الفكر الإسلامي - 1958

86
ر ك ف ل ا ي م لا س لا ا مد ح م مد ح م ل ي ع ما س ا اذ ي س لا ا ساعد م ل ا ي ف عة ام& ج ل ا ) ة ري مص ل ا1377 ه- 1958 م وق ق ح ع& ب لط ا ةB وظ ق ح م ة& ب كت م ل ي ع و ل ا روت يN ي- 1 -

Upload: abumalek12092

Post on 05-Dec-2014

49 views

Category:

Documents


2 download

DESCRIPTION

الفكر الاسلامي

TRANSCRIPT

Page 1: الفكر الإسلامي - 1958

اإلسالمي الفكر

اسماعيل محمد محمدالمصرية الجامعة في المساعد األستاذ

م1958- هـ1377

محفوظة الطبع حقوقالوعي لمكتبةبيروت

-1-

Page 2: الفكر الإسلامي - 1958

الرحيم الرحمن الله بسم

أو الشــرعية بالنصــوص التثقــف ســواء المسلمين، على فرض اإلسالمية بالثقافة التثقفــائل ــتي بالوس ــذه فهم من تمكAن ال ــوص ه ــا. وال النص ــرق وتطبيقه ــف بين ف ــام التثق باألحك اإلسالمية البالد الغرب غزا منذ أنه المؤلم من أنه اإلسالمية. غير باألفكار التثقف أو الشرعية،

SسSط وحضارته، ثقافته في الثقافة عن المسلمون أعرض وسلطانه، ومفاهيمه أحكامه عليها وبV اإلســالم، ســلطان لتقلص نتيجة اإلسالمية جــراء من جادAتــه عن الســليم الــذوق في وانحرافــاثقافته. وعلى اإلسالم على حمالتها تشن التي المضللة الدعاياتV أنشر أن رأيت وقد V اإلسالمية، الثقافة هذه من شيئا ــلمين بها، الناس يجد أن في أمال مس

Aم الــذي الفكــري الهبــوط بعض ويعالج أذواقهم، ويصحح عقولهم، يثقف ما مسلمين، وغير يخيالمنطقة. هذه على

ــل باإلسالم التثقف من عليهم الله فرضه بما للقيام المسلمين يوفق أن أسأل والله وحممجيب. سميع إنه ثقافته، ونشر دعوتهعبده اسماعيل محمد محمد

-2-

Page 3: الفكر الإسلامي - 1958

العيش في معينة طريقة اإلسالم

المســلمين على يفــرض وهو التميز، كل غيره عن متميز الحياة، في خاص طراز اإلسالمV V عيشا V الخــاص الطراز بهذا التقيد عليهم ويحتم يتغير، وال يتحول ال معين ثابت بلون ملونا تقيــدا

V يطمئنون ال يجعلهم V فكريا A ونفسيا بالســعادة يشعرون وال العيش، من المعين النوع هذا في إالA فيه. إال

خطــوط في معينــة. وجــاء نظــر وجهــة تشــكل الحياة، عن مفاهيم مجموعة اإلسالم جاءSستنبط الحياة، عن اإلنسان مشاكل جميع تعالج عامة معان أي عريضة، كل عالج بالفعل منها يV ذلك كل وجعل لإلنسان، تحدث مشكلة عن األفكــار كل تحتها تندرج فكرية قاعدة إلى مستنداuتخذ الحياة، V وت وآراء وأفكــار معالجات من األحكام جعل فرعي. كما فكر كل عليها يبنى مقياساSطة العقيدة، عن منبثقة العريضة. الخطوط من مستنب

دA ولم األفكار، لإلنسان حدد قد فهو uحS أطلقه. بل عقله يAد Aد ولم معينة بأفكار الحياة في سلوكه وقي أطلقه. بل اإلنسان يقي

ة باسم، أمل نظرة الدنيا للحياة المسلم نظرة فجاءت Aــ لهــا تقــدير ونظــرة واقعيــة، وجدAيuنــال، أن يجب أنهـا حيث من بقـدرها، غايـة. تكــون أن يصــح وال غايـة، ليسـت أنهـا حيث ومن ت والطيبات لعباده أخرج التي الله بزينة ويتمتع الله، رزق من ويأكل مناكبها في المسلم فيسعى

والخلود. البقاء دار هي اآلخرة وأن ممر، دار الدنيا أن يدرك ولكنه الرزق، من الصــالة. أمــور تعــالج كمــا خاصة بطريقة البيع أمور لإلنسان تعالج اإلسالم أحكام وجاءت

ــة المــال تملك كيفية الزكاة. وتبين أمور تعالج كما خاصة بطريقة الزواج مشاكل وتعالج وكيفي كمــا خاصــة بطريقــة والمعامالت العقود الحج. وتفصAل مسائل تبين كما خاصة بطريقة إنفاقه جهنم عــذاب تشــرح كما العقوبات وسائر والجنايات الحدود والعبادات. وتشرح األدعية تفصAل الــذاتي االنــدفاع على تدلــه كمــا خــاص بطراز وطريقته الحكم شكل على الجنة. وتدلAه ونعيم

V األحكام لتطبيق والشــعوب الــدول ســائر مــع الدولــة عالقــة إلى الله. وترشــده لرضوان طلباuلز|مه الدعوة لحمل ترشده كما واألمم V باعتبارهــا الصــفات بعليــا االتصاف للعالمين. وت أحكامــا

الناس. عند جميلة صفات ألنها ال الله، عند من لعالقتــه كتنظيمــه النــاس، ومع نفسه مع كلها اإلنسان عالقات فنظم اإلسالم جاء وهكذا،

V اإلنســان المعالجــة. فصــار ومن الفكر من واحد نسق في الله، مع ~فــا هــذه في يســير ألن مكلمحددة. معينة غاية ونحو محدد، معين طريق وفي معين، بدافع الدنيا الحياة

V وحذAرهم غيرها، دون وحدها الطريق هذه في بالتقيد الناس اإلسالم ألزم وقد V عذابا ــا أليمV عليهم إحداهما ستقع الدنيا في صارمة عقوبة حذAرهم كما اآلخرة، في هــذه عن حادوا إذا حتما

شعرة. قيد الطريقV المسلم يصبح ولهذا V الحياة هذه في سائرا V، ســيرا طــراز في معينــة، عيشــة يعيش معينــا

بأحكـام بالتقيـد ونواهيـه اللـه ألوامـر طاعتـه ووجـوب اإلسـالم، عقيـدة اعتناقـه بحكم خاص،اإلسالم.

أمــر معين، طريــق في معين وســير للحياة، معين فهم في العيش من المعين النوع فهذاV مفروض V. المسلمين وعلى مسلم كل على حتما جميعاV اإلسالم به جاء وقد V صريحا Aة، الكتاب في واضحا واألحكـام اإلسـالمية العقيـدة في والسـنالشرعية.V اإلسالم يكن لم هنا ومن V دينا Aمـا كهنوتيـة، أو الهوتيـة مفـاهيم وال فحسـب، روحيـا هـو وإن

V المسلمين وعلى مسلم كل على يجب العيش في معينة طريقة حسب حياتهم تكون أن جميعاوحدها. الطريقة هذه

~لة فكرة وليس وجودها ملموس حقيقة الله األذهان في متخي

ولكن بـه، ويؤمنـون بالله يعتقدون الغربي، العالم في سيما وال األرض، وجه على كثيرون بوجــود اإليمــان أن يــرون حقيقــة. وهــؤالء وليس فكــرة الله أن على مبني وإيمانهم اعتقادهم

-3-

Page 4: الفكر الإسلامي - 1958

ــه إنها عنها يقولون فكرة وهي األلوهية، فكرة بوجود "إله" إيمان اإلنســان دام مــا جميلة!! ألن هــذه بــدافع الخــير من ويقــترب الشــر عن يبتعــد فهــو لســلطانها، ويخضع بها، ويعتقد يتخيلها،

اإليمان يجب أنه يرون الخارجي. ولذلك الدافع يفعله مما أكثر يفعل داخلي رادع الفكرة. فهيرين النــاس يظـل حتى به، اإليمان تشجيع ويجب بالله، Aــ داخلي بــدافع الخــير إلى مــدفوعين خي

الديني"!!.. "الوازع يسمونه أن بمجــرد هــذا إيمانهم عن يرتدون ما أقرب وما اإللحاد، إلى يجرون ما أسهل ما وهؤالء

لهــذا يــدرك ولم وجودهــا، يلمس لم "الفكــرة". فــإذا هــذه وجــود للمس بالتفكير العقل يندفعV، الوجود حقيقــة وليس فكــرة اللــه بــأن اإليمان فإن هذا، بالله. وفوق وكفر إله وجود جحد أثراV الخير يجعل V الشر ويجعل حقيقة، وليس فكرة أيضا اإلنســان فيقــوم حقيقة، وليس فكرة أيضا

الشر. فكرة من فيها يتخيل ما بقدر عنها ويبتعد الخير، فكرة من فيها يتخيل ما بقدر باألعمال إلى الوصول في العقل يستعملوا لم أنهم هو اإليمان من النوع هذا إلى بهؤالء أدى والذى

الكــون عن الطبيعيــة األســئلة من الناشــئة الكــبرى العقــدة لحــل يهتــدوا ولم باللــه، اإليمــانV بعــدها، ومــا قبلهــا بمــا عالقتها وعن بعدها، وعما الدنيا الحياة قبل وعما والحياة، واإلنسان حال

،V uقAنوا وإنما عقليا ــدركوا أن دون مؤمنين وظلوا الحل بهذا فسلAموا ملقAنهم، يريده الذي الحل ل يV فــوق الدين أن فيجاب عقله يستعمل أن يحاول كان من منهم به. وكثير آمنوا الذي وجود حسا

Sر العقل uجب السكوت! على وي ذاتــه كــانت وإن محســوس، ملمــوس وجــوده وأن فكرة، وليس حقيقة الله أن والصواب

جــالس ألنــه يراهــا، وال الســماء في طــائرة دوي يســمع اإلنســان أن ترى إدراكها. أال يستحيل بذاتها. فهو يحس ولم يرها لم ولو وجودها يدرك بصوتها حسه من فإنه ذلك ومع غرفته، داخلV يصدق أي صوتها، سماعه من السماء في طائرة بوجود يعتقد الطائرة. بوجود يقين عن جازما

وإدراك بذاتها، اإلحساس لعدم يحصل لم ذاتها ذاتها. فإدراك إدراك غير الطائرة وجود فإدراكفكرة. وليس حقيقة الطائرة بصوتها. فوجود اإلحساس من قطعي وجودها

كــة األشــياء هــذه وكــذلك Sدة ألنهــا قطعي أمــر وجودهــا فــإن المحسوســة، المدرSمشــاه الســماوية محســوس. فــاألجرام مشــاهSد ألنــه قطعي، أمــر لغيرها محتاجة وكونها محسوسة،

مـدرSك شـيء كـل وهكـذا يسـتعملها، لمن محتاجـة تحـرق حـتى والنـار النظـام، إلى محتاجـةV، يكون أن يمكن ال لغيره. والمحتاج محتاج محسوس V كان لو إذ أزليا ــيره، عن الســتغنى أزليا غ

V فكونه كة األشياء كون فإنA ذلك بأزلي. وعلى ليس أنه معناه محتاجا Sجميعها المحسوسة المدر المخلوقـات بهـذه لخـالق. فاإلحسـاس مخلـوق أنـه يعـني األزلي غـير إذ قطعي، أمر مخلوقة

كوجــود عنــه، صــدرت المخلوقــات لهذه خالق ووجود قطعي، أمر الطائرة بصوت كاإلحساسV للمخلوقــات الخــالق وجــود فصــار قطعي، أمر الصوت، عنها صدر التي الطائرة V. أمــرا قطعيــا

V. لهــا خالق وجود بها اإلحساس من وأدرك وعقله، بحسه المخلوقات أدرك قد فاإلنسان قطعــاذهنه. في اإلنسان تخيلها فكرة وليس بالحس وجودها اإلنسان لمس قد حقيقة الخالق فوجود

V يجب الخالق وهذا V، يكون أن عقال V لكان أزلي غير كان لو إذ أزليا V، فيكــون محتاجا ــا مخلوقA تستطيع ال معينة وأحوال بنسب تسير أن إلى محتاجة ألنها أزلية ليست الطبيعة أن وبما أن إال إذ محتاجــة ألنهــا أزلية ليست المادة أن واألحوال. وبما النسب هذه إلى محتاجة فهي بها تتقيد

A حال إلى حال من تتحول أن تستطيع ال A تســتطيع وال معينة، ونسب معين بتكاثر إال تتقيــد أن إالV ليســت الطبيعة فتكون محتاجة، فهي التكاثر، من القدر وهذا النسب بهذه ليســت ألنهــا خالقــاV ليست المادة وتكون قديمة، أزلية A يبق فلم قديمة، أزلية ليست ألنها خالقا الخــالق يكون أن إال

شاكل ما أو الهيم، أوGOD أو الله، الناس يسميه الذي القديم األزلي أي: ذلك تعالى، الله هوالقديم. األزلي الخالق أي الله، هو واحد مسمى على تدل التي األسماء من ذلك

uلمس حقيقة فالله يخــاف الله يخاف حين واإلنسان مخلوقاته، وجود من بالحس وجودها يV يعبــد اللــه يعبــد وحين بــالحس، وجودها يلمس حقيقة موجودة ذات� من حقيقــة موجــودة ذاتــا

يلمس حقيقــة موجــودة ذات� رضــوان يطلب الله رضوان يطلب وحين بالحس، وجودها يلمسV اإلنسان يكون بالحس. ولذلك وجودها V الله، من خائفا V الله، عابدا ال يقين عن الله رضوان طالباارتياب. أي إليه يتطرق

-4-

Page 5: الفكر الإسلامي - 1958

المبـدأ

V يبــدأ بدأ من ميمي مصدر اللغة في المبدأ V النــاس اصــطالح ومبــدأ. وفي بــدءا هــو جميعــاuبنى الذي األساسي الفكر يقـول أن ويقصـد الصـدق، هو الشخص: مبدئي أفكار. فيقول عليه ت

الوفــاء، هــو مبــدئي آخــر: إن شخص ويقول الصدق؛ هو تصرفاتي عليه أقيم الذي األساس إنA معامالته، عليه يقيم الذي األساس هو الوفاء أن ذلك من ويقصد أطلقــوا النــاس أن وهكذا. إال

uبنى أن يمكن فرعية أفكار على V فرعية أخرى أفكار عليها ت أنهــا اعتبــار على مبــادئ، بأنهــا أيضا مبــدأ، التعاون: إنه عن وقالوا مبدأ، الجوار وقالوا: حuسن مبدأ، فقالوا: الصدق أساسية، أفكار

االجتمــاع.. ومبــادئ القانون، ومبادئ االقتصاد، ومبادئ األخالق، قالوا: مبادئ هنا وهكذا.. ومنV وأرادوا وهكذا، uبـنى االقتصاد من معينة أفكارا V عنهـا، منبثقـة أفكـار عليهـا ت من معينـة وأفكـاراuبنى القانون وهكذا. قانونية، ومبادئ اقتصادية مبادئ إنها عنها قالوا عنها، منبثقة أفكار عليها ت

Aما مبادئ، ليست هذه أن والحقيقة وهذه أساسي، فكر المبدأ ألن أفكار، أو قواعد هي وإنV ليست V بل أساسية أفكارا uبــنى كونهــا فرعيــة، أفكارا V يجعلهــا ال أفكــار عليهــا ت أساســية أفكــارا

،V V تبقى بل مطلقا نيت ولــو فرعيــة أفكارا uــ هي دامت مــا أفكــار، عنهــا انبثقت أو أفكــار، عليهــا بAما أساسية، ليست أساسي. فكر عن جميعها منبثقة أو أخرى، أفكار عن منبثقة وإن

فكــر عن مــأخوذة ألنها أساسية، وليست فرعية أفكار وغيرها، والتعاون والوفاء فالصدقــرآن من مأخوذ شرعي حكم فهو ألساس، فرع الصدق ألن األساس، هي وليست أساسي، الق

المسلمين. غير عند الرأسمالي الفكر عن مأخوذة نافعة جميلة وصفة المسلمين، عندA مبــدأ الفكــر يســمى ال هــذا وعلى V فكــرا كــان إذا إال أفكــار. والفكــر عنــه تنبثــق أساســياV. وهذا فكر قبله يوجد ال الذي هو األساسي الكليــة الفكــرة في محصور األساسي الفكر مطلقا

في األســاس هــو الفكــر هــذا ألن أساســي، فكــر غيرها يوجد وال والحياة، واإلنسان الكون عند لم فما الكون، في يحيا إنسان أنه وجد لنفسه نظر إذا الحياة. فاإلنسان Sعن فكــر عنــده يوجــ

uعطى أن يمكن ال واإليجاد، الوجود حيث من الكون وعن الحياة وعن نفسه V ي V يصلح فكرا أساسا الفكــر هــذا يوجــد لم مــا متنقلة، متلونة، مائعة، أساس، دون سائرة حياته تبقى لحياته. ولذلك

الكون. وعن الحياة وعن نفسه عن الكلية الفكرة توجد لم ما أي األساسي، وهي األساســي، الفكــر هي والحيــاة واإلنســان الكــون عن الكليــة الفكرة كانت هنا ومن

A uبنى أن وال أفكار، عنها تنبثق أن يمكن ال العقيدة هذه أن العقيدة. إال A أفكار، عليها ت كــانت إذا إالV، هي V كانت إذا عقلي. أمAا بحث نتيجة كانت أي فكرا V، تسليما V، تكون فال وتلقAيا تســمى وال فكــرا

توصAل قد الكلية الفكرة تكون أن بد ال كان عقيدة. ولذلك تسمى أن يصح كان وإن كلية، فكرة عقليــة، عقيــدة حينئــذ فتكــون عقلي، بحث نتيجة تكون أن أي العقل، طريق عن اإلنسان إليها

uبنى أفكار عنها تنبثق وحينئذ Sجــات هي األفكــار أفكار. وهـذه عليها وت أي الحيــاة، لمشـاكل معال وانبثقت العقليــة العقيــدة هـذه وuجـدت الحيــاة. ومــتى شؤون لإلنسان تنظ�م التي األحكام هي ينبثــق عقليــة عقيدة بأنه المبدأ عuرف المبدأ. ولذلك وuجد فقد الحياة مشاكل تعالج أحكام عنها األحكــام وهــو نظــام، عنهــا ينبثــق عقليــة عقيــدة ألنــه مبــدأ اإلســالم كان هنا نظام. ومن عنها

نظام عنها ينبثق عقلية عقيدة ألنها مبدأ الشيوعية وكانت الحياة؛ مشاكل تعالج ألنها الشرعية،uبــنى عقليــة عقيــدة ألنهــا مبدأ الرأسمالية وكانت الحياة، مشاكل تعالج التي األفكار هو عليهــا ت

الحياة. مشاكل تعالج أفكارV هنــا ومن وال مبــدأ، النازيــة وال مبــدأ، الوطنيــة وال مبــدأ، ليســت القوميــة أن يتــبين أيضــاuبــنى وال نظــام، أي عنهــا ينبثــق وال عقليــة، عقيــدة ليســت منها واحدة كل ألن مبدأ، الوجودية ت

الحياة. مشاكل تعالج أفكار أي عليها نظــام عنهــا وينبثــق العقــل طريق عن إليها توصل قد عقلة عقيدتها كانت فإن األديان أمAا

كــانت المبــدأ. وإن تعريــف عليهــا ينطبــق مبدأ فهي أفكار، عليها تبنى أو الحياة، مشاكل يعالجuقAنت وجدانيــة عقيــدة كــانت بأن عقلية، ليست عقيدتها V ل بحث دون بهــا التســليم وطuلب تلقينــاuبنى وال نظام، عنها ينبثق ال وكان العقل، ــوع هذا من التي األديان فكل أفكار، عليها ت ليســت الن

-5-

Page 6: الفكر الإسلامي - 1958

للحياة. أنظمة عنها تنبثق وال عقلية ليست عقيدتها ألن مبدأ،

األعمال مقياس

مقيــاس غــير على بأعمــالهم فيقومــون هــدى، غير على الحياة في الناس من كثير يسير القيـام عن ويمتنعـون حسـنة، يظنونهـا قبيحـة بأعمـال يقومـون تـراهم عليه. ولذلك يقيسون المــدن أمهــات شــوارع في تمشــي الــتي المســلمة قبيحــة. فــالمرأة يظنونهــا حســنة بأعمال

برز ســاقيها، عن تكشــف وبغــداد والقاهرة ودمشق كبيروت اإلسالمية uــ ومفاتنهــا، محاســنها وت في الخـوض عن يمتنـع للمسـاجد المالز|م الـورع والرجـل حسـن، بفعـل تقـوم أنها تظن وهي

قـبيح. فعـل السياسـة في الخـوض أن يظن وهو السياسة، من ألنها الفاسدة الحكام تصرفات المسـلمين، بـأمر هـو يهتم ولم عورتها، هي فكشفت اإلثم، في وقعا الرجل وهذا المرأة وهذهV ألنفسهما يتخذا لم ألنهما V اتخذا بحسبه. ولو أعمالهما يقيسان مقياسا Sمــا مقياسا هــذا تناقضــا ل

بــد ال كــان يعتنقانــه. ولــذلك أنهمــا بصــراحة يعلنــان الــذي المبــدأ مــع تصرفاتهما في التناقضuقدم أن قبل العمل حقيقة يعرف حتى عليه أعماله يقيس مقياس من لإلنسان عليه. ي

V لإلنسان جعل قد واإلسالم فيمتنع حسنها، من قبيحها فيعرف األشياء، عليه يقيس مقياسانه فمــا وحــده؛ الشــرع هــو القيــاس الحســن. وهــذا الفعل على ويقد|م القبيح، الفعل عن Aحســ

Aحه وما الحسن، هو األفعال من الشرع يصــبح فال دائمي، المقيــاس القبيح. وهــذا هو الشرع قبV، الحسن V الشرع عنه قال ما بل حسن؛ إلى القبيح يتحول وال قبيحا V، يبقى حسنا قــال وما حسناV عنه الشرع V. يبقى قبيحا قبيحا

األمــور فيــدرك أمــره، من هدى وعلى مستقيم، طريق في سار قد اإلنسان يكون وبذلكV الشرع يجعل لم لو ما بخالف حقيقتها، على V العقــل جSعــل بأن والقuبح، للحuسن مقياسا مقياســاV يسير فإنه له، V الشيء يصبح ألنه متخبطا V حال في حسنا يرى قد العقل إذ آخر، حال في وقبيحا

V الواحد الشيء V يراه ثم اليوم حسنا V، قبيحا V يــراه وقد غدا V بلــد في حســنا أخــرى، بلــد في قبيحــاV والقuبح الحuسن ويصبح الريح، مهب في األشياء على الحكم فيصبح يقــع حقيقيا. وحينئذ ال نسبيا

V يظنه وهو القبيح بالفعل القيام ورطة في V. يظنه وهو الحسن الفعل عن ويمتنع حسنا قبيحاV وجعله الشرع تحكيم من بد ال كان وعليه، نه مــا الحSســن وجعل كلها لألفعال مقياسا Aحســ

Aحه ما والقبيح الشرع الشرع. قب

غريزة التدين

V. وهـذه وتتطلب بأعمالـه للقيام تدفعه حيوية طاقة اإلنسان في الحيويـة الطاقـة إشـباعاuشبع لم وإذا الحتمي، اإلشباع يتطلب اثنين: أحدهما مظهرين ذات ــذه اإلنسان، يموت ت هي وه

uشـبع لم إذا ولكن اإلشـباع تتطلب الحاجة. والثانية وقضاء والشرب كاألكل العضوية الحاجات تAما اإلنسان يموت ال V يكــون وإن بشــعور يكــون وعملهــا الغرائــز، هي وهــذه يشــبعها، حــتى قلقــا

V يندفع طبيعي اإلشباع. متطلباA الحاجــات ألن عنهــا، تختلف بل الدافع، حيث من العضوية كالحاجات ليست الغرائز أن إالuظه|ر أو يدفعها الذي فإن الغرائز أمAا داخلي، دافعها العضوية هــو: إمــا اإلشباع بتطلب الشعور ي

لإلشـباع. المشـاعر يثـير محسـوس واقـع أو المشـاعر، يثـير الـذي الشـيء عن تتداعى أفكارV النوع فغريزة أي أو جميلة فتاة برؤية أو بالجنس، يتعلق بما أو جميلة، بفتاة التفكير يثيرها مثال

يثيرهـا التـدين الغريـزة. وغريـزة يثـير مـا يحصـل ال ذلك يحصل لم بالجنس. وإذا يتعلق شيء في مما الله صنع بديع إلى النظرة أو بذلك، يتعلق ما أو القيامة، يوم في أو الله، بآيات التفكير

مـا حصـول عنـد آثارهـا ظـاهرة الغريـزة نجـد هنـا بذلك. ومن يتعلق ما أو واألرض، السمواتuرى وال يثيرها، عن يثيرهــا مــا تحويــل حالــة في أو يثيرهــا، مــا وجــود عدم حالة في اآلثار هذه تuفقـده مغالطـة تفسـيرات بتفسيره اإلثارة تثـير الـتي األصـلية صـفته الشـخص مفهـوم لـدى ت

الغريزة. عن النظــر بغض المــدبر الخــالق إلى بالحاجة الشعور هو إذ ثابتة، طبيعية غريزة والتدين

-6-

Page 7: الفكر الإسلامي - 1958

ــواء إنسان، هو حيث من اإلنسان في يكون فطري الشعور المدبر. وهذا الخالق هذا تفسير سV أكان V أو الخالق، بوجود مؤمنا V بــه كــافرا في الشــعور هــذا الطبيعــة. ووجــود أو بالمــادة مؤمنــا

V معه يخلق ألنه حتمي اإلنسان هـو وهذا عنه، ينفصل أو منه يخلو أن يمكن وال تكوينه، من جزءاالتدين.

ــذي أو المدبر، الخالق هو أنه يعتقد لما التقديس هو التدين هذا به يظهر الذي والمظهر الــد عبادة، فيكون الحقيقي بمظهره التقديس يظهر المدبر. وقد الخالق به حل قد أنه يتصور وقوالتبجيل. التعظيم فيكون صوره بأقل يظهر

V ليس وهو القلبي، االحترام منتهى هو والتقديس V بــل الخــوف عن ناتجا التــدين. عن ناتجــا ينــاقض وذلــك الــدفاع، أو الهــروب، أو الملــق، مظهره بل التقديس، مظهره ليس الخوف ألن

غريزة غير مستقلة غريزة التدين فيكون للخوف، ال للتدين مظهر التقديس. فالتقديس حقيقةV. ومنذ اإلنسان نجد ولذلك الخوف، مظاهرها من التي البقاء ــه أوجده أن متدينا األرض على اللV. فقد يعبد نجده V، نجــد الله. وال وعبد واألصنام، والنار، والكواكب، الشمس عبد شيئا وال عصــراV، وال أمAة، A شعبا V. حتى يعبد وهو إال على يجبرهــا بــالقوة الســلطان فيهــا قام التي الشعوب شيئاV، تعبد متدينة كانت التدين، ترك في األذى كــل وتتحمــل عليهــا، تتســلط الــتي القــوة رغم شيئا

الخــالق، تقديس منه وتزيل التدين، اإلنسان من تنزع أن قوة تستطيع عبادتها. ولن أداء سبيلAمـا العبـادة، من وتمنعـه من طـبيعي مظهـر العبـادة ألن زمن، إلى ذلـك تكبت أن تسـتطيع وإناإلنسان. في طبيعية غريزة هو الذي التدين مظاهر

هــؤالء فــإن بالعبادة، االستهزاء من أو العبادة، عدم من الملحدين بعض على يظهر ما أمAا في مظهرهــا وجعــل المخلوقــات، عبــادة إلى اللــه عبادة عن عندهم التدين غزيرة صuرفت قد

uعملت ذلــك، شــاكل ما أو الضخمة، األشياء أو األبطال أو الطبيعة تقديس الصــرف لهــذا واســتلألشياء. الخاطئة والتفسيرات المغالطات عن لهــا وتحويــل فطرته، عن لإلنسان صرف� ألنه اإليمان، من أصعب الكفر كان هنا ومن مقتضــى عن اإلنســان ينصــرف أن أصعب كبير. وما جهد إلى ذلك الحقيقية. فيحتاج مظاهرها

وفطرته! طبيعتهV الله وجود لهم ويبدو الحق، لهم ينكشف حين الملحدين تجد ولذلك وجوده فيدركون حسا

V بالعقل V، إدراكا ويـزول واالطمئنـان، بالراحـة ويشـعرون اإليمـان إلى يسـرعون تجـدهم جازماV هؤالء أمثال إيمان ويكون يثقلهم، كان كابوس عنهم V راسخا ألن ويقين، حس عن جــاء ألنه قويا

V فــأدركوا بوجدانهم، ارتبط عقلهم V إدراكــا V وشــعروا اللــه، وجــود يقينيــا V شــعورا بوجــوده، يقينيــااإليمان. قوة فكانت بعقلهم، فطرتهم فالتقت

مسلم كل على فرض الكفاية على الفرض

V الفعــل بطلب المتعلــق الشارع خطاب هو الفرض V، طلبــا تعــالى: )أقيمــوا كقولــه جازمــاV الصالة( )انفروا V خفافا Aمـا الصــالة عليــه وكقولـه اللــه(، سبيل في وجاهدوا وثقاال والسـالم: )إن

uؤتم~ اإلمام جuعل النصــوص جاهلية(. فهــذه ميتة مات فقد بيعة عنقه في وليس مات به( )من ليV الفعل بطلب متعلق الشارع من خطاب كلها V. والـذي طلبا V الطلب جعـل جازما القرينــة جازمـاV، فجعلته بالطلب يتعلق فيما جاءت التي من بحــال الفــرض يســقط به. وال القيام فيجب جازما

V ويظــل تركــه، على العقاب الفرض تارك فuرض. ويستحق الذي العمل يقام حتى األحوال آثمــا على فــرض فكلهــا الكفايــة، على والفــرض العين فــرض بين ذلــك في فرق به. وال يقوم حتىV تعــالى: )انفــروا وقولــه عين، الصــالة( فــرض أقيمــواتعالى: ) فقوله المسلمين، جميع خفافــاV ؤتمA اإلمام جuعل والسالم: )إنما الصالة عليه وقوله كفاية، وجاهدوا( فرض وثقاال uـ بـه( فـرض لي كفايــة. وكلهــا بيعــة.. الحــديث( فــرض عنقــه في وليس مــات السالم: )من عليه وقوله عين،V الفعل بطلب المتعلق الشارع بخطاب تثبuت فرض V. فمحاولــة طلبا فــرض بين التفريــق جازمــا ومغالطـة اللـه، سـبيل عن وصـد اللـه، عنـد إثم الوجوب جهة من الكفاية على والفرض العين

تعالى. الله بفروض بالقيام للتساهل

-7-

Page 8: الفكر الإسلامي - 1958

V فإنه عليه، وجب عمن الفرض سقوط حيث من أمAا ــرض العين فرض بين فرق ال أيضا وف كل من به القيام طuلب سواء الشارع، طلبه الذي العمل يقام حتى الفرض يسقط الكفاية. فال

V فإن الخليفة، كبيعة المسلمين جميع من به القيام طuلب أو المكتوبة، كالصالة مسلم ال منها كال لــه. ففــرض البيعة وتحصل الخليفة يقام وحتى الصالة، تقام حتى أي العمل، يقام حتى يسقطــه، يتم حتى يقيمه بما بعضهم قام إذا المسلمين من واحد أي عن يسقط ال الكفاية فيبقى قيام

V مسلم كل يتم. لم بالعمل القيام دام ما آثماــه قــام إذا الذي هو الكفاية فرض إن يقال أن الخطأ فمن ذلك وعلى عن ســقط البعض ب

أمــر حينئــذ البــاقين. وســقوطه عن سقط البعض أقامه إذا الذي هو الكفاية فرض بل الباقين، على الفـرض هـو لبقائـه. هـذا مجـال يبـق فلم ووuجـد، قـام قـد المطلـوب العمل ألن واقعي، على فـرض اإلسـالمية الدولـة إقامـة فإن ذلك بسواء. وعلى سواء العين كفرض وهو الكفاية،

من واحــد أي عن الفــرض هذا يسقط المسلمين. وال من مسلم كل على أي المسلمين، جميع يســقط ال اإلســالمية الدولــة يقيم بمــا البعض قام . فإذااإلسالمية الدولة تقوم حتى المسلمين

كل على الفرض ويبقى تقم، لم اإلسالمية الدولة دامت ما المسلمين من واحد أي عن الفرضــتى مسلم أي عن اإلثم يسقط الدولة. وال قيام يتم حتى مسلم كل على اإلثم ويبقى مسلم، حV يقيمها، بما القيام يباش|ر فـرض الجزائـر في الفرنسـيين تقوم. وجهـاد حتى ذلك على مستمرا من أحــد عن الفــرض يسقط ال الفرنسيين، بجهاد الجزائر أهل قام فإذا المسلمين، جميع على

فـرض كـل المسـلمين. وهكـذا انتصار ويتم الجزائر من الفرنسيين إخراج يتم حتى المسلمينV يبقى الكفاية على المطلوب. العمل يقام حتى الفرض هذا يسقط وال مسلم كل على فرضا

A إله ال A معبود تعني: ال الله إال الله إال

V، اإلنسان في التقديس كان لمAا V. فالعبــادة يعبــد أن فطرتــه من اإلنسان كان فطريا شــيئاج�ع Sــه وطمأنينة، براحة العبادة يؤدي حين اإلنسان يشعر التدين. ولذلك لغريزة طبيعي ر في ألنA غريزة أشبع قد يكون العبادة أدائه ترك أن يجـوز ال العبـادة هـذه أن التـدين. إال uـ أن للوجـدان ت

ــيين الوجدان مع العقل يشترك أن بد ال بل يتخيل، كما اإلنسان ويؤديها يتطلب، كما يقررها لتعuعبد. ألن أن يجب الذي الشيء V ومــدعاة للخطــأ، عuرضــة الوجــدان ي يــدفع مــا للضــالل. وكثــيرا

V تحط~م، أن يجب أشياء لعبادة اإلنسان الوجدان ــر. أن يجب أشياء لتقديس يدفع ما وكثيرا uحتق تuرك فإذا ــير عبادة في الضالل إلى ذلك أدى اإلنسان، يعبده ما يقرر وحده الوجدان ت الخــالق، غ

uبع|د بما الخالق إلى التقرب في الخرافات إلى أو عنه. ي محســوس واقــع بوجــود يظهــر داخلي، شــعور أو غريــزي، إحســاس الوجــدان أن وذلــك

V اإلنسان أحدث الشعور. فإذا هذا يثير بما تفكير من أو معه، يتجاوب ــرد الشعور لهذا رجعا بمجالخطأ. أو الضالل إلى ذلك يؤدي قد تفكير، دون وصوله

V: قد V الليل في ترى فمثال V فتظنه شبحا مظهــر في البقــاء غريــزة فيــك فتتحــرك لك؛ عدواV، الهــرب وهــو يتطلبــه الذي الرجع وأحدثتS الشعور، لهذا استجبت فإذا الخوف؛ ذلــك كــان مثال

A فيــه تنفع ال شيء من تهرب شيء! وقد ال من تهرب قد ألنك منك، خطأ فيكــون المقاومــة، إال لــديك ظهــر الذي الشعور هذا في وتفكر عقلك، تستعمل حين خطأ. ولكن أحدثته الذي رجعك

uحدث أن قبل األعمــال. فقــد من بــه تقــوم أن يجب الذي هو ما لك يتبين يتطلبه، الذي الرجع ت وتظــل الخــوف لــديك يتبــدد وحينئــذ حيــوان، أو شــجرة، أو كهربــاء، عامود الشبح أن لك يتبين

V. وقد شجرة، تسلق في الحيلة إلى فتلجأ أمامه، الركض على تقوى ال سبع أنه لك يتبين سائراA الغريــزة، تتطلبــه الــذي بالرجع اإلنسان يقوم أن يجوز ال فتنجو. ولذلك منزل إلى اللجوء أو إال من بــد ال بــل وحــده، الوجــدان دافع على بناء بأعمال يقوم أن يجوز ال أي العقل، استعمال مع

V التقـديس يكـون أن بـد ال كـان هنـا الوجدان. ومن مع العقل استعمال مـع التفكـير على مبنيـا إلى يؤدي قد ألنه تفكير، دون الرجع هذا يحصل أن يجوز فال التدين، لغريزة رجع ألنه الوجدان،

uحدث ال أن الخطأ. فوجب أو الضالل A التدين لغريزة الرجع هذا اإلنسان ي A أي التفكــير، بعـد إال إالA عبادة تكون أن يجوز ال العقل. ولذلك باستعمال ــذه تكون حتى العقل، إليه يرشد ما وفق إال ه

-8-

Page 9: الفكر الإسلامي - 1958

إليه. محتاج أنه اإلنسان يشعر الذي المدبر الخالق وهو لعبادته، الفطرة تهدي لمن العبادةA العبادة تكون ال أن يحتم والعقل يجــوز فال الوجــود، واجب وهــو األزلي، هو ألنه للخالق إال

الكمال بصفات المتصف وهو والحياة، والكون اإلنسان خلق الذي لغيره. فهو العبادة تكون أن وحـده. لـه العبـادة تكـون أن ويتحتم يعبـده، أن فيتحتم بوجـوده اإلنسـان اعتقد المطلق. فإذا

V، بكونه فاإلقرار V خالقا V، فطريــا ر على يحتم وعقليــا لشـعوره رجـع العبــادة ألن يعبــده، أن المuقــ| عليه أنعم لمن المخلوق بها يقوم أن يجب التي الشكر مظاهر من مظهر أعظم وهي بوجوده،

تكــون أن تحتم العبــادة. والفطــرة يحتم والعقل العبادة، تحتم واإليجاد. فالفطرة الخلق بنعمة والشكر العبادة يستحق الذي يكون أن يحتم والعقل غيره، دون وحده الخالق لهذا العبادة هذه

إحـداث في وحـده للوجـدان استسـلموا الذين نجد سواه. ولذلك دون وحده الخالق هو والثناءAوا، العقل، يستعملوا أن دون التقديس رجع بوجــود اعــترافهم مــع متعددة معبودات فعبدوا ضل

ــدين، رجع أحدثوا حين واحد. ولكنهم الخالق هذا بأن اعترافهم ومع الوجود، الواجب الخالق الت آلهـة باعتبارهـا إمــا المخلوقـات، وعبــدوا الخــالق، فعبــدوا غيره، معه وقدAسوا الخالق، قدAسواV وإمــا لذاتها، العبادة تستحق في إليــه بــالتقرب يرضــى أنــه أو بهــا، حــلA الخــالق أن منهم ظنــاعبادتها.

