهم الموت آلة تدور ال فعندما موتاهم بمواراة عنهم

. واألكثر إرهابا� األكثر بربك فمن لصالحهم تدور كانت .. أم هم الوطن لهذا !القتلة تدميرا�

ال نظر وجهات في بخالفات سهرتنا جو يتعكر أن خفتعلى جديدة �, أظنها مناسبا الوقت كان ما ولكن الرجلين

.لهاناصر على ألطرح الموضوع فتح من السؤال استفدت

.. قلت دائما� ويشغلني يعنيني كان :الذيكيف.. - أفهم ال ولكن العيش اعذرني أختك استطاعت

اآلن؟ حتى منه الطالق تطلب لم وكيف الرجل هذا معبعد ناصر الصمت رد من :شيء

يقتل - بل يطلق ال مثله .ألن . للحظات ذهني راح قشعريرة يستعرضكل عبرتني

.. . لشيء أيمكن إلهي يا المبيت الموت سيناريوهاتيحدث؟ أن كهذاعودتي أوصلتني ضرورة تذكر إلى السوداوية أفكاري

, . بأنها فوجئت الساعة إلى نظرت باريس الثانية إلى . . أخاف كنت الذهاب مستعجال� وقفت ربعا� إال عشرة

تحمله وما الضواحي . قاطرات لكن مفاجآت من ليال� لك . وأغراني عنده الليلة لقضاء بالبقاء نصحني مراد

قد تتكرر بسهرة .ال . لم التي فرانسواز في فكرت عرضه قبول في ترددت

إلى عودتي بعدم لم. أخبرها أنني في فكرت ثم البيت ... لنومنا مكان من يكون ال قد وأنه معي لوازمي أحضر

� .جميعا � قائال ترددي حسم مراد :لكن

ما - غير سيدي يا كاين شيء !تخممش كل , فأنا يتكرر ال قد حدثا� ناصر مع ليلة قضائي في وجدت

أخ أنه أنسلحظة أحب لم التي .المرأة , أخبره أن بدون هاتفية مكالمة إجراء في مراد استأذنت

, أنني . بخبث باغتني ذلك بعد لكنه فرانسواز سأطلب.السؤال

ماكش.. - قلتلها جاي؟ واشبتغاب :سألت

شكون؟- :رد

متاعك" - " !اللبةفي كيفوجد أدري .. ال ربما اللبؤة من شيئا� فرانسواز

من فيها رآه ما بسبب ربما أو األحمر بسببشعرهامثيرة .شراسة

مازحة بطريقة الموضوع مغيرا� :قلتأدغال - من خويا يا هارب إبعد.. أنا باباك يرحم الوطن

" واألسود " اللبات !عني - .. رانا خواف وليت وين.. واشبيك الزنباع نوريولهم هنا

.ينباعيباع " أين يري أن يريد كان لمن أدري الزنباع": ال

.. لفرانسواز.. أم للعسكر ..لإلرهابيينالجدل ألحسم مازحا� :أجبته

- .. خواف راجل خويا يا أنا تحب للي زنباعك !وريعباءة مرتديا ناصر إلينا من, انضم انتهى أن بعد البيت

. . فيه أحببت عمره من أكبر كأنه بدا العشاء صالة أداءالبيضاء طهارة بعباءته لها عالقة ال منه .تشع

, تجعله أن الغربة تستطع لم نقيا� . مازال ويتلوث يتعفن . وجوده بذنب معذبا� كان المغتربين تشوهات أصابته وال

الجزائر . . خارج لم لكنه الحرية أرض على مبعثرا� يبدو . يدافع كان ناري كالم له كان وال رصانته عن يفقد . . سأل بصمته وأحيانا� منخفض بصوت :قناعاته

تتحدثان؟ - عم:قلت

. كنت- يخاف أن في عيب هل خواف إنني له أقولالمرء؟

. ظنه خيبت أنني شعرت يرد ولم ألبرز . صمت كما قلتخوفي :له

- , الخوف عاد ما يرى ال عدو مع عشت ما لفرط صدقني . ألرمي. بيتي غادرت كلما الليل في خاصة يغادرني

, يتربص أحدا� أن توقعت الزبالة أنزل بكيس وأنا بي .. ركن في ينتظرني أحدا� أن أو للبناية المعتمة الطوابق

الشارع . من أتذكر مرة كل أنني ذلك لينقضعلي , أعرفه أكن لم التنكي علي يدعى كان لكنه, سينمائيا�

ليلقي ليال� ذاهبا� كان بينما أسكنه الذي الحي في أغتيل . أن تصور الزبالة ذهنك بكيس ذكرىشخصفي ترتبط

على, الزبالة أكياس في موضوعة بأعمار بالقمامة, الساعة قد, كان القدر زبال ليجمعها كما العاشرة

عنوانه فيلم تصوير من لتوه تطير " انتهى لن الفراشةاآلن ".بعد

مراد :قاطعني - .. هاذ من خلينا باباك بالك.. يرحم على الحكايات

الساعة؟ في وشحالالساعة إلى جميعنا .نظرنا

:واصل - " .. متاع زافيرات لي من راجل يا حبس الوحدة راهي

متاع زافيرات ولي اللي" السريكات هاذي الكتيالتت"! عينيه " في يبرك ولى يوانسني كط جبت فيها كالوا

اقعد .. قلنالك فينا تخوف وليت توانسنا راجل !يامن نضحك لم كما وناصر أنا ضاحكين .زمان انفجرنا

) وهو ) المفتشالطاهر طريقو على كالمه مراد لفظتوفي شعبية كوميدية , شخصية اشتهر السبعينات في

رجل وبدور للمطر المضاد بمعطفه كولمبو طريقة علىالمختص " التحري الكتيالت " " " و السريكات قضايا في

. .. لهجته وصنعتشهرته والجرائم السرقات المميزة أي. " جيجل " مدينة أهل طريقة على كافا� القاف تحويل في

" � كلبا القلب كاللي� " " الفظا� لي .وقالبالقط " جئت معناه شعبي بمثل يستشهد مراد وكان

" ليؤنسني بعد العتمة في تبرقان اللتين بعينيه فأخافنيقوله فرحتحسب ألؤنسه استبقاني بأخبار أن أخيفه

الزبالة كيس يلقون وهم ليال� اغتيلوا الذين !القتلىأصابه , وكأنما ناصر قال الفرح عواقب من العجائز ذعر

جديته يستعيد :وهوخير - يجعلها ضحكتشهكذا .. الله ما بالزاف !عندي

� متهكما مراد :رد - .. خايف واحد مهابل يضحك ياوالله خايف وواحد ..يموت

موت آخرتها راجل يا !إضحك

أيام شعارنا هذا يحاضر" . " كان كان يوم مازفران . مشكلتنا إليه فبالنسبة مقاومة كفعل بالفرح إلقناعنا

. في وهم للحياة لديهم وقت الناسال أن الجزائر . في أنهم حتى االستشهاد في انشغالهم مستغرقون

. , يموتون هم لماذا نسوا جميل لموت ذريعة عن بالبحثانشغالنا أثناء . بينما فال نحيا أن نسينا أحياء بالبقاء نحن

نعمنا نحن وال بموتهم هنئوا .بحياتنا هؤالء

. صار حتى البهجة تنقصنا كانت حق على كان حتما�أن قوله حسب سرية ضروريا� خلية المرء يؤسس

� محظورا نشاطا� بصفته بيته في سرا� الفرح لتعاطيفي لي. لسنوات روى الذي األستاذ ذلك أذكر الجزائر

رصيف على مقهى في جالسا� مرة كان الجامعة كيف , عندما ويضحكون الحديث أطراف يتجازبون صديقين مع

زي في رجالن أمامهم بنبرة توقف وسأالهم أفغاني ." تعرف: " أن إال لهم يشفع ولم يضحككم؟ ماذا عدائية

. أحدهما منهم أخذا حتى يذهبا ولم الجالسين أحد علىيعاودوا " يزيدوش ما بأنهم "!يضحكوا عهدا�

, ما فيها وجد لمراد الغريبة الحادثة تلك رويت عندمابأن نظريته الرعية يؤكد فرح في دائما� يجدون الطغاة

العسف مؤسسة على وتعديا� القهر لقوانين ولذا. خرقا�تقرر أن هي العالم في ديكتاتور ألي معارضة أكبر إن

. يعز دكتاتور فأي تبتهج لم أن الناسإن يفرح أن عليهإلى وصوله ذكرى أو ميالده بعيد فرحهم .الحكم يرتبط

ووضع التسجيل آلة إلى توجه قد ذلك أثناء مراد كانألغنية عال. شريطا� أفكارنا نستجمع أن وقبل قسنطينية

ما كأنني التي الراقصة األغنية تلك , صوت � يوما نسيتها . تلك من أغنية بعيد زمن منذ إليها أستمع لم أنني مع

التي . األغاني , جسد لها يكون ويكاد رائحة لها تكون تكادبشعرهن طفولتك في شاهدتهن نساء المنفلت جسد

الجميلة أثوابهن في اإلغماء حتى منخطفات يرقصنالذهب بخيوط .المطرزة

, وقف يرقصكأنه, فمه فيطرف والسيجارة مراد . ال رقصة الزندالي موسيقى على تخلو يراقصنفسه

, األعلى نصفه يتحرك وإغرائها الرجولة رصانة منكل مع كأنهما يهتزان إيقاع بكتفين يضبطان حركة

, ويسرة يمنة وسطه يتماوج بينما يسكنه الذي التحديمزاج يفضح لجسده ببطء السري واإليقاع .شهواته

. � يوما كان مما أجمل هو مما أجمل فجأة لي وفهمت. بداالنساء تشتهيه .لماذا

شاهدته الذي زوجها إلى رقصه أعادني كيف أدري المباشر حفل نقل أثناء التلفزيون على .مرة

مهابته يرتدي الوقار يدعي من بهيئة العسكرية, كان

أهم هم الذين أولئك مع األمامية الصفوف في جالسا� , مكتفين يطربوا أن بصوت من القاعة تلتهب عندما

" كواني " والهجران سلطاني يا أليف مرددا� الفرقانيرصين بجهد بتصفيق المغني على والتكرم متواضع

نجومهم أكتافهم على من تتناثر أن بغراء خشية المثبتةالزائفة !هيبتهم

. حضرة في يتنتفضمنتصبا� ال رجال� إن عليه أشفقتحضرة, االرتعاشفي على للقدرة فاقد حتما� هو الطرب

!النشوةحضوره يومها سريرها شكرت في .البارد

وقع ازداد كلما وسامة يزداد ذلك أثناء مراد كان.. الدفوف برجولته احتفاء تدق الموسيقى كانت كأنما

وحده لشيء يبتهل انتشائه في جسده .يعرفه وكأن ............... غرامي هي قسمطينة كالمي نبدى الله باسم

في والوالديـــن............... نتفكرك إنتـي منامـيالمغني على ترد والدفوف األصوات كل كانت نهاية مع

) قسنطينة ) أحياء ذكر في األغنية وتمضي الله بيت � اسما � وأسواقها :اسما

قلبي ................. الصوف رحبة وان�وح نبكي السويقة علىمجروح

.................. باب الزيـن يا �رحـت والقـنـطرة الـوادخسـارة

لك تحيك �, لكأنها جاهال مازلت التي األغنية هذه مؤامرة . إلى بك يفضي شجى� تهديك معها قدرك سيكون ما

. االنطفاء, أمام تضعك حزن إلى بك يفضي طربا� شجن , تذكرك ألنها صباك لمباهج خساراتك الفجائي .بوزر

, , هي الفرح إيقاعها برغم بأغنية إبهاجنا حقا� مراد أأرادمن في نحن ربما أو للبكاء؟ معلنة دعوة ذاك وضعنا

, نصلح نعد ولم الفرح عادة حزب فقدنا في لالنخراطعنوة إليه يدعونا الذي !البهجة

استدراجنا مراد حاول بمباهجنا عبثا� احتفاء� لمراقصته , بأحاسيسمتناقضة. بدأت كما انتهتسهرتنا المؤجلة

أمرها تخفي نتدبر كيف ندر لم .خسارات . كان وعندما اإلفشاء عن المترفع ناصر حزن احترمت

, للنوم أصبحت غرفة معه أتقاسم أن ذلك بعد علي

سرير إلى تحولت التي األريكة له ونمت تركت لشخصين. . وسطوته التاريخ مقام له كان فراشأرضي على

األرضية الشهوات رجل الذي وكنت المنخفض والحزنقسنطينة أقدام عند دوما� .نام

***

, , نمت حيث سرير عابر وأنت الباردة الضواحي صباح � مقلوبا استيقظ الذي , وقلبك كمزاج عقب على رأسا�

المقاهي طاوالت على فجرا� المقلوبة الكراسيينتظر, الذين الباريسية خطى من أرضه يمسح من

أحالمك على أحذيتهم بوحل .مشوامن يكنسرصيفحزنك العشاق؟ من خريف أوراق

أرضي فراش� على قضيتها بليلة عالقة لمزاجي أكان � بحثا أرقي؟ أتقلب عليه يغفو جانب عن

, غرفة أتقاسم أن المصادفات أغرب أختبر كنت الذي أناليلة نوم معها أقضي أن حلمت امرأة أخ !مع

تنام عندما النسيان من قسطا� تأخذ أن على أيمكن أرضا� , ذاكرتك؟ أقدام عند تماما� الحرمان فراش

تطاردني امرأة من أنجو أتسلق أين وماذا كنت؟ حيثلسجنها؟ جدران وال منها للهروب

, واصلت النوم , قبل تتحدث كما ناصر مع قليال� الثرثرةطابقين البعضبين بعضهن مع عندنا .النساء

, في , استدار غفا توقعته أن وبعد النعاس قبل ما عتمةفجأة وسألني جهتي صوب :ناصر

قسنطينة؟ - تركت كيف , . أو به ينفضح أن خشية األهم السؤال ل أج� أنه شعرت

أراد على كأنه غيره يغفو كما ذكراها على يغفو أنحبيبة !ذكرى

. لكن جميل بشيء أدثره أن أقول أردت :وجدتني - . . في مالءة ال باي صالح حداد أخيرا� خلعت لقد بخير هي

حجاب . قسنطينة وولد بماليتها كفنت عجوز ماتت كلماصبية مع .جديد

. أنا وال شيئا� يقل . لم الكالم من مزيدا� لحزننا أضفتالمضمخة أمه مالءة صدره إلى يضم وهو غفا أظنه

.برائحتها

لذلك الوحيدة الوريثة هي امرأة في وقتها أفكر كنتالجميل فراشغيابها , الحداد تحت .وأنزلق

, يتجدد زيارة كل بعد التي تلك منها يخل لم سريري, , عبقها , تحت ثيابنا العيد ليلة نخفي كما ثوبها أخفي

.. في. ويعودني رائحتها أزور قميص الوسادة الوحدة.نومها

, األنوثة عبق كل سرق لقميصنوم الوفاء من عامانفي الجسد المعتقة .قارورة

, . كل وأستيقظ ليلة كل اشتهائها على أواظب كنتسريري, وعلى بها صباح مخضبة أحالم .آثار

بها وتذهب مصادفة بها تجيء التي تلك إذن أستأتيأخرى؟

, إلى عدت وال الخلف إلى التفت أن يحدث لم الذي وأناعن بحثا� المهمالت فيها سلة ألقيته أن سبق .شيء

, مني تهشم ما أرمم اآلخرين في بعضها أجمع عشت.بانكسارها

فخ إلى الستدراجها حيلة آخر على أعثر وهأنذازودت, أن بعد , المصادفة معرضزيان عن ببطاقة ناصر

, أخبرته بعدما خاصة عنه سيحدثها أنه تماما� واثقا�لوحاته بمرضه المعرضآخر هذا في .وبيعه

بالخبر متأثرا� ناصر : قاليحزنني - يعاني؟.. كم مم مرضه - .. يدري ال لكنه السرطان .من

� متهكما :قالال - . مثله بأكثر! علم لقد جيدا� تعرفه ال حتما� أنت يدري؟

يعرف أن عليه يجب كان .مماتعرفه؟ - متى منذ - . .. صغري في عرفته دوما� عرفته كأنني بعيد زمن منذ

عندما , األول ثم أبي وفاة تونسبعد في يزورنا كان , قسنطينة في به فإلتقيت وعدت الوقت بعض أضعته

. قبل كيف اليوم حتى أفهم ال حياة أختي زفاف بمناسبة .. كانت الزفاف ذلك يحضر التي أن الوحيدة المرة

.. من قلبيشيء� في دوما� له كان لكن فيها اختلفناهيبة .أبي ذكرى

, الصباحي حمامه ليأخذ ناصر ذهب استيقظنا عندما

. سألته ذقنه الصباح ويحلق قهوة نتناول ونحن :مازحا�المضايقات؟ - من خوفا� لحيتك حلقت هل

وهو بتأن رد قهوته :يحرك - . اإلمام قول أحب أنا ألحلقها لحية يوما� لي ماكانت

رضي ". علي اللحى " بعض إخفاءه الزهد أفضل عنه الله , في حكمتنا التي اللحية كتلك تنكرية السبعينات. عدة

, رجال لدى معروفة فقصته تعرفصاحبها حتما� أنتيوم أنه يروون الذين ضربة جيله تلقى شابا� كان

, فأخفاها قسنطينة مواخير أحد في وجهه في بالموسىالحين ذلك بهيبة منذ عاره غطت .بلحية

فيه يتعالج الذي المستشفى عنوان عن ذلك بعد سألنيليعوده , زيان يذهب أن يتمنى كان إنه متأسفا� وقال

والدته.. باستقبال مشغول أنه لوال .وأخته اليوم , كان , مكان كل في المصادفة فخاخ نصبت وقد هكذا

أنتظر أن اآلن بعد , علي بصبر أو صياد بصبر مجيئها . كما فالصورة صورة ليصطاد ساعات ينتظر مصور

ال, في المرأة يبذر أن جاهز لعاشق إال نفسها تمنحالعمر من شاءت ما .انتظارها

البيت إلى تسعد, عدت الذي النوع من فمراد سعيدا� , وتعود تفارقه عندما أيضا� وتسعد به تلتقي إلى عندما

.سكينتك . منه استعرت اليدين خالي سكينتي إلى أعد لم أنني غير

ذاك: , شريطين البكاء أنوي كنت وآخر رقصعليه الذي , كما. فرحة كل يرافق أن عندي الحزن اعتاد عليه

يقدمه الذي المجاني الماء كوب القهوة فنجان يصاحبفي قهوة تطلب عندما نادل .فرنسا لك

. افتقدتني أنها شعرت بعودتي فرانسواز .احتفت . لها قلت مراد عن . سألتني هايصوحايصكعادته إنه

:ضحكت -Il est marrant ce type..

" أو " طريفا� الرجل هذا يكون , "وأن قولها" حسب لطيفا� , . التفكير دائم كنت الواقع في بعد شكوكي ليثير يكن لم

إحكام المصادفة في .فخاخفي أكثر اآلن بعد المكثف لتواجدي أهيئها حتى قلت

:المعرض قاعةالرواق؟ - على اليومين هذين ترددت إن إزعاج من هل

أرى أن أحتاج المعرض, إنني بزوار ألتقي وأن اللوحات

حيوية أكثر بطريقة زيان عن .ألكتب. فكرة- تجدك.. كارول ذلك في إزعاج ال طبعا� جميلة

البارحة, عنك وسألتني .لطيفا�مناسبة؟ - بأية حقا�؟جنوب - إلى األسبوع نهاية في أسافر قد أنني أخبرتها

. فرنسا معي كنتستسافر إن سألتني والدتي ألزورتأتي لن األرجح على أنك .فأجبتها

, برغم , � مفوتا ذلك علي عرضت لو رافقتها كنت ما أنني , تزف أن آلمني بحياة لقائي فرصة بتلك علي الخبر لي

.الطريقة, , فقط أيام بضعة منذ معها أقيم فأنا وعذرتها عدت ثم

والدتها وهذا أمام وإحراجها مالحقتها حق يعطيني .ال

ركن طاولة نحو فرانسواز , اتجهت عليها الصالون في, ستينية , لسيدة بواحدة وعادت األحجام مختلفة صور

تريني وهي :إياها قالت - . .. � كثيرا عليها أتردد عندي مخلوق أعز ماما إنها

فقدت منذ الماضية لمواساتها السنة في .أبيذلك - .يؤسفني

. ثم بمحبة تأملتها الصورة منها :استطردت أخذتالبرواز - بهذا ابتسامتها تطوقي أن من أجمل هي

الضخم .الفضي - . سوق.. من سنتين قبل اشتريته وثمين قديم أحبه

.البراغيثلكنه - ثمينا� كان . ربما ال نحبهم الذين الناس بها يليق ال

. إهانة غالية براويز في صورهم تأطير إلى أن يحتاجون. وبينهم بيننا ويحول إليهم النظر عن اإلطار يشغلنا

صورة قيمة من يزيد ال فنية اإلطار لوحة ليست ألنها , الوجدانية يشوشعالقتنا هو لذا عاطفية ذكرى وإنما

ويعبث كانت. بهم كما صورهم تبقى أن الجميل بذاكرتناالزجاج شفافية من إال عارية .فينا

, صمتت قالت ثم بكالمي مأخوذة :فرانسواز - . إال يدركه ال المنطق هذا حق على كنت .مصور ربما

لها :صححتمحب - !أو

اللتفاتة مناسبة اقتناعها في واجدا� واصلت :جميلة ثم - . كانت إن الصورة لهذه بروازا� أهديك أن أتسمحين

, ميزيها عندك � األعز شيئا إليها تضيفي .بأالخدي على قبلة تضع وهي وقالت بذراعيها :طوقتني

-Tu sais que je taime.. toi.التعجب مدعيا� :قلت

-C'est vrai ca?صيغة باعتراففي تطوقك امرأة علة ترد سؤال كيف

" " " هذا؟ " أحقا� آخر بسؤال إال أحبك؟ أنني أتدري جميلقد أخرى أسئلة وضح متفاديا� في السرير إلى بك تفضي

االشتعال دائمة امرأة مع .النهاروأنا :أداعبها قلت

-. .. . � واحدا واحدا� عنها سأجيب المساء إلى أسئلتك أجليبهدوء أمكن لكن إذا صراخ !وبدون

وقالت :ضحكت - .. سأحاول اللعين !أيهازيان - . سأزور يومين منذ عليه أطمئن لم الظهر .بعدسيسعده.. - معرضه عن جيد مقال صدر فقد � حسن حتما

. . من ثالثا� أن أيضا� أخبره معك إليه خذه عليه اإلطالعالبارحة بيعت بالنسبة . لوحاته مثمرة أسبوع نهاية كانت

.للرواقأضافت :ثم

أن - أيجب أدري أعد له لم تباع عندما أحزن أم أفرح .. ومن. خيري عمل في ريعها يذهب ناحية من لوحة

أعماله ناحية تجاه بمجزرة يقوم كأنه أشعر أخرىمن أقل بينهما معرضين خالل جميعها شهر.. بتصفيتها

كهذه غريبة فنية بمذبحة أسمع لم .أناأتنهد وأنا :أجبتها

أنه - يفعل أتمنى ما !يعي

***قصدته عندما ظهرا� الثانية الساعة .كانت

ممرضة . صادفت وضعه عن سألتها غرفته غادرت.الصحي:قالت

تحسن - .فيواصلت :ثم

هذا إن- المستشفى مغادرة بعدم أقنعه أقاربه من كنت.األسبوع

هو - طالب هل ؟ بذلك؟ لماذا

انتهاء.. - عند لوحاته ويجمع معرضه يزور أن يريد أجلالطبيب. لكن في المعرض الجهد هذا يتسبب أن يخشى

.. رسام؟ هو هل انتكاسصحتهكبير - .رسام

ذلك أريتها عسى يدي في أحملها كنت التي المجلةلديهم خاصة حظوة .يمنحه

مكتفية المقال قالت وعنوان صورته :برؤية - . أكثر.. لعناية إذن يحتاج كذلك يبدو فالفنانون, فعال�

الحساسية .مفرطو . , نهض المفاجأة فرحة وجهه أضاءت عليه دخلت عندما

. من على وجلسقبالتي بحرارة علي يسلم سريرهالجلدي .الكرسي:بادرني

نسيتني .. و�ينك- !حسبتكببعضاألمور .. - انشغلت ال .طبعا�

ناصر بوجود أخبره أن أشأ . لم وماكنت باريس فياليوم ووالدتها حياة بوصول طبعا� .ألخبره

:واصلت.. أراك- في صحتك تجد الممرضة حتى أفضل اليوم

.تحسنزرت.. - لو أحسن سأكون لكنني أن. ربما أحب المعرض

, بقي ما أجمع وأن تباع أن قبل أخيرة مرة لوحاتي أرى.منها

:بالمجلة مددتهفي - صدر مقاال� معي فرانسواز لك أرسلت بالمناسبة

" عن " سثزء .. مجلة المترو. في عليه اطلعت معرضكجيد .مقال

- � الحقا .سأقرؤهأبحثعن وأنا يسعده قلت قد آخر :شيء

-, عليها جائزة منحوني التي الصورة أيضا� لك أحضرتمني لك وطلبت أحضرها .أن

, . بعض يتأملها وراح مني أخذها مفاجئة حماسة فيه دبت:الوقت

- , . إلى يمتد كأنه أو الحياة يجاور فيها الموت حقا� مؤثرةال أنه برغم حياة يبدو كلب ما جثة سوى فيها .يمثل

,� شيئا أفوت ال حتى المسجل فتح منه مستأذنا� قاطعته.حواراتنا من

التعجب من بشيء :أجاب - [ ] . يكونوا أن أفهم واصل ثم شئت إن منحوك افعل

. حيوان موت يصبح الحرب في الصورة هذه على جائزةإنسان موت فجيعة في � , موجعا� مضروبا ميتا� تجده ككلب

من ليتمكنوا اإلرهابيون قتله أن بعد بالحجر رأسه علىجثتك. دخول مشروع جثته .بيتك

, الحيوانات جثث منظر هي اآلن تحضرني صورة ثمةكنا الحدود التي اجتيازنا أثناء التحرير حرب أيام

تكهربت جثثها نصادف التونسية وعلقتفي الجزائرية , تبعثرت , أو موريس خط اجتياز محاولتها أثناء األسالك

فوق تمر وهي إحدى. أشالؤها فيها أرى كنت دوما� لغم . إذ إحساسي يخطئ ولم عطبي أو موتي احتماالت

لغم . انفجر التي الكائنات جثث كل بذراعي يوما� وذهب . , بدفن يسرعون الذين ولذا تتشابه حية أو كانت كلب

. يفعلون حيا� كان يوم إلطعامه يسرعون كانوا ما قطجثته في يروا ألنهم .رفاتهم ذلك

-. . الصورة لهذه الكثيرة التأويالت عذبتني رأيك يسعدنيالصحافة من أن خاصة بعضها رأت التي الجزائرية

.. ال الجزائر كالب الصورة هذه في كرمت .موتاها فرنسا � مبتسما :أجابني

- . يأخذ البعضال أن مع صواب فيه تأويل أيضا� من وهذا. بالنجاح . فرحتك إفساد لمتعة يضرك ما إال التأويالت

إلى يستندون هنا الغربي ولكنهم اإلنسان أن حقيقة , جعل مما اإلنسان على منه الحيوان على شفقة أكثر

بصحبة المتسولين التسول إلى يخرجون والمشردين . األرصفة على جالسين تراهم كلبين وأحيانا� مع كلب

الكلب أن أدركوا بعدما أرضا� النائمة الضخمة كالبهم . سمعت المارة لدى على شفيعهم مرة يقول أحدهم

, وليسعليه كلبه على الناسيتصدقون إن التلفزيونإحسانهم , وإن كان فقبله بكلبه وإنما به ليسرأفة

. للحيوان اإلنسان فيها يحسن بالد في جوعا� ال يموت .. صورة, ال كلب جثة يكرم أن المنطقي من لصاحبه

بائسجواره !طفلحججه . أصابتني إعجابي إلى أضافت لكنها إضافي بحزن

يقول وهو التحليل في السليم بمنطقه انبهارا� بعد بهجديد اكتشاف على وقع كأنه الصمت من :شيء

آخر - احتمال األسف مع الصورة , ثمة هذه الختيارهم

, وحدة في متمثلة الجزائرية الثورة وفاة عن شهادة إنهامن مصير سنوات سبع بعد الجزائر في والكالب اإلنسان

االستقالل, من سنة وأربعين إراحة . النضال فيهاوتشفمستتر الفرنسي .للضمير

حزن صمت قاطعا� أسى� بنبرة :فاجأنا قلت - . بل الصورة هذه عن أعرفشيئا� أن يعنيني عاد ما

هذه مال أتخلصمن ريعه كيف يعود بعمل الجائزةاإلرهاب .لضحايا

� شيئا تذكرت وقد أضفت :ثمالبارحة : - بيعت لوحاتك من ثالث .بالمناسبة

بسعادة : قالأدري.. - ال . جميل .. ستباع أظنها يهم ال بيعت منها أيا�

.جميعهاالصمت من شيء بعد :قلت

. ال- واحدة دفعة لوحاته كل عن رسام يتخلى أن أفهمإشعار والفوري الكامل الفقدان هذا بالفاجعة في

الخسارة على .وإصرارهذا؟ - أتعتقد

� يضيفشيئا لن أنه ظننت حتى بدون . صمت واصل لكنهأحد, يرفعه وال طويال� يرن هاتف وبحزن :توقف

أن.. - , الفاجعة تمتلك لم ألنك عنك األشياء تتخلى . خساراتك تتفادى أال عليك عنها التخلي ال . شجاعة فأنت

. الخسائر تقدير فن إنه أخرى تفقد لم ما بأشياء تغتنيمنها بد ال ال, " . التي يردد كان الذي كصديقي أنا ولذا

. فسقط أرباحي أما خساراتي ليسوى أؤثر", متاع متاع . المجد أحب الصغيرة المكاسب على الكبيرة الخسارات

مرة .واحدة الضائع . لو عليها شاهدا� كنت الغريبة األمور من كم تدري لو

رحم عمق لبلغت .الحكمة تدري , واصل ثم قليال� :صمت

, 16في - في ليال� حريق شب الماضي القاعة, نوفمبرالقطبي المهدي المغربي الرسام يعرض كان حيث

.) ال ) أنا ليل مدينة في . أعماله لكنه الرجل هذا أعرفأن الصحف في قرأت عندما فجائعي صديق أصبح

يضم كان ذاك من معرضه سنة خمسوعشرين خالصةالفنية .أعماله

على باريسمثابرا� في قضاها سنة لوحات ثالثون إنجاز

, كل من نفسه فيها حرم عمره أعوام أجمل منه أخذتبدل معرضا� لينجز النيران شيء زارته الزوار يحضره .أن

, , الذين اللصوصهم ليت تقول قد الحالة هذه في . . عودتنا هكذا عزاؤك األمر في ربما النار بدل حضروا

بين لنا تنقل التي ألشهر األخبار سرقات واآلخر الحين, , ونصيب. قسمة الحريق كما السرقات أن غير اللوحات

, ال ولذا وشأنهم أصحابها قدر بل اللوحات قدر يحددهاالتهمت بنار يوما� تسمع لن فان أنت أو بيكاسو لوحات

لوحاتي.. بسرقة غامر بسارق تسمع لن كما !غوغكمن :يتمتم قلت

األمر - هذا !غريب � متهكما :قال

فبها تذهب غرابة أكثر أقدار إلى ثمة بنفسها اللوحات : . صديق لي العجيبة القصة هذه اسمع وسارقيها أعدائها

يقيم . عراقي مهووس رجل سنة عشرين منذ أوربا في , . ال مدينته إال يرسم ال بقسنطينة كهوسي بالبصرة

, . عليه الكثيرون يعرض لشهرته وكان عنها إال يتحدث . كان حاجته وعلى تلك لوحاته : " شراء يرفضويقول

من العراق فيه يتحرر الذي اليوم لذلك بها أحتفظ إننيفأهدي, , طغاته مكانها البصرة متحف إلى لوحاتي يومها

".الحقيقيثرية كويتية سيدة زارته يوم بولعها ذات مشهورة

العرب المبدعين لمساعدة وحبها الفنية األعمال باقتناءالمنافي , . في غير لوحاته بشراء إغراءه حاولت وعبثا�

, وثقة بعده لوحاته تتشرد أن خوفه أمام في أنه منه , بها تحتفظ أن في عرضها قبل للفن السيدة تلك تقدير

حتى حوزتها في " "وتبقى فتسلمها البصرة تتحررالمدينة متحف إلى .بنفسها

حتى يمكن ال حدث الذي أن . غير يتصوره أن لسينمائي , بغزو جيوشصدام قامت اللوحات حيازتها من سنة بعد

لوحات , الكويت على وقعوا قصرها احتاللهم وأثناءحيث, العراق إلى حرب غنيمة فأخذوها اختفت الرسام

. أعدمت تكون وربما والمخطوفين المختفين مع أخبارهاالمحكوم صاحبها عن عشرين نيابة منذ باإلعدام عليه

, قد! أو أنفسهم الطغاة قصور زينت تكون ربما أو سنة. تكون كان فهكذا الخردة سوق رخيصفي بسعر بيعت

يريدون عندما كانوا الذين النازيون رسام يفعل إذالل

تتجاوز ال زهيدة بأسعار ويبيعونها لوحاته يصادرون كبيرالثالثين � أحيانا� !ماركا

, .. وغربتك وحدتك عز في إال تبلغها ال حكمة ثمة ترى كما � عمرا تبلغ . عندما خسارات تلزمك الخسارة في طاعنا�

, عليك لتهون حوزتك في بقي ما قيمة لتدرك كبيرة . فن إتقان السعادة أن تدرك عندها الصغيرة الفجائع

ما, بفرز تقوم أن , االختزال وما تتخلصمنه أن بإمكانك . معظم أن تكتشف وقتها سفر من بقي لما يلزمك

التي , األشياء هي بل ضرورية ليست نفسك بها تحيط . أن قررت القناعة هذه إلى وصلت وألنني يثقلك حمل

. قلبي إلى األحب اللوحة حتى لوحاتي جميع أبيع , توهم إشارة عليها وضعت للبيع , عرضتها محجوزة أنها

, � أهال ليس من يشتريها أن خشية حجزتها أنا الواقع فيإنها. . لها هل ستكون لمن أعرف أ، يعنيني التي الوحيدة

, حائط على أم قلب جدار على .بيت ستعلق , عمرك أن تكتشف االختزال في تبدأ عندما النهاية في

إنجاز في يختصر قد , كله تترك. فأن ألما� األكثر أما واحد . بحكم منك يرثه قيمته يقدر ال لقريب عمرك صلة إنجاز

الفن صلة ال .الدم , قد الذي اإلرهابي أخي البن أعمالي أترك أن يجوز هل

يقتل يكون من إن يده؟ على قتلوا قد وكتاب فنانونعلىشيء يؤتمن ال .بشرا�

فجأة أكثر, ثم أثرا� فيك يحدث الذي الصمت ذلك صمتالكلمات .من

وقتها التفكير بي له. ذهب وقلت جمعتشجاعتي :بعيدا� - .. تبيعني هل اللوحة هذه منك أشتري أن إياها؟ أريد

. مخرج على عثر من بذكاء أجاب بسؤالي :فوجئأية - عن تدري ال . ولكنك حبك في أثق كيف أتكلم لوحة

تعرفها ال !للوحة:أجبته

أعمالك - كل أحب . .. أنا وقفت خاصة اللوحة وهذهبعتها تكون أن أفهم المعرضولم في طويال� !أتأملها

, أصلح متعجبة بنبرة قال ثم جلسته :منلوحة - عشرة سبع ثمة تعرفها؟ أن لك كيف من تعرفها؟

بيعت إنها تقو حمراء إشارة عليها !أعماليجميل بعناد :أجبته

لي - يشفع بين أال من عرفتها أنني !لوحة؟ 17عندك

المربع في حشرته وقد مستسلما� :األخير رد - .. لك فهي حقا� عليها دليتني !إن

, يكون أن يريد كمن صمت بعد أضاف في ثم كبيرا�:هزيمته

مقابل.. - بدون لك هي !أقصدمن - لي بقي ما كل مقابل الجائزة بل تلك .مال

بمكاسبه إلقناعه محاولة في واصلت :ثم - . أملك جميلة عمل صفقة في أتخلصمنه أن أريد ماال�

. بهذا.. تتركها لمن تدري ال لوحة تملك وأنت تصنع خيري , , , سيذهب الذين والناس وأنت أنا الثالثة نحن سعادتنا

اللوحة هذه .لهم ريع , ذهني تعبر مجنونة وفكرة أضفت :ثم

شخصرابع - سعادة تصنع .وربمامن؟- إياها - أهديها قد التي !المرأة

عن يعدل أجعله أن خشية استدركت أني :رأيه غير - .. .. نساء ككل الجسور سيدة إنها لوحتك تخشعلى ال

!قسنطينةقلت شيء لعلي كل , له مما أكثر قلت أو واحدة دفعة

واحدة جلسة في أقول أن .يجبللحظة لي وهو, بدا زوجته عنه تخلت محارب حزن حزينا�

.. ذلك ويعرف الجبهة .فيمشهده في كان , لكنه كما, متغابيا� ينبغي كما ذكيا� ذاك

نفسه, عن يدافع حزنه لكأن حتى متهكما� يليق.بالسخرية

, ممطر ليل في بحري كفنار اإلضاءة خافت بصوت :قال - .. ال مغبون . يا يصلح ال الجسر الجسور تحب امرأة تحب

. � سقفا يصلح ال هو بيتا� بمحاذاته تبني. لتعمر أن لمأواك . وبين بينك الكلفة ترفع كأن علىطرفجسر بيتا�

!الهاوية. كان � ذكيا منها يعاني لكأنه حتى المتهكمة بحكمته مريضا�

يمنحك الذي المرضاألخير . ذكاء يجعلك التفكير فرصةقبل من تراه تكن لم لما .تتنبه

اإلنسان يعيد المرض المرضحدس. أألن يستعيد طفال�عليهم؟ يكذب ومن يحبهم من معرفة في األطفال

� واثقا . كنت كان ماذا لكن األول اللقاء منذ أحبني أنهأو كقريب بي المحتفي الرجل هذا عني صديق يعرف

, � أحدا أصادف لم الذي هو مجيئي ينتظر كان لو كما , يصدق لم هو حتما� طلب يعوده؟ في الصحفية أعذاري

, .� صحفيا يحادث كان لو كما إلي يتحدث كان لكن مقابلة� , .. حينا ذلك أثناء يغفل أن بدون أخرى أحيانا� وصديقا�

في يتوجسه كان الذي .الغريممعتذر سألته :شبه

لشخصآخر - اللوحة هذه أهدي أن يزعجك كان إنبها .لنفسي سأحتفظ

, إال صدقه أختبر لم الذي الكالم ذلك وقال متهكما� ضحك� :الحقا

, ال- يقرر.. من فلست لك اللوحة تكون أن حتى تهتمأشياء. عمر في يد لستسوى أنت ستتناوب قدرها

, . � وأحيانا صاحبه يد يغير شيء كل كثيرة أيد عليهاعدوه بيد ,. يستبدلها , , مقتنياتك, بيتك وظيفتك امرأتك

. المهم أبيت أم شئت غيرك إلى سينتقل لك شيء كل. أال تقبل على تتمرن أن باكرا� عليك ولذا بذلك تدري

.الخيانةوهو واصل ثم قليال� � صمت مشيرا األيسر كتفه يحرك

المبتورة ذراعه :إلى - , عنك وتتخلى أعضاؤك تهجرك لحمك عندما من وهي

أو, قريب أو حبيب عنك يتخلى أن تعجب أال عليك ودمكبالك.. فما بلوحة؟ وطن

, أننيشختفي عمره إلى رفعني الحزن كأنما شعرتأراه, وأنا وأفلست .يستعرضخساراته لحظات

:قلتمن.. - القدر هذا على رجال� قبلك أعرف لم أحسدك

.الحكمةالموجع بتهكمه :رد

مادمت : " - المقدس الكتاب في أحبه بقول سأجيبك .. حكيما�؟ كنت فلماذا الجاهل مصير إلى "سأنتهي

ناداني حين مغادرته وشك على مرة كنت :ألول...خالد-

أال يعنيه ما بقدر جوابك يعنيه ال كمن ممازحا� واصل ثمبذكائه :تستخف

خالد؟ - اسمك زال أما -� ..أحيانا -� ؟.. وأحيانا أخرى

سؤاله من متهربا� :قلت - .. االسم طوبال بن خالد اسمي األحيان معظم في

.. رواية من أخذته الواقع في أكثر يشبهني .الذي , كما قائال� قاطعني أواصل أن جهد وقبل علي ليوفر