مـا يحصـل حين إحداثـه يتحتم الـذي التقـديس رجـع ولكن الخـالق، وجود تحتم فالفطرةuظن مــا لكل التقديس جعل إلى يؤدي التدين مشاعر يحرك إمــا للعبــادة، المسـتحق أنــه فيــه يV، لكونه تعـدد إلى ذلـك بـه. فيـؤدي حـلA بأنـه للظن أو بتقديسـه، الخـالق رضـا لتصور أو خالقا

الخالق. وحدة مع المعبودات،V التعدد ظن جاء ولذلك أن يجب للتعــدد النفي فكــان الخــالق، نحــو ال المعبــود، نحو متجها

V يكون V للمعبودات، نفيا الوجود. الواجب الذات، األزلي بالخالق للعبادة وحصراV اإلســالم جـاء ولـذلك A تكــون ال العبــادة أن كلهم، اإلنسـان لبــني مبينــا الـواجب للــذات إال

V وتعـالى، سـبحانه اللـه وهو الوجود، عن صـريح. فسـألهم عقلي بطريـق البيـان هـذا وشـارحا قــال الحجــة، أنفســهم وألزمــوا اللــه، هــو أنــه فأجابوا المعبود، بها يقوم أن يجب التي األشياء

Aرون. قــل أفال قــل لله، سيقولون تعلمون، كنتم إن فيها ومن األرض لمن تعالى: )قل ــذك من ت ملكــوت بيــده من قــل تتقون أفال قل لله سيقولون العظيم العرش ورب السبع السموات ربuجير وهو شيء كل uجار وال ي Aى قـل للـه، سـيقولون تعلمـون، كنتم إن عليه ي uسـحرون. بـل فـأن ت

V إله، من معه كان وما ولد من الله اتخذ لكاذبون. ما وإنهم بالحق أتيناهم بمــا إليه كل لذهب إذاــوت وبيده شيء، كل خالق هو الله أن من هذا بعض(. فباعترافهم على بعضهم ولعال خلق ملك المســتحق وحــده هــو اعــترافهم حســب ألنــه وحــده، بعبوديتــه أنفسهم ألزموا فقد شيء، كل

V يفعــل ال اللــه غير أن أخرى آية في لهم بين للعبادة. وقد فقــال: )قــل العبــادة، يســتحق شــيئاــأتيكم الله غير إله من قلوبكم، على وختم وأبصاركم سمعكم الله أخذ إن أرأيتم وقــال: بــه(، ي

فيهـا أكـد كثــيرة، آيــات في المعبــود وحدانيــة القـرآن في اللــه أكد الله(. وقد غير إله لهم )أمA إلــه ال واحد إله فقال: )وإلهكم اإلله، توحيد A إلــه ال هــو( )اللــه إال A إلــه من هــو( )ومــا إال اللــه إالA معبود من ما القهار( أي الواحد إله من وقال: )وما الواحد، الله وهو الوجود، الواجب الذات إال

A A معبود من ما واحد( أي إله إال واحد. معبود إال وجـوده والفطـرة العقـل يحتم الذي الوجود، الواجب بالذات العبادة بتوحيد جاء فاإلسالم

A آلهــة فيهمــا كان )لو اآللهة، تعدد نفي في صريحة داللة تدل القرآنية الله. واآليات وهو اللــه إال الله، وهو الواحد باإلله العبادة حصر وفي المعبودات، تعدد نفي في اآليات جاءت أي لفسدتا(،

الوجود. الواجب الذات هو واحد المعبود بأن جاءت أيA لها ليس اللغة و)إله( في غــير شــرعي معــنى أي لهــا وليس المعبــود، هــو واحد معنى إال

A الشــرع: ال وفي اللغــة في إله( معناهــا )ال ذلك. فـ وفي اللغــة في اللــه( معناهــا معبــود. و)إال في األولى الشــهادة من المــراد فيكــون هــذا اللــه. وعلى وهو الوجود، الواجب الشرع: الذات

Aما الكثيرون، يتوهم كما فحسب، الخالق بوحدانية شهادة ليس اإلسالم، الشهادة من المراد وإنA معبود ال أنه يشهد أن هو د حتى الوجود، الواجب الله إال Sفرu uنفى والتقــديس، بالعبــادة وحــده ي وت

V V نفيا الله. غير شيء أي عن العبادة قاطعا

-9-

Page 10: الفكر الإسلامي - 1958

الخــالق، وحدانيــة من بد ال بل الوحدانية، في كاف غير الله بوجود االعتراف كان هنا ومنA إله )ال معنى ألن المعبود، ووحدانية A معبود ال الله( هو إال المســلم شــهادة كانت الله. ولذلك إال

A إله "ال بأنه V لــه الله" ملز|مــة إال وحــده. باللــه العبــادة بــإفراد لــه وملز|مــة للــه، بالعبــادة قطعــااألحد. الواحد بالله العبادة توحيد أي بالخالق، التقديس توحيد هو فالتوحيد

وحده الله بيد الرزق

زSق هو الرزق ألن الم|لكية، غير الرزق Sا معناها العطاء. فرAحيازة فهي الملكية أعطى. وأم V الــرزق بهــا. ويكــون المــال حيــازة الشرع أجاز التي الكيفيات من بكيفية الشيء ويكــون حالال،V الــذي والمــال رزق، عملــه أجــرة العامــل يأخــذه الذي رزق. فالمال إنه عنه يقال وكله حراما حالة باشر حين منهما لكل الله أعطاه مال ألنه رزق، القمار لعب في غيره من المقامر يأخذه

يرزقــون الــذين هم بــأنهم الظن النــاس على غلب الــرزق. وقــد فيها يحصل التي الحاالت منV يأخذ الذي أنفسهم. بالموظف V راتبا تأتيــه وحين نفســه، رزق قــد أنــه يظن وجهــده بكــدAه معينا

والتــاجر الزيــادة، هــذه نفســه رزق أنه يظن للزيادة، سعي أو منه، مجهود بذل على بناء الزيادV يربح الذي بأجر المرضى يعالج الذي والطبيب نفسه، رزق قد أنه يظن التجارة في بسعيه ماالV يباشر واحد كل يظن نفسه. وهكذا رزق قد أنه يظن V منه يكسب عمال رزق الـذي هـو أنــه مــاال

Aما فيهـا يــأتيهم الـتي الحــاالت حقيقـة يــدركوا لم كـونهم من للنــاس الظن هـذا جاء نفسه. وإنAوها الرزق، V. فظن أسبابا

ــة ــتي والحقيق ــلم على يجب ال ــل�م أن المس ــا يس ــرزق أن هي به ــه من ال من وليس الل هي وليســت الــرزق، فيهــا حصــل أوضاع هي الرزق فيها يأتي التي الحاالت هذه وأن اإلنسان،

V V كانت ولو الرزق، عنها نتج أسبابا Sما أسبابا V، تخلAفت ل V المشاهSد أن مع مطلقا ــا حسا ف، أنه Aــ تتخلV كانت الرزق. فلو يأتي وال الحاالت هذه تحصل فقد V المسب~ب عنها لنتج أسبابا الرزق. وهو حتماV، عنها ينتج ال أنها وبما Aما حتما أنها على فدل وجودها، مع الرزق يتخلف وقد تكون، حين يأتي وإن

V ليست Aما أسبابا حاالت. هي وإنV تكــون، حين الــرزق يــأتي التي الحاالت اعتبار يمكن ال ذلك إلى باإلضافة أنه على أســبابا

نص مـع يتعـارض ذلـك ألن بواسـطتها، بـالرزق أتى الذي هو بها قام الذي الشخص وال للرزق، قطعي الداللــة قطعي نص مع شيء أي تعارض وإذا الثبوت، والقطعي الداللة القطعي القرآنرفض به ويؤخذ القطعي النص يرج~ح الثبوت uــ تــدل الــتي الكثــيرة اآليــات وردت غــيره. وقــد وي

اإلنسان. من وليس وحده تعالى الله من الرزق أن على التأويل تقبل ال بصراحةAما الرزق فيها يأتي وأساليب وسائل من نشاهده ما بأن نجزم يجعلنا ما وهذا حاالت هي إن

ثم خلقكم اللـه( )الـذي رزقكم ممـا يقـول: )وكلـوا تعـالى فيهـا. فاللـه الرزق يأتي أن يحصل نرزقك( وإياكم( )نحن يرزقها يشاء( )الله من يرزق الله الله( )إن رزقكم مما رزقكم( )أنفقوا

Aهم نــرزقهم وإيــاهم( )نحن نرزقكم )نحن قن uرز Sــ يشــاء( لمن الــرزق اللــه( )يبســط وإيــاكم( )ليA األرض في دابة من الرزق( )وما الله عند )فابتغوا الرزاق(. هو الله رزقها( )إن الله على إال

A تحتمل وال الداللة قطعية كثير، وغيرها اآليات فهذه V معنى إال أن وهو التأويل يقبل ال واحداA من ال وحده الله من الرزق على القــدرة فيهم جعل بأعمال بالقيام عباده أمر الله أن غيره. إال

الحــاالت جميــع يباشــرون الــذين الرزق. فهم فيها يأتي التي الحاالت فيها يباشروا بأن االختيار نص صــريح هــو كمــا بــالرزق، يــأتون الــذين هم ليســوا ولكن باختيارهم، الرزق فيها يأتي التي

V الـرزق كون عن النظر بغض الحاالت هذه في يرزقهم الذي هو الله بل اآليات، V، أو حالال حرامـا كونها عن النظر وبغض أوجبها، أو حرمها أو الله، أباحها قد الحاالت هذه كون عن النظر وبغض

A لم أم الرزق فيها حصل قد يباشر أن للمسلم يجوز التي الكيفية بين قد اإلسالم أن يحصل. إالAن أن لــه يجــوز ال والــتي الــرزق، فيها يحصل التي الحالة فيها ال التملــك أســباب يباشــرها. فــبي

A الــرزق يملــك أن ألحد األسباب. فليس بهذه الملكية وحصر الرزق، أسباب شــرعي بســبب إالV– كله الرزق كان وإن حرام، رزق فهو عداه وما الحالل الرزق هو ألنه V- من أو حالال اللــه حرامــا

وتعالى. سبحانه

-10-

Page 11: الفكر الإسلامي - 1958

باإلسالم اإليمان يحتمه الشرعية باألحكام التقيد

واجبــة غير فهي الشرع، ورود قبل حكم أي تأخذ ال باختيارهم العباد بها يقوم التي األفعالمة، وال مندوبة، وال عليهم، من هم يرونه ما حسب بها يقومون بل مباحة، وال مكروهة، وال محر~V(، نبعث حتى معذ�بين كنا تعالى: )وما قال الشرع، ورود قبل تكليف ال ألنه لهم، مصلحة ــوال رس

غــير فهم الرسل، بعثة قبل أعمال من يرتكبون ما على العذاب من خلقه اآلية بهذه الله فأمAنV، لهم الله أرسل األحكام. فإذا من بحكم مكل~فين غير ألنهم مسؤولين دين أصــبحوا رســوال ــ~ مقي

الرســول، بها جاء التي باألحكام التقيد عدم على حجة لهم تبق ولم الرسول ذلك به جاءهم بما كــان الرســول بــذلك يؤمن لم الرسل(. فمن بعد حجة الله على للناس يكون تعالى: )لئال قال

V كــان بــه آمن ومن بهــا، جــاء الــتي باألحكام التقيد عدم وعن إيمانه عدم عن الله أمام مسؤوالV V بها جاء التي باألحكام مقيدا منها. حكم أي اتباع عدم عن ومسؤوال

Aروا بــأن مأمورين المسلمون كان هنا ومن ألنهم اإلســالم، أحكــام بحســب أعمــالهم يســيمون Sــا فخذوه الرسول آتاكم تعالى: )وما قال ونواهيه، الله أوامر وفق أعمالهم بتسيير ملز وم

بـه. ألن مكل~فين غـير فـأنتم عنـه ينهكم ولم بـه يأتكم لم هنا: وما يقال فانتهوا(. وال عنه نهاكم تعــالى: )يــا قال أفعاله، من معينة ألفعال وليس لإلنسان الرسالة لعموم عام بالشرع التكليف

V(، إليكم الله رسول إني الناس أيها | من به أتاكم ما يكون أن يتحتم فصار جميعا فعــل كــل حكم| من عنه نهاكم وما لقضــاء األفعال من بفعل يقوم أن أراد مسلم كل فإن فعل. وعليه كل حكم

V عليه وجب بمصالحه، والقيام حاجاته بــه القيــام قبل الفعل ذلك في الله حكم يعرف أن شرعاSنuص لم حدثت أشياء هناك هنا: إن يقال فيه. وال الشرعي الحكم بحسب به يقوم حتى الشرع ي صــالحة وغــير ناقصة الشريعة أن يعني ذلك فعلها. ألن وعدم فعلها في االختيار لنا فترك عليها

A أن إذ عليــه، تنطبــق الــذي وللواقــع نفســها، للشــريعة مخــالف به. وهذا جاءت الذي للعصر إالAمـا عنــدها، تقـف حـتى معينة ألشياء تفصيلية بأحكام تأت لم الشريعة عامـة بمعـان جـاءت وإن هــذه تحت فتنــدرج والمكــان، الزمــان عن النظــر بغض إنســان هو حيث من اإلنسان لمشاكلدرSس فإنهــا حادثة جد~ت أو مشكلة حدثت الجزئية. فإذا األفعال جميع المعاني uــ uفهم ت واقعهــا وي

uستنبSط ثم uنبط مــا فيكون الشريعة، بها جاءت التي العامة المعاني من حلها ي هــو رأي من اســت الرسـول وفـاة منذ ذلك على المسلمون سار الحادثة. وقد تلك أو المشكلة هذه في الله حكم باإلســالم المتمسكون المسلمون يزال . والاإلسالمية الدولة ذهاب حتى وسلم عليه الله صلى

وحــدثت الرســول، زمن في تكن لم بكــر أبي أيام في مشاكل حدثت ذلك. فقد على يسيرونV الرشيد هارون أيام في مشاكل الــذين المجتهــدون لها فاستنبط بكر، أبي أيام في تكن لم مثال

uعSدAون كانوا V واأللوف بالمئات ي كــل في ســاروا قبل. وهكذا من معروفة تكن لم شرعية أحكاماA مشكلة من جامعة: فما اإلسالمية الشريعة ألن حادثة، وكل مشكلة، ومــا حكم، محــل ولهــا إال

A مسألة من الشــرعية، باألحكــام بأفعالــه يتقيــد أن مســلم كل على فيجب حكم. وعليه ولها إالA بعمل يقوم ال وأن ونواهيه. الله أوامر بحسب إال

A الموت يحصل ال األجل بانتهاء إال

V، كان وإن الموت أن الناس من كثير يظن يكــون متعددة. فقد الموت أسباب ولكن واحداV، كالطاعون مميت مرض من الموت حرق أو رصاص ضرب أو سكين طعن من يكون وقد مثال

إلى تــؤدي مباشــرة أســباب عنــدهم كلها ذلك. فهذه غير أو القلب وقف أو رأس قطع أو بالنارuهرت ذلــك أجــل بســببها. ومن المــوت يحصــل أي الموت، "تعــددت عبــارة لســانهم على اشــتواحد". والموت األسباب

V واحد سببه وأن واحد، الموت أن هي والحقيقة هذه غير. وأمAا ليس األجل انتهاء وهو أيضاV وليست الموت فيها يحصل أحوال فهي الموت جرائها من ويحصل تحصل التي األشياء أســباباللموت.

-11-

Page 12: الفكر الإسلامي - 1958

|ج السبب أن وذلك V، المسب~ب ينت uج أن يمكن ال المســب~ب وأن حتما A ينت وحــده، ســببه عن إال يتخلــف قد ولكنه عادة، الشيء فيها يحصل خاصة بمالبسات خاص ظرف فإنها الحالة، بخالف

الحالة. تحصل وال الموت يحصل وقد الموت، يحصل وال الحالة توجد يحصل. فقد وال قــد أنــه يجــد نفســه، للموت والمتتبع الموت، فيها يحصل التي األشياء من لكثير والمتتبع

V: قــد هــذه تحصل وال الموت يحصل وقد الموت، يحصل وال األشياء هذه تحصل األشــياء. فمثالuضرب V شخص ي uجم|ع قاتلة ضربة سكينا المضـروب فيهـا يمـوت ال ثم قاتلـة، أنها على األطباء وي

فجــأة إنســان قلب يقــف كــأن ظــاهر، ســبب دون الموت يحصل منها. وقد ويعافى يشفى بل الفحص بعــد األطبــاء لجميــع القلب هــذا لوقــوف ســبب أي يتــبين أن دون الحــال في فيمــوتالدقيق.

ــك على والحــوادث ــيرة ذل ــا كث ــد يعرفه ــاء. وق ه|دSت األطب Sــا شــ آالف المستشــفيات منهV، عــادة الموت إلى يؤدي سبب� الحوادث. يحصل مــوت الشــخص. ويحصــل يمــوت ال ثم جزمــا

V األطباء يقول ذلك أجل إليه. ومن أدى سبب أي يظهر أن دون فجأة V إن جميعا ال المــريض فالناV إن علمنــا. ويقولـون فـوق وهـذا يعافى قد ولكن الطب تعاليم حسب منه فائدة خطـر ال فالنـا مشــاهSد واقــع كلــه فيمــوت. وهــذا فجــأة ينتكس ثم الخطــر، دور وتجــاوز معــافى وهــو عليــه

حصــل الــتي األشــياء هــذه أن على واضــحة داللة يدل األطباء. وهو ومن الناس من محسوسV ليست الموت منها V كانت لو إذ له، أسبابا Sما أسبابا Sما تخلAفت، ل تخلفهــا بغيرها. فمجرد حصل ولV يـدل واحـدة مـرة ولـو بـدونها الموت حصول ومجرد واحدة، مرة ولو ليسـت أنهـا على قطعـا

V |ج الذي الحقيقي الموت وسبب حاالت، بل أسبابا هي. وليست غيرها هو المسب~ب ينت أن بد فال الحس، تحت يقع لم ألنه إليه يهتدي أن العقل يستطع لم الحقيقي السبب وهذا

وتعــالى ســبحانه اللــه أخبرنــا والثبوت. وقد الداللة قطعي بدليل ذلك يثبت وأن الله، به يخبرنا هــو يميت والــذي باألجل يحصل يميت. فالموت الذي هو الله وأن األجل، بأنه متعددة آيات فيA تمــوت أن لنفس كان تعالى: )وما قال متعددة، آيات في ذلك ورد وتعالى. وقد سبحانه الله إالV الله بإذن V( )الله كتابا يحــيي ويميت( )والله يحيي الذي موتها( )ربي حين األنفس يتوفى مؤجال

~دة( )قــل بروج في كنتم ولو الموت يدرككم تكونوا ويميت( )أينما ك يتوفــاكم مشي SلــSالمــوت م �ل الذي الموت( )إن بينكم قدAرنا مالقيكم( )نحن فإنه منه تفرون الذي الموت إن بكم( )قل وuكيستقدمون(. وال ساعة يستأخرون ال أجلهم جاء يؤخ~ر( )إذا ال جاء إذا الله أجل

ســبب وأن يميت، الــذي هــو اللــه بــأن الداللــة قطعية الثبوت قطعية وغيرها اآليات فهذهالموت. فيها حصل التي الحالة وليس األجل، انتهاء هو الموت

V كان ذلك وعلى V يؤمن أن المسلم على واجبا V عقال V يظنه ما بأن وشرعا هــو للمــوت أسباباV، وليست حاالت V وثبت غيرها، السبب وأن أسبابا المــوت أن القطعي الــدليل طريــق من شرعا

وال يؤخر ال األجل جاء األجل. وإذا انتهاء هو الموت سبب وأن يميت، الذي هو الله وأن الله، بيدV، منه يهرب أو الموت من يتوقAى أن إنسان يستطيع وال يقدAم محالة. ال آتيه فهو مطلقا

منهــا يحصــل الــتي الحــاالت فهــو عنه إبعاده على ويعمل يتوقAاه أن اإلنسان أمر الذي أمAاا المــوت فيها يحصل التي الحاالت من حالة ألي نفسه يعر�ض فال الموت، Aال المــوت عــادة. أمــ

V، منـه ينجـو أن يستطيع ال ألنه منه، يهرب وال منه، يخاف A يمـوت ال اإلنسـان ألن مطلقـا بعـد إالV مات سواء أجله، انتهاء V موتا V أم طبيعيا V أم قتال بيــد واألجــل اللــه بيد ذلك. فالموت غير أم حرقاالله.

المسلمين جميع على فرض الجهاد

ــير أو رأي أو بمال معاوSنة أو مباشرة الله، سبيل في القتال في الوuسع بذل هو الجهاد تكثالجهاد. هو الله كلمة إلعالء ذلك. فالقتال غير أو سواد

V كان إن فهو الله، سبيل في بالرأي الجهاد أمAا يتعلــق أي المعــارك من بمعركــة يتعلق رأياا فهــو للقتال، خطة في رأي إعطاء أو لمعركة، خطة كرسم مباشرة بالقتال Aإعطــاء جهــاد. أمــ

V. يكون فال لألعداء أمر في رأي جهادا

-12-

Page 13: الفكر الإسلامي - 1958

للقتــال كتابــة أو المعركــة عنــد لتحميســه الجيش في خطبة كانت إن والكتابة، والخطابة بالقتال يتصل وما بالقتال خاص جهادا. فالجهاد تعتبر ال ذلك غير كانت جهاد. وإن فهو مباشرة،

قــال والحــديث، القــرآن بنص فــرض بالفعــل. والجهــاد المقــاتلون هم مباشرة. والمجاهــدون يؤمنـون ال الـذين وقـال: )قـاتلوا للـه(، كلـه الدين ويكون فتنة تكون ال حتى تعالى: )وقاتلوهم

مون وال اآلخر باليوم وال بالله م ما يحر� Aدينون وال ورسوله الله حر Sـ أوتـوا الـذين من الحـق دين يuعطوا حتى الكتاب الـذين قـاتلوا آمنــوا الـذين أيهـا وقـال: )يـا صـاغرون(، وهم يد� عن الجزية ي اشــترى اللــه وقــال: )إن المتقين(، مع الله أن واعلموا غ|لظة فيكم وليجدوا الكفار من يلونكم

|لون الجنة لهم بأن وأموالهم أنفسهم المؤمنين من Sقتلون الله سبيل في يقات uقتلــون في V وي وعــداV عليها الــذي بــبيعكم فاستبشــروا اللــه من بعهــده أوفى ومن والقرآن واإلنجيل التوراة في حقا

العظيم(. الفوز هو وذلك به بايعتمuمـرتu عليه الله صلى الله رسول وقال A إلـه ال يقولـوا حـتى النـاس أقاتـل أن وسلم: )أ إال

uعثت القيامة(، يوم إلى ماض� الله( وقال: )الجهاد الساعة(. يدي بين والسيف وقال: )ب وما الدنيا من خير الله سبيل في روحة أو قال: )غدوة عنه الله رضي الحسن حديث وفي

فيها(. كفايــة فــرض الجهــاد كون العدو. ومعنى هجم إن عين وفرض ابتداءV كفاية فرض والجهاد

،Vبالقتــال يقم لم وإن يبدأنا، لم وإن العدو بقتال نبدأ أن هو ابتداء Vم مــا، زمن في أحــد ابتــداء| أث والعــراق، مصــر أهل بقيام واندونيسيا الهند أهل عن فرضيته تسقط بتركه. وال المسلمين كلuفرض بل بالفعل. فلو بالقتال قاموا بمن الكفاية تقع أن إلى العدو، من فاألقرب األقرب على يA الكفاية تقع لم مسلم. كل على عين فرض الجهاد صار المسلمين بكل إال

V، المســلمين على فــرض فإنها ،اإلسالمية الدولة كإقامة وذلك البعض أقامهــا فــإن� جميعــا لم قيامهــا. وإن قبــل إقامتهــا على العمل عن تقصيرهم عن اإلثم يسقط وال فرضيتها سقطت

uق|مها ــة تحصل حتى المسلمين جميع على فرضيتها ظلت المسلمون ي بالفعــل. بإقامتهــا الكفايV الجهاد ظل العدو يدفع لم إن الجهاد وكذلك uدفع حتى المسلمين على فرضا العدو. ي

عن ســقط البعض بــه قــام إذا بأنه الكفاية لفرض الفقهاء تعريف في الخطأ جاء هنا ومن عن سقط بالفعل فرنسا ضد بالجهاد الجزائر أهل قام إذا بأنه يقضي التعريف هذا الباقين. ألن

البعض قــام تعــريفهم حســب يكــون تخــرج, ألنــه لم أم فرنســا خرجت سواء المسلمين باقي رســول عهــد منذ المسلمين بين خالف بال خطأ الباقين. وهذا عن فيسقط الجهاد وهو بالفرض

العدو. يخضع حتى الجهاد فرضية في القطعي القرآن نص يناقض وهو اليوم، إلى اللهV الجزائر في فرنسا ضد الجهاد جعل في قطعي القرآن فنص المسلمين جميع على فرضا

V بالجهــاد الجزائر أهل قام الجزائر. فإذا أهل على ال وال مصــر أهــل عن الفــرض يســقط ال فعالV يظل بل وغيرهم، العراق أهل بالفعل. فرنسا تخرج حتى بتركه آثمين عليهم، فرضا

ــة فــرض أن هو الصحيح والتعريف خطأ، الكفاية لفرض الفقهاء تعريف كان ولذلك الكفايV يبقى ــقط وuجد أجله, فإن من الفرض وuجد الذي الشيء يوجSد حتى يسقط وال فرضا لم وإن سيسقط. لم يوجد

بالعمــل التحريــر حــزب قــام فــإن المســلمين، جميع على فرض اإلسالمية الدولة فإقامةV تبقى بل فرضيتها تسقط ال إلقامتها V المسلمين على فرضا يسقط وال بالفعل، تقوم حتى جميعا

A فرضيتها إثم البــاقين. وكــذلك على اإلثم هــذا ويبقى بالفعــل، لهــا بالعمل القيام باشر عمAن إال أهـل قـام فـإن المسـلمين، جميع على فرض عuمان، في بريطانيا وجهاد بالجزائر، فرنسا جهاد

تبقى بــل جهادهمــا فرضــية تســقط ال بريطانيــا، بجهــاد عuمــان أهل وقام فرنسا بجهاد الجزائرV V المسلمين على فرضا A فرضــيتها إثم يســقط بالفعــل. وال وبريطانيا فرنسا تطرد حتى جميعا إال

الباقين. على اإلثم هذا ويبقى فقط، الجزائر أهل عن جميــع على فــرض الجهــاد فــإن المسلمين، بالد بعض المستعم|ر الكافر احتل وقد واليومV ويبقى المسلمين V، عليهم فرضا ســلطان من اإلســالم بالد جميع تطهر حتى بتركه آثمين جميعا

ســقطت بالفعــل ذلــك حصــل أعدائهم. فإن بقتال المسلمون ويبدأ األجنبية، الدول من الكفارــلمين، جميع على الجهاد فرضية فتبقى ذلك قبل المسلمين. أمAا باقي عن فرضيته حينئذ المس

-13-

Page 14: الفكر الإسلامي - 1958

أجله. من الجهاد قام ما بهم يتحقق ولم بالجهاد بالفعل بعضهم قام ولو بتركه ويأثمون

الخمسة األحكام

Sثبuت بأفعال المتعلق الشارع خطاب هو الشرعي الحكم بثبــوت الشرعي الحكم العباد. فيAة الكتــاب في جــاء ما هو الشارع الخطاب. وخطاب معنى بتبين هو ما ويتبين الخطاب، والســن

V الشــرعي الحكم فهم كان ونواه�. ولذلك أوامر من Aة، الكتــاب فهم على متوقفــا فإنهمــا والســناألحكام. ومصدر التشريع أصل

A عليــه اإلقــدام يحرم أو تركه، على ويعاقSب به القيام يجب للشارع خطاب كل ليس أنه إال على والجــرأة اإلثم من كــان هنــا الخطــاب. ومن نوع على ذلك يتوقف بل فعله، على ويعاقSب

V أو آية قرأ ألنه فرض هذا بأن للتصريح شخص يسارع أن الله دين ــديثا ــام طلب على دل ح القيV أو آية قرأ ألنه حرام هذا بأن للفتوى يسارع أو به، تركه. طلب على دل حديثا

uلي وقد للتحليــل يســارعون الــذين هــؤالء أمثــال من بكثــير األيــام هــذه في المســلمون ب الــذين من هــؤالء يكــون مــا حــديث. وأغلب أو آية في النهي أو األمر قراءتهم بمجرد والتحريمV يفهمـوا، أن قبـل يفهمـون أنهم أنفسهم اكتشفوا معـنى يفهمـون الـذين من يكـون مـا ونـادرا

الحكم نــوع في الــرأي إعطــاء قبــل الشــارع خطــاب نــوع فهم من بــد ال كان التشريع. ولذلكV اآلية أو الحديث معنى فهم من بد ال أي الشرعي، V فهما V ال تشريعيا V فهما ال حــتى فحســب، لغويا

م المسلم يخطئ Aحرu مه. ما ويحلل الله أحلA ما في Aحرuفهم الشارع وخطاب Aن التي وبالقرائن بالنص، ي للوجوب، أمر كل النص. فليس معنى تعي

للكراهة. النهي يكون وقد اإلباحة، أو للندب األمر يكون فقد للتحريم، نهي كل وال|لوا حين تعالى فالله مون وال اآلخ|ر باليوم وال بالله يؤمنون ال الذين يقول: )قات Aم ما يحر Aحر

على اللــه يعــاق|ب فــرض، اآليــة هــذه في األمــر بالجهاد. وهذا يأمر فإنه ورسوله... اآلية(، اللهV هذا كون تركه. ولكن غيرهــا أخــرى قــرائن من أتى بــل وحــدها، األمر صيغة من يأت لم فرضا

V للفعل طلب األمر هذا أن على دلت V. وهذه طلبا في قولــه مثــل أخــرى، نصوص القرينة جازماV يعذAبكم تنفروا ثانية: )إال آية V(. وحين عذابا ــه تقربوا تعالى: )وال الله يقول أليما ــا( فإن ينهى الزنV، هذا كون فعله. ولكن على الله يعاقب للزنا، تحريم اآلية هذه في النهي وهذا الزنا، عن حراما طلب النهي هــذا أن على دلت غيرهــا أخرى قرائن من أتى بل وحدها، النهي صيغة من يأت لم

V للترك V، طلبا فاحشــة كــان اآليــة: )إنــه نفس في قوله مثل أخرى، نصوص القرينة وهذه جازماV(، وساء جلدة(. مائة منهما واحد كل فاجلدوا والزاني أخرى: )الزانية آية في وقوله سبيال

Sفضuل الجماعة وسلم: )صالة عليه الله صلى الرسول يقول وحين بســبع الفذA صالة على ت يقــول: األمــر. وحين صــيغة بغــير الطلب جــاء ولــو الجماعــة بصالة يأمر درجة( فإنه وعشرين

A القبور، بزيارة فزوروها( يأمر أال القبور زيارة عن نهيتكم )كنت ــذا أو األمر هذا أن إال الطلب هV بفرض. وكونه وليس مندوب، الحديثين هذين في ســكوته مثــل أخـرى، قـرائن من آت� منــدوبا

القبــور. فــدل يــزوروا لم أناس عن وسكوته منفردين، صلوا جماعة عن وسلم عليه الله صلىV كــان وســلم: )من عليه الله صلى الرسول يقول جازم. وحين غير طلب� أنه على فلم موســرا عـدم عن أي التبتـل، عن وسـلم وآلـه عليـه اللـه صلى النبي نهي نقرأ وحين منا(، فليس ينكح

مرة عن الحديث في الزواج uأن نجــد التبتــل(، عن نهى وســلم عليــه اللــه صــلى النــبي )أن ســ V الـزواج عـدم عن وينهى األول الحديث في للموسر الزواج عدم عن ينهى الرسول في مطلقـاV الــزواج وعــدم حــرام، للموســر الزواج عدم أن ذلك معنى ليس ولكن الثاني، الحديث مطلقــاV بحــرام. وكونــه وليس مكروه أنه على يدل النهي هذا بل حرام، قــرائن من آت� فقــط مكروهــا

لم أنهم يعــرف وهــو الموســرين بعض عن وســلم عليــه اللــه صــلى ســكوته مثــل من أخــرى،يتزوجوا. لم وهم الصحابة بعض عن وسكوته يتزوجوا،

فإنــه فانتشــروا(، الصــالة قuضــيSت فاصــطادوا( )فــإذا حللتم تعالى: )وإذا الله يقول وحين الصيد أن على يدل ال األمر هذا ولكن الصالة، بعد باالنتشار ويأمر اإلحرام، فك بعد بالصيد يأمر بل مندوب، وال فرض الجمعة صالة بعد االنتشار أن على وال مندوب، وال فرض اإلحرام فك بعد

-14-

Page 15: الفكر الإسلامي - 1958

V هذا مباح. وكون أنه على يدل بعـد بالصـيد أمـر تعـالى الله أن وهو أخرى، قرينة من جاء مباحا نهى كــان أن بعــد الجمعـة، صــالة بعــد باالنتشار اإلحرام. وأمر قبل عنه نهى قد وكان اإلحرام،

هــذه في الصــيد وأن لإلباحــة، األمــر هــذا أن على القرينــة تلــك الجمعة. فدلت صالة عند عنهامباح. الحالة تلك في واالنتشار الحالة،

V النص فهم على تتوقــف النص، من الحكم نــوع معرفــة فــإن ذلــك وعلى V، فهمــا تشــريعياأنواع. الشرعية األحكام أن يتبين هنا فيه. ومن الخطاب معنى على تدل التي بالقرائن بربطه

ع م|ن ويظهـر Aــ هي: الفـرض خمسـة الشـرعية األحكــام أن واألحكــام النصــوص جميــع تتب خطــاب والمبــاح. ألن والمكــروه، والمنــدوب، المحظــور، ومعنــاه والحــرام الــواجب، ومعنــاهV يكون أن إما الشارع V أو للفعل طلبا V أو للترك طلبا أن إمـا والـترك. والطلب الفعـل بين تخيـيرا

V يكون V الفعل طلب كان فإن جازم، وغير جازما فهــو جــازم غــير كــان وإن الفــرض، فهــو جازماV الترك طلب كان المندوب. وإن المكــروه. وطلب فهــو جــازم غير كان وإن الحرام، فهو جازما

المباح. هو التخيير والمنــدوب، والحــرام، هي: الفــرض، غــير ليس خمســة الشرعية األحكام كانت هنا ومن

والمكروه, والمباح.

شرعي حكم المجتهد يستنبطه الذي الرأي

V الشــرعي بــالحكم التقيــد عن المســلمين صرف عملية تأخذ ومن األســاليب، من صــنوفا أو كالشــافعي المجتهــدين األئمــة رأي أن من النــاس من أفراد يزعمه ما األساليب هذه أخبثV ليس حنيفة أبي أو الصادق جعفر V حكما Aما شرعيا Sلزم وال له رأي هو وإن ــدAعون به، التقيد ي أن وي الشــرعية األحكــام حصــر هــذا على فقط. ويــترتب الحديث أو القرآن نص هو الشرعي الحكمuفهم صــراحة، النص بــه ورد فيمــا عديــدة مشــاكل تبقى ذلــك القــراءة. وعلى بمجــرد منــه وي

ر|د لم طارئة مختلفة ومسائل متجددة، Sــ Aمــا شــرعي، حكم لهــا يوجــد فال شــرعي، نص بهــا ي وإن هــواه. يوافــق الــذي والحكم يــراه، الــذي الحل فيضع العقل فيها ويتحكم برأيه، كل� فيها يسيرــاس وصرف لالجتهاد، وتعطيل اإلسالمية، الشريعة على وافتراء مبين، إثم الحق لعمر وهذا للنAة الكتاب ألن اإلسالم، أحكام عن V جــاءا قــد اإلســالمية، الشــريعة مصــدر وهمــا والسن خطوطــا

V نصوصهما جاءت وقد عامة، ومعاني عريضة، uفهم ووقـائع، واقـع على تـدل تشريعية، ألفاظا فتV V، فهما وهـو وبمفهومهـا اللفـظ، عليـه دل الـذي المعـنى وهـو بمنطوقهـا فيهـا ويؤخـذ تشريعيا

والمفهـوم. المنطوق يقتضيه الذي المعنى وهو وباقتضائها اللفظ، معنى عليه دل الذي المعنىAة الكتـاب من أخـرى نصـوص ولهـا تشـريعية، ومعـان لغويـة، معـان لهـا األلفـاظ وهذه والسـن

Aن وقـرائن اإلطالق، حالـة في وتقيـدها العمـوم، حالـة في تخصصـها منهـا، المـراد المعـنى تعي على النهي وداللــة اإلباحــة، أو النــدب أو الوجــوب على األمــر داللــة في تقتضــيه الذي والحكمــه ممــا ذلــك غير إلى شيء، كل في عامة أو حادثة في خاصة وكونها الكراهة، أو التحريم تحويuفهم الحــديث. ولـذلك أو القرآن نصوص V ت V، فهمـا V ال تشـريعيا V، فهمـا V وال ظاهريــا V. فهمـا منطقيــاuعطى الواحد، النص فهم من االختالف يحصل ولذلك متناقضان. أو مختلفان رأيان فيه في

ــذا ــة من ه ــة من أي الفهم ناحي ــة ناحي ــظ. عالوة دالل ــوت في االختالف على اللف نص ثبV الخالف فيحصل اعتباره، وعدم اعتباره حيث من الحديث يؤخــذ الــذي الحكم اعتبــار في أيضــا

الحكم هــو الفالني المعــنى كون اآلراء: في في اختالف كله هذا عن اعتباره. وينتج وعدم منه، حكم فكلهــا الشــرعي، النص عليهــا يدل وكلها له، المغاير أو له المخالف المعنى أو الشرعي،

المتعلــق الشارع "خطاب هو الشرعي الحكم ألن تناقضت، أو واختلفت تعددت مهما شرعي،ــبح حتى المخاطSب من فهم إلى يحتاج الوحي به جاء الذي الشارع العباد". وخطاب بأفعال يصV V حكما الشــارع عمــل. فخطــاب موضــع يصــبح حتى فهم إلى يحتاج النص ألن حقه، في شرعياV يصبح V حكما uفهم حين شرعيا حــديث. وقبــل أو قــرآن أنه النص يثبuت أن بعد النص مدلول من يV يعتبر ال داللته وفهم النص ثبوت V. وعليــه حكمـا هـو شــارع خطـاب النص جعـل فالـذي شــرعيا

الشارع. ومن خطاب يعتبر الذي وهو النص، من يؤخذ الذي الرأي هو الشرعي فهمه. فالحكم

-15-

Page 16: الفكر الإسلامي - 1958

V المجتهد رأي كان هنا V حكما Aة، الكتــاب إلى فيه يستند دام ما شرعيا عليــه دل مــا إلى أو والســنAة الكتاب الشرعية. األدلة من والسن

وآراء شـرعية، أحكـام وغـيرهم، المذاهب أصحاب من السابقين المجتهدين فآراء وعليه، أحكــام وزمــان مكان كل في المستقبل في المجتهدين وآراء شرعية، أحكام اليوم المجتهدين

أقــر الشــرعية. وقــد األدلة إلى فيها مستندين صحيح، باجتهاد استنبطوها قد داموا ما شرعية، فيــه. االختالف وأقــر الشــرعي، الحكم هــو النص فهم اعتبــار وسلم وآله عليه الله صلى النبيV الســالم عليه أمر الخندق غزوة في األحزاب ذهاب اثر على فإنه )من النــاس في فــأذAن مؤذنــاV كان V سامعا uصلينA فال مطيعا A العصر ي في العصــر صــالة تــرك بعضهم ففSه|م قريظة(، بني في إال

Aوا فلم المدينة، uصل اإلســراع هــو المقصود أن اآلخر البعض وفSه|م قريظة، بني إلى وصلوا حتى يAوا الرســول على ذلــك عرضــوا وقــد العصــر، صالة أداء بعد قريظة بني إلى وذهبوا العصر فصل�ن فأقرA وسلم عليه الله صلى يختلفون عليهم الله رضوان الصحابة كان واعتبرهما. وقد الفهمي

وقــد شرعي، حكم آرائهم من رأي وكل مختلفة، آراء ذلك في ولهم والحديث، القرآن فهم فيشرعي. حكم النص من مجتهد أي يفهمه الذي الرأي أن على أجمعوا

Aة ذلك، وعلى يعتبر مجتهد أي يستنبطه الذي الرأي أن على يدالن الصحابة وإجماع فالسنV V حكما |طه، على به التقيد يجب شرعيا ه من كل وعلى مستنب Aده أو الفهم، هذا على أقرAفيه. قل

Aد األفعال في األصل الشرع بأحكام التقيالتحريم وال اإلباحة فيها األصل وليس

من والترك الفعل بين فيه بالتخيير الشارع خطاب على السمعي الدليل دل ما هو المباح�ر ما هو أو بدل، غير V. وتركه فعله بين فيه المرء خuي شرعا

ــاج الشرعي شرعي. والحكم حكم فالمباح الشرعية، األحكام من واإلباحة ــل إلى يحت دليV يكــون ال عليــه يدل دليل يوجد لم فما عليه، يدل V. فمعرفــة حكمــا في اللــه حكم كــون شــرعيا

V الفعل مباح، الفعل أن على يدل ال الشرعي الدليل وجود شرعي. وعدم دليل إلى تحتاج مباحا على يــدل بــل له، حكم أي وجود على وال اإلباحة حكم وجود على يدل ال الدليل وجود عدم ألنــه يحدد حتى فيه الله حكم لمعرفة الدليل التماس وجوب على ويدل له، حكم وجود نفي موقف

الفعـل، من موقفـه ليحـدد مكلـف كل على فرض� الفعل في الشرع حكم معرفة أن منه. ذلكuعــرف لم فمــا والــترك، الفعــل بين بــالتخيير الشــارع خطــاب يتركه. فاإلباحــة أو به يقوم هل ي

uعرف ال الشارع خطاب حكم يوجـد ال باإلباحـة الشـارع خطـاب يوجد لم وما الشرعي، الحكم يV الفعــل بكــون الحكم الشــرع. فيتوقــف ورود قبل العقالء ألفعال حكم ال فإنه اإلباحة، أو مباحــاV V أو مندوبا V أو فرضا V أو مكروها الـدليل األحكـام. وبـدون بهـذه السمعي الدليل ورود على حراما

V الفعــل إعطــاء يمكن ال السمعي وال حرمــة وال بإباحــة نحكم أن يمكن األحكــام. فال من حكمــاA الخمسة الشرعية األحكام من غيرهما ذلك. على السمعي الدليل يقوم أن إال

القيــام تــرك أو الشـرع، أحكــام وتعطيــل بالفعـل اللــه حكم طلب تــرك هذا معنى وليسV، يجــوز ال كلــه ذلــك فــإن فيها، الله جهل بحجة الحياة بأعباء Aمــا شــرعا فعــل أن ذلــك يعــني وإن

على وتطبيقهــا الشــرعية األدلــة طلب يــوجب وذلــك فيه، الله حكم معرفة إلى يحتاج اإلنسانuعرف حتى الفعل ذلك V كونــه من الفعل في الله حكم ي V أو مباحــا V أو حرامــا V أو فرضــا أو مكروهــا

V. ألن كــل على اللــه فــرض ونواهيــه. وقــد اللــه أوامــر هو المسلم عند األعمال مقياس مندوبا أو حــرام هو فيه: هل الله حكم بالفعل القيام قبل يعرف أن يأتيه عمل كل في ينظر أن مسلم الخمســة األحكــام من حكم بــه يتعلــق أن بد ال عمل مباح. فكل أو مندوب أو مكروه أو واجب

V إما يكون أن بد ال فهو المذكورة، V أو واجبا V أو حراما V أو مندوبا V. وكــل أو مكروها من عمــل مباحا ألن لــه، مباشــرته قبــل العمــل هذا في الله حكم يعلم أن يجب المسلم بها يقوم التي األعمال

Aهم تعالى: )فوربــك قال عنه، سيسأله الله وقــال: )ومــا يعملــون(، كــانوا عمــا أجمعين لنســألنA عمــل من تعملون وال قرآن من منه تتلو وما شأن في تكون V عليكم كنــا إال uفيضــون إذ شــهودا ت وســائلهم عليهــا محاســبهم أنــه هــو أعمــالهم على شاهد أنه لعباده تعالى إخباره ومعنى فيه(،

-16-

Page 17: الفكر الإسلامي - 1958

عنها.Aن وقد اإلسـالم، أحكـام وفـق العمـل يكـون أن وجـوب وسـلم عليه الله صلى الرسول بي

V عمل فقال: )من دA(، فهو أمرنا عليه ليس عمال Sــألون عليهم الله رضوان الصحابة زال وما ر يس أن قبــل فيهــا اللــه حكم يعرفــوا حــتى تصــرفاتهم عن وســلم وآلــه عليه الله صلى الله رسول

فقال: وسلم عليه الله صلى النبي أتى مظعون بن عثمان )أن المبارك ابن أخرج فقد يفعلوها، اختصــى، أو خصــى من منــا وســلم: ليس عليــه الله صلى النبي فقال االختصاء؟ في لي أتأذنتي قــال: ســياحة الســياحة؟ في لي أتــأذن اللــه رســول الصيام. قال: يا أمAتي اختصاء وإن Aأمــ

تي تــرهAب قــال: إن الــترهب؟ في لي أتــأذن اللــه رســول اللــه. قــال: يــا سبيل في الجهاد Aأمــ uقـدمون كـانوا ما الصحابة بأن صريح الصالة(. فهذا النتظار المساجد في الجلوس عمـل على ي

A اإلباحــة األفعــال في األصــل كــان فيــه. ولــو اللــه حكم لمعرفة عليه اإلقدام قبل عنه سألوا إالمــه فــإذا عنــه، ســألوا وما لفعلوه Aتركــوه اللــه حر A إلى بهم حاجــة وال فعلــه على اســتمروا وإال

السؤال.Aن لم أفعال عن الشارع سكوت وأمAا فليس يفعلونها، كانوا الناس أن مع فيها الله حكم يبي

V الشارع إعطاء عدم أن معناه V رأيا V أو قوليا Aن لم التي األفعال إباحة على دليل فعليا نص فيها يبي يعلم كــان أو الرســول، أمام فuعلت التي األفعال السكوت: أن معنى بل فعلي، أو قولي صريح

األفعــال إباحــة على ال فقــط، األفعــال هذه إباحة على دليل سلطانه، داخل يفعلونها الناس أن،V هــذه إباحــة على دليــل لهــا، إقراره أي األفعال، على والسالم الصالة عليه سكوته ألن مطلقا

V يعتبر الفعل على األفعال. فالسكوت أمامه فuعل بأن� به العلم مع ذلك كان إذا إباحته على دليال وإن سلطانه، خارج الحاصل الفعل عن أو به، علمه دون الفعل عن سكوته به. أمAا يعلم كان أو

V يسمى فال به، علم الشرعية. األدلة من السكوت باعتبار سكوتا سكوت ال وسلم عليه الله صلى الرسول سكوت اإلباحة، على الدليل هو الذي والسكوت

كـائن. فال هـو ومــا يكــون، ومــا األفعـال، من كـان ما يعلم والله الله، كالم القرآن ألن القرآن، هـو الفعـل عن السـكوت من المـراد بـل عنـه، سـكت أنـه فعـل حكم القـرآن بيان عدم يعتبر

uعمــل أنه أي به، علمه مع عنه وسلم عليه الله صلى الرسول سكوت uعمــل أو أمامــه العمــل ي يعنه. ويسكت منه علم على سلطانه داخل

عنــه وســلم عليــه اللــه صــلى النبي بسكوت العزل جواز على الصحابة بعض استدل وقد عن يــنزل( كنايــة قولــه: )والقــرآن إذ بيننــا، اللــه ورسول أي ينزل(، والقرآن نعزل فقال: )كنا

ــبي بسكوت الضب لحم أكل جواز على المجتهدين بعض بينهم. واستدل الرسول وجود عن النuكل أنه روي فقد أكله، وهم الصــحابة عن فســكوته منــه(، يأكــل ولم النبي مائدة على الضب )أ

بــه علمــه مــع الفعــل عن الشــارع أكله. فســكوت إباحة على دليل مائدته على الضب يأكلوبV الشارع بيان عدم وليس إباحته، على دليل الســكوت بين إباحته. وفرق� على دليل للفعل حكماالداللة. في البيان، عدم وبين

V لهــا أن هو العباد أفعال في األصل أن يتبين كله ذلك ومن V حكمــا من طلبــه وجب شــرعياV بكونه الفعل على الحكم ويتوقف بالفعل، القيام قبل الشرعية األدلة V أو مباحا V أو فرضا منــدوبا

V أو V أو حراما Aة أو الكتــاب من الحكم هــذا على الســمعي الــدليل معرفــة على مكروهــا أو الســنالقياس. أو اإلجماع

اإلباحة األشياء في األصل

األفعال بأفعاله. وأمAا اإلنسان فيها يتصرف التي المواد هي األفعال. فاألشياء غير األشياءجوعاته. إلشباع قولية أو فعلية تصرفات من اإلنسان به يقوم ما فهي

uسـتعمل بأشــياء متعلقـة تكــون أن بــد ال واالفعال بــه اإلنسـان أراد الـذي الفعـل لتنفيــذ تــبيع وتصرفات أفعال ذلك، شاكل وما والوقوف والمشي والشرب اإلشباع. فاألكل ــة. وال فعلي

من كلهــا، األفعــال قوليــة. وهــذه وتصرفات أفعال ذلك، شاكل وما والكفالة والوكالة واإلجارةV. فاألكل بأشياء متعلقة قولية، أو فعلية تصرفات متعلــق ولكنــه فعــل، أكــل، هو حيث من حتما

-17-

Page 18: الفكر الإسلامي - 1958

متعلــق ولكنــه فعــل، شــرب، هــو حيث من ذلك. والشــرب وغير الخنزير ولحم والتفاح بالخبز من لها بد ال األفعال أن كما حكم، من لها بد ال األشياء ذلك. فهذه وغير والخمر والعسل بالماء الندب أو الحرمة أو الوجوب حيث من بها المتعلق الفعل حكم األشياء تأخذ شرعي. فهل حكم

V تأخذ أو اإلباحة، أو الكراهة أو Aمـا والحكم لهـا حكم ال أنــه أم الفعـل؟ حكم غير آخر حكما هـو إنوحده؟ للفعل

عن ينفصــل ال فالفعــل واحــد، شــيء واألفعــال األشياء أن هو األذهان إلى يتبادر الذي إن عن أحدهما انفصل وإذا اعتبار، له يكون أن يراد كان إذا الفعل عن ينفصل ال والشيء الشيء،

V للذهن يتبادر ذلك على االعتبار. وبناء عن سقط اآلخر V يكــون الفعــل حكم أن أيضا على ســائرا الشــيء بين الهابــط العصــر في العلمــاء يفــرق لم الفعــل. ولــذلك بــه المتعلــق الشــيء حكم

وقــال واألشــياء، األفعــال شــاملة وجعلوهــا اإلباحــة األشياء في بعضهم: األصل فقال والفعل،واألشياء. لألفعال شاملة وجعلوها التحريم األشياء في آخرون: األصلV هنــاك أن والحقيقــة المتتبــع اإلســالمية. فــإن الشــريعة في واألشــياء األفعــال بين فرقــا

تخرج ال باألفعال المتعلقة األحكام جعل الشرع أن يرى الشرعية، واألحكام الشرعية للنصوص يخــرج ال فعــل اإلباحة. وكل أو الكراهة أو الندب أو الحرمة أو هي: الوجوب أحكام خمسة عنV كونه عن V أو واجبا V أو حراما V أو مندوبا V. أو مكروها مباحا

رAف uــاد، بأفعــال المتعلــق الشــارع خطــاب بأنــه الشــرعي الحكم وعــ الحكم فجuعــل العبAمــا الشرعي به. فالحكم يتعلق الذي الشيء عن النظر بغض للفعل الشرعي ال لألفعــال هــو إن

(.البيع الله وأحلتعالى: ) فقال بيع، هو حيث من البيع لألشياء. فأحلمــه مــا ومنهــا كالعنب، الله أحله ما فمنها البيع، بها المتعلق األشياء أمAا Aكــالخمر. اللــه حر الفعــل. بــه المتعلــق الشــيء عن النظر بغض الربا، لفعل هو والتحريم البيع، لفعل هو فالحكم

ــط، الحرمة أو الح|ل وصف أعطاها الله أن يرى الشرعية للنصوص المتتبع فإن األشياء، أمAا فقل أو الحرمـة الكراهـة. وجعـل أو الندب أو الوجوب حكم يعطها ولم V الحـ| قـال للشـيء، وصـفا

V منه فجعلتم رزق من لكم الله أنزل ما أرأيتم تعالى: )قل V(، حراما |ما تقولوا وقال: )وال وحالال لAما وهذا حالل هذا الكذب ألسنتكم تصف م حرام( )إن Aمنــا عليكم حر Aظفــر( ذي كــل الميتة( )حر

م Aعليكم )ويحر Sم| م الخبائث( )ل Aحرu A للشـيء تجعل لم كلها لك(. فالنصوص الله أحلA ما ت أحـد إالV يكون أن أمرين: إما V يكون أن وإما حالال أحدهما. عن يخرج وال لهما، ثالث وال حراما من وكــل فيــه، يشــركه أن ألحــد ليس وحــده، اللــه شــأن من هــو والتحريم التحليل وهذا

V يعطي لــزوم من مناص ال وصفان والحرمة الله. والح|ل على مفتر� معتد� آثم فهو عنده من رأياuلبس أو يؤكــل مــا سواء اإلنسان، حس عليه يقع أن يمكن شيء من الله خلق ما لكل أحدهما ي

uركب أو uسكن أو ي uستعمل أو ي uستعمل. وإذا ال أو ي تعــالى الله أن نجد الشرعية النصوص تتبعنا يV جميعها األشياء هذه في أصAل يــد بمتناول كان ما بكل ننتفع أن لنا اإلباحة. فرخAص وجعله أصال

مها. بخصوصها عليها نص األشياء بعض العموم ذلك من واستثنى اإلنسان Aفحرuفهم اإلباحة وتلك V الشريعة نصوص من ت V. فنجد إجماال uجمل النصوص وتعميما في اإلباحة ت

V(، األرض في ما لكم خلق الذي تعالى: )هو قوله مثل تــروا تعالى: )ألم قوله مثل وتعمAم جميعا وباطنــة(، ظــاهرة نعمــه عليكم وأســبغ األرض في ومــا الســموات في مــا لكم ســخر اللــه أن

uجمل uفصل وي V األرض لكم جعل تعالى: )الذي قوله مثل في وي من وأنــزل بنــاءV والســماء فراشاV الثمــرات من به فأخرج ماءV السماء بــأمره البحــر في لتجــري الفuلــك لكم لكم( )وســخAر رزقــا�ن والقمر الشمس لكم وسخAر األنهار لكم وسخAر ــل من وآتاكم والنهار الليل لكم وسخAر دائبي ك

لنــا ال الله نعمة تعدAوا وإن سآلتموه ما Aالســماء من تحصوها( )ونز Vجنــات بــه فأنبتنــا مــاء Aوحب V نضيد طلع لها باسقات والنخل الحصيد م من للعباد( )قل رزقا Aــاده أخــرج التي الله زينة حر لعب

Aما من والطيبات م الرزق( )إن Aوما الخنزير ولحم والدم الميتة عليكم حر Aه|لu اللــه( )ال لغــير بــه أV إليA أوحي فيما أجد ما A يطعمه طاعم على محر~ V أو ميتة يكون أن إال مسفوحا.. اآلية(. دما

مــه مــا وأن األشــياء، جميع لإلنسان أباح الله أن على تدل اآليات فهذه Aاســتثناه، منهــا حر V فنص الحديث جاء وحده. كما بخصوصه ونص مــة، األشــياء بعض على أيضا Aأن ورد فقــد المحر وكــل الســباع، من ناب ذي وكل األهلية، الحمر لحوم أكل عن نهى وسلم عليه الله صلى النبي

-18-

Page 19: الفكر الإسلامي - 1958

الطير. من مخلف ذيAها، أنه بمعنى جميعها األشياء أباح فالشارع ضــد الحالل، معناهــا األشياء في اإلباحة إذ أحلل البعض هــذا اســتثنى بعضــها حuرمــة على نص الحرام. فــإذا بالنســبة والحرمــة وحــده. فالحــ|

كونــه أي الشـيء، إباحة تحتاج وال شرعي، وصف أي غيرهما لألشياء وليس لها، وصف� لألشياء،V الـتي فهي حرمتـه األشـياء. وأمـا جميـع أبـاح النصـوص في العـام الدليل ألن دليل، إلى حالالــان نص. ولذلك من لها بد فال اإلباحة أدلة عموم من ومخصصة مستثناة ألنها دليل إلى تحتاج كV. تكون أن فيها األصل أي اإلباحة، األشياء في األصل حالال

والمكان الزمان بتغير األحكام تتغير أن يجوز ال

وأنــه مــرن، اإلسالم أن مؤداه اعتقاد األيام هذه في المسلمين غالبية أذهان على يسيطر لينطبــق يتطــور وهــو ومكان، زمان كل في والسياسية واالقتصادية االجتماعية األوضاع يساير

ه ما ومتطلبات العصرية، األوضاع مقتضيات على أحكامه في Sفــ| أيامنــا في واعتــادوه النــاس ألهذه.

ر تقـول: "ال شـرعية بأنهـا يصـفونها بقاعـدة هذه دعواهم سند في يدAعون وهم Sـ uنك تغـير ي ويتكيفــون ســلوكهم، في الواقــع يســايرون تجــدهم ذلك أساس الزمان"! وعلى بتغير األحكام

Aرتهم فإن يقتضيه، حسبما بتصرفاتهم واإلســالم معين، لزمن كانت إنها قالوا الشرع بأحكام ذكV اإلنسان يكون أن يوج|ب V مجاريا وجــود يبررون ومكانه!!.. فهم زمانه يالئم بما لعصره! وعامال ليA من بــد وال واقعيــة مصــلحة ذلــك بأن معها، والتعامل المساهمة والشركات الربوية البنوك

هــا حاجــة لغــير بــالغير واختالطهن النســاء يفــترون. وتــبرAج كمــا مرن فهو ليقبلها، اإلسالم Aيقر متطلبــات من ألنــه بــه والرضــى بــه السماح من بد ال الحفالت في الغرباء مع والسهر الشرع،

ــان بتغير يتغير اإلسالم تقول: إن الشرعية والقاعدة العصر اإلسالم يخالف العصر. وكيف الزم ذلــك. يستســيغ يعــد لم الــزمن ألن حكمــه انتهى الزوجــات يدAعون. وتعــدد ما والمكان؟! ذلك

هذا. زماننا ذوق تناسب ال ألنها بها البحث يجوز ال جلده أو الزاني ورجم السارق، يد وقطع~ز وأمثلتهــا القاعدة تسير وهكذا V لــترك تخــالف أنهــا حين في المســلمين أذهــان في تمامــا

معالمه. وهي وتطمس تشريعه على وتقضي وفروعه، أصوله تنسف بل كلية، مخالفة اإلسالمAما فغذAاها االستعمار جاء ثم الفكري، االنحطاط شدة أيام عشر التاسع القرن آخر في نشأت إنالعنيف. الشكل بهذا طغت حتى

جوعاتــه إشــباع في اإلنســان لمعالجــة جــاءت أنظمــة اإلســالم في الشــرعية األحكام إنSنا وقد والعضوية، الغريزية Aة الكتاب في الشارع بها خاطSب الوحيــد االســتنباط مصدر وهما والسن العبـاد، بأفعـال المتعلـق الشـارع خطـاب هو الشرعي اإلسالم. فالحكم في الشرعية لألحكام

أن بـد ال أنـه بمعـنى الشـارع، من خطـاب أنه بالدليل يثبuت أن بد الشرعي- ال الحكم أي– وهوV يكون والقيــاس الصــحابة كإجماع بالنص ثبت ما أو الحديث، أو اآلية هو الذي النص من مأخوذاAة V الشـرعية األحكـام مصـدر كـان هذا شرعية. وعلى لعل Aة اللـه كتـاب هـو غـير، ال واحـدا وسـن

uســتنبط منهمــا رسوله، الزمــان بينهم. فهــل الــنزاع وفض النــاس مشــاكل لحــل المعالجــات تAة؟ أم كتاب والمكان ة أو نفسه، معالجات ينظم أن لإلنسان يجوز أساس أي وعلى سن Aــ أن لألم

باألحكــام الواقــع يعــالSج أن فــرض قــد والله والمكان، الزمان بمقتضى مجتمعها عالقات تنظمSطة Aة الله كتاب من المستنب رسوله؟ وسن

التعــرف ثم مشــاكله واقــع بدراســة تقضــي لإلنسان معالجتها في اإلسالمية الشريعة إنAة، الكتاب من باستنباطه فيها الله حكم على مســلم كــل على إليه. فــواجب أرشدا ما أو والسن اللــه، بشــرع يعالجــه ثم دقيقــة دراســة المجتمع يدرس أن المجتمع على الشريعة تطبيق عند

V ويغيره V تغييرا مخالفة في واألحوال للظروف وزن إقامة دون اإلسالم مبدأ أساس على انقالبيا وجعلــه تمكينــه من بد ال اإلسالم به أمر ما وكل إزالته، من بد ال اإلسالم خالف ما فكل الشرع،V يكون أن بد ال المجتمع التطبيق. فواقع موضع ~دا للمسـلمين يحــل وال ونواهيــه، الله بأوامر مقي

Aة الله بكتاب ذلك يعالجوا أن عليهم بل ومكانهم زمانهم واقع حسب يتكيفوا أن رسوله. وسن

-19-

Page 20: الفكر الإسلامي - 1958

األمر فعل وصيغة األمر

ونواهيــه ونواهيــه. وأوامــره الله أوامر حسب بالسير الحياة هذه في مكل~فون المسلمونAة، الكتاب في وسلم عليه الله صلى محمد سيدنا الله رسول لسان على وردت ومنهمــا والســن

الصــحابة إجمــاع وهــو لألحكــام، أدلــة معهمــا يكــون أن يصــلح مــا ونســتنبط األحكام، نستنبطوالقياس.

Aة. واألوامـر الكتـاب في الواردة والنواهي األوامر من تؤخذ األحكام وهذه الـواردة والسـنAة الكتاب في ــذلك صيغ، عدة في واردة بل األمر، فعل بصيغة محصورة ليست والسن يخطئ ول

األمر، بصيغة به يأمر قد بل افعل، بصيغة بالشيء الله يأمر أن الله أمر معنى أن يظنون الذينأخرى. بصيغ يأمر وقد

uتب تعالى فالله النــاس على يقــول: )وللــه وحين بالصــيام، الصيام( يأمر عليكم يقول: )ك�ن تداينتم قوله: )إذا وفي الصالة(، قوله: )أقيموا في بذلك يأمر كما بالحج، البيت( يأمر حج بدي الشــيء، فعــل منا طلبه هو الله من األمر. فاألمر صيغة به ورد مما فاكتبوه(، مسمى أجل إلى

Vاإلخبار. بصيغة أم األمر بصيغة أطلبه سواءSر|د لم ألنه واجب غير الشيء هذا إن يقال فال األمــر فعــل ورود لعــدم بــه يأمرنــا نص بــه ي يكــون قــد األمــر. إذ فعل بصيغة ورد ألنه واجب األمر هذا إن يقال اإلخبار. وال بصيغة ولورودهV الشيء Sر|د واجبا Sر|د واجب غير يكون األمر. وقد صيغة بغير وي المــراد ألنــه األمر، فعل بصيغة ويتخصه. صيغة لألمر ليس ألنه الطلب، بها ورد التي الصيغة كانت مهما الفعل طلب باألمر

وغــيره، األمــر بين مشــترك لفــظ هي بل وحده باألمر خاصة "افعل" فليست صيغة وأمAا المشترك أوامر. واللفظ ليست كلها وهذه لإلباحة، وتكون لإلرشاد، وتكون للتهديد، تكون فقدV ورد إذا معان، عدة بين اللغة في V يكون القرائن عن مجردا وردت الـتي المعـاني لجميـع صالحاA معين، معنى في تخصه وال اللغة في له ذلك. على دالة قرينة جاءت إذا إال

ــظ ــظ فلف ــترك "العين" لف ــدة بين مش ــان، ع ــق مع uطل ــرة، العين على فت وعلى الباص على المعــاني هــذه من واحــد معــنى يــترجح وال النقد، وعلى الجارية، العين وعلى الجاسوس،

A غيره V، فيها حقيقة ألنه بقرينة، إال V بعضها في حقيقة هو وليس جميعا اآلخر. البعض في مSجازاuطلــق معــان، عــدة بين مشترك "افعل" لفظ صيغة وكذلك uطلــق األمــر، منــه ويــراد في وي

uطلق التخيير، منه ويراد uطلق االمتنان، منه ويراد وي واحــد معنى يترجح وال التهديد، منه ويراد ويA غيره على المعاني هذه من V بعضها في حقيقة وليس جميعها، فيها حقيقة ألنه بقرينة، إال مSجازاالتأويل. تحتمل ال صريحة متعددة آيات في بذلك القرآن ورد اآلخر. وقد البعض في

Aع من ويظهر عــدة على أطلقهــا القــرآن أن األمــر فعــل صــيغة فيها وردت التي اآليات تتب كقولــه: وللنــدب الصالة(، تعالى: )أق|م كقوله للوجوب وردت باألمر. فقد يخصAها ولم اعتبارات

أن لكم فــاألوفق معاملــة إتمــام أردتم إذا كقولــه: )فاستشــهدوا( أي ولإلرشــاد )فكــاتبوهم(،V تجعلوا فاصــطادوا(، حللتم كقولــه: )وإذا لإلباحة وردت حقكم. وقد يذهب ال حتى عليها شهودايSت و)فــإذا اللــه(، رزقكم ممــا كقولــه: )كلــوا ولالمتنــان األرض(، في فانتشــروا الصــالة قuضــ|

حين(، حــتى شــئتم( )تمتعــوا مــا كقولــه: )افعلــوا وللتهديد بسالم(، كقوله: )ادخلوها ولإلكرامV أو حجـارة )كونـوا وللتعجـيز خاسـئين(، قـردة )كونوا وللتسخير V أو حديـدا ر ممـا خلقـا uـ في يكب

تصبروا(. ال أو )اصبروا وللتسوية الكريم(، العزيز أنت إنك كقوله: )ذuق ولإلهانة صدوركم(، ال كــان القرائن عن عارية وردت فإذا معان، عدة تحتمل األمر فعل صيغة فإن هذا، وعلى

في أو موضــوعه في ورد ممــا غــيره في أو فيــه وردت الذي الكالم في القرينة التماس من بد بصــيغة المــراد المعــنى يتعين أو النص في باألمر المراد يتعين حتى شأنها، في جاء التي الحالبالنص. األمر فعل

uفهم أن يمكن الوجه هذا وعلى uستنبط أن ويمكن الشرعي النص ي المــراد اللــه حكم فيه ي ورد الـذي الحــرام ويتجنب الشخص، يريده كما ال ورد كما الحالل اإلنسان فيتبع النص، هذا من

Sع فيكون نفسه، الشخص يراه ما ال ~ب Sجن~ب الحالل اإلنسان ات أراده الــذي الوجــه على الحــرام وت

-20-

Page 21: الفكر الإسلامي - 1958

الله.