ذريعة عن :البحثمالك - رواية في طوبال بن خالد انتحر لماذا حداد أتدري

" "� معتذرا قلت يجيب؟ يعد لم األزهار :رصيف - , الرواية هذه قرأت الواقع ونسيت في بعيد زمن منذ

.أحداثها:قال

- . فيها يحدث ال صفحة مائة من صغيرة شيء رواية , علم, عندما الرواية آخر في بطلها انتحار عدا تقريبا�

من فرنسا في وجوده زوجته, أثناء وريدة أن الجرائد, مونيك إغراءات كل أجلها من وقاوم يعشقها التي

� , مستعجال غيابه أثناء هربت ليراها قسنطينة إلى العودة , وانفضح الفرنسيين المظليين أحد عندما مع أمرها

. من بنفسه خالد يلقي ولذا حادث في معه ماتتفكر. كان شخصغيره , القطار للموت أخرى طريقة في

, يولد جسر وأبوه صخرة أمه الذي القسنطيني لكنروحية , , بعاهة � مسكونا جيناته في االنتحار بذرة حامال�

, الكآبة وتلك العدم نحو القفز التي بشهوة الهائلةللهاوية باالستسالم .تغريك

موت في سببا� كانت التي هي الخيانة بن ليست خالد , . خالد, أن غير يدري أال عليه كان بها علمه إنما طوبال

كل في طوبال .. , بن التي وريدة ألن يدري الروايات". رواياتها إحدى دوراسفي مارغريت تعبير حسب

" عقدت مع رواية كل في تخونه الريح على قرانها . خالد يموت الروايات كل وفي جديد مرة: مظلي مرتين

.. بذكائه ومرة القسنطينية جيناته !بسببكالم من أفهم أن علي كان بين ماذا لك ينصب رجل

, مفك يهديك وصمت صمت وبين الصمت فخاخ الكلمات.األلغام تأويل

فجأة :سألنيقسنطيني؟ - أنت هل

بخطيئة يعترف كمن :قلت..أجل- - .. امرأة تحب ال جيناتك تغيير إمكانك ليسفي دام ما

. حب كل الجسور حافة تحب يقفعلى قسنطينيالعاطفية .المنحدرات

, .. لكنه الصحة غفلة فقد الرجل لهذا فطنة يا اكتسبيشي. أن يمكن ما أللتقط حواسي حشرت وعبثا� المرض

� متقصيا جئته .إياه بما , , , وال يكاشفني لن هو عاطفي ورع به كان جيله كرجال

سأسأله .عنها أنا . منذ لكننا وحدسه القلب بذكاء علي تعرف يكون ربما

التغابي جعلنا , البدء كبرياء ميثاق أو ذكاء ميثاق .بيننا , لن بما سعادتي عنه أعرفه ال بما سعيدا� يعرفه كنت

.عني , , , الوحيد األمر وهذا طوبال بن خالد كالنا ألن هناك كنا

كان يعرفه الذي .كالنا

, � متذرعا بمراد اتصلت حتى البيت إلى أعود كدت ماوسالمتها باالطمئنان ناصر أم وصول .على

:قال - , لقضاء سيبقى وناصر أخته صحبة ظهرا� وصلت

معهما .األمسية . ذلك بعد سألني الصعداء :تنفست

نراك؟ - متىفجأة . وجدتني معتذر شبه له قلت عجل :على

األيام - هذه مشغوال� .سأكونأضفت :ثم

شوية - مخل�طة .الحالةيقول وهو ناصحا� أو مازحا� مراد :ودعني

".تصفى خلها- " ." وال " كلب بكراع مخل�طة كانت أنها يدري كان ما طبعا�

عليها ألزيد أخرى مجال !خلطة

: وبالقدر اآلن بعد بإمكاني كيف األول السؤال كانمن , األدنى عالقات أدير أن الشبهات ومن األضرار

, خلقتها البعض بعضها مع متشابكة مصادفة متداخلة , إلى تحتاج أصبحت حتى باريس في جميعا� تواجدنا

سير حوادث لتفادي القدر !المصادفات شرطي , أفقد أن أريد ال كنت حياة رؤية على إصراري فبقدر

, وال ناصر , احترام وال ألمه أسبب أو زيان شكوك أثير أن

بفرانسواز تجمعني جميلة عالقة أخسر .أنمحفوف ثمة حب مدار في الدخول مصيبة أيضا�

, � دائما تالحقها امرأة مع والمجازفات فتنة بالمخاطروأجهزة, المخبرين عيون حلت حيث وتسبقها الشائعات

خائف. دوما� وأنت .. التنصت عليك منها خائف منها !عليها , , يا ومخبريه بماله بلدا� زوجها يحكم امرأة تحب أن

.. رجل يا لجنونك يا المكلفة الجميلة !لغواياتكفرانسواز معاشرة ليلتها أستطع جسدي . لم كان

. كيفلي الفنادق عناوين في عنها يبحث وراح سبقنيبكامل وأنا أنام . أن انتظارها, يوما� خلعت ما كأني ترقبي

أن بعد باشتياقها ألقاصصنفسي أفتقدها عذبني أكنتلها؟ المؤقت االمتالك

, أمتلك لن وأنني لتبقى عادت ما أنها أعلم الذي وأنا . على تراني لماذا السفر غبار إال أيضا� المرة هذه منها

عجل؟

***

جميل بمزاج الصباح في .استيقظت , أن قهوة فنجان في الفرحة أذيب أن النهار قررت أبدأ

, ربطة أفك أن الحياة مع وكسولة جميلة عالقة بإقامة , وأترك الوقت المصادفة عنق لرياح مفتوحا� .قميصي

, أنها واثقا� عشرة الثانية حدود المعرضفي لن قصدت , الكسولة الصباحية لعادتها نظرا� باكرا� الفندق .تغادر

تحضر أن أشك في. منت لوجودها األول اليوم كان يومهاالرواق, إلى تأتي أن الطبيعي من يكن ولم باريس

, . , لكن المدينة إلى خروجها حال معرضخالد لمشاهدةاحتمال أي أفوت أن أريد أكن .لمرورها لم

, في الوقت كرسي على أجلسطويال� أن مستعدا� كنتخشية الزمن . مخادعة ال الصبر مسبحة حبات انفراط

األولى القبلة لهفة غير ثوابا� .أرتجيذلك . أحب أنواع بكل ولع بي الحب في الجميل التبذير

, بغاية األمر يتعلق عندما الجنوني .عاطفية الهدر , مهنتي بحكم الصبر في طاعنا� رجال� هذا كل قبل .وكنت

كنت لي أوحدي خطر اللوحات؟ تلك بين تائها� أنتظرها . .. أنا ولوحاته أنا معا� ننتظرها كنا �. أننا أيضا وهذه وهو

أخرى عجيبة .مصادفة

نسجها وتعيد قصته نسيج تفكك الحياة جديد كأنما منن . في األشياء حدثت هكذا موقف كل في بي باستبداله

أحفظها التي الرواية .. تلك ظهر عن قلب ظهر عن!مقلب

الجسد " ذاكرة بداية في نفسه هو ينتظرها كان ",هكذابمفردها ثانية معرضه وتزور تأتي .عساها , واليأس بنفساإلصرار نفسه كان, بالترقب واألمل

أول فيها قد�م التي القاعة هذه داخل ويجيء يروح , تشهد والتي له . معرض حسب كان األخير معرضه اليوم

.. أزمنة " في لألمكنة وفيا� رجال� ".الخيانة قوله , لوحات المعرضمن هذا على مر كم الحين ذلك منذ

حنين " تعود أن , " قبل أ، لو كما جدار على مكانها لتأخذالمرسوم الجسر كما معلقا� ظل لها بالنسبة الزمن

.عليهاأن بعد اشتريتها ألنني أيضا� تعود الصباح هذا سعادتي

الصفقة تلك . عقدت أن دون أدرك زيان مع المجنونة , لها وريثا� سواي يملك ال أنه أكثر له .أشرح

لي , هي أختبر.. بها متوج ملك القاعة هذه في وأنا إذن , قماش قطعة مقابل أفلس أ، جدار فرحة على مصلوبة

قسنطينة !أسميتها

� رتيبا يمر الوقت .كانساعات ثالث . مرت أن قررت القاعة في وجودي على

ألحتسي المقابل الرصيف على المقهى .قهوة أقصد . في ألمحها حتى زجاجية واجهة بمحاذاة طاولة اخترت

. بعد لكنني قدومها بمراد حالة فوجئت الوقت بعضالرواق .يدخل

. معي ظل فربما هناك كنت ما ألنني الله طوال حمدتجاءت لو بها لقائي علي وأفسد .الوقت

, زيارة تقاليده من كان فما لمروره المعارض عجبت .. , بصاحبها أو زيان بلوحات مهتما� كان وال مرة من .أكثر

البقاء أطال . ولو لو كما بدا لكنه عادته غير أنه العتقدت . , ربما شخصما لمالقاة أو آخر لسبب جاء كان أنه ما

فرانسواز .سوى , وهو بحميمية الباب عند تودعه أراها وأنا بذلك اقتنعت

, يطبع بمودة تخاصرها ذراعه بينما خدها على قبلةالبراءة .تتجاوز

حسبتني حتما� . هي ما وهو البيت إلى الرواق غادرتخيانته قبالة هنا أكون أن .توقع

سحابة , عبرتني متى, لي الدائم سؤاله وأدركتسر كآبة , يريد أنه بذريعة الجزائر إلى العودة شيء أنوي إرسال

, سياحية تأشيرة سوى أملك ال أنني تأكد بعدما معيبيتها في أقيم اإلقامة . وأنني يريد يكن فلم هو أما

في.. إقامته أوراق فخذيها بن يرى كان ما بقدر عندها " .. أحمر سفر جواز مشروع وربما "!فرنسا

.. الذي ذلك عجل على الماء كوب النادل بلعت لي أحضره .. غصة ابتالع على ليساعدني كما القهوة مع .مجانا�

المقهى كما غادرت الرواق إلى أعود أن بدون ذلك بعدأنوي .كنت

البيت إلى عائدا� المترو فجأة . قصدت السماء انشقت . دون كنت عني نيابة تبكي كأنها األمطار من بسيول

أمشي.. األحاسيساإلنسانية مظلة وحل في .متقدما� , بتذمر قالت المساء في فرانسواز عادت وهي عندما

معطفها :تخلع -.. ) نيس ) في انتظاري الطقسفي هذا أجد أال أتمنى

كم إلهي المطر يا !كرهت:سألتها

السفر؟ - تنوين متى - .. نهاية هناك سأقضي الجمعة وأعود صباح األسبوع

� صباحا .اإلثنين . كما والدتها بصورة فقط مددتها شيئا� أقل أعددت لم

إطار دون الزجاجي .بروازهاموشوشة خدي على :قبلتني

-Oh merci.. elle est mieux ainsi!.أعابثشعرها أنا :األحمر قلت

جعل.. - على لعجزي يعود حزني كان الماضي في تدرينعلى ترى طو�رت. الرائحة مذ أحزن أعد لم اآلن الصورة

تصويري .آلةمصدقة :قالت

-� كيف؟! حقا � متهكما :أجبت

- . .. عنه أطبقتشفتيك ما تتكلمي أال بإمكانك مثال� اآلنداخلي في بعدسة .سألتقطه

, تجيبني وهي أعجب لم ولذا تفهم أن منها أتوقع :لمالفاضحة؟ - الصورة اخترعت أتكونالصورة .. - فاجعة اخترعت !ال

فجأة . اشتقت على جملة سيفهم كان وحده خالد إلى . قبلي اخترع من فهو السخرية وجع من القدر "هذا

.." البيت هذا تقاسم إلى سبقني من وهو اللوحة فاجعة .. أمام سوى تتفجع ال امرأة الجوية مع !النشرة

, آخر مكان في أقيم أن تفضل كانت إن ذلك بعد سألتها.غيابها أثناء

محتجة :قالتكهذا.. - فيشيء كيففكرت !أبدا�الحاالت - جميع إلى .. في ثالثة أو أسبوعين بعد سأعود

من. زيان خروج قبل حتما� الشقة وسأغادر الجزائرهنا. بإقامتي يعلم أن أريد ال .المستشفى

:أضفتهاتف.. - شراء أنوي أن وبالمناسبة يمكنك خلوي

, تعلمين كما الهاتف على أرد ال ألنني عليه تطلبيننييكون أن , خشية يعرفصوتي فهو الخط على .زيان

- , .. بي يتصلون من الحاالت جميع في جيدة أثناء فكرةعلى صوتية رسالة لي يتركوا أن بإمكانهم غيابي

.الهاتف

, عندما ذلك , بعد وجدتني للنوم نفسه السرير تقاسمنا , شفتيها تقبيل أو مشقة بدون ضمها عن عاجزا�

الحواس بالهة استجداء بدو .الرفيعتين : ينزل البيوت ماليين مساء كل أن عزائي عليها كان

, , المعاشرة نفاق من القدر بذلك علينا ينزل كما الليلالناسغيري ماليين من وأن يهربون كيف يدري ال

أقرب عن الجسدي الغترابهم الفاضحة الليل وشاية.إليهم الناس

� طفال مني تسرق أن إستطاعت التي زوجتي تذكرتفراش ذرائع .الزوجية بفضل

, ينام بشخص تصطدم أن يحدث السرير حوادث ففي � تالمسشيئا أن أو جسدك جوارك متناول في وجد .منه

, امرأة بحب تتعثر قد األقدر أزقة في تسكعك أثناء , التي هي أخرى امرأة ولكن للسير عاطفيا� حادثا� مرتكبا�

حادث إثر منك !سرير تحبل , البهجة من ارتياب بالفرح ظن سوء لي كان دوما�

. العيد فليس للعيد , المضللة � تماما له االستعداد سوىإياها انتظاري .كعيد

� متجها ظهرا� البيت غادرت . عندما كانت الرواق إلىلتستخفبي كما مزدانة .المدينة

أم السنة؟ نهاية جاءت على أسريعا� دوما� التجار هم . أعيادنا نصنع فنحن ليسعيدك عيدا� يبيعوك كي عجل

في األعياد الحقيقية كل من .غفلةثالثة مدينة إلى نحتاج إننا تقول كانت من هي أليست

, ليست , وال مدينتي تكون ال الجزائر وال قسنطينةالخوف. خارطة خارج مدينة فيها, مدينتها نلتقي العربية

ذعر؟ دون , , الكستناء لبائع للشتاء ينتمي وحب باريس ذي هي

, , يهطل, يظل لمطر عجل على ينزل لليل المشويةالثلج برذاذ مرشوشة .إليها لواجهات

, , باب عند الثلج تكو�م لو الشتاء إله يا هنا وهي أثلجت لوانغلق , بيت للثلج الجميلة العدوانية تلك أختبر كي علينا

� معا ونكون الخارج في يتساقط مدفأة عندما جوار.األشواق

, . وأنا داخلي تساقطه واصل والثلج �تأت لم لكنها, أنتظرها االحتماالت ارتياب بين مبعثرا� الرواق في

من بمزيد الممكن هشاشة عن .االنتظار مدافعا�, , الصقيعي الشهي غيابها المحرق الرهيب لغيابها كانت

معها جميل � امرأة موعدا تخلف أن .حتى , زيان لقاء إلى الحاجة عاودتني مجيئها من يئست عندما

, عساني الله داعيا� أخبارها وأتسقط أخباره على أطمئن � تفاديا عنده بها يجمعني ال منها كي يخرج لن لمصادفة

� سالما .أحدناعندما الظهر بعد الرابعة الساعة .قصدته كانت

. سريره طاولة جوار راق� بذوق منتقاة ورد باقة فاجأتنيالغرفة في , كانت الصفر الورود خلقتها بهجة ذبذبات

.والبنفسجية . المتكئ سعادة ربما سعيدا� خرائبه وجدته على .ضاحكا�

. منه سرق الذي ما تدري ال ومفلسا� خفيفا� لي بدا

الحد بالتحديد ذلك إلى ساخرا� حزينا� .ليكون . أال منه طلبت لكنني بالنهوضالستقبالي يغادر هم�

. يقرأه. كان كتابا� المجاورة الطاولة على فوضع سريرهأنحني وأنا :لتقبيله وقال

- .. غاطس؟.. راك وين راجل يا توحشناك أهال�شبهة عنه يرد كمن فيها أجبت يرى التي السعادة

حزنه على اعتداء� :المريض - .. على المشاكل غاطسفي .بالك راني

. من كم�ا يحمل الجزائرية الطريقة على جوابا� كانلست التي والتذمر , الشكوى ما أسبابها لشرح مضطرا�

" " � حتما غارق أنه بحكم بالو على إليها يستمع الذي دام.. في � جزائريا لكونه نفسها !المشاكل

� سائال فاجأني مشاكلي مصدر ليفهم :وكمامتزوج؟ هل- أنت

� ساخرا :قلت -� أحياناأخرى؟ - وأحيانا�.عاطفي متشرد-

ألطمئنه كما ممازحا� :أضفت - .. جغرافيتي ألزم حذر رجل !لكنني� رد :ضاحكا -, المحسوبة المغامرة يحترف كان بصديق تذكرني أنت

كان ما أنه . أي األمراض, يخاف كان وفيا� كان وال مغامرا�يدعي, عندما له أقول وكنت إن " الشائعة االستقامة

, المبني كالسالم الوبائي الرعب على المبني الوفاءالنووي الرعب .., على . رجل يا صفك فاختر عليه يعو�ل ال

.. , كما مخلصا� أو بجدارة خائنا� كن عنه تحد بكمس وال لووفاء !"من

حياتي عن فيها سألني التي األولى المرة تلك كانتالسؤال . الخاصة عليه أطرح أن في الحق أعطانيقلت. :نفسه

متزوج؟ - أنت وهل� رد :ضاحكا - . الناجح فالزواج الزواج رفضت الخيانة أكره ألنني

من إلىشيء . يحتاج لها مدين إنه إلنقاذه الخيانة . كآبة, أكثر فال بوجودها له مدينة هي ما بقدر من بدوامه

.. األبد إلى لك بامتالكه أو أحد بامتالك .إحساسك

, فكيف شيء أرفضامتالك بامتالكشخص أنا أقبل . ال ثبوتية ورقة بحكم لي األبدي بالوفاء ومطالبته

� قادرا في أظنني الزوجي الضجر رعاة من أكون أن علىالنفاق .شراشف

الصمت من شيء بعد :أضاف -. بالشهوة.. مغلف وفاء الحياة في شيء أجمل تدري

مكفنة األتعسفشهوة !بالوفاء أما , وهو كهذه حكمة إلى ليصل الذهن صفاء له أين من

األدوية قوارير . جالسبين خبر� ومتى الكلمات ومصلمن؟ ومع هذا؟

. كان ولكنه مزمن تعب جمالية لعينيه غير كان يبدو.حزين

اليوم - سعيدا� .أراك � ضاحكا رد

أن - جدوى وما يجعلك حقا�؟ العذاب أن تصدق ال تتعذب؟ . , أن عليك ذلك يستطيع النسيان وحده وأجمل أقوى

, تلقي من تأتي عذاباتك فكل حذرة تحية الذاكرة علىنفسك إلى .التفاتك

يسكب راح , عندما ذلك في دققت ماء كوب لنفسه , كان لسريره المجاورة الطاولة على الموجود الكتاب

. عنوانه النظر يلفت ما غالفه ليسعلى صغيرا� :كتابا� -Les jumeaux de Nedjma.

, ما رجل مطالعات الكتشاف فضولي � لكن كتابا رأيت , � تلقائيا يدي أمد جعلني طاولته على اليوم قبل

متوقع, غير تنتظرني ألتصفحه كانت التي المفاجأة.داخله

. بدا الطاولة عن آخذه وأنا شيئا� يقل فوجئ لم وكأنه.بتصرفي

, الصفحة على تلقائيا� الكتاب فتحت ثم العنوان تأملتبخطها , األولى إهداء أمام بي !وإذ

تراقبني نظراته أن أحسست أن بعد أقرأها لم كلمات . ذوقي. قلة يختبر كان ربما صمته كبرياء أحرجني صمتا�

سره التجسسعلى في وقاحتي .الكبير أواإلهداء على المكتوب التاريخ بقراءة .اكتفيت

هذا زارته أنها جاءت. استنتجت أين من وأدركت الصباحجوار الفاخرة الشوكوالطة وعلبة الجميلة الورد باقة

, قال. عندما الطرفة تلك ذكاء أيضا� فهمت سريرهعلى مصرا� الشوكوالطة بفضائل يضيفني ليقنعني أن

:منها -, فحسب لإلبداع وطاقة نشوة تعطيك ال الشوكوالطة

للذتها , بل يرافقها مر مذاق أي ابتالع على تساعدك . إن حتى رصاصة يك تلق� لحظة الموت عليك مسهلةتبعث أن منها طالبا� أبيه لزوجة كتب عندما هامنغواي

بها انتحر التي أبيه بعلبة , ببندقية مرفوقة إليه أرسلتها .. ينتحر كي يريدها أنه لعلمها ! شوكوالطة

لذكاء تهكمه يا وجمال الرجل !هذا , وهو قال المرأة تلك عن بعيدا� منحى� بكالمنا ليذهب كما

مكانه إلى الكتاب أعيد :يراني - . أعرفها أكن لم مذهلة تفاصيل فيه جميل كتاب إنه

. في معه سجنت ياسين كاتب موت في 1945ماي 8عن , والدة كل معه عشت الكديا �", " سجن جيال كنا نجمة

, , وطنية بأحالم مدمرة عاطفية بخيبات متشابهة بحياةمن , أكبر بأمهات, يوما� عليهم نتعرف لم بآباء أعمارنا

. كنا علينا خوفهن فرط من � مجنونات تقريبا نتشابه . في إال ذلك بعد نختلف نعد ولم شيء كل في جميعنا

.موتنا

على مد الموجودة الصغيرة الطاولة جارور إلى يده . ظل. يشعلها لم سيجارة أخذ لو يمينه كما بها ممسكا�

. قال ثم أشعلها :كانغير - الغريبة النهايات جيل إلى عندما. أنتمي المتوقعة

في ياسين كاتب موت تفاصيل الكتاب هذا في قرأتمع تصادفت التي , فرنسا كاتب مصطفى عمه ابن موت

, قول في فكرت الجزائر في جنازته كيفشيعت ثمال " , مالرو يشبهه ما بل يستحقه ما لإلنسان ".يحدث

, ومشاغب موجع موت كحياته ياسين ومسرحي موت.ومعارضومحرضوساخر

) في.. ) غرونوبل مدينة في ياسين مات يوم 29تصور. 1989أكتوبر نشرة ولكن الجزائر في زلزال حدث

فتوى تتضمن كانت المساء ذلك اإلذاعة األخبار بثتهارئيسالمجلس, الغزالي محمد المفتي أصدرها الوطنية

لجامعة جديد, اإلسالمي الرئيسبن ومستشار قسنطينةألن, ليسأهال� الرجل هذا مثل أن فيها يعلن آنذاك

, مقبرة في دفنه بحكمها ويحرم الجزائر تراب يواريهبعد. حتى ظل ياسين ولكن يستخف إسالمية موته

. كما النساء نعشه حملت السلطات أنواع وبكل بالفتاوىمرة. ألول مسرحية , الرجال فرقة نعشه تحمل رجل

.بكاملهاالـ سيارة تعطلت أن األخيرة نكتته 504البيجو" " كانت

, كانت الذين الممثلين لكثرة جثمانه تنقل كانت التيجعل, مما إلى تحملهم به ويذهبون يترجلون المشيعين

السيارات زمامير وسط األقدام على والزغاريد المقبرةالبربرية باللغة ينشدونه كانوا الذي األممية .ونشيد

اإلمام يستطع كاتب لم إلسكات شيئا� الرسميون وال . أن القدر منع يستطيعوا ولم ميتا� وال حيا� يجعله ياسين

. الجزائرية الثورة اندالع تاريخ نوفمبر أول في يدفنالفوضى أدخل من أول والزغاريد كان والديمقراطية

المعتقالت إلى ذلك قبل أدخلها كما المقابر إلى!والسجون

� متعجبا :قلت - .. من التفاصيل بهذه أسمع لم حقا� طريف لموت إنه

.قبل � ساخرا :قال

- , في الموت تشكيلة إنما ذاته حد الطريففي ليسهذا: غرابة . لي رجل يا تصور جيلنا عرفه كما أقداره

وكبار التاريخ رجال من كالهما , صديقان الثورة مجاهدي . هذا؟ تصدق هل ضحكا� مات واآلخر قهرا� مات أحدهما

� حتما بوالصوف؟ أنتسمعت الحفيظ بعبدأثناء.. - العسكرية االستخبارات مدير كان .الثورة طبعا�الذي - المراس الصلب الرجل هذا مات كيف أتدري

التي وأوامره بغموضه في اشتهر فيها رحمة السنة توفي للرفاق؟ كما لألعداء الجسدية التصفيات

أزمة 1980 � إثر شديدا ضحكا� يضحك وهو فاجأته قلبيةالهاتف عبر صديق من سمعها نكتة !على

قد بعد كان نهائيا� السياسية الحياة من انسحبوأصبح, قيادي منصب أي رافضا� أن االستقالل بإمكانه

� ضاحكا !يموت , رفيق عميرات سليمان نهاية من أفضل نهايته أليست

معركة سالحه أثناء قلبية بسكتة حزنا� ذلك بعد مات الذيبوضياف محمد جثمان على سالحهما , الفاتحة رفيق

مغتاال�؟ سقط الذي اآلخرمن مات من حتى اللعنة هذه من ينج � لم شهيدا جيلنا

, . كالشهيد ذريته إلى نحسجيله أورث األبطال ميتةبن مصطفى الوهاب البطل عبد ابنه اغتيل الذي بولعيد

في عمره من الخمسين في نهار , 1995آذار 22وهووثالثين تسعة قبل الفرنسيين أيدي على أبوه اغتيل

اإلرهابيون, له نصب أن بعد طريقه سنة في وهو حاجزا� " الذي " التأبين في سنة ككل ليشارك باتنة بلدته إلى

في أبيه يقام استشهاد .ذكرى . رجل جيلنا فاجعة كل بالذات الميتة هذه في كانت ربما

, مثل تهديه , مقاومتنا رموز أحد بولعيد بن مصطفىاستشهاده يوم في ابنه جثمان هذا؟ .. الجزائر وطن أي

. أنني إلى انتبه التسجيل شريط اللحظة تلك توقففيفتحت الشريط, كنت أقلب وأنا قال :المسجل

- " .. الحل�وف التاريخ راجل يا التسجيل م راه" خليك!يسجل

مرارته للتخفيفمن محاولة في مازحا� :قلتأنا - لكن يسجل المقابلة. التاريخ هذه نشر أريد أنشر

المرحلة تلك عن .كشهادةمر بتهكم :رد

. أية- الجزائري رجل يا تنته لم المرحلة تلك مرحلة؟ , مبرمج هو الذات تدمير نفسه يعيشجدلية إلبادة

. ذلك في عنه لينوب عدوا� يجد ال عندما بها والتنكيلاإلرهابيين أن قتل تظن بدعة في الفضل لهم كان

والشعراء والسينمائيين واألطباء والقضاة الكتاب .. قتل في تقاليد لها الجزائر والمسرحيين والمحامين

كنتفيصفوف.. وأنا في مثقفيها عندما المجاهدين , أوحت بالمقاومة نفسي ضرر إلحاق هدفها خدعة

عميروش للعقيد يعملون فرنسا من رجاله بين بأن . يوليو في فقام الفرنسي الجيش لصالح ,1956مخبرين

, وبعد , رجاله من وثمانمائة ألف بقتل سريعة محاكمةباسم شهيرة تاريخية حادثة �". La bleuite " في فورا

, المتعلمين إلى أي المثقفين إلى االتهام أصابع وجهتتركوا , الذين بسبب والذين بالجبهة ليلتحقوا دراساتهم

جبهة تكن لم الفرنسية وثقافتهم تثق علمهم التحرير . فكانوا عليهم انقضوا الذين القتلة أما والئهم في

المجاهدين من في رفاقهم واألميين القرويينتميزهم, لهم يغفروا لم البدء منذ والذين معظمهم

. عنهم جاهل. كل شيء يتغير لم أيضا� واليوم بالمعرفةالمزايدة بعد مثقف بقتل لجهله اإليمان يثأر في عليه

. لنا بقي ما في نحن وها للوطن والئه في والتشكيكاإلرهاب ضحايا المثقفين من .ضد

فجأة ليسألني :توقفاللوحة؟ - تلك اشتريت هل

أجيب أن . , وقبل أخرج شيء يبحثعن الجارور فتحطوال, بها ممسكا� كان التي السيجارة أشعل والعة

.الوقتتعجبي من متهكما� أجاب شيئا� له أقول أن وبدون

المستشفى في :لتدخينه - .. المجبولين الرجال من جيل إلى أنتمي أنا تهتم ال

.بالعصيانبصيغة سؤاله أعاد :أخرى ثم

اللوحة؟ - بتلك ستفعل ماذابعد - أعود عندما قسنطينة إلى معي أسبوعين سآخذها

ثالثة .أورأيه غير قد يكون أن خشية أردفت :ثم

بتصرفك - تزور . ستبقى عندما تراها أن بإمكانك.قسنطينة

- . لي يبق لم قسنطينة على أتردد أعد وال لم أحد فيهاابن. جنازة ونصفألحضر سنة منذ زرتها مرة آخر شيء

. أنها شعرت حسان صورة أخي إال تصلح تعد لم مدينة . لي بدت لوحة على جسرا� أو بريدية بطاقة على

, جسورها عنها وتساقطت شاخت كأنها تعبة هرمة , من, كسحنة أسنانها عن تعرت كأفواه حجارتها

.. , � حينا مسرعين تعابيرها من تعرت بمالمح يعبرونهاأخرى أحيانا� الخطى , , متثاقلي كمن حائرين تائهين

فاجعة .ينتظرفيظرفحزين - زرتها ألنك .ربمالي - كان . ما غادرتها دوما� سعيد موعد معها يوما�

أتى. الذي الوحل مع ميثاق عقد رافضا� كل مفجوعا� علىقسنطينة. تخلع عندما هناك أكون أن أريد ال شيء

وهد.. نحو وتنزلق .الهاوية حجارتهاالسفر حتى أكره أصبحت بوضياف اغتيال منذ صدقني

, مات فبموته الجزائر . إلى به جاؤوا عندما فينا شيء , أن ظنوا ما رئيسها ويكون الجزائر ينقذ كي متضرعين

وخيانات ذلك والمنافي السجون جبلته الذي الرجل , إلبرام, يصلح كان ما هزاله على فوق الرفاق صفقة

جثته من نتعلم كي جثة إلى فحولوه .الجثثالمتساقط الحجر ذلك كل ترى بإمكاننا أال بعده؟ علينا

. عاد ما األسئلة من الكم بذلك التراشق نواصل أن اآلن" :" " السؤال مصب أي صوب صار بوضياف؟ قتل من

بنا ذاهب وحل أي صوب الوحل؟ بنا "التاريخ؟ ذاهب

الفاجعة صمت بيننا .ساد . اتجهت , األشياء حدثت كيف أدري ال السرير ثم نحو

.. , ضممته السيل يجرفه أن خشية صخرة يحتضن كمنالبكاء . وفاجأني

مثقلة, كغيمة داخلي تجمعت مؤجلة دموع كانت حتما�مناسب جو عن .لتهطل تبحث

حماقة يبرر كمن :قلتنشتيك.. - .خالد

خالد ناديته ألنني يحتج حبه , لم يكون أن تعجب والللبكاء .ذريعتي

يبكوا أن الرجال عادة من كان لو كما ضمني. تصرف , , لكنه قلت مما أكثر أدرك ربما أو بي ما يفهم أن دون

, يدمع مثله من �يبك قال, لم :فقط - .. تتحقق ال كي األحالم خلقت تحزن !ال

جسدي اقشعر لي ضمه الذي أثناء بالفراغ أصطدم وأنا. . كيفضمها لحظتها أختبر كنت الناقصة ذراعه خلفته

إلى كيف آخر إنسانا� يضم أن وحيدة بذراع رجل بإمكانأبكيها. أكنت أدري أعد لم أو.. صدره فيها؟ أبكيه أم فيه

بينهما نفسي أبكي .أننيهذا على وجلست هنا كانت التي . هي مكاني الكرسي

. غيابها عطر أشم بيننا زالت ما .لكأنها

أن ذلك بعد أراد , عندما أوقع ليودعني سريره يغادرإلى االستناد يحاول وهو يده من بحركة المزهرية

.الطاولةالورود األرضوأجمع من أرفعها متأسفا� .انحنيت

عن يعتذر كمن :حماقة قال

- . ما األطراف بعمى مصابا� أصبحت األخيرة الفترة فيإال بشيء .. مررت . ستحضر جمعه من دعك به واصطدمت

.. آيل وهو فقط ورد إنه للملمته !للذبول الممرضةيتقنه وحده بتهكم أردف :ثم

- .. أن حاذر ذراعي سقطت وإن .تلتقطها حتىدرويش - محمود تعاكسقصيدة .أنتفالتقطها " ذراعي سقطت

فالتقطني وسقطت "جنبك � مواصال :قاطعني

بي - " عدوك .."واضربأتعرفها؟- � رد :مبتسما - ! لصديقي المفضلة القصيدة كانت أعرفها كم أعرفها؟

.� دوما كان .. زياد " . إن: تهتم ال فأعلق كاتبها ليتني يقول ." مع ألنني الوحيدة بذراعي سألتقطك زياد سقطت

. اتجاهه في بجسده سأقذف الذي العدو كم أعرف كنتمن فعلى ذراعي التقطت إن ستقذفها؟ لكنك

بسعادة :واصلعلى - سأطلعك المستشفى أغادر عندما بالمناسبة

زياد بعض .أشعاراليوم؟ - حتى حوزتك في زالت أماوال.. - بلوحاتي أفرط قد .. طبعا� � دوما مشكلتي بها أفرط

الشهداء إرث .كانتيومها كان إن أدرك أن دون أكثر افترقنا أو سعادة أكثر

العادة من .حزنا� . أن ويدرك يدخن المفلس باستخفاف يتصرف في كان

. قارورة له أحضر أن مني وطلب له مضرة السجائرفي تقدم التي تلك من صغيرة لملء ويسكي الطائرات

. , دوائه مع تناولها من ممنوع بأنه معني غير كأسواحدةيأخذ أن . وينسى الدواء من جدوى ال أن يدري ألنه دواءه

بها عسى صحته بها تتدهور قد أشياء ترتفع ويأكلبالمحظورات سوى تتغذى ال التي .معنوياته

, السعادة أن غير سعيدا� كان عالقة أظنه لها تكن لم, , له أحضرتها التي الفاخرة بالشوكوالطة وال الورد بباقة

وضع , والتي بذلك وال يودعني وهو جيبي في منها حبات , هامنغواي تلقى كما منها تلقاه الذي البندقية الكتاب

أبيه زوجة .من

بمغادرة له الطبيب سماح بسبب كانت سعادتهيوم لمشاريع, المستشفى يخطط كان فقد األربعاء

من بقي ما وجمع معرضه زيارة أولها .لوحاته كثيرة , المرأة كون األرجح على السري سببها فكان مرارته أما

عادت أحبها عليه التي وتتفرج لتعوده منها شفي أن بعداألخير مرضه بشاعة .في

إنه مرة قال نفسه في هو بشعا� أصبح بأنه يشعر عندمااآلخر, الطرف يكون عندما حتى ويهرب ينهيها عالقة

سرير. رهين وهو يهرب أن بإمكانه كان أين لكن وطنا�المرض؟

استأصل يكون أن يختبر أتوقع وراح العاطفية الزائدة . الذي اليوم كذلك بالسخرية البشاعة تجميل على قدرته

سريره مغادرة استطاعته لعدم مازحا� فيه لي اعتذراستلقائه بسبب والجلوسمعي ظهره كالعادة على

الدواء مصل أنبوب إلى موصولة الوحيدة ذراعه .ووجود � متهكما :قال

كنيسة )- سقف أنجلو ميكيل رسم تماما� الوضع هذا في .) يرسم هكذا ظل سيستينا على كابيال عاريا� ممدد وهو

. السقف إلى مرفوعة اليمنى ويده أشهر لعدة السقالةيرفض إنجاز كان على ويصر بالمساعدين االستعانة

" . أعيش يقول جسده ألوجاع وكان وحده السقف رسم ." .. السلم يتسلق البابا وكان لوحة وأرسم الجحيم في

للتجسسعليه ويصعد !ومباركته الخشبي ! بقول يذكرني ما وهو مهين وضع في المرء يكرم أحيانا�

سيق لمناضل . " جميل إعدامه قبل فسئل الشنق إلى " " يكفي جالده فأجاب الموت؟ قبل تقوله ما ليك هل

رؤوسكم فوق وقدماي أموت أن ".فخرا� . في إنما الوضع هذا في أكون أن المهانة كوني ليست . � دوما السرير قصدت سرير في الموت أضاجع هنا

الحب !لمنازلة

عن بحثا� مكتبة في توقفت البيت إلى العودة طريق في " لبن " نجمة توأما زيان كتاب كان الذي مديان عمار

إياه. أهدته لماذا أعرف أن فضول بي كان .يطالعهالذي وما الخفيف العشاء وينتهي البيت إلى أعود كدت

اعتذرت حتى بإعداده فرانسواز وذهبت فاجأتني منها

مطالعته مستعجال� النوم غرفة .إلىلم تلفزيوني ببرنامج انشغالها فرانسواز رغم تبد

. كان للمطالعة بنفسي وأختلي أتركها تراني أن سعيدة � حقا غريبا� الكتاب , األمر واعتبرت إال امرأة أعرف لم فأنا

. من أوتيت بما وجربت البيت في األول مواهب غريمهاانشغالي في أن لو كما القراءة من تسرقني أن نسائية

. كان ألنوثتها إهانة , بها من ويجعل بلة الطين يزيد ما . , أدعو دوما� كنت السرير في القراءة عادتي ضرة الكتاب

الكتب أن العتقادي نومي غرفة إلى أحبها التي الكتب , ال الجميالت كالنساء في الجميلة مجالستهن يمكن

.. في, بهن تخلو أ، في الرغبة تراودك أن بد وال الصالون.مخدع

المصطفة الرصينة الوقورة الكتب لتلك خلق الصالون , صيتها عن تدافع مكتبة , في وتعوضعن وزنها بثقل

وخطها الفاخر بتجليدها اليأساألدبي سن بلوغها.الذهبي

الكتب كنت أؤنث قصد .بدون . االنتظار كتب جيبك تندسفي التي السهلة تلك

التي . والضجر واحدة لقراءة تصلح المصادفات كنساءليلها لتنهي سريرك إلى ترافقك للمؤانسة � وأخرى أرضا . وأخرى, حب ليلة بعد كامرأة بطنها على نائمة منهكة

فاخرة الورق كبغايا, صقيلة تتربصبجيبك الطباعة .. عدوى إليك تنقل قد زجاجية واجهة خلف أمستردام

.الرداءة

جميلة عالقة أقمت ما طويلة سنوات خالل أنني أعتقدالكتب مع في . سوى تضاهي كانت العالقات بعضهذه

, مما الزوجية بالخيانة شبيها� شيئا� وطقوسها شغفها , خاصة شبهتها من متبرءا� سرا� أحيانا� أتعاطاها جعلني

� طويال وقتا� أقضي كنت زوجتي عندما عن منشغال� , متعة من يعطيني كتاب بمطالعة جواري النائمة

والمباغتة الذي , المعرفة جسدها يعطيني مما أكثرزوج ظهر عن !أعرفه

البدء في الذي البيت ذلك البكر في االبن وبصفتي , متعة أجد كنت المطلقة وأختي أبي زوجة مع سكنته

كتاب تسريب لتكون في أصال� مهيأة نوم غرفة إلى

من أشياءها زوجتي إليه ب تهر� نسائيا� أو, فضاء� اآلخريناألخريات من !باألحرى

مخدع إلى كتابا� تهريبي أثناء � كثيرا �, حدث مدعيا الزوجية , عثر الذي أبي تذكرت أن مطالعته إلى المهنية حاجتي

حرب تمكنه أثناء الشبهات كل فوق حيلة على التحرير , من مستفيدا� البيت إلى عشيقاته إحضار نشاطه من

الطراز, على بيتشاسع في بمفردنا وإقامتنا النضاليعلينا. يغلق فكان ,, العربي العروس وزوجته وجدتي أنا

, المجاهدين باستقبال متحججا� الكبيرة الغرف إحدى في" الذين مشاورات " ليلة واآلخر الحين بين يقضون كانوا

.. إلى بعدها يعودون بيتنا !الجبال في

. لفت ذلك وبرغم سنوات الست يتجاوز ال عمري كان , على أبي أن , انتباهي باب علينا يغلق أصبح عادته غير

, بأن يكتفي الماضي في كان أن بعد بالمفتاح الغرفة � مرددا غريب رجل مع البيت دخل كلما عال� بصوت� يسعل

" : الطريق بخطوات يسبقه فتسرع". .. وهو الطريقيمر حتى الباب عليهن ويغلقن غرفة أول إلى النساء

.الرجالمرة قامتي ذات تكن لم الذي الباب ثقب من تأملت

, امرأة مع يدخل فرأيته بقليل سوى . تعلوه سوداء بمالءة , أن غير مندهشة بدت بذلك أبي زوجة أخبرت عندما

لتنهرني تدخلت , جدتي أن مدعية الفضيحة ململمةالنساء زي في المجاهدون يتنكر أن جرت .العادة

يومها التنكري من بالزي تقتنع لم التي أبي زوجة بدأتالباب, ثقب من تتجسسبدورها نساء , للمجاهدين وترىالدار وسط مرة كل يعبرن مختلفة .بهيئات

� شيئا يغير لم اكتشافها , ولكن لم فهي تصرفاتها من, عليها يكذب أنه تدري بأنها إخباره على حتى تجرؤ

يغضب أن , خشية فتستبدل أهلها بيت إلى ويعيدهاتكون أن مذلة قسنطينة وجهاء أحد من الزواج بشرف

المطلقات طوابير في .رقما�

و للمجاهدين الطعام أشهى إعداد واصلت "هكذاالشامخات", " الجبال من لتوهم القادمين المجاهدات

ما", بأجمل وفرشسريرها من الشاهقات جهازها في , في صغيرتها جوار للنوم والمضي شراشفمطرزة

, كان بينما الضيوف التحريرية غرفة يخوضمعاركه أبي . أثناء كانت وربما منها أمتار على الزوجي سريرها في

, لنساء وأسماء وجوه عن تبحث فراشها في تقلبهاالمالية حشمة تحت بيتها يدخلن الجهاد فاجرات وعفة

حضرتها في زوجها .ليضاجعن

, أفهم كي التأمل سن بلوغ يلزمني يوم كان أننيأكتشفسوى أكن لم المفتاح ثقب على عيني وضعت

ذلك يكن لم التي صورة قسنطينة سوى العتيق البيتنفاقها .لتقاليد

, وأن يكذبون اآلباء أن أدركت واحدة المجاهدين دفعة , يلبسن الالئي النساء وأن الخطيئة عن منزهين ليسوا

فوق لسن في, ماليات القابعات النساء وأن الشبهات , وأن الحد هذا إلى مخدوعات لسن الزوجي الظلم بيوت

دمها " من بريئة ليست "!الضحية

أبي , تصرفات في أرى العمر مع أصبحت ذلك آنذاك بعد " النضالية " أسطورته خلق في ساهم زوربويا� جانبا�

.والعشقيةبحكم . كان ضد خاضمعاركه الجبهات لكل رجال� ثقافته

لم التي الزوجية المؤسسة وضد بها االستعمار يؤمن . ال, كان غير ال جدتي إللحاح استجابة إليها وانتسب يوما�

زوجة من له , بد فجاءته والدتي وفاة بعد بتربيتي تتكفلربات ليكن هيئن الالئي من القريبات بيوت بإحدى

صالحات .وأمهات , بنساء اإلعجاب إلى أوصله للحرية عشقه الواقع في

لكونهن . متحررات األجنبيات تجاه دائم ضعف له كانأهل. بها عرف أندلسية وسامة ساعدته متعلمات

, الشقراء القلوب اكتساح على األوائل قسنطينةأشعاره. نظم فرنسية سة كمدر� � والسمراء تغزال األولى

في, حارسا� زوجها كان التي اليهودية األرملة تلك أو بهاالكديا , سجن وكانت هناك سجينا� والدي كان عندما

� شيئا ترسل أن أرادت كلما بيته على تتردد إلى جدتي . العالم عرف سنتين بعد وعندما السجن في أبي

اإلدارة طرف من أبي وكل�ف بتوزيع المجاعة الفرنسيةمن قسنطينة سكان على الغذائية المساعدات قسائم

كان, وبعضعونه المسلمين هي خلسة ليزودها يزورها

, كانت الذي الزمن ذلك في والجيران المعارف مناألجناسواألديان فيه .تتجاور

. نفسه يحيط أن اعتاد طريقته على زوربا باألرامل كانوليس, ورودهن تذبل أن وشك على ونساء والعوانس

سواه بستاني .لهن

, كان بين تمييز بدون األرض نساء كل عن مسؤوال� , � مسؤوال جمالهن أو ديانتهن أو أجسادهن أعمارهن عن

حد, إلى مستقبلهن وإدارة بتعليمهن معنيا� وأحالمهنبتزويجهن أينما , التكفل األرض جياع كل عن ومسؤوال�

. كل وعن ولقمتهم وبطونهم أفواههم وجدتأرضهم المظلومين وجدت أينما والمستعمرين

." .. فلم. " خلى ما مات كسب عاشما ولذا وقضيتهميحيا يكن أن يعنيه كان ما بقدر يمتلك أن .يعنيه

فيشقة يقيم االستقالل بعد . وكان استأجرها واسعة: غرفتين بين هو يحيا بينما األكبر جزأها نحن نشغل

الذهبي من صالونه ضيوفه يستقبل حيث الفخم , وغرفة عام كل يتناقصون قدامى ورفاق السياسيين

فاخرة غادروا نوم فرنسيين معمرين من اشتراها , لنهاية تعود كانت ربما االستقالل عند القرن الجزائر

على, صغير بحفر باليد منقوشة ضخمة بخزانة الماضيمرايا تغطيها دوال� يسند. شكل عال� سرير جوارها كبيرة

األعلى من جانباه النقوشوينتهي بذات لوح رأسهصوب أحدهما يطيران كأنما لمالكين نحاسية بمجسمات

طاولتان, السرير جانبي وعلى تغطيهما اآلخر صغيرتان , جوارير بأربعة أثاث خزانة يقابله رخاميتان لوحتان

نحاسية بها بمماسك تحيط أخرى مرآة تعلوه جميلةذاتها .النقوش

. كان أبي قصاص الصالون القليلة كان الغرف كتلك. يأتوا, لن لزوار والمهيأة االستقبال القليلة االستعمال

الرفاق يذك�ره بأن المناسبات في إال يفتح ال الذي بابهانفضوا حوله .منالنوم غرفة جاهه أما من بقي وما مملكته كانت التي

, قصاصي بعده أصبحت فقد وحده فيها ينام كان والتي , وجدتني. ولذا عاطفية ألسباب بيعها مستبعدا� كان أنا

على الزوجية حياتي .سريرها أبدأ

, عليك تفسد الموتى زمن توقظ رائحة الغرفة في كانتبدأ. أن أصعب ما كان زمانك سرير على الزوجية حياتك

, حد إلى دائما� يساره على وينام وحده يشغله أبوكالفراش تواطأ داخل لحدا� حافرا� الجسد مع الزمن

مع تتقاسمه أن بإمكانك عاد ما بحيث شخص, الصوفياآلخر نحو أحدكما وتدحرج .إال

وأبواب العالي بسريرها تصلح فاخرة غرفة كانت . .. أبي أرادها وربما للحب ال لألنتيكا الثقيلة خزائنها

بها ليعوض الحد ذلك إلى حياته فخمة في الحب .غياب , ليراها بالذات الغرفة تلك اشترى وال ثريا� أبي كان ما

مؤثثة. أحد فاخرة نوم بغرف تذكرني كانت ولكنها سواه , إقناعك قصد التبذير في واضح ليسوا بإثم األثرياء أن

سيئين !عشاقا�

سرير في الزوجية حياتك تبدأ يوم المليء ذات المسنين , . عاطفية ألسباب وعليك المريح غير النوم بكوابيس

على, تتدرب أن . غبية أبوك إليها سبقك بحياة التصرف .. .. بأوراق بالستائر بالخشب علقت هنا الجدران.. رائحته

, . متى حتى تدري ال مدهوش وأنت الثريا بكريستالإليك تتسرب رائحته الغرفة . ستظل تلك كل أكانت

لرائحته؟ سريرا� , كانت لو كما مؤقتة حياة فيها لك تظن , كنت به تمر نزال�

, , . في يوم ذات تنام حيث ولكن سرير عابر كنت لو كماالتي , اللحظة , الغياب رائحة تجتاحك األقل تتوقعها

منذ عليك أفسدت التي الرائحة تلك فيك البدء وتستيقظ , تناول تفرضعليها جعلك حد زوجتك بجسد عالقتك

, خشية لسنوات الحمل منع يعاني حبوب صغير مجيءلألسرة " األسرية تشوهات "!من

في ذلك بعد فرحتي أجد عبد كنت بيت إلى الهروب. حياة, مع شرعي غير سرير لشهواتي أصبح حيث الحق

توقف بال , فعليك المزورة األخرى حياتك تخترع أنفيها وهج ال التي الحقيقية لحياتك .إنقاذا�

, وكنت داخلي المنزلية باألشغال لتقوم امرأة تزوجتمن األخريات النساء خل�فت , لتكنسما حياتي في دمار

متاريستجنبني يضع عساه الوقائي بالزواج مستنجدا�الحياة للحياة , انزالقات اغتيال الزواج ذلك في .وإذ

� شيئا لك يقول أن بدون يبتزك من ثمة أن ذلك, ذلك , بحياتك التصرف له يجيز الذي للضعفاء الصامت االبتزاز

بحكم قبضته في وقعت ثبوتية مذ .ورقة , , إنما إيذاءك يقصد أن بدون منك ينال من ثمة

حد عليك بحقه. باستحواذه سعادته يربط من ثمة اإليذاء , , تشعر لحياتك شريك أنه بحكم تعيسا� يجعلك أن أن في

, غير المواجهة من بد وال لك موتا� أصبحت معه الحياة , لم يؤذك شخصلم مع يغتالك, الجميلة ولكنه يخنك

.ببطئالذي والسعيد الصالح الزوج دور من تستقيل أن تريد

. , تريد والخالفات للشجارات منك تفاديا� لسنوات مثلتهالتمثيل أوسكار عن تتنازل أن أن يمكن كان الذي

الحياة " فيلم في الرجالية البطولة في عليه تحصلال". , الزوجية مزيد على قادرا� زلت ما فأنت حيلتك لقلة

جهد دون امرأة تبتلعها التي األكاذيب ,. من متعب ولكنك, األكاذيب حياكة في تقضيها أن من أقصر والحياة

الذي اليومي عليه والرعب تزيد أن من أكبر تعيشهزوجتك .الخوفمن

أن اخترت األسباب هذه لكل في ربما لإلقامة أذهب ) التي) زوجتي عن االنفصال لقرار تأجيال� مازفران

كان شيء كل إيالمها برغم علي .يعزالذي الصغير الكتاب ذلك قراءة في يومها نجحت

أن , قبل تحت اشتريته وتنزلق فرانسواز بي تلحقاألخيرة.. صفحاته إنهاء من وتمنعني .األلحفة

. ضممتها تعاشرهن وال تعيشمعهن نساء في أفكر وأناطيفها تعاشر أن تحتاج الجميع دون في وأخرى

. تبقى.. لكي تحتاج عزلتك ذروة في بها تفكر أن غفوتك , تعلم أن الحياة قيد ذكراك على قيد على زالت ما أنها

ستأتي حتما� .وأنهامع, سريرا� أتقاسم وأنا غيرها, ليلتها عانقت فرانسواز

موعد متوسدا� .ونمت

السادس الفصل

جاءت .ثم

على الترقب أبواب المباغت انخلعت ضوئها .تدفقالدوران.. عن برهة العالم وتوقف .دخلت

عن دقة القلب األنفاس توقف اللتقاط كما الخفقانشهقة .من

امرأة ترتديه فرو معطف في يتقدم العناية . إعصار أيتها..اإللهية

بي ترفقت !أال .. .. جبال يا المطر أيها السماء �.. أيتها علما خذوا األلب

جاءت .أنهاإذن ..التقينا

: ال الجبال وحدها قالوا , الذين بنوا والذين أخطأوا تلتقي , يفهمون ال تنحني أن دون من لتتصافح جسورا� بينها

� الطبيعة شيئا قوانين .فياألرضية والهزات الزالزل في إال تلتقي ال الجبال

واحد , الكبرى تراب إلى تتحول إنما تتصافح ال .وعندهانحن ها الكارثة؟ تفادي بوسعنا رتبت أكان حيث نلتقي

.. كلعنة الحزن معاقل آخر في موعدا� المصادفة .لنا � صباحا .. عمي كفاجعة الجميلة .سيدتي

. .. ما كل عينيها مع االشتباك فك يمكن كيف ذي هي. أردته تبدو كانت الغياب هذا بعد إليها النظر كان

. عندما دهشة زهرها تساقط ليمون كان. كشجرة رأتني , معرض في باريس هو فيه تراني أن توقعت مكان آخر

خارج وجوده أنكرت .كتاب رسام:قالت

يصدق - ال .شيءاللقاءات - لمصادفة بها ندين حياة .هي

الذعر ردت من يخلو ال :باندهاشجميل - .. هنا أراك أن أبدا� توقعت ما إلهي !يا

� قلت :مازحاإلي - يعيدك شيء كل كان إذا أفعل .ماذا

كل " مرة لقولها ألم�ح " كنت وكنت إليك يعيدني شيء " : �فيك يبقيني شيء وكل آنذاك مصححا� ".أجبتها

معلقة :بذكاء قالتالحين - ذلك منذ إقامتك عنوان غيرت !ظننتك

� نافضا أمازحها وأنا :سترتي أجبت - : �بك تعثرت بمغادرتك هممت كلما ترين .كما

واصلت :ثم

به.. - نتعثر بل عليه نعثر ال لنا يحدث ما أجمل .بالمناسبةأصحح أيضا� هنا .. كنت نعثر " الذي هو حب أجمل قولها

آخر شيء عن بحثنا أثناء ".عليهحب من الفكاك , كيف حتى لغتك اختراق حد منك تمكن

اللغة؟ أسرار هتك فيه متعك إحدى أصبحتمعها . النشوة أراقصها كنت لكأنني لغوية حالة

, , , ألملمها, أبعثرها أطي�رها أخاصرها وكانت. بالكلماتاألولى الجملة منذ إيقاعها تجد دوما� كلماتنا .خطى

راقصين حوار كل في في كنا الجليد مرايا على يتزلجان , الكلمات موسيقى منتعلين احتفائية .ثياب

مرة :قالت ذاتمعك - بيتك باب أفتح أن .أحلم

, أعيد وأنا التانغو إيقاع على خطوتين أجبتها أحالمهاالوراء :إلى

- .. فألقاك الباب أفتح أن .وأحلمقلبت الحياة . لكن قاعة باب تفتح ذي هاهي األدوار لنا

, . بل التانغو ليسزمن إنه فتلقاني معرضا� أزمنة لتزورفي, المتخاصرة وجملها المحموم بدوارها الفالس

األولى, خطوتها وارتباك , تداخلها منتشية بجمل , بلغتفي, المرأة قبلة قبل شفتين كتوتر متداخلة

سنة ثالثين . .. غيابي قبالت سبع ويلزمها ب�ل ق� وبعضبعين, تأخذ ال شهادة في الموثق حزني عمر لتبلغ أخرى

ذات, يديها على ميالدي الساعة 30االعتبار على أكتوبر .. في ظهرا� والربع !مقهى الواحدة

: الساعة ربع حافة على تنتهي كما تبدأ معها األشياء.األخيرة

. كانت من سنتين بعد وكنا المفاجأة بارتباك تتأملنيعجل على اآلخر أحدنا يتصفح في , الغياب صمتا� وندخل

يكن لم لحديث طويلة .حواراترفقتها في كان إن .أحد سألتها

:ردتبمفردي - .حضرتالمعرضثم - على نظرة تلقي أن أقترح إذن حسنا�

المجاور المقهى في معا� شيئا� لنشرب .أدعوكبمفردها بجولة تقوم أتركها أن أحافظ . تعمدت أن أردت

, وألتجسسعلى بوضوح ألراها المسافة جمالية على

فوق المعلقة جسر ذاكرتها من .أكثر. , , اللوحة تلك ذهبتصوب لوحات بضع بعد توقعت كما

أمامها تقف عشر رأيتها منذ مرة ألول كما طويال�.سنوات

. في النظر تجيل كانت قصدتها قصد دون من دليل كمااللوحة. تلك أحبت كانت إن سألتها .اللوحات

شبهة إلخفاء كما :قالت. كنت- عليها أرى باعها الرسام يكون أن فقط أعجب

حمراء .إشارةمن مستفيدا� الرسام سألتها تعرف كانت إن .الفرصة

:قالت - . أن.. الرسامين عادة من لكن أبدا� بلوحتهم ال يحتفظوا

, لوحاته. , أول هي عليها المكتوب التاريخ وحسب األولىوبين قرن بينها ربع من أكثر اللوحات !بقية

شراؤها؟ - يعنيك كان هلمن شيء بعد :التردد قالت

أدري - ..الواصلت :ثم

- , أختار أن وعلي بيعت الحاالت جميع ال.. في غيرها . مرة سأعود معي وأنت علىشيء التركيز أستطيع

أو لوحة الختيار .لوحتين ثانيةما العتراف إياها مستدرجا� :قلت

- .. بربك معا� أننا مصدق غير إلى مازلت بك جاء الذي ماهنا؟

, � مهتما أكن لم بأجوبتها الظن سوء أملك كنت الذي أنا . الصمت إغراء تملك كانت ألسئلتي صيغة باختيار

ريح تطيره كادت اعتراف عن ولذا. المفاجئ المباغتةاللغة فستان تشد كانت كذبا� تنحسران جملتين بين

إلى.. .األسفل صمتا� - .. إعالن ببطاقة ناصر أخي أمدني أكثر ال مصادفة إنها

المعرض هذا ... عن غادرت الرسم أحب أنني لعلمهأتابع 10باريسمنذ الحين ذلك منذ عدت وما سنوات

هنا الثقافية .الحياةذات الرجل هذا وجود إنكار على إصرارها سر أفهم لم

في .حياتها يومككل فقط كانت أم كهولته؟ أم عاهته؟ بسبب ذلك أكان

انفضاح تحب ال الحياة؟ الكت�اب واقع في شخصياتها

وال معها ذكري على �يأت لم ناصر أن واضحا� زيان كان . ,� ونظرا مصادفة هنا وجودي تتوقع جعلها مما طبعا�

اسم عن الرسام اسم أن, الختالف اعتقدت ربما بطلها , وجود من واثقة كانت أنها خاصة علي� انطلت الكذبة

في به زيان لقائي واستحالة .المستشفىالتي المجنونة الفكرة تلك ذهني في لحظتها ولدت ربما

, قررت أن بعد لتفاصيلها أخطط الفرحة بسرعة رحتبحجم مقلبا� لذاكرتها أهيئ !نكرانها أن

, كثيرة لي بدت المقهى في ذلك بعد بها خلوت عندما , دائمة سهوا� نراه الصمت كنا الذي الرواق إلى النظر

, كانت كأنها اآلخر الرصيف على الزجاجية الواجهة خلف . تتغير لم إنها أحد قدوم تتوقع أو شيئا� .تستعيد

, لكأنها حبها الوقت أحبته متداخل رجل حب معك تواصلسيليك , من لحب استعدادها أثناء .قبلك

ديمومة , لفرط النساء هلع تعرف تعد لم العشقية حالتها , يتم أمام العشاق حداد وال حب كل بداية .العواطف في

, حدادك لغباء يا سنتين حب حداد معك يأخذ قد الذي أنتلك! أين من حداد الشعبي لها امرأة على الصبر هذا

من, اسم مواته مع ويعلن إال ملك يموت يكاد ال ملكي�عرشقلبها؟ سيعتلي

. واحد كتاب كتبتسوى تكون أال سبب عن مرة سألتها, أجابت ال: " لتكتب واحد حب حداد سوى �أرتد لم ساخرة

أو أحد على حداد حالة في تدخل أن , بد علىشيء , لنا وقت وال العمر بنا تقدم كلما قصرا� تزداد الحياة

الهدر هذا ." لمثل وربما. للحياة خيانة إال الحداد ما الباذخ .. خيانة لشخصواحد الوفاء أن تعني ألنفسنا. كانت

الواحد الشخص ذلك وقتها كنت ألنني ذلك قول تحاشتتحبه كانت !الذي

, عندما سيجارة أشعل وأنا سألتها طلباتنا النادل :أحضرهاتين - خالل شيئا� كتبت السنتين؟ هل

ما أعرف أن وحده السؤال هذا عبر باستطاعتي كانبعدي .حدث. باغتها أسئلة استباقه في األقل على حتما� سؤالي

شيفرتنا, " بذكاء أدركت أظنها كنت.. " أخرى العشقيةالوقت بعض حدادي لبست هي إن .أسألها

غائب بصوت :ردت..ال-

, يغير أن يمكن تبرير أي الكلمة تلك على تضفشيئا� لمبلسعة. شعرت الذي وقعها االعتراف وبوجع األلملحبنا كإهانة .تلقيته

الزمن ذلك اشتعاالت من يبق يكفي ألم ما الجميلكتاب؟ في الكلمات نار إلضرام

سوى في� أحبت وما إذن؟ تحبني لم بن أهي خالدتقول, كانت والذي به أذكرها كنت الذي الرجل طوبال

ابتكاراتها أحد .الروائية إنه , أنا توهمته الذي الرجل الحق عبد في� أحبت ترى أم

فيعرش سيليني يسبقها وكان لم الموت أن لو قلبهاإليه؟

للفقدان لديها وقت وال حب إلى يحيلها الفقدان. حبالكتابة مداد هو .الذي

صمتي طال بعدما :سألتنيتفكر؟ - فيم". في- أفكر " كنت بإلكترا يليق الحداد عنوانها مسرحية

. الحداد جربي بك يليق الحداد , أن قد بعضالشيءجميلة أشياء .تكتبين

- . كالقمار إنها الروايات كتابة عن � عدلت وهما تعطيك . تدير أن تنسى اآلخرين إدارتك أثناء بالكسب كاذبا�

تنسى.. أقصد . حياتك عمر إلى تضيف رواية كل تحيا أن . تبذير في يجهد كمن كاتبها عمر من تسرقه ما اآلخرين

شؤونها تدبير بحجة .حياة � ساخرا :سألتها

لتوفري - دائما� أبطالك تقتلين جهد ألهذا نفسك علىحياتهم؟ إدارةمازحة :ردت

ال - حد إلى داخلك يكبرون أبطال � ثمة حيزا لك يتركون . قتل, بإمكانهم هؤالء مثل لتحيا تقتلهم أن بد وال للحياة

أبطالهم . مؤلفيهم يد على يموتون الروائيين بعضعلى حبري كائن قدرة توقعوا ما .القتل ألنهم

الصمت من شيء بعد :واصلت - .. لقتلني رواية في أقتله لم لو مثال� قست . خالد ما

. . يموت أن بد ال كان فجيعتي ازدادت و إال رجال� عليهبشاعة يفضح العاطفية جماله ويشوشحياتي .اآلخرين

- - قيد على ذلك برغم إنه لها أقول أن رغبة راودتنيالمدينة, هذه هواء استنشاق يشاركنا .الحياة

. تلك أوان بعد آن يكن لم صمت !المواجهة لكنني , , إال معها حديثي يزدني لم ذلك برغم لماذا أدر لم

.لها اشتهاء� , تفتح الحياة بالتهام الروايات كتابة عن مشغولة كاتبة

اللتهامها القدر . شهيتك ذلك على امرأة أن إلى إضافة , الستدراجها إضافية ذريعة تعطيك الروائي الكذب من

الروائية أقنعتها فيه تسقط موعد !إلى . . كل نسيت عنها بها شارد وأنا ذي هي . ها عليها مآخذي

, . .. اآلن أريدها أنا وها كرهتها لماذا افترقنا لماذا نسيت� . : " , فورا نفق أضيئي سأقول كنت نفسه بالتطرف

" الصيغة تلك في وجدت لكنني بموعد استجداء� الترقب . قلبت العاطفة عصي� رجال� إال تحب ال بامرأة يليق ال

ال صيغة في . جملتي الوقت بتحديد سوى لها تسمح:قلت

غدا�؟ - أراك ساعة أيعجل؟ - على أأنتامتالء - على .أنا

تعمدتها كنت لسان زلة ألصحح كما :أضفتمن - كثير جعبتي إليك في .الكالم

:قالتجعبتك - في ما كان بما المشافهة؟ في تتبدد لماذا

رواية يصلح .لكتابة . لك تكيد امرأة فتنة الفطري األنوثة دهاء لها كان

منك , . بتواطؤ في , جمالها مستعصية مغوية امرأةآخر نصف إلى السبيل يلغي الذي المستحيل ,نصفها

رغباتك احتمال على مفتوحة أنها .يوهمك . قصد بال كما الفاتنة عمدا� المجرمة معها . هي تتعاقد

. يمكن ال غيمة مع صفقة تبرم أنك اإلخالصوتدري علىأرض أي في تتوقع متى أن أو .ستمطر

. أقصى من تتقمصنساء بالتقمص عالقة لها امرأةأقصى إلى أقصى, العفة إلى البراءة أقصى من الفسق

.اإلجرام:قلت

غرفة - إلى تحتاج .مغلقة حواراتنا:ردت

الضجر - علىشراشف الثرثرة أحب .الأنه واثقا� كنت بما :سيقنعها أجبتها

- .. حطبه أنت موقدا� لك هيأت تضجري .لنابتسم وأنا الجملة هذه ما , لفظت أعرف كنت فوحدي

أخرى. بنبرة واصلت لكنني :أعنيهالمطر - هذا تقاومين , كيف باريس في نحن بمفردك؟

, إال الجوية النشرة ستهزمك إلي� الحنين يهزمك لم إنكنت بتدفئتك إذا يتكفل من حقائبسفرك في �!أحضرت

طويل فيصمت مرة ألول .غرقت.. الحظتفي ثم منها أعهدها لم حزن نبرة صوتها

نفسها تحادث كأنها :واصلت..الله سامحك-

� تضفشيئا .ولم , � سببا أجد ولم الفراشات إلى أساء من بحزن شعرت

. . إلدراكي ربما لها حبي لفرط ربما معها لشراستي . أن أستطع لم لها المؤقت ذلك بامتالكي على إال أكون

العشقي العنف من .القدر � معتذرا :قلت

أقصد أكن لم .إيالمك سامحينيصمت بعد :قالت

مقابل - ألدفع جاهزة أنا كم تعي ال زلت ما أنك يؤلمني .. . وأنا مكان كل في مبثوثة زوجي عيون معك لقاء

مت إن معنية غير مقهى في إليك في أجلس بسببك , . عدلتعن فلكوني بعد أمت لم أن التي أنا حب حادث

الكتابة عن وتخليت يغفرهما . الحب لم اللتان الشبهتانزوجي .لي

, خاتم لي بدا تقبيلها قصد بيدها أعدت, أمسكت الزواج . عليها طويلة قبلة طبعت األخرى وأخذت وضعها

لنفسي كما :وتمتمت...حبيبتي-

يدها عن شفتي أرفع وأنا :سألتهامن - تسافري أن لك دونه؟ كيفسمح

:قالتفي - مختصا� طبيبا� أراجع أن بذريعة والدتي مع جئت

. العقم من. حضر ناصر بأخي لنلتقي هنا نحن النسائي . تموت أن أخاف ليرانا خصيصا� أن ألمانيا بدون أمي

, بها.. العمر هرول الدائم ذعري الفكرة هذه أصبحت تراه

منذ .غيابه سريعا�بيدها ممسك وأنا :قلت

- . شعرت ما كثيرا� بوالدتك ألتقي أن تمنيت . كم أمي أنها , المتداخلة ألحاسيسي بل فحسب يتمي بسبب ال

جسدك مع دوما� من . المتقاطعة خرجنا أننا أشعر أحيانا� . إلى لفظني الذي هو جسمك أن وأحيانا� نفسه الرحم

. الحياة لإلقامة تصريحا� أعطيني أستوطنه أن حقي ومن .. العاطفي باللجوء أطالب أشهر تسعة جسدك فيه !إلى

, وارتبكتخصالت العذارى احمرار وجنتيها وعال ابتسمتبدت حتى صغيرتي شعرها .كأنها

. , األنوثة تلك أحب حياءها وحينا� حينا� جرأتها أحب كنتبإذن المترفعة إال عنوة� تستبيحها أن يمكن ال التي.عشقي

شعرها خصلة ترفع وهي :ببطء قالت - � أبديا حمال� أريد .معك

� ممازحا :أجبتأستولدك - أن إذن أستطيع . لن مثلك جميلة طفلة

ستتضائل أخرى؟ أنثى في تتكرري أال� خسارة أتدرينفي األنوثة !العالم كمية

-, مرة كل عنك بحثا� أتحسسبطني أن خسارة أدري بلتكون أال أفهم . وال امرأة تكون أن بد ال إلي� تسربت

. المرأة وحدها أحب ممن يحبل لم بطن فجيعة لتدركذلك .تدرك

صمت بعد :سألتهاأحببتني؟ - هل حياة - . سؤالك في أرى أجيبك , لن جوابي وفي بي استخفافا�

. هي بالبوح تستنجد التي المشاعر كل بك استخفافا� عنه. مشاعر إال تتأتى ال اآلخر خدشحميمية إن كاذبة نصف

للبوح الدميم .بالتعريكالم كنت هذا أيام البعيد الزمن ذلك في منك تعلمته

": طبق أي فتجيب بحبي اعترافا� منك شهي أستجدي . ذلك هو الصمت وحده الرياء توابل من يخلو ال للبوح

من يخلو الذي العاري ."الكذب الشيء � مندهشا :قلت

هذا؟ - كل حفظت متىعند - عشتها التي األيام تلك , في بصبر أريكتك أقدام

. قلت, به تتفوه ما كل االنبهار صحن من ألعق قطة

� :مازحا - , كرة إلى تحولني القطة تلك تشبع كانت وعندما

أخرى وأحيانا� حينا� بها تلعب بمخالبها صوفية تنتف .. ثم. طيبوبتي في ساديتك مخالب �غرست كم خيوطها

� إمعانا جراحي إيالمي لعقت .في . إلى تنظر رأيتها وعندما الجميل الزمن بتواطؤ ضحكنا

معلنة قلت, ساعتها :تأخرها - .. � موعدا لنا تتدبري أن بد ال �أراك أن .أريدأظنني - . ال سيلحق معا� وآما� ناصر على التحايل أستطيع

أذهب حيثما حتما� أحدهما .بي� قلت :ضاحكا

إذن؟ - روائية �أنت ولماذا

***

التجار أحد نصادف أن خشية المقهى في افترقنا , تركت أن بعد المعرض على المترددين من الجزائريين

الجوال هاتفي رقم .لها. تركتها سيارة تنتظر كانت وبينما بخطوات تسبقني

البيت, إلى عائدا� المترو أقصد كنت على أجرة خوفا�بها أنفضح قد فرحة .جمال

الغد صباح فرانسواز كانتسفر األخرى وجدتها. الفرحةسفرها حقيبة .تعد

, ترغب ال المعهد في العمل من يومين بعد مجهدة كانت� سوى باكرا االستيقاظ تستطيع كي النوم .في

. عند كله عقلي كان تتحرشبي لم بأنها حياة, سعدت . عند كله عقلي كان تتحرشبي لم بأنها سعدت أكن ولم

. كان, بي أكن ولم , حياة أكن ولم حياة عند كله عقليآخر رجل عند كان أيضا� عقلها أن !أدرك

� طويال . سهرت أستطع لم التلفزيون أمام الليلة تلكلالطمئنان. لياقة ناصر أطلب أن فكرت ثم عن النوم

.والدته . يوم دعوتي على وأصر افتقدني كأنه بي محتفيا� بدا

عند للعشاء لهم السبت لتعد ستحضر والدته ألن مراد � قسنطينيا !أكال�

. من بشيء قال صحتها عن :األسى سألتهالفرنسيين - يد على ا ام� عرفته الذي النفسي العذاب إن

أحد أبي كان , أيام ما يعادل ال المالحقيين الثورة قادة

.. تتحمل أن تصور بسببي العمر هذا في عجوز تالقيه , في مغلق وطنه ألن ابنها لترى السفر مشقة سنها في

أتريده تختار أن وعليها � وجهه متشردا أم .ميتا�سيزيده كان مواساته بذريعة ما أقصعليه أن أشأ لم

� .ألمابلة بن أحمد والدة عن يوما� سمعته بما كالمه ذكرني

كانت, ما رغم , التي قامة وقصر بنية ضعف من عليه . ابنها اعتقلوا فعندما بشجاعتها الفرنسيين أذهلت

, برؤيتها وتعذيبه معنوياته إحباط قصد إليه وساقوهاتراه وهي له تقل لم بأن الطير " فاجأتهم سوى مكبال�

" الشعبي المثل بذلك أنها وأدركوا يتخبطش ما الحرعلى تحثه � كانت عصفورا ال كاسرا� نسرا� يكون أن

العدو يد في .ينتفضخوفا�

كانت الحياة . لكن استقالل فبعد آخر امتحانا� لها تعدليجد العدو سجن من زعيما� بل�ة بن خرج الجزائر

سنة عشرة سبع انتظاره في مشرعة وطنه معتقالتبرؤيته. العجوز األم لتلك يسمح لم بعد أخرى سوى

. تعريتها تم ابنها وإلهانة يومها اعتقاله من سنتينترتجف وتركت كالب وتفتيشها من مرأى على بردا�

. هواء مجرى أمام كهولتها تصمد لم الثورة حراسة� , التاريخ بردا القهر نزلة جراء من وجيزة فترة بعد ماتت

له لوطن� الالمبالية العيون مرمى على على القدرةمذعورة عصافير إلى الكواسر النسور .مسخ

خمسعشرة ينتظر أن عليه الزنزانة كان له لتفتح سنة , � باكيا ليحط الجناح مهيض كعصفور ويطير مضض على

.قبرها علىكنت نهار األلم من الكم هذا إلى كيفوصلت أدري ال

. كنت سعادة األكثر رائحة فيه في طمعا� ناصر طلبت, . بأوجاعنا, نحن مسكونون أمه بسبب أبكي بي وإذا أخته

حزن فحتى إلى الحب تحويل إال نستطيع ال نحب عندما.كبير

استيقظت التالي اليوم فطور في أتناول كي باكرا� , الموقفمن يقتضيه بما وأودعها فرانسواز مع الصباح

و, شؤون حرارة إدارة حول األخيرة تعليماتها أتلقى . البيت إلى عدت عندما غيابها في رافقتها البيت بعدما

شعور انتابني البناية باب حتى حقيبتها عنها ألحملونظراتي الفضولية غريب البواب نظرات مع تتقاطع

صامتة عدائية من تخلو ال .التيلو كما , أحسست أسترق بل البيت هذا في أقيم ال كنت

, لهم أوراق ال الذين كالمهاجرين فيه أجرب. إقامتيأثناء. علي� مسكن مع شرعية غير عالقة أقيم المساكنة

, أال المختلسفيه أثير مكوثي أو الجيران نظر ألفت , أحد . هنا لست ألنني ألحد الباب أفتح أال علي� ,انتباههم

. " " , الخط على هو يكون أال خشية الهاتف على أرد والالخطأ المكان في هنا موجود . فأنا الذاكرة ألغام فوق

, عليه أرد ولن ذلك بعد الهاتفطويال� ذلك سيدق وعندماالخطأ سأكتشف الوقت في موجودا� كنت أنني بعدها

� !أيضا

أهدتني الذي المشروع ذلك في وحده المصادفات إياه . قررت أنني ذلك حماسة يمألني كان الغريب تقاطعها

إلى أستدرجها االعتراف أن على إلرغامها البيت هذا , وجد الرجل ذلك وأن هنا من مرت يوم ذات � بأنها .حقا

, الكتابة إحداها حيل� للذاكرة إن قالت أن لها سبقللذاكرة أن تعني . وكانت وكانت الكذب إحداها أحابيل

, هي كتاب في الحقيقة تلك لتهرب بذلك توهمك يومها, التي أال لها كان كيف العشقية جرائمها توثيق تحب

( , فينوس بتمثال تفاصيله بكل بيته من ( تصف ركن في, الجدران. على المعلقة الجسور بلوحات الصالون

جسر على المطلة الذي, بالشرفة بالمرسم ميرابوالعمر تعب من الكثير رفوفه .تكدسعلى

أن توقعت ما أنها , ذلك اإلقامة قدر يوما� لقارئ يكونلكتابها السرية الغرف .في

ذلك أعي . كنت ولذا الحياة إياه أهدتني الذي االمتياز � متمتعا البيت في نهاري أقضي أن في قررت باحتجازي

, أبطالها من كبطل فيها أ�قحمت رواية .متاهاتفي� شيء� كان الواقع . في يتوقف ال شيء صوتها ينتظر

. يليق مكانا� لي أعرف ال وكنت منها شيء انتظار عن. بتوتري أن اعتدت كما صوتها أنتظر كنت البيت ذلك غير

. على جالسا� تكون فعندما صورة الوقت أنتظر مقعد , في, األشياء تجد البتة لشيء� منتظر غير المهدور

الحياة, وتهديك يتكرر انتظارك لن لمشهد .صورة. . تنتظر بأنك تعرف أن دون تنتظر أن دون تنتظر أن

. لحظتها .. , هاتف مثل امرأة مثل حب مثل الصورة تأتيبشيء مليئا� المكان يكون عندما المجيء تأتي .محتمل

. يالمسني أشياء غبار أعيشبين البيت بذلك مليئا� وكنتصمته . في ولذا. بينها عابر أنني ويذكرني ضجيجها

, زمني أوثق بدوري ورحت تصويري آلة العابر أحضرت . من سيال� أطلق أن اعتدت أنني ذلك حضورها في

أنه أشعر ما كل على كأنني الفالشات بالزوال مهددألنقذه .أقتله

الهاربة اللحظة اقتناص تعلمت الوقت جثة وإيقاف, من . يائسة محاولة هي فالصورة لقطة في الوقت انسياب

الزمن .لتحنيط

. عندما , باألبوة إحساس فاجأني بالصور الفيلم ذلك امتألرفيقة كانت التي التصوير آلة أنثى كأن غدت حياتي

أوالدي أحشائها في .تحملالتي الخاطفة الغامضة اللحظة فيها فتلك يتقاطع

, معجزتها في تعادل صورة ليصنعا والضوء الظلبين اإلخصاب هنيهة وامرأة اصطياد .رجل

. ألنني ربما الفكرة هذه لي خطرت أين من أدري الكنت يتمي عقدة النساء بسبب ببطون مهووسا�

طفلي, على أأتمنه رحم عن البحث دائم .وصدورهن

كانت . هي حزن, ينجب لم بطن غضاضة لها كفينوس . تطابق كل في الخواء فاجعة بحياء يدارين معها نساء

المغتصبة أنوثتها تحرر كي اإلخصاب آللهة أصلي كنت . ذاكرتي كانت العسكر أسرة تتمرد في دوما� المنتصبة

بي انفضاح غير من بطنها يشيخ أن فكرة .علىلها قلت مرة . ذات سواي:" من تحبلي لن أنت مازحا�

� قسرا تحبل النساء عادت ما الفاشية موت ,فمنذ , قرأت التي المرأة كتلك طغاتهن لسطوة مستسلمات

الخارقة الجاذبية بفعل قالت رأيت " أنها عندما للقوة". منه حبلت أنني موكبشعرت في يمر موسيليني

البطون, حتى نيران اليوم أذابت لألميرات الموصدة . األزرق اللقاح عاد وما الملكية أختامها شموع العشق

المتوجة األرحام لدى اإلخصاب شهية .يثير

انتظاري أنسى كدت بها انشغالي .لها لفرطذلك ورن القلب انتفض عندما أستعيدها أزال ما كنت

ينتظر كان الذي � الشيء هاتفا ليصبح .صوتها , غرفة في تركته حيث الجوال الهاتف عن أبحث ركضت