المصلحة تكون الشرع يكون حيثما

V العزيز كتابه في تعالى الله قال A أرسلناك وسلم: )وما عليه الله صلى الرسول مخاط|با إال تعــالى: )يــا مصــلحتهم. وقــال فيه بما جاء أنه يعني لهم رحمة جاء قد وكونه للعالمين(، رحمة

للمؤمــنين(. ورحمــة وهــدى الصــدور في لمــا وشــفاء ربكم من موعظة جاءتكم قد الناس أيها منفعة جلب إما هي والرحمة ورحمة(. فالهدى وهدى ربكم من بينة جاءتكم تعالى: )فقد وقال

ــاس ــع أو للن ــرة دف ــذه مض ــلحة، هي عنهم. وه ــالح ألن المص ــافع جلب هي المص ــع المن ودفAما مصلحة، ليس أو مصلحة كونه من الشيء المفاسد. وتحديد هــو ألنــه وحده، للشرع يكون إن

هي المصــلحة من المــراد للنــاس. ألن المصــلحة هــذه يحــدد الــذي وهــو بالمصلحة، جاء الذيV، بوصفه اإلنسان مصلحة V باعتبــاره مصلحته هو الفرد مصلحة من المراد وحتى إنسانا ال إنســاناAته باعتبار وحدها. فردي

uرك الشرع. فإذا أو العقل يقررها أن إما المصلحة أن على على اســتغلق للعقل تقريرها ت بكنـه اإلحاطـة يسـتطيع ال فهـو محـدود، العقـل ألن وذلـك الحقيقيـة، المصـلحة تقريـر الناس

أن يــدرك حــتى حقيقته يدرك لم ألنه له، مصلحة هو ما يقرر أن يستطيع فال وحقيقته، اإلنسانA اإلنسـان حقيقـة يـدرك وال مفسدة، أو له مصلحة الشيء هذا أن يمكن فال اإلنسـان، خـالق إال

A التحقيــق وجـه على مفسـدة أو لـه مصــلحة هو ما يقرر ســبحانه اللــه وهـو اإلنسـان خـالق إالوتعالى.

يمكن ال ولكنــه لــه، مفســدة أو له مصلحة الشيء هذا أن يظن أن يمكنه اإلنسان إن نعم يظن قــد إذ المهالــك، في الوقــوع إلى يــؤدي للظن المصــلحة تقريــر بــذلك. وتــرك يجــزم أن

ــا على لإلنسان المفسدة قرر قد فيكون مفسدة، أنه يظهر ثم مصلحة أنه الشيء مصــلحة أنه المصلحة أبعد قد فيكون مصلحة، أنه يظهر ثم مفسدة أنه الشيء يظهر به. وقد الضرر فأوقع

المصلحة. من بحرمانه به الضرر فأوقع مفسدة، أنها على اإلنسان عن ثم اليــوم مصــلحة أنــه الشــيء على يحكم قــد العقــل فإن أخرى جهة ومن جهة، من هذا

V نفسه له يتبين بالنســبة ذلــك يحصــل مفسدة. وقد إنه عنه فيقول مفسدة، الشيء هذا أن غداV، للمفسدة V نفسه له يتبين ثم اليوم مفسدة إنه الشيء عن فيقول أيضا فيقــول مصلحة أنه غدا

الشــيء إذ يكــون، وال يجــوز ال وهــذا ومفسدة، مصلحة الواحد الشيء فيصبح مصلحة، إنه عنه مصــلحة ال اعتباريــة مصــلحة المصــلحة تصبح وبذلك الواحدة، للحالة مفسدة وإما مصلحة إما

حقيقية.uترك ال أن وجب هنا ومن الشــرع ذلك يقرر أن يجب بل المصلحة، هي ما يقرر أن للعقل ي

Aمــا والعقــل الحقيقيــة، والمفســدة الحقيقيــة المصــلحة يقرر الذي هو ألنه وحده، واقــع يفهم إنV هو كما الشيء V، فهما النص يطبــق ثم الشــيء، هــذا في جاء الذي الشرعي النص يفهم ثم تاما

عليــه ينطبق لم وإن الشرع، نص حسب مفسدة أو مصلحة كان عليه انطبق فإذا الواقع، علىuحث بمعرفــة الشــرع قررهــا الــتي المصلحة يعرف حتى الواقع على ينطبق الذي المعنى عن بالشيء. ذلك في الله حكم

الشــرع، يــدور حيثمــا تــدور وهي عقليــة، مصلحة ال شرعية مصلحة فالمصلحة هذا وعلىالعباد. مصالح يقرر الذي هو الشرع ألن المصلحة، تكون الشرع يكون فحيثما

الله عند من توقيفية العبادات أحكام

التــدين. لغريــزة رج�ع هي إذ اإلنسان، في فطرية وهي التقديس، درجات منتهى العباداتAما والعقل ال حــتى الخــالق، وهــو العبــادة يســتحق من اإلنســان ليعبد الشعور مع فيها يجتمع إن

عنه. فــدور يبعده بما المعبود إلى فيتقرب يخطئ أو العبادة، يستحق ال ما فيعبد الوجدان يض|لuعبد لمن االهتداء في حتمي العبادة في العقل uعبد من وتعيين ي الخالق. وهو ي

وال فيهــا، للعقــل مجــال فال الخــالق، إلى العبــادة المخلــوق فيهــا يــؤدي الــتي الكيفية أمAا-21-

Page 22: الفكر الإسلامي - 1958

أخرى وبعبارة بحسبها، الله بعبادة اإلنسان يقوم أحكام هي الكيفية هذه معرفتها. ألن يستطيع أن يمكن ال النظــام بــالمعبود. وهــذا العابــد عالقة أي بالخالق، المخلوق عالقة ينظم نظام هي

V المخلوق من يكون يدرك وال به، عالقته ينظم حتى الخالق حقيقة يدرك ال المخلوق ألن مطلقاV بعقله يضع أن اإلنسان على يعبده. فيستحيل كيف يعرف حتى كنهه وبين بينــه للعبادات نظاما

إدراك يســتوجب التنظيم هذا وضع للخالق. ألن تقديسه ينظم أي بالخالق عالقته ينظم الخالقV فصار محال، وهو الخالق حقيقة العبادات. أحكام بعقله اإلنسان يضع أن محاال

V العبــادات نظام يكون أن بد ال كان هنا ومن V أي المخلــوق، من ال الخــالق من آتيــا من آتيــا اإلنســان، من وليس وحــده، اللــه من العبادات أحكام تأتي أن بد ال فكان العابد، من ال المعبود

، مهما منها شيء أي في لإلنسان دخل وال AلSبــد ال النظــام يضعه. وهــذا أن عليه يستحيل ألنه ق الرسـل إلى الحاجـة كـانت هنـا ومن بحسـبه، اإللـه بعبـادة ليقـوم للمخلـوق، الخالق يبلAغه أن

Aغوا V النــاس يضع أن الستحالة الوجود، حتمية العبادات، أحكام الناس ليبل العبــادات، في أحكامــاA تأتي ال وألنها تعالى. الله من إال

دون بالعبـادات يقـوم أن يمكنـه بـل للعبـادات نظـام إلى لإلنسـان حاجـة ال إنه يقال وقدــدين غريزة إلشباع رج�ع ألنها يشاء كما بالعبادة فيقوم التقديس درجات منتهى هي إذ نظام، الت

A تحتاج وال uشبعها فقط، اإلشباع إلى إال اإلشــباع، هــذا فيه يؤدي التقديس أفعال من فعل بأي فيالعبادات؟ أحكام إلى أي التقديس، تنظيم إلى الحاجة هي فما

ــذا تؤدي التي األفعال تنظيم من بد ال الغرائز من غريزة أي رج�ع أن ذلك على والجواب هــاذ، اإلشباع أو الخاطئ اإلشباع إلى تجر وهي الفوضى إلى يؤدي تنظيمها عدم ألن الرج�ع، الش

V عليـه قامت الذي األصل مع يتناقض وكالهما اإلشـباع تطلبت إذا النـوع غريـزة الغريـزة. فمثال إلى إما ذلك فيجرها يؤديه، شيء بأي اإلشباع حاوSلSت اإلشباع، لهذا نظام لها يكن ولم الجنسيV ليست جهة في الشاذ اإلشباع الـذي اإلنسـاني النــوع على القضــاء معنــاه وهـذا لإلشباع، محال ولكن إشباع محل هي جهة في اإلشباع وهو الخاطئ، اإلشباع إلى أو أجله، من الغريزة وuجدتV معناه المؤقت. وهذا اإلشباع لمجرد هــذا وفي الــوالدة، وهــو اإلشــباع نتيجــة عن الصرف أيضاV يكن لم إن النسل تقليل النوع. بقاء وهو له وuجدت عما للغريزة صرف� وهو له، انعداما

النوع. غريزة ينظم نظام من بد ال كان ولذلكع تــؤدي الــتي األفعــال تنظيم من بد ال التدين، غريزة وكذلك من بــد ال أي التقــديس، رجــ�

فعــل بــأي القيــام اإلنســان يحاول أن إلى يؤدي تنظيمه عدم ألن العبادة، وهو التقديس تنظيمV ليســت جهــة بتقديس الشاذ اإلشباع إلى ذلك فيجuر التقديس، يؤدي كتقــديس للتقــديس، محالV، باعتبارها النار صــرف معنــاه يأكلــه. وهــذا ثم فيعبده بيده يصنعه تمر من صنم تقديس أو إلها

المــدبر. الخــالق إلى واالحتيــاج بــالعجز الشــعور هي أنهـا مع الخالق، غير تقديس إلى الغريزةV التقديس فصار ر له. وقــد الدافعة للغريزة مناقضا uالتقــديس محــل هي جهــة تقــديس إلى يجــ على أو بــه حــلA اإللــه أن اعتبــار على صــنم كتقــديس حقيقتــه، لتحري ال اإلشباع لمجرد ولكن الشــكر وصــول وهــو اإلشــباع نتيجة عن الصرف معناه الله. وهذا من يقربه تقديسه أن اعتبار

صــرف� هــذا الصــنم. وفي وهــو له هو من لغير الحمد هذا أداء إلى والثناء، الحمد مستحق إلىالمدبر. الخالق تقديس وهو له وuجدت عما للغريزة

هــو بينهمــا النوع. والفرق غريزة ينظم كما التدين غريزة ينظم نظام من بد ال كان ولذلكV يضع أن لإلنسان يمكن النوع غريزة أن من ألنهــا رج�عهــا تــؤدي الــتي لألعمــال عقله من نظاما

أن يمكن ال كــان وإن معــه، عالقتــه ينظم أن ويمكنه إدراكه فيمكنه باإلنسان، اإلنسان عالقاتV يكوAن V. أمAا نظاما V يضع أن يمكنه فال التدين غريزة كامال من رج�عهــا تــؤدي الــتي لألعمــال نظاماAره، بخالقــه لإلنسان عالقة ألنها عقله، عالقتــه ينظم أن يمكن فال إدراكــه، يمكنــه ال وهــو ومــدبالخالق. من النظام هذا يأتي أن بد ال بل معه،

المخلوق. من ال الخالق من العبادات أحكام تأتي أن بد ال كان هنا ومن

الفكـر

-22-

Page 23: الفكر الإسلامي - 1958

ق لمسمى متعددة أسماء فهي واحد، بمعنى والعقل واإلدراك الفكر Sالفكــر واحــد. ويطلــ إليه توصAل ما أي التفكير، نتيجة منه ويراد يطلSق التفكيرية. وقد العملية أي التفكير، منه ويراد

اإلشــارة تصــح حتى به خاص عضو التفكير بمعنى للفكر التفكيرية. وليس العملية من اإلنسان ودماغــه، اإلنســان، وإحســاس المحســوس، الواقــع من تتكــون معقــدة عمليــة هــو بــل إليــه،

أن يمكن ال معينــة عمليــة في األربعــة األشــياء هــذه تجتمــع لم لديه. وما السابقة والمعلوماتعقل. وال إدراك وال فكر يحصل

أو الـرأس في مكانـه تعـيين يحـاولون وصـاروا العقـل، بحثـوا حين القدامى أخطأ ولذلكV للعقل أن أو معين، عضو العقل أن يظنون كانوا أنهم ذلك. والظاهر غير أو القلب V. عضوا معينا إن قــالوا الــذين ســواء والفكــر، واالدراك العقــل محل هو الدماغ جعلوا حين المحدثون وأخطأ الدماغ. على الواقع انعكاس هو الفكر إن قالوا الذين أو الواقع، على الدماغ انعكاس هو الفكر

انعكــاس. ألن أي عليــه يحصــل وال انعكاس، أي منه يحصل ال األعضاء كسائر عضو الدماغ ألن قابلية فيه جسم على الشيء وتسليط عنه، وارتداده الشيء على الضوء تسليط هو االنعكاســداد ثم جسم على كهربائي مصباح كتسليط الضوء. وذلك وجود مع عنه وارتداده االنعكاس ارت

uرى الجسم، هذا عن الضوء uرى الجسم في ضــوء أي أو القمــر أو الشــمس تسليط الضوء. أو وي الجســم صــورة وترتــد الضــوء، يرتد الضوء، وجود مع مرآة على جسم جهة. وكتسليط أي منuرى المرآة، عن في وهي فرؤيت، المرآة خلف ارتسمت كأنها الجسم صورة ترتد هو. إذ كما في

Aما ترتسم، لم حقيقتها االنعكاس. هو جسم. فهذا أي على الضوء ينعكس كما انعكست وإنــع من انعكــاس أي وال فيها يحصل فال انعكاس، أي يحصل ال الفكر عملية وفي على الواق

ا لم هـو حيث من الدماغ. فاالنعكـاس Aتـوهم الـتي العين يحصـل. وأمـu بواسـطتها يحصـل أنـه يAما انعكاس، منها وال فيها، يحصل فال انعكاس، ال المــرئي انكسار. فالشــيء هو يحصل الذي وإن

Aمـا للخـارج، صـورته ترتـد الشـيء صـورة تنكسـر إذ انكسـار، العين على بتسـلطه يحصـل وإنuرى الداخل في وتستقر المرئي يحصــل أن يمكن وال الخلف، إلى ترتد أن يمكن وال الشيء، فيV. وعليه بها وال منها انعكاس الفكر. محل ليس فالدماغ مطلقا

الحــواس، بواســطة الدماغ إلى عنه صورة تنتقل المحسوس الواقع أن هو يحصل والذي الجسم، صورة نقلت البصر، كانت الواقع. فإن نقلت التي الحاسة بحسب الصورة هذه وتكون

ــه، صورة نقلت الشم كانت وإن صوته، صورة نقلت السمع كانت وإن وهكــذا. فيرتســم رائحتuقل كما الواقع uقلت. وبــذلك التي الصورة حسب أي الدماغ، إلى ن بــالواقع اإلحســاس يحصــل ن|ع كونه حيث من فقط غريزي تمييز ويحصل تفكير، يحصل وال فقط، uشب |ع، ال أو ي uشب ــؤلم ي ال أو ي كـانت تفكـير. فـإن يحصـل فال ذلـك، من أكـثر يحصـل وال يلذ، ال أو يلذ يفرح، ال أو يفرح يؤلم،بطت سابقة، معلومات هنالك uــوس بالواقع الدماغ في الموجودة الربط قوة بواسطة ر المحســا ومعرفة الشيء إدراكه وينتج التفكيرية، العملية بذلك فتحصل الدماغ، في رuسم الذي ــو. م ه عنــد يبقى بــل الشــيء، لحقيقــة إدراك يحصل أن يمكن ال سابقة معلومات هنالك تكن لم وإن|ع كونـه حيث من فقـط، الغريـزي التمييز حد عند أو فقط، اإلحساس حد |ع ال أو يشـب ليس يشـب

اإلطالق. على فكر يحصل وال غير،A تحصــل ال الفكريــة العمليــة فــإن هــذا وعلى هي: الواقــع أشــياء أربعــة وجــود بتحقــق إال

من واحــدة نقصــت السابقة. فإذا والمعلومات والدماغ، منها، واحدة أو والحواس المحسوس،V. وما فكر يحصل أن يمكن ال األربعة األشياء هذه عــدم مــع التفكير محاوالت من يحصل مطلقا لهــا، وجــود ال فارغــة تخيالت هــو الســابقة المعلومــات توفر عدم ومع المحسوس الواقع توفر

V. واالستسـالم وليست السـابقة المعلومـات عن أو المحسـوس، الواقـع عن بالبعـد لهـا أفكارا فيصــاب الــدماغ إجهــاد إلى أدى وربمــا والضــالل، باألوهــام اإلغــراق إلى يــؤدي بهــا، المتصــلة ووجــود المحســوس، الواقــع وجــود من بــد ال شــاكلها. ولــذلك ومــا والصــرع الخلــل بــأمراض

الحواس. ووجود الدماغ، وجود من بد ال كما السابقة، المعلومات مــع الــدماغ إلى الحــواس بواســطة الواقــع نقــل هــو العقــل أو اإلدراك أو فــالفكر وعليه الذي ألن الواقع، صورة نق�ل ال الواقع نق�ل الواقع. ويقال هذا بواسطتها يفس~ر سابقة معلومات

uنقل الواقــع وهي للواقــع صــورة الفوتوغرافيــة. فهي كالصورة صورة ال بالواقع اإلحساس هو ي

-23-

Page 24: الفكر الإسلامي - 1958

V. ولذا الصورة ألن الواقع، صورة نقل بأنها القول من أدق الواقع، نقل بأنها القول كان إحساسافقط. عنه صورة ال بالواقع إحساس هي المنقولة للمفكر تحصل العملية العقل. وهذه أو اإلدراك أو الفكر هو هذا أي الفكر، تعريف هو هذا

|ج الذي uنقSل لمن ال الفكر، ينت uنقل من الفكر. أمAا إليه ي ــة، هــذه لــه تحصل فال الفكر إليه ي العمليرون لبعض، بعضـهم النـاس وينقلـه للنـاس، منتجـه فيعطيـه وانتهى، نتج الفكـر ألن Aـ عنـه ويعب

العالم. أنحاء في السائر هو باللغة التعبير كان وإن غيرها، أو اللغة باصطالحاتuنقل الذي والفكر uنظر للشخص ي أحســه أن ســبق محســوس، واقــع لــه كــان فيــه: فــإن ي

uقل حين أحسه أو الشخص، uقــل حين يحســه لم أو أحسه، أن يسبق لم كان أو إليه، ن بــل إليــه نuقل كما ذهنه في تصوره ــليمه به وسلAم أحسه كأنه ذهنه في واقع له وصار وصدAقه، إليه، ن كتس في لــه الواقــع هــذا بوجــود فأصــبح أدركه، قد الحالتين هاتين كلتا في فهو المحسوس، بالواقع

V ذهنه V وكان مفاهيمه، من مفهوما ــذا يوجSد لم هو. وإن عنه الفكر هذا نتج لو كما حقيقة فكرا لهuقل الذي الشخص عند واقع الفكر ولكن منــه، المراد وفSه|م الفكر، وفSه|م الجملة، فSه|م بل إليه ن

V ال ذهنه في واقع له يتكون لم V وال حسا V، تصديقا معارف مجرد أي فقط، معلومات فهو وتسليما ذهنه في واقع لديه يوجSد لم من عند معارف مجرد ولكنه مدلوالته، باعتبار فكر فهو أشياء، عن

Aما األشخاص في المعلومات تؤثر ال عنه. ولذلك ذهن في واقع لها أفكار ألنها المفاهيم تؤثر وإنuعرف حتى هو، ما الفكر معرفة من بد ال كان أدركها. ولذلك من الفكر. يؤثر كيف ي

التفكير طريقة

ــه، بمعلومــات عنده الواقع اقتران من اإلنسان عند الفكر ينشأ من ينشــأ أن يمكن وال عنV, وال وحده الواقع الوجوه. من بوجه وال وحدها المعلومات من مطلقا

V، عنها عرف أن يسبق لم أشياء صغير طفل أمام ضع فكــر؟ عنده يحصل هل وانظر شيئا ويحصــل الواقــع، بوجــود إحساس وحده بالواقع إحساسه تكرار من عنده يحصل أنه تجد فإنكSسuر أو يلذ، أو يؤلم ما وتمييز بعض، عن بعضها األشياء تمييز عنده غــير أو يشــبع، أو يــزعج، أو ي اختلف مهما ذلك من أكثر شيء عنده يحصل وال العضوية، الحاجات أو بالغرائز يتصل مما ذلك

وتكـرره اإلحسـاس هـذا جـراء من ويحصـل إحساس عنده يحصل أي وتنوع، وتكرر اإلحساسV أمامـه وضـعتS إذا فقـط. ولكنـك غريـزي تمييز هـو مـا أدرك عنـه بمعلومـات قرنتـه ثم شـيئا

Aن لك شرحه عنه سألته الشيء. فإن� يصبح أي الشيء، إدراك عنده حينئذ فيصبح هو، ما لك وبي يعــاود فإنــه المعلومــات هــذه له وكررت الشيء عن فقط معلومات أعطيته لو فكر. أمAا عنده

بالواقع. يربطها لم ما فكر عنده يحصل وال هي، كما لك سردهاV طفل أمام هو: ضع ذلك على الحسي والدليل V وتفاحــة ميزانا معلومــات حفAظــه ثم ونــارا

عــدة عليــه وكررهــا تحــرق، نــار تؤكــل، تفاحــة يــز|ن، له: ميزان تقول كأن منها واحدة كل عن الميزان، على اصبعه يضع وقد النار، أو التفاحة على اصبعه فيضع الميزان أين اسأله ثم مرات~ر ذلك ترض لم رآك إذا ولكنه معلومـات تلقى قـد غيره. فهـو على اصبعه ووضع الحال، في غي

لـه وبينت يــزن، ميزان هذا له وقلت الميزان أريته إذا فكر. أمAا عنده يحصل لم ولكنه وأعادها، فكــر. فــإذا عنــده يحصل فإنه ذلك وكررت النار أو التفاحة أريته ثم ذلك، وكررت الوزن عملية ويصر عليك يرد ال وغالطته ذلك رفضت عليه. فلو ودلAك عليه اصبعه وضع الميزان أين له قلترح الذي الميزان على uألنــه اســمه، ذكــر لمجرد أو رؤيته لمجرد يعرفه فيصبح أدركه، ألنه له ش المعلومات. مع الواقع باقتران األشياء هذه عن فكر له صار

مــع معلومــات غــيره من تلقيه مع بالواقع إحساسه من اإلنسان عند ينشأ فالتفكير وعليها معلومـات، عنـده تكن لم إن فكـر. هـذا ذلك من عنده فيصبح اإلحساس، Aعنـده كـانت إن أمـ V ينشئ أن أراد فإذا فكر، عنده نشأ أن سبق قد فيكون معلومات V فكــرا فإنــه شــيء عن جديــدا

V. فإن فيصدر السابقة بمعلوماته بالواقع إحساسه يربط ثم الواقع يحس أي عنده تكن لم فكراــات تلقيه من فيحصل عنه معلومات يتلقى أن إلى افتقر الشيء بهذا تتصل معلومات للمعلوم

الفكر. ينشأ الطريقة هذه عنده. وعلى جديد فكر بالواقع إحساسه مع

-24-

Page 25: الفكر الإسلامي - 1958

األساســية، التفكــير طريقــة وهي اإلنسان عند الطبيعية التفكير طريقة هي النشأة وهذهالفكر. توج|د التي وهي

Aم هي حيث من التفكير فطريقة ذلك وعلى المعلومــات مــع بالواقع اإلحساس اقتران تحت وفي الفكــر، يحصــل فحينئذ بالواقع اإلحساس مع السابقة المعلومات اقتران أو عنه، السابقة

V. فال فكر يحصل ال ذلك غير نريــد حين بــالواقع اإلحســاس مــع المعلومات إعطاء من بد مطلقاV، ننشئ أن أن اردنــا إذا إعطائهــا حين المعلومــات مــع بــالواقع اإلحساس إيجاد من بد وال فكرا

يوجــد حــتى معلومــات وجــود ومن محســوس، واقع وجود من بد نعطيه. فال الذي الفكر يدرSك بعضها مع وربطها وحدها المعلومات إعطاء كان التفكير. ولذلك طريقة هي وحدها فكر. وهذه

V يشكل ال محسوس بواقع اقترانها دون ــات عنده يوج|د بل الشخص، عند فكرا د وال معلوم ــ| يوجV. الواقع هذا ويكون واقعها يدر|ك لم ما له شرحت مهما فكر أي محسوسا

من عنــد هــو وكــذلك أنشــأه، أو الفكــر أوجــد الــذي المفكــر عند فكر إيجاد حيث من هذاuنقل أن يمكن فإنه للناس الفكر هذا إعطاء أريد فإذا لغيره، الفكر يعطي من وسيلة بأي إليهم يV، كاللغة التعبير وسائل وا أن ســبق بواقــع عنــدهم اقترن فإن مثال Aوا أو بــه أحســ Aأو بمثلــه أحســ V، إليهم انتقل قد يكون فإنه منه قريب V فصار فكرا توصــلوا قــد هم كأنهم مفاهيمهم من مفهومارحت الجuمـل معـنى فهموا بأن لديهم محسوس بواقع عندهم يقترن لم وإن إليه، uولم لهم وشـ

V، إليهم انتقــل قد يكون ال فإنه لها، واقع أي يتصوروا Aمــا فكــرا uقــل وإن معلومــات، مجــرد إليهم نuنقل لم ألنه مفكرين، يصبحون وال متعلمين المعلومات بهذه فيصبحون V، إليهم ي uقلت بــل فكرا ن

معلومات. تتضمن جملV للناس ينقلون لمن بد ال كان هنا ومن بوا أن أفكارا Aمن فيهــا ما يقر � النــاس ألذهــان معــان

منهم يأخــذوا حــتى يحســونه، ممــا قريب بواقع أو لديهم، المحسوس بواقعها اقترانها بمحاولةV. وإن Aمـا أفكـارهم، للنـاس نقلـوا قد يكونون ال ذلك يفعلوا لم أفكارا معلومـات إليهم نقلـوا وإن

إياها. علAموهم عنــد بــالواقع المعلومــات باقتران وذلك التفكير، طريقة على الحرص من بد ال كان ولهذا

المعلومــات تقترن حتى يأخذها من عند المحسوس الواقع من األفكار بتقريب أو الفكر، إنشاءV. فتوج|د بالواقع فكرا

عنــد تــوفره يجب مــا أهم من عليهــا والحــرص التفكــير طريقة إلى االهتداء كان هنا ومنالناس.

الغيبية القSدSرية

المقادير تصرفات إلى الحياة في شيء كل وإرجاع للقدر، االستسالم هي الغيبية القدرية~بة Aما أثر، أي الحياة في اإلنسان لعمل ليس وأنه اإلنسان، عن المغي ~ر هو وإن ~ر، وليس مسي بمخي

تشاء! حيث الرياح تحركها الفضاء في كالريشة وهوuخذت الفكرة، هذه شاعت وقد حـتى واســتمرت العباســيين، عهـد أواخـر منــذ عقيدة، واتuخذ اآلن. وقد uدخلت وســيلة والقــدر بالقضــاء االعتقــاد وجوب ات على الفكــرة هــذه بواســطته أ

V كنفهــا في المخفقــون وجــد أن جرائها من المسلمين. وكان دة ووجــد إلخفــاقهم، مــبررا SعــSالق هSلة Sفيهم، ينزل بالظلم الناس من كثير وتقاعسهم. ورضي لكسلهم حجة إليها االستناد في الج

Aم وبالذل لحومهم، من ينهش وبالفقر V أعمالهم، على تسيطر وبالمعاصي عليهم، يخي استسالماوقدره! الله قضاء إلى استسالم ذلك أن زاعمين يعتقدونها، التي الغيبية القدرية إلى منهم

يجــد بينمــا تصــرفاتهم، من كثير في متحكمة الناس، على مسيطرة الفكرة هذه تزال والuعرف لم الغيبية القدرية أن المدقق الباحث ولــو منهم، أحــد بخSلSد دارت وال الصحابة، عهد في ت

Sما المسلمين عند موجودة كانت تركـوا لكـانوا بـل المشـقات، تحمAلـوا وال الفتوحـات، فتحـوا لتعمل!" لم أو له عملت سواء يكون قuدAر "ما قالوا ولكانوا يشاء، ما يفعل للقدر

uفتح ال الحصــن أدركــوا: أن العــارفين المســلمين أولئك ولكن A ي ال العــدو وأن بالســيف، إالuقهر A ي uسعى أن يجب الرزق وأن بالقوة، إال uتقى أن يجب والمرض إليه، ي الخمـر وشـارب منـه، ي

-25-

Page 26: الفكر الإسلامي - 1958

uجلد، أن يجب المسلم uقطع أن يجب والسارق ي ب، أن يجب والحــاكم يده، ت Sوالمنــاورات يحاســ جيش شــاهدوا وقــد ذلــك غــير يعتقــدوا أن يمكن األعداء. وال مع بها القيام من بد ال السياسيةuهزم وسلم وآله عليه الله صلى الرسول بقيادة المسلمين uحد معركة في ي خــالفوا الرمــاة ألن أ

خــوف من المعركــة من فــرA الــذي الجيش ألن الهزيمــة بعــد حــنين يوم وينتصر القيادة، أوامر في نفــر بضــعة مــع ثــابت وهــو والســالم الصــالة عليه الرسول ناداه عندما للقتال رجع النبال،

الهارب. الجيش أعين أمام المعركةAمنا قد تعالى الله إن ~بات، األسباب ربط عل |ج الســبب وجعــل بالمســب ~ب: فالنــار ينت المســب

اللــه ســكين. وخلــق بغـير قطـع يحصــل وال تقطع والسكين نار، بدون إحراق يحصل وال تحرق بأعمالــه: القيــام في المطلــق االختيــار وأعطاه بالعمل القيام على القدرة فيه وجعل اإلنسان

ويــترك فيعاقSب، ويقتل فيعلSم، ويتعلم يشاء، متى ويسافر يشاء، متى ويمشي يشاء متى يأكلSذ|ل، الجهاد وال الحيــاة، واقــع في الغيبيــة للقدرية وجود فيفقر. فال للرزق السعي عن ويقعد في

الله. شرع في ألن بعيــد، من وال قــريب من ال شــيء، في الغيبيــة القدريــة من فليسا والقدر القضاء أمAاV وعليــه اإلنســان من تقع التي األفعال هو القضاء بأنفــه، ال بعينيــه يــرى كونــه عنــه. مثــل جــبرا أو الســماء من نــزلت قلبــه. وكصــاعقة دقــات على الســيطرة يملك وال بفمه، ال بأذنه ويسمع 00000000 ســطح على م|ن شــخص ســقوط أو ضرر، منه اإلنسان فأصاب األرض هز زلزال عالقــة وال عليهــا، اإلنســان يحاسSب وال القضاء في داخلة أعمال كلها فقتله. فهذه إنسان على

االختيارية. اإلنسان بأفعال لها النــار، في المقــد~ر كــاإلحراق الشــيء، إنتــاج يحصــل بهــا الــتي األشياء خواص هو والقدر

القيــام تستطيع ال كلها اإلنسان. وهذه في المقد~رة النوع وغريزة السكين، في المقد~ر والقطعA بالعمل V اإلنسـان بها باشر فاعل. فإذا بفعل إال القـدر ال الفعـل فاعـل هـو كـان باختيـاره، عمال

الــتي النــار ال اإلحــراق فاعــل هو كان بالنار، بيت بإحراق إنسان قام الشيء. فلو في الموجود بالقــدر باشر الذي هو ألنه اإلحراق، فعله على اإلنسان فيحاسSب بها، المقد~رة بالخاصية تحرقV V عمال V يفعل ال باختياره. فالقدر معينا أفعــال في لــه دخــل ال والقضــاء فاعــل، فعــل بــدون شيئا

دخــل وال االختياريــة، العبــاد بأفعــال له دخل ال إذن منه. فكالهما باختيار بها يقوم التي اإلنسانV لهما Aما عليه، السيطرة حيث من الوجود نظام في أيضا يســير الــذي الوجــود نظام من هما وإنوالحياة. واإلنسان للكون تعالى الله خلقها التي النواميس وفق

وقــادر العيش، طريقة وفي العيش لكسب السعي في يؤثر أن قادر فاإلنسان ذلك وعلى أفعالــه في داخل هو ما كل في التأثير على وقادر خلعه، أو الظالم الحاكم اعوجاج تقويم على

A الغيبية القدرية االختيارية. وما األوهام. من ووهم الخرافات من خرافة إال

الحياة في اإلنسان لسلوك ضوابط اإلسالم مفاهيم

أن مفـاهيم كونهـا المعرفـة. ومعـنى لمجرد معلومات وليست مفاهيم هي اإلسالم أفكار المجــرد المنطــق يفــرض ألشــياء شــرح مجــرد وليست الحياة، معترك في واقعة مدلوالت لها

أكــانت ســواء عليــه، اصــبعه يضــع أن لإلنسان يمكن واقع له عليه تدل مدلول كل وجودها. بل بســهولة. فهمهــا يمكن ظــاهرة كــانت أو إلدراكهــا، واســتنارة عمــق إلى تحتاج عميقة مفاهيم أو العامــة، واآلراء واألفكار كالمعالجات محسوس واقع لها بالحواس، محسوسة أكانت وسواء~بة كانت V العقــل قطــع قد عنها أخبرنا الذي ولكن مغي والنــار. والجنــة كالمالئكــة بصــدقه، حســاV واقعة مدلوالت لها موجودة وقائع فكلها V، حسا V واقعة مدلوالت أو وذهنا قطعي شكل على ذهناجازم.

A V ليســت الواقعــة المــدلوالت هــذه أن إال ــا ك، في أبحاث SلــSوال الطب، في معلومــات وال الف V Aمــا الكون، في بما لالنتفاع جاءتنا قد الكيمياء في أفكارا في اإلنســان لســلوك ضــوابط هي وإن

V. فهي ذلــك بغــير لها عالقة وال األخرى، الحياة ونحو الدنيا الحياة هذه هــدى جــاءت قــد مطلقــاV اإلنســان ألعمال معالجات وجاءت وموعظة، ورحمة هــذه تتبعنــا ســلوكه. وإذا لكيفيــة وتعيينــا

-26-

Page 27: الفكر الإسلامي - 1958

األفكــار تضــمنت الــتي أخرى وبعبارة المفاهيم، هذه عنها صدرت التي النصوص في المفاهيمــواه، دون الوجه هذا على جاءت استثناء غير من جميعها أنها نجد المفاهيم، هذه على الدالة س

Aة القــرآن وحدها. فنصوص الناحية هذه في وحuصرت عليــه دل مــا وهــو– منطوقهــا في والســن معــنى يقتضــيه مــا وهــو– داللتهــا الجملــة- أو معــنى عليه دل ما وهو– الجملة- ومفهومها لفظ

uبــنى أحكام من عنها ينبثق وما العقيدة هو واحد إطار في محصورة كلها الجملة- فإنها عليهــا ويهذا. غير شيء يوجد وال أفكار، من

V كان هذا وعلى Aة، الكتــاب وهي الشــريعة نصوص في يدرك أن المسلم على لزاما والســنــدرك أن المســلم على يجب الحياة. أي في بسلوكه خاصة وجاءت بها، للعمل جاءت أنها في ي

اثنين: أمرين اإلسالم كــل فيأخــذ األخــرى، الحياة ونحو الدنيا الحياة في سلوكه لضبط بمفاهيم جاء أنه أحدهما

V فكر ــة. الناحيــة ال العمليــة الناحية فيه القانون. فتظهر هذا ضمن سلوكه لضبط قانونا التعليميV يكون أن ويجب uخذت إذا أنه واضحا د وحــدها التعليميــة الناحيــة فيه أ SقــSوهي األصــلية صــبغته ف V كونه Sفقــد الجغرافيــا كمعــارف معرفة وصار السلوك، لضبط قانونا حــرارة بــذلك والتــاريخ. في

V ليس ويصبح فيه، الموجودة الحياة V، إسالما Aما بحتا بها اإلحاطة في يستوي إسالمية، معارف وإن المسلم العال|م مع أهلها، ويحارب ليحاربها يتعلمها والذي بها، يؤمن ال الذي الكافر المستشرق

يتخــذها أن ببالــه يخطــر أن دون علميــة، وكلــذAة كمعلومــات، عنهــا ينقAب ولكنه بها يؤمن الذيالحياة. في لسلوكه ضوابط

ضوابط اعتبارها تحقيق دون الشرعية، واألحكام اإلسالمية، األفكار معرفة كانت هنا ومنV لإلسالم تجعل لم التي اآلفة هي الحياة، في اإلنساني للسلوك المسـلمين حياة سلوك في أثرا

اليوم. والحـديث القـرآن أن هـو اإلسـالم في يدركه أن المسلم على يجب الذي الثاني األمر أمAا

Aما V جاءا إن V، معارف ال وشريعة دينا ــوم، من علم بأي لهما دخل ال وأنه وعلوما ــاريخ ال العل وال بالتباالكتشافات. أو باالختراعات وال الكيمياء، أو بالطبيعيات وال بالجغرافيا،

ا Aوالجبــال البحــار وعن والكــواكب والنجــوم القمــر عن آيــات من القــرآن في ورد مــا أمــ تطAلـع لهـا( )الـتي لمسـتقر تجـري تعالى: )والشمس كقوله والنبات والطير والحيوان واألنهار

Aمــا العلــوم من علم أي على داللــة أية لها فليس اآليات، من ذلك غير األفئدة( إلى على هي وإنuقنــع مــا على اإلنســان تــدل وآيــات اللــه عظمــة على وأدلــة اللــه، قدرة إلى نظر لفت عقلــه ي

وتعالى. سبحانه بالله اإليمان بضرورةــة فهي ــه أدل ــه، قدرت ــول نظــر ولفت وعظمت ــدر|ك للعق ــظ، لت في بحث ألي وليس وتتعالعلم. أو المعرفة

وال المعرفــة لمجــرد تــأت لم والحديث القرآن بها جاء التي اإلسالم أفكار فإن ذلك وعلىAما التعليمي، للبحث الدنيا الحياة في لسلوكه ضوابط فهي اإلنسان، مشاكل لمعالجة جاءت وإن

األخرى. الحياة ونحو

اإلسالم في العقوبات

الجرائم، ارتكاب عن الناس لزجر وجوابر. زواجر زواجر اإلسالم في العقوبات الله شرعالقيامة. يوم تعالى الله عذاب المسلم عن تجبر وجوابر

في تعـالى: )ولكم القـرآن. قـال بنص ثـابت فهـذا زواجر، اإلسالم في العقوبات كون أمAا إيقــاع أن معنــاه الحيــاة القصــاص في جعــل تعالى الله األلباب(. فكون أولي يا حياة القصاص ففي القصــاص، عليــه وقــع من حيــاة إبقــاء في ذلــك يكون وال الحياة، أبقى الذي هو القصاص حــال من الغــالب أن القصــاص. على وقــوع شــاهد من حياة بل حياته، ال موته يكون القصاص

uقدم ال فإنه هو، قuتل غيره قتل إذا أنه علم إذا أنه العاقل الزواجر. جميع القتل. وهكذا على يA توقSع أن يجوز فال العقوبات هذه أمAا ــاس ينزجر أن زواجر كونها معنى ألن بالمجرم، إال الن

ارتكابها. عن يمتنعوا أي الجريمة، عن

-27-

Page 28: الفكر الإسلامي - 1958

A جريمــة الفعل يعتبر ال الشرع. ولذلك قبحه ما والقبيح القبيح، الفعل هي والجريمة إذا إالuعتبر قبيح فعل أنه على الشرع نص جريمة. حينئذ في

بة هي وال اإلنسان، فطرة في موجودة الجريمة وليست Sأنهــا كما اإلنسان، يكتسبها مكتس V ليست Aما به، اإلنسان يصاب مرضا اإلنسان. أفعال ينظم الذي النظام مخالفة هي وإن

الغرائــز وهــذه عضــوية، وحاجــات غرائز فيه وخلق تعالى الله خلقه قد اإلنسان أن وذلك باألعمــال يقوم فهو إلشباعها، يسعى ألن تدفعه اإلنسان في حيوية طاقات العضوية والحاجات

اإلشباع. هذا أجل من عنه تصدر التي اإلشــباع إلى ويــؤدي واالضــطراب، الفوضــى إلى يــؤدي نظــام دون اإلشــباع هــذا وتــر�ك

الشاذ. اإلشباع أو الخاطئ اإلنســان أعمــال نظم حين العضــوية والحاجــات الغرائــز هذه إشباع تعالى الله نظم وقدAن باألحكام الــتي العريضــة الخطــوط في اإلنســان أعمال عالج اإلسالمي الشرع الشرعية. فبي

Aة، الكتاب هي تحــدث حادثــة كــل في الحكم محــل العريضــة الخطــوط هــذه في وجعــل والسنuســتنبSط بما فجاء والحرام، الحالل لإلنسان. وشرع اإلنســان، أفعــال من فعــل كــل حكم منــه ي

Aن مها التي األشياء وبي Aالعمــل اإلنســان وكلف ونواه بأوامر الشرع ورد اإلنسان. ولهذا على حر ل أي القــبيح، الفعــل فعــل فقد ذلك اإلنسان خالف عنه. فإذا نهاه ما واجتناب به، أمره بما SعــSف

الحـالتين كلتـا ففي عنـه، نهى مـا فعـل كـان أو به أمر بما القيام عدم ذلك أكان سواء جريمة،ــه أمــرهم بما الناس يأتمر حتى الجرائم لهذه عقوبة من بد ال الجريمة. فكان فعل أنه يعتبر اللA عنــه، نهــاهم عمــا وينتهــوا بــه، على عقــاب يكن لم إذا والنــواهي األوامــر لتلــك معــنى فال وإال

uطلب أمر ألي قيمة ال إذ مخالفتها، بهــذا يقــوم ال من بــه يعاقSب ما مقابله يكن لم إذا به القيام يترك. طلب أم فعل طلب أكان سواء الطلب،

ــدنيا. في وعقوبات اآلخرة في عقوبات الجرائم هذه على أن اإلسالمي الشرع بين وقد ال تعــالى: الله قال القيامة، يوم فيعذبه المجرم بها يعاقب الذي هو تعالى فالله اآلخرة عقوبة أمAا

uعرف كفــروا تعــالى: )والــذين وقــال واألقدام(، بالنواصي فيؤخذ بسيماهم يومئذ المجرمون )يــافرين أعتدنا المهاد( )إنا فبئس يصلونها جهنم مآب لشرA للطاغين وإن جهنم( )هذا نار لهم للك

V سالسل V(. وأغالال وسعيراV واقعة فهي القرآن، في صريحة العقوبات هذه تعالى الله بين وقد في جــاءت ألنهــا حتمــا

uســحبون والسالســل أعنــاقهم في األغالل تعالى: )إذ قال الداللة، قطعية الثبوت قطعية آيات يuسجرون( )ليس النار في ثم الحميم في A طعــام وال حميم هنــا هــا اليــوم لــه ي ال غ|ســلين من إال

A يأكلــه Vصــب إال عuر ضـالل في المجــرمين الحميم( )إن رؤوســهم فـوق الخــاطئون( )ي uيــوم وســ uسحبون قSر( )في مSسA ذوقــوا وجــوههم على النــار في ي Sيحمــوم( من وظــل وحميم ســموم ســ رب فشاربون الحميم من عليه فشاربون البطون منها فمالئون زقوم من شجر من )آلكلون uش

ل� uزu الجحيم ثم فغuلAوه للشوى( )خذوه نزاعة لظى إنها جحيم( )كال وتصلية حميم من الهيم( )فنAوه V سبعون ذSرعuها سلسلة في ثم صل V بــدلناهم جلــودهم نضــجت فاسلكوه( )كلمــا ذراعا جلــوداالعذاب(. ليذوقوا غيرها

V الله عذاب كثيرة آيات تبين وهكذا V بيانا يســمعها حين اإلنسان وأن معجز، بأسلوب قطعياSأخذه Sي تصــور إذا ماديــة، مشــقة وكــل الدنيا، في عذاب كل عليه ويهuون الفزع، ويتواله الهول، لuقد|م فال وهوله، اآلخرة عذاب A ونواهيه الله أوامر مخالفة على ي وهوله. العذاب هذا نسي إذا إال

Aنها فقد الدنيا عقوبة أمAا اآلخرة، عقوبة هذه لة. مجمSلة والحديث القرآن في الله بي ــ~ ومفصAن التي اإلسالم بها. فعقوبة تقوم التي هي الدولة وجعل يقوم الدنيا في المجرم على إيقاعها بي

ــر من الحدود دون وما الله، حدود بتنفيذ اإلسالمية الدولة بها تقوم أي نائبه، أو اإلمام بها التعزيارات. وهــذه Aســق|ط الدولــة ق|بــل من معين ذنب على الــدنيا في العقوبــة والكفــu المــذنب عن ت

وارتكــاب الذنوب فعل عن الناس فتزجر وجوابر، زواجر العقوبات بذلك اآلخرة. فتكون عقوبةاآلخرة. عقوبة المسلم عن فتسقط اآلخرة عقوبة وتجبر واآلثام، الجرائم

لنــا قــال: )قــال عنه الله رضي الصامت بن عبادة عن البخاري رواه ما ذلك على والدليلuشـركوا ال أن على مجلس: تبــايعوني في وســلم عليــه اللــه صـلى الله رسول V باللــه ت وال شــيئا

-28-

Page 29: الفكر الإسلامي - 1958

في تعصــوا وال وأرجلكم أيديكم بين تفترونه ببهتان تأتوا وال أوالدكم تقتلوا وال تزنوا وال تسرقواV ذلك من أصاب ومن الله على فأجره منكم وفى معروف. فمن فهــو الــدنيا في فعــوقب شــيئا

V ذلك من أصاب ومن له، كفAارة ه الله، فستره شيئا uــا شاء وإن عاقبه شاء إن الله، إلى فأم�ر عفذلك(. على عنه. فبايعناه

uسق|ط معين ذنب على نائبه أو اإلمام من الدنيا عقوبة أن في صريح وهذا اآلخرة، عقوبة تون وسلم عليه الله صلى الله رسول إلى يأتون المسلمين من كثير كان ولذلك Aبــالجرائم فيقر

ــون القيامة، يوم الله عذاب عنهم يسقط حتى الدنيا في الحد عليهم ليوقع فعلوها التي فيحتملاآلخرة. عذاب من أهون ألنه الدنيا في والقصاص الحد آالم

الغريزي التمييز

V ــيز عن فعجزوا الغريزي، بالتمييز الفكر الناس على اختلط ما كثيرا فوقعــوا بينهمــا، التميV يولــد حين للطفــل جعــل من مضــل�ل. فمنهم هــو مــا ومنها مضحك هو ما منها أخطاء في عقال

،V V، للحيــوان جعــل من ومنهم وفكــرا ه من ومنهم فكــرا Aوالتميــيز الفكــر بين التميــيز عــدم جــر ــان كــان العقل. ولهذا هو ما فهم في الخطأ وأن الفكر، تعريف في الضالل إلى الغريزي مــا بي

V، الغريزي التمييز هو ضروري. اإلدراك أو العقل أو الفكر هو ما بيان أن كما ضرورياــوان أن بالواقع. ذلك إحساسه تكرار جراء من الحيوان عند يحصل الغريزي والتمييز الحي

A عنــد الحال هي كما حواس، ولديه دماغ لديه القـدرة من خـال الحيــوان دمــاغ أن اإلنسـان. إالAما الربط، على بــالواقع يربطهــا ســابقة معلومات لديه توجد فقط. فال لإلحساس مركز فيه وإن

ــا باإلحســاس، أو Aم ــد وإن ــه توج ــات لدي ــع، عن انطباع ــذه ويســتعيد الواق ــات ه حين االنطباعV ليست االستعادة بالواقع. وهذه اإلحساس Aما ربطا جــراء من اإلحســاس لمركــز تحر�ك هي وإن

االســتعادة هــذه من فيحصــل األول، بــالواقع يتصــل جديــد بواقــع أو األول بــالواقع اإلحســاسAن الــذي وهــو غريــزي، تميــيز لإلحســاس الحاجــة أو الغريــزة إشــباع نحــو الحيــوان ســلوك يعي

V. ذلك من ألكثر يكون وال اإلشباع عدم أو لإلشباع فقط السلوك هذا العضوية. ويكون مطلقا هــذا تعــدد مهمــا فقــط بــالواقع إحســاس هــو الحيــوان عنــد يحصــل الذي فإن هذا وعلىV عــدم أو لإلشــباع يدفعــه الــذي هــو اإلحســاس وتنو~ع. وهذا اإلحساس دAم إذا اإلشــباع. فمثال uقــ

�ن ثم يؤكل، ال أو يؤكل كونه يميز فإنه طعام طير أو لحيوان ــه نحوه سلوكه يعي uعــر|ض أو فيأكل ي ال فهــو حــده، عنــد وقــف اإلشــباع ناحيــة من التميــيز لهــذا وصــل ذلك. وإذا على يزيد وال عنه،

فهــو وتــراب شــعير لحصــان قuدAم ذلك. ولو على يزيد أن يحاول وال ذلك على يزيد أن يستطيعز الــتراب في ال الشــعير في ذلــك وجــد فــإذا إشــباع، فيــه أيهمــا يختــبر أن يحــاول Aــ عنــده ترك

لمجــرد الــتراب يــترك ذلــك بعــد يشبع. فيصــبح ال والتراب حاجته يشبع الشعير بأن اإلحساسV. كان إذا به اإلحساس بمجرد الشعير ويأخذ به، اإلحساس جائعا هــذه وتكفي اإلحســاس، بواســطة حصــلت تجربــة من الحيــوان عنــد حصــل التمييز فهذا

أكــان لغــيره. وســواء حصل بما إحساسه مع غيره من أو منه حصلت وسواء مرة، ولو التجربةV تحـدث كلهـا فإنهـا مختلفـة، متعـددة أشـياء تجـارب من أو واحـد شيء تجربة من ذلك تميـيزا

A V. إال تحصــل غيرهــا. وقــد من أكثر الحيوان عند تظهر التي هي الواحد الشيء تجربة أن غريزيا والحــامض. والمــر الحلو على كالتجربة أو والتراب الشعير على كالتجربة متعددة تجارب عنده في ولكنــه التفكــير، يشــبه بما اإلحساس استعادة عنه فيصدر معقدة تجارب عنده تحصل وقد

ه، أن سبق لما استعادة الحقيقة Aوليس أحس V بمعلومات. ربطا الــبيض ســوق إلى يــذهبان فــأرين أن شوهد فإنه للبيض، الفيران سرقة تجربة ذلك مثال

ــأر بطن على البيضة اآلخر ويدفع ظهره على أحدهما فينبطح ــه ذاك فيقبض المنبطح، الف رجلي لإلتيــان يرجعــان ثم فيــه، البيضــة يضــعا حــتى وكرهمــا إلى ذنبه من اآلخر الفأر ويسحبه عليها

اســتعادة في تجــارب عن نتجت ولكنهــا معقــدة، العمليــة الســابق. فهــذه الوجــه على بغيرهــاA تحصــل ال التجــارب المعلومات. وهذه ربط عن ال المحسوسات أو اإلشــباع بــه يحصــل بمــا إال

غــير في تحصــل قد لكن يؤكل، ما بغير الفيران مسألة تحصل اإلشباع. فال به يحصل بما يتصل

-29-

Page 30: الفكر الإسلامي - 1958

والجSمSل القرد من ويحصل والحصان، الفأر من حصل الذي إشباع. فهذا فيه يحصل مما البيضV ليس وغيرها Aما تفكيرا التميــيز. فال يتعــدى وال فقــط يشــبع بمــا خاص وهو غريزي تمييز هو وإنــه يحصــل ال الــذي الشيء هو ما وال أشبع، الذي الشيء هذا هو ما معرفة إلى يصل أن يمكن ب

V كان هنا إشباع. ومن V تمييزا V وليس غريزيا V وال فكرا V. وال عقال إدراكا لديه توجد لم فإنه الربط قابلية فيه دماغه كان وإن فإنه يولد، حين الطفل الحيوان ومثل عقــل وال فكــر عنده يحصل ال ولذلك ليميزه، الجديد بالواقع باإلحساس يربطها حتى معلومات

Aما إدراك، وال |ع كونــه حيث من للشيء فقط غريزي تمييز عنده يحصل وإن |ع، ال أو يشــب وال يشــبAز الذي الشيء حقيقة عن معرفة عنده تجعل الــذي الشيء هو ما يعرف ال فيه. فهو اإلشباع مي|ع، لم الذي الشيء هو ما وال أشبع، Aما يشب |ع أنه حدود في تمييز عنده يحصل وإن |ع ال أو يشب ــب يش

V، تفاحــة طفل على عرضتS فقط. فإذا يأكلــه، اإلشــباع فيــه يجــد فمــا أحــدهما، جــرAب وحجــراــيز الحجر ويرمي التفاحة يأخذ أن بها يستطيع تجربة ذلك من عنده اآلخر. فتحصل ويرمي بتمي لديــه وuجــدت بعــد. فــإذا لديــه توجــد لم المعلومات ألن وذلك فقط، التجربة من حصل غريزي

V استعملها المعلومات مرتبــط بالشــيء دماغــه. فإحساســه تكــوين من جــزء الربط ألن طبيعياV، بالمعلومات بربطه V الشيء عن المفهوم وجود فيكون حتما V مربوطــا V ربطــا باإلحســاس حتميــا

بها. يربط التي المعلومات وجود بمجرد اإلدراك أو العقل أو الفكر الطفل عند حينئذ به. فيبدأ تميـيز بـه يحصـل الحـواس، بواسطة بالواقع إحساس هو الغريزي التمييز فإن هذا وعلى

|ع كونه من الشيء |ع، ال أو يشب الدماغ إلى الحواس بواسطة الواقع نقل فإنه الفكر، بخالف يشب الشــيء أن تبيــان الغريــزي والتميــيز شــيء، على حكم الواقــع. فــالفكر هذا تفس�ر ومعلومات

|ع |ع، ال أو يشب غير. ليس يشب

الخـوف

من جـزء ألنـه اإلنسـان في الوجـود حتمي وهـو البقـاء، غريزة مظاهر من مظهر الخوفA مع فطرةV فيه ووuجد تكوينه، والــدفاع كالســيادة البقــاء غريــزة مظــاهر كبــاقي أنــه وجوده. إال

A يظهر ال والنوع، التدين وهي الغرائز كباقي بل وغيرها، والرحمة لم ومــا يثيره، عامل بوجود إالV. والعامل الخوف يظهر ال المثير العامل هذا يوجد أي يثــير الــذي هــو الخــوف يثير الذي مطلقا

أو بــه، المتصــلة األفكــار من فكــر وإمــا محســوس، مــادي شــيء إمــا وهو الغرائز، من غريزةA المتعلقة ممــا أو يخيــف أنــه يــدرSك ممــا الفكر أو المادي الشيء هذا يكون أن بد ال أنه فيه. إال

V يشعر ألن الخــوف، يحصــل ال الشــعور هــذا أو اإلدراك هــذا يحصــل لم يخيف. ومــا أنه وجدانياA تثور وال طاقتها تتحرك ال الغريزة أو بــإدراك الخوف مشاعر فيه ارتبطت قد الشيء كان إذا إال

A يحصل ال هذا غريزي. وعلى بتمييز V كــان وإن يثــيره، مــا بوجــود إال خلــق مــع خuلــق قــد فطريــااإلنسان.

المنحطــة الشــعوب جرائهــا من تعــاني الــتي الخطــرة المشــكالت من مشــكلة والخوف لـذة أفقـده شــخص على ســيطر إذا والتــأخر. والخــوف الـذل من تعـاني مــا الضــعيفة واألمم

على الحكم على القــدرة وعــدم الــذهني االرتبــاك لديــه وجعــل الصفات، أنبل وأفقده العيش،التمييز. وقابلية الحافظة عنده وشلA األشياء،

A يكون ال واألشباح. وهذا األوهام من الخوف الخوف أنواع وأخطر ــول، ضعاف عند إال العق للربــط الكافيــة المعلومــات وجــود لعدم أو كاألطفال، بعد يكتمل لم عندهم العقل نمو ألن إما

وإمــا النســاء، كمعظم المجتمــع في حياتــه بحكم معلومــات تنقصــه من وكــل كالجSهSلة بالواقعuله مثل أدمغتهم في فطري لضعف لــديهم الخــوف يعــالSج شابههم. وهؤالء ومن والمعتوهين الب

V بإعطــائهم وإمــا إلدراكهم، األشــياء وتقــريب البحث في معهم بالتعمق إما بمــا متصــلة أفكــارا من يتخلصون العالج بهذا فإنهم لديهم، محسوس واقع األفكار لهذه يكون أن على منه يخافونV بتخفيفــه أو بإزالتــه إمــا الخــوف سيطرة uقلــع أن إلى تــدريجيا في الموجــودة مفاهيمــه بقايــا ت

األعماق.V أقل الخوف من نوع وهناك تقــدير عــدم عن النــاتج الخوف وهو األوهام، خوف من خطرا

-30-

Page 31: الفكر الإسلامي - 1958

V األشياء V. وذلك تقديرا V اإلنسان يرى أن صحيحا V كـان ربما شيئا مخيـف. غـير كـان وربمـا مخيفـاV يرى فقد V كلبا V فيظنه نائما V كلبا V( ألنه مكلوبا V مثله رأى أن سبق )مسعورا V، كلبا فيخــاف مســعورا يشــعر ال نــائم وهــو يخيــف، ال أليف كلب أنه لرأى تحقق ولو منه، ويهرب بالطريق يمر أن من

V يرى بمروره. وقد وقــد األســد، إليــه يخــرج لئال القفص من يقــرب أن فيخــاف قفص في أسداV ويهرب خوفه فيزداد األسد يزمجر ــا وهكذا. وأكثر القفص، من يخرج قد أنه منه ظنا يحصــل م

أو حـاكم محادثــة أو مكــان في خطبــة أو مقـال كتابــة من المعنويــة األشــياء في التقـدير عدمV األشياء تقدير عدم فإن ذلك، شاكل وما جاه، صاحب مناقشة V تقديرا الخــوف له يسبب صحيحاV المناقشة أو الخطابة أو الكتابة عن فيمتنع األذى. من خوفا

uج مــا بين الموازنــة عدم عن ناتج شائع الخوف من نوع وهناك ومــا بالعمــل القيــام من ينت من الخــوف إلى الموازنــة هـذه في الخطـأ فيؤدي أذى يسبب وكالهما به، القيام عدم من ينتج

ــالفرد األذى يوقع أن الظالم الحاكم من كالخوف وذلك المخاطر، في والوقوع األمور بسائط ب من القتال ساحة في الجندي األمAة. وكخوف من كواحد نفسه وبه باألمAة األذى إيقاع إلى يؤدي

العقيــدة ســبيل في الســجن من وكــالخوف منه، واحد وهو كله الجيش إبادة إلى يؤدي الموتV أكــثر وهــو منه، العقيدة ضياع إلى يؤدي يحملها التي من العقيــدة إضــاعة أو الســجن من ألمــا

V خطر الخوف الحياة. وهذا في الوجود إلى أدى ربمــا بــل المخــاطر إلى ويــؤدي األمAة على جداوالهالك. الدمار

A مضر هو كما إيجاده، من أو وجوده من بد وال األحيان، بعض في ومفيد نافع الخوف أن إالزال. فـالخوف يعـالSج أن ويجب يوجـد أن يجــوز وال األحيــان بعض في ومهلــك uـ األخطـار من وي

يكون، أن يجوز وال مضر أمر منها الخوف وعدم بها واالستهتار واجب، وهو مفيد، أمر الحقيقيةV أكانت سواء ــو الحارس هو الحالة هذه في أمAته. فالخوف على أو نفسه الفرد على أخطارا وه

V لهــا تحســب حــتى باألمAة المحدقة األخطار شرح من بد ال كان ولذلك الحامي، وتعمــل حســابا وواجب مفيــد أمــر اللــه عـذاب ومن اللــه من األخطار. والخوف هذه وإزالة نفسها عن للدفاع

مقــدار وشرح النفوس، في الله من الخوف إثارة من بد ال كان ولذلك والحامي، الحارس وهوــوا بأوامره ويقوموا دينه الناس يتبع حتى الكفر وعلى المعاصي ارتكاب على الله عذاب ويجتنب

uعمل وأن يوجد أن ويجب ومفيد نافع ومثله الخوف نواهيه. فهذا الحــارس هو ألنه إيجاده على يالمستقيم. الصراط في اإلنسان سير يضمن الذي وهو والحامي،

اإلنســان في تثــيره الــتي هي والمفاهيم اإلنسان، فطرة من جزء الخوف فإن ذلك وعلىــا من أنه كما نواح� في اإلنسان على األمور أخطر من وهو اإلنسان، عن تبعده التي وهي أكثره بــه يحكAم أن عليــه وجب بمنافعــه ويتمتــع أخطــاره اإلنسان يتقي فحتى أخرى، نواح� في فائدة

اإلسالم. مفاهيم وهي أال وحدها، الصادقة المفاهيم

الغرائز يثير الذي هو والمفهوم الواقع

الحاجة فطرية. إذ حيوية طاقة منهما كل كانت وإن العضوية، الحاجة عن الغريزة تختلفSع لم وإذا الحتمي اإلشباع تتطلب العضوية uشب تتطلب فإنهــا الغريــزة بخالف اإلنســان، يمــوت تSع لم وإذا فقط اإلشباع uشب V. فاإلنسان يبقى بل يموت ال ولكنه يقلق، ت يقضــي أو يأكل لم إذا حيا|ع لم إذا ولكنه يموت، حاجته uشب V النساء مع يجتمع لم يموت. فإذا ال غريزته ي V اجتماعــا أو جنســيا

uصلA لم V اإلشباع تتطلب ال الغريزة ألن يموت ال ي تتحــرك العضــوية الحاجــة فإن الحتمي. وأيضاV لإلشباع uثار ذاتها من داخليا V لإلشباع وت V تتحرك ال فإنها الغريزة بخالف خارجها، من خارجيا داخلياV A لإلشباع بالحاجة الشعور يحصل وال مطلقا الخـارج من يثيرهـا مـا وuجـد فـإذا خارجي، بمؤثر إال كامنـة تبقى يثيرهـا الخـارج من شـيء يوجد لم وإذا اإلشباع، يتطلب الذي الشعور ووuجد ثارت

V الداخل من يأتي باإلشباع. فالجوع شعور أي يوجد وال ــا مــؤثر أي إلى وجــوده يحتــاج وال طبيعي فيحس اإلنســان، نفس من العضــوية للحاجــة اإلشــباع يتطلب الــذي الشــعور فيوجــد خارجي، فقـد الجـوع، يحـرك قـد فإنـه الخارجي المؤثر الخارج. أمAا من شيء أي يحصل لم ولو بالجوع

ا شــعور الشـهي الطعـام عن الحــديث يثــير وقد الجوع، شعور الشهي الطعام يثير Aالجــوع. أمـ

-31-

Page 32: الفكر الإسلامي - 1958

V نفسه من يثور فال الجنسي الشعور Aما مطلقا فال الخــارج، من يثــيره مــا إلى تحركــه يحتــاج وإنV اإلنسان نفس من للغريزة اإلشباع يتطلب الذي الشعور يثور لم ما اإلنسان به يحس وال مطقا

A بــذلك شعور أي يوجد وال الجنسي االجتماع في الرغبة توجد فال يثيره، خارجي عامل يحصل إالV اإلنسان رأى إذا V واقعا الشعور هذا يثير عما أمامه إنسان تحدAث أو الشعور، هذا يثير محسوسا الواقـع يوجـد لم الشـعور. ومــا هـذا تثــير مفـاهيم فوuجـدت معاني لديه تداعت أو الوقائع، من

الشعور. هذا يثار أن يمكن ال الفكر أو المحسوسV، اإلنسان في هي حيث من الغريزة وجود يسبب ال ولهذا Aمــا قلقا الــذي الشــعور إثــارة وإن

بعدم اإلشباع شعور يوجد لم اإلشباع. فإذا يتأتى ال حين القلق تسبب التي هي اإلشباع يتطلبV. ولذلك قلق أي يوجد ال يثيره، ما وجود إشــباعه عدم جراء من لإلنسان قلق أي يوجد ال مطلقا

الحماقــة من كان يثيرها. ولذلك فكر أو واقع يحصل لم إذا كبت أي يوجد وال الجنسية، الغريزة كالمؤلفــات الجنس على المفــاهيم تعطي الــتي األفكــار النــاس بين توضــع أن النظــر وقصــر

uفســح أن النظر وقصر الحمق من وكان الجنسية، والروايات الجنسية الواقــع إليجــاد المجــال ي شــعور يثــير ما إيجاد يعني هذا ألن بالنساء، الرجال باختالط النوع غريزة يثير الذي المحسوس

Sع حتى القلق وإيجاد الجنس، uشب فيتحــرك أخــرى مرة يثيره الذي الواقع إيجاد ثم الشعور، هذا يV، لإلشباع V فيكون دائما V أو اإلشباع، لتحقيق بالعمل مشغوال اإلشباع. وهذا هذا يحقق ال حين قلقا

األشــياء أشــد من بالنسـاء الرجـال اختالء كـان الدائم. ولذلك الشقاء أو الفكري االنحطاط هوV يضــع أو اإلشــباع، بمفــاهيم الــذهن ويشــغل لإلشــباع، الجهــد يصــرف ألنه المجتمع على ضررا

V األشـياء أشـد من كـذلك الجنسـية المؤلفـات شـيوع دائم. وكان قلق في اإلنسان على ضـرراالمجتمع.V الجنس غريزة تنظم مفاهيم في اإلسالم جاء وقد عنــه يتفــرع ومــا الــزواج بنظــام إيجابيا

V به، ويتعلق وبين إشــباعها، يحقــق وال النــوع شــعور يثــير ما وبين اإلنسان بين بالحيلولة وسلبيام غريزة إلشباع العمل أو بالتفكير وقته أكثر يشغل يجعله ما وبين اإلنسان Aالخلــوة النوع. فحر

إشــباعها لــه يتحقــق وال النــوع غريــزة تثير فإنها زوجته، وغير المحرم غير والمرأة، الرجل بين جــاء فاحشــة. وقــد مخالفة النظام مخالفة أو له القلق ذلك فيسبب يعتنقه، الذي النظام وفقV التحريم هذا دليل V تحريما وSنA والســالم: )ال الصــالة عليــه قال الصحيح، الحديث في واضحا uــ Sخل يA بامرأة رجل uوSنA وقال: )ال محرم(، ذي مع إال Sخل V هذا يومي بعد رجل ي ~بــة على سرا A مغي ومعــه إالAن اثنان(. وقد أو رجل V والرجل المرأة يغري الشيطان آخر حديث في بي إذ الخلــوة حال في معاuوSنA السالم: )ال عليه فقال ثالثهما، يكون Sخل يجب الشــيطان(. ولهــذا ثالثهمــا فإن بامرأة رجل يuبع|دوا أن المسلمين على اإلسالم. ألمر إجابة مشاعره، ويحرك النوع غريزة يثير ما ي

معلومات مجرد وليست للحياة مفاهيم اإلسالم

Aمــا غيبيــة معلومــات وال كهنوتية، مفاهيم اإلسالم مفاهيم ليست لهــا أفكــار هي بحتــة. وإن دل مــا يــدرك أو يــدركها، أن مقــدوره في يكــون حين مباشــرة العقــل يدركها واقعية مدلوالت

V عليها V ال قطعا V يكون حين ظنا عليــه دل الــذي المحســوس فيــدر|ك مباشرة، إدراكها عن عاجزاV ارتياب. أي دون جزما

الحس تحت عليهــا يــدل مــا يقــع أو مباشــرة، الحس تحت تقــع كلها اإلسالمية فالمفاهيم شيء من صادرة أنها أو العقل، يدركها أن إما ألنها مفاهيم، كلها اإلسالم أفكار أن مباشرة. أي

A فكر أي اإلسالم في يوجد عليه. وال دل أي العقل، أدركه الذهن، في واقع له أي مفهوم، وله إالك Sمدر ،V V به مسل~م أو عقال V تصديقا V. عليه دل ما مدرSك الذهن في واقع وله جازما عقال

~بات اإلسالم في توجد ال ولذلك ~بات مغي ليســت بها باإليمان اإلسالم أمر التي بحتة. والمغيAما بحتة، غيبية ~بة هي وإن والحديث القرآن وهو عليها دل لما العقل بإدراك بالعقل، موصولة مغي

V كله اإلسالم كان ذلك المتواتر. وعلى V واقعا ــه فكر لكل ألن الدنيا، الحياة في موجودا V في ــا واقعV اإلنسان، ذهن في V الحس، إلى مستندا األســاس هــو العقــل كــان هنا العقل. ومن إلى مستندا

V. وكــانت عقيدة اإلسالم عليه يبنى الذي V وأحكامــه عقيدتــه وأحكامــا وكــانت واقــع، لهــا أفكــارا

-32-

Page 33: الفكر الإسلامي - 1958

كة وأحكامه عقيدته Sمدر V V، إدراكا ~بــات بين ذلــك في فرق ال واقعيا بين وال والمحسوســات، المغيSجــات، وهي األشياء وأحكام األفكار، وهي األشياء على األحكام عن أو باإلشــياء اإلخبــار أو معالاألشياء.