.النوم - . .. أمنهمك.. الرد في تأخرت� لماذا األشواق صباح أهال�

الحطب؟ جمع في أنتاألعاصير كيف كل صوتها رذاذ أيقظ القليل بذلك

داخلي !الجميلةبالشوي�ة إلهي ببضع .. يا صوت سلطان أمام أنا أعزل

, عشقية غارة عليك يشن ونصفضحكة .كلمات, أجبتها للذاكرة كغمزة مستهال� الفرحة بصاعقة سعيدا�

به أناديها كنت :لقبا�" " سيدتي- بمزيد إال النار إنقاذ يمكننا ال الكذب حمالة يا

الحطب .منأحمد طريقة على قيسوليلى " ردت في ":شوقي

- .. نارا�؟.. البيت تشعل أم نارا� تطلب أجئت ويلك - . لك موقد ال باريس مطر تحت الضالة القطة أيتها

البيت.. يشتعل كي تعالي � سواي !نارا , . له وكان جسد لصوتها كان طويال� حادثتها لو تمنيت

, كل وكان وملمس قيد رائحة على ألبقى أحتاجه ما. الفرح

غفلة من مسروقا� كان الهاتف ذلك إن قالت لكنهابسبب, اليوم لقائي من تتمكن لن وإنها اآلخرين

. زف�ت لكنها لها ووالدتها ناصر � محاصرة خبرا فجأة ليعشقية :كصاعقة

فليسمن - النهار في بك ألتقي أن الصعب من سيكون . على عثرت لكني وحدها ا وام� ناصر أترك أن المعقول

الغد ليلة أقضي أن من تمكنني من. حيلة تصور معكنصفساعة أراك أن على كاملة ليلة أراك أن األسهل

النهار .فيفرحتي قلت مصدق :غير

كهذه؟ - معجزة تتدبري أن استطعت كيفالمصادفة - هدية وظفت . إنها نصيحتك حسب لكني

. ضاحكة واصلت الروائية مواهبي .إلنجازهاهذه - مثل . في يمكن ال األدبية طاقتي بذرت األكاذيب

أقرب على تنطلي كذبة اختراع في يفشل لروائي , في أكاذيبه تسويق في ذلك بعد ينجح أن إليه الناس

تمرين. الرواية !يومي كتابإلى . بها أجيء أنني تدري ال حتما� أنها فكرت ضحكت

أمام ألضعها البيت .. هذا إذا هذا علي� �تنطل لم كذبةإليها الناس أقرب أنني !افترضنا

بلهفة :الفضول سألتهاالروائي؟ - عملك عليها أسست التي الفكرة ومابسيطة - فكرة ككل إنها الحقيقة من علىشيء ومبنية

. ناصر يقيم حيث غدا� ستذهب ام�ا المتقنة هناك األكاذيب . األرجح ومن قسنطينيا� عشاء� ولبعضأصدقائه له لتعد

. يمكنني وال هناك تنام أرافقها أن أن متزوجة امرأة وأنا . أبقى أن يمكنني ال كما عنده وأنام غريب رجل بيت إلى . عند الليلة أقضي أن اقترحت ولذا الفندق في وحدي

منذ. بها ألتق لم قريبة إنها الواقع. بهية في هي مدة . تسكن دراستي أيام عنده أقيم كنت الذي عمي ابنة

زوجها , باريسلكن يكون ولن أعماله بحكم السفر دائم , � معا ورتبنا هاتفتها لقد األسبوع هذا طوال كذبة هنا

. � نعيشمعا كنا مذ معي متواطئة دوما� هي لها زيارتيسنوات عشر .منذإليه استنتجت دعاني الذي بالعشاء يتعلق الموضوع أن

. على بقيت طبعا� لكنني مراد بيت في تظاهري ناصر.بالتغابي

جادة بنبرة ذلك بعد :أضافتبل - فندقي في نلتقي أال ل اختره أفض� آخر مكان في

جزائريين, طبعا� فيه يكون أال على .أنت � ضاحكا :قلت

".. وين" مكان كل في إنهم الموت وراك ياللي تهربالفنادق أرخص في كما الفاخرة الفنادق أن . في أقترح

. أأمن هذا فيه أقيم الذي البيت إلى .تحضريمستوى على لتطمئن كما :الحي قالت

البيت؟ - هذا يوجد وأينعنوانه على أدلها أن :تحاشيت

تقلقي - اليسرى ". ال الضفة على هادئ� مكان في إنه".للسين

تاكسي - وسآخذ العنوان .للمجيء أعطنيالمترو - مخرج عند مقهى في أنتظرك أن أفضل

.. ساعة أية في إليه المجيء؟ وأرافقك تتوقعين - � تقريبا والنصف .السابعةفي - السابعة من ابتداء� عند سأنتظرك ميرابو مقهى

المترو محطة .مخرجلديها أثار المقهى اسم أن لو كما برهة فعل صمتت رد

شكوكها. إلى الطريق قاطعا� قلت لكنني :ماكسنجابة - مذعورة هكذا تظلي خريطة . ال خارج نحن

. مصادفة الحياة تهديك عندما تجبني ال العربية الخوفالقدر هذا الجمال على .من

- . تكون أن اعتدنا المصادفة هذه تخيفني لجمالها ربمااألشياء باإلحساس كل مرفقة حياتنا في الجميلة

بالذنب اإلحساس أو .بالخوفمعها الحب . كان . كذلك يبقى أن عليه وكان خطر تمرين

, حق تملك امرأة كانت ما بساطتها المجازفة.. فعلىالنساء .ككل

, قد الفصول كل أن شعرت ال النق� جهازي أغلقت عندما , تائه وأنني صوتها ذبذبات عبر واحدة مكالمة في عبرت

صمتها وغيم ضحكتها إشراقة السري بين حزنها .ورذاذ

مشاعر وليدة أحاسيسمتناقضة الهاتف ذلك في� ك حر�جموحها عنيفة .في

. لفرط له مبرر ال حزن ينتابني كان صوتها انقطاع بعدكانت عليك إسعادك الحزن تحرض .امرأة

: في يباع صوتها ليت ذاتها األمنية تلك عاودتني. الصيدليات أن. أحتاج ألعيش صوتها أحتاج إنني ألشتريه

. على مرة اليوم في مرات ثالث ومرة, أتناوله الريق , كما الفرح أو الحزن علي� يهجم عندما ومرة النوم قبل

.اآلنعلم أصوات أي يضع أن اآلن حتى يستطع لم الذي هذا

, دواء زجاجة في أو أقراص في نحب , من � سرا نتناولهاكم صاحبها يدري أن بدون عاطفية بوعكة نصاب عندما

.نحتاجه نحن

السابع الفصل

, قبالة الذكريات يمين , على السين لنهر اليسرى الضفة , تحتسي وطاوالت المصادفات لقاء تنتظر كراس� كانت

, الضجر زجاجية, واجهة خلف أنا ثمة وكان المسائي . على أنتظرها لشخصين مهيأة زاوية في مرمى لمقهى

كتاب من خارج .بيت , . ولي موقد من أحر على عاشق هنا لها ستأتي وهي

, رغبات , بها يأتي سكر غير من وقهوة الهيل من بشيءالمهندم الحزن .نادلبها شاردا� برق كنت فاجأني حين الترقب زجاج خلف

خديها. على قبلتين واضعا� عليها أسل�م وقفت طل�تها . القبل سرقة لك فباريستجيز تفكير .دون

. وهي قالت قبالتي وجلست كرسيا� تستعيد سحبت:أنفاسها

- .. ذلك في التنقل عادة فقدت المترو متاهات في ضعت.. العالم إلى أوصلك الذي ما بالبشر المزدحم السفلي

من المحطة بهذه سمعت ما !قبل هنا؟ . . وفهمت الكذب بياض فيها أصد�ق كنت أصدقها لم طبعا�

حقائب من يلزمها كان واحدة كم كذبة .لتهريببالميترو.. - التنقل تحسنين ظننتك .آسف

حقيبة تضع وهي المجاور ردت الكرسي على :يدها - , إلى إرشادي في أخطأت تكون أن خفت ما لحظة في

.العنوان � مبتسما :أجبت

- .. جادة إلى معك العودة أحب كنت وإن أخطئ لم طبعا�!الخطأ

, أبعثها كنت إشارة فك لتحاول كما لبرهة تتأملني راحتالكلمات بين أنثوية , إليها بعصبية قالت :ثم

تفهم - ال أشياء لي تقول أن تتعمد زلت !ما� قلت :ضاحكا

- .. صوابي.. خطأ على عمرا� عشت أنني أعني كنت أبدا�تعثرت أنني .بك الوحيد

. اآلخر النصف أقصد ما نصف إليها أوصل بأن اكتفيت � الحقا .ستكتشفه

:متوسلة قالت - .. على.. لي قوة ال إضافي بجهد ترهقني ال أرجوك

الكلمات بين ال . البحث حتى جهد من به قمت ما يكفيني

ذلك إلى معهما ويصطحباني رأيهما ناصر أو ا أم� تغير.العشاء

, وقالت اعتذرت تريد ماذا ليسألها النادل حضر عندماتغادر أن تفض�ل .المقهى إنها

قلق على كانت أم نختلي؟ كي عجل على أكانتأفاجئها قد شيئا� به؟ متوج�سة

المقهى وغادرنا قهوتي ثمن .دفعت

, وهي الخطى متباطئة مندهشة لي أسلك بدت ترانيتعرفه كنها .طريقا�

يزعجها ما ثمة كان إن :سألتهاأسير - كيف . نسيت اعتدت إال� ليس شارع في بأمان

, فضولية بعيون بيتك خارج تنتظرك شكاكة مدن ,على . , قبضة في توقعك عدائية وأخرى متربصة وأخرى

.الخوفالمؤدي الشارع منعطف نسلك عندما كنا البيت إلى

. مظلة تحمل كانت إن سألتها المطر :فاجأنالفرط.. - نسيتها .عجلتي ال - .. لسنا نحن يهم ال لكن فرحتي لفرط نسيتها وأنا

عن .البيت بعيدينبخطوات تسبقني أراها وأنا بها التحرش :واصلت

عجل؟ - على أنت هلبحقيبة ردت شعرها تغطي وهي العصبية من بشيء:يدها

بلل - على ..أنابإسراع في اكتفيت أفكر وأنا البناية تلك نحو الخطى

المواربة .فصاحتهاباندهاشصامت جواري على وقفت أضغط تراني وهي

. � أيضا المرة وهذه البناية باب تفتح التي السرية األرقام, لم تسألني وهي تغابيت يدهشها الذي ما :أسألهاهنا؟ - أتسكن

� مازحا :أجبتحبك - لجادة جانبية شوارع في أقيم كنت .دوما�

الباب عند سمرتها المفاجأة أن من . أحسست سحبتها � قائال :يدها

األسئلة.. - ناصية على هكذا تبقي ال .تعالي.. لكنها استفاق ثم نائما� يمشي كان من بنبرة :سألتني

ذاهبان؟ - نحن أين إلى", " تدرين- على " تعال البجع بحيرة من مقطع يقول ما

, كي فمك على يدا� واضعا� بسر رؤوساألصابع تبوح ال , بالجواهر وحدك تستأثر كي إليه أقودك الذي المكان

على ".اسمك المرصعةمتذمرة :ردت

فتجيبني - سؤاال� عليك أطرح البجع؟ بحيرة وقت أهو� !شعرا

المصعد ندخل ونحن :أجبتهااألشياء - في دائما� يورطني .الجميلة حضورك

, بلحظة مشغولة تكن لم علينا المصعد انغلق عندما . كان األولى األزرار خلوتنا لوحة على يتسمر نظرها

الطوابق أرقام تحمل .التيلحظتها تتأكد بدأت . ربما آخذها كنت طابق أي نحو

, على تراهن كأنها اللوحة إلى النظر واصلت ولكنهااألخيرة احتمال اللحظة في خطإ� .وجود

, وأنا المزعج التغابي في متماديا� قصد دون كما قلتالمفاجأة زر على :أضغط

- , الدور في يقيم إنه متعال� حضور دائما� له الحب.السابع

, آثار عن بحثا� عينيها في نظرت أنا وال بكلمة تعلق لمارتطامها .بالحقيقة صدمة

, نظرتها أن البيت أنير وأنا شعرت الباب فتحت عندماالمكان األشياء تتفقد علىسالمة لتطمئن .كما

لملهمه رسامها يتنكر للوحة مشابهة اللعبة ,كانت , القدر خطى تقودك تصديقه إلى انتبهت تكون وعندما

, يمكنك وال سره مكمن إلى الرغبة يوما� مقاومة آنذاك, . كتابها من الخارج البيت وهذا كذبته أمام وضعه في

. والمطابق , كهذه بمواجهة يليق له وصفها تفاصيل لكلامرأة فيها أفحم التي اللحظة تلك أحب ال كنت بحجة

الحقيقة, أمام عريها على أتفرج ثم .تتوقعهالعبة في أمضي أن . قررت دام ما أقصاها إلى التغابي

صارخ فعل رد أي عليها يبد .لمأعجبك - البيت؟ هل

بعناية كلماتها تختار وهي :ردتجميل - دفء .فيه

أتنبه وأنا المبللة أضفت :لثيابها - .. فرو معطف ترتدي أن أو مظلة تحملي أن عليك كان

.كهذا ليوممعطف - لي يتسبب أن خوف الجاكيت هذا ارتداء تعمدت

الميترو في بمشاكل االعتداءات . فاخر إن يقالاأليام هذه كثرت النشل .وعمليات

على قبلة أول أضع وأنا :شفتيها قلتعاشق - من سطوا� أكثر ال مأمن؟ في هنا إنك قال ومن

!سنتين انتظر, , أكاذيبها ابتالع لها تاركا؟� شفتيها زينة ابتلعت بقبلة

تقول :وهياليوم.. - هذا انتظرت كم .اشتقتك

, المكان إرباك وقع تحت تزال ال كانت الوقع وال, في , ماذا وال البيت هذا إلى كيفوصلت سؤالي على تجرؤ

هنا .أفعلأتأمل التي فرحت األولى القبلة مباغتة بعد مالمحها

, كما يعود ال ألنه اآلخر وجه بعدها قبل يتغير من .كانالموقف إرباك متحاشيا� :قلت

- .. بعض قبلة كل مع تصغرين وتصبحين أنت أخرى ب�ل� ق�العشرين مشارف .على

الصالون نحو تتجه وهي :ردت.. ومن- عمر لي اليوم العمر ذلك أحب أنني أدراك

.شفتيكتهكم من تخلو ال بسخرية :مر قلت

وغدا�؟- السؤال باغتها وقد :أجابت

- .. من اآلخرة ليست أدري ال .هواجسي غدا�؟ � مازحا :قلت

الجحيم - سن تبلغين يجعلك ما القبل من إذن سأعطيك.بسرعة

. في األولى اللحظات لحرج تخفيفا� ممازحتها أتعمد كنتكانت ما تأملها الواقع سوى رغبة .لي

, , وهي إليها أنظر الموقد قبالة األريكة على جلستفي فينوسواللوحات تتنقل تمثال متأملة الصالون

, تعل�ق أن دون الجدران على .بشيء المعلقة . بتأملها سعيدا كنت بالذاكرة األولى خلوتها أقاطع .لم

كقطة مبللة ". كانت أولغا " بـ يذكرني كان منها شيء , حمامها روب في تنشفشعرها وهي البولونية جارتي

تمرض. أن عليها خشيت .األبيضالحمام - في تجففيشعرك أن .بإمكانك

غائبة ابتسمت :ابتسامة � قائال فأردفت شيئا� تذكرت الحمام نحو تتوجه أن :وقبل

, إن- .. بإمكانك لك فستان لدي ثيابك تغيري أن شئت.ارتداؤه

نسائي بلؤم :ردتالبيت؟ أهو- لصاحبة فستان

على ألمها وأخرى لفرانسواز صورا� رأت تكون قدفي ركن .الصالون طاولة

استفزازها متجاهال� :أجبتلك .. - اشتريته بل .ال

واقفة , تركتها ذلك حامال� حين بعد وعدت الصالون وسط . وأنا قلت الفاخر كيسه في األسود أناولها الفستان

:إياه - .. مقاسك يكون وأن يعجبك أن .أتمنى

تأخذه وهي :مندهشة قالتاشتريته؟ - متى

� مازحا :أجبتاشتريته - إنني لك قلت لو تصدقي من لن أكثر منذ

لقاءك, أتوقع أن قبل حتى .شهرينواضح بإعجاب تفرده :راحت

, .. جميل- .. لقد لي تشتريه أن فكرت كيف حقا� جميلميزانيتك حتما� .خربت

تهتمي - جيد , ال عاطفي استثمار .إنهبه - ستفعل كنت ماذا التقينا باريسوال إلى أحضر لم لو

.. لزوجتك؟ ستهديه أكنت مهبول ياثوب , - إنه القدر به ألرشو اشتريته ال الحب.. قطعا�

أخرى ال ترتديه من أنت تكوني أن .وسعيدواضحة نسائية بغيرة :ردت

أخرى؟ وهل- ثمةقماش.. - من حب كل نفص�ل أننا علمتني من أنت إنما ال

آخر .حبلترى. لم جسدها على ووضعته المرآة ذهبتصوب تعل�ق

يناسبها كان .إن

� طمأنتها :قائالبك - يليق .األسود

الكيس إلى بإعادته تهم وهي :قالتمن - أجمل .. هو سهرة فستان إنه البيت في أرتديه .أن - . .. سأراك أين باريس وفي سهرة في لم ونحن إن فيه

هنا؟ يكنمقتنعة .بدت

المجاورة الغرفة إلى تذهب أن عليها .وترتديه اقترحت . ثم المرآة في المنعكسأمامها وجهي للحظة تأملت

� شيئا تقول أن التي , بدون الغرفة ومضتصوب أخذتهإليها الطريق تعرف أنها واضحا� !كان

أن أريد .. أكنت صبري أختبر أم بالبيت معرفتها أختبرتتعرى, وهي بانتظارها وأقاصصنفسي لذاكرتها عليها

الغرفة تلك .في , , عن أقترح أن أو بها ألحق أن لهفة عن بإمكاني كان

, عادة . � إنقاذا أفعل لم لكنني الصالون في أمامي ارتداءهاللحظة . لجمالية

استعجال , رغم تأجيل بمتعة أسعد كنت وجوعه الجسد , تؤجل, ولكنك لك أنها تدري كفاكهة .قضمها متعتي

شريط عن بالبحث انتظارها على أستعين أن حاولت . تلك كانت بالمناسبة جهاز يليق داخل زالت ما األغنية

.الكاسيت .. على والضغط البداية إلى بإعادتها .الزر اكتفيت

......... غرامي هي قسمطينة كالمي نبدى الله باسمفي الله......... نتفكرك والوالدين إنتي منامي

, هكذا أو أنتظرها قسنطينة رفقة حتى, جلست ظننت .. ارتدت ما ترتديه ما كل في كأنها سوداء كبجعة أطلت

. وإذا مالءتها قسنطينة سوى .بها

, منطق ال التي فتنتها غرابة أتأمل وكنت قبالتي وقفت.لها, لم . كانت ولكنها األجمل كانت ما قطعا� األجمل تكن

. ال. أمر وهذا األبهى كانت , األشهى كغرابة له تفسيربكلمة كونيا� اضطرابا� يحدث الذي .صوتها

بلهجة الثوب, سألتني ذلك في تدور وهي قسنطينيةالموسيقى إيقاع على استدارة :نصف

تشتيه؟- " ! " كل في� استيقظ وقد أجبتها للسؤال يا ؟ أحبه هل

الشوق :ذلك!إنتي نشتيك-

, في طريقتها بها تتحرك التي الطريقة أحببت دوما� , في, التوقف في الشال, االلتفات انسياب في االنحناء

, وكأنها واحدة بيد ثوبها طرف رفع في شعرها على.. تمسك . طريقتها الذهاب في طريقتها بتالبيبسرها

اإلياب .في

الذي الزمن ذلك في في متنكرة فيه تزورني كانت , اإلرهابيين ونوايا الفضوليين أعين من خوفا� أمها عباءة

, تلك في أحبها أنني لها قولي أذكر بالنساء المتربصينيومها أجابت السوداء الثوب : " العباية تحب أن عليك

, , والنفور الالمباالة سيبادلك وإال ليحبك ترتديه الذي. فتبدو مع حب عالقة يقيمون الناسال بعض قبيحا� فيه

, جميلين غير يبدون هم ولذا يرتدون في ما حتى, متألقين, زيهم بساطة على تراهم والبعض أناقتهم

يحبونها بذلة يرتدون سواها ألنهم يملكون ".والهذا إلى فيه فاتنة لتبدو حتى الثوب هذا أحبت أتراها

الحد؟في معا� لقائنا وغرابة الموقف هذا فتنة أحبت هي أم

سنوات عشر يعيدها األولى بيت العاطفية متاهتها .إلى

لخساراتنا امتدادا� األغنية كلمات ممزوجة, كانت . الموسيقى وكانت قسنطينة إلى االشتياق بحسرات

الجو في تبث دفوفها رغبات بإيقاع الخوفمن ذبذبات , � الرقصعبورا في الرغبة معها تبدو عنيفة مشاعر تول�د

آخر إلى .حزن " الخوف " خارطة خارج عاطفية محمية في وجودك ألن

كل يمنحك .. العربي قلت جنونك اختبار في الصالحيات::لها

لي.. - اشطحي .حياةطلبي . , فاجأها نساء بخجل ردت حياؤها وفاجأني

مضى زمن في :قسنطينة - .. شطحت ما عمري نقدرش راجل ما .قدام

رجولة من أنوثتها حياء يضاهي بما :أجبتها - .. أنا مانيشراجل لي�.. أنا موش إذا الزين وهاذا راجلك

ل�من�و؟انتظرها التي السر كلمة لفظت . تراني � طويال جسدها

.. لي " يكن لم إن جمالك لمن سألها قبلي أحدا� أظن فال؟" أنا

حضرة بحشمة في مرة ترقصألول عندما قسنطينة , . لم, تتلو�ى تكن لم يتهادى جسدها راح تكن رجل

. في, إثارتها كانت غنج من حركتها في كان وال تتمايل , تلك في الموارب تحتصخب إغرائها التي األنوثة

. بذلك محملة أغنية على تبكي ترقصوكأنها الموسلينمن .الشجن الكم

� أخيرا أزهرت مؤجلة لشهوات جنون براعم الجو في كانالخوف بساتين حزننا , خارج في متورط بيت في لكن

فيه نفرح أن من .أكثر

الستحالة كأنما لي , بدا ,� رقصا الحب نمارس كنا فرحناالمتعالي الحزن .بنشوة

الرقص خبرت أكن لم . وقبلها � صامتا الحزن يضرم الذي , , لفرط, حزينا� حزني لفرط طربا� قبالتها جالسا� كنت

. , طربي تصهل دمائي إليها جوعي لفرط بها منتشيا� , وقع تحت يعتصر كرما� لتنتهي دوما� .قدميها تجاهها

. كل في الرجال بدم المخضبتين قدميها فصاحة أحببتالعنف من شيء .المستتر رغبة

, الرقص بقسنطينة يليق ال ألنه أم كعبها خفت ألهذاعال؟ بكعب.. : " قلت في الرقصكما في سيدتي يا نعلك اخلعي

." إلى تنبهت فقد حذاء إلى نحتاج ال وقوف العبادةاألبدية ابتسامتها انتعال تواصل .فينوسمنتصبة

يعفها لم آلهة تكون لويس أن إلى حافية الذهاب من , . بما رسميا� ليستقبلها إليه بها جيء فيوم عشر الثامن

, من متملقيه بين من وجد للجمال آلهة بمقام يليقبأن المطالبة إلى االجتهاد حافية أوصله وتأتيه تتواضع

, القديمة األساطير في كما الطاعة طقوس له .لتؤديقدمها قماشمتدلية وألن بقطعة مغطاة كانت اليسرى

, متحف في الترميم خبراء إن يقال جسدها وسط من

خف بدون بقدم اليمنى قدمها بتبديل قاموا .اللوفرفينوس " تزداد يومها أن. " من استطاعوا ما تهكما�

تصفقان المبتورتين يديها وال ينحني تمثالها يجعلواأو .ملك لحاكم

هذه على كأنثى اآلن رقصت أنها لو تود وهيالقسنطيني. الرقص أن غير يرقص الموسيقى ال

, نسائه لهيبة عار نصف لجسد ردفين تلفحول بفوطة , يكاد الخرافي حضورهن القسنطينيات في رقص

العبادة طقوس .يضاهييتعرى أن من أجمل شيء الجمال إلهة يا من . إنه أروع

يوصف .أن

" , نستطيع ال نحن الحجرية سيدتي يا إذن قليال� احزني" الرقص المخمل من ثوبا� والبسي سعيد إنسان مع

, ترتديه أن من أثقل الذهب بخيوط وحدك, المطرز . � حزاما خصرك حول ضعي أحد فيه يراك أال من أجمل

صكوكه جمع في عمرا� أمك تلبسيه, قضت كي الذهبية . بالحناء المخضبتين قدميك في مرري عرسك ليلة

رنته تسمع , خلخاال� واحد سوى منه يرى وال تمشين حين , المتهادي الشهوات هودج على وتعالي تجلسين حين

القسنطيني الرقص .لتتعلمي

, الرقصحافية وتواصل حذاءها تخلع حياة انحنتأوهامي, خلخال إيقاع على .الشهوات

, إلمكان لحظتها أنتبه لم بها انخطافي إزعاج لفرطفي. بإلحاح ذلك بعد يرن الهاتف راح عندما لكن الجيران

, أن توقعت النوم على غرفة احتجاجا� اتصل أحدهم يكونالموسيقى .صوت

, أال فضلت فرانسواز بتعليمات �, عمال� مكتفيا أجيبالساعة إلى .بالنظر

. تجاوزنا أظننا الشجن بعد والربع التاسعة الوقت كانتالسهر لضجيج المباح .الحضاري

. نحو توجهت نهايته مشارف على الشريط المسجل كانالموسيقى .أخف�ضصوت

األريكة على تجلسقبالتي وهي :سألتنيترد - الهاتف؟ أال على.ال-

األنوثة بمكر :قالتمحادثتك - على يصر أحد صفة .. ربما الهاتفي اإللحاح

.أنثويةتلميحها متجاهال� :قلت

- .. ال كالمتعبد الهاتف المحب على ليرد صالته !يقطع - .. إال الساعة إلى لينظر أيضا� عبادته يقطع كان وال إذا

� هاتفا ينتظر .مثال� . من الساعة أفك وأنا أجبتها غيرتها لمنطق ضحكت

قريبة, طاولة على وأضعها :معصمي - , كالعاشق ألنه الساعة إال للمتعبد هاجس ال يخاف بل

, . حب كل أمام يواجهنا الموت هاجس ساعته تفاجئه أن , برغم هاجسعشقي الزمن , ألن كما العشاق أن

إلى, بدخولهم لكونهم ساعة إلى يحتاجون ال الموتىمن يخرجون عليه الحب المتعارف !الزمن

� مازحا :واصلت - .. بعد تنظري أال أتحداك ساعتي إلى خلعت اآلن

!ساعتكضاحكة :ردت

- .. بدون دائما� تهزمني اللعنة .جهد عليكإلي أضمها وأنا :صححتها

العاطفي - غبائك بجهد !بل � طويال أقبلها عليها . رحت لكأن حتى كثيرا� تأخرت قبلة

. اقبل فوحدها االنتظار من عامين نفقات تغطي أن , حملك برغم منك أفلت عمرا� إليك تعيد أن بإمكانها

معصمك.. في ساعة !أثناءه: شعرت على قبلي أحد قب�لها هل أسألها أن في برغبة

نفسها؟ األريكة هذهكنت أنني , غير أكثر بآخر فاستبدلته الجواب أعرف

أعابثشعرها. وأنا قلت :إلحاحا�هل.. - بعدي؟؟ حياة رجل قب�لك

, . ماطرة ضحكة ماكرة بضحكة عليه ردت السؤال فاجأها�. تجاهلت موضحا قلت :رذاذها

- .. وال يكون من أعرف أن يعنيني ال روائيا� نصا� أريد ال .. حدث؟ هل أعرففقط أن أريد هذا حدث متى أو كيف

عندما إال تصدق ال عادة , هي إيالمك صدقها في يكونكذبت أنها لو تمنيت .ولمرة

لكنها جوابا� منها أنتظر كلمات كنت سوى تملك لم , نزيف لوقف عجل على توضع الصقة .كضمادات

سؤال في وجدت إذ لذمتها قالت براءة :آخر - " أتذاكى " دعني األسئلة تقاسم هو الذكاء إن مرة قلت

تغطي, وأسألك التي المرأة بهذه عالقتك ما بدوريتستقبلني الذي البيت هذا في مكان كل فيه؟ صورها

. تقاسم إليها بالنسبة كان ما فالذكاء لسؤالها ضحكت . وأنا قلبها بل على األسئلة أرغمها كي هنا إلى بها جئت

.. األدوار تقلب هي ها خالد وجود بحقيقة ,االعتراففرانسواز عن باستنطاقي .وتبدأ

, في أ، خاصة الغيرة بجمر معها أتراشق أن األمر قررت . أكون أن اآلن حتى تتوقع ال فهي آخر طريفا� جانبا�

, أنني أو بخالد , التقيت أنه العتقادها عنه أعرفشيئا� . على تعرفت حتما� لكنها سنوات منذ البيت هذا ترك

. وال اللوحات على المرسومة صورها من فرانسوازتسرق أن استطاعت المرأة هذه كيف منها تفهم

حياتها في األهم .الرجلينأشهر - منذ عندها أقيم .صديقة

واصلت بلؤم ثم :مستدركا� - . " امرأة " كل في لكن بعدك النسائية الحفر تلقفتني

بها بك مررت !تعثرتالغيرة لهيب تخفي بضحكة :ردت

فعلتفي - ماذا إذن لسؤالك داع ما. ال لكثرة غيبتي , الوقت قضيت تكون أن أتوقع حفرة كل في بي تعثرت

استمتعت, هل بذلك؟ أرضا� , إلى تحتاج البوليسية األجهزة تختلفعن ال أنثى كانت

إليها ترفعها مارست تقارير أنثى كل عن لقاء كل في . متعتها تجد كانت المخابرات وككل قبلها معها الحب

بالتفاصيل في .التدقيق . , قصة أن تدري فهي فضولها تجاهلت إيالمها في تماديا�

تبوح , ال المغامرات ووحدها عشقية قصة هي بتفاصيلهاال التي ة األسر� آذان تغذ�ي لها العابرة .ذاكرة

. فهل لزياد وال لخالد بحبها يوما� تبح لم هي لهذا ربماأكبر حبها كتاب؟ كان خارج يحكى أن من وأجمل

, بخياناتي يقينا� ازدادت كلما بي ولعها تأملي لها, أثناء , رجل وفاء أن اكتشف وأنا عجيبة مفارقة على وقعت

, في األشهى يجعله واحدة النساء المرأة بقية عيون , تجعله إياها خيانته بينما به اإليقاع هدفهن يصبح الالئي

� !لديها شهياالماضي في خسرها مثلي يكون قد الذي خالد تذكرت

, أصبح ثم لها إخالصه تلقفته لفرط مذ بغيرتها جديرا�في, باالهتمام جديرا� فنانا� أصبح كما تماما� فرانسواز

, العرض, صاالت هنا لتتلقفه غادرها مذ الجزائر!الباريسية

يقولون الذين الصغيرة وهكذا األكاذيب إلى نحتاج إننا .. إلى حاجتنا يضيفوا أن عليهم ربما الحقيقة إلنقاذ

.. , , المرأة أو لوطن سواء الوفاء إلنقاذ الخيانة من .شيء

أستدرجها أن , حاولت من مستفيدا� خالد عن للحديثجسر عليها للوحة متقابلين العشاء عند :جلوسنا

- .. اللوحة؟ هذه أتحبين ثالثنا الجسور كانت دوما�سؤالي فاجأها وقد :أجابت

" ما- " . أحمد عمي سائقي اغتيل مذ الجسور أحب عدت , الجسور كرهت الجسر على ونحن لي , بسببي أن خاصة

, وهذه راشد سيدي جسر من نفسه بإلقاء انتحر جد�اتكن لم التي الحين الحادثة بين تحضرني أصبحت تعنيني

برج. جوار أعبر وأنا فكرت مثال� البارحة أننا واآلخر إيفيل , ال فالمنتحر برج من نفسه بإلقاء انتحر بأحد نسمع لم

المكان عن زخم يبحث يعنيه ما بقدر لالنتحار األعلىعلى. يشهدنا أن يريد ألنه الجسر يختار هو موته, الحياةعلى يقضي لكي الحياتي الزخم ذلك فرصة ينتهز

بانتحاره, تنتحر عساها ال , الحياة شيء كل برغم ألنهبعده ستستمر أنها .يصدق

, في تتحدث عندما أجمل تبدو . كانت رحت جادة أشياءكذلك سيكون ظننته لحوار :أستدرجها

الجسور - تكرهين كنت رواياتك؟ , إن كل تشغل لماذاأفهمه لم الذي اللغز هذا لي !اشرحي

مراوغتها إلى وردت عادت :الساخرةرواية :" - تفاصيل تشرح أن لبروست جميلة مقولة ثمة

السعر تنسى ". كأن ألي شروحا� أملك ال مثله هدية علىكتبته .شيء

� مازحا :عل�قت -� بـ ".. طبعا ملتزمة امرأة تكوني أن تماما� أفهم

الهدية" !إيتيكيت - وبالمناسبة واصلت زيان , ثم لوحة بسبب كان سؤالي

, أهديك أن أنوي وكنت جسرا� تمثل .إياها اشتريتها:قاطعتني

- . بيتي في أبدا� أعلقها ال قد تفعل ال .أرجوكوقد فرانسواز أجبتها مثل أتحدث :وجدتني

- .. على ال قلبك على لتعل�قيها إياها سأهديك جدران كنت.بيتك:قالت

- � شيئا عليه ألعل�ق مكان قلبي حوائط في عاد .ما. كانت عنه للحديث الستدراجها األخيرة محاولتي

كآبة حالة بعدها .انتابتني � حقا ال أكنت امرأة حضرتها؟ في وجعي أحب أم أحبها؟

, طفرة في كان منها أشفى أن أريد وال بها أريدها ألمياألنبياء قامة إلى يرفعني مطهر .شيء

حزني الحظت وقد :قالتتحزن - . ال احتفظ.. منك هدية الفستان هذا يكفيني هكذا

. اعذرني تعجبك دامت ما باللوحة أتشاءم , أنت أصبحتالجسور .من

شريحة تقطع وهي أتأملها وأنا وقلت سيجارة أشعلت:اللحمة

لرواياتك؟ - آباء عن تبحثين زلت أماضاحكة :ردت

زلت - ..ما -.. .. أمها .. وجد وأمها أباها سأكون التالية روايتك

أم�ك " بال "!وستكتبينهاعن كان فيه لنا غنى ال الجزائري الغزل قاموسمن لنا

مفردات. تستعيد وهي ضحكت شراستنا المسب�اتبلني تق� وهي وقالت :العشقية

- .. الرواية بو ويلعن بوزينك يلعن ..متاعك نشتيكيحصي الحب كان متعة كل بعد أن لحظتها أفكر كنت

لم الذين األطفال . عدد كل بعد ولكن إياهم أستولدهابعمل مستبشرا� يه كف� يفرك األدب كان جسدي حرمان

على . روائي الكتابة في رة المقص� المرأة لهذه بد والمني, اليوم بحرمانها تنجب أن . االنكتاب األجمل نصها

, بيته البيت هذا من سالما� قلمها يخرج أال .قررتعندما العشاء الفواكه بعد سلة الطاولة على وضعت

, لها بحبها لعلمي أحضرتها كنت التي الفراولة وصحن� قلت :مازحا

- .. � حربا تشعل فقد عزالء كونها برغم الفراولة احذريأن. قرأت كانت عالمية التي المشفرة الرسائل إحدى

يشرف كان التي الفرنسية المقاومة إذاعة توجهها , كانت األلماني االحتالل أثناء لندن في ديغول عليها

مساء :" هذه 1944حزيران 5تحمل المشفرة الرسالة " بإنزال إعالنا� ذلك وكان بالفراولة المربى يحب أرسين

الفرنسية الحلفاء الشواطئ على !جيوشهممتعجبة :قالت

؟..- حقا� � مازحا :قلت

.. ال- حمرة.. في إنما قوتها في ليست خطورتها تخافيالناظر. على يصعب لهذا وربما . غوايتها مقاومتها إليها

تحمي بأن مكترثة غير هي الفواكه بقية غير على , أو بقشرة . نفسها ولذا سافرة فاكهة إنها بغالف تلتحف

العطب سريعة .هيوهي يدي تتبعان عيناها في كانت الفراولة حبة تمرغ

السكر .صحنالبطء بذلك إياها ألقمها وأنا :المتعمد قلت

- . ال الخطيئة الخطيئة شبهة للتفاح ألصق من أدري التلقم, بل كمية , تقضم في ليستسوى والمتعة

الفعلين بين .المواربة , توقفتعن كنت الثانية الحبة أعلمها, في كي الكالم

الفراولة حضرة في الصمت .فضائلمواصلة أمر لثغرها لها تركت يمكن ال متعة في التفكير

, نتقيأها زوربا مثل يوما� أنفسنا نجد ال حتى تدوم أن .. . إغريقية تراجيديا الملذات في فاإلفراط منها .لنشفى

كنت أنني أدركت , تراها التنفيذ وقف مع لمتعة أعدهاالفراق فاكهة ألقمها !وأنني

يجرؤ أن أتوقع , لم قادنا حيث هنا عنا التخلي على الحبذلك, في بيننا شيئا� يحدث أن يمكن أكان البيت ولكن

, الكافي الوقت لهم يكن لم عشاق بأشباح المزدحموجمع شراشفهم .أشيائهم لتغيير

. . قلنا لغتنا ليست لغة تحدثنا أنا كنت وال هي كانت ما � غبيا , كالما� . كي فجأة نصمت ثم نتكلم كنا تذاكينا لفرط

, محتفظين الحقيقة نصف من أكثر نقول أللمنا الاآلخر .بنصفها

, نعاس , نغالب األسئلة تعب نعاند كنا السهرة طوالعليه . األجوبة تتمدد سرير من لصبرنا يحق كان أماالمؤجلة؟ رغباتنا

رائحتها كانت ., امرأة نومك لوازم ضمن قميصنومها , ماذا تدري أنت وال معها النوم تستطيع اآلن وأنت

.بعدها ستفعل , الفراق لحظة تستبقيها لحبكما بعيد تاريخ في وكنت

تغادري " ال عندما .. قائال� باليتم تشعر أعضائي كل . فيك" شيء كل يبكيها حضرتها في يتيم أنت وها تغيبي

.ترى وال" , الشاهقة اللذة بتلك عليها تغدق وأنت لها تقول وكنت

حتى إمتاعا� " سأفسدك وكنت غيري لرجل تصلحي ال. بعدها المرأة تصلح عدت ما أنك افترقتما عندما تظن

. وها فهل لها حتى تصلح تعد لم أنك تكتشف أنتالموت شهادة الستخراج هنا إلى السريري استدرجتها

بغيابكما؟ حيا� كان لحب

, منزوعة أنثى السرير ذاك في جواري الفتيل. تمددت , , الزمن كذلك بي تلوذ وديعة طفلة صدري إلى ضممتها

فيه تسألني كانت " , الذي ستعيشمعي؟ " هل فزعةفي األدفأ المكان عن بحثا� يتململ ورأسي فأطمئنها

", " " صدرها لن حقا� العشاق بذعر فتلح سأعششفيكلن" " حتما� بسذاجتهم فأجيب ".ننشطر نفترق؟

, الحركة صمتا� أكرر وأنا بفقدانها مفاجئ خوف انتابنيعن بحثا� . ذاتها ويصطدم صدرها في لرأسي مكان

. أن شعرت تخلعه لم الذي األسود ثوبها بموسلين وجهي � أبدا نلتقي ال قد وأننا اآلخر من أحدنا سيسرق .الموت

. ماذا ناصر قاله ما ميتة " عاودني زوجها لها دب�ر لو ,"� مثال اإلرهابيون اغتالها لو ماذا أو .نظيفة

يكن , لم العيش قصاص إنما أنا موتي احتمال هاجسي.بعدها

الحقيقية موتها فكرة لعشقي , كانت فاضحا� امتحانا� , لم. إن لشخص حبك مدى تدرك أن يمكن ال فأنت إياها