~بات والمحسوسات واألحكام فاألفكار إلى مســتند الــذهن في واقــع لها وقائع كلها والمغيالفكر. أو اإلدراك أو العقل

فإنها والقدر، وبالقضاء اآلخر واليوم ورسله وكتبه ومالئكته بالله اإليمان وهي العقيدة أمAاالذهن. في واقع منها واحدة ولكل لها، موجود واقع عن بناء بها مصد~ق كلها

V العقــل إدراك على بنــاء حصــل قد محمد ونبوة والقرآن بالله فاإليمان اللــه بوجــود حســاV العقل له. وإدراك أول ال الذي األزلي V، وقت كــل في بإدراكــه اللــه، كالم القرآن أن حسا حســاV العقل للبشر. وإدراك القرآن إعجاز V بأن حسا V بإدراكــه ورســوله الله نبي محمدا هــو أنــه حســا كالم القرآن وكون الله، الثالثة: وجود األشياء للبشر. فهذه المعج|ز الله كالم بالقرآن جاء الذيV وأن الله، V، الحس بواسطة واقعها مباشرة العقل أدرك قد الله، رسول محمدا بهــا فآمن قطعا

محسوس. وواقع الذهن في واقع لها وصار باألنبيــاء واإليمــان الســماوية الكتب من وغيرهــا واالنجيــل والتوراة بالمالئكة اإليمان وأمAا

لين Sجد قد فإنه وآدم، ونوح وهرون وعيسى كموسى والمرسuوالحديث القرآن إخبار على بناء و ه بها، المتواتر uوهـو محسـوس، واقـع إلى مستند الذهن في واقع لها بها. فصار بالتصديق وأمر V لهــا أن ذلك أفكار، معاني ألنها مفاهيم كلها المتواتر. فصارت والحديث القرآن V واقعــا موجــودا

الذهن. فيV العقـل إدراك على بناء وuجد قد فإنه والقدر، بالقضاء اإليمان وأمAا بأنـه العبـد لفعـل حسـا

V عليه أو منه وقع V العقل وإدراك عنه، جبرا أن بدليل لها، مخلوقة ليست األشياء خواص أن حساA يحصل ال اإلحراق V كان فلو معينة، بدرجة إال لنسـبة الخضــوع دون تريــد كمـا لحصل لها مخلوقاV فكان معين، لنظام أي معينة، ــدر القضــاء كان لها. ولذلك وليس الله، وهو لغيرها مخلوقا والق

V، الحس بواسطة واقعهما مباشرة العقل أدرك قد الــذهن في واقع لهما وصار بهما فآمن قطعاV لهــا أن ذلــك أفكــار، معــاني ألنها مفاهيم محسوس. فكانت وواقع V واقعــا الــذهن. في موجــوداــا الداللة، قطعية الوجود، قطعية مفاهيم كلها اإلسالمية فالعقيدة ذلك وعلى ــع له ذهن في واق

عليه. الفعال التأثير لها يكون عليه. وبهذا يدل بما يحس أو به، يحس المسلم ودراســة وفهمــه، الواقع دراسة فيها ويتحتم لواقع، معالSجات فإنها الشرعية األحكام وأمAا

عليــه الفهم هــذا تطــبيق ثم بــه، المتعلقــة الشــرعية النصــوص بفهم الواقــع هذا في الله حكمV كان ال. فإن أم فيه الله حكم هو كان إذا ما إلدراك ذلــك كــان المجتهــد نظــر في عليــه منطبقاV يكن لم وإن حقه، في الله حكم الفهم يجد حتى غيره نص أو غيره، فهم عن بحث عليه منطبقاV V لنص فهما V الشــرعية األحكــام تكــون وهكذا. وبهذا الواقع، على منطبقا في واقــع لهــا مفهومــا

مفاهيم. فهي محسوس، نص من فuهم محسوس، لواقع محسوس، عالج ألنها الذهن،ــار وال للحفظ، معلومات ليست الشرعية واألحكام اإلسالمية، العقيدة فإن هذا وعلى أفك

Aما العقلية، للمتعة مجردة V اإلنســان ســلوك وجاعلــة للعمل، دافعة مفاهيم هي وإن بهــا، متقيــداV �ر مفاهيم كله اإلسالم كان هنا بحسبها. ومن متكيفا معلومات. مجرد وليست اإلنسان، تسي

الشخصيـة

وال جســمه وال لشــكله دخــل وال ونفســيته، عقليتــه من تتــألف إنســان كل في الشخصية عوامــل من عامــل أنهــا أحــد يظن أن الســطحية ومن قشــور، فكلهــا ذلــك، غــير وال هندامــه

على يــدل الــذي هــو وســلوكه بعقله، يتميز اإلنسان أن ذلك الشخصية، على تؤثر أو الشخصية فيكــون مفاهيمــه بحســب هــو إنمــا الحيــاة في اإلنســان ســلوك أن وبما انخفاضه، أو ارتفاعهV سلوكه V بمفاهيمه مرتبطا V ارتباطا يقوم التي اإلنسان أعمال هو عنها. والسلوك ينفصل ال حتميا

V لإلشباع عنده الموجودة الميول بحسب سائر فهو العضوية، حاجاته أو غرائزه إلشباع بها سيرا،V ا شخصـيته، قوام هي وميوله مفاهيمه تكون ذلك وعلى حتميا Aومم المفـاهيم هـذه هي مـا أمـ

-33-

Page 34: الفكر الإسلامي - 1958

uحدثها، الذي وما الميول هذه هي وما نتائجها، هي وما تتكون إلى يحتــاج فــذلك أثرهــا، هو وما يبيان.

تكــون قــد معــان� على دلA كالم فاللفــظ األلفــاظ، معــاني ال األفكــار معاني هي المفاهيميقول: حين فالشاعر موجودة، تكون ال وقد الواقع في موجودة

الصفاح مناكب غليظ هرم لهدمهم أنبريت إذا الرجال ومناأللواح مضعضع الصراع ترك أجالده في الحق رميت فإذا

V، ومدرSك الواقع، في موجود المعنى هذا فإن واســتنارة. عمــق إلى يحتاج إدراكه كان وإن حسايقول: حين الشاعر ولكن

جليال يراه وال النزال يوم بطعنة فارسين أينظم قالواV قناته طول كان لو فأجبتهم Sظ�م إذن ميال ميال الفوارس ن

V. فلم موجــود غــير المعــنى فهذا هــذا أحــد ســأل وال بطعنــة، فارســين الممــدوح ينظم مطلقــاألفاظها. وتفسر تشرح للجمل المعاني ميال. فهذه الفوارس ينظم أن يمكن وال السؤال، أو الحس عليه يقع واقع اللفظ تضمنه الذي المعنى لهذا كان إذا أنه فهو الفكر، معنى أمAاV المعنى هذا كان محسوس، كشيء الذهن يتصوره يكــون وال ويتصوره، يحسه من عند مفهوماV أو لـه قيلت الـتي الجملــة من المعـنى هذا فهم كان وإن يتصوره، وال يحسه ال من عند مفهوما

V الكالم يتلقى أن الشخص على المحتم من كان هنا قرأها. ومن التي V تلقيا أو قــرأه سواء فكريا يريــدها أو الفظها يريدها كما ال هي، حيث من عليه تدل كما الجمل معاني يفهم أن سمعه. أي

V ذهنه في المعاني هذه واقع الوقت نفس في يدرك تكون. وأن أن هو هــذا لــه يشــخ�ص إدراكــاV. فالمفاهيم المعاني هذه تصبح حتى الواقع، الـذهن، في واقع لها المدرSك المعاني هي مفاهيماV أكان سواء V واقعا V أم الخارج في محسوسا V واقعا ~ما V الخارج، في موجود أنه به مسل V تسليما مبنياV، يســمى ال والجمــل األلفــاظ معاني من ذلك عدا محسوس. وما واقع على هــو وإنمــا مفهومــا

معلومات. مجرد بـالواقع، المعلومـات ربـط من أو بالمعلومـات، الواقـع ربـط من المفـاهيم هـذه وتتكون

والواقــع المعلومــات، قيــاس عليهــا يجري التي القواعد أو القاعدة حسب التكوين هذا ويتبلورد إدراكــه حســب أي الربــط، حين والمعلومات للواقع عقله حسب الربط. أي حين Sلهــا. فتوجــ حكمها وتصدر المشخ~ص، بواقعها المعاني وتدرك والجمل، األلفاظ تفهم عقلية للشخص بذلك

إدراكــه. وبعبــارة أي الشــيء، عقــلu عليهــا يجــري التي الكيفية هي فالعقلية ذلك عليه. وعلىuربــط التي الكيفية هي أخرى إلى بقياســها بــالواقع المعلومــات أو بالمعلومــات، الواقــع فيهــا ي والعقليــة اإلســالمية، كالعقليــة العقليــات اختالف يــأتي هنا معينة. ومن قواعد أو واحدة قاعدة

الرتيبة. والعقلية الفوضوية، والعقلية الرأسمالية، والعقلية الشيوعية،�ن التي هي فإنها المفاهيم هذه نتائج أمAا ك، الواقع نحو اإلنسان سلوك تعي Sن المدر� لــه وتعي

�ل نوع V له تجعل وقد عنه، اإلعراض أو عليه اإلقبال من الواقع لهذا المSي V مSيال V خاصا V. وذوقا Aنا معي لديـه الموجـودة بالمفـاهيم مربوطة لإلشباع اإلنسان تدفع التي الدوافع فهي الميول، أمAا

uها أن منها يراد التي األشياء عن uحد|ث |ع. وت ــه التي الحيوية الطاقة اإلنسان عند تشب إلشــباع تدفعالمفاهيم. وبين الطاقة هذه بين الجاري والربط العضوية، وحاجاته غرائزه

نفسـية تكــوAن الـتي هي الحيــاة، عن بالمفاهيم مربوطة الدوافع أي وحدها، الميول وهذه العضــوية. وبعبــارة والحاجــات الغرائز إشباع عليها يجري التي الكيفية هي اإلنسان. فالنفسية

uربط التي الكيفية هي أخرى الحتمي االرتبــاط من مــزيج بالمفــاهيم. فهي اإلشباع دوافع فيها تV يجــري الذي األشــياء عن لديــه الموجــودة والمفــاهيم دوافعــه بين اإلنســان داخــل في طبيعيــا

الحياة. عن بمفاهيمه مربوطةV كــان وإن اإلدراك أو الشخصية. فالعقــل تتكون والنفسية العقلية هذه ومن مــع مفطــوراــول بفعل يجري العقلية تكوين ولكن إنسان، كل لدى حتمي ووجوده اإلنسان، اإلنســان. والمي

يجري النفسية تكوين ولكن إنسان، كل لدى حتمي ووجودها اإلنسان، عند مفطورة كانت وإناإلنسان. بفعل

هــو الربــط حين والواقــع المعلومــات قيــاس عليهــا يجري قاعدة أو قواعد وجود أن وبما

-34-

Page 35: الفكر الإسلامي - 1958

V، فيصبح المعنى يبلور الذي هــو والمفــاهيم الــدوافع بين يحصــل الذي االمتزاج أن وبما مفهوماV، فيصبح الدافع يبلور الذي ــات اإلنســان عليها يقيس التي القواعد أو للقاعدة كان مSيال المعلوم

تكــوين في األكــبر األثر أي النفسية، وتكوين العقلية تكوين في األكبر األثر الربط حين والواقعV الشخصية V. فإن تكوينا هي العقلية تكوين عليها يجري التي القواعد أو القاعدة هذه كانت معينا

شخصــية اإلنســان عنــد وuجــدت النفســية، تكــوين عليهــا يجــري التي القواعد أو القاعدة نفس غــير العقليــة تكــوين عليهــا يجــري الــتي القواعــد أو القاعــدة كــانت خــاص. وإن بلون متميزة ألنــه نفســيته، غــير اإلنســان عقليــة كانت النفسية تكوين عليها يجري التي القواعد أو القاعدة

ــاهيم دوافعــه فيربط األعماق، في موجودة قواعد أو قاعدة على ميوله يقيس حينئذ يكون بمف أفكــاره متباينــة، مختلفة مميز، لها ليس شخصية فيصبح عقليته، بها تكونت التي المفاهيم غيرلألشياء. ميله عن يختلف وجه على الوقائع ويدرك والجمل األلفاظ يفهم ألنه ميوله، غير

اإلنســان لعقليــة واحــدة قاعــدة بإيجــاد يكــون إنما وتكوينها الشخصية عالج كان هنا ومنV. أي ونفسيته uجعــل أن معا هي الربــط حين والواقــع المعلومــات عليهــا يقيس الــتي القاعــدة ت

بــذلك والمفــاهيم. فتتكــون الــدوافع بين االمــتزاج أساســها على يجــري الــتي القاعــدة نفسمتميزة. شخصية فتكون واحد، ومقياس واحدة قاعدة على الشخصية

اإلسالمية الشخصية

غيرهـا. فعـالج عن متمـيزة لـه معينة شخصية إليجاد كاملة معالجة اإلنسان اإلسالم عالج أساســها على ويكــوAن أفكــاره، عليهـا يبــني فكريــة قاعــدة بهــا لــه جعــل إذ أفكــاره، بالعقيــدةAز مفاهيمه، اإلســالمية، بالعقيــدة الفكــر هذا يقيس حين الخاطئ الفكر من الصائب الفكر فيمي

ــه وتكون العقيدة، هذه على عقليته فكرية. فتتكون قاعدة باعتبارها عليها يبنيه ــذلك ل ــة ب عقلي الفكــر، زلــل بــذلك فيــأمSن لألفكــار، صحيح مقياس لديه ويوجد الفكرية، القاعدة بهذه متميزةاإلدراك. سليم الفكر صادق ويظل األفكار، من الفاسد ويتقي

وغرائــزه العضــوية حاجاتــه عن الصــادرة اإلنسان أعمال اإلسالم عالج الوقت نفس وفي تكبتهـا، وال الغرائـز تنظم صـادقة، معالجـة نفسها العقيدة هذه عن المنبثقة الشرعية باألحكامV جوعاتــه جميــع إشــباع لــه وتهــيئ تطلقها، وال وتنسقها V إشــباعا الطمأنينــة إلى يــؤدي متناســقا

فكريــة قاعــدة تكــون ألن فصــلحت عقليــة، اإلســالمية العقيدة جعل قد واالستقرار. فاإلسالمــان الشخص أن والحياة. وبما واإلنسان الكون عن كلية فكرة وجعلها األفكار، عليها تقاس إنس

ألن فصلحت والخارج، الداخل في عقده جميع الكلية الفكرة هذه له حSلAت فقد الكون في يحياV تكون V، مفهوما V أي عاما uستعمل مقياسا V ي والمفـاهيم، الـدوافع بين االمـتزاج يجـري حين طبيعيا

V أي V كـانت قطعية قاعدة اإلنسان عند أوجد الميول. وبذلك أساسه على تتكون مقياسا مقياسـاV V، والميول للمفاهيم قطعيا الشخصــية كــوAن واحــد. وبــذلك وقت في والنفســية للعقلية أي معاV V تكوينا V معينا الشخصيات. من غيرها عن متميزا

تتكــون فبهــا اإلســالمية، بالعقيــدة اإلســالمية الشخصــية يكوAن اإلسالم أن نجد هذا وعلى على تفكــر الــتي هي اإلســالمية العقليــة أن يتــبين هذا نفسيته. ومن تتكون نفسها وبها عقليته هي وليسـت الحيـاة، عن لألفكـار العـام المقيـاس وحـده اإلسـالم تجعـل أي اإلسـالم، أساسV اإلســالم اإلنســان جعل مجرد فحسب. بل المفكرة أو العال|مة العقلية األفكــار لجميــع مقياســاV V عمليا إسالمية. عقلية عنده يجعل وواقعيا

تجعـل اإلســالم. أي أســاس على كلهـا ميولهـا تجعـل الـتي فهي اإلســالمية النفسية وأمAا فحســب، المتشــددة أو المتبتلــة هي وليست جميعها لإلشباعات العام المقياس وحده اإلسالم

V اإلسالم اإلنسان جعل مجرد بل V اإلشباعات لجميع مقياسا V عمليــا نفســية عنــده يجعــل وواقعيــا كونــه عن النظــر بغض إســالمية، شخصــية النفســية وهذه العقلية بهذه حينئذ إسالمية. فيكون

V V، أو عالما V جاهال V أو والمكروهات، المحرمات وبترك والمندوبات الفروض بأداء قائما بذلك قائما شخصــية منهــا الشــبهات. فكــل عن والبعــد المســتحبة الطاعــات من ذلــك من أكــثر هــو وبما

V هــواه ويجعــل اإلســالم أســاس على يفكر من كل ألن إسالمية، شخصــية يكــون لإلســالم تبعــا

-35-

Page 36: الفكر الإسلامي - 1958

إسالمية. قـادرة وتصـبح العقليـة هـذه لتنمى اإلسـالمية الثقافة من باالستزادة أمر اإلسالم إن نعم

عن ونهى والمستحبات والمندوبات الفروض من بأكثر األفكار. وأمر من فكر كل مقياس على كــل ردع على قــادرة وتصــبح النفسية هذه لتقوى والشبهات والمكروهات المحرمات من أكثر المــرتقى طريــق في تســير وجعلهــا الشخصية هذه لترقية كله هذا اإلسالم. ولكن يخالف ميل

إسـالمية شخصـية هي تكـون إسـالمية. بـل شخصـية غـير دونهـا مSن يجعـل ال ولكنه السامي، يقتصــرون الــذين والمتعلمين باإلســالم، ســلوكهم يعتــبرون الذين العوام من دونها مSن ويكون

هــذه تتفــاوت كــانت وإن إســالمية، شخصــية المحرمــات، تــرك وعلى بالواجبــات القيــام علىإسالمية. شخصيات كلها ولكنها قوة، الشخصياتV اإلسالم جعله هو إسالمية شخصية بأنه اإلنسان على الحكم في والمهم ــيره أساســا لتفك

V اإلســالمية العقليــات وتفــاوت اإلســالمية الشخصــيات تفــاوت يــأتي هنــا لميوله. ومن وأساساV يخطئ اإلسالمية. ولذلك النفسيات وتفاوت اإلســالمية الشخصــية يتصورون الذين أولئك كثيرا

V عظيم المجتمــع في هــؤالء مSالك. وضــرر بأنهــا فال البشــر بين المالك عن يبحثــون ألنهم جــداV، يجدونه المسـلمين. وهـؤالء من أيـديهم وينفuضـون فييأسون أنفسهم في يجدونه ال بل مطلقا

ل عن عبـارة وأنـه التطـبيق، يسـتحيل وأنه خيالي، اإلسالم أن على يبرهنون إنما الخياليون uــ مuث ويشــلAون اإلســالم عن النــاس فيصدAون عليها، يصبر أو يطبقها أن لإلنسان يمكن ال جميلة عليا

uطب~ق جاء اإلسالم أن العمل. مع عن الكثيرين VV لي متناول وفي تطبيقه يصبح ال واقعي وهو عمليا له ممكن فإنه القوة، من وحاجاته غرائزه بلغت ومهما الضعف من تفكيره بلغ مهما إنسان كلuس�ر بسهولة نفسه على اإلسالم يطبق أن إســالمية. شخصــية ويصــبح العقيــدة يدرك أن بعد وي

V اإلســالم عقيدة جعله بمجرد ألنه كــان المقيــاس، هــذا على وســار وميولــه لمفاهيمــه مقياســاV. وما إسالمية شخصية A ذلـك بعـد عليــه قطعا اإلســالمية بالثقافـة الشخصــية هـذه يقـوAي أن إال

Sثبuت الســامي المــرتقى نحــو يسير حتى نفسيته لتقوية وبالطاعات عقليته، لتنمية هــذا على ويواآلخرة. الدنيا في الله رضوان وينال الدنيا، في المرتقى

اإلسالم في الدعاء

د مــا أعظم من أي العبــادة، أعظم من والدعاء ربه، العبد سؤال هو الدعاء Aــ uتعب بــه. وقــد ي اللــه صــلى النــبي عن اآلثــار تواردت العبادة(. وقد مuخ )الدعاء أنس حديث من الترمذي أخرج هريــرة أبي حــديث من ماجــه ابن أخــرج فقــد عليــه، والحث الــدعاء في بالترغيب وسلم عليه

Sســأل لم )من حــديث البخــاري وأخــرج الدعاء(، من الله على أكرم شيء )ليس يغضــب اللــه يuســأل( أخرجــه أن يحب اللــه فإن فضله من الله )سلوا مسعود ابن وحديث عليه(، الترمــذي، ي

بالــدعاء(، اللــه عبــاد فعليكم يــنزل لم وممــا نزل مما ينفع الدعاء )إن عمر ابن حديث من وله بــدعوة يــدعو مســلم األرض على )مــا الصــامت بن عبادة حديث من والحاكم الترمذي وأخرج

A الله )مــا رفعــه ســعيد أبي حديث في وألحمد مثلها(، السوء من عنه صرف أو إياها الله آتاه إالA رحم قطيعة وال إثم فيها ليس بدعوة يدعو مسلم من أن ثالث: إمــا إحــدى بهــا اللــه أعطــاه إال

uعج�ل مثلها(. السوء من عنه يصرف أن وإما اآلخرة في له يدAخرها أن وإما دعوته له ي ربــه. وقــد العبــد سؤال وهو الدعاء، ثبوت على مجموعها في تدل وغيرها األحاديث فهذه

لكم(، اســتجب ادعوني ربكم تعالى: )وقال قال الدعاء، على تدل آيات عدة القرآن في وردت يجيب وقــال: )أمAن دعان(، إذا الداعي دعوة أجيب قريب فإني عني عبادي سألك وقال: )وإذا

المالئكــة: )الــذين دعــاء عن وقــال األرض(، خلفاء ويجعلكم السوء ويكشف دعاه إذا المضطرAحون حوله ومن العرش يحملون ربنـا آمنـوا للـذين ويسـتغفرون بـه ويؤمنـون ربهم بحمـد يسبSبعــوا تــابوا للــذين فاغفر وعلما رحمة شيء كل وسعتA الجحيم. ربنــا عــذاب وق|ه|م ســبيلك وات

العزيــز أنت إنــك وذريــاتهم وأزواجهم آبــائهم من صSلuح ومSن وعدتهم التي عدن جنات وأدخلهمالحكيم(.

Aن نــدعوه أن منا طلب قد تعالى فالله غــيره. دون الــدعاء يجيب الــذي وحــده أنــه لنــا وبي

-36-

Page 37: الفكر الإسلامي - 1958

V لنــا وأوضح uنــدSب المالئكــة، بــه تــدعو كــانت ممــا شــيئا الســراء في اللــه يــدعو أن للمســلم في والرضـا, لكـثرة السكوت من أفضل الله. والدعاء ثواب ينال حتى والعSلSن، السر في والضراء،

|ما عليه، الدالة األدلة تعالى. الله إلى واالفتقار الخضوع إظهار من فيه ولV يكون أن يجب ولكن Aر ال الدعاء أن واضحا ــلب وال قضاء، يدفع وال الله، علم في ما يغي يس

،V V يحدث وال قدرا V، متحقق الله علم سببه. ألن غير على شيئا محالة. إذ ال واقع الله وقضاء حتماSما الدعاء دفعه لو األســباب خلــق الــدعاء. واللــه يســلبه فال اللــه أوجــده قضــاء. والقــدر كان ل

~باتها، uنتج السبب وجعل ومسب V، المسب~ب ي V. ولــذلك كــان لما ينتجه لم ولو حتما أن يجــوز ال ســبباuعتقد اللــه بالفعل. ألن الحاجة وقuضيت الله استجاب لو حتى الحاجة، لقضاء طريقة الدعاء أن يV والحياة واإلنسان للكون جعل ~بات. والـدعاء األسـباب وربط عليه، تسير نظاما يـؤثر ال بالمسـبAما تخلف في وال الله أنظمة خرق في بامتثــال الثــواب تحصــيل الــدعاء من الغاية األسباب. وإنــادة.. الخ، والزكــاة عبادة والصوم عبادة الصالة أن العبادات. فكما من عبادة الله. وهو أمر عب

غــير أو غمAتــه، كشــف أو حاجتــه، قضــاء الله من ويطلب المؤمن عبادة. فيدعو الدعاء فكذلكV اللــه، إلى التجــاءV واآلخـرة بالـدنيا المتعلقـة األدعية من ذلك V وخضــوعا V لثوابــه، وطلبــا وامتثــاال

V كان حاجته قuضيت ألوامره. فإن V اللــه أنظمــة وفــق قضاؤها ويكون الله، من فضال على ســائرا~بات، األسباب ربط قاعدة uتب يقضها لم وإن بالمسب ثوابها. له ك

V المسلم، من الدعاء يكون أن ينبغي الوجه هذا على V للــه، خضوعا ــاال V ألمــره، وامتث ــا وطلبuقض. ويجوز لم أم حاجته قuضيت سواء لثوابه، أو بـالقلب يريـده دعـاء بـأي يـدعو أن للمسلم ت ولـه القـرآن، في الواردة األدعية يدعو أن فله معين، بدعاء يتقيد وال يراه، تعبير بأي أو اللسان

فال غــيره، بــه دعا بدعاء أو عنده، من بدعاء يدعو أن وله الحديث، في الواردة األدعية يدعو أن~د Aما معين، بدعاء يقي uطلب وإن A اللــه يدعو أن منه ي في ورد بمــا يــدعو أن األفضــل أن تعــالى. إال

الحديث. أو القرآن

التقديس معنى

بنــاء إمــا واالشــياء لألشــخاص اإلنســان من ويحصل القلبي، االحترام منتهى هو التقديسكهــا بمشــاعر مقرون فكري بدافع وإما غريزية، بمفاهيم مقرون مشاعري دافع على Aنفس حر

مقــرون مشــاعري بــدافع يحصــل الخرافيين األبطال وتقديس األصنام الدافع. فتقديس الفكرا وعن اآللهـة عن غريزية بمفاهيم Aوالتسـليم بالخضــوع أو بعبادتــه اللــه تقـديس العظمـة. وأمــ هــذه أن العقــل بــإدراك أو للعبــادة مســتحق وحده الله أن العقل إدراك بدافع يحصل ألحكامه هــذا يكــون الحالتين كلتا لها. وفي الخضوع وواجب التسليم واجبة فهي تعالى الله من األحكامV الدافع المدبر. الخالق إلى واالحتياج بالعجز اإلحساس وهي التدين غريزة بمشاعر مقرونا

ع وهــو فطري أمر والتقديس جــ� Sالعبــادة أعالهــا متعــددة، مظــاهر ولــه التــدين، لغريــزة ر واإلجالل. اإلكبار منها أن كما والتذلل والخشوع الخضوع ومنها بأنواعها

V التقــديس لهــذا تهــتز والمشــاعر المربوطــة المفــاهيم بحســب ويضــعف يقــوى اهــتزازاAن التي هي ألنها بالمشاعر يكــون. ولــذلك ال ومــتى التقــديس يكــون ومــتى التقديس كيفية تعي

في المغالطــة تحصــل كمــا أخــرى، ألشــياء أشــياء عن التقــديس صــرف في المغالطة تحصلر التقــديس، كيفيــات في المغالطة تحصل وقد المخلوقات، تقديس إلى الخالق تقديس ــ| فيعتب

التقــديس هذا يناقض ما الوقت نفس في قال أو فعل ولو تقديسه، هو القرآن بتقبيل قيامه أن قــد العصــر. فهــو لهــذا يصــلح ال أصبح القرآن إن يقول أو متوضئ، غير وهو القرآن يمس كأن

A يمسـه قولـه: )ال وهـو صراحة عليه نص ما خالف ولو بتقبيله القرآن قدAس رون(، إال أو المuطAهـ~يصلح. ال إنه بقوله صراحة به كفر

الفالني العمــل أن باإليهــام أو لغيرها إما أشياء عن التقديس سلب باإلمكان كان هنا ومنV ليس اآلخر والعمل لها تقديس وحده الســلب يناقضــه. وهــذا وال بالتقديس له شأن وال تقديسا

النــاس متناول وفي ميسور سهل وهذا المفاهيم، تغيير طريق عن المغالطات بواسطة يحصلV المفــاهيم يغــير أن ســهل ألنــه مشــاعرهم، بــدافع تقديســهم ينشــأ من مــع يفعلــوه أن جمعيــا

-37-

Page 38: الفكر الإسلامي - 1958

V ألنها المشاعر، بهذه المربوطة قلعهــا. ســهل� تسليمية مفاهيم أو غريزية مفاهيم تكون ما غالباــه الفكر نفس حركها بمشاعر المقرون الفكر دافع عن الناجم التقديس أمAا ســلب يصــعب فإن

V كان وإن التقديس مقاومــة يالقي ولكنــه والجمــل، باألفكــار التالعب على القــدرة لذوي ممكنا مقــرون فكــري دافع عن التقديس يحصل أن بد ال كان التغيير. ولهذا فيه يحصل أن قبل عنيفة

V يكون حتى بمشاعر V تقديسا وضالله. خطؤه يؤمن وحتى ثابتا نـاجم بطبيعتـه هو عقل عن تصدر أن يجب كالعقيدة المسلم عند هو حيث من والتقديس

يقــدس، وممــا يقــدس ممن التثبت من بد ال كان ولذلك عقلية، عقيدة وهي العقيدة، دافع عنAم التقــديس واجب أنه ثبت إذا أنه غير قبــول عــدم تقديســه معــنى حينئــذ ويصــبح تقديســه تحت

A تقديســه صحة ثبتت بعدما فيه المناقشة معــنى بتقديســه. ألن الغــير إقنــاع إرادة حالــة في إال المناقشة إعادة أن كما التقديس، تنافي التقديس صحة ثبوت بعد فيه والبحث المناقشة إعادة

من العقيـدة تنتقـل أن يجب بـل عقيـدة، كونهـا ينـافي العقيـدة ثبوت بعد العقيدة في والبحثA وخضــوع، بديهيــة إلى عقلي وبحث فكــري دافــع من والتقــديس بــديهيات، إلى فلسفة فال وإال في المناقشة تدوم لشيء القداسة وال فيها، المناقشة دائم شخص عند عقيدة تتركز أن يمكن

تقديسه.V أدركوا والمسلمون نواهيــه واجتنــاب أوامــره طاعــة وهو عبادته هو الله تقديس أن عقليا

V الكريم. وأدركوا بالقرآن كالمه في جاء لما والتسليم والخضوع محمــد النــبي تقديس أن عقليا الحياة، شؤون من شيء كل في الحاالت، جميع في وتبجيله تعظيمه هو وسلم عليه الله صلىV باعتباره حديثه من الصحيح في جاء لما المطلق والتسليم الخضوع وهو اللــه. فكــان من وحيــا

كهـا بمشـاعر مقرون فكري بدافع والحديث القرآن تقديس Aمن بـد ال الفكـر. ولـذلك نفس حر وال مناقشــة تقبــل ال البــديهات من بديهــة إلى لهمــا التقــديس هــذا يتحول أن بد وال تقديسهما

عن التقــديس صــرف أحــد حــاول التقــديس. فــإذا ثبوت عندهم تم من بين البحث تحت تدخلV، كان وحده القرآن إلى الحديث بعــدم واالعتقــاد بتقبيلــه القــرآن تقديس تصوير حاول أو كفراV كان العصر لهذا صالحيته V، كفرا V التقديس يكون أن بد ال بل أيضا V تعظيمــا V وخضــوعا واستســالما

V V شامال A والمناقشة البحث يقبل ال وأن عاما التقديس. بأصل اإلقناع حالة في إالuزال أن يمكن وال التقديس على مفطور هو حيث من فاإلنسان هذا وعلى ــديس منه ي التق

uكبت أن يمكن كان وإن Aنت وقــد ويحو~ل. والمسلمون ي يقدAســون من العقليــة عقيــدتهم لهم عSيــني من كنــاس فهم يقدAســوها، أن يجب الــتي واألشــياء التقــديس، على مفطــورون البشــر ب

~ن وكمسلمين ألنه التقديس يتركوا أن يستطيعون ال تقديسها، وكيفية المقدسات العقل لهم عي عليهم اإلسالم فرض التي المقدسات تقديس يتركوا أن لهم يجوز وال خلقتهم، تكوين من جزء

المغالطــات طريــق عن جــاءوا اإلســالم أعــداء إســالمهم. ولكن مقتضــيات من ألنــه تقديســهاAرون بتقديسها اإلسالم أمر أشياء عن التقديس يسلبون عجزوا التي األشياء تقديس معنى ويغي

V فكان عنها، التقديس سلب عن V المســلمين عند التقديس يجعلوا أن الواعين على لزاما ــا ناجمV اإلسالمية العقيدة دافع عن مســلم كل يصبح حتى بديهيات إلى التقديس هذا يحوAلوا وأن عقليا

V uغSر من ثغرة على يكون ألن قادرا SنA فال اإلسالم ث Sي uؤت ق|بله. م|ن ي

الرسول عصمة

Aمها مسألة والرسل األنبياء عصمة V كونـه ألنه العقل، يحت V أو نبيـا Aم رسـوال معصـوم أنـه يحتSتطــرAق واحــدة مســألة في العصــمة عــدم إمكانية إلى الخلل تطرق لو إذ الله، عن التبليغ في ل

أو اللـه نـبي الشـخص أن كلهـا. فثبـوت والرسـالة النبـوة تنهـار وحينئذ مسألة، كل إلى الخلل والكفــر حتميــة التبليــغ في الله. فعصــمته عن يبلAغه فيما معصوم أنه تعني الله عند من رسول

uعث التي وبالنبوة بها جاء التي بالرسالة كفر بها بها. ب|فة األفعال عن عصمته أمAا عن معصــوم أنــه بــه فــالمقطوع ونواهيــه، اللــه ألوامــر المخالV الكبائر V، الكبــائر من كبــيرة يفعل فال حتما المعصــية، ارتكــاب يعــني الكبــيرة فعــل ألن مطلقــا

التبليــغ، إلى تطـرقت الفعـل إلى المعصــية تطـرقت فإذا تتجزأ، ال والمعصية تتجزأ ال والطاعة

-38-

Page 39: الفكر الإسلامي - 1958

هم كمـا الكبـائر من معصـومين والرسـل األنبيـاء كـان ولـذلك والنبـوة، الرسـالة تناق|ض وهيالله. عن بالتبليغ معصومون

معصومين غير إنهم قال من فمنهم فيها، العلماء اختلف قد فإنه الصغائر عن العصمة أمAاــا كل أن معصية. والحق ألنها معصومون إنهم قال من ومنهم معصية، ليست ألنها عنها ــان م ك

V به القيام V، بــه القيــام كـان ومــا حرامــا معصــومون هم والمحرمـات الفـروض جميــع أي واجبــا صــغائر، أم كبائر أكانت سواء المحرمات فعل وعن الواجبات ترك عن معصومون لها، بالنسبة

خالف هــو مما ذلك عدا وما معصية، أنه عليه ويصدق معصية يسمى ما كل عن معصومون أيV األو�لى خالف فعل عليهم فيجوز عنها، معصومين غير فهم األو�لى وجوهــه جميع في ألنه مطلقا

ورسل. أنبياء كونهم ويقتضيه العقل يحتمه ما معصية. هذا كلمة مفهوم تحت يدخل ال عن معصوم والرسل األنبياء كباقي فهو ورسول نبي وسلم عليه الله صلى محمد وسيدنا

كــان والشــرعي. ومــا العقلي الــدليل عليها دل قطعية عصمة تعالى الله عن يبلغه فيما الخطأA األحكام يبلAغ وسلم عليه الله صلى الرسول ــاء: )قــل ســورة في تعالى قال وحي، عن إال األنبي

Aما uنــزل الذي بالوحي أنذركم إنما محمد يا لهم قل بالوحي( أي أنذركم إن لكم إنــذاري أي عليA أA هــو إن الهوى عن ينطق النجم: )وما سورة في تعالى بالوحي. وقال محصور ــوحى( وحي إال ي

يخصصــها مــا يوجــد وال وغــيره القــرآن يشــمل عــام فهي العموم صيغ ينطق( من )وما وكلمةAة من وال الكتاب من ال بالقرآن التشــريع من ينطقــه مــا جميــع أن أي عمومها على فتبقى السن

uخصـص أن يصـح وال يوحى وحي عامـة تبقى أن يجب بـل فقـط، القـرآن من ينطقـه مـا بـأن توالحديث. للقرآن شاملة

Aغــه فيمــا تخصيصــها وأمAا واألفكــار والعقائــد األحكــام من وغــيره تشــريع من اللــه عن يبل ألنه فذلك غيره أو النخل تأبير أو المعركة لرسم والوسائل لألساليب شمولها وعدم والقصص،

uرسل فيما والبحث رسول، عن والكالم رسول، هــو الكالم موضــوع فكــان ذلــك، غير في ال به أ قبيــل من حينئــذ يكــون فال به جاءت الذي الموضوع في عامة تبقى العموم وصيغة المخصص، يــوحى ص: )إن ســورة في تعــالى ولقولــه بالوحي(، أنذركم إنما قلتعالى: ) لقوله التخصيص