محنة , تتمثل وأحاسيسك, فعلك ردود وتتأمل الغياب

جثمانه أمام .األولىوقع أختبر رحت , يوم أموت كدت علي� الحقيقي موتها

, اختناق. حالة وفاجأتني قلبي نبضات تسارعت حقا�, وضيق . رقمها طلبت بي ستودي التنفسظننتها في

قيد على أنها من ألتأكد الخط قطعت في. ثم كنا الحياة , حقدت أنفاسي استعدت عندما أني غير طويلة قطيعة

يمكن. كان منها عليها غفلة في يختلسني أن للموتحياتي في علي� بها ضن�ت كلمات تبذير بعدي ..وتواصل

رواية في ضريحي صرح بها .لتشي�د , تحيط فرانسواز غرفة في بثيابنا متمددين بنا كن�ا

اللوحات على المرسومة .صورهابي تلتصق وهي البكاء قبل ما بنبرة :سألتني

- .. بها؟ تفكر أنت أم تحبني عدت أماأجب .لم

الكلمات تصل ال الحاالت هذه مثل التي, في وحدها حيةللبوح الطائش الرصاص من تنجو نقولها .ال

. وقلت صدري إلى أقبلها ضممتها :وأنا - .. كتاب على تصبحين حبيبتي !نامي

***

الضوء فاجعة على صباحا� .استيقظناتحميض في فاجعة: كما أول الضوء .الصورة

مذعورة :قالتالساعة؟ - كم

وأنا :أمازحها قلت - .. الساعة إلى أنظر أال قررت منك بأمر أدري !ال

قرب ساعة إلى وصاحت نظرت النوم :طاولةوالربع ! - الثامنة إنها إلهي .يا

نحو السرير من هيئتها نهضت من تصلح .الحمامالوقت نفذ فجأة .هكذا

تتثاءب يتربصبسعادة ماكر . يوم بعد وجهها تغسل لم . خاطف عبور تكن لم حب لليلة مرتب غير سرير

مخدع على أخرى لرائحتها .امرأةأن بعد كيسه إلى األسود الفستان ذلك تعيد وهي قالت

:ثيابها ارتدتتاكسي؟ - لي تطلب أن أبإمكانك - .. ثم معي الصباح قهوة لتناول .امضي ابقي

- .. أأمن هذا اآلن أعود أن أفض�ل أستطيع .ال . فكم كثيرا� ذلك معها أحزنني أبدأه صباحا� .انتظرت

التاكسي النتظار أرافقها وأنا :قلتكل - جدوى آلة ما يخترع لم إن اإلنسان اختراعات

.. فطور نتناول أن تمنيت كم بعد الزمن الصباح إليقاف � معا .يوما�

خيبتها بمرارة تشي بنبرة :عل�قتيخترع - أن جدوى , وما إن الزمن إليقاف آلة اإلنسان

الفطور تناول لمجرد وقت من كسب ما سينفق كان!والعشاء

. , على كانت صامتة بابتسامة تلقيته تلميحها ذكاء أحببت.حق

البرد كنت لشدة سترتي جيب في يدي أضع لحظتهاالشوكوالطة, حبات على عثرت حين التي الصباحي

المستشفى في زرته عندما زيان إياها .أعطانيأسعدتني ماكرة فكرة في . راودتني أفكر أزال ما كنت

, األجرة سيارة لمحت عندما لتنفيذها المثلى الطريقةآخر , في أن إال أمامي يبق فلم نحونا تتجه الشارع

, لها وأمد مود�عا� منها أقب�لها � بحبتين :قائالفي زرته صديق إياها أهداني شوكوالطة إنها

ال, حتى تناوليها خواء المستشفى على .تبقي . فت تعر� حتما� الشوكوالطة قطعتي تتأمل لبرهة ظلت

من , عليها � شيئا تقل لم لكنها المميزة .ماركتها , بدون المفاجأة وقع تحت وهي التاكسي أن ركبت

في زيان غرفة حتى أوصلني الذي ما تفهمتلك, جيبي إلى أوصل الذي وما المستشفى

له أحضرتها التي .الشوكوالطة , اللحظة, في فاز من بفرحة البيت إلى عائد وأنا شعرت

. تخل لم فرحتي لكن شاقة شطرنج جولة في األخيرةبموتشيء وعينا ترافق موجعة مرارة فينا من .جميل

***

, . بفداحة لتشعرك بل لتبقى جاءت ما هي تحزن ال.رحيلها

أن تستطيع بعد�ة , ماذا الحب إلى تذهب امرأة ضد تفعل , تمارس, خداعية فنونا� أجلك من تبتكر أمامك ساحر

, , , وتحويل أخرى استحضار بعضها إخفاء األشياء قلبكبير وهم إلى حولك هو ما صندوق . كل في تضعك

, اثنين, إلى استعراضسحري في وتشطرك زجاجي , نسخة واآلخر أنت هو . واحد إلصاق تعيد ثم آخر رجل من

كتاب في .جزءيكيديها, بين من أخرجت تدري ال فقيرا�؟ ساحرة أم ثري�ا

قبعة من أخرجت غيرك؟ أم أنت أتراك تعيسا�؟ أم سعيدا�.. خدعتها .. ملو�نة مناديل أم مذعورا� أرنبا� بيضاء حمامةللدموع؟

أضع وأنا لي , خطر يبدأ ساحر الحب أن جديد من ساعتيساعاتهم من ضحاياه تجريد بخديعة استعراضه

.المعصمية, , الحواة وخدع السحر أباطيل تتالشى عندما فقط هل

إلى النظر الساعة؟ يمكننا

أحد والنصفصباح التاسعة .إنهافي وحدي أتناولها سوداء ة مر� الحب قهوة مأتم

, في أنفقه كيف أدري ال الذي الوقت بياض لمواجهةكهذا ممطر .يوم

, وضعت لم ما آثار أخفي رحت ثم الموسيقى من شيئا� , باب صافقة زائرته غادرت بيت في خلفها يحدث .الحلم

. ال التي ة األسر� أكره كنت دوما� النوم غرفة بتفقد بدأتلها على , رائحة غسيلهن بنشل المهووسات والنساء

. من أحتاط أن علي كان المرة هذه لكن التشاوف حبل . . غابت لكأنها غدا� ستعود ففرانسواز األنوثة وشاية

من يكفي ما لي تترك كي لنصبسرداق فقط الوقت.عزائي

كان لنا حدث ما أجمل أن نجد حياتنا نراجع عندماسجاد, على دوما� تأتي الكبرى الخيبات وأن مصادفة

الستقبال فرشناه .السعادة فاخر , عدا اآلن بعد لشيء أخطط أال أسى� عن قررت

البيت هذا لمغادرة يوم االستعداد زيان خروج قبل . يشي ما أترك أال أيضا� فعلي� المستشفى من األربعاء

, . بمروري األغاني أشرطة إلخفاء ذهبت أنسى أن وقبلجهاز, في أتركها أن خشية التسجيل, القسنطينية

هنا أقمت أنني .فيستنتج

, لم أنني تذكرت التفاصيل كل في تفكيري أزره أثناء , الشوكوالطة بقطع يمدني وهو لي قال وأنه يومين منذ

جاؤوه, لو يفضل كان إنه من تلك بشيء مكانها , " " " مازحته" اللوز قلب أو :الزالبية

زال - ما � رمضان .بعيدا - . في وقته يقضي إنه الصائم المريضيشبه لكن

, تلك خاصة المأكوالت طفولية اشتهاء بذاكرة المرتبطةعاطفة .أو

األحياء أحد إلى الذهاب فكرة في التي وجدت المغاربيةمن شيئا� له ألشتري الفرنسية بالعطل تعترف ال

الجزائرية ,, الحلويات المستشفى في أعوده أن قبل , شعوري أن خاصة أحد يوم في أفعل أن يمكن ما أفضل

تجاهه بالذنب يتزايد .كان , ما كل عن بحثا� العربي� السوق في أجول رحت ألهذا

أن كيس؟ يمكن في الجزائر من يحمل , له الكسرة من ورغيفا� التمر من صغيرة علبة ,اشتريت

, هذه تعد سيدة إن البائع لي قال أن بعد لي وآخرتنفذ وإنها يوم كل .بسرعة األرغفة

أخرى جزائر عن أجهله كنت الذي العالم لذلك عجبتمنتوجاتها بكامل الوجوه نقلت احتلته حي إلى وعاداتها

وأبيك. " أمك عدا لمراد ساخرا� قوال� وتذكرت ..السمرشيء كل البلد هذا في ".تجد

تقديم " يد�عي شعبي مطعم في ذلك بعد توقفت. كسكي كنت". كذلك أنه لجوعي نفسي أقنعت ملكي

حتى الوقت بعض هدر أيضا� أريد الواقع ساعة في تحين.الزيارات

, في كان الثانية الساعة عند المستشفى إلى وصلت, المستشفى التي الزيارات بسبب عادية غير حركةالعطل أيام .تتزايد

يشعر ال حتى لمجيئي هذا سعدت أكبر بوحشة زيان ," " . كانت الوطنية حمولتي لـ أيضا� سعدت بالذات اليوم

أول تزيده هذه ال التي الصحافة بدل أكال� له أحضر مرةا هم� .إال

بفرحة الباب �, طرقت متقدما كعادتي فتحته ثم المباغتة , إلى مشدودة بعجوز فوجئت لكنني األمام نحو خطوة

, . هزيلة السرير ذاك في مكانه تشغل الدواء أنبوب , , حل� فارغة نظرات لها اللون رأتني شاحبة حين مكانها

, أنا وال عنه تفصح لم ما بشيء مطالبة بي يستجد تعبير.أدركته

, وأغادر أعتذر أن قبل إليها أنظر مذهوال� برهة بقيت� الغرفة .مسرعا

, مريض عن أسأل الطابق في الممرضات مكتب قصدترقم , كنت. 11الغرفة فقد روعي من أهد�ئ ذلك أثناء

للتصوير أو فحوصات إلجراء اصطحبوه قد يكونون, , الشعاعي أنني ذلك ليسأكثر غرفته غيروا ربما أو

أسبوعين من أكثر منذ مرة لي قال أنه ال " تذكرت قد ," , أن قبل آخر جناح إلى أنقل قد الغرفة هذه في تجدني

أنا " مازحا� سرير يعل�ق عابر ".هنا, لغرفته الجديد الرقم على الممرضة تدلني أن توقعت

سألتني ". لكنها " . قالت نعم أجبت أقاربه من كنت :إنفي - الذي الهاتفي بالرقم اتصلنا لنخبركم لقد حوزتنا

, رسالة وتركنا البارحة ليلة لصحته مفاجئ بتدهورحضور نطلب وعاودنا, صوتية أحد بنا يتصل ولم أقاربه

دون الصباح هذا نفسه الرقم على .جدوى االتصالسألتها والعجلة الذعر :بين

هذا؟ - كان متىوالنصف - العاشرة � عند .صباحا

لألكل حاجيات ألشتري فيه خرجت الذي الوقت ذلك كانالمحالت تغلق أن األحد قبل ظهر .الغذائية

أمامها كان كبير دفتر إلى :عادتكان - األول مساء� االتصال والربع التاسعة عند .البارحة

:استعجلتهاأراه - أن بإمكاني اآلن؟ وهل

الغرباء مواساة على أعواما� تدرب من بنبرة :ردت-Je suis desolee monsieur..Il est decede.

لفظت كأنها لي . بدا بترجمته القلب قام بالعربية الخبر , وما الجملة كل واختصر الفاجعة لغة إلى تالها الفورية , نزلت واحدة كلمة في المواساة واجب من ذلك بعد

ثالثة من كصاعقة .أحرف عليالسياق ذلم في مجتمعة أحرف ثالثة أن كيف أفهم لم

انسيابها برغم . تصبح الحد ذلك إلى مؤلمة الموسيقي

ليستسوى آخرها في المفتوحة التاء لكأن .تابوت حتى , يأتي أن أتوقعه لم لكنني قائما� موته احتمال كان

بهذا, وال باتت. سريعا� مجتمعة المصادفات هذه التوقيت . إصرار لها مصادفات تكون أن من تعسفية القدر أكثر

عبثيته .فيبتأثر :قالت

المستشفى - مغادرته قبل يموت أن مؤلم بيومين. أمر . قيل عندما فؤجئت نفسي أنا بخروجه سعيدا� يبدو كان

قضى إنه الصباح هذا العناية لي قسم أمسفي ليلة.الفائقة

� مذهوال لحظات أقف تراني وهي ذلك بعد سألتني . , أجبتها أراه أن أريد كنت إن شيئا� أقول أن بدون أمامها

بورقة"". أمدتني استالم ال أنوي كنت إن ألوقعها , علبة. فتحتها التي الخزانة في لمحت أشيائه

. الشوكوالطة إنني أجبتها ثيابه كومة فوق الفاخرةبعد فيما ذلك أترك أن .أفضل

, تركتها مشلول مذهوال� المستشفى وغادرتما, اآلن يحوي براد في تجمدت دموعي كأن األحاسيس

هو " ".كان . أحضرته ما بكل بالكيسذاك محمال� الميترو أخذت

حاجة, في عاد وما بعد. له أتخلصمنه أن حاولت إليه , مشردي, أحد على المحطات إحدى في به بالتصدق ذلك , أخذه, في حماسة يبد ولم أمره في فارتاب الميترو

, نقدية. قطعة مكانه يفضل كان , مني فرنكات عشرة من , الكيسوعشرة أعطيه فوجدتني نبيذا� بها يشتري

بحسن ألقنعه .نواياي فونكات

, فرصة لي ترك ما الملتبس والصمت التهكم سيد هو , كنت أخيرة عنه لكذبة انشغالي ألبرر .أعددتها

بها احتفظت التي الكلمات تلك إلى يحتاج كان ربما , . من بموته فأعفاني الحقيقة إلى يحتاج كان عليه خوفا�

الكذب من . مزيدأشغل قرر أنا كنت بينما األخير سريره إلى العبور

األول .سريره , نساءه بيته ألهديه, , أهداني فرصة لي ترك وما وأشياءه

, األخيرة أمنيته وأحقق الزالبية من بعضقطع ولو

.. جوع, سوى له بقي وما غربة شبع من بساطة البسيطة.الوطن

, تهكم متهكما� يسبق أستعيده الذي الشارد الغياب ذلك . اليوم له سأقولها كنت األشياء من كم الغياب ,اكتمال

. , البياض هذا كل بيننا أصبح مذ القول منهك أكن لم لوالصمت ذاهبصوب وهو متى األبيض؟ منذ

, بهول أدخله وأنا شعرت البيت إلى وصلت عندماالذي. الواقع بصدمة قطار الفاجعة عجالت تحت يدفعك

الحلم بنية .ركبتهكحصان منهكا� الصالون أريكة على .سباق ارتميت

. أجلس أن الركضقليال� أتوقفعن أن بدءا� علي� كانأوصلني الذي ما , ألفهم كنت الذي أنا البيت هذا إلى

, دون القدر أمازح أكنت األدب بممازحة علمي؟ ألهو . رحت أمري من ذهول حالة في لغرابته الموقف أدخلني

لست كأنني مشهدا� في.. أتأمل شاهدته كأنني بطلهما .زمن

, في معه أتماهى وجدتني الرسام ذلك سيرة قرأت يوم . بما حياته أكرر أن تمنيت القصة تلك من كثيرة أمكنة

. من ولكن ذكاء من اإلعادة مع تستحق يتذاكى " الكتاب" بذلك لي بالنسبة بدأ الذي المكتوب ؟ المكتوب

أن يمكن ال � الذي سالما قراءته من .تخرج " كانت " التي المرأة تلك ؟ حياة من أم اللعنة؟ جاءت أمنه

ما تسمية في العرب كعادة عكسه يعني اسما� تحملبنقيضه؟ شرا� فيه يرون

ترى إحداها أم زال ما التي الجسور في تكمن اللعنةاألريكة؟ هذه قبالة معل�قا�

يكن هنا لم الذي زياد موت حقيقة عاشزيان أمامهاحرف سوى به التطابق عن .يفصله

إيقاع وفي على أجهشراقصا� الجسور هذه حضرةباغتيال أخبروه يوم الوحيدة بذراعه الوحيد زوربا .أخيه

, المادة اإلسمنت من مبنية الجسور كانت إذا أمصادفةفي تضمر , التي كمن صامتا� وشرا� مكتوما� غضبا� قتامتها

الجسور بنوايا شككت طالما مكيدة؟ لك مذ, يدبر , ألي يدري أحد ال جسر شبهة هارب كل في اكتشفت

ينتمي .الطرفينيكن لم زيان �. لكن وطنا ظنه لما مهربا� كان .هاربا�

, , وما جسرا� يعتقده ما بين الرجل الجسر يالغباء يعتقد . المسافة يقاسبمدى ال فالجسر جثتك ثمة وطن أنه

, بل طرفيه تفصل عن التي تفصلك التي المسافة بعمق.هاويته

, تكون أن عليك محكوم صخرة فوق تولد سيزيف, عندما , ارتفاع لفرط الشاهقة للخسارات منذور أنك ذلك

.أحالمكجبال تسل�ق من .. نحن .. شعاراته, أحالمه وحمل الوهم

, .. حتى.. الهثا� بها وصعد لوحاته كتاباته القمة. مشاريعهمنحدرات نحو آخر بعد جيال� بحمولتنا تدحرجنا كيف

الهزائم؟كل يرفع السفح؟ من في منا وقع الذي

ذليلة� الوقوف من سنوات سبع بعد فرنسا دخلت عندما , راح األعالي في كعشنسر المحصنة القلعة تلك أمام

لم الذين وفرسانها قسنطينة مذلة خيالة على يعتادواإلى. عائدين الجسور على من بخيولهم يقفزون األسر

. كان الوديان منحدراتها رحم نحو قفزا� الموت آنذاكأنهم, سوى لهم مفخرة ال لرجال نصر آخر أبناء الشديدة

.الصخرة , الرمال وادي وأصبح الجميل الموت زمن انتهى بهم

لنفايات المدينة, مجرى قمامة مع فيه تطفو التاريخ , الجميلين أبنائها جثث المحترمين لصوصها وأخبار

.والبائسين" الموت " جسور تسلق من يمنعك أن يستطيع شيء ال

األمني الحزام ذلك حاالت, حتى كثرت أن بعد الذي . قد, أعلى لتصبح الجسور خصر به أحاطوا االنتحار

أن , يمنعك أن الموت يمنع ال ولكن الموت على تطل , حضيض في أنت حيث عليك .خيباتك يطل

. , ووجدت, اللوحات هذه من أتطير بدأت حياة مثل فجأةأمامها جلوسي لي , في قوة ال لقدر صامتا� استفزازا�

مواجهته .علىالبيت هذا سأغادر أنني . سعدت هنا, ستبقى وأنها قريبا�

معروضة زالت وما اشتريتها التي اللوحة تذك�رت ثم. حتى فرانسواز أكل�ف أن فكرت المعرض انتهاء

جثمان. مع سفري غرابة في فكرت ثم زيان بإحضارها

اللوحة تلك .برفقة, أعدها أن بد ال التي حقيبتي إلى التفكير أوصلني

, وأشياء ال ألنني بسرعة بفرزها أقوم أن علي التي زيانحسب قسنطينة إلى سفري سيكون متى تاريخ أدري

.الرحالتاغتيال بعد سنتين منذ عشته كنت ما أستعيد ووجدتني

الحق بيته , عبد في أشيائي أجمع أن علي� كان عندماتلك في واآلخر الحين بين فيه أقيم كنت الفترة الذي

, � يوميا عناوينهم يغيرون الصحافيون فيها كان التيبدوره الحق عبد كان مذ والتي ثابتا� عنوانا� يعرف ال

اغتياله خطر .استشعر

يومها أهون األمر كان سوى , ربما معنيا� أكن لم ألنني , التكفل عذاب لزوجته تركت بينما أشيائي بجمع

غير. قد بأشيائه حياة كانت ما كل بسبب كان وجعي أن , البيت. أصبح أخرى بعد زيارة إن� حتى ينقسم أحضرته

, األخرى األشياء وتلك البسيطة الحق عبد أشياء إلىتهربها, كانت التي , الفاخرة , بها وتأتي بيتها من

, , مسكنها بفخامة لها عالقة ال بؤسشقة على مشفقةمدركة صديقي غير تؤثثشقة !أنها

, أحببت كنت ولكن الحقيقة لها سأشرح كنت البدء فيالفهم , سوء تلك وإغراء فيه تورطنا الذي العشقي

تجمعنا التي الملتبسة .العالقةبإمكان , وكان , وتيرة يعرف أن مر كلما الحق عبد

, جميلة مناشف من البيت مستجدات من ,زياراتها , , ولوازم الكريستال ومنافضمن أنيقة وشراشف

للحمام, وروب .مطبخأن أتعود ما بدأت بكل دائما� محملة بيتها من تأتي أراها

, المستوردة األجبان حتى يداها عليه وألواح.. تقع . إجرامها.. لفرط حدث بل السجائر وعلب الشوكوالطة

, أن بالعطاء المغلف � العاطفي ومصاغا ثيابا� أهدتنيلزوجتي عني نيابة !اشترته

. في شيء كل في سخية امرأة , كانت في عليك خوفها .. , , في وحتى إمتاعك في اشتهائك في بك انشغالها

.إيالمكبفاجعة ذلك تفقده عندما تشعر الذي العشقي السخاء

, امرأة ال أن تعي ألنك األول بذلك اليتم ستحبك بعدها

, . بها انبهارك أثناء أنك ذلك الطريقة بتلك وال الحجمتلك , كانت � وكرما وفسقا� عشقا� فيك تعيث المرأة

, لن بحيث وتشك�لك وتدل�لك بك وتخر� تصلح وتفسدك تعودعداها .المرأة

, بتلك أفعل ماذا السؤال أصبح الحق عبد مات عندماالحق. عبد زوجة بها لتتصرف البيت في أأتركها األشياء

, بيتي إلى آخذها أو اتفق نفسي؟ كيفما بها ألقاصص, مصدرها عن لزوجتي مقنعة قصة اختراع من فأصعب

اليومية شيء معايشتي كل ارتبط التي األشياء لتلك , ذلك إلى وتعيدك عليك الشجون ض تحر� بذكرى منها

فرحتها في تحمل كانت لسعادة المدرك غير الجحيماآلتية تعاستك .بذور

صدقة . كمثل ,� جاريا قصاصا� المرأة تلك عشق كان جاريةفيها وكان إال بعدها امرأة عرفت وما. ما قصاصك

, وما به نفسك وعذبت إال إياه أهدتك شيئا� استعملتغيرها صدرك إلى الصقيع .. ضممت عليك وهجم .إال

عليك أغدقت التي هي المقارنة؟ وجع من تنجو كيفلن . بما ما كل في لك تضمر أكانت بعدها امرأة تعطيك

, كل في وحده العشق أن ذلك ألما� يعطيك أعطته ماالمستقبلي� قصاصه .يضمر

, يرحلون؟ حين الموتى لك يتركه ما إذن األرحم ما ما أماألحياء؟ رحيل بعد الحب يتركه

, وذهبتصوب أسئلتي األلم منفضة في غرفة أطفأتالموت ورشة أفتح .زيان

***

. تلك هسذي تموت ال التي موتها بأشياء الحياة ذي هي , ستعيش ألنها منك فتنال تنالها تظنك التي األشياء

.بعدكأمام أنت موت كل . في أمام كنت كما نفسه الموقف

, تضم , بخزانة إياها أورثك التي نومه وغرفة أبيك أشياء , , البيت روب منامته عمره من رجل وأشياء وثياب بدالت

, ثيابه, الحريري واآلخر الماركة السميك ذات الداخلية, , , الصوفي البيت خف مفكرته دائما� نفسها الفرنسية

,, نظاراته , مقبلة, ألشهر المكدسة أدويته كنزاته ساعتهيشتري أكثر كميات بشرائه أنه منه أطول ظنا� عمرا� .له

, , أمام واآلن الحق عبد بيت في ثم أبيك نوم غرفة فيشيء, أشياء أي أرخصمن تساوي أنك تفهم زيان.تملكه

ثمنها .. لمنفضة كيف تعيشبعدك؟ فرنكات 10وإال أنثمنها لساعة عقاربها 500كيف تواصل أن فرنكبتوقف آبهة غير كيف الدوران لسرير؟ كيف قلبك؟

عرق عليك زال ما لجورب كيف لحذاء؟ كيف لكرسي؟يكترث أال لموتك؟ قدميك

من أول هي األكثر كلفتك التي األشياء أن وكيفكدت, التي تلك وأن , يخونك تكاد ما حياتك بسببها تفقد

لغيرك؟ تذهب حتى الحياة تفرق : كيف يعود نفسه , السؤال الظالم الحضور أواجه

, بموت� المعنية غير األشياء لتلك البارد الرهيب الحضوربعد؟ ما جثته بردت

" أنخدع " أال تعل�مت وأنا البراءة من خبثا� أكثر ال طبعا� . حزنها أصدق أال الصامت األلفوي� حضورها ببراءة

, أصحابها إن� لك يقول الذي , الشامت هنا يعودوا لم . إلى تذهب وقد ستعيشبعدهم يتمها على وإنها

حذاء, يذهب كما البائس أعدائهم عدو�ه إلى ميت جنديالثلج يكسوها قتال ساحة .في

تختبر أن , تريد . �وامض خلفك الباب اغلق بموتك .األشياءسيضع الذي الغبار ذلك هو ماكر سارق بقفازه أول يده

. , دون مكانها من يحركها أن بدون أشيائك على الترابيأحد انتباه يلفت الغياب , أن بحكم له .ستصبح

, ليس عنه تغيبت مكان كل مكتسحا� يتقدم الذي الغبارموتك سوى بعد سيقع لما .تمرين

, سيسطون الذين ألولئك األشياء تلك ستمضي بعدها, , عليها , في كما اللصوص بوقاحة إنما الغبار بحياء ال

, العجوز تلك كانت عندما زوربا , قصة ترى احتضارها أثناء , يتسابقون مواساتها بذريعة جاؤوا الذين الناس بعينيها

سرقة الدفاع, إلى عن عجزها من مستفيدين أشيائهاآخر حتى عليه حافظت عما اآلن .العمر بعد

. دارية غير الفقدان مشهد على عينيها إغالقها المؤلمتنفق أن عليها . أين االحتضار لحظة الهزيل جهدها

بآخر باإلمساك أم أنفاسها؟ بآخر !جاجاتها أبالتشبث

, , الذي نصيب ليسمن تعاسة األكثر الدور الموت فيعاد وما , رحل سيرى الذي نصيب من إنما بشيء معني�ا

بعده األشياء .قدر , أظن ال حزنها جثث على طويال� ستتحمل فرانسواز

. يأخذ لن بها معرفتي حسب واألمر بيتها في األشياء, منها وقت من يلزمها ما وهو ثالث أو ساعتين من أكثر

, أن انتظار في وكتبه زيان أوراق ألول لجمع تسل�مهابيتها يدخل .عربي

, في مكانه ليأخذ أكياس في تضعه فقد بقي ما أما , أحسن في أو القمامة صندوق جوار السفلي الطابق

, في, المرآب في به تحتفظ قد المرور الحاالت انتظاراإلنسانية المساعدات لجمع األحمر للصليب .التالي

فرانسواز أن , ذلك وكأنها الخيرية بالمبادرات مهووسة , على يتناوبون البشرية بؤساء لمساعدة نفسها نذرت

في المآسي مستجدات حسب سريرها وعلى قلبهازيان. معاشرتها أن لي يبدو كان حتى تدخل العالم

الخيرية نشاطاتها .ضمن , , نداء لتلبية تسارع األخبار نشرات حسب أراها وكنت

, من حاجتها عن زاد ما جامعة تلك أو الجهة لهذه اإلغاثةمن, يبل� لم أو بلي وما , ثياب وشراشف وستائر أحذية

ووضعها بإنزالها تقوم البالستيك من أكياسكبيرة في, جوار الصليب يجمعها أن انتظار في البواب مقصورة

.األحمر

من شيء فرانسواز في بسذاجة كان الممزوجة الطيبة , فيها يتحكم والذي اآلخر مع التعامل في الغربيين

, منطق خي�ر إلى العالم م ويقس� األشياء يبسط إعالمي , وغير, والزم ومتخلف وحضاري .ضروري وشرير

لضحايا " بها لتتصدق األكياس بتلك تنزل رأيتها يوملها", اعترفت في سراييفو شجاعتها على أحسدها أنني

رمي على وقدرتها بسرعة شيء كل التخلصمنكيس في , األشياء حنين, أو تردد أو ندم بدون للصدقة

العاطفية بقيمتها وال األشياء بذاكرة معنية وتمنيت, غير , وأضعها صرة في ذاكرتي أجمع أن مثلها استطعت لو

أتخلصمن كي خفة.. عندالباب وأضاهيها .حمولتي

:سألتنيلكم - حاجة من تعد لم التي باألشياء إذن تفعلون وماذا

بها؟� أجبت :مازحا

- , عندما حتى ألنها نحتاجها ال أشياء حوزتنا ليسفي , نحتاج, وتعتق أو تهترئ خزائننا في المهمل حضورها

, , نثقل أن نحب ألننا بل بخل عن ال خردتنا مرآب في , , أن على بالمال نتصدق أن ونفضل بالذاكرة أنفسنا

, يلزمنا ولهذا أشيائنا بجثث . نتصدق ثم كبيرة بيوت دائما�! : ؟ كارثة األمر أليسفي ضاحكا� واصلت

ذي هي المثقل! ها العربي أيها فتفضل الكارثة , ستفعل, فماذا انتظارك في أخرى تركة بهذه بحمولتك

, ما لك وترك الوطن به ضاق لرجل الفضفاضة الغربة : الشعر في كتبا� وطنا� , خاله الجزائر تاريخ عن وأخرى

, ربما أصدقاء أو أهال� يكونون أناسقد مع أخذها صور, ماتوا , مفكرات لمصحف قديمة نسخة أحياء زالوا ما أو

ومواعيد عناوين عليها سنوات وصفات, لعدة وأسماء , ذكرى, لها صغيرة ملصقات مستعملة سفر تذاكر طبية

كقارورة يعرفها , وحده " الفارغة " النسائية شانيل عطر , في مغرورقة المالبس خزانة في قي ركن في قابعة

. حزن يجهش األنثوي الوفاء إنه العطري فقدانهاالخيانات كل عن .النسائية اعتذارا�

. نفسك تحيط وطنا� تسميها بديلة أشياء حولك تجمعتسميهم تسميها. بغرباء عابرة سرير في تنام أهال�

كثيرة. بأرقام هاتف دفتر جيبك في تحمل ألناس حبيبة . وعناوين ومناسبات أعيادا� تبتكر أصدقاء تسميهم

كما, ترتاده ومقهى � وعادات قريبا .تزور, , عليك فضفاضة الغربة تصبح بديل لوطن تفصيلك أثناء

لتكاد . حتى , . غربة كأنه وطن كوطن غربة برنسا� تخالهاعلى إدراكها يتم فاجعة رجل يا وال, فالغربة مراحل

, على التابوت ذلك بانغالق إال بها الوعي يستكملمفتوحة بقيت التي , أسئلتك هنا تكون ولن بأكمله عمرا�

, ستصبح كم وال ذلك قبل غريبا� كنت كم لتعرف يومهااآلن بعد !منفيا�

, عندما األشياء تلك بكل أتصرف كيف أفكر أزال ما كنتالخزانة لمحت أسفل .حذاء�

. , , � حتما فهو هنا له بقي ما باألحرى أو الوحيد حذاءه كانالمستشفى إلى به ذهب آخر حذاء� .يملك

هذا دون الحذاء ذلك اختار لماذا أدري لسفرته ال , جديد. حذاء فهو أجمل لمناسبة تركه يكون قد األخيرة

. وبرغم ينتعله لم , كأنه اآلخر, من حزنا� أكثر لي بدا ذلك , يلفت أن يخاف كيتيم الخزانة أسفل إليه مختبئا� األنظار

ي�غتال.. أو .فيطردأيضا�؟ لألحذية يتم أثمة

الحذاء زوجا لي الصغير بدا ذلك كرجلي متالصقين, مخبئهما. من ألخرجهما يدي مددت عندما المرعوب

, استعدت والذي صورة له أخذت الذي الطفل ذلك منظر , وعندما السرير تحت مختبئا� ليلة استيقظفي قضى

, األبد, إلى يتيما� أصبح وأنه أهله كل فقد أنه وجد .الصباحالذي , أنا ذلك أمام أبكي أال الموت ورشة أمام قررت

, وجدتني لمعته الغبار كسا الذي � الحذاء باكيا .أنهار . , هتك أحزنني التغافل وحشمة المسافة رجل هو

في, والتسكع غريب أسراره يدخله أن توقع ما عالمالصغيرة, أشياءه ليحمي هنا يعد لم أنه بذريعة بعده

, بل. غيبته حرمة تحفظ لم التي األشياء تلك السرية , عابر أول مع وتثرثر تغتابه .سبيل راحت

, أن علي وكان المرات إحدى في زرته عندما وأذكروأنتظره الغرفة ريثما أغادر الخارج في الوقت بعض

, انتظاري عن لي يعتذر راح خدمته من الممرضة ,تنتهيالحق شخص ألي� يعطي الذي المرض مذلة عن ويحدثني

وينتهك جسدك يستبيح أن .حميميتك في: قال

ذراعي - بترت مذ المستشفى فيها أدخل مرة أول هذهمن أكثر . منذ . ما المرض مهانة أحب ال سنة أربعين

النظرات أواجه أن الحياة في تعودت أنني التي أنقذني .. ذلك مواصلة غير أفعل فلم أتغابى بأن عاهتي ي تعر�

.هناواصل :ثم

- . تعيش عندما اليتم من اكتسبته بعضما هو التغابيبتعليمك, الحياة تتكفل غيرك يتيما� عن مختلفة أشياء

, . أنك هو تدركه شيء أول ألن الدوني�ة تعل�مك الصغار من, أقل ضربات عنك يرد� أحد ال وأنه سواك من شأنا�

. أنتفي, الحياة ضربات بعدهم ومن القدر اآلخرين مهب, , بالتغابي نفسك عن تدافع أن وعليك كصفصافة وحدك

أطفال عليك يستقوي لم, عندما بأنك فتتظاهر آخرونأب.. وال عنهم يدافعون آباء لهم أن تدري وأنك تسمع

.لك .. واصل ثم الوقت بعض :صمت

- , � كريما أكان سواء دونيته من شيئا� اكتسب .. كل� � بخيال أو .. .. أو عازبا� مرتابا� أو الناس في واثقا� مسالما� أو عنيفا�

.عائلة رب , حسب منها يتداوى سابقة بدونية مريض هو يتيم كل�

.النفسية استعداداته . .. عارية دونية إنها األعضاء يتم اليتم درجات أعلى لكن

للفرجة , معروضة رأيت, ما ألنك منها شفاء ال والفضوليملكه ما إلى مباشرة نظرك وذهب إال وينقصك.. أحدا�

نفسك.. على لتكذب التغابي من يلزمك كم وهنا !أنت

كالمه اآلن أبي.. أستعيد بن لمعاوية قوال� متذكرا� هذا , وثلثيها " فطنة الحكمة ثلث إن ".تغافل سفيان

أجمع وأنا إال حكمته ثلثي أدرك أن لي كان ما أنه ذلك , وأقع موته كتاب أشياء من نسخة على حاجاته بين فجأة

, " نسخة" تداولها لفرط منهكة تبدو الحواس فوضى . , السعر أن ذلك اشتراها يكون أن األرجح من إهداء بدون

صفحتها الرصاصعلى بقلم بالفرنك.. مكتوب األولى , كل. تختصر كانت تلك الثالثة األرقام وفي الفرنسي

رجل , فجيعة إلى سيده كان كتاب قلب من حبيبته أحالتهالصفحة إهداء في حتى له مكان ال يدفع. غريب األولى

140 , بين خيانتها مطاردا� أخبارها ما يعرف كي فرنكا�.السطور

, كان ذاته بالتغابي يواجهني وكان أكون من إذن !يعرف

االكتشاف صاعقة علي� . , نزلت رحت مكاني وسم�رتنيمنه صفحات قراءة وأعيد الكتاب أتصفح دهشتي من

اتفق , كيفما أن يمكن عما باحثا� لتو�ي أكتشفه وكأننيعني تسقطه قد .يكون

محاولة في له , كيف لها كتابا� يشتري أال أخبارها لتقص�ي

افترقا أن بعد .صدركاألنظمة التي , وهي جرائمها, توثيق تحترف العربية

. تجعلني أال� لها كيف كتاب في ضحاياها واستنطاق " , ذاكرة في هو كان ما بقدر إليه بالنسبة مفضوحا�

يعرفعن", بواحدنا وإذ , الجسد � جاهال شيء كل اآلخربذلك اآلخر علم .فقط

, بترتيب كبير سر� فك� يحاول األسرار كمن فسيفساء , بالذات, موعد أي� في أفهم أن أحاول رحت الصغيرة

أكون من ., أدرك علي� ف يتعر� جعله بالذات تفصيل وأي� , تطلب وهي فرانسواز له أعطته الذي االسم لي أمن

معه؟ موعدا�أكان طوبال بن خالد أنني على نفسي أقد�م لم لو ترى

علي� ال سيتعرف التي اليسرى ذراعي عاهة من مثال�في كما ألنني سيعرفني كان أم بسهولة؟ تتحرك

... عندما أنني وألفترض قسنطينة؟ ومن مصو�ر الروايةله أقل لم المستشفى في , زرته اإلطالق على شيئا�

, الرجولة؟ وريبة المحب بحدس علي� سيتعرف أكانيكون, قد , ثم كل الكتاب ذلك من وعرف علي� ف تعر�

, في ليسمهما� وهذا بحياة عالقتي عن ..النهاية شيءوأساكن, بيته؟ في أقيم أنني علم على أكان لكن

التقيت وأنني هذا صديقته؟ إلى واصطحبتها بحياةيحتضر؟ كان لحظة ترقصلي كانت وأنها البيت؟

اختار � أيكون إمعانا فيها يموت ألن بالذات اللحظة تلكالتغابي؟ في منه

مصد�ق غير زلت , ما مصادفة موته توقيت في يكون أن . عندما شيء فال لصحته مباغت لتدهور سببا� أرى وال

, أو خطر في حياته بأن يشي بيوم ذلك قبل به التقيتما انتكاسة من يعاني .أنه

. بل وأعرفخبث اليوم كذلك ومرحا� ممازحا� أره لم إنني , بعض من الذي بالذات المرض قبل, ذلك إعطاؤك مكره

. , حولك من والكل بالتعافي إحساسا� بك يفتك أنذلك لك حاالتك , سيقولون أحسن في ستبدو فعال� .ألنك

. � أيضا أعرف عمي من أني غير أبي من هذا أن أعرف . يموت أن استطاع كيف وإال موته توقيت يختار اإلنسان

, تاريخ بالذات نوفمبر أول الجزائرية في الثورة اندالع

رجالها؟ أحد كان التي � أبحاثا المقال لهذا تأكيدا� , وجدت متشنيكوف بها قام

في نظرية العشرين القرن بداية في وضع عالم وهوخاليا إذا, وظائف إال يموت ال اإلنسان أن تثبت الجسم

, ليسسوى العضوي موته وأن ذلك حقا� استجابة أرادملح� نفسي .لمطلب

أودت الجزائرية الثورة تكون النظرية هذه صدقت وإذا, سنة أربعين القاتل مفعولها تأخر برصاصة عمي� بحياة

يومها زيان أقنع من أنا الرحمة وأكون رصاصة بإطالقاستحضاره حد الموت واشتهاء نفسه .على

تكن لم الفكرة , هذه كادت ما ولذا حزني من لتزيد إالا عم� سائال� بادرتها حتى البيت إلى تعود إذا فرانسواز

ال أم عندها بإقامتي زيان أخبرت .كانتمتعجبة :أجابت

ال - ..طبعا�:واصلت ثمبعدم - علي� إلحاحك بعد ذلك أنسى أن لي كان ما

.إخباره:تمتمت

-� !شكرا . اإلساءة أصعب ما إلهي يا الصعداء .للموتى وتنفست

, قائلة ألمري تتعجب وهي فرانسواز :واصلتلي - بأن� يعرف في. زي�ان يتدخل كان ما وهو عالقات

.. فلماذا. البدء منذ بيننا واضحا� كان األمر هذا أنت حياتيقلق؟

. , قلقي أسباب لها شرحت أنا لو الكالم سيطول كان كمهذه مثل في غريبة, لكن هي كم أكتشف كنت الحاالت

. برغم هذا عبثي�ا� بعدا� يأخذ معها الكالم وكم تأثرها عنيعلى انهارت أنها حتى الخبر عليها وقع عندما البالغ

مرددة باكية :األريكة-ce n'est pas possible...Oh mon Dieu..