Aإلي A ــر ما وكل واألحكام العقائد من به أتى ما هو المراد أن تبين فإنها مبين(، نذير أنا أنما إال uم أAة أفعاله أو األساليب استعمال تشمل ال ولذلك به، واإلنذار بتبليغه Aي ة من تكــون الــتي الجبل Aلــ| ب ج|

ــاد بأفعــال يتعلق بما وتختص واألكل.. الخ، والنطق كالمشي خلقته طبيعة من أي اإلنسان العب وســلم عليــه اللــه صلى الرسول به جاء ما شابهها. فكل وما واألساليب بالوسائل ال وأفكارهم

uمر مما الله. من وحي هو واألفكار العباد بأفعال يتعلق ما كل من بتبليغه أــا قال باتباعه، مأمورون ألننا وسكوته، وأفعاله الرسول أقوال الوحي ويشمل تعالى: )وم

uســوة اللــه رســول في لكم كـان وقـال: )لقـد فـانتهوا(، عنه نهاكم وما فخذوه الرسول آتاكم أ كان تعالى. وقد الله من وحي كلها وهي شرعي، دليل وسكوته وفعله الرسول فكالم حسنة(، األمــور ويعالج تعالى، الله عن به يأتيه ما ويبلAغ الوحي يتلقى وسلم عليه الله صلى الله رسولV. قال الوحي عن يخرج وال الوحي بحسب Aبــع األحقــاف: )إن ســورة في تعــالى مطلقا A أت مــا إالAما سورة في وقال إليA(، يوحى Aبع األعراف: )إن Aبع ال ربي( أي من إليA يوحى ما أت A ات يوحى ما إال

Aباعــه فحصر ربي، من إليه في وظــاهر وواضــح صــريح كلــه ربــه. وهــذا من إليــه يــوحى بمــا اتفحسب. وحي هو بتبليغه مأمور هو مما وسلم عليه الله صلى به يتعلق ما كل وأن العموم،

عليـه فإنـه ذلـك، على سـائرة للنـاس األحكـام بيـان في التشريعية الرسول حياة وكانت كــان ومــا وغيرهمــا، واللعــان كالظهار األحكام من كثير في الوحي ينتظر كان والسالم الصالةV يقول V يفعل أو مسألة في حكما V فعال V يسكت أو تشريعيا V ســكوتا A تشــريعيا اللــه من وحي عن إال

العبــاد أفعـال من فعـل في الحكم األحكــام بعض في الصــحابة على يختلــط كـان تعالى. وقـد الــرأي أو اللــه رســول يــا وحي الرسول: أذلك فيسألون أسلوب أو وسيلة أو شيء في بالرأي

هـو بـل لهم قـال وإن عنـده، من ليس أنـه عرفوا ألنهم سكتوا وحي لهم قال فإن والمشورة؟Aبع وربما معه تناقشوا والمشورة الرأي uحــد. وكــان والخندق بدر في كما رأيهم، ات لهم يقــول وأ

ــو تأبير حديث في ورد دنياكم( كما بأمور أدرى الله: )أنتم عن يبلAغه ما غير في ــان النخل. ول كSما وحي غير عن التشريع في ينطق Sما الحكم، يقول حتى الوحي ينتظر كان ل الصــحابة سأله ول

-39-

Page 40: الفكر الإسلامي - 1958

سؤال. غير من لناقشوه أو عنده من ألجاب إذ رأي، أم وحي هو هل الكالم عنA سـكوته أو فعلـه أو قولـه في يصـدر ال كـان والسـالم الصالة عليه فإنه ذلك وعلى عن إال

في الخطــأ عن معصــوم والســالم الصــالة عليه وأنه عنده، من رأي عن ال تعالى الله من وحيتعالى. الله عن يبلAغه ما كل

V يكون أن الرسول حق في يجوز ال مجتهدا

V الرسول على االجتهاد يجوز وال قط، يجتهد وسلم عليه الله صلى الرسول يكن لم شــرعاV. أمAا V وعقال ومــا بــه ينــذر ومــا بــه ينطــق ما جميع حصر على تدل التي الصريحة فلآليات شرعا

Aبــع بالوحي( )إن أنذركم إنما )قل بالوحي يتبعه A أت الهــوى(. عن ينطــق إليA( )ومــا يــوحى مــا إالV وأمAا الحاجــة مــع األحكــام من كثــير في الــوحي ينتظــر كــان وســلم عليــه الله صلى فإنه عقال

Sما االجتهاد له جاز فلو الله، حكم لبيان الماسة كــان أنــه ثبت أنــه يجتهــد. وبمــا بل الحكم أخر لV ولم االجتهاد له يجوز ال أنه على فدل الوحي ينزل حتى الحكم يؤخر صــلى فإنــه يجتهد. وأيضــاAباع، واجب وسلم عليه الله اتباعـه، علينــا لــوجب أخطــأ ولــو الخطــأ، عليــه لجــاز اجتهد فلو االت

والنبـوة، الرسـالة ينـافي الرسـول على الخطـأ باطـل. وجـواز وهـو الخطـأ باتباع األمر فيلزمــأ استحالة ويحتم والنبي، الرسول على الخطأ جواز عدم يحتم والنبوة بالرسالة فاإلقرار الخط

V، االجتهاد وسلم عليه الله صلى حقه في يجوز فال الله. وعليه عن يبلAغه فيما عليه وكـل مطلقـاغير. ليس الله من وحي سكوته أو فعله أو بقوله األحكام من بلAغه ما

V، لــه يبينــه وأنــه الخطأ على يقره ال الله إن يقال وال حين االجتهــاد في الخطــأ ألن ســريعاV يصبح الرسول من يحصل Aبعــوه أن المسلمين على فرضا هــذا فيكــون البيــان، يحصــل حــتى يتV جدد البيان uمر األول غير آخر حكما Aباعه المسلمون أ وهــذا الخطــأ، وهــو األول الحكم وبترك باتوسلم. عليه الله صلى الرسول حق في وال تعالى الله حق في يجوز وال باطل

أحكــام من حكم أي في تعــالى اللــه عن بلAغه فيما اجتهاد الرسول من يحصل لم أنه علىV، الله Aة وبصحيح القرآن بنص الثابت بل مطلقا غ كــان وســلم عليــه اللــه صــلى أنه السن Aعن يبلــ

حــتى ينتظــره حادثــة في الوحي ينزل ال حين كان الوحي. وأنه طريق غير عن يبلAغ وال الوحي،بها. ينزل

تعــالى: قولــه مثــل بهــا اجتهد وسلم عليه الله صلى أنه وأوردوا أوردوها التي اآليات وأمAاuثخ|ن حتى أسرى له يكون أن لنبي كان )ما ــك الله تعالى: )عفا قوله ومثل األرض(، في ي لم عن

Sتعالى: )وال قوله ومثل لهم(، أذنت Aصلu V مــات منهم أحد على ت Sقuم وال أبــدا ومثــل قــبره(، على ت ثم للنــاس وتبليغــه حكم في االجتهــاد قبيــل من يكن لم ذلــك فــإن واألحــاديث، اآليات من هذا

Aما آخر، حكم في وتصحيحه عنه الرجوع غ لم بأعمال. إذ القيام على العتاب قبيل من هو وإن Aيبلــ V الرسول V حكما Aما فيه، اجتهاده وأخطأ بلAغه الذي األول الحكم خطأ تبين اآلية جاءت ثم معينا وإن

V بعمل الرسول قام Aغها الوحي بها نزل التي الله ألحكام تطبيقا V كان للناس. فالحكم وبل مشرعاV وكان Aغه. وفي قد الرسول وكان به مأمورا والســالم الصــالة عليــه الرسول قام الحادثة هذه بل

A تعالى، الله أمره ما حسب بالعمل على فعــوتب األو�لى خالف وجــه على كــان بــه قيامــه أن إالV. فاآليات ذلك V وليست األو�لى خالف هو بما الرسول قيام على عتاب آيات عتابا الجتهاد تصحيحاV وال V يخالف آخر لحكم تشريعا فيه. اجتهد قد الرسول كان حكما

لــه يكــون أن لنــبي كــان تعالى: )مــا قوله فإن ذلك، على يدل ومفهومها اآليات ومنطوقuثخ|ن حــتى أسرى V كــان األمــر أن على األرض( يــدل في ي في اإلثخــان ســبق بشــرط مشــروعا

دAوا أثخنتموهم إذا )حتى آية ويؤيده األرض، uثاق(، فشSوالتخويــف القتــل هو باإلثخان والمراد الو V بدر يوم قتلوا الصحابة أن شك الشديد. وال V خلقا V، عـدوهم سـحقوا حـتى عظيمـا وليس سـحقا

جماعة. واآلية أسروا الكثير القتل بعد إنهم الناس. ثم جميع قتل األرض في اإلثخان شرط منAنـة داللـة دالـة اآليـة هذه فصارت االسر، يجوز اإلثخان بعد أنه على تدل نفسها ذلـك أن على بيV كان األمر األسر يكون وال األسرى حكم في اجتهد قد الرسول يكون فال اآلية، هذه بحكم جائزاV بدر في V ذنبا األســرى حكم تطــبيق في أنــه على يــدل ولكن اآليــة به نزلت الذي للحكم مخالفا

-40-

Page 41: الفكر الإسلامي - 1958

ــة اآلية فنزلت أبرز، اإلثخان يكون حتى أكثر القتل يكون أن األو�لى كان الحادثة هذه على |ب معات حادثــة في الرســول أفعــال من فعــل على عتاب آية أي األو�لى، خالف وجه على التطبيق على

V فعله حكمها معروف األو�لى. واألنبيــاء خالف على عتــاب فهــو بالفعــل، األو�لى هــو مــا مخالفــا يعــاتبهم يفعلونــه وحين يفعلوه، أن حقهم في فيجوز األو�لى، خالف فعل عن معصومبين ليسوا

للرسول. عتاب فهذا عليه، اللها Aلم عنــك اللــه تعــالى: )عفــا قولــه وأمــ Sوتعلم صــدقوا الــذين لــك يتــبين حــتى لهم أذنت ــه بدليل به، يأذن أن للرسول يجوز فإنه اجتهاد، أي على تدل ال فإنها الكاذبين(، في تعــالى قول

�ذSن شأنهم لبعض استأذنوك النور: )فإن سورة ــدل صــريحة فهي منهم(، شــئت لمن فأ على وت العuســرة جيش وتجهيز تبوك غزوة وهي الحادثة تلك في ولكن لهم، يأذن أن للرسول يجوز أنه

بالــذات الحادثــة تلــك في لهم أذن فلمAا التخلف، في للمنافقين الرسول يأذن ال أن األو�لى كانV اآليــة وليســت األو�لى، بخالف القيــام على عاتبــه أي ذلك، على الله عاتبه وال الجتهــاد تصــحيحا

V V يخالف لحكم تشريعا Aما الحادثة، نفس في فيه اجتهد قد الرسول كان حكما ــاب هو وإن على عتاألو�لى. خالف هو ما

uصلA تعالى: )وال قوله وأمAا V مات منهم أحد على ت Sقuم وال أبدا ــروا إنهم قبره على ت ــه كف باللجSعSك تعالى: )فإن قوله بعد جاءت فإنها فاسقون(، وهم وماتوا ورسوله Sمنهم طائفة إلى الله ر

V( اآلية، معي تخرجوا لن فقل للخروج فاستأذنوك ك )فإن آية في بين وقد أبدا SعــSج Sال اللــه( أن ر Aن لتخذيلهم وذلك غزواته في الرسول يصحبهم )وال وهي بعــدها الــتي اآليــة في وإخــافتهم. وبي

Aصلu V منهم( اآلية، أحد على ت المنــافقين على الحملــة أثنــاء ذلــك إذاللهم. وكــان في آخــر شــيئا على دالة اآلية وجاءت حكم في اجتهد الرسول أن على يدل ما اآلية في وليس عليهم، للقضاء في المكررة المنافقين آيات مع منسجمة وهي المنافقين حق في ابتداءV تشريع هي بل خالفه،V وال داللة وال صراحة ال فيها يظهر فال السورة، نفس V وال منطوقــا الجتهــاد تصــحيح أنهــا مفهومــا بالنـاس. بكـر أبـو حج حين تبـوك بعـد للهجرة التاسعة السنة في نزلت خطأ. وهي على وتنبيه وعن الــنزول ســبب عن أخبــار من الســابقة واآليــات اآليــة هــذه نــزول شــأن في ورد مــا وأمAا

V فإن حوادثها، Sص|ح، لم األخبار هذه من كثيرا فهي الــنزول ســبب عن أحاديث من منها صح وما ي وأنــه فحســب، بالوحي لألحكام الرسول تبليغ يحصر الذي القطعي تعار|ض وال ظنية آحاد أخبار

A يتبع ال A ينطق وال الوحي إال Aبع )إن بالوحي إال A أت إليA(. يوحى ما إال فيهــا فليس الرســول، من االجتهــاد حصــول على المذكورة اآليات في داللة ال ذلك وعلى

Aما قديم لحكم تصحيح وال جديد لحكم تشريع وكــان بهــا قام أفعال على للرسول عتاب فيها وإنV حكمها V الرســول وكــون الســالم، عليــه بهــا قيامــه قبل بالوحي معروفا عليــه يجــوز أو مجتهــدا

V ممنوع االجتهاد V، عقال فيمــا االجتهــاد وســلم عليــه الله صلى الرسول حق في يجوز فال وشرعاAغه قطعيــة اآليــات ألن الفعــل، أو الســكوت أو بــالقول التبليغ أكان سواء أحكام من ربه عن يبل

Aبـع وال ينطـق ال أنـه على الداللة قطعية الثبوت uنـذ|ر وال يت A ي غـير من كـان هنـا بـالوحي. ومن إالAغونـه فيمـا يخطئوا أن الرسل سائر حق وفي وسلم عليه الله صلى الرسول حق في الجائز يبل

حقهم في الواجبــة العصمة ينافي ألنه تعمAد، أو نسيان أو اجتهاد عن الخطأ أكان سواء الله عنوالسالم. الصالة عليهم

والتربية واالجتماع النفس علوم

واألفكــار العقليــة الطريقـة عن الناتجــة االســتنتاجية األفكــار بين خلــط النــاس عند يوجد النفس علم يســمى مــا يعتــبرون الخلــط هــذا على وبناء العلمية، الطريقة عن الناتجة العلمية

V، التربيـة وعلم االجتماع وعلم V أفكارهـا ويعتـبرون علمـا على بنـاء جـاءت ألنهـا علميـة، أفكـاراــا جــرى أو مختلفة؛ وأعمار مختلفة ظروف في األطفال على تتبعها جرى مالحظات على تتبعه ظـروف في مختلفين ألشـخاص مختلفـة أعمال على أو مختلفة؛ ظروف في مختلفة جماعاتتجارب. المالحظات هذه تكرار فسمAوا مختلفة،

V ليست التربية وعلم االجتماع وعلم النفس علم أفكار أن والحقيقة Aمــا علميــة، أفكــارا وإن

-41-

Page 42: الفكر الإسلامي - 1958

ظروفهـا غـير وعوامـل لظـروف المـادة إخضـاع هي العلميـة التجـارب ألن عقليـة، أفكار هي المــادة نفس على التجــارب إجــراء هي أي اإلخضــاع، هــذا أثــر ومالحظــة األصــلية، وعواملهــا

بتجــارب فليس مختلفــة وأحــوال أوقــات في الشــيء مالحظة والكيمياء. أمAا الطبيعة كتجارب في الجماعــات ومالحظــة مختلفــة، وأعمار مختلفة أحوال في الطفل فمالحظة علمية. وعليه

مختلفة، أحوال وفي مختلفين أشخاص من األعمال ومالحظة مختلفة، وظروف مختلفة بلدانAما علمية، طريقة يعتبر فال العلمية، التجارب بحث في يدخل ال ذلك كل ــرار مالحظة هو وإن وتك

يســمى مــا أفكــار فــإن علمية. وعليه وليست عقلية طريقة فحسب. فهو واستنتاج للمالحظةالعلم. في تدخل وال الثقافة في وتدخل عقلية أفكار التربية وعلوم االجتماع وعلم النفس علم

وليســت للخطــأ قابلــة ظنيــة أمور هي التربية وعلوم االجتماع وعلم النفس علم أن علىuتخذ أن يصح فال القطعية، األمور من V ت uستدل أن يجوز وال األشياء على للحكم أساسا ــا ي على به

حــتى العلميــة القــوانين أو العلمية الحقائق قبيل من ليست ألنها صحتها، عدم أو األشياء صحة وإن الظن. وهي طريــق عن جــاءت ظنيــة معارف هي بل خطؤها، يثبت حتى صواب هي يقالuوصAل قد كان ــل األشياء بوجود الحكم قبيل من ليست ولكنها العقلية بالطريقة إليها ت من هي ب

V ظني الحكم وهذا هو، ما الشيء حقيقة على الحكم قبيل هذه أن الخطأ. على قابلية فيه قطعا وهــذا مغلوطــة، أســس على مبنية التربية وعلوم االجتماع وعلم النفس الثالث: علم المعارف

V احتوتها التي األفكار من كثيرا جعل ما مغلوطة. أفكارا ينظـر للــدماغ. فهـو ونظرتــه للغرائــز نظرته على جملته في مبني النفس علم ألن وذلك

uشــف ما منها كثيرة غرائز اإلنسان في أن إلى uكتشــف، لم مــا ومنهــا اكت النفس علمــاء وبــنى ي في الخطــأ إلى أدت الــتي األســباب من ذلــك فكان خاطئة، نظريات للغرائز النظرة هذه علىا علم في الموجودة األفكار من كثير Aيعتــبر النفس علم فــإن الــدماغ، إلى النظــرة النفس. أمــ

V الدماغ قابليــات األدمغــة بعض في وأن خاصــة، قابليــة لها منطقة كل وأن مناطق إلى مقسما اللغـات لفهم قابليــة فيهم النــاس بعض فـإن هـذا على أخرى. وبناء أدمغة في موجودة ليست الرياضيات لفهم قابلية فيهم العكس على أشخاص وهناك الرياضيات، لفهم قابلية فيهم وليسuنيت اللغات. وهكذا فهم قابلية فيهم وليس خاطئة. فكــان نظريات الخاطئة النظرة هذه على ب

V هذا النفس. علم في الموجودة األفكار من كثير في الخطأ إلى أدت التي األسباب من أيضا�ع م|ن بالحس المشاهSد هي: أن كله هذا في والحقيقة ع تتب اإلنســان أن الفعــل رد أو الرجــ�

Sع لم وإذا الحتمي اإلشــباع يتطلب مظهران: أحدهما لها حيوية طاقة فيه uشــب اإلنســان يمــوت يSع لم وإذا اإلشباع يتطلب والثاني uشب V اإلنسان يبقى ي اإلشــباع. عــدم من وينزعج يتألم ولكنه حيا

الثاني والمظهر الحاجة، وقضاء والعطش كالجوع العضوية الحاجات في يتمثل األول والمظهر الشــعور هي الغرائــز البقاء. وهذه وغريزة النوع وغريزة التدين غريزة وهي الغرائز في يتمثل

الغرائــز هــذه عــدا ذلــك. ومــا غــير يوجد وال الذات ببقاء والشعور النوع ببقاء والشعور بالعجز األبطــال وإكبــار البقــاء، لغريزة مظاهر والملكية والسيادة كالخوف للغرائز مظاهر هي الثالث

لغريـزة مظـاهر واألخـوة واألمومـة واألبـوة الجنسـي والميـل التدين، لغريزة مظاهر والعبادةالغرائز. هذه من غريزة إلى يرجع المظاهر من مظهر كل النوع. وهكذا

تفــاوت وأنA واحــد الــدماغ أن هي فالحقيقــة الدماغ، ناحية من أمAا الغرائز، ناحية من هذا قوة لتفاوت وتابع واختالفها، السابقة والمعلومات المحسوسات لتفاوت نابع واختالفها األفكار

في الفكـر قابليـة فيهـا األدمغة جميع بل اآلخر في توجد ال قابلية دماغ في توجد ال الربط. وأنهAما السابقة والمعلومات والحواس المحسوس الواقع توفر متى شيء كل تتفاوت والدماغ. وإن

وكما وضعفه، اإلبصار قوة في العيون تتفاوت كما اإلحساس قوة وفي الربط قوة في األدمغة قابليــة وفيــه معلومات أي فرد كل إعطاء يمكن وضعفه. ولذلك السمع قوة في اآلذان تتفاوت

الواحد. للدماغ أو لألدمغة القابليات من النفس علم في جاء لما أساس وال لهضمها،V للغرائز النفس علم فاعتبار هذا وعلى V، اعتبارا V للدماغ واعتباره خاطئا V اعتبـارا أدى خاطئـا

uنيت التي النظريات خطأ إلى أساسها. على ب النظــرة على مبنية فهي والمجتمع، للفرد نظرته على جملته في فمبني االجتماع علم أمAا

اعتبار على المجتمع، وإلى الجماعة، وإلى األسرة، إلى الفرد من نظرتها تنتقل الفردية. ولهذا

-42-

Page 43: الفكر الإسلامي - 1958

يصــلح ال لمجتمــع يصــلح ما وأن منفصلة المجتمعات تعتبر أفراد. ولهذا من مكون المجتمع أن السـبب ذلـك وكـان خاطئـة، نظريـات النظـرة هـذه على االجتمـاع علمـاء آخر. وبنى لمجتمع

االجتماع. علم أفكار في الخطأ إلى أدى الذي الرئيسيV ليس المجتمــع أن هي والحقيقة V، أفــراد من مكونــا الفــرد مــع الفــرد مــع فــالفرد مطلقــا

V، وليس جماعة يكوAنون V تشكل ال والجماعة مجتمعا A مجتمعا عالقــات أفرادهــا بين نشــأت إذا إال مســافرين شــخص آالف عشرة وجود كان هنا جماعة. ومن ظلوا عالقات تنشأ لم فإذا دائمية،

V منهم يجعــل ال باخرة في قريــة في شــخص مــائتي وجــود ولكن جماعــة، يظلــون بــل مجتمعــاV يشكلون |ما مجتمعا الــذي هــو الجماعــة بين الدائمية العالقة دائمية. فوجود عالقات من بينهم ل

ــالبحث منهم يجعــل V. ف ــا V يكــون أن يجب المجتمــع في مجتمع ــا ــات في بحث V ال العالق ــا في بحثA Aمـا األفـراد بين العالقة هذه يوج|د الذي أن الجماعة. إال كـانت فـإذا لهم، الـتي المصـلحة هـو إن

عالقــات. والمصــلحة تنشأ ال مصلحة هناك تكن لم وإذا عالقة، بينهم نشأت لهم مصلحة هنالكuنشئ ال A عالقة ت ــار على الطــرفين فكــر يتوحد أن أمور: أحدها ثالثة فيها اجتمعت إذا إال أن اعتب

أن فألجــل عالقــة، بينهمــا تنشــأ ال مفســدة رآها واآلخر مصلحة أحدهما رآها فإذا مصلحة، هذه المصــلحة، على المشاعر تتوحد أن مصلحة. والثاني أنها منهما كل يراها أن يجب العالقة تنشأ اآلخــر منها وغضب أحدهما بها فرح إذا أمAا عالقة، تكوAنت منها غضبوا أو الطرفان لها فرح فإذا

أحــد نظم فــإذا المصــلحة، هــذه ينظم الــذي النظــام يتوحــد أن عالقــة. والثــالث منهــا تنشــأ ال بينهمــا تنشــأ ال آخر نظام على ونظمها النظام هذا اآلخر ورفض نظام على المصلحة الطرفين

لهما. المصلحة تنظيم كيفية على الطرفان يتفق أن بد فال عالقة،A ينشــأ األفــراد في واألنظمــة والمشــاعر األفكــار فبتوحيد األفــراد هــؤالء أن المجتمــع. إال

uنشئون V ي V مجتمعا V معينا عليهم كــان أخرى، مجتمعات من لهم غيرهم ضم أرادوا فإذا بهم، خاصا للجميــع أخــرى وأنظمــة ومشــاعر بأفكــار الطرفين عند والنظام والمشاعر األفكار ينقضوا أن

V، يكوAنوا حتى V بــاألفراد المجتمع تعريف يكون ال ولذلك مجتمعا المبــدئي المجتمــع على منطبقــاAما خاص. مجتمع على ينطبق وإن

ما وأن واألنظمة، والمشاعر واألفكار اإلنسان من مكون فهو الصحيح بمعناه المجتمع أمAاSجــات أفكــار من يصــلح ويحــوAل مكــان كــل في لإلنســان يصــلح مــا مكــان في لإلنســان ومعال

واألنظمة. والمشاعر األفكار تصلحه واحد مجتمع إلى المتعددة المجتمعاتV تبحث حين أنــك والفرد، اإلنسان بين والفرق V محمــدا V وخالــدا من منهم لكــل بمــا وحســنا

V اإلنسان بني من غيره فيها يشاركه ال صفات V، باعتبــاره فيــه بحثتS قد فتكون طبيعيا وإذا فــرداSبحثت V V محمدا V وخالدا اإلنســان بــني عنــد موجــودة طبيعيــة فطريــة أمــور من عنــده بما وحسنا

V V باعتباره فيه بحثتS قد فتكون طبيعيا V تبحث كنت وإن إنســانا كــان هنــا معيــنين. ومن أشخاصــاV المجتمع إصالح V إصالحا Aمــا جــذريا V باعتبــاره المجتمــع ببحث يكــون إن V إنســانا ومشــاعر وأفكــارا

V. فالنظرة باعتباره ال وأنظمة uحثت لـو حـتى فرديـة نظـرة ال إنسانية نظرة إذن فردا فـرد في بمعين.

وواقـع المجتمـع واقـع هـو له. وهـذا الصحيحة النظرة هي وهذه المجتمع، تعريف هو هذا النظريــات، خطــأ عليهــا ترتب المجتمع إلى النظرة خطأ أن يتبين الفرد. وبهذا وواقع الجماعة

جملته. في االجتماع علم خطأ عليها وترتب لهــا األمــور إدراك في العــام الضــعف حيث من الجماعة عن االجتماع علم في جاء ما أمAا

آتيــة ليســت فيــه فالصــحة الفرد، من أكثر المشاعر إلثارة قربها ناحية ومن الواحد، الفرد عنAما المجتمع إلى النظرة ناحية من على المــترددة الكثيرة المعلومات غلبة حيث من آتية هي وإن

يظهــر الــذي القطيع مظهر أن حيث من وآتية الواقع، على بالحكم فتتحكم الفردية المعلوماتالبقاء. غريزة مظاهر من ألنه المشاعر يثير الجماعة في

uني ما كل فإن ذلك وعلى تكـون منـه صـح ومـا فاسـد، فهـو المجتمـع إلى النظـرة على بV كونــه من آتية صحته علم فـإن هـذا المجتمـع. وعلى إلى النظـرة عن ال آخـر ســبب عن ناتجــا

والفرد. المجتمع إلى النظرة وهي فاسدة نظرة على مبني ألنه فاسد االجتماع عن وناتجة االجتماع، علم بنظريات ومتأثرة النفس علم على مبنية فهي التربية علوم أمAا

-43-

Page 44: الفكر الإسلامي - 1958

الصــحيح فيهـا مختلــط التربيــة علــوم يجعـل األطفـال. وهـذا وأحـوال األفـراد أعمال مالحظةني فمــا بالفاسد، uــ إلى أدى هــذا فاســد. وفســاده فهـو االجتمــاع بعلم وتــأثر النفس علم على ب

غــير الطفــل وطرقــه. فاعتبــار التعليم منــاهج فساد إلى أدت فاسدة تربوية أفكار في الوقوعV العلوم لبعض قابل علمي إلى التعليم تقســيم كــان ولــذلك فاســد، اعتبــار اآلخــر للبعض وقابال

في ومuض|ر للواقع مخالف األمور. فهو أفسد استعداده/ من حسب يختار الشخص وترك وأدبيV العلوم بعض لتعلم قابل غير الشخص األمAة. واعتبار صالح V، فاسد اعتبار لغيرها وقابال وقد أيضاالتعليم. مواصلة من الكثيرين وحرمان العلوم بعض تعلم من الكثيرين حرمان إلى أدى

uني ما أمAا ظــروف في األفــراد أعمــال ومالحظة األطفال مالحظة على التربية علوم من بV منها كان ما فإنA مختلفة، وأحوال والنشــاط والراحــة كــالتعب االســتنتاج صحيح للواقع موافقا تقســيم مثــل للواقــع موافق غير منها كان جملته. وما في صحيح فإنه ذلك، شاكل وما الذهنيــه شــاكلها وما االمتحانات ومثل للتلميذ، عطلة أشهر أربعة وإعطاء فصول ثالثة إلى السنة فإن وخاصة جملتها، في التربية علوم وفساد التربوية النظريات خطأ جاء هنا جملته. ومن في خطأuني فيما االجتماع. بعلم وتأثر النفس علم على ب

العقلية والطريقة العلمية الطريقة

uسلك البحث في معين منهج هي العلمية الطريقة الشــيء حقيقــة معرفــة إلى للوصــول يــذي uبحث ال ــه ي ــق عن عن ــراء طري ــارب إج ــيء، على تج ــون وال الش A تك ــواد بحث في إال الم

وعوامــل لظــروف المادة بإخضاع تكون األفكار. وهي بحث في وجودها يتأتى وال المحسوسة،uخضعت التي األصلية والعوامل والظروف المادة ومالحظة األصلية، وعواملها ظروفها غير لها أuستنتج ثم المختبرات. في الحال هي كما ملموسة، مادية حقيقة المادة على العملية هذه من ت

uبحث الـذي الشـيء عن السـابقة المعلومـات جميـع عن التخلي الطريقـة هـذه وتفرض يV أردت إذا تقتضــيك ألنهــا وتجربتهــا، المــادة بمالحظة تبدأ ثم وجودها، وعدم من تمحــو أن بحثــا بالموازنة ثم والتجربة بالمالحظة تبدأ وأن البحث هذا في لك سابق إيمان وكل رأي كل نفسك

ذلــك من نتيجــة إلى وصــلت فــإذا العلمية، المقدمات هذه على القائم باالستنباط ثم والترتيب يثب|ت لم مــا علميــة تظــل ولكنهــا والتمحيص، للبحث الحــال بطبيعة خاضعة علمية نتيجة كانت

نواحيها. من ناحية إلى الخطأ تسرب العلمي البحث أو علميــة حقيقــة تســميتها مع هي العلمية الطريقة على الباحث إليها يصل التي فالنتيجة

V V قانونا Aما قطعية ليست فإنها علميا في هــذه الخطــأ الخطــأ. وقابليــة قابليــة فيهــا ظنية هي وإن البحث في مقــرر هو ما حسب فيها تالحSظ أن يجب التي األساس من أساس العلمية الطريقة

الــتي العلميــة المعــارف من كثير في ذلك وظهر بالفعل نتائجها في الخطأ حصل العلمي. وقد~ن uطلSق كان أن بعد فسادها تبي V حقائق عليها ي ة علمية. فمثال Aجــزء أصغر إنها عنها يقال كان الذر تنقسم. أنها نفسها العلمية بالطريقة وتبين ذلك خطأ فظهر تنقسم، وال المادة في

على التجربــة الرئيســية أسســها من ألن بالمادة خاصة العلمية الطريقة تكون هذا وعلى ال إذ الفكر في يتأتى ال وهذا األصلية، وعواملها ظروفها غير وعوامل لظروف بإخضاعها المادةV هــذا تجربة. وعلى عليه تجري أن يمكن uتوصــل الــتي النتــائج تكــون أيضــا الطريقــة في إليهــا ي

الخطأ. قابلية وفيها قطعية، وليست ظنية نتائج العلميةا Aســلك البحث في معين منهج فهي العقليــة الطريقــة أمــu حقيقــة معرفــة إلى للوصــول ي

uبحث الذي الشيء ووجــود الــدماغ إلى الحــواس بواســطة بالواقع الحس نقل طريق عن عنه يuصدر الواقع، بواسطتها يفس~ر سابقة معلومات ــر هو الحكم عليه. وهذا حكمه الدماغ في أو الفك

الطريقـــة وهي األفكـــار، بحث وفي المحسوســـة المـــواد بحث في العقلي. وتكـــون اإلدراك أي األشــياء عقل بها يتكون التي هي وعمليتها هو، حيث من اإلدراك إلى الوصول في الطبيعية إلى إنسـان هـو حيث من اإلنسـان يصــل منهجهـا وعلى للعقـل، تعريــف نفسـها وهي إدراكها،

إدراكه. يريد أو أدركه أن سبق شيء أي إدراكA uنظـر العقلية الطريقة على الباحث إليها يصل التي النتيجة أن إال هـذه كـانت فيهـا: فـإن ي

-44-

Page 45: الفكر الإسلامي - 1958

V إليهــا الخطــأ يتسرب أن يمكن ال قطعية فهي الشيء وجود على الحكم هي النتيجة وال مطلقــا أن يمكن ال والحس بالواقع، اإلحساس طريق عن جاء الحكم هذا ألن األحوال. وذلك من بحال

يصــدره الــذي فــالحكم قطعي، الواقــع بوجــود الحــواس إحســاس أن إذ الواقع، بوجود يخطئقطعي. الطريقة هذه في الواقع وجود عن العقل

ورؤيــة مــاء أنــه وظنه السراب رؤية مثل الحس فيها فيخطئ تحصل التي المغالطات أمAا وجــود في خطــأ فليس أعــوج، أو مكسور أنه الماء من كوب في وهو المستقيم الصحيح القلمAما الواقع القلم، أو السراب وهو شيء وجود في يخطئ لم فهو الواقع، صفات في خطأ هو وإنAما إنـه المسـتقيم الصـحيح القلم وعن مـاء إنـه السـراب عن فقـال الشيء صفة في أخطا وإن

أعوج. أو مكسور يخطئ أن يمكن ال الحس فــإن مغالطات، من فيها حصلت مهما األشياء جميع في وهكذا

V الشــيء هــذا يكــون شــيء بوجــود يحس حين فهــو وجودها، في V، موجــودا على والحكم قطعــاV. أمAا يكون وجوده تكــون فإنهــا صفته أو الشيء حقيقة على الحكم هي النتيجة كانت إن قطعيا الواقــع تحليالت أو المعلومــات طريــق عن جــاء الحكم هــذا ألن الخطأ، قابلية فيها ظنية نتيجة

V تبقى ولكنها الخطأ إليها يتسرب أن يمكن وهذه المعلومات، مع المحسوس V فكرا ــتى صــائبا حuحكم فقط وحينئذ خطؤها يتبين V صائبة نتيجة تبقى ذلك وقبل بالخطأ، عليها ي V. وفكرا صحيحا

ا Aمــا التفكــير في طريقــة فليس المنطقي البحث أمــA البحث أســاليب من أســلوب هــو وإنuنتهى بحيث فكــر على فكــر بنــاء هــو المنطقي البحث ألن العقليــة، الطريقة على المبنية إلى ي خشــب وكــل خشــب، الكتابة مثل: لوح معينة نتيجة إلى البناء هذا طريق عن والوصول الحس

حيــاة المذبوحــة الشــاة في كــان يحــترق. ومثــل: لــو الكتابــة لــوح أن النتيجــة فتكون يحترق، وهكــذا. فقــد حيــاة، المذبوحــة الشاة في توجد ال أنه النتيجة فتكون تتحرك، لم لكنها لتحركت