وهي تسألني أن , قبل الهاتفية الرسائل إلى تستمعالمستشفى بنداءات أعرف لم أنني .كيف

وقد , أجبتها خارج المساء ذلك كنت أنني سؤالها فاجأني " , آه. أكثر فاجأني بما أجابت لكنها ربما.. البيت صحيح

مراد عند ى تتعش� يومها ".كنت

, من أستنتج وأنا للحظات صامتا� على بقيت أنها عبارتها , يوم كل يتهاتفان وأنهما معه دائم .اتصال

� مناسبا الظرف يكن صديق لم غدر في التفكير ألمعن . أن جميال� كان آخر صديق موت بتفاصيل انشغالي أثناء

, , التراب نواريهم موتى فثمة تنوعه للموت أن من أتأكدوحل في نطمرهم أحياء .مخازيهم وآخرون

. يغفر ال لكنه زوجة خيانة يتفهم أن بإمكانه رجال� كنتصديق , . خيانة أما عابرة نزوة تكون قد الزوجة فخيانة

سبق مع غدر� فهي الصديق .اإلصرار خيانة . وقد الجفاء جليد من مسافة بيننا الجملة تلك وضعت

رت فس� فرانسواز بفاجعة تكون ذلك بعد تجاهها برودتي , أحملها التي المقبرة حجم تعرف أن بدون زي�ان موت

.قلبي في , اقتراب في أفك�ر وأنا صدري إلى ها بضم� ليال� اكتفيت

فيها سيحتل� .. ليلة السرير لهذا عابرا� مكاني مراد.المقيم

***

. اليوم صباح باكرا� البيت غادرت أنم لم التالي ألنني , لمستجدات نظرا� مشاغلي من تأخر بعضما ألقضي

وشيكة, لعودة واستعدادا� الجزائر الظرف .إلى , مكتب زرت أنني فرانسواز أخبرت مساء� عدت عندما

الجزائرية بعد , الخطوط قسنطينة إلى رحلة ثمة وأن . في عليها االعتماد بإمكاني كان إن سألتها أيام ثالثة

. ثم األخرى باألمور أنا لي وتكف� اإلدارية اإلجراءاتالصمت من شيء بعد :واصلت

يكلف - الجثمان فرنك 32نقل .ألففرانسواز :سألتني

هذا - تملك المبلغ؟ هل .. وأجبتها أبتسم :وجدتني

كان.. - بما اللوحة تلك اشتريت !معي البتذمر :قالت

- .. الجمعيات إلى ذهب لوحاته ريع نصف للحماقة يانستطيع الخيرية ال إليه يعود الذي اآلخر والنصف

, . اآلن بعد شيء كل� موته فبحكم فيه محجوز التصرفالورثة حصر انتظار في ومجم�د .قانونيا�

سيجارة تشعل وهي :واصلت

. ليتك- . بيعت لوحة أغلى إنها اللوحة تلك اشتريت مابأسعار لوحاته تباع أن على زي�ان حتى أصر� معقولة

. ألنها لها غاليا� سعرا� وضع ربما الجميع متناول في تكون.إليه األحب

-. . � شيئا من�ي يطلب لم هو لها سعرا� وضع من أنا بلما فيها أضع أن تلك أردت مال من حوزتي في بقي

وأرتاح.. .الجائزةالصمت من شيء بعد :قالت

ترى - االحتفاظ أال ائما� أراد زيان يكون أن العجيب من , � تقريبا يساوي ثمنها وأن اللوحة نقل بهذه تكاليف

قسنطينة؟ إلى .جثمانه : بهذه جاءت أين من إلهي يا جسدي الفكرة. اقشعر�

, سرقت اللوحة تلك بشرائي كأنني بالذعر شعور انتابني , كأنني أو قبره . منه تفكيري ذهب قبري بها اشتريت

, الجسور من حياة تطي�ر واستعدت صوب كل� .في, وبدون أسأل وجدتني هواجسي لها أشرح أن

:فرانسوازعلى - يومين في ستعثر أننا لها؟ أتعتقدين مشتر�

لقراري عجب أو أسف عليها يبدو أن بدون :رد�تذلك - يكون . قد نرفع أن يكفي معروضة دامت ما ممكنا�

.. رواق كل بيعت أنها تدل التي اإلشارة قائمة عنها يملكأو الفنان هذا لوحات اقتناء يعنيهم الذين الزبائن بأهم

يت�صل. وهو الحاالت ذاك هذه مثل في .بهم

. أدري عدت ما ولذا يحزنني بها كاالحتفاظ بيعها أي� كان, , مالي من اشتريتها أنني خاصة صائبا� كان القرارين

, أحد ال وألن أحببتها العاطفية ألنني قيمتها يقد�ر .غيري : أستدين م�م�ن بها احتفظت حالة في السؤال وكان

, من نزاهة أكثر وهو ناصر أم زي�ان جثمان لنقل المبلغالمبلغ بهذا يفيضحسابه بعد , أن لي رغبة وال مراد أمن

, سيساعدنيسوى أظنه وال معه التعامل في اآلن.بالقليل

. على قادرة أظنها بحياة االتصال هو الوحيد الحل كانهذا لها. تأمين مال ال أن لوال بذلك سأسعد وكنت المبلغ

, لعمر إهانة األمر في وأن زوجها مال زيان سوى قضاه , أو البيض الياقات اللصوصذوي بمال التلوث رافضا�

ليست بدولة علم االستنجاد تأمين عن سوى مسؤولة

بالعشرات اغتيلوا مم�ن مبدعيها جثمان به يغط�ى وطني. على مساعدة طلب في أفك�ر فكيف اإلرهابيين أيديالسفارة؟ من

ع التور� رجل واطئة, كان أبواب من له هيأوا كم والترف�ع , والتنازل كبريائه انحناء منها مروره ذلك يستدعي عن

. انبطاح في اآلن أصبحت قامته أألن بالذات االعتدادمن, يمر� أ بإمكانه حي�ا؟ تابوت منه المرور أبى باب

. وجدتني التفكير من الكثير يتطلب األمر يكن � لم مؤتمنا , بما يليق بما إال أتصرف فلن الرجل هذا رفات على

. أخاله وال عنه نقل أعرفه ثمن تسولت أنا إن سيسعد , له سيضمن كان بما حي�ا تصد�ق وقد اآلخرين من جثمانه

� كريما .موتا� , على يسافر أن له أليسأكرم المتعالي الحزن رجل هو

إحدى حساب, نفقة على رفاته تنقل أن على لوحاته , قراصنة من وتصد�قا� كرما� أو المحسنين األوطان أحد

المنهوبة؟قائلة تفكيري فرانسواز :قطعت

اللوحة - تعرض أن تريد كنت �, إن فورا أخبر أن علي� للبيع . بسرعة األمرو تتم ال فأحيانا� للوقت كسبا� خاص�ة, كارول

, ال األعياد مواسم والناسفي السنة نهايات في أننافي إلنفاقه ماال� عندما يملكون المشتريات هذه مثل

� نسبيا غالية .تكونوأذهبصوب سيجارة أشعل وأنا :الشرفة أجبتها

..اطلبيها-

كله ليل من متعبا� استيقظت التالي الصباح في.. كوابيس � كثيرا تقلبت أو نومي أثناء تكلمت أكون قد

أريكة على للنوم فرانسواز اضطر ا .الصالون مم� , � محرجا لها واعتذرت خدها على قبلة .وضعت

بلطف :ردتCe n' est pas grave..

, ذلك إلى مضطربا� كنت لماذا سألتني .الحد ثمالقهوة ألعد المطبخ صوب أتجه وأنا :أجبتها

- � مزعجا حلما� .كانفرانسواز من مع وحواري اللوحة قصة تكون أن األرجح

في البارحة قضيت التي زي�ان تراكمت, وأشياء فرزها , أرى كنت الذي الحلم ذلك لتولد شعوري ال في جميعها

هممت ما نفسي قسنطينة فيه جسور من جسر باجتيازأفعل أال جانبيه الناسعلى بي وصاح .إال

الناس البائسة كان بيوتهم من أشياءهم بون يهر� , يدري ال بمن صارخين المرتفعات على أن المعل�قة

, والجميع ستنهار جميعها الجسور وأن� تنزلق األرضجسر أي� يدرون ال من مذعورون للهروب يسلكون

.قسنطينة

, آخر سببا� الحلم لهذا وجدت منطقي رجل يعود, ألننيونسيته الجزائر في كنت عندما قرأته الذي المقال لذلك

, عاد وأظنه الحين ذلك علىسطح منذ ليطفو اليوم.الشعور

, , وقال بالفرنسية الجريدة بتلك أمد�ني لي زميل وكانخو " يا عليكم إتهلكت العاصمة أبن بلهجة ممازحا�

. تقوموا نهار كاش راحت قاع قسمطينة رواحكم ت�لقاو�".تحت

األرض أن� بالفرنسية كبير بخط� يعلن كان المقال عنوان " , ماذا يسأل أصغر بعنوان مسبوقا� قسنطينة في تنزلق

الحكومة؟ "تنتظركان , المقال ظاهرة أن مؤكدا� معلوماته في مرعبا�

تتزايد المدينة لها تتعرض التي األرض متقدمة, انزالق , نسمة ألف مائة من أكثر وأن سنويا� سنتيمترات بعد�ة

داخل يعيشون األقل , على التي المساكن في الخطر , اتفق كيفما بنيت صوب كل من الوافدين أصحابها لفقر

, على التي األخطار من زاد مما الصخرية المنحدراتله يشفع لم الذي راشد سيدي جسر على تهدد وقوفه

27 � حجريا .قوسا� , بناه مذ الذي هو ليسأفضل القنطرة جسر مصير

. الرومان أعجب من اعتباره وبرغم بالمخاطر يلهوجاء, حتى قرون خمسة معطال� ظل� باي البناءات صالح

إشراف تحت لبنائه أوربا من عامل مائة له فجلب , يهدمه أن قبل ويعيدون مهندسإسباني الفرنسيون

� حاليا القائم الجسر بناء عشر التاسع القرن .في

غزا , ما مجده وبنى إال حاكم حكمها أو غاز� قسنطينةبنوها بمن معترف غير جسورها بناء مما! بإعادة قبله

, ما إلى كجسورهم معل�قة القسنطينيين آمال جعل

األمريكيون الخبراء واليابانيون سيقرره والكنديونأحسن حول سيتشاورون إنهم الجريدة تقول الذين

إلنقاذ تعيشمنذ طريقة كعش� 2500مدينة نة محص� سنة .. الحجر أبدعها معجزة األعالي في وأفسدها النسر

.البشر . ما يكفي كان لفرانسواز هذا كل� من شيئا� �أحك لم

من النهار ينتظرها .كوابيس , ذهبت للموت المزعجة التفاصيل روزنامة تقاسمنا

لتتابع , فرانسواز المرور ذلك في بما اإلدارية اإلجراءات , بينما زيان أشياء واستالم المستشفى أنا على ذهبت

, الخطوط ومراجعة مشاغلي من تأخر بعضما ألنهي.الجزائرية

� . عصرا بسعادة قالت منها هاتف :فاجأني - . . أن في نجحت اللوحة بيعت وجدتك أكون أن حسنا�

, تمر� أن بإمكانك ماكان ألنه نقدا� المبلغ لك أؤم�ن , وقت فليسأمامك المبلغ . الستالم لن اإلطالق على

األمر.. ستتولى كارول .تجدنيأو مكسبا� لي تزف� كانت إن �أدر �. لم صامتا بقيت .خسارة

:قالت - . ! يمكن كان محظوظون نحن نادم إنك لي تقل � ال أال

أيام عدة قبل بيعها في .ننجح . جدل في أدخل أن أشأ لم حسم شيء كل� كان

.االحتماالتالحديث مختصرا� :قلت

آت�.. - أنا .حسنا�ذلك بعد إلى انتابني طريقي في وأنا أحاسيسمتناقضة

مرة. آلخر اللوحة تلك سأرى أنني أدركت بدون, الرواق , , بعد مرة ألول حياة رأيت المكان ذلك في أنني أنسى أن

القطيعة من .عامين, كيف ثم األجمل الذكرى أيام ظرف في يجمع أن لمكان

ألما�؟ األكثر األخرىلظنك ة , مر� ما في إلدراكك ومرة حبيبا� فيه استعدت أنك

� وطنا فيه فقدت أنك .بعد

, لفرط في متنكرا� يأتيني كان الحب� إغفال في إمعاني . تستطيع, كيف أتوقعه ال حين مرة النسيان الحب قتل

. , شخصواحد, وبين ليسبينك وهو واحدة دفعة واحدةما كل وبين بينك به إنه عالقة .له

صورة المعرضوعليه ملصق قابلني الرواق باب عندزيان لوحات , إحدى مفتوح نصف عتيقا� بابا� تمثل التي

يعلن حداد وشاح اليسرى زاويته أعلى على وضع وقدأتأكد. موت أن أريد كأني لحظات أتأمله وقفت الرسام

الحدث صدق .من

. استقبلتني الذي زيان لموت متأثرة كانت بمودة كارول . إلى دعتني فرنسا إلى مجيئه منذ معب�رة�, عرفته مكتبها

. المعرضكعادته انتهاء عند هنا يكون لن ألنه ألمها عن, أمدتني وقالت اللوحة اشتريت يوم دفعته الذي :بالمبلغ

بامتالكها, - حتى تستمتع لم .لفترة آسفة:قلت

- , . تعو�دت أو عليها تعو�دت كنت ربما أفضل هذا يكون قدتغي�ر. هي أن دون صاحبها اللوحة هذه غي�رت علي�

أخرى, إلى ملكية من انتقلت أن , مكانها حت�ى دون منلذلك !تنتبه

, . وأنا شاكرا� تركتها اشتراها من أعرف أن أحاول لم , , بل اللوحة ثمن ال المبلغ بذلك أستعيد أنني في أفكر

كأنني التي الجائزة تلك ألمو�ل ثمن عليها حصلت . الموت ازدهر لقد آخر موت فاجعة للموت صورة بأفضل

وأثرى نفسه عندنا يمو�ل أن بإمكانه صار !حت�ى

المعرضأال في بجولة أقوم وأنا يفاجئني � لم أحدا أرى .. . � وقتا وال المعارض الرتياد وقتا� كان أظنه ال الزوار من

.للموت, , سنة نهاية من أسبوع بداية ذات الرابعة الساعة كانت

. والناسمشغولون أن تعم�د فهل أفراحهم بإعدادمن يتسلل� حتى عنه الحياة انشغال من يستفيد

قبضتها؟. . وحدي لي كان ألنه سعدت بل المعرض لخلو� أحزن لم

كل� أمتلك أنني , شعرت في الوقت لبعض اللوحات تلك . أن يرفضون األثرياء وحدهم جميعها أخسرها أن انتظار

القلب تتم بعيون للوحة امتالكهم .عملية , الشيء ألفعل هناك كنت ألنني سعيدا� الذي كنت الوحيد

, زيان المعرضمع هذا في أتجو�ل أن يحدث ولم .تمنيته

� حتما أنه مع, ذلك موعدا� يخلف أن يمكن فال سيحضروالعودة الصلب أزاميل من إلنزالها تتشوق إلى لوحات�

رسامها .كنف. . الوقت كل أخيرا� يملك وهو عنه مشغول الجميع

نتوق�ف أن , ويمكننا لوال لوحة كل أمام طويال� لنتحد�ث , أبرر بماذا أدري وال لي وقت ال الذي أنا له أنني

تغلق, أن قبل حين بعد أتركه أن وضرورة انشغاليالجزائرية .مكاتبها الخطوط

لتفعل " ذاهب أنت ماذا ويسألني الخطوط هذه سيلعن .. أثمة البلد ذلك السنة في رأس لقضاء يذهب مهبول

".هناك؟ . يستطيع لن عندما ثم به أجيبه ما أجد استبقائي ولن

," " ,� غدا الحديث سنواصل قائال� كعادته سيودعني أكثرمن شيء بعد وقت " مضيفا� لديك كان إن ".الصمت

زيارة استجداء عن الترفع في طريقته هذه .كانت. لكن وقت انتهى لقد صديقي يا الرحيل ساعة أزفت

. ما حتى �الوقت من يبق لم الكبرى تلك الزيارة يغطي. . عزيزي يا الوقت مات للمشافي المبرمجة الزيارات

الوقت " في اآلن ".المجمد أنت

ذلك؟ يعرف أكان , يرسم كأنه الحياة في زاهدا� األخير رسمه في كان

عنه تخل�ت أو عنها تخل�ى .أشياء , يعاملها ظل� ولكنه له عادت ما أشياء بمودة جثث

من, عليها يخاف كأنه خفيفة لوني�ة بضربات العشرةخافت, ما التي هي خنجرها فرشاته من .عليه

, الصامته خيانتها باألحرى أو األشياء فاجعة يرسم كانمن. أمام عددا� تشغل التي األبواب هذه ككل الفاجعة

.لوحاتهالزمن لو�نها عتيقة . أبواب أبواب نفتحها نعد لم مذ

. , أبواب بنا تتربص مواربة وأخرى وجوهنا في موصدةتنام , آمنة من وأخرى عتبتها على قيلولة ذات قطة

اد�عائها أثناء بنا تشي بيتين بين .سترنا قماشتفصل, , بطرقها تهم� يد� أو خط�ى وقع خلفها تنتظر أبواب

إليها نهرب ضيقة , وأخرى ونحتمي إلينا تفضي بها وإذ . إلى, تسل�منا مخلوعة وأخرى علينا العدوان ض فتحر� بها

, على. غدرا� نموت أو مرعوبين عجل على نغادرها قتلتنا

حذاء فردة مخل�فين , . عتباتها في الحذاء فردة أو�ليستللموت؟, رمزا� وحدتها

اللوحات هذه كل رأيت . عندما سألت مرة ألولأن يبدو التي المطو�لة الحوارات هذه سر� عن فرانسواز

مع أقامها " زيان في. رسام يدخل عندما قالت األبواب , يعني نفسه الموضوع سوى فترة فيها يرسم ال مرحلة

الموضوع بذلك ارتبط وجعا� أو حدثا� ثمة ".أنأظنها وال وراءها وجع أي� أسألها , لم ذلك تعرف كانت

لوحات حول مراد وبين بيني النقاش احتدم فيوميكن لم التي نساء األبواب أفخاذ سوى مراد فيها يرى

, , النبهارها بدت أخرى أحيانا� مواربة حينا� عة مشر� � صمتا الرأي تشاركه كأنها .بنظريته

.. في متمعنا� بينها أتنقل وحدي وأنا فقط تفاصيلها اآلنخالل, من الجواب فاجعة على وقعت أخالني الصغيرة

فرانسواز مع بعيد بمرضزيان , حديث أخبرتني يومأظنه " حتى دم�ره أخيه ابن اغتيال إن قالت عندما

. السببفي ليسسوى السرطان أصابه الذي السرطان .. يأتي أنه معروف للجسد المحتبسة بعد الدموع دائما�

"فاجعة

ابن موت تفاصيل عن زيان ألسأل الفرصة أتحين بقيتمن أخيه أكثر دم�رته الميتة تلك تفاصيل أن العتقادي

نفسه .الموتعن مرة نتحدث الجزائري� كنا لموت العجيبة التشكيلة

أسود بتهكم زيان قال :عندما - � ضروريا , أصبح فيه يختار العربي� للموت كاتولوغ اصدار

طريقة المعروضة الميتات قائمة في الواحدثقافة. تطوير في تفوقت أمة جهد من مستفيدا� موته

ميتة. تموت أن بدل تختار فقد � الموت مرشوشا كردي�ة , لكشرف يكون أن الكيماوية بالمبيدات كالحشرة

الذهبي بالمسدس أحد الموت أو نفسه الموت آللهالكالب. لتنهشك حيا� تسل�م أن بدل تفض�ل وقد أبنائه

في, حدث كما سجن� ساحة في بأحشائك وتدور الجائعة , قبرك بنفسك تحفر أن مغاربية فيه سجون وتتمدد

, في مستلق� وأنت اإلرهابيون فيذبحك إرادتك بملءالنهائي .المفض�ل وضعك

. عربية أنظمة ثمة واحدة دفعة تموت ال أن أيضا� إمكانكفي تسهيالت قلع, تقد�م من ابتداءا� إياه فتلقمك الموت

, � صحافيا كنت إن باألسيد األصابع وحرق ,األظافرمزاج حسب البطون وبقر العيون بسمل وانتهاء�

.سفاحكاالستخفاف بمرارة يتحدث وقلت . كان :جمعتشجاعتي

- .. ذلك؟, كيفحدث أخيك ابن باغتيال سمعت آسفوقد السؤال قال :باغته

سليم؟- الصمت من شيء بعد واصل :ثم

مرة - من أكثر بالرصاص .. مات كانت .آخرها . أضف لم طازج وجع على يدي وضعت أنني واضحا� كان

تركت, يواصل شيئا� أن أو يصمت أن حرية .لهتدفق حزنا� يطفح :وكإناء

الميتات - كل بين كانت من العمر هذا في عايشتها التي . أخي وهو أبيه موت حتى ألما� األكثر هي سليم ميتة

. وجد شاب� نفسي على الوقع هذا لها كان ما الوحيداألمن رجال قتل عندما يتيما� مظاهرات نفسه في أباه

أمه 88 إعالة بسرعة ليستطيع نهارا� ليال� يدرس فراححتى, العليا وأخويه المدرسة دخول استطاع لتفوقه إنه

. بالعلم مولعا� شابا� كان الكوادر الدولة , لتكوين فأرسلته , إدخال من يتمكن كي للدراسة أشهر ستة لمدة لفرنسا

المعلوماتية قسنطينة نظام في الجمارك أجهزة .إلىفي بدأوا قد اإلرهابيون كان وظيفة استلم قتل عندما , اغتيال إثر بالخطر استشعر وبعدما الدولة موظ�في

, إلحاحه بدأ له , زميلين فأعطوه أمني� بسكن بالمطالبة . � مرتاحا يكن لم الوحش جبل مشارف على منفيا� بيتا�

! .. أصبح, غابة بمحاذاة هاتف دون أمنيا� مسكنا� تصور إليهمن مبلغ توفير سليم هم , كل فقد الباب لتصفيح معاشه

, باستطاعته وكان صغيرة ثروة إليه بالنسبة المبلغ كانعلى لو بعمولة طالب أنه لو أضعافه على الحصول شاء

من بشرائها كل�ف التي المعدات لكنه. عشرات فرنسا. , الجزائر يحب وكان وقنوعا� مترفعا� بالوراثة نزيها� كان

زمن في كان ولذا اللصوصية وشرعة المؤدلج النهبالكدح لهاث في يتمكن كي مرتبه من مبلغا� يقتطع

القتلة, من يحميه بباب يظفر أن .اليوميظفر أنه اعتقد عندما جاؤوه كانت. لكنهم باألمان

الموت كتيبة حط�ت عندما ليال� عشرة الحادية الساعةالمصفح بابه ., خلف بقليل التجول منع بدء بعد تماما�

لنجدته اآلن بعد سيأتي أحد ال أن إلى ,مطمئنين , يدري أحد ال إذ السائدة البلبلة حالة من ومستفيدين

رجال كان إن الحاالت هذه يحاولون في الذين هم األمن , هم األرهابيون أو اإلرهابيون فيه تحص�ن بيت� دخول

ضحاياهم الذين ألحد بيتا� .يهاجمونأعزل الضحية فيه يقف للرعب أمريكي فيلم في كما

, خلف جاؤوا وحوشبشرية اآلخر الطرف من تحكمه بابلفتح المتطورة اآلليات وكل الموت األبواب بعدة

, بابه إلى مطمئنا� يفعل فال يفتح أن به صارخينح .المصف�

في الموت يكن . لم أربع. الموت هم كانوا صحبتهمإيقاع على يتحداه الباب خلف والموت ونصف ساعات

يفتح الفؤوس أن والمسبات بالشتائم المعاول وزمجرة .. .. يا" جيناك رخيص يا اد قو� يا الله.. حل� عدو يا ".كافر

رب يحميه عسى بالدعوات الباب خلف القلب فيردلم. وال األبواب صغيره عويل وال زوجته نحيب له يشفع

. البوليس سمع ال الجيران من لنجدته أحد سمع جاء واليفتحون كانوا التي لآلالت المدو�ية األصوات برغم الله

. أن وبعد الباب , بها يستعد بدأ مرة من أكثر سليم مات . الموت وازداد الوقت تقدم فكلما األخير � لموته اقترابا

به, بالتنكيل وعيدهم وازداد عصبية القتلة ازداد .منهفيه ما كل الذي . هو شيء كل الخائفمن يرتجف كان

, ليفتح الضعف شجاعة تأتيه أين من شيء كل� وعلى, الباب ليعرف خوف لحظة الحكمة تأتيه أين من ويرتاح؟

أن قبل ينقذ ماذا يتصرف؟ أن عليه الموت كيف يفتحالباب؟ عليه

ذراعيه بين الثالث السنوات ذا ابنه يحمل أن استطاع ما , ابنه. كان بينما كرسي� على فجلسمنهارا� المرتجفتن

, امرأته يوصي كان برجله بشيء متمسكا� مرة كلأن. منها تطلب وأن عنه أمه تقب�ل أن مرة� يتذكره

له تدعو وأن وأن. تسامحه علي� تسل�م أن ومرة بالرحمة . له لزميل تعتذر أن ومرة بابنه اآلن بعد استدان توصيني

" " , دية على حصلت هي إن سداده منها طالبا� ماال� منهالجمارك .منة وهنا مر� ألول يدمع زيان :رأيت

كذاك.. - فيظرف امرأته يوصي حاجته على رجال� تصور , الجثث من مدخول لهم سادة بينما موته بعد دينه برد�

والناس وطنا� .يموتون ينهبونسليم؟ - ق�تل وكيفخلع - في الموت نجح فجرا� والنصف الثالثة الباب, على

. يقتلوه ال حتى لهم يتضرع راح ركبتيه على منهارا� كان . سحبوه صغيره عليه أمام وأطلقوا البيت من خارج وابال�

ذلك, أمام أهين الذي الموت لصبر مرضاة الرصاصونصف ساعات ألربع المحكم .الباب

. األيام في معركتنا أصبحت مخرما� جسده الالحقة كانبدمائه تشب�ث الذي اإلسمنت .مع

شيفرة , مفتاح كان إن اآلن يوجد أتساءل اللوحات هذهليرد� باب تصفيح في مد�خراته كل وضع رجل قصة في

, به وإذ الموت تمديد عنه البابسوى بذلك يشتر لم . وراء أن يوحي أن فقط يريد زيان يكن ألم موته لعذاب

مترب�ص موت باب .كل , لدي� كان وال األلم من لمزيد متسع القلب في كان ما

. الوقت ذهبت حدة على لوحة كل مع حوارا� ألفتح . موعد إلى أذهب أنني شعرت هي نحوها مع مباشرة

. أذهب كنت عندما كما غيري من متزوجة أصبحت امرأة . تنتمي فهل حياة مواعيد إلى إلى أيضا� اللوحات

.. أم يمتلكها من ملك هي هل واإلصبع؟ الخاتم مؤسسةملك يراها؟ المال من يملك من أم يحبها؟ من

, من وحده ألنه خسرها لمن كانت لو وماذا فيشتريها؟!يشتهيها

أن بإمكاني الخسارة؟ هذه تفادي مقدوري في أكان . إال أنا فما فقط , أؤجلها أمتلكه شيء كل حياة في يد

, , إلى يملكه وجميعنا أخرى إليه وتليني يد إليه تسبقني.حين

, القاضي يستشير كما األشياء نستشير أن كان األفضل , ن مع األطفال الطالق , عند مع يذهبوا أن يريدون

أبيهم؟ مع أم أمهم؟ , يكون أال األشياء حق في تجن� مالكها؟ أي� اختيار حق لها

استفتاء بدل أننا لو ستحل كانت المشاكل من كم.. , البشر عليه ويقتتلون حوله يختلفون ما .استفتينا

, لها أعتذر كأنني أتأملها أن وقفت استطعت ما ألنني , بأن اغراءها أحاول إليها النظر بطول كأنني بها أحتفظ

بي زفافها" , " تلحق ليلة عروس تهرب كما خطيفةتحب بمن .وتلتحق

, صار لغيري أصبحت وقد , اآلن فقد األجمل الدور لي , منذ الجالسة كقسنطينة عشيقا� لها أكون أن 25أصلح

في , قرنا� علو� من وتمد� طشعرها تمش� التاريخ حضن . عشيق يلزمها كان النجوم مع حديثا� , عرشها بها ل يتغز�

, , يغطيها يدل�لها الوديان في المتدليتين قدميها ويحن�يبالقبل .. ليال� مساء كل� يعود ساديا� زوجا� ال تنام كي

ويشبعها معها فيتشاجر سيء � بمزاج !ضرباهذه " قسنطينة قدر على متحسرا� الحق عبد يقل ألم

أن من فتنة أكثر , أنثى أسطورة وأكثر ألحد امرأة تكون . أوثقوها فكيف العشوائية األجنة هذه بكل� تحبل أن من

.. لحظة انزالقا� تتململ أن عليها وأنكروا الجبال هذه إلى".اغتصاب

أنا , كن�ا , . قسنطينة كنساء كانت صامتة مناظرة في وهي . من وكانت قدرها تحسم أن من جبنا� من أكثر النوع ذلك

, المخترقة, النظرة تلك إليك ينظر الذي اللوحاتبدورك أمامها , فتتحول , لي بدت ما لحظة في لوحة إلى

. , حتى جسرا� مسخت الذي أنا بل جسرا� عادت ما كأنها " " وسم�ى غليونا� رسم حين ماغريت بـ ذكرتني إنها

" � ليسغليونا هذا ".لوحتهالذي أكان الشيء هذا أن ليدرك آخر عمر زيان يلزم

, كان ما سنة ثالثين من أكثر منذ امرأة رسمه وال جسرا� " . على ليسمكانا� الوطن أن ذلك وطنا� وال مدينة وال

إنه الذهن األرض في ".فكرة , , ونموت نحارب أرض أجل من ال فكرة أجل من إذن

أعضاءنا . ونفقد الوطن هل وممتلكاتنا أقرباءنا ونفقدفوقه؟ لك يحدث ما أم تراب؟

ونشرد من أنسجن ونهان المنافي في ونموت ونغتالفكرة؟ أجل

تموت ال التي الفكرة تلك أجل نبيع ومن بموتنا حتى, , لرفاتنا شحن� تذكرة نؤمن كي حوزتنا في ما أغلى

ذلك إلى نعود تلك حتى لوال ليوجد كان ما الذي الوطنالمخادعة !الفكرة

جعل : ماالذي أفكر دون كنت األهم هي اللوحة هذه": مرة ذات قوله في إال جوابا� أجد لم زيان؟ لدى غيرها

, نحن نرسمها لوحة كل نفسه بالشيء لوحاتنا نرسم ال ." رسم عن توقفت زمان منذ فينا أو بعضو بيدي األشياء

أرسك. أن علمتني الوجداني التشرد جغرافية بقلبيالمعرض. هذا . بخطاي أنت الداخلي ترحالي خريطة هو

. يقول كان بيكاسو نعلي آثار إال اللوحات على ترى "ال, � تاركا الصالة إلى المسلم يذهب كما المرسم إلى أذهب

." أدخل ال أنا الباب عند . حذائي حذائي بأتربة إال اللوحة .. أرسم التشرد غبار من بنعلي علق ما ".بكل

إذن, , , كانت كل ومن بقلبه زيان رسمها التي اللوحةإلى ويخلد كجسر عليها يتمدد أن قصد .النوم قلبه

. عاشفي رجل والجسر العجوز قصة وانتهت بدأت بها . الريح له الجسور المخلوعة مهب األبواب هذه وكل كلها

في الريح بها وتعبث غيابه في الجدران تؤثث التي " : كل, تطرق ال عندها توقف لمن تقول لكأنها المساء

.. الرسام عاد ما الطرق ".هنا هذا

. كلما تصورته وأبوابا� جسورا� يعكسأسئلته كان الذي هولوحة أمام لها توقف سؤال على العابثة بجديته :يجيب

الرسم؟ - عن توقفت لماذاأن .. " - تتذكر ألنسى أن يعني "ترسمالمائية؟ - األلوان عن تخليت لماذااأللوان - .. ألن أن أخطائك بتصحيح لك تسمح الزيتية

الخطأ في بحقك تعترف أن أي .ترسمسيد - البياض؟.. يا هذا بكل ملفوفا� أنت لماذا السواد - . يوم األلوان األبيضخدعة ماري ألن من طلبوا

, تغي�ر أن المقصلة إلى يقودونها وهم أنطوانيتاألسود � .. فستانها بياضا األكثر ثوبها وارتدت .خلعته

عجل؟ - على أنت لماذابالد - في آخر أمشي وطن يتحس�ستراب .ونعليأنت؟ - حزين ولماذاتلك - كل� ارتكبت ألني نفسي نادم حق� في .البطوالتجدار - على المعلقة لوحاتك نحن أجلك من نستطيع ماذا

اليتم؟

- .. الموت! أتوهم حتى الكذب أعمدة إلى اسندوني متعب� !واقفا

***

, فاخرة , خمر� بزجاجة محمال� البيت إلى عدت مساء�ملفوفة عطر الجميلة وبقارورة الشرائط من بكثير

لفرانسواز .هدية . شيء كل� السنة نهاية أعياد في . كنا بذلك يذكرك كان

, , األلم في منك إمعانا� الفرح ثقافة تملك ال الذي وأنتأن تبضع عليك في التذكرة تلك ثمن من بقي ما تنفق.مبهج

تفتح وهي بحمولتي فرانسواز . فوجئت الباب ليالتذاكر أحضرت كنت إن .سألتني

:طمأنتها - : العطر. هذا واصلت ثم .لك نعم

تقبلني وهي :قالت - , األحزان؟. هذه خضم في هدية في فك�رت كيف شكرا�شيء - كل� على ألشكرك اليوم إال .ليسأمامي

المآسي من إجازة آخذ أن لليلة� رت يقتضيه قر� بما . اإلدراك على إحساسعصي� الحزن ف تطر� الموقفمن

. في رغبة دائما� أو ينتابني خالصة أعيشتعاسة أن . إلى باللحظة أدفع أن الحالتين في أحب� مطلقة سعادة

الجنون , أقصاها بهارات من بكثير حزني أطهو أن , مائدة أجلسإلى أن أحب السخرية الخسارات وتوابل

, , أن فاخرا� نبيذا� أحتسي أن احتفاء من بها يليق ما بكلموسيقى إلى وقت, أستمع لي يكن لم الذي أنا جميلة

األخبار نشرات عدا إلىشيء .ألستمعتلك , وحدها أن, بإمكانه المستتر التهكم ذلك السخرية

, الربح والحياة الموت بين التضاد وهم .والخسارة ينزع

, بوفاة ألخبره ناصر طلبت كأسي أجلسإلى أن قبلأج�لت, وكنت , زيان أجدني ال حتى اليوم إلى به االتصال

, أمره انتهى الذي مراد مع الحديث إلى ا� بالنسبة مضطر�علي�, فتفسد حياة إلى الخبر ناصر ينقل ال وحتى لي

. موت أصبح فقد حزني وحدي قدسية قضيتي .زيانالخبر هول من ناصر :صاح

- .. يا راجعون إليه وإن�ا لله كنت إن�ا مشمعقول خويا

.. .. بنت الدنيا بأسعليه ال يبان كان الجمعة هاذ غير معاه.. الكلب الرجال سيد كان الرخيص وتخل�ي الغالي .تد�ي

إلى غدا� سينقل الجثمان أن وأننا أخبرته قسنطينةيريد , كان إن مساءا� السادسة عند المطار في سنكون

الفاتحة يقرأ روحه أن .على . الذي مراد لغياب فا� متأس� وبدا طبعا� سيأتي إنه قال

يومين قبل . سافر زف�ه خبر أجمل هذا كان ألمانيا إلى . قلت. السفارة من أحد سيحضر كان إن سألني ال " لي

" ."� غدا إذن موعدنا قال ".أعتقد

إلى بيتزا طلبت ذلك أثناء فرانسواز البيت. كانت" , من صحنا� وأقلي سلطة أعد� المطبخ فقصدت

يومين" قبل اشتريتها التي " . النقانق حالل " ارة جز� منيحتسي وهو حتى الجزائري يصر� الغريبة فلتناقضاته

� أال � الحالل نبيذا اللحم إال معه !يتناولعلى الصحن أضع تراني وهي فرانسواز :الطاولة قالت

- . .. أن أتدري دسمة مواد من الصحن هذا في كم إلهي ياعدوك القلي�ة األول؟ زيت

, أضع. وأين العداوات سلم أرتب أن لي كيف ابتسمت , إذا إذن اآلخرين ! أعدائي األول عدوي هو الدسم كان

, , السجائر وغدر الزبدة ومكيدة الزيت عداوة هي ,وأين , , األصدقاء غدر من الملح ودسائس السك�ر ومؤامرة

ونفاق األقرباء وظلم الزمالء ورعب وحسد الرفاقالعداوات هذه كل أليسكثيرا� الوطن؟ ومذلة اإلرهابيين

!واحد علىشخص كي غرفته باب أغلق أن مني طلب يوم زيان تذكرت

. سألته سيجارة � يشعل :متعجباالمستشفى؟ - في ممنوعا� التدخين أو�ليس

� مبتسما :رد� -� . .. طبعا أمل قال كما لكن جريمة ارتكاب يعادل بل

": ل�ق خ� األخير سريره على وهو لطبيبه القانون دنقلتعيشوتموت". أن رجل يا تستطيع ال أنت ثم ليخترق

تكون, أن وال من مطيعا� والستين السابعة في جبانا�وتخافسيجارة.. !عمرك

المخبأة منفضته يومها الطاولة تأملت جارور في . سجائر بأعقاب مألى كانت سريره من القريبة الصغيرة

تكون , تكاد لم, كأنه عجل على أخمدت كحرائق كاملة

ن�ف�سواحد سوى منها .يسحب

يبدد . كان ما, إشعالها لمتعة السجائر يتلف كما الحياةثقاب ألعواد وجود من المنفضة في بيد . كان رجال� إن

, تفارقه ال ألذا كبريت علبة يستعمل أن يمكن ال واحدةإضرام في النار؟ الرغبة

� متهكما :قال - . األشخاص وحدهم بالصحة مضرة األشياء أن تصدق ال

بك. تلحق مما أكثر األذى من بك يلحقون وقد ون مضر�الصحة, وزارة تصر� التي من األشياء تحذيرك على

, أستعيض. أن تعل�مت العمر بي تقد�م كل�ما ولذا تعاطيهاالناس بالموسيقى, عن نفسي أحيط أن باألشياء

, ال األقل على فهي الجيد والنبيذ واللوحات تكيد والكتب . . واألهم, معك تعاملها في واضحة إنها بك تغدر وال لك

تنافقك ال أنها هذا تكون من أن يعنيها وال تهينك وال � جنراال أو .زب�اال� � ساخرا :واصل

منذ - بعدما قرأت ذراعه فقد فرنسا في زباال� أن مد�ة , بينما مكبسالشاحنة أسنان في ازه قف� يحاول علق كان

. أن فكرت جوفها في بعيدا� بيده الضخمة النفايات دفعفقد الذي الرجل " هذا القذرة " الحياة معركة في ذراعه

, له تكون لن نظيفة لقمة على للحصول ينازلها وهواإلستيالء أجل من معركة في ذراعه فقد ضابط وجاهة

. ما تساوي فاألعضاء الوطن . على أصحابها يساويهالمكسيك حكم الذي سانتانا دي لوبيز أنطونيو الجنرال

� , حكما مهيبة رسمية جنازة أقام ات مر� ثالث دكتاتوريا�يسمى ما في فقدها التي اليمنى . لساقه الفطائر حرب

. نحن خمسنجوم فرق الجنرال وساق الزبال ذراع فبينفي متساوين . لسنا ج�ل فالر� األشياء أمام سوى اإلعاقة

.. لم وحدها الجنرال ذلك تحمل كانت التي تكن الخشبيةنجومه !ترى

. , يذهلني ما هي الرجل ذلك حكمة كانت فن�ه من أكثرأن . ذلك مناسبة كل في يأتي كان يفارقني لم صوته