هــذا عن فنتج خشــب، الكتابــة لــوح فكــرة مع يحترق خشب كل فكرة األول المثال في قرنت مــع تتحــرك لم المذبوحــة الشاة كون الثاني المثال في يحترق. وقرن الكتابة لوح أن االقتران

توجــد ال المذبوحــة الشــاة أن االقتران هذا عن فنتج تتحرك، تجعلها الشاة في الحياة أن فكرةحياة. فيها

صــادقة، اقترانهــا جــرى التي األفكار تتضمن التي قضاياه كانت إذا المنطقي البحث فهذا كــل تنتهي أن المقــدمات كاذبــة. وشــرط النتيجــة تكون كاذبة كانت وإذا صادقة، النتيجة تكون

uفهم حــتى الحس فيهــا ويحكم العقليــة الطريقــة إلى ترجــع ولــذلك الحس، إلى منهــا قضــية يV كانت هنا صدقها. ومن الكــذب قابلية وفيها العقلية الطريقة على المبنية األساليب من أسلوبا

uختبر أن وبدل المغالطة، قابلية وفيها أن فاألو�لى العقلية الطريقة إلى بالرجوع المنطق صدق يuســتعمل uلجــأ ال وأن ابتــداءV البحث في العقليــة الطريقــة ت كــان المنطقي. وإن األســلوب إلى ي

uستعمل أن يمكن العقلية. الطريقة إلى بإرجاعها قضاياه صحت إذا ي العقليــة. والطريقــة العلميــة هما: الطريقــة فقط اثنتين طريقتين للتفكير فإن هذا وعلى

الســابقة. المعلومــات وجــود تحتم والثانيــة الســابقة، المعلومــات عن التخلي تفــرض واألولى وال فكــر ينشــأ ال وبــدونها الفكــر، ينشــأ وحدها وبها التفكير في األساس هي العقلية والطريقة

الطريقــة ذلــك. فبواســطة غــير وال المنطقي األســلوب وال العلميــة الطريقــة توجــد أن يتــأتى إدراك يوجــد وبواســطتها واالستنتاج؛ والتجربة بالمالحظة العلمية الحقائق إدراك يوجد العقلية

وتميــيز التــاريخ حقــائق إدراك يوجــد وبواســطتها شــابهه؛ ومــا المنطق في المنطقية الحقائق واإلنســان الكــون عن الكليــة الفكــرة اإلنســان عند توجد وبواسطتها فيها؛ الصواب من الخطأ

والحياة. واإلنسان الكون حقائق وعن والحياة،A تكون أن يتأتى وال توجSد أن يمكن ال فإنها العلمية الطريقة أمAا نيت إذا إال uــ الطريقــة على بV هي تكــون ال أن المحتم، ومن الطـبيعي، العقلية. فمن بالطريقة ثبت ما وعلى العقلية أساســا

uلمس ال مــا كــل بــأن تقضــي العلميــة الطريقــة أن للتفكير. على V ي نظــر في لــه وجــود ال ماديــاV، يثبت لم ذلــك ألن وغيرهمــا، للتاريخ وال للمنطق وجود ال وإذن العلمية، الطريقة لم أي علميــا

هــو وهــذا الملموســة، لألشــياء المــادي واالســتنتاج وتجربتهــا المــادة مالحظة طريق عن يثبت وبـاقي األفكـار، من وفكـر المعرفـة، فـروع من فـرع الطبيعيـة العلـوم ألن الفـاحش، الخطـأ

-45-

Page 46: الفكر الإسلامي - 1958

ال ولـذلك العقليــة، بالطريقـة تثبت بــل العلميــة، بالطريقة تثبت لم وهي كثيرة، الحياة معارفuتخــذ أن يجوز V العلميــة الطريقــة ت uتخــذ أن يجب للتفكــير. والــذي أساســا V ي هــو للتفكــير أساســا

وحدها. العقلية الطريقةV جعلهــا هــو الخطــأ بــل خاطئــة، طريقــة العلميــة الطريقة أن يعني ال هذا أن على أساســاV جعلها ألن للتفكير، V ليست هي إذ يتأتى ال أساسا uبنى أصال Aما عليها ي uني فرع هي وإن أصل، على ب

V جعلها وألن uخر|ج أساسا عــدم على الحكم إلى ويــؤدي البحث، عن والحقــائق المعــارف أكــثر يuدرس التي المعارف من كثير وجود وملموســة بالفعــل، موجودة أنها مع حقائق تتضمن والتي ت

والواقع. بالحس أن يجب الــتي األســس من أســاس فيهــا الخطــأ وقابليــة ظنيــة العلمية الطريقة أن على

uتخذ أن يجوز فال فيها، تالحSظ V ت عن ظنيــة نتيجة توج|د العلمية الطريقة أن للتفكير. وذلك أساساuعطي فإنها العقلية الطريقة صفته. وأمAا وعن الشيء وجود ــة نتيجة ت الشــيء وجــود عن قطعي فهي صفته، وحقيقة الشيء كنه عن ظنية نتيجة تعطي كانت له. وإن معينة صفات وجود وعنــة قطعية له معينة صفات ووجود الشيء وجود على حكمها حيث من uتخــذ أن فيجب يقيني هي ت

V علميــة نتيجة مع عقلية نتيجة تعارضت فلو هذا قطعية. وعلى نتائجها أن باعتبار للبحث أساساV، العقلية النتيجة تؤخذ له، معينة صفة وجود وعن الشيء وجود عن uترك حتما العلمية النتيجة وت

الظني. ال يؤخذ الذي هو القطعي ألن العقلية، النتيجة مع تتعارض التيV العلميــة للطريقــة اتخــاذه هــو العــال|م في الموجود الخطأ كان هنا ومن للتفكــير، أساســا

V وجعلها الطريقــة تصــبح أن ويجب الخطــأ، هذا يصحح أن فيجب األشياء، على الحكم في حكماuرجع التي وهي التفكير أساس هي العقلية األشياء. على الحكم في إليها ي

السياسي الوعي

غــير السياســية الحوادث على أو الدولي الموقف على أو السياسية األوضاع على الوعيــوعي ــي. ألن ال ــوعي السياس ــاع على ال ــية األوض ــف أو السياس ــدولي الموق ــوادث أو ال الح

Aرها، هــو السياســية ا تــدب Aشــؤونه. والــوعي لرعايــة اإلنســان تــدبر فهــو السياســي الــوعي أمــ خاصــة زاويــة غــير من العــالم إلى خاصة. فالنظرة زاوية من العالم إلى النظرة هو السياسي

V وليس سطحية تعتبر V، وعيــا V وليس تفاهــة وحــده المحلي المجــال إلى والنظــرة سياســيا وعيــاV. وال A السياسي الوعي وجود يتم سياسيا النظــرة تكــون أن عنصــران: أحــدهما فيــه توفر إذا إال

V محددة، خاصة زاوية من النظرة هذه تنطلق أن والثاني كله، العالم إلى ــة، هذه كانت أيا الزاويV مبدأ أكانت سواء A فكـرة أو معينا الـوعي تجعـل مبـدأ كـانت إن الخاصـة الزاويـة أن معينـة. إال

V السياسي V ثابتا ويكســب عنهــا يتحــول ال واحــدة غايــة نحــو كلهــا غاياتــه اتجــاه في طريقه آخذافحسب. أفراد نفس في ال األمAة نفس في والتركيز العراقة

V يحتم السياسي والوعي ــاة عن معين مفهــوم تكوين سبيل في النضال خوض طبيعيا الحي األولى المســؤولية هــو المفهــوم هذا مكان. وتكوين كل في إنسان، هو حيث من اإلنسان لدىV الواعي كاهل على ألقيت التي A الراحة تنال ال والتي سياسيا ألدائها. المشقة ببذل إال

V والواعي اتجاهــه تنــاقض التي االتجاهات جميع ضد النضال يخوض أن عليه يتحتم سياسيا لتركــيز النضــال فيــه يخــوض الــذي الــوقت في مفاهيمــه، تنــاقض الــتي المفــاهيم جميع وضد

في شعرة. ويدخل قيد النضال في اآلخر عن أحدهما ينفصل ال فإنه اتجاهاته، وغرس مفاهيمه جــاءت الــتي األعمــاق مفاهيم وضد الحياة عن مفهومه تهاجم التي المطاعن ضد النضال ذلك اآلنيــة، الطلبات تحقيق بواسطة منه يتمكن الذي الرأسمالي التأثير وضد الهابطة، العصور من

جزئية. بغايات السامية الغايات اختصار وضدuتخذ أن يجب بما أو بالمبدأ اإلحاطة وال العالم في بما اإلحاطة يعني ال السياسي والوعي ي

Aما العالم، إلى للنظرة خاصة زاوية كــانت مهمــا العــالم إلى النظــرة تكــون أن فقــط يعــني وإن بهــذه معرفتــه كــانت مهما خاصة زاوية من النظرة هذه تكون وأن كثيرة، أو قليلة عنه معارفه وجــود على تــدل خاصــة زاويــة من العــالم إلى النظــرة وجــود كثيرة. فمجــرد أو قليلة الزاوية

-46-

Page 47: الفكر الإسلامي - 1958

V قوة الوعي هذا يتفاوت كان وإن السياسي، الوعي ــة، للعــالم المعارف بتفاوت وضعفا وللزاوي العــالم، في يعيش الــذي اإلنســان إلى النظــرة في يتركز العالم إلى النظرة من المقصود ألن

خاصة. زاوية اتخذه الذي الحياة عن مفهومه في يتركز خاصة زاوية من النظرة من والمقصودV ليس السياسي فالوعي هذا وعلى Aما والمفكرين، بالسياسيين خاصا إيجاده وممكن عام هو وإن

V ولــو إيجاده يجب بل والمتعلمين، العلماء في إيجاده يمكن كما واألميين العوام في في إجمــاال قيمــة إدراك يمكن ال فرد، أي عند بل األمAة، عند السياسي الوعي هذا بدون ألنه بجملتها، األمAة

األمAة. حياة في لديه التي األفكار اإلسالمية. األمAة لدى وتأمينها سدAها عن غنى ال التي الملحة الحاجة هو السياسي والوعي

يمكن وال والمجتمع، األفراد حياة في اإلسالم قيمة إدراك يمكن ال السياسي الوعي هذا وبدونV االستعمار ويكافحون الكفر يكافحون الذين الدعوة حملة مع األمAة سير ضمان V سيرا في دائمياسواء. والهزيمة االنتصار في الظروف جميع

حالــة تــزداد السياســي الــوعي وبــدون اإلســالم، فضائل تتعطل السياسي الوعي وبدونV األمAة uهــدر عنهــا الرقي أسباب وتنقطع سوءا uبــذل الــتي الجهــود كــل وت إنهاضــها. وبــدون في ت

uسرع مسلمين، بوصفهم المسلمين عند السياسي الوعي خطر ويزداد اإلسالم إلى االنقراض ي وحمــل اإلســالمية الحيــاة استئناف من تمكAن التي والوسائل الطرق وتنعدم للمسلمين اإلبادة

ة الضرورة منتهى في مسألة السياسي الوعي اإلسالمية. فوجود الدعوة Aوهي اإلســالمية لألمــ موت. أو حياة مسألة مبالغة دون

ة يجنAب أن يمكن ال السياسي بالوعي يتمتعون األمAة في أفراد ووجود Aأن وال الكارثــة األمــ ة، في الواعين األفراد عدد كثر مهما االنزالق، من يحفظها Aدامــوا مــا األمــ ،V أن بــد ال بــل أفــرادا يوجـد أن يجب االنـزالق. بـل هـذا بنار ويصطلوا انزالقها يشهدوا وأن األمAة مع الكارثة تجرفهمجميعها. في يوجد ألن ضرورة ال كان وإن بمجموعها األمAة في الوعي

ة لدى السياسي الوعي إيجاد في حد أقصى الجهد من ينفSق أن من بد ال لذلك Aــ ــدر األم بق الشــعور فإيجــاد اإلســالمية، المشــاعر وإذكــاء اإلســالمية المفاهيم إيجاد في جهد من ينفSق ما

ة بحاجـة الشـعور عن ينبثـق أن يجب لهدايته اإلسالم إلى العالم بحاجة Aوأن اإلسـالم، إلى األمـ ة تنظر ألن الجهد ينفSق أن يجب له. أي مشاعرهم وإثارة اإلسالم الناس بتفهيم هذا يغذAى Aــ األم

V ولو النظرة هذه تتركز حتى اإلسالم زاوية من العالم إلى ظ وأن الناس جمهرة في إجماال Sيالحــ إليه. الشوق وإثارة اإلسالم لتفهيم الجهد بذل عند األساس هذا

العــالم مصــلحة إلى شــاملة بنظرة يتميز يثمر الذي الوعي أن يالحSظ أن يجب ما أول إن مســتحيل، اإلســالم بــدون العــالم إنقاذ أن بمجموعها األمAة تعتقد أن اإلسالم. ويجب زاوية منV ولو األمAة تدرك وأن الدولــة بــدون المجتمــع في الحيــاة معــترك في اإلســالم إيجــاد أن إجمــاال

V يكــون أن خيال. ويجب اإلسالمية Aح السياســي الــوعي لــديهم نمــا الــذين لــدى واضــحا أن وتفتة جعــل وأن وه�م، اإلسالمية األمAة بدون اإلسالمية الدولة تحقيق Aاإلســالمية الدولــة تحقــق األمــ

V أكثر السياسي الوعي دون V. وأشد خياال وهما ولكن اإلسالم، زاوية من العالم إلى نظرتها ظهرت إذا األمAة في السياسي الوعي ويظهر

A السياسي الوعي عليه يظهر ال الفرد Aح. ومن الـوعي هذا نما إذا إال الصــعوبة من تجــد هنــا وتفتV واع� أنــه الشــخص على تدرك أن ظــاهر. بشــكل فيــه الــوعي هــذا مثــل يتمثــل لم إذا سياســيا

V والواعي V ويحذر باأللقاب، أو باألسماء أو باأللفاظ يؤخذ أن يمكن ال سياسيا ذهنه يكون أن دوما عن الحقيقــة تحــري في يضــل أو الوقائع عن يضيع أن واإلعالنات. ويتحاشى الدعايات فريسةuعمل التي الغاية لها. ي

V الواعي بها يتمتع التي والميزة بهـا يعلق أن من واآلراء األنباء تلقي في الحذر هي سياسيا وفي حقيقتــه في يفكــر وهــو وعي حالــة في شــيء كــل يأخذ أن تفاهته. أي بلغت مهما شيء

uعمل التي الغاية من موقعه لها. يV الواعي وليحذر لشـيء النـاس األنبـاء. فرغبـات أو اآلراء على ميولـه تسلط من سياسيا

الــرائي إلى يخيــل يجعلــه ما عليه يضفي قد أو النبأ أو الرأي يفس�ر قد مبدئي أو حزبي أو ذاتيــواعي يتبين أن من بد ال صدق. ولذلك وهو كذب أنه إليه يخيل أو كذب، وهو صدق أنه الكالم ال

-47-

Page 48: الفكر الإسلامي - 1958

uعمل. وال الذي والعمل يقال الذي V الواعي بل هو، ذلك يدرك أن يكفي ي ــدرك الذي هو سياسيا ي إيجــاد على يعمـل وحـتى والمناقشـة البحث بسـاط على توضـع حـتى للنــاس ويعلنهـا األشياءواألنباء. اآلراء تنقيح على وتتعود باأللفاظ تؤخذ ال أن فتتعوAد مجموعها في األمAة عند الوعي

V المرء اعتبار يصح وال V واعيا V وعيا V يقول كان إذا سياسيا V يرى أو بخالفه، ويعمل شيئا وال رأياV بفكــرة أو بمبــدأ الــواعي إيمــان تطبيقــه. إن في يجهد V وعيــا في ال أفعالــه في يتمثــل سياســيا

لـه حـق وآثــار أعمـال في أفكــاره تتجسد لم ومناقشاته. فإذا أحاديثه في وال وكتاباته خطاباتهV األقل. فالواعون على وعيه صحة في أو وعيه في يشك أن ولغيره ــات أو كانوا أفرادا أو جماع

A وعيهم يتأكد ال كتلة، A صــدقهم يظهــر وال بالعمل إال العالمــة هي والتضــحية. وهــذي باإلقــدام إالV كونه معنى ألن الصحيح السياسي للوعي الفارقة V، كونه هو وعيا V، كونــه ومعـنى تــدبرا سياســيا

الوعي. هذا أساس على أمAته وشؤون كلها شؤونه يرعى كونه هو الحيــاة ومشــاكل والنــاس بــالواقع احتكــاكهم في بالقضــايا الواعين اصطدام كان ولذلك

V المباشرة V، أمرا ــالمي. الدولي والصعيد الداخلي المحلي الصعيد بين ذلك في فرق ال حتميا الع الـتي الخاصـة الزاويــة أو يحملهـا الـتي الرســالة جعـل على المقدرة تبرز االصطدام هذا وفي في فــرق إليهــا. وال يســعى الــتي الغايــة وهي الحكم، وهي األساس هي منها العالم إلى ينظر منها العالم إلى تنظر التي الخاصة الزاوية تقتضيه بما األمAة فعمل األمAة، وبين األفراد بين ذلك واحتكاكهـا بالقضــايا واصـطدامها كـالفرد، حتمي أمــر بهـا وتصــديقها الفـرد، كعمل حتمي أمر

V حتمي أمر بالمشاكل يجب لـديها. ولهـذا السياسـي الوعي وجود اعتبار يصح حتى كالفرد أيضاخصال: ثالث واحدة، كمجموعة األمAة نفوس في تتأصل أن

V األمAة بمصالح إحداها: االهتمام V اهتماما دعائه: في المسلم فيقول بديهي، آلي بشكل تاما أن قبل الجيش، انتصر ويسأل: هل ارحمني"، يقول: "اللهم اإلسالمية" كما األمAة ارحم "اللهمالجيش. في ابنه عن يسأل

أفكــار من تأييــده يجب ما وتجاه عليه، القضاء يجب ما تجاه واالنتظام الرأي ثانيها: وحدةهدمه. يجب ما وتجاه بناؤه يجب ما تجاه وأشخاص. أي وأعمال

Sحة رذيلة والتمرد السجايا، من سجية الطاعة ثالثها: جعل Sرة. وال مستقب يســمى ومســتنكV، الطغيــان وجه في الوقوف وال طاعة للعدو الخضوع Aمــا تمــردا لــه من أمــر تنفيــذ الطاعــة وإنعكسه. والتمرد واطمئنان، ورضا ورغبة بخضوع الصالحية

V القوى أكثر الروحية القوة تأثيرا

كــان أكــثر قــواه كــانت وكلمــا قــوى، من يملــك مــا بمقــدار بالعمل للقيام اإلنسان يندفع اإلنســان أن قــوى. غــير من يملكه ما بمقدار أعمال من يحققه ما مقدار أكثر. ويكون اندفاعه

إلشــباع يســتعملها الــتي والوســائل جســمه في تتمثــل ماديــة قوى فيملك متعددة، قوى يملك ويملــك بها، االتصاف إلى يهدف التي المعنوية الصفات في تتمثل معنوية قوى ويملك شهواته،

V. ولكل بهما أو بها شعوره أو بالله لصلته إدراكه في تتمثل روحية قوى القوى هذه من قوة معاA اإلنسان قيام في أثر الثالث اإلنســان في التأثير في متساوية ليست القوى هذه أن بالعمل. إال

V تتفاوت بل V أضعفها المادية اإلنسان. فالقوى على تأثيرا V أكـثر المعنوية والقوى تأثيرا من تــأثيراV أكثرها فهي الروحية القوى المادية. أمAا القوى فعالية. وأشدها تأثيرا

العمــل إلى صــاحبها شــهوة إلرضــاء تــدفع وســيلة أو جسمية من المادية القوى أن وذلكV العمل إلى تدفعه ال أكثر. وقد ليس لها تقديره بمقدار ــذا حاجة يجد ال ألنه توفرها مع مطلقا له

العمــل. إلى االنــدفاع يحتم ال وحــده ووجودهــا االنــدفاع محــدودة قوى فهي هذا العمل. وعلى فيها وجد فإذا المادية، وسائله ويبحث الجسمية قواه يزن عدوه يحارب أن يريد حين فاإلنسان

A أقدم عدوه لمحاربة الكفاية يتــوهم ولكن عدوه لسحق كافية قواه يجد وتراجع. وقد أحجم وإالuن، منــه أقــوى هــو بمن ينتصــر قد أنه رفــع أو نفســه رفاهــة في قــواه صــرف أن يــرى أو فيجب

ا ولكن اإلنسان، به يقوم أن يريد عمل العدو فيتقاعس. فمحاربة عيشه مستوى Aيريــد كـان لمـ V اندفاعــه صــار ماديــة قوى من يملك ما بمقدار لذلك يندفع أن V وصــار بهــا محــدودا في مــترددا

-48-

Page 49: الفكر الإسلامي - 1958

التقاعس. أو الجuبن فيه بعثت عوارض له عرضت حين توفرها مع بالعمل القيامV بالعمـل القيـام تيـار النفس في تبعث فإنهـا المعنويـة القـوى بخالف وهذا تسـعى ثم أوالــأكثر تندفع وقد الموجودة، قواها حد عند تقف أن دون به للقيام الكافية القوى على للحصول ب

أي قــوى. وعلى من جمعــه إلى وصــلت مــا حــد عند تقف وقد عادة، مادية قوى من تملك مما نفسه لتحرير عدوه يحارب أن يريد كمن وذلك مادية، قوى من تملك مما بأكثر تقوم فهي حالV أو للشهرة أو بالثأر لألخذ أو سيطرته من أكــثر ينــدفع فإنــه ذلك، شاكل ما أو للضعيف انتصارا

هذا في ذلك. والسبب شابه ما أو السيطرة لمجرد أو لالستعمار أو للغنيمة عدوه يحارب ممن ويتطلب الغريزيــة المفــاهيم من أعلى بمفاهيم مربوط داخلي دافع هي المعنوية القوى أن هو

V V إشباعا الغريزيــة المفــاهيم على فتســيطر اإلشــباع لهــذا الوســائل إليجــاد القوى فتندفع معيناالمادية. القوى تفوق التي القوى هذه لها تصبح وبذلك المادية، القوى وتسخر

مــع جيوشــها لـدى المعنويــة القـوى إيجــاد على تحــرص كلــه العـالم دول كـانت هنا ومنالمادية. القوى استكمالV أقوى فإنها الروحية القوى أمAا ألن المادية، والقوى المعنوية القوى من اإلنسان في تأثيرا

اإلدراك القوى. وهذا وخالق الوجود خالق بالله صلته اإلنسان إدراك من تنبعث الروحية القوى منــه يطلب مــا بمقــدار اإلنســان انــدفاع يجعــل باللــه الصلة بهذه الوجداني الشعور أو العقلي مــا بمقــدار بــل قــوى، من يجمــع أن يمكنــه ما بمقدار وال قوى، من يملك ما بمقدار ال الخالق،uطلب الطلب يكــون فقــد أقــل، أم أكــثر أم قواه بمقدار أكان سواء الطلب هذا كان مهما منه يV يكون قد أو صراحة، حياته تقديم ممــا أكــثر كان وإن بالعمل يقوم فإنه حياته، تقديم إلى مؤدياV أكــثر الروحية القوى كانت هنا قوى. ومن من يجمع مما وأكثر قوى من يملك جميــع من تــأثيرا

اإلنسان. لدى التي القوىA uخشى فإنه فقط وجداني شعور عن ناجمة كانت إن الروحية القوى هذه أن إال من عليها ي غــير أخــرى أعمــال إلى بالمغالطــة تحولها أو عليها أخرى مشاعر تغلب بسبب والتغير الهبوط

V كان لها. ولذلك مندفعة كانت التي وشــعور إدراك عن ناجمــة الروحيــة القــوى تكــون أن لزاماV تيارها ويظل القوى هذه تثبuت وحينئذ بالله، اإلنسان بصلة يقينيين uطلب ما بمقدار مندفعا منها ي

ال حينئــذ اإلنســان ألن المعنويــة للقــوى أثر أي يصبح لم الروحية القوى وuجدت تردد. وإذا دون لفخــر وال غنيمــة ألخــذ عــدوه يحارب ال إذ فقط، الروحية القوى بدافع بل بدافعها بالعمل يقوم

فخــر نــال تحصــل، لم أم غنيمــة لــه حصــلت ســواء ذلك، منه طلب الله ألن يحاربه بل النصر،A بالعمل يقم لم ألنه أحد، به يعلم لم أو النصر ا منــه طلب الله ألن إال Aالماديــة القــوى ذلــك. أمــ عليه. دافعة قوى ال للعمل وسائل تصبح فإنها

كـانت ولـو حـتى روحيـة قـوى للمسـلم الدافعـة القـوى جعـل على اإلسـالم حـرص وقد كلهـا. الـدنيا للحيـاة الوحيـد األسـاس هـو الروحي األساس جعل إذ معنوية، أو مادية مظاهرها

ــوال أعماله، مقياس والحرام والحالل حياته، أساس اإلسالمية العقيدة فجعل اللــه رضــوان ون أوامر بحسب وكبيرها صغيرها كلها بأعماله يقوم أن عليه إليها. وحتم يسعى التي الغايات غايةV بها والشعور بالله الصلة تعالى. فإدراك بالله صلته إدراك على بناء ونواهيه الله V إدراكا وشعورا

عمــل بــأي للقيــام تدفعــه الــتي القوى وهو المسلم، حياة عليه تقوم الذي األساس هو يقينيينuر. فهو أم صغuر من يملــك مــا وبمقـدار أعماله، جميع في الدنيوية حياته بها تقوم التي الروح كبV كان روحية. ولذلك قوى من عنده ما مقدار يكون والشعور اإلدراك هذا أن المسلم على واجبا

وانتصاره. نجاحه سر وهي يفنى ال الذي كنزه فهي الروحية، القوى هي قواه يجعل

األدبي واألسلوب الفكري األسلوب

في مــا لتصــوير التعبــير كيفيــة هــو أو منســقة، ألفاظ في مرتبة معان� هو الكتابة أسلوب في الظـاهرة هي كـانت وإن اللفظيــة اللغويــة. فالصــورة بالعبــارات معـان� من المتكلم نفس

Aما المعاني، عن مستقلة تحيا أن يمكن ال ولكنها األسلوب اللغـوي نظامهـا في الفضل يرجع وإن بــذلك فكــان المتكلم، أو الكــاتب نفس في وتــألف انتظم المعــاني من آخــر نظام إلى الظاهر

-49-

Page 50: الفكر الإسلامي - 1958

V V، أسلوبا لبسه. الذي ثوبه وصار مثاله على اللفظي التآلف تكوAن ثم معيناV يكون أن المتكلم أو الكاتب من األسلوب ويتطلب V أداءه يريد لما فاهما V فهمــا V دقيقــا جليــا

التعبـير يـأتي ذلـك األسـلوب. وبعـد قيمـة في البعيد أثره ولذلك هو، كما أدائه على يحرص ثم والعبــارات الــتراكيب في التصــرف على وقــدرة لغوية ثروة المنشئ من يتطلب الذي اللغوي

V نفسه هو يكون أن المتكلم من األسلوب يتطلب كما بها، األفكار أداء يريد التي والكيفية متأثراV لتدرك وأخيلته ومشاعره عقله يوقظ أن إذاعتها. فيجب على وحرص الحقائق أدرك قد منفعال

مــع يتالءم بمــا المعــاني تؤدي التي األلفاظ باختيار التعبير قوة تأتي ذلك بعد ثم بقوة، المعاني الفخم، باللفــظ لــه يــؤتى الفخم والمعــنى الرقيــق باللفــظ لــه يؤتى الرقيق المعنى. فالمعنى

من المعــاني في مــا يــدرك أن المتكلم أو الكاتب من يتطلب األسلوب فإن ذلك وهكذا. وفوقV جميلة أسرار من فيها يتصل وما واستنارة عمق V إدراكا V، حادا أصــفى يختــار ذلــك بعــد ثم رائعــا

V البديع المعنى أو الجميل الخيال بهذا وأليقها العبارات والمتنــافرة الخشــنة األلفــاظ عن مبتعداوالذوق. الحس تؤذي التي

Aمــا التكلم أو الكتابة من المراد أن يتبين يتطلبه. ومنه ما وهذا األسلوب هو هذا أداء هــو إنAمــا التعبــير في األصــل كان هنا السامع. ومن أو للقارئ المتكلم أو الكاتب لدى التي المعاني إن

ــاتب لدى هي كما المعاني هذه تؤدي التي األلفاظ ذلك بعد تأتي ثم المعاني هو المتكلم. أو الك هنــا ومن المعــاني؛ هــذه بهــا تــؤدى الــتي واأللفــاظ أمرين: المعاني في تنحصر إذن فالمسألة

Aاب عناية اختلفت V المعــاني إلى عنايتــه وجAه من فمنهم واأللفاظ، بالمعاني والمتكلمين الكت أوالV األلفاظ إلى عنايته وجAه من ومنهم أدائها، في الدقة إلى األلفاظ وأخضع ــة في وتساهل أوال دق

قســمين إلى والتكلم الكتابــة في األســلوب انقســم األلفــاظ. ولــذلك ســبيل في المعاني أداءاآلخر. يخالف خاص نسيج منهما ولكل أدبي، واآلخر فكري اثنين: أحدهما

أو أو لجــدAتها أداءهــا يريــد التي األفكار يختار المتكلم أو الكاتب فإن الفكري األسلوب أمAاV األفكار هذه يرتب ثم الحال، لمقتضى مالءمتها أو قيمتها V ترتيبا إلى أدعى ذلــك ليكــون معقــوالV القارئ، ذهن في ارتباطها وحسن فهمها بهــا. واألســلوب الالئقــة باأللفــاظ عنهــا يعــبر وأخــيرا

األســاس هي العقلية والمعارف صادقة، نفس من صادر أساسي طبيعي االنفعال فيه الفكريAما وعنايته االنفعال، لصنعة أثر أي فيه يظهر وال بنائه، في األول وهــو األفكــار، باستقصاء هي إن

العقــول. وتمتــاز وإنــارة المعرفــة وخدمــة التعليم قصد الحقائق أداء منه العقل. والغرض لغة الفكرية الحقائق ونشر العقل على قيامه هو فيه واالستقصاء. واألصل والتحديد بالدقة عبارته

عنصــرين من يتكــون جملتــه في وتعمــق. وهــو جهــد إلى إليهــا الوصول يحتاج التي والمعارفالعبارات. والثاني األفكار أساسيين: أحدهما

يجعل وال والمعارف الحقائق حد عند يقف ال فيه المتكلم أو الكاتب نجد األدبي واألسلوبAما باألفكار العقل تغذية قصده ــذي وأبرزها أهمها ويختار الحقائق هذه يقرب وإن أن يســتطيع ال

V فيه يجد V أو خفي أو ظــاهر لجمال مظهرا ضــا Aأو واعتبــار لع|ظــة معر V تــأثير. ثم أو لتفكــير داعيــاV اختاره ما يفسر V تفسيرا أو الراضــية أو المتعظــة أو المتعجبة نفسه من عليه يخلع بما به خاصا

ليكونــوا والســامعين القــراء نفــوس إلى مثلــه إثــارة أو االنفعال هذا نقل يحاول ثم الساخطة،ساخطين. أو راضين مغتبطين، أو متعجبين

ــاني في االنفعال هذا بإظهار والعناية االنفعال صنعة فيه األدبي واألسلوب واأللفــاظ المع والمشــاعر، العاطفــة لغــة وهو االنفعال قوة على منصب فيه واالهتمام أفكاره، بها يؤدي التي

يتصــورها كمــا جميلــة رائعــة الحقــائق بعــرض وذلــك والسامعين، القراء إثارة هي فيه والغاية بــالتفخيم عبارتــه تتصــف أن فيــه والقراء. ويقصد السامعون يتصورها أن يجب كما أو الكاتب،

عباراتــه في تــؤثر الــتي العاطفة بقوة والتأثير. ويتميز الجمال مواطن عند والوقوف والتعميمV V تأثيرا عناصــر: ثالثــة من يتكــون جملتــه في والتراكيب. وهــو والصور الكلمات في يبدو واضحاوالصور. األفكار بها يصوغ التي العبارات والثالث يؤلفها، التي الصور والثاني األفكار، أحدها

األسلوب في تكون كما الفكري باألسلوب تكون فهي وجماله ووضوحه األسلوب قوة أمAاV أكان سواء هو، حيث من لألسلوب صفة فهي معين، بأسلوب تختص وال األدبي V. أم أدبيا فكريا

V أن نجد هنا ومن مــا وقوتــه وجمالــه األسلوب وضوح فيها بلغ الفكرية األساليب من كثيرا

-50-

Page 51: الفكر الإسلامي - 1958

V تفــوق جعلها V. واألســلوب األدبيــة األســاليب من كثــيرا النــاس تعليم في يتحتم الفكــري تــأثيراA ذلــك يــؤدى وال لــديهم، بها التصديق وإيجاد إياها وتفهيمهم األفكار وهــو الفكــري باألســلوب إال

V وجــود إلى وتحتــاج بطيئــة إثارتــه ولكن فهمهــا، التي باألفكار للعمل المشاعر بإثارة يفيد أيضاA المشاعر؛ تثور حتى للفكر إدراك ــة مشــاعر األسلوب هذا في توجد التي المشاعر أن إال دائمي

A تخبو ال أثارها. الذي بالفكر التصديق فuقد إذا إالA يفيد ال فإنه األدبي األسلوب بخالف على النـاس لتحـريض يتحتم وهـو المشـاعر باثارة إال والمعــارف الســطحية الحقــائق يعلAم ولكنه حقائق والقارئ السامع يعلAم كان وإن العمل. وهو

ويتصــرف وينفشــها يبســطها فإنه يؤديها أن وإذا العميقة، األفكار أداء على له قدرة وال التافهةفتسخف. ومعانيها عمقها عنها فيذهب بها

شاكلها وما التجريبية والعلوم والتشريع والفلسفة المبادئ أفكار تؤدى أن يمكن ال ولذلكA A شـابهها ومـا والخطابـة الشـعر يؤدى أن يمكن وال الفكري، باألسلوب إال األدبي. باألسـلوب إال

ــارة يتحتم األدبي واألسلوب الفكر، ألداء يتحتم الفكري فاألسلوب على وتحريضــهم النــاس الثمنهم. يراد الذي العمل

ة في يفشو الفكري األسلوب تجد هنا ومن Aسـيرها وعنفـوان نهضـتها حـال في وهي األمـ الترف. ولذلك حالة في أو التفكير سطحية وهي األمAة في يفشو األدبي واألسلوب التصاعدي؛

uعث الذي العصر نجد ــثر وقــل الشعر فيه ضعuف قد وسلم عليه الله صلى محمد سيدنا فيه ب الن في مثــل أروع الكــريم القــرآن وكــان واألحاديث، الخطب في الفكري األسلوب وفشا األدبي،

األســلوب في مــا أروع حــوى قــد كــان وإن األســلوب، هــذا من أكــثره وكان الفكري األسلوبuلتزم ما يلتزم ولكنه األدبي والتحديد. الدقة من الفكري األسلوب في ي

ة Aت قـد العصــر هـذا في اإلســالمية واألمــAإلى حاجـة في فهي النهضــة أحاســيس فيهـا دب ــا وإن دائميــة بهــا للعمل المثارة مشاعرهم وجعل للناس الحقائق ألداء الفكري األسلوب ال كنــد الذي الفكر وضع بعد ولكن العمل، على الناس تحريض في األدبي األسلوب عن نستغني نري

به. تصديقهم وتركيز أذهانهم في به يعملوا أن منهم

-51-