. اليوم وسعادتي جملة في في ملتبساإلضاءات تكمن , يوم حواراتنا جلسات عليها لت سج� التي األشرطة تلك

ذاك, في ممدد وهو أكسير كان إلى مربوطا� السرير

العمر, مع فيها سكن قناعات عن يحدثني .الذاكرةمات , رجل . اللغة غيوم بين ذاك صوته صوته لي وترك

, , بك يدر� أوهام ككاسحة يتقد�م الصمت فن� وصحو علىوألغامها الفت�اكة الحياة خدع .إزالة

مزاجي تناسب أغنية عن أبحث كمكع�بات , وقفت أغنية . . استأذنت, عربية أريدها كنت تنقصكأسي كانت الثلج

في الحاالت, فرانسواز هذه في الحزن أن ذلك سماعهاعربي�ا إال يكون ال .كالطرب

عن لها. سألتني أشرح أن في رغبة لي كانت ما كلماتهابمجاملة, قلت لكنني :األغنية

.. إنها- أحب�ها قاسية المرأة المغني فيها ه يتوج� أغنيةعنه .وتخل�ت

لها أترجم , كيف وتذبحك بكاء مؤامرة لك تحيك أغنية , . أية لغة أية وإيابا� ذهابا� الكمنجة ا, فيها كم� تحمل كلمات

بها لتقول الشجن من :كافيا� " - .. انخل�ي وعليك ظالمة يا يتامى آآآه عرشي ".أوالد

التي المرأة بهذه حياة تشابه في عجب ال أن شعرتمن. يبكيها كان أي�ا� العالم في أغنية كل لكأن الفرقاني

يشكو, وال يبكي ال هو األول. يغنيها المتهم هي سواها , , الجاني قصة كل في دوما� الخائن الحب� أغاني كل في

كل , في الجرائم كل� إلباسها وبإمكانك عاطفي� فيلمالتاريخ عبر .العشقية

:فرانسواز سألتنيهكذا؟ - حزينة العربية األغاني أكل�

تهمة ينفي كمن :أجبتها - ..� ليسدائما .ال

تجاملني كأنها :ردتالعرب - رومنطيقية سر الحزن هذا يكون وتمتعهم قد

العاطفي السخاء .بذلك � متهكما :قلت

سببه - عزيزتي يا العاطفي , سخاؤنا الأكثر حزننا ال يتمنا , , . تخل�ى مذ يتيمة أمة كثرتنا على نحن اليتامى من سخاء�

... يشفى ال زي�ان يقول كما اليتيم هكذا ونحن عن�ا التاريخإحساسه من من- أبدا� شيء بعد واصلت بالدونية

رقم- " " شانيل إياه أهديتك الذي العطر دليل" 5الصمت , . لم واشتهرت شانيل كوكو نجحت عندما حتى ذلك على

.. على وأطلقت يتمها عقدة األول تشفمن عطرها

. فيها ترب�ت التي األيتام دار في تحمله كانت الذي الرقمبساطة أي� الحظي دون المربعة خطوطها في القارورة

. عار� اليتم أن ذلك طالء أو فخامة أو إلى نقوش وشفاف . . . معجزة إن رقما� بل اسما� يحمل ال أنه حتى الحد ذلك

ليستفي , شانيل جعلها في بل شذي�ا عطرا� ابتكارها � اسما الرقم ومن عطرا� اليتم .من

مندهشة قالت :فرانسوازهذا.. - أعرف أكن لم .عجيبالكثيرون - يعرفه ال أمر حتى . هذا تعرفه تكن لم وربما

, إنها حتى بغيره تتعط�ر ال كانت التي مونرو مارلين" " عندما بضع " أجابت للنوم؟ ترتدين ماذا مرة سئلت

رقم شانيل من كالمها". 5قطرات من لم وفهم أنها � شيئا ترتدي .تكن

المعلومات؟ - هذه لك أين من إلهي يا� قلت :مازحا

-: . أخرى بنبرة واصلت ثم اليتم ثقافة عزيزتي يا هذهمارلين عن في أحدثك اليوم تذكرتها ألنني مونرو

, تملك. كانت باليتم إحساسها لفرط أنها يحكى المعرض , بين من يتيما� تميز أن مكان أي دخولها عند القدرة

. هذا فاجأني قد شخصا� وأنا أربعين اليوم اإلحساس , أن للمعرضبدون زائر أي بإمكان كان الرواق أدخل

هذه كل, يمتلك بين اللوحة تلك ي�ت�م يكتشف أن الحاسة.اللوحات

الذي اإلحساس ذلك ناظر مرعب أي قلب في تخل�فه . كل�. على اللوحات ي�ت�م ألصدق اليوم قبل كنت ما ..إليها

ذلك ليلحظوا المعرضزوار في .ماكانفرانسواز :قالت

- , الناسمشغولون تقلق لم.. ال والكثيرون باألعيادبعد زيان بموت .يسمعوا

بتذمر ثم :واصلتبـ.. - اللوحة تلك باع قد الرواق أن أتدري 50بالمناسبة

كسب فرنك؟ من 20ألف فرنك أن ألف حتى دون . كارول تتصل أن يكفي كان مسمارها من اللوحة تتحرك

زبائنها بأحد ليتضاعف , هاتفيا� مات الرسام أن وتخبره.السعربغضب :قلت

الفنون - سماسرة , . مكر ليصنعوا الرسام موت ينتظرون

, أن وال التعي�شمنه صاحبه يستطع لم فن� من ثروتهم � كريما موتا� به . يضمن

بفضول :سألتهاوبهذا - السرعة بهذه اشتراها الثمن؟ من

المهجر أثرياء أحد المشتري يكون أن أتوقع كنت , وقد الذين بالمال الجزائريين حساباتهم انتفخت

إلى, بالتسابق تبييضسمعتهم على درجوا المنهوبما كل , شراء أرى فال الجزائريين المبدعين لكبار يعرض

فرنك ألف خمسين يدفع أن بإمكانه أحدهم لشراء غير , يقول هؤالء أحد سمعت وقد بالهاتف تعرضعليه لوحة

ولعه مجلسمبررا� في كسب " مرة إن بالفن المفاجئ ." , اختلسمن بما أثبت ثقافة وإنفاقه موهبة المال

أنه يقتني" " أموال بما يثبت أن إال عليه يبق لم موهوبمثقف !أنه

كل فاجأت فرانسواز أن تقول غير وهي :توقعاتي - " يملك " السوداء األرجل ذوي من ثري فرنسي إنه

نادرة لوحات لوحات من مجموعة Les " منهاorientalistes ," . � مؤخرا اشترى راسيم لمحمد وأخرى

.. . بأطالن سمعت حتما� للبيع عرضت ألطالن لوحاتوجوه أحد يعتبر قسنطيني يهودي الفن رسام

.. بقسنطينة, بولعه إشتهر الستينات في مات التجريديبسبب مرة من أكثر للحركات وبسجنه مساندته

.التحرريةواصلت عندما الدهشة وقع تحت أزال ال :كنت

أكثر - لوحات يشتري أن يريد كان أنه كارول أخبرتنيالرواق, حق من يكن لم ولكن , لزيان اآلن بعد شيء بيع

, زيان وفاة قبل بيعت ألنها طبعا� أنت لوحتك .عداما أمام جواري ثم وجلست قامت حزن من علي� بدا:تواسيني

- , الفن يحب رجل إنه هكذا تحزن هوسه ال عنه ومعروفبقسنطينة عالقة له ما .بكل

قسنطينة إلى مرة ألول عاد عندما أشياء زيان له أحضر , . أنهما أو طفولته صديق كان أظنه هناك من صغيرة

� شيئا أو معا� القبيل درسا هذا .منصوتي ضاع وقد :سألتها

سيبيعها كان زيان أن له؟ أتعتقدين:قالت

- , بيعها الحاالت جميع يرفضفي كان فزيان ذلك أظن الكان باعها . ألي� لما فيك وثقته بالموت إحساسه ولوال

. لنفسه بها االحتفاظ يود كان أظنه لك ما , حتى لكنه . اإلرهابيون اغتاله أخيه ابن إياها ليورثه أحدا� وجد

منذ شنيعة قبل. بطريقة اختفى اآلخر أخيه وابن سنتين. , أما مات أو باإلرهابيين التحق أنه ويعتقد أخوه سنوات

أحداث في سنوات عشر منذ اغتيل فقد .88الوحيدال أن من فنان على أصعب � ال أحدا عمره آخر في يجد

.. أعماله على ويأتمنه إليه .يطمئنالحسرة بتهكم :قلت

- " على " أطلقت السوداء األرجل تسمية أن تدرينأرسلوا الذين الفرنسيين في المعمرين لالستيطان

التاسع القرن أوساط الكولونيالي الغزو بعد الجزائركانوا, إذ أثناء عشر سميكة سوداء أحذية ينتعلون

. الثري هذا حتما� األراضي و المزارع على ما إشرافهم . أن توقع وال جد� عن أبا� التاريخ انتعال يواصل أن توقع

فيه يبقى ال يوم .. يأتي بعد سواه قريب من اللوحة لهذه . انتظار عليه كان العبثية الحروب في أهلها انقرض أن

البعضفيحظى بعضهم على اإلجهاز من ينتهوا أنكامل .بميراث

كالمي تفهم لم :قالت. لعلها - . , أن عليك غير ال وقت قضية األمر الفن سوق في

, من وبشيء فقط , تنتظر أنت, مال من يلزم وبما الصبر . أن يكفي تريدها لوحة أية على النهاية في تحصل

من. تقتنص وتستفيد حظ ضربة تصادفك أحيانا� الفرصة , انشغال أثناء المرة هذه كما غفلة الناس لحظة

الرسام موت خبر ينتشر أن وقبل .بأعيادهممن شيئا� أسكب وأنا :الخمر قلت

الغفلة.. - لحظات نتاج إال التاريخ ما !حتما�الله عبد أبا كنت تسليم , ما على مرغما� وجدتني وال

, قابلة غير خسارات إنها البكاء؟ فلم غرناطة مفاتيحبنفسي, اخترتها دمت ما .للشماتة

على ساعتين أو لساعة حياة تزورني كانت عجل, عندما ": , أن يعنيني ال مرة لها قلت بيتها إلى مذعورة تعود ثم

. أرفض بالتقسيط تذهبين أمتلكك لساعات أربحك أن . , لست أنا تثريني ال الصغيرة األرباح تلك لغيري بعدها

ال . بق� أريد, بتفوق يخسرك أن يفض�ل عاشق أنا الحي�كخسارة مدمرا� ربحا� ".معك

أكن , لم كتلك خساراتها تتوالد فادحة أرباحا� أن أدريأشتري وأنا ربحتها مذ التي خساراتي الجائزة .بها

, , عينه المكان هذا في الذي زيان إلى الموقف أعادنيخرائبه بين , رقص مشو�ه إغريقي كبطل الوحيدة بذراعه

لوحاته أكثر عن فيها تخل�ى التي الليلة تلك فيأخاه ليدفن وذهب .لفرانسواز

العبثي المشهد هذا في معه أتماهى أال تمنيت كم . القدر, أكان جائزة ألستلم فرنسا جئت الذي أنا األخير

, اليد ألكون فقط بي جاء وتستلم قد لوحة تسل�م التيجثمانا�؟

نخبه أشرب وجلست زوربا موسيقى .وضعتخالد عم يا .مساء�

ال الذي الجميل الخراب هذا من جزءا� أصبحت وقد اآلن � شيئا , يشبه يا � الرقصكثيرا إلى ستحتاج عرفت مما

سكينة. تفسد بأن معني� فارقصغير .الموتى صديقي . من عزالء منطقة تعيشفي أنت الوقت تأخر تقل ال

النظر. من جدوى ال , الزمن لتدل�ك هنا ليست ساعتك إلى , بيننا الوقت رفات لتضع بل الوقت .على

كل اآلن , انتهى ما. الوقت ذلك كل أصبح عندما شيء , , يعد لم بوضوح األشياء ترى بالزمن معنيا� بإمكانك عدت

, . ذاهبصوب األلوان غياب منطقة دخلت ترسمها أن.التراب

كنت ( تراب ( . , بإمكانك وطنك؟ وطنك أسميته إليه تتوق , تستعد أن دون حسابك على إليه تذهب قبل أن كعادتك

, الديدان. ضيافة ففي أناقتك من جدوى ال موعدصديقي يا األجساد ,, تتساوى لعطبك يتنب�ه من يوجد ولن

اآلخرين عن أخفيتها يت تعر� كل�ما التي .لذراعك, تراب نساء من تهزأ وليمتها أصبحت وديدان بك يحتفي

. ترفض كنت إمتاعهن عن وترفعت عاهرة أحببنك إغراء , شيخوختك جسد تهدي اليوم وجئت الحياة إسمها

.للحشراتاألحمق , , أيها الفسق في لغيرك ينسب ما كل اآلن بعد

. أنت غيرك عليها يحاسب خطيئة كل فاعله أنت . امرأة. كل قائلها أنت رجل يلفظها حكمة كل مقترفها

إلى, تسل�ل من أنت .مخدعها تحبل , أي من حكمة أكثر أنت خلفك شيء كل أصبح وقد اآلن

, فقم مضى .وارقص وقت .. ,� معا وستخوننا معي خانتك أحببتها امرأة ألن� .ارقص

كان بيتا� لسواك ألن� صار قد .لكتتوقعها لم أيد� إلى ذهبت رسمتها لوحات .ألن�

� جسورا , ألن� تخلى عشقته ووطنا� لك تنكرت دتها مج�.عنك

, ستعيش احتقرتها سخيفة أشياء .بعدك ألن�اآلن بعد منك قريبا� سيكون ان حس� .ألن�

رب�يتهم الذين أوالده الكراهية ألن� خندق في سقطواجنازتك في يكونوا .ولن

أشاحت عشقتها التي قسنطينة كانت ألن� كما عنكالجثث رؤية عن تزور� اإلغريقية ..اآللهة

نحو فرانسواز . نهضت السفرة صحون حاملة المطبخزوربا موسيقى من بعضالشيء أرفع وأنا :ناديتها

- , .. قريب فعم�ا للجلوسجواري تعالي كاترين أرجوكشاهقة مطب�ات .سنواجه

:محتجة قالتكاترين - لست .ولنني

مازحة بنبرة :أجبتهاتقرئي.. - لم أنت . صحيح �ألدركت قرأتها لو الرواية تلك

خالد لست أيضا� أنا .أننيعادت بعدما :للجلوسجواري قالت

أليسكذلك؟ - ثمل أنتالحقيقة؟ - لك قلت ألنني هذا؟ يا تعتقدين الحقيقة

. الطوارق أن أتدرين السكارى هذيان من تؤخذ عزيزتيأسماءهم خالد, يختارون أصبحت أنا وكذلك بالقرعة.مصادفة�

المستخف� اندهاشها أمام :بكالمي واصلت - , نحن فشلنا األقالم الرؤوسوحصاد قطف موسم في

على العثور في نختفي الصحافيين مستعارة أسماء . ما حسب الجديد اسمه اختار كل� اإلرهابيين من خلفها

من رواية. صادفه في بطل اسم انتحلت أنا أسماء.أحببتها

الصمت من شيء بعد :واصلت

. إن- , , زيان إنما أنا ليس طوبال بن خالد الحقيقة شئت . كان الواقع في أخرى قصة تلك في ولكن اسمه هذا

. , ففي الحياة فس اسمي هذا أصبح بينما الرواية تلكنحتاج أيضا� , الرواية ولذا لنا ليست أسماء استعارة إلى

نعود ال ما كثيرا� االثنين بين انتقالنا . أثناء نكون من ندريالحياة كرنفال في األقنعة لعبة .إنها

اسمك؟ - ما ولكن. وماذا- وكنية فمي لقب تعرفين دمت ما اسمي يغي�ر

إمضاءة, ترك بك مني شيء مر� فكل�ما .عليك يدي�الثبوتية؟.. - أوراقك على المكتوب االسم ما ولكن جميلأن - أحب . ال عابر هوية في بوليسيدقق رجل تكوني

السياحية المنتجعات تلك في التقينا أننا افترضي , يفرضفيها السعادة وهم بلوغ أجل من التي البحرية

أسمائهم عن التخلي الزبائن , على اإلقامة فترة خاللاآللهة أو البحرية المحارات بعض أسماء عليهم فتطلق

. اليونانية تحملي قصاصأن أي� غير ال أرقام وأحيانا�العمر مدى قيدا� !اسمك

بالد سكان . أحسد أسماء الناسبال يعيشفيها عربية , النو�اب بأرقامهم عليهم يستدل� الكرة يحملون العبو

, , وظائفهم أسماء يحملون المسؤولون مناطقهم أسماءفي إال يغ�نون ال مقبرة, المطربون لهم األموات جوقة

. للجميع إكليال� الرسميون ار الزو� عليها يضع جماعية, إنهم في جميعا� أسماءهم اختزلوا التاريخ منتجع في

. عملية الحكم وارتاحوا واحد رجل ثم�ة. اسم اختزال , ." يأتي " عندما إال لك تتوفر ال أحد ال تكون أن في نعمة

كل ويؤمم في, حاكم ويبعثرك الموت يأتي أو األسماءشيء .كل

. وكنت ينتفضرقصا� بدأ زوربا بورخيس كان في أفك�ر " " هوميروس " كنت الخلد كتابه نهاية في يقول عندما

ال أصير , وقريبا� كله, العالم أصبح عوليسقريبا� كما أحدمت� قد أكون ".ألنني

أضع أن رت الرقص قر� ونبدأ زيان كتف على ذراعيرجالن, يؤديها عندما أجمل تصبح رقصة فزوربا سويا�

.. العدم الحتضان ذراعيهما فاتحين الخاسرين .بعنفوان

, كل اآلن انتهى زيان . , هيا ترقص عندما فارقص شيء

. , تسخر ارقصكي العالم سيد تصبح تموت عندما كما.المقابر من

ارقصألكتبه أجلها؟ من كتابا� تكتب أن تريد كنت أما.عنك, تدب�ر حذاء دون من وتعال األخيرة لرقصتك .رجلين

إلى نحتاج ال الموت في الرقصكما !أحذية في

الثامن الفصل

في ترتيبا� يضع .القرابات الموت , , فموعدها غريبة فرانسواز تعود العشرة تلك برغم

في تم� زيان مع إلى. األخير أقل�تني بعدها المستشفى , � حبا يوما� تكن لم بمود�ة ود�عتني بسيارتها ,المطار

, , أهله كل� مصادفة حياته في الموجود أنا ألصبح .ومضترفع مراسم تحضر أن علي لكنني, عرضت الجثمان

. , أتوقع كنت الحضور بعدم أقنعتها كاذبة دينية بذرائعصحبة حياة ذلك, حضور لجمالية أريد وكنت ناصر

علينا أحد يفسده أال التراجيدي .المشهد

, عندما وقوفي بعد الصغيرة حقيبتي تسجيل من انتهيتالمتدافعين األحياء طوابير في بكل طويال� لين والمحم�

, كي� وطاوالت حرامات من وأغربها الحموالت أنواعوطناجر للورد كل وأحواض بؤسمن وحقائب وسجاد

, إلى, ذهبت الوطن إلى غربة كغنائم بها عائدين األحجامسقط حيث شيء كل وحيث تزاحمني بشرية طوابير ال

و, األمتعة هم البشر فيها أصبح مذ التي متاع الحمولةالطائرة جوف في البضائع مع ومرقمة مختومة .تسافر

تلك في جاهز وقفت هو ما إليداع المخصصة القاعة . تتكدس كانت منها جهة في الوجهات كل إلى للشحن

, الطائرات نحو اآلالت تنقلها التي الضخمة الصناديقالزرق بثيابهم عمال في ويهرع لجرها الصفر وقبعاتهم

, , قوية أصواتا� أحيانا� يحدث كان مما مكشوفة عربات. ويترك جليدي هواء لمجرى مفتوحا� القاعة من جانبا�

من األخرى الجهة أقصد أن نب�هني القاعة, أحدهمأنتظره .فقصدتها

جاء ..ثم� , على يحملونه غرباء به يأتون في, هاهم حلما� أكتافهم

, , له يجيء الخاسرين بكبرياء مكل�ال� خشب من تابوتتليق بنعشه, " جنازة تسرعوا ال بهم أصيح أكاد بسخريته

, ." ال المتمهل المتئد هو بضحكته تستعجلوه. فتتعثرون , لوحته يعبر وهو لتهكمه انصتوا كالتأمل الواثق هو

من, قدره يجتاز , األخيرة يجتاز كما أخرى إلى ضفةهذا, رسم كم يدرون ال أناس� من محموال� .الممر جسرا�

, . أما األمين العبور إال للمهندسين هم� ال جسرا� يبني وهو, العبور أكبر, مهندس بشاعته أو فيهندسجماله الجميل

القدر خطى هندسة حق� وحده .يملك. يا , , عاش توقظه ال األخير العبور إله يا الجسور إله

, أن له حق� علىسفر .يستريح عمره , , راحة فأهده حل� حيثما هو سرير عابر األسرة إلهة يا

الضيق .األخير سريره , , فال انتظاره في آمنة قبور ال األبواب إله يا وأنت

باب يخلعون .نومه تدعهم, , البكاء على القدرة فقدت أنني اكتشفت حضرته في

إال الحزن أمام لي يبق للحيتان ولم األخرس األنين ذلكالمحيطات عتمة .في

يفعله كان ما يفعل الموت أمام : كان الحياة أمام دائما�!التهكم

, رحت بسخريته يليق دمعا� العين في أجد لم وعندمااالبتسام .أشاطره

, . . , , هي جاءت إذن جاءت ناصر رفقة كانت لمحتها فجأةيلف� أكانت بطيئة بخطى� القادمة المرأة تلك هي؟

, مرتدية األسود الموسلين من شال فرو شعرها معطف , حدادها, ترف أحببت ما القارس البرد برغم طويل

.الفاخرتقترب أن ثمن , قبل من أكثر يساوي معطفها أن فك�رت

, خالد ليشعر عنه تستغني أن يكفي كان اللوحة اآلن تلكأقل� .ببرد

" " , نجمة لتصبح حمراء ووردة داكن معطف يكفيها كانليسفي بفاجعة فهل يليق بسيط معطف خزانتها

كبيرة؟ . كانت حتما� هي تكن لم بأنها نفسي نجمة", " أقنعت

في والواقعة القصائد من الهاربة الجميلة الغريبة تلك . مثلها التاريخ كل قبضة ولها النساء وجوه كل لها كان

التي, السوداء ماليتها خلعت اليوم أنها إال األسماء , فرو معطف وارتدت باي صالح على حدادا� ارتدتها

طرق قط�اع أحد لها .التاريخ اقتناهمن شيئا� ارتدت هي إن قرصان زوجة يحاسب من

غنائمه؟

تتقدم , كانت قدميها أألن خطوتها يشبه ال ببطءتعبتا؟ بالحناء المخضبتين

تمشي وهي زفافها الجثمان منذ هذا تبلغ .كي . . يدها مد�ت بها أعرفه أن أولى كان بأخته ناصر فني عر�

, , عساها. شيئا� تقل لم الفرو معطف ذات المرأة نحويلحظة وارتباكها أكفنا تردد .مصافحة تخفي

, . تطول أن تحاشينا هو أجله من بل ناصر أجل ليسمن . نكن لم النظرات كان بيننا ما على ميتا� نشهده أن نريد

� حيا .يعلمه , ذاكرتنا من أ نتبر� كن�ا حضرته ين, في مستخف� العشقية

الموتى .بذكاء . على دمعة التصقت صدره إلى طويال� ناصر خد�ه ضم�ني

. , كأنه. لي بدا وبكى الكوما بياض في كلمات قال بخديما, أيضا� هو كأنه , شاخ عبد الطاهر أصبح كأنه هو عاد

صور. خل�دتها كما أبيه مالمح هكذا كانت .الثورة المولى

, في كان يوم زفافها يحضر رفضأن الذي ناصرعجيب, قدر أي� , قسنطينة ليحضر ألمانيا من به جاء

! رغبة آخر حوله لقاؤنا أكان باريس في هنا خالد جنازةللموت؟ أراد الساخر الفك� من يخطفها أن

, توقيته في مباغتا� ته دق� في مكثفا� انتقاء , موتا� في ذكي�اوصية, لكأنه حتى .شهوده

ذلك في هناك جميعنا كنا أننا . أشك في مصادفة المكانالموت يتقنها ال الفوضى من شيء .المصادفة

ترقيم سوء يوجد العالم , ال هذا في تدبير سوء والقصائده. " إحدى في شار رنيه يسميه ما يوجد الجائر

, فوضى في". كما الجبار المشاغب الموت إنه الدقة

إغريقية .تراجيدياتخلف أن مأساة ! أي� الفاجعة من القدر هذا على شيئا�

عليه شاهدا� تكون أن ملهاة !أي�كنا , واقفين أقدار ذات بأحالم عادي� رجل أسطورة أمام.ملحمية

. فمنذ طوبال بن خالد يدعى استعاد رجل حوله اجتمعنا . , الموت قسنطينة إلى يعود االسم وبهذا األول اسمه

اسمه أسماءنا غي�ر .وكشفذكي� بتهكم سألني يوم :أذكر

خالد؟.. - زلت أما خالدالفرو مثله المعطف ذات المرأة أسأل :أكاد

حياة؟.. - زلت أما حياةدخلت مذ أنها نجمة " ذلك أصبحت المكان ".هذا

, , , المرأة المقدسة المشتهاة المعشوقة المرأة نجمة, , , المغتصبة, المظلومة الظالمة الفاجعة الجرح

" . العذراء, الخائنة الوفية ", " المتوحشة اغتصاب كل بعد " " الجميع يقتتل التي األبيضواألسود النسر ابنة

ولكنهم حولها بسببها إال يجتمعون ".ال . لم التي البنت عدوك اسم تحمل التي الزوجة هي

. . تنجبها حبها ولد التي المرأة هي عنك تخلت التي األم , مع متزامنا� الوطن مع ما, متداخال� لكأنها حتى فجائعه

الجزائر سوى يوما� .كانت

" بعدها " في نجمة قصة أن أشهر, ذلك كأحد األسطوري , مظاهرات إثر ولدت الجزائري الحب 1945مايو 8قصص

دفعت أكثر التي بها المحيطة والمدن قسنطينة فيهاجزائرية مظاهرة أول في قتيل ألف ثالثين تطالب من

.بالحرية , مع يقاد عشر السابع عامه في يومها ياسين كاتب كان

إلى األول, اآلالف معتقله إلى طريقه في وكان السجنإلى شاحنات تجرهم مكب�لين شبابا� , يرى مجهولة عناوين

بالرصاص الطريق في يعدمون .وآخرينالتي الكبيرة الزنزانة , وفي العسكر كان بأسراها ضاقت

ذلك بعد أحد يراهم لن رجال الصطحاب مرة كل� يأتون� .أبدا

� بيتا يجد لم أشهر بعد السجن ياسين كاتب غادر عندماقد. أمه كانت , ليأويه إلى وأ�دخلت ق�تل أنه منها ظن�ا� ن�ت ج�

. بيت الشاب قصد العقلية األمراض خال�ي�ه مستشفى , القاضي جد�ه بيت إلى ذهب ت�ال ق� أنهما فوجد ين س� المدر�

أنهم أنهم, فوجد علم عندما كانت الطام�ة أن� غير اغتالوهكان التي عم�ه ابنة زو�جوا غيابه .يحب�ها في

, لن التي المعشوقة تلك اغتصبت سهو لحظة في , � عمرا أبدا� حب�ها من فيه " يشفى أصبحت الهذيان من

. في" امرأة عن الحجاب سقط فكلما النساء كل نجمة" مسرحيات كل " تحت من نجمة تظهر ياسين كاتب

األسماء كل تحت ومن .المالياتآخر في يقل عمر ألم عن أم�ه وفاة وبعد له ميالد عيد

الصامت الجنون فيه حياتها 36إلتهم من ولدت: " سنةبجوار 45مايو 8في الحقيقية الجثث مع هناك وقتلت

في األمر بها انتهى التي , أمي ولدت ثم المجانين مصح� , ," الحب " األول الحب ذلك أحبها نجمة مع جديد من

في , الموجع , أكتب, لم أكتبها بها بحزني سعيد استحالتهكمجنون, ".سواها

الكاتب التي, هو المرأة تلك أن يتوقع لم المسرحي , مالمح يعرف عاد وما سنة خمسين منذ أحبها

واألخير, الوحيد العرض لتحضر ستأتي شيخوختها , فصلها بدأ حياة مسرحية في موته منذ لمشهد األول

رآها يوم .نصفقرن , يرتجله مسرحي� ألي� النصاألخير أن ليصدق كان فما

الناسبين, على األدوار فيه يوزع الموت ووحده القدر , دق�ات ال وممثلين , متفرجين الستار رفع تسبق ثالثا�

, ال المسرحية ببدء دورك يحين عندما ينبهك ال فالقدرأية , في سيكون من وال ستكون المسرح من جهة

يومها .الحضور

اآلن, الباكية هي الذاكرة, وهي من المحتمية باستحياءذلك, وأهدته المستشفى في زيان زارت عندما بفروها

, عليه, وتطلعه قدره تهديه أنها تدري أكانت الكتابكنبوءة؟

على كتبت , وعندما الكتاب " هذا أحببت األولى الصفحة " " نجمة توأما كتاب في كان ماذا سيعجبك تريد " حتما� ما

, , ياسين لصديقه الغرائبي الموت ذلك غير عليه إطالعهالروائية هي كانت " وما ستجد " نجمة مثل أنها لتتوقع

رجل لموت األخير المشهد تحضر مصادفة نفسها, عشقها والشيخوخة للغربة فسل�مته كمجنون ورسمها.والمرض

تطابق فكرة تفارقني ", لم ما. " نجمة مثل الموقفينأخيها وجود لوال خالد جنازة تحضر أن لحياة يمكن .كان

, أخو كان بينما المشاهدين مع هنا يقف ناصر أن� الفرق , في حبيبها جوار مسجى� األموات نجمة ترانزيت قاعة

!كهذه

" ياسين " لكاتب الممسرح العجيب الموت ذلك وابن في , المسرحي الخيال يتجاوز شيء كاتب مصطفى عم�ه

الرجلين. أن غرابته من يزيد . نفسه مسرح رجلي كاناللمسرح مديرا� شخصيا� عرفته الذي كاتب مصطفى كان

في . الوطني كان بينما الداء به يفتك أن قبل السبعيناتالمعارض المسرح يتزع�م ياسين عروضه كاتب ويقد�م

الية العم� التجمعات في واألمازيغية ية .بالعام�ياسين كان السجون وإذا جغرافية ويعرف وعصبيا� نحيال�

المصح�ات, عناوين بعدها ومن العقلية والمعتقالت ,� ووسيما ورصينا� تقي�ا كاتب مصطفى كان والخانات

أرستقراطية الفض�ي, وسامة شعره زاده قسنطينية � تمي�زا الهادئة .وابتسامته

اختالف بحكم منقطعين وكانا ومزاجهما معتقداتهما . مجرته في يدور كل� قطيعة كأنه إنقطاعا� بعضهما ,عن

مدينة من كل� الموت بهما جاء الذي اليوم ذلك حتىفي كهذه قاعة في متجاورين مرسيليا ووضعهما مطار

الجزائر إلى األخير سفرهما .قبلعلى المرة هذه الممثلون يكن في. لم كانوا المنصة

المشهد. هذا في الممثلين يدير كان والذي التوابيتخارج كان أكبر, األخير كان المسرحي فالفضاء المسرح

. يكن لم ة المر� وهذه البشر إدارته على يقدر أن من من , مسرحية في األوحد فالنجم الممثلين تنافسبين

, مكان, ال وألنه الموت هو ينهض, الموت لن للتصفيقاألخير انسحابهما قبل الجمهور لتحية .الممثالن

هو القدر مدينة أليس في يموت ياسين كاتب جعل الذي ) يوم ) فرنسا جنوب عم�ه , 1989أكتوبر 28غرونوبل وابن

في واحد بيوم بعده يموت كاتب في 29مصطفى أكتوبر

إحدى. إن حتى كاتب " + مرسيليا الخبر عنونت الجرائدمكتوب = ".كاتب

إلى ياسين كاتب بجثمان جيء ليتم هكذا مرسيليا مطاركاتب مصطفى مع نفسها الطائرة على .نقله

عمار بن وجد يحكي أنه كيف الكتاب ذلك في مديانوالمرافق ياسين كاتب إلى األقرب الصديق وهو نفسه

الذي, العجيب الحدث ذلك ومشاهدا� شاهدا� لجثمانهترانزيت قاعة خالله ولت الموتى تح� وتوابيت البضائع

, , ستائر وال لها حدود ال خشبة إلى مرسيليا مطار فيشيء , كل� بمسرح شبيه شيء وكل� حقيقي� فيها

. إغريقيبطيئة بخطى� تتقد�م امرأة فجأة معطف شاهد داخل

, , أسود از قف� في المختفية يدها في حاملة طويل غامقساق ذات .طويل وردة

, المعطف وقب�ة سود نظارات خلف يختفي وجهها كان , تخفي ترفعها كانت مالمحها التي من .الكثير

, االسم تقرأ وراحت النعشين نحو المرأة تقد�متعلى . المكتوب كان الذي التابوت عند توق�فت منهما كل�

, وقب�لتطرف انحنت مصطفى داخله , ينام ثم�, النعش , نعشياسين على يدها رت مر� ازيها قف� تخلع أن بدون

سريعة مالمسة ممسكة. في الوقت بعض بقيت للخشب , مصطفى نعشأخيها على وضعتها ثم الوردة ,بتلك

.وابتعدتنجمة.. " "!كانت

يغادرون الذين والمسرحيات الروايات كأبطال", , نصوصهم " , لكنها نجمة جاءت المؤلف لوداع ويأتون

حو�لها الذي الكاتب لوداع هناك تكن وإلى, لم أسطورة, . ألفوجه وجهها من صنع الذي الشاعر لوطن رمز

لكل� اسما� اسمها روائع, ومن في تها قص� وأدخل النساءالعالمي .األدب

. كاتب زليخة هي أخيها لوداع ,, جاءت السبعين عامها في ," " فهي نجمة أنها البعيد الزمن ذلك منذ نسيت تكون قد

تعيش . كانت لألسطورة, واآلخر للحياة واحد باسمينبتذكيرها نفسها الحياة تقوم أن توقعت ما أمام ولذا

.." " , , نجمة مازالت شيخوختها برغم أنها ياسين جثمانال األساطير !تشيخ فوحدها

, واألدب حينا� المسرح تقليد في تبدأ عندما للحياة ياتجعلك, حتى � حينا� كاذبا تبدو غرائبيتها .لفرط

سوداء توليب كزهرة امرأة عن غريبا� شيئا� يصدق ,من ." آخر " في دائما� تأتي نجمة وتارة حياة تارة تدعى

, أمام, لتقف مشهد آخر في توقفعن لحظة نعشرجلانتظرها ما لفرط بها .الهذيان

, نفسها تكل�ف ال وطن كأنها يدها امرأة تمرير جهد سوى , في نعشك على وردة وضع أو تابوتك على بالقفاز

.الحاالت أحسنصدرها دفء لتستحق� تموت أن يجب ة مر� !كم

الكاتب في أفكر � كنت را مبر� فرح الدين نور الصومالي� � قائال أفريقيا إلى أوربا من المعاكسة إني:" هجرته

." , وأكاد الجثة تحتاج هذا إلى الدفء إلى ة ماس� بحاجةمعطفها المرأة تلك عن , أخلع في نعشخالد به ألغطي

, . تكوني ال بها أصرخ أكاد الوطن صقيع إلى عودته رحلة " , , إنك", قولي أكثر بدمع استبقيه بقبلة استبقيه نجمة

. هل, قليال� به انفضحي الموت أحببته فضيحة من أجملاق؟ للعش�

, , تكتب التي يدك تقتل التي يدك عليه يدك ريها, ضعي مر� , , حيث هناك كتفه تدل�كين كنت لو كما التابوت أعلى عند

يتمه .مكمن, ال . � أحدا يخشى يعد لم جميلة فضيحة من عليه تخافي

. معروض إنه إلىشيء ضا� معر� عاد . وال األشياء لفضول , الذي الصدري� وقفصه السر� تحفظان المغمضتان عيناه

عصفورته فغطي�ه , , كنت غادرته مذ .موحشوبارد , هذا فوق بنفسك إرمي ذعرا� المترد�دة الصندوق أيتها

على صغيرة طفلة ترتمين كنت كما يضمه الذي الخشبي�يالعبك, كان يوم ,, حجره واحدة بذراع إليه يضمك

صدره إلى ملتصقة .يستبقيك .. بعده؟ لك من أمامك ممدد سواه؟ هوذا لك كان من

. . .. تصد�قي ال حتما� ذلك سيعرف إلثميه صندوقه إلثميغير الخشب , أن� يعترف ال الموت للحرارة موصل

الكيمياء .بنظريات , تلك واختبري األحياء التي غافلي األخيرة الرغبات

, توقظ التي ب�ل الق� تلك الموت جثة فوق من نسرقها

.الجثث , منطقتها أعرف جغرافيتها تماما� أعرف الذي أنا

الزئبقية, وتلك , , البركانية أكتشف كنت الناري�ة وتلك , ال المدروسكي وتضاريسحزنها الجليدية مساحتها

.حد�ه يتجاوز , الرصين حزنها في أراها وأنا النهاية يقين امتلكني

.ذاكأمام أنا أدركت إن جثماني ستواجه هكذا أنها جليدها

!مت�

فاتحة قراءة من انتهينا , عندما ثالثتنا ابتعدنا روحه على . ألمدها الفرصة اغتنمت الصالة من قصي� ركن نحو

مبعثرة بكيسفيه أفكارا� زيان عليها سج�ل صغيرة دفاتر , يحتفظ كان أخرى وأوراق سنوات مدى في على بها

, الشعرية, لصيغتها نظرا� لزياد كانت أظنها ظرفعن, والختالفخط�ها زيان المتقنة .خط�

, , احتفظ كما إهداء بدون الكيسكتابيها في أيضا� وضعتزيان . بهما الجمل, بعض على سطورا� واضعا� لسنوات

" أهدته " كما نجمة توأما كتاب أنسطبعا� قبل ولم إياهلها زيارة آخر في .أي�ام

امرأتين بين خالد تركة مت قس� أكون بأن , هكذا واثقا� , تحتفظ ولن الزبالة في معظمها بإلقاء ستسارع واحدة

لقيمتها باللوحات فقدت, سوى وقد وأخرى المادي�ة ..� كتابا خسارتها من ستصنع .اللوحات

لنفسي أحتفظ , لم سأقع أنني واع� غير بساعته سوىمقاربة , يمكن فكيف بعد ما في الساعة تلك فخ� في

, التي الوقت عقارب لكأن� الموت من انطالقا� الحياة , تدور ساعتك لعقارب سم�ها دورة, وهبت كل� وفي ضد�ك

الفناء .تستعجلكبذلك أخته مد�ي لناصر ألبرر كما :الكيس قلت

- , منها تستفيد قد زيان تركها وكتابات أوراق بعض إنهاإن حياة عنه السيدة شيئا� تكتب أن .شاءت

بورق - بتكفينه اآلن بعد الصحافة ل ستتكف� تهتم ال.الجرائد

, على نظرة تلقي أن حاولت وال الكيس تفتح لمتتوق�ع. لم حتما� , محتوياته لكن�ها كهذا عجيبا� موقفا�

وسألتني مرة ألول إلي� :توجهت

للوحاته - بها؟ , بالنسبة فعلتم ماذا:قلت

معظمها - في بيعت .أظنهاناصر :قال

, عندما- بعد ببالي خطرت فكرة أول بموته أخبرتنيأنا, لي حكيت التي اللوحة تلك كيف المكالمة ومراد

. ألنك مجنونا� ظننتك البدء في إياها يبيعك أن أقنعتهما كل فيها أشياء, دفعت ثمة أن فكرت ذلك بعد ثم تملك

الثمن في يفك�ر ال أن المرء على تعو�ضويجب عندما ال.تعرضعليه بفضول :سألت

تتحدثان؟ - لوحة أية عنأجاب أرد أن :ناصر وقبل

عليه - تعز� وكانت بداياته في زيان سي رسمها لوحة عن� .كثيرامسيد إنها سيدي جسر .تمث�ل

الكاذبة للبراءة مسافة بيننا يضع بتهذيب :قالت. أتمنى- � عنوانا أو هاتفا� لي تترك أن أيمكنك أراها أن

ما في شيئا� احتجت إن عليه زيان؟ أكاتبك يخصأعمالفي عنواني لتطلب عليها عثرت حيلة آخر هذه كانت

فهي , أخيها المفاجئ حضرة االختفاء في عاداتي تعرفحياتها .من

لم أنني منها تفهم بطريقة :أتغي�ر أجبتها - - شيء , بعد مضيفا� بعد ثابت عنوان فليسلي آسف

- إنني ثم الصمت اللوحة ... من تلك !بعتبتعجب االثنان :صرخ

وعالش؟ - بعتها؟"وعالش؟"

يكن . لم " فقد " بعتها لماذا لهما ألشرح مناسبا� المكانإلينا السمع يسترق زيان ., يكون تكفيه واحدة وفاجعة

" " و " كيفاش؟ ويصبح سيتوالد السؤال أن ذلكو" "لشكون؟ " بقداش؟

, باع خائنا� سأصبح فعندها بلمن قياسا� شيئا� ليست وبكمواألمة , الجزائر وبسببيسقطت للغرب جميعها العربية

, ضد حيكت مؤامرة ثمة فحتما� القدس وضاعت غرناطة, , المستشفى مع باالشتراك الرواق دبرها العربية األمة

من هم األطباء معظم أن يحدث. خاصة ما وهل اليهود

المؤامرة؟ خارج قرون منذ لناينتظران مذهولين مازاال , كانا � شيئا أجد ولم جوابا� مني

." كتابة " يلزمك فأحيانا� وعالش؟ سؤالهما عن به ألجيبكلمة من سؤال عن لتجيب الحجم هذا من كتاب

لماذا؟ :" "واحدةفقدان حقا� صدمها .. هل الفاجعة فأفقدتها اللوحة تلك

!صوتها

, عال عندما شيئا� كانتستقول المضيفة أظنها صوتقسنطينة إلى المسافرين يطالب الميكروفون على

الجزائرية الخطوط متن رقم , على ,701الرحلةرقم بالبوابة .43بااللتحاق

النداء ذلك في وجدت كأنها لمغادرة بدت للتأهب ذريعة�يقال, ما ثمة عاد فما .المكان

" : في حداد مالك قول السفر حضرني محطات " السادة, على تقول الصوت مكبرات والمطارات

إلى التوجه يغادرن ..." المسافرين ال السيدات أن ذلك� ".أبدا

السفر من ممنوعات النساء كانت أيامه قابعات, فعلى , . حبيب� لمرافقة لهن وقت فال اليوم أما البيوت في

تابوت في .يسافروقال ضم�ني صدره إلى :ناصر

- . , للجزائر ندخل نقدر كنت لو ويحميك أجرك يعظ�م ربي.. والله بالك على هاك لكن معالك .نروح

كأنها بكلمات متمتما� لحظات الجثمان أمام وقف ثمعن. اليمنى يده يرفع أن دون دموعا� يمسح لمحته دعاء

.النعش

دعاء أيقظ نداء هل ذك�رها هل فيها؟ شيئا� ناصر � معا مسافران المسج�ى وهذا أنا أنني ,الميكروفون

االثنين؟ نحن فقدتنا وأنها . جثمانه أمام مرة ألول رأيتها مو�دعة نحوي يدها مدت

بالبكاء .مجهشة�من االقتراب على يجرؤون ال الذين تعاسة أحتقر كنت

, السعادة عليها, للسطو تملك ال التي الباهظة الشاهقة , لحظة في يختبر الكبير فالحب� لحظة ضياعه إال

.القصوى

يأتون الذين اق العش� كبار مفخرة تصنع التي اللحظة تلكنيأس , عندما سيارة سائق ويخطفون مجيئهم من

, ليحجزوا رحلة في مكان آخر ويشتروا بطائرة ليلحقوايحب�ون م�ن جوار مقعدا� .للمصادفة

التيسطوا بالسرعة قدرك يخطفون الذين الرائعونعمرك قطار على يوم ذات .بها

فيغ�ير الطائرة إقالع قبل دقائق يأتي حبا� أريد كنت . , تركتني لكنها جواري مكانا� له يحجز أو رحلتي مسار

ومضت.. .معه � شيئا تقل .. لم . بيننا البرد يكفنه ظل� وخالد بكت فقط

, استطعت وما تذكرة ثمن له أؤمن أن أتدب�ر استطعت أن � معطفا .له

, . وال الفراق وعي إنه النداء يكرر الميكروفون كانالكبيرة للوداعات .مناديل

. , هناك ليقبع حملوه لنقله جاؤوا عندما معه كنت وحدي . بين متاعا� الطائرة فولجت أنا ا أم� األمتعة بين شخصا�

.الركابهناك أنا , افترقنا نفسها الطائرة نأخذ كنا أننا برغم

.وهو , � مرتعدا وبقيت الريح رفاق آخر كيف , ذهب أدري ال

, التاريخ مهب في مات عاشكما خلفرجل الباب أوصد . كل في جسر فوق , واقفا� الصومون, كأسماك غربة

, � سالكا جئت حيث من يعيدك مائي مجرى عن تبحثللوصول , . جسرا� إنه, الجسر و�جد النهر ليسبسبب لكن

اسمها, خديعة بسبب إال تبتدع لم .الوطن كالمواطنة , صاحبي يا جسرا� جسرك عاد ما لوحة نومة .فنم

***

المعتاد دورها المطارات .استعادتالفراق ينتصر مطار كل العشاق , في مسبحة .وتنفرط

, رقم مرددة محموم استرسال في عليك تنادي مطاراتتلك, , رحلتك في لك بحجزها بنفسه القدر ل تكف� التي

رحلتك اختصاصه الذي السفريات .األخيرة مكتب

لتذكيرك إذن الملحاحة النداءات هذه كل جدوى ماهذه, وكل نحو بوجهتك لتوجيهك المضيئة اإلشارات

, اإلغالق, محكم صندوق في وحيدا� المسافر أيها ,بوابتك , أنت حيث توصل الممرات وكل جيبك في تذكرة ال

.ذاهب , جسر مسافة تين الضف� رجل ساعتان. يا إنها وتصل

, , , لك قدر مرمى على حفرتك في وتستقر ونصففقطضيق في .وطن قبر

, الذي الرجل ينام تحتك أن وتدري مقعدك تجلسعلى , من بصمته محتم� توأمك والصناديق كان الحقائب إهانة

بينها ألقي . التي , الرسام وال كان الذي الرجل عاد . ما إنه كان الذي

طائرة حمولة في .صندوق , كونه إنما بينكما ق يفر� الذي يقيم ليسالصندوق أصبح

, تجلس أنت زلت ما بينما السفلي العالم في اآلن منذوتجيء وتروح المتعالي. وتمشي الحضور ذلك لك فوقه

.للحياةكهذا غريبا� موقفا� عرفت أن يحدث جثمان . لو مع السفر

, حجزت, باألحرى أو معي تذكرة بنفسي له حجزت ميتتذكرة .معه لنفسي

" كيف " يروي الذي وصاحبه نجمة توأما كتاب أستعيدلمصادفة نفسه كاتب, وجد لجثماني� المرافق غريبة

. وأجد الجزائر إلى مرسيليا من كاتب ومصطفى ياسين � مضاعفا ألما� عرف قد يكون أن احتمال في عزائي

جثمانين مع سافر دام ما .أللميالصحف ثم نقلتها التي األخبار تلك إلى األفكار تقودني

بلد طائرات عن الثمانينات لنقل في مخصصة عربي , وراحت, للنعوش طائرات إلى الضرورة لتها حو� البضائع

تنقل المصريين ألسابيع آالف أحالم مك�وكي�ة رحالت فيوحدوية بنوايا للعمل البلد ذلك قصدوا منه , الذين وعادوا

, على أغلقت اإلقفال محكمة صناديق في مشو�هينتم التي المتواضعة , أحالمهم أعلن عندما بها التنكيل

بعودة اإلحتفاالت خضم وفي ظلماء ليلة في رسميا�, الجنود موسم فتح الجيران ضد حربهم من األبطال

بإنتهاكشرف ات�هموا الذين الغرباء النساء.. إصطيادالعربية األمة عن بالدفاع الوطن أبناء انشغال .أثناء

العربي الموت . إنه � مفردا الموت وبالتجزئة بالجملة , � ألما أكثر هل أمامه تدري ال الذي وجمعا� أن ومثنى

, يطاردون وهم ركابها يدري ال طائرة في تسافر , تحتهم أن الطلبات بصغائر , المضيفة أن أم ميتا� رجال�

, خدمات وال فيها مضيفات ال عربية طائرة قائد تكونجميع أموات؟ ألن !ركابها

" الممالك " إحدى إلى ينتمي بصديق الموقف يذكرني" , العربية ": أجاب أنت؟ أين من مرة أحدهم سأله

," الثاني :" عليه فرد� المهلكة من وأنا:" ساخرا� مزايدا� . ," تعر�ف فقد النكتة على االثنان وضحك المهالك أم� من

على , كالهما كان منهما أي� على يت�فقا أن دون اآلخر بلداآلخر من هالكا� !أكثر

يا . هالك أن.. بإمكانك المطار هذا وفي مهلوك ولديبجوازك القتلة ألحقه الذي األذى حجم .األخضر تختبر

, , . هيئتك تفضحك حللت حيث للريبة مثير عنفوانك ذهبوطابور, على, وسمرتك المتدربة والكالب المتدافعينأمثالك .شمشمة

باختطاف اإلرهابيون قام بعض مذ وقتل فرنسية طائرة, المطار, في أمني� لحجر يخضعون والجزائريون ركابها

أن لو , كما جبروت أمام أعزل تقف أن وعليك وباء بهم , والكاميرات شيء لكل الكاشفة الفاضحة األجهزة

, واإلهانات, ألحاسيسك الثاقبة والنظرات لنواياكفي عليك تطرح التي أسئلة المهذبة .شكل

بك؟ جاء الذي ما تستااااااااهل , لست معبر إلى ممر إلى ردهة في من رقم سوى

. تطالب أن المذلة اعتدت وقد فكيف الذل� طوابيرمتن على أكثر ؟" " باحترام طائرتك

, الفوز سباق في تدخل أن وعليك لمقعدك رقم الجسارة, لك تكون أن التدافع بكرسي� في الحقائب ار .تج�

, به, للفوز االقتتال من بد� ال كرسي� أي� ثمة. فالكرسي�, للجلوسعليه المقابر إلى بااآلالف أناسا� أرسلوا من

, تريد وأنت به عناء واالنفراد دون من !كرسي�ا� , سبقوك ولكنهم يدك حقيبة فيه تضع مكانا� وتريد

كل البائسة. واحتلوا بالحقائب محم�ل الكل شيء , في ما حريصعلى والجميع الغالي بالعمر المكتظة

, شيء, ال أن� يدري ال نفسه على حرصه من أكثر يدهسريع اإلنسان .العطب سوى

كنت, لو اللوحة تلك سأضع إذن كنت أين أتساءل . إن فحتى معي إقناع أحضرتها في الرحلة نصف قضيت

, أكثر تفعل أن تستطيع كانت ماذا بأهميتها المضيفةفعل تلك مما أنس� لم فأنا كهذا؟ موقف في غيرها

, على شاهدتها التي المهجر في المقيمة الكاتبة , عادت عندما أنها كيف تحكي الجزائري التلفزيون

, صغيرة حقيبة ومعها الجزائر , لزيارة فيها تفارقها ال , تلك في وجدوا ما الجديدة روايتها ومخطوط كتاباتها

من الطائرة غريب برهط والمليئة سوريا من الواصلةتأشيرة إلى يحتاجون ال الذين األرصفة ار لدخول تج�

, مضيف, فتط�وع الحقيبة فيه يضعون مكان أي� الشامأبلغه عندما بها ل من للتكف� عليها ف تعر� بعضمن

سبع, منذ لوطنها تعد لم كاتبة حقيبة أنها الركاب.سنوات

مت كر� حقيبتها أن يخبرها من جاء الرحلة منتصف فيمرحاض " في كان". بوضعها إنه قال المضيف الطائرة

الحمام في مكانها إلى وإعادتها بإخراجها يقوم ,شخصيا� , , تها معز� ولوال بها خيرا� أوصوه ألنهم راكب كل مرور بعد

وضعها لما لألدب ", واحترامه وألصر " األدب بيت فيالطائرة جوف إلى الحقائب بقية مع إنزالها ..على

!وارتاحبك؟ االحتفاء في صادقة بنية يهينك لوطن تقول ماذا

الصور , إحدى حقيبة صورة هي التقطتها لو تمنيت التيبعد, الطائرة مرحاض في أرضا� مرمية أربع الكاتب , المهربين بضائع تسافر بينما الطيران من ساعات

الخزائن في محفوظة مصونة فوق الصغار الموجودة.رؤوسأصحابها

, وطني أهين إنني يقول من لجاء كتلك صورة نشرت لو , , أن ذلك الوطنية في درسا� وأعطاني الغرباء أمام

, وحق إهانتك حق يملك وحده وحق, الوطن إسكاتكالعاطفية, تشوهاته بكل طريقته على حب�ك وحق .قتلك

وكيف هذا؟ القدر كيفحدث هذا على إلىشيء وصلناالغرابة؟ من

. فالجواب هنا أحد يجيبك أن تنتظر , ال طائرة ليسفياألول إقالعها كان حيث آخر مكان في .إنما

وإلى اآلن بعد : عليك حصلت لماذا تجيب أن عمرك آخرالصورة تلك أخذت لماذا غيرك؟ دون الجائزة تلك على

تلك بعت لماذا سواهما؟ دون الكلب وذلك الطفل لذلكالشخصدون لذلك سواه؟ اللوحة

, عليها الرد� غيرك يحتكر أسئلة على باإلجابة مطالب أنتتغي�ر حتى أنت فيه من لست نهر مجرى أو التاريخ مجرى

المصب؟ حتمية إلى التيار يجرفها قشة سوى, أنت الوصي� أصبحت وكيف هنا تفعل ماذا حتى تعرف ال

بالوصايا مثقل وأنت الجثمان هذا بنوايا , على متعبالقتلة .يحرسها

في الوطن إلى عائدا� بوضياف محمد كنت لو تتمنى, طائرة , أن لو لك حقائب ال أن لو الجزائر إلنقاذ فرحتك

المستقبلين لتحية ممدودتان بتوعد يديك ملو�حتان . عاد نفسه هو لكن المهيبين الكبار واللصوص القتلة

, وما كفنه قبره مرتديا� معه وفتح إال ا� ملف� .فتح , المضيفة شروح وتابع رجل يا األمان حزام حول فاربط

, النجاة وصدري�ة األوكسجين .أقنعة

***

التي العجوز بنفسي , اخترت الفتاة أما ستجلسجواري . , قد اختارتني التي فهي شمالي على جلست التي

األخرى تكون الرجالية بالخيارات مقارنة .استلطفتنيتجد أال كهذه طويلة رحلة في � فمهم� مربوطا نفسك

, إحساسمن فينتابك وغما� هما� سيزيدونك من جوار , ووجد المصعد به أناسال توقف مع محجوزا� نفسه

اإلقليمية, حدوده معهم يتقاسم أن وعليه يستلطفهمالمكان وأجواءه بحكم المستباحة .الحميمية

, تلك بمساعدة قمت التفتيش نقطة عبورنا بعد وكنتكيف أدري ال الذي الكبير الكيس حمل على العجوز

, على هي ت أصر� كيف أو إياه لوها وراحت حم� حملهعبئه من قليال� لتستريح حين .تتوقفكل

, أقاوم وال عجائزنا , أحب� أقاوم ال عباءاتهن عرق رائحة

. من بكم� المحملة لغتهن أقاوم ال وبركاتهن دعواتهن.. لعمر, الحنان من زادك كلمات بضع في تعطيك األمومة

.وبعضعمر يا - .. يعيشك الدنيا.. هم عنك ويهز� يسترك ربي وليدي

سعدك يزي�ن .ربيورطة في وأقع , كلمات حم�ال بي وإذ عجوز مع عاطفية

, حتى إيصالها عن ومسؤول لها ومرافق وعت�ال.قسنطينة

وغي�رن العجائز خطفتني دوما� يتمي؟ عقدة أهي.وجهتي

صادفت , فما ووجدتني إال ة� بقف� كهولتها تنوء واحدةتصادف وجهتها أن� مد�عيا� عنها وزرها وجهتي. أحمل

, لم الذي أبي من تأديبية صفعة في األمر لي تسبب مرةفي تأخري عذر المدرسة يصد�ق من .العودة

أرغفة لبيع الصوف رحبة صوب ذاهبة العجوز كانتفي �, أعد�تها حامال جوارها أمشي ساعة وقضيت البيت

, بيدي تها وقف� بيد المدرسة .األخرى محفظةمن حياتي في يتها تلق� التي الوحيدة الصفعة تلك كانت

.أبي

, كانت بمفردها ة مر� ألول تسافر جواري الجالسة العجوزالتي ابنتها لزيارة باريس إلى مولودها وجاءت وضعت

كل. تقريبا� عرفت كنت الطائرة تقلع أن وقبل األولعن .حياتها شيء

, مشدود رجل هو ينقصهن الذي كل� للعجائز سر� ال , صبر له كرسي� إلى خيبات الوثاق إلى االستماع

.كهولتهن , شروحات كل تفهم أن وتريد الطائرة من مرعوبة كانت

األوكسجين وقناع النجاة صدرية يخص� فيما المضيفة . ثم الطوارئ ومخارج األمان رعبها وحزام من تعود

, وتواصل الله بيد األعمار إن وتقول للمكتوب وتستسلمصهرها عن في ثرثرتها قصابة محل� اشترى الذي

أوراق, على الحصول إلى يسعى الذي وابنها فرنسافي قسنطينة, لإلقامة العيشفي كره أن بعد باريس

الفقراء مدينة فأصبحت الفقير مالذ كانت كان. التي , اآلن وأصبح وكرمهم أهلها بثراء لعلمه يقصدها المحتاج

آالف مع فيها صوب يقيم كل من جاؤوها الذين الفقراء

أهلها .وأفقرواجوج " - ولدي يا جاو� كالو�" منين اللي هاذ�و وماجوج

.. شكون.. دار راحوا حسرة يا البالد من وهججونا الدنيا . بنتشكون؟. أنا بالك على الرعيان غير بقاو� وشكون

ألعرف استعداد على أكن , ولم ومن م�ن ابنة العجوز هذه , . ال ولكن ألخطبها هناك أكن لم فأنا تنحدر شجرة أية

, يمكن ما كل وهو بأصلها التباهي من عجوزا� تمنع أنالذل� زمن في لها .بقي

من . كانت عمها اشتهر قسنطينة في العريقة العائالتالجزائر في التبغ إلنتاج شركة أول ممن . بإنشاء كان

, فكرة تتقبل أال وأفهم وغنى� وجاهة المثل بهم ي�ضربزوجة ابنتها تنتهي , أن ولم الغربة في اغتنى لرجل

, الطائرة تتقاسم أن فكرة وال جد� عن أبا� إرث عن � يغتن .." " " ولكن " عريان بني و الرعيان :مع

واش - ام�ا يا الدنيا ..نديرو هذي

, قسنطينة على القدامى أطلق بها اندهاشهم غمرة فيالمدينة " وف�رت", اسم كم األمي�ة العجوز وهذه السعيدة

, � يوما تقرأ لن فهي ألم من ي�تها أم� في عليها قيل ما . المكابرة. قسنطينة إليه ماآلت ترى فقط هي قسنطينة

تفعل ماذا تدري شوارعه ال في تمشي ماض� بثراء.حافية

ويحكمها اآلثام تحرسها التي الفاضلة الضجر قسنطينةبالغرائز, المثقلة المحمومة األزقة وهذيان المتفاقم

تحت .الماليات المعت�قة, . التعيسات الجميالت نساءها يرعب زال ما تتغي�ر لم

أناسها, الشهي�ات نميمة من المزمن الخوف الشهوانيات , . تجلسصامتة هي ولذا الخبثاء , الطي�بين يساري على

حب�ها فكي� بين أقع أن أذهب حيث قدري .وأنا , مر�ت, ذلك بعد , عندما الجرائد تعرضعلينا المضيفة

" الوطن " جريدتي لتطلب تنطق مرة ألول الفتاة سمعت" "و و". " الشعب نصيبيسوى من يبق لم الحرية

." أكاذيب" بالتساوي تقاسمنا .العناوين المجاهد , ساخر قول المواقف هذه مثل في دائما� يحضرني

على معل�قا� شو إن " لبرنارد أمريكا في الحرية تمثالأكثر تفقدها التي لألشياء كبيرة تماثيل تصنع "األمم

البلد في للنصر قوسعربي أكبر وجود ر يفس� ما وهو

الخسائر بأكبر م�ني .والدمار الذي

, نذهب اكتسابها ند�عي خسارات تضخيم في من�ا إمعانا�ما إضافة . حتى الجزائر وألن أوطاننا أسماء إلى نفتقده

ديمقراطية " جمهورية الوجود إلى فقد", خرجت شعبيةوقضية الشعب مشاكل االستقالل منذ حسمنا

البدء, منذ وتفوقنا الحريات الديمقراطية يخص� ما فيواحدة كلمة من اسما� تحمل أوربية دولة أية !على

تحتفي تجميل, أمة األندلسفن منذ وتتوارث بخساراتهاالفاخر اللغوي بالتعايش والجرائم .معها الهزائم

, نفقد وعندما باسمه مطارا� نسم�ي رئيسا� نغتال عندمانسم�مي , مدينة � وطنا نخسر وعندما شارعا� باسمها

, صوته الشعب في نخنق وعندما فندق على اسمه ,نطلق , جريدة باسمه نسم�ي قوته جيبه من .ونسرق

. نتبادل لم الجرائد ح بتصف� . انشغلنا امرأة كانت كلمة أية , � جميال وكان الداخل إلى نوافذها كبيوت غامضة

الرواسب الجلوسبمحاذاة توقظ التي المربكة أنوثتها , من تكتشفها وتجعلك فيك المتراكمة العاطفية

النوافذ .مشربيات : يجلسعلى الحب كان لو ماذا مجنونة فكرة عبرتني

أنا, , يساري وال صامتة امرأة إغراء يوما� أقاوم لم الذيفيها شيء كل تحيط أنوثة .بلغز جمالية

, حماسة العجوز على بدا العشاء بوجبة جاؤوا عندمامن خوفها فجأة األسئلة, بددت وأوقفتسيل الموت

, تبد�ى كما الطائرة اهتزاز عن بها تطاردني كانت التي. لها شهيتي فقدان من استفادت إن�ها بل النافذة من

في, بعضما تناول في الستئذاني .صينيتي لألكل

, يساري على التي القسنطينية الغادة كانت ذلك أثناءلهفة بدون , , تأكل كذلك مترف�ع بحياء� تأكل أنها لو كما

األنظار عن يختبئن النساء كانت الذي ليأكلن, الزمنتمارسها أن بد ال بالجسد عالقة لها متعة كل وكأن

, جوع أي� وأن ا� سر� إشهاره النساء بامرأة يليق ال .جسدي

, , المضيفة وقامت األضواء أ�خفتت العشاء بتوزيع بعد , � لحافا فطلبت واألطفال المسنين على بعضاأللحفة

يخدر أن النوم عسى , للعجوز فكي�ها بين الثرثرة عضلةبكارثة لنا التبؤ عن هوائي� مطب� كل� مع ي�ة وتكف� .جو�

, في محلقة طائرة من أخطر ال أن تعتقد هي مسكينة.السماء

أن تدري , ال � أرضا وينتطرك آخر مقلبا� لك يدب�ر قد الموت , عبد مع حدث كما الطائرة سل�م الصيدالني, عند العزيز

, الكثيرة وبخدماته للحياة بحبه العاصمة في المعروفقائد. , للناس بنقله فقام معارفه من كان الطائرة

, فرحن خمرا� به المضيفات وأوصى األولى للدرجة , بحيث األخرى بعد الواحدة الويسكي كؤوس يسقينه

باريس بين الطيران من ساعتين بعد غير كان والجزائر . على قدميه يضع كاد وما رجليه على الوقوف على قادر

للطائرة درج الحديدي أول سل�مها من تدحرج حتى , في جسده وانتهى قدميه تحت يهتز� كان الذي الضيق

. فلكونه الدماغ نزيففي إثر يومين بعد ليموت األسفلاألولى الدرجة ركاب من لم , كان السلم نزل من وأول

الموت حتى تدحرجه دون ويحول ليسبقه أحد !يكنقائد كان الثانية فهل من درجته بتغيير أنه يدري الطائرة

, حد� تدليله في يتمادى كان األولى مرتبة إلى إلى إيصاله " األولى؟" الدرجة من شهيد

, الحياة في كما الطائرة قانون , في تحترم أن عليك , ذلك, في كان بما فر� مرتبة لتقفز تتحايل وال المراتب

يوجد. المكسب أين البدء منذ تعرف أن عليك هالكك . فأي�, الثانية في أم األولى في يحيلك مكانك قد تحايل

.. الحقائب مع أسفل !إلى : على مقعدك يوجد أين تتأكد أن أيضا� أم عليك يمين

, القدر يتسلى عندما تبدأ فالمأساة الحب شمال علىترقيم .المقاعد بفوضى

, عطرها إلى جواري الجالسة الفتاة إلى التنبه دائم كنتوإلى, في الخفيف تولد التي الصامتة الرغبات تلك

, لتستيقظ. الخافت الضوء من يكفيشيء العتمةعليه هن� مما أجمل النساء .الحواسوتصبحفينا الجميل الوهم يوقظ العتمة من حلكة , قليل ا أم�

السفلي, العالم بسكان فتساوينا .التعتيم . ابتسامة أغفو أن أستطع , لم من تجاملك عال� بكعب

.. , من يمنعك ما ثمة تحتك آه وتحتك أنوثتها فوقأنت, للحياة االبتسام المربع التقاطع الجالسبين.والموت

األضواء المضيفة أشعلت بتوزيع , فجأة وباشرت , من األلحفة لجمع أخرى ت مر� بينما النزول بطاقات

.الركاب, الحظت المضيفة إلى لحافها تسل�م لم العجوز أن

. من خوفها كيسها في وتخفيه تطويه لم لمحتها الموتالحياة تفاهات على السطو من .يمنعها

من طائرتهم تنجو الذين كأولئك , إنها أو جوية كارثة , عرفوا يكونوا أن وبعد بيتهم في شب� حريق من ينجون

أنواع حتى, كل للحياة يعودون يكادون ما الويالتلحق ما على والتحسر أمتعتهم عن البحث بها يباشرون

تلف .من. " " , الطيران شركة نتف لمجرد بل لحاجتها ال تأخذه هي

ينهبون , فالذين للبسطاء أعطوا بالماليين فوق الوطن , مساهمة إتالفها أو الصغيرة األشياء سرقة منهم حق

لصوصه حماته بوطن .بالتنكيل

ذلك الصغير؟ اللحاف هذا ينفعها قد تحتفي فيم� النائم , إليه منها أحوج الطائرة في بردا� األكثر .المكان

ستفقد , أكانت بوجوده؟ أخبرتها أنا لو لألكل شهيتهاعن وتقلع والصلوات للدعاء غ ستتفر� كانت سرقة هل

, الموت, عن يفصلها شيء ال أن علمت أنها لو األلحفةقد لحظة أي�ة في تحت؟ وأنها لإلقامة تنتقل

, في أن� في التفكير يرفضوا أن فوق الجالسين عادة منموقع , كل يتربصبهم سفلي طابق ثمة به .يمرون

العجوز :سألتنيوصلنا = آوليدي لقسمطينة؟ واش

:أجبتهاا - آم� ونوصلو ساعة ثلث زال .ما

استمارتي بملء , باشرت له. استمارة ال هو واستمارتهاأية ثمن أضعاف تساوي بتذكرة السفر ترف له أن ربما

فوقه " يجلس لراكب ".تذكرة , . ما أضعاف ميتا� يساوي إنه ما مزحة األمر في كان حتما�

, الحد؟ هذا إلى وحزين بارد هو إذن فلماذا حي�ا� يساويه

� يوما ينتظر فيه ألم يعود بأكمله عمرا� كهذا مطيرا�قسنطينة؟ إلى السحب أكتاف على محموال�

� هاهوذا أخيرا .بلغها

. براد.. من العائد صغيرك بيه جيتك الميمة آ قسمطينة. , المنافي يقضي أن عليه كان يه ضم� كعصفور مرتعدا�

. المغبون وليدك صدرك بلوغ أجل من هو , عمرا� ما لفرط , , ما لفرط زيان عاد ما خالد كان ما لفرط هو عاد ما لك

وجد ما زيان أخيه أصبح قبر غير مستقرا� .له . , ما صخر منا أي�ا ندري عدنا ما الصخرة أبناء عادت نحن

. هذه في كلنا بدموعها قبرنا على لنستدل خنساء من ." عليهش " ما لكن صخر .. الطائرة توسيع سنواصل ام�ا يا

.المدافن

بالصمت نة المحص� الفتاة تلك نطقت كقلعة, فجأة:وقالت

قلمك؟ - أستعير أن بإمكاني هلبالقلم أمد�ها وأنا :أجبتها

-� ..حتما. , تنهطل موسيقى وحزن رذاذ و غيم صوتها في كان

مظلة فتحت .الصمت لكن�ي , � متحاشيا المباغتة الرغبات رياح وجه في مغلقا� كنت

قد متعرجا� الكرسي� دربا� على جالسة امرأة إلى يوصلنيالكثيرة, المنعطفات ذات قسنطينة ففي ليس, المالصق

.. � دائما المسار مبتغاك إلى يوصلك مستقيم طريق ثمة

!لولبي�القلم لي . أعادت لم استمارتها ملء من انتهت أن بعد

" صمتها " في وانكفئت شكرا� سوى .تقللت سؤالها تكف� العجائز بفضول :جارتي

الليل - هاذا في يالقيك يجي اللي كاين الله شاء يا إن . ماهيشمليحة, الحالة وابني أنا معانا نوصلوك وإال بنتي

األيام .هاذ:شاكرة ردت

- .. يالقيني خويا يجي راح الصحة .يعطيكمتزوجة تكن لم أنها أهلها استنتجت تعيشمع .وأنها

. منها طلبت البضائع بعربة لحظتها تمر المضيفة كانت

, . عندما ثمنها أدفع أن وشك على كنت سجائر علبةيوجد كان إن تسألها الفتاة . سمعت العطر ذلك عندها

, , وتواصل تستفزني الحياة أن� شعرت مندهشا� بقيت.معابثتي

اختيار كان في تطابق مصادفة جمال يتجاوز شيء األمر , وجود تصادف هول إلى بالذات عطر . نوع تحتنا تابوته

لهذا فارغة بقارورة� أشيائه بين يحتفظ كان الذي هونفسه .العطر

: ما أية وعلى القارورة؟ تلك له أين من السؤال عادبها يحتفظ وهو متى ومنذ انسكبت؟ يحتفظ أنثى كما

آخر سؤاال� غدا بل قيمته؟ يعرف وحده بشيء� يتيم : لو ماذا جسدي له العطر إقشع�ر ذلك طلب الذي هو كان

إليه؟ أحوجنا اليوم ألنهالسفلي العالم في أنه , , غير بالموت يتحرر لم هو حيث

. , واغترابه يتمه محنة من به تحرر بل فحسب الحياة منالفارغة؟ فما اليتم قارورة في يسكبه عطر� إلى حاجته

. ال بيننا يتما� األقل اليوم أن إنه فرحة يخافعلىشذى , إنها, منها ينال أن الزمن يستطيع ال رائحة له تنضب

.األبدية رائحة , , ذلك يحتاج هو برائحته ينفضح جثمان� عزلة في تراه أم

رائحة للجم , العطر ببشاعة وتشي الديدان توقظشراهةالحضور جمالية على حريصا� كان .رجل�

أن . غير ال رائحة شذى مشروع هو قارورة في العطرالجسد بكيمياء بانصهاره إال كذلك عاد . يصبح ما ولذاالرائحة تلك على يغط�ي أن عطر� .بإمكان

اعتذار, غير شيء ال الموت الرائحة عنه فناب تأخر .عطر�

من العطر قارورة لتقبضثمن المضيفة عادت عندما , لتهكم, إكراما� إياه أهديها أن فكرة راودتني الفتاة

به, ننفضح يتم� على غيابه رائحته في .عطرا� , , وتظنني لعذري تطمئن ال أن خشية أفعل لم أنني غير

بها , أتحرش يظفرون عندما الرجال من البائسين كعادةجوارهم إلى مربوطة .بأنثى

بذريعة .. أكنت أسعىسوى ال بعطر جثمانه مالمسةصمتها؟ لمالمسة

القليل بذلك سعيدا� . كنت باالرتباك مستمتعا� قالته الذي

. إلى بالصمت ذاهبا� بالحب شبيه شيء أمام اللذيذلغرسشتلة, االلتباسحفرة بعمق بيننا مهيئا� أقصاه

إلى. التفكير سنة تأخذني بداية الشهوات من أكثر نسجالمرأة هذه مع لي تكون قد .قصة

, رعب أصابني النهايات هول جمال, فوق البدايات . , تأمين إستطعت إن وإغراؤه دواره العاطفي الخوف

رذاذ تقيني شذى, مظلة� تصد بكمامة لي أين من الرغبةالنفاذ؟ الغواية عطر

الخاطف العبور على, كان الوقت يشوشبعض لرائحته . عطرها سلطة يلغي أن استطاع ما لكن لها اشتهائي

.علي� , غبار يسبقه الجياد حوافر كوقع نحوي يتقدم الحب كان

هذه, في أن ذلك . الماضي شيء تلك من شيئا� المرأة , أتشممه لكنني بعد الأعرفه .منها

رأيتها يوم التي ذات تلك المقهى ذلك في مرة ألول , شعرت والربع الواحدة الساعة عند أكتوبر ثالثين

سيتشظ�يا بصاعقة كوكبين بين العشقي� االصطدامباآلخر أحدهما .انخطافا�

هول, من من أذكر القدر ذلك على بفاجعة االنبهار , في أستأذنها وأنا لها قلت أني الدمار الجلوس: " جمال

, لم.. ألنها األرضية للكرة الدموية الدورة أشكر سيدتيقبل نلتقي ".اليوم تجعلنا

, يبعدها من الكواكب؟ سير يدير من الحب مجرة فييبرمج من بها؟ يطقئ ويقر� من وتصادمها؟ تالقيها

أن ينبغي وهل حياتنا؟ سماء في أخرى ويضيء إحداهاالحب؟ يتعث�ر في ليقع بجثمان المرء

, من بجثمان نتعثر دوما� جديد حب� إلى سعينا أحببنا, فينحو الطريق مواصلة نستطيع حتى قتلناهم بمن

جثمانهم, نحتاج لكأننا كل�. غيرهم في ولذا جسرا� , , الصخرة على نفسه المكان في نقع العاطفية عثراتنا

وتنهض, جراح نفسها تنكأ� بخدوش� مثخنة� أجسادنا . نصح في وقتك تهدر فال األول بالحب العشاق, ارتطامنا

التكرار واجبة أبدية أخطاء !للحب�امرأة لكأنها منها؟ شفيت ما خياشيم أأكون في داخلة

. أينما, بعطرها أتعث�ر قدري مسام مخترقة ذاكرتي

.حللتكانت الحياة".. " ما إنها .حياة

, نزورها جديدة بمدن إليها تأخذني بطائات حلمت كم� , , معا آخذ بصباحات علينا الباب فيها ينغلق فنادق بغرف

منشفة شفتيها فتناولني حمامي نتحدث , فيها بأماس� , , , عن العسكر عن الله عن والموت الحب عن طويال� فيها

المغدور الخادعة.. األحالم األوطان وعن .بها , يتناول بصوتها هاتفي شاشة على يظهر برقمها حلمت

, معي , الشوارع, معي يجتاز مكتبي إلى يرافقني قهوتي , أمان حزام يضم�ني الطائرات معي , يركب مقعد كل في

, , , صوت علي� يطمئن يطمئنني األمهات بخوف يطاردنيبيدي .يأخذ. , لكن ليسثمة مهددة متع المرأة هذه مع لي كانت دوما�

. إحداها بيننا التي الجثث هذه , غير تسترق معي تسافر , مني� موتها ملء وتضحك إلي� .السمع

بجثة تتعثر ال كذاك حب بمقبرة . في تتعث�ر .أنت

" المضيفة , صوت فاجأني عندما بذكراها منشغال� كنت.. الرجاء أحزمتكم تبقوا أن مقاعدكم ظهور تقو�موا أن

عن.. وا تكف� وأن ".التدخين مربوطة. بها باالهتمام تطالبني يميني على العجوز بدأت

ربط على الصغيرة, ساعدتها الستارة وأنزلت حزامهاإلى, نظرت هي إن� رعبا� تزداد ال حتى قسنطينة للنافذة

فوق .منا - يام� تشوفيشلتحت .ما

. أن قليال� سبيلي تطلق أن أريد � كنت أيضا أنا أنظر . , أن, السفلي العالم أنسى كي يساري على جواري

األخيرة اللحظات في أسرق الشاهق الموعد هذا من, ,� متأخرا حضوره جاء لعطر� شيئا� ألقول غرائبيته

� طائرة , ومخيفا هبوط .كلحظةالسرعة بتلك األرض على حطت الطائرة لكن

القصوى . االرتطامية أزير كان الطائرات بها تنزل التي , ولم المطار مدرج على بنا تسرع وهي يعلو محركاتها

حديث أي� تبادل أحد بإمكان .يعد

, يرتج� الذي نعشه إلى عنده تفكيري اللحظة ذهب

قسنطينة بتراب .مرتطما� . . وال السفر مهرجان ينتهي هنا وهو أنا نفترق أملك هنا

, . مناسب غير والوقت الليل إنه عليه أأتمنها إالأنفي .حضنها للإلرتماء

, على يجرؤ أحد وال قسنطينة النوم إلى تذهب باكرا�الذي الموتى حارس � إيقاظ خوفا الغفلة منامة ارتدى

القتلة .منحماية في اآلن منذ أنك تعرف أن التي, عليك الديدان

وتحته التراب فوق وتناسلت عششت غيبتك .فيالديدان جشع تتفهم من, أن ثروتاه جمعت التي البشرية

. وستحر�ض وليمتها كان عما حيا� وترفعك تعففك موائد , أن سبق جسد من بقي بما لتقتات أخرى اليوم عليك

للثورة بعضه .أطعمتبمآثر , نفاخر الشهداء من لمزيد لنهمها وإكراما� الديدان

قرابين أجسادنا بهاء لها .والء نقدم , صديقي يا منذور وثروتهم ثورتك بين المسفوح فعمرك

الوطن لديدان تخصيب , كجسدك مزارعو يتول�ى التي , بالد تربي كما لها األفضل التربة وتهيأة تربيتها الموت

والمرجان اللؤلؤ أحواضها في .أخرى

, األحالم ومنهك للنعاساألخير هو أدري. مستسلم ال أنا . ال التي قسنطينة سيدتي خوفا� األعظم منا من

موتنا لجدولة إال ,, تستيقظ حلمه إيذاء عن في تعف� . , ال النوم إلى وعودي كذبا� أحضنيه به باإلكتراث تظاهري

, . حل� حيثما إسمه عن تسأليه ال كثيرا� أوراقه في تدققي , واآلن القسنطيني اسمه امنحي كان فيك حل� وقد

, كل دامت ما جسر أقدام عند شجرة أو لصخرة إسمهواألزقة الشهداء الشوارع لقدامى أسماؤها محجوزة

القادمة .والخسارات

يغط�ي الطائرة أزير تقاسمته كان علىصخبصمتمعه الرحلة .طوال

فيسفريات لي حجز قدر ضد� أستطيع الحياة ماذا , .. الطائرة يستقالن عطر وجوار رائحة فوق مقعدا�

.نفسهاالعجوز كانت وحدها بالحياة تشب�ثها بذراعي المتشبثة

المذعورة وابتهاالتها دعواتها .تصلني

:" كان ست الخارج في الحرارة يعلن المضيفة صوتعشرة. الحادية إلى تشير اآلن الساعة والنصف درجات

. بنا. حط�ت لقد مربوطة أحزمتكم إبقاء الرجاء ليال�محمد مطار في قسنطينة.. الطائرة ".بوضياف

م 2002يوليو 10إنتهتفي والنصف العاشرة � ..الساعة صباحا

تحيات الســاخرموقع : معwww.alsakher.